You are on page 1of 17

‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬

‫والعاديين (دراسة مقارنة)‬

‫د‪ .‬احسان عليوي ناصر‬ ‫د‪ .‬حنان جمعة عبد هللا‬

‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
‫والعاديين (دراسة مقارنة)‬

‫د‪ .‬احسان عليوي ناصر‬ ‫د‪ .‬حنان جمعة عبد هللا‬


‫كلية التربية للعلوم الصرفة‪-‬ابن الهيثم‬ ‫كلية التربية األساسية‬
‫جامعة بغداد‬ ‫الجامعة المستنصرية‬

‫مستخلص البحث‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة والعاديين في‬
‫المرحلة االبتدائية (دراسة مقارنة)‬
‫هدف البحث التعرف على‪:‬‬
‫‪ .1‬الفروق ذات الداللة اإلحصائية في مهارات االدراك البصري بين التالميذ ذوي صعوبات تعلم‬
‫الكتابة والتالميذ العاديين‪.‬‬
‫‪ .2‬الفروق ذات الداللة اإلحصائية في مهارات االدراك البصري حسب النوع‪.‬‬
‫‪ .3‬العالقة االرتباطية بين مهارات االدراك البصري وصعوبات تعلم الكتابة‪.‬‬
‫ولغرض تحقيق الهدف تم اختيار عينة عشوائية بسيطة من أربع مدارس ابتدائية من مدارس‬
‫تربية الكرخ األولى‪ ،‬تتكون من (‪ )90‬تلميذ وتلميذة بواقع (‪ )45‬من تالمذة الصف الخامس االبتدائي‪،‬‬
‫ممن تظهر لديهم مؤشرات صعوبات تعلم الكتابة وفقا ً لنظام اختيار هؤالء التالميذ الذي اتبعه الباحثان‬
‫في البحث الحالي من خالل استمارة المالحظة‪ ،‬و (‪ )45‬من التالميذ العاديين من الصف الخامس‬
‫االبتدائي من نفس مدارس عينة ذوي صعوبات التعلم الكتابة‪.‬‬
‫قام الباحثان ببناء استمارة مالحظة لتحديد ذوي صعوبات تعلم الكتابة في ضوء خصائص‬
‫ومؤشرات االضطرابات في الكتابة تتكون من (‪ )20‬عبارة في ضوء مقياس ثالثي يحددها القائم‬
‫بمالحظة التلميذ (المعلم)‪ ،‬واستخرج الصدق والثبات الستمارة المالحظة‪.‬‬
‫ولقياس االدراك البصري قام الباحثان ببناء اختبار مهارات االدراك البصري‪ ،‬والذي يتكون‬
‫من سبعة مهارات وهي (التمييز البصري‪-‬الذاكرة البصرية‪-‬إدراك العالقات المكانية البصرية‪-‬ثبات‬
‫الشكل بصريا ً‪-‬ذاكرة التسلسل البصري‪-‬العالقة بين الشكل واالرضية بصريا ً‪-‬االغالق البصري)‪،‬‬
‫وتتكون كل مهارة من (‪ )10‬فقرات‪ ،‬واستخرجت الخصائص القياسية للمهارات متمثال بالصدق‬
‫والثبات‪.‬‬
‫وللتأكد من نتائج البحث تم حساب المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لدرجات ذوي‬
‫صعوبات التعلم الكتابة والعاديين لمهارات االدراك البصري وفقا ً لكل مهارة من مهارات االدراك‬
‫البصري واالختبار ككل باستخدام االختبار التائي لعينتين مستقلتين‪.‬‬
‫واظهرت نتائج البحث أنه توجد فروق ذات داللة إحصائية بين التالميذ ذوي صعوبات التعلم‬
‫الكتابة والعاديين في كل مهارات من مهارات االدراك البصري‪ .‬وانه توجد فروق ذات داللة إحصائية‬
‫في مهارات االدراك البصري حسب النوع ولصالح االناث‪ ،‬فضال عن ذلك كشف البحث عن عالقة‬
‫ارتباطية عكسية بين درجات مهارات االدراك البصري ودرجات صعوبات تعلم الكتابة‪.‬‬

‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫مجلة كلية التربية االساسية‬ ‫‪- 433 -‬‬ ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
‫كلية التربية االساسية ‪2019 /‬‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
‫والعاديين (دراسة مقارنة)‬

‫د‪ .‬احسان عليوي ناصر‬ ‫د‪ .‬حنان جمعة عبد هللا‬

‫يحتاج األطفال حديثو التعلم الى عديد من المهارات حتى يمكنهم اتقان تعلم الكتابة وذلك من خالل‬
‫العمليات السابقة على هذا التعلم والالزمة له‪ ،‬حيث إن الكتابة وتعلمها يحتاجان الى عدد من المهارات‬
‫والعمليات العقلية التي تمكن المتعلم من اكتساب المهارات في ذاتها‪ .‬فهي ليست مجموعة من الحركات‬
‫التي يؤديها الطفل دون وعي منه ولكنها حركات ناتجة عن مهارات وقدرات خاصة يجب على الطفل‬
‫التمكن منها اوالً‪.‬‬
‫ولعل أهم ما تحتاجه الكتابة كعملية هو االدراك البصري لألشكال ومعانيها‪ ،‬حيث ان هذا االدراك‬
‫البصري ألشكال االحرف ومعانيها وعالقتها معا ً هو الذي يمكن التلميذ من تعلم كتابة الكلمات وفهم‬
‫معانيها‪ ،‬ومن ثم فان فشل التلميذ في تحقيق االدراك المناسب والصحيح للمثيرات البصرية وفشله في‬
‫فهم معنى تلك المثيرات من شانه أن يمثل أساس النجاح او الفشل في تعلم الكتابة‪ ،‬ألن اضطراب هذه‬
‫العمليات من شانه أن يؤدي إلى صعوبات في تعلم الكتابة بالطريقة الصحيحة‪.‬‬
‫ولقد اهتمت العديد من الدراسات واألبحاث في مجال صعوبات تعلم الكتابة بمهارات االدراك‬
‫البصري والعمليات العقلية الكامنة وراء تعلم الكتابة لدى التالميذ ذوي صعوبات الكتابة ومقارنتهم‬
‫بالعاديين وهو ما يهتم به البحث الحالي‪.‬‬
‫وتتحدد مشكلة البحث الحالي في اإلجابة عن التساؤل التالي‪:‬‬
‫هل تختلف مهارات االدراك البصري لدى عينة من تالميذ الصف الخامس االبتدائي في بعض‬
‫المدارس االبتدائية لذوي صعوبات تعلم الكتابة مقارنة بالعاديين؟‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تعد مرحلة الطفولة من أهم الم المرحل في حياة اإلنسان حيث تنمو خاللها قدرات الطفل العقلية‬
‫والنفسية والجسمية ويصبح قابل للتعلم واكتساب المعرفة‪ ،‬إن هذه المرحلة هي األساس التكويني الذي‬
‫يقوم عليه بناء الشخصية اإلنسانية‪ ،‬حيث أن خصائص النمو فيها بمثابة دالالت الشخصية وتطور‬
‫مسار نموها في المراحل العمرية التالية‪ ،‬وعليه يتفق علماء النفس والتربية على ضرورة العناية‬
‫بالطفل وداسة مراحل نموه المختلفة للوقوف على أهم الخصائص النمائية التي تميز كل مرحلة‪،‬‬
‫ومعرفة مشاكل ومعوقات النمو اإلعاقات الحركية‪ ،‬والسمعية‪ ،‬والبصرية‪ ،‬والذهنية والتي تنعكس سلبا‬
‫على بقية مظاهر النمو األخرى‪.‬‬
‫ولكن لم يبقى اهتمام التربويين والنفسانيين منصب على دراسة صرورة النمو والمشاكل التي‬
‫تشوبها بل تتجاوزها إلى دراسة انعكاسات هذه المشاكل على جوانب أخرى مثل المشاكل المتعلقة‬
‫بعملية التعلم‪ ،‬حيث يعاني بعض األطفال من مشاكل في عملية التعلم‪ ،‬تقف عقبة أمام تطور مسارهم‬
‫الدراسي ومن بين هذه المشاكل صعوبات التعلم والتي تتجلى من خالل تدني في مستوى التحصيل‬
‫األكاديمي في مادة دراسية أو أكثر والذي قد يتسبب في الرسوب التلميذ وفشله الد ارسي‪ ،‬وتراكم‬
‫مشكالته التعليمية‪ ،‬ولقد أرجع الباحثون والدارسون لهذا المجال مثل هذه الصعوبات إلى اضطرابات‬
‫على مستوى االدراك البصري والتي تعرف بصعوبات التعلم النمائية التي يجب أخذها بعين االعتبار‬
‫مع األطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم األكاديمية (القاسم‪:2015 ،‬ص‪.)201‬‬
‫وان الباحثين في مجال صعوبات التعلم يولون أهمية كبيرة في إحداث صعوبات التعلم األكاديمية ألن‬
‫العوامل النمائية وثيقة الصلة بعملية التعلم والبناء المعرفي عند الفرد‪ ،‬فاإلدراك البصري الذي يعد‬
‫واحد من العمليات العقلية التي تقوم عليها البناء المعرفي اليتم ذلك إال عن طريق اإلحتكاك بالمحيط‬
‫وفي هذا اإلطار يرى بياجه أن الطفل مكتشف في محيطه فهو يبني معارفه المتشابهة لألشياء التي‬
‫يراها ويسمعها وبفضل هذه النماذج ينظم أفكاره ويبني قاعدته في المعرفة‪ ،‬وهكذا يتطور اإلدراك عند‬

‫مجلة كلية التربية االساسية‬ ‫‪- 434 -‬‬ ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
‫كلية التربية االساسية ‪2019 /‬‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
‫والعاديين (دراسة مقارنة)‬

‫د‪ .‬احسان عليوي ناصر‬ ‫د‪ .‬حنان جمعة عبد هللا‬

‫بياجه‪ (.‬حبيب‪ .)67 :2003،‬كما أن لإلدراك دور أساسي في عملية التعلم حيث يعد أهم مفاتيح عملية‬
‫التعلم ووسائله الفعالة حيث أن التعلم الفعال يتطلب إدراك فعال للمثيرات التي يستقبلها المتعلم من‬
‫البيئة المحيطة ( الجابري‪.)97 :2005،‬‬
‫ولكن قد يحدث وأن يختل نظام اإلدراك الصري عند التلميذ ويتجلى ذلك في اضطراب وظائفه‪ ،‬وبما‬
‫أن صعوبات اإلد ارك البصري من الصعوبات النمائية التي تثير اإلزعاج إلعتماد التدريس على‬
‫العرض المرئي للمعلومات‪ ،‬ومن ثم تتؤثر في كفاءة اإلدراك البصري على إستعاب كافة األنشطة‬
‫المعرفية األكاديمية مثل صعوبة القراءة‪ ،‬والحساب‪ ،‬والكتابة وهذه األخيرة هي من أكثر الصعوبات‬
‫األكاديمية التي تثير اإلنزعاج إلعتماد مدخالت التعلم على الكتابة اليدوية والتعبير الكتابي‪ ،‬ومن ثم‬
‫تؤثر كفاءة الكتابة على كافة األنشطة المعرفية والمهارات األخرى‪.‬‬
‫وفي إطار دراسة العالقة بين صعوبات التعلم وصعوبات اإلدراك البصري فقد أجريت العديد من‬
‫الدراسات منها دراسة أج ارها(‪ )Bruns & Waston‬في سنة ‪ ،2000‬والتي توصل فيها إلى أن‬
‫هناك إرتباط موجب بين مكونات التجهيز البصري وصعوبات التعلم‪ ،‬وكذلك دراسة أج ارها‬
‫(‪ )Brunsel al‬أن األطفال ذوي صعوبات التعلم يعانون من قصور في اإلدراك البصري اإلنتقائي‪،‬‬
‫وهذا يشير حسب الدراسة إلى وجود صعوبة في اإلدراك البصري لدى األطفال ذوي صعوبات التعلم‬
‫(القريوتي‪.)55-53 :2010 ،‬‬
‫وفي دراسة قام بها كجهام في سنة (‪ (1987‬التي كان موضوعها العالقة بين القدرة اإلدراكية ومستوى‬
‫التعلم لدى مجموعة من األطفال غير القادرين على التعلم في سن من‪7‬إلى ‪ 9‬سنوات‪ ،‬وهدف الدراسة‬
‫إلى معرفة ما إذا كان هؤالء األطفال يكون مستوى تعلمهم أكثر فاعلية عندما يكون أسلوب تعلمهم‬
‫معتمد بشكل قوي على التنظيم اإلد اركي لديهم‪ ،‬ولم تكتشف نتائج الدراسة على وجود فروق بين‬
‫المجموعتين التجريبية والضابطة إال في حالة مجموعة اإلد ارك البصري‪ ،‬الذي كان مستوى تعلمها‬
‫أكثر فاعلية عندما تكون مادة التعلم متعلقة بشكل مباشر بخصائص التنظيم اإلدراكي‬
‫لديهم‪(.‬الشرقاوي‪،1996،‬ص‪.)7‬‬
‫وفي إطار االهتمام بالفئات الخاصة والحرص على استغالل كل طاقتها في التحصيل الدراسي‬
‫وذوي صعوبات التعلم‪ ،‬فأصبح من الضروري البحث في هذه المواضيع أو المشاكل التي أصبحت‬
‫تؤرق أولياء االمور والمعلمين وتهدد مصير التلميذ بالرسوب أو حتى التسرب المدرسي‪.‬‬
‫وعليه تتحدد أهمية البحث الحالي في التعرف على مهارات االدراك البصري لدى مجموعة من‬
‫التالميذ ذوي صعوبات تعلم الكتابة مقارنة بمجموعة من التالميذ العاديين‪.‬‬
‫اهداف البحث‪:‬‬
‫يهدف البحث الحالي التعرف الى‪:‬‬
‫‪ -1‬الفروق ذات الداللة اإلحصائية في مهارات االدراك البصري بين التالميذ ذوي صعوبات تعلم‬
‫الكتابة والتالميذ العاديين‪.‬‬
‫‪ -2‬الفروق ذات الداللة اإلحصائية في مهارات االدراك البري حسب النوع‪.‬‬
‫‪ -3‬العالقة االرتباطية بين مهارات االدراك البصري وصعوبات تعلم الكتابة‪.‬‬

‫حدود البحث‪:‬‬
‫يتحدد البحث الحالي بـ‪:‬‬
‫أقتصر البحث الحالي على‪:‬‬

‫مجلة كلية التربية االساسية‬ ‫‪- 435 -‬‬ ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
‫كلية التربية االساسية ‪2019 /‬‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
‫والعاديين (دراسة مقارنة)‬

‫د‪ .‬احسان عليوي ناصر‬ ‫د‪ .‬حنان جمعة عبد هللا‬

‫‪ .1‬مهارات االدراك البصري التي تتمثل في‪:‬‬


‫‪ -‬التمييز البصري‬
‫‪ -‬االغالق البصري‬
‫‪ -‬إدراك عالقة الشكل بمكوناته‬
‫‪ -‬التكامل البصري وإدراك العالقات المكانية‬
‫‪ -‬تذكر المعلومات البصرية‬
‫‪ .2‬تالميذ الصف الخامس االبتدائي في مدارس محافظة بغداد – مديرية تربية الكرخ األولى ممن‬
‫تظهر لديهم مؤشرات صعوبات تعلم الكتابة‪ ،‬والتالميذ العاديين من تالميذ الصف الخامس االبتدائي‬
‫بنفس المدارس للعام الدراسي ‪.2019-2018‬‬
‫تحديد المصطلحات‪:‬‬
‫اوالً‪ :‬االدراك البصري‪ :‬عرفه‬
‫‪ -‬يشير ويتمر ‪ :whitmire,1991‬منظومة مؤلفة من سلسلة من المكونات والعمليات تبدأ باالنتباه‬
‫البصري لالشكال ثم يتبعها عدد من العمليات المعرفية التي تشمل كال من‪ :‬التمييز البصري‪،‬‬
‫واالغالق البصري‪ ،‬والربط بين مكونات الشكل وبعضها ليتم في النهاية تكوين مدرك كلي للشكل‬
‫المعروض يتم االحتفاظ به في الذاكرة البصرية الستخدامه فيما بعد‪.‬‬
‫‪ -‬لودت وجريجوي ‪ :ludt&Gregory,2002‬قدرة الفرد على اكتساب ومعرفة االشكال البصرية‬
‫المعروضة أمامه‪ ،‬كما يتضمن القدرة على تشغيل المعلومات المرتبطة بهذه االشكال بواسطة مجموعة‬
‫من العمليات المعرفية مثل التمييز‪ ،‬والترميز‪ ،‬وأخيرا تخزين هذه المعلومات في مراكز الذاكرة لحين‬
‫استرجاعها عندما يتطلب الموقف ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬روزينكويست ‪ :rosenquist,2003‬يتضمن عددا من العمليات المعرفية الالزمة لتكوين الصورة‬
‫الذهنية لدى الفرد عن االشكال التي تتم رؤيته لها‪ ،‬وهذه العمليات المعرفية تتمثل في التمييز‪،‬‬
‫واالغالق البصري‪ ،‬وتمييز الشكل األصلي عن األرضية‪ ،‬والتكامل البصري وإدراك العالقات‬
‫المكانية ألجزاء الشكل‪ ،‬والقدرة على التذكر البصري‪.‬‬
‫التعريف النظري لمهارات االدراك البصري‪:‬‬
‫أن االدراك البصري لألشكل يمثل عملية عقلية معقدة تتضمن عدداً من العمليات المعرفية المتكاملة‬
‫فيما بينها (التمييز البصري‪ ،‬االغالق البصري‪ ،‬تمييز الشكل األصلي عن األرضية‪ ،‬التكامل‬
‫البصري‪ ،‬إدراك العالقات المكانية ألجزاء الشكل‪ ،‬التذكر البصري)‬
‫التعريف االجرائي لإلدراك البصري‪ :‬الدرجة التي يحصل عليها التلميذ على مقياس مهارات االدراك‬
‫البصري‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬صعوبات تعلم الكتابة‪ :‬عرفه‬
‫‪ -‬ستانلي وروبرت ‪ :Stanley& Robert 1980‬اضطراب في انتاج النص المكتوب بطريقة تسمح‬
‫بأن تتم قراءته بسهولة وال يشترط أن يوجد لدى التالميذ عجز أو إعاقة عصبية‪ ،‬وتتحدد مظاهر‬
‫صعوبات الكتابة في انخفاض القدرة على أداء الحركات الالزمة للكتابة بطريقة مناسبة وهي حالة‬
‫ترتبط باضطرابات االدراك البصري‪ ،‬والتناسق البصري الحركي الالزم إلنتاج الكتابة بطريقة جيدة‬
‫ومناسبة‪.‬‬
‫مجلة كلية التربية االساسية‬ ‫‪- 436 -‬‬ ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
‫كلية التربية االساسية ‪2019 /‬‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
‫والعاديين (دراسة مقارنة)‬

‫د‪ .‬احسان عليوي ناصر‬ ‫د‪ .‬حنان جمعة عبد هللا‬

‫‪ -‬دوبي واسكوف ‪ :Dobie & Askov 1995‬خلل أو اضطراب وعدم تماثل بين الصورة الذهنية‬
‫للكلمة والنظام الحركي المنتج لشكل الكلمة‪ ،‬حيث يكون الفرد غير قادر على تحويل ما لديه من أفكار‬
‫لفظية إلى صورتها المكتوبة‪.‬‬
‫‪ -‬جريج و سكوت ‪ :Gregg & Scott,2000‬نتاج الضطرابات في االدراك البصري لشكل األحرف‬
‫وعالقتها ببعضها في الكلمة يكون مصحوبا ً بخلل في التكامل البصري الحركي‪ ،‬حيث أن التلميذ ذا‬
‫صعوبات تعلم الكتابة يكون غير قادر على تحويل المعلومات البصرية التي يدركها إلى مخرجات‬
‫تنفيذية حركية مطلوبة لتكوين األحرف والكلمات واألعداد‪.‬‬
‫التعريف النظري لصعوبات تعلم الكتابة‪:‬‬
‫أن التالميذ ذوي صعوبات تعلم الكتابة يكونون عاجزين عن تحويل المعلومات البصرية إلى مخرجات‬
‫حركية على نحو صحيح بسبب كل من‪:‬‬
‫‪ -‬التشوهات في اإلدراك والتمييز البصري‬
‫‪ -‬اضطراب التكامل البصري الحركي‬
‫‪ -‬اضطرابات التناسق الحركي‬
‫التعريف االجرائي لصوبات تعلم الكتابة‪ :‬الدرجة التي يحصل عليها التلميذ على قائمة مالحظة‬
‫اذوي صعوبات الكتابة‪.‬‬
‫اإلطار النظري‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االدراك البصري‪:‬‬
‫مفهوم اإلدراك‪:‬‬
‫اإلدراك هو العملية النمائية (العقلية والمعرفية) التي يعاني منها كثير من الطلبة ذوي صعوبات التعلم‬
‫معان ودالالت ورموز ذات معنى للمثيرات البصرية والسمعية واللمسية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫والمتمثلة في إعطاء‬
‫وقد أكدت كثير من الدراسات واألبحاث العربية واألجنبية معاناة كثير من الطلبة ذوي صعوبات‬
‫التعلم من اضطراب االدراك‪ ،‬سواء أكان االدراك البصري أو االدراك السمعي أم غيرها‪ ،‬مما له بالغ‬
‫األثر على عملية التعلم‪ ،‬إذ يعتبر االدراك من المتطلبات الرئيسية لعملية التعلم‪.‬‬
‫واالدراك البصري هو تفسير المثيرات البصرية من حيث الشكل والحجم واللون وإعطاء هذه‬
‫معان ودالالت ذات معنى‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫المثيرات‬
‫وقد أكد كثير من الباحثين أهمية االهتمام بالصعوبات النمائية ألنها منشأ الصعوبات االكاديمية‪،‬‬
‫حيث يرى هؤالء الباحثين أن عالج الصعوبات اإلدراكية البصرية في سنوات ما قبل المدرسة تسهل‬
‫عملية التحاق الطلبة بالمدرسة وتوسع ذاكرتهم ومهاراتهم في تعلم المواضيع االكاديمية (‬
‫‪(Corinne,2004:45‬‬
‫ويرى ( ‪ )Cutlata,2003‬أن اضطرابات االدراك البصري تلعب دوراً بارزاً في تكوين صعوبات‬
‫التعلم لدى الطلبة ذوي صعوبات التعلم‪ ،‬نتيجة عجزهم عن تفسير وتأويل المثيرات البصرية وإعطاء‬
‫مدلوالتها الصحيحة‪ ،‬ونظرا لحدوث تشويش لديهم عند استقبالهم للمثيرات البصرية مع مثيرات حسية‬
‫أخرى‪ .‬كما أن المشكالت اإلدراكية تظهر لدى ذوي صعوبات التعلم أكثر من الطلبة العاديين‪ ،‬إذ يرى‬
‫كثير من الباحثين بأن اضطرابات اإلدراك البصري تؤثر بشكل واضح على قدرات اإلدراك الالزمة‬
‫للتحصيل الدراسي (سالم وآخرون‪.)2006 ،‬‬
‫اإلدراك البصري‪:‬‬

‫مجلة كلية التربية االساسية‬ ‫‪- 437 -‬‬ ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
‫كلية التربية االساسية ‪2019 /‬‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
‫والعاديين (دراسة مقارنة)‬

‫د‪ .‬احسان عليوي ناصر‬ ‫د‪ .‬حنان جمعة عبد هللا‬

‫تناولت العديد من الدراسات مثل دراسة ويتمر ‪ Whitmir,1991‬ودانلز ويونج & ‪Daniels‬‬
‫‪ Wong,1993‬وتانوك ‪ Tannock,1998‬وزيلمر وسبيرس ‪ Zillmer&Spiers,2001‬وويندر‬
‫‪Wender,2000‬االدراك البصري‪ ،‬وأوضحت إنه يمر بعدة مراحل على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬استقبال المثير‪ :‬وفيه يتم تنبيه العين فتستقبل األشعة الضوئية المنعكسة من الشكل المراد إدراكه‬
‫كمثير بصري‪ ،‬فتقوم بنقلها إلى الخاليا الشبكية ليبدأ انتباه الفرد الستقبال مثيرات بصرية ذات معالم‬
‫وخصائص ومعنى محدد‪.‬‬
‫‪ -2‬تحويل ونقل المثير البصري‪ :‬يتم تحويل المثير البصري الذي تم استقباله إلى نبضات عصبية‬
‫خاصة تحمل معنى محدداً‪ ،‬ثم يتم نقل تلك النبضات العصبية خالل مسار العصب البصري بالمخ إلى‬
‫مراكز إدراك ومعالجة المعلومات البصرية بالقشرة المخية‪.‬‬
‫‪ -3‬تحليل وإدراك المثير البصري‪ :‬في هذه المرحلة يقوم الفرد بفهم المعلومات البصرية واالشكال‬
‫المعروضة امامه ليعطى لها معنى ذا داللة محدد‪ .‬يستخدم الفرد تلك المعلومات في الموقف الحالي أو‬
‫في المستقبل بعد تخزينها في الذاكرة البصرية واسترجاعها بهدف استخدامها مرة أخرى‪.‬‬
‫‪ -4‬تخزين المعلومات البصرية‪ :‬يتم فيها تخزين الصورة الذهنية التي يتم إدراكها وتكوينها عن‬
‫األشكال والمعلومات البصرية المعروضة أمام الفرد في مراكز الذاكرة البصرية بالقشرة المخية لحين‬
‫استرجاعها بهدف استخدامها مرة أخرى في موقف محدد‪.‬‬
‫االضطرابات في خصائص اإلدراك البصري وآثارها لدى ذوي صعوبات تعلم الكتابة‪:‬‬
‫يشير جرهام وآخرون ‪ Graham&et.al,1995‬إلى أنه من أجل مواجهة اضطرابات اإلدراك‬
‫البصري لدى التالميذ ذوي صعوبات تعلم الكتابة البد من إكتساب التلميذ المهارات الكتابية وتدريبه‬
‫عليها ومن هذه المهارات‪:‬‬
‫‪ -‬القدرة على تمييز التشابه واالختالف بين األشكال واألشياء‪.‬‬
‫‪ -‬نسخ الجمل والكلمات الموجودة على مكان بعيد (السبورة) لتنمية اإلدراك البصري عبر مسافات‬
‫طويلة‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على استعمال إحدى اليدين بكفاءة‪.‬‬
‫‪ -‬التدريب على إدراك االتجاهات من خالل تحريك أداة الكتابة إلى األعلى واألسفل وبشكل دائري‪.‬‬
‫ويشير تانوك ‪ Tannock,1998‬إلى أن عدداً من التالميذ ذوي صعوبات تعلم الكتابة لديهم‬
‫االضطرابات في‪:‬‬
‫‪ -‬التحكم في العضالت الدقيقة واإلمساك بالقلم بالطريقة السليمة‪.‬‬
‫‪ -‬إدراك المسافات بين الحروف وتقدير حجم الشكل‪.‬‬
‫‪ -‬إدراك وتحديد االتجاهات من اليسار إلى اليمين‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على رسم األشكال الهندسية‪.‬‬
‫ومن ناحية فقد رصد ديفيد ‪ David,2002‬المؤشرات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬انخفاض القدرة على التعبير (كتابي‪-‬شفهي)‪.‬‬
‫‪ -‬اضطرابات في استخدام الرموز وعالمات الترقيم‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االهتمام بوظائف التراكيب والقواعد النحوية‪.‬‬

‫مجلة كلية التربية االساسية‬ ‫‪- 438 -‬‬ ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
‫كلية التربية االساسية ‪2019 /‬‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
‫والعاديين (دراسة مقارنة)‬

‫د‪ .‬احسان عليوي ناصر‬ ‫د‪ .‬حنان جمعة عبد هللا‬

‫ويشير سرجنت وآخرون ‪ Sergeant&et.al,2002‬إلى أن التالميذ من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬


‫يظهر لديهم المؤشرات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬نقص في مهارات االستماع واستعمال المهارات اللغوية الشفوية‪.‬‬
‫‪ -‬مشكالت في استرجاع الكلمات المناسبة في الوقت المناسب عند الكتابة‪.‬‬
‫صعوبات تعلم الكتابة‪:‬‬
‫يرى زيلمر و سبيرس ‪ Zillmer&Spiers,2001‬أن أداء التالميذ ذوي صعوبات الكتابة غالبا ً ما‬
‫يحتوي على أخطاء في الهجاء واستعمال الفواصل والنقط وفي نقل وترجمة أفكارهم إلى نص مكتوب‪.‬‬
‫وتشير دراسة لوديت و جريجوري ‪ Ludt&Gregory,2002‬إلى أن التالميذ ذوي صعوبات تعلم‬
‫الكتابة لديهم قدرات سليمة‪ ،‬إال أن أساليب تشغيلهم للمعلومات تكون غير مالئمة لمتطلبات حجرة‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫ويذكر جريج وسكوت ‪ Gregg&Scott,2000‬أن التالميذ ذوي صعوبات تعلم الكتابة يظهرون‬
‫اضطرابات في نسخ األحرف بصرياً‪.‬‬
‫كما يشير روزينكويست ‪ Rosenquist,2003‬إلى أن التالميذ ذوي صعوبات الكتابة لديهم‬
‫اضطرابات في اإلدراك البصري يمكن االستدالل عليه من ضعف القدرة على التمييز بين االشكال‬
‫واالحرف والكلمات واالعداد‪.‬‬
‫مما سبق يمكن استخالص مما سبق أن خصائص اضطرابات عمليات اإلدراك البصري لدى ذوي‬
‫صعوبات تعلم الكتابة تنعكس في ظهور بعض المؤشرات الدالة على االضطرابات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬اضطرابات في إدراك العالقات المكانية البصرية‪.‬‬
‫‪ -‬اضطرابات في تنظيم موقع الحروف وتناسقها في الفراغ إثناء إنتاج الكلمات المكتوبة‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض سرعة معالجة المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض سرعة معالجة المعلومات البصرية‪.‬‬
‫‪ -‬اضطرابات القدرة الحركية‪-‬البصرية‪ ،‬والتناسق البصري‪-‬الحركي‪.‬‬
‫‪ -‬أخطاء في ادراك التتابع المناسب لألحرف في الكلمة‪.‬‬
‫‪ -‬اضطرابات في الذاكرة البصرية لديهم‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض القدرة على التعرف والتمييز البصري المناسب لشكل الكلمات واالحرف المكونة لها‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة ترجمة األفكار إلى نص كتوب‪.‬‬
‫والباحثان في الدراسة الحالية ينصبان اهتمامهم على رصد مؤشرات االضطرابات في‪:‬‬
‫‪ -‬التمييز البصري‪.‬‬
‫‪ -‬اإلغالق البصري‪.‬‬
‫‪ -‬إدراك عالقة الشكل بمكوناته‪.‬‬
‫‪ -‬التكامل البصري وإدراك العالقات المكانية‪.‬‬
‫‪ -‬تذكر المعلومات البصرية‪.‬‬
‫إجراءات البحث‪:‬‬
‫اوالً‪ :‬منهجية البحث‪:‬‬
‫مجلة كلية التربية االساسية‬ ‫‪- 439 -‬‬ ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
‫كلية التربية االساسية ‪2019 /‬‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
‫والعاديين (دراسة مقارنة)‬

‫د‪ .‬احسان عليوي ناصر‬ ‫د‪ .‬حنان جمعة عبد هللا‬

‫إن المنهج المستعمل في البحث الحالي هو المنهج الوصفي المقارن الذي يستهدف وصف‬
‫الظواهر السلوكية بشـكل عـام عـن طريق جمـع البيانـات عنهـا وتحليلهـا وتعرف العالقـات فيمـا‬
‫بينهـا ( ملحم ‪ ،)324 ،2007،‬إذ يعنى هذا المـنهج بدراسة متغيرات البحـث كمـا هـي لـدى أفـراد‬
‫العينـة دون أن يكـون للباحـث دور فـي ضـبط المتغيـرات‪ ،‬ويعنـى بوصـف الظـاهرة وصـفا ً دقيقـا ً‬
‫ويعبـر عنهـا تعبيـراً كميـا ً كيفيـاً‪ ،‬فـالتعبير الكمـي يعطينـا وصـفا ً رقميـا ً يوضـح مقـداره هـذه الظـاهرة‬
‫أو حجمهـا ودرجـات ارتباطهـا مـع الظـواهر االخـرى‪ ،‬أما التعبير الكيفي يصف لنا الظاهرة ويوضح‬
‫خصائصها (عبيدات وآخرون‪)286 :1996 ،‬‬
‫ثانياً‪ :‬مجتمع البحث‪:‬‬
‫يتكون مجتمع البحث الحالي من تالمذة الصف الخامس في المرحلة االبتدائية في محافظة بغداد‪-‬‬
‫مديرية تربية الكرخ األولى‪ ،‬والذي يبلغ عددهم (‪ ،)10642‬موزعين على (‪ )75‬مدرسة ابتدائية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬عينة البحث األساسية‪:‬‬
‫تم اختيار عينة البحث الحالي بطريقة عشوائية بسيطة‪ ،‬حيث اختيرت أربع مدارس ابتدائية‬
‫عشوائيا ً وهي (مدرسة سامراء االبتدائية المختلطة‪ ،‬مدرسة الكوثر االبتدائية المختلطة‪ ،‬مدرسة االنوار‬
‫االبتدائية المختلطة‪ ،‬مدرسة حطين االبتدائية المختلطة)‪ ،‬وقد بلغ عدد تالمذة الصف الخامس فيها‬
‫(‪ )240‬تلميذ وتلميذة‪.‬‬
‫تم اختيار (‪ )90‬تلميذ وتلميذة بواقع (‪ )45‬تلميذ وتلميذة منها (‪ )26‬ذكور و (‪ )19‬اناث‪ ،‬من الصف‬
‫الخامس االبتدائي ممن تظهر لديهم مؤشرات صعوبات تعلم الكتابة وفقا ً لنظام اختيار هؤالء التالميذ‬
‫الذي اتبعه الباحثان في استمارة المالحظة‪ ،‬وتم اختيار عدد مكافئ لذوي صعوبات تعلم الكتابة بلغ‬
‫(‪ )45‬تلميذ وتلميذة من العاديين بواقع (‪ )26‬ذكور و (‪ )19‬اناث من تالمذة الصف الخامس من نفس‬
‫مدارس ذوي صعوبات تعلم الكتابة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أدوات البحث‪:‬‬
‫استخدم الباحثان في الدراسة الحالية األدوات اآلتية لتطبيقها على تالمذة المرحلة االبتدائية للصف‬
‫الخامس‪:‬‬
‫‪ -1‬قائمة استمارة المالحظة لذوي صعوبات تعلم الكتابة‪:‬‬
‫في ضوء خصائص ومؤشرات االضطرابات في الكتابة لدى التالميذ ذوي صعوبة الكتابة‬
‫و التي ت عرضها في اإلطار النظري قام الباحثان بإعداد استمارة مالحظة سلوكية تصف أداء التالميذ‬
‫للكتابة‪ ،‬يمكن من خالل فقراتها مالحظة ورصد المؤشرات الدالة على صعوبات وأخطاء‬
‫واضطرابات الكتابة‪ ،‬ومن ثم يمكن التعرف على التالميذ ذوي صعوبات تعلم الكتابة‪.‬‬
‫تهدف االستمارة إلى رصد عدد من المؤشرات في سلوك التلميذ إثناء الكتابة وخصائص‬
‫األداء الكتابي يمكن من خاللها التعرف على التالميذ ذوي صعوبات الكتابة واالستدالل عليها‪ ،‬وتتكون‬
‫القائمة من (‪ )25‬عبارة في صورة مقياس ثالثي تتراوح الدرجة لكل عبارة بين (صفر‪ )2 -‬يحددها‬
‫القائم بمالحظ ة التلميذ حسب شدة ظهور المقاسة التي تدل عليها العبارة‪ ،‬حيث تقدم االستمارة درجة‬
‫كلية تشير إلى مقدار االضطرابات وشدتها في السلوك واألداء الكتابي لدى التالميذ‪.‬‬
‫ويشير ارتفاع الدرجة على االستمارة إلى ارتفاع االضطرابات واألخطاء في إنتاج شكل وبناء النص‬
‫المكتوب على نحو صحيح من التلميذ مما يدل على وجود صعوبات تعلم الكتابة لدى هذا التلميذ‪.‬‬
‫صدق األداة‪:‬‬

‫مجلة كلية التربية االساسية‬ ‫‪- 440 -‬‬ ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
‫كلية التربية االساسية ‪2019 /‬‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
‫والعاديين (دراسة مقارنة)‬

‫د‪ .‬احسان عليوي ناصر‬ ‫د‪ .‬حنان جمعة عبد هللا‬

‫قام الباحثان بحساب صدق استمارة المالحظة من خالل عرضها على مجموعة من المحكمين‬
‫المتخصصين في علم النفس التربوي للحكم على صالحية فقرات استمارة المالحظة حول صالحية‬
‫فقرات االستمارة‪ ،‬واتضح ان جميع فقرات االستمارة صالحة‪.‬‬
‫ثبات استمارة المالحظة‪:‬‬
‫تم حساب ثبات استمارة المالحظة بعد أن تم تطبيقها على مجموعة من التالميذ بلغ عددهم‬
‫(‪ ) 50‬تلميذا في الصف الخامس االبتدائي من مدرسة سامراء االبتدائية المختلطة‪ ،‬حيث تم اختيارهم‬
‫بطريقة عشوائية بسيطة‪ .‬وقد بلغ قيمة معامل الثبات من خالل طريقة إعادة التطبيق بفترة زمنية‬
‫فاصلة هي اسبوعان إلى (‪.)0.65‬‬
‫‪-2‬اختبار مهارات اإلدراك البصري‪:‬‬
‫يهدف االختبار إلى التعرف على مهارات اإلدراك البصري لدى التالميذ في الصف الخامس من‬
‫المرحلة االبتدائية‪ ،‬من خالل رصد المؤشرات الدالة على العمليات المختلفة إلدراك المعلومات‬
‫البصرية‪ ،‬ويتم ذلك بواسطة تقديم خمس مجموعات من االشكال (اختبارات فرعية) كل منها يتطلب‬
‫مهام معينة من المفحوص‪ ،‬ومن خالل إنجاز هذه المهام يتم تحديد قدرة المفحوص على إنجاز هذه‬
‫العمليات الالزمة لإلدراك البصري التي يحتوي عليها االختبار‪ ،‬ومن ثم يمكن التعرف على مهارات‬
‫اإلدراك البصري لدى المفحوصين ذوي صعوبات تعلم الكتابة ومقارنتهم بالعاديين‪ .‬وفيما يلي‬
‫االختبارات الفرعية على النحو التالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اختبار التمييز البصري‪:‬‬
‫يهدف االختبار إلى فحص قدرة المفحوص على كل من‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف على االشكال وتمييزها عن غيرها من األشكال األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬التحديد الدقيق لخصائص الشكل البصري المستهدف‪.‬‬
‫ب‪-‬اختبار اإلغالق البصري‪:‬‬
‫يهدف االختبار إلى فحص قدرة المفحوص على كل من‪:‬‬
‫‪ -‬إدراك األجزاء الناقصة من الشكل من خالل إحداث التكامل البصري‪.‬‬
‫‪ -‬تركيب المثيرات البصرية وتجميع األشكال‪.‬‬
‫‪ -‬إدراك الشكل من خالل تجميع تصوري لمكوناته‪.‬‬
‫ج‪-‬اختبار إدراك عالقة الشكل بمكوناته‪:‬‬
‫يهدف االختبار إلى فحص قدرة المفحوص على كل من‪:‬‬
‫‪ -‬التحليل البصري لألشكال وإدراك عالقتها بمكوناتها‪.‬‬
‫‪ -‬االنتباه االنتقائي لمكونات األشكال واإلدراك البصري الدقيق لتفاصيلها‪.‬‬
‫‪ -‬التتبع البصري لألشكال‪.‬‬
‫د‪-‬اختبار التكامل البصري وإدراك العالقات المكانية‪:‬‬
‫يهدف االختبار إلى فحص قدرة المفحوص على كل من‪:‬‬
‫‪ -‬استخدام الدالالت البصرية في إدراك العالقات البصرية المكانية‪.‬‬
‫‪ -‬إدراك حركة الجسم في الفراغ‪.‬‬
‫‪ -‬إدراك أحجام االشكال المختلفة للمثيرات والعالقة بينها‪.‬‬
‫مجلة كلية التربية االساسية‬ ‫‪- 441 -‬‬ ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
‫كلية التربية االساسية ‪2019 /‬‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
‫والعاديين (دراسة مقارنة)‬

‫د‪ .‬احسان عليوي ناصر‬ ‫د‪ .‬حنان جمعة عبد هللا‬

‫هـ‪-‬اختبار تذكر المعلومات البصرية‪:‬‬


‫يهدف االختبار إلى فحص قدرة المفحوص على تذكر كل من‪:‬‬
‫‪ -‬األشكال والتفاصيل الخاصة بأجزائها‪.‬‬
‫‪ -‬األشكال في ترتيب محدد‪.‬‬
‫‪ -‬العالقة بين أحجام األشكال‪.‬‬
‫‪ -‬العالقات المكانية بين األشكال وبعضها‪.‬‬
‫يقدم للمفحوص في كل اختبار فرعي (‪ )10‬فقرات تمثل مجموعة من األشكال‪ ،‬ويطلب منه إنجاز‬
‫مهمة محددة تتعلق بكل مجموعة من األشكال‪ .‬وبذلك بلغ عدد فقرات االختبار الكلي (‪ )50‬فقرة‪،‬‬
‫تعطى لكل إجابة صحيحة درجة واحدة واالجابة الخاطئة صفراً‪ .‬وبهذا يكون اعلى درجة لالختبار‬
‫(‪ )50‬درجة واقل درجة لالختبار (‪ )0‬درجة‪.‬‬
‫صدق اختبار مهارات االدراك البصري‪:‬‬
‫تم التحقق من الصدق الظاهري‪ ،‬من خالل عرض فقرات االختبار على (‪ )10‬محكمين في‬
‫اختصاص علم النفس التربوي والقياس والتقويم‪ ،‬وذلك ألبداء آرائهم حول صالحية فقرات االختبار‪،‬‬
‫واتضح ان جميع فقرات االختبار صالحة‪.‬‬
‫ثبات اختبار مهارات االدراك البصري‪:‬‬
‫تم حساب ثبات اختبار مهارات االدراك البصري من خالل تطبيق االختبار على مجموعة من‬
‫التالميذ السابق اإلشارة إليهم في عينة ثبات استمارة المالحظة‪ .‬حيث وصلت قيمة معامل الثبات من‬
‫طريقة إعادة التطبيق لالختبار بفترة زمنية فاصلة اسبوعان وقد بلغت قيمة معامل الثبات ‪0.73‬‬
‫الصدق التمييزي (صدق المقارنة الطرفية)‪:‬‬
‫لغرض التحقق من صدق التمييزي تم تطبيق اختبار مهارات االدراك البصري على عينة‬
‫استطالعية من تالمذة الصف الخامس االبتدائي سحبت من مجتمع البحث بطريقة عشوائية بسيطة من‬
‫مدارس الكرخ األولى في محافظة بغداد بلغ عددها (‪ )100‬تالمذة من ثالث مدارس ابتدائية (الحكمة‪،‬‬
‫بغداد‪ ،‬اليمن)‪.‬‬
‫تم ترتيب الدرجات الخام تنازلياً‪ ،‬حيث اختير (‪ )%27‬من الدرجات من االرباعي األعلى‬
‫لتمثل الفئة العليا‪ ،‬و(‪ )%27‬من الدرجات من االرباعي األدنى لتمثل الفئة الدنيا‪ ،‬وذلك باستخدام‬
‫اخت بار (ت) لعينتين مستقلتين متساويتين‪ .‬ودلت النتائج على أن جميع قيم (ت) المحسوبة لكل فقرة‪،‬‬
‫ولالختبار ككل‪ ،‬أكبر من قيمة (ت) الجدولية (‪ )1.980‬درجة عند درجة حرية (‪ ،)98‬عند مستوى‬
‫داللة (‪ .) 0.05‬مما يؤكد على أن اختبار مهارات االدراك البصري يميز بين ذوي المستوى المرتفع‬
‫والمنخفض وهو داللة على صدقها‪.‬‬

‫مجلة كلية التربية االساسية‬ ‫‪- 442 -‬‬ ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
‫كلية التربية االساسية ‪2019 /‬‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
‫والعاديين (دراسة مقارنة)‬

‫د‪ .‬احسان عليوي ناصر‬ ‫د‪ .‬حنان جمعة عبد هللا‬

‫نتائج البحث ومناقشتها‪:‬‬


‫الهدف االول‪ :‬التعرف على الفروق ذات الداللة اإلحصائية في مهارات االدراك البصري بين التالميذ‬
‫ذوي صعوبات تعلم الكتابة والتالميذ العاديين‪.‬‬
‫وللتحقق من ذلك قام الباحثان بحساب المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لدرجات‬
‫التالميذ ذوي صعوبات الكتابة والعاديين الختبار مهارات االدراك البصري‪ ،‬وحسب االختبار التائي‬
‫لعينتين مستقلتين متساويتين العدد‪ ،‬فكانت النتائج كما في الجدول (‪)1‬‬
‫جدول (‪ )1‬نتائج االختبار التائي لعينتين مستقلتين متساويتين للفرق بين ذوي صعوبات‬
‫تعلم الكتابة والعاديين في مهارات االدراك البصري‬
‫الداللة‬ ‫القيمة‬ ‫ذوي القيمة‬ ‫التالميذ‬ ‫التالميذ العاديين‬ ‫مهارات‬
‫التائية‬ ‫التائية‬ ‫صعوبات التعلم‬ ‫االدراك‬
‫المتوسط االنحراف المتوسط االنحراف المحسوبة الجدولية‬ ‫البصري‬
‫الحسابي المعياري الحسابي المعياري‬
‫‪ 1.960 31.285‬دال‬ ‫‪0.889 3.986‬‬ ‫التمييز البصري ‪1.033 8.366‬‬
‫‪ 1.960 11.955‬دال‬ ‫‪0.773 2.968‬‬ ‫‪0.718 6.435‬‬ ‫االغالق‬
‫البصري‬
‫‪ 1.960 12.593‬دال‬ ‫‪0.973 3.562‬‬ ‫إدراك عالقة ‪1.78 7.466‬‬
‫الشكل بمكوناته‬
‫‪ 1.960‬دال‬ ‫‪20.2‬‬ ‫‪0.994 2.573‬‬ ‫‪1.711 8.633‬‬ ‫التكامل‬
‫البصري‬
‫وإدراك‬
‫العالقات‬
‫المكانية‬
‫‪ 1.960 17.782‬دال‬ ‫‪1.214‬‬ ‫‪3.11‬‬ ‫تذكر المعلومات ‪0.887 7.200‬‬
‫البصرية‬
‫‪ 1.960 81.365‬دال‬ ‫‪0.819 19.401‬‬ ‫‪0.886 38.115‬‬ ‫االختبار ككل‬

‫يتضح من خالل الجدول (‪ )1‬أن قيم االختبار التائي لداللة الفرق بين متوسطات درجات‬
‫المجموعتين دالة احصائيا ً عند مستوى داللة (‪ )0.05‬ولكل مهارة من مهارات االدراك البصري‬
‫واالختبار ككل وبدرجة حرية (‪ .)44‬وهذا يدل على وجود اضطرابات في كل مهارة من مهارات‬
‫االدراك البصري واالختبار ككل لدى مجموعة التالميذ ذوي صعوبات الكتابة مقارنة بمجموعة‬
‫التالميذ العاديين‪ .‬ويمكن تفسير ذلك أن صعوبات تعلم الكتابة تظهر في صورة اضطرابات في انتاج‬
‫النص المكتوب بطريقة تسمح بأن تتم قراءته بسهولة‪ ،‬ويمكن ان يرجع ذلك الى خلل أو اضطراب‬
‫وعدم تماثل بين الصورة الذهنية للكلمة‪ ،‬حيث يكون الفرد غير قادر على تحويل ما لديه من أفكار‬
‫لفظية إلى صورتها المكتوبة‪.‬‬

‫مجلة كلية التربية االساسية‬ ‫‪- 443 -‬‬ ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
‫كلية التربية االساسية ‪2019 /‬‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
‫والعاديين (دراسة مقارنة)‬

‫د‪ .‬احسان عليوي ناصر‬ ‫د‪ .‬حنان جمعة عبد هللا‬

‫إذ يؤكد ذلك ما أشار إليه كل من ستانلي و روبرت(‪ )1980‬و دوبي واسكوف (‪ )1999‬و جريج‬
‫وسكوت (‪ )2000‬من أن صعوبات تعلم الكتابة هي نتاج الضطرابات في االدراك البصري لشكل‬
‫األحرف وعالقتها ببعضها في الكلمة يكون مصحوبا ً بخلل في التكامل البصري الحركي‪ ،‬حيث إن‬
‫التلميذ ذا صعوبات تعلم الكتابة يكون غير قادر على تحويل المعلومات البصرية التي يدركها إلى‬
‫مخرجات تنفيذية حركية مطلوبة لتكوين األحرف والكلمات واألعداد‪.‬‬
‫ً‬
‫وفي ضوء تفسير المدخل المعرفي لصعوبات تعلم الكتابة والذي يفترض عددا من العمليات كل‬
‫منها له وظيفة أولية معينة وهي متتابعة وتنتظم على نحو معين وأن الخلل في تلك العمليات من شانه‬
‫أن يؤدي إلى ظهور مؤشرات صعوبات تعلم الكتابة حيث تمر معالجة المعلومات اثناء تعلم الكتابة‬
‫بثالث مراحل على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬إدخال واستقبال المعلومات‪.‬‬
‫‪ -2‬تجهيز وتحليل وتشغيل المعلومات بواسطة آليات التجهيز‪.‬‬
‫‪ -3‬إصدار االستجابات الحركية إلنتاج النص المكتوب‪.‬‬
‫وفي ضوء ذلك فان الخلل في مراحل وعمليات اإلدراك البصري للمعلومات والذي قد يحدث أثناء‬
‫إحدى المراحل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬استقبال المثيرات البصرية‪.‬‬
‫‪ -‬تجميع الخواص العامة للشكل لتكوين صورة عامة للشكل المعروض‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه الفرد لالنتباه االنتقائي للعناصر المكونة للشكل لتحديد الخصائص اإلدراكية المرتبطة بكل‬
‫تفاصيل األجزاء المختلفة التي يحتويها الشكل‪ ،‬ومن ثم يتكون إدراك كلي لدى الفرد عن الشكل أو‬
‫المعلومات البصرية المعروضة أمامه‬
‫‪ -‬نقل المثيرات البصرية وتحولها الى نبضات عصبية ذات معنى إشاري عصبي له معنى بالنسبة للغة‬
‫المخ‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل وإدراك خصائص ومعنى المعلومات المتضمنة في المثيرات العصبية‪.‬‬
‫‪ -‬تخزين المعلومات البصرية السترجاعها وقت اللزوم‪.‬‬
‫وقد اتفق البحث الحالي مع نتائج كل من‪ :‬دوبي واسكوف (‪ ،)1995‬وفورمان وآخرون (‪،)1997‬‬
‫وسمث وآخرون (‪ ،)2000‬وزيلمروسبيرس (‪ ،)2001‬ولي وآخرون (‪ ،)2000‬وسرجنت وآخرون‬
‫(‪ ،)2002‬وديفيد (‪ ،)2002‬ولوديت وجريجوري (‪ ،)2002‬وكورين (‪ ،)2004‬في رصد بعض‬
‫المؤشرات الدالة على اضطرابات اإلدراك البصري لدى ذوي صعوبات تعلم الكتابة مقارنة بالعاديين‪،‬‬
‫وتتمثل تلك المؤشرات في‪:‬‬
‫‪ -‬بطء إدراك المعلومات البصرية‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض القدرة على التعرف والتمييز البصري المناسب لشكل الكلمات واألحرف المكونة لها‪.‬‬
‫‪ -‬اضطرابات في إدراك العالقات المكانية البصرية‪.‬‬
‫‪ -‬اضطرابات في تنظيم موقع األحرف وتناسقها في الفراغ اثناء إنتاج الكلمات المكتوبة‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض القدرة على تنسيق واستخدام الفراغ المخصص للكتابة اليدوية‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة ترجمة األفكار إلى نص مكتوب على الورق‪.‬‬

‫مجلة كلية التربية االساسية‬ ‫‪- 444 -‬‬ ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
‫كلية التربية االساسية ‪2019 /‬‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
‫والعاديين (دراسة مقارنة)‬

‫د‪ .‬احسان عليوي ناصر‬ ‫د‪ .‬حنان جمعة عبد هللا‬

‫‪ -‬اضطرابات القدرة الحركية‪-‬البصرية‪ ،‬والتناسق البصري‪-‬الحركي ينعكس في صعوبات إعادة إنتاج‬


‫األشكال المدركة‪.‬‬
‫‪ -‬أخطاء في إدراك التتابع المناسب لألحرف في الكلمة‪.‬‬
‫‪ -‬اضطرابات في الذاكرة البصرية لديهم‪.‬‬
‫أن تلك االضطرابات ف عمليات اإلدراك البصري لألشكال والتي ينتج عنها صعوبات في تعلم‬
‫الكتابة‪ ،‬إنها قد ترجع إلى بعض العوامل البصرية أو إلى عوامل بيئية كأساليب التدريس غير‬
‫المناسب‪.‬‬
‫الهدف الثاني‪ :‬الفروق ذات الداللة اإلحصائية في مهارات االدراك البصري حسب النوع‪.‬‬
‫لتحقيق الهدف تم تطبيق اختبار مهارات االدراك البصري على عينة البحث والتي تبلغ (‪)90‬‬
‫تلميذ وتلميذة وحسب النوع‪ ،‬وتم تحليل درجات العينة وباستخدام االختبار التائي لعينتين مستقلتين غير‬
‫متساويتين‪ ،‬فكانت النتائج كما في الجدول (‪.)2‬‬
‫جدول (‪ )2‬نتائج االختبار التائي لعينتين مستقلتين غير متساويتين في مهارات االدراك‬
‫البصري حسب النوع‬
‫التائية القيمة التائية الداللة‬ ‫القيمة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫العينة‬
‫الجدولية‬ ‫المحسوبة‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫دال‬ ‫‪1.980‬‬ ‫‪-2.514‬‬ ‫‪4.689‬‬ ‫‪24.664‬‬ ‫الذكور ‪52‬‬
‫‪3.124‬‬ ‫‪26.885‬‬ ‫االناث ‪38‬‬

‫يتضح من خالل الجدول (‪ )2‬انه توجد فروق ذات داللة إحصائية في مهارات االدراك‬
‫البصري حسب النوع ولصالح االناث عند مستوى داللة (‪ )0.05‬وبدرجة حرية (‪ ،)88‬وقد سبب‬
‫تفوق االناث على الذكور في مهارات االدراك البصري الى عوامل بيولوجية وتقدم النضج عند االناث‬
‫قبل الذكور‪ ،‬وأن معظم المراكز العصبية لدى االناث عند الميالد أسرع من مثيالتها لدى الذكور‬
‫ويصل إلى حوالي سنتين عند البلوغ‪ .‬وقد يرجع ذلك إلى عوامل ثقافية واألسرية (الوقفي‪.)2003:‬‬
‫الهدف الثالث‪ :‬العالقة االرتباطية بين مهارات االدراك البصري وصعوبات تعلم الكتابة‪.‬‬
‫لتحقق من هذا الهدف تم تحليل بيانات عينة البحث االساسية والتي تبلغ (‪ )76‬تلميذ وتلميذة‪،‬‬
‫على درجات اختبار مهارات االدراك البصري ودرجات قائمة المالحظة لصوبات تعلم الكتابة‪،‬‬
‫وباستخدام معامل ارتباط بوينت بايسيريل بين متغيري البحث‪ ،‬فكانت النتائج كما في الجدول (‪.)3‬‬
‫جدول(‪ )3‬العالقة االرتباطية بين مهارات االدراك البصري وصعوبات تعلم الكتابة‬
‫الداللة‬ ‫التائية القيمة‬ ‫معامل القيمة‬ ‫قيمة‬ ‫المتغير‬
‫الجدولية‬ ‫لمعامل االرتباط‬ ‫االرتباط‬
‫االدراك‬ ‫مهارات‬
‫دال‬ ‫‪1.980‬‬ ‫‪- 9.70‬‬ ‫‪-0.66‬‬ ‫البصري‬
‫صعوبات تعلم الكتابة‬
‫يتضح من خالل الجدول (‪ )3‬انه توجد عالقة ارتباطية عكسية بين درجات مهارات االدراك‬
‫البصري ودرجات صعوبات تعلم الكتابة عند مستوى داللة (‪ )0.05‬وبدرجة حرية (‪ ،)88‬أي كلما‬
‫زادت درجات مهارات االدراك البصري قلت درجات صعوبات تعلم الكتابة‪.‬‬

‫مجلة كلية التربية االساسية‬ ‫‪- 445 -‬‬ ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
‫كلية التربية االساسية ‪2019 /‬‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
‫والعاديين (دراسة مقارنة)‬

‫د‪ .‬احسان عليوي ناصر‬ ‫د‪ .‬حنان جمعة عبد هللا‬

‫وتتفق نتائج هذا الهدف مع الدراسة التي اجراها كل من"كيرك وكالفت" سنة ‪ 2009‬وقد دلت‬
‫نتائجها على وجود عالقة وثيقة بين مهارات االدراك البصري وصعوبات تعلم الكتابة‪( .‬طارق‬
‫وعامر‪)38 ،2008 :‬‬
‫وكذلك دراسة ‪ Waston&Bruns,2000‬والتي توصلت نتائجها إلى أن هناك ارتباط بين التجهيز‬
‫البصري وصعوبة الكتابة‪ ،‬وكذلك دراسة اجراها ‪ Bruns,1986‬والتي توصلت إلى أن األطفال ذوي‬
‫صعوبات تعلم الكتابة يعانون من قصور في االدراك البصري االنتقائي‪( .‬الهواري‪)36-35 ،2006 :‬‬
‫وتوصلت دراسة أندرسون وآخرون "‪ 1990‬والتي توصلت نتائجها إلى وجود عالقة بين الخلل‬
‫في المخ وتحقيق الحروف‪ ،‬حيث خلصت الدراسة إلى أن أنماط العجز والخلل في القراءة والكتابة‬
‫يرتبط أحدهما باألخر ارتباطا وثيقاً‪ ،‬وأن بعض المصابين يعانون من خلل كبير في قراءة الحروف‬
‫والجمل‪ ،‬وغير قادرين على كتابة حروف متميزة يمكن التعرف عليها وال يستطيعون كتابة أية كلمة‪،‬‬
‫غير أنهم يستطيعون قراءة وكتابة جميع الرموز واألرقام غير اللفظية (بن فليس‪)98 ،2005:‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ -1‬استخدام أساليب الكشف عن اضطرابات اإلدراك البصري المبكر للتعرف على التالميذ ذوي‬
‫صعوبات التعلم بصفة عامة وصعوبات تعلم الكتابة بصفة خاصة‪.‬‬
‫‪ -2‬عقد دورات إرشادية ألولياء أمور التالميذ الذين يعانون من صعوبات تعلم الكتابة إلرشادهم فيما‬
‫يتعلق بهذه المشكلة وكيفية تشخيصها وعالجها‪.‬‬
‫المقترحات‪:‬‬
‫‪ -1‬اجراء دراسة تختبر مدى فعالية تدريب التالميذ ذوي صعوبات التعلم على برامج تدريبية‬
‫متخصصة في تعديل مهارات اإلدراك البصري وخفض االضطرابات فيه‪.‬‬
‫‪ -2‬اجراء دراسة مماثلة للدراسة الحالية على عينات تشمل جميع تالميذ محافظة بغداد لمديريات‬
‫التربية‪.‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫العربية‪:‬‬
‫‪ ‬بن فليس‪ ،‬خديجة‪ ،)2005( :‬أنماط السيادة النصفية للمخ واالدراك والذاكرة البصريين‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة بين التالميذ ذوي صعوبات تعلم (الكتابة والرياضيات) والعاديين‪ ،‬شهادة دكتوراة‪ ،‬منشورة‪،‬‬
‫جامعة قسنطينة‪.‬‬
‫‪ ‬الجابري‪ ،‬أميرة‪ ،)2005(:‬العالقة بين كثافة العناصر في الرسومات التوضيحية وخلفياتها ونمو‬
‫اإلدراك البصري للمفاهيم البيئية لدى أطفال ما قبل المدرسة‪ .‬مجلة دراسات تربوية واجتماعية‪،‬‬
‫‪ ،)4(11‬ص ‪.28-16‬‬
‫‪ ‬حبيب‪ ،‬مجدي‪ ،)2003 (:‬اتجاهات حديثة في تعليم التفكير‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪ ‬سالم‪ ،‬محمود عوض هللا وآخرون‪ ،)2006 ):‬صعوبات القراءة والكتابة تشخيص والعالج‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫عمان‪-‬األردن‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ ‬الشرقاوي‪ ،‬أنور محمد ( ‪ ،)1996‬استبان الصعوبات المرتبطة في المدرسة االبتدائية‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫القاهرة‪-‬مصر‪ ،‬مكتبة االنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬طارق‪ ،‬ربيع وعامر‪ ،‬عبد الرؤوف‪ ،)2008( :‬االدراك البصري وصعوبات التعلم‪ ،‬ب ط‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫دار الفكر العربي‪.‬‬
‫مجلة كلية التربية االساسية‬ ‫‪- 446 -‬‬ ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
‫كلية التربية االساسية ‪2019 /‬‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
)‫والعاديين (دراسة مقارنة‬

‫ احسان عليوي ناصر‬.‫د‬ ‫ حنان جمعة عبد هللا‬.‫د‬

.‫ دار صفاء للنشر والتوزيع‬،‫ عمان‬،‫ أساسيات صعوبات التعلم‬،)2015(: ‫ جمال‬،‫ القاسم‬
‫ الفروق بين العاديين وذوي صعوبات التعلم في التمييز السمعي‬،)2010(:‫ إبراهيم امين‬،‫ القريوتي‬
‫ مجلة العلوم التربوية‬،‫والبصري لدى لعينة من التالميذ في مدارس الحلقة األولى في محافظة مسقط‬
.2‫ عدد‬،11 ‫ مجلد‬،‫والنفسية‬
‫ االتجاهات المعاصرة في مجال صعوبات تعلم‬،)2006( :‫ جمال فرغل إسماعيل حسانين‬،‫ الهواري‬
.‫ مصر‬،‫ جامعة االزهر‬،‫ قسم علم النفس التعليمي‬،‫الكتابة‬
‫ مشورات كلية‬،‫األردن‬-‫ عمان‬،1‫ ط‬،‫ صعوبات التعلم النظري والتطبيق‬،)2003( :‫ راضي‬،‫ الوقفي‬
.‫االميرة ثروت‬
:‫األجنبية‬
 Corinne,R.S.(2004). Learning disabilities:The interaction of students and
their environments. Pearson press: New York,U.S.A.
 Daniels,L.E.&Wong,K.(1993).Visual perceptual and visual motor
performance differences in children with Learning disabilities. Journal of
Special Education,17 (3), 289-293.
 Dobie, L.& Askov,E.N.(1995). Progress of handwriting research in the
future prospects. Journal of Educational Research,88,339-351.
 Foreman, N.& Kingma, S.& Hoard,M.(1997).Visual search, perception, and
visual-motor skill in healthy children born at 27-32 Weeks, gestation. Journal
of Experimental Child Psychology, 64(1),27-41.
 Graham,S.,Schwartz,S.S.& Macarthur ,C.A.(1995).Effects of goal setting
and procedural on the revising behavior and writing performance of students
with writing and learning disabilities. Journal of Educational
Psychology,87(2)230-240.
 Gregg,N.,& Scott,S.S.(2000). Definition and documentation:Theory,
measurement, and the courts. Journal of Learning Disabilities,33,5-13.
 Ludt,R.G.&Gregory L.(2002). Change in visual perceptual detection
distances for low vision travelers as a result of dynamic visual assessment
and training. Journal of Visual Impairment&Blindness.96(1) 7-21.

‫مجلة كلية التربية االساسية‬ - 447 - ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
2019 / ‫كلية التربية االساسية‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
)‫والعاديين (دراسة مقارنة‬

‫ احسان عليوي ناصر‬.‫د‬ ‫ حنان جمعة عبد هللا‬.‫د‬

 Rosenquist, C.(2003). Phonological and visuo-spatial working memory in


individuals with intellectual disability. American Journal in individuals with
intellectual disability. American Journal on Mental Retardation.108(6),403.
 Sergeant, J.A., Geurts,H.M.,& Osterlaan, J.(2002). How specific is a deficit
of executive functioning for attention-deficit hyperactivity disorder?.
Behavioral Brain Research.130,3-28.
 Stanley, W.J.& Robert, L.M.(1980),"Is the immediate memory span
determined by sub vocalization rate ? "British Journal of Psychology,71,525-
539.
 Tannock,R.,(1998).Attention deficit hyperactivity disorder:advances in
cognitive, neurobiological, and genetic research. Journal of Child Psychology
and Psychiatry. 39,65-100.
 Whitmire,B.M.(1991).Visual imagery skills and language abilities of
normal and language-learning-disabled children.,learning Disability
Quarterly,14(1),49-59.
 Wender P.H.(2000). ADHD attention-deficit hyperactivity disorder in
children and adults. Oxford: University Press.9.
 Zillmer, E. A.,& Spiers, M. V. (2001). Principles of neuropsychology.
Belmont, CA: Wadsworth Thomson Learning.

‫مجلة كلية التربية االساسية‬ - 448 - ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
2019 / ‫كلية التربية االساسية‬
‫مهارات االدراك البصري لدى تالميذ المرحلة االبتدائية من ذوي صعوبات تعلم الكتابة‬
)‫والعاديين (دراسة مقارنة‬

‫ احسان عليوي ناصر‬.‫د‬ ‫ حنان جمعة عبد هللا‬.‫د‬

Visual literacy skills among primary school students with learning


disabilities and writing difficulties at the primary level (comparative study)
Search Objective Identify:
1. Differences of statistical significance in visual perception skills among
students with learning disabilities and ordinary students.
2. Statistical significance differences in visual perception skills by type.
3. The correlative relationship between visual perception skills and learning
difficulties.
In order to achieve the objective, a simple random sample was selected
from four elementary schools from the first Karkh education schools,
consisting of (45) fifth graders who showed signs of learning difficulties
according to the system of selection of these students. , And (45) of the
ordinary students of the fifth grade students of primary schools of the sample
with learning disabilities writing.
The researchers built a note form to identify those with learning
difficulties in writing in light of the characteristics and indicators of writing
disorders consisting of (20) words in the light of a three-dimensional scale
determined by the student's observation (teacher) and extracted the honesty
and consistency of the observation form.
In order to measure the visual perception, the researchers constructed
the visual perception skills test, which consists of seven skills (visual
distinction - visual memory - understanding spatial relations - optical stability
of the form - optical sequence memory - the relation between the shape and
the ground visually - optical closure). Of (10) paragraphs, and extracted the
standard characteristics of the skills represented by honesty and consistency.
To ascertain the results of the study, the arithmetical averages and standard
deviations of the scores of learners with learning difficulties were calculated
and normalized for visual perception skills according to each visual
perception and test skill as a whole using the TEST for two independent
samples.
The results of the study showed that there are statistically significant
differences between students with learning difficulties writing and normal in
all skills of visual perception skills.
And that there are differences of statistical significance in the skills of visual
perception by gender and for the benefit of females, as well as the search
revealed an inverse correlation between the degrees of visual perception
skills and degrees of learning difficulties writing .

‫مجلة كلية التربية االساسية‬ - 449 - ‫(عدد خاص ) وقائع المؤتمر العلمي التاسع عشر‬
2019 / ‫كلية التربية االساسية‬

You might also like