Professional Documents
Culture Documents
Bec403 Macroeconomics
Bec403 Macroeconomics
ISSN: 2617-989X
االقتصاد الكلي
الدكتور معاذ الشرفاوي الجزائرلي – الدكتور حسين قبالن
هذا الكتاب منشور تحت رخصة المشاع المبدع – النسب للمؤلف – حظر االشتقاق ()CC– BY– ND 4.0
https://creativecommons.org/licenses/by-nd/4.0/legalcode.ar
يحق للمستخدم بموجب هذه الرخصة نسخ هذا الكتاب ومشاركته وإعادة نشره أو توزيعه بأية صيغة وبأية وسيلة للنشر وألية غاية تجارية
أو غير تجارية ،وذلك شريطة عدم التعديل على الكتاب وعدم االشتقاق منه وعلى أن ينسب للمؤلف األصلي على الشكل التالي حصرا :
الدكتور معاذ الشرفاوي الجزائرلي – الدكتور حسين قبالن ،اإلجازة في علوم اإلدارة ،من منشورات الجامعة االفتراضية السورية،
الجمهورية العربية السورية2021 ،
Macroeconomics
Dr.Moaz Alsherfawi Aljazaerli – Dr.Hussain Kabalan
https://creativecommons.org/licenses/by-nd/4.0/legalcode
الفصل الثالث الناتج في األجل القصير وعلى األمد الطويل 43 ..............................................
الفصل الخامس مدخل التوازن اآلني في أسواق السلع والنقد 91 ..............................IS-LM
.1.3.6المعادلة العامة للتوازن اآلني في سوقي السلع والنقد (اقتصاد مغلق) 164 ................
.6.8منحنى العرض الكلي قصير األجل في ظل األجر غير المرن 234 .............................
أثر إعادة التوزيع (أثر إعادة توزيع الدخل الحقيقي الناجم عن تغير السعر) 249 ..................
.5.9االقتصاد الكلي بين الكالسيكيين الجدد وبين الكينزيين الجدد 266 ................................
.3.10النظرية الكينزية :عرض وطلب النقد ونظرية معدل الفائدة 278 .................................
.5.10السياسة النقدية :الماهية الدور ومدى فاعليتها في تحقيق أهدافها 290 .........................
الفصل الحادي عشر :مشكالت االقتصاد الكلي :التضخم والبطالة والنمو 307 ..........................
مقدمة
الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات .وبعد ،يغطي هذا المقرر مبادئ التحليل االقتصادي الكلي في
األجل القصير باالنطالق من نماذج كينزية بسيطة وانتهاء بتحليل العرض الكلي والطلب الكلي في
سياق فرضيات كينزية ونقدية وتوقعات عقالنية .ال يمكن ضمن المساحة المتاحة تغطية مواضيع األمد
يتطرق المقرر أيضا إلى قضايا
الطويل ولذلك فإن هذا المقرر لن يتطرق لنموذج سولوه مثالا .لن ّ
درجت بعض مقررات االقتصاد الكلي على تناولها بفصول كاملة ،مثل العولمة وغيرها ،حيث آثرنا
االستفادة من المساحة المخصصة لتوفير عرض واضح ومنهجي ألساسيات االقتصاد الكلي باستخدام
مزيج من التحليل الجبري والهندسي واألمثلة العددية .والغاية من ذلك تثبيت فهم الطالب للعالقات
مجرد الحفظ .هذا المقرر ال
السلوكية التي تبنى عليها النماذج الكلية من خالل التدريب واالستنتاج ال ّ
يمكن حفظه بل ال بد للطالب من فهمه .وطريقة دراسة المقرر هي طريقة واحدة تتمثل بحضور
المحاضرة المسجلة ثم حل المسائل بنهاية الفصل والتأكد من سالمة الحل ذاتيا من خالل االطالع
على الحل ،ثم حضور الجلسة التزامنية ومتابعة شرح المدرس المتزامن لحل المسائل واألسئلة غير
المحلولة ،واالستفسار من المدرس عن أية نقطة غير واضحة .ال يستخدم المقرر إال الرياضيات
البسيطة وقد خصصنا مقدا ار كبي ار من التمارين لفصول دون غيرها تبعا لدرجة األهمية .ال ندعي أية
أصالة في المادة العلمية إال أننا بذلنا قصارى جهدنا في االنتقاء والترتيب وفي العرض الهندسي
والجبري الواضح .وعلى الرغم من أن كل مؤلف اختص بأجزاء مستقلة من المقرر إال اننا نحمل
المسؤولية المشتركة عما قد يرد فيه من أخطاء أو هنات .وأخي ار ،نشكر الزمالء على مالحظاتهم على
مسودة المقرر ،ونشكر دعم إدارة الجامعة االفتراضية السورية ،ونرجو للطالب الفائدة ،وهللا ولي
التوفيق.
1
الفصل األول
Chapter I
2
مخطط الفصل األول:
الفصل األول :أساسيات في النماذج االقتصادية الكلية
.1.1النماذج االقتصادية
.2.1التوازن واالختالل
أسئلة ومسائل الفصل األول
3
الفصل األول :أساسيات في النماذج االقتصادية الكلية
فإن كلتيهما تستخدمان نظرية شائعة االستعمال في تحليل النشاط االقتصادي .نعرض في هذا المقرر
سلسلة من النماذج الكلية تمهيدا لتحليل السياسة العامة.
4
.1.1النماذج االقتصادية
يستخدم االقتصاديون نماذج االقتصادية تبسط تعقيدات الواقع التي من شأنها أن تعيق التحليل الموجه
مكون من متغيرين ،يتم ربط
لفهم العالقات التي تربط بين المتغيرات محل الدراسة .في نموذج بسيط ّ
المتغير المطلوب تفسيره بمتغير آخر نعتقد أنه مسؤول بدرجة كبيرة عن التبدالت التي تط أر على سلوك
المتغير محل الدراسة .فعلى سبيل المثال ،عادة ما يربط االقتصاديون االستهالك بالدخل الجاري
المتاح .هذه الفرضية السلوكية تقول أن االستهالك ( )Cتابع للدخل الجاري المتاح ( .)Ydأي:
) C = f(Yd
وهذا يعني أن مستوى االستهالك يعتمد على مستوى الدخل الجاري المتاح وفقا لصيغة تابعية ما (.)f
تعد طريقة مختصرة ومريحة في وصف وعرض
الحظ أن كتابة هذه العالقة التابعية بهذه الطريقة ّ
الفرضيات السلوكية .كما أن هذه العالقة التابعية المكتوبة ببضعة أحرف رومانية تشير بوضوح إلى
المتغير التابع والمتغير المستقل ،حيث يكتب األول على الطرف األيسر دائما فيما يكتب الثاني على
الطرف األيمن .وعلى أية حال ،فإن المتغير التابع يخضع في أغلب األحوال لتأثير أكثر من متغير
واحد .فاالستهالك على سبيل المثال يمكن أن يتأثر ليس فقط بالدخل الجاري المتاح ولكن يمكن أن
يتأثر بمعدل الفائدة وبالدخل الجاري المتوقع .ولكن من الشائع جدا اعتبار االستهالك تابع ا لمتغير
عادة بالقول "مع بقاء
ا مستقل واحد على افتراض أن بقية المتغيرات تكون ثابتة .وهذا ما ُيشار إليه
العوامل األخرى ثابتة" .وهكذا فإن العالقة ) C = f(Ydأعاله ال تقول أن االستهالك يعتمد على مستوى
الدخل الجاري المتاح حص ار ،بل تقول ضمن ا أنه يعتمد على مستوى الدخل الجاري المتاح فقط على
افتراض أن العوامل األخرى ثابتة .وهذا ال يعني أن االقتصادي يعتقد أن العوامل األخرى ستكون ثابتة،
بل يعني أن البناء النظري يستلزم عزل تأثير بقية العوامل بغية التمكن من فهم العالقة التي تربط بين
المتغيرين.
5
وحدد المتغير المستقل والمتغير التابع ،علم ا ـأن Iتمثل حجم
تأمل على سبيل المثال التوابع أدناه ّ
االستثمار ،و iتمثل معدل الفائدة ،و Yتمثل حجم الدخل ،و Tتمثل حجم الضرائب على الدخل.
بالنسبة للتابع األول ،االستثمار هو المتغير التابع ،حيث يعتمد على معدل الفائدة وهذا األخير هو
المتغير المستقل .في التابع الثاني ،االستثمار هو المتغير التابع مرة أخرى ،ولكنه هذه المرة يعتمد
مقدار التغير في الدخل (المتغير المستقل) .التابع الثالث يشير إلى أن حجم الحصيلة الضريبية يتوقف
على مستوى الدخل.
من الناحية العملية ،يمكننا أن نجمع مشاهدات أو بيانات عن مستويات االستهالك والمستويات
الموافقة من الدخل الجاري المتاح ،حيث نستطيع أن نضعها في جدول أو أن نمثلها بياني ا أو نستخدم
تقنيات االقتصاد القياسي لنصل إلى معادلة تصف العالقة بين االستهالك وبين الدخل الجاري .وبشكل
عام ،يمكننا مثالا أن نفترض العالقة التالية:
حيث يتوقع أن تأخذ كل من Cو cقيما أكبر من الصفر ،وبالتالي يكون االستهالك موجبا وتابعا
خطيا للدخل الجاري المتاح .وأما المعامل السلوكي ( )cفيقيس تأثير الدخل الجاري المتاح على
االستهالك ،ويمّثل هذا المعامل من الناحية الرياضية ميل تابع االستهالك .وأما الثابت Cفيمّثل تأثير
بقية المتغيرات المستقلة التي بقيت قيمتها بدون تغيير .فعلى سبيل المثال ،افترض أننا حصلنا على
بيانات االستهالك والدخل الجاري المتاح والمدرجة في الجدول ( )1.1أدناه ،يمكننا في هذه الحالة أن
نمّثل هذه البيانات بيانيا كما هو واضح من الشكل (.)1.1
6
الجدول :1.1االستهالك والدخل المتاح
Yd C
400 360
500 440
600 520
700 600
800 680
900 700
يحتوي الجدول 1.1بيانات افتراضية عن الدخل المتاح واالستهالك الموافق القتصاد افتراضي .بتمثيل
بيانات الجدول نحصل على ست نقاط ،وبالوصل بينها نحصل هندسيا على مستقيم كما هو واضح
في الشكل .1.1هذه البيانات صممت بحيث تقع النقاط على مستقيم ،وأما في الواقع فال نتوقع أن
نحصل على مستقيم اذ ليس بالضرورة أن تأخذ البيانات الواقعية شكل العالقة الخطية .لكن من باب
التبسيط ،إذا افترضنا أن البيانات قريبة بما يكفي إلظهار عالقة خطية فبوسعنا تمثيلها بمعادلة رياضية
باستخدام أدوات التحليل القياسي التي ستدرسها في مقررات الحقة .وأما البيانات التي بين أيدينا فتعطينا
معادلة من الشكل:
سنستخدم مثل هذه المعادلة م ار ار في الفصول القادمة ،ولذلك من المستحسن أن تقوم بإنشائها بنفسك
هندسيا وجبريا .الحظ أننا نقيس المتغير المستقل (الدخل المتاح) دائما على المحور األفقي.
7
لنأخذ مثاالا آخر من أجل المزيد من التوضيح .لتكن لدينا معادلة االستهالك .C = 60 + 0.90Yd
المعدلة ممثلة بيانيا بالشكل ( )2.1الحظ أن االستهالك يساوي 60¥عندما يكون الدخل المتاح معدوما،
ويتغير االستهالك بمقدار ¥0.90في كل مرة يتغير فيها الدخل المتاح بمقدار وحدة نقدية واحدة (.)1¥
يمكننا استخدام هذه المعادلة في بناء جدول لالستهالك من أجل سلسلة من القيم الممكنة للدخل الجاري
8
.2.1التوازن واالختالل
نستخدم في التحليل االقتصادي الكلي نظرية العرض والطلب في تحليل النتائج ومستوى األسعار .على
المستوى الكلي ،يمّثل العرض الكلي ( )ASوأما الطلب فيمّثل الطلب الكلي ،والسعر يمّثل المستوى
العام لألسعار في كامل االقتصاد .العرض الكلي هو الكمية التي يمكن لقطاع األعمال انتاجها وبالتالي
عرضها عند كل مستوى من مستويات السعر .وأما الطلب الكلي ( )ADفهو مجموع ما ينفقه األفراد
والمنشآت والحكومة وصافي الصادرات عند كل مستوى من مستويات السعر (المستوى العام لألسعار).
في النماذج التوازنية يتحدد الناتج ومستوى السعر بنقطة تقاطع الطلب الكلي مع العرض الكلي (الشكل
.)3.1وأما في حالة االختالل فإن الناتج والسعر سيكون عند مستويات مختلفة عن تلك المحددة
بتقاطع العرض الكلي مع الطلب الكلي .على سبيل المثالُ ،يبنى النموذج الكينزي المعروف على تحليل
االختالل ،حيث ال تستجيب األسعار واألجور بشكل فوري للتغير في العرض الكلي أو في الطلب
9
الكلي أو في كليهما ،وعليه فعندما يظل السوق في حال اختالل لفترة ممتدة من الزمن فإن ذلك يمكن
يبرر التدخل الحكومي.
أن ّ
بكلمة أخرى ،يكون االقتصاد في حالة التوازن عندما يستقر السعر عند المستوى الموافق لتقاطع منحنى
مستوى
ا العرض الكلي مع منحنى الطلب الكلي .وأما حالة االختالل فتحدث عندما يكون السعر عند
تكون فيه الكمية التي يمكن انتاجها مختلفة عن الكمية المطلوبة .النموذج الكينزي مبني على االعتقاد
بأن األسعار واألجور ال تستجيب بسرعة للتغيرات في العرض والطلب ،وبالتالي فإن هذا النموذج مبني
على االعتقاد بأن االقتصاد يمكن أن يكون في حالة اختالل ،وهذا االختالل يمكن أن يستمر لفترة من
يبرر التدخل الحكومي.
الزمن ،األمر الذي من شأنه أن ّ
تأمل الشكل 3.1وافترض أن منحنى الطلب الكلي المبدئي هو AD1وأن منحنى العرض الكلي المبدئي
هو AS1بحيث أن االقتصاد يكون في حالة التوازن عند النقطة e0حيث مستوى األسعار عند p0
والناتج التوازني عند .y0لنفترض أن تراجعا في اإلنفاق الحكومي أدى إلى انزياح منحنى الطلب الكلي
إلى .AD2في هذه الحالة لدينا توازن عند النقطة e1عند مستوى األسعار p1والناتج .y0إذا ّ
صح ذلك
فهذا يعني أن الناتج التوازني حافظ على مستواه األصلي عند مستوى اسعار أدنى .بالتأكيد إذا حصل
ذلك فسيكون شيئا رائعا إذ حافظ االقتصاد على ذات المستوى من الناتج عند مستوى أقل من األسعار
وإنفاق حكومي أقل .لكن ماذا لو لم يترافق انزياح الطلب الكلي إلى الداخل (باتجاه األصل) مع هبوط
المستوى العام لألسعار؟ في هذا الحال سيجد االقتصاد نفسه عند النقطة ́ eالتي توافق الناتج y1وليس
،y0أي أن تراجع اإلنفاق الحكومي أدى إلى تراجع الناتج عند نفس المستوى من األسعار .وهذه حالة
من االختالل .فعند النقطة ،Cأي عند مستوى األسعار ،p0يبلغ الناتج الكلي y1من أجل ،AD2أي
أن قطاع األعمال لن يقدم على إنتاج ما يزيد عن المستوى y1وهو المقدار الذي يعتقد هذا القطاع أنه
قادر على بيعه في ظل مستوى األسعار p0حتى وإن كان قاد ار على الوصول بطاقته اإلنتاجية إلى
ما يكفي إلنتاج المستوى .y0
10
تتحدد
والسؤال الذي يطرح نفسه تلقائي ا في هذا السياق هو :بفرض أن االقتصاد بحالة اختالل ،هل ّ
بناء على الطلب الكلي؟
بناء على العرض الكلي أم ا
كمية الناتج ا
عندما تكون األسعار فوق المستوى التوازني مع كمية مطلوبة أقل من الكمية المعروضة فإن قطاع
األعمال يميل إلنتاج كمية مساوية للكمية المطلوبة .وبالتالي فإن قطاع األعمال ينتج كمية يحددها
محدد للطلب الكلي .أما عندما يكون مستوى السعر تحت المستوى
محدد للسعر ومستوى ّ
مستوى ّ
تتحدد على أساس مستوى محدد للسعر وللعرض الكلي.
التوازني ،فإن قطاع األعمال ينتج كمية ّ
الحظ أننا نستخدم كلمة "كمية" هنا بمعنى مختلف بعض الشيء عن المعنى الذي اعتدت عليه
في التحليل االقتصادي الجزئي .نحن نستخدم كلمة كمية هنا ليس لإلشارة إلى سلعة محددة بل
لإلشارة إلى الناتج االقتصادي الحقيقي بالمجمل ،وال يوجد ما يمنع ذلك نظري ا وإن كان الناتج
االقتصادي الحقيقي مكون من عدد يكاد ال يحصى من السلع والخدمات.
يفترض التحليل الكالسيكي أن األسعار تستجيب للتغيرات التي تط أر على السوق .لنرى معنى ذلك
بياني ا .تأمل الشكل ( )4.1وانطلق من النقطة ( )Y1 , P1التي تشير إلى المستوى العام لألسعار والناتج
الموافقين لتقاطع منحنيي العرض الكلي AS1والطلب الكلي . AD1ما الذي سيحدث للناتج ومستوى
السعر عند انزياح الطلب الكلي من AD₁ثم AD₂ثم AD₃ثم AD₄في ظل أسعار مرنة تستجيب
بشكل فوري النزياحات العرض أو الطلب أو كليهما؟
عندما تكون األسعار مرنة فإن األسعار دائم ا تتحدد بتقاطع الطلب الكلي مع العرض الكلي.
وبالتالي سيكون هناك توازن جديد من أجل كل منحنى من منحنيات الطلب الكلي من AD₁حتى
ا
.AD₄حيث تمّثل هذه التوازنات الجديدة بالنقاط e1ثم e2ثم e3ثم e4على الترتيب .إن النقص
11
في الطلب الكلي سيوّلد ضغطا هابطا على األسعار دون أن يؤثر ذلك على الناتج .سينخفض
مستوى السعر من P₁إلى P₂إلى P₃إلى P₄على مراحل متالحقة في حين يبقى الناتج عند
المستوى Y₁بدون تغيير.
رأينا أن انزياح الطلب الكلي إلى اليسار في ظل أسعار مرنة يقود إلى انخفاض المستوى العام لألسعار
في حال بقاء العوامل األخرى ثابتة .واآلن ،لنتحرر من هذه الفرضية ونسأل :ماذا إن لم تستجب
األسعار إلى التغيرات التي تط أر على السوق؟ بالعودة إلى الشكل ( .)4.1لنفترض أن االقتصاد اآلن
عند مستوى السعر P1والناتج Y1الموافقين لمنحنى العرض الكلي AS1والطلب الكلي . AD1ما الذي
يمكن أن يحدث للناتج ومستوى السعر عند انزياح منحنى انزياح الطلب الكلي من AD1إلى AD2ثم
AD3ثم AD4في ظل أسعار غير مرنة يبقى معها مستوى السعر عند .p1عندما يبقى مستوى السعر
عند المستوى ( P₁في الشكل ،)4.1وبرغم انخفاض الطلب الكلي سينتج قطاع األعمال كمية ّ
يحددها
12
ثمAD₂ ثمAD₁ وذلك من أجلes4 ثمes3 ثمes2 ثمe1 أي الكميات.مستوى السعر والطلب الكلي
فإن تناقص، وهكذا. على الترتيبY₄ ثمY₃ ثمY₂ ثمY₁ ما يوافق مستويات الناتجAD₄ ثمAD₃
.الطلب الكلي مع ثبات المستوى العام للسعر سيقود إلى انخفاض الناتج
13
أسئلة ومسائل الفصل األول
.3افترض أن قدرة االقتصاد على اإلنتاج تزيد من سنة ألخرى على مدى أربع سنوات.
أ .مّثل ذلك بياني ا.
ب .افترض أن الطلب الكلي تزايد من سنة ألخرى على مدى نفس الفترة .مّثل ذلك بياني ا.
ج .افترض أن األسعار تستجيب بشكل فوري ألي تغيرات تحصل في العرض أو في الطلب
حدد بيانيا مستوى الناتج ومستوى السعر على مدى السنوات األربع.
أو في كليهماّ .
د .أعد حل الطلب السابق (ج) بافتراض أن األسعار ال تبدي أية مرونة أو استجابة للتغيرات
في العرض الكلي أو في الطلب الكلي أو في كليهما .أي افترض أن مستوى السعر سيبقى
عند المستوى األصلي (العام األول).
.4برأيك ،أي الفرضيتين أقرب إلى الواقع الذي تعيشه؟ فرضية األسعار المرنة أم األسعار غير
المرنة؟
.5درست في مقرر التحليل االقتصادي الجزئي نظرية العرض والطلب ،ولكن لعلك الحظت أن
مفهوم العرض الكلي والطلب الكلي كما استخدمناهما في هذا الفصل مختلفان .ما هي أوجه
هذه االختالف؟
14
أسئلة «صح أو خطأ»
.1ال يؤمن االقتصاديون الكينزيون بمعالجة المشكالت االقتصادية الكلية بطريقة تدخلية.
.2إن إجمالي الناتج المحلي االسمي هو عبارة عن مقياس للناتج باالعتماد على األسعار الجارية.
.3تشير الزيادة في الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي إلى االرتفاع العام في مستوى الرفاه المادي
لألفراد.
.4ال يعد االقتصاد السوري اقتصادا مفتوح ا بسبب ضعف الصادرات.
.5يعتبر متغير الدخل المتاح متغي ار تابع ا في تابع االستهالك.
.6يشير شرط "بقاء العوامل األخرى ثابتة" إلى عدم حدوث تغير في قيمة المتغيرات األخرى التي
يعتقد أنها تؤثر في الظاهرة المدروسة.
.7يتناقص إجمالي الناتج المحلي خالل فترات الركود.
.8إذا كانت معادلة االستهالك من الشكل C = ¥100 + 0.9Ydفإن االستهالك يساوي ¥1000
15
الفصل الثاني
Chapter II
16
-يفهم التدفق الدوراني للنظام االقتصادي.
يقسم الناتج إلى مكوناته.
ّ -
يميز بين الناتج المحلي االجمالي وبين الناتج المحلي الصافي.
ّ -
-يدرك األوجه الثالثة لمفهوم الدخل القومي (إنفاق؛ انتاج؛ دخل).
يميز بين الناتج المحلي والناتج القومي.
ّ -
ويفسر مثبط الناتج المحلي.
-يحسب ّ
-يحسب معدل التضخم من خالل مؤشر سعر المستهلك من أجل سّلة استهالكية بسيطة.
ويميز أنواع البطالة.
-يفهم دورة األعمال ّ
مبسط.
يميز مكونات ميزان المدفوعات بشكل ّ ّ -
17
الفصل الثاني :مقاييس المؤشرات الكلية األساسية
التضخم
ّ وجدنا أن التحليل االقتصادي الكلي يعنى بدراسة النمو االقتصادي ودورة األعمال والبطالة و
وآثار العولمة على االقتصاد .وهذا الفصل مخصص إللقاء نظرة على كيفية قياس المؤشرات المستخدمة
في رصد هذه الظواهر ،حيث نتناول مقاييس الناتج واألسعار والتشغيل والتجارة الخارجية.
.1.2قياس الناتج
هناك مدخالن لقياس الناتج المحلي .األول هو مدخل اإلنفاق الذي يقيس قيمة المبيعات النهائية.
والثاني هو مدخل التكلفة الذي يقيس القيمة المضافة عند كل مرحلة من مراحل االنتاج .والنماذج
تبين كيفية قياس الناتج وفق ا لهذين المدخلين.
اآلتية ّ
.1.1.2نموذج قطاعين
18
19
يمكننا اللجوء إلى مثال عددي لمزيد من التوضيح .لتكن لديك مثالا ،المعلومات التالية عن نموذج
مكون من قطاعين:
ّ
= ¥640 = 80 + 10 + 30 + 520
= االستهالك +االدخار
= ¥640 = 90 + 550
20
وهذه المساواة تظل قائمة في أي نموذج قطاعين حيث البد من تساوي ّ
تسرب االدخار مع ضخ
االستثمار للحفاظ على التوازن.
يعرض الشكل .3.2التدفق الدوراني القتصاد مغلق فيما بين قطاعات العائالت واألعمال والحكومة.
ابدأ من األعلى حيث تتدفق النقود من قطاع األعمال بعكس عقارب الساعة باتجاه الحكومة والعائالت.
يتسرب جزء من مجمل مدفوعات األعمال إلى الحكومة على شكل ضرائب مباشرة ،لكن الحكومة تعيد
ضخها مجددا في الدورة االقتصادية على شكل نفقات عامة على مشترياتها من األعمال .يحصل
األفراد على مستحقاتهم من األعمال عن خدمات العوامل (الموارد االقتصادية)؛ لكن يتسرب جزء منها
إلى الحكومة على شكل ضرائب غير مباشرة ،لتعود إلى الدورة مجددا مع ضرائب األعمال المذكورة
آنفا عبر اإلنفاق العام ()G؛ يستخدم األفراد جزاء من دخل ما بعد الضريبة في االستهالك (،)C
21
ويدخرون جزء آخر ( ،)Sلكن ادخارهم الذي ّ
تسرب خارج الدورة يعود إليها عندما يقوم األفراد بإقراض
مدخراتهم لقطاع األعمال الذي يقوم بدوره باستثمارها في المعامل الجديدة وتوابعها ( .)Iالحظ أخي ار أن
اإلنفاق الكلي في هذا النموذج الثالثي سوف يتضمن مجموع نفقات القطاعات الثالثة :نفقات االستهالك
( )Cواالستثمار ( )Iوالحكومة (.)G
المكون من أربع قطاعات (لن نخصص له شكالا إضافي ا ونترك ذلك وظيفة للطالب)
ّ أما النموذج
فيضيف قطاع ا رابع ا للمبادالت األولية .فالسلع والخدمات المتاحة للشراء في اقتصاد مفتوح تتكون
من تلك المنتجة محلي ا ( )Yوتلك المستوردة ( ،)Mأي أنها تساوي مجموعها ( ،)Y + Mوأما مجمل
اإلنفاق على السلع المحلية واألجنبية فيتضمن االستهالك واالستثمار واإلنفاق الحكومي والصادرات
( .)Xأي:
Y+M= C+I+G+X
Y=C+I+G+X−M
فعلى سبيل المثال ،إذا استهلكت العائالت ما قيمته ¥4600وأنفقت منشآت األعمال ما قيمته ¥500
3.1.2مقاييس الناتج
مما ال شك فيه أن الناتج المحلي اإلجمالي هو المقياس األكثر شيوع ا واستعماالا عند الحديث عن
الطاقة اإلنتاجية لالقتصاد .لكن هناك مجموعة من مقاييس الناتج األخرى التي ال بد لنا من إلقاء نظرة
عليها .نبدأ أوالا بتعريف الناتج المحلي اإلجمالي.
22
-الناتج المحلي اإلجمالي :هو مجموع القيم النقدية لمجمل السلع والخدمات النهائية التي تم انتاجها
داخل الحدود الوطنية خالل فترة محددة من الزمن (عادة سنة) .ونقصد بالسلع النهائية تلك السلع
المعدة مباشرة لالستهالك .فمحرك السيارة مثالا يعد جزء من الناتج المحلي اإلجمالي لكنه يدخل في
الحساب تلقائي ا عند دخول السيارة بوصفها السلعة النهائية التي تتضمن قيمة المحرك .من الواضح أن
االقتصار على قيم السلع النهائية يجنبنا مشكلة االحتساب المضاعف للسلع الوسيطة التي تفقد هويتها
بمجرد دخولها بإنتاج سلعة أخرى ،كما يحدث عند دخول محرك السيارة في إنتاجها.
-الناتج المحلي الصافي :وهو نفسه الناتج المحل اإلجمالي ولكن بعد استبعاد االستهالك الرأسمالي
أو مخصصات االهتالك الرأسمالي أو ما يسمى االستثمار االستبدالي .الحظ مثالا أن اإلنفاق على
صيانة 100كيلومتر من السكك الحديدية هو نوع من اإلنفاق االستثماري ،لكن هذا اإلنفاق ال يزيد
في طول السكة الحديدية وال يصل مناطق جديدة بالمراكز الحضرية بل يحافظ على ما هو موجود
وحسب .بكلمة أخرى ،االستثمار االستبدالي ال يزيد في الطاقة اإلنتاجية ولكن يحافظ على طاقة إنتاجية
قائمة .وهكذا فإن الناتج المحلي الصافي ال يدخل فيه إال ذلك اإلنفاق االستثماري الصافي الذي يضيف
طاقات إنتاجية جديدة.
-الناتج القومي اإلجمالي :الفرق بين الناتج المحلي اإلجمالي وبين نظيره القومي هو أن األول يحتسب
ما تم إنتاجه داخل الحدود الوطنية بغض النظر عن جنسية ِ
المنتج ،وأما الثاني فيحتسب ما تم إنتاجه
من قبل الموارد الوطنية أينما وجدت على سطح األرض .وبالتالي يمكن الحصول على الثاني من
األول عن طريق إضافة ما يسمى صافي دخل العوامل ،أي عن طريق إضافة دخول الموارد الوطنية
الموجودة في الخارج وطرح دخول الموارد األجنبية الموجودة في الداخل.
-الناتج القومي الصافي :وهو نفسه اإلجمالي بعد طرح االستثمار االستبدالي الذي شرحناه آنف ا.
23
-الدخل القومي :وهو عبارة عن مجموع عوائد عناصر اإلنتاج 1.فالدخل القومي هو عبارة عن مجموع
كل األجور والريوع والفوائد واألرباح التي تحققت ألصحابها خالل فترة محددة من الزمن.
هذه الفترة هي عادة سنة ميالدية في الدول غير المتقدمة .أما في الدول المتقدمة فيتم حساب الدخل
القومي ربعيا (أربع مرات في السنة لمدة ثالثة أشهر في كل دورة) ويتم تقديره شهريا أيضا مع باقي
المؤشرات الكلية مثل معدالت التضخم والبطالة .ال بد من االنتباه إلى أن الدخل القومي يمتلك ثالثة
وجوه .فمن جهة هو عبارة عن دخول تدخل إلى جيوب اصحابها لقاء مساهمة ما في العملية اإلنتاجية.
ولكن من جهة ثانية ،هو عبارة عن إنفاق ،فالمبلغ الذي يحصل عليه زيد من عمرو هو دخل لزيد
ولكن نفقة على عمرو .ومن جهة ثالثة ،الدخل هو عبارة عن ناتج ،إذ أن كل مساهمة في اإلنتاج
تنطوي على تسليم سلعة أو خدمة مقابل مبلغ نقدي .هذا المبلغ النقدي له وجهان كما أسلفنا ،دخل
وإنفاق ،ولكنه أيض ا تعبير نقدي عما تم إنتاجه ،فهو أيض ا ناتج .ولذلك ،تذكر كلما رأيت الحرف Y
في هذا المقرر أن Yهو دخل وهو ناتج بآن مع ا فال ترتبك إذا استخدمناه تارة بوصفه دخالا وتارة
بوصفه ناتج ا ألنهما ذات الشيء 2.فالدخل القومي ما هو إال الناتج القومي الصافي محتسب ا بسعر
التكلفة ال بسعر السوق .فاألعمال تدفع أحيان ا ضرائب غير مباشرة عن اإلنتاج ولعلها تحصل على
تذكر من المحاضرات التمهيدية لمقرري تاريخ الفكر االقتصادي والتحليل االقتصادي الجزئي أن عناصر اإلنتاج
ّ
1
أربعة :األرض والعمل ورأس المال والريادة .أما األرض فتمثل الموارد الطبيعية التي نجدها جاهزة في الطبيعة وبكل
أشكالها من أشجار وأحراج وأراضي زراعية وثروات معدنية وخالفه .وأما العمل أو قوة العمل فتعبير عام عن الجهد
اإلنساني المبذول في العملية اإلنتاجية سواء أكان جهدا إبداعي ا فكري ا أو إداري ا أو عضلي ا ،ما دام عمالا بأجر .واألجر
كلمة عامة تشمل كل أنواع التعويضات بكل أسماءها (رواتب ،مكافآت ،الخ) .وأما رأس المال ،فهو ما صنعه اإلنسان
ليستخدمه في اإلنتاج ،من أبنية وأدوات وتجهيزات وخالفه .وأخي ار ،فعنصر الريادة يشير إلى النشاط الذي ينوء به رائد
األعمال الذي يحول الفكرة إلى عمل مخاط ار باحتماالت الخسارة وعواقبها ،مازج ا بين األرض والعمل ورأس المال
بطريقة مفيدة .فرائد األعمال يدفع األجور للحصول على خدمات العمل ويدفع الريع للحصول على خدمات األرض
ويدفع الفائدة للحصول على خدمات رأس المال ،وذلك طمع ا بعائد الريادة الذي يسمى ربح ا.
2سنستخدم Yالكبير لإلشارة إلى الناتج اإلسمي و yالصغير لإلشارة إلى الناتج الحقيقي وسترى الفرق بينهما قريب ا.
24
إعانات إنتاجية من الحكومة تشجيع ا لها على االستمرار في اإلنتاج .وفي كلتا الحالتين ،هذه الضرائب
واإلعانات تؤدي إلى تشويه سعر المنتج في السوق .ففي حالة االعانة يباع المنتج بأقل من قيمته وفي
حالة الضريبة غير المباشرة يحدث العكس .ولذلك ،فإنه للوصول إلى الدخل القومي من الناتج القومي
الصافي يكفي طرح صافي الضرائب غير المباشرة من األخير.
-الدخل الشخصي المتاح :الدخل الشخصي هو ما يحصل عليه األفراد من الدخل القومي .ولحسابه،
نطرح من األخير أرباح الشركات المحتجزة وضرائب دخل الشركات (أرباح الشركة ناقص ا األرباح
الموزعة على األفراد) وصافي تحويالت األعمال والحكومة إلى األفراد .والدخل الشخصي المتاح هو
ما يبقى من الدخل الشخصي بعد طرح ما يدفعه األفراد للحكومة من مدفوعات ضريبية وغير ضريبية.
ينسب مؤشر السعر أسعار فترة محددة إلى األسعار التي سادت في فترة أخرى تسمى فترة مرجعية أو
فترة أساس .إن أكثر المؤشرات السعرية شيوع ا هو مؤشر أسعار المستهلك ( .)CPIينسب هذا المؤشر
األسعار التي دفعها المستهلكون الحضريون لقاء سلة ثابتة من السلع والخدمات إلى األسعار المدفوعة
يصنف هذا المؤشر ضمن مؤشرات األوزان الثابتة،
لقاء سّلة ثابتة خالل سنة مرجعية أخرى .وهكذا ّ
حيث يفترض هذا المؤشر أن األفراد ال يغيرون أنماط إنفاقهم تبع ا للتغيرات السعرية .وعلى الرغم من
أن هذا المؤشر يعتبر جيدا في وصف التغيرات السعرية الحاصلة بين فترة وأخرى كونه يقارن التغيرات
النسبية في تكلفة سلة ثابتة من السلع ،إال أن هذا المؤشر قد ال يكون مالئم ا لوصف أو قياس تكلفة
المعيشة ،ذلك أن المستهلكين يميلون للتخلي عن السلع التي ارتفعت أسعارها لصالح السلع األرخص.
إن المؤشر السعري األكثر شمولية هو مثبط الناتج المحلي اإلجمالي ،حيث يأخذ هذا المؤشر
كامل اإلنتاج بالحسبان .هذا المؤشر هو عبارة عن حاصل نسبة الناتج المحلي اإلجمالي االسمي إلى
نظيره الحقيقي .الناتج االسمي يحسب بأسعار السنة الحالية وأما الحقيقي فبأسعار سنة مرجعية .وألن
25
يعد مقياس ا أفضل لمستوى السعر ،السيما أن هذا
هذا المؤشر يحسب على أساس الناتج ككل فإنه ّ
المعدل السنوي للزيادة في
ّ التضخم
ّ المؤشر يتضمن تغيرات اإلنفاق الناجمة عن ارتفاع األسعار .يقيس
مؤشر السعر .فعلى سبيل المثال ،إذا ارتفع مؤشر السعر من ( )100إلى ( )102فإن ذلك يشير إلى
معدل تضخم سنوي مقداره ( )2%أي إلى زيادة سنوية في األسعار مقدارها (.)2%
ّ
لنفترض أن لدينا اقتصاد ينتج خمس سلع فقط ( )A, B, C, D, Eولتكن الكميات المنتجة من هذه السلع
وأسعارها في العامين 2019و 2020كما هو مدرج في الجدول ( .)1.2يمكننا استخدام بيانات الكميات
واألسعار من الجدول ( )1.2أدناه في حساب قيمة الناتج لسنة محددة باألسعار الجارية في سنة
الدراسة ،وبذلك نحصل على ما يسمى بالناتج باألسعار الجارية .ويمكننا أيضا أن نحسب قيمة ذات
الناتج بأسعار مرجعية لسنة أخرى .وال يعد ذلك غريبا ،فحتى األفراد خالل فترات التضخم السريع كثي ار
ما يالحظون أن نفقاتهم من فترة إلى أخرى تزيد بشكل سريع على الرغم من شراءهم ذات الكميات
المعتادة تقريبا ،فيقول أحدهم على سبيل المثال ،أن قيمة السلة الغذائية الفالنية نفسها كانت أربعين
ألف وحدة نقدية العام الفائت وها نحن اليوم ندفع ستين ألف وحدة نقدية ثمنا لذات السّلة .يدرك األفراد
أن قيمة األشياء باألسعار الجارية ال تعبر عن كمياتها الحقيقية ولذلك يلجؤون إلى المقارنة.
26
بالعودة إلى الجدول ( )1.2يمكننا بشكل مشابه أن نحسب قيمة الناتج في سنتي 2019و2020
بأسعارهما الجارية ،ولكننا نلجأ إلعادة حساب قيمة ناتج 2020بأسعار 2019لكي تستقيم المقارنة.
قيمة ناتج 2020 قيمة ناتج 2020 قيمة ناتج 2019 السلعة
بأسعار 2019 بأسعار 2020 بأسعار 2019
45 48 37.50 A
450 480 375 B
300 350 240 C
175 192.50 150 D
140 175 120 E
¥1110.00 ¥1245.50 ¥922.50
ازداد الناتج باألسعار الجارية من 2019إلى 2020ولكن األسعار لعام 2020كانت أعلى بشكل عام
فإذا ثبتنا األسعار عند 2019وأعدنا الحساب نجد أن الزيادة باألسعار الثابتة جاءت أقل .أي أن
الزيادة في الناتج الحقيقي أقل مما توحي به الزيادة الحاصلة في قيمة الناتج باألسعار الجارية.
لتكن لدينا البيانات التالية عن سلة سلعية افتراضية شاملة لكل فئات السلع والخدمات االستهالكية.
ولنستخدم هذه في حساب مؤشر أسعار المستهلك ومعدل التضخم.
27
الجدول ( :)2.2المؤشرات السعرية لفئات اإل نفاق القتصاد افتراضي لعامي 2020-2019
نظ ار لتنوع السلع من حيث األهمية النسبية من مجمل نفقات األفراد ،يقوم االقتصاديون بإعطاء
كل سلعة وزن يتناسب مع أهميتها ضمن السلة االستهالكية للحصول على مؤشر سعري ّ
مرجح،
ثم يرصدون التغير النسبي في هذا المؤشر للحصول على معدل التغير الذي يسمى معدل التضخم:
28
مؤشر قيمة سنة القياس−مؤشر قيمة سنة األساس
= %7.5 = 0.075 معدل التضخم =
280.80− 301.87
=
280.80 قيمة مؤشر سنة األساس
وهذا يشير إلى ارتفاع المستوى العام ألسعار المستهلك بمقدار سبعة ونصف بالمئة ،أي أن القدرة
الشرائية للمستهلك انخفضت بالمتوسط بمقدار سبعة ونصف بالمئة .الحظ أن الصواب هو استخدام
مثبط الناتج المحلي في حساب معدل التضخم ألنه األشمل ،ولكن درجة العادة على حساب معدل
التضخم بأسعار المستهلك نظ ار لداللته األصدق على التغير في مستويات معيشة العائالت.
يصنف االقتصاديون البطالة إلى ثالثة أنواع رئيسية :احتكاكية ،بنيوية ،ودورية:
29
-البطالة البنيوية :وهي تلك البطالة الناجمة عن عدم التواؤم بين بنية االقتصاد وبين بنية
المهارات المتوفرة .لنفترض مثالا أننا أمام اقتصاد زراعي .في االقتصاد الزراعي يعمل جزء
مهم من السكان في األنشطة الزراعية النباتية والحيوانية .ويكون الجزء األهم من الناتج عبارة
عن ناتج زراعي .فإذا ما أدى تطور تكنولوجي عام ،على شكل مكننة في العمل الزراعي في
الريف وتطور تكنولوجي ومالي في المدينة ،إلى الهجرة من الريف إلى المدينة ،وارتفاع طلب
أرباب العمل في المدينة على الخبرات الهندسية والمالية والمصرفية في الوقت الذي ال يمتلك
فيه أغلب السكان إال مهارات ريفية ،فإن معظم القادرين على العمل لن يجدوه ،ألن مهاراتهم
غير مطلوبة في المدينة ،والحاجة الى مهاراتهم في الريف محدودة.
وهذا يعني أن العاطل بنيويا عن العمل ،بخالف العاطل احتكاكيا عن العمل ،سيحتاج وقتا
أطول إليجاد عمل جديد .ألن السبب في بقائه بال عمل يمكن في وضع دائم من تراجع
الطلب على مهاراته.
البطالة الدورية :وهي تلك البطالة التي تحدث خالل فترات الركود االقتصادي .في فترات
الركود يتراجع النشاط االقتصادي بشكل عام ،حيث يتراجع اإلنفاق ،ومع تراجع اإلنفاق ،أي
مع تدني الطلب على السلع والخدمات عموما ،يتراجع الطلب على العمال الالزمين إلنتاجها.
هذا النوع من البطالة نتيجة طبيعية أو عادية لدورة األعمال .وبالتالي ،ليست بطالة ناجمة
بالضرورة عن سوء إدارة االقتصاد أو عن توجهات اقتصادية خاطئة من طرف صناع
السياسة العامة.
30
الحظ من الشكل .4.2أن االقتصاد عندما يكون في أدنى درجات نشاطه يكون ناتجه
اإلجمالي في أدنى مستوياته (نقطة القاع في أسفل المنحنى أقصى اليسار) .مع تحسن
األوضاع االقتصادية تتسارع العملية اإلنتاجية وتتزايد الدخول ومعدالت التشغيل فينتقل
االقتصاد إلى النقطة ،Aفإذا ما استمر التحسن نكون في حالة توسع تقود إلى ازدهار يبلغ
أقصاه عند الذروة.
ومن طبيعة األحوال أن االقتصادات ال تبقى في حالة صعود دائم مهما طالت فترة االزدهار،
فما يلبث النشاط االقتصادي أن يبدأ بالتراجع إلى النقطة Bومع استمرار تراجع معدالت اإلنتاج
يدخل االقتصاد في حالة انكماش تستمر حتى الوصول إلى نقطة قاع جديدة غالب ا ما تكون
أعلى من السابقة ،وبهذا تكتمل دورة األعمال ،لتبدأ دورة جديدة .وهذا التأرجح يكون في الحالة
النموذجية صاعدا بشكل عام.
31
-المعدل الطبيعي للبطالة :ال بد أي اقتصاد كان أن ينطوي على نسبة ما من البطالة االحتكاكية
والبطالة البنيوية .فأحداث من قبيل دخول سوق العمل ألول مرة أو التسريح من العمل أو
االستقالة تمهيدا للبحث عن عمل أفضل ،هي جميع ا أحداث يومية .قاد ذلك االقتصاديين
للحديث عن معدل طبيعي للبطالة .أي معدل من البطالة التي تكون موجودة دائم ا وبشكل
طبيعي بمعزل عن الصدمات االقتصادية وتقلبات األعمال .ومعدل البطالة الطبيعي هذا
تحدده المستويات العادية من البطالة البنيوية والبطالة االحتكاكية.
-حالة التشغيل الكامل :يكون االقتصاد في حالة التشغيل الكامل عندما يتساوى معدل
البطالة الفعلي مع معدل البطالة الطبيعي .وبخالف ذلك نكون أمام حالتين اثنتين:
-الناتج تحت المستوى الممكن :يكون الناتج تحت المستوى الممكن عندما يكون
معدل البطالة أعلى من معدل البطالة الطبيعي .وفي هذه الحالة يخشى من
أن استمرار التراجع في استغالل الطاقات اإلنتاجية القائمة من شأنه أن يقود
إلى الدخول في حالة من االنكماش.
-االقتصاد يعمل على مستوى يفوق المستوى الممكن :وتحدث عندما يكون
معدل البطالة دون معدل البطالة الطبيعي .وفي هذا الحالة يرزح االقتصاد
تحت ضغوط تضخمية ،أي يعاني من ضغوط من شأنها أن تقود إلى ارتفاع
في المستوى العام لألسعار.
.4.2ميزان المدفوعات
32
يشير القيد السالب في هذا السجل إلى مدفوعات من البلد إلى بلد أجنبي .أي أن البلد يتخلى عن
بعض ما يمتلكه من عملة أجنبية في سبيل استيراد سلع وخدمات من الخارج ،أو أنه يدفع ببعض
رساميله إلى الخارج لتجد لنفسها استثمارات أفضل من تلك المتاحة محلي ا .وأما القيد الموجب فيفيد
العكس .وهكذا ،يحصل البلد على عملة أجنبية عندما يكون القيد موجبا ،أي عندما ّ
يصدر سلعة أو
خدمة أو عندما تتدفق رساميل إلى داخل البلد.
-الميزان التجاري.
-ميزان السلع والخدمات.
-ميزان الحساب الجاري.
-ميزان الحساب الرأسمالي.
-مبادالت االحتياطات الرسمية.
الميزان التجاري هو الرصيد الصافي للصادرات والواردات السلعية .وأما ميزان السلع والخدمات فهو
الرصيد الصافي لكافة المبادالت التجارية ومبادالت الخدمات الدولية (سياحة ،نقل ،اتصاالت)
والتمويالت الدولية (دولة -دولة) من هبات ومساعدات .ومجموع الرصيدين التجاري والسلعي يعطينا
ميزان أو رصيد الحساب الجاري .يتشكل رصيد الحساب الرأسمالي من المبادالت المالية (استثمار
مباشر ،استثمار مالي ،ودائع بال فائدة ،ذهب) .وتتألف مبادالت االحتياط الرسمي من حركات
االحتياطات الدولية فيما بين الحكومات والمؤسسات الرسمية والهادفة لمعالجة االختالالت الناشئة عن
الحسابات الجارية والرأسمالية.
33
لنفترض على سبيل المثال أن لدينا البيانات اآلتية (الجدول )3.2عن العالقات االقتصادية الدولية
القتصاد افتراضي .نرغب باستخدام هذه البيانات في حساب ميزان التجارة السلعية وميزان الحساب
الجاري وميزان الحساب الرأسمالي ،إي في إنشاء وثيقة ميزان مدفوعات .لنفترض عدم حدوث تغير
في أصول االحتياط التي تحتفظ بها الحكومة والمؤسسات الرسمية.
¥4,130 نفقات السياح األجانب داخل البلد ¥5,906 تدفق داخل من الرساميل
ميزان التجارة السلعية (التجارة المنظورة) هو عبارة عن :الفرق بين الصادرات السلعية والواردات السلعية.
34
رصيد الحساب الجاري هو رصيد التجارة السلعية والفوائد المدفوعة والمحصلة والسياحة والمدفوعات
التحويلية
ميزان الحساب الرأسمالي هو عبارة عن الفرق بين التدفق الداخل والتدفق الخارج من الرساميل.
وأخي ار ،فإن ميزان المدفوعات يساوي الرصيد الصافي للميزان الجاري والميزان الرأسمالي وهو في هذه
الحالة يساوي صفر .الحظ أن هذا التناظر يرجع إلى عدم حدوث تغيير في احتياطات الحكومة.
35
مراجع وقراءات الفصل الثاني
2005 . منشورات جامعة دمشق. جامعة دمشق. االقتصاد الكلي. عبد الرحيم، محمد خالد والبوادقجي، الحريري-1
36
أسئلة ومسائل الفصل الثاني
الحل:
االدخار = دخل األفراد ( – )¥760ض .دخل األفراد ( – )¥100اإلنفاق االستهالكي (¥100 = )¥560
مكون من ثالثة قطاعات وبالتالي وفي ظل وجود اهتالك وإنفاق حكومي ليس
الحظ أن النموذج ّ
من الضروري أن يتساوى االدخار مع االستثمار.
37
أسئلة غير محلولة:
.1تأمل الشكل .5.2اشرح الفكرة المرغوب إيصالها من خالل هذا الشكل بلغتك الخاصة .وال بأس
بالعودة للكتاب المذكور (الصفحة 412في الطبعة العاشرة) ،علما أن ذات الشكل موجود في
3
كافة طبعات الكتاب وهي تفوق العشرة.
الشكل 5.2
Case K., Fair R., and Oster S. Principles of Economics. 10th edition. Prentice المصدر:
Hall. 2010
3هذا المخطط من كتاب مبادئ االقتصاد لمؤلفيه ( )Case, Fiar and Osterالذي يستخدم في تدريس مبادئ
االقتصاد واالقتصاد الكلي في مئات الجامعات في العالم وفي بعض الجامعات السورية .ننصح الطالب الذي يتقن اللغة
االنكليزية بالعودة لهذا الكتاب الغني باألمثلة والشروحات.
38
امأل الفراغات في الشكل ( )6.2بالقيم المناسبة (بين األقواس)
.2لتكن لديك البيانات اآلتية عن اقتصاد افتراضي .استخرج أرصدة حسابات ميزان المدفوعات وفسر
النتيجة.
39 والسفر
.3لتكن لديك البيانات اآلتية عن اقتصاد افتراضي:
الجدول ( :)5.2المؤشرات السعرية لفئات اإل نفاق القتصاد افتراضي لعامي 2020-2019
والمطلوب:
أ .أحسب معدل التضخم.
ب .قارن بيانات الجدول ( )2.5مع بيانات الجدول ( )2.2ثم قارن معدلي التضخم وفسر الفرق
بينهما.
40
الجدول ( :)6.2كميات إنتاج وأسعار اقتصاد افتراضي لعامي 2020 - 2019
2020 2019 السلعة
السعر ()¥ الكمية المنتجة السعر ()¥ الكمية المنتجة
1.60 25 1.50 25 A
8.00 50 7.50 50 B
7.00 40 6.00 40 C
5.50 30 5.00 30 D
2.50 60 2.00 60 E
.5ارجع إلى موقع المكتب المركزي لإلحصاء على الشابكة وحاول أن تحصل على بيانات عن
المؤشرات اآلتية:
أ .الناتج المحلي اإلجمالي.
ب .الدخل القومي.
ج .معدل التضخم (شهري وسنوي /تجميعي وبحسب السلع).
د .اإلنفاق الحكومي.
ثم قم باآلتي:
أ .مثل البيانات التي حصلت عليها باستخدام أكسل في مخططات خطية .Line charts
ب .صف سلوك كل مؤشر من هذه المؤشرات في السنوات األخيرة.
ج .حدد سنوات االرتفاع أو االنخفاض المتوالية في كل مؤشر وحاول تفسيرها.
41
أسئلة «صح أو خطأ»
.1الناتج المحلي اإلجمالي هو عبارة عن األجور والريوع والفوائد واألرباح زائدا الضرائب
واالستهالك.
.2الدخل القومي هو عبارة عن مقدار الدخول التي يحصل عليها األفراد.
.3مثبط الناتج المحلي االجمالي هو عبارة عن مؤشر سعري متبدل الوزن من فترة إلى فترة تالية.
.4تكون أمام حالة انكماش نقدي disinflationعندما يكون معدل التضخم سالب ا.
.5إذا كان االستهالك ¥800واالستثمار ¥150واالنفاق الحكومي ¥70ومجمل الصادرات ¥100
42
الفصل الثالث
Chapter III
43
.4.3الناتج الممكن في األمد القصير وعلى األمد الطويل
.5.3التقلبات االقتصادية
44
الفصل الثالث :الناتج في األمد القصير وعلى األمد الطويل
نقدم في هذا الفصل عرضا مبسطا لمفهوم تابع إنتاج االقتصاد واإلنتاجية الحدية لكل من العمل ورأس
المال .يقودنا ذلك إلى تقديم موجز للطلب على العمل وعرض العمل ،ومن ثم نصبح جاهزين للحديث
عن الناتج على األمدين القصير والطويل .نختم هذا الفصل بكلمة عن التقلبات االقتصادية.
تعتمد قدرة االقتصاد على كمية وإنتاجية موارده الطبيعية والبشرية وما يمتلكه من رأسمال .يمكننا أن
نكتب تابع االنتاج على مستوى االقتصاد بالشكل اآلتي:
حيث تمثل :yالناتج الممكن؛ :Rالموارد الطبيعية؛ :Kالموارد الرأسمالية؛ :Lالموارد البشرية؛ :A
انتاجية هذه الموارد .وإذا كانت مساهمة الموارد الطبيعية في اإلنتاج مهمة في البلدان النامية السيما
ومستقرة عبر الزمن .وفي هذه الحالة
ّ نسبي ا
الفقيرة منها فإن مساهمتها في البلدان الصناعية تعد ضئيلة ّ
يمكن إهمالها من تابع االنتاج ،وقد جرت العادة على استخدام تابع انتاج كوب دوغالس:
y = AK α L1−α
حيث تمثل αحصة الدخل التي يحصل عليها رأس المال فيما تمثل ( )1 − αحصة العمل .ووفق ا لهذه
الصيغة ،من الواضح أن الناتج يزيد مع الزمن كنتيجة للزيادات التي تط أر على رأس المال أو على
الموارد البشرية أو على الزيادة في االنتاجية أو على مزيج من ذلك .وأما االنخفاض في أحدها أو
جميعها فيساهم في انخفاض الناتج الممكن .إذا نظرنا للناتج على مدى طويل من الزمن سنجد أن
تطور االنتاجية والزيادات في العمل ورأس المال والموارد البشرية تقود إلى الزيادة في الناتج.
ّ
45
الشكل :3.1الناتج كتابع للعمل عند حجم ثابت من رأس المال
250.0
وحدات الناتج y y
227.7
200.0 'y
189.7
150.0
144.0
120.0
100.0
50.0
0.0
0 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11
وحدات عمل L
الجدول :1.3الناتج بوصفه تابع للعمل على األمد القصير (رأسمال ثابت)
10 9 8 7 6 5 4 3 2 1 L
227.7 216.0 203.6 190.4 176.4 161.0 144.0 124.7 101.8 72.0 Y
أما في األمد القصير ،فإن أهم ما يؤثر على مستوى الناتج هو الصدمات التي تط أر على العرض
بياني ا بانزياح
ويعبر عن ذلك ّ
والتغيرات في كمية العمل .تؤدي صدمات العرض إلى تراجع االنتاجية ّ
تابع االنتاج على التوازي .افترض مثالا أن تابع انتاج االقتصاد هو .y = 12K1/2 L1/2 :ولنفترض أن
قيمة رأس المال ثابتة عند ست وحدات من رأس المال .يمكننا في هذه الحالة أن نشاهد قيمة االنتاج
الممكن من أجل مستويات مختلفة من العمل ،والجدول ( )1.3يعطينا حساب الناتج من أجل عشرة
مستويات مختلفة من العمل ،والشكل ( )1.3تمثيل بياني لبيانات الجدول .الحظ ارتفاع الناتج الممكن
تعرض االقتصاد لصدمة عرض أدت
من 144إلى 161مع ازدياد كمية العمل من 4إلى .5لنفترض ّ
لتراجع االنتاجية من 12إلى 10دون أن يط أر أي تغيير على رأس المال.
46
الحظ أننا رسمنا التابع الجديد (' )yمن أجل عشرة مستويات مختلفة من اإلنتاج على نفس الشكل
( .)1.3يظهر من الشكل كيف أن انخفاض Aأدى إلى انزياح تابع اإلنتاج من yإلى '.y
اإلنتاجية الحدية للعمل هي الزيادة في الناتج المرافقة لزيادة عنصر العمل مقدارها وحدة واحدة .بالعودة
إلى الجدول .1.3نجد أن الناتج ارتفع من 144إلى 161عندما ازدادت وحدات العمل من 4إلى .5
وهكذا فإن اإلنتاجية الحدية للعمل هي 17وحدة تمّثل الزيادة في الناتج المرافقة لزيادة في كمية العمل
مقدارها وحدة واحدة .الحظ أيضاّ أن اإلنتاجية الحدية للعمل عند الوحدة السادسة هي .15.4وإذا ما
قمت بحساب اإلنتاجية الحدية للعمل عند كافة المستويات المدرجة في ذات الجدول فيمكنك تمثيلها
بيانيا األمر الذي سيعطيك الشكل .2.3نالحظ من الشكل أن اإلنتاجية الحدية للعمل تتناقص مع تزايد
وحدات العمل إذا كان رأس المال ثابتا .وهكذا ،فمع بقاء التكنولوجيا ثابتة عند مستواها دون تطور مع
47
مستوى محدد ،فإن كل وحدة إضافية من العمل ستقدم مساهم اة في الناتج تقل
ا ثبات رأس المال عند
10 9 8 7 6 5 4 3 2 1 L
11.7 12.4 13.2 14.0 15.4 17.0 19.3 22.9 29.8 - MPL
وعلى نفس المنوال يمكننا عرض مفهوم اإلنتاجية الحدية لرأس المال التي تمثل الزيادة في الناتج
المرافقة لزيادة في رأس المال بمقدار وحدة واحدة مع ثبات كل من كمية العمل ومستوى التكنولوجيا.
والجدول 3.3يحسب اإلنتاجية الحدية لرأس المال باستخدام ذات التابع السابق من أجل كمية من
العمل مقدارها 4ومستوى من التكنولوجيا مقداره 12وذلك عند مستويات متعددة من رأس المال.
48
.3.3عرض وطلب العمل
تتوقف كمية العمل التي تطلبها المنشآت الهادفة للربح على اإليراد المتولد من وحدة العمل اإلضافية
وعلى األجر المدفوع آلخر وحدة مستخدمة من العمل .ويعتمد اإليراد المذكور على اإلنتاجية الحدية
يعرف اإليراد الحدي النقدي للعمل ( )MRPLبجداء سعر
للعامل وعلى سعر السلعة المنتجة .وهكذاّ ،
الناتج ( )Pبالناتج الحدي للعمل ( ،)MPLأي:
MRPL = P ∙ MPL
إن التكلفة اإلضافية المرتبطة باستخدام وحدة عمل إضافية (عامل إضافي) هي األجر المدفوع للعامل
( )Wوالمنشأة التي تسعى وراء تعظيم أرباحها ستستمر في استخدام وحدات إضافية من العمل مادام
اإليراد اإلضافي المتولد من كل استخدام عامل إضافي يفوق أجر هذا العامل ،وتتوقف عن استخدام
المزيد من العمال عندما تصل إلى مرحلة يتساوى فيها اإليراد الحدي النقدي للعمل مع التكلفة الحدية
النقدية للعمل ،أي عندما نصل إلى النقطة التي يتحقق عندها الشرط اآلتي:
MRPL = W
P ∙ MPL = W أو
ومنه:
W
= MPL P
49
المرجو من توظيفه .يتوقف طلب العمل في األجل القصير على الناتج الحدي النقدي للعمل ( Ldفي
الشكل )4.3الذي يمثل طلب العمل .الحظ أن األجر الحقيقي هو عبارة عن األجر االسمي منسوبا
للمستوى العام لألسعار .فاألجر الحقيقي يعبر عما يستطيع العامل شراءه فعالا بما يحصل عليه من
األجر وليس عن كمية اسمية من النقود .ومع ارتفاع األجر ،يصبح العمل أكثر جاذبية من الراحة،
األمر الذي يؤدي إلى زيادة عرض العمل .نستخدم Lsللداللة على عرض العمل عند المستويات
المختلفة من األجر .حيث يتحقق التوازن في سوق العمل عند األجر * Wحيث * Lهي كمية العمل
التوازنية التي تمثل الكمية المطلوبة والكمية المعروضة عند التوازن .وهذا مجرد تطبيق للمبدأ الحدي
مر معك سابقا في مقرر االقتصاد الجزئي والذي يقول أن الناتج الصافي األعظم يتحقق عند
الذي ّ
التساوي بين النفع الحدي وبين التكلفة الحدية .وتطبيقا لهذا المبدأ فإن المنشأة تستمر في استخدام
عمال إضافيين إلى أن يتساوى النفع الحدي المتمثل بالناتج الحدي لوحدة العمل (للعامل) األخيرة مع
التكلفة الحدية المتمثلة باألجر الحقيقي .اذ ال معنى الستخدام عامل إضافي إذا كانت المساهمة
اإلضافية المتوقعة من وراء إضافة هذا العامل أقل من العائد النقدي اإلضافي المرجو من توظيفه.
50
الجدول :4.3الناتج الحدي للعمل
الناتج الحدي الناتج الحدي
النقدي للعمل للعمل مدخالت العمل
MRPL MPL L
لنأخذ اإلنتاجية الحدية للعمل التي حسبناها سابق ا من الجدول 2.3إلى العمود الثاني من الجدول .4.3
افترض أن هذه اإلنتاجية الحدية للعمل هي من أجل ثماني ساعات عمل في اليوم .افترض أيض ا أن
سعر الوحدة الواحدة من الناتج هو أربع وحدات نقدية .يمكننا إيجاد الناتج الحدي النقدي للعمل عن
طريق ضرب الناتج الحدي للعمل بأربع وحدات نقدية .يمكنك االطالع على بيانات الناتج الحدي
النقدي للعمل من العمود األول من اليسار في ذات الجدول .افترض أن أجر ساعة العمل محدد بسبع
وحدات نقدية ،وعليه فإن كل عامل سيحصل على ست وخمسين وحدة نقدية عن كل ثماني ساعات
عمل .وبالتالي فسيتم استخدام ستة عاملين ألن الناتج الحدي النقدي للعامل السادس يساوي ست
وخمسين وحدة نقدية ،وهو المقدار الذي يجب أن يساوي المبلغ المدفوع آلخر وحدة عمل يتم استخدامها
كما وصلنا سابق ا.
51
.4.3الناتج الممكن في األمد القصير وعلى األمد الطويل
عندما تبقى موارد رأس المال والتكنولوجيا ثابتة بدون أي تغيير ،سيتوقف حجم الناتج الممكن في األمد
القصير على شرط التوازن في سوق العمل .تؤدي زيادة عرض العمل ،في ظل ثبات بقية العوامل،
مستوى جديد عند كمية توازنية أكبر من العمل وعند أجر توازني
ا إلى انتقال التوازن في سوق العمل إلى
أقل .وهذا يقود إلى ارتفاع في كمية الناتج الممكن يمكن تمثيله بيانيا بحركة على طول تابع اإلنتاج
( )yيمينا إلى األعلى .وفي حال حدوث صدمة عرض سلبية ،سينجم عن ذلك تراجع في إنتاجية العمل
يؤدي إلى تراجع في الناتج الممكن في األجل القصير .فمثالا إذا كان سوق العمل متوازن عند كمية
العمل L1واألجر ( W1الشكل .)5.3سيكون عندها الناتج الممكن عند المستوى .y1وأما إذا كان
سوق العمل متوازنا عند كمية العمل L2واألجر W2فهذا يعني أن الناتج الممكن هو .y2وهكذا،
يمكن على األمد القصير أن يكون الناتج عند أحد المستويين .والذي يحدد ذلك هو مقدار عرض
العمل .تؤدي صدمة عرض ما إلى تراجع إنتاجية العمل ،األمر الذي يؤدي إلى انزياح تابع اإلنتاج
يتحقق الموافق من ' yإلى '' .yوهذا يؤدي إلى تراجع الطلب على العمل ،من Ldإلى L′dمثالا.
التوازن في سوق العمل من أجل منحنى الطلب الجديد L′dومنحنى العرض األصلي Lsعندما يتم
استخدام كمية من العمل مقدارها .L3وهنا يكون الناتج الممكن عند y3على تابع اإلنتاج '' .yوهكذا
فعلى األمد القصير يمكن لصدمة عرض أو لتغير في عرض العمل أن يوّلد الناتج y2أو الناتج y3
بدالا من الناتج .y1هذه المستويات الممكنة من الناتج ممثلة بمنحنيات العرض الكلي AS1, AS2, AS3
التي تمثل قدرة االقتصاد على إنتاج (وعرض) السلع والخدمات على األمد القصير .وهكذا فإن الناتج
الممكن على األمد القصير يمكن ان يتحقق عند مستويات مختلفة في ظل ثبات رأس المال ومستوى
التكنولوجيا تبع ا للتغيرات التي تط أر على سوق العمل .وأما على األمد الطويل فإنه من المتوقع عموم ا
أن تزيد الكميات المتوفرة من العمل ورأس المال وأن تتطور التكنولوجيا .ويؤدي ذلك إلى انزياح منحنى
العرض الكلي إلى اليمين ،تمثيالا لزيادة قدرة االقتصاد على إنتاج أو عرض السلع والخدمات .سنعود
إلى دراسة الناتج الممكن على األمد الطويل الحق ا.
52
53
.5.3التقلبات االقتصادية
ال يوجد اقتصاد يستمر في ازدهار ونمو متسارع إلى ما ال نهاية ،وال يوجد اقتصاد يتراجع عاما بعد
عام إلى ما ال نهاية .فمصير أي اقتصاد مزدهر أن يؤول في مرحلة معينة إلى التراجع ،ومصير أي
اقتصاد يعاني من صعوبات أن يتغلب عليها ليبدأ مرحلة جديدة من التوسع في اإلنتاج واالزدهار.
الحياة مليئة بالمتغيرات والمفاجآت .ففي الوقت الذي يكتشف فيه بلد ما ثروة باطنية جديدة تنبئ بمستقبل
أفضل ،يتعرض بلد آخر إلى زلزال أو انهيار مالي ،وأحيان ا تحدث أزمات عالمية تلقي بظاللها على
أغلب إن لم يكن جميع اقتصادات العالم ،وأقرب مثال معاصر إلى الذهن هو أزمة Covid19التي
أبطأت عجلة اإلنتاج والتوظيف في كبريات اقتصادات العالم وباتت تقض مضجع كافة حكومات
العالم ،لما لها من آثار انكماشية خطيرة تهدد األعمال باإلفالس والعائالت بفقدان مصادر الرزق.
على أن التاريخ يقول أن كل أزمة إلى نهاية ،واأليام دول.
على أية حال ،في معظم دول العالم ،ال سيما في البلدان الصناعية واالقتصادات الناشئة ،يزيد الناتج
على األمد الطويل بوصفه اتجاها عاما ،ولكن الناتج قد يتعرض لفترات من التراجع .وفي حال حدوث
مر
عدة تراجعات متوالية متبوعة بعدة ارتفاعات متوالية فإن هذه الظاهرة تسمى دورة األعمال ،كما ّ
معنا في الفصل األول .يفسر الكالسيكيون دورة األعمال ،أو اإلنكماشات االقتصادية ،بحدوث صدمة
في العرض أو بالتغيرات التي تط أر على سوق العمل ،أو بسبب مزيج منهما .أما الكينزيون فيرجعون
حدوث االنكماش إلى تباطؤ األجور أو األسعار ،أو كليهما ،في االستجابة لتغيرات الطلب ،حيث
يتراجع اإلنفاق الكلي دون تراجع متناسب في األسعار .سنعود الحقا لوجهتي النظر هاتين في تفسير
التبدالت التي تط أر على التوازن.
54
مراجع وقراءات الفصل الثالث
1- Blanchard and Blanchard. Macroeconomics. Seventh Edition. Pearson. 2017.
2- Case, Fair, and Oster. Principles of Macroeconomics. Twelfths Edition. Pearson. 2017.
3- Diulio, Eugen A. Theory and problems of macroeconomics. New York. McGraw-Hill. 1998.
4- Dominick Salvatore and Eugene Diulio. Principles of Economics. McGraw-Hill Education;
2nd edition. 2011.
5- Mankiw, N. Gregory. Macroeconomics. Eight Edition. Worth Publishers. 2012.
6- Venieris and Sebold .Macroeconomics Models and Policy .Wiley. 1977.
55
أسئلة ومسائل الفصل الثالث
)1ما الذي يحدث لمنحنى اإلنتاجية الحدية للعمل في حال حدوث صدمة عرض سلبية؟
)2ما الذي يحدث لإلنتاجية الحدية لرأس المال عند زيادة كمية العمل أو عند زيادة اإلنتاجية؟
)3لماذا يمثل منحنى اإليراد الحدي لناتج العمل (الناتج الحدي النقدي العمل) MRPLمنحنى
الطلب على العمل؟
)4افترض أن تابع إنتاج االقتصاد يأخذ الشكل:
y = AK1/2 L1/2
حيث تمثل Aإنتاجية الموارد و Kكمية الموارد الرأسمالية و Lكمية مورد العمل .والمطلوب:
أ .أوجد الناتج الممكن من أجلA = 10; K = 25; L = 9 ِ:
ب .أوجد الناتج الممكن من أجل ( )K = 15; K = 20; K = 25في ظل عدم تغير انتاجية
الموارد أو كمية العمل.
ج .ما الذي يحدث لتابع اإلنتاج في حال ازدادت انتاجية الموارد أو كمية رأس المال؟
د .أيهما ترجح كسبب للتغيرات التي يمكن أن تط أر على الناتج الممكن على األمد القصير:
التغير في كمية العمل أم التغير في كمية رأس المال؟ لماذا؟
56
)4عرف صدمة العرض اإليجابية و ِ
أعط مثاالا عليها من عندك عليها. ّ
)5هات ثالثة أمثلة عن حاالت تؤدي إلى انزياح عرض العمل.
)6ما هو تفسير النظرية االقتصادية للعالقة الطردية بين الكمية المعروضة من العمل وبين
األجر.
)7لماذا يعتمد حجم الناتج الممكن في األجل القصير على شرط التوازن في سوق العمل؟
)8لماذا يزداد الناتج الممكن بشكل عام على األمد الطويل؟
عرف االنكماش وتحدث عن التفسير الكينزي ألسباب حدوثه.
ّ )9
)10تأمل الجدول أدناه ثم أجب عن األسئلة اآلتية:
2
3
4
5
6
أ .امأل الخاليا الفارغة للعمود رقم ( )2من الجدول مستعين ا باآلتي:
)aإنتاجية الموارد = 10
)bكمية رأس المال = 9وحدات
)cتابع اإلنتاج من الشكلy = √KL :
57
ب .أحسب الناتج الحدي للعمل مستخدم ا بيانات العمود رقم ( ،)1واكتب النتائج في
سم المنحنى
الخاليا المناسبة من العمود رقم ( ،)3ثم ارسم منحنى الناتج الحدي للعملّ .
الناتج MPL1
58
ي .افترض أن عدد وحدات العمل على مستوى االقتصاد يبلغ ست وحدات عمل ،حيث
تعمل كل وحدة لمدة ثماني ساعات في اليوم .استخدم بيانات العمودين ( )6و( )7في
تحديد األجر الساعي لكل وحدة عمل.
ك .اشرح سبب حصول العمل على أجر أعلى عندما يكون سعر وحدة الناتج خمس
وحدات نقدية بالمقارنة مع األجر السائد في ظل سعر مقداره أربع وحدات نقدية.
ل .كيف يؤثر حدوث صدمة عرض على الناتج الحدي النقدي للعمل؟
م .افترض أن العمل يحصل على أجر ثابت في كل األحوال .ما الذي يحدث لعدد
وحدات العمل المستخدمة عندما تحدث صدمة عرض سلبية؟
)1تعبر اإلنتاجية الحدية للعمل عن الزيادة في الناتج الناجمة عن استخدام وحدة عمل إضافية
في ظل ثبات كمية رأس المال والتكنولوجيا .وهذه الزيادة تتناقص مع كل وحدة عمل إضافية
يتم استخدامها .وهو ما يشار إليه باإلنتاجية الحدية المتناقصة للعمل .وفي حال حدوث صدمة
عرض سلبية فإن منحنى اإلنتاجية الحدية للعمل ينزاح إلى اليسار تعبي ار عن انخفاض قيمة
Aفي تابع اإلنتاج:
)2اإلنتاجية الحدية لرأس المال هي الزيادة في الناتج الناجمة عن استخدام وحدات إضافية من
رأس المال في ظل ثبات مستوى التكنولوجيا وكمية العمل .وتؤدي زيادة كمية العمل أو ارتفاع
اإلنتاجية إلى ارتفاع اإلنتاجية الحدية لرأس المال ،ويمكن تمثيل ذلك بياني ا بانزياح منحنى
اإلنتاجية الحدية لرأس المال إلى اليمين.
59
)3تستخدم المنشأة المزيد والمزيد من وحدات العمل ما دام اإليراد المتوّلد عن كل وحدة عمل
إضافية أكبر من تكلفتها .وبما أن منحنى MRPLيقيس الزيادة في اإليراد الناجمة عن كل
وحدة عمل إضافية ،فإن عدد وحدات العمل المستخدمة يعتمد على األجر المدفوع لكل عامل.
وهكذا ،يصبح منحنى MRPLمنحنى طلب على العمل.
)4حل المسألة :4
أ .الناتج = 150وحدة.
30 20 15 ب:K .
164.32 134.16 116.19 الناتج:
ج .ينزاح تابع اإلنتاج إلى األعلى عندما يؤدي التطور التكنولوجي إلى ارتفاع إنتاجية كمية
ثابتة من العمل ،ويمكن أن يحدث ذلك أيضا عندما تتوفر كمية أكبر من رأس المال لكل
وحدة من العمل بحكم أن المزيد من رأس المال يزيد إنتاجية العامل الواحد.
د .على األمد القصير ،عندما يكون السبب وراء التغيرات في الناتج الممكن تغير في كمية
العمل وليس في كمية رأس المال الذي ال يتوقع أن تتغير كميته في األجل القصير .وأما
كمية العمل فيمكن أن تتغير على األمد القصير لألسباب التالية:
أ .قد يرغب بعض العاطلين اختياريا عن العمل في البحث عن عمل وبالتالي
يصبحون جزاء من القوى العاملة.
ب .قد يرغب بعض المشتغلين في ترك عملهم والبحث عن عمل آخر.
ج .قد يقوم المشتغلون حاليا بأداء بعض ساعات العمل اإلضافية.
60
أسئلة «صح أو خطأ»
.1من أجل تابع انتاج من الشكل y = A ∙ k 2 L2مع A = 10و k = 3و ،L = 3فإن الناتج يساوي
1 1
.¥30
.2على األمد الطويل ،يظهر الناتج الممكن نمطا دوريا (صاعد ثم هابط ثم صاعد ،إلخ) حيث
61
الفصل الرابع
Chapter IV
63
الفصل الرابع :نماذج توازن اإل نفاق
يعد هذا الفصل يعد تفصيالا لبعض ما درسته عن المدرسة الكينزية في مقرر تاريخ الفكر االقتصادي
ويستحسن بالطالب مراجعة فقرات الطلب الفعال والمضاعف من الفصل الثامن من ذلك المقرر.
نفترض فيما يأتي من نماذج توازنية في األجل القصير أن المستوى العام لألسعار (مستوى السعر)
يظل أعلى من نقطة تقاطع العرض الكلي مع الطلب الكلي .في ظل هذه الفرضية ينتج قطاع األعمال
أقصى كمية يستطيع بيعها باألسعار الجارية ،حيث نعتبر أن مستوى اإلنتاج الذي تتساوى عنده قيمة
مستوى توازني ا للناتج على الرغم من أنه يكون دون مستوى التشغيل الكامل.
ا الناتج مع مقدار اإلنفاق
مكون من قطاعين ينقسم فيه اإلنفاق بين إنفاق استهالكي ( )Cوإنفاق استثماري (،)I
سنبدأ بنموذج ّ
حيث يعتمد اإلنفاق االستهالكي على الدخل المتاح ،فيما يتحدد مستوى اإلنفاق االستثماري من خارج
النموذج .ويقودنا هذا النموذج إلى دراسة النزعة الحدية لالستهالك .نقوم بعد ذلك بدراسة نموذج أوسع
مكون من أربعة قطاعات ،حيث نضيف قطاعي الحكومة وصافي الصادرات .ومع كل نموذج نقوم
ّ
بدراسته سنتتبع كيف تتطور صيغة مضاعف اإلنفاق تبع ا للتغيرات التي تط أر على النموذج.
64
في ظل هذه الفرضيات تنتج المنشآت ما تستطيع بيعه باألسعار السائدة وبالتالي فإن إنتاج
قطاع األعمال يتحدد على أساس الطلب الكلي.
د .االستثمار ( )Iمتغير خارجي أي يتحدد من خارج النموذج ،أي ال يعتمد على مستوى الناتج.
ه .اإلنفاق االستهالكي ( )Cهو تابع خطي للدخل الجاري المتاح ( .)Ydوألن االدخار هو ما
يتبقى من الدخل المتاح بعد اإلنفاق االستهالكي؛ فإن االدخار أيضا تابع خطي للدخل المتاح:
S = Yd − C
و .الدخل المتاح ( )Ydيساوي قيمة الناتج ( )Yنظ ار لعدم وجود قطاع حكومي (ال يوجد اقتطاع
ضريبي).
-االستهالك يساوي ( )450¥عندما يكون الدخل المتاح ( )500¥وعندها يكون االدخار (.)¥50
-االستهالك يساوي ( )530¥عندما يكون الدخل المتاح ( )600¥وعندها يكون االدخار (.)70¥
منصف الربع ق
-يمكن قراءة قيم االدخار إما من خالل رصد الفر بين تابع االستهالك وبين ّ
األول أو من خالل بناء تابع االدخار (.)S = Yd − C
-االستثمار يساوي ( )50¥بغض النظر عن مستوى اإلنتاج كونه متغير خارجي.
وأما في الشكل .2.4فقد قمنا بإضافة اإلنفاق االستثماري إلى اإلنفاق االستهالكي لنحصل على تابع
يمثل مجموعهما ( )C +Iوهو يمثل اإلنفاق اإلجمالي ( .)AEالحظ من الشكل كيف أن توازن اإلنفاق
يتحقق عند مستوى الناتج ( )500¥حيث أن مجموع اإلنفاق االستهالكي ( )450¥واإلنفاق االستثماري
( )50¥يساوي قيمة الناتج ( .)500¥نالحظ من للشكل .1.4ب أن الناتج التوازني يظهر عند تساوي
الضخ (وهو االستثمار فقط في هذه الحالة) مع التسرب (وهو االدخار فقط في هذه الحالة).
65
66
ويمكننا أن نعالج التمثيل البياني السابق لتوابع االستهالك واالستثمار واالدخار جبري ا .إذ يمكننا كتابة
معادلة تابع االستهالك على النحو ، C = 50 + 0.8 Ydومعادلة تابع االستثمار بالشكل ، I = 50
ويمكننا إيجاد اإلنفاق التوازني عن طريقين:
وبتطبيق المعطيات التي بين أيدينا يمكننا أن نصل إلى نفس المستوى التوازني الذي شاهدناه بيانيا
بطريقة جبرية:
الحظ أن Y = Yd
−0.8 𝑌+𝑌=50+50
0.2 𝑌=100
𝑌=1000.2=500
حيث تمثل ̅ Cاإلنفاق االستهالكي غير المتعلق بمستوى الدخل المتاح (االستهالك
المستقل) وتمثل cالنزعة الحدية لالستهالك (نسبة ما يستهلك من كل وحدة إضافية
من الدخل المتاح).
-االستثمار يتحدد خارج النموذج ̅I = I
-االدخار:
S = Yd − C
) = Yd − (C̅ + c Yd
= −C̅ + (1 − c)Yd
68
.2.1.4النزعة الحدية لالستهالك
تعرف النزعة الحدية لالستهالك بالتغير الذي يط أر على االستهالك نتيجة زيادة الدخل المتاح بمقدار
ّ
وحدة واحدة .أي أنها تساوي مشتق تابع االستهالك بالنسبة للدخل المتاح.
∆C
= MPC
∆Yd
الحظ أن التغير في االستهالك يكون أقل من التغير في الدخل المتاح .وعليه من المفترض أن تكون
قيمة النزعة الحدية لالستهالك أكبر من الصفر وأصغر من الواحد .وقد رأينا قبل قليل أن النزعة الحدية
لالستهالك ما هي إال المعامل السلوكي ( )cفي تابع االستهالك ( )C = C̅ + cYdوألن هذا التابع تابع
خطي فإن النزعة الحدية لالستهالك في هذه الحالة هي عبارة عن ميل تابع االستهالك .وألن االدخار
هو بالتعريف ذلك الجزء من الدخل المتاح الذي امتنع األفراد عن استهالكه فإن النزعة الحدية لالدخار
هي ( .)1 − cفعلى سبيل المثال ،إذا كان االستهالك خطيا في الدخل المتاح ،وكان ميل تابع
االستهالك ( )0.8فهذا يعني أن ثماني وحدات نقدية من أصل كل زيادة في الدخل المتاح مقدارها
عشر وحدات نقدية ستذهب إلى استهالك ،والباقي (وحدتان نقديتان) إلى االدخار.
كما شاهدنا في الشكل ( ،)2.4يؤدي التغير في اإلنفاق المستقل إلى انزياح على التوازي في تابع
المكون من قطاعين ينجم التغير في
ّ اإلنفاق وبالتالي الوصول إلى مستوى توازني جديد .في النموذج
اإلنفاق المستقل إما عن تغير في االستهالك المستقل ̅ Cأو عن تغير في االستثمار المستقل ̅ Iأو عن
تغير في كليهما .ويؤدي التغير في اإلنفاق المستقل إلى تغير في الناتج ،األمر الذي يؤدي إلى تغير
في االستهالك ،كون هذا األخير يتبع للدخل المتاح.
69
وهكذا ،فإن زيادة في االستثمار المستقل ̅( )∆Iتؤدي -في ظل ثبات بقية العوامل – إلى تغير في
الناتج يفوق التغير في اإلنفاق المستقل ̅( )∆Y > ∆Iألن التغير في الدخل الشخصي المتاح يؤدي إلى
تغير في االستهالك .الحظ من الشكل ( )3.4مثالا أن زيادة في اإلنفاق المستقل تؤدي إلى انزياح
منحنى اإلنفاق من ( )C + Iإلى ( )C + I′األمر الذي يؤدي إلى انتقال التوازن من e0إلى e1بحيث
يزداد الناتج من y0إلى y1وبمقدار يفوق بوضوح الزيادة في اإلنفاق المستقل المتمثلة بالمسافة
العمودية الفاصلة بين ( )C + Iو(.)C + I′
يقيس مضاعف اإلنفاق معدل التغير في الناتج الناجم عن تغير في اإلنفاق المستقل .رأينا كيف أن
قيمة التغير في الناتج تفوق عموم ا قيمة التغير في اإلنفاق المستقل الذي أدى للتغير في الناتج .فمثالا
70
إذا كانت قيمة التغير في اإلنفاق المستقل ( )∆I ̅ = 10والتغير الناجم في الناتج ( )∆Y = 50فإن
التغير في الناتج يبلغ خمسة أضعاف التغير في اإلنفاق المستقل ،أي:
∆Y
=5
̅∆I
سنرى عما قليل أن قيمة المضاعف ( )k eتعتمد على قيمة النزعة الحدية لالستهالك ( ،)cبحيث أن
زيادة النزعة الحدية لالستهالك تقود إلى قيمة أكبر أو فعالية أكبر للمضاعف والعكس بالعكس .وصلنا
سابقا إلى أن الناتج التوازني في نموذج من قطاعين يمكن حسابه كالتالي:
̅C̅ + I
=Y
1−c
وفي ظل ذات الفرضيات التي قادتنا إلى هذه النتيجة ،إذا ما افترضنا حصول زيادة في اإلنفاق المستقل
( )∆I ̅ > 0في ظل ثبات بقية العوامل ،أي في ظل عدم تغير االستهالك المستقل ( )∆C̅ = 0وعدم
حدوث تغير في النزعة الحدية لالستهالك فإننا نستطيع أن نكتب:
̅ ∆I
= ∆Y
1−c
∆Y 1
=
̅
∆I 1 − c
1
= ke
1−c
71
من الواضح أن معرفة قيمة المضاعف توّفر لنا طريق ا مختص ار لحساب المستوى التوازني للناتج.
فالتوازن كما رأينا يتحقق عند
̅C̅ + I
=Y
1−c
1
∙ ̅)Y = (C̅ + I
1−c
1
(=Y ̅)) ∙ (C̅ + I
1−c
̅
Y = ke ∙ A
يتألف اإلنفاق الحكومي من السلع والخدمات المشتراة من قبل الحكومة (سواء محلية أو مركزية) ومما
تدفعه الحكومة من تعويضات للعاملين لديها بمن فيهم العسكريين .تتألف التحويالت مما تنفقه الحكومة
بدون مقابل مباشر مثل تعويضات البطالة ونفقات الرفاه والضمان االجتماعي وخدمة الدين العام
(األقساط والفوائد على الدين العام) .تتألف الضرائب من تلك االقتطاعات التي تفرضها الحكومة على
الملكية والدخل والسلع (مبيعات وإنفاق) .يرتفع الناتج عندما يزداد اإلنفاق الحكومي ( )Gوكذلك عندما
ينخفض صافي العائدات الضريبية ( )Tnوذلك بفرض ثبات بقية العوامل ،حيث يعرف صافي العائدات
الضريبية بالفرق بين اإليرادات الضريبية ( )Txوبين التحويالت الحكومية ( .)Trتتمثل السياسة المالية
بالتغيرات التي تط أر على الضرائب والتحويالت والنفقات بغرض التأثير على مستوى الناتج.
72
في النموذج ثالثي القطاعات يكون االقتصاد في حالة توازن وفق ا لمدخل اإلنفاق عندما:
Y= C+I+G
ووفقا لمبدأ الضخ والتسرب عندما:
Tn + S = I + G
يظهر من الشكل ( )4.4أن مستوى الناتج التوازني في حالة عدم وجود قطاع حكومي هو ( ،)Y0ومع
)C + I̅ + Gويرتفع بالتالي
إضافة اإلنفاق الحكومي يحدث انزياح في تابع اإلنفاق من ̅( )C + Iإلى (̅
73
وأما من جهة مدخل الضخ والتسرب فإن دخول القطاع الحكومي إلى النموذج يؤدي إلى انزياح تابع
)I̅ + Gومع غياب الضرائب الالزمة لتمويل اإلنفاق الحكومي ،يتم
الضخ إلى األعلى من ̅( )Iإلى (̅
تمويل اإلنفاق الحكومي من خالل مدخرات القطاع الخاص (المسافة .)S1 S0
الشكل ( ،)5.4حيث تؤدي الضرائب إلى انخفاض االستهالك .الحظ على أية حال أن انخفاض
االستهالك الناجم عن فرض الضريبة (الممثل هندسي ا بالمسافة من Y1إلى )Y2لن ينزل بمستوى
الناتج إلى المستوى األصلي ( )Y0الذي بدأنا معه عندما كان االقتصاد مكون ا من قطاعين فقط ،أي
عندما كان خالي ا من التدخل الحكومي .حيث تؤدي الضريبة إلى انزياح تابع التسرب من Sإلى S +
74
لنقم بإعادة شرح النقطة األخيرة من البداية من خالل مقارنة حالتين بدون االستعانة بالتمثيل البياني
والتحليل الهندسي .ومن باب التبسيط نبدأ من ناتج توازني مقداره ¥500في ظل الشروط اآلتية:
C = 40 + 0.80Yd
I = 60
̅x = 0; T
T ̅=0
̅r = 0; G
الحالة األولى :يزداد الناتج من ¥500إلى ¥550عندما تنفق الحكومة .¥10هذه الزيادة في اإلنفاق
الحكومي تؤدي عبر أثر المضاعف إلى تغير في الناتج مكافئ لذلك الذي ينجم عن زيادة في
االستثمار.
Y = ¥550
S= I+G
0.20Y − 40 = 60 + 10
0.20Y = 110
Y = ¥550
الحالة الثانية :ينخفض الناتج من ¥550إلى ¥510عندما تقوم الحكومة بجباية ضريبة مقطوعة
مقدارها ¥10لتغطية الزيادة في اإلنفاق (الواردة في الحالة األولى) .الحظ أن تأثير الضريبة المقطوعة
75
تغير المكافئ في اإلنفاق الحكومي .ففي هذه الحالة ارتفع الناتج
على الناتج أدى إلى إضعاف تأثير ال ّ
بمقدار ¥10فقط في حين أنه ازداد بمقدار ¥50في الحالة األولى.
Y =C+I+G
Y = ¥510
التسرب:
ّ الضخ –
ّ بحسب مدخل
̅x = I + G
S+T
0.20Y − 32 = 70
Y = ¥510
لنفترض أن الحكومة قامت بفرض ضرائب مقطوعة وإجراء تحويالت بنفس الوقت .في هذه الحالة
يكون الدخل المتاح:
Yd = Y − Tx + Tr
في الحقيقة ،يتشابه تأثير زيادة التحويالت مع تأثير انخفاض الضرائب في الناتج .فعلى سبيل المثال،
تكون قيمة الناتج التوازني ¥510من أجل:
76
C = 40 + 0.80Yd
I = 60
ويتبين من الحالتين ( )1و ( )2أدناه أن زيادة في التحويالت مقدارها ¥5أو تخفيض ا ضريبي ا بذات
المقدار ،يؤديان كالهما إلى ارتفاع في مستوى الناتج من ¥510إلى .¥530
Y =C+I+G
Y = 530
Y =C+I+G
Y = ¥530
مضاعف
ا عندما ينطوي النموذج على قطاع حكومي يكون هناك ،باإلضافة إلى مضاعف اإلنفاق،
للضريبة المقطوعة وآخر للميزانية المتوازنة .نقوم فيما يأتي باستنتاج معادالت هذه المضاعفات كونها
توفر طريقا مختص ار لفهم تأثير متغيرات اإلنفاق في الناتج التوازني في األجل القصير.
77
والستنتاج المضاعفات بصيغها العامة يتعين علينا أن ننطلق من فرضيات عامة حول االقتصاد ،ولتكن
اآلتية من باب التبسيط:
C = C̅ + cYd
̅n
Yd = Y − T
̅x − T
Tn = T ̅r
̅I = I
̅
G=G
Y= C+I+G
C̅ + I̅ + G
̅ − cT
̅n
=Y
1−c
وهكذا فإن تغي ار في كل من االستهالك المستقل واالستثمار المستقل واإلنفاق الحكومي المستقل
والضرائب المقطوعة سيؤدي بمجموعه إلى تغير في الناتج مقداره:
78
-مضاعف اإل نفاق
∆Gهو:
إن تغير الناتج التوازني الناجم عن تغير في اإلنفاق الحكومي المستقل بمقدار ̅
̅
∆G
= ∆Y
1−c
∆Y 1
= ke =
̅ 1−c
∆G
وبما أن النزعة الحدية لالستهالك موجبة وأصغر من الواحد فإن قيمة مضاعف اإلنفاق موجبة ،األمر
الذي يعني أن لإلنفاق الحكومي المستقل أثر إيجابي على المستوى التوازني للناتج .وهذا ينطبق على
أي إنفاق مستقل آخر مثل اإلنفاق االستثماري.
إن تغير الناتج التوازني الناجم عن تغير في اإليرادات الضريبية بمقدار ∆T̅nهو:
̅n
−c∆T
= ∆Y
1−c
∆Y −c
= kt =
̅n 1 − c
∆T
ومن الواضح أن قيمة هذا المضاعف أصغر من الصفر .فأية زيادة في مقدار الضريبة المقطوعة ،في
ظل ثبات بقية العوامل من شأنها أن تخفض االستهالك العائلي ،مما يؤثر سلبا على مستوى الناتج.
79
-مضاعف الميزانية المتوازنة
إن تغير الناتج التوازني الناجم عن تغير في اإلنفاق الحكومي المستقل مترافق مع تغير مكافئ بالقيمة
في صافي اإليرادات الضريبية المستقلة هو:
̅ − c∆T
∆G ̅ − c∆G
̅n ∆G ̅ ∆G)̅(1 − c
= ∆Y = = ̅
= ∆G
1−c 1−c 1−c
وبالتالي فإن مضاعف الميزانية المتوازنة kbالذي ينطوي على تغيرين متساويين في ̅
Gو T̅nهو:
∆Y
= kb =1
̅
∆G
أي أن تغيران متكافآن بالقيمة المطلقة في اإلنفاق الحكومي المستقل من جهة وصافي الضرائب
المستقلة من جهة من شأنهما أال يؤث ار بالمحصلة على المستوى النهائي للناتج .فالتسرب الناجم
عن الضريبة التي من شأنها أن تضعف االستهالك يتم إطفاء تأثيره بشكل مو ٍاز من خالل ضخ
مبالغ مكافئة في النظام االقتصادي على شكل مشتريات حكومية من السلع والخدمات التي ينتجها
قطاع األعمال .فما يخسره قطاع األعمال من إنفاق عائلي تعوضه النفقات الحكومية.
̅x + tY − T
Tn = T ̅r
80
حيث:
: T̅xضرائب مقطوعة.
على الرغم من أن معظم الحكومات تفرض ضرائب تصاعدية على دخول األفراد إال أننا ولتبسيط
التحليل ،سنفترض أن tعبارة عن معدل ثابت للضريبة على الدخل ينسحب على دخول األفراد بغض
النظر عن مستوياتها .وللتبسيط كذلك ،سنبقي على فرضية ضريبة الدخل المقطوعة .T̅x
يمكننا اآلن إعادة حساب الناتج التوازني بعد تعديل تابع الدخل المتاح بحيث يأخذ باالعتبار تبعية
ضريبة الدخل لمستوى الدخل ،مبتدئين بالمعطيات اآلتية:
C = C̅ + cYd
̅x − tY + T
Yd = Y − T ̅r
̅I = I
̅
G=G
Y =C+I+G
C̅ + I̅ + G
̅ − cT
̅x + cT
̅r
=Y
1 − c + ct
81
وهكذا فإن تغي ار في اإلنفاق المستقل (استهالك؛ استثمار؛ إنفاق حكومي) وفي الضرائب بآن مع ا
سيؤدي إلى تغير في الناتج مقداره:
∆G̅
= ∆Y
1 − c + ct
1
= ke
1 − c + ct
إن تغير الناتج التوازني الناجم عن تغير في اإليرادات الضريبية بمقدار ∆T̅nهو:
−c∆T̅n
= ∆Y
1 − c + ct
−c
= kt
1 − c + ct
82
-مضاعف الميزانية المتوازنة:
∆Gمترافق مع تغير
إن تغير الناتج التوازني ∆Yالناجم عن تغير في اإلنفاق الحكومي المستقل مقداره ̅
1−c
= kb
1 − c + ct
نذكر بان تحليل المضاعف ألثر السياسات المالية المختلفة (إنفاق وضرائب
وأخي ار ،يجدر بنا أن ّ
مقيد بشرط بقاء العوامل األخرى ثابتة .بالتأكيد ،ال نتوقع من العوامل
وتحويالت) الذي تناولناه آنفا ّ
األخرى أن تظل ثابتة على أرض الواقع ،ولكن النماذج البسيطة التي درسناها تعطينا تحليالا دقيقا ألثر
التغير في أحد معالم النموذج بفرض ثبات بقية العوامل .وأما مدى صالحية النموذج بوصفه تقريب
معقول للواقع فهي مسألة تعتمد على مدى أهمية وإمكانية التغير في متغيرات أخرى يفترضها النموذج
ساكنة ال تتغير .على أية حال ،النظرية ال تكون جيدة بمقدار قربها من الواقع بل بمقدارها قوتها في
تفسيره وفهمه وبمدى امكانية استخدامها في التنبؤ.
كل بلد يصدر سلعه وخدماته المحلية ويستورد السلع والخدمات األجنبية .ويساوي رصيد صافي
صادراته إجمالي الصادرات ناقصا إجمالي المستوردات .تعد الصادرات اإلجمالية متغي ار خارجيا كونها
83
ترتبط بمستويات دخل البلدان األجنبية وبسعر الصرف األجنبي .وأما المستوردات فتعتمد على كل من
الناتج المحلي وسعر الصرف األجنبي .ولذلك ،يمكننا كتابة صافي الصادرات:
̅=X
X − mY
̅ صافي الصادرات المستقلة (الصادرات المستقلة ناقص ا الواردات المستقلة) .وتمثل m
حيث تمثل X
̅x + tY − T
Yd = Y − (T ) ̅r
̅=X
X − mY
C̅ + I̅ + G
̅ − cT
̅x + cT
̅r
=Y
1 − c + ct + m
أي أن تغي ار في اإلنفاق المستقل (استهالك؛ استثمار؛ إنفاق حكومي؛ صافي الصادرات) سيؤدي إلى
تغير في الناتج مقداره:
84
األمر الذي يعني أن المضاعفات الموافقة ستأخذ القيم اآلتية:
1
= ke
1 − c + ct + m
−c
= kt
1 − c + ct + m
فعلى سبيل المثال ،إذا كانت لدينا القيم اآلتية للنزعة الحدية لالستهالك ومعدل الضريبة والنزعة الحدية
لالستيراد ( ،)c = 0.75; t = 0.20; m = 0فإن قيمة المضاعف تكون:
1
= ke = 2.5
1 − 0.75 + 0.75(0.20) + 0
واآلن ،بفرض حدوث تحول مفاجئ في األذواق المحلية لصالح استهالك السلع األجنبية بطريقة أدت
إلى ارتفاع النزعة الحدية لالستيراد من ( )m = 0إلى ( ،)m = 0.10فإن قيمة المضاعف تصبح:
1
= ke =2
1 − 0.75 + 0.75(0.20) + 0.10
األمر الذي يفيدنا بأن ارتفاع قيمة النزعة الحدية لالستيراد يؤدي إلى انخفاض قيمة المضاعف ،أي
يضعف من أثر المضاعف الناجم عن تغير في أحد المتغيرات المستقلة.
85
مراجع وقراءات الفصل الرابع
1- Chiang, alpha. Fundamental methods of mathematical economics. Fourth Edition. McGraw
Hill. 2005.
2- Blanchard and Blanchard. Macroeconomics. Seventh Edition. Pearson. 2017.
3- Case, Fair, and Oster. Principles of Macroeconomics. Twelfths Edition. Pearson. 2017.
4- Diulio, Eugen A. Theory and problems of macroeconomics. New York. McGraw-Hill. 1998.
5- Dominick Salvatore and Eugene Diulio. Principles of Economics. McGraw-Hill Education;
2nd edition. 2011.
6- Mankiw, N. Gregory. Macroeconomics. Eight Edition. Worth Publishers. 2012.
7- Venieris and Sebold .Macroeconomics Models and Policy .Wiley. 1977.
:مسألة محلولة
:) مستعين ا بما يلي9( ) إلى2( أي كافة األعمدة من،امأل الخاليا الفارغة في الجدول أدناه
)1.4( الجدول
الناتج صافي الدخل اإل نفاق اإل نفاق مشتريات اإل نفاق تغير
)(الدخل الضرائب المتاح االستهالكي االدخار الحكومة االستثماري اإلجمالي المخزون
300 ? ? ? ? ? ? ? ?
500 ? ? ? ? ? ? ? ?
86
700 ? ? ? ? ? ? ? ?
أ .استخدم بيانات الجدول الذي قمت بإنشائه في الطلب السابق في تحديد مستوى الدخل
الذي يتحقق عنده التوازن.
ب .فسر معنى التوازن الذي حصلت عليه باستخدام مفهوم التغير في المخزون.
ج .ارسم تابعي االستهالك واإلنفاق الكلي ،على غرار الشكل .1.4أ.
د .حدد نقطة التوازن على الشكل الذي قمت برسمه.
ه .حدد هندسي ا مفهوم التغير في المخزون من أجل مستوى ناتج من اختيارك.
و .افترض أن الحكومة قررت زيادة مستوى اإلنفاق بمقدار .50ما الذي سيحدث للناتج
التوازني .قم بإعادة إنشاء ذات الجدول وإعادة رسم التوابع الموافقة تحت هذا الفرض.
الحل :يتحقق التوازن عند مستوى الناتج 900حيث يظهر من السطر الرابع أن عند هذا المستوى
يكون اإلنفاق اإلجمالي مساوي ا للناتج الكلي ،وبالتالي يتحقق توازن اإلنفاق ويكون التغير في المخزون
صف ار .بمعنى أن الفترة المدروسة لم تشهد انخفاض ا أو زيادة غير مخططة في المخزون .وبالنظر إلى
الشكل ( )6.4يظهر تقاطع تابع اإلنفاق مع منصف الربع األول عند مستوى الدخل (.)900
الجدول ( :)2.4إيجاد التوازن من أجل ( I = 100, G = 100, T = 100مع )C = 100 + .75
87
الناتج صافي الدخل اإل نفاق اإل نفاق مشتريات اإل نفاق تغير
االدخار
الضرائب (الدخل) المتاح االستهالكي المخزون اإلجمالي الحكومة االستثماري
300 100 200 250 - 50 100 100 450 - 150
500 100 400 400 0 100 100 600 - 100
700 100 600 550 50 100 100 750 - 50
1,100 100 1,000 850 150 100 100 1,050 + 50
1,300 100 1,200 1,000 200 100 100 1,200 + 100
1,500 100 1,400 1,150 250 100 100 1,350 + 150
الجدول ( :)3.4إيجاد التوازن من أجل ( I = 100, G = 150, T = 100مع )C = 100 + .75
الناتج صافي الدخل اإل نفاق اإل نفاق مشتريات اإل نفاق تغير
(الدخل) الضرائب المتاح االستهالكي االدخار االستثماري الحكومة اإلجمالي المخزون
88
300 100 200 250 - 50 100 150 500 - 200
500 100 400 400 0 100 150 650 - 150
700 100 600 550 50 100 150 800 - 100
900 100 800 700 100 100 150 950 - 50
1,300 100 1,200 1,000 200 100 150 1,250 + 50
أدى ارتفاع اإلنفاق الحكومي بمقدار ( )50إلى ارتفاع المستوى التوازني للدخل من 900إلى ،1100
وبالتمثيل البياني لتابعي اإلنفاق الكلي قبل زيادة اإلنفاق الكلي وبعده يظهر من الشكل ( )6.4أن التابع
الجديد هو عبارة عن انزياح عمودي بمقدار ( )50عن التابع السابق .حيث تمثل هذه المسافة العمودية
مقدار الزيادة في اإلنفاق الحكومي التي أدت بالمحصلة إلى ارتفاع الدخل التوازني بمقدار .200
.1في نموذج قطاعين ،هناك عالقة عكسية بين قيمة النزعة الحدية لالستهالك وبين قيمة مضاعف
اإلنفاق.
.2النزعة الحدية لالستهالك أكبر من الصفر وأصغر من الواحد.
مكون من ثالث قطاعات (عائالت ومنشآت وحكومة) ،هناك عالقة عكسية بين .3في نموذج ّ
الضريبة على الدخل وبين قيمة مضاعف اإلنفاق.
.4تساعد ضريبة الدخل في تلطيف التقلبات االقتصادية.
.5يؤدي ارتفاع ضريبة الدخل ،في ظل ثبات بقية العوامل ،إلى ارتفاع قيمة مضاعف اإلنفاق
وكذلك إلى ارتفاع قيمة مضاعف الضريبة المقطوعة.
.6إن لزيادة النزعة الحدية لالستيراد تأثير على المضاعفات مشابه لتأثير الزيادة في النزعة الحدية
لالستهالك.
.7تؤدي زيادة في مقدار الضرائب المقطوعة إلى انخفاض في الناتج التوازني يساوي حاصل جداء
مضاعف اإلنفاق بمقدار التغير في الضرائب المقطوعة.
89
.8في حال وجود ضريبة على الدخل ،تؤدي زيادتان متساويتان في كل من اإلنفاق الحكومي
والضرائب المقطوعة إلى زيادة في الناتج أقل من الزيادة في اإلنفاق الحكومي.
.9إن زيادتان متساويتان في كل من الضرائب المستقلة والتحويالت المستقلة لن تؤثران على الناتج
التوازني.
.10إن زيادة في التسربات تؤدي إلى انخفاض في الناتج التوازني.
90
الفصل الخامس
Chapter V
Simultaneous Equilibrium
91
-يفهم دوافع طلب النقود والعالقة بين معدل الفائدة وسعر السند.
يحّلل أسباب انزياح LMأو تبدل ميله ويربط اتجاه تغير المعامالت السلوكية باتجاه انزياح >LM -
-يحسب الناتج التوازني من أجل التوازن اآلني في سوقي السلع والخدمات جبري ا ويمّثله بياني ا.
92
الفصل الخامس :مدخل التوازن اآلني في أسواق السلع والنقد ISLM
افترضنا حتى اآلن أن االستثمار متغير مستقل ،حيث أخذناه كمعطى من خارج النموذج .لنفترض
ا
مستوى مختلف من االستثمار
ا اآلن أن االستثمار يعتمد على معدل الفائدة .في هذه الحالة ،سيكون هناك
يصور الشكل ( )1.5عالقة خطية بسيطة بين االستثمار
من أجل كل سعر فائدة .على سبيل المثالّ ،
ومعدل الفائدة .الحظ أن التابع هابط ،بمعنى أن العالقة بين المتغيرين عالقة عكسية .فمن أجل معدل
فائدة قدره 9%يبلغ مستوى االستثمار .¥50وأما من أجل معدل فائدة منخفض مقداره 4%نجد أن
مستوى االستثمار يساوي .¥80وهكذا ،وبشكل عام يمكن تمثيل عالقة االستثمار بمعدل الفائدة بالتابع
( ،)I = I̅ − biحيث تمثل ̅ Iالجزء المستقل من االستثمار ،فيما تمثل bمعامالا سلوكيا يقيس شدة
حساسية االستثمار للتغيرات التي تط أر على معدل الفائدة.
93
الشكل ()2.5
)i (%
13
12
11
10
9
8
7
6
5
4
3
2 'I
I
1
0
0 10 20 30 40 50 60 70 80 90 100 110 )I (¥
مثال:
.1احسب مستوى االستثمار عند معدالت الفائدة 10% :و 8%و 6%وارسم التابع.
.2افترض زيادة حجم االستثمار المستقل بمقدار .¥20مّثل ذلك بياني ا في نفس الشكل مع الشرح.
نمّثل هذه النقاط بيانيا ونصل بينها فنحصل على تابع االستثمار (الشكل .)2.5
94
I = (100 + 20)– 5i
I = 120– 5i
i = 10 I = 120– 5(10) = 70
i=8 I = 120– 5(8) = 80
i=6 I = 120– 5(6) = 90
وبتمثيل هذا التابع بيانيا يظهر بوضوح أن ازدياد اإلنفاق المستقل يؤدي إلى انزياح تابع االستثمار إلى
اليمين ،وهذا يعني مستويات أعلى من االستثمار عند نفس المعدالت السابقة للفائدة.
وصلنا فيما مضى إلى أن الناتج التوازني في نموذج مكون من قطاعين هو:
1
=Y ̅)∙ (C̅ + I
1−c
I = I̅ − bi
فإن الناتج التوازني سيكون عند المستوى (سنقوم باستنتاج هذه الحقا):
1
=Y )∙ (C̅ + I̅ − bi
1−c
مثال:
يمكننا حساب الناتج التوازني في هذه الحالة من أجل عدة مستويات من معدل الفائدة .الحظ أن مستوى
االستثمار يبلغ ¥40عندما يكون معدل الفائدة .10%وعندها يحسب الناتج التوازني من خالل شرط
التساوي بين الضخ والتسرب:
= S I
−40 + 0.20Y = 40
Y = 400
= S I
−40 + 0.20Y = 52
Y = 460
96
وبنفس الطريقة نصل إلى أن الناتج يساوي ¥580عند معدل الفائدة 4%الموافق لمستوى من االستثمار
مقداره .¥76الحظ من هذه الحسابات أن انخفاض معدالت الفائدة من 10%إلى 8%أدى الرتفاع
مستوى االستثمار من ¥40إلى ¥52األمر الذي أدى (عبر أثر المضاعف) إلى ارتفاع مستوى الناتج
من ¥400إلى .¥460
وهكذا فإن الناتج التوازني ¥400يتواءم مع معدل الفائدة ،10%وأما الناتج ¥460فيتواءم مع معدل
فائدة قدره 8%والناتج ¥520مع معدل قدره 6%والناتج ¥580مع معدل .4%وأخي ار ،إذا مّثلنا هذه
يعبر
البيانات وقمنا بالوصل بين النقاط التي تمثل ثنائيات (الناتج ،معدل الفائدة) سنحصل على خط ّ
عن منحنى ISكما هو ظاهر في الشكل (.3.5ب).
مثال:
افترض أن المعادلة ( )I = 100 – 6iتمّثل سلوك تابع االستثمار .وافترض أن تابع االدخار هو نفسه
التابع الذي استخدمناه في المثال السابق أيضا ( .)S = - 40+20Yيمكن ايجاد معادلة ISعن طريق
تسربات االدخار بضخ االستثمار.
مساواة ّ
S = I
−40 + 0.20Y = 100 − 6i
0.20Y = 120 − 6i
Y = 700 − 30i
الحظ أننا سنحصل على نفس مستويات الناتج التي حصلنا في المثال السابق من أجل معدالت الفائدة
المختلفة .مثالا ،عند معدل الفائدة 10%يكون الناتج التوازني:
97
98
IS .1.2.5انزياح منحنى التوازن السلعي
يؤدي حدوث تغير في اإلنفاق المستقل ̅ ∆Cأو ̅ ∆Iإلى انزياح على التوازي في منحنى .ISوبما أن
هذه المنحنى هو عبارة عن المحل الهندسي للناتج التوازني عند مختلف معدالت الفائدة ،فإن مقدار
االنزياح يكافئ بل يساوي مقدار التغير في اإلنفاق المستقل مضروب ا بمضاعف اإلنفاق.
مثال:
افترض حدوث زيادة في االستثمار المستقل مقدارها ̅ .∆Iسيؤدي ذلك إلى انزياح خط االستثمار إلى
اليمين من Iإلى ' Iكما هو ظاهر في الشكل (.4.5أ) .يترافق ذلك مع انزياح منحنى ISإلى اليمين
من ISإلى ' ISكما يظهر من الشكل (.4.5ب) .وأما مقدار هذا االنزياح األخير فيساوي ̅،k e ∙ ∆I
وذلك ألن زيادة اإلنفاق االستثماري المستقل تؤدي عبر أثر المضاعف إلى زيادة الناتج التوازني بمقدار
تحدده شدة المضاعف .وبنفس المنطق ،يؤدي ازدياد االستهالك المستقل بمقدار ما وليكن ̅ ∆Cإلى
ّ
انزياح منحنى ISإلى اليمين ̅.k e ∙ ∆C
̅
A 1
=i − ∙Y
b ke b
سلوكي ا يقيس حساسية االستثمار لمعدل الفائدة .من الواضح أن ميل ISيزداد مع انخفاض قيم keو.b
99
الشكل (.4.5أ)
)i (%
i0
I 'I
الشكل (.4.5ب)
)i (%
i0
IS 'IS
Y0 Y1 )Y (¥
الالزم للحصول على منحنى ISهابط هو أن تكون قيمة bموجبة تمام ا ( )b > 0كما سيظهر معنا
من األمثلة اآلتية.
100
مثال عام:
لنبدأ من مجموعة محددة من توابع االستهالك واالستثمار مشابهة لألمثلة التي مرت معنا .ولنستخدمها
بإيجاد الناتج التوازني ومعادلة منحنى التوازن في سوق السلع .IS
C̅ + I̅ − bi
=Y
1−c
.)Aونسمي مضاعف
ومن باب االختصار والتبسيط نجمع متغيرات اإلنفاق المستقل في متغير واحد (̅
̅ − k e bi
Y = keA ومنه:
Y ̅
A
= −i
ke b b
̅
A Y
=i −
b keb
1 1
=i ̅) −
∙ (A )∙ (Y
b keb
101
وهكذا فإن ميل ISهو مقلوب جداء مضاعف اإلنفاق بمعامل حساسية االستثمار لمعدل الفائدة .وأما
المحل الهندسي لمنحنى ISأو مكانه في الفضاء فيعتمد على أثر المضاعف الخاص باإلنفاق المستقل
̅( )C̅ + Iوكذلك على ميل التابع.
مثال عددي:
102
يمكننا رسم هاتين المعادلتين لنشاهد الفرق بينهما .تأمل الشكل ( )5.5لترى كيف أن ميل منحنى IS
يكون أشد انحدا ار ،أي يكون ميله أكبر ،عندما يكون اإلنفاق االستثماري أقل حساسية للتغيرات في
معدل الفائدة ،أي عندما تكون قيمة المعامل السلوكي bأقل.
مثال:
وبفرض بقاء تابع االستثمار على حاله مع حصول تغير طفيف في النزعة الحدية لالستهالك بحيث
C = 10 + 0.60Y تصبح معادلة االستهالك:
103
وبرسم هاتين المعادلتين ،نالحظ من الشكل ( )6.5أن ميل ISقد ازداد مع انخفاض النزعة الحدية
جرت بدورها انخفاض ا في قيمة )keوذلك على شرط أن االستثمار أو اإلنفاق
لالستهالك (التي ّ
االستثماري يستجيب للتغيرات في معدل الفائدة.
أصبحنا جاهزين اآلن لتعميم النتائج التي وصلنا إليها إلى أربعة قطاعات .نقوم فيما يأتي بإيجاد معادلة
الناتج التوازني مع أخذ حساسية االستثمار للتبدل في معدل الفائدة بالحسبان .لنبدأ أوالا من ايجاد الناتج
التوازني في ظل معطيات مطابقة للتي أخذنا بها آنف ا .لنفترض أن لدينا تابع االستهالك من الشكل
( )C = C̅ + cYوتابع االدخار ( .)I = I̅ − biيمكننا إيجاد معادلة الناتج التوازني على النحو اآلتي:
Y=C+I
Y = C̅ + cY + I̅ − bi
Y − cY = C̅ + I̅ − bi
Y(1 − c) = C̅ + I̅ − bi
C̅ + I̅ − bi
=Y
1−c
ننتقل اآلن إلى إيجاد معادلة توازن سوق السلع .لنقوم بذلك ،يجب أوالا أن نبدأ بتحديد افتراضات
النموذج ،ولتكن:
104
C = C̅ + cY
I = I̅ − bi
̅
G=G
̅X + tY − T̅r
Tn = T
̅=X
X − mY
الحظ أن هذه المعطيات تشير إلى نموذج رباعي القطاعات مع ضريبة دخل .وهي أكثر الصيغ التي
مرت معنا عمومية حتى اآلن .للوصول إلى معادلة ISفي ظل هذه المعطيات ،ننطلق من شرط
ّ
التوازن القتصاد من أربعة قطاعات:
Y =C+I+G+X
C̅ − cT
̅x − cT ̅+X
̅r + I̅ − bi + G ̅
=Y
1 − c + ct + m
حيث:
1
= ke
1 − c + ct + m
تذكر أن المعادلة بهذا الشكل ال تعطينا ميل ISمباشرة ،فالعادة هي أن يكون معدل الفائدة على
المحور العمودي ،ولكن يمكننا ذلك عن طريق حل معادلة ISبالشكل الذي وصلنا إليه من أجل :i
وبالتالي فإن ميل ISال يزال يساوي ( )−1⁄k e ∙ bكما رأينا آنف ا في حالة القطاعين ،لكن يجب أن
نتذكر أن قيمة المضاعف الداخلة في حساب هذا الميل تتغير تبع ا للمكونات الداخلة في النموذج ،وأما
مكونات اإلنفاق المستقل فإنها وإن كانت تؤثر في مكان منحنى التوازن السلعي في الفضاء فإنها ال
Aليس بوصفه ثابت ا ال يتغير
نذكر هنا ايض ا أننا نشير لمجمل اإلنفاق المستقل بالحرف ̅
تؤثر في ميلهّ .
بغض النظر عن عدد القطاعات الداخلة في النموذج ،بل بوصفه رقم إجمالي مستقل عن النموذج
يمكن أن تتغير مكوناته تبع ا لدرجة تعقيد النموذج ،األمر الذي يفهم من السياق.
وبما أن االستثمار في هذا النموذج يستجيب لتغير معدل الفائدة ،فإن هناك منحنى للناتج التوازني في
ا
سوق السلع .وفي حالة النموذج بين ايدينا ،يؤدي التغير في مستوى اإلنفاق المستقل ٍّ
بأي من أج ازءه
ٍ
بمقدار يعتمد على كل من مقدار التغير في اإلنفاق المستقل ومقدار الضرائب والتحويالت المستقلة
وقيمة المضاعف .ومع اتساع النموذج ليضم أربعة قطاعات فإن ميل منحنى ISيعتمد على مقدار
حساسية اإلنفاق االستثماري للتغيرات في معدل الفائدة ( )bوعلى النزعة الحدية لالستهالك ( )cوعلى
106
معدل ضريبة الدخل ( )tوعلى النزعة الحدية لالستيراد ( .)mالحظ أخي ار أن الشرط الالزم للحصول
على منحنى ISذي ميل سالب هو أن يكون اإلنفاق االستثماري مرتبط ا بمعدل الفائدة بعالقة عكسية.
وفيما يأتي بعض األمثلة المصممة لتوضيح حاالت انزياح منحنى ISفي نموذج رباعي القطاعات.
يمكننا من خالل الحاالت اآلتية تمييز العوامل التي تسبب انزياح منحنى توازن سوق السلع إلى اليمين
شدة االنزياح في كل حالة.
عن تلك التي تسبب انزياحه إلى اليسار .والثاني هو تحديد مقدار ّ
)1الحظ من الشكل ( )7.5كيف يؤدي تغير في اإلنفاق الحكومي المستقل مقداره ̅ ∆Gإلى انزياح
k e ∙ ∆Gوذلك في ظل ثبات بقية العوامل.
ISإلى ' ISبمقدار ̅
إذا في الحالة األولى أدت زيادة اإلنفاق الحكومي المستقل إلى انزياح ISإلى اليمين ،بينما
يظهر من الحالة الثانية أن زيادة الضرائب اإلجمالية أدت إلى انزياحه إلى اليسار .يعكس ذلك
األثر اإليجابي لزيادة اإلنفاق المستقل على سوق السلع ومنه على الناتج التوازني ،واألثر
السلبي لزيادة حصيلة الضريبة المقطوعة على توازن سوق السلع ومنه على الناتج التوازني.
)3يظهر في الشكل ( )8.5كيف تؤدي زيادة في صافي الصادرات المستقلة مقدارها ̅ ∆Xإلى
انزياح منحنى ISإلى اليمين بمقدار ̅ k e ∆Xوذلك بفرض بقاء بقية العوامل ثابتة.
من المناسب ختام ا أن نلخص الحاالت آنفة الذكر على النحو اآلتي:
107
.1.3.5منحنى توازن سوق السلع وأوضاع عدم التوازن
بما أن منحنى ISيمثل التوازن في أسواق السلع ،فإن أية نقطة ال تقع على هذا المنحنى تمثل حالة
اختالل .إن أية نقطة تقع على يمين منحنى ISتمثل حالة فائض في الناتج ألن قيمة الناتج أكبر من
اإلنفاق ،وأية نقطة تقع على يسار ذات المنحنى تمثل حالة عجز في اإلنتاج كون اإلنفاق يفوق قيمة
الناتج.
على سبيل المثال ،لنأخذ الحالة الممثلة بالشكل ( ،)9.5حيث يبدو من القسم (أ) من الشكل أن قيمة
مكون من أربعة قطاعات
الناتج التوازني تساوي ¥395عند معدل الفائدة ،10%وذلك في ظل نموذج ّ
يستند إلى المعادالت اآلتية:
وتمثل النقطة Aالوضع التوازني المذكور ( )395¥, 10%وتقابلها النقطة ' Aعلى منحنى ISفي الشكل
(.9.5ب) .واآلن الحظ من الشكل (.9.5أ) أن الناتج التوازني يساوي ¥350عندما يكون اإلنفاق
،¥359وهذه حالة فائض طلب يمكن تمثيلها بالنقطة ' Bفي الشكل (.9.5ب) .وأما النقطة ' Cفتمثل
حالة فائض عرض ،حيث تفوق قيمة الناتج ¥450مستوى اإلنفاق ¥439بشكل واضح.
معرفة بحيث
الضيق .أي سنفترض أن المبادالت ّ
ّ سنستخدم في كل ما يرد تعبير عرض النقود بمعناه
ال تنطوي على أية أصول مالية باستثناء النقود في التداول والودائع تحت الطلب (أي القابلة للسحب
صراف آلي) .سنفترض أيض ا أن البنك المركزي يسيطر بشكل كامل على عرض
بشيك أو من خالل ّ
النقود وأن هذا األخر يساوي ̅
Mدوما .هذا من جهة العرض.
108
109
أما من جهة الطلب ،فإن النقود تطلب بدافع المبادالت وبدافع حفظ الثروة .أي أن النقود تطلب بسبب
الحاجة الستعمالها في شراء السلع والخدمات وبداعي الحاجة إليها كمستودع للقيمة.
نفترض أن مقدار النقود المحتفظ به بدافع المبادالت يرتبط طردا بالدخل وبالتالي باإلنفاق .ويمكننا
التعبير رياضيا عن الطلب على النقود بدافع المبادالت بالتابع اآلتي:
)Lt = f(Y
تعد النقود مستودعا أفضل للقيمة من األدوات المالية (أسهم وسندات) ومن العقارات أو األصول
الحقيقية ،وذلك من زاوية أن قيمة النقود ال تتغير تبعا لتغير معدالت الفائدة .ون ّذكر هنا أننا ال زلنا
ملتزمين بفرضية أن المستوى العام لألسعار ثابت .أي أن السياق الذي نتحدث فيه ال يأخذ باالعتبار
إمكانية حدوث تضخم .وعلى أية حال ،فإن كمية النقود المحتفظ بها بغرض الحفاظ على القيمة ترتبط
يدر عائدا على شكل فوائد .ويمكن تمثيل
عكسا بمعدل الفائدة ،وذلك ألن مجرد االحتفاظ بالنقود ال ّ
وظيفة النقود كمستودع للقيمة بالتابع اآلتي:
)LP = f(i
وهكذا فإن مجموع الطلب على األرصدة النقدية يمكن تمثيله بالتابع اآلتي:
L = kY − hi
حيث تمّثل ( )kذلك الجزء من الدخل المحتفظ به وسطيا كرصيد نقدي بغرض إجراء المبادالت .وأما
( )hفتمثل معامالا سلوكيا يشير إلى مدى حساسية الطلب على النقود بوصفها مستودعا للقيمة إزاء
التغيرات في معدل الفائدة .وفيما يلي ملخص للمنطق وراء هذا التعريف للطلب على النقود.
من المعروف أن دخول األفراد واألعمال ناد ار ما تتدفق بالتوازي مع نفقاتهم وناد ار ما تتطابق .ومن
معدة لإلنفاق بحسب الحاجة .فعلى سبيل
الطبيعي أن يحتفظ األفراد وأن تحتفظ المنشآت بأرصدة نقدية ّ
110
المثال ،يتقاضى أغلب الناس رواتبهم أو أجورهم شهريا ،في حين أن نفقاتهم تتكرر يوميا طيلة الشهر.
وهكذا يلجأ األفراد إلى وضع ميزانيات يقومون من خاللها بضبط نفقاتهم بحسب ما يحوزون من أرصدة
نقدية .وبذلك يمكن القول أن الفرد يحتفظ بمعدل ما من األرصدة النقدية يتناسب مع دخله .وبالتالي
يمكننا أن نقول على سبيل االختصار أن الطلب بدافع المبادالت Ltيساوي .kY
هناك عالقة عكسية بين معدل الفائدة السائد في السوق وبين سعر األوراق المالية ،حيث ا
عادة ما تهبط
أسعار األسهم والسندات عندما يرتفع معدل الفائدة .األمر الذي يعني أن األسهم والسندات أدنى مرتب اة
من النقود من حيث القدرة على أداء دور مستودع القيمة .أضف إلى ذلك أن االحتفاظ باألسهم
والسندات ينطوي على مخاطرة رأسمالية وهي تصنف كأصول أقل سيولة .ولكن ،من ناحية أخرىّ ،
تدر
األسهم والسندات على من يمتلكها عائدا على شكل أرباح وفوائد ،وذلك بخالف النقود .وطمعا في
تحصيل عائد من الثروة يلجأ المستثمر إلى االحتفاظ برصيد نقدي أقل مع ارتفاع معدل الفائدة .وهكذا،
وفي ظل ثبات بقية العوامل ،نصل إلى أن الطلب على النقود كمستودع للقيمة يرتبط عكسا بمعدل
الفائدة ،بحيث نستطيع أن نكتب (.)Lp = −hi
111
في التمثيل البياني لمنحنى الطلب على النقود ،نقوم برسم منحنى طلب محدد من أجل مستوى محدد
من الدخل .فالمنحنى الواحد يمثل الكميات المطلوبة من النقود عند مختلف المستويات الممكنة لمعدل
مستوى محدد من الدخل .في الشكل ( )10.5يمثل ) L1(Y1منحنى الطلب على
ا الفائدة ولكن من أجل
مستوى واحد فقط من الدخل .فإذا ما ارتفع الدخل من
ا النقود عند معدالت الفائدة الممكنة ومن أجل
Y1إلى Y2فإن منحنى الطلب على النقود ينزاح من ) L1(Y1إلى ) .L2(Y2وأما مقدار االنزياح فيساوي
k. ∆Yحيث ∆Yتمثل الفرق بين مستويي الدخل Y2و.Y1
افترض ،على سبيل المثال ،أن الطلب على النقود محدد بالتابع:
يمكننا حساب مقدار الطلب النقود بتعويض قيم عدة مستويات من الدخل من أجل معدل فائدة محدد،
أو بتعويض قيم عدة مستويات لمعدل فائدة محدد في تابع طلب النقد على النحو اآلتي:
112
مثالا ،عند i = 10%
وهكذا من أجل بقية معدالت الفائدة عند ذات مستوى الدخل .وقد تم تمثيل هذه القيم في الشكل (.)11.5
حيث يمثل L1الطلب على النقود عندما يكون الناتج ¥500و L2عندما يكون ¥600و L3عند .¥700
113
LM .5.5منحنى توازن سوق النقد
يتحقق التوازن في سوق النقود عندما يتساوى الطلب على النقود مع عرض النقود .وهذا األخير يقع
تحت سيطرة البنك المركزي (نستمر فيما يلي باألخذ بفرضية ثبات المستوى العام لألسعار) .تأمل
الشكل (.12.5أ) والحظ أن منحنيات الطلب L1و L2و L3يتقاطع كل منها مع منحنى عرض النقود
Mفي نقطة واحدة تمثل حاالت توازن في سوق النقود (أي النقاط Aو Bو .)Cكل من هذه النقاط
̅
الواضح أن هذا المنحنى صاعد أي ذو ميل موجب .ويمكننا أن نصل إلى معادلة هذا المنحنى جبري ا
على النحو اآلتي:
مثال:
.Mوليكن لدينا
ليكن تابع الطلب الكلي على النقود من الشكل ، L = 0.20Y − 5i :وعرض النقود ̅
114
Y = ¥ 1000 + 25i
فمثالا ،من أجل معدل الفائدة ( )i = 10%يتحقق التوازن في سوق النقد عند (.)Y = ¥1250
)200 + 5(10
=Y = 1250
0.20
وبنفس الطريقة ،من أجل ( )i = 8%يتحقق التوازن عند ( ،)Y = ¥1200ومن أجل 6%يتحقق عند
.¥1150الحظ العالقة الطردية بين الكتلة النقدية التوازنية وبين معدل الفائدة .يستحسن بالطالب أن
يرسم المعادلة ويستكشف بقية خصائصها بنفسه.
مثال
ليكن لدينا منحنى Y = 1000 + 25i LMوذلك من أجل تابع طلب نقد من الشكل L = 0.20Y − 5i
على هذا المنحنى تمثل وضع ا توازني ا ،ولكن ماذا عن النقاط إلى يمين هذا المنحنى وتلك التي عن
يساره؟ لنأخذ مثالا نقطتين اثنتين:
115
)1النقطة عن يسار المنحنى المحددة بثنائية الدخل ومعدل الفائدة )(1100,10%
من هاتين النقطتين يمكننا أن نعمم على كافة الحاالت الممكنة .فاألوضاع إلى يسار LMتمثل حاالت
يقل فيها طلب النقود عن عرضها .األمر الذي يعني وجود ضغوط هبوطية على معدل الفائدة .وأما
األوضاع عن يمين LMتمثل حاالت يفوق فيها طلب النقود عن عرض النقود .األمر الذي يعني
وجود ضغوط صعودية على معدل الفائدة .وأما النقاط على ذات المنحنى فتمثل أوضاع توازن تتساوى
عند كل منها الكمية المطلوبة من النقود مع الكمية المعروضة.
يعزى إلى التغير في عرض النقود .إن زيادة في عرض النقود تؤدي إلى انزياح يميني لمنحنى LM
كما هو مبين في الشكل ( .)13.5وأما انخفاض عرض النقود فيؤدي إلى انزياح معاكس بمقدار
̅
∆M
k
بنفس المقدار .الحظ أن هذا االنزياح يفترض ثبات معدل الفائدة وثبات المعامالت السلوكية kو .hإذ
،Mومنه حصلنا على إلى انزياح منحنى
∆Mحيث ̅ = kY − hi
نعلم أنه في ظل ثباتها فإن ̅̅̅̅ = k ∙ ∆Y
.k ∙ ∆M
LMبمقدار ̅
1
116
.2.5.5ميل منحنى توازن سوق النقد LM
تؤثر التغيرات في المعامالت السلوكية hو kفي موضع المنحنى في الفضاء وفي ميله أيضا .حيث
يؤدي انخفاض الطلب على النقود بدافع المبادالت (انخفاض )kأو ازدياد حساسية الطلب على النقود
وتحركه باالتجاه األيمن.
للتغيرات في معدل الفائدة (زيادة )hإلى دوران المنحنى ّ
وأما فيما يخص ميل منحنى LMفهو ظاهر من معادلته ويساوي ) (hحيث:
k
k 1
i =( )∙Y− ∙M
h h
يزيد هنا الميل بانخفاض hويصبح منحنى LMعموديا شاقوليا عند h = 0وأما عندما تكون قيمة h
أكبر فإنه يصبح أقل انحدا ار أو أكثر تسطحا .والشكل ( )14.5يعطينا بعض األمثلة البيانية.
117
افترض أن عرض النقود يساوي .¥200وأن الطلب على النقود يساوي :kY − hi
118
وهاتان المعادلتان أيض ا مرسومتان على ذات الشكل .الحظ أن منحنى LMيكون أكثر انحدا ار عندما
يكون هناك طلب أكبر على النقود بدافع إجراء المبادالت أي عندما تكون kأكبر.
وبذلك نكون قد أحطنا بكافة المؤثرات التي من شأنها إزاحة أو تحريك (انزياح مع دوران)
منحنى LMومنطق عملها .يفترض بالطالب أن يربط ذهنيا المنطق االقتصادي بالتعبير الهندسي
وعدم االكتفاء بأحدهما ألن الثاني مجرد توضيح لألول .على أية حال ،يمكن للطالب من باب التمرين
على الربط بين تغيرات عرض النقد وبين التغيرات التي تط أر على منحنى التوازن النقدي أن ّ
يثبت أحد
المعامالت عن قيمة محددة وأن يغير اآلخر عدة مرات بأكثر من اتجاه وبدرجات متفاوتة من الشدة.
وال داعي للرسم البياني عندما نمتلك القدرة على تخيل سلوك المنحنيات .فعلى سبيل المثال ،لنفترض
حدوث تغيرات محددة في عرض النقد في سوق افتراضية في ظل قيم محددة من أجل :k
نعلم أن هذه التغيرات من شأنها أن تؤدي إلى انزياح منحنى التوازن النقدي ،لكن بأي اتجاه؟ وبأي
مقدار سيكون االنزياح؟ نعلم من جهة أن زيادة عرض النقد تؤدي إلى انزياح منحنى LMإلى اليمين،
وأن العكس يؤدي إلى انزياحه إلى اليسار .وبالتالي فإن LMسينزاح إلى اليمين في الحالتين األولى
والثالثة .وأما لجهة شدة االنزياح فنعلم أن هذه تساوي ̅ .(1/k)∆Mوهكذا يمكن تلخيص ما سيحدث في
الحاالت المذكورة على النحو اآلتي:
119
LM والنقد IS .6.5التوازن اآلني في سوقي السلع
يمكننا استخدام مثال عددي لمزيد من اإليضاح .لتكن لدينا التوابع اآلتية من أجل سوقي السلع والنقد:
120
يمكننا إيجاد المستويات التوازنية للدخل ومعدل الفائدة على النحو اآلتي:
من اجل معادلة التوازن في سوق السلع ننطلق من شرط التوازن في هذه السوق و ّ
المعرف بتقاطع
العرض الكلي مع الطلب .ونقوم بذات الشيء من أجل معادلة التوازن في سوق النقد .ثم نقوم بحل
جملة المعادلتين للحصول على الحل المشترك الذي يمثل التوازن اآلني في السوقين.
وهكذا ،فإن معدل الفائدة الذي يكفل التوازن في سوق النقد هو ثمانية بالمئة ،وعند هذا المستوى من
معدل الفائدة ،وفقط عند هذا المعدل تحديدا ،يتوازن االقتصاد الحقيقي عند مستوى الدخل .¥800
121
مراجع وقراءات الفصل الخامس
1- Chiang, alpha. Fundamental methods of mathematical economics. Fourth Edition. McGraw
Hill. 2005.
2- Blanchard and Blanchard. Macroeconomics. Seventh Edition. Pearson. 2017.
3- Case, Fair, and Oster. Principles of Macroeconomics. Twelfths Edition. Pearson. 2017.
4- Diulio, Eugen A. Theory and problems of macroeconomics. New York. McGraw-Hill. 1998.
5- Mankiw, N. Gregory. Macroeconomics. Eight Edition. Worth Publishers. 2012.
6- Venieris and Sebold .Macroeconomics Models and Policy .Wiley. 1977.
122
أسئلة ومسائل الفصل الخامس
نوصي الطالب بحل كافة المسائل الواحدة تلو األخرى ألنها عبارة عن سلسلة من التمارين التي تتدرج
في المضمون والتعقيد باتجاه الوصول إلى الخالصة المنشودة .التمارين تحتاج الرسم بشكل متكرر،
فنوص ي الطالب بتجريب الحل الهندسي ولو بشكل تقريبي ألن تجربة الحل الهندسي بالورقة والقلم
الرصاص تكسب الطالب معرفة وخبرة بالتعامل مع التمثيل الهندسي للتوابع بشكل عملي وتثبت عنده
معاني خصائص المنحنيات محل الدراسة .يمكن للطالب أيضا استخدام برنامج أكسل.
123
)i (% 'I
6
8
10
.3مّثل بيانيا تابعي االستثمار Iو' Iمن المسألتين ( )1و( )2ثم اشرح تأثير انخفاض قيمة
المعامل bعلى منحنى االستثمار.
.4مّثل بيانيا تابع االستثمار ( )I = 250 – 5iثم مّثل بيانيا على نفس الشكل تابع االستثمار
مبينا قيم االستثمار عند معدالت الفائدة 6%و 8%و .10%اشرح تأثير
(ّ )I'=200 – 5i
انخفاض االستثمار المستقل من ¥250إلى ¥200على منحنى االستثمار.
.6استنتج معادلة ISالموافقة للبيانات التي حصلت عليها من المسألة ( )5واستخدمها في حساب
الناتج التوازني عند أسعار الفائدة ( %4و %5و %6و )%7ثم قارن البيانات التي حصلت
عليها مع حساباتك من المسألة (.)5
124
.7بفرض أن تابع االستهالك هو C = 40 +0.8Yوتابع االستهالك هو .I = 70 – 2iقم بما يلي:
أ .أوجد معادلة .IS
ب .احسب الناتج التوازني من أجل معدالت الفائدة 5%و.10%
ج .مّثل معادلة ISبيانيا.
125
.10كم يبلغ مقدار انزياح ISالناجم عن تغير اإلنفاق المستقل ،وماذا يحدث لمنحنى ISعندما
تتغير قيمة أحد المعامالت السلوكية مثل النزعة الحدية لالستهالك.
ب .ارسم منحنى ' ISمن أجل (.)C̅ = 50; I̅ = 100; c = 0.80; b = 10
ج .ما الذي حدث لمنحنى ISعندما تغيرت قيمة bمن 5إلى 10؟
د .ارسم منحنى " ISمن أجل (.)C̅ = 50; I̅ = 100; c = 0.75; b = 10
ه .قارن بين ' ISوبين " ISحيث تغيرت cمن 0.80إلى .0.75
والمطلوب:
أ .أوجد معادلة التوازن في سوق السلع.
وسم المنحنى .IS
ب .مثل المعادلة بياني ا ِّ
ج .اشرح اتجاه ومقدار االنزياح في ISالناجم عن:
.aتغير في اإلنفاق الحكومي مقداره ¥40+
.bتغير في الضريبة المقطوعة مقداره ¥40+
.cتغير آني في كل من اإلنفاق الحكومي بمقدار ¥40+وحصيلة الضريبة المقطوعة
بمقدار .¥40+
126
د .ارسم منحنيات ISالحاصلة نتيجة االنزياحات الناجمة عن الحاالت الثالث المذكورة في
الطلب (ج) مشي ار إلى المنحنيات الناتجة باألسماء IS1و IS2و IS3على الترتيب.
IS1 IS2
C = 20 + 0.8Yd C = 20 + 0.8Yd
TX = 0.3Y TX = 0.22Y
G = 120 G = 120
I = 150– 10i I = 150– 10i
X = 40– 0.06Y X = 40– 0.024Y
ثم ارسم المنحنيين مع اشارة خاصة لمعدلي الفائدة ( )5%و( )10%مبين ا تأثير انخفاض معدل ضريبة
الدخل من 0.3إلى 0.22وتأثير انخفاض النزعة الحدية لالستيراد من 0.06إلى 0.024على .IS
ج .لماذا تمثل مستويات الناتج َ Y = 550و Y = 650حاالت اختالل عندما يكون معدل
الفائدة عند المستوى i = 10%؟
د .هل هناك إنفاق زائد أو ناتج فائض إلى يمين أو إلى يسار IS؟
.15لماذا تطلب النقود بدافع المبادالت؟ وهل يحتفظ القطاع الخاص برصيد نقدي ثابت عبر
الزمن؟
.16لماذا تطلب النقود بوصفها مستودع ا للقيمة؟ وهل األرصدة النقدية المطلوبة بهذا الدافع ثابتة
عبر الزمن؟
127
.17استخدم البيانات اآلتية في تحديد مستويات طلب النقد عند مستويات الدخل ( )Y = 600و
( )Y = 700و (.)Y = 800
الطلب على النقود بدافع حفظ القيمة الطلب على النقود بدافع المبادالت
.18ليكن تابع الطلب الكلي على النقود من الشكل L = kY − hi :مع القيم اآلتية للمعامالت
السلوكية )k = 0.20( :و ( ،)h = 5والمطلوب:
)1ارسم منحنى الطلب على النقود عند مستوى الدخل ( )¥600من أجل معدالت
الفائدة (.)6%, 8%, 10%, 12%
كرر الطلب (أ) مرتين من أدل مستوى الدخل ¥700ومستوى الدخل ¥800
ّ )2
)3ما الذي يحدث لمنحنيات الطلب على النقود عندما يزيد الناتج من ¥600إلى
¥700إلى ¥800؟
128
)1ارسم ثالثة منحنيات طلب نقد من أجل ثالثة مستويات من الدخل ( )Y = ¥600و
( )Y = ¥700و ( .)Y = ¥800مع اإلشارة بياني ا إلى الكميات المطلوبة من النقود
عند معدالت الفائدة (.)6%, 8%, 10%
)2حدد التوازن بين طلب النقد وعرض النقد عندما يكون العرض اإلسمي للنقود
.¥150
)3استنتج منحنى LMمن البيانات التي وصلت إليها من الطلب (أ).
)4عرف بلغتك الخاصة منحنى LMالذي نجحت باستنتاجه في الطلب (ج).
.M
.20ليكن تابع الطلب الكلي على النقود من الشكل ، L = 0.20Y − 5i :وعرض النقود ̅
والمطلوب:
)1أوجد المعادلة العامة للتوازن بين الطلب على النقود وبين عرض النقود.
)2أكتب ذات المعادلة من أجل القيم التالية̅ = 200 :
; k = 0.20, h = 5, M
)3أحسب الناتج الموافق لمعدالت الفائدة ( )6%, 8%, 10%عندما يكون سوق النقد في
حالة توازن.
.21ليكن لديك منحنى LMاآلتي Y = 1000 + 25iوذلك من أجل تابع طلب نقد من الشكل
،Mوالمطلوب:
L = 0.20Y − 5iوعرض نقد من الشكل ̅ = 200
)2صف حالة عرض وطلب النقد عن ثنائية الدخل ومعدل الفائدة )(1100,10%
)3صف حالة عرض وطلب النقد عن ثنائية الدخل ومعدل الفائدة )(1350,10%
)4هل يمكنك تعميم النتيجة التي وصلت إليها بخصوص األوضاع الكامنة على يمين
ويسار منحنى LM؟
129
.22لتكن لديك معادلة LMمن الشكل Y = k + kوالمطلوب:
̅
M hi
)∆Mبفرض ثبات
)1أوجد التغير في الناتج المرافق لزيادة في عرض النقود مقدارها ( ̅
،M
.23ليكن تابع طلب النقد من الشكل L = 0.20Y − 4iوعرض نقد من الشكل ̅ = 200
والمطلوب:
)1أوجد معادلة LMالموافقة لتوابع عرض وطلب النقد المذكورة.
وسم المنحنى الناتج .LM
)2مثل معادلة LMبيانيا ّ
)3أوجد معادلة LMمرة أخرى عندما يزيد عرض النقد بمقدار %5ومّثلها بيانيا ثم ّ
سم
المنحنى الناتج . LM′
)4ما الذي حدث لمنحنى LMعندما ازداد عرض النقد بمقدار %5؟
.24حدد مقدار واتجاه انزياح منحنى LMفي حال حدوث كل مما يأتي:
)∆Mمع ()k = 0.20
̅ = +20( )1
130
حل مسائل الفصل الخامس
الشكل (مسألة )3
)i (% المسألة ()1
12
I|i=6 = 250 − 10(6) = 190
10 I|i=8 = 250 − 10(8) = 170
I|i=10 = 250 − 10(10) = 150
8
)i (% I
6
6 190
4 8 170
10 150
2 I′
I
المسألة ()2
0
100 150 200 )250 I (¥
I|i=6 = 250 − 5(6) = 220
I|i=8 = 250 − 5(8) = 210
I|i=10 = 250 − 5(10) = 200
المسألة ()3
يظهر من الشكل (مسألة )3أنه مع انخفاض قيمة bمن 10إلى 5يضعف تأثير معدل الفائدة على
أشد انحدا ار.
ويعبر عن ذلك بانزياح منحنى االستثمار إلى اليمين مع دوران يجعله ّ
اإلنفاق االستثماريُ ،
المسألة ()4
إن حدوث زيادة في اإلنفاق االستثماري المستقل يؤدي إلى انزياح خط االستثمار على التوازي.
131
في حالتنا انخفض االستثمار بمقدار ¥50األمر الذي أدى إلى انزياح منحنى االستثمار من Iإلى 'I
المسألة ()5
نطبق معدالت الفائدة المعطاة على تابع االستثمار كما هو ملخص في الجدول أدناه والشكل (مسألة
تسرب االدخار مع ضخ االستثمار .فمثالا من i=4%
.)5ونقوم بحساب قيم الناتج عن طريق مساواة ّ
يكون االستثمار ¥80وبالتالي:
S=I
-¥40 + 0.25Y = ¥80
Y = ¥480
ومن أجل معدل فائدة مقداره 8%يكون مقدار االستثمار الموافق ¥70ومنه:
S=I
-¥40 + 0.25Y = ¥70
Y = ¥440
وهكذا من أجل بقية معدالت الفائدة كما يظهر من الشكل (مسألة )5والجدول الموافق.
المسألة ()7
عند تحقق:
Y= C+I
Y = ¥40 + 0.80Y + ¥70 − 2i
0.20Y = ¥110 − 2i
Y = ¥550 − 10i
133
المسألة ()8
أ .نطبق شرط التوازن من أجل كافة مستويات اإلنفاق االستثماري المستقل:
a) Y = C + I
134
)c Y = ¥40 + 0.80Y + ¥80 − 2i
ج .لقد ازداد اإلنفاق االستثماري من ¥70إلى ¥80إلى ¥90أي أنه كان يزداد بمقدار ¥10من
حالة إلى أخرى ،وهذا يقود عبر آلية المضاعف إلى زيادة في الناتج مقدارها أي حاصل جداء
المضاعف بمقدار التغير في االستثمار المستقل ،أي ( )¥50كون المضاعف يساوي 5مع مالحظة
أننا افترضنا ثبات معدل الفائدة عند مستوى محدد.
د .أنظر الشكل (المسألة )8
هـ .مع كل زيادة مقدارها ¥10في اإلنفاق المستقل يتعرض ISإلى انزياح يميني مقداره يكافئ جداء
المضاعف بمقدار التغير في اإلنفاق.
المسألة ()9
̅∆C̅ ∆Y = k e ∆C
̅∆I̅ ∆Y = k e ∆I
135
المسألة ()10
يبلغ مقدار االنزياح ما يساوي جداء قيمة المضاعف بمقدار التغير في اإلنفاق المستقل .وأما تأثير
تغير النزعة الحدية لالستهالك فيمكن بيانه من خالل المثال التالي في إطار نموذج من قطاعين،
و ،C = 50 + 0.75 Yومكننا إيجاد معادلة ISتمثيلها بيانيا .انظر I = 150 – 5i بفرض أن:
الشكل (المسألة .)10
عندما ترتفع النزعة الحدية لالستهالك من ¥0.75إلى ¥0.80ينتقل منحنى ISإلى ' ،ISأي ينزاح
إلى اليمين كما هو واضح من الشكل أعاله .نالحظ أن مقدار االنزياح عند معدل الفائدة 10%يساوي
( )¥150فيما نجد أن مقدار االنزياح عند معدل الفائدة 5%يساوي (.)¥175
وهكذا يتضح أن تغير قيمة معامل سلوكي يؤدي إلى انزياح غير متو ٍاز في منحنى ،ISأي أن المنحنى
يتعرض النزياح وتغير في الميل بآن معا.
136
المسألة ()11
أنظر منحنى ISفي الشكل (المسألة )11 أY = 5 (150) – 5 (5i) .
أنظر منحنى ' ISفي الشكل (المسألة )11 بY = 5 (150) – 5 (10i) .
ج .نالحظ أن ميل ISأكبر من ميل ' ISحيث أن انخفاض قيمة bأدى إلى انخفاض ميل ISمع
انزياح إلى اليسار( .الحظ أن الدوران المرتكز إلى القاطع هو نوع من االنزياح الدوراني،
بمعنى أن المنحنى يغير من شدة انحداره ومن مكانه بآن معا)
أنظر منحنى '' ISفي الشكل (المسألة )11 دY = 4 (150) – 4 (10i) .
ه .إن منحنى '' ISأقل انحدا ار من منحنى ' ISحيث أن انخفاض النزعة الحدية لالستهالك يقلل
من قيمة المضاعف ،األمر الذي يؤدي إلى انزياح منحنى ISمع تراجع في شدة انحداره.
137
المسألة ()12
أ.
Y =C+l+G
¥280 − 5i
=Y
1 − 0.60
138
وبالتالي فإن زيادة في اإلنفاق الحكومي المستقل مقدارها ¥40تؤدي إلى انزياح يميني مقداره
.¥100وأما زيادة الضريبة بمقدار ¥40فتؤدي إلى انزياح يساري مقداره .¥75وأما زيادة االثنين
بمقدار ¥40فتؤدي إلى انزياح يميني مقداره ¥25
المسألة ()13
IS1
Y = ¥20 + 0.80(Y − 0.3Y) + ¥150 − 10i + ¥120 + ¥40 − 0.06Y
Y − 0.8Y + 0.24Y + 0.06Y = ¥330 − 10i
Y = ¥660 − 20i
IS2
Y = ¥20 + 0.80(Y − 0.22Y) + ¥150 − 10i + ¥120 + ¥40 − 0.024Y
Y − 0.8Y + 0.176Y + 0.024Y = ¥330 − l0i
Y = ¥825 − 25i
والتمثيل البياني لهاتين المعادلتين في الشكل.
139
إن انخفاض قيم المعامالت السلوكية tو mيزيد قيمة المضاعف .األمر الذي يؤدي إلى انزياح منحنى
ISإلى اليمين مع تراجع في شدة انحداره (يصبح أقرب لألفقي منه للعمودي) .نالحظ هنا أن هذه
النتيجة يمكن الحصول عليها مباشرة من النظر في قيمة ميل ISالتي تساوي مقلوب جداء المضاعف
بحساسية االستثمار للفائدة ( )1⁄k e ∙ bأي أن الميل ينخفض بزيادة ke
المسألة ()14
المسألة ()15
يحتفظ األفراد وكذلك الشركات بأرصدة نقدية ألن مقبوضاتهم ال تتواتر بالتوازي مع مدفوعاتهم .ومن
الطبيعي بالنسبة للشركات أن تبنى نفقاتهم على أساس ايراداتهم بشكل عام ،ويتلقى األفراد تعويضاتهم
ومكافآتهم عادة بشكل منتظم أسبوعيا أو شهريا أو سنويا ،والبد لهم بالتالي من تنظيم نفقاتهم التي تمتد
طيلة فترة الدفع (الفترة الزمنية الفاصلة بين يوم قبض التعويضات وبين يوم القبض التالي) .يتطلب
ذلك قيام األفراد باالحتفاظ بكمية متوسطة من الرصيد النقدي استعدادا لتلبية الحاجة ألداء المبادالت
طيلة فترة الدفع .إن الرصيد النقدي المتوسط المحتفظ به بغرض أداء المبادالت يعتمد على طول فترة
الدفع وعلى توقيت النفقات وعلى مستوى الدخل .وبالتالي ،من غير المتوقع أن يحتفظ القطاع الخاص
بأرصدة ثابتة من النقود عبر الزمن .ومن السائد في النظرية االقتصادية افتراض عدم تغير فترات
الدفع وتواتر النفقات على األمد القصير ،مما يعني امكانية اعتبار أن الدخل هو المحدد الوحيد لكمية
األرصدة النقدي المحتفظ بها بغرض المبادالت.
المسألة ()16
عادة ما يحتفظ أصحاب المدخرات بثرواتهم على شكل واحد أو أكثر من األصول اآلتية )1 :أصول
سائلة (بما فيها النقود)؛ )2سندات طويلة األجل؛ )3أسهم (رأس المال)؛ .4عقارات .والبعض يضيف
فئة إضافية هي القطع الفنية واألثرية باعتبارها فئة خاصة من األصول .يعتمد أسلوب التخصيص
على فئات األصول هذه على حجم المدخرات المتراكمة وعلى االستعداد والرغبة بالمخاطرة وعلى معدل
عادة ما تسمى "المحفظة" أو "المحفظة
ا الفائدة .والثروة المكونة من تركيب متنوع من هذه األصول
141
االستثمارية" .وعلى سبيل المثال ،يتوقع من المستثمر الذي يمتلك محفظة صغيرة نسبي ا أن يحتفظ
بجزء كبير منها على شكل رصيد نقدي ،وكذلك األمر بالنسبة للمستثمر الذي يميل لتجنب مخاطر
االستثمار في أسواق المال والعقارات ،وذلك نتيج اة لعوامل عدم التأكد بخصوص المستقبل واحتمال
الحاجة لسحب جزء من الثروة ألداء التزامات مختلفة .وأما كبار المستثمرون فيلجؤون عادة إلى
االحتفاظ بمزيج من األصول المذكورة ،حيث تتأثر نسبة كل منها من اجمالي المحفظة بمعدالت الفائدة
(أي تكاليف الفرص البديلة لالحتفاظ بأصول سائلة) .وعلى أية حال ،درجت العادة على اعتبار أن
توزيع الثروة ومقدار الرغبة بتحمل المخاطرة ثابتان على األمد القصير .األمر الذي يعني إمكانية
اعتبار أن الطلب على النقود بغرض حفظ القيمة يتبع لمعدالت الفائدة السائدة في السوق .وهكذا يمكن
القول بأن األرصدة النقدية المحتفظ بها كمستودع للقيمة ال تتغير مادام معدل الفائدة ثابتا .وأما ارتفاع
معدالت الفائدة السائدة في السوق فيؤدي إلى انخفاض كمية النقود المحتفظ بها في محافظ القطاع
الخاص.
المسألة ()17
الطلب الكلي على النقود هو مجموع األرصدة المطلوبة ألداء المبادالت وتلك الداخلة في المحافظ.
142
المسألة ()18
انظر الشكل .ينزاح منحنى الطلب على النقود إلى اليمين بمقدار ¥40من أجل زيادة في الناتج مقدارها
.¥200ومقدار االنزياح هذا يساوي (.)k∆Y
143
المسألة ()19
144
المسألة ()20
أ .يتحقق التوازن في سوق النقد عند تساوي عرض النقود مع الطلب على النقود.
L=M
̅
kY − hi = M
̅ + hi
kY = M
M̅ + hi
=Y
k
̅
M hi
Y= +
k k
ب .بتعويض القيم المذكورة في المعادلة نحصل على:
Y = ¥ 1000 + 25i
ج .من أجل معدل الفائدة ( )i = 10%يتحقق التوازن في سوق النقد عند (.)Y=¥1250
)200 + 5(10
=Y = 1250
0.20
ومن أجل ( )i = 8%يتحقق التوازن عند ،Y=¥1200وعند 6%يتحقق عند .¥1150
145
جرب الحل قبل العودة إلى النص.
المسألة ( :)21الحل موجود ضمن أمثلة الفصلّ .
المسألة ()22
̅
أ .في ظل بقاء معدل الفائدة على حاله
∆M
= ∆Y
k
المسألة ()23
M=L
¥200 = 0.20Y − 4i
0.20Y = ¥200 + 4i
Y = ¥1000 + 20i
المسألة ()24
جرب قبل العودة للنص.
الحل في المادة العلميةّ .
147
مسائل غير محلولة
ke = 5 )bو b = 2
ke = 2 )cو b = 5
ج .ما الذي يحدث لميل ISعند تغير كل من bو keأحدهما أو كالهما؟
I = I̅ − bi
̅x + tY
Tn = T
̅
G=G
̅=X
X − mY
ج .أوجد ميل ISعن طريق حل معادلة ISالتي حصلت عليها من الطلب (ب) من أجل .i
.3استخدم معادلة ISالتي حصلت عليها من الطلب (ب) في المسألة ( )13في ايجاد مقدار
انزياح ISالناجم عن حدوث تغير في كل مما يلي (بفرض بقاء العوامل األخرى ثابتة):
148
أ .الضرائب.
ب .اإلنفاق الحكومي.
ج .صافي الصادرات.
.4استخدم معادلة ISالتي حصلت عليها من الطلب (ج) في المسألة ( )13في تحديد زيادة كل
من المعامالت ( )c, t, mعلى ميل منحنى .IS
،M = Mوالمطلوب:
.5ليكن تابع طلب النقد من الشكل L = kY − hiوعرض نقد من الشكل ̅
أ .أوجد المعادلة العامة لمنحنى التوازن في سوق النقد باعتبار معدل الفائدة تابعا لمستوى
الدخل.
ب .استنتج ميل منحنى LMمن النتيجة التي وصلت إليها من الطلب (أ)
ج .أحسب قيمة ميل منحنى LMمن أجل الحاالت اآلتية:
)h = 10( .iمع ()k = 0.20
)h = 20( .iiمع ()k = 0.20
)h = 10( .iiiمع ()k = 0.10
د .ما الذي يحدث لميل منحنى LMعندما تنخفض قيمة .k
ه .ما الذي يحدث لميل منحنى LMعندما تزيد قيمة .h
،Mوالمطلوب:
.6ليكن تابع طلب النقد L = kY − hiوتابع عرض نقد ̅ = 200
149
،Mوالمطلوب:
.7ليكن تابع طلب النقد L = kY − hiوتابع عرض نقد ̅ = 200
أ .ارسم منحنى توازن سوق النقد من أجل ( )h = 0مع ()k = 0.20
ب .فسر سبب كون منحنى LMعمودي ا في هذه الحالة.
150
أسئلة «صح أو خطأ»
.1يكون منحنى ISعمودي ا عندما يرتبط االستثمار بعالقة عكسية بمعدل الفائدة.
.2إن زيادة في التحويالت الحكومية تؤدي إلى انزياح يميني في ISبمقدار k t ∆Trعلى فرض
بقاء بقية العوامل ثابتة.
.3يتناقص ميل ISمع زيادة النزعة الحدية لالستهالك.
.4يتزايد ميل ISمع انخفاض حساسية اإلنفاق االستثماري للتبدل بمعدل الفائدة.
.5ينزاح LMإلى اليمين بمقدار k e ∆Mعندما حدوث زيادة في العرض النقدي.
.6تزداد شدة انحدار منحنى LMمع ارتفاع قيمة .K
.7تنخفض شدة انحدار منحنى LMمع ارتفاع قيمة .h
.8ترتبط كمية النقود المحتفظ بها بوصفها مستودع ا للقيمة بعالقة ايجابية بمعدل الفائدة.
.9إن مقدار النقود المحتفظ بها بدافع المبادالت يرتبط بمعدل الفائدة بعالقة طردية.
.10تؤدي زيادة اإلنفاق الحكومي إلى انزياح LMإلى اليمين .(1/K)∆M
151
الفصل السادس
Chapter VI
152
مخطط الفصل السادس:
الفصل السادس :السياستان المالية والنقدية في اقتصاد مغلق
.1.6الناتج التوازني في اقتصاد مغلق
.2.6أثر السيولة من تغير عرض النقد
.3.6أثر الناتج الناجم عن السياسة النقدية
.1.3.6المعادلة العامة للتوازن اآلني في سوقي السلع والنقد (اقتصاد مغلق)
.4.6السياسات النقدية :حاالت خاصة
.5.6أثر مضاعف السياسة النقدية في نموذج IS-LM
.6.6أثر الناتج الناجم عن السياسة المالية
.7.6السياسة المالية :حاالت خاصة
.8.6مضاعف السياسة المالية في نموذج ISLM
.9.6مزيج السياستين النقدية والمالية
.10.6خالصة الفصل ومالحظات ختامية
أسئلة الفصل السادس
153
الفصل السادس :السياستان المالية والنقدية في اقتصاد مغلق
نبدأ هذا الفصل بوصف الوضع التوازني القتصاد مغلق ،حيث نبدأ من سؤال "ما هي العوامل التي
من شأنها أن تؤثر على المستوى التوازني للناتج؟" وهذا يقودنا لسؤال آخر عن إمكانية وجود دور
للسياسة االقتصادية في التأثير على مستوى الناتج التوازني .بعد هذا التمهيد السريع ننتقل لدراسة
مفصلة حول اثنين من اآلثار الهامة للسياسة النقدية؛ األول هو أثر السيولة الناجم عن تغير عرض
ّ
نعرج بعد ذلك على حاالت خاصة للسياسة
النقد ،والثاني هو أثر الناتج الناجم عن السياسة النقديةّ .
النقدية .ونختتم دراستنا ألثر السياسة النقدية بدراسة أثر مضاعف السياسة النقدية في إطار (.)IS-LM
يتلو ذلك دراسة مشابهة لذات الموضوعات على صعيد السياسة المالية ،حيث ندرس أثر الناتج الخاص
بالسياسة المالية وكذلك أثر مضاعف السياسة المالية في إطار نموذج ( .)IS-LMوأخي ار ،نصبح
جاهزين في القسم األخير من هذا الفصل لدراسة تأثير سياسة اقتصادية قائمة على مزيج من السياستين
المالية والنقدية.
إن المحل الهندسي للناتج التوازني في نموذج IS-LMهو نقطة نقاطع منحنى ( )ISمع منحنى (.)LM
أي عند النقطة ( )E0في الشكل ( )1.6الموافقة للناتج ( )Y0ومعدل الفائدة ( .)i0والواقعة عند تقاطع
(' )LMمع (' .)ISيستمر الناتج عند مستواه التوازني في اقتصاد مغلق ما لم يحدث تغير في اإلنفاق
المحلي المستقل أو تغير في عرض أو طلب النقود ،أو في كليهما .ومن وجهة نظر هندسية ،ال يمكن
للمستوى التوازني للناتج أن يتغير إال إذا حدث انزياح في ( )ISأو ( )LMأو في كليهما.
154
ونعلم أن أمثال هذه االنزياحات تحدث عند تغير اإلنفاق المستقل في سوق السلع أو تغير عرض أو
طلب النقد في سوق النقد .سنلتزم في هذا الفصل ،بل سنستمر بااللتزام بافتراض أن الناتج يقع دون
مستوى التشغيل الكامل ،حيث نحّلل مدى فاعلية السياسات النقدية والمالية في التأثير على مستوى
مثال:
تأمل الشكل ( )1.6والحظ مبدئي ا أن الناتج يكون عند مستواه التوازني ( )Y0عند النقطة ( ،)e0
أي محل تقاطع (' )ISو('.)LM
يؤدي حدوث زيادة في االستهالك المستقل أو االستثمار المستقل ،أو كليهما ،إلى انزياح ()IS
إلى اليمين من (' )ISإلى (" .)ISوهكذا ينتقل التوازن من ( )e0إلى ( )e1بحيث يزداد مستوى
155
لنعد إلى نقطة التوازن المبدئية ( .)e0كيف يؤثر التغير في الطلب على النقود على التوازن؟
يؤدي تراجع الطلب على النقود إلى انزياح منحنى ( )LMمن (' )LMإلى (" ،)LMويترافق
ذلك مع انتقال التوازن من ( )e0إلى ( )eبحيث يرتفع مستوى الناتج التوازني من ( )Y0إلى
(.)Y1
وهكذا يبدو واضح ا أن ناتج االقتصاد المحلي يتغير كنتيجة لتغير اإلنفاق المستقل أو طلب النقود
أو كليهما .وأما في ظل غياب مثل هذه المؤثرات ،فإن الناتج يبقى بدون تغيير ،ويظل هنالك
امكانية لبقاء الناتج دون مستوى التشغيل الكامل على األمد القصير.
يستطيع البنك المركزي أن يزيد عرض النقد من شراء سندات الخزينة في السوق المفتوحة .وتؤدي
زيادة عرض النقود إلى أثر سيولة من شأنه أن يدفع بمعدالت الفائدة إلى مستويات أدنى .وبطبيعة
الحال ،يتبع ذلك أثر ناتج .ذلك أن انخفاض معدل الفائدة يحفز اإلنفاق االستثماري الحساس لمعدل
يتحسن معدل الفائدة بعد انخفاضه
الفائدة ،األمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة الناتج ،ومع زيادة الناتج ّ
المبدئي .وبالمحصلة ،يمكن القول عند الوصول إلى التوازن الجديد ،أن زيادة عرض النقد أدت إلى
تخفيض معدل الفائدة وزيادة الناتج التوازني.
مثال بياني:
تأمل الشكل ( )2.6وابدأ من النقطة ( )e0حيث يتقاطع ( )ISمع (' )LMويتحدد الناتج التوازني عند
ّ
.)∆Mفإذا
( .)Y0يؤدي ازدياد عرض النقود إلى انزياح ( )LMمن (' )LMإلى (" )LMبمقدار (̅ /K
لم يحدث أي تغيير في مستوى الناتج فإن معدل الفائدة سيهبط إلى ( )iLوهو السعر الذي يحقق توازن
156
سوق النقد عند الناتج ( .)Y0واآلن نحن عند النقطة ( )eLالتي تمّثل حالة اختالل حيث تقع على
الجانب األيسر من ( )ISوليس على ( )ISذاته .يحفز معدل الفائدة المنخفض اإلنفاق االستثماري
فيزداد الناتج من ( )Y0إلى ( )Y1تدريجي ا ،وعند الوصول إلى ( )Y1نكون قد وصلنا إلى نقطة تقاطع
بين ( )ISو(" ،)LMأي ( )e1حيث يتحقق عندها التوازن اآلني في سوقي السلع والنقد ،وذلك عند
سعر فائدة أعلى هو ( .)i1وهكذا فقد تمت استعادة التوازن عن سعر فائدة أعلى من ( )iLولكن أدنى
من ( .)i0بالمحصلة ،يمكن القول أن الزيادة في عرض النقود رفعت مستوى الناتج من ( )Y0إلى ()Y1
وخفضت مستوى معدل الفائدة من ( )i0إلى (.)i1
157
)i (%
)i (%
i0 i0
i1
i1
iL
iL
اليمين (" .)LM'LMومقدار هذا االنزياح يساوي المسافة من ( )Y0إلى ( .)Y0′عند حجم الناتج
( )Y0يؤدي أثر السيولة إلى انخفاض معدل الفائدة من ( )i0إلى ( )i1فقط ،ألن اإلنفاق االستثماري
إلى ( .)i1ولكن الفرق هنا أن ميل ( )ISأقل من نظيره في الشكل ( ،)3.6األمر الذي يعود إلى كون
االستثمار أكثر حساسية لمعدل الفائدة .ولذلك فإن أثر الناتج أكبر حيث من الواضح أن المسافة
158
( )Y0Y1على الشكل ( )4.6أكبر من نظيرتها على الشكل ( ،)3.6وذلك ألن انخفاض معدل الفائدة
بنفس المقدار يحّفز مقدا ار أكبر من اإلنفاق االستثماري .الحظ أن أثر السيولة هو نفسه في كلتا
الحالتين (الشكل 3.6والشكل )4.6وأما الفرق فيكمن في أن اإلنفاق االستثماري األقل حساسية لمعدل
الفائدة يفضي إلى أثر ناتج أقل .باختصار ،وصلنا إلى أن زيادة عرض النقد يكون أثرها كبي ار على
الناتج عندما تكون قيمة المعامل ( )bكبيرة و /أو عندما تكون قيمة المعامل ( )hصغيرة.
ننتقل اآلن للربط بين ميل ( )LMوبين أثر الناتج على غرار ما فعلنا قبل قليل من أجل ( .)ISيبدو
من الشكل ( )5.6أن منحنى ( )LMشديد االنحدار كون الطلب على النقود غير حساس نسبي ا لمعدل
الفائدة .بمعنى أن تأثير التغيرات في معدل الفائدة على مقدار ما يحتفظ به القطاع الخاص من نقود
)∆Mتؤدي إلى انزياح يميني لمنحنى
في محفظة أصوله ضعيف .إن زيادة في عرض النقود مقدارها ( ̅
السيولة فيتمثل بالحركة من ( )i0إلى ( )iLعند ( .)Y0يرتفع المستوى التوازني من ( )Y0إلى ()Y1
والذي يمثل مقدا ار من االنزياح أقل من انزياح .)Y0 Y0'( LMفي المقابل ،يظهر من الشكل ()6.6
منحنى (' )LMأقل انحدا ار ما يعني أن الطلب على النقود حساس لمعدل الفائدة ،يؤدي ارتفاع عرض
ٍ
مساو لذلك المشاهد في الشكل ( )5.6إلى انزياح منحنى LMمن (' )LMإلى (".)LM النقود بمقدار
يحدث أثر السيولة عند ( )Y0من ( )i0إلى ( )iLوهو أصغر من أثر السيولة الذي شاهدناه في الشكل
المرة فإن تأثيره على اإلنفاق االستثماري الحساس لمعدل الفائدة
( .)5.6وألن أثر السيولة أضعف هذه ّ
سيكون أقل ،وبالتالي فإن أثره على الناتج سيكون أضعف ،حيث يزداد الناتج في الشكل ( )6.6من
( )Y0إلى ( .)Y1وهو أقل من الزيادة المشاهدة عندما يكون ( )LMأشد انحدا ار كما هو واضح من
الشكل ( .)6.6وهكذا ،عندما يكون الطلب على النقود حساسا لمعدل الفائدة ،فإن جزءا كبي ار من أية
زيادة في عرض النقود سيتم االحتفاظ به ضمن محافظ القطاع الخاص ،وأما تأثير ذلك على معدل
الفائدة فيأتي على شكل انخفاض ضئيل (الشكل .)6.6وأخي ار ،فإن أثر السيولة الضعيف بدوره ذو
تأثير أقل أهمية على اإلنفاق الحساس للفائدة وعلى الناتج.
159
مثال:
(ب) (أ)
نرغب بدراسة تأثير زيادة في عرض النقد على النواتج التوازنية لهذين االقتصادين والمقارنة بينهما.
160
تأمل معادالت هذين االقتصادين والحظ ان الفارق الوحيد بينهما يظهر في معادلة التوازن السلعي،
األمر الذي يعود إلى اختالف السلوك االستثماري كما هو واضح من اختالف حساسية اإلنفاق
االستثماري للتبدل في معدل الفائدة .لنقم أوالا بتمثيل االقتصادين بياني ا .الحظ من الشكل (.6.6أ)
والشكل (.6.6ب) أن كال هذين االقتصادين متوازنين آنيا عند الدخل ¥950ومعدل الفائدة %10كما
هو ظاهر من نقطة التقاطع بين منحنيي التوازن في سوقي السلع والنقد في كلتا الحالتين .يمكننا التأكد
من ذلك جبريا على النحو اآلتي:
الحالة االولى :نحل من أجل التوازن بإيجاد الحل المشترك لمعادلتي ISو.LM
IS Y = 1250– 30i
LM Y = 750 + 20i
0 = 500– 50i
واآلن ،لنستكشف كيف يتأثر كل من هذين االقتصادين بتبدل ما في عرض النقد .لنفترض أن المصرفين
المركزين في هذين االقتصاديين قر ار زيادة عرض النقد بذات المقدار وليكن .20¥ما أثر هذه الزيادة
على منحنى التوازن النقدي؟ تؤدي هذه الزيادة إلى انزياح منحنى LMإلى اليمين حيث نمثل ذلك بياني ا
في الشكل (.6.6أ.ب) باالنزياح إلى .LM′ومنحنى LMالجديد هو .Y = 850 + 20 i
161
في الحالة ( )1يهبط معدل الفائدة من 10%إلى 8%أما في الحالة ( )2فيهبط إلى .7.14%هناك
تذكر أن معادلة االستثمار في الحالة ( )1أكثر حساسية لمعدل الفائدة
أثر ناتج أكبر في الحالة (َ .)1
حيث ( .)I = 150– 6iوبالتالي فإن أثر السيولة المحدد بزيادة عرض نقد مقداره ¥20له أثر ناتج
أكبر .لنقم بحساب الناتج التوازني الجديد في كلتا الحالتين لنقارن:
162
الحالة االولى:
IS Y = 1250– 30i
LM Y = 850 + 20i
0 = 400– 50i
الحالة الثانية:
IS Y = 1100– 15i
LM Y = 850 + 20i
0 = 250– 35i
وهكذا فإن الناتج التوازني أقل في الحالة ( )2والسبب هو االختالف في حساسية االستثمار
للفائدة.
لننتقل اآلن إلى تأثير الزيادة في عرض النقد من ¥150إلى ¥170على مستوى
االستثمار؟ يساوي االستثمار ¥90في كلتا الحالتين عندما يكون عرض النقد المبدئي
.¥150وتؤدي زيادة عرض النقد بمقدار ¥20إلى ازدياد اإلنفاق االستثماري الخاص إلى
في الحالة األولى ¥102و ¥ 98.47في الحالة الثانية ،حيث:
I = 150 – 6i الحالة (:)1
I = 150 – 48 = ¥102
I = 120 – 3i الحالة (:)2
I = 120 – 21.43 = ¥ 98.47
ر أن االستهالك كان ¥860في كلتا الحالتين ،ولكن نتيجة لزيادة عرض النقد بمقدار ¥20
الحظ أخي ا
فإن االستهالك بالمحصلة يزداد إلى ¥908في الحالة األولى وإلى ¥894.33في الحالة الثانية .ومن
الواضح أن هذا الفرق يعود الختالف أثر التبدل في عرض النقد على الدخول.
163
.1.3.6المعادلة العامة للتوازن اآلني في سوقي السلع والنقد (اقتصاد مغلق)
بعد هذه التمارين العددية والبيانية أصبحنا جاهزين الستنتاج المعادلة العامة للتوازن اآلني في سوقي
السلع والنقد .يفيدنا هذا التعميم في دراسة تأثير التغيرات التي تط أر على المعامالت السلوكية الداخلة
في توابع مختلف األسواق على الناتج التوازني اآلني.
ن ن
الستنتاج المعادلة التي تمثل التواز في سوق السلع ننطلق من شرط التواز الكلي ّ
ونبسط
الحدود بعد تعويض المكونات بحسب المعطيات:
Y= C+I+G
Y = C̅ + c(Y − T ̅
̅X ) + I̅ − bi + G
Y– cY = C̅ − cT ̅
̅X + I̅ − bi + G
Y(1– c) = C̅ + I̅ + G
̅ − cT
̅X − bi
1 1
=Y ∙ (C̅ + I̅ + G
̅ − cT
̅X ) − ∙ bi
1−c 1−c
̅ − k e bi
Y = keA
الستنتاج المعادلة التي تمثل التوازن في سوق النقد .نبدأ من شرط التوازن في سوق النقد
على الشكل اآلتي:
164
L=M
̅
kY − hi = M
̅ hi
M
Y= +
k k
أو:
kY M ̅
=i −
h h
للحصول على المعادلة التي تمثل التوازن اآلني في سوقي السلع والنقد نعوض معادلة
LMمن الطلب (ب) في معادلة ISمن الطلب (أ) ،أي نأخذ قيمة معدل الفائدة من LM
ونعوضها في :IS
kY M̅
) ̅ − keb ( −
Y = keA
h kh
̅ + k e bM
k e bkY + hY = hk e A ̅
̅ + k e bM
(k e bkY + h)Y = hk e A ̅
165
.4.6السياسات النقدية :حاالت خاصة
نكون أمام حاالت خاصة ألثر الناتج الناجم عن السياسة النقدية في الحاالت التالية:
أ .يكون منحنى ( )LMعموديا عندما يكون الطلب على النقود عديم الحساسية تماما لمعدل
الفائدة .أي مقدار ما يحتفظ به القطاع الخاص في محافظه من نقود ال عالقة له على اإلطالق
بمعدل الفائدة .وإذا ما طبقنا ذلك على معادلة LMنحصل على معادلة أبسط على الشكل
التالي:
̅ = kY − hi
M
h=0
̅ = kY
M
)∆Mيؤدي إلى انزياح ()LM
الحظ من الشكل ( )7.6كيف أن ازدياد عرض النقد بمقدار ( ̅
من (' )LMإلى (" )LMبحيث أن الزيادة الموافقة في الناتج (من Y0إلى )Y1تساوي مقدار
)k ∆Mبغض النظر عن ميل (.)IS
االنزياح ( ̅
1
ب .نشاهد في الشكل ( )9.6منحنى ( )LMأفقيا ،وتسمى هذه الحالة "مصيدة السيولة" .تنشأ
مصيدة السيولة عندما يكون طلب أصحاب المحافظ على النقود النهائيا ألنهم ال يرغبون
باالحتفاظ بالسندات .وهكذا ،فإن كامل عرض النقود يتم االحتفاظ به في المحافظ .وبالتالي،
لن يكون هناك ال أثر سيولة وال أثر ناتج .وأخي ار ،نالحظ أن التغيرات في عرض النقود ال
تؤثر في موضع ( )LMاألمر الذي يترك مستويات معدل الفائدة والناتج بدون تغيير.
166
يكون منحنى ( )ISعمودي ا (الشكل )8.6عندما يكون اإلنفاق االستثماري عديم الصلة بمعدل
مكون من قطاعين هي من الشكل:
تذكر أن معادلة ( )ISفي نموذج ّ
الفائدةّ .
)(C̅ + I̅ − bi
=Y
)(1 − c
وعندما يكون المعامل ( )bصف ار النعدام تأثير الفائدة على اإلنفاق االستثماري فإن المعادلة
تصبح من الشكل:
̅)(C̅ + I
=Y
)(1 − c
وهنا يكون منحنى ( )ISعمودي ا .الحظ أخي ار من الشكل ( )9.6أن انزياح التوازن النقدي من
' LMإلى " LMله أثر سيولة من ( )i0إلى ( )i1ولكن ليس له أثر ناتج ألن االستثمار عديم
الصلة بمعدل الفائدة.
يكون التوازني اآلني في أسواق السلع والخدمات موجودا في نقطة محددة هي نقطة تقاطع ( )ISو(.)LM
4
ومن أجل منحنى ( )ISهابط ومنحنى ( )LMصاعد فإن نقطة التقاطع هذه تحّقق:
167
)9.6( الشكل
i (%)
i0 LM
IS
Y0
168
) Aأو في المعامالت السلوكية ( )ke ،b ،k ،hفإن تغي ار في عرض
وبفرض عدم وجود تغيير في (̅
b ∙ ke
(̅
∆Y = ∆M )
h + kbk e
وأما معدل تغير الناتج الناجم عن تغير في عرض النقود (أثر مضاعف تغير عرض النقود) أي (̅)∆M
∆Y
مثال :عندما يكون منحنى ( )ISمستق ار ،يمكن أن نكتب التغير في الناتج التوازني الناجم عن تغير
عرض النقد على الشكل التالي:
b ∙ ke
(̅
∆Y = ∆M )
h + kbk e
حالة ( :)1لتغير عرض النقد أثر أكبر على الناتج عندما تكون قيمة ( )hصغيرة .بفرض:
يؤدي تغير عرض النقد بمقدار ¥20إلى ازدياد الناتج التوازني بمقدار ¥74.07
169
)(5) ∙ (4
( ∙ ∆Y = 20 ) = ¥74.07
)5 + 0.20 ∙ (5) ∙ (4
وأما تحت نفس الفروض ،ولكن مع h=0فإن نفس تغير عرض النقد يؤدي إلى:
)(5) ∙ (4
( ∙ ∆Y = 20 ) = ¥100
)0 + 0.20 ∙ (5) ∙ (4
حالة ( :)2لنغير عرض النقد أثر أقل على الناتج عندما تكون قيمة ( )bصغيرة ،حيث ال يستجيب
اإلنفاق لمعدل الفائدة بمقدار مهم .والعكس بالعكس.
)∆M
(̅ = 20()∆Y = 13.79 )∆M
(̅ = 20()∆Y = 74.07
عندما تكون ( )b=5بالمقارنة مع ( )∆Y = 13.79عندما تكون ( .)b=1تذكر أننا في كلتا الحالتين
وغيرنا قيمة المعامل محل الدراسة فقط لنتمكن من رصد
أعاله قمنا بتثبيت قيم كافة العوامل السلوكية ّ
تأثيره.
وأخي ار ،باالستفادة من المعادلة العامة للتوازن اآلني في سوقي السلع والنقد ،وبفرض ثبات كافة المتغيرات
ما عدا الدخل وعرض النقد ،يمكننا استنتاج الصيغة العامة لمضاعف عرض النقود (أثر تغير عرض
النقد في الناتج) ،وكذلك استنتاج المعادلة التي تربط بين التغير في الناتج وبين التغير في عرض النقد.
170
فباشتقاق الدخل بالنسبة للكتلة النقدية في معادلة التوازن اآلني في سوقي السلع والنقد نحصل على
مضاعف عرض النقود في اقتصاد مغلق:
̅ ke b
∆Y = ∆M h+k bk
ومنه:
e
مثال عددي:
يتضمن الجدول التالي بيانات قيم مضاعف عرض النقود من أجل عدة حاالت للثوابت السلوكية
المحددة ألشكال توابع توازن سوق النقد وتوازن سوق السلع ( .)k; h; b; k eكل سطر في الجدول يمثل
حالة محددة بمزيج مختلف من الثوابت المذكورة .سنبدأ من الحالة األولى ونقارنها ببقية الحاالت واحدة.
أي أننا سنقارن أوالا الحالتين [( )1و( ])2ثم الحالتين [( )1و( ])3إلخ .تأمل هذه الحاالت جيدا قبل
متابعة المقارنات .الغرض النهائي هو أن نستخدم المعطيات الواردة في الجدول إلظهار طبيعة العالقة
بين هذه الثوابت السلوكية وبين مضاعف عرض النقود ،ثم بيان فعالية مضاعف عرض النقود في
تغيير الناتج واضعين في أذهاننا العالقة بين هذه القيم وبين ميل منحنى ISوميل منحنى .LM
سنستخدم الرموز اآلتية لالختصار:
↑
( : tارتفاع قيمة t؛ : tانخفاض قيمة t؛ :t 2 ← t1تبدل قيمة tمن t1إلى t 2؛ :يؤدي إلى)
↓
=μ
∆Y k h b ke الحالة
∆M
2.5 0.20 4 4 5 ()1
̅̅̅̅
3.33 0.20 4 4 10 ()2
171
1.43 0.20 10 4 5 ()4
̅̅̅̅
2.22 0.25 4 4 5 ()5
↑ ↑
)μ = 3. 33
( μ k e :)2(/)1حيث ⟧)̅̅̅̅( ← )μ = 2.5( ⟦(k e = 5) ← (k e = 10
أي يظهر من مقارنة الحالتين األولى والثانية أن ارتفاع قيمة مضاعف اإلنفاق يزيد من فاعلية
عمل مضاعف النقود.
↑ ↑
( μ b :)3(/)1حيث ⟧))μ = 3.57( ← )μ = 2.5( ⟦(b = 4) ← (b = 10
وبالتالي فإن ازدياد شدة حساسية االستثمار للتغير في معدل الفائدة يزيد من فاعلية عمل
مضاعف النقود.
↑
)μ = 1.43( ← )μ = 2.5( ⟦(h ( h :)4(/)1حيث ⟧)= 4) ← (h = 10
μ
↓
ما يعني أن الزيادة التي تط أر على حساسية طلب النقود للتغير في معدل الفائدة تقلل من
فاعلية عمل مضاعف النقود.
↑
̅̅ )μ = 2.
22( μ k :)5(/)1حيث ⟧)̅̅( ← )μ = .25( ⟦(k = .20) ← (k = .25
↓
ومنه فإن زيادة طلب النقد بدافع المبادالت تقلل من فاعلية عمل مضاعف النقود.
-عندما يكون ISأقل انحدا ار يكون لتغير عرض النقد أثر مضاعف أكبر على الناتج حيث يكون
لتغير معدل الفائدة (الناجم عن زيادة عرض النقد) أثر أكبر على الناتج .باختصار:
↑ ↑
k eو/أو bميل ISو μ
↓ ↓
-عندما يكون LMأقل انحدا ار يكون تأثير مضاعف عرض النقود على الناتج أضعف ،حيث
يؤدي تغير عرض النقد إلى تغير أقل في معدل الفائدة .باختصار:
172
↑ ↑
hو/أو kميل ISو μ
↓ ↓
يمكن للحكومة أن تسعى وراء إحداث تغيير في مستوى الناتج عن طريق سياسة مالية تمييزية قائمة
على تغيير اإلنفاق الحكومي أو الضرائب أو التحويالت أو من خالل مزيج من ذلك .فعلى سبيل
المثال ،نشاهد في الشكل ( )10.6كيف أن زيادة اإلنفاق الحكومي مقدارها ( ̅ )∆Gتؤدي إلى انزياح
)k e ∙ ∆Gمن (' )ISإلى (" )ISوهذا االنزياح يساوي المسافة من ( )Y0إلى ( )YOعند
( )ISبمقدار (̅
معدل الفائدة ( .)i0بعد هذا االنزياح يتقاطع منحنيا ( )ISو( )LMعند النقطة (.)B
وهكذا يظهر أن هذه السياسة المالية أدت إلى ارتفاع مستوى الناتج من ( )Y0إلى ( )Y1ولتغير معدل
الفائدة من ( )i0إلى ( .)i1وألن معدل الفائدة ازداد من ( )i0إلى ( )i1فإن اإلنفاق االستثماري الحساس
لمعدل الفائدة سينخفض (وهذا ما يسمى طرد االستثمار) .ولن يرتفع مستوى الناتج بذات مقدار انزياح
.)k e ∙ ∆Gحيث يعتمد أثر الناتج الناجم عن السياسة المالية على ميل ( )ISوميل (.)LM
̅( IS
173
في الشكل (.11.6أ) نشاهد أن منحنى ( )LMشديد االنحدار بسبب حساسية الطلب على النقود لمعدل
الفائدة .يؤدي ارتفاع اإلنفاق الحكومي ( ̅ )∆Gإلى انزياح منحنى ( )ISإلى اليمين من (' )ISإلى (".)IS
وألن الطلب على النقود حساس نسبي ا لمعدل الفائدة ،البد أن تحدث زيادة كبيرة في معدل الفائدة (من
i0إلى )i1ليقوم األفراد باالحتفاظ بأرصدة أصغر من النقود في محافظهم ،بحيث يكون المزيد من
174
عرض النقد متاح ا لدعم مستويات أعلى من الناتج .وعلى أية حال ،فإن الزيادة الكبيرة في معدل الفائدة
ستؤدي إلى انخفاض اإلنفاق االستثماري الحساس للفائدة .وهكذا يرتفع مستوى الناتج من ( )Y0إلى
( )Y1وذلك علم ا أن الناتج كان يمكن أن يرتفع حتى ( )YOلوال االرتفاع بمعدل الفائدة .بكلمة أخرى
يمكن أن نقول أنه قد تم "طرد" ما مقداره ( )Y1YOمن اإلنفاق االستثماري الخاص نتيجة ارتفاع الفائدة
من ( )i0إلى ( .)i1نالحظ على الشكل (.11.6ب) أن مقدار طرد االستثمار أقل من أجل نفس االرتفاع
في اإلنفاق الحكومي ( ̅ .)∆Gونالحظ أيضا من نفس الشكل أن منحنى ( )LMأقل انحدا ار كون الطلب
على النقود أكثر حساسية للفائدة .أي ألن الناس يحتفظون بأرصدة نقدية قليلة في محافظهم عند
معدالت الفائدة األعلى .وهكذا فإن االنزياح (' )IS" ISيؤدي إلى ارتفاع أقل في معدل الفائدة وإلى
طرد استثمار أقل مع زيادة أكبر في الناتج .الحظ إذا أن شدة أو مقدار طرد االستثمار تتأثر أيضا
بميل منحنى ( .)ISحيث يكون طرد االستثمار أقل مع ( )ISأشد انحدا ار (ألن االستثمار أقل تأث ار
بمعدل الفائدة) وأما عندما يقترب ( )ISمن الخط األفقي فإن اإلنفاق االستثماري يكون شديد الحساسية
للتغير في معدل الفائدة.
لبيان ذلك ،يمكننا االستعانة بمثال بياني من الشكل (.12.6أ) .ليكن لدينا منحنى (' )ISالذي يظهر
أنه شديد االنحدار كون اإلنفاق ضعيف الحساسية لمعدل الفائدة .تؤدي زيادة اإلنفاق الحكومي إلى
k e ∙ ∆Gوهي تساوي المسافة من ( )Y0إلى ( .)YOيرتفع
انزياح ( )ISمن (' )ISإلى (" )ISبمقدار ̅
بالمحصلة مستوى الناتج التوازني من ( )Y0إلى ( .)Y1مع أثر طارد لالستثمار الخاص مقداره (.)Y1YO
واآلن ،لنأخذ حالة مختلفة يكون فيها منحنى (' )ISأقل انحدا ار كما في الشكل (.12.6ب) وهنا يكون
االستثمار أشد حساسي اة للتبدل في معدل الفائدة بالمقارنة مع الحالة السابقة .إن االنزياح من (' )ISإلى
("[ )ISوهو نفس المسافة ( )Y0YOفي الشكل (.12.6أ)] يؤدي إلى ارتفاع مستوى الناتج من ()Y0
175
إلى ( .)Y1وذلك ألن انخفاض اإلنفاق االستثماري الخاص أكبر في هذه الحالة من الحالة السابقة
كون االستثمار حساس لمعدل الفائدة .وهكذا يؤدي ارتفاع معدل الفائدة من ( )i0إلى ( )i1إلى انخفاض
كبير نسبيا في االستثمار الخاص مع تأثير طارد مقداره من ( )Y1إلى (.)YO
176
لبيان الفكرة بعيدا عن التمثيل الهندسي ،باستخدام الجبر ،يمكننا اللجوء لمثال عددي .لديك المعلومات
التالية عن اقتصاد مغلق:
لحساب الناتج التوازني ومعدل الفائدة واالستهالك واالستثمار عند التوازن نقوم بطرح معادلة توازن
لنفترض أن اإلنفاق الحكومي ازداد من ¥50إلى ،¥80يمكننا إعادة الحل من أجل معادلة ISمن
أجل المستوى المقترح من اإلنفاق لنحصل على:
Y = C + +I + G
Y = 40 + 0.80(Y − 50) + 140 − 10I + 80
Y = 1100 − 50i
وللحصول على الناتج التوازني ومعدل الفائدة التوازني في ظل المستوى الجديد من اإلنفاق الحكومي:
177
Y = 1100 – 50 i )(Y, i) = (¥700, 8%
)− (Y = 500 + 25 i {→} C = ¥560
0 = 600 – 75 i I = ¥60
السبب في ذلك إلى أن ازدياد اإلنفاق الحكومي بمقدار ¥30أدى إلى ارتفاع معدل الفائدة من 6%
كافة الحاالت التي مررنا بها حتى اآلن انطوت على درجات مختلفة من شدة االنحدار في منحنيات
توازن سوق السلع وتوازن سوق النقد .لكننا لم نتطرق إلى بعض الحاالت الممكنة نظري ا لهذه المنحنيات.
نكون أمام حاالت خاصة ألثر الناتج الناجم عن السياسة المالية عندما يكون:
178
يمكننا أن نقول من البداية ،أنه وبالمقارنة مع الحاالت المقارنة للسياسة النقدية ،يكون للسياسة المالية
أثر مضاعف كامل عندما ال يكون للسياسة النقدية أي أثر على الناتج؛ وال يكون للسياسة المالية أي
إن منحنى LMفي الشكل (.13.6أ) عمودي ألن الطلب على النقود عديم الصلة بمعدل الفائدة .أي
أن قيمة المعامل السلوكي ( )hتساوي الصفر في تابع الطلب على النقد ( .)L=kY - hiإن انزياح ()IS
إلى اليمين من (' )ISإلى (" )ISيؤدي إلى ارتفاع معدل الفائدة ولكنه ال يؤثر على الناتج ،أي أن هناك
أثر طارد تام من ' Yإلى '' ،Yوهذا يساوي مقدار االنزياح في ( )ISأي (̅
.)k e ∙ ∆Gفي الشكل
(.13.6ب) ،ال يوجد أي أثر طرد لالستثمار ألن منحنى ( )LMأفقي؛ وهنا نجد أن زيادة في اإلنفاق
)∆Gتؤدي إلى ارتفاع مستوى الناتج بمقدار (̅
)k e ∙ ∆Gأي من ' Yإلى '' Yوذلك الحكومي مقدارها ( ̅
ألن المستثمرين لديهم طلب تام (النهائي) على النقود عند معدل الفائدة ( .)i0كما ويتم تحقق األثر
الكامل لمضاعف السياسة المالية ( Y0إلى )Y1من خالل انزياح ( )ISإلى اليمين .في الشكل
(.13.6ج) ،تؤدي زيادة اإلنفاق الحكومي إلى رفع معدل الفائدة ،ومع ذلك فإن ارتفاع معدل الفائدة
ليس له أثر طارد ألن اإلنفاق االستثماري عديم الحساسية لمعدل الفائدة أساس ا.
بفرض استقرار ( ،)LMأي بفرض عدم تغير عرض النقود أو حدوث أي تغير في أي معامل سلوكي
ذي صلة ( keأو )bفإن تغي ار في اإلنفاق المستقل ̅ ∆Aيؤدي إلى التغير التالي في الناتج التوازني:
hk e
(̅
∆Y = ∆A )
h + kbk e
179
)أ.13.6.( الشكل
i (%) LM
i'
̅
k e ∆G
i''
𝐼𝑆′′
𝐼𝑆′
Y' Y'' Y (¥)
)ب.13.6( الشكل
i (%)
̅
k e ∆G
𝐿𝑀
i'
𝐼𝑆′′
𝐼𝑆′
i'
ويكون هذا األثر أكبر كلما كانت ( )bأصغر و /أو كلما كانت قيمة ( )hأكبر .إن تغي ار صغي ار في
قيمة ( )bيؤدي إلى جعل ( )ISأشد انحدا ار ،فيما يؤدي ارتفاع قيمة ( )hإلى منحنى ( )ISأقرب للخط
األفقي .الحظ مثالا أننا نستطيع باستخدام معادلة التوازن اآلني في سوقي السلع والنقد إيجاد مضاعف
اإلنفاق الحكومي الذي يبين مقدار التغير في الناتج الناجم عن تغير في اإلنفاق الحكومي ،وذلك
بفرض بقاء بقية العوامل ثابتة:
مثال عددي :لتكن لديك بيانات قيم اإلنفاق الحكومي من أجل عدة حاالت للثوابت ( .)k; h; b; k e
=γ
∆Y k h b ke الحالة
∆G
2.5 0.20 4 4 5 ()1
̅̅̅̅
3.33 0.20 4 4 10 ()2
181
تأمل في قيمة كل معامل سلوكي تم تغييره في الجدول مع إبقاء بقية المعامالت ثابتة ليظهر معك
تأثيره على مضاعف النقود .على سبيل المثال ،في السطرين األول والثاني تم إبقاء قيم كافة المعامالت
ثابتة باستثناء معامل اإلنفاق الحكومي الذي تمت مضاعفته .كيف أثّر ذلك على مضاعف السياسة
المالية؟ من الواضح أن قيمته ارتفعت ،ويعني ذلك أن القيم األعلى للمضاعف الحكومي تساهم في
تقوية أثر مضاعف السياسة المالية في هذا النموذج.
قم بنفسك بإجراء بقية المقارنات الالزمة من أجل كل معامل من المعامالت المدروسة ،على غرار ما
قمنا به سابق ا عند دراسة مضاعف السياسة النقدية ،وتأكد من أن النتائج التي وصلت إليها تتطابق مع
النتائج التالية.
بخالف الحاالت التي تنطوي على أوضاع خاصة (الفقرات 5.6و 7.6أعاله) يمكن استخدام السياستين
المالية والنقدية ،إحداهما أو كلتاهما ،لزيادة مستوى الناتج .وباختالف السياسة النقدية المعتمدة ،يختلف
التأثير على اإلنفاق القطاعي وبالتالي على تركيب الناتج .فعلى سبيل المثال ،تؤدي السياسة النقدية
المبنية على إزاحة ( )LMإلى اليمين إلى تخفيض معدل الفائدة وتحفيز اإلنفاق الحساس للفائدة .ويؤدي
تخفيض الضريبة على الدخل العائلي إلى زيادة اإلنفاق االستهالكي.
182
وأيض ا ،تساعد االعفاءات الضريبية للصناعات الناشئة على زيادة ربحية المصانع الجديدة وبالتالي
االستثمار .وكمثال آخر ،يؤدي ارتفاع اإلنفاق الحكومي إلى توسع في إنتاج سلع القطاع العام .وألن
المحفزات المالية تؤدي إلى معدالت فائدة أعلى ،فإن تخفيض ضرائب الدخل على قطاع العائالت و/
أو زيادة اإلنفاق الحكومي يؤدي إلى "طرد" اإلنفاق االستثماري الخاص.
مثال جبري:
لنكن أمام اقتصاد يتقاطع فيه ( )LMمع ( )ISعند معدل فائدة مقداره ( .)8%وعند مستوى من الناتج
مقداره .675¥ولنفترض ما يلي:
ويترافق ذلك مع انزياح ISإلى وضع جديد وليكن " ISوهذا يتقاطع مع منحنى التوازن النقدي المبدئي
وليكن ' LMعند النقطة معدل فائدة أعلى مقداره ( %10بالمقارنة مع %8سابقا) وناتج أعلى مقداره
( 722بالمقارنة مع .)675وعند هذين المستويين المرتفعين من الناتج ومعدل الفائدة يرتفع االستهالك
من 425إلى 482؛ وينخفض االستثمار من 90إلى ،80ويبقى اإلنفاق الحكومي عند .160
183
ليس هذا البديل المالي الوحيد لرفع مستوى الناتج التوازني .فبدالا من التخفيض الضريبي ،هناك سياسة
مالية بديلة تتمثل بزيادة اإلنفاق الحكومي من 160إلى ،188.80ما يؤدي إلى انزياح منحنى التوازن
السلعي إلى وضع جديد يكون فيه أشد انحدا ار ،وليكن " .ISومجددا سيتحقق التوازن اآلني في سوقي
السلع والنقد عند الدخل 722ومعدل الفائدة ،%10ولكن االستهالك في هذه الحالة سيكون ()453.20
وليس ( .)482أما االستثمار فسيكون ( )80واإلنفاق الحكومي ( .)188.80وهكذا ،يبدو معنا أن
التخفيض الضريبي يفيد المستهلكين بالدرجة األولى .وأما التوسع في اإلنفاق الحكومي فيؤدي إلى
التوسع في سلع كال القطاعين الخاص والعام .وهاتان السياستان الماليتان كلتاهما تنطويان على إنفاق
استثماري أقل .نترك للطالب التأكد من هذه الحسابات وتمثيلها البياني على سبيل التمرين.
184
أسئلة ومسائل الفصل السادس
185
.3تأمل الشكل ( .)15.6انطلق من الوضع التوازني المحدد بكل من Y0و .i0حدد كل من أثر
السيولة وأثر الناتج الناجمين عن زيادة عرض النقد التي أدت إلى انزياح LMإلى .LM′
ّ .4بين من خالل الرسم البياني أن تغي ار في عرض النقد يمكن أن يؤدي إلى أثر ناتج كبير أو
إلى أثر ناتج ضعيف برغم تساوي أثر السيولة في كلتا الحالتينّ .
فسر النتيجة هذه من خالل
المنطق االقتصادي وليس فقط من خالل الرسم البياني.
.5ليكن لديك نموذج من قطاعين حيث معادلة ISمن الشكل Y = 1250 – 30 i :والمطلوب:
أ .بفرض أن عرض النقد يساوي .¥150احسب التوازن في ظل الحالتين التاليتين:
أوالا:
Y = 750 + 20i معادلة :LM
L = 0.20Y– 4i تابع طلب النقد:
186
ثاني ا:
Y = 600 + 35i معادلة :LM
L = 0.25Y– 8.75i تابع طلب النقد:
ب .بفرض ازدياد عرض النقد بمقدار .¥20ما الذي يحدث للناتج التوازني ومعدل الفائدة
التوازني في ظل الحالتين ( )1و( )2من الطلب أ.
ج .إلى ماذا تعزو الفرق بين الحالتين ( )1و( )2من الطلب ب.
.6ما الذي يحدد أثر زيادة عرض النقد على الناتج التوازني؟ ّأيد جوابك بمثال رقمي.
187
G = 50 اإلنفاق الحكومي:
والمطلوب:
أ .احسب الناتج التوازني ومعدل الفائدة واالستثمار من أجل الحالتين ( )1و(.)2
ب .أعد حساب معادلة ISمن الطلب األول عندما يزداد اإلنفاق الحكومي من ¥50إلى .¥80
ج .احسب الناتج التوازني ومعدل الفائدة واالستثمار عندما يكون اإلنفاق الحكومي .¥80
د .اشرح سبب اختالف تأثير زيادة اإلنفاق الحكومي من ¥50إلى ¥80على الناتج بين الحالتين
( )1و(.)2
188
حل مسائل الفصل السادس
189
]∆Mإلى LM1دون حدوث تغير في مستوى الناتج،
ب .ينزاح LMإلى اليمين بمقدار [)̅ (1/k
أن ذلك يؤدي إلى ارتفاع مستوى الناتج من Y0إلى Y1مع مالحظة أن مقدار انزياح LM
191
يرتفع مستوى الناتج من ¥950إلى .¥1010وينخفض معدل الفائدة من 10%إلى 8%
حيث:
Y = 1250– 30i معادلة :IS
Y = 850 + 20i معادلة :LM
0 = 400– 50i بالطرح
ج .الحالة ( :)2تؤدي زيادة عرض النقد إلى انزياح LMإلى اليمين بمقدار ¥80حيث:
1 20
=) (∙̅
∆M = 80
k 0.25
يرتفع مستوى الناتج من ¥950إلى .¥989.90وينخفض معدل الفائدة من 10%إلى
.8.769%
د .إن تغير الناتج بمقدار أكبر في الحالة ( )1يعود إلى أن kأصغر ،ما يؤدي إلى انزياح
LMبمقدار ¥100وليس ¥80كما في الحالة الثانية ،.كما أن حساسية الطلب على النقد
لمعدل الفائدة هي أكبر في الحالة ( ،)2األمر الذي يعني أن حص اة أكبر من الزيادة في
عرض النقد ستتوجه إلى المحافظ االستثمارية وليس إلى المبادالت.
192
)∆Mفإن تغير الناتج عن عرض النقد ال
فعلى سبيل المثال ،من أجل ( )k = 0.50و(̅ = 20
1 20
=) (∙̅
∆Y = ∆M = 40
k 0.5
إن حساسية طلب النقد لمعدل الفائدة تحدد مقدار تأثر معدل الفائدة بتغير عرض النقد ،وبالتالي
اإلنفاق .فعلى سبيل المثال ،إن طلب النقد شديد الحساسية لمعدل الفائدة يعني أن توسع
العرض النقدي لن يفلح كثي ار في تخفيض معدل الفائدة بالمقارنة مع طلب النقد األقل حساسية
لمعدل الفائدة.
وأما حساسية اإلنفاق االستثماري لمعدل الفائدة فتحدد درجة تأثير تبدل معدل الفائدة على
اإلنفاق االستثماري .فعلى سبيل المثال ،تؤدي زيادة عرض النقود إلى تأثير أكبر على الناتج
كلما كانت قيمة bأكبر في معادلة طلب االستثمار ،وذلك بفرض ثبات بقية العوامل .وأما
قيمة k eفتحدد درجة التأثير المضاعف لالستثمار على الناتج ،حيث كلما كانت k eأكبر
كلما كان التأثير على الناتج أكبر.
193
إن طلب النقد الحساس للفائدة يحدد مقدار االرتفاع في معدل الفائدة الناجم عن زيادة اإلنفاق
الحكومي .ويكون االرتفاع في معدل الفائدة أقل عندما يكون طلب النقد ضعيف الحساسية
للفائدة .ومن أجل زيادة محددة في معدل الفائدة نكون أمام أثر طارد أقوى عندما يكون القطاع
الخاص االستثماري شديد الحساسية للتغيرات التي تط أر على معدل الفائدة.
ب .نعيد الحل من أجل التوازن الحقيقي باستخدام المستوى الجديد من اإلنفاق الحكومي:
الحالة ()2 الحالة ()1
Y=C +I+G Y=C+I+G
Y = 40 + 0.80(Y– 50) + 110 − 5i + 80 Y = 40 + 0.80(Y– 50) + 140– 10i + 80
Y = 950– 25i Y = 1100– 50i
194
د .االستثمار أكثر حساسية للفائدة في الحالة ( )1حيث ( )I = 140 – 10 iبالمقارنة مع الحالة
( )2حيث ( .)I = 110 – 5 iوبالتالي فإن التأثير المحّفز لزيادة اإلنفاق الحكومي له أثر طارد
أكبر في الحالة ( )1منه في الحالة ( )2وذلك نتيجة الرتفاع معدل الفائدة .تؤدي الزيادة في
اإلنفاق الحكومي ( )∆G = 30إلى انخفاض اإلنفاق االستثماري من ¥80إلى ¥60في الحالة
( )1في حين أنها تؤدي إلى انخفاض اإلنفاق االستثماري من ¥80إلى ¥65في الحالة (.)2
∆Y keb
=μ = = 2.8
∆M h + k e bk
ج .نحتاج حساب ذلك التغير في عرض النقد الذي يؤدي التغير المطلوب في الناتج
∆Y
=μ
̅
∆M
∆Y
=̅
∆M
μ
100
=̅
∆M = 40
2.5
د .نحتاج حساب ذلك التغير في اإلنفاق الحكومي الذي ينتج التغير المطلوب في الناتج
195
∆Y
=γ
∆G
∆Y 100
= ∆G = = 40
γ 2.5
5∆I̅ = 100
∆I̅ = 20
أي أن عرض النقود يفترض أن يرتفع إلى حد يؤدي إلى تخفيض معدل الفائدة بما يكفي
لزيادة االستثمار بمقدار .¥20
و .في ظل غياب السياسة النقدية يؤدي إنفاق حكومي إضافي مقداره ¥40إألى زيادة في
الناتج مقدارها .¥200ولكننا هنا أمام حالة مختلفة ،إذ أن الناتج ازداد بمقدار ¥100
فقط ،والسبب هو أن معدل الفائدة ارتفع إلى مستوى نجم عنه انخفاض في االستثمار
مقداره .¥20
196
أسئلة «صح أو خطأ»
.1يحدث أثر سيولة في كل مرة يقوم فيها المصرف المركزي بتغيير عرض النقد.
.2يكون أثر السيولة كبي ار عندما يكون االستثمار حساس ا للفائدة.
.3يكون أثر الناتج الناجم عن تغير عرض النقد كبي ار عندما يكون االستثمار حساسا لمعدل الفائدة
وعندما يكون الطلب على النقود غير حساس لمعدل الفائدة.
.4عندما يكون الطلب على النقد بوصفه مستودع ا للقيمة حساس ا لمعدل الفائدة فإن زيادة عرض
النقد سيكون لها أثر طفيف على الناتج.
.5من أجل hكبيرة أو bصغيرة يكون لتغير عرض النقد أثر طفيف على الناتج.
.6تؤدي زيادة اإلنفاق الحكومي إلى طرد اإلنفاق االستثماري دائما.
.7عندما يكون االستثمار حساس ا لمعدل الفائدة فإن األثر الطارد للزيادة في اإلنفاق الحكومي
يكون ضعيف ا.
.8يزداد تأثير زيادة عرض النقد على الناتج كلما كانت قيمة bأكبر.
.9يزداد تأثير زيادة اإلنفاق الحكومي على الناتج كلما كانت قيمة hأكبر.
.10تؤدي زيادة نسبة الطلب على النقود بدافع المبادالت إلى إضعاف أثر الناتج الناجم عن تغير
في عرض النقد.
197
الفصل السابع
Chapter VII
198
مخطط الفصل السابع:
الفصل السابع :السياستان المالية والنقدية في اقتصاد مفتوح
.1.7صافي الصادرات ومنحنى IS
.2.7معدالت الصرف األجنبي
.3.7حركية رأس المال وترابط اقتصادات السوق:
.1.3.7الحالة ( :)1أثر معدل الفائدة في ظل سعر صرف مرن
.2.3.7الحالة ( :)2أثر معدل الفائدة في ظل سعر صرف ثابت.
.3.3.7الحالة ( :)3أثر االستثمار في ظل سعر صرف مرن.
.4.3.7الحالة ( :)4أثر االستثمار في ظل سعر صرف ثابت.
.4.7السياستان المالية والنقدية في ظل سعر صرف مرن.
.5.7السياستان المالية والنقدية في ظل سعر صرف ثابت.
.6.7خالصة الفصل ومالحظات ختامية
أسئلة الفصل السابع
199
الفصل السابع :السياستان المالية والنقدية في اقتصاد مفتوح
نتناول في هذا الفصل فاعلية كل من السياسة النقدية والسياسة المالية في التأثير على االقتصاد
الحقيقي في اقتصاد مفتوح تحت فرضيات متنوعة من أنظمة سعر الصرف .سنتناول أثر اإلنفاق
الحكومي وأثر معدل الفائدة وأثر االستثمار في أوضاع متنوعة ،لكن التحليل سيقتصر على فرضيات
مبسطة على غرار النماذج التي عادة ما يتم االنطالق منها في مبادئ االقتصاد الدولي .نبدأ الفصل
بإنشاء منحنى التوازن السلعي في ظل اقتصاد مفتوح .ننتقل بعد ذلك لتعريف معدل أو سعر الصرف،
وذلك تمهيدا لدراسة األثر االقتصادي للحركة الدولية للرساميل في ظل بيئات اقتصادية مختلفة .بعد
ذلك نكون قد امتلكنا ما يكفي من مفردات وأدوات تحليلية لندرس فاعلية كل من السياسة النقدية والمالية
في تحسين مستوى الناتج.
في اقتصاد مفتوح ،يؤثر تدفق الصادرات والواردات على شدة انحدار منحنى ISوعلى محّله الهندسي.
يمكن تمثيل تابع الصادرات القتصاد ما بالمعادلة:
̅=X
X − mY
̅ صافي الصادرات المستقل (الصادرات المستقلة نقصا الواردات المستقلة) فيما تمثل m
حيث تمّثل X
النزعة الحدية الستيراد السلع والخدمات األجنبية .يتأثر صافي الصادرات المستقل بالقيمة الخارجية
للعملة ،أي بسعر الصرف األجنبي ،وبالناتج الذي تحققه بلدان الشركاء التجاريين .فعندما تنخفض
القيمة الخارجية للعملة ،يرتفع صافي الصادرات المستقل في ظل ثبات بقية العوامل ،حيث يجد
األجانب أن منتجات الصناعة الوطنية أصبحت أرخص مقوم اة بعمالئهم.
200
ويرتفع صافي الصادرات المستقل كذلك مع ارتفاع حجم الناتج األجنبي ،إذ يؤدي ذلك إلى زيادة
مشتريات األجانب لمنتجات الصناعة المحلية .وأما ارتفاع القيمة الخارجية للعملة الوطنية فيرتفع من
تكلفة شراء األجانب للمنتجات الوطنية وبالتالي يؤدي إلى تراجع الصادرات المستقل .وأما المعامل m
في تابع الصادرات فيصف العالقة السلوكية المباشرة بين حجم الناتج الوطني وبين كمية المستوردات.
تسربا من تدفق اإلنفاق المحلي .ألن mتمثل الطلب على المنتجات
هذا المعامل السلوكي mيمّثل ّ
األجنبية وليس الطلب على السلع والخدمات المحلية .في إطار IS-LMيؤثر المتغير mمن خالل
مضاعف اإلنفاق على منحنى IS؛ وأما تغير صافي الصادرات المستقل فيسبب انزياحا على التوازي
لبيان ذلك ،نعود للمعادلة العامة للتوازن الحقيقي .نعلم مما سبق أنه في ظل اقتصاد من أربع قطاعات
يتصف بالمعادالت اآلتية:
;̅
I = I ̅ − bi ; G = G ̅=X
X − mY
C̅ + I̅ + G
̅+X ̅ − bi
=Y
1 − c + ct + m
ويمكن تمثيل هذه المعادلة بياني ا بالشكل ( )1.7بالمنحنى .ISإن زيادة في صافي الصادرات المستقل
مقدارها ̅ ∆Xتؤدي إلى انزياح منحنى التوازن السلعي ISإلى اليمين بمقدار k e ∆̅Xإلى ' .ISوفي ظل
ثبات بقية العوامل ،تؤدي زيادة محددة في mإلى إنقاص قيمة مضاعف اإلنفاق ،األمر الذي يؤدي
إلى انزياح ISإلى " ISحيث يصبح أشد انحدا ار.
201
الشكل ()1.7
)i(%
̅
k e ∆X
)Y(¥
إن معدل الصرف األجنبي الذي درجت تسميته بسعر الصرف هو عبارة عن سعر وحدة واحدة من
العملة مقوما بوحدات من عملة أخرى .فسعر صرف الجنيه االسترليني مقوما بالين الياباني هو عبارة
عن عدد وحدات الين الياباني الالزمة لشراء وحدة واحدة من الجنيه االسترليني .تقوم المصارف في
البلدان المتقدمة والبلدان الناشئة ببيع وشراء الصرف األجنبي ،األمر الذي يؤدي إلى نشوء سوق
202
الشكل ()2.7
¥
D S
£
E0
¥
0 Q0
التحوط أو المضاربة .وأما عرض االسترليني (في نفس الشكل )2.7فيمثل عدد الجنيهات التي يرغب
ّ
بعرضها من أجل كل سعر صرف ممكن .بالطبع ،يتم عرض الجنيهات من قبل أولئك الذين يمتلكون
محافظ من الجنيهات أو يحتفظون بالجنيهات ولكن يرغبون بشراء ين ياباني ألسباب شبيهة بتلك التي
تدفع لشراء الجنيه .فإذا كان عرض االسترليني ممثالا بالمنحنى Sوالطلب عليها بالمنحنى Dفإن سعر
الصرف التوازني لإلسترليني سيكون مبدئي ا عند .E0
يتغير سعر الصرف التوازني هذا مع أي انزياح في عرض االسترليني أو الطلب عليه .وهناك العديد
من العوامل التي من شأنها أن تؤدي إلى انزياح هذه المنحنيات منها:
203
واآلن ،لنفترض على سبيل المثال أن عرض االسترليني ثابت وأن القوى والمتغيرات الخارجية تؤثر
فقط على الطلب على االسترليني .ولننطلق من حالة توازن مبدئية لسعر الصرف (الشكل )3.7عند
E0من أجل Dو .Sإن زيادة في معدل الفائدة في بريطانيا ،في ظل ثبات بقية العوامل ،يؤدي إلى
تشجيع المستثمرين على االستثمار في بورصة لندن بدالا من بورصة طوكيو.
سيكون هناك بالتالي زيادة في التدفق الرأسمالي إلى داخل ،UKما نمثله بياني ا بانزياح يميني في
منحنى الطلب من Dإلى ' .Dيرتفع إثر ذلك معدل الصرف من E0إلى .E1وترتفع القيمة الخارجية
لإلسترليني .لنرجع مجددا إلى التوازن المبدئي ،E0ولنفترض حدوث ارتفاع في معدل الفائدة في اليابان،
مع ثبات بقية العوامل .سيؤدي ذلك إلى جعل االستثمار في اليابان أعلى عائدا بالنسبة للمستثمرين
بالين الياباني ،األمر الذي يخّفض الطلب على االسترليني .ونمثل ذلك بانزياح منحنى الطلب على
االسترليني من Dإلى " ،Dما يترافق بانخفاض في معدل الصرف من E0إلى .E2
204
سعر الصرف ثابت:
أما عند يكون سعر الصرف األجنبي ثابتا ،فإن معدل الصرف بين بلدين سيكون محددا بشكل رسمي،
حيث يسعى كل من البلدين إلى اتخاذ ما يلزم من اجراءات للحفاظ على ثبات سعر الصرف .افترض
على سبيل المثال ،أن بريطانيا واليابان اتفقتا على تثبيت معدل الصرف بين عمليتهما عند المستوى
E0في الشكل ( )4.7وذلك من أجل منحنيات العرض والطلب Sو .Dفي هذه الحالة يمثل E0سعر
الصرف التوازني .يؤدي ارتفاع معدل الفائدة في اليابان إلى تبدل في تدفق الرساميل ،في ظل ثبات
بقية العوامل .ينخفض الطلب الياباني على األوراق المالية البريطانية ،فيما يزداد الطلب البريطاني
على األوراق المالية اليابانية .يظهر ذلك من خالل مالحظة انخفاض الطلب على الجنيهات من D
إلى ' Dفي الشكل ( .)4.7وكذلك من الزيادة في العرض من Sإلى ' .Sواآلن ،عند معدل الصرف
E0هناك فائض من االسترليني يساوي ،Q1 Q2أي عجز في الين الياباني في سوق الصرف األجنبي.
205
ر مكتوف األيدي بل سيسعى إلى دعم الجنيه عند سعر E0
في هذه الحالة ،لن يقف بنك انجلت ا
من خالل بيع الين الياباني وشراء االسترليني للتخلص من حالة االختالل .على أن القيام بذلك يؤدي
إلى تراجع احتياطات البنك وكذلك تراجع العرض النقدي من الجنيه .ففي بيئة يراعى فيها ثبات سعر
الصرف ،تلجأ المصارف المركزية إلى االحتفاظ بكميات من الصرف األجنبي (احتياطات رسمية)
الستخدامها في دعم معدالت صرف عمالتها.
يالحظ هنا أن هناك طرائق وأنظمة أخرى لمعالجة اختالالت العرض والطلب في سوق الصرف
بعيدا عن تدخل البنك المركزي .منها على سبيل المثال إعادة تقويم معدل الصرف أو تقييد المبادالت
الدولية .لن نتطرق لهذه األساليب ،بل سنركز فقط على البيئة االقتصادية التي تنطوي على مصرف
مركزي يقوم بالتدخل في سوق الصرف األجنبي بغرض التغلب على حاالت عدم التوازن في أسواق
الصرف.
ترتبط األسواق المالية للدول الصناعية والمتطورة والناشئة إلى حد ما ببعضها البعض ارتباطا وثيقا.
سنعتمد فيما يأتي نموذج مندل فلِمنغ Mundell-Fleming Modelالذي يسهل علينا الشرح كونه يسمح
بأن يكون الترابط بين االقتصادات تاما وبأن تكون قدرة رأس المال على الحركة تامة .إن اعتماد
فرضية تمام الحركية الرأسمالية يفضي إلى انتظام معدالت الفائدة عبر الحدود الوطنية وتوحيدها بفعل
حركات المراجحة .إذا ما ارتفع معدل الفائدة في أحد البلدان فوق المتوسط العالمي فإن ذلك سيجذب
الرساميل إلى ذلك البلد ،ولكن تدفق الرساميل إلى الداخل سيؤدي إلى انخفاض في معدل الفائدة،
وسيستمر هذا االنخفاض حتى العودة إلى المتوسط العالمي ،بحيث ينعدم الحافز لمزيد من الحركة
الرأسمالية.
206
فعلى سبيل المثال ،إذا كان المتوسط العالمي لمعدل الفائدة هو 3%وحدث أنه ارتفع معدل
الفائدة في الصين إلى 4%فإن الرساميل العالمية ستتدفق باتجاه الصين طمعا بالعائد األعلى على
االستثمار ،لكن هذا التدفق بحد ذاته سيقود معدل الفائدة في الصين إلى االنخفاض حتى العودة إلى
المستوى العالمي.
وأما الفرضية الثانية التي سنعتمدها فيما يأتي فهي فرضية االقتصاد الصغير small
.economyتسمح لنا هذه الفرضية بأن نقول إن المعدالت العالمية إذا تغيرت من شأنها أن تؤثر
بالمعدالت المحلية ،وأما إذا تغير المعدل المحلي ألحد البلدان فلن يكون لذلك تأثير على المعدل
العالمي .بمعنى أن االقتصاد صغير إلى حد يكفي لجعل تأثيره في االقتصاد العالمي ضئيل جدا إلى
حد يمكن إهماله ،وهذا يصدق على أغلب بلدان العالم؛ وإن لم ينطبق على بلدان مثل الصين واليابان
يمكن من عرض الفكرة الرئيسية حول ما يحدث للناتج ومعدل
فإن هذه الفرضية تبسط التحليل بما ّ
الفائدة في بلد ما عندما ينزاح منحنى التوازن السلعي أو عندما تتغير معدالت الصرف األجنبي في
العالم سواء أكانت مرنة أم ثابتة .وسنتناول فيما يأتي عددا من الحاالت:
207
.1.3.7الحالة ( :)1أثر معدل الفائدة في ظل سعر صرف مرن
في الشكل (.5.7أ) نرمز للناتج البريطاني بالرمز Y0من أجل المنحنيات ' ISو' .LMومعدل الفائدة
السائد في بريطانيا i1هو نفسه المعدل العالمي .ومعدل الصرف من أجل بريطانيا هو E0من أجل
المنحنيات ' Dو' Sفي الشكل (.5.7ب) .افترض أن المعدل العالمي ارتفع إلى .i2ورغبة من
المستثمرين باالستفادة من المعدل األعلى سيقوم البريطانيون بشراء سندات يابانية .وبالتالي يقوم
البريطانيون بعرض جنيهات إسترلينيه إضافية في أسواق الصرف األجنبية ،األمر الذي يؤدي إلى
انزياح عرض الجنيه إلى اليمين من ' Sإلى " Sفي الشكل (.5.7ب) ،ويتبدل إثر ذلك معدل الصرف
منخفض ا من E0إلى .E1تتسبب التدفقات الرأسمالية من بريطانيا إلى اليابان بتخفيض قيمة الجنيه
االسترليني ،األمر الذي يقود إلى زيادة في الصادرات المستقلة البريطانية وإلى انخفاض في
المستوردات المستقلة البريطانية ،فيزيد صافي الصادرات المستقلة .تستمر هذه الزيادات في صافي
الصادرات المستقلة إلى أن ينزاح ISإلى اليمين من ' ISإلى " .ISومن أجل " ISو ' LMفإن معدل
الفائدة سيكون ،i2وسيعود بالتالي معدل الفائدة في بريطانيا إلى التماثل مع المعدل العالمي .ويزيد
الناتج البريطاني من Y0إلى .Y2
لنكرر ذات التحليل أعاله تحت فرضية نظام سعر الصرف الثابت .إن الزيادة في المعدل العالمي
لمعدل الفائدة من i1إلى i2ستؤدي إلى انزياح عرض الجنيه في الشكل (.5.7ب) من ' Sإلى ".S
وألن بريطانيا ملتزمة بتثبيت سعر الصرف عند المستوى ،E0فإن فائضا في عرض الجنيهات
اإلسترلينية سينشأ عند سعر الصرف .E0فالكمية المطلوبة من االسترليني ستبقى عند Q1في الوقت
الذي ازدادت فيه الكمية المعروضة من االسترليني إلى Q2بسبب تزايد عرض االسترليني في أسواق
208
الصرف األجنبي .وعليه ،يقوم بنك انجلت ار ببيع الين الياباني ويشتري الجنيه االسترليني مدفوع ا بفائض
االسترليني وعجز الين .األمر الذي يؤدي إلى انخفاض احتياطات الصرف األجنبي لدى بنك انجلت ار
ر إلى " .LMفيتقاطع 'LS
وانخفاض عرض النقد في بريطانيا .ينزاح ' LMفي الشكل (.5.7أ) يسا ا
مع " LMعند مستوى الناتج Y1ومعدل الفائدة i2وهو نفسه المعدل العالمي .وبالوصول إلى هذه
النقطة ينعدم الحافز لدى المستثمر البريطاني لالستثمار في األسواق األجنبية فينزاح عرض االسترليني
في الشكل (.5.7ب) متراجعا إلى ' ،Sوسنصل بذلك إلى توازن في سوق الصرف األجنبي عند معدل
الصرف .E0الحظ أنه في نظام سعر الصرف الثابت ،ينخفض الناتج إلى Y1نتيج اة لالرتفاع في
المعدل العالمي للفائدة ،في حين أنه يرتفع إلى Y2في ظل معدالت الصرف المرنة كما شاهدنا في
الحالة السابقة.
السائد في بريطانيا i1هو نفسه المعدل السائد عالميا .وسعر صرف االسترليني عند المستوى E0
المحدد بالمنحنيات ' Dو' Sفي الشكل (.6.7ب) .افترضنا أن تطو ار جديدا في التكنولوجيا أفضى إلى
ّ
ارتفاع جوهري في اإلنفاق االستثماري المستقل في بريطانيا .تؤدي هذه الزيادة في االستثمار المستقل
في بريطانيا إلى انزياح منحنى التوازن السلعي في الشكل (.6.7أ) من ' ISإلى " ،ISويرتفع معدل
الفائدة في بريطانيا من i1إلى .i2ومع ارتفاع معدل الفائدة في بريطانيا تتدفق الرساميل من طوكيو
إلى لندن فيرتفع الطلب على االسترليني ممثالا بانزياح منحنى الطلب من ' Dإلى " Dفي الشكل
(.6.7ب) ويرتفع سعر صرف االسترليني من E0إلى .E1ويؤدي تحسن القيمة الخارجية لإلسترليني
إلى انخفاض صافي الصادرات المستقل ،األمر الذي يؤدي إلى انزياح منحنى التوازن السلعي إلى
اليسار .ويستمر االنزياح اليساري لهذا المنحنى من " ISإلى أن يعود إلى ' ISليعود معه معدل الفائدة
209
في بريطانيا إلى المستوى المبدئي عند .i1وهكذا ،فإن الزيادة في االستثمار المستقل لم تحدث أث ار
في المستوى النهائي للناتج ،ذلك أن ارتفاع قيمة االسترليني تتسبب بانخفاض في صافي الصادرات
ٍ
مكافئ للزيادة في االستثمار المستقل. المستقل
لنكرر التحليل الذي قمنا في الحالة ( )3بافتراض أن سعر الصرف ثابت .لقد ازداد معدل الفائدة في
الشكل (.6.7أ) من i1إلى i2بسبب انزياح يميني في منحنى التوازن السلعي من ' ISإلى " .ISتؤدي
الزيادة في الطلب على االسترليني إلى انزياح المنحنى ' Dإلى " Dكما هو ظاهر في الشكل
(.6.7ب) .وألن سعر الصرف ثابت هذه المرة فإننا سنكون أمام عجز في االسترليني (وبالتالي فائض
في الين الياباني) عند سعر الصرف .E0يقوم بنك انجلت ار بشراء الفائض المعروض من الين الياباني،
األمر الذي يزيد من احتياطاته من الصرف األجنبي وكذلك من عرض النقد في بريطانيا .فينزاح
منحنى التوازن النقدي في الشكل (.6.7أ) إلى اليمين من ' LMإلى " .LMيتم التقاطع بين " ISو
" LMعند الناتج Y1ومعدل الفائدة ،i1وهو نفسه معدل الفائدة السائد عالميا .يتراجع الطلب على
210
االسترليني في الشكل (.6.7ب) إلى ' ،Dونكون أمام توازن في سوق الصرف األجنبي عند معدل
الصرف .E0بالمحصلة ،يرتفع الناتج البريطاني من Y0إلى Y1في ظل هذه البيئة التي يسود فيها
نظام سعر الصرف الثابت .قارن ذلك مع حالة سعر الصرف المرن حيث بقي مستوى الناتج بالمحصلة
عند مستواه األصلي.
تغير مستوى الناتج في بيئة اقتصادية تعتمد معدالت صرف مرنة ،في
ال يمكن للسياسة المالية أن ّ
ظل فرضية الحركية التامة لرأس المال ونموذج البلد الصغير .فأي إجراء مالي تقوم به و ازرة المالية
من شأنه أن يؤدي إلى انزياح منحنى التوازن السلعي بما يقود إلى ارتفاع معدل الفائدة فوق السعر
العالمي أو انخفاضه تحت السعر العالمي .وعندما يكون معدل الفائدة في االقتصاد المحلي أعلى من
المعدل العالمي ترتفع القيمة الخارجية للعملة المحلية وينخفض صافي الصادرات المستقل .وهذا
االنخفاض في صافي الصادرات المستقل يؤدي إلى انزياح يساري في منحنى التوازن السلعي إلى أن
يتقاطع مع منحنى التوازن النقدي عند مستوى مطابق لمستوى معدل الفائدة العالمي .وهكذا ،فإن أي
إجراء مالي سيوّلد تبدالا تلقائي ا يؤدي إلطفاء تأثيره .هذا التبدل المطفئ ألثر السياسة المالية هو كما
فعالة وال تصلح أداة
رأينا التغير في صافي الصادرات المستقل .بالمختصر ،السياسة المالية غير ّ
للسياسة العامة في ظل الفرضيات التي بدأنا منها.
في الشكل (.7.7أ) نرمز للناتج البريطاني بالرمز Y0من أجل المنحنيات ' ISو' .LMومعدل الفائدة
السائد في بريطانيا i 1هو نفسه المعدل العالمي .ومعدل الصرف من أجل بريطانيا هو E0من أجل
المنحنيات ' Dو' .Sإن زيادة في اإلنفاق الحكومي البريطاني يؤدي إلى انزياح يميني في منحنى
التوازن السلعي من ' ISإلى " .ISاألمر الذي يدفع بمعدل الفائدة في لندن من i1إلى i2من أجل 'LM
و " .ISوتتدفق الرساميل من طوكيو إلى لندن بما يؤدي إلى انزياح يميني في الطلب على االسترليني
211
من ' Dإلى " .Dولدينا اآلن سعر صرف من أجل منحنيات العرض ' Sوالطلب " Dعند :E1فارتفاع
التحسن في القيمة الخارجية
ّ معدل الفائدة في لندن أدى إلى ارتفاع سعر الصرف من E0إلى .E1وهذا
لإلسترليني يؤدي إلى انخفاض صافي الصادرات المستقل للمملكة المتحدة ،ما ينطوي على انزياح
يساري في منحنى التوازن السلعي يظل مستم ار حتى العودة إلى الوضع األصلي للتوازن السلعي عند
' ISويتقاطع كل من ' ISو' LMعند السعر i1المساوي للمعدل العالمي.
وهكذا ،فإن الزيادة في اإلنفاق الحكومي البريطاني يوّلد أث ار مطفئ ا لزيادة اإلنفاق الحكومي على شكل
تغير متناسب في صافي الصادرات المستقل ويبقى الناتج البريطاني بالمحصلة بدون تغيير .هذا
بالنسبة للسياسة المالية .أما بالنسبة للسياسة النقدية فإنها تعد ذات تأثير كبير في ظل بيئة اقتصادية
تعتمد سياسة سعر الصرف المرن .فعلى سبيل المثال ،إذا ما قامت المملكة المتحدة بزيادة العرض
النقدي فإن معدل الفائدة سينخفض ،ما يؤدي إلى انخفاض القيمة الخارجية لإلسترليني ،وهذا األخير
سيوّلد زيادة في صافي الصادرات المستقل تعني انزياح ا يميني ا في منحنى التوازن السلعي ،يستمر إلى
ٍ
مساو للمعدل العالمي. أن يتقاطع مع منحنى التوازن النقدي عند معدل فائدة
212
بالعودة إلى الشكل (.7.7أ) ،حيث ناتج المملكة المتحدة عند Y0من أجل ' LMو' .ISومعدل الفائدة
السائد في لندن هو نفسه المعدل العالمي عند .i1وسعر صرف االسترليني عند E0من أجل ' Dو'S
في الشكل (.7.7ب) .إن ق ار ار من بنك انجلت ار بزيادة العرض النقدي سيؤدي إلى انزياح منحنى التوازن
النقدي من ' LMإلى " .LMإن انخفاض معدل الفائدة البريطاني سيؤدي إلى زيادة عرض االسترليني
في سوق الصرف األجنبي مع تهافت المستثمرين البريطانيين للبحث عن عوائد أفضل خارج المملكة
المتحدة .أي أن المنحنى ' Sسينزاح إلى " .Sونصل مع ' Dو" Sإلى سعر الصرف .E2إن انخفاض
سعر الصرف من E0إلى E2يؤدي إلى زيادة في صافي الصادرات المستقل وينزاح منحنى التوازن
السلعي يسا ار إلى ' ISليتقاطع مع " LMعند معدل الفائدة i1المساوي للمعدل العالمي .وهكذا ،فإن
زيادة العرض النقدي أدت إلى ارتفاع مستوى ناتج المملكة المتحدة من Y0إلى Y1في حين أن سياسة
الحفز المالي فشلت كما رأينا في إحداث أي تأثير على مستوى الناتج.
عندما تكون السياسة النقدية في بيئة تعتمد سعر صرف ثابت فإنها تفقد فعاليتها في إحداث تغيير في
الناتج التوازني ،في حين أن السياسة المالية تصبح مقالة .إن سياسة مالية تحفيزية من شأنها أن تزيح
منحنى التوازن السلعي بما يؤدي إلى ارتفاع معدل الفائدة المحلي فوق المعدل العالمي .ومن أجل سعر
صرف ثابت ،فإن التدفقات الرأسمالية الداخلة ستخلق عج از في العملة المحلية في سوق الصرف
األجنبي .يسارع المصرف المركزي لدعم ثبات سعر الصرف من خالل شراء العملة األجنبية ما يؤدي
إلى زيادة في العرض النقدي المحلي .فيعود معدل الفائدة لالنخفاض إلى المعدل العالمي وتحدث زيادة
إضافية في مستوى الناتج المحلي .واألثر النهائي لسياسة التحفيز المالي يأتي كما هو واضح على
شكل زيادة في مستوى الناتج المحلي دون تأثير في معدل الفائدة .تأمل الشكل ( )8.7حيث أن أي
زيادة في اإلنفاق الحكومي البريطاني يؤدي إلى انزياح يميني في منحنى التوازن السلعي من ' ISإلى
213
" .ISاألمر الذي يدفع بمعدل الفائدة في لندن من i1إلى i2من أجل ' LMو " .ISوتتدفق الرساميل
من طوكيو إلى لندن بما يؤدي إلى انزياح يميني في الطلب على االسترليني من ' Dإلى " .Dالحظ
اآلن أنه عند معدل الصرف ،E0هناك عجز في االسترليني مقداره .Q1Q2وتذكر أن عجز العملة
المحلية هو الوجه اآلخر لفائض الصرف األجنبي في السوق .سيلجأ بنك انجلت ار بطبيعة الحال إلى
شراء فائض الين الياباني في سوق الصرف األجنبي ،فتزيد احتياطاته من الصرف األجنبي ويزيد
العرض النقدي المحلي بنفس الوقت.
إن زيادة العرض النقدي المحلي يعني انزياحا يمينيا في LMكما يظهر من الشكل (.8.7أ) ويستمر
هذا االنزياح حتى الوصول إلى " LMحيث يتقاطع مع " ISعند معدل الفائدة .i1ولتحصل بالمحصلة
على ارتفاع في مستوى الناتج المحلي من Y0إلى .Y1
وأما بالنسبة للسياسة النقدية ،فهذه ال يمكن استخدامها في بيئة معدل الصرف الثابت ،وأن أي تغيير
في العرض النقدي يدفع بمعدل الفائدة المحلي إلى مستوى يفوق أو يقل عن معدل الفائدة العالمي.
فعلى سبيل المثال ،يؤدي انخفاض العرض النقدي في االقتصاد المحلي إلى ارتفاع معدل الفائدة
214
المحلي ،فتتدفق الرساميل األجنبية إلى الداخل بما يؤدي إلى ارتفاع الطلب على العملة المحلية ،ولكن،
مع ثبات سعر الصرف ،سيكون هناك عجز في العملة المحلية ،ما سيدفع المصرف المركزي إلى بيع
الصرف األجنبي لدعم العملة المحلية .فيزيد العرض النقدي لينزاح بذلك منحنى التوازن النقدي يمين ا
عائدا إلى وضعه المبدئي .ويعود معه معدل الفائدة إلى مستواه المبدئي عند معدل الفائدة العالمي.
وبما أن البنك المركزي ملزم بالحفاظ على ثبات سعر الصرف ،فإنه ال يستطيع تغيير العرض النقدي
إلحداث تأثير في معدل الفائدة المحلي.
بالعودة إلى الشكل (.8.7أ) ،حيث ناتج المملكة المتحدة عند Y0من أجل ' LMو' .ISومعدل الفائدة
السائد في لندن هو نفسه المعدل العالمي عند .i1وسعر صرف االسترليني عند E0من أجل ' Dو'S
في الشكل (.8.7ب) .إن ق ار ار من بنك انجلت ار بزيادة العرض النقدي سيؤدي إلى انزياح منحنى التوازن
النقدي من ' LMإلى " .LMإن انخفاض معدل الفائدة البريطاني سيؤدي إلى زيادة عرض االسترليني
في سوق الصرف األجنبي مع تهافت المستثمرين البريطانيين للبحث عن عوائد أفضل خارج المملكة
المتحدة .وآلن ،عند سعر الصرف E0هناك فائض في االسترليني وعجز في الين الياباني .يلجأ بنك
انجلت ار إلى عالج ذلك العجز في الين الياباني من خالل بيع الين إلى المصارف .وبذلك تنخفض
االحتياطات األجنبية لدى بنك انجلت ار وينخفض العرض النقدي المحلي .ينزاح منحنى التوازن النقدي
إلى اليسار من " LMإلى ' LMما يعيد معدل الفائدة إلى المستوى .i1وهكذا ،فإن بنك انجلت ار لن
يكون قاد ار على تغيير الناتج في ظل سعر صرف ثابت بسبب عدم قدرته على الضغط على معدل
تؤثر التجارة الخارجية على خصائص منحنى التوازن السلعي ،حيث يمكن أن تؤدي التدفقات التجارية
إلى انزياح أو تغير ميل هذا المنحنى .يؤدي ارتفاع صافي الصادرات المستقلة إلى انزياح منحنى IS
215
إلى اليمين فيما يؤدي ازدياد النزعة الحدية لالستيراد على مستوى االقتصاد إلى انزياح ISإلى اليسار
وازدياد شدة انحداره .وتنشأ أسواق الصرف األجنبي نتيجة رغبة المتعاملين ببيع العملة المحلية بغرض
شراء العملة األجنبية أو رغبتهم ببيع العملة األجنبية وشراء العملة المحلية .إن منحنيات العرض
والطلب على العملة المحلية تحدد مستوى سعر الصرف ،أي المعدل الذي يتم عنده مبادلة عدد من
وحدات العملة األجنبية مقابل الحصول على وحدة واحدة من العملة المحلية .ففي ظل سعر صرف
مرن ،تؤدي زيادة العرض أو الطلب على العملة المحلية إلى تغيير في القيمة الخارجية للعملة (معدل
الصرف = سعر الصرف) .وأما في ظل سعر صرف ثابت ،فتؤدي زيادة العرض أو الطلب على
العملة المحلية إلى حدوث فائض أو عجز في العملة المحلية ويكون السوق في حالة عدم توازن عند
سعر الصرف الثابت .وللتخلص من هذا االختالل ،يلجأ المصرف المركزي إلى بيع وشراء الصرف
األجنبي للحفاظ على ثبات سعر الصرف في األمد القصير ،يعد تدفق الرساميل المالية مسؤوالا بدرجة
كبيرة عن التغيرات التي تط أر على العرض والطلب على العملة المحلية.
استخدمنا في هذا الفصل نموذج مندل فليمنغ Mundell-Fleming modelالذي ينطوي على
فرضية الحركية التامة لرأس المال؛ في ظل هذا النموذج ،تؤدي التدفقات الرأسمالية إلى تحقيق مساواة
بين معدل الفائدة المحلي ومعدل الفائدة السائد عالمي ا .في ظل سعر صرف مرن ،يؤدي ارتفاع المعدل
العالمي للفائدة إلى تدفق الرساميل من االقتصاد المحلي إلى بقية دول العالم؛ األمر الذي يزيد عرض
العملة المحلية في أسواق الصرف األجنبي ،ما يؤدي بدوره إلى انخفاض القيمة الخارجية للعملة
المحلية ،وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة صافي الصادرات المستقلة ،فينزاح منحنى التوازن السلعي إلى
اليمين ويحدث ارتفاع في معدل الفائدة ،يعيد السوق إلى التوازن عند المستوى العالمي لمعدل الفائدة.
وأما في ظل سعر صرف ثابت ،فإن ارتفاع معدل الفائدة السائد عالميا يجبر البنك المركزي (في
االقتصاد المحلي لبلد صغير) على بيع العملة األجنبية لدعم سعر الصرف .وهذا اإلجراء يقود إلى
انخفاض عرض النقد ،فينزاح منحنى التوازن النقدي إلى اليسار ويرتفع معدل الفائدة المحلي.
216
حللنا في هذا الفصل فاعلية السياسات النقدية والمالية في اقتصاد مفتوح ينطوي على حركية
تامة في رأس المال وأسعار صرف مرنة .وجدنا أن التحفيز المالي ال يؤدي إلى زيادة الناتج المحلي
ألن أية زيادة في المعدل المحلي للفائدة تتسبب بتحسن في قيمة العملة المحلية ما يؤدي إلى تراجع
الصادرات المحلية وانزياح منحنى التوازن السلعي عائدا إلى وضعه األصلي .وأما السياسة النقدية
فتتسم بالفاعلية ألن زيادة عرض النقد تؤدي إلى انزياح يميني في منحنى التوازن النقدي ويرتفع مستوى
الناتج إلى مستوى أعلى عند معدل فائدة أدنى من المستوى األصلي .فيما تؤدي التدفقات الرأسمالية
الخارجة إلى تخفيض القيمة الخارجية للعملة ،ما يزيد صافي الصادرات المستقلة ،فينزاح منحنى التوازن
السلعي إلى اليمين وتحدث زيادة إضافية في مستوى الناتج .وتنعدم فعالية السياسة النقدية عندما يكون
217
أسئلة الفصل السابع
)1تؤدي زيادة في النزعة الحدية لالستيراد إلى انخفاض ميل منحنى التوازن السلعي.
)2تؤدي زيادة الصادرات السورية إلى انزياح منحنى التوازن السلعي إلى اليمين.
)3يؤدي انخفاض معدل الفائدة إلى اليابان في ظل معدل صرف مرن إلى انخفاض سعر صرف
الين وزيادة الصادرات اليابانية وانزياح منحنى التوازن الحقيقي إلى اليمين.
)4تستخدم السياسة النقدية في ظل نظام سعر الصرف الثابت لدعم سعر الصرف ،وال يمكن
استخدامها لتغيير معدل الفائدة.
)5في نموذج مندل – فليمنغ الذي يتصف بحركية تامة في رأس المال ،يكون معدل الفائدة في
االقتصاد المحلي مساوي ا لمعدل الفائدة في االقتصاد الدولي.
)6في نموذج مندل – فليمنغ ،يؤدي انخفاض معدل الفائدة العالمي إلى انخفاض معدل الفائدة
المحلي في ظل نظام سعر صرف مرن.
)7في نموذج مندل – فليمنغ ،لن يؤدي ارتفاع معدل الفائدة العالمي إلى زيادة في معدل الفائدة
المحلي في ظل نظام سعر صرف مرن.
)8ينعدم تأثير السياسة المالية في بيئة اقتصادية تعتمد نظام سعر الصرف المرن.
)9في بيئة اقتصادية تعتمد نظام سعر صرف ثابت ،البد أن تؤدي زيادة اإلنفاق الحكومي إلى
زيادة في العرض النقدي.
)10السياسة النقدية عديمة الفاعلية سواء في ظل نظام سعر الصرف الثابت أو نظام سعر
الصرف المرن ،وذلك ألن معدل الفائدة المحلي ال يمكن أن يبتعد عن المستوى العالمي لمعدل
الفائدة.
218
الفصل الثامن
Chapter VIII
-يشرح كيف تنشأ العالقة بين الناتج وبين معدل الفائدة من خالل .ISLM
-يقوم بإيجاد منحنى الطلب الكلي هندسيا فقط باستخدام .ISLM
يميز العوامل التي تسبب انزياح منحنى الطلب الكلي.
ّ -
-يحدد اتجاه انزياح الطلب الكلي عند تغير معامل سلوكي مؤثر ويحدد األثر في الناتج التوازني.
يميز منحنى العرض الكلي في األجل القصير عنه على األمد الطويل. ّ -
-يحلل العالقة بين توازن سوق العمل وبين العرض الكلي.
يميز منحنى العرض النيوكالسيكي عن منحنى العرض الصاعد.
ّ -
يفسر منحنى العرض الصاعد قصير األجل تحت فرضية األسعار غير المرنة (العالقة).
ّ -
219
مخطط الفصل الثامن:
الفصل الثامن :العرض الكلي والطلب الكلي
.1.8المستوى العام لألسعار والناتج التوازني
.2.8إيجاد منحنى الطلب الكلي
.3.8انزياح الطلب الكلي
.4.8العرض الكلي في األجل القصير وعلى األمد الطويل
.5.8منحنى العرض الكلي النيوكالسيكي في األجل القصير
.1.5.8طلب العمل
.2.5.8عرض العمل
.3.5.8توازن سوق العمل والعرض الكلي
.6.8منحنى العرض الكلي قصير األجل في ظل األجر غير المرن
.7.8خالصة الفصل ومالحظات ختامية
أسئلة الفصل الثامن
220
الفصل الثامن :العرض الكلي والطلب الكلي
إن ارتفاع المستوى العام لألسعار (مستوى السعر من اآلن فصاعدا) يقود إلى تخفيض القدرة الشرائية
للعرض النقدي اإلسمي .يعني ذلك أن العرض النقدي الحقيقي يرتبط عكس ا بمستوى السعر.
نرمز في هذا الفصل للعرض النقدي الحقيقي بالرمز ( )mونعرفه بوصفه نسبة العرض النقدي اإلسمي
إلى مستوى السعر:
̅
M
=m
P
)Mتمثل الكتلة النقدية اإلسمية و( )Pتمثل مستوى السعر .إن انخفاض مستوى السعر يؤدي
حيث ( ̅
إلى زيادة عرض النقد الحقيقي ويؤدي إلى انزياح يميني في منحنى التوازن النقدي .وأما ارتفاع مستوى
السعر ،والذي يؤدي إلى انخفاض عرض النقد الحقيقي ،فإنه يؤدي إلى انزياح يساري في منحنى
التوازن النقدي .وهكذا ،يبدو واضحا أن ذات االنزياح في منحنى العرض النقدي يمكن أن يحدث إما
نتيجةا لتغير مستوى السعر أو نتيج اة لتغير في عرض النقد اإلسمي .فمنحنى LMيمكن أن ينزاح إلى
اليسار إما بانخفاض العرض النقدي اإلسمي أو بارتفاع مستوى السعر أو بمزيج من كليهما .وأما زيادة
العرض النقدي اإلسمي أو االنخفاض في مستوى السعر فإنه يؤدي إلى انزياح LMإلى اليمين .ولنأخذ
بعض األمثلة البسيطة لتوضيح ذلك.
مثال (:)1
افترض أن العرض النقدي اإلسمي ارتفع من ¥100من ¥200دون تغير في مستوى السعر الذي
بقي عند المستوى ( )1.00أثناء هذا االرتفاع .احسب التغير في العرض النقدي الحقيقي.
̅ 1 100
M
= m1 = = ¥100
P1 1.00
221
̅ 2 200
M
= m2 = = ¥200
P2 1.00
وهكذا فإن تضاعف العرض النقدي اإلسمي يؤدي إلى تضاعف الحقيقي في ظل ثبات مستوى السعر.
واآلن ،هل يمكن للعرض النقدي الحقيقي أن يتضاعف في ظل ثبات العرض النقدي اإلسمي؟ نعم،
Mوانخفض مستوى السعر من P1 = 1.00
يمكن ذلك إذا ما بقي العرض النقدي اإلسمي عند ̅ = 100
وأخي ار ،هل يمكن للعرض النقدي الحقيقي أن يبقى ثابتا في ظل تغير كل من مستوى السعر والعرض
النقدي اإلسمي؟ نعم ،يمكن ذلك إذا ما ازداد مستوى السعر ومستوى العرض النقدي اإلسمي كالهما
بنفس النسبة:
100 200
=m ; = ¥100 =m = ¥100
1.00 2.00
مثال (:)2
افترض أننا قمنا بإيجاد منحنى توازن نقدي LMمن منحنيات الطلب على أرصدة النقد الحقيقية وعرض
النقد الحقيقي ،وذلك من أجل مستوى سعر وعرض نقدي اسمي مبدئيين (الشكل .)1.8تحدد نقطة
تقاطع LMمع ISالمستوى التوازني للناتج الحقيقي ( .)y0يؤدي تضاعف مستوى السعر ،في ظل
ثبات بقية العوامل ،إلى انخفاض العرض النقدي الحقيقي بمقدار النصف ،األمر الذي يؤدي إلى انزياح
LMيسا ار إلى ' ،LMومع هذا االنزياح يتراجع الناتج الحقيقي التوازني من y0إلى .y1
222
.2.8إيجاد منحنى الطلب الكلي
يربط منحنى الطلب الكلي بين مستوى السعر وبين الناتج الذي يتحقق عند التوازن اآلني في سوقي
السلع والنقد .في الشكل (.2.8أ) تم تثبيت عرض النقد اإلسمي عند مستوى محدد ،وتم السماح لمستوى
عدة مرات ،من p0إلى p1إلى ،p2مما أدى إلى انزياحات متوالية في منحنى التوازن
السعر باالرتفاع ّ
النقدي من LMإلى ' LMإلى " .LMالحظ أن منحنى LMيرتبط بمستوى السعر األدنى ،P0فيما
يوافق " LMمستوى السعر األعلى .p2إن هذه االنزياحات اليسارية في LMوالناجمة عن انخفاض
العرض النقدي الحقيقي ،تؤدي إلى انخفاض الناتج التوازني من y0إلى y1إلى y2وإلى ارتفاع معدل
الفائدة تدريجي ا من i0إلى .i2من الواضح أن لدينا معدل فائدة محدد من أجل كل توازن وكذلك مستوى
سعر محدد من أجل كل توازن أو من أجل كل ناتج توازني .نستطيع بالتالي رسم شكل يربط بين
مستويات السعر وبين مستويات الناتج الحقيقي الموافقة (.2.8ب) .نحصل على ثالث نقاط نصل
بينهما لنحصل على منحنى الطلب الكلي .ADكل نقطة على هذا المنحنى تحدد مستوى الناتج
الحقيقي الممكن من أجل المستويات الممكنة لمستوى السعر.
223
في الحالة البسيطة بين أيدينا ،حيث منحنى الطلب الكلي هو عبارة عن تابع خطي في مستوى السعر،
بناء على العوامل اآلتية:
شدة انحدار ADا
تتحدد ّ
224
-مضاعف اإلنفاق (.)ke
شدة حساسية الطلب على النقود لتبدل معدل الفائدة (.)h
ّ -
-معدل الطلب على النقود بدافع المبادالت (.)k
فعلى سبيل المثال ،نعلم أن معادلة التوازن اآلني في سوقي السلع والخدمات هي:
يظهر من المعادلة أن تغي ار في مستوى السعر ،في ظل ثبات بقية العوامل ،من شأنه أن يحدث األثر
التالي في مستوى الناتج الحقيقي:
bke ̅
M
= ∆y ) (∆ ∙
h + kbke ̅
P
̅M
̅̅
وبإعادة الترتيب:
) ̅ (∆ h+kbke
P
=
∆y bke
وهذا هو ميل تابع الطلب الكلي ،ومن الواضح أنه يتزايد من ارتفاع bو keوانخفاض hو.k
ينجم انزياح الطلب الكلي إما عن تغير في اإلنفاق المستقل أو عن تغير في عرض النقد اإلسمي.
فالزيادة في اإلنفاق المستقل أو الزيادة في عرض النقد اإلسمي تؤدي إلى انزياح الطلب الكلي إلى
اليمين ،وأما االنخفاض في أحدهما او كليهما فيؤدي إلى انزياحه إلى اليسار .تأمل الشكل (.3.8ب)
يتحدد الناتج الحقيقي التوازني في هذا الشكل عند المستوى y0ومستوى السعر ،P0وذلك ا
بناء على
225
تقاطع LMمع ISعند معدل الفائدة .i0الحظ أن النقطة Aفي الشكل (.3.8أ) تمثل التوازن اآلني
في سوقي السلع والنقد وتناظرها في (.3.8ب) النقطة ' Aالتي تمثل موقع الناتج الحقيقي التوازني.
لننطلق من هذا التوازن المبدئي ولنفترض حدوث زيادة في اإلنفاق الحكومي المستقل في ظل ثبات
بقية العوامل .تؤدي هذه الزيادة في اإلنفاق المستقل إلى انزياح ISيمين ا إلى ' ،ISاألمر الذي يترافق
226
آني ا مع ارتفاع الناتج الحقيقي التوازني من y0إلى .y1على أن المستوى العام لألسعار يبقى عند ،P0
ويتحدد موقع هذا التوازن الجديد عند النقطة ' Bعلى منحنى الطلب الكلي '.AD
هذا فيما يخص اتجاه االنزياح ،أما فيما يخص مقدار االنزياح فيمكن اشتقاقه من معادلة التوازن اآلني
في سوقي السلع والخدمات
بموجب هذه المعادلة ،وفي حال ثبات المستوى العام لألسعار وثبات العرض النقدي ،فإن ز ا
يادة في
اإلنفاق المستقل مقدارها ( ̅ )∆Aتؤدي إلى ارتفاع الناتج التوازني وإلى انزياح منحنى الطلب الكلي يمينا
بمقدار:
hk e
= ∆y ̅
∙ ∆A
h + kbk e
وأما في حال ثبات المستوى العام لألسعار وثبات اإلنفاق المستقل ،فإن زيادة في مقدار العرض النقدي
)∆Mتؤدي إلى ارتفاع الناتج التوازني وإلى انزياح الطلب الكلي يمينا بمقدار:
اإلسمي مقدارها ( ̅
bke ̅
∆M
= ∆y (∙ )
h + kbke ̅
P
تعتمد قدرة االقتصاد عموم ا على انتاج السلع والخدمات على األمد الطويل على عوامل العمل ()L
ورأس المال ( )Kوالموارد الطبيعية ( )Rواإلنتاجية (.)A
227
في األجل القصير ،يكون مستوى اإلنتاجية ورأس المال والموارد الطبيعية بطبيعة الحال مستق ار عند
مستويات محددة أو ثابتة .وبالتالي فإن القدرة اإلنتاجية لالقتصاد تعتمد على حجم القوة العاملة أو
على عدد المشتغلين .يبين الشكل ( )4.8عالقة التبعية بين الناتج قصير األجل وبين مستوى تشغيل
عنصر العمل ،حيث تظهر هذه العالقة بوصفها عالقة موجبة بين العمل بوصفه متغير مستقل والناتج
قصير األجل بوصفه المتغير التابع .الحظ كيف يرتفع مستوى العرض الكلي من y1إلى y2مع ازدياد
عدد العمال المشتغلين من L1إلى .L2وهكذا ،فإن العرض في األجل القصير يعتمد في الواقع على
سوق العمل ،أي على عرض وطلب العمل ،ومنه على عدد العمال الذين يتم تشغيلهم في األجل
القصير.
لنتناول بداي اة كل من الطلب على العمل وعرض العمل بشكل منفصل تمهيدا للحديث عن التوازن في
سوق العمل وعالقته بالعرض الكلي.
228
.1.5.8طلب العمل
يعتمد طلب العمل على اإليراد الحدي المتولد من كل عامل .وكما رأينا في الفصل الثالث ،فإن اإليراد
الحدي المترافق مع كل عامل إضافي يعتمد على السعر الذي يباع به الناتج وعلى اإلنتاجية الحدية
للعمل ( .)MPLوعندما يكون هدف المنشأة هو تحقيق أعظم ربح ممكن فإن ذلك يستلزم أن تستمر
المنشأة باستخدام المزيد من العمال إلى الحد الذي يتساوى عنده الناتج الحدي النقدي آلخر عمل تم
استخدامه مع األجر المدفوع لذلك العامل .أي يتحدد االستخدام األمثل للعمال بالشرط:
MPL. P = W
أو
W
= MPL P
والمعادلة األخيرة تقول أن المزيد من العمال سيتم تشغيلهم إلى أن تتساوى قيم ناتجهم الحدي مع أجرهم
الحقيقي .والشكل (.5.8أ) يبين طبيعة هذه العالقة العكسية بين عدد وحدات العمل المستخدمة وبين
األجر الحقيقي .نستخدم Ldللداللة على الطلب على العمال.
مثال:
ليكن المستوى العام لألسعار عند القيمة 1.0ولتكن اإلنتاجية الحدية للعمل معطاة بالمعادلة = MPL
.750 - 20Lاحسب الناتج الحدي النقدي للعمل من أجل القيم التالية من مدخالت العمل
(.)20,18,16,14,12,10
الناتج الحدي النقدي للعمل هو عبارة عن جداء الناتج الحدي (الفيزيائي) للعمل بمستوى السعر:
229
الشكل (.5.8ب) الشكل (.5.8أ)
W W
p LS p
LD
ويعطي التمثيل البياني لهذه القيم منحنى هابط ا يمثل اإلنتاجية الحدية النقدية للعمل.
ا
.2.5.8عرض العمل
في النظرية النيوكالسيكية يخضع قرار عرض العمل إلى تنازع رغبة العامل بالراحة مع رغبته بالعمل.
يعلق العمال قيمة موجبة على الراحة فإن ذلك يعني أن االنخراط بالعمل سيؤثر سلبا على
فعندما ّ
مستوى منفعتهم .تفترض النظرية بطبيعة الحال أن األثر السلبي على المنفعة الناجم عن فقدان مقدار
ما من الراحة يتم تعويضه من خالل المكافأة المادية التي يحصل عليها العامل من اتخاذ ق ارره باالنخراط
بالعمل .والشكل (.5.8ب) يبين طبيعة العالقة اإليجابية بين العمل وبين األجر الحقيقي من خالل
تمثيلها بمنحنى صاعد (ذو ميل موجب) يمثل منحنى عرض العمل .ويظهر من هذا المنحنى أن
230
الشكل ()6.8
w
LD Ls
w0
المزيد من العمال سيقبلون على العمل عندما يكون األجر الحقيقي أعلى .وعلى أية حال ،فما ال يظهر
بشكل مباشر على الشكل هو أن العامل يتخذ ق ارره بمقدار العمل الذي سيقوم به من خالل مقارنة
مكافأة العمل مع مشقة العمل ،حيث سيرغب العامل بعمل ينطوي على مشقة أكبر مادامت المكافأة
الحدية من رب العمل تفوق المشقة الحدية من العمل .أي أن رب العمل من جهة يقوم بتحليل حدي
يتخذ على أساسه مقدار ما سيطلبه من العمل من خالل مقارنة االيراد الحدي النقدي من العمل مع
التكلفة الحدية للعمل (األجر) ،والعامل من جهة أخرى يقوم بتحليل حدي يتخذ على أساسه مقدار ما
سيعرضه من العمل من خالل مقارنة األجر الحدي مع المشقة الحدية .ويؤدي االتفاق بين هذين
الق اررين عند مستوى محدد من األجر الحقيقي إلى التوازن الذي ننتقل إلى الحديث عنه مباشرة.
وجدنا سابقا أن التوازن في سوق العمل يتحقق عند التساوي بين عرض العمل وطلب العمل .يظهر
من الشكل ( )6.8أن توازن سوق العمل يتحقق عندما يتم استخدام L0عامالا بأجر حقيقي مقداره
.W0/P0إذا ما حدث ارتفاع في مستوى السعر فإن ذلك سيؤدي إلى انزياح يساري في عرض العمل
231
وانزياح يميني في الطلب على العمل .وهكذا فإن أي تغير في المستوى العام لألسعار يترجم مباشراة
في سوق العمل على شكل انزياحات في عرض وطلب العمل .وفي ظل هذه البيئة للنظرية
النيوكالسيكية فإن التغير في مستوى السعر ليس له أثر على الناتج الحقيقي التوازني ،وال على األجر
الحقيقي للعامل.
لترى ذلك ،تأمل الشكل (.7.8أ) حيث يظهر أن عدد العمال الذين سيستمر استخدامهم سيبقى
عند L0عند ارتفاع المستوى العام لألسعار من P0إلى P1إلى .P2وفي ظل عدم التغير في حجم
االستخدام فإن الناتج سيبقى عند المستوى ( y0الشكل .7.8ب) ولذلك فإن منحنى عرض العمل
النيوكالسيكي قصير األجل سيكون عبارة عن خط عمودي عند المستوى ( y0الشكل .7.8ج) ،ويعود
ذلك إلى انعدام تأثير التغير في المستوى العام لألسعار على توازن سوق العمل ،ومنه على الناتج
التوازني الحقيقي.
لمزيد من اإليضاح ،افترض على سبيل المثال أننا نبدأ من المستوى العام لألسعار ،P0وأن
الظروف السائدة في سوق العمل تنطوي مبدئيا على طلب العمل Ldوعرض العمل LSكما رأينا في
الشكل (.7.8أ) .يتحقق توازن سوق العمل عند األجر االسمي .W0لنفترض أن مستوى السعر ارتفع
من P0إلى P1إلى ،P2األمر الذي أدى إلى انزياح طلب العمل من Ldإلى ' Ldإلى " Ldعلى التوالي.
تذكر هنا أن الناتج الحدي النقدي للعمل يساوي جداء السعر بالناتج الحدي الفيزيائي للعمل .وبالتالي
يادة في السعر مقدارها 10%أو 20%تؤدي إلى انزياح الناتج الحدي النقدي للعمل إلى اليمين،
فإن ز ا
وبالتالي انزياح الطلب على العمل أيضا إلى اليمين .وبما أن عرض العمل يتكيف تلقائيا مع أي زيادة
(أو انخفاض) في مستوى السعر ،فإن عرض العمل سينزاح من LSإلى ' LSعندما يرتفع مستوى السعر
إلى ،P1ثم إلى " LSعندما يرتفع مستوى السعر إلى .P2الحظ أن هذا التناسب في انزياحات عرض
وطلب العمل تبقي على األجر الحقيقي عند ذات المستوى بال تغيير ،ذلك أن األجر الحقيقي هو عبارة
عن نسبة األجر االسمي إلى مستوى السعر ،وألن األجر االسمي يزيد بمعدل مكافئ للزيادة في مستوى
232
السعر ،فإن هذه النسبة تبقى ثابتة ،أي أن األجر الحقيقي يبقى ثابت ا ويظل حجم استخدام العمل عند
233
.L0وهذا التوازن في سوق العمل عند المستوى L0يحدد تلقائي ا الناتج الحقيقي التوازني عند مستوى
بمنأى
ا التشغيل الكامل (الشكل .7.8ب) .وهكذا ،وفي هذا العالم النيوكالسيكي ،يبقى توازن سوق العمل
عن تأثير التغيرات في المستوى العام لألسعار ويكون منحنى العرض الكلي عبارة عن خط شاقولي
يقطع المحور األفقي عند y0الذي يمثل الناتج الحقيقي التوازني عند مستوى التشغيل الكامل .يعكس
هذا التحليل الموقف النيوكالسيكي من النقود التي ال يعطيها دو ار في التأثير على االقتصاد الحقيقي.
مرت معك تفاصيل الفلسفة الكالسيكية الخاصة بالتوازن
كما يعكس النظرة النيوكالسيكية للبطالة ،وقد ّ
والتشغيل في مقرر تاريخ الفكر االقتصادي.
في ظل نموذج األجر غير المرن على األجل القصير ،ال يستجيب منحنى عرض العمل إلى التغيرات
التي تط أر على مستوى السعر .وهذا السلوك مبني على مدخل مختلف لتحليل سوق العمل يدعى مدخل
التعاقد .فعلى سبيل المثال ،لعل الشركة التي استخدمت العامل وّقعت معه عقدا بأجر اسمي محدد
لسنتين أو ثالث سنوات برعاية من نقابة العامل أو من االتحاد العمالي .في هذه الحالة ،حتى إذا كان
العقد الذي وقعه العامل مع الشركة ينطوي على مادة تحفظ حق العامل بالحصول على تعديالت في
عادة ما يتم
ا األجر تناسب ما يط أر على مستويات تكاليف المعيشة ،فإن تطبيق هذه المادة من العقد
على أساس سنوي أو نصف سنوي .من جهة أخرى ،حتى بالنسبة للعاملين الذين ال ينتمون لالتحاد
عادة ما تخضع لمراجعات سنوية ،حيث
ا العمالي أو الذين ال يتمتعون بدعم نقابي ،فإن أجور هؤالء
يوافق العامل سلف ا على العمل لمدة عام كامل بموجب أجر اسمي محدد .وبالتالي ،فإن ارتفاع ا في
مستوى السعر في األجل القصير ،والذي من شأنه إزاحة طلب العمل إلى اليمين ،سيؤدي إلى زيادة
يتعرض النزياح مشابه لذلك الذي يحدث
في عدد العمال المستخدمين ،وذلك ألن عرض العمل لن ّ
في النموذج النيوكالسيكي .وبالتالي ،فإن ارتفاع مستوى السعر من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع في
234
مستويات التشغيل والناتج .وهكذا ،فعندما يكون التشغيل تعاقدي ا ،فإن العرض قصير األجل سيرتبط
بعالقة طردية مع مستوى السعر .ولكن ،متى يتعرض عرض العمل إلى انزياح في هذه الحالة؟ الحقيقة
أن استجابة عرض العمل ستأتي متأخرة حيث ينزاح عرض العمل إلى اليسار بنهاية فترة العقد حيث
يفتح الباب للمطالبة بزيادة في األجر االسمي .وهذا االنزياح اليساري في عرض العمل من شأنه أن
يؤدي إلى انخفاض في عدد العمال المستخدمين وبالتالي إلى انخفاض في الناتج .ويعني ذلك
بالمحصلة ،أن االنزياح اليساري في عرض العمل سيتسبب بانزياح يساري أيضا في منحنى العرض
الكلي الذي أصبح منحنى صاعدا في هذا النموذج .فعلى سبيل المثال ،يظهر من الشكل ( )8.8انزياح
منحنى العرض الكلي من AS1إلى AS2إثر انزياح يساري في منحنى عرض العمل.
لنوضح نموذج األجر غير المرن بمثال هندسي .ولننطلق من الوضع التوازني الظاهر في الشكل
ّ
(.9.8ج) حيث يتحدد الناتج التوازني y0عند مستوى السعر P0بموجب تقاطع منحنى العرض الكلي
ASمع منحنى الطلب الكلي .ADيوافق هذا التوازن الكلي المبدئي توازن آخر في سوق العمل يظهر
في الشكل (.9.8أ) حيث يتقاطع منحنى طلب العمل Ldمع منحنى عرض العمل Lsعند األجر
االسمي W0بحيث يتم استخدام عدد من العمال مقداره .L0فإذا ما أخذنا مستويات الناتج من الشكل
235
(.9.8ج) ومستويات التشغيل الموافقة من الشكل (.9.8أ) يمكننا بناء تابع يربط بين متغير الناتج
الحقيقي ومستوى التشغيل كما هو واضح من الشكل (.9.8ب).
236
237
يصور الشكل (.9.8ب) الناتج الحقيقي بوصفه تابع ا للعمل ،حيث يظهر الوضع التوازني المبدئي عند
ّ
النقطة ' Aنظيرة النقطة Aفي سوق العمل (الشكل .9.8أ) وأيض ا نظير النقطة " Aفي النموذج الكلي
حددنا الوضع التوازني في سوق العمل وعلى المستوى الكلي ،لنفترض أن
(الشكل .9.8ج) .اآلن وقد ّ
تعرض النزياح يميني من ADإلى ' ،ADاألمر الذي يوافق ارتفاعا في المستوى
منحنى العرض الكلي ّ
العام لألسعار مقداره عشرة بالمئة .بمعنى أن المستوى العام لألسعار ارتفع من P0إلى ( P1 = 1.10
.)P0هذه الزيادة في المستوى العام لألسعار ستؤدي إلى انزياح الطلب على العمل من Ldإلى 'Ld
بحيث يتم استخدام L1عامالا عند األجر االسمي ( W1الشكل .9.8أ) .وألن هذه الزيادة المئوية في
مستوى السعر تفوق الزيادة في مستوى األجر االسمي من W0إلى ،W1فإن انخفاضا يط أر على األجر
الحقيقي ،ويترافق ذلك مع استخدام المزيد من العمال .ويؤدي استخدام L1عامالا إلى ارتفاع مستوى
الناتج من y0إلى ( y1الشكل .9.8ب) .وهو الناتج الجديد المتحقق بتقاطع ' ADمع .9.8( ASج).
وهكذا تظهر معنا إمكانية زيادة الناتج في األجل القصير من خالل الحركة على طول منحنى عرض
تذكر هنا مجددا أن منحنى العرض الكلي ليس خطا شاقوليا بل منحنى صاعد وأن الناتج
كلي صاعدّ .
قابل للزيادة ألن منحنى عرض العمل ال يبدي أية استجابة للتغير في مستوى السعر ،أي ال ينزاح كما
يحدث في النموذج النيوكالسيكي.
واآلن لنفترض أن الفترة المحددة بعقود العمل انتهت وأننا بدأنا فترة جديدة يطالب العمال ببدايتها بزيادة
رب العمل ،كونهم وجدوا أن األسعار ارتفعت
في األجور الرسمية من خالل نقاباتهم أو بالتفاوض مع ّ
بوتيرة أسرع من االرتفاع الحاصل في األجر االسمي .الذي سيحدث بطبيعة الحال هو أن منحنى
ر من AS
عرض العمل LSسينزاح إلى اليسار األمر الذي سيتسبب بانزياح منحنى العرض الكلي يسا ا
إلى ' .ASفي هذه الحالة ،سيكون الناتج الموافق للمنحنى ' ASومستوى السعر ( )P1 = 1.10 P0هو y0
وهو ذاته الناتج من أجل ASعند .P0يعني ذلك ،أن امتداد الزمن على األمد الطويل يسمح لعقود
العمل بإجراء تعديالت استجابة للتغير في المستوى العام لألسعار ،ولكن حينها لن يتأثر الناتج بالمستوى
العام لألسعار.
238
باختصار إذا ،فإن نموذج األجر غير المرن ،وإن ّ
تمكن من خلع العباءة النيوكالسيكية في األجل
القصير إال أنه سيعود الرتدائها على األمد الطويل .والحقيقة أن الموقف من فكرة استقرار التوازن يحدد
إلى حد كبير الخالفات التي تنشأ بين المدارس االقتصادية كما رأيت سابقا في مقرر تاريخ الفكر
االقتصادي.5
بدأنا هذا الفصل بتعريف العرض النقدي الحقيقي بوصفه العرض النقدي االسمي منسوب ا إلى المستوى
العام لألسعار ،ما يشير إلى تبعية القدرة الشرائية الفعلية للكتلة النقدية االسمية إلى مسـتوى السعر
السائد .فارتفاعٌ في المستوى العام لألسعار يؤدي في ظل ثبات بقية العوامل إلى انخفاض العرض
النقدي الحقيقي ،فيما يؤدي انخفاض المستوى العام لألسعار إلى العكس .وألن المستوى العام لألسعار
تبدل في شروط التوازن في أسواق
يؤثر في عرض النقد الحقيقي فإن تغي ار في مستوى السعر يقود إلى ّ
ارجع إلى المالمح العامة للمدرسة الكالسيكية وإلى الفصلين الثامن والتاسع من مقرر تاريخ الفكر االقتصادي. 5
239
النقد ،وبالتالي في المحل الهندسي لمنحنى التوازن النقدي .فأية زيادة في المستوى العام لألسعار تؤدي
إلى انزياح يساري في LMوالعكس بالعكس .وألن منحنى التوازن النقدي يتعرض النزياح مع كل تغير
في مستوى السعر ،فإن التأثير سينتقل إلى الناتج الحقيقي ،وذلك ألن منحنى الطلب الكلي مبني أساس ا
من أثر الناتج المرافق للتغير الحاصل في مستوى السعر ،حيث يرتبط الطلب الكلي عكسا بالمستوى
العام لألسعار.
أن ما يؤدي إلى انزياح منحنى التوازن السلعي إلى اليمين هو الزيادة
تذكر من الفصل السادس ّ
في اإلنفاق المستقل سواء أكان من القطاع الحكومي أو من قطاع األعمال .وأما ما يؤدي إلى انزياح
منحنى التوازن النقدي فهو الزيادة في العرض النقدي االسمي .وأي انزياح يميني في منحنى التوازن
السلعي أو منحنى التوازن النقدي يؤدي إلى انزياح يميني في الطلب الكلي ،والعكس بالعكس.
يتعرض الطلب الكلي إلى انزياح يميني (يساري) مع كل انزياح يميني (يساري) سواء في
240
طريقة مباشرة للتأثير في منحنيات عرض وطلب العمل .األمر الذي يعني أن أي تغير في مستوى
السعر ينعكس مباشرة على األجر االسمي للعمل .وبما أن األجر الحقيقي لن يتأثر في هذه الحالة فإن
الناتج الحقيقي بدوره لن يتأثر .وهذه هي خالصة الفكرة الكالسيكية حول حيادية دور النقد أو عدم
تأثير المتغير النقدي في المتغير الحقيقي .بخالف هذا الرأي ،نجد أن منحنى العرض الكلي قصير
األجل في ظل فرضية األجور غير المرنة يأخذ شكل منحنى صاعد تأكيدا على ارتباطه بعالقة طردية
بالمستوى العام لألسعار .في ظل هذا النموذج ،يؤثر تبدل مستوى السعر في منحنى طلب العمل ولكن
ال تأثير له على منحنى عرض العمل .فالزيادة في المستوى العام لألسعار تؤدي إلى انخفاض األجر
الحقيقي وإلى زيادة عدد العاملين المشتغلين ،وبالتالي تؤدي إلى ارتفاع الناتج .بالمحصلة ،تظهر النقود
في هذا النموذج وهي تمتلك القدرة على إحداث تغيير في االقتصاد الحقيقي ،ما يفتح الباب أمام
الحديث عن فعالية السياسة النقدية .وأخي ار ،يتعرض منحنى العرض الكلي الصاعد قصير األجل إلى
انزياح يساري على األمد الطويل مع انتهاء فترات عقود العمل ،حيث يلجأ العمال للمطالبة بأجور تأخذ
باالعتبار التغيرات الحاصلة على المستوى العام لألسعار ،األمر الذي يأتي على شكل انزياح يساري
241
أسئلة الفصل الثامن
)1تؤدي زيادة العرض النقدي االسمي ،في ظل ثبات بقية العوامل ،إلى زيادة العرض النقدي
الحقيقي.
)2عندما يرتفع المستوى العام لألسعار ،فإن العرض النقدي الحقيقي يزيد.
)3يؤدي ارتفاع المستوى العام لألسعار ،في ظل ثبات بقية العوامل ،إلى انزياح منحنى التوازن
242
الفصل التاسع
Chapter IX
-يفهم العالقة بين التوازن اآلني في سوقي السلع والنقد وبين المستوى العام لألسعار.
-يحلل أثر تغيرات الطلب في ظل منحنى عرض نيوكالسيكي على الناتج التوازن اآلني والمستوى العام
لألسعار.
-يقارن بين فاعلية السياسة المالية وفاعلية السياسة النقدية في ظل منحنى عرض كلي نيوكالسيكي.
-يحلل أثر تغيرات الطلب في ظل منحنى عرض صاعد (موجب الميل) على التوازن اآلني والمستوى العام
لألسعار مع ربط التحليل بسوق العمل.
243
-يحلل أثر صدمات العرض في ظل منحنى عرض صاعد.
يميز بين االقتصاد الكينزي وبين االقتصاد الكالسيكي الجديد في زاوية النظرة للتوازن بين األجل القصير
ّ -
واألمد الطويل في ظل فرضيات محددة حول منحنى العرض.
244
الفصل التاسع :تحليل العرض الكلي والطلب الكلي
نبدأ هذا الفصل بتوصيف عام للتوازن الكلي نربط فيه بين مختلف األسواق بشكل آني ونقتصر في
التعبير عن ذلك على التمثيل الهندسي .بعد ذلك ننتقل لتحليل التوازن الكلي وآلية استعادة التوازن
الكلي في ظل فرضيات متنوعة ،حيث نبدأ بأثر التغيرات التي تط أر على الطلب الكلي ونناقش السياسة
المالية والسياسة النقدية في ظل منحنى عرض نيوكالسيكي .ومن ثم ننتقل إلى تحليل يفترض منحنى
عرض كلي صاعد يرتبط في ظّله مستوى الناتج بالمستوى العام لألسعار .وننهي الفصل بإضاءات
سريعة حول تطور النظرية االقتصادية الكلية.
يكون االقتصاد في حالة توازن كلي عند تقاطع منحنى العرض الكلي مع منحنى الطلب الكلي .ونقطة
النقد i0الذي ينسجم مع ( )y0 ،P0وتركيب التوازن السلعي (السلع والخدمات الخاصة والسلع والخدمات
الحكومية) الذي ينسجم بدوره مع ( .)y0 ،P0ويتحقق التوازن في سوق العمل عند استخدام عدد من
العمال قدره L0بمعدل أجر حقيقي ،w0وهؤالء في وضع التوازن يقومون بإنتاج ما مقداره y0من الناتج.
245
.2.9العرض الكلي النيوكالسيكي وتغيرات الطلب
يكون منحنى العرض شاقوليا عندما ينتقل أثر التغير في المستوى العام لألسعار مباشرة إلى سوق
العمل كما رأينا .بكلمة أخرى ،عندما يستجيب سوق العمل بشكل آني ألي تغير يط أر على المستوى
العام لألسعار فإن منحنى العرض الكلي سيكون عبارة عن خط شاقولي تعبي ار عن عدم تأثر العرض
الكلي بالتغيرات التي تط أر على المستوى العام لألسعار.
246
.1.2.9تغيرات الطلب مع استجابة مستوى السعر
في ظل هذه الفرضية ،إذا ما حدث تغير ما في الطلب الكلي ،أي إذا ما حدث انزياح يميني أو يساري
في منحنى العرض الكلي فإن الناتج التوازني لن يتغير بل سيبقى الناتج التوازني عند مستوى التشغيل
الكامل الذي يحدده منحنى العرض الكلي الشاقولي ،بشرط حدوث تغير في المستوى العام لألسعار
متناسب مع االنزياح في الطلب .ويبقى الناتج التوازني عند مستوى التشغيل الكامل أيضا في الحاالت
التي تنطوي على انزياح في العرض الكلي متبوعة بتغير في المستوى العام لألسعار .الحظ من الشكل
( )2.9كيف أن الناتج ينخفض من y0إلى y1عند تعرض الطلب الكلي النزياح من ADإلى 'AD
مع بقاء مستوى السعر عند .P0ولكن إذا ما استتبع انزياح الطلب الكلي انخفاض مناسب في مستوى
السعر (من P0إلى )P1فإن الناتج سيبقى بالمحصلة عند مستوى التشغيل الكامل .y0لنفترض على
سبيل المثال أن االقتصاد متوازن كلي ا عند النقطة Aفي الشكل (.2.9أ) وأن الناتج عند مستوى التشغيل
الكامل .yeوافترض أن هذا االقتصاد عندما يكون في وضع التوازن المذكور عند تقاطع ASمع AD
عند النقطة Aفإنه وبنفس الوقت يكون في حالة توازن آني في سوقي السلع والخدمات عند النقطة 'A
نظيرة النقطة Aفي الشكل (.2.9ب) .عند النقطة ' Aيتحقق التقاطع بين منحنى التوازن السلعي IS
وبين منحنى التوازن النقدي ) LM(P0المنسجم مع مستوى السعر ،P0حيث يكون الناتج كما ذكرنا عند
مستوى التشغيل الكامل y0الذي يتفق مع معدل الفائدة التوازني .i0واآلن لنفترض ألنه في ظل ثبات
بقية العوامل حدث انخفاض في اإلنفاق االستثماري المستقل .من الواضح أن ذلك سيترجم على شكل
انزياح في منحنى الطلب الكلي من ADإلى ' .ADفإذا استقر المستوى العام لألسعار وبقي بدون
تغيير عند المستوى ،P0فإن الناتج سيتراجع إلى المستوى .y1وأما إذا ترافق االنزياح اليساري في
الطلب الكلي مع انخفاض في مستوى السعر من P0إلى P1فإن الناتج سيبقى في المحصلة عند
مستوى التشغيل الكامل .y0من جهة أخرى ،فإن ذات االنخفاض في اإلنفاق المستقل المذكور آنفا
سيترجم بنفس الوقت على شكل انزياح يساري في منحنى العرض السلعي من ISإلى '( ISالشكل
.2.9ب) .وعند P0يتقاطع ' ISمع ) LM(P0عند النقطة ' Bالموافقة للناتج y1ومعدل الفائدة .i1
247
وعندما يهبط مستوى السعر إلى P1بسبب تراجع اإلنفاق االستثماري المستقل ،فإن العرض النقدي
الحقيقي يزداد فينزاح منحنى العرض النقدي يمينا إلى ) LM(P1ليتقاطع مع ' ISعند ' Cحيث يعود
الناتج بالمحصلة ليبقى عند مستوى التشغيل الكامل .ye
248
.2.2.9أثر إعادة التوزيع وأثر التوقع
لو كان االقتصاد يسير حقا وفقا للتحليل الذي قمنا به آنفا لكانت الدنيا بخير .إذ يكفي والحال هذه أن
نقف ونتفرج على االقتصاد وهو يصلح نفسه بنفسه ليعود تلقائيا إلى مستوى التشغيل الكامل ،فال بطالة
وال تراجع في االنتاج .ولكن االعتماد على حدوث تغير في المستوى العام لألسعار لتحييد أثر انزياح
الطلب الكلي أو العرض الكلي على مستوى الناتج ،بحيث يبقى األخير عند مستوى التشغيل الكامل،
سوف يؤدي على األغلب إلى أثر إعادة توزيع أو إلى أثر توقع .أو ربما إليهما مع ا .ذلك أن حدوث
تغير غير متوقع في المستوى العام لألسعار يمكن أن يؤدي إلى إعادة توزيع الدخل والثروة.
أثر إعادة التوزيع (أثر إعادة توزيع الدخل الحقيقي الناجم عن تغير السعر)
افترض حدوث تراجع مفاجئ في المستوى العام لألسعار .كيف سيؤثر ذلك على منحنى الطلب الكلي؟
الحقيقة أن التبدل المفاجئ في األسعار ،وفي حالتنا هذه ،االنخفاض المفاجئ في المستوى العام
لألسعار من شأنه أن يؤدي إلى إعادة توزيع الدخل بطريقة تضعف من الطلب الكلي .واألمر يعتمد
على مدى انتشار االئتمان في النشاط االقتصادي .فمع االنخفاض المفاجئ في مستوى السعر ،يجد
المدينون أنفسهم في وضع سيء بينما يكون الدائنون بوضع أفضل .ذلك أن الثروة التي ينتظر الدائن
استالمها من المدين ستكون أكبر بالقيمة الحقيقية من تلك التي أقرضها ،وأما المدين فسيسدد أكثر مما
يترتب عليه من التزامات بالقيمة الحقيقة .وبما أن المدينين يميلون عموم ا المتالك نزعة حدية
لالستهالك أعلى من نزعة نظرائهم الدائنين لالستهالك ،فإن هذا االنخفاض المفاجئ في مستوى السعر
سيؤدي على األرجح إلى انخفاض في االستهالك ،وبالتالي إلى انزياح في منحنى الطلب الكلي إلى
اليسار .وأخي ار ،بإمكان الطالب تخيل الحالة المعاكسة الناجمة عن حدوث ارتفاع مفاجئ في المستوى
العام لألسعار ،حيث من الواضح أن النتيجة ستكون معاكسة بحيث تنقلب األدوار بين األطراف
المتضررة ،إذ يكون األثر إيجابيا على الطلب الكلي الذي سيتعرض على األرجح
ّ المستفيدة واألطراف
إلى انزياح باتجاه اليمين يتناسب مع شدة تأثير االرتفاع في المستوى العام لألسعار على سلوك األفراد.
249
أثر التوقع (أثر تغير التوقعات بخصوص السعر)
من الممكن للتوقعات السعرية أن تؤثر في ق اررات اإلنفاق وأن تساهم بحدوث تغير في مستوى الناتج
التوازني يدفع به إلى مستوى مختلف عن مستوى التشغيل الكامل .ولنأخذ مثاالا على حالة أثر توقع
سلبي .افترض أن االقتصاد في حالة توازن عند التشغيل الكامل عند المستوى y0المحدد بتقاطع
منحنى العرض الكلي ASومنحنى الطلب الكلي .ADعند النقطة Aفي الشكل (.3.9أ) ،ذات النقطة
Aيصبح اسمها ' Aفي الشكل (.3.9ب) حيث يتقاطع عندها ISمع ) LM(P0عند y0وعند معدل
الفائدة التوازني الموافق .i0لنقل إن انخفاض ا في اإلنفاق االستثماري أدى إلى انزياح يساري في منحنى
الطلب الكلي من ADإلى ' ADفي ظل ثبات بقية العوامل .فإذا ما توّقع رجال األعمال في القطاع
الخاص أن المستوى العام لألسعار البد أن يهبط بسبب تراجع اإلنفاق ،فإن القطاع الخاص سيميل
إلى تأجيل مشترياته الهامة ترقب ا النخفاض األسعار ،األمر الذي سيدفع بمنحنى الطلب الكلي إلى
المزيد من االنزياح اليساري وليكن " .ADسيؤدي ذلك إلى تراجع مستوى الناتج إلى y2بدالا من أن
يقتصر التراجع إلى المستوى y1عند مستوى السعر .P0
بنفس الوقت يكون منحنى ISقد تعرض النزياح موافق إلى ' ISثم إلى " ISبدافع التوقعات
السعرية .لكن ،وقبل أن يحدث أي انخفاض في األسعار فعالا ،فإن الناتج سينخفض إلى y2المحدد
بتقاطع منحنى التوازن السلعي الجديد " ISمع منحنى التوازن النقدي ) .LM(P0كل ذلك سيحدث قبل
أن يستجيب المستوى العام لألسعار .على أية حال ،بالمحصلة ،سيعود االقتصاد إلى الناتج التوازني
عند مستوى التشغيل الكامل ( y0لن نظهر ذلك على الشكل) ،ولكن ريثما يتحقق ذلك فإن التوقعات
يقل بوضوح عن االمكانية االقتصادية
حد ّبخصوص األسعار تكون قد هبطت بالناتج التوازني إلى ّ
الفعلية.
250
والسؤال هنا :إلى متى سيستمر االقتصاد عند هذا الوضع من االنتاج عند مستوى يقل عن
التشغيل الكامل؟ باألحرى ،كم ستطول الفترة الالزمة الستعادة وضع التشغيل الكامل والتخلص من
تراجع النشاط االقتصادي المدفوع بالتوقعات السعرية؟ يبدو أن ذلك يعتمد على الزمن الذي يحتاجه
المستوى العام لألسعار للهبوط بما يكفي للعودة إلى المستوى التوازني.
251
وهكذا ،وبسبب اآلثار المحتملة للتوقعات السعرية ،فإن العديد من االقتصاديين إن لم يكن أغلبهم ال
يعتقدون بإمكانية االعتماد على التغيرات المنتظر حدوثها في المستوى العام لألسعار الستعادة التوازن
عند مستوى التشغيل الكامل .بل يرون أن التدخل ضروري .والتدخل األمثل في هذا السياق يأتي على
شكل محاولة إلبقاء منحنى الطلب الكلي في وضع يضمن تقاطعه مع منحنى العرض الكلي عند
مستوى التشغيل الكامل .بالمقابل ،يرى قّلة قليلة جدا من االقتصاديين أن عدم التدخل أولى ،والصحيح
هو إعطاء االقتصاد فرصة تصحيح نفسه بنفسه ،ألن التدخل يمكن أن يؤتي ثما ار مرغوبة في األجل
القصير لكنه سيؤدي إلى تشوه سلوك االقتصاد على األمد الطويل.
على أية حال ،يبدو أن وجهة النظر األخيرة تنطوي على شيء من التطرف ألنها أشبه باإلصرار على
ترك المريض بال دواء بحجة أن ذلك أفضل لمناعة الجسم على األمد الطويل ،واألغلبية ترى أنه وإن
كان ذلك صحيح ا فإن هذه الفترة قد تطول إلى حد ال يمكن احتماله ،فما بالك إذا كانت النتائج غير
مضمونة أساس ا .وهذا جدل نظري ال ينتهي ،لكن في الواقع العملي يظهر أن أغلب االقتصاديين
وصناع القرار العام في العالم يميلون لفكرة التدخل التي ارتبطت باسم الكينزية تحت ّ
عدة مسميات.
252
مكافئ .من شأن هذا اإلجراء المالي في حال نجاحه أن يثبت منحنى الطلب الكلي عند ( ADالشكل
،)2.9األمر الذي يعني أن المستوى العام لألسعار سوف يستقر عند P0وأن الناتج سوف يستقر عند
.yeعلى أية حال ،عندما يكون الناتج عند مستوى التشغيل الكامل ،وتعمد الحكومة على الرغم من
ذلك إلى زيادة اإلنفاق الحكومي أو يعمد البنك المركزي إلى زيادة العرض النقدي ،فإن ما سيحدث في
ظل ثبات بقية العوامل هو أن المستوى العام لألسعار سوف يرتفعّ .
تذكر من مقرر تاريخ الفكر
االقتصادي الصيغة النيوكالسيكية لمعادلة فيشر ( )PV=MTأو معادلة التبادل التي تقول أنه في ظل
ثبات سرعة دوران النقود فإن أي زيادة في الكتلة النقدية ستترجم على شكل ارتفاع في المستوى العام
لألسعار .ليس ذلك فحسب ،بل إن الزيادة التي ستحصل في المستوى العام لألسعار سوف تكون
بالتناسب مع الزيادة الحاصلة في العرض النقدي ،ولكن لن يكون لها أي تأثير ال على معدل الفائدة
وال على الناتج .وهذا هو ملخص الفكرة النيوكالسيكية حول حيادية النقود التي تقول أن التغير في
العرض النقدي االسمي يكون حياديا بالنسبة لالقتصاد الحقيقي عندما يكون الناتج عند مستوى التشغيل
الكامل ،حيث ينحصر انعكاس هذا التغير في العرض النقدي االسمي على المستوى العام لألسعار
وحسب.
هذا من جهة السياسة النقدية .أما على صعيد السياسة المالية ،فإن اإلنفاق الحكومي لن يكون
حيادي ا إزاء االقتصاد الحقيقي بنفس الطريقة عندما يكون االقتصاد في مرحلة التشغيل الكامل .صحيح
أن الناتج ال يمكن أن يزيد بالتحفيز المالي كونه بالفعل عند مستوى التشغيل الكامل ،إال أن ز ا
يادة في
اإلنفاق الحكومي من شأنها أن تؤدي ليس فقط إلى زيادة في المستوى العام لألسعار وإنما إلى ارتفاع
في معدل الفائدة أيضا .وعندما يرتفع معدل الفائدة فإن ذلك الجزء من االستثمار الحساس لمعدل الفائدة
سوف يتراجع حيث يعطي مكانه للزيادة الحاصلة في اإلنفاق الحكومي ،األمر الذي يعني أن الناتج
ستتبدل.
ّ وإن بقي عند مستواه في التشغيل الكامل فإن التركيب االقتصادي لمكونات هذا الناتج
253
.1.3.9أثر السياسة النقدية في ظل منحنى عرض نيوكالسيكي
لنفترض أن االقتصاد في مرحلة التشغيل الكامل بحيث أن الناتج عند مستوى yeالموافق لمستوى
السعر P0والمحدد يتقاطع ASمع ADفي الشكل (.4.9أ) .افترض أن العرض النقدي االسمي ازداد
بمقدار .5%سيؤدي ذلك إلى انزياح منحنى الطلب الكلي إلى ' .ADواآلن ،سيكون لدينا فائض طلب
كلي عند مستوى السعر P0مقداره ،yey1لكن األسعار ستستجيب وترتفع بمقدار خمسة بالمئة من P0
إلى P1وتغلق هذه الفجوة تدريجي ا تمهيدا الستعادة التوازن .وأما على الجانب النقدي من االقتصاد،
فإن زيادة العرض النقدي االسمي بمقدار خمسة بالمئة ستؤدي إلى انزياح منحنى التوازن النقدي من
LMإلى ' ،LMولكن االرتفاع الذي سيحصل في المستوى العام لألسعار والذي يساوي خمسة بالمئة
أيض ا سيؤدي إلى إرجاع العرض النقدي الحقيقي إلى مستواه األصلي ،فينزاح منحنى التوازن النقدي
يادة في العرض النقدي االسمي
إلى اليمين عائدا إلى وضعه األصلي .LMوهكذا ،يبدو جلي ا ،أن ز ا
مقدارها خمسة بالمئة ستكون حيادية ،حيث أنها لن تساهم بزيادة الناتج ولن تؤثر على معدل الفائدة،
بل ستترجم على شكل ارتفاع مكافئ في المستوى العام لألسعار.
لنفترض أن االقتصاد متوازن عند ( )y0 , P0في الشكل (.5.9أ) ،ولنقل أن الحكومة قررت زيادة اإلنفاق
العام بمقدار أدى إلى انزياح منحنى الطلب الكلي إلى اليمين من ADإلى ' ،ADاألمر الذي خلق
فجوة بين العرض الكلي والطلب الكلي عند مستوى السعر ،P0حيث أصبحنا أمام حالة يفوق فيها
الطلب الكلي اإلمكانات الفعلية للعرض الكلي .يتم إغالق هذه الفجوة تلقائيا من خالل االستجابة التي
سيبديها المستوى العام لألسعار ،حيث يرتفع من P0إلى P1ليستعيد االقتصاد توازنه مجددا عند ذات
مستوى الناتج y0ولكن بتركيب اقتصادي مختلف ( )Cينعكس في تقاطع ASمع ' ADبدالا من .AD
254
لنعد إلى الوضع المبدئي في الشكل (.5.9ب) النقطة ' Aعند تقاطع LMمع .ISتؤدي زيادة
اإلنفاق الحكومي المذكورة آنف ا إلى انزياح يميني في منحنى التوازن السلعي من ISإلى ' ISليتقاطع
األخير مع LMعند ' Bبعيدا عن وضع التشغيل الكامل .لكن ارتفاع السعر من P0إلى P1يؤدي إلى
ر إلى ' ،LMليتقاطع مع ' ISعند 'C
انخفاض العرض النقدي الحقيقي ،ما يؤدي إلى انزياح LMيسا ا
هذه المرة .بالمحصلة ال زال الناتج الحقيقي عند y0ولكن معدل الفائدة ارتفع من i0إلى .i2وهذه الزيادة
في معدل الفائدة تؤدي إلى انخفاض في اإلنفاق االستثماري.
255
وهكذا ،فإن التحفيز المالي الذي قامت به الحكومة لم يؤدي إلى زيادة الناتج الحقيقي بل أدى
المعدة
ّ إلى تغيير التركيبة االقتصادية للناتج ،حيث ارتفعت نسبة ما يتم انتاجه من السلع والخدمات
للبيع للقطاع الحكومي ،في حين انخفضت نسبة ما يتم انتاجه من سلع استثمارية.6
256
.4.9منحنى العرض الصاعد
إذا كان منحنى العرض صاعدا ،فإن طبيعة العالقة بين العرض الكلي وبين المستوى العام لألسعار
سوف تتغير .وفضالا عن ذلك فإن التبدالت التي تط أر على الطلب الكلي لن يقتصر تأثيرها على
المستوى العام لألسعار وحسب بل سيطال مستوى الناتج .نتناول فيما يأتي أثر تغيرات الطلب وأثر
صدمات العرض في ظل منحنى عرض صاعد.
عندما يكون منحنى العرض صاعدا ،فإن تغير الطلب يؤثر في مستوى الناتج ومستوى السعر كليهما
على األمد القصير .من الواضح ،على سبيل المثال ،أننا ال نتوقع أن تكون آثار السياسة المالية
مشابهة للحاالت المذكورة آنفا في ظل منحنى عرض عديم المرونة .فعلى سبيل المثال ،لننطلق من
وهكذا فإن السياسة المالية ليست حيادية هنا ،فمجرد بقاء مستوى الناتج بال تغيير بعد التدخل الحكومي ال يعني عدم 6
تبدل في تركيبة السلع والخدمات المنتجة .وألن ذلك يتم على حساب اإلنفاق
وجود آثار لهذا التدخل ،إذ أنه أدى إلى ّ
المرجح ،أن تكون سلبية إذا لم ينصب هذا التدخل
ّ االستثماري فإن آثار هذا التدخل على األمد الطويل يمكن ،بل من
على مشروعات البنى التحتية التي تزيد من الطاقة االنتاجية لالقتصاد .وهذه مناسبة لإلشارة إلى أن اإلنفاق الحكومي
نميز اإلنفاق الخاص عن العام ،وفي حين أننا ال
هو رقم تجميعي لكافة نفقات الحكومة بكافة أشكالها .في هذا المقرر ّ
نقسم اإلنفاق الخاص إلى إنفاق استهالكي وإنفاق استثماري.
نقسم اإلنفاق الحكومي إلى استهالكي واستثماري ،فإننا ّ
وهذا التقسيم هو تقسيم سلوكي يتم على أساس الطبيعة العامة لصانع القرار .فصانع القرار االستهالكي الخاص هو
قطاع العائالت ،وصانع القرار االستثماري الخاص هو قطاع األعمال ،وأما صانع قرار االستهالك الحكومي بشقيه
الجاري واالستثماري فهو ذات صانع القرار ،أي الحكومة ذاتها .يعني ذلك أن الحكومة إذا أنفقت مليا ار إضافيا فإنه
اء أُنفق على دورة رياضية ألغراض سياسية أو على تقديم المعونة للطبقة سيصنف ضمن فئة اإلنفاق الحكومي سو ا
ّ
األقل حظا ،أو على بناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية .الحظ على أية حال ،على أن نفس الكالم ينطبق على اإلنفاق
االستثماري الخاص الذي يمكن أن يوجه إلى استصالح األراضي الزراعية وبناء المنشآت الصناعية وتطوير التكنلوجيا،
أو إلى بناء معامل العلكة والمالهي .خالصة الكالم أن النماذج الكلية تزيد من فهمنا آللية عمل االقتصاد وفاعلية
السياسات وآثار التوسع في االستهالك واالستثمار الخاص ،ولكن تذكر أن األرقام الكلية تخفي وراءها تراكيب متنوعة
وبنى مختلفة من اإلنفاق واإلنتاج .ويتعين على الباحث أن يأخذ الجانب النوعي من هذه الظواهر.
257
وضع توازني مبدئي عند ( A)y0 , P0أي عند تقاطع ADو ASفي الشكل (.6.9أ) ولنفترض أن زيادةا
في اإلنفاق الحكومي تسببت بانزياح يميني في منحنى الطلب الكلي إلى ' .ADيتقاطع منحنى الطلب
الجديد مع منحنى العرض األصلي عند النقطة ،Bويرتفع مستوى الناتج من yeإلى ،y1فيما يرتفع
المستوى العام لألسعار من P0إلى .P1على أية حال ،الحظ أن الوضع التوازني الجديد ()ye , P0
ليس وضعا طويل األمد ،ذلك أن منحنى العرض سينزاح بالمحصلة إلى اليسار .فلماذا؟ تذكر أن
العمال في الدول الديمقراطية التي تتمتع بنقابات عمالية حقيقية يلتزمون بعقودهم مع أرباب العمل،
ولكنهم بنفس الوقت ال يقفون مكتوفي األيدي أمام ارتفاع المستوى العام لألسعار من P0إلى .P1
فعندما يحين موعد تجديد العقود كما يحدث في الواليات المتحدة مثالا ،أو عندما يحين موسم اإلضراب
في الربيع كما يحصل في اليابان ،فإن المطالبات بأجور أسمية ستبدأ .وستتكرر مع كل رأس سنة أو
موسم أو مناسبة تتجدد فيها عقود العمل ،وينجم عن ذلك انزياحات يسارية متوالية في منحنى العرض
الكلي ،وذلك حتى الوصول إلى " ،ASوعندما يتقاطع " ASمع ' ADعند النقطة ،Dوبالوصول للنقطة
Dيستعيد االقتصاد وضعه التوازني عند مستوى التشغيل الكامل .yeنرجو أن الطالب يذكر من دراسته
لتاريخ الفكر االقتصادي فكرة اختالف المدارس االقتصادية بخصوص الوضع التوازني على األمد
القصير في الوقت الذي يتفقون فيه ،بنسبة كبيرة منهم ،على وجود نزعة لدى االقتصاد لالستقرار عند
مستوى معين على األمد الطويل .من الواضح أن أحد جوانب هذه المسألة مرتبط بتصور كل مدرسة
لطبيعة منحنى العرض بناء على تفسير هذه المدرسة أو تلك للشكل الذي يمكن أن يأخذه منحنى
العرض في األجل القصير ،من جهة ،وعلى األمد الطويل من جهة أخرىُ .يستحسن على أية حال،
أن نربط تحليلنا بسوق العمل مباشرة .لنبدأ من وضع توازني مبدئي عند التشغيل الكامل عند النقطة
( A)ye, P0من الشكل ( .)6.9لنفترض مجددا أن زيادة في اإلنفاق الحكومي أدت إلى انزياح الطلب
الكلي من ADإلى ' ،ADما أدى إلى ارتفاع مستوى السعر إلى P1ومستوى الناتج إلى .y1وأما في
سوق العمل فإن التوازن المبدئي يكون عند النقطة ' Aنظيرة النقطة ،Aحيث نبدأ مع منحنى عرض
العمل Lsمنحنى طلب العمل .Ld
258
259
في هذا الوضع التوازني في سوق العمل يتم توظيف Leعامالا عند مستوى األجر الرسمي .W0واآلن،
نعلم أن تلك الزيادة في اإلنفاق الحكومي التي ذكرنا آنف ا أنها أدت إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار
إلى P1ستؤدي إلى انزياح الطلب على العمل من Ldإلى ' .Ldوألننا على األمد القصير فإننا نعلم أن
االتحادات العمالية لن تبدي ردة فعل فورية تجاه التغير في معدل األجر االسمي وسيستمر العمال في
الوفاء بالتزاماتهم بحسب العقود المبرمة مع أرباب العمل ،ويعني ذلك ،أن االنزياح اليميني في الطلب
على العمل لن يترافق بانزياح مناسب في عرض العمل ،ما يعني أن التوازن الجديد في سوق العمل
سيظهر عند النقطة ' Bحيث يتقاطع طلب العمل ' Ldمع .Lsوهكذا يرتفع مستوى التوظيف من Le
إلى L1عامالا وترتفع األجور االسمية من W0إلى ،W1ويكون الناتج عند المستوى y1عندما يكون
التشغيل عند المستوى .L1لنفترض اآلن مرور فترة كافية لبدء مواسم تجديد العقود تدريجيا ،ومن باب
توفير المساحة سنبقى في ذات الشكل ( )5.9ونفترض أن العقود المبرمة وصلت إلى استحقاقها .لتبدأ
مطالبات العمال بزيادة األجر االسمي وعيا منهم أن الزيادة االسمية التي حصلوا عليها آنفا أقل من
االرتفاع الحاصل في المستوى العام لألسعار ينزاح منحنى عرض العمل من Lsإلى ' Lsويتحقق توازن
سوق العمل عند النقطة ' Cحيث يتقاطع ' Lsمع '.Ld
يظهر بالتالي أن عدد العاملين المستخدمين ينخفض من L1إلى .L2وعندما يكون لدينا L2
عامالا فإن الناتج سيكون عند المستوى .y2واآلن ،تذكر أن انخفاض عدد العاملين في ظل ثبات بقية
العوامل البد أن يؤدي إلى انخفاض حجم الناتج ،األمر الذي يعني أن منحنى العرض الكلي سيتعرض
إلى انزياح سلبي من ASإلى ' ASليتقاطع مع ' ADعند النقطة Cنظيرة النقطة ' Cفي سوق العمل
والنقطة " Cعلى تابع االنتاج ) .y = y(Lوألن الناتج ارتفع فوق مستوى التشغيل الكامل ،مع ارتفاع
المستوى العام لألسعار مجددا ،فإن العاملين سيطالبون بأجر اسمي أعلى مع انتهاء عمر العقد .وفي
ظل ثبات بقية العوامل تستمر هذه اآللية بفعل فعلها على شكل انزياحات سلبية متوالية في العرض
الكلي حتى الوصول إلى " ASليتقاطع مع ' ASعند النقطة Dهذه المرة حيث يعود االقتصاد إلى
االستقرار عند مستوى التشغيل الكامل.
260
.2.4.9أثر صدمات العرض في ظل منحنى عرض صاعد.
درست في مقرر التحليل االقتصادي الجزئي أن منحنى العرض على مستوى المنشاة ما هو إال منحنى
تكلفة حدية ،وأن التبدالت التي تط أر على التكلفة بسبب تطور تكنولوجي أو ظرف طبيعي أو ما شابه
من شأنها أن تؤدي إلى انزياح في منحنى العرض .تسمى االنزياحات التي تصيب العرض على
يتم إنشاء منحنى العرض الكلي من خالل بناء جدول ثنائيات من المستويات الممكنة للناتج ومستويات
السعر الموافقة ( ،Pفي ظل ثبات كل من Wو̃ Pو uو )nفأية زيادة في األجر االسمي أو الهامش
261
المضاف على التكلفة المتغيرة أو نصيب الوحدة الواحدة من الناتج من التكلفة الحقيقية للمواد ،من
شأنه أن يؤدي إلى انزياح منحنى العرض إلى اليسار في ظل ثبات بقية العوامل .وأية زيادة في عدد
وحدات الناتج التي تنتجها الوحدة الواحدة من عنصر العمل ،بمعنى أية زيادة في انتاجية من شأنها
أن تؤدي إلى انزياح منحنى العرض الكلي إلى اليسار ألنها تؤدي إلى تخفيض تكاليف االنتاج.
تعد الصدمة النفطية في السبعينات أشهر صدمات العرض التي عرفها التاريخ المعاصر ،ويكاد ال
قرر العرب
يخلو كتاب في التحليل الكلي من ذكرها بوصفها من كالسيكيات صدمات العرض .عندما ّ
قطع النفط عن كافة الدول الداعمة للكيان الصهيوني في الصراع العربي الصهيوني ارتفعت أسعار
النفط عالمي ا بشكل حاد ،األمر الذي أدى إلى ارتفاع جوهري في تكلفة التصنيع عالمي ا .بكلمة أدق،
مجرد زيادة
ارتفعت تكلفة المواد بالوحدة الواحدة بشكل كبير .وألن الزيادة في أسعار النفط لم تكن من ّ
تعرض النزياح حاد إلى
عابرة ،فإن منحنى العرض الكلي في أي بلد غربي داعم للكيان الصهيوني ّ
اليسار .لنقل على سبيل المثال أن منحنى العرض انزاح من ASإلى ' ASكما تشاهد في الشكل
( .)7.9من الواضح أن هذا االنزياح اليساري أدى إلى ارتفاع مستوى السعر من P0إلى ،P1ما ترافق
مع هبوط في الناتج من المستوى التوازني yeإلى .y1وبما أن y1كان أقل من الحد األعلى إلمكانات
االنتاج ،أي أقل من مستوى التشغيل الكامل yeفإن معدل البطالة الفعلي ارتفع فوق ما يسمى المستوى
الطبيعي للبطالة (راجع البطالة الطبيعية من الفصل الثاني) .وعليه ،شهد الغرب ألول مرة حالة تجمع
بين صفة االنكماش وصفة التضخم التي اعتاد االقتصاديون على النظر إليها بوصفهما نقيضان ال
يجتمعان .فحتى الصدمة النفطية كان التضخم يترافق مع ارتفاع في درجة ح اررة االقتصاد ودوران
262
عجلة االنتاج ،وأما البطالة فكانت تترافق مع برود في ح اررة االقتصاد وتباطؤ في دوران عجلة االنتاج.
أما مع الصدمة النفطية فقد حدث كالهما مع ا .ارتفعت األسعار وارتفع معدل البطالة كليهما بآن مع ا.
ولذلك فقد تم تسمية هذه الظاهرة بالتضخم االنكماشي أو الكساد التضخمي .stagflationوتذكر عنا
تغير النظرة إلى منحنى فيليب من دراستك لتاريخ الفكر االقتصادي.
على حساب سوق العمل .إذ ينخفض األجر االسمي بسبب انزياح يميني في منحنى عرض العمل،
األمر الذي يؤدي بدوره إلى انزياح يميني بالتناسب في منحنى العرض الكلي من ' ASإلى ASعائدا
بمستوى الناتج إلى مستوى التشغيل الكامل وبمستوى السعر إلى المستوى األصلي .P0
263
وهذه هي "السياسة" التي تفضلها المدارس النمساوية التي تعتقد أن استعادة التوازن يجب أن تكون
تلقائية ،وهي أشبه بنزعة البعض إلى ترك الجسم يدافع عن نفسه ضد ارتفاع الح اررة مهما طالت
يجنب اإلنسان اآلثار السلبية
واشتدت بحجة أن الجسم سيعود قوي ا بشكل طبيعي بهذه الطريقة وأن ذلك ّ
تقصر فترة العالج ولكن تترك الجسم عرضة ألضرار غير محمودة .على أية
الثانوية لألدوية التي قد ّ
حال ،فأغلب االقتصاديين في ذلك الزمن كانوا كينزيين بصورة أو أخرى كما هم اليوم .لم يكن كينز
من أنصار انتظار الحل التلقائي على األمد الطويل وكان يقول إن «جميعنا على األمد الطويل
أموات» .وهكذا ،فالبديل عن سياسة انتظار منحنى العرض الكلي للعودة من ' ASإلى ASهو القيام
بما من شأنه إزاحة منحنى الطلب الكلي إلى اليمين إلى ' .ADوالبديل الذي اقترحه كينز هو سياسة
اقتصادية محّفزة للطلب .الحظ أن هذا البديل لن يكون على حساب سوق العمل تماما ،إذ سيتمكن
االقتصاد من العودة إلى مستوى التشغيل الكامل yeدون حدوث انخفاض في األجر االسمي ،ولكن
ذلك سيتم عند مستوى سعر أعلى.
تسبب خالف بين العربية السعودية وبين روسيا االتحادية بقيام األولى
في أواخر شتاء العام ّ 2020
برفع مستويات االنتاج بشكل كبير في توقيت كانت مخازن العالم من النفط في غير حاجة لهذه الزيادة،
ال سيما في ظل بوادر تباطؤ في الطلب على النفط بدافع مخاوف مرتبطة بجائحة .covid19أدى
الفائض النفطي إلى تحول ناقالت النفط في المحيطات إلى مخازن نفطية عائمة ال تجد ّا
بر يرغب
باستالمها ،ما تسبب بانخفاض حاد في أسعار عقود النفط المستقبلية وتراجع ملموس في أسعار
المحروقات المتداولة .يمكننا تمثيل ذلك بيانيا القتصاد غربي مفترض في الشكل ( .)8.9لنفترض أن
ناتج هذا االقتصاد مستقر عند مرحلة التشغيل الكامل عند النقطة ( .e0)ye , P0يعني انخفاض أسعار
النفط الناجم عن فائض االنتاج حدوث انخفاض في تكلفة الوحدة الواحدة من الناتج من مواد االنتاج.
264
يؤدي ذلك إلى انزياح منحنى العرض من ASإلى ' ،ASاألمر الذي يرفع مستوى الناتج فوق مستوى
التشغيل الكامل إلى .y1يترجم ذلك على شكل ضغط شديد على سوق العمل يفضي إلى انزياح يساري
في منحنى عرض العمل ،األمر الذي يؤدي ،في ظل ثبات بقية العوامل إلى ارتفاع في معدل األجر
االسمي .يقود ذلك بدوره إلى إزاحة منحنى العرض الكلي وإعادته إلى حيث كان عند ،ASويعود معه
المتفرج لتراقب كيف يستعيد االقتصاد
ّ مستوى الناتج إلى ّ .y0
مرة أخرى ،بوسع الحكومة أن تقف وقفة
توازنه مهما تطلب ذلك من الزمن ومهما نجم عن ذلك من ضيق في سوق العمل .ولكن لدى الحكومة
بديل آخر إذا كان في قياداتها االقتصادية من يمتلك نزعة تدخلية كافية ،حيث بوسع الحكومة أن تتبع
سياسة تقييدية ترغم منحنى الطلب الكلي على االنزياح يسا ار باتجاه ' ،ADوستحقق بذلك استعادة
التوازن بصورة أسرع وعند مستوى أقل من السعر .وال نقول أن ذلك حصل فعالا على أرض الواقع،
وتعرضت الحكومات الغربية إلرباك شديد
حيث أن أزمة كورونا تضافرت مع انخفاض أسعار النفط ّ
265
حيث اضطر أغلبها لزيادة اإلنفاق العام بدالا من اتباع سياسة تقييدية ألن االنزياح اليساري في العرض
الناجم عن أزمة كورونا كان أشد من قوى التكلفة المعاكسة.
عندما درست تاريخ المدارس االقتصادية الحديثة لم نكن قد تعرفنا بعد على منحنيات العرض الكلي
والطلب الكلي فتناولنا بعض المدارس بصورة عامة من حيث النظرة للتوازن على األمد القصير
والطويل ،ورأينا أن النظرة القائلة بأن التوازن على األمد الطويل يميل إلى مستوى طبيعي هي نظرة
كالسيكية قديمة حديثة .وأما اآلن فبوسعنا إعطاء ومضة عن أهم الفوارق بين هذه المدارس من خالل
7
نقطة محددة هي شكل منحنى العرض الكلي.
تعلم اآلن أن أثر تغير في الطلب الكلي على الناتج يعتمد على موضع منحنى الطلب الكلي وعلى
ميله .ومنذ نهاية السبعينات اتسع الجدل بين االقتصاديين في العديد من جامعات العالم حول ضرورة
إعادة صياغة النموذج الكينزي في األجور غير المرنة .8يرى الكالسيكيون الجدد أن منحنى العرض
الصاعد ال يعد أن يكون ظاهرة قصيرة األجل .فنموذج المعلومات غير التامة على سبيل المثال يطرح
رؤية لتفسير الميل الموجب لمنحنى العرض الكلي مفادها أن األجور االسمية تتكيف مع التغيرات التي
تط أر على المستوى العام لألسعار ،ولكن هذا يكون في األجل القصير فقط ،وأما على األمد الطويل
فإن منحنى العرض الكلي سيكون شاقوليا .وأما نموذج التوقعات العقالنية فيرجع سبب الشكل الصاعد
تضيق المساحة المتاحة عن الدخول في نقاط افتراق أخرى ونماذج أخرى ،وتتطلب أدوات تحليلية تجعل مكانها في 7
266
لمنحنى العرض الكلي إلى ما يسمى أخطاء التنبؤ .ولكن بما أن القيمة المتوقعة (األمل الرياضي)
ألخطاء التنبؤ تساوي الصفر فإن منحنى العرض الكلي سيأخذ شكالا عمودي ا مع الزمن .وأما االقتصاد
267
مراجع وقراءات الفصل التاسع
268
أسئلة الفصل التاسع
)1عندما يكون العرض الكلي عمودي ا والتشغيل عند المستوى الكامل ،ال تؤدي زيادة الضرائب،
في ظل ثبات بقية العوامل ،إلى أي أثر على الناتج لكنها تتسبب في ارتفاع مستوى السعر.
)2عندما يكون العرض الكلي عمودي ا والتشغيل عند المستوى الكامل ،فإن زيادة في االنتاجية
تؤدي ،في ظل ثبات بقية العوامل ،إلى ارتفاع مستوى الناتج وانخفاض المستوى العام لألسعار.
)3يرتفع الناتج والمستوى العام لألسعار عندما ينزاح منحنى الطلب الكلي إلى اليمين في ظل
منحنى عرض كلي نيوكالسيكي.
)4عندما يكون العرض الكلي عموديا والتشغيل عند المستوى الكامل ،ال تؤثر زيادة العرض
النقدي االسمي ال على الناتج وال على تركيب الناتج وال على المستوى العام لألسعار.
)5عندما يكون العرض الكلي عموديا والتشغيل عند المستوى الكامل ،يؤدي تخفيض الضرائب
إلى زيادة اإلنفاق الحساس لمعدل الفائدة وإلى تخفيض المستوى العام لألسعار ،لكن ال تأثير
له على مستوى الناتج.
)6قد يفوق الناتج مستوى التشغيل الكامل عندما يكون منحنى العرض الكلي صاعدا.
)7عندما يكون منحنى العرض الكلي صاعدا ،تؤدي زيادة اإلنفاق الحكومي إلى زيادة الناتج وإلى
رفع المستوى العام لألسعار في األجل القصير.
)8عندما يفوق الناتج مستوى التشغيل الكامل ،فإن انتهاء عمر عقود العمل يؤدي إلى انزياح
منحنى عرض العمل إلى اليسار.
)9تؤدي زيادة تكلفة المواد إلى إزاحة منحنى العرض الكلي الصاعد إلى اليسار.
)10عندما يطالب العاملون بأجور اسمية أعلى ،فإن ذلك يؤدي ،في ظل ثبات بقية العوامل ،إلى
انخفاض الناتج وارتفاع المستوى العام لألسعار.
269
الفصل العاشر
النظرية النقدية
Chapter X
Monetary Theory
كلمات مفتاحيه :النظرية النقدية الكالسيكية؛ النظرية النقدية الكينزية؛ التحليل النقدي -السياسة النقدية.
ملخص الفصل:
يتناول الفصل موضوع النظرية النقدية حيث يتطرق للنظرية النقدية الكالسيكية والكينزية والحديثة كما يتناول موضوع
السياسة النقدية وأدواتها واالتجاهات الحديثة للنظرية النقدية.
270
مخطط الفصل العاشر
.1.3.10الفرضيات األساسية
.3.3.10عرض النقود
.6.3.10التوازن الكلي
271
.1.5.10ماهية السياسة النقدية
272
الفصل العاشر :النظرية النقدية
مقدمه
النظرية النقدية هي جزء من التحليل االقتصادي الكلي الذي يعنى بكشف وتفسير العالقة بين النقود
والنشاط االقتصادي ،أي مدى تأثير عرض النقود على االستهالك ،االدخار ،االستثمار ،الثروة ،الناتج،
األسعار ،الخ.
ظهرت نظريتان في تفسير تغير قيمة النقود هما نظرية الدخل وركزت على الطلب على النقود عند
اكتسابه وإنفاقه؛ ونظرية كمية النقود وركزت على العرض النقدي ،وزللك لتحليل العوامل المحددة لقيمة
النقود والمستوى العام لألسعار.
273
.1.1.10نظرية كمية النقود :أرفينج فيشر
-الوظيفة األساسية للنقود هي وسيط في التبادل ،والطلب على النقود هو طلب مشتق من الطلب
على السلع والخدمات.
-ثبات الحجم الحقيقي للمبادالت عند مستوى التشغيل الكامل.
-إن سرعة تداول النقود ثابتة ومستقلة عن كمية النقود المتداولة ،وكذلك الحجم الحقيقي
للمبادالت وتعتبر كعوامل مستقلة بطيئة التغيير.
-النظر إلى المستوى العام لألسعار كمتغير تابع وهو كنتيجة وليس سببا للتغير في العوامل
األخرى.
يوجد عالقة طردية بين اإلصدار النقدي ومستوى األسعار ،وهكذا يفسر الكالسيك االرتفاع -
في المستوى العام لألسعار.
مضمون النظرية:
حسب أنصار هذه النظرية تعتبر كمية النقود العامل الفعال والمؤثر في تحديد المستوى العام لألسعار
والتناسب بينهما تناسبا عكسيا ،ويتخذ أنصار هذه النظرية معادلة التبادل أداة تحليلية لبيان وجهة
نظرهم كما يلي:
PT = MVحيث:
:Mكمية النقود المتداولة وتشتمل النقود الورقية و النقود المساعدة والودائع الجارية
: Vسرعة تداولها (وهي متوسط عدد المرات التي تنتقل فيها وحدة النقد من يد ألخرى)
274
:Pالمستوى العام لألسعار
:Tحجم المبادالت
كما ظهرت معادلة أخرى تسمى بمعادلة التبادل االقتصادي لفيشر أيضا ،حيث أدخل النقود المصرفية
في التبادل ،فأصبحت المعادلة:
:Mالنقود القانونية
:Vسرعة تداولها.
الهدف من الفصل بين Mو ' Mهو بيان أهمية كل واحدة في تحقيق مستوى معين من المبادالت،
وبالتالي حسب وجهة نظرهم كل تغيير في عنصر من العناصر النقدية له تأثير فقط على األسعار،
وبالتالي فإن النقد محايد .إذا السياسة النقدية عند الكالسيك هي سياسة محايدة يتمثل دورها في خلق
النقود لتنفيذ المعامالت ،أي أن حجم المعامالت هو الذي يحدد كمية النقود الواجب توافرها.
-عدم االخذ بعين االعتبار تأثير أسعار الفائدة على المستوى العام لألسعار
-لم تبين النظرية أسباب التغيرات التي تط أر على قيمة النقود والقوى التي تحكم ذلك.
-افتراض أن األسعار تتغير تبعا لتغير كمية النقود المعروضة وال يمكن أن تتغير نتيجة عوامل أخرى،
وهذا غير صحيح ،فقد تتغير األسعار نتيجة ألسباب غير نقدية كفشل موسم زراعي
275
-التركيز على وظيفة النقد كوسيط في المبادالت وإهمال وظائفه األخرى.
رغم هذه االنتقادات فإن هذه النظرية لفتت االنظار في تركيز االنتباه حول بعض الكميات الكلية الهامة
التي تعكس النشاط االقتصادي ،مثل كمية المبادالت ،وكمية النقود.
حيث حاولت تفسير تقلبات قيمة النقود ،عن طريق القيمة الحدية للنقود ،واعتبروا أن النقود تؤثر في
األسعار عن طريق الدخول .حيث ربطت بين فكرتي الدخل والمنفعة لتفسير تقلبات قيمة النقود وهي
ترى أن تقلبات األسعار تتوقف على الحركات الخاصة بالدخل النقدي والدخل من السلع والخدمات،
والذي يؤثر على األسعار هي كمية النقود التي تصل إلى األسواق .وقد مهد هذا االتجاه للعديد من
النظريات :من بينها نظرية كمبريدج.
معادلة كمبريدج والتفضيل النقدي :اعتبر ألفريد مارشال أن األشخاص االقتصاديين يميلون لالحتفاظ
بأرصدة نقدية سائلة لمقابلة ما يقومون بشرائه من سلع وخدمات ،وهو ما أطلق عليه "التفضيل النقدي"،
وهذا التحليل يرتكز على العوامل التي تدفع األفراد إلى االحتفاظ بأرصدة نقدية عاطلة .وقد صيغت
المعادلة على الشكل:
Md = k P Y
حيث تمثل Mdالطلب على النقود ،وتمثل Yالدخل اإلسمي ،فيما تمثل kالتفضيل النقدي للمجتمع
وهو نسبة من الدخل الوطني التي يرغب األفراد االحتفاظ بها في شكل نقدي سائل ،وهي حجر الزاوية
في معادلة مارشال .وعلى فرض ثبات نسبة الرصيد النقدي kوثبات سرعة دوران النقود في األجل
القصير ،والتي يعبر عنها بمقلوب ، kفسينعكس أي تغير في كمية النقود على مستوى األسعار .أي
276
Md (1 / k)= P Yحيث Md= Mعندم التوازن ،وبذلك نصل إلى نفس تحليل معادلة التبادل ،مما
يعني حيادية السياسة النقدية فتأثير تغير النقود فقط يكون على المستوى العام لألسعار.
قامت نظرية التوازن النقدي عند الكالسيك أساسا على قانون سيه وفكرة التوظيف الكامل ،واعتبار
النقود متغير خارجي ومعدل الفائدة متغير داخلي (أي يتحدد بعرض وطلب األرصدة القابلة لالقتراض).
رؤية فيكسل للتوازن النقدي :قد ركز فيكسل على وجود معدلين للفائدة :معدل الفائدة الطبيعي الذي
يتحدد طبقا لإلنتاجية الحدية لرأس المال المستخدم في اإلنتاج وهو العائد المحصل إذا كان رأس المال
عينا ،وبين معدل الفائدة النقدي (السوقي) والذي يتحدد بتالقي قوى العرض والطلب على النقود.
ويحدث التوازن النقدي في حالة تعادل المعدلين (وهي حالة صعبة) ،وفي حالة عدم التوافق بين
الق اررات الفردية وقوى السوق تظهر المشكلة االقتصادية .وهنا تحدث الفجوة بين المعدلين ،وهذه الفجوة
هي التي تحدد حجم الطلب على االئتمان المصرفي ،فإذا كان معدل الفائدة على القروض أقل من
معدل الفائدة الطبيعي فإن عائد رأس المال يكون أكبر من تكلفة خدمة الدين النقدي ،ومن تم يحدث
توسع في المشروعات االستثمارية التي تساعد على تعظيم ربحية وإنتاجية المشروع وتنخفض فيه تكلفة
رأس المال .والعكس إذا كان معدل الفائدة النقدي أكبر من معدل الفائدة الطبيعي فإن المشروع سوف
يعاني من اختالل في هيكله المالي لتزايد عبء الدين وانخفاض معدالت أرباحه ،وسيتعرض مركزه
المالي لالنهيار ،نظ ار لضعف سيولة المشروع وعدم استطاعته الوفاء بالتزاماته النقدية العاجلة ،وسيؤدي
ذلك إلى االنكماش والركود االقتصادي .إذا تحقيق التوازن النقدي يكون بتعادل معدل الفائدة النقدي
مع معدل الفائدة الطبيعي وإذا لم يتعادال نكون إزاء حالة من االختالل النقدي تظهر في االقتصاد إما
صعودا نحو االنتعاش أو هبوطا نحو الركود ،وتؤدي الحركات التراكمية عبر الزمن إلى استعادة التوازن
277
النقدي المفقود .وفي حالة تعادل معدل الفائدة السوقي ومعدل الفائدة الطبيعي فإن هذا يعني تعادل
االدخار واالستثمار واستقرار األسعار.
بالنسبة لفيشر فإن معادلة التبادل PT = MVهي في مضمونها معادلة توازن نقدي ،وقد اهتمت
بعرض النقود ،وعليه يسعى الفكر الكالسيكي إلى تحقيق التوازن النقدي واالقتصادي من خالل تثبيت
عرض األرصدة النقدية ،ومن تم يتحدد معدل الفائدة في الفكر الكالسيكي سوقيا وذاتيا .وعند هذه
المعدالت يتحقق التوازن األمثل للموارد بين اإلنتاج واالستهالك.
ولكن من أهم االنتقادات لهذه النظرية أن أفضل وسيلة لتحقيق التوازن النقدي بمفهوم المعادلة الكمية
هو ترك الحرية للبنوك التجارية لتخلق النقود بناء على طلب القطاع الخاص الذي هو األجدر على
طلب النقود بما يوافق احتياجاته بالضبط .وبالنسبة لمعادلة مارشال " معادلة األرصدة النقدية " فهي
تحدد وضع التوازن النقدي بما تعكسه من تساوي جانب الطلب مع جانب العرض ،فعند التوازن يجب
أن يساوي عرض النقود المحدد خارجيا كمية النقود المطلوبة.
يقوم التحليل الكالسيكي على مبدأ "حياد النقود" .ويقوم التوازن على أن العرض يخلق الطلب المساوي
له عند أي مستوى من العمالة ،نظ ار ألن كل ادخار يتحول حتما إلى استثمار بفعل تلقائية حركات
معدل الفائدة .لكن ظهر عجز هذه النظرية االقتصادية بأحداث الكساد العظيم سنة ،1929حيث
فرضت تلك األحداث ثورة حقيقية في الفكر االقتصادي ،تغير فيه حقل الدراسة وأدوات التحليل
278
المستخدمة ،وهو ما حدث في نطاق النظرية الكينزية ،حيث بحث كينز أثر النقود على مختلف أوجه
النشاط االقتصادي ،وركز على مستوى الطلب الفعال ،والذي يتوقف على النزعة الحدية لالستهالك
والكفاية الحدية لرأس المال ومعدل الفائدة ،وبذلك جعل كينز من الطلب الفعال أداة هامة وأساسية من
أدوات التحليل االقتصادي.
.1.3.10الفرضيات األساسية
-عدم اإليمان بالتشغيل التام ،فاالقتصاد يمكن أن يعرف حالة أقل أو أكثر من التشغيل الكامل
279
.2.3.10الطلب على النقود (تفضيل السيولة)
حسب كينز يوجد ثالثة دوافع للطلب على النقود ،بغرض المعامالت (المبادالت) ،االحتياط والمضاربة
حيث يتعلق الطلب بغرض المعامالت واالحتياط بالدخل ،وتعتمد المضاربة على معدل الفائدة وهو في
عالقة عكسية.
.3.3.10عرض النقود
اعتبر كينز أن عرض النقود متغير مستقل يتحدد خارج النموذج .ويرى كينز أن عرض النقود ثابت
وخاضع لتحكم به البنك المركزي حسب حاجة النشاط االقتصادي.
اعتبر التقليديون الفائدة كثمن لالدخار ،أما كينز اعتبر الفائدة كثمن للنقود ،أي كثمن للتنازل عن
السيولة (وليس كما يرى التقليديون كثمن لتأجيل االستهالك) ،وبالتالي يتحدد للفائدة بتالقي العرض
والطلب على النقود .ويمكن للبنك المركزي التحكم في معدل الفائدة عن طريق التحكم في كمية النقود
المعروضة ،وبالتالي التأثير على مستوى النشاط االقتصادي ،فزيادة عرض النقود تؤدي إلى انخفاض
معدل الفائدة وهذا يؤدي إلى زيادة االستثمار عن طريق المضاعف يؤدي إلى زيادة االستهالك ويزداد
الدخل والعمالة ،ويحدث العكس إذا انخفض عرض النقد.
إن فكرة الطلب الفعال أحد أهم اإلضافات التي أسهمها كينز في النظرية االقتصادية فقد نقل بها كينز
الفكر االقتصادي من اقتصاد جانب العرض إلى اقتصاد جانب الطلب واعتبر كينز أن التوازن
االقتصادي ربما يحدث دون الوصول إلى مستوى التشغيل الكامل وأن نقطة التوازن تتحدد بتالقي
العرض الكلي مع الطلب الكلي .ويقرر كينز أن الطلب الكلي الفعال (يتكون من الطلب االستثماري
والطلب االستهالكي) يزداد مع زيادة مستوى التشغيل وينخفض مع انخفاضه ،ويبحث تحليل كينز أثر
280
النقود على المؤشرات الكلية ،أي يبحث أثر تغير عرض النقد ،أي أثر السياسة النقدية ،في المتغيرات
االقتصادية .فيبين أنه عند زيادة عرض النقود ينخفض معدل الفائدة فيؤثر إيجابي ا على االستثمار،
مما يزيد من مقدار الطلب الكلي الفعال ،األمر الذي يؤدي إلى انتقال الدخل التوازني إلى مستوى أعلى
وفقا آللية المضاعف .والعكس في حالة انخفاض عرض النقود.
لكن رغم هذا التقدم الذي أحرزه كينز إال أنه قد ظهرت أزمات جديدة أصابت االقتصاد األمريكي وما
كان لها من آثار سلبية على اإلنتاج والنمو ،وأصبح معها واضحا قصور األفكار الكينزية ،وظهرت
نتيجة لذلك مجموعة من االقتصاديين حاولوا تطوير التحليل الكينزي على أيدي كل من "هيكس" و
"هانس" ،وخرجوا بنماذج جديدة يطلق عليها "نماذج النمو الكينزي".
ويمكن تلخيص النظرة الحديثة في الطلب الفعال على أنها النقطة التي يتحقق عندها التوازن النقدي،
حيث أنها النقطة التي يتعادل عندها االدخار مع االستثمار ،وهو شرط التوازن النقدي عند كينز،
فيتحقق التوازن النقدي في نقطة الطلب الفعال ألنه ال يوجد عندها أي دافع لدى رجال األعمال لزيادة
خططهم االستثمارية ،وعند هذه النقطة يتعادل معدل الكفاية الحدية لالستثمار مع معدل الفائدة النقدي،
وأن التعادل بين االدخار واالستثمار تحدث من خالل التغيرات في الدخل من تأثير مضاعف االستثمار،
وهو عكس فكر الكالسيك في أن تعادل االدخار واالستثمار يحدث بواسطة معدل الفائدة.
ويرى الكينزيون الجدد صحة فكرة كينز أنه عند استقرار الطلب الفعال عند مستوى أقل من التشغيل
الكامل يتم زيادة االستثمار لزيادة الطلب الكلي ،لكن االختالف في الرؤية هنا أن زيادة الطلب الكلي
تتم من خالل تخفيض معدل الفائدة النقدي بواسطة السلطة النقدية ،ومن تم يزداد االستثمار الخاص
نتيجة زيادة توقعات األرباح أي أن النظرة الحديثة ترى أنه ليس األساس هو زيادة االستثمار الحكومي،
كما جرى عليه الجانب التطبيقي للفكر الكينزي ،بل األساس هو نقل حالة االستثمار الخاص كما ذكر
كينز من خالل دور السياسة النقدية في السيطرة على المتغيرات االقتصادية وعلى التضخم .وبالتالي
يصبح الدور الرئيسي للسياسة النقدية هو التأثير على الطلب الفعال من خالل آلية معدل الفائدة،
281
وتتوفر فعالية السياسة النقدية من خالل شكل كل من منحنى تفضيل السيولة ومنحنى الكفاية لرأس
المال ،فمرونة منحنى تفضيل السيولة بالنسبة لمعدل الفائدة حساسة للتغير في عرض النقود .فتكون
السياسة النقدية فعالة في حالة إذا كان التغير في معدل الفائدة أكبر من التغير في كمية النقد ،وتكون
السياسة غير فعالة إذا كان التغير في معدل الفائدة أقل من التغير في عرض النقد ،أما بالنسبة لمنحنى
الكفاية الحدية لرأس المال فتكون السياسة النقدية فعالة كلما كانت حساسية االستثمار بالنسبة إلى
معدل الفائدة ذات مرونة أكبر ،بمعنى أن أي تغير في معدل الفائدة بنسبة معينة يؤدي إلى زيادة في
االستثمار ،وتكون السياسة النقدية غير فعالة في الحالة العكسية.
وعلى ذلك فإن المستوى التوازني للدخل النقدي يتحدد عندما يتوافر شرطان هما:
وبالتالي فإن تصحيح االختالل في السوق النقدي يحدث بسرعة فإن التعادل بين التفضيل النقدي وكمية
النقود المتداولة يمثل شرط التوازن في األجل القصير .وألن تصحيح االختالل في األسواق السلعية
يتطلب وقتا حتى يتم مضاعف االستثمار مفعوله فإن التعادل بين االدخار واالستثمار يمثل شرط
التوازن في األجل الطويل.
.6.3.10التوازن الكلي
يستند تحليل التوازن الكلي على نموذج IS-LMالذي يحدد التوازن الكلي بتركيب محددة من الدخل
ومعدل الفائدة يكفل التوازن في مختلف األسواق عبر ارتباط معدل الفائدة بسوق النقد من جهة وسوق
السلع من جهة أخرى كما رأينا في الفصول السابقة .وقد شاهدنا كيفية استخدام هذا النموذج في تحليل
استخدام السياستين المالية والنقدية في ضوء فرضيات متنوعة.
282
.4.10النظرية الحديثة وآثار تغيرات قيمة النقد
حاولت هذه النظرية تجديد الفكر الكالسيكي مستفيدة من التحليالت التي جاءت بعده ،واشتهرت باسم
النظرية الحديثة لكمية النقود ،على يد مفكري مدرسة شيكاغو وعلى رأسهم ا "فريدمان" ،حيث اتجهت
هذه المدرسة من جديد إلى التأكيد على أهمية السياسة النقدية باالنطالق من الفروض:
التقلبات التي تحدث في اقتصاد ما هي نتيجة لحدوث تغيرات في السياسة النقدية وليس نتيجة
لحدوث تقلبات من جانب الطلب الخاص.
عرض النقد ليس له أي تأثير في األجل الطويل على مستوى التوازن الخاص بالدخل الكلي
الحقيقي.
تمارس النقود أث ار مباش ار وهاما على اإلنفاق الكلي ومن تم على الدخل في المدة القصيرة
استبعاد العالقة التناسبية بين التغيرات النقدية ومستوى األسعار.
السياسة النقدية هي األداة القوية والفعالة إلى أبعد الحدود في مجال تحقيق االستقرار االقتصادي
ويشككون في دور السياسات المالية.
حصر دور الدولة في أضيق الحدود.
سرعة تداول النقود وإن كانت غير ثابتة تماما إال أنها تتمتع بدرجة من الثبات النسبي ويمكن
التنبؤ بها ،وهي تتأثر بمجموعة من العوامل تختلف تماما عن تلك المؤثرة في عرض النقود
وبالتالي فإن التحرك في سرعة تداول النقود يكون مستقال تماما عن التغير في عرض النقود.
ولنبدأ بتحليل جانبي العرض والطلب على النقود انطالقا من الفروض السابقة
283
.1.1.4.10جانب العرض:
يرى فيردمان أن العوامل المؤثرة على عرض النقود مستقلة عن تلك المؤثرة على طلبها ،وأن عرض
النقود من خالل تحكم السياسة النقدية هو الذي يحدد مستوى معدل الفائدة .ويرى النقديون أن التغير
في المعروض النقدي ال يؤثر فقط على النشاط االقتصادي ،بل دور النقود أوسع من ذلك بكثير ،إذ
أنه في األجل القصير هو العامل الجوهري المحدد للنشاط االقتصادي والسبب في ذلك أن جانب
الطلب على النقود يتمتع بقدر من الثبات النسبي ،وبالتالي تغيرات عرض النقد هي العامل المحدد
للنشاط االقتصادي .فإذا قامت السلطات النقدية بزيادة عرض النقود ستزيد السيولة ،وتؤدي إلى زيادة
إقبال األفراد على شراء األصول المالية وغير المالية ،ويؤدي ذلك إلى زيادة الطلب الكلي ،مما ينتج
عنصر زيادة في اإلنتاج والتشغيل إذا كان االقتصاد في حالة أقل من التشغيل الكامل ،أما إذا كان
االقتصاد في حالة التشغيل الكامل ،فإن زيادة عرض النقود سيؤدي إلى رفع األسعار (والعكس في
حالة خفض كمية النقد).
إضافة إلى ذلك يعتبر فريدمان أن تحقيق االستقرار النقدي يتطلب زيادة عرض النقود بنسبة ثابتة
ومستقرة تتفق مع النمو االقتصادي ،فدور السلطات النقدية ينحصر في مهمة الرقابة على كمية النقد
والعمل على نموها بمعدل مستقر متفق مع معدل نمو االقتصاد ،ويرى أن األهمية لعرض النقد وليس
للطلب عليه كما يرى كينز ،وبذلك يصبح المتغير النقدي تابعا للمتغير الحقيقي (الناتج والتشغيل).
.2.1.4.10جانب الطلب
حسب فريدمان يتوقف الطلب على النقود على نفس االعتبارات التي تحكم ظاهرة الطلب على السلع
والخدمات ،وهي االعتبارات التالية:
الثروة :التي تمتلكها الوحدة االقتصادية التي تطلب النقود .وهي تقابل الدخل أو قيد الميزانية
في نظرية الطلب العادية.
284
األثمان والعوائد من البدائل األخرى لالحتفاظ بالثروة في صورة سائلة – تكلفة الفرصة البديلة
األذواق :وهو ما أطلق عليه فريدمان اصطالح ترتيب األفضليات.
وانطالقا من البحث التطبيقي الذي قام به فريق مدرسة شيكاغو على شكل دالة الطلب على النقود
باالعتماد على متغير أساسي واحد في تفسير دالة الطلب النقدي أال وهو الدخل أو الثروة ،وهما
مرتبطان معا عند فريدمان بفضل استخدام فكرة الدخل الدائم ،ويأخذ فريدمان الثروة بمفهومها الواسع
فهي تشمل النقود ،األصول النقدية ،السندات ،األصول المالية ،األسهم ،أصول طبيعية ،رأس المال
العيني ،رأس المال البشري.
ويدعو فريدمان إلى النظر لعالقة الطلب على النقود نظرة شاملة من خالل مقارنة:
عائد النقود الحقيقي والمتمثل في قيمتها أو نسبة مبادلتها بالسلع األخرى ،حيث تتحدد قيمتها
عندئذ بمستوى األسعار.
عوائد األصول األخرى المكونة للثروة والتي تتمثل في :الفائدة على األصول النقدية (السندات)،
الفائدة على األصول المالية (األسهم) ،عائد رأس المال (كاآلالت) وعائد رأس المال البشري.
العوامل األخرى المتعلقة بالجانب الكيفي للثروة كاألذواق ،والعادات السائدة في وقت معين
التغيرات الهيكلية المؤثرة على توزيع الثروة بين األصول المختلفة مما يختلف من بلد آلخر
ويتطور عبر الزمن ،وفقا للظروف واألحوال االقتصادية .وتتضمن هذه التغيرات اتجاه األفراد
في بعض الفترات (األزمات مثال) إلى تفضيل االحتفاظ بجانب هام من ثرواتهم في شكل نقدي
بدال من استثمارها في أصول مالية تدر عائد مرتفع .وصيغة دالة الطلب على النقود هي:
285
:rbعائد السندات
:reعائد األسهم.
:Wتعبر عن العالقة بين رأس المال البشري إلى رأس المال غير البشري
وبافتراض فريدمان عدم وجود خداع نقدي يجعل دالة الطلب على النقود حقيقية تتوقف على اعتبارات
عينية والثروة بالدخل الدائم . (YPوبالتالي فإن الطلب على السيولة النقدية دالة في عوائد األصول
المالية والنقدية وهو متغير خارجي ومعدل التضخم المرتقب من طرف السلطات النقدية ∆P/∆T.1/P
متغير خارجي الدخل الدائم الذي يعتبر متغي ار داخليا .ويرى فريدمان بخصوص هذه الدالة أنها صورة
معدلة لمعادلة كامبريدج ،وأنها دالة مستقرة ،وإن كان استقرارها ال يتطلب ثباتها .لقد بحث فريدمان
اآلثار المختلفة للنقود على األوضاع التوازنية المختلفة فإذا كان االقتصاد عند مستوى أقل من التشغيل
الكامل وقررت السلطات النقدية زيادة في عرض النقود ،فسيؤدي ذلك إلى زيادة األرصدة النقدية لدى
األفراد والمشروعات وسينعكس ذلك في شكل زيادة في الطلب الكلي التي ينتج عنها زيادة في اإلنتاج
والتشغيل في األجل القصير فقط.
وإذا كان االقتصاد عند مستوى التشغيل الكامل فزيادة عرض النقود تؤدي إلى رفع المستوى العام
لألسعار .ويفسر فريدمان التضخم بأنه نمو الكتلة النقدية بسرعة أكبر من نمو الناتج المحلي اإلجمالي
وبالتالي اختالل نقدي ،وهنا يأتي دور السياسة النقدية في امتصاص الفائض النقدي والتأثير على
األوضاع التوازنية ،والية انتقال أثر السياسة النقدية يعمل من خالل الميزانية (أثر الثروة) ومن خالل
تغيرات معدل الفائدة.
286
.2.4.10االتجاهات النيوكالسيكية األخرى ومدرسة اقتصاديات جانب العرض
يجمع مفكرو هذه المدرسة بين الفكر الكالسيكي التقليدي والفكر النقدي في مجال السياسة النقدية ،إذ
يرون أن دور النقود حيادي وينصرف أثرها على األسعار فقط ،وذلك عند تبني السلطات النقدية
لسياسات نقدية متوقعة من قبل أفراد المجتمع مما يدفعهم إلى المطالبة بتعديل أجورهم لتتواءم مع
مستويات األسعار المرتفعة ،مما سيؤدي إلى تغير موضع منحنى العرض الكلي ليتقاطع عند نقطة
توازنية جديدة تعبر عن استم اررية التوازن عن المعدل أو المستوى الطبيعي السائد للناتج في الفترة
السابقة ولكن عند مستوى جديد لألسعار .أما في حالة تبني السلطات النقدية لسياسة نقدية غير متوقعة
من قبل أفراد المج تمع فإن تأثيرها سوف ينصرف إلى كل من الناتج (الجانب الحقيقي من االقتصاد)
واألسعار .وتكون النقود في هذه الحالة غير حيادية ،نظ ار لعدم توافر معلومات كافية عن اتجاهات
السلطات النقدية وبالتالي عدم المطالبة بتعديل األجور ،ومن تم عدم التأثير على منحنى العرض
الكلي.
يتفق أنصار مدرسة اقتصاديات جانب العرض مع أنصار مدرسة النقدية حول أهمية السياسة النقدية،
حيث يرون أن التضخم ظاهرة نقدية (أي زيادة في عرض النقود بما يفوق معدل النمو االقتصادي)،
وأن هناك سياسات وإجراءات نقدية يجب اللجوء إليها لمكافحة التضخم ،مثل إتباع سياسة نقدية تقييدية
للحد من الضغوط التضخمية ،إال أن هذا الرأي قد تراجع من جانب العديد من أنصار تلك المدرسة.
حيث أشاروا إلى ضرورة إتباع سياسة نقدية توسعية محكومة بمعدل نمو ثابت ،حتى ال يساهم في
حدوث أي ضغوط تضخمية وخاصة بعد التطرق إلى اآلثار الضارة للسياسة النقدية على أسعار الفائدة
ومن تم االستثمار والعرض الكلي.
287
وقد أشار أنصار تلك المدرسة إلى ضرورة العودة إلى نظام قاعدة الذهب (أو إلزام البنك المركزي
بزيادة عرض النقود بمعدل نمو بطيء و ثابت) وهو ما يترتب عليه وضع أسس متينة الستقرار أسعار
الصرف وتخفيض أسعار الفائدة من الضغوط التضخمية وتحجيم قدرة البنوك المركزية على التوسع
في اإلصدار النقدي وبالتالي إيجابيا في الحد من عجز الموازنة العامة للدولة إلى جانب المساهمة في
الحد من تدخل الدولة في النشاط االقتصادي ،وتتعارض وجهة النظر هذه مع النقديين الذين يرون
ايجابية أسعار الصرف المعرفة ومالءمتها في دعم االقتصاديات الرأسمالية في التكيف مع الصدمات
الخارجية.
إن العبرة في النقود بقوتها الشرائية أو قيمة مبادالتها بغيرها من السلع والخدمات ،ويؤثر ارتفاع
األسعار على كمية ما تشتريه من السلع والخدمات ،فيضعف قوتها الشرائية ،وهي في عالقة عكسية
مع حركة األسعار (المستوى العام لألسعار).
اآلثار االقتصادية لتقلبات قيمة النقود :إن تغير قيمة النقود لها آثا ار اقتصادية هامة ،يمكن إجمالها
فيما يلي:
-أثر التغيرات في قيمة النقود على مستوى اإلنتاج :يمكن أن نالحظ ذلك من ناحيتين:
في حالة انخفاض األسعار تزداد المخاطر على المنظمين ألنه قد تنعدم ارباحهم أو يحققون الخسائر
وهذا يدفعهم إلى تخفض اإلنتاج فتزداد البطالة وتؤدي إلى انخفاض الطلب الكلي.
أما في حالة ارتفاع االسعار :قد تؤدي إلى زيادة اإلنتاج وانخفاض البطالة ،وازدياد هوامش الربح،
ويصبح هناك حافز لدى المنتجين لتوسيع نشاطهم االقتصادي فيزيد اإلنتاج وتنخفض البطالة ويتوسع
الطلب.
288
-أثر تغير قيمة النقود على توزيع الدخل :حيث يكسب ذوي والدخل المحدود عند انخفاض
األسعار والعكس عند ارتفاعها ،أما بالنسبة لذوي الدخول المتغيرة (األرباح) فإنهم يكسبون عند
ارتفاع األسعار والعكس عند انخفاضها.
-عند ارتفاع القوة الشرائية للنقود (انخفاض األسعار) فإن هذا يضر بالمركز االقتصادي
للمدينين ويعود بالخير على الدائنين ،وبالعكس إذا انخفضت القوة الشرائية يتدهور المركز
االقتصادي للدائنين ويتحسن للمدينين.
يعرف عرض النقد تقليديا على أنه العملة في التداول خارج الجهاز المصرفي زائد نقود الودائع ،والسبب
الذي يجعل من الودائع (الودائع الجارية لدى الجهاز المصرفي) جزء من عرض النقود هي تتلخص
في كونها سائلة %100وأنه يمكن سحبها بسهولة وتحويلها إلى نقد بسرعة وبدون خسارة .أما العملة
في التداول فهي فقط ذلك الجزء الذي هو خارج الجهاز المصرفي ،ألن الجزء المحتفظ به من طرف
البنوك غير خاضع للتداول ،وإنما يعتبر نقدا احتياطيا تواجه به البنوك أية سحوبات نقدية محتملة على
الودائع لديها ،لذا فهو ال يدخل ضمن عرض النقد ،أما تركيب عرض النقد من حيث نسبة كل عملة
في التداول ونقود الودائع إلى مجموع عرض النقد ،فهو يختلف من قطر آلخر متأث ار في ذلك بمدى
الجهاز المصرفي والعادات المصرفية لألفراد ومستوى التقدم االقتصادي واالجتماعي و السياسي للبالد،
والقاعدة العامة هي أنه كلما كان الجهاز المصرفي أكثر تقدما ،والعادات المصرفية للجمهور أكثر
استق ار ار والوضع االجتماعي والسياسي العام أكثر أمنا كلما ارتفعت نسبة نقود الودائع إلى عرض النقد
والعكس صحيحا .وبصفة عامة الذي يحدد عرض النقود هو إضافة إلى كمية النقود وحجم ودائع
االئتمان:
289
الحجم المتوفر من نقود األساس المعد لالستعمال كعملة في التداول أو كاحتياطي نقدي لدى
الجهاز المصرفي (مقدار الذهب المتوفر ،مقدار النقود األخرى التي تصدرها السلطات النقدية
كأوراق نقد ،سياسة البنك المركزي لتوفير االئتمان وكلفته).
عادات الجمهور المصرفية فيما يتعلق بالنسبة التي يرغب أن يحتفظ بها كنقود اعتيادية (عملة
في التداول) وكنقود ودائع.
نسبة االحتياطي النقدي الذي يجب أن تحتفظ به البنوك لتغطية ودائع الجمهور لديها ولمواجهة
السحوبات النقدية وبالتالي تأمين تأسيس سيولة الجهاز المصرفي ،وكذلك نوعية الجهاز
المصرفي فيما يتعلق بالقروض واالستثمار.
الطلب على االئتمان :العوامل السابقة تحدد اإلمكانيات القصوى للبنوك ولكنها ال تحدد الحجم
الفعلي لالئتمان ،وكذلك فهي ترسم الحدود العليا لعرض النقود ،ولكنها ال تبينه رغبات الجمهور
المنعكسة في السوق.
تعتبر السياسات النقدية من أهم السياسات االقتصادية التي تعنى بتحقيق االستقرار االقتصادي والتوازن
االقتصادي العام ،ونأخذ فيما يلي بعض المفاهيم المتعلقة بالسياسة النقدية .يقصد بالسياسة النقدية
تنظيم كمية النقد المتوفرة في المجتمع بغرض تحقيق أهداف السياسة االقتصادية المتمثلة في تحقيق
التنمية االقتصادية والقضاء على البطالة وتحقيق التوازن في ميزان المدفوعات والمحافظة على استقرار
المستوى العام لألسعار.
290
وتعرف على أنها مجموع التدابير المتخذة من قبل السلطات النقدية بقصد إحداث أثر على االقتصاد،
ومن أجل ضمان استقرار أسعار الصرف .وهي التدخل (المباشر) المعتمد من طرف السلطة النقدية
بهدف التأثير على الفعاليات االقتصادية ،عن طريق تغيير عرض النقود وتوجيه االئتمان استخدام
وسائل الرقابة على النشاط االئتماني للبنوك التجارية .وبالتالي فالسياسة النقدية تعني قيام السلطات
النقدية بالتأثير على الفعاليات االقتصادية عن طريق تغيير عرض النقود بشكل يوائم ويالءم احتياجات
النشاط االقتصادي.
تختلف أهداف السياسة النقدية بين الدول المتقدمة والدول النامية وحسب درجة التقدم االقتصادي
واالجتماعي والنظم االقتصادية السائدة واحتياجات وأهداف المجتمعات .ويمكن التفريق بين األهداف
النهائية والوسيطة.
هذه األهداف ليست محل اتفاق من حيث عددها ،ذلك أن التشريعات النقدية تتباين من حيث التوسع
والتصنيف في هذه األهداف ،ونذكر منها:
-االستقرار النقدي :يعتبر هدف تحقيق االستقرار النقدي من أهم أهداف السياسة النقدية حيث يؤدي
عدم االستقرار النقدي ،سواء في شكل تضخم أو انكماش إلى أضرار بالغة في االقتصاد الوطني.
ولقد اختارت معظم الدول الصناعية أهدافا للتضخم ما بين % 1و % 3بالنظر لما تشكله معدالت
التضخم المرتفعة من آثار سلبية على النمو وارتفاع تكاليف الرفاهية ،وإن التركيز على خفض التضخم
واستقرار األسعار هو نتيجة لآلثار السلبية التي يتركها التضخم على االقتصاد ( كتشويه المعطيات
االقتصادية وتشجيع المضاربة.)...وإن إعطاء األولوية للتضخم أو االقتصار عليه في مجال السياسة
291
النقدية في الدول المتقدمة يتم في إطار مناخ اقتصادي يتسم بارتفاع درجة استقاللية البنوك المركزية،
وتتمتع اقتصادياتها بأنظمة صرف مرنة ،ونظام إعالمي مالئم.
-التوظف الكامل.
-التوازن في ميزان المدفوعات :من بين األدوات المستخدمة لعالج اختالل ميزان المدفوعات هي تغير
إتباع سياسة نقدية انكماشية والعمل على تخفيض المعروض النقدي ،ويتم ذلك برفع سعر الخصم أو
دخول عمليات السوق المفتوحة...يحدث هذا أث ار إيجابيا على ميزان المدفوعات من عدة نواحي
-رفع معدل الفائدة على األوراق المالية يجذب رؤوس األموال األجنبية إلى الدولة مما يساعد على
تخفيض العجز.
أما بالنسبة ألثر تغيير سعر الصرف على ميزان المدفوعات في حالة وجود عجز فتلجأ الدولة إلى
تخفيض قيمة عملتها الخارجية أي رفع سعر الصرف األجنبي وهذا يجعل السلع المستوردة أغلى بالنسبة
للمستهلك المحلي والسلع المصدرة أرخص للمستهلك األجنبي مما يؤدي إلى زيادة الصادرات وتقليل
الواردات.
-تحقيق النمو االقتصادي :يعتبر من أهم أهداف السياسات االقتصادية ،ومكن استخدام السياسة
النقدية في رفع مستوى النمو االقتصادي عن طريق تخفيض معدالت الفائدة مما يشجع المستثمرين
على زيادة استثما ارتهم وبالتالي توظيف عمالة أكثر وزيادة الدخول في النهاية رفع مستوى المعيشة
والنمو ،وحتى يكون هناك سير سليم لالقتصاد فإن ذلك يتوقف على قدرة الدائرة النقدية على الوفاء
باحتياجات الدائرة العينية.
292
-استيعاب الصدمات الناتجة عن التقلبات االقتصادية :تتميز االقتصاديات في عمومها بتقلبات
اقتصادية ذات طابع دوري وتؤثر مثل هذه التقلبات على اقتصاديات الدول ،خاصة مرحلة االنكماش
التي تؤثر على األداء االقتصادي ومعدالت التوظيف وهنا يمكن للسياسة النقدية أداء دور مهم في
تخفيف اآلثار السلبية لهذه التقلبات بانتهاج سياسة توسعية ائتمانية في أوقات االنكماش ،وسياسة
ائتمانية تقييدية في ذروة الرواج والتي عادة ما يصاحبها معدالت نضخم مرتفعة.
وتعبر األهداف الوسيطة عن تلك المتغيرات النقدية التي يمكن عن طريق مراقبتها وإدارتها الوصول
إلى تحقيق بعض أو كل األهداف النهائية .ويشترط في األهداف الوسيطة أن تستجيب لما يلي:
أ .المجتمعات النقدية :هي عبارة عن مؤشرات إحصائية لكمية النقود المتداولة وتعكس قدرة األشخاص
الماليين المقيمين على اإلنفاق ،بمعنى أنها تضم وسائل الدفع لدى هؤالء األشخاص ،ويرتبط عدد هذه
المجتمعات بطبيعة االقتصاد ودرجة تطور الصناعات المصرفية والمنتجات المالية.
ب .معدالت الفائدة :تسعى السلطة النقدية أحيانا إلى اتخاذ الوصول إلى معدل فائدة حقيقي هدفا
وسيطا للسياسة النقدية.
ج .سعر الصرف :ويستخدم كهدف للسلطة النقدية ذلك أن انخفاض أسعار الصرف يعمل على
تحسين وضعية ميزان المدفوعات ،كما أن استقرار هذا المعدل يشكل ضمانا الستقرار وضعية البالد
293
تجاه الخارج ،ولهذا تعمل بعض الدول على ربط عمالتها بعمالت قوية قابلة للتحويل ،والحرص على
استقرار صرف عملتها مقابل تلك العمالت .وهناك 4قنوات إلبالغ أهداف السياسة النقدية :قناة معدل
الفائدة؛ قناة سعر الصرف؛ قناة أسعار السندات المالية؛ وقناة االئتمان.
أما بالنسبة ألهداف السياسة النقدية في الدول النامية ،فإنه يعتريها الكثير من الغموض والضبابية،
ليس من ناحية التحديد ،ولكن من جانب إمكانية التحقيق ،فنجد أن هذه الدول تعلق على السياسة
النقدية تحقيق أكثر من هدف ،كتشجيع النمو االقتصادي المصحوب بالعمالة ،وتحقيق االستقرار النقدي
بمحاربة التضخم ،وضمان قابلية الصرف ،والمحافظة على قيمة العملة ،وإيجاد سوق مالي ونقدي
متطور.
يستخدم البنك المركزي بصفته المسئول عن تسيير وتنظيم الكتلة النقدية مجموعة من األدوات والوسائل
بحسب الحاالت التي تواجه االقتصاد من تضخم أو انكماش ،واستخدام هذه األدوات يتباين من اقتصاد
آلخر ،وحسب األهداف المحددة والقطاعات المستهدفة .وتشمل أدوات السياسة النقدية نوعين من
الوسائل ،مباشرة أو تلقائية وتستهدف أنواعا محددة من االئتمان موجهة لقطاعات معينة أو ألغراض
محددة .وغير مباشرة وتستهدف الحجم الكلي لالئتمان المتاح دون محاولة التأثير على تخصيصه بين
مختلف االستعماالت ،ويمكن تحديدها فيما يلي
-أدوات كمية :تهدف بصفة أساسية إلى التأثير في حجم االئتمان المصرفي دون االهتمام بأوجه
االستخدام التي يوجه إليها هذا االئتمان.
294
-أدوات كيفية :وتهدف أساسا إلى التأثير على نوع االئتمان أي على الكيفية التي يستخدم لها وليس
على حجم االئتمان الكلي وذلك عن طريق التمييز بين األنواع المختلفة من القروض من حيث معدل
الفائدة وسهولة الحصول على القروض وقفا ألوجه االستخدام المختلفة التي يوجه إليها.
أ .األدوات المباشرة للسياسة النقدية :تستخدم هذه األدوات بقصد التأثير على حجم االئتمان الموجه
لقطاع أو لقطاعات ما وتعمل على الحد من حرية ممارسة المؤسسات المالية لبعض األنشطة كما
ونوعا ،من أهمها:
-تأطير االئتمان :وهو إجراء تنظيمي تقوم بموجبه السلطات النقدية يتحدد سقوف لتطور القروض
الممنوحة من قبل البنوك التجارية بكيفية إدارية مباشرة وفق نسب محددة خالل العام ،واعتماد هذا
األسلوب ينبع من سعي السلطات النقدية إلى التأثير على توزيع القروض في اتجاه القطاعات المعتبرة
أكثر حيوية بالنسبة للتنمية ،أو التي تتطلب موارد مالية كبيرة.
-الودائع المشروطة من أجل االستيراد :ويستخدم هذا األسلوب لدفع المستوردين إلى إيداع المبلغ
الالزم لتسديد ثمنا لواردات في صورة ودائع لدى البنك المركزي لمدة محددة ،ومن شأن ذلك ،التقليل
من حجم القروض الممكن توجيهها إلى االقتصاد ،ويؤدي بدوره إلى رفع تكلفة الواردات.
-قيام البنك المركزي ببعض العمليات المصرفية :حيث تستخدم البنوك هذا األسلوب في البلدان التي
تكون فيها أدوات السياسة النقدية محدودة األثر ،حيث تقوم البنوك المركزية بمنافسة البنوك التجارية
بأدائها لبعض األعمال المصرفية كتقديمها القروض لبعض القطاعات األساسية في االقتصاد.
295
-التأثير واإلقناع األدبي :وهي وسيلة تستخدمها البنوك المركزية بطلبها بطرق ودية وغير رسمية من
البنوك التجارية تنفيذ سياسة معينة في مجال منح االئتمان ويعتمد نجاح هذا األسلوب على طبيعة
العالقة القائمة بين البنوك التجارية والبنك المركزي.
ب .األدوات غير المباشرة للسياسة النقدية :تعتمد هذه األدوات على استخدام السوق للتعديل النقدي
بهدف التأثير على عرض وطلب النقد ،ويسمح هذا األسلوب لقوى السوق أن تعمل على تخصيص
القروض ،ومن أهم هذه األدوات غير المباشرة ما يلي:
.1عمليات السوق المفتوحة :تعني هذه السياسة دخول البنك المركزي للسوق النقدية والمالية من أجل
تخفيض أو زيادة حجم الكتلة النقدية عن طريق بيع أو شراء األوراق المالية ،وتعتبر هذه الوسيلة األكثر
شيوعا واستخداما خاصة في الدول المتقدمة.
ففي حالة معاناة االقتصاد من ظاهرة التضخم يتدخل البنك المركزي عارضا ما بحوزته من أوراق مالية
للبيع ومن تم يقوم بامتصاص الفائض من الكتلة النقدية فيتقلص حجم السيولة وتنخفض مقدرة البنوك
التجارية على التوسع في منح االئتمان ،وإذا كان االقتصاد يعاني من ظاهرة االنكماش يتدخل البنك
المركزي لتشجيع االئتمان وتوفير السيولة الالزمة لألداء االقتصادي ،وذلك بشراء األوراق المالية.
المسألة األولى :تتعلق بمدى قدرة البنك المركزي على تسويق السندات في األسواق المالية.
المسألة الثانية :تتعلق بالطريقة التي يتصرف بها البنك المركزي في األرصدة النقدية المتراكمة
لديه نتيجة بيع السندات في األسواق المالية.
المسألة الثالثة :تتعلق بضرورة تكرار عمليات السوق المفتوحة وذلك لتحقيق االستم اررية في
مفعول السياسة النقدية االنكماشية.
المسألة الرابعة :وتتعلق باآلثار السلبية المترتبة على التدخل في آلية السوق الحرة.
296
ويتوقف نجاح البنك المركزي في تحقيق أهدافه باستخدام هذه األداة على ما يلي:
تقوم البنوك التجارية باالحتفاظ بنسبة معينة من إجمالي ودائعها في شكل رصيد سائل لدى البنك
المركزي ،ويطلق على هذه النسبة اسم االحتياطي القانوني أو اإلجباري .وتعتبر هذه األداة ذات هدف
مزدوج فهي من جهة أداة لحماية المودعين وتمكينهم من ضمان السحب عند الحاجة لودائعهم ،ومن
جهة ثانية أداة للتأثير على قدرة البنوك التجارية في منح االئتمان .ففي أوقات الكساد يمكن للبنك
المركزي أن يخفض من نسبة االحتياطي ،مما يساعد على زيادة التسهيالت االئتمانية تنشيط المعامالت
وزيادة الطلب مما يؤدي إلى زيادة التشغيل والدخل الوطني للمجتمع .وفي حاالت التضخم يرفع البنك
المركزي نسبة االحتياطي النقدي للحد من قدرة البنوك التجارية على منح االئتمان وتؤدي إلى انخفاض
االستثمار ومعدالت التوظيف ومنه انخفاض الطلب وبالتالي انخفاض األسعار.
-المسألة األولى :وتتعلق بمدى قدرة البنك المركزي على إدارة األرصدة النقدية لدى البنوك
التجارية.
-المسألة الثانية :تتعلق بكمية األرصدة التي تحتفظبها البنوك التجارية يوميا لدى أمانة
الصندوق لديها ،فمن المعروف أن نسبة غير قليلة (نحو %(10 - 8من األرصدة النقدية
297
لدى البنوك التجارية يتم االحتفاظ بها ويتم تداولها يوميا بواسطة أمناء الصندوق .ويتم السحب
من األرصدة يوميا ،وبالتالي فقياس حجم األرصدة النقدية لدى هذه البنوك يتغير بالضرورة
بحسب الوقت الذي تقوم فيه بعملية القياس ،مما يجعل هذه األرصدة عرضة للتغيير باستمرار،
فمن شأن ذلك أن يجعل منها أداة غير دقيقة لتنفيذ السياسة النقدية.
-المسألة الثالثة :وتتعلق بتوقع المصارف التجارية لتغير في السياسة النقدية ،فإذا توقعت
البنوك التجارية سياسة نقدية متشددة تقوم على أساس رفع نسبة االحتياطي النقدي ،فإن هذه
البنوك تستطيع الحد من هذه السياسة وذلك باحتفاظها بكميات إضافية وفائضة من األرصدة
النقدية ،وبذلك فرفع نسبة االحتياطي لن يكون لها تأثير يذكر على توازن البنوك التجارية.
-يتأثر حجم االئتمان في الواقع بالطرق االقتصادية والمالية ،ولذا فإن أي تغيير في االحتياطي
القانوني ال يؤدي بالضرورة إلى تغيير حجم االئتمان.
-قد تؤثر معدالت االحتياطي القانوني على ربحية البنوك التجارية مما يؤدي إلى زيادة تكلفة
اإلقراض.
-قد يؤثر معدل االحتياطي القانوني على أسعار األوراق المالية ،خاصة السندات العمومية،
فرفع هذا المعدل يؤثر على قدرة البنوك على اإلقراض مما يجعلها تسعى إلى تعويض السيولة
من خالل بيعها للمنشآت الموجودة لديها ،مما يعمل على انخفاض أسعارها.
وهو عبارة عن معدل الفائدة الذي يتقاضاه البنك المركزي مقابل إعادة خصمه لألوراق التجارية للبنوك
التجارية واإلقراض منه باعتباره المالذ األخير وتعتبر إعادة الخصم شكال من أشكال إعادة التمويل
298
التي يقوم بها البنك المركزي لتزويد البنوك التجارية بالسيولة .ويعتبر إحدى األدوات التي يستخدمها
البنك المركزي للتأثير على كمية االئتمان نقصا وزيادة فإذا أراد البنك المركزي أن يحد من حجم
االئتمان المصرفي لجأ إلى رفع معدل إعادة الخصم ،حيث يؤدي هذا إلى رفع معدل الفائدة الذي
تقترض به البنوك التجارية ،أما إذا قام البنك المركزي بتخفيض معدل إعادة الخصم فإنه بذلك يشجع
البنوك التجارية بدورها إلى خفض سعر الخصم مما يشجع األفراد مستهلكين كانوا أو مستثمرين على
خصم أوراقهم التجارية وبالتالي يمكنهم من التوسع في عمليات البيع باألجل .وفي حاالت التضخم
يرفع البنك معدل إعادة الخصم ليحد من قدرة البنوك على التوسع في االئتمان فترفع تكلفة االئتمان
ومن تم تكلفة التمويل ،فيدفع ذلك المستثمرين إلى االمتناع عن االقتراض وقد يلجئون إلى استثمار
أموالهم في السوق المالية ،وهكذا تخرج األموال من فخ السيولة ،فيتقلص حجم الكتلة النقدية وينكمش.
وفي حالة إتباع سياسة توسعية فإنه يقوم بخفض معدل إعادة الخصم حتى يمكن البنوك التجارية
بخصم ما لديها من أوراق تجارية والتوسع في منح االئتمان.
ثمة هناك بعض االعتبارات والمشاكل العملية المترتبة على استخدام هذه األداة للتأثير في العرض
النقدي منها:
-المسألة األولى :تتعلق بمدى فعالية معدل الخصم كأحد أدوات السياسة النقدية على المدى الطويل،
فاعتبار معدل الخصم كسعر يتحدد في األسواق ال يمكن تغييره بشكل دائم ما لم يكن هذا التغيير قد
جاء نتيجة للتحوالت في ظروف العرض والطلب النقدي ،ولذا فإن التغيير الذي يجريه البنك المركزي
على معدل الخصم كأسلوب للتحكم في العرض النقدي ،وال يمكن أن يكون ذو فعالية على المدى
الطويل إال إذا رافق ذلك تغير في النقد نفسه.
-المسألة الثانية :تتعلق بتغيير معدل الخصم وبالتالي معدالت الفائدة وماله من أثر على االتفاق
االستثماري على المدى الطويل.
299
.4.5.10دور السياسة النقدية في تحقيق التوازن الداخلي
إن من أهم األهداف التي يسعى االقتصاديون إلى تحقيقها هو التوازن الداخلي والتوازن الخارجي،
ويقصد بالتوازن الداخلي" :تحقيق التوظيف الكامل للموارد االقتصادية المتاحة (ونعني بالتوظيف الكامل
أال يزيد معدل البطالة عن حوالي % 5سنويا وهو المعدل الطبيعي أو العادي) والحفاظ على مستوى
األسعار المحلية ،مع مالحظة أن وجود معدل للتضخم في حدود % 2و % 3يعتبر من األمور
المقبولة اقتصادي ا ،كونه يوفر حاف از إيجابي ا للمنتجين للتوسع في اإلنتاج.
ويعد الركود االقتصادي أحد المشاكل الهامة التي تواجه االقتصاديات النامية والمتقدمة على حد سواء،
نظ ار لما ينجم عنها من آثار سلبية على الجانب الحقيقي لالقتصاد وارتفاع معدالت البطالة .وإن
اختلفت حدة الركود فإنه يالحظ لجوء صانعي السياسة إلى سياسة نقدية توسعية في فترات الركود أما
في حالة ما إذا كان االقتصاد يعاني من حالة كساد فعلى السلطات النقدية أن تقوم بزيادة عرض
النقود.
مع اتجاه األفراد إلى استخدام هذه الزيادة عن طريق إنفاق مبالغ أكبر على السلع والخدمات وعلى
األصول المالية ،وبالتالي فستكون هناك زيادة مباشرة في الطلب الكلي ينتج عنها زيادة في اإلنتاج
والتشغيل .أما بالنسبة لتحليل كنز فان زيادة عرض النقود تؤدي إلى تخفيض معدل الفائدة الذي بدوره
يؤدي إلى زيادة االستثمار ،وبالتالي زيادة اإلنفاق الكلي ،أي أن زيادة عرض النقود تزيد من الطلب
الكلي بطريقة غير مباشرة ،وذلك بتأثيرها على معدل الفائدة .وبالتالي فكال التحليلين يظهران األثر
االيجابي لزيادة عرض النقود في التخلص من الكساد.
300
.2.4.5.10دور السياسة النقدية في تحقيق التوازن الخارجي
تستخدم السياسة النقدية لعالج اختالل ميزان حيث يشير التوازن الخارجي إلى تحقيق التوازن في
ميزان المدفوعات والعودة به إلى حالة التوازن عن طرق تغيير كل من المعروض النقدي وسعر
الصرف.
يختلف تحليل المنهج النقدي في ظل نظام أسعار الصرف الثابتة عنه في ظل أسعار الصرف الحرة
أو المرنة).فإذا كان ميزان المدفوعات في حالة عجز فإنه يجب إتباع سياسة نقدية انكماشية والعمل
على تخفيض المعروض النقدي ،ويتم ذلك برفع سعر الخصم أو دخول عمليات السوق المفتوحة أو
وضع سوق لالئتمان وغيرها ،ويحدث هذا أث ار إيجابيا على ميزان المدفوعات من عدة نواحي نذكر
منها تخفيض مستوى األسعار يعني أن تصبح منتوجات الدولة أرخص نسبيا في األسواق الخارجية
فيزداد الطلب عليها ،وفي المقابل تصبح السلع المستوردة مرتفعة السعر فيقل الطلب عليها ،وبالتالي
فالنتيجة زيادة الصادرات وانخفاض الواردات.
يؤدي انخفاض القوة الشرائية والسيولة في االقتصاد المحلي إلى انخفاض الطلب على السلع المحلية
واألجنبية ومع انخفاض االتفاق الكلي تقل الواردات ،حيث يتوقف ذلك على النزعة الحدية لالستيراد.
يؤدي رفع معدل الفائدة على األوراق المالية إلى جذب رؤوس األموال األجنبية إلى الدولة التي ستسعى
إلى االستفادة من معدل الفائدة المرتفع .وهكذا يساعد تدفق رؤوس األموال األجنبية على تخفيض
العجز في ميزان المدفوعات.
301
استخدام سعر الصرف في التأثير على ميزان المدفوعات:
يؤثر تغير سعر الصرف على ميزان المدفوعات :ففي حالة وجود عجز في ميزان المدفوعات ،تلجأ
الدولة لتخفيض قيمة عملتها الخارجية أي رفع سعر الصرف األجنبي ،ويؤدي هذا اإلجراء إلى زيادة
الصادرات وتقليل الواردات ،إال أنه لكي تحدث هذه السياسة آثارها المرجوة البد من توافر مجموعة من
الشروط :بالنسبة للصادرات ،يجب أن يكون العرض المحلي لسلع التصدير مرنا ،وأن يكون الطلب
الخارجي على صادرات الدولة مرن ا .وأما بالنسبة للواردات فيجب أن يكون الطلب المحلي على الواردات
السلعية مرنا وأن يتمتع عرض الواردات بالمرونة الكافية.
يتوقف نجاح السياسة النقدية على مدى استقاللية البنك المركزي ،وشروط االئتمان المتاحة في األسواق.
وعند فحص عناصر السياسة النقدية في الدول النامية ،نجد أن هذه الدول تفتقد إلى عناصر نجاح
هذه السياسة ،ومنها:
-االفتقار إلى أسواق نقدية منظمة ،كما أنها تتميز بضيق نطاق األسواق المالية –إن وجدت -وهو
ما يؤدي إلى ضعف فعالية سياسة معدل إعادة الخصم واستحالة تطبيق سياسة السوق المفتوحة على
نطاق واسع.
-ضعف الدور الذي يقوم به البنك المركزي في التأثير على البنوك التجارية ،فإن ذلك يحول دون
قيام البنوك التجارية بأي دور فعال في التأثير على النشاط االقتصادي.
-تميل البنوك التجارية في الدول النامية إلى تقديم االئتمان المصرفي لتمويل قطاع التجارة (تمويل
قصير األجل) ،مقارنة بالتمويل المقدم للقطاع اإلنتاجي (وهو تمويل طويل األجل) والذي يعتبر أحد
دعامات التنمية االقتصادية.
302
-ضعف الوعي النقدي والمصرفي ،حيث يتجه األفراد في الدول النامية إلى االحتفاظ بموجوداتهم في
شكل عملة وليست ودائع أو أوراق مالية ،وهو ما يدل على ضعف الدور الذي تقوم به الودائع في
تسويق المدفوعات.
-ومن بين أهداف السياسة النقدية هدف استقرار األسعار ،وإن كان هذا الهدف يالءم اقتصاديات
الدول المتقدمة فهو ال يالءم اقتصاديات الدول النامية ،حيث أن هذه األخيرة تعتمد في تمويل التنمية
على وسائل التمويل التضخمي أو التمويل بالعجز ،الذي يستند إلى االقتراض من البنك المركزي.
-تواجه االقتصاديات النامية ضيق نطاق األصول المالية وأدوات االئتمان التي يتم من خاللها تعبئة
المدخرات وتجميعها ونقلها من المدخرين إلى المستثمرين ،وهذه الوظيفة من المفترض أن يقوم بها
السوق النقدي والسوق المالي لذلك فهي تعاني من الضعف والتخلف ،مما ينعكس على العادة المصرفية.
-يتوقف تفضيل السيولة في الدول النامية على العادات االجتماعية بصفة أساسية ويتأثر الطلب على
السيولة بالتغيرات الموسمية في النشاط االقتصادي ،مع اتجاه األفراد لالحتفاظ بثرواتهم في أصول غير
منتجة كاألراضي والعقارات والذهب والتحف الثمينة.
-بالنسبة لمكونات عرض النقود ،يالحظ أن نسبة العملة المتداولة إلى عرض النقود تمثل نسبة عالية
نسبيا ،وكلما زادت هذه النسبة زادت ضآلة الممارسات االئتمانية.
وبالتالي فإن السياسة النقدية في هذه البلدان أقل فعالية مقارنة بالدول المتقدمة ،بسبب العالقات المحلية
والخارجية واختالل هيكل االئتمان القائم في تلك الدول ،كما نجد أن السياسة النقدية عاجزة عن
المساهمة كثي ار في دعم ونمو هذه الدول.
303
أسئلة الفصل العاشر
أسئلة مقالية
.1حسب النظرية النقدية الكالسيكية ،العامل الفعال في التأثير بالمستوى العام لألسعار هو:
أ .سرعة دوران النقود
ب .كمية النقود
ج .أسعار الفائدة
د .جميع اإلجابات خاطئة
.2ركزت النظرية النقدية الكالسيكية على وظيفة النقود:
أ .كوسيط في المبادالت
ب .لالحتياط والطوارئ
ج .كحافظة للقيمة
د .جميع اإلجابات صحيحة
.3ركز الفريد مارشال (كيمبردج) في النظرية النقدية على:
أ .التفضيل النقدي
ب .احتفاظ األفراد باألرصدة النقدية السائلة
ج .ثبات نسبة الرصيد النقدي
د .جميع األجوبة صحيحة
304
.4حسب فيكسل معدل الفائدة الطبيعي هو المعدل الذي:
أ .السائد في السوق
ب .يتحدد طبقا لإلنتاجية الحدية لرأس المال المستخدم في اإلنتاج
ج .يتحدد بتالقي قوى العرض والطلب على النقود
د .جميع اإلجابات صحيحة
305
ز .لتأجيل االستهالك
ح .جميع اإلجابات صحيحة
306
الفصل الحادي عشر :مشكالت االقتصاد الكلي :التضخم والبطالة والنمو
ملخص الفصل:
يتناول الفصل موضوع التضخم والبطالة حيث يتم التعرف على مفهوم التضخم وأسبابه وأنواعه باإلضافة إلى طرق
قياس التضخم وآثاره االقتصادية واالجتماعية وبالتالي كيفية الحد من التضخم وتخفيف آثاره .كما يتطرق الفصل
لتعريف البطالة وكيفية حساب معدل البطالة باإلضافة إلى آثارها االجتماعية واالقتصادية والسياسية وكيفية الحد
منها .ويختتم الفصل بإشارة إلى مفهوم النمو االقتصادي ومسألة التنمية االقتصادية.
307
مخطط الفصل:
.1.11التضخم
.1.1.11تعريف التضخم
.2.1.11تفسير التضخم
.3.1.11أنواع التضخم
.4.1.11قياس التضخم
.5.1.11آثار التضخم
.6.1.11عالج التضخم
.2.11البطالة
1.2.11تعريف البطالة
.4.2.11أسباب البطالة
.6.2.11الحد من البطالة
.3.11النمو االقتصادي
308
الفصل الحادي عشر :مشكالت االقتصاد الكلي :التضخم والبطالة والنمو
.1.11التضخم
تكرر حدوث التضخم النقدي في اقتصاديات الدول على مر العصور في التاريخ القديم والحديث ولكن
ظهر التضخم بشكل جلي عندما تم االنتقال من التعامل بالقاعدة الذهبية المتمثلة بالذهب والفضة إلى
التعامل بالنقود الورقية والبنكية المتعددة األصناف والتسميات .ويعتبر إعالن الواليات المتحدة األمريكية
في عام 1971وقف تبديل الدوالر بالذهب المقر في مؤتمر بريتون وودز 1944مرحلة هامة في
ظاهرة التضخم .وأصبح معدل التضخم في االقتصاديات المعاصرة من المؤشرات االقتصادية الكلية
مؤشر يتم بموجبه الحكم على مستوى األداء االقتصادي للحكومات .ويدخل
اا الهامة .فأصبح للتضخم
التضخم في علوم االقتصاد الكلي وتعقد المؤتمرات والبحوث والندوات بشكل شبه دوري حول هذه
الظاهرة الخطيرة بحثا عن الحلول المناسبة لها وللحد من آثارها السلبية .وعلى الرغم وجود األبحاث
والدراسات المتعددة التي تناولت موضوع التضخم .إال أنها لم تعالج الموضوع جذرايا .وفي معظمها
جانب ا من الجوانب التي يدخل التضخم بها .وال زالت وسائل عالجه غير مكتملة المعالم .وغير
تأخذ ا
ناضجة .وهذا وإن دل فإنما يدل على توسع وخطورة هذه الظاهرة.
.1.1.11تعريف التضخم
ال يوجد إجماع من جانب االقتصاديين على تعريف محدد للتضخم وأورد علماء االقتصاد الكثير من
التعاريف لظاهرة التضخم ونذكر من أهمها:
وهذا التعريف هو األكثر شيوع واستخداما للتضخم ،ونالحظ منه أن ارتفاع األسعار يجب أن يكون
عاما شمل كل السلع والخدمات؛ كما يجب أن يكون االرتفاع مستم ار وليس طارئا ،اال انه يؤخذ عليه
309
أحيانا ترتفع األسعار بسبب عامل الخوف من المستقبل واقبال المستهلكين على الشراء والمنتجين على
التخزين كما أن االنتقال من الكساد إلى الرخاء يؤدي الرتفاع األسعار وال يعد هذا تضخما.
بالرغم ما قابله هذا التعريف من نجاح إال أنه واجه انتقادات عديدة نذكر منها:
-إهماله للعوامل النفسية التي تتدخل في تحديد قيمة النقود .فالتخوف من األسعار قد يؤدي إلى
ارتفاعها فعال بسبب زيادة الطلب من جانب المشترين وزيادة المخزون لدى المنتجين
-إن ازدياد الدخل النقدي في حالة االنتقال من الكساد إلى الرخاء ال يعتبر حالة تضخمية
-وعرفه البعض بأنه ((حركة صعودية لألسعار تتصف باالستمرار الذاتي تنتج عن فائض الطلب
وهذا التعريف يعبر عن زيادة كمية النقد المتداول عن كمية المنتجات والسلع الموجودة في السوق
-وعرفه البعض بأنه ((زيادة العرض الكلي النقدي عن الطلب الكلي للنقود في االقتصاد)).
وهناك من يعرفه بقوله" :أن التضخم هو الزيادة المفرطة لوسائل الدفع .مما يؤدي إلى ارتفاع األسعار
وانخفاض قيمة العملة .فهو ظاهرة نقدية بحتة
وعكس التضخم هو االنكماش وهو هبوط في المستوى العام لألسعار ،وبالتالي انخفاض اإلنتاج وزيادة
البطالة.
310
.2.1.11تفسير التضخم
نميز ثالث نظريات رئيسية تفسر التضخم وهي :نظريات الطلب ونظريات العرض والنظريات الهيكلية.
.1.2.1.11نظريات الطلب
ترتكز في تفسيرها للتضخم على جانب الطلب ،حيث تفترض أن سبب هذه الظاهرة هو وجود فائض
الطلب ،وأنصار هذا االتجاه هما النظرية النقدية (الكالسيكية والحديثة) والنظرية الكينزية:
وتعتبر من أبسط النظريات في تفسير التضخم وترى وجود عالقة بين كمية النقود والتضخم .وتؤدي
الزيادة المفرطة في كمية النقود إلى حدوث ظاهرة التضخم ،أو ما يسمى التضخم النقدي ".ويظهر في
صورتين .األولى صيغة المبادالت لفيشر"التي طورت فيما بعد على يد ألفريد مارشال في صورة جديدة
تسمى ب" معادلة كيمبردج"
وتقوم هذه النظرية على أن التضخم يرجع إلى تزايد كمية النقود ،فالنقود مثل بقية السلع ،حيث يوجد
عالقة طردية بين كمية النقود والمستوى العام لألسعار بحيث ترتفع األسعار كلما زادت كمية النقود
والعكس ،وذلك على افتراض عدم وجود اكتناز وثبات سرعة تداول النقود وحجم المبادالت ،وبالتالي
تتناسب التغيرات في قيمة النقود عكسي ا مع التغير في كميتها.
معادلة كيمبردج
قامت بإحالل فكرة الطلب على النقود بدال من حجم المعامالت وميزت بين فترتين:
311
في الفترة القصيرة تؤثر كمية النقود على المستوى العام لألسعار .انطالقا من فرض ثبات حجم الناتج
القومي وثبات الطلب عن النقود .أما في الفترة الطويلة تتغير األسعار حسب تغيرات العالقة بين عرض
النقود والطلب الحقيقي عليها .فالتضخم حسبهم ينسب إلى التغير في نسبة الدخل التي يحتفظ بها في
شكل نقود سائلة أو كاحتياطي نقدي.
وتقول يحدث التضخم عندما يزيد نمو اإلصدار النقدي عن نمو الناتج المحلي؛ كون اإلنتاج غير مرن
في األجل القصير ،وال يمكنه أن يستجيب بسهولة للطلب المتزايد فترتفع األسعار.
-الثروة الكلية :والنقود هي احد أشكال االحتفاظ بالثروة ،مثل السهم والسندات والسلع ....وتقاس
الثروة بالقيمة الحالية للدخل الحقيقي المتدفق منها .ويعبر عن الثروة الكلية في معادلة الطلب على
النقود عن طريق الدخل الذي تخلقه ونرمز له بالرمزY.
-سعر وإيراد مختلف أشكال الثروة( :تكلفة االحتفاظ بالثروة) وتقاس بما يفقده المحتفظون بها من
عائدات مضحى بها .وبناء على األشكال الخمسة للثروة (األسهم والسندات والنقد والسلع المادية ورأس
المال البشري) يوجد خمسة متغيرات إضافية للطلب على النقود وهي:
312
-معدل الفائدة في سوق السندات واألسهم :وهي الفرصة البديلة لالحتفاظ بالنقود؛ حيث تخفض
معدالت الفائدة المرتفعة من رغبة األفراد في االحتفاظ بالنقود.
-مردود السلع اإلنتاجية :يؤدي التضخم إلى انخفاض القيمة النسبية للنقود ومن ثم تزيد تكلفة الفرصة
البديلة لحيازتها.
-مردود رأسمال البشري :ويرتبط بعالقة طردية مع الطلب على النقود ،فارتفاع هذه النسبة يحفز
األفراد على االحتفاظ بنسبة أكبر من دخولهم في شكل أرصدة نقدية .ويرجع السبب في ذلك كون
الثروة المادية قابلة للتحويل إلى شكل مادي .بينما يصعب تحويل الثروة البشرية إلى شكل نقدي.
.2.1.2.1.11النظرية الكينزية:
يمكن أن نطلق على نظرية التضخم حسب التحليل الكينزي نظرية فائض الطلب .وقد قدم التحليل
الكينزي أدواتا جديدة في التحليل النقدي نوجز أهمها فيما يلي:
-يتحدد معدل الفائدة حسب الطلب على النقود وعرضه والذي بدوره يتناسب عكسيا مع االستثمار؛
واالستثمار مع الميل لالستهالك يحددان الدخل القومي.
-ركزت النظرية على الطلب المباشر على النقود بشكل أساسي؛ ودرست عالقته باإلنفاق القومي،
وركزت على دراسة العالقة بين اإلنفاق القومي والدخل القومي.
-تقترح النظرية كموجه للسياسة النقدية التوسع في اإلنفاق في حالة الكساد وخلق فائض في الميزانية
في حالة التضخم.
313
.2.2.1.11نظريات العرض
لم تستطع نظريات الطلب تفسير التضخم بشكل كامل لذلك طرح بعض االقتصاديون نظرية التضخم
الناشئ عن جانب العرض؛ وبالتالي يكون ارتفاع األسعار ناتجا عن ارتفاع مسبق في تكاليف اإلنتاج
عامة وفي األجور خاصة .وترى نظرية العرض أن السبب الرئيسي لظاهرة التضخم هو ارتفاع تكاليف
اإلنتاج وخاصة في الدول المتقدمة .حيث يلجأ المنتجون إلى رفع أسعار منتجاتهم لتحقيق معدالت
عالية من األرباح وبالمقابل تطالب نقابات العمال أرباب العمل بزيادة األجور مما يؤدي إلى زيادة
تكاليف اإلنتاج .وهذا ما يدفع المنتجين إلى رفع األسعار لتعويض الزيادة في تكاليف اإلنتاج (زيادة
األجور) وتحميلها للمستهلك .كما قد ترتفع األسعار نتيجة ارتفاع أسعار مستلزمات العملية اإلنتاجية
محلية كانت أو مستوردة.
.3.2.1.11النظريات الهيكلية
حسب هذه النظرية يوجد عوامل هيكلية تساهم في إحداث التضخم وتختلف هذه العوامل في الدول
المتقدمة عن الدول النامية .وظهرت مدرستين في هذا االتجاه ركزت األولى على التغيرات الهيكلية
التضخمية في الدول المتقدمة وبحثت الثانية في التغيرات الهيكلية المرتبطة بالدول النامية.
-زيادة معدالت النمو االقتصادي بمعدالت كبيرة ونمو الوحدات المنتجة وتحولها إلى شركات ضخمة
احتكارية.
314
-التغير في األسعار النسبية للسلع نتيجة تغير عالقات النمو بين القطاعات المختلفة في االقتصاد
القومي .حيث يؤدي ارتفاع األسعار النسبية في بعض األسواق لبعض السلع إلى ارتفاع كبير في
المستوى العام لألسعار.
تضخم اإلنتاجية :إن ارتفاع معدالت اإلنتاجية في بعض القطاعات تسمح للعمال بالحصول على
زيادات في األجور ليس في هذه القطاعات فقط ولكن على مستوى االقتصاد القومي ككل.
تتعرض اقتصاديات الدول النامية لهذا النوع من التضخم بسبب سعيها لتحقيق برامج التنمية االقتصادية
واالجتماعية ومن أسباب التضخم:
-ضعف القدرة على االستيراد نتيجة انخفاض حصيلة الدول من النقد األجنبي.
نخلص إلى أن التضخم هو ارتفاع مستمر في األسعار .ترجع أسبابه إلى عوامل نقدية أو حقيقية أو
هيكلية وهذا ما يفسر تعدد النظريات االقتصادية التي تفسر ظاهرة التضخم ،وال يمكن اعتبار نظريات
تفسير التضخم مستقلة عن بعضها البعض أو متعارضة .بل هي متكاملة ومترابطة.
.3.1.11أنواع التضخم
315
درجة إشراف الحكومة على جهاز األسعار.
مدى حدة الضغط التضخمي.
مصدر الضغط التضخمي.
.1.3.1.11درجة إشراف الحكومة على جهاز األسعار :وتحكمها في جهاز األسعار ومراقبتها له،
ونميز هنا:
-1التضخم الطليق (المكشوف) :وهو ارتفاع كبير في األسعار واألجور والنفقات األخرى التي
تتصف بالمرونة وذلك دون تدخل من الحكومة.
-2التضخم المكبوت :يتجلى هذا النوع من التضخم بالتدخل من قبل الحكومة في سير حركات
جهاز األسعار .والتأثير عليه والتحكم به.
-3التضخم الكامن :وهو ارتفاع في الدخول النقدية دون أن تجد لها منفذا لإلنفاق .بسبب تدخل
الدولة بإجراءاتها المختلفة لمنع إنفاق هذه الدخول المتزايدة فيبقى التضخم كامنا.
معيار مدى حدة الضغط التضخمي .2.3.1.11
-1التضخم الزاحف :وهو ارتفاع متواصل في المستوى العام لألسعار بمعدالت صغيرة .ويطلق
عليه التضخم الدائم؛ وهو من أخف أنواع التضخم النقدي.
-2التضخم المتسارع :وهو ارتفاع مستمر ومضاعف في المستوى العام لألسعار في فترة زمنية
قصيرة ،وهو من األنواع الخطرة التي تهدد االقتصاد.
-3التضخم الجامح (المفرط) :وهو ارتفاع سريع حاد في المستوى العام لألسعار .ويسمى بالتضخم
الجامح؛ ويعد هذا النوع أشد أنواع التضخم النقدي خطورة على اقتصاديات الدول وغالبا ما
يفضي هذا النوع من التضخم النقدي إلى تدمير االقتصاد وإلغاء العملة .ومن أشهر أمثلة هذا
316
النوع ما جرى في ألمانيا بعد الحرب العالمية األولى في عام 1923م .حيث بلغت نسبة التضخم
النقدي ألفين وخمسمائة في المائة في الشهر .وكذلك ما جرى في المجر عامي -1945
1946م حيث بلغ معدل التضخم الشهري تسعة عشر ألف وثمانمائة في المائة ،وبوليفيا
.1985-1984
نميز خمسة أنواع للتضخم وهي تضخم النفقة ،تضخم الطلب ،التضخم المشترك ،التضخم الهيكلي
والتضخم المستورد .سنتناول فيما يلي كال من التضخم المشترك والتضخم المستورد فقط .كون أن
األنواع الثالث األخرى تم دراستها سابقا.
)1التضخم المشترك :وينشأ نتيجة تزامن حدوث كال من تضخم الطلب وتضخم النفقة .فارتفاع
األجور واألرباح يزيد من دخول األفراد ومن ثم يزيد طلبهم على السلع (االستهالكية أو
االستثمارية) وفي المقابل فإن زيادة الطلب الكلي لديه تأثير على تكاليف اإلنتاج
)2التضخم المستورد :ويعرف بأنه الزيادة المستمرة والسريعة في أسعار السلع والخدمات النهائية
المستوردة من الخارج؛ حيث تلجأ الدول إلى استيراد السلع االستهالكية واإلنتاجية بأسعار عالية
وبهذا فهي تستورد التضخم كما هو من العالم الخارجي.
نالحظ وجود عالقة تداخل بين جميع أنواع التضخم ،فمثال التضخم المستورد يؤدي إلى تضخم
التكاليف والتضخم المشترك هو مزيج بين تضخم الطلب وتضخم النفقـة كما أن التضخم الجامح
قد يحدث نتيجة تزامن حدوث عدة أنواع من التضخم .بالتالي نخلص إلى أنه من الصعب الفصل
بين أنواع التضخم.
317
.4.1.11قياس التضخم
مر معنا في الفصل الثاني كيفية قياس معدل التضخم بطريقة بسيطة .ومن المناسب أن نذكر هناك
اسلوب ا آخر ال يعتمد على التغيرات السعرية وهو الفجوة التضخمية .تعرف الفجوة التضخمية بأنها ذلك
المقدار الذي يعبر عن زيادة اإلنفاق الكلي (الطلب الكلي) عن حجم الناتج الحقيقي (العرض الكلي)
عند مستوى االستخدام الكامل والتي تفسر الزيادة في األسعار .ويرجع الهدف من حساب الفجوة
التضخمية في محاولة استخدامها في قياس الضغوط على المستوى العام لألسعار .ولقياس هذه الفجوة
معايير:
)1معيار االستقرار النقدي يرى ميلتون فريدمان أن استقرار مستوى األسعار على المدى الطويل ال
يتحقق إال إذا نجحت السلطات النقدية في تحديد ما أسماه " الحجم األمثل لكمية النقود" .الذي يعبر
عن حجم النقود الذي يتعين أن يلغي معدل تغيره في كل فترة زمنية األثر الذي يمارسه معدل تغير
الناتج القومي ومعدل تغير الطلب على النقود أو سرعة دورانها محافظا على مستوى األسعار السائدة
في فترة األساس.
)2معيار فائض الطلب وتحدث الفجوة التضخمية تحدث إذا لم يقابل الزيادة في حجم الطلب الكلي
الفعال زيادة في حجم اإلنتاج .إذ أن هذا الفائض ينعكس في ارتفاع األسعار.
)3معيار اإلفراط النقدي يرتكز هذا المعيار على النظرية الكمية المعاصرة والتي تفترض أن التغير
في نصيب الوحدة المنتجة من كمية النقود هو السبب الرئيسي وراء التغير في مستوى األسعار.
.5.1.11آثار التضخم
يعتبر التضخم ظاهرة اقتصادية سلبية يجب عالجها والحد منها لما لها من آثار خطيرة تؤدي الى عدم
االستقرار ،وفيما يلي أهم اآلثار االقتصادية واالجتماعية.
318
أوالً :اآلثار االقتصادية للتضخم
يؤدي االرتفاع المستمر في األسعار إلى فقدان النقود لجزء من قوتها الشرائية .مما ينعكس في ضعف
ثقة األفراد بوحدة العملة الوطنية ومن ثم تدهور قيمتها وبالتالي انخفاض االدخار وارتفاع االستهالك.
واللجوء إلى العمالت األجنبية والذهب كمخزن للقيمة بدال من العملة المحلية وبالتالي يقلل من حجم
االستثمارات.
إن االرتفاع المستمر لألسعار يضعف المقدرة الشرائية لألفراد .مما يدفعهم للجوء إلى مدخراتهم
للمحافظة على مستوى االستهالك وينخفض نتيجة لذلك ما يتم االدخار .هذا ما يؤدي إلى انخفاض
المقدرة على تمويل االستثمارات.
إن االرتفاعات المستمرة لألسعار تشجع المنتجين وأصحاب رؤوس األموال على توسيع استثماراتهم
بغية الحصول على أرباح كبيرة ،غير أن التضخم يتضمن ارتفاع أسعار الموارد والسلع االستثمارية
المستخدمة في العملية اإلنتاجية .مما يزيد من حجم الكلفة االستثمارية .بالشكل الذي يؤدي إلى إعاقة
عملية التنمية االقتصادية .باإلضافة إلى أن التضخم يعمل على إعادة توجيه االستثمارات إلى قطاعات
معينة خاصة تلك المنتجة للسلع االستهالكية والتي تكون هوامش ربحها مرتفعة بسبب ارتفاع أسعار
منتجاتها على حساب بقية القطاعات اإلنتاجية األخرى وبالتالي ينتج عنها ما يسمى بإعادة توزيع
319
الدخل والثروة بشكل متفاوت بين الطبقات االجتماعية وغالبا ما يكون في صالح المستثمرين في
القطاعات المستفيدة من ارتفاع األسعار.
يؤدي التضخم إلى زيادة الواردات وانخفاض الصادرات (عجز الميزان التجاري) .فالزيادة التضخمية
في اإلنفاق القومي (الدخول النقدية) يترتب عليها زيادة في الطلب ليس فقط على السلع المحلية بل
يمتد ذلك إلى السلع األجنبية المستوردة إذا كان االستيراد مفتوحا ويقلص حصيلة النقد األجنبي .أما
إذا كان االستيراد مقيدا فيؤدي التضخم إلى زيادة الطلب على السلع المنتجة محليا مما يزيد في ارتفاع
األسعار وبالتالي يضعف من مقدرتها التنافسية في األسواق الخارجية .مما يؤدي إلى انخفاض
الصادرات .وبالتالي الخلل في ميزان المدفوعات.
يؤدي التضخم إلى انخفاض الكفاءة في اإلنتاج ،وقد يدفع التضخم أيضا العمال المهرة للهجرة إلى
خارج البالد بسبب األجور الضعيفة.
من المنطق أن تضاف عالوة التضخم إلى معدل الفائدة لتشجيع المقرضين على إعطاء القروض ،وهنا
يجب التمييز بين معدل الفائدة االسمي ومعدل الفائدة الحقيقي ،وبناء على ذلك فإن ارتفاع معدل
التضخم يرافقه ارتفاع نسبي في معدل الفائدة االسمي حتى يتم الحفاظ على المستوى التوازني لمعدل
الفائدة الحقيقي.
320
يرفع التضخم من معدالت الضريبة على أرباح الشركات ويخفض معدل العائد على االستثمارات
الرأسمالية ،وتفرض الضرائب على معدل الفائدة االسمي دون األخذ بعين االعتبار معدل التضخم
وبالتالي اقتطاع مبالغ ضخمة من إيرادات الفوائد سواء على األفراد أو أرباح الشركات مما تؤثر سلبا
على حجم االدخار وبالتالي اإلقراض واالستثمار.
ال نستطيع تحديد التأثير االجتماعي للتضخم بوضوح تام ألن تأثيراته السلبية على بعض فئات المجتمع
تكون إيجابية على فئات أخرى في آن واحد ولكن من أهم آثاره االجتماعية:
)1إعادة توزيع الدخل الوطني الحقيقي والثروة بين أفراد المجتمع بطريقة عشوائية .حيث ترتفع
األسعار بمعدالت تفوق معدالت الزيادة في دخول األفراد ويمكن توضيح آثار التضخم على
أصحاب الدخول كما يلي:
-يعاني المقرضون من آثار التغير في قيمة النقود بشكل واسع نتيجة النخفاض القوة الشرائية
للمبالغ التي يستردونها وبالتالي يكون المقترضون هم المستفيدون من تغير قيمة النقود .لكونهم
سوف يسددون القرض بقيمته االسمية التي تقل عن قيمته الحقيقية وقت اإلقراض.
-وبالنسبة ألصحاب المشاريع فتزداد دخولهم بمعدل أكبر من مستوى األسعار .مما يؤدي إلى
زيادة دخولهم الحقيقية.
-أما المزارعون فال يستفيدون من زيادة أسعار منتجاتهم .لكون هذه الزيادة يقابلها ارتفاع في
النفقات .أي في السلع والخدمات التي تحتاجها من السوق وبقية القطاعات األخرى.
321
)2أثر التضخم على توزيع الثروة:
يعمل التضخم على إعادة توزيع الثروة بطريقة غير عادلة .فأصحاب المشاريع والمنتجين تزيد دخولهم
الحقيقية .وذوي الدخل المحدود تنخفض دخولهم الحقيقية ويلجؤون إلى بيع ممتلكاتهم واستخدام
مدخ ارتهم.
.6.1.11عالج التضخم
للحد من شدة التضخم ومعالجة أسبابه والتخفيف من آثاره يوجد مجموعة من السياسات أهمها:
.1.6.1.11السياسة النقدية
ان استقرار األسعار هو الهدف األساسي للسياسة النقدية؛ وتعرف السياسة النقدية بأنها السياسة ذات
العالقة بالنقود والجهاز المصرفي حيث يعمل هذا األخير على تنظيم كمية النقود المتوفرة في المجتمع
من خالل عدة أدوات تتمثل فيما يلي.
معدل إعادة الخصم بأنه معدل الفائدة الذي يقرض البنك المركزي البنوك التجارية .ففي فترات التضخم.
يرفع البنك المركزي معدل إعادة الخصم ومن ثم ترتفع تكلفة حصول البنوك التجارية على القروض
322
من البنك المركزي .هذا ما يؤدي بدوره إلى رفع تكلفة حصول األفراد على القروض من البنوك التجارية
ويتوقف نجاحها على مرونة الطلب على االئتمان.
تتمثل في دخول البنك المركزي إلى سوق األوراق المالية بائعا أو مشتريات للسندات الحكومية .ففي
فترات التضخم .يقوم البنك المركزي ببيع السندات مما يؤدي إلى تقليص االحتياطات النقدية للمصارف
وبالتالي انخفاض مقدرتها على اإلقراض وانخفاض عرض النقود في النهاية ويحدث العكس في فترات
االنكماش .تتوقف فعالية هذه السياسة على توفر األسواق المالية ومدى تطور الجهاز المصرفي،
وتعتبر من العمليات األكثر مرونة ودقة.
هي نسبة يفرضها البنك المركزي على كل وديعة ألجل في البنك التجاري ،ويحتفظ بها لدى البنك
المركزي كوديعة مجمدة وال يحصل مقابلها على فائدة؛ ففي فترات التضخم يلجأ البنك المركزي إلى
رفع هذه النسبة عكس فترات الركود؛ مما يخفض العرض النقدي والقروض.
معدل الفائدة
هو ما يتلقاه األشخاص الطبيعيين واالعتباريين لقاء إيداعاتهم في البنوك .أو العائد الذي تحصل عليه
البنوك التجارية نظير منحها للقروض ،وهنا يتحكم البنك المركزي أحيانا بمعدل الفائدة حسب الوضع
االقتصادي السائد ،حيث يقوم برفع أسعار الفائدة في فترات التضخم لتشجيع األفراد والمؤسسات إليداع
أموالهم .مما يؤدي إلى تقليص المعروض النقدي في السوق ومن ثم التخفيف من حدة التضخم.
الودائع الخاصة :وتتمثل في تجميد البنوك التجارية لجزء من ودائعها وأرصدتها النقدية ،حسب فترات
الركود والتضخم.
323
ثانياً :أدوات الرقابة الفنية المباشرة
وهي أكثر فعالية من أدوات الرقابة الفنية غير المباشرة ،وتتم من خالل مراقبة االئتمان وتوجيه الموارد
المالية نحو قطاعات التنمية األكثر إنتاجية نسبيا من غيرها.
-فرض أسعار إعادة خصم انتقائية على أنواع معينة من األوراق المالية التي تصدرها مشاريع مرغوبة
وذات إنتاجية عالية.
وهي أدوات ووسائل فنية حديثة أخرى تساعد في مجال الرقابة منها:
-اإلقناع األدبي عن طريق توجيه البنك المركزي لالقتراحات والتحذيرات (الشفهية أو الكتابية)
للبنوك التجارية حتى تلتزم بالسياسة التي يرسمها .ففي فترات التضخم يلزم البنك المركزي
324
.2.6.1.11السياسة المالية
يقصد بالسياسة المالية سياسة الحكومة في اإليرادات والنفقات العامة (الضرائب واإلنفاق الحكومي
واإلعانات) وأهم أدوات السياسة المالية المستعملة في عالج ظاهرة التضخم هي:
-الرقابة الضريبية عن طريق رفع معدالت الضريبة التصاعدية على الدخل في فترات التضخم؛
وبالتالي تخفيض حجم الطلب الكلي ،مما يدفع باألسعار نحو االنخفاض.
-الرقابة على الدين العام عن طريق عقد القروض وطرح السندات لالكتتاب من قبل الجمهور
لسد العجز في مصادر التمويل.
-الرقابة على اإلنفاق العام حيث في حاالت التضخم تقوم الحكومة بتخفيض اإلنفاق الحكومي
الجاري.
-سياسة الرقابة على األجور :ففي فترات التضخم يتم تخفيض األجور النقدية لتخفيض حجم الطلب
الكلي وهذا بدوره يقلص من حجم اإلنفاق الكلي.
-سياسة الرقابة على األسعار :حيث تعمل الدولة على الرقابة على األسعار عن طريق وضع حد
أعلى ألسعار السلع والمواد وخاصة االستهالكية الضرورية لجعلها في متناول الجميع بدال من احتكارها
من قبل فئة معينة.
إلى جانب هذه السياسة .هناك طرق أخرى تستعمل للحد من ظاهرة التضخم تتمثل في تطبيق نظام
البطاقات أو تقنين السلع .وقد واجهت سياسة الرقابة المباشرة األسعار واألجور انتقادات عديدة منها:
إن هذه السياسة تركز في عالجها لظاهرة التضخم على آثارها بدالا من التركيز على أسبابها .أي أنها
تتعامل مع األعراض بدالا من عالج العّلة .ولذلك فإنها تتسم غالبا بضعف الفعالية.
ختام ا يمكننا أن نلخص أهم النقاط في اآلتي .التضخم هو االرتفاع المستمر لألسعار .تختلف أسبابه
باختالف النظريات المفسرة له .فنظرية الطلب تفترض أن السبب الرئيسي لهذه الظاهرة هو وجود
فائض في الطلب .ونظرية العرض ترى أن ارتفاع األسعار ناتج عن ارتفاع مسبق في تكاليف اإلنتاج
عامة وفي األجور خاصة أما النظرية الهيكلية فترجع التضخم إلى عدة عوامل أهمها :صالبة العرض.
التوزيع غير العادل للدخول والعجز في الميزانية .هناك عدة أنواع للتضخم تندرج تحت مجموعة من
المعايير تتمثل في :درجة إشراف الحكومة على جهاز األسعار .طبيعة القطاعات االقتصادية .مدى
حدة الضغط التضخمي ومصدره .كل نوع من هذه األنواع يمكن قياسه وتتبع اتجاهاته من خالل األرقام
القياسية.
تأتي أهمية دراسة التضخم من خطورة آثاره وما يمكن أن ينتج عنها .نذكر من بينها:
إن عالج ظاهرة التضخم يقتضي استعمال عدة سياسات تتمثل في :السياسة المالية السياسة النقدية
وسياسة الرقابة المباشرة على األسعار واألجور .كل سياسة تعمل على التخفيف من حدة التضخم
وضمان استقرار األسعار.
326
.2.11البطالة
البطالة مشكلة متعددة الجوانب واألبعاد؛ فهي مشكلة اقتصادية ونفسية واجتماعية وأمنية وسياسية؛
وذلك لمخاطرها وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع .تعـاني منهـا الـدول المتقدمـة والناميـة علـى حد
سـواء وبنسب متفاوتة ،ويعتبر مؤشر معدل البطالة من المؤشرات االقتصادية الكلية األساسية لما له
من أبعاد وتأثيرات في مختلف األصعدة االقتصادية واالجتماعية بشكل أساسي .كنا قد تطرقنا في
الفصل الثاني لتعريف البطالة وأنواعها بشكل مبسط ولكننا لم نفصل في هذه المسألة .نتحدث فيما
يأتي عن أسباب هذه المشكلة وآثارها وبعض المقترحات لعالجها بأدوات إجرائية.
.1.2.11تعريف البطالة
تعرف منظمة العمل الدولية البطالة بأنها "الحالة التي تشمل األشخاص الذين هـم فـي سـن العمـل.
والقـادرين عليـه .والمـؤهلين لــه بــالنوع والمســتوى المطلــوبين .وال ـراغبين فيــه والبــاحثين عنــه .وم ـوافقين
علــى الولوج فيه في ظل األجور السائدة .وال يجدونه خالل فترة زمنية معينة"
ومن هذا التعريف نالحظ الشروط الالزم توافرها كي يعد الفرد عاطالا وهي:
أن يكــون الش ــخص ضمن سن العمل حسب األنظمة والقوانين السائدة في البلد (-16
عام ــا في سورية) وال يعمــل سـ ـواء أك ــان ذل ــك بمقابل أجر أم لحسابه الخاص.
60ا
اغبـا فيـه بـأجر أو لحســابه الخاص
ـادر عليــه ر ا أن يكـون الفـرد ا
متاحا للعمـل .ق اا
أن يكون الفرد يبحث عن العمل بطريقة إيجابية وبشكل جدي.
أن يكون الشخص يبحث خالل الفترة الزمنية التي تتم فيها اإلحصـائيات يسـتمر فـي
البحث دائم ا وال ييأس.
327
ويعتبر هذا التعريف هو التعريف الشامل واالهم للبطالة بالرغم من انه وجهت له بعض االنتقادات
ومن أهمها:
أنـه ال يأخـذ فـي حسـبانه كـالا مـن البطالـة المقنعـة والبطالـة الجزئيـة .فـالفرد يعـد فـي
تعداد العاملين مادام عمل حتى ولوساعة واحدة.
ال يربط بين العمـل واإلنتاجيـة .فـالفرد فـي تعـداد العـاملين ولـوقلـت إنتاجيتـه إلـى حـد
جدا.
منخفض ا
ال يأخذ في تعداد العاطلين إال األفراد الذين ال يعملون ويبحثـون عـن عمـل .وبالتـالي
ـر م ــن الع ــاطلين ال ــذين ال يبحث ــون ع ــن عم ــل بع ــدما يئسـ ـوا م ــن
قطاع ــا كبي ـ اا
ا ُيهم ــل
الحصول على عمل.
يتجاهل األفراد الذين يعملون في وظائف هامشية أويقومون بأنشطة غير مشروعة.
معــدل البطالــة هو "نسـبة األفـراد العـاطلين إلـى قـوة العمـل المتاحـة فـي فتـرة زمنيـة معينـة" .ويعتبر هذا
المعدل من المؤشرات االقتصادية الكلية الهامة ويستخدم كمؤشر على األداء االقتصادي.
ويتوقف الوصول إلى معدل البطالة الصحيح على طول الفترة الزمنية المرجعية .كـذلك يختلـف قيـاس
البطالـة حسـب توقيـت الفت ـرة المرجعيــة خــالل العــام .خاصــة فــي المنــاطق التــي يتســم فيهــا النشــاط
االقتصــادي بالموس ــمية مث ــل المن ــاطق الريفي ــة .وم ــن المنطق ــي أن ي ــنخفض تق ــدير مع ــدل البطال ــة إذا
أجريت العملية اإلحصائية في فترة ذروة النشاط االقتصادي عما إذا تمت في فترة ركود.
.3.2.11أسباب البطالة
328
-العوامل االجتماعية وتضم:
مهمـا فـي تـدفق األعـداد الكبيـرة للعمـل .ومـن
دور ا
أ .الزيادة السكانيـة :فالعوامل الديموغرافيـة تلعـب اا
ثـم تســاهم بضــغوط واضــحة فــي ارتفــاع مســتوى البطالــة.
ب .زيادة الهجرات الداخلية :فلقد تسبب التزايد غير المخطـط فـي تيـارات الهجـرة المكثفـة مـن
المنـاطق الطـاردة للسـكان مثـل الريـف إلـى المنـاطق التـي تجـذب العمـال مثـل الحضـر والمـدن
وذلـك بهـدف البحـث عـن فـرص العمـل ومـا هـذا إال بسـبب عـدم تـوافر الخـدمات فـي المحافظ ــات
الريفي ــة .والتركي ــز عل ــى تخص ــيص مزي ــد م ــن االس ــتثمارات داخ ــل المن ــاطق الحضرية.
تركيبـا أساس اـيا ومكانـة رئيسـية فـي سـلم
ا -تغير القيم والعادات المجتمعية :فلقد تبوأت القيم المادية
ترتيـب القـيم داخـل المجتمـع فـي حـين تقهقـرت بعـض القـيم األخـرى المرتبطـة بالمعـايير الخلقيـة
والقـيم الدينيـة والروحية والتقاليد األصلية لدى بعـض النـاس ممـا أفـرز عـادات ومعـايير اجتماعيـة
سـلبية .وأثـر ذلـك علـى تفـاقم البطالـة المقنعـة .ومـن ثـم ضـعف اإلنتـاج .فـافتقر العمـل
واإلخـالص فيه واإلتقان وأضحى اإلهمال وعدم الشعور بالمسئولية واضحا
-العوامل االقتصادية
أ .الخلل في هيكل توزيع االستثمارات القومية
ب .الخصخصة وعدم قدرتها على استيعاب العمالة
-العوامل التكنولوجية والتعليمية
أ .التقدم التكنولوجي :حيــث أن التقــدم التكنولــوجي قــد أدى فــي بعــض القطاعــات إلــى االســتغناء
عــن طاقــات بش ـرية عاملــة إلحــالل اآلالت محلهــا .وهــو أمــر يكــاد يكــون مســتهدافا مــن قبــل
أصحاب رؤوس األموال في المشروعات الكبرى والصـغرى .حينمـا تحقـق لهـم هـذه الوسـيلة اا
وفر
طا للنفقات
وخفضا في الجهد .وضغ ا
ا في الوقت.
ب .التعليم وسوق العمل :فالهيكـل التعليمـي ال يرقـى لمتطلبـات سـوق العمـل فـي بعـض الكليـات
والمعاهـد .وال يكـاد يوجـد تـوازن بـين السياسـة التعليميـة وسـوق العمـل.
329
ج .قلة االهتمام بالبحث العلمي :حيـث ما ازلـت تسـتخدم مجموعـة طـرق إنتاجيـة تقليديـة .وهـي تنـتج
ـلعا ال تتـواءم مع السوق العالمي؛ مما يضعف القدرة التصديرية لالقتصاد القومي .مما يـؤثر
سا
سلبا على كل من مستوى الدخل ومستوى العمالة
فـي النهايـة ا
-عوامل أخرى مؤثرة
أ .عدم التوازن بين توزيع القوى البشرية مع العمل :حيــث يترتــب علــى عــدم االســتغالل األمثــل
والتوزيــع المناســب للطاقــات البش ـرية وعـدم وضــع اإلنسـان المناســب فـي المكــان المناســب
وجـود أعــداد كبيـرة مــن تخصصــات معينـة تعـاني مـن البطالـة .بينمـا هنـاك جهـات تحتـاج بشـدة
لجهـودهم وتعـاني مـن نقـص شـديد فـي عمـالتهم المتخصصـة.
ب .القيود المهنية في بعض األعمال :مــن خــالل ق ـوانين العمــل وتش ـريعاته فــي تقييــد المســار
الــوظيفي .فصــار انتقــال العامل أو الموظف من درجة ألخرى يرتبط بعوامل شخصية شكلية
فـي نفـس الوقـت بعيـدة عن حسابات المهارة والكفاءة .وكـذلك اإلجـازات فـي بعـض األعمـال
تحديدا.
ا التـي تقـل فيهـا فيسـهم كل هذا في انتشار البطالة المقنعة
ج .الحروب واألحداث اإلرهابية.
-اآلثار االقتصادية
وتتمثل في إهدار الطاقات والموارد البشرية التي تتعطل في ظل عدم وجـود فـرص العمـل .مع البطالة
وتراجع الدخول الشخصية يتراجع مستوى المعيشة ما يؤثر سلبا على األخالق المهنية .وينتشر الفساد
بأشكاله المختلفة مثل الرشاوى والوساطة والمحسـوبية فـي مجمـل الهيكـل اإلداري .وتزي ــد نس ــبة االس ــتدانة
واس ــتخدام القروض.وقد يترافق ذلك مع تنامي آفات اجتماعية متنوعة تنطوي على ارتفاع في معدل
الجريمة االجتماعية،ما يدفع بشريحة مهمة من الموارد البشرية إلى الهجـرة.
330
-اآلثار السياسية
تتمثـل هـذه اآلثـار فـي انتشـار السـخط العـام مـن المتعطلـين علـى النظـام السياسـي باعتباره المسـئول
الرئيسـي عـن بطـالتهم ،ولـذلك نجـد المشـاركة السياسـية مـنهم فـي حالة ضعف وركود ،كما أنها قد تمثل
تهديدا لالستقرار السياسي.
ا
-اآلثار االجتماعية
ظهور في المجتمع .كما أنها متعددة كانتشار الجريمة وتغير القيم بزيادة العنف
اا وهي أكثر اآلثار
والتطرف باإلضافة إلى انتشار المخدرات وحصول التفكك األسري وزيادة نسبة العنوسة.
.5.2.11مكافحة البطالة
بعيدا عن السياسة النقدية والمالية ،يرى البعض إمكانية مكافحة البطالة من خالل جملة من اإلجراءات:
-إصالح التعليم في المرتبة األولى :إن أي فســاد فــي المنظومــة التعليميــة له آثار كارثية على
الحاضر والمستقبل .ويتع ــين عل ــى المجتم ــع إص ــالح ه ــذه المنظومـة الهامـة ،فـالتعليم اليـوم
ـبابا غيـر مـؤهلين بشكل كاف ومناسب لمـا يطلبـه سـوق العمـل ،فيجـد الشـاب نفسـه ال
يخـرج ش ا
يمتلـك المهـارات التـي تمكنـه مـن دخـول سـوق العمـل.
-تنمية المشروعات الصغيرة :من خالل تشـجيع الدولـة لألسـر والشـباب بـأن يكـون هنـاك تـدريب
موجـه ورعايتـه مـن الهيئـات المختصـة سـواء نقابـات أو الشـ ــركات أو الجمعيـ ــات األهليـ ــة.
-تكثيف برامج التدريب والتوظيف
التنمية الفكرية والمعرفية :حيــث إن المعتقــدات واألفكــار والمعــارف تلعــب دور ا هامــا فــي -
تحديــد اتجاهــات ومواقف األفراد والجماعات حيال العمـل .ومـا يتصـل بـه مـن مـؤهالت وبـرامج
تـؤثر سـلبيا أو إيجابيـا علـى التحـرك المهنـي والعملـي صـعودا وهبوطـا
331
-تشجيع الهجرة االيجابية من المدينة إلى الريف ويتحق ـ ـ ــق ذل ـ ـ ــك م ـ ـ ــن خ ـ ـ ــالل س ـ ـ ـ ّـن السياس ـ ـ ــات
والقـ ـ ـ ـوانين وتطبيقه ـ ــا فعلي ـ ــا م ـ ــن أج ـ ــل النه ـ ــوض ب ـ ــالريف وتحس ـ ــين ظ ـ ــروف المعيش ـ ــة في ـ ــه
وتـ ــوفر الخـ ــدمات األساسـ ــية.
-
نعرض فيما يأتي باختصار شديد مفهوم النمو االقتصادي ومفهوم التنمية االقتصادية والفرق بينهما.
.1.3.11النمو االقتصادي
مر معنا في الفصل األول كيفية قياس الناتج باألسعار الثابتة واألسعار الجارية .وما النمو االقتصادي
ّ
إال معدل الزيادة في هذا الناتج من فترة زمنية إلى أخرى كما رأينا .فالنمو االقتصادي السنوي هو
معدل الزيادة في كمية السلع والخدمات التي ينتجها اقتصاد معي من سنة إلى سنة أخرى تليها .يعبر
النمو االقتصادي بالتالي عن زيادة قدرة وطاقة االقتصاد على اإلنتاج من خالل حدوث زيادة في
الناتج الكلي من السلع والخدمات (زيادة في الناتج الداخلي الخام الحقيقي) .ويعبر كذلك عن حدوث
زيادة في متوسط نصيب الفرد من هذا الناتج زيادة في الدخل الفردي الحقيقي.
-النمو الطبيعي أو التلقائي :يتحقق النمو التلقائي بشكل عفوي ،بفعل قوى السوق التلقائية ،ودون
إتباع التخطيط العلمي ،ويحدث عندما يتزايد الناتج الداخلي الخام الحقيقي نتيجة لتفاعل المتغيرات
االقتصادية (االدخار ،االستثمار ،اإلنتاج) بطريقة تلقائية ،دون اللجوء إلى التخطيط في تحقيقه.
332
-النمو العابر :يحدث النمو العابر نتيجة لعوامل طارئة مؤقتة ،في الغالب تكون خارجية سرعان ما
تزول وعندما تزول هذه العوامل يزول النمو ،ويتصف النمو العابر بأنه ال يملك صفة الثبات
واالستمرار( ،مثالا ،تحقيق معدل اقتصادي مرتفع في سنة معينة بسبب زيادة اإلنتاج الزراعي ،وهذا
األخير سببه تحسن الظروف الطبيعية-أو المناخية في تلك السنة ليس إال ( .
-النمو المخطط :ينتج النمو المخطط بسبب عملية تخطيط شاملة لالقتصاد القومي ،ويكون إطار
هذا النمو هو سيادة الملكية االجتماعية لوسائل اإلنتاج األساسية ،والتخطيط المركزي الشامل،
ويحدث نتيجة التخطيط وتدخل الدولة بدفع المتغيرات االقتصادية (االدخار ،االستثمار ،اإلنتاج-
تحسن المستوى المعيشي لألفراد بشكل عام بسبب زيادة إشباع الحاجات اإلنسانية وخاصة
الحاجات األساسية.
زيادة الدخل الحقيقي لألفراد ،وهذا يؤدي إلى زيادة االستهالك وبالتالي زيادة اإلنتاج ،ومنه
زيادة حجم ونوع الخدمات االجتماعية المقدمة للسكان كخدمات التعليم ،الصحة...
كما يمكن أن يترك النمو االقتصادي آثا ار سلبية خاصة ما تعلق بمشاكل التلوث واإلضرار
بالبيئة.
333
عوامل النمو االقتصادي
وتتمثل في تلك األسباب أو العناصر التي تؤدي إلى زيادة النمو االقتصادي ،نذكر أهمها:
الزيادة في رأس المال البشري :يتم الحصول على رأس المال البشري عن طريق التعليم
والتدريب مما يؤدي إلى زيادة قدرات ومهارات األفراد وهذا يؤدي إلى زيادة إنتاجية اليد
الزيادة في رأس المال المادي :بمعنى الزيادة في حجم التراكم الرأسمالي أي حجم السلع
الرأسمالية في المجتمع ،وهذا يؤدي إلى زيادة الطاقة اإلنتاجية لالقتصاد وبالتالي زيادة النمو
االقتصادي.
التقدم التقني :ويتمثل في االختراعات الجديدة ،الطرق الفنية الجديدة في اإلنتاج ،التحسينات
في تصميم اآلالت وأدائها .كل ذلك يؤدي إلى زيادة حجم ونوع الناتج من السلع والخدمات
.2.3.11التنمية االقتصادية
لنحدد مفهوم التخلف قبل الدخول في مفهوم التنمية .نقول عن بلد أنه متخلف إذا كان يتميز بجملة
انخفاض الدخل الحقيقي للفرد وهذا بسبب ضعف النمو االقتصادي مما يؤدي إلى انخفاض
انخفاض إنتاجية اليد العاملة وهذا بسبب نقص التكوين وانتشار األمية وضعف العناية
334
االنفجار السكاني وبالتالي صعوبة التكفل بالسكان من حيث التعليم ،الصحة ،السكن ...إلخ.
انتشار البطالة بسبب قلة االستثمارات وهو ما يترك العديد من اآلثار السلبية.
التبعية االقتصادية للدول المتقدمة ويتجلى ذلك في استيراد كل السلع الضرورية من الخارج.
إن هذه الخصائص تشكل ما يعرف بظاهرة التخلف ،وإن كانت هذه المؤشرات تختلف من
دولة نامية إلى أخرى إال أن كل دول العالم الثالث تشترك في العديد منها.
التنمية االقتصادية هي تلك العملية التي تؤدي تحسين مؤشرات التخلف سابقة الذكر،
بمعنى آخر هي العملية التي تؤدي إلى التخلص من التخلف والقضاء عليه.
التنمية االقتصادية هي تلك العملية التي بمقتضاها يتم االنتقال من حالة التخلف إلى حالة
التقدم وهذا ما يقتضي العديد من التغييرات الجذرية والجوهرية في الهيكل االقتصادي للدولة.
التنمية االقتصادية :هي العملية التي تعتمد على تغييرات هيكلية هامة في المجاالت
االقتصادية واالجتماعية.
وهكذا يتضح أن التنمية االقتصادية يمكن النظر إليها بأكثر من زاوية واحدة ،فهي عملية انتقال من
حالة اقتصادية اجتماعية إلى حالة اقتصادية اجتماعية أفضل ،وهي عملية تغيير مركبة تنطوي على
إحداث تغييرات في الهياكل القائمة على المستويات االقتصادية واالجتماعية في سبيل تحسين الوضع
335
الفرق بين النمو والتنمية:
وهكذا نالحظ أن هناك اختالف جوهري بين مفهوم النمو ومفهوم التنمية ،فالتنمية االقتصادية
مفهومها أكثر اتساعا وشموال من مفهوم النمو االقتصادي .فبينما تشير التنمية االقتصادية إلى تلك
العملية التي يترتب عليها إحداث تغيير هيكلي وجذري في معظم هياكل االقتصاد الوطني على
خالف النمو الذي يركز فقط على التغير في حجم السلع والخدمات التي يحصل عليها الفرد متمثلة
في زيادة متوسط دخله .ويمكن التمييز بين النمو والتنمية من خالل ما يلي:
التنمية االقتصادية أشمل من النمو االقتصادي ،فهذا األخير هو جزء منها وهو أهم العوامل
النمو االقتصادي هو مصطلح كمي )قابل للقياس( أما التنمية االقتصادية فهي مصطلح
يعني النمو االقتصادي مزيدا من الناتج من السلع والخدمات بينما تتضمن التنمية تنويعا في
هذا الناتج.
النمو االقتصادي ال يعني بالضرورة أن آثاره ستنعكس إيجابا على المجتمع عموما فقد تتمتع
بثماره شريحة أو فئة دون أخرى ،أما التنمية االقتصادية فتنطوي على تحسن اقتصادي عام.
ترتبط نظريات النمو االقتصادي بالدول المتقدمة أما نظريات التنمية االقتصادية فترتبط
باالقتصاديات المتخلفة.
336
غياب استراتيجيات تنموية واضحة ،وسوء اإلدارة وعدم االستغالل األمثل للموارد المتوفرة
انتشار ظاهرة الفساد اإلداري بسبب انعدام األخالق وعدم اإلحساس بالمسؤولية وغياب
الحس الوطني.
التوزيع غير العادل سواء فيما يتعلق بالدخل أو السلطة أو الملكية أو الفرص ...وهذا يؤدي
إلى تهميش فئات واسعة في المجتمع مما ينعكس على االستقرار النفسي واالجتماعي وحتى
األمني.
تركز الثروة في يد طبقة معينة تسعى لخدمة مصالحها الشخصية وال تعير اهتماما لتحقيق
التنمية.
التقسيم غير العادل للعمل الدولي حيث تسعى الدول المتقدمة لتكريس هذا التقسيم بحيث
تبقى الدول النامية متخصصة في تصدير المواد األولية بأسعار زهيدة وتستورد من الدول
حدوث زيادة في متوسط نصيب الفرد من الدخل الوطني وهذا تحت الشروط التالية:
oيجب أال تستأثر بهذه الزيادة فئة اجتماعية دون غيرها ،أي يجب أن تكون هناك
عدالة في توزيع الدخل الوطني بما يؤدي إلى تقليل التفاوت بين دخول األفراد.
337
oيجب أن تكون الزيادة في الدخل الفردي حقيقية وليست نقدية ،أي يجب استبعاد
أثر التضخم ،بمعنى آخر حتى يكون هناك نمو اقتصادي حقيقي يجب أن يكون
القطاعات االقتصادية مع التركيز على القطاع الصناعي الن القيمة المضافة فيه اكبر
القطاع الزراعي والخدمي ،باإلضافة إلى تصدير سلع أخرى غير المواد األولية.
تحسين نوعية السلع والخدمات المنتجة وإعطاء األولوية للسلع والخدمات األساسية مثل :
زيادة إنتاجية اليد العاملة وتحسن المستوى الصحي لألفراد وانخفاض األمية والبطالة،
كغاية ووسيلة للتنمية .فالتنمية البشرية هي عملية الرفع من القدرات والمهارات البشرية عن طريق
االستثمار في الصحة والتعليم والتدريب ثم االستفادة من هذه القدرات في تحسين وزيادة اإلنتاج.
338
والتنمية المستدامة :هي التنمية الشاملة التي تسعى لتلبية حاجات األجيال الحالية مع مراعاة حق
األجيال القادمة وهذا عن طريق االستغالل األمثل للموارد ودون اإلضرار بالبيئة.
339
أسئلة الفصل
أسئلة مقالية
أ .اشرح أنواع التضخم حسب درجة إشراف الحكومة على جهاز األسعار؟
ب .اشرح أنواع التضخم حسب معيار مدى حدة الضغط التضخمي؟
ج .ناقش موضوع التضخم المستورد؟
د .ناقش موضوع آثار التضخم على العملة؟
ه .ناقش موضوع آثار التضخم االجتماعية؟
و .ناقش موضوع عالج التضخم باستخدام بعض أدوات السياسة النقدية؟
ز .عدد أربعة وسائل للحد من البطالة؟
.1التضخم هو:
أ .ارتفاع المستوى العام لألسعار
ب .تذبذب في المستوى العام لألسعار
ج .ارتفاع مطرد في المستوى العام لألسعار
د .جميع اإلجابات صحيحة
.2التضخم هو:
أ .هو زيادة العرض الكلي النقدي عن الطلب الكلي للنقود في االقتصاد
ب .ارتفاع مطرد في المستوى العام لألسعار
ج .الزيادة المفرطة لوسائل الدفع .مما يؤدي إلى ارتفاع األسعار وانخفاض قيمة العملة.
د .جميع اإلجابات صحيحة
.3االرتفاع المتواصل للمستوى العام لألسعار بمعدالت صغيرة يسمى:
أ .التضخم الزاحف
ب .التضخم المتسارع
ج .التضخم المكبوت
د .التضخم الكامن
.4عندما تحدد الدولة بإجراءاتها التشريعية المختلفة واإلدارية المستويات العليا لألسعار:
340
أ .يكون التضخم متسارع
ب .يكون التضخم مكبوت
ج .يكون التضخم كامن
د .يكون التضخم مكشوف
341