You are on page 1of 108

‫جامعة حماه‬

‫كلية االقتصاد‬

‫إدارة االستثمار‬
‫والمحافظ االستثمارية‬

‫السنة الرابعة‬

‫األستاذ الدكتور‬
‫هــــــزاع مفــــــــلح‬

‫العام الجامعي ‪8102- 8102‬‬


‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪1‬‬
‫قائمة المحتويات‬

‫الصفحات‬ ‫المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوضوع‬
‫‪5‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪ -‬االستثمار‪ ،‬القيمة والزمن‬
‫‪6‬‬ ‫المركبة‬
‫الفائدة البسيطة و ّ‬
‫‪7‬‬ ‫القيمة المستقبلية ‪Future Value‬‬

‫‪8‬‬ ‫القيمة الحالية ‪Present Value‬‬

‫‪9‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬العائد والمخاطرة‬


‫‪01‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم‪،‬أنواع‪ ،‬مجاالت وأدوات االستثمار‬
‫‪07‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬عوائد ومخاطر االستثمار‬
‫‪66‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬المخاطر المختلطة‬
‫‪77‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬العائد على االستثمار ‪ -‬العوائد الفعلية‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث الخامس‪ :‬قياس المخاطرة‬
‫‪16‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ -‬المحافظ االستثمارية‬
‫‪74‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬بناء المحافظ االستثمارية‬

‫‪25‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬المحفظة االستثمارية المثلى‬

‫‪06‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬التنويع وتخفيض مخاطرة المحفظة‬

‫‪04‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬عائد ومخاطرة المحفظة‬

‫‪45- 46‬‬ ‫تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــارين محلولـــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫‪47‬‬ ‫المبحث الخامس‪ :‬التنويع والمحافظ الدولية‬

‫‪77‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ -‬التنبؤ بمخاطرة المحفظة االستثمارية‬


‫‪47‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬خط تخصيص رأس المال وخط سوق رأس المال‬

‫‪78‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬خط السمة وخط سوق الورقة المالية‬

‫‪72‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬بيتا ‪ -‬مقياس للمخاطر المنتظمة‬

‫‪74‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬نموذج تسعير األصول الرأسمالية ونظرية المراجحة‬

‫‪77‬‬ ‫المبحث الخامس‪ :‬نموذج السوق(نموذج العامل الواحد)‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪2‬‬


‫‪89‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ -‬إدارة المحافظ االستثمارية وقرار االستثمار‬
‫‪18‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬السياسات المتبعة في إدارة المحافظ االستثمارية‬

‫‪17‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تصنيف وقياس أداء مدراء المحافظ االستثمارية‬

‫‪12‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تقييم أداء مدراء المحافظ االستثمارية‬

‫‪11‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬أنواع ومقومات قرار االستثمار األساسية‬

‫‪865‬‬ ‫المبحث الخامس‪ :‬أسس اتخاذ قرار االستثمار واالستراتيجية المالئمة‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪3‬‬


‫قائمة األشكال والجداول واإلطارات‬
‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الشكل‪ ،‬الجدول أو اإلطار‬
‫‪82‬‬ ‫تحليل التعادل‬ ‫الشكل رقم(‪.)8- 8- 5- 7- 8‬‬
‫‪82‬‬ ‫استجابة كمية التعادل‬ ‫الجدول رقم(‪.)8- 8- 5- 7- 8‬‬
‫‪63‬‬ ‫تحليل الرفع المشترك إلحدى الشركات‬ ‫الجدول رقم(‪.)8- 7- 7- 8‬‬
‫‪45‬‬ ‫الفعال‬
‫الحد ّ‬ ‫الشكل رقم(‪.)8- 5- 5- 5‬‬
‫‪44‬‬ ‫منحنى المحافظ المثلى‬ ‫الشكل رقم(‪.)5- 5- 5- 5‬‬
‫‪43‬‬ ‫منحنيات سواء المستثمر‬ ‫الشكل رقم(‪.)8- 7- 5- 5‬‬
‫‪43‬‬ ‫خريطة سواء المستثمر‬ ‫الشكل رقم(‪.)5- 7- 5- 5‬‬
‫‪45‬‬ ‫نقطة تماس منحنيات السواء مع الحد الفعال‬ ‫الشكل رقم(‪.)8- 7- 5- 5‬‬
‫‪45‬‬ ‫نقطة التماس واختيار المحفظة‬ ‫الشكل رقم(‪.)5- 7- 5- 5‬‬
‫‪42‬‬ ‫التحرك في خريطة السواء‬ ‫الشكل رقم(‪.)8- 2- 5- 5‬‬
‫‪42‬‬ ‫المماس لمنحنى المحافظ المثلى‬ ‫الشكل رقم(‪.)8- 2- 5- 5‬‬
‫‪08‬‬ ‫التنويع البسيط‬ ‫الشكل رقم(‪.)8- 8- 7- 5‬‬
‫‪05‬‬ ‫االرتباط وتخفيض المخاطرة‬ ‫الشكل رقم(‪.)5- 8- 7- 5‬‬
‫‪07‬‬ ‫االرتباط السلبي وااليجابي التام‬ ‫الشكل رقم(‪.)7- 8- 7- 5‬‬
‫‪55‬‬ ‫تخفيض المخاطرة بالتنويع الدولي‬ ‫الشكل رقم(‪.)8- 8- 2- 5‬‬
‫‪52‬‬ ‫خط تخصيص رأس المال‬ ‫الشكل رقم(‪.)8- 8- 8- 7‬‬
‫‪52‬‬ ‫خط سوق رأس المال‬ ‫الشكل رقم(‪.)8- 5- 8- 7‬‬
‫‪28‬‬ ‫خط السمة‬ ‫الشكل رقم(‪.)8- 8- 5- 7‬‬
‫‪22‬‬ ‫نموذج العامل الواحد‬ ‫الشكل رقم(‪.)8- 8- 2- 7‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪4‬‬


‫الفصل التمهيدي ‪ -‬االستثمار‪ ،‬القيمة والزمن‬
‫المركبة‬
‫الفائدة البسيطة و ّ‬
‫القيمة المستقبلية ‪Future Value‬‬
‫القيمة الحالية ‪Present Value‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪5‬‬


‫المركبة‬
‫الفائدة البسيطة و ّ‬

‫عند القيام بحساب الفوائد على أساس المبلغ األولي‪ ،‬معنى ذلك أن الحديث يتم عن الفائدة البسيطة‪.‬‬
‫وتحسب الفوائد غالبا على أساس الفائدة المركبة ‪ ،Compounding‬بمعنى إعادة استثمار الفائدة‪.‬‬
‫مثال ‪ :0‬قام أحد المستثمرين بإيداع مبلغ ‪ /8666/‬دوالر لمدة سنة وبمعدل فائدة سنوية (‪.)%4‬‬
‫الفائدة في نهاية السنة األولى‪$46 = %4×8666 :‬‬
‫المبلغ المودع في نهاية المدة‪.$8646 = 46+8666 :‬‬
‫مثال ‪ :6‬في حال أن المستثمر السابق قد قام بإيداع المبلغ لثالث سنوات‪ ،‬بنفس معدل الفائدة‪ ،‬عندها‬
‫يمكن حساب المبلغ المودع في نهاية االمدة كالتالي‪:‬‬
‫الفائدة في نهاية السنة األولى‪.$46 = %4×8666 :‬‬
‫المبلغ المودع في نهاية السنة األولى‪.$8646 = 46+8666 :‬‬
‫الفائدة في نهاية السنة الثانية‪.$47.1 = %4×8646 :‬‬
‫المبلغ المودع في نهاية السنة الثانية‪.$8877.1 = 47.1+8646 :‬‬
‫الفائدة في نهاية السنة الثالثة‪.$76.877 = %4×8877.1 :‬‬
‫المبلغ المودع في نهاية المدة‪.$8552.677 = 76.877+8877.1 :‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪6‬‬


‫القيمة المستقبلية‬
‫‪Future Value‬‬

‫يلزمنا عند حساب الفوائد المركبة أن نأخذ باالعتبار مسألة التجانس بين وحدات القياس‪ ،‬أي الفائدة‬
‫والمدة‪ .‬بمعنى أنه عند الحديث عن معدل فائدة سنوي‪ ،‬مثال‪ ،‬فإن الزمن المأخوذ باالعتبار هنا‪ ،‬هو السنة‬
‫المكونة من (‪ )85‬شهرا‪.‬‬
‫ويمكننا الوصول إلى النتيجة المذكورة في المثال رقم (‪ )5‬أعاله بإستخدام الصيغة التالية‪:‬‬

‫تمثل القيمة في بداية الفترة‪.‬‬ ‫هي القيمة في نهاية الفت ةر "‪ "r" ،"n‬هي معدل الفائدة و‬ ‫حيث‪:‬‬
‫إن الصيغة أعاله هي نفس صيغة القيمة المستقبلية التالية‪:‬‬

‫ويمكننا تطبيقها على المثال أعاله كما يلي‪:‬‬

‫ويجدر التنويه هنا إلى أن هناك عالقة طردية بين معدل الفائدة والقيمة المستقبلية‪ .‬فكلما ارتفع معدل‬
‫الفائدة زادت القيمة المستقبلية‪ ،‬وكلما انخفض معدل الفائدة انخفضت القيمة المستقبلية‪ .‬وكما أن العالقة‬
‫طردية بين معدل الفائدة والقيمة المستقبلية‪ ،‬فإن العالقة بين القيمة المستقبلية وتاريخ االستحقاق تبدو‬
‫طردية أيضا‪ .‬بمع نى أنه كلما طال أ جل االستحقاق ترتفع القيمة المستقبلية‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬فكلما قصر‬
‫أجل االستحقاق تنخفض القيمة المستقبلية‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪7‬‬


‫القيمة الحالية‬
‫‪Present Value‬‬

‫إذا أردنا حساب القيمة الحالية لمبلغ ما سيتم استالمه في المستقبل‪ ،‬أو تدفق معين سيحصل في فت ةر‬
‫قادمة‪ ،‬يتوجب علينا أن نأخذ باالعتبار لما يطلق عليه تكلفة الفرصة البديلة ‪.Opportunity Cost‬‬
‫مثال ‪ :7‬ما هو المبلغ المتوجب استثماره أو إيداعه حاليا للحصول على مبلغ ‪ /2666/‬دوالر بعد (‪)86‬‬
‫سنوات من اآلن‪ ،‬في حال كان معدل الفائدة هو ‪%2‬؟‬
‫‪ -‬يمكننا الوصول إلى تحديد المبلغ باستخدام الصيغة السابقة كالتالي‪:‬‬

‫في حال كان سعر معدل الفائدة مجهوال لدينا‪ ،‬فإنه يمكن الوصول إليه على الشكل التالي‪:‬‬

‫ويمكن تحديد المدة باستخدام اللوغاريتم الطبيعي(النيبري) كما يلي‪:‬‬

‫مثال ‪ :7‬إذا قمنا بتوظيف مبلغ ‪ $ 8666‬حاليا يعطينا تقريبا ‪ $ 8582.2‬بمعدل فائدة ‪ .%2‬ما هي المدة‬
‫الالزمة؟‬

‫=‬ ‫‪=4‬‬
‫وبافتراض أن االستثمار سيستمر لخمس سنوات‪ ،‬إن معدل الفائدة سيكون تقريبا‪:‬‬
‫‪= 4.03%‬‬
‫ويجدر التنويه هنا أيضا‪ ،‬إلى أن هناك عالقة عكسية بين معدل الفائدة والقيمة الحالية‪ .‬فكلما ارتفع‬
‫معدل الفائدة انخفضت القيمة الحالية ‪ ،‬وكلما انخفض معدل الفائدة زادت القيمة الحالية‪ .‬وكما أن العالقة‬
‫عكسية بين معدل الفائدة والقيمة الحالية‪ ،‬فإن العالقة بين القيمة الحالية وتاريخ االستحقاق تبدو عكسية‬
‫أيضا‪ .‬بمعنى أنه كلما طال آجل االستحقاق تنخفض القيمة الحالية ‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬فكلما قصر أجل‬
‫االستحقاق زادت القيمة الحالية‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪8‬‬


‫الفصل األول ‪ -‬العائد والمخاطرة‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم‪،‬أنواع‪ ،‬مجاالت وأدوات االستثمار‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عوائد ومخاطر االستثمار‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المخاطر المختلطة‬
‫المبحث الرابع‪ :‬العائد على االستثمار ‪ -‬العوائد الفعلية‬
‫المبحث الخامس‪ :‬قياس المخاطرة‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪9‬‬


‫المبحث األول‬
‫مفهوم‪،‬أنواع‪ ،‬مجاالت وأدوات االستثمار‬

‫‪ 0- 0- 0‬مفهوم وأنواع االستثمار‬


‫يمكننا تعريف االستثمار‪ Investment‬بطرق مختلفة‪ ،‬فاالستثمار مثال "هو توظيف المال بهدف‬
‫تحقيق العائد أو الدخل أو الربح‪ .‬كما نستطيع تعريف االستثمار بأنه "التضحية المؤقتة بأموال حالية من‬
‫اجل أموال مستقبلية "‪ ،‬أو"التضحية بمنفعة حالية يمكن تحقيقها من إشباع استهالك حالي‪ ،‬وذلك بقصد‬
‫الحصول على منفعة مستقبل ية اكبر يمكن تحقيقها من إشباع استهالك مستقبلي"‪.‬‬
‫ويمكن أن يقصد باالستثمار "التخلي عن أموال يمتلكها الفرد في لحظة زمنية معينة ولفترة من الزمن‬
‫بقصد الحصول على تدفقات مالية مستقبلية تعوضه عن القيمة الحالية لألموال المستثمرة‪ ،‬وكذلك عن‬
‫الهبوط المتوقع في قوتها الشرائية بفعل عامل التضخم‪ ،‬وذلك مع توفير عائد معقول مقابل تحمل عنصر‬
‫المخاطرة المتمثل باحتمال عدم تحقق هذه التدفقات"‪ .‬وترتبط التضحية باألموال بعدة عوامل أهمها ‪-‬‬
‫العائد المتوقع ‪ ،‬درجة المخاطرة والزمن‪.‬‬
‫وبما أن االستثمار‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬هو عبارة عن حيا ةز لألصول المادية أو المالية‪ .‬إذا يمكننا أن نميز‬
‫بين االستثمار بالمعنى االقتصادي واالستثمار بالمعنى المالي‪ .‬فاالستثمار بالمعنى االقتصادي غالبا ما‬
‫يدل على اكتساب الموجودات المادية‪ .‬ذلك أن االقتصاديين ينظرون إلى التوظيف أو االستثمار على أنه‬
‫مساهمة في اإلنتاج‪ ،‬واإلنتاج هو ما يضيف أو يخلق منفعة على شكل سلع وخدمات‪ .‬ويقصد باالستثمار‬
‫بالمعنى المالي‪ ،‬اكتساب األصول المالية‪ ،‬ويصبح االستثمار بهذا المعنى توظيف مالي في األوراق‬
‫واألدوات المالية المختلفة من أسهم وسندات وودائع وغيرها‪.‬‬
‫واستنادا إلى ماسبق قوله أعاله‪ ،‬فإنه يجري التمييز عادة بين نوعين من االستثمارات‪ ،‬هما االستثمار‬
‫الحقيقي‪ real investment‬واالستثمار المالي ‪ .financial investment‬وتوجد صلة كبيرة بين نوعي‬
‫االستثمار‪ ،‬فاألصول المالية تعتبر مصد ار أساسيا لتمويل االستثمار الحقيقي‪ ،‬ويتم تداولها عبر األسواق‬
‫المالية‪ ،‬مما يشج ع االستثمار اإلنتاجي‪ ،‬بسبب معرفة المستثمرين بإمكانية تسييل استثماراتهم‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪10‬‬


‫‪ 8- 0- 0‬مجاالت االستثمار‬
‫تتنوع مجاالت االستثمار حسب طبيعة النشاط االقتصادي‪ ،‬الذي سيوظف فيه المستثمر أمواله بقصد‬
‫الحصول على عائد‪ ،‬كمجال العقارات أو الصناعة أو الز ارعة‪ .‬كما تتنوع وتتعدد أدوات االستثمار في كل‬
‫مجال‪ ،‬وهذا ما يوفر للمستثمر الحرية في اختيار البدائل المناسبة له‪ .‬وهناك معياران لتصنيف مجاالت‬
‫االستثمار هما‪:‬‬
‫‪ - 8‬المعيار الجغرافي‬
‫‪ - 8‬المعيار النوعي (والمقصود بالنوعي هنا هو نوع األصل)‬
‫المعيار الجغرافي‬
‫تصنف االستثمارات من زاوية هذا المعيار إلى استثمارات محلية واستثمارات خارجية‪.‬‬
‫أ ‪ -‬االستثمارات المحلية‬
‫وتضم جميع الفرص االستثمارية المتاحة في السوق المحلية بغض النظر عن نوع أداة االستثمار‬
‫المستعملة كالعقارات والذهب والعمالت األجنبية واألوراق المالية‪ ...‬الخ‬
‫ب ‪-‬االستثما ارت الخارجية‬
‫تعتبر جميع الفرص المتاحة لالستثمار في األسواق األجنبية مهما كانت أدوات االستثمار‬
‫المستعملة استثمارات خارجية‪ .‬وتوفر االستثمارات الخارجية مزايا كثي ةر للمستثمر‪ ،‬كالمرونة في‬
‫اختيار أدوات االستثمار‪ ،‬التي يتم تداولها في أسواق نشطة ومتطورة كأسواق األوراق المالية وأسواق‬
‫الذهب باإلضافة لتوفر الخبرات المتخصصة من المحللين الماليين والوسطاء‪ .‬ورغم هذه المزايا‬
‫المتعددة‪ ،‬إال أن هناك بعض العيوب في االستثمار الخارجي والتي تتجسد في المخاطرة المتعلقة‬
‫بتغير الظروف السياسية باإلضافة الى المشاكل المتعلقة باالزدوا ج الضريبي ومخاطر تقلب القوة‬
‫الشرائية لوحدة النقد والتي تنشأ عن تقلب أسعار صرف العملة األجنبية‪.‬‬
‫المعيار النوعي‬
‫يعتمد هذا المعيار على نوع األصل كأساس للتصنيف وبناء عليه يمكن تصنيف االستثمارات إلى‪:‬‬
‫أ ‪ -‬استثمارات حقيقية‪.‬‬
‫ب ‪-‬استثمارات مالية‪.‬‬
‫أ ‪ -‬االستثمارات الحقيقية‪.‬‬
‫يعتبر االستثمار حقيقيا عندما يوفر للمستثمر الحق في حيازة أصل حقيقي كالعقار والسلع والذهب‬
‫وما إلى ذلك من األصول‪ .‬ومن أهم خصائص األصول الحقيقية أنه غالبا ما يكون لها كيان مادي‬
‫ملموس‪ ،‬وبأنها تتمتع بدرجة عالية من األمان إال أن قابليتها للتسويق السريع منخفضة ولذلك فان سيولتها‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪11‬‬


‫منخفضة باإلضافة الى أنه يترتب عليها نفقات عالية مثل نفقات النقل والتخزين في حالة السلع‬
‫والصيانة في حالة العقار‪.‬‬
‫ب ‪-‬االستثمار المالي‬
‫يعتبر االستثمار ماليا عندما يوفر للمستثمر الحق في حيازة األصول المالية التي تتخذ شكل أسهم أو‬
‫سندات أو شهادات إيداع أو غير ذلك‪ .‬ويمثل األصل المالي‪ ،‬حقا ماليا يخول حامله المطالبة بأصل‬
‫حقيقي‪ ،‬كما يرتب لحامله الحق في الحصول على جزء من عائد األصول الحقيقية لمصدر األصل‬
‫المالي‪ .‬ومايحدث في السوق الثانوي من عمليات بيع وشراء‪ ،‬ال يعدو كونه عملية نقل للملكية‪ ،‬يتخلى‬
‫بموجبها البائع عن ملكية أصل هو الورقة المالية‪ ،‬مقابل حصوله على أصل آخر يتخلى عنه المشتري‬
‫وهو النقود‪ .‬وال تنشأ خالل عملية تداول الورقة أية إضافة للناتج‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪12‬‬


‫‪ 3- 0- 0‬أدوات االستثمار‬
‫تتيح االستثمار للمستثمر أن يمتلك أصال قد يكون حقيقيا أو ماليا‪ ،‬ويطلق على هذا األصل مصطلح‬
‫أداة االستثمار‪ ،Investment Tool‬كما يطلق عليه البعض مصطلح واسطة االستثمار ‪Investment‬‬
‫‪ . Media‬وتتعدد أدوات االستثمار إلى درجة يصعب معها التعرف عليها جميعا‪ ،‬لهذا نكتفي بأكثرها‬
‫أهمية وهي األوراق المالية‪ ،‬العقارات‪ ،‬السلع‪ ،‬المشروعات االقتصادية‪ ،‬العمالت األجنبية‪ ،‬المعادن‬
‫وصناديق االستثمار‪.‬‬
‫‪ ‬األوراق المالية‬
‫تعتبر األوراق المالية من أبرز أدوات االستثمار في الوقت الراهن وذلك لما توف هر للمستثمر من‬
‫مزايا ال تتوفر في أدوات االستثمار األخرى‪ ،‬وتختلف األوراق المالية فيما بينها من نواح مختلفة‪.‬‬
‫فمن حيث الحقوق التي ترتبها لحاملها‪ ،‬منها ماهو أدوات ملكية ‪ Equity Instruments‬كاألسهم‬
‫بأنواعها ‪ Stocks‬والتعهدات ‪ ،Warrants‬كما أن منها ماهو أدوات دين ‪Debt Instruments‬‬
‫كالسندات ‪ Bonds‬أو شهادات اإليداع‪ Certificates of Deposit‬وغيرهما‪.‬‬
‫ومن حيث الدخل المتوقع منها‪ ،‬هناك أوراق مالية متغي ةر الدخل كالسهم الذي يتغير نصيبه من‬
‫التوزيعات ‪ Dividend‬من سنة ألخرى‪ ،‬ومنها ماهو ثابت الدخل كالسند الذي يتحدد كوبونه بنسبة‬
‫ثابتة من قيمته االسمية‪.‬‬
‫كما تختلف األوراق المالية في درجة األمان التي توفرها لحاملها‪ ،‬فالسهم الممتاز مثال يوفر‬
‫لحامله أمانا أكثر من السهم العادي‪ ،‬ولكن أيا منها أقل أمانا من السند المضمون بعقار‪Mortgage‬‬
‫ألن األخير يوفر لحامله حق حيا ةز األصل الحقيقي الذي يضمن السند في حالة توقف المدين عن‬
‫الدفع‪.‬‬
‫‪ ‬العقارات‬
‫تحتل المتاجرة بالعقارات المركز الثاني لألوراق المالية في عالم االستثمار‪ ،‬ويتم االستثمار فيها‬
‫بشكلين‪ ،‬مباشر وذلك عندما يقوم المستثمر بشراء عقار حقيقي(مبان وأراضي)‪ ،‬أو بشكل غير مباشر‬
‫عندما يقوم بشراء سند عقاري صادر عن مصرف عقاري مثال‪ ،‬أو بالمشاركة في محفظة مالية‬
‫إلحدى صناديق االستثمار العقارية ‪ .) REITS( Rea Estate Investment Trusts‬وتصدر هذه‬
‫المؤسسات أوراقا مالية غالبا ما تكون سندات تحصل بواسطتها على أموال تستخدمها فيما بعد لتمويل‬
‫مباني أو شراء عقارات‪ .‬ويالقي االستثمار في العقارات اهتماما كبي ار من قبل المستثمرين سواء في‬
‫السوق المحلي أو في السوق األجنبي‪ .‬ويتصف االستثمار بالعقار غالبا بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يوفر االستثمار في العقارات للمستثمر درجة مرتفعة نسبيا من األمان تفوق تلك المحققة في‬
‫االستثمار في األوراق المالية‪ ،‬ذلك ألن المستثمر في العقار يحوز أصال حقيقيا له مطلق الحرية‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪13‬‬


‫بالتصرف فيه سواء بالبيع أو بالتأجير‪ ،‬كما أن حيا ةز سندا ت عقارية مضمونة بعقار تهيئ‬
‫لحاملها االستيالء على الضمان في حالة توقف المدين عن سداد قيمة السند‪.‬‬
‫‪ -‬يتمتع المستثمر في العقار في الدول التي تستوفى فيها ضريبة الدخل ببعض المزايا الضريبية‬
‫التي ال يتمتع بها المستثمرون في المجاالت األخرى‪ ،‬فحملة السندات العقارية مثال يعفون من‬
‫ضريبة الدخل المستحقة على فوائد سنداتهم‪.‬‬
‫‪ -‬قد ال يتوفر لالستثمار في العقارات سوق ثانوي منظم كما يتوفر لألوراق المالية‪ ،‬من هنا إمكانية‬
‫تسويق العقارات ليست مرنة بالقدر الكافي مما يترتب عليه انخفاض نسبي في درجة سيولة‬
‫االستثمارات العقارية‪.‬‬
‫‪ -‬تفتقر أدوات االستثمار في العقارات إلى عنصر التجانس‪ ،‬لذا يالقي المستثمر فيها مصاعب‬
‫عديدة سواء في عملية تقييمها أو في احتساب معدالت العائد المحققة منها مما يتطلب من‬
‫المستثمر في سوق العقارات أن يكون متخصصا وعلى دراية واسعة بمجاالت االستثمار فيه‪.‬‬
‫‪ ‬السلع ‪Commodities‬‬
‫يت م التعامل بين المستثمرين في أسواق السلع عن طريق عقود خاصة وتشبه المتاجرة بالسلع في‬
‫الكثير من وجوهها‪ ،‬المتاجرة باألوراق المالية‪ .‬وبشكل عام لكي تتوفر لسلعة ما سوق متخصصة البد من‬
‫توفر حد أدنى من الشروط نلخصها باآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون السلع متجانسة‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون قابلة للترك يب أو التصنيف في درجات أو أصناف حسب جودتها كالقطن أو الذهب‪.‬‬
‫‪ -‬أن تسود سوق السلعة منافسة كاملة تحد من قيام االحتكار وهذا يتطلب وجود عدد كبير من‬
‫البائعين والمشترين‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتم التعامل بالسلعة في صورتها األولية(الخام)‪ ،‬أو نصف المصنعة فيما عدا بعض الحاالت‬
‫االستثنائية كسبائك الذهب والفضة والسكر والنفط‪.‬‬
‫وتتصف عملية المتاج ةر بالسلع بشكل عام بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬درجة المخاطرة التي يتعرض لها المستثمر في السلع غالبا ما تكون عالية نسبيا بالمقارنة مع‬
‫أدوات االستثمار األخرى‪ ،‬ألن قابلية السلع للتخزين محدودة وتتطلب توفر شروط معينة من‬
‫الصعب توفيرها بسهولة وهذا ما يعرض المستثمر الحتماالت الخسارة‪.‬‬
‫‪ -‬يترتب على ارتفاع درجة المخاطرة في المتاج ةر بالسلع نمو روح المضاربة لدى المستثمرين فيها‪،‬‬
‫وللحد من هذه الظاه ةر تضطر بعض الدول إلى سن قوانين خاصة تضع بموجبها حدودا عليا‬
‫ودنيا ال يسمح بتجاوزها صعودا أو هبوطا‪.‬‬
‫‪ -‬األفق الزمني لالستثمار في السلع قصير نسبيا بالمقارنة مع أدوات االستثمار األخرى‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪14‬‬


‫‪ -‬تشبه المتاجرة بالسلع‪ ،‬المتاجرة بالعقارات‪ ،‬من حيث توفر الفرص الكبي ةر للمتاجرة بالملكية‪.‬‬
‫وبتوفر الخب ةر المتخصصة يمكن لهذه الميزة أن تحقق للمستثمر في السلع عائدا مرتفعا على‬
‫استثماره‪.‬‬
‫‪ -‬ال يتقاضى السمسار في بورصة السلع سوى عمولة واحدة على الصفقة الكاملة‪.‬‬
‫‪ ‬المشروعات االقتصادية‬
‫تعتبر المشروعات االقتصادية من أكثر أدوات االستثمار انتشارا‪ .‬والمشروع االقتصادي من أدوات‬
‫االستثمار الحقيقية ألنه يقوم على أصول حقيقية كالمباني واآلالت والمعدات ووسائل النقل واألفراد‬
‫العاملين‪...‬الخ‪ .‬كما أن تشغيل هذه األصول معا يؤدي إلى إنتاج قيمة مضافة تزيد من ثروة المالك‬
‫وتنعكس في شكل زيادة على الناتج‪ .‬ولالستثمار في المشروعات االقتصادية مجموعة من الخصائص‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ -‬يحقق المستثمر في المشروع االقتصادي عائدا معقوال ومستمرا‪ ،‬لهذا يعتبر المشروع االقتصادي‬
‫من أفضل أدوات االستثمار ذات الدخل المستمر‪.‬‬
‫‪ -‬يتوفر للمستثمر في المشروعات االقتصادية هامش كبير من األمان‪ ،‬ألن أي مستثمر يحوز‬
‫أصال له قيمة بحد ذاتها لذلك فان درجة المخاطرة المرتبطة بحدوث خسارة رأسمالية تكون‬
‫منخفضة إلى حد كبير‪.‬‬
‫‪ -‬توفر المشروعات االقتصادية للمستثمر ميزة المواءمة أو المالئمة‪ ،‬فهو يختار من المشروعات ما‬
‫يتناسب مع ميوله وتخصصه‪.‬‬
‫‪ -‬يتمتع المستثمر في المشروعات االقتصادية بحق إدا ةر أصوله‪ ،‬ويقوم بإدارتها إما بنفسه كما هو‬
‫الحال في المشروعات الفردية أو الخاصة أو يفوض الغير بإدارتها كما هو الحال في الشركات‬
‫المساهمة‪.‬‬
‫‪ -‬يؤدي االستثمار في المشروعات االقتصادية دو ار اجتماعيا أكبر مما هو في أوجه االستثمار‬
‫األخرى‪ ،‬ألن المشروعات االقتصادية تنتج سلعا أو خدمات تحقق إشباعا حقيقيا ألفراد المجتمع‬
‫باإلضافة إلى أن هذه المشروعا ت توظف العمالة وبالتالي تشكل مصد ار رئيسيا للدخول‪.‬‬
‫‪ ‬المعادن الثمينة‬
‫يعتبر االستثمار في المعادن الثمينة كالذهب والفضة والبالتين‪...‬الخ مجاال لالستثمارات الحقيقية‪.‬‬
‫وتوجد للمعادن الثمينة كما لألوراق المالية أسواقا منظمة لعل أهمها على التوالي‪ :‬سوق لندن‪ ،‬زيوريخ‬
‫وهونغ كونغ‪ .‬ويتخذ االستثمار في المعادن الثمينة عامة والذهب بشكل خاص صو ار متعددة منها‪:‬‬
‫‪ -‬الشراء والبيع المباشر‪.‬‬
‫‪ -‬ودائع الذهب ‪ Gold Deposits‬التي تودع في البنوك ولكن بفوائد منخفضة نسبيا‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪15‬‬


‫‪ -‬المقايضة أو المبادلة بالذهب ‪ Gold Swaps‬على طريقة ما يحدث في سوق العمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬صناديق االستثمار‬
‫صندوق االستثمار‪ Fund‬هو أشبه ما يكون بوعاء مالي ذو عمر محدد تكونه مؤسسة مالية‬
‫متخصصة وذات دراية وخب ةر في مجال إدا ةر االستثمارات(بنك أو شركة استثمار مثال) بقصد تجميع‬
‫مدخرات األفراد ومن ثم توجيهها لالستثمار في مجاالت مختلفة تحقق للمساهمين أو المشاركين فيها‬
‫عائدا مجزيا وضمن مستويات معقولة من المخاطرة عن طريق االستفادة من مزايا‬
‫التنويع‪ Diversification‬ومراعاة مايعرف بقاعدة الرجل الحريص‪ The Prudent man Rule‬في إدا ةر‬
‫موجودات الصندوق‪.‬‬
‫وبالمفهوم أعاله يعتبر صندوق االستثمار أداة مالية ولكن بحكم تنوع األصول التي تستثمر فيها أموال‬
‫الصندوق يكون أداة استثمار مركبة‪ .‬ويقوم الصندوق عادة بالمتاجرة باألوراق المالية بيعا وشراء‪ ،‬كما‬
‫يمكن بالمثل تكوين صناديق استثمار عقارية تقوم بالمتاج ةر بالعقارات‪.‬‬
‫ومن أكبر المزايا التي تحققها صناديق االستثمار‪ ،‬أ نها تهيئ الفرصة لمن لديهم مدخرات وال يمتلكون‬
‫الخبرة الكافية لتشغيلها بأن يقوموا بتسليم مدخراتهم تلك إلى مجموعة من الخبراء المحترفين الذين يتولون‬
‫إدارتها مقابل عمولة معينة‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪16‬‬


‫المبحث الثاني‬
‫عوائد ومخاطر االستثمار‬
‫‪Risk and return‬‬

‫‪ 0- 8- 0‬العائد والمخاطرة‬
‫يعتبر العائد والمخاطرة مفهومان مترابطان‪ ،‬فالعائد على االستثمار ‪ Return on Investment‬هو‬
‫بمثابة المقابل الذي يتوقع المستثمر الحصول عليه في المستقبل مقابل األموال التي يدفعها لحيا ةز أداة‬
‫االستثمار‪ .‬أي أن العائد يمثل المكافأة التي يتوقعها المستثمر مقابل تخل يه عن منفعة أو إشباع حاضر‬
‫على أمل تحقيقها في المستقبل‪.‬‬
‫أما المخاطرة ‪ Risk‬فتنشأ نتيجة حالة عدم التأكد ‪ Uncertainty‬التي تحيط بالعائد المتوقع نتيجة‬
‫االستثمار‪ ،‬ألن هذا العائد مرتبط بتدفقات نقدية مستقبلية‪ ،‬واحتمال تحقق هذه التدفقات مرتبط بعوامل‬
‫خارج سيط ةر ا لمستثمر‪ ،‬ومع انخفاض التوقعات بشأن هذه التدفقات تزداد درجة المخاطرة والعكس‬
‫صحيح‪.‬‬
‫ويرتبط العائد والمخاطرة بعالقة طردية‪ ،‬فكلما ازدادت درجة المخاطرة‪ ،‬يطلب المستثمر عائدا أعلى‬
‫على استثماره‪ .‬وعلى هذا األساس يقع التمييز بين المستثمر الذي يقنع بالحصول على عائد متواضع‬
‫الستثماراته مقابل تحمل أقل قدر من المخاطر‪ ،‬والمستثمر الذي يتجه نحو مجاالت االستثمار العالية‬
‫المخاطرة والمرتفعة العائد‪ .‬كما توجد عالقة موجبة بين المخاطرة واألفق الزمني لالستثمار‪ ،‬فكلما طالت‬
‫الفت ةر الزمنية تزداد إمكانية عدم تحقق التدفقات النقدية من أداة االستثمار‪ ،‬ويزداد احتمال تحقق تلك‬
‫التدفقات كلما قصر األفق الزمني لالستثمار‪.‬‬
‫إذا وبما أن المخاطرة هي‪" :‬احتمال فشل المستثمر في تحقيق العائد المرجح أو المتوقع على‬
‫االستثمار"‪ ،‬يجب ربط معدل العائد على االستثمار بدرجة المخاطرة‪ .‬ويعتبر اختيار االستثمار الذي تالئم‬
‫عوائده مخاطره من الق اررات المهمة في هذا المجال‪ .‬هذا هو المبدأ العام وهو أيضا المقصود بالمبادلة‬
‫بين المخاطر والعوائد ‪ ،Risk-Return Tradeoff‬بمعنى تحديد حجم العائد المطلوب الحصول عليه‬
‫لقاء المخاطر التي يتعرض لها المستثمر‪ .‬ولتوضيح العالقة بين المخاطرة والعائد من جهة ونوع‬
‫خزنة‪ ،‬سند‬
‫المستثمر من جهة أخرى‪ ،‬نفترض أنه لدينا ثالثة أنواع من األوراق المالية كالتالي‪ :‬اذونات ا‬
‫صادر عن شركة مساهمة عامة‪ ،‬سهم عادي لشركة مساهمة عامة‪.‬‬
‫يتعرض المستثمر في هذه األدوات لدرجات مختلفة من المخاطرة‪ ،‬يرتبط مستوى كل منها بمعدل‬
‫العائد الذي يتوقعه من كل أداة من األدوات االستثمارية الثالثة‪ .‬فالمستثمر في أذونات الخزانة اليتعرض‬
‫للمخاطرة ألنها مضمونة من قبل الحكومة‪ ،‬وعليه أن يتوقع عائدا منخفضا؛ ويتعرض المستثمر في‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪17‬‬


‫األسهم العادية لمخاطر مرتفعة‪ ،‬ويتوقع بالتالي عائدا مرتفعا على االستثمار فيها؛ أما المستثمر في السند‬
‫الصادر عن شركة مساهمة فهو يتحمل درجة مخاطرة بمستوى أكبر من المستثمر في أذونات الخزانة‬
‫واقل من المستثمر في األسهم العادية‪ ،‬ولذا فإنه يتوقع عائدا وسطا بين االثنين‪.‬‬
‫ويرى ماركوفيتز ‪ Markowitz‬في نظرية المحفظة ‪ Portfolio Theory‬المنسوبة إليه‪ ،‬والمبنية‬
‫على عدة فروض‪ ،‬من أهمها فرض المنفعة الحدية للعائد على االستثمار ‪Marginal Utility of‬‬
‫‪ Return on Investment‬أنه يوجد لكل مستثمر منحنى منفعة معين يوضح ميله وسلوكه تجاه عائد‬
‫االستثمار ومن ثم تجاه مخاطرة االستثمار‪ .‬ووفقا لذلك يمكن تصنيف المس تثمرين إلى ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ )8‬المستثمر الذي يحقق منفعة حدية متناقصة من العائد كلما زاد دخله المحقق من االستثمار‪ .‬أما‬
‫بالنسبة لعنصر المخاطرة فإن هذا النوع يكون متحفظا‪ ،‬لدرجة أن قبوله بالمزيد منها مرهون بتوقعاته في‬
‫الحصول على عائد أعلى ولكن مع مراعاة أن حساسيته تجاه عنصر المخاطرة متزايدة‪.‬‬
‫‪ )8‬وينطبق على النوع الثاني قانون ثبات المنفعة الحدية لالستثمار‪ ،‬بمعنى أن العالقة بين العائد‬
‫على االستثمار والمنفعة الحدية المحققة منه تكون بالنسبة لهذا النوع ثابتة‪ .‬أي أن ما يحصل عليه من‬
‫اللير الثانية والثالثة‪...‬الخ‪ .‬ويتسم سلوك هذا‬
‫إشباع من اللي ةر األولى يساوي تماما مايحصل عليه من ة‬
‫النوع من المستثمرين تجاه عنصر المخاطرة بالجمود‪ ،‬أي أن مستوى المخاطرة التي يكون مستعدا لتحملها‬
‫ال يتغير أيا كان معدل العائد على االستثمار الذي يتوقعه‪ ،‬مما يجعل هذا النوع محايدا تجاه عنصر‬
‫المخاطرة‪.‬‬
‫‪ )6‬سلوك النوع الثالث تجاه عنصري العائد والمخاطرة معاكس تماما لسلوك النوع األول‪ ،‬فهو يحقق‬
‫منفعة حدية متزايدة بارتفاع معدل العائد‪ ،‬أي أن اإلشباع الذي يحققه من اللي ةر الثانية من الدخل المحقق‬
‫من االستثمار يفوق ذلك المحقق من الليرة األولى‪ ،‬في حين يقل عن ذلك المحقق من الليرة الثالثة وهكذا‪.‬‬
‫أما العالقة بين العائد ودرجة المخاطرة بالنسبة لهذا النوع فهي عالقة عكسية بمعنى أن المستثمر يبدي‬
‫اهتماما متناقصا تجاه عنصر المخاطرة كلما توقع عائدا أعلى على االستثمار‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪18‬‬


‫‪ 8- 8- 0‬العائد المتوقع ‪expected return‬‬
‫لتقدير‪.‬‬
‫ه‬ ‫يصعب على المستثمر أن يحدد بدقة معدل العائد المتوقع على االستثمار‪ ،‬ولذلك فهو يسعى‬
‫وهناا نتحادث عاان حالاة عادم التأكااد حياث يصاعب تحديااد عائاد االساتثمار المتوقااع بساهولة‪ .‬ولكان إذا كااان‬
‫المستثمر يعمل في ظل التأكد التام‪ ،‬فإنه من الممكن له أن يحدد بدقة تامة العائد المتوقع الحصول عليه‬
‫من االستثمار‪.‬‬
‫ويتم حساب العائد المتوقع لالستثمار من خالل ضرب كل عائد محتمل في احتمال حدوثه ثم الجمع‪:‬‬
‫𝑛‬
‫𝑅 𝐸‬ ‫=𝑖‬ ‫𝑖𝑟 𝑖𝑃‬
‫تمرين رقم(‪)0-8-8- 0‬‬
‫يبين الجدول التالي معدالت العائد واحتماالت تحققها من استثمار مبلغ (‪ )81‬مليون ليرة سورية في واحدة‬
‫من الشركتين ا و ب‪.‬‬
‫معدل العائد في‬ ‫معدل العائد في‬ ‫احتمال حدوث‬ ‫الوضع‬ ‫أي يتوقع للشركة(ا) أن تحقق‬
‫الشركة(ب)‬ ‫الشركة(ا)‬ ‫الحالة‬ ‫االقتصادي‬ ‫األموال المستثم ةر فيها عائدا‬
‫‪138‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1361‬‬ ‫ازدهار‬
‫مقداره ‪ %811‬باحتمال ‪،1361‬‬
‫‪1384‬‬ ‫‪1384‬‬ ‫‪1351‬‬ ‫عادي‬
‫كما يتوقع أن تحقق خسارة‬
‫‪1381‬‬ ‫( ‪)135-‬‬ ‫‪1361‬‬ ‫كساد‬
‫تجعل العائد على استثماراتها‬
‫سالبا بمعدل ‪ 135‬وبنفس درجة االحتمال‪ .‬كما يتوقع لالستثمار في هذه الشركة أن يحقق عائدا بمعدل‬
‫‪ 1384‬باحتمال ‪.1351‬‬
‫وبالنسبة للشركة (ب) يتوقع لها الحصول على عائد لألموال المستثم ةر فيها مقداره ‪ 138‬وبدرجة احتمال‬
‫‪ 136‬كما يمكن بدرجة االحتمال نفسها أن ينخفض هذا المعدل ليصل إلى ‪ %81‬فقط‪ .‬كما يمكن أيضا‬
‫باحتمال ‪ 1351‬أن يصل العائد المحقق فيها إلى ‪ ، 1384‬وباستخدام البيانات السابقة يمكن إيجاد ما يسمى‬
‫بمعدل العائد المتوقع أو المرجح على االستثمار في كل شركة‪ .‬ومعدل العائد المتوقع أو المرجح هو‬
‫عبارة عن مجموع حاصل ضرب كل معدل عائد في احتمال تحققه‪.‬‬
‫معدل العائد المتوقع للشركة (ا) = (‪)135- ×136( + )1384×135( + )8 ×136‬‬
‫= ‪%84 = 1384 = )1388- ( + 1313 + 136‬‬
‫معدل العائد المتوقع للشركة (ب) = (‪)138×136( + )1384× 135( + )138×136‬‬
‫= ‪%84 = 1384 = 1316 + 1313 + 1313‬‬
‫ويمكن االستفادة من البيانات السابقة في اشتقاق منحنى التوزيع االحتمالي لمعدل العائد المتوقع في كال‬
‫الشركتين كما في الشكل البياني أدناه‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪19‬‬


‫ويستفاد من منحنى التوزيع االحتمالي لمعدل العائد في إيضاح درجة المخاط ةر المرتبطة باالستثمار‬
‫في مشروع معين‪ .‬فاتساع مدى المنحنى (المسافة بين طرفي المنحنى) يدل على زيادة درجة المخاط ةر‬
‫في االستثمار والعكس صحيح‪ .‬فكلما كان المنحنى أقل اتساعا دل ذلك على تقارب معدل العائد المتوقع‬
‫مع معدل العائد الفعلي وعلى أن الفرق بينهما سيكون أقل‪ .‬لذلك كلما كان مدى المنحنى ضيقا كلما قلت‬
‫درجة المخاطرة‪.‬‬
‫منحنى التوزيع االحتمالي لمعدل العائد في الشركتين(ا) و(ب)‬
‫منحنى التوزيع االحتمالي لمعدل العائد في‬ ‫منحنى التوزيع االحتمالي لمعدل العائد في‬
‫الشركة(ب)‬ ‫الشركة(أ)‬

‫االحتمال‬ ‫االحتمال‬

‫العائد‬ ‫العائد‬

‫ويمكن القول أن االستثمار في أسهم الشركة(ب) أكثر أمانا من االستثمار في أسهم الشركة(ا) ألن‬
‫منحنى التوزيع االحتمالي لمعدل العائد في الشركة(ب) أقل اتساعا من منحنى التوزيع االحتمالي في‬
‫الشركة(ا) وذلك بالرغم من تساوي معدل العائد المتوقع للشركتين وهو ‪.1384‬‬
‫ويمكن القول بعبارة أخرى بأن االستثمار في الشركة(ا) أكثر مخاطرة من االستثمار في الشركة(ب)‬
‫ألن تشتت معدالت االستثمار في الشركة(ا) عن وسطها الحسابي المرجح وهو ‪ 1384‬أكبر من تشتت‬
‫المعدالت المتوقعة من االستثمار في الشركة(ب) عن وسطها الحسابي المرجح وهو ‪ 1384‬أيضا كما‬
‫يبين الشكل البياني السابق‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪20‬‬


‫‪ 7- 6- 0‬مخاطر االستثمار‬
‫تقسم مخاطر االستثمار بشكل عام إلى نوعين‪ :‬مخاطر منتظمة ‪ Systematic Risks‬ومخاطر‬
‫غير منتظمة ‪ .Nonsystematic Risks‬فالمخاطر المنتظمة هي المخاطر الناتجة عن عوامل تؤثر‬
‫في السوق بشكل عام وعلى كافة أنواع االستثمارات بما فيها االستثمارات المالية‪ ،‬وال يقتصر تأثيرها على‬
‫االجتماعية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫السياسية و‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫معين‪ ،‬وترتبط هذه العوامل بالظروف‬
‫معينة أو قطاع ّ‬
‫شركة ّ‬
‫كاإلضرابات العامة أو حاالت الكساد أو ظروف التضخم أو معدالت أسعار الفائدة أو الحروب أو‬
‫السياسية ‪ ...‬الخ‪ .‬وتجدر االشارة إلى أن المخاطر المنتظمة ال يمكن تجنبها أو تخفيضها‬
‫ّ‬ ‫التغيرات‬
‫بالتنويع ‪ ،Undiversifiable Risk‬وتعرف أيضا بمخاطر السوق‪.‬‬
‫أساسية كصناعة‬
‫ّ‬ ‫صناعية‬
‫ّ‬ ‫وتكون درجة المخاطرة المنتظمة مرتفعة في الشركات التي تنتج سلعًا‬
‫بالموسمية كشركات‬
‫ّ‬ ‫الصلب والحديد وصناعات اآلالت والمطاط‪ ،‬وكذلك الشركات التي تتصف أعمالها‬
‫الطيران أو شركات تنتج سلعا تتعرض لسرعة التقادم (اإللكترونية)‪ .‬أي أن أكثر الشركات تعرضاً‬
‫للمخاطر المنتظمة هي تلك التي تتأثر مبيعاتها وأرباحها وبالتالي أسعار أسهمها بمستوى النشاط‬
‫المالية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي بوجه عام وكذلك بمستوى النشاط في سوق األوراق‬
‫معين أو‬
‫أما المخاطر غير المنتظمة فهي المخاطر الناتجة عن عوامل تتعلق بشركة معينة أو قطاع ّ‬
‫صناعة معينة وال تؤثر على السوق ككل‪ .‬ومن هذه العوامل حدوث إضراب عمالي في شركة ّ‬
‫معينة أو‬
‫اإلعالنية من المنافسين‪ ،‬التغير في‬
‫ّ‬ ‫اإلدارية‪ ،‬ظهور اختراعات جديدة‪ ،‬الحمالت‬
‫ّ‬ ‫معين‪ ،‬ألخطاء‬
‫قطاع ّ‬
‫معينة‬
‫أذواق المستهلكين بالنسبة لسلعة الشركة المعنية‪ ،‬وظهور قوا نين جديدة تؤثر على منتجات شركة ّ‬
‫بالذات‪ .‬والشركات التي تتصف بدرجة كبي ةر من المخاطر غير المنتظمة هي تلك التي تنتج السلع‬
‫االستهالكية أو غير المعمرة كشركات المرطبات وشركات السجائر‪ ،‬حيث ال تعتمد مبيعات هذه الشركات‬
‫ّ‬
‫المالية‪ .‬ويجب التنويه إلى أن المخاطر غير‬
‫ّ‬ ‫على مستوى النشاط االقتصادي أو على حالة سوق األوراق‬
‫المنتظمة يمكن تجنبها أو تخفيضها بالتنويع ‪ ،Diversifiable Risk‬وتعرف أيضا بمخاطر الشركة‪.‬‬
‫معينة‪ ،‬إما بطيعة السلعة التي تنتجها‪ ،‬أو بالتغير في‬
‫وتتأثر درجة المخاطرة غير المنتظمة لشركة ّ‬
‫طبيعة أو مكونات أصول هذه الشركة‪ ،‬أو بدرجة استخدام االقتراض كمصدر للتمويل‪ ،‬كما تتأثر بزيادة‬
‫معينة‪ ،‬أو بحدوث تغير أساسي في اإلدارة‪ .‬لذا يمكن الحد‬
‫المنافسة في مجال نشاطها أو بانتهاء عقود ّ‬
‫ارية رأسمالها موزع على‬
‫من المخاطر غير المنتظمة عن طريق التنويع‪ ،‬وذلك بتكوين محفظة استثم ّ‬
‫أصول مختلفة لكي يتجنب المستثمر المخاطر المرتبطة بكل أصل على حدا‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪21‬‬


‫‪ 0-3- 8- 0‬مصادر مخاطر االستثمار‬
‫هناك مصادر عديدة لمخاطر االستثمار‪ ،‬ولكن يمكن تقسيم هذه المصادر حسب نوع المخاطرة التي‬
‫تسببها‪ ،‬فهناك عوامل تسبب المخاطر المنتظمة‪ ،‬وأخرى تسبب المخاطر غير المنتظمة باإلضافة لوجود‬
‫عوامل تسبب النوعين معا‪.‬‬
‫‪ .0‬مصادر المخاطر المنتظمة‬
‫من هذه المصادر تقلب معدالت الفائدة‪ ،‬التغير في القوة الشرائية‪ ،‬مخاطر السوق وتقلب معدالت ضريبة‬
‫الدخل‪...‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ )a‬مخاطر معدالت الفائدة‪:‬‬
‫هي المخاطر الناجمة عن احتمال حدوث اختالف بين معدالت العائد المتوقعة ومعدالت العائد‬
‫الفعلية بسبب حدوث تغير في معدالت الفائدة السوقية خالل المدة االستثمارية‪ .‬إن درجة تأثير ارتفاع أو‬
‫انخفاض أسعار الفائدة تختلف من أداة استثمارية إلى أخرى حسب طبيعة وتاريخ استحقاق األداة‬
‫االستثمارية فأي تغير في سعر الفائدة سوف يكون له تأثير على أسعار األوراق المالية طويلة األجل‬
‫بشكل أكبر من تأثي هر على أسعار األوراق المالية قصي ةر األجل‪ .‬ومن المعروف أن أسعار األوراق‬
‫المالية خصوصا السندات منها تتأثر بتقلب معدالت الفائدة السوقية بطريقة عكسية‪ ،‬فكلما ارتفعت‬
‫معدالت الفائدة كلما انخفضت أ سعار السندات والعكس بالعكس‪ ،‬وسبب ذلك أن قيمة السند هي عبارة‬
‫عن القيمة الحالية المتوقعة للدخل الذي تدره هذه الورقة خالل مدة االستثمار‪ ،‬وبما أن معدل الفائدة‬
‫السوقي عبارة عن سعر الخصم المستخدم في حساب القيمة الحالية للدخل‪ ،‬لذلك تنخفض هذه القيمة إذا‬
‫ارتفع سعر الفائدة السوقي‪ ،‬فتنخفض بذلك قيمة السند في السوق‪ ،‬أي يقل سعره‪ ،‬وبالعكس يرتفع سعره إذا‬
‫انخفض سعر الفائدة السوقي‪ .‬وبالرغم من أن مخاطر سعر الفائدة السوقي تصنف ضمن المخاطر‬
‫المنتظمة ألنها تؤثر في جميع األوراق المالية‪ ،‬إال أن تأثيرها يختلف حسب نوع الورقة‪ ،‬فيكون أكبر في‬
‫حالة األوراق المالية ذات الدخل الثابت كالسندات واألسهم الممتازة مثال عنه في حالة األوراق المالية ذات‬
‫الدخل المتغير كاألسهم العادية‪ .‬ويرجع ذلك إلى أن السند يدر دخال ثابتا‪ ،‬لذا فالتغير المطلوب تحقيقه‬
‫في معدل العائد للسند يتم من المكاسب الرأسمالية( أي من الفرق بين سعر شراء السند وسعر بيعه)‪.‬‬

‫مثال رقم(‪)0-0-3-8- 0‬‬


‫االسمية البالغة ‪ 100,000‬لي ةر سورية ومعدل فائدة ‪ %2‬أي‬
‫ّ‬ ‫إذا فرضنا أن شخصنا اشترى سندًا بقيمته‬
‫أنه يدر دخالً ثابتاً قدره ‪ 5,000‬لي ةر (‪ )%5×100000‬ثم باع المستثمر هذا السند بعد سنة بمبلغ‬
‫‪ 150,000‬ليرة ‪ ,‬يتم حساب معدل العائد الذي حصل عليه من هذا االستثمار كاآلتي‪:‬‬
‫‪= (150,000 – 100,000) + 5000/100,000 = 0.55‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪22‬‬


‫يتضح من هذا المثال أن المصدر األساسي للربح الذي حققه الشخص من استثما هر هو من ارتفاع‬
‫يبين‬
‫السوقية هو العامل المؤثر في سعر السند‪ ،‬وهذا ّ‬
‫ّ‬ ‫سعر السند في سوق األوراق الم ّ‬
‫الية‪ ،‬وسعر الفائدة‬
‫السوقية من‬
‫ّ‬ ‫المالية ذات الدخل الثابت كالسندات تكون أكثر عرضه لمخاطر أسعار الفائدة‬
‫ّ‬ ‫أن األوراق‬
‫العادية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األوراق ذات الدخل المتغير كاألسهم‬
‫ويعتقد بعض المستثمرين أن بإمكانهم تخفيض مخاطر تقلب أسعار الفائدة باالستثمار في سندات‬
‫قصي ةر األجل‪ ،‬وهذه السندات تكون عادة أقل عرضة لتقلبات األسعار من السندات الطويلة األجل‪ ،‬ولكن‬
‫هؤالء المستثمرين يجدون أنفسهم في الواقع مجبرين على القيام بسلسلة من عمليات إعادة االستثمار‬
‫وبمعدالت عائد مختلفة قد ال تكون دائمًا مرضية‪ ،‬لذلك ليس من السهولة التخلص من مخاطر تقلب‬
‫سعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ )b‬مخاطر القوة الشرائية لوحدة النقد‪:‬‬
‫ونعني بها احتمال تغير العوائد المتوقعة بسبب ارتفاع معدالت التضخم الناتج عن انخفاض القوة الشرائية‬
‫للوحدة النقدية‪ .‬ويكون هذا النوع من المخاطر كبي ار في أي نوع من االستثمار الذي يحمل معه معدل‬
‫فائدة ثابت‪ .‬فإذا ارتفع معدل التضخم يرتفع معه معدل الخصم فتنخفض القيمة الحقيقية لالستثمار وذلك‬
‫النخفاض قيمته الحالية‪ .‬كما أن أكثر أدوات االستثمار تعرضا لهذه المخاطر هي األوراق المالية طويلة‬
‫األجل‪ ،‬والتي تكون القيمة التي تس ترد بها محددة بمبلغ معين عند استحقاقها‪ ،‬مثل السندات طويلة األجل‪.‬‬
‫ويشكل االستثمار في األسهم العادية في معظم األحيان حماية للمستثمر من مخاطر القوة الشرائية لوحدة‬
‫النقد‪ ،‬ذلك على أساس أن أسعار األسهم في السوق المالي تستجيب غالبا للظروف التضخمية فترتفع هي‬
‫األخرى مما يحافظ على القيمة الحقيقية لالستثمار فيها‪ ،‬وبذلك تحمي المستثمر من المخاطر التي‬
‫يتعرض لها حامل السند‪.‬‬
‫‪ )c‬مخاطر السوق‪:‬‬
‫تتأثر أسعار األوراق المالية بالظروف السياسية واالقتصادية العامة كما تتأثر بالظروف النفسية في‬
‫السوق وغالبا ما تكون هذه الظروف سببا للوالء ألسهم شركة معينة أو االستماع إلشاعات ومعلومات‬
‫غير مؤكدة تتسبب بحاالت ذعر وهلع بين المستثمرين في السوق‪ .‬ومن األمثلة الواضحة على المخاطر‬
‫السوقية‪ ،‬هي الحالة التي أصابت بورصة نيويورك في وقت الكساد الكبير الذي حدث في الواليات‬
‫المتحدة في الثالثينات حيث تسبب ت حالة الهستيريا التي أصابت سوق األوراق المالية في انخفاض‬
‫أسعار األسهم إلى أقل من قيمتها االقتصادية الحقيقية‪ .‬كما ظهرت المخاطر السوقية في أخطر صورها‬
‫عند االنهيار العظيم الذي حدث في أسعار األوراق المالية المتداولة في البورصات العالمية صباح يوم‬
‫االثنين األسود من ‪ 82‬تشرين األول عام ‪ ،8225‬وما حدث في األسواق اآلسيوية يوم الخميس الموافق‬
‫‪ 86‬تشرين األول‪ 8225‬وذلك حين انهارت األسعار في بورصة هونغ كونغ لتنعكس بعد ذلك على‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪23‬‬


‫بورصات الدول المجاورة في ماليزيا واندونيسيا وكوريا وليمتد هذا االنهيار فيما بعد ولكن بدرجات متفاوتة‬
‫على أسواق المال في الواليات المتحدة وأوربا واستراليا‪ .‬ومن أمثلة مخاطر السوق نجد التحوالت‬
‫االقتصادية والسياسية التي حدثت بأوروبا الشرقية في الثمانينيات من القرن العشرين‪ ،‬وأحداث سبتمبر‬
‫‪ 8118‬بالواليات المتحدة االمركية عندما تعرض مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون‬
‫بواشنطن لهجوم‪ .‬كما أن أحدث األمثلة على المخاطر السوقية هو ما حدث في األسواق المالية نتيجة‬
‫أزمة الرهون العقارية في عام ‪ 8112‬وامتدت لتصبح أزمة اقتصادية عالمية‪.‬‬
‫‪ .8‬مصادر المخاطر غير المنتظمة‬
‫من أهم مصادر المخاطر غير المنتظمة مخاطر اإلدارة‪ ،‬ومخاطر الصناعة‪.‬‬
‫‪ .I‬مخاطر اإلدارة‬
‫تحدث األخطاء اإلدارية في الشركات آثا ار سلبية تنعكس على العائد المتوقع على استثماراتها‪ ،‬لذلك‬
‫تدخل المخاطر الناجمة عن األخطاء اإلدارية ضمن المخاطر غير المنتظمة ألنها قد تحدث انخفاضا في‬
‫معدل العائد حتى في حاالت ازدهار النشاط االقتصادي‪ .‬ومن أوضح األمثلة على أثر األخطاء اإلدارية‬
‫ما حدث لشركة جنرال موتورز األمريكية‪ ،‬فهذه الشركة تتمتع بسمعة طيبة من حيث جودة منتجاتها‬
‫وسالمة مركزها المالي‪ ،‬كما أنها معروفة بإدارتها الناجحة‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك فان إدارتها لم تحسن‬
‫التعامل مع حركة حماية المستهلك التي ترأسها رالف نادر‪ ،‬وقد اتفق معظم المحللون على أن الشركة قد‬
‫تكبدت خسائر في المبيعات واألرباح والشهرة التجارية‪ ،‬هذا باإلضافة للتعويضات التي حكمت بها المحاكم‬
‫لصالح رالف نادر‪ ،‬وكان لهذه الخسائر أثرها السيئ على سعر سهم الشركة وقد تحمل المستثمرون في‬
‫أسهمها خسائر رأسمالية كبيرة‪.‬‬
‫وفي بعض األحيان تؤدي الممارسات الخاطئة وغير المشروعة إلدارة شركة ما إلى منع تداول أسهمها‬
‫في سوق األوراق المالية‪ ،‬وفي أحيان أخرى تؤدي األخطاء غير المتعمدة التي تقوم بها اإلدارة على‬
‫أعمال الشركة إلى االقتراب من حالة إشهار اإلفالس‪ ،‬فتظهر للوجود حينئذ ما يعرف بمخاطر الفشل‬
‫المالي ‪.Default Risk‬‬
‫ومن األخطاء اإلدارية الشائعة‪ ،‬سوء التصرف وعدم اتخاذ التدابير المناسبة في الحوادث الطارئة كخسارة‬
‫مصنع أو معدات بسبب عدم التأمين عليها أو بسبب عدم تأمين الحراسة الالزمة وخسارة المبيعات أو فقد‬
‫ممولين أساسيين للشركة مع عدم وجود آخرين ليحلوا محلهم‪.‬‬
‫‪ .II‬مخاطر الصناعة‬
‫ويقصد بها تلك المخاطر التي تتعلق بصناعة معينة والناجمة عن ظروف تتعلق بتلك الصناعة‪.‬‬
‫فمثال عندما يقرر اتحاد العمال في إحدى الصناعات القيام بإضراب‪ ،‬فان جميع الشركات في القطاع‬
‫باإلضافة لزبائ نها ومموليها تتأثر بدرجة كبيرة بهذا اإلضراب‪ ،‬واذا لم يتم وقف هذا اإلضراب واستمر لمدة‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪24‬‬


‫طويلة‪ ،‬فسيحدث ضرر كبير في األرباح والقيمة السوقية ألسهم شركات القطاع ومن الممكن أن يفيد‬
‫المنافسين في الصناعات األخرى وبدرجة كبيرة أيضا‪.‬‬
‫وتأتي مخاطر الصناعة من عوامل عد يدة منها عدم توفر المواد الخام لصناعة معينة أو ظهور‬
‫اختراعات جديدة تؤدي إلى الحد من الطلب على المنتجات القديمة فعند ظهور السيارات مثال كسدت‬
‫صناعة العربات التي تجرها الخيول‪ ،‬وعند ظهور التلفزيون الملون كسدت صناعة التلفزيون غير الملون‪.‬‬
‫ومن العوامل األخرى ظهور قوانين تمس صناعات معينة مثل قوانين حماية البيئة من التلوث والتي كان‬
‫لها تأثير على الشركات المنتجة للورق ومصافي البترول ومصانع الحديد وغيرها من الصناعات التي‬
‫ينتج عنها كميات كبي ةر من المخلفات أو النفايات الملوثة للبيئة‪ .‬كما تؤثر المنافسة األجنبية على‬
‫الصنا عات المحلية‪ ،‬ومن أهم األمثلة على ذلك منافسة صناعة السيارات وااللكترونيات اليابانية لمثيالتها‬
‫في الواليات المتحدة وأوربا في وقت سابق والكورية والصينية في وقت الحق‪.‬‬
‫ويوجد هناك مصادر تسبب مخاطر منتظمة وغير منتظمة ومن هذه المصادر الرفع التشغيلي والرفع‬
‫المالي ‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪25‬‬


‫المبحث الثالث‬
‫المخاطر المختلطة‬

‫يقصد بالمخاطر المختلطة تلك المخاطر التي تجمع بين أسس ومظاهر المخاطر المنتظمة وغير‬
‫المنتظمة‪ .‬وتعتبر كل من مخاطر الرفع التشغيلي والرفع المالي من المخاطر المختلطة‪ ،‬وتمثل درجة‬
‫الرفع المشترك ناتج الدمج بين الرفع التشغيلي والمالي‪.‬‬

‫‪ 0- 3- 0‬الرفع التشغيلي ‪Operating Leverage‬‬


‫يقصد بالرفع ‪ Leverage‬مدى استخدام التكاليف الثابتة لتضخيم عائد أصحاب الشركة‪ .‬وتؤثر‬
‫كمية الرفع في هيكل رأس المال على كل من العائد والمخاطرة‪ .‬ويمثل هيكل رأس المال ‪Capital‬‬
‫‪ Structure‬مزيجا من الديون طويلة األجل وحقوق الملكية‪.‬‬
‫يرتبط الرفع التشغيلي ‪ Operational leverage‬عادة‪ ،‬بنمط هيكل تكاليف المنشأة‬
‫اإلجمالية‪ ،‬وعلى‬
‫ّ‬ ‫الكلية أو‬
‫التشغيلية في التكاليف ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ،Cost Structure‬أي بالوزن النسبي للتكاليف الثابتة‬
‫هذا األساس ترتفع درجة الرفع التشغيلي )‪ (DOL‬كلما ارتفع الوزن النسبي للتكاليف الثابتة في هيكل‬
‫التكاليف والعكس بالعكس‪ ،‬فالرفع التشغيلي هو مدى استخدام التكاليف الثابتة كاالستهالك وأجور‬
‫اإلداريين وغيرها في عمليات الشركة ‪.‬فإذا قامت المنشاة بمكننة وسائل اإلنتاج لديها فان ذلك يؤدي إلى‬
‫خفض التكاليف المتغيرة كأجور العمال وا لى زيادة التكاليف الثابتة كاستهالك اآلالت ومصروفات‬
‫الصيانة‪ ,‬وبناء على هذا فان أي تغير صغير في حجم المبيعات سوف يؤدي إلى تغير كبير في صافي‬
‫األرباح‪.‬‬
‫قائمة الدخل‬ ‫التشغيلية في الشركة‬
‫ّ‬ ‫إذا كانت التكاليف الثابتة‬
‫اإليرادات‬ ‫الكلية فيها‬
‫ال تشكل (‪ )%26‬من التكاليف ّ‬ ‫(أ) مث ً‬
‫( ‪ )-‬تكلفة البضاعة المباعة‬ ‫التشغيلية في الشركة‬
‫ّ‬ ‫بينما تشكل التكاليف الثابتة‬
‫الرفع التشغيلي‬ ‫إجمالي الربح‬ ‫الكلية‪ ،‬فإن درجة الرفع‬
‫(ب) ‪ %76‬من تكاليفها ّ‬
‫( ‪ )-‬تكاليف التشغيل‬
‫التشغيلي في الشركة (أ) أعلى من نظيرتها في‬
‫الربح قبل الفائدة والضرائب)‪(EBIT‬‬
‫الشركة (ب)‪ .‬وبناء عليه تكون مخاطر الرفع‬
‫التشغيلي للشركة (أ) أعلى من تلك المخاطر بالنسبة للشركة (ب) ‪ ،‬إذ تنعكس درجة الرفع التشغيلي‬
‫بحساسية أو استجابة صافي الربح التشغيلي ‪ EBIT‬في كل من الشركتين أ ‪ ،‬ب‬
‫ّ‬ ‫)‪ (DOL‬على ما يعرف‬
‫ألي تقلب يحدث في المبيعات‪ ،‬بمعنى أن تقلبًا يحدث في مبيعات أي من الشركتين وسواء كان بالزيادة‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪26‬‬


‫أو النقص سيحدث تقلبًا موازيًا في صافي الربح قبل الفوائد والضريبة ولكن هذا التقلب يكون في الشركة‬
‫(أ) أكبر منه في (ب)‪.‬‬
‫وفي حال افترضنا أن ‪ DOL‬بالنسبة للشركتين أ ‪ ،‬ب كانت ‪ 7‬مرة ‪ 1,5 ،‬مرة على التوالي‪ ،‬فهذا يعني‬
‫أن زيادة بنسبة ‪ %86‬تحدث في مبيعات كل من الشركتين سيترتب عليها حدوث زيادة موازية في صافي‬
‫ربح التشغيل لكل منهما‪ ،‬وبنسبة ‪ %76‬في (أ) ‪ %82 ،‬في ( ب) ‪ ،‬لكن وبالمقابل فإن هبوطاً في‬
‫مبيعات كل من الشركتين وبنسبة ‪ %86‬سيترتب عليه أيضاً هبوط مواز في ربح التشغيل لكل منهما‬
‫بنسبة ‪ %76‬في (أ)‪ %82 ،‬في (ب) ‪ ،‬وعلى هذا األساس تكون الشركة (أ) أعلى مخاطرة من الشركة‬
‫(ب)‪ ،‬ألن التقلب في ربحها التشغيلي والمرتبط بتقلب مبيعاتها يكون أوسع من حيث المدى ‪ Range‬من‬
‫المدى الذي يتقلب منه الربح التشغيلي للشركة (ب) ‪ ،‬مما يعني أن المزايا التي يحققها ارتفاع الرفع‬
‫التشغيلي للشركة (أ) في حالة االزدهار االقتصادي تنقلب إلى نقمة عارمة بالنسبة لها في حالة االنكماش‬
‫االقتصادي‪ .‬هذا وتقاس درجة الرفع التشغيلي )‪ (DOL‬عادة بالمعادلة التالية‪:‬‬
‫عائد المساهمة ( المساهمة الحدية ) ‪ /MC‬صافي ربح التشغيل قبل الفوائد والضريبة ) ‪( EBIT‬‬
‫=‪DOL‬‬

‫تجدر اإلشارة هنا أيضاً إلى نقطة تعادل المنشأة ترتبط هي األخرى بدرجة الرفع التشغيلي )‪(DOL‬‬
‫طردية فكلما ارتفع الرفع التشغيلي في المنشأة ترتفع معه نقطة تعادلها والعكس بالعكس‪،‬‬
‫والعالقة بينهما ّ‬
‫من هنا أيضاً يمكن فهم مخاطر الرفع التشغيلي‪ ،‬فحيث أن ارتفاع درجة الرفع التشغيلي تؤدي إلى ارتفاع‬
‫طردية بين درجة الرفع التشغيلي والمخاطرة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نقطة التعادل‪ ،‬إذن ال بد أيضًا من وجود عالقة‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪27‬‬


‫‪ 8- 3- 0‬تحليل نقطة التعادل ‪Breakeven Point Analysis‬‬
‫ينصب االهتمام في موضوع الرفع التشغيلي‪ ،‬على معدل الزيادة في صافي الربح التشغيلي قبل الفوائد‬
‫الناتجة عن الزيادة في حجم المبيعات‪ .‬وتجدر اإلشارة هنا أيضا إلى أن نقطة تعادل المنشأة ترتبط هي‬
‫األخرى بدرجة الرفع التشغيلي والعالقة بينهما طردية فكلما ارتفع الرفع التشغيلي في المنشأة ترتفع معه‬
‫نقطة تعادلها والعكس بالعكس‪ .‬من هنا أيضا يمكن فهم مخاطر الرفع التشغيلي‪ ،‬فحيث أن ارتفاع درجة‬
‫الرفع التشغيلي تؤدي إلى ارتفاع نقطة التعادل‪ ،‬إذن البد أيضا من وجود عالقة طردية بين درجة الرفع‬
‫التشغيلي والمخاطرة‪ .‬وتمثل نقطة التعادل مس توى المبيعات الضروري لتغطية كل النفقات التشغيلية‪.‬‬
‫تمرين رقم(‪)0-8- 3- 0‬‬
‫بلغت التكاليف الثابتة إلحدى الشركات (‪ ) 84111‬لي ةر سورية‪ ،‬وكان سعر البيع للوحدة من المنتج (‪)811‬‬
‫ليرة‪ ،‬أما التكلفة المتغي ةر للوحدة الواحدة فبلغت (‪ )41‬ليرة‪.‬‬
‫المطلوب‪ :‬حساب كمية التعادل‪.‬‬
‫الحل‪ 411=41÷8411 =)41- 811(÷84111 :‬وحدة‪.‬‬
‫عند مستوى مبيعات ‪ 411‬وحدة فإن الربح قبل الفائدة والضريبة يساوي الصفر‪.‬‬
‫الشكل رقم(‪ .)0- 0- 8- 3- 0‬تحليل التعادل‬
‫ا ا ا ال‬
‫ال‬ ‫ال ا‬ ‫ا ا‬ ‫ال‬ ‫ال ال‬
‫‪EBIT‬‬
‫ا‬
‫ال ال‬

‫ال عا‬ ‫ال‬ ‫ال ال‬

‫‪LOSS‬‬
‫ال ا‬ ‫ال ال‬

‫ال عا‬

‫إذا يكون الربح عند نقطة التعادل (قبل الفائدة والضريبة) مساويا للصفر‪ .‬وبما أن الربح قبل الفائدة‬
‫والضرائب = (الكمية ×سعر بيع الوحدة) ‪ -‬التكاليف الثابتة ‪(-‬الكمية ×التكاليف المتغيرة) = الكمية (سعر‬
‫بيع الوحدة ‪-‬التكاليف المتغيرة) ‪-‬التكاليف الثابتة‪.‬‬
‫يمكن بالتالي االستنتاج أن‪ :‬كمية التعادل= التكاليف الثابتة÷( سعر بيع الوحدة ‪ -‬التكلفة المتغيرة‬
‫للوحدة)‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪28‬‬


‫ومن المساواة السابقة ي مكننا استنتاج استجابة كمية التعادل للزيادة في التكاليف وسعر بيع الوحدة على‬
‫الشكل التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم(‪ .)0- 0- 8- 3- 0‬استجابة كمية التعادل‬
‫للزيادة في التكاليف وسعر بيع الوحدة‬
‫تأثير الزيادة على نقطة التعادل‬ ‫الزيادة في المتغير‬
‫زيادة كمية التعادل‬ ‫زيادة التكاليف الثابتة‬
‫انخفاض كمية التعادل‬ ‫زيادة سعر بيع الوحدة‬
‫زيادة التكاليف المتغيرة زيادة كمية التعادل‬

‫تمرين رقم(‪)8-8- 3- 0‬‬


‫بافتراض أن الشركة الوارد ذكرها في التمرين السابق ترغب بمعرفة أثر التغيرات التالية على كمية‬
‫التعادل‪:‬‬
‫‪ .8‬زيادة التكاليف الثابتة إلى (‪ )61111‬ليرة‪.‬‬
‫‪ .8‬زيادة سعر بيع الوحدة إلى (‪ )884‬ليرة‪.‬‬
‫‪ .6‬زيادة التكلفة المتغي ةر للوحدة المباعة إلى (‪ )54‬ليرة‪.‬‬
‫الحل‪:‬‬
‫‪ 311 =41- 811÷61111‬وحدة‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫‪ 66636 =41- 884 ÷84111‬وحدة‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫‪ 8111 =54- 811 ÷84111‬وحدة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫يقاس الرفع التشغيلي بالدرجات فدرجات الرافعة التشغيلية عند نقطة مبيعات معينة هي النسبة بين‬
‫الزيادة النسبية في صافي الدخل التشغيلي قبل الفوائد والضرائب وبين الزيادة النسبية في اإلنتاج المباع‬
‫بالوحدات ‪ .‬ويمكن وضعها رياضيا على الشكل التالي‪:‬‬

‫درجة الرفع التشغيلي =الزيادة النسبية في صافي الدخل التشغيلي قبل الفائدة والضريبة ÷ الزيادة النسبية في وحدات اإلنتاج‬
‫المباع‪.‬‬

‫تمرين رقم(‪)3-8- 3- 0‬‬


‫إذا كانت إحدى الشركات تستطيع تحقيق ربحا قبل الفوائد والضرائب مقداره ‪ 81111‬ليرة من بيع إنتاج‬
‫مقداره ‪ 851111‬وحدة بينما تستطيع أن ترفع هذا الدخل إلى ‪ 85111‬لي ةر إذا استطاعت أن تنتج وتبيع‬
‫‪ 845111‬وحدة‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪29‬‬


‫المطلوب‪ :‬استخرج درجة الرفع التشغيلي عند مستوى ‪ 851111‬وحدة وفسر الجواب‪.‬‬
‫الحل‪ :‬درجة الرفع التشغيلي =الزيادة النسبية في الدخل التشغيلي قبل الفوائد والضرائب ÷ الزيادة النسبية‬
‫في اإلنتاج المباع‬
‫التغير النسبي في الدخل قبل الفائدة والضريبة = ‪%51 = %811 × 81111 ÷ 81111 – 85111‬‬
‫التغير النسبي في وحدات اإلنتاج المباع =‪% 81 = %811 × 851111÷ 851111 - 845111‬‬
‫درجة الرفع التشغيلي = ‪ 5=% 81 ÷ %51‬درجات‬
‫ولتفسير النتائج نقول‪ :‬إن كل ‪ %8‬تغير في وحدات اإلنتاج المباع سوف يولد زيادة مقدارها مساو‬
‫لعدد درجات الرافعة التشغيلية ( وهي ‪ 5‬درجات في هذا المثال ) في صافي الربح التشغيلي قبل الفوائد‬
‫والضرائب ‪ .‬فإذا كان التغير ‪ %4‬مثال في وحدات اإلنتاج المباع سيكون التغير في صافي الربح‬
‫التشغيلي قبل الفوائد والضرائب =‪ 5 × %4‬درجات = ‪ % 64‬وهكذا‪.‬‬
‫تمرين رقن(‪)4-8- 3- 0‬‬
‫تصور البيانات في الجدول أدناه حالتي تغير في مبيعات إحدى الشركات‪ .‬حيث تمثل الحالة األولى تغي ار‬
‫بالزيادة‪ ،‬بينما تمثل الحالة الثانية تغي ار بالنقصان‪.‬‬
‫الحالة الثانية‬ ‫الحالة األولى‬
‫( ‪%01)-‬‬ ‫‪% 01+‬‬ ‫نسبة التغير في المبيعات‬
‫‪411‬‬ ‫‪8111‬‬ ‫‪8411‬‬ ‫‪8111‬‬ ‫المبيعات بالوحدات‬
‫‪4111‬‬ ‫‪81111‬‬ ‫‪84111‬‬ ‫‪81111‬‬ ‫اإليرادات‬
‫‪8411‬‬ ‫‪4111‬‬ ‫‪5411‬‬ ‫‪4111‬‬ ‫( ‪ )-‬التكاليف المتغيرة‬
‫‪8411‬‬ ‫‪8411‬‬ ‫‪8411‬‬ ‫‪8411‬‬ ‫( ‪ )-‬التكاليف الثابتة‬
‫‪1‬‬ ‫‪8411‬‬ ‫‪4111‬‬ ‫‪8411‬‬ ‫الربح قبل الفائدة والضرائب‬
‫‪%011 -‬‬ ‫‪%011‬‬ ‫نسبة التغير في الربح‬
‫في الحالة األولى بلغت نسبة الزيادة في المبيعات ‪ ( %41‬من ‪ 8111‬الى‪ )8411‬مما أدى الى زيادة‬
‫بنسبة ‪ % 811‬في الربح قبل الفائدة والضرائب (من ‪ 8411‬الى ‪.)4111‬‬
‫في الحالة الثانية هبوط ‪ %41‬في المبيعات ( من ‪ 8111‬الى ‪ ) 411‬مما أدى الى هبوط بنسبة ‪% 811‬‬
‫بالربح قبل الفوائد والضرائب ( من ‪ 8411‬الى الصفر)‬
‫واعتمادا على المساواة التالية‪:‬‬
‫درجة الرفع التشغيلي = التغير النسبي في الربح قبل الفائدة والضرائب ÷ التغير النسبي في المبيعات‪.‬‬
‫يمكن حساب الرفع التشغيلي في الحالتين على الشكل التالي‪:‬‬
‫الحالة األولى‪8 =%41 )+( ÷ %811 + :‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪30‬‬


‫الحالة الثانية – ‪8 =%41 )- ( ÷ %811‬‬
‫وبما أن النتيجة أكبر من الواحد إذا يوجد لدينا رفع تشغيلي‪.‬‬
‫ويوجد صيغة مباشرة لحساب درجة الرفع التشغيلي عند مستوى كمية مبيعات محدد أو أساس‪:‬‬
‫درجة الرفع التشغيلي عند مستوى كمية مبيعات محدد = الكمية ×( سعر بيع الوحدة – التكلفة‬
‫المتغي ةر ) ÷ الكمية ( سعر بيع الوحدة – التكلفة المتغي ةر ) ‪ -‬التكلفة الثابتة‬
‫أويمكن كتابة الصيغة السابقة على الشكل التالي‪:‬‬

‫تمرين رقم(‪)0-8- 3- 0‬‬


‫لدينا ‪ 8111‬وحدة‪ ،‬سعر الوحدة ‪ 81‬ليرات وبلغت التكاليف المتغي ةر ‪ 4‬ليرات للوحدة وكانت التكاليف‬
‫الثابتة ‪ 8411‬ليرة‪ .‬المطلوب ‪ :‬احسب درجة الرفع التشغيلي عند الكمية المذكورة ‪.‬‬
‫الحل‪ :‬درجة الرفع التشغيلي عند ‪ 8111‬وحدة = ‪= 8411 – ) 4- 81 ( 8111 ÷ ) 4- 81 ( ×8111‬‬
‫‪.8‬‬
‫يتضح مما سبق أنه كلما زادت نسبة التكاليف الثابتة الى المتغيرة ازدادت درجة الرفع التشغيلي ‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪31‬‬


‫‪ 3- 3- 0‬الرفع المالي ‪Financial Leverage‬‬
‫تقسم مصادر تمويل أي شركة عادة إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ ‬تمويل الملكية‪ :‬وهو عبارة عن األموال التي يتم الحصول عليها من المساهمين(أصحاب الشركة)‬
‫مقابل شرائهم األسهم التي تشكل رأسمال الشركة‪ ،‬أو عن طريق استخدام االحتياطيات واألرباح‬
‫المحتجزة‪.‬‬
‫‪ ‬تمويل االقتراض‪ :‬وهو عبارة عن األموال التي يتم الحصول عليها عن طريق االقتراض من جهات‬
‫مختلفة إما عن طريق سندات طويلة أو قصيرة األجل بمعدل فائدة ثابت أو باالقتراض من البنوك‪.‬‬
‫وينشا عن التمويل باالقتراض ما يسمى بالرفع المالي‪ Financial leverage‬أو المتاجرة‬
‫بالملكية‪.Trading on Equity‬‬
‫ويهدف هذا النوع من التمويل إلى استخدام أموال الغير في رفع معدل العائد على االستثمار وذلك عن‬
‫طريق تشغيل األموال المقترضة في أدوات استثمار تدر عائدا أعلى من الفائدة المدفوعة لألموال‬
‫المقترضة‪ .‬بعبارة أخرى فان التمويل باستخدام الرفع المالي يهدف إلى تخفيض تكلفة األموال ‪Cost of‬‬
‫‪ Funds‬المستثمرة في المشروع وتعظيم العائد على حقوق المساهمين‪.ROE‬‬
‫يرتبط الرفع المالي بما يعرف بالهيكل المالي للمنشأة‪ ،‬فإذا كانت الديون تشكل نسبة مرتفعة من القيمة‬
‫اإلجمالية لموجوداتها يكون الرفع المالي فيها مرتفعا والعكس بالعكس‪ .‬هذا يعني أن شركتين (ا) و(ب)‬
‫تشكل الديون أو جملة المطلوبات في ميزانية كل منهما ‪ %81‬و‪ %31‬من جملة الموجودات على التوالي‬
‫حينئذ يكون الرفع المالي للشركة(ب) أعلى منه للشركة(ا)‪ .‬بمعنى أن عبء الديون في الشركة(ب) ممثال‬
‫بالفوائد التي ستدفعها يكون أكبر منه في(ا)‪ .‬وعلى هذا األساس وبافتراض تماثل جميع العوامل األخرى‬
‫في الشركتين ستكون نقطة التعادل‪ Break Even Point‬للشركة(ب) أعلى من نقطة التعادل للشركة(ا)‬
‫ومن ثم فان المخاطر المصاحبة لتقلب النشاط تكون في الشركة(ب) أعلى من تلك في الشركة(ا)‪ .‬وتقاس‬
‫درجة الرفع المالي ‪ Degree of Financial Leverage‬عادة بالمعادلة التالية‪:‬‬

‫درجة الرفع المالي= صافي الربح قبل الفوائد والضرائب÷ صافي الربح بعد الفوائد وقبل الضرائب‬
‫وترتفع المخاطرة كلما ارتفعت درجة الرفع المالي والعكس بالعكس‪.‬‬
‫تمرين رقم(‪)0-3- 3- 0‬‬
‫إذا كانت أرباح مشروع ما قبل الفوائد والضرائب تساوي ‪ 811111‬لي ةر وكان على المشروع دين مقداره‬
‫‪ 511111‬لي ةر تحمل فائدة معدلها ‪.% 81‬‬
‫المطلوب‪ :‬احسب درجة الرفع المالي للمشروع عند مستوى أرباح ‪ 811111‬لي ةر قبل الفوائد والضرائب‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪32‬‬


‫الحل‪ :‬درجة الرفع المالي = صافي األرباح قبل اقتطاع الفوائد والضرائب ‪ /‬صافي األرباح بعد اقتطاع‬
‫الفوائد وقبل الضريبة‬
‫‪)% 81 × 511111( – 811111 ÷ 811111 =DFL‬‬
‫= ‪ 8384‬درجة‪.‬‬
‫وتقيس ‪ DFL‬عادة درجة استجابة أو حساسية عائد السهم‬
‫قائمة الدخل‬
‫العادي‪ EPS‬للتغير الحاصل في صافي الربح قبل الضريبة‪.EBT‬‬
‫المبيعات‬
‫( ‪ )-‬التكاليف المتغيرة‬ ‫فلو كانت درجة الرفع المالي في الشركتين(ا) و(ب) ‪8‬و‪ 5‬مرة على‬
‫التوالي‪ ،‬فهذا يعني أن زيادة في صافي الربح قبل الضريبة بنسبة‬
‫( ‪ )-‬التكاليف الثابتة‬
‫الربح قبل الفائدة والضرائب‬ ‫‪ %81‬ستنعكس على عائد السهم العادي‪ EPS‬في كل من الشركتين‬
‫( ‪ )-‬الفائدة‬ ‫بمعدل ‪ %51‬و ‪ %21‬على التوالي‪ .‬كذلك وبالعكس فان هبوطا في‬
‫الربح قبل الضرائب‬ ‫صافي الربح بعد الضريبة بنسبة ‪ %81‬سينعكس على عائد السهم‬
‫( ‪ )-‬ضريبة الدخل‬ ‫العادي في كل منهما بنسبة ‪ %51‬و ‪ %21‬على التوالي‪ .‬مما يعني‬
‫الربح بعد الضريبة‬ ‫أن مدى التقلب الذي ينعكس على عائد السهم العادي بسبب تقلب‬
‫( ‪ )-‬عائد األسهم الممتازة‬ ‫نشاط الشركة يكون في الشركة(ب) أوسع منه في الشركة(ا) ومن‬
‫الربح المتاح لحملة األسهم العادية‬ ‫ثم تكون المخاطرة المصاحبة لذلك في الشركة(ب) أعلى من تلك‬
‫نصيب السهم العادي من األرباح‪EPS‬‬ ‫في الشركة(ا) أي أن الفوائد الكبي ةر التي تحققها الشركة ذات الرفع‬
‫المالي األعلى خالل حالة االزدهار تنقلب إلى خسارة جسيمة في‬
‫حالة الكساد‪.‬‬
‫ويمكن بناء على ماسبق قياس درجة الرفع المالي ‪ Degree of Financial Leverage‬بالطريقة‬
‫التالية‪:‬‬
‫درجة الرفع المالي= التغ ير النسبي في نصيب السهم العادي من األرباح÷ التغير النسبي في الربح قبل القائدة والضرائب‪.‬‬
‫ونقول بأنه يوجد حالة من الرفع المالي عدما تكون الدرجة أكبر من الواحد‪.‬‬
‫تمرين رقم(‪)8-3- 3- 0‬‬
‫تتوقع شركة لبيع المواد الغذائية أرباحا قبل الفائدة والضريبة مقدارها ‪ 81111‬ليرة في السنة الجارية علما‬
‫بأن هيكلها التمويلي يتألف مما يلي‪:‬‬
‫‪ .a‬سندات بقيمة ‪ 81111‬ليرة بمعدل كوبون سنوي ‪%81‬‬
‫‪ 311 .b‬سهم ممتاز ( يربح كل سهم سنويا ‪ 5‬ليرة )‬
‫‪ 8111 .c‬سهم عادي‬
‫المطلوب‪:‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪33‬‬


‫‪ - 0‬حساب درجات الرفع المالي عند مستوى ربح ‪ 81111‬قبل الفائدة والضريبة ‪.‬‬
‫‪ - 8‬حساب درجات الرف ع المالي بافتراض زيادة‪ %51‬في مستوى الربح في الحالة األولى‪.‬‬
‫‪ - 3‬حساب درجات الرفع المالي بافتراض نقص ‪ %51‬في مستوى الربح في الحالة األولى‪.‬‬

‫الحالة األولى ‪ -‬زيادة ‪ %51‬في الربح قبل القائدة والضرائب(‪ 81111‬إلى ‪ )85111‬أدت إلى زيادة‬
‫‪ %811‬في نصيب السهم العادي من األرباح(‪ 8351‬إلى ‪)5321‬‬
‫الحالة الثانية ‪ -‬هبوط ‪ %51‬في الربح قبل القائدة والضرائب(‪ 81111‬إلى ‪ )3111‬أدت إلى هبوط‬
‫‪ %811‬في نصيب السهم العادي من األرباح(‪ 8351‬إلى ‪)1‬‬
‫الحالة الثانية‬ ‫الحالة األولى‬
‫‪3111‬‬ ‫‪81111‬‬ ‫‪85111‬‬ ‫‪81111‬‬ ‫الربح قبل الفائدة والضرائب‬
‫‪8111‬‬ ‫‪8111‬‬ ‫‪8111‬‬ ‫‪8111‬‬ ‫( ‪ )-‬الفائدة‬
‫‪5111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪88111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫صافي الربح قبل الضريبة‬
‫‪8311‬‬ ‫‪6811‬‬ ‫‪5211‬‬ ‫‪6811‬‬ ‫( ‪ )-‬الضرائب(‪)%51‬‬
‫‪8511‬‬ ‫‪5211‬‬ ‫‪5811‬‬ ‫‪5211‬‬ ‫صافي الربح بعد الضرائب‬
‫‪8511‬‬ ‫‪8511‬‬ ‫‪8511‬‬ ‫‪8511‬‬ ‫( ‪ )-‬عائد األسهم الممتازة‬
‫‪1‬‬ ‫‪8511‬‬ ‫‪5211‬‬ ‫‪8511‬‬ ‫الربح المتاح لألسهم العادية‬
‫‪1 =8111÷1 8.4=8111÷8511 4.8=8111÷5211 8.4 =8111÷8511‬‬ ‫نصيب السهم العادي‬
‫ونقول بأنه يوجد حالة من الرفع المالي عدما تكون الدرجة أكبر من الواحد‪.‬‬
‫وبالتالي يكون لدينا درجة الرفع في الحالة األولى‪.834 =%51+÷%811+ :‬‬
‫وفي الحالة الثانية‪.834 =%51- ÷%811- :‬‬
‫ويوجد ط ريقة مختصرة لحساب درجة الرفع المالي عند مستوى محدد من الربح قبل الفائدة والضرائب‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫درجة الرفع المالي عند مستوى محدد من الربح قبل الفائدة والضرائب= الربح قبل الفائدة والضرائب÷‬
‫الربح قبل الفائدة والضرائب ‪ -‬الفائدة ‪(-‬نصيب األسهم الممتازة (‪- 0÷0‬الضريبة))‬
‫وبالتطبيق‪:‬‬
‫درجة الرفع المالي عند مستوى محدد من الربح قبل الفائدة والضرائب= ‪- 8111- 81111 ÷81111‬‬
‫(‪834 =5111/8111 =)1351- 8/8×8111‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪34‬‬


‫‪ 4- 3- 0‬الرفع المشترك ‪Combined Leverage‬‬
‫يمكن آلثار نوعي الرفع السابقين (الرفع التشغيلي والرفع المالي) أن تتضافر معًا لتنتج معًا ما يعرف‬
‫بالرفع المشترك ‪ ،Combined Leverage‬إذ تقيس درجة الرفع المشترك ‪ DCL‬درجة استجابة أو‬
‫حساسية عائد السهم العادي ‪ EPS‬ألي تغير يحدث في المبيعات‪ .‬ويمكن تحديد درجة الرفع المشترك‬ ‫ّ‬
‫‪ DCL‬من خالل المعادلة التالية‪:‬‬
‫‪DOL × DFL= DCL‬‬
‫تسبب التغيرات في ايرادات المبيعات تغيرات أكبر في الربح قبل الفائدة والضريبة ‪ .EBIT‬لذلك‪ ،‬فإن‬
‫التغيرات في الربح قبل الفائدة والضريبة تترجم إلى تباينات أكبر في ربحية السهم ‪ EPS‬واجمالي األرباح‬
‫المتاحة لحملة األسهم العادية ‪ ،EAC‬إن اختارت الشركة أن تستخدم الرفع المالي‪ ،‬وعندها لن يكون‬
‫مستغربا‪ ،‬أن نجد أن دمج الرفع التشغيلي مع الرفع المالي يسبب تباينات إضافية في أرباح السهم‪.‬‬
‫يمكن التعبير عن الرفع المشترك بالصيغة التالية‪:‬‬

‫وهي تمثل درجة الرفع المشترك من مستوى المبيعات األساسي‪ ،‬أو بكالم آخر‪ :‬التغير النسبي في ربحية‬
‫السهم‪/‬التغير النسبي في المبيعات‪ .‬وكما يالحظ فإن درجة الرفع المشترك‪ ،‬هي ناتج لمقياسي الرفع‬
‫المستقلين‪ ،‬وبالتالي لدينا‪:‬‬

‫ويمكننا ايراد درجة الرفع المشترك مباشرة على الشكل التالي‪:‬‬

‫أخيرا ‪ ،‬يجدر بنا التنويه في إطار بحثنا ألنواع المخاطر‪ ،‬إلى أنه قد تتداخل مصادر المخاطرة بجميع‬
‫أنواعها بحيث يصعب فصل كل مصدر على حدة‪ .‬كما تشكل قوى تؤثر في أسعار األوراق المالية‪ ،‬إما‬
‫باتجاهات مختلفة بحيث يلغي كل مصدر أثر المصادر األخرى‪ ،‬أو قد تؤثر جميعها في اتجاه واحد‬
‫فتسبب تغيرات كبيرة في األسعار‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪35‬‬


‫الجدول رقم(‪ .)0- 4- 3- 0‬تحليل الرفع المشترك إلحدى الشركات‬
‫التغيرات النسبية‬ ‫مستوى المبيعات المتوقع‬ ‫مستوى المبيعات األساسي‪،‬‬ ‫البند‬
‫الزمن ‪t+1‬‬ ‫الزمن ‪t‬‬
‫‪81+‬‬ ‫‪631111‬‬ ‫‪611111‬‬ ‫المبيعات‬
‫‪883111‬‬ ‫‪821111‬‬ ‫( ‪ )-‬التكاليف المتغيرة‬

‫‪855111‬‬ ‫‪881111‬‬ ‫االيرادات قبل التكاليف الثابتة‬


‫‪811111‬‬ ‫‪811111‬‬ ‫( ‪ )-‬التكاليف الثابتة‬
‫‪881+‬‬ ‫‪55111‬‬ ‫‪81111‬‬ ‫الربح قبل الفائدة والضرائب‬
‫‪5111‬‬ ‫‪5111‬‬ ‫( ‪ )-‬الفائدة‬
‫‪51111‬‬ ‫‪83111‬‬ ‫الربح قبل الضرائب‬
‫‪81111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫( ‪ )-‬الضريبة ‪%41‬‬
‫‪841+‬‬ ‫‪81111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫الدخل الصافي‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫( ‪ )-‬عائد األسهم الممتازة‬
‫‪841+‬‬ ‫‪81111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫الربح المتاح لحملة األسهم‬
‫العادية‬
‫‪8411‬‬ ‫‪8411‬‬ ‫عدد األسهم العادية‬
‫‪001+‬‬ ‫‪03.33‬‬ ‫‪$0.33‬‬ ‫ربحية السهم العادي (‪)EPS‬‬

‫درجة الرفع التشغيلي= ‪6 =%81 ÷%081‬‬


‫درجة الرفع المالي= ‪0.80=%081÷%001‬‬

‫درجة الرفع المشترك= ‪0.01 =%81÷%001‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪36‬‬


‫المبحث الرابع‬
‫العوائد الفعلية‬
‫‪Actual returns‬‬

‫‪ 0- 4- 0‬العوائد الفعلية‬
‫تتحقق العوائد الفعلية نتي جة قيام المستثمر ببيع أو حيا ةز أداة استثمارية معينة‪ ،‬وتتخذ شكل توزيعات‬
‫إيرادية أو أرباح رأسمالية أو االثنين معا‪.‬‬
‫‪ .0‬العائد على مجموع األموال المستثمرة ‪return on investment‬‬
‫ويسمى أحيانا العائد على مجموع األصول ‪ return on total assets‬ويستخدم هذا العائد كمؤشر‬
‫على كفاءة الشركة في إدارة واستغالل جميع األموال الموجودة لديها‪ ،‬ويمكن حسابه بموجب الصيغة‬
‫التالية‪:‬‬
‫العائد على مجموع األصول= (صافي الربح بعد الضريبة÷ مجموع األصول)×‪%011‬‬
‫تمرين رقم(‪)0-0- 4- 0‬‬
‫فيما يلي بعض البيانات المالية المستخرجة من سجالت إحدى الشركات بتاريخ ‪:8114/88/68‬‬
‫‪81111‬‬ ‫نقدية‬ ‫المطلوب‪ :‬استخرج العائد على االستثمار‬
‫‪81111‬‬ ‫أوراق قبض‬ ‫نحسب أوال صافي الربح بعد الضريبة كما يلي ‪:‬‬
‫‪811111‬‬ ‫مباني‬ ‫صافي الربح بعد الضريبة = صافي المبيعات – ( التكاليف‬
‫‪4111‬‬ ‫مدينون‬ ‫المتغير )‬
‫ة‬ ‫الثابتة ‪ +‬التكاليف‬
‫‪41111‬‬ ‫آالت‬ ‫‪ 44111 = ) 81111 + 84111 ( – 811111‬ليرة‬
‫‪%41‬‬ ‫ضريبة‬ ‫× ‪ 85411 = %41‬مقدار الضريبة‬ ‫‪44111‬‬
‫‪811111‬‬ ‫صافي مبيعات‬ ‫‪ 85411 = 85411 – 44111‬لي ةر صافي الربح بعد‬
‫‪84111‬‬ ‫مصاريف ثابتة‬ ‫الضريبة‬
‫‪81111‬‬ ‫مصاريف متغي ةر‬ ‫ثانيا ‪ :‬نجمع األصول‬
‫نقدية ‪ +‬أوراق قبض ‪ +‬مباني ‪ +‬مدينون ‪ +‬آالت‬
‫‪ 824111 = 41111 + 4111+ 811111 + 81111+ 81111‬ليرة‬
‫العائد على االستثمار = صافي الربح بعد الضريبة ‪ /‬إجمالي األصول‬
‫= (‪% 85323 = %811 × )824111 ÷ 85411‬‬

‫‪ .8‬العائد على حقوق الملكية ‪return on equity‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪37‬‬


‫يستخدم كمقياس ألداء الشركة ومدى كفاءتها في إدارتها ألموال المساهمين فيها ويتم استخراج هذا‬
‫العائد بموجب الصيغة التالية‪:‬‬
‫العائد على حقوق الملكية = صافي الربح بعد الضريبة الخاص بالمساهمين العاديين ÷ حقوق المساهمين العاديين‬
‫ويقصد بصافي الربح بعد الضريبة الخاص بالمساهمين العاديين هو صافي الربح الكلي مطروحا منه‬
‫نصيب حملة األسهم الممتازة‪ ،‬أما حقوق المساهمين العاديين فالمقصود به هو حقوق المساهمين في‬
‫الشركة مطروحا منه حقوق حملة األسهم الممتازة‪.‬‬

‫تمرين رقم(‪)8-0- 4- 0‬‬


‫لنفترض أن صافي الربح بعد الضريبة ‪ 21111‬ليرة ومجموع حقوق المساهمين ‪ 211111‬لي ةر منها ‪211‬‬
‫سهم ممتاز تربح ‪ .% 81‬علما بأن القيمة االسمية للسهم الممتاز ‪ 411‬لي ةر سورية‪.‬‬
‫المطلوب‪ :‬حساب العائد على حقوق الملكية‬
‫الحل‪ :‬نحسب أوال صافي الربح بعد الضريبة الخاص بالمساهمين العاديين كما يلي‪:‬‬
‫نصيب األسهم الممتازة من الربح ‪ 51111 = %81 × 511111‬ليرة‬
‫نصيب األسهم العادية من الربح ‪ 51111 = 51111 – 21111‬لي ةر‬
‫اآلن نحسب حقوق المساهمين العاديين كما يلي‪:‬‬
‫‪ 511111 = 511111 – 211111‬لي ةر‬ ‫حقوق المساهمين العاديين‬
‫العائد على حقوق الملكية = ‪%81 = % 811 ×511111 ÷ 51111‬‬
‫‪ .3‬عائد السهم‬
‫ويقصد بالسهم هنا‪ ،‬السهم العادي‪ ،‬ويحسب العائد عليه بالطرق التالية‪:‬‬
‫‪ )0‬عائد السهم من األرباح المحققة ( ‪EARNINGS PER SHARE )EPS‬‬
‫يحدد عائد السهم العادي من األرباح المحققة بعد طرح نصيب حملة األسهم الممتازة من األرباح وفق‬
‫الصيغة التالية‪:‬‬
‫عائد السهم العادي = (صافي الربح بعد الضريبة – نصيب حملة األسهم الممتازة)÷ عدد األسهم العادية‬
‫ويستخدم هذا المقياس لتقييم ربحية السهم وتسعى معظم الشركات لزيادته نظ ار الهتمام‬
‫المستثمرين به عند اتخاذهم لقرارهم االستثماري‪.‬‬
‫تمرين رقم(‪)3-0- 4- 0‬‬
‫لنفترض أن عدد األسهم العادية في المثال السابق ‪ 211‬سهم عادي حينئذ يكون نصيب السهم العادي‬
‫من األرباح المحققة هو‪ :‬نصيب السهم العادي من األرباح المحققة = ‪41 = 211 ÷ 51111- 21111‬‬
‫‪ )8‬عائد السهم من األرباح الموزعة ( ‪DIVIDENDS PER SHARE )DPS‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪38‬‬


‫يقيس هذا المؤشر ما سوف يحصل عليه المساهم من أرباح موزعة ويحسب بموجب الصيغة‬
‫التالية‪:‬‬
‫نصيب السهم العادي من األرباح الموزعة = األرباح المعدة للتوزيع ÷ عدد األسهم العادية‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أنه ليس من الضروري أن يتساوى نصيب السهم العادي من األرباح‬
‫المحققة مع نصيبه من األرباح الموزعة نظ ار للجوء الشركات أحيانا إلى احتجاز قسم من أرباحها‬
‫لغايات التوسع‪.‬‬
‫تمرين رقم(‪)4-0- 4- 0‬‬
‫لنفترض أن الشركة قد قررت في المثال السابق أن توزع على المساهمين العاديين ‪ %41‬فقط من الربح‬
‫المحقق الخاص بهم‪ ،‬حينئذ يكون نصيب السهم من األرباح الموزعة كما يلي‪ :‬نصيب السهم العادي من‬
‫الربح الموزع = (‪84 = 211 ÷ )%41 × 51111‬‬
‫‪ )3‬العائد الجاري للسهم ( ‪YIELD PER SHARE ) YPS‬‬
‫ويعكس هذا المؤشر تكلفة الفرصة البديلة بي ن االستمرار في االحتفاظ بالسهم أو بيعه والتحول إلى‬
‫أداة استثمارية أخرى ويحسب كما يلي‪:‬‬
‫العائد الجاري للسهم = عائد السهم من األرباح الموزعة ÷ القيمة السوقية للسهم‬
‫وتوجد عالقة عكسية بين العائد الجاري للسهم وبين قيمته السوقية‪ ،‬أما العالقة بين العائد الجاري‬
‫للسهم ومعدل الفائدة على السندات فهي عالقة طردية‪ .‬أي أنه إذا ارتفع معدل الفائدة على السندات يقوم‬
‫المستثمرون ببيع أسهمهم من أجل شراء السندات‪ ،‬مما يخفض القيمة السوقية لألسهم بسبب زيادة‬
‫عرضها مما يؤدي إلى ارتفاع العائد الجاري للسهم ألن نصيبه من الربح الموزع يبقى ثابتا خالل السنة‪.‬‬
‫تمرين رقم(‪)0-0- 4- 0‬‬
‫لنفترض أن القيمة السوقية لسهم عادي ‪ 511‬لي ةر سورية وأن قيمته االسمية ‪ 411‬لي ةر سورية تربح ‪%81‬‬
‫المطلوب‪ :‬حساب العائد الجاري لهذا السهم‪.‬‬
‫الحل‪ :‬العائد الجاري = القيمة االسمية × نسبة التوزيع ÷ القيمة السوقية‬
‫= ‪13884 = 511 ÷ %81 × 411‬‬
‫‪ )4‬العائد لفترة االقتناء (‪HOLDING PERIOD RETURN )HPR‬‬
‫ويقيس هذا المؤشر مدى نمو أو اضمحالل ثروة حامل السهم‪ .‬وتحدد بالمعادلة التالية‪:‬‬
‫العائد لفترة االقتناء = القيمة اإلجمالية لدخل السهم من جميع المصادر÷ سعر شراء السهم‬
‫ويقصد بالقيمة اإلجمالية لدخل السهم من جميع المصادر نصيب السهم من الربح المحقق مضافا‬
‫إليه المكاسب الرأسمالية المحققة من تقلب سعره السوقي‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪39‬‬


‫تمرين رقم(‪)6-0- 4- 0‬‬
‫اشترى مستثمر سهما من أسهم شركة السعادة بسعر ‪ 8511‬ليرة سورية وقد وزعت الشركة أرباحا مقدارها‬
‫‪ %5‬ثم باع المستثمر سهمه بسعر ‪ 8311‬لي ةر سورية علما بأن القيمة االسمية لسهم الشركة يساوي‬
‫‪ 411‬ليرة سورية‪ .‬المطلوب‪ :‬احسب العائد لقت ةر االقتناء‪.‬‬
‫الحل‪:‬‬
‫العائد لفت ةر االقتناء = ( سعر البيع – سعر الشراء ) ‪ +‬ما قبضه من أرباح÷ سعر الشراء‪.‬‬
‫العائد لفت ةر االقتناء= ( ‪%83352 = 8511 ÷ %5 × 411 + ) 8511 – 8311‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪40‬‬


‫المبحث الخامس‬
‫قياس المخاطرة‬

‫‪ 1-5-1‬مقاييس المخاطرة‬
‫مقدر أو‬
‫إن مخاطرة مشروع ما‪ ،‬هي عبارة عن درجة االختالف في تدفقه النقدي عن تدفق نقدي ّ‬
‫متوقع‪ ،‬وكلما زاد مدى هذا االختالف زادت المخاطرة‪ .‬والمخاطرة هي عدم انتظام العوائد‪ ،‬ألن تذبذب هذه‬
‫العوائد في قيمتها أو في نسبتها إلى رأس المال المستثمر هو الذي يشكل عنصر المخاطرة‪ ،‬وترجع عملية‬
‫عدم انتظام العوائد أساسا إلى حالة عدم اليقين المتعلقة بالتنبؤات المستقبلية‪ .‬ويعبر عدم اليقين‬
‫‪ Uncertainty‬عن موقف‪ ،‬ال تتوافر فيه لمتخذ القرار معلومات تاريخية لالعتماد عليها في وضع توزيع‬
‫احتمالي للتدفقات النقدية المستقبلية‪ ،‬بل يعتمد على الخبرات الشخصية‪ ،‬وهو ما يطلق عليه "التوزيع‬
‫االحتمالي الشخصي"‪.‬‬
‫ويتمثل الفرق بين المخاطرة وعدم اليقين‪ ،‬في الطريقة التي يتم بمقتضاها تقدير التوزيع االحتمالي‬
‫للتدفقا ت النقدية‪ ،‬فإما على أساس بيانات تاريخية واما على أساس الحكم الشخصي لمتخذ القرار‪.‬‬
‫إذا‪ ،‬ومما سبق‪ ،‬فإن المخاط ةر تتحدد عادة بتقلب أو تشتت العوائد عن القيمة المتوقعة‪ ،‬والمدخل‬
‫المعروف هو تحديد المخاطرة بالتقلب على جانبي القيمة المتوقعة‪ ،‬ألنه كلما كان التقلب أكبر كلما‬
‫ضعفت الثقة بإمكان تحقق العوائد من االستثمار في األصل‪ .‬وتستخدم في قياس تقلب أو تشتت العوائد‬
‫مقاييس النزعة المركزية ومقاييس التشتت‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬
‫‪ )8‬ال وسط الح ا ي ‪ 3Mean‬وهو أحد مقاييس النزعة المركزية‪ .‬حيث أن القيمة المتوقعة للعائد‬
‫‪.  k‬‬ ‫‪n‬‬

‫‪i‬‬ ‫‪Pri‬‬ ‫على أصل ما‪ ،k ،‬هي القيمة األكثر احتماال حدوثها‪ .‬ويمكن حسابها كالتالي‪:‬‬
‫‪i 1‬‬

‫وإل يجاد القيمة المتوقعة للعائد‪ ، k ،‬عند معرفة كل العوائد‪ ،ki ،‬في حال كانت احتمال تحقق هذه‬
‫العوائد متساوية‪ ،‬هي عبارة عن المتوسط الحسابي‪:‬‬
‫‪n‬‬

‫‪k‬‬ ‫‪i‬‬
‫‪K ‬‬ ‫‪i 1‬‬
‫‪n‬‬

‫‪ )2‬التباين ‪ .Variance‬أحد مقاييس التشتت وصيغته التالية‪:‬‬


‫‪σ‬‬ ‫̅‬
‫‪ )7‬االنحراف المعياري ‪Standard Deviation‬‬
‫يعطى االنحراف المعياري‪ ،  k ،‬بالصيغة التالية‪:‬‬
‫‪n‬‬
‫‪k ‬‬ ‫‪ (k‬‬
‫‪i 1‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪ k ) 2  Pri‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪41‬‬


‫أي أنه عبارة عن الجذر التربيعي للتباين‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬كلما كان االنحراف المعياري أكبر كانت‬
‫المخاطرة أكبر‪ .‬ويعتبر االنحراف المعياري المقياس األكثر شهرة لقياس مخاطرة األصل‪ ، бk ،‬حيث‬
‫يقيس التشتت حول القيمة المتوقعة‪ .‬والصيغة المستخدمة عادة اليجاد االنحراف المعياري للعوائد‪،  k ،‬‬
‫عندما تكون العوائد معروفة واحتماالت تحققها متساوية هي‪:‬‬
‫‪n‬‬

‫‪ (k‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪ k)2‬‬


‫‪k ‬‬ ‫‪i 1‬‬

‫‪n 1‬‬

‫‪ )5‬معامل االختالف‪ .CV‬هو عبارة عن مقياس نسبي للتشتت مالئم لمقارنة مخاطر أصول ذات‬
‫عوائد متوقعة مختلفة‪ ،‬ويعبر عنه بالصيغة التالية‪:‬‬
‫‪k‬‬
‫‪CV ‬‬
‫‪K‬‬
‫وكلما كان معامل االختالف أكبر كانت المخاطرة أكبر‪ .‬إن االستخدام الحقيقي لمعامل االختالف هو‬
‫في مقارنة المخاطرة لألصول التي لها عوائد متوقعة مختلفة‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪42‬‬


‫‪ 8- 0- 0‬قياس المخاطرة في حالتي التأكد وعدم التأكد من المعلومات‬
‫‪ ‬قياس المخاطرة في حالة التأكد‬
‫تنشأ المخاطرة هن ا نتيجة تشتت المعلومات‪ ،‬فكلما زاد تشتتها كلما زادت مخاطرها‪ .‬ويعتبر التباين من‬
‫أفضل مقاييس المخاطرة في مثل هذه الحاالت‪ ،‬خصوصا إذا تساوت المتوسطات الحسابية لعوائد‬
‫المشاريع التي نريد مقارنتها يبعضها البعض‪ .‬أما إذا كانت غير متساوية فاألفضل االعتماد على معامل‬
‫االختالف‪.‬‬

‫تمرين رقم(‪)0-8- 0- 0‬‬


‫لنفترض أن صافي الربح بعد الضريبة بآالف الليرات خالل الخمس سنوات الماضية قي كل من الشركة‬
‫‪ A‬والشركة ‪ B‬كان كما يلي‪:‬‬
‫صافي الربح بعد الضريبة صافي الربح بعد الضريبة‬ ‫السنة‬ ‫المطلوب‪ :‬حساب مخاطرة االستثمار في‬
‫(‪)B‬‬ ‫(‪) A‬‬ ‫الشركتين‬
‫‪41‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األولى‬
‫الحل‪ :‬نحسب أوال المتوسط الحسابي ألرباح‬
‫‪31‬‬ ‫‪51‬‬ ‫الثانية‬
‫الشركتين‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪881‬‬ ‫الثالثة‬
‫‪41‬‬ ‫‪51‬‬ ‫الرابعة‬
‫الشركة ‪ = A‬مجموع صافي الربح بعد‬
‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫الخامسة‬ ‫الضريبة في جميع السنوات÷عدد السنوات‬
‫‪=4÷621‬‬
‫‪53‬‬
‫الشركة ‪48 = 4÷831 :B‬‬
‫بما أن المتوسطين مختلفان البد من حساب معامل االختالف‬
‫معامل االختالف = االنح ارف المعياري ÷ المتوسط الحسابي × ‪%811‬‬
‫الشركة ‪A‬‬
‫‪8‬‬
‫الربح الوسط الحسابي الربح ‪ -‬المتوسط الحسابي (الربح ‪ -‬المتوسط الحسابي)‬
‫‪823‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪63‬‬ ‫‪3-‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪8263‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪881‬‬
‫‪8823‬‬ ‫‪63-‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪843‬‬ ‫‪83-‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪6581‬‬

‫= )‪Variance (σ8‬‬ ‫̅‬


‫التباين = ‪555 = 4 ÷ 6581‬‬
‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪43‬‬
‫√‬ ‫̅‬
‫‪85385 =555‬‬ ‫االنحراف المعياري=‬
‫=‪Coefficient of variation‬‬ ‫̅‪⁄‬‬
‫معامل االختالف = االنحراف المعياري ÷ المتوسط الحسابي × ‪%811‬‬
‫‪% 64 =%811 × 53 ÷ 85385‬‬
‫الشركة ‪B‬‬
‫‪8‬‬
‫(الربح ‪-‬متوسط الربح)‬ ‫الربح متوسط الربح الربح ‪-‬متوسط الربح‬ ‫التباين‪43 = 4 / 821 :‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪8-‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪5352 = 43‬‬ ‫االنحراف المعياري=‬
‫‪35‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪855‬‬ ‫‪88-‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪51‬‬ ‫معامل االختالف‪× 48 ÷ 5352 :‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪8-‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪%85 = %811‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪31‬‬ ‫نستنتج من الحل السابق أن الشركة ‪A‬‬
‫‪821‬‬
‫تتعرض لمخاطرة أكبر من حيث عدم‬
‫ثبات أرباحها عند مستوى معين‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪44‬‬


‫‪ ‬قياس المخاطرة في حالة عدم التأكد من المعلومات‬
‫بما أن المعلومات هنا مستق بلية إذا هي غير معروفة بدقة ولكن يمكن تقدير احتماالت حدوثها بناء‬
‫على دراسة الماضي والحاضر‪ ،‬ويتم هنا استخراج القيمة المرجحة أو المتوقعة لحدوث هذه الحاالت‬
‫واستعمالها في معادالت التشتت‪.‬‬

‫تمرين رقم(‪)8-8- 0- 0‬‬


‫فيما يلي التوزيع االحتمالي ألرباح إحدى الشركات خالل العام القادم‪:‬‬

‫القيمة المتوقعة‬ ‫الربح المتوقع‬ ‫احتمال حدوثها‬ ‫الحالة االقتصادية‬


‫‪61=841×%81‬‬ ‫‪ 841‬ألف ليرة‬ ‫‪%81‬‬ ‫عادية‬
‫‪821=611×%31‬‬ ‫‪ 611‬ألف ليرة‬ ‫‪%31‬‬ ‫ازدهار‬
‫‪21=541×%81‬‬ ‫‪ 541‬ألف ليرة‬ ‫‪%81‬‬ ‫تضخم‬
‫‪611‬‬

‫= ‪σ8‬‬ ‫̅‬ ‫‪ - 8‬نستخرج التباين كما يلي‪:‬‬


‫(الربح المتوقع – القيمة‬ ‫(الربح المتوقع –‬ ‫الربح المتوقع ‪-‬‬ ‫احتمال‬ ‫الربح‬
‫المتوقعة ) × االحتمال‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬
‫القيمة المتوقعة)‬ ‫القيمة المتوقعة‬ ‫حدوثه‬ ‫المتوقع‬
‫‪5411‬‬ ‫‪88411‬‬ ‫(‪)841‬‬ ‫‪%81‬‬ ‫‪841‬‬
‫صفر‬ ‫صفر‬ ‫صفر‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪611‬‬
‫‪5411‬‬ ‫‪88411‬‬ ‫‪841‬‬ ‫‪%81‬‬ ‫‪541‬‬

‫‪2111‬‬

‫√‬ ‫̅‬ ‫‪ - 6‬استخراج االنحراف المعياري‬


‫‪25323 =2111‬‬ ‫=‬
‫=‪Coefficient of variation‬‬ ‫̅‪⁄‬‬ ‫‪ - 5‬استخراج معامل االختالف‬
‫معامل االختالف= االنحراف المعياري ÷ القيمة المتوقعة × ‪%811‬‬
‫= ‪%811 × 611 ÷ 25323‬‬
‫= ‪% 6835‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪45‬‬


‫المحافظ االستثمارية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫بناء المحافظ االستثمارية‬ ‫المبحث األول‬
‫المحفظة االستثمارية المثلى‬ ‫المبحث الثاني‬
‫التنويع وتخفيض مخاطرة المحفظة‬ ‫المبحث الثالث‬
‫عائد ومخاطرة المحفظة‬ ‫المبحث الرابع‬
‫المحافظ الدولية‬ ‫المبحث الخامس‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪46‬‬


‫المبحث األول‬
‫بناء المحافظ االستثمارية‬

‫جاء موضوع المحافظ االستثمارية كتطوير لعلم االستثمار لمواجهة الحاجات الجديدة التي ظهرت‬
‫للمستثمرين‪ ،‬وخاصة من النوع المؤسسي‪ .Institutional Investors‬فمع توسع الفرص االستثمارية‬
‫المتاحة وتنوعها‪ ،‬وازدياد حجم األموال الباحثة عن توظيفات‪ ،‬ظهرت الحاجة إلى أهمية المحافظ‬
‫لالستفادة من خبرات المتخصصين في االستثمار‪ ،‬وتفادي المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها هذه‬
‫األموال خاصة في التقلبات التي تميز األسواق المالية‪.‬‬
‫يطلق تعبير المحفظة االستثمارية على "مجموع ما يملكه الفرد من أصول وموجودات شريطة أن‬
‫يكون الهدف من هذا االمتالك هو تنمية القيمة السوقية لها‪ ،‬وتحقيق التوظيف األمثل لما تمثله هذه‬
‫األصول من أموال"‪ .‬ويقتصر المعنى المتخصص للمحافظ االستثمارية على األصول المالية‪ ،‬أي األسهم‬
‫والسند ات وشهادات اإليداع‪ .‬أما المفهوم الموسع للمحفظة فيشمل جميع األصول االستثمارية التي يملكها‬
‫الفرد‪.‬‬
‫االستثمارية في تنوع أصولها‪ ،‬إذ كما يمكن أن تكون جميع أصولها حقيقية ‪Real‬‬
‫ّ‬ ‫وتختلف المحافظ‬
‫‪ Assets‬مثل الذهب‪ ،‬العقارات والسلع وغيرها‪ ،‬يمكن أيضًا أن تكون جميع أصولها مالاية ‪Financial‬‬
‫‪ Assets‬كاألسهم‪ ،‬السندات‪ ،‬أذوناات الخ ازانة وسوى ذلك‪ ،‬لكن في األغلب تكون أصول المحفظة من‬
‫المالية معا‪.‬‬
‫النوع المختلط‪ ،‬أي أنها تجمع األصول الحقيقية واألصول ّ‬
‫وتنسب نظرية المحفظة إلى ماركوفيتز ‪ Markowitz‬الذي وضع أسسها في بداية الخمسينيات من‬
‫القرن الماضي‪ ،‬ثم تناولها آخرون بعده بالدراسة والتطوير أمثال شارب ‪ ،Sharp‬جانسن ‪،Jansen‬‬
‫ترينور ‪ Treynor‬وغيرهم‪ .‬وتعتبر المحفظة االستثمارية بمثابة أداة مركبة من أدوات االستثمار‪ ،‬تتكون‬
‫من أصلين أو أكثر‪ ،‬وتخضع إلدارة شخص مسؤول عنها يسمى مدير المحفظة ‪.Portfolio Manager‬‬
‫وقد يكون مدير المحفظة مالكاً لها كما قد يكون مأجو اًر‪ ،‬وحينئذ ستتفاوت صالحياته في إدارتها وفقاً‬
‫لشروط العقد المبرم بينه وبين مالك أو مالكي المحفظة‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪47‬‬


‫‪ 0- 0- 8‬األهداف الرئيسية إلدارة المحافظ االستثمارية‬
‫تتمثل األهداف الرئيسية إلدارة المحافظ االستثمارية بما يلي‪:‬‬
‫‪ .0‬الحفاظ على رأس المال األصلي‪.‬‬
‫يجب أال تشمل مخاطرة المستثمر رأس المال األصلي‪ ،‬ألن الحفاظ على رأس المال أساسي للبقاء في‬
‫السوق‪ ،‬أي أنه ال يجوز تعريض رأس المال للمخاطرة بحجة المغامرة‪ .‬ورأس المال هنا اليعني فقط‬
‫المبالغ التي بدأ بها االستثمار أساسا‪ ،‬بل يجب أن يشمل ما تمثله هذه األموال من قوة شرائية‪ ،‬أي أخذ‬
‫معدالت التضخم بالحسبان‪.‬‬
‫‪ .8‬استقرار تدفق الدخل‪.‬‬
‫ويتوقف ذلك على طبيعة المحفظة االستثمارية وحاجات الفرد المستثمر بها‪.‬‬
‫‪ .3‬النمو في رأس المال‪.‬‬
‫يعتبر نمو رأس المال مؤش ار لنجاح العملية االستثمارية‪.‬‬
‫‪ .4‬التنويع‪.‬‬
‫التنويع يقلل المخاطرة التي يتعرض لها المستثمر‪.‬‬
‫‪ .0‬قابلية السيولة والتسويق‪.‬‬
‫إذا لم تكن األسهم والسندات في المحفظة االستثمارية من النوع القابل للبيع والتسويق‪ ،‬يمكن أن يتعرض‬
‫المستثمر لمشاكل كبي ةر في حال ظهرت الحاجة إلى أموال سائلة فجأة‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪48‬‬


‫‪ 8- 0- 8‬أنواع المحافظ االستثمارية‬
‫تختلف أهداف االستثمار في المحافظ باختالف أولويات واحتياجات المستثمر‪ ،‬باإلضافة إلى وجود‬
‫أو عدم وجود دخل من مصادر أخرى‪ ،‬وغير ذلك من العوامل‪ .‬ويوجد بشكل عام أربعة أنواع رئيسية‬
‫للمحافظ االستثمارية‪:‬‬
‫‪ .8‬محفظة الدخل ‪.income portfolio‬‬
‫تركز محفظة الدخ ل على األوراق المالية التي تعطي دخال سنويا عاليا نسبيا‪ ،‬سواء كان مصدر هذا‬
‫الدخل توزيعات األرباح النقدية لحملة األسهم أو الفوائد التي تدفع لحملة السندات‪ .‬وتتكون أصول‬
‫محفظة الدخل‪ ،‬عادة‪ ،‬من السندات الحكومية أو من أسهم الشركات المعروفة بعدم تقلب أسعارها في‬
‫السوق‪ ،‬وكذلك بعدم تذبذب التوزيعات النقدية لألرباح‪ّ .‬‬
‫ويفضل محافظ الدخل‪ ،‬عادة‪ ،‬غالبية صغار‬
‫المستثمرين أو المستثمرين المحافظين الذين ال يحبذون المخاطرة‪.‬‬
‫‪ .8‬محفظة النمو ‪.growth portfolio‬‬
‫تركز هذه المحفظة على أدوات االستثمار التي تحقق أرباحا رأسمالية تؤدي إلى نمو أموال المحفظة‬
‫وزيادتها‪ .‬وتعتمد هذه المحفظة أساسا على شراء أسهم الشركات التي تحقق نموا في مبيعاتها وبالتالي‬
‫في إيراداتها على مر السنوات‪ .‬ومن طبيعة أسهم الشركات المكونة لمحفظة النمو‪ ،‬أن توزيعات‬
‫أرباحها النقدية ليست كبي ةر حيث أن إدارة هذه الشركات تلجأ في العادة الى رسملة احتياطياتها وذلك‬
‫من أجل استخدام هذه األموال في عملياتها‪.‬‬
‫‪ .6‬المحفظة المختلطة ‪.growth-income portfolio‬‬
‫وتركز على التوزيعات النقدية لألرباح باإلضافة إلى األرباح الرأسمالية الناتجة عن أسهم الشركات‬
‫التي تحقق نموا عاليا في إيراداتها‪.‬‬
‫‪ .5‬المحفظة المتوازنة ‪.balanced portfolio‬‬
‫وهي المحفظة التي تتكون عادة من أسهم عادية وممتازة وسندات‪ ،‬حيث يأمل المستثمر الحصول‬
‫على أرباح رأسمالية باإلضافة إلى توزيعات نقدية وفي نفس الوقت المحافظة على رأس المال‬
‫المستثمر‪.‬‬
‫‪ .4‬المحافظ المتخصصة في الصناعات ‪.industries specialized portfolio‬‬
‫وهي المحافظ التي تتخصص في االستثمار بأسهم شركات صناعية مختارة مثل شركات الطيران‬
‫والطاقة والنفط وغيرها‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪49‬‬


‫‪ 7- 0- 6‬تشكيل المحفظة االستثمارية‬
‫تتنوع أمام المستثمر البدائل االستثمارية المتاحة لتوظيف أمواله‪ ،‬فهناك أدوات استثمارية ذات عوائد‬
‫مرتفعة ومخاطر عالية‪ ،‬وهناك أدوات استثمارية ذات عوائد منخفضة ومخاطر قليلة‪ ،‬كذلك توجد األدوات‬
‫االستثمارية ذات العوائد المتوسطة والمخاطر المتوسطة‪ .‬ولتحديد مكونات المحافظ االستثمارية‪،‬‬
‫وباألخص من األسهم والسندات‪ ،‬على اعتبار أن االستثمار باألسهم يتطلب مهارات وتخصصات عالية‬
‫ب سبب طبيعتها الخطرة‪ .‬يستعرض المستثمر البيئة االستثمارية بشكل عام‪ ،‬ويحدد القطاعات التي تحقق‬
‫أهدافه تبعا الستراتيجيته االستثمارية الخاصة به‪ ،‬ثم يختار الشركات المناسبة في كل قطاع ويقوم‬
‫بدراستها وتحليلها ماليا ليقوم بعدها بإبعاد الشركات التي ال تتوفر فيها المقومات األساسية المحددة مسبقا‬
‫من قبله‪ ،‬وأخي ار تبدأ العملية االستثمارية بأسهم الشركات المختارة‪ .‬ونفس الشيء بالنسبة للسندات أو أسناد‬
‫القرض‪ ،‬وحيث أن السندات تتميز بثبات الدخل فان المخاطر التي تصاحب االستثمار باألسهم العادية‬
‫تختلف عن تلك التي تصاحب االستثمار بالس ندات أو األسهم الممتازة‪ .‬ومن المعروف أن كل مستثمر‬
‫يختلف عن المستثمرين اآلخرين في أولوياته‪ ،‬وبناء على تلك األولويات تتقرر طريقة المزج بين أدوات‬
‫االستثمار التي ستشكل المحفظة‪.‬‬
‫يعتبر قرار المزج الرئيسي ‪ Major Mix Decision‬من أهم الق اررات االستراتيجية لمدير المحفظة‪،‬‬
‫ويتم من خالله تحديد التركيبة أو التشكايلة األساسياّة ألصول المحفظاة‪ ،‬أو بمعنى آخر يحدد هذا القرار‬
‫الوزن النسبي لكل أصل من أصول المحفظة منسوباً لرأسمالها الكلي‪ .‬وتبرز في هذا القرار مهارة المديار‬
‫في الوصول إلى ما يعرف بتكوين المحفاظة المثلى ‪ ،Optimum Portfolio‬والتي يحقق من خاللها‬
‫الحد األقصى من مزايا التنويع وبدرجة تحقق هدفه الرئياسي في تعظيم العائد المتاوقع للمحفاظاة ‪Return‬‬
‫‪ Maximization‬مع تخفايض مخاطارتاها إلى حدهاا األدنى ‪ .Risk Minimization‬وبالتالي فإن‬
‫المستثمر يختار محفظة استثمارية مثلى من بين مجموعة من المحافظ التي تحقق له مايلي‪:‬‬
‫أعلى عائد متوقع على مستويات مختلفة من المخطر‪.‬‬ ‫‪.i‬‬
‫أدنى مخاطر على مستويات مختلفة من العوائد المتوقعة‪.‬‬ ‫‪.ii‬‬
‫ويطلق على مجموعة المحافظ التي تقابل هذان الشرطان‪ ،‬الحد الفعال ‪.Efficient Frontier‬‬
‫ويشمل قرار المزج األمثل للمحفظة االستثمارية تحديد العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أنواع أو فئات األصول التي تتشكل منها المحفظة؛‬
‫‪ -‬الوزن النسبي لكل أصل أو فئة من األصول في هيكل المحفظة أو في رأسمالها؛‬
‫‪ -‬القطاعات التي سيتم االستثمار فيها في كل فئة من فئات األصول؛‬
‫‪ -‬األصول التي سيتم االستثمار فيها من كل قطاع‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪50‬‬


‫ويعتبر قرار المزج (التنويع األساسي لألصول)‪ ،‬كما ذكرنا سابقا‪ ،‬ق ار ًار استراتيجيًا في بناء المحفظة‪،‬‬
‫لكن هذا التوزيع قد يعاد ترتيبه في المستقبل‪ ،‬وذلك إذا ما استجدت ظروف تستدعي إعادة التوزيع‪.‬‬
‫ويحتاج األمر حينئذ‪ ،‬إلى قرار جديد يسمى قرار التوقيت ‪ ،Timing Decision‬الغرض منه تغيير الوزن‬
‫النسبي ألصول المحفظة عن طريق التخلص من بعضها واضافة البعض اآلخر‪ .‬ويطلق على هذا‬
‫التوزيع النشط لألصول ‪.Active Allocation‬‬
‫ويتم قرار التوزيع النشط لألصول في ضوء مجموعة من العوامل هي‪:‬‬
‫‪ )8‬التقييم النسبي للفئات المختلفة لألصول وذلك بافتراض ثبا ت عوامل االقتصاد الكلي مثل‪،‬‬
‫التضخم ومعدالت الفائدة‪.‬‬
‫‪ )5‬الدورة االقتصادية‪ ،‬وتنعكس آثارها عادة على معدالت الفائدة‪ ،‬وعلى معدالت التضخم‪ ،‬وبكيفية‬
‫تؤثر على أسعار أدوات االستثمار‪.‬‬
‫‪ )7‬السيولة والفوائض النقدية‪ ،‬فعندما يرتفع مستوى السيولة أو تزداد الفوائض النقدية‪ ،‬ترتفع أسعار‬
‫االستثمارية عمومًا وان بنسب متفاوتة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األدوات‬
‫‪ )7‬التحليل الفني‪ ،‬ويقوم بهذا النوع من التحليل خبراء متخصصون باالسترشاد بمجموعة من‬
‫المستقبلية ألسعار أدوات االستثمار‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات يحاولون من خاللها استنباط االتجاهات‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪51‬‬


‫المبحث الثاني‬
‫المحفظة االستثمارية المثلى‬
‫‪Optimum Portfolio‬‬

‫االستثمارية المثلى‬
‫ّ‬ ‫‪ 0- 6- 6‬مفهوم‬
‫يمكن تعريف المحفظة المثلى من زاوية المستثمر الرشيد بأنها " تلك المحفظة التي تتكون من تشكيلة‬
‫متنوعة ومتوازنة من األصول أو األدوات االستثمارية‪ ،‬وبطريقة تجعلها األكثر مالءمة لتحقيق أهداف‬
‫المستثمر المالك لها أومن يتولى إدارتها"‪.‬‬
‫ويصعب تحديد نموذج عام وموحد للمحفظة المثلى‪ ،‬يحدد مواصفاتها من وجهة نظر جميع‬
‫المستثمرين‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬فإن مصطلح المحفظة المثلى‪ ،‬يعني أنها كذلك‪ ،‬أي مثلى‪ ،‬من وجهة نظر‬
‫مستثمر معين فقط‪ ،‬قد يختلف في ميوله واتجاهاته عن مستثمر آخر‪ .‬إن ما يعتبر محفظة مثلى بالنسبة‬
‫لمستثمر عقالني ورشيد معين وليكن (‪ )x‬قد تكون غير مثلى بالنسبة لمستثمر آخر مخاطر مثل (‪)y‬‬
‫والعكس صحيح‪.‬‬
‫وينقسم المستثمرون إلى أنماط مختلفة تبعا الختالف أهدافهم االستثمارية‪ ،‬ما يعني وجود أنماط‬
‫مختلفة للمحفظة المثلى‪ .‬ويتحدد نمط المستثمر‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬على أساس العائد على االستثمار )‪(ROI‬‬
‫ومستوى المخاطرة ‪ Risk‬المقبولة لديه‪ ،‬وقد وظاف واضعاو نظرياة المحفظاة‪ ،‬مفهوم المنفعة الحدية‪،‬‬
‫للتمييز بين المستثمرين تبعا لمدى تقبلهم للمخاطرة وتقسيمهم إلى فئتين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫فئة المستثمر الرشيد ‪ ،Rational‬وهو متحفظ بطبيعته تجاه عنصر المخاطرة؛‬ ‫‪.i‬‬
‫فئة المستثمر المضارب‪ ،Speculator‬ويكون محبا بطبيعته للمخاطرة‪.‬‬ ‫‪.ii‬‬
‫يحقق العائد على االستثمار‪ ،‬وفقًا لنظرية المحفظة‪ ،‬درجات متفاوتة من اإلشباع تبعًا لتفاوت‬
‫درجات المنفعة الحدية التي يحققها المستثمر من هذا االستثمار‪ .‬وكما أن المنفعة الحدية للسلع تكون‬
‫متناقصة بالنسبة للمستهلك الرشيد‪ ،‬فإن المنفعة الحدية للعائد على االستثمار بالنسبة للمستثمر الرشيد‪،‬‬
‫تكون هي األخرى متناقصة‪ .‬أي أن اإلشباع الذي تحققه اللي ةر األولى من العائد على االستثمار للمستثمر‬
‫الرشيد‪ ،‬يفوق اإلشباع الذي تحققه له الليرة الثانية والذي يفوق بدوره ما تحققه له الليرة الثالثة وهكذا‪ ،‬مما‬
‫يجعل منحنى المنفعة الحدية للعائد على االستثمار لديه متناقصًا‪ .‬ويعتبر تناقص المنفعاة الحدية للعائد‬
‫على االستثمار‪ ،‬هو القاعدة لدى معظم المستثمرين‪ ،‬إال أن لكل قاعدة استثناءات‪ .‬فقد نجد أن المستثمر‬
‫المضارب تتزايد لديه المنفعة الحدية للعائد على االستثمار باضطراد‪ ،‬بمعنى أن اإلشباع الذي تحققه له‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪52‬‬


‫اللي ةر الثالثة من العائد على االستثمار‪ ،‬يفوق اإلشباع الذي تحققه له الليرة الثانية‪ ،‬لذلك فإن منحنى‬
‫المنفعة الحدية للعائد على االستثمار لديه متزايدًا‪.‬‬
‫إن شعور المستثمر من النمطين أعاله تجاه العائد على االستثمار‪ ،‬ينعكس على ميله تجاه عنصر‬
‫المخاطرة‪ ،‬بطريقة تجعل لكل مستثمر نموذجًا أو دالة معينة‪ ،‬تحدد معامل مقايضة العائد بالمخاطرة‪،‬‬
‫وبناء على هذا المعامل ‪ Risk-Return Tradeoff‬يتم تصنيفه إما كمستثمر رشيد أو مضارب‪ .‬إن‬
‫تناقص ال منفعة الحدية للعائد على االستثمار لدى المستثمر الرشيد تجعل حساسيته تجاه عناصر‬
‫المخاطرة متزايدة باضطراد‪ ،‬مما يعني أن فرصة تلوح له لتحقيق عائدا أعلى على استثماراته‪ ،‬ولكن‬
‫بمخاطرة أعلى من المستوى المقبول لديه‪ ،‬ستزيد من حساسيته تجاه عنصر المخاطرة وتجعله يتردد في‬
‫قبولها‪ .‬بينما على العكس تمامًا‪ ،‬فإن المضارب يصبح أقل مباالة للمخاطرة وبصورة متزايدة تقلل من‬
‫حساسيته تجاهها‪ ،‬كلما الحت له فرصة استثمارية جديدة تعده بعائد أكبر على االستثمار‪ .‬وتندرج غالبية‬
‫المستثمرين في إطار الفئة العقالنية أو الرشيدة من المستثمرين‪ ،‬وبناء عليه يمكننا تحديد مواصفات‬
‫المحفظة المثلى بالنسبة لهذه الفئة وهي‪:‬‬
‫‪ )a‬تحقق للمستثمر توازنا معقوال بين عنصري العائد واألمان؛‬
‫‪ )b‬تتسم أصولها بقدر كاف من التنويع‪ ،‬مع مراعاة أن ال تقتصر أهداف مدير المحفظة على مجرد‬
‫تنويع أصولها فقط‪ ،‬بل تشمل أيضا التنويع الجغرافي ألدوات االستثمار فيها‪ ،‬بما في ذلك آجال هذه‬
‫األدوات والعمالت األجنبية المقومة بها‪ .‬وذلك حتى يكون باإلمكان تخفيض معظم المخاطر غير‬
‫المنتظمة التي تتعرض لها االستثمارات بما فيها المخاطر السياسية ومخاطر تقلبات أسعار الصرف‬
‫األجنبي؛‬
‫‪ )c‬أن تحقق أدوات المحفظة حدا أدنى من الس يولة أو القابلية للتسويق مما يوفر لمديرها ميزة المرونة‬
‫التي تمكنه من إجراء أية تعديالت كبي ةر يراها ضرورية وبأقل الخسائر‪.‬‬
‫تبنى المحفظة المثلى بالنسبة للمستثمر الرشيد على ثالثة مبادىء هي‪:‬‬
‫‪ - 1‬في حال توفرت إمكانية الخيار لهذا المستثمر بين محفظتين تحققان نفس العائد ولكن مع اختالف‬
‫درجة المخاطرة‪ ،‬فسيختار المحفظة ذات المخاطرة األقل‪.‬‬
‫‪ - 2‬واذا كان الخيار بين محفظتين بنفس درجة المخاطرة ولكن مع اختالف العائد‪ ،‬سيختار المحفظة ذات‬
‫العائد األعلى‪.‬‬
‫‪ - 3‬وفي حال كانت المحفظة األولى أعلى عائدا وأقل مخاطرة من الثانية‪ ،‬سيختار األولى‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪53‬‬


‫‪ 8- 8- 8‬الحد الفعال ‪Efficient Frontier‬‬
‫من أجل بناء المحفظة المثلى‪ ،‬البد للمستثمر أو لمدير المحفظة من أن يحدد أوال‪ ،‬منحنى المحافظ‬
‫المثلى أو ما يسمى بالحد الفعال‪ .‬ويرتسم على ذلك المنحنى‪ ،‬النقاط الممثلة لمجموعة المحافظ المثلى‪.‬‬
‫وتتحد تلك النقاط عن طريق تحليل العالقة القائمة بين عنصري العائد والمخاطرة‪ ،‬من واقع بيانات‬
‫تاريخية لهذين العنصرين وفي مجاالت استثمار مختلفة‪ .‬ويتم ذلك بناء على افتراض مفاده‪ ،‬أن جميع‬
‫أدوات االستثمار المتاحة هي من النوع الخطر‪ ،‬بحيث ال يوجد بينها أدوات استثمار خالية من المخاطرة‬
‫‪.Risk-Free‬‬
‫الفعال‬
‫الشكل رقم(‪ .)0- 8- 8- 8‬الحد ّ‬
‫‪Rp‬‬
‫الحد الفعال‬

‫‪σp‬‬

‫وكم ا يتضح من الشكل أدناه‪ ،‬حيث يمثل المحور الرأسي العائد على االستثمار والمحور األفقي‬
‫المخاطرة‪ ،‬فإن الحد الفعال أو منحنى المحافظ المثلى يتمثل في المنحنى ( ‪ )ABC‬بحيث يقسم مجاالت‬
‫االستثمار المتاحة أمام المستثمر إلى قطاعين رئيسيين‪ :‬قطاع أعلى موجود على يسار المنحنى‪ ،‬ويمثل‬
‫مجموعة المحافظ غير المتاحة أو غير الممكنة بالنسبة للمستثمر ‪ ،Infeasible Portfolios‬وقطاع‬
‫أدنى موجود على يمين المنحنى‪ ،‬ويمثل مجموعة المحافظ المتاحة أو الممكنة للمستثمر ‪feasible‬‬
‫‪.Portfolios‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪54‬‬


‫الشكل رقم(‪ .)8- 8- 8- 8‬منحنى المحافظ المثلى‬
‫قطاع المحافظ غير الممكنة‬
‫‪Rp‬‬ ‫‪C‬‬

‫‪B‬‬

‫‪D‬‬
‫‪A‬‬

‫قطاع المحافظ الممكنة‬

‫‪σp‬‬

‫ونظ اًر للعالقة الطردية بين العائد على االستثمار والمخاطرة المصاحبة له والتي يكشف عنها الشكل‬
‫السابق‪ ،‬لذا فمن ناحية نظرية بحتة نالحظ أن من مصلحة المستاثمر أن يختار محفظته المثالى في نقطة‬
‫ما من نقاط القطااع األعلى على يسار المنحانى‪ ،‬ذلك على اعتبار أن أية محفظة يختارها هناك وتحت‬
‫مستوى مخاطرة معين‪ ،‬ستحقق له عائدًا أعلى من العائد التي تحققه له أية محفظة يختارها من نقاط‬
‫القطاع األدنى‪ .‬لكن‪ ،‬وألن المحافظ الواقعة في القطاع األعلى ليست متاحة عمليًا بالنسبة للمستثمر‪ ،‬لذا‬
‫سيضطر حينئذ أن يبحث عن محفظته المثلى في حدود القطاع األدنى‪ ،‬وفي نقطة تحقق له أعلى عائد‬
‫ممكن في حدود المخاطرة التي يقبلها‪ .‬وهنا يجد من مصلحته أن يختار محفظته المثلى في نقطة ما من‬
‫نقاط المنحنى (‪ ،)ABC‬باعتبار أن هذا المنحنى هو أبعد حد في قطاع المحافظ الممكنة يمكن أن‬
‫يذهب إليه المستثمر الرشيد في اختياره‪.‬‬

‫‪ 3- 8- 8‬منحنيات سواء المستثمر ‪Indifference Curves‬‬


‫إن اختيار النقطة الممثلى للمحفظة المثلى لمدير المحفظة أو المستثمر على منحنى المحافظ المثلى‬
‫أو الحد الفعال‪ ،‬هو بمثابة الخطوة الثانية في بناء هذه المحفظة‪ .‬وهنا ال بد من االستعانة بمفهوم‬
‫اقتصادي آخر هو مفهوم منحنايات السواء‪.‬‬
‫ويتوجب على المستثمر‪ ،‬حتى يصل إلى المحفظة المثلى‪ ،‬تحديد منحنيات السواء الخاصة به‪ ،‬وهي‬
‫المنحنيات التي تمثل تفضيالت مقايضة العائد بالمخاطرة‪ .‬وكلما كان المنحنى أكثر ميال فإن ذلك يعني‬
‫أن المستثمر أكثر تجنبا للمحافظ ذات المخاطر العالية‪ .‬فمنحنى سواء المستثمر ‪ B‬مثال أكثر ميال من‬
‫منحنى سواء المستثمر ‪ ،A‬وهذا يعني أن المستثمر ‪ B‬يطلب عائدا إضافيا أعلى مقابل كل وحدة مخاطرة‬
‫إضافية‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪55‬‬


‫الشكل رقم(‪ .)0- 3- 8- 8‬منحنيات سواء المستثمر‬
‫‪Rp‬‬
‫المستثمر ‪B‬‬

‫المستثمر ‪A‬‬

‫‪σp‬‬

‫ويمثل الشكل أدناه خريطة سواء المستثمر والتي تعكس ميوله أو سلوكه في مقايضة العائد‬
‫بالمخاطرة‪ .‬وكما يظهر فيه تتجه منحنيات السواء من أسفل إلى أعلى ومن اليسار إلى اليمين لتعكس مرة‬
‫أخرى العالقة الطردية بين العائد والمخاطرة والتي تجعل المستثمر يطلب عائداً أعلى مقابل أية زيادة في‬
‫درجة المخاطرة‪.‬‬
‫الشكل رقم(‪ .)8- 3- 8- 8‬خريطة سواء المستثمر‬
‫العائد‬
‫‪8‬‬
‫‪8‬‬
‫‪6‬‬
‫‪5‬‬

‫المخاطرة‬

‫كما يظهر في الشكل أيضًا‪ ،‬أن مستوى منحنيات السواء هابطة من أعلى إلى أسفل‪ ،‬بمعنى أن‬
‫مستثم ًار معي نًا لم يحصل على محفظته المثلى على منحنى السواء رقم (‪ )8‬مثالً‪ ،‬سيضطر حينئذ للتنازل‬
‫والبحث عنها على منحنى سواء أدنى هو رقم (‪ )8‬واذا لم يجدها فيه يبحث عنها على رقم ( ‪ ) 6‬وهكذا‪.‬‬

‫‪ 4- 8- 8‬تحديد نقطة المحفظة المثلى‬


‫تتحدد المحفظة المثلى للمستثمر‪ ،‬بناء على ما تقدم‪ ،‬كما في الشكل أدناه عند نقطة التماس ‪Point‬‬
‫‪ of Tangency‬ألحد منحنيات سواء المستثمر مع الحد الفعال أو منحنى المحافظ المثلى‪ ،‬أي في‬
‫النقطة ‪.A‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪56‬‬


‫الشكل رقم(‪ .)0- 4- 8- 8‬نقطة تماس منحنيات سواء المستثمر مع الحد الفعال‬
‫العائد‬
‫‪0‬‬
‫‪8‬‬
‫‪3‬‬
‫‪A‬‬ ‫‪4‬‬

‫المخاطرة‬

‫نذكر مرة أخرى بأن تحليلنا السابق الختيار المحفظة المثلى‪ ،‬قد قام على فرض أن مجال خيار‬‫وهنا ّ‬
‫المستثمر لبناء محفظته المثلى‪ ،‬كان محصو ًار في أدوات االستثمار الخطرة فقط‪ ،‬لكن في الواقع العملي‬
‫توجد فعالً بعض أدوات االستاثمار خالاية من المخااطر ‪ ،Risk-Free Instruments‬من أبرزها مثالً‬
‫أذونات الخزانة‪ ،‬والسندات الحكومية قصي ةر األجل وغيرها‪.‬‬
‫الشكل رقم(‪ .)8- 4- 8- 8‬نقطة التماس واختيار المحفظة‬

‫العائد المتوقع‬
‫‪D‬‬
‫ه‬

‫‪A‬‬

‫المحافظ الممكنة‬

‫‪C‬‬

‫‪B‬‬

‫المخاطرة‬

‫لقد تمت صياغة مشكلة اختيار المحفظة من قبل هاري ماركوفيتز ‪ Harry Markowitz‬كنموذج‬
‫برمجة تربيعية على الشكل التالي‪:‬‬
‫) (‬
‫حيث أن‪:‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪57‬‬


‫التباين أو التباين‬ ‫تمثل معامل تجنب المخاطرة‪ ( ) ،‬يمثل العائد المتوقع‪،‬‬
‫المشترك(التغاير) ألية محفظة‪.‬‬
‫تمثل معامل تجنب المخاطرة (أي المعدل الذي يرغب مستثمر محدد عنده مبادله معدل العائد‬
‫المتوقع بالمخاطرة)‪ λ = 0 3‬تشير إلى أن المستثمر محب للمخاطرة‪ ،‬بينما ‪ λ = 1‬تعني أنه متجنب‬
‫للمخاطرة‪.‬‬
‫إن نتيجة الحل لمشكلة االختيار ستحدد محفظة تقع على الحد الفعال‪ .‬فإذا عرفنا معامل تجنب‬
‫المخاطرة‪ ،‬أي "‪ " λ‬المستثمر المقصود‪ ،‬فإن النموذج يسمح بالوصول إلى المحفظة المثلى لهذا المستثمر‪.‬‬

‫‪ 0- 8- 8‬مزايا تنويع المحفظة باألصول غير الخطرة‬


‫على اعتبار أن أدوات االستثمار ليست كلها خطرة‪ ،‬وأن بعضها يمكن اعتباره عديم المخاطرة كما أسلفنا‪،‬‬
‫لذا قد يكون من المفيد لمدير المحفظة في مثل هذه الظروف أن يحاول الوصول بمزايا تنويع أصول‬
‫محفظته لحدها األقصى في تعظيم الربح‪ .‬ويمكنه تحقيق ذلك بتطعيم محفظته بمثل هذه األدوات‪ ،‬ذلك‬
‫ألن إضافة أصل أو أكثر من أمثال هذه األصول للمحفظة‪ ،‬سيوفر لمديرها مرونة أكبر تتيح له التحرك‬
‫في خريطة سواءه إلى أعلى ليحدد محفظته عند منحنى سواء أعلى من منحنى السواء الظاهر في الشكل‬
‫السابق‪.‬‬
‫الشكل رقم(‪ .)0- 0- 8- 8‬التحرك في خريطة السواء‬
‫‪Rp‬‬

‫‪A‬‬

‫‪B‬‬

‫‪σp‬‬

‫لقد استطاع مدير المحفظة‪ ،‬كما في الشكل أدناه‪ ،‬نقل موقع محفظته المثلى من منحنى السواء رقم‬
‫(‪ )6‬إلى منحنى السواء رقم (‪ ،)8‬عبر إدخال أصول عديمة المخاطرة‪.‬‬
‫ويحدد الموقع الجديد للمحفظة المثلى عن طريق رسم المماس لمنحنى المحافظ المثلى أو الحد الفعال‬
‫من النقطة (‪ )Rf‬الواقعة على المحور الرأسي‪ ،‬وتمثل النقطة (‪ )Rf‬العائد على االستثمار المتوقع للمحفظة‬
‫فيما لو تكونت جميع أصولها (أي بنسبة ‪ )%811‬من أصول غير خطرة كأذونات الخزانة مثالً‪ .‬وعليه‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪58‬‬


‫يحدد موقع المحفظة المثلى الجديدة عند نقطة التماس ألحد منحنيات سواء المستثمر وهو في هذه الحالة‬
‫منحنى السواء رقم (‪.)8‬‬
‫الشكل رقم(‪ .)0- 0- 8- 8‬المماس لمنحنى المحافظ المثلى‬
‫العائد‬
‫‪0‬‬
‫‪8‬‬

‫‪Rf‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪A‬‬ ‫‪4‬‬

‫المخاطرة‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪59‬‬


‫المبحث الثالث‬
‫التنويع وتخفيض مخاطرة المحفظة االستثمارية‬

‫‪ 0- 7- 6‬تأثير التنويع على مخاطرة المحفظة‬


‫االستثمارية هي التنويع ‪ ،Diversification‬أي تمكين المستثمر من‬
‫ّ‬ ‫إن الميزة الرئيسية لتكوين المحافظ‬
‫اختيار توليفة أو تشكيلة من األوراق المالية بهدف تخفيض المخاطرة‪ .‬ويتمثل مغزى تنويع المحفظة في‬
‫مزج األصول غير المرتبطة العوائد ايجابيا بشكل تام‪ .‬ولتخفيض المخاطرة بالتنويع يجب االستثمار في‬
‫مختلف أنواع األصول‪ .‬وكمثال على تنويع المحفظة‪ ،‬نذكر الصناديق التبادلية ‪.Mutual Fund‬‬
‫فالصندوق التبادلي‪ ،‬أو صندوق التحوط‪ ،‬يتألف من مزيج من األصول المدارة احترافيا والهادفة لتخفيض‬
‫المخاطرة بالتنويع‪ .‬ويستطيع المستثمر في هذه الصناديق امتالك العديد من األوراق المالية بحد أدنى من‬
‫رأس المال المستثمر‪ .‬وعلى اعتبار أن الصناديق مدارة بحرفية‪ ،‬فهي ترتبط بمخاطرة أقل‪ .‬ولتخفيض‬
‫المخاطرة‪ ،‬يجب أن ترتبط األوراق المالية سلبيا أو اليكون بينها ارتباط‪.‬‬
‫تكون هذه المحفظة‬
‫إذا‪ ،‬قد تكون درجة مخاطرة المحفظة أقل من درجة مخاطرة األوراق المالية التي ّ‬
‫وذلك بسبب التنويع‪ .‬والتنويع هو االستثمار في أكثر من ورقة مالية من أجل تخفيض درجة المخاطرة‪.‬‬
‫والتنويع يخفض من درجة المخاطرة من خالل االستثمار في أو ارق مالية ذات خصائص مختلفة بالنسبة‬
‫للعائد والمخاطرة‪ ،‬وهذا ما يسمى بأثر المحفظة‪.‬‬
‫‪ .A‬التنويع بناء على جهة اإلصدار‬
‫يقصد بذلك عدم تركيز االستثمارات في ورقة مالية تصدرها شركة واحدةا‪ ،‬وانما توزيع االستثمارات‬
‫على عدة أوراق مالية تصدرها شركات مختلفة‪ ،‬ويوجد في هذا الصدد أسلوبان شائعان للتنويع وهما‪:‬‬
‫التنويع الساذج وأسلوب ماركوفي تز في التنويع‪.‬‬

‫‪ )8‬التنويع البسيط أو الساذج ‪Naïve Diversification‬‬


‫يقصد بالتنويع الساذج‪ ،‬زيادة عدد األوراق المالية التي تحتويها المحفظة االستثمارية بشكل عشوائي‪،‬‬
‫حيث أنه كلما زاد عدد األوراق المالية قلت المخاطرة‪ .‬ويقوم التنويع البسيط على فكرة أن المحفظة التي‬
‫تشتمل على ثالث ورقات مالية تصدرها ثالث مؤسسات مختلفة‪ ،‬هي أكثر تنويعا من محفظة تشتمل‬
‫على ورقتين ماليتين تصدرهما مؤسستين مختلفتين‪ .‬والمحفظة التي تشتمل على أربع ورقات مالية‬
‫تصدرها أربع مؤسسات مختلفة‪ ،‬هي أكثر تنويعا من محفظة تشتمل على ثالث ورقات مالية تصدرها‬
‫ثالث مؤسسات وهكذا‪ ...‬وبإتباع التنويع يستطيع المستثمر أن يتجنب نسبة كبي ةر من المخاطر غير‬
‫المنتظمة‪ ،‬وتنخفض المخاطر الكلية لعائد المحفظة كلما زادت مكونات المحفظة‪ .‬ويوصي التنويع الساذج‬
‫بأن يكون عدد االستثمارات التي تتضمنها المحفظة محدودا‪ .‬وتشير الدراسات الخاصة بهذا النوع من‬
‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪60‬‬
‫التنويع إلى أن احتواء المحفظة االستثمارية على حوالي ‪ 82‬ورقة مالية كحد أقصى‪ ،‬يؤدي إلى التخلص‬
‫من الجزء األكبر من المخاطر الخاصة أو المخاطر غير المنتظمة‪ .‬ويمكن توضيح ذلك بالشكل أدناه‪،‬‬
‫حيث تم تمثيل نوعان من المخاطر وهما‪:‬‬
‫‪ -‬المخاطر المنظمة ‪ :‬ويتم تمثيلها على شكل خط مستقيم‪ ،‬مما يعني أن هذه المخاطار ال يمكن‬
‫التخلص منها عن طريق تكوين محفظة استثمارياة مهما يكن عدد األوراق المالاية فيها‪.‬‬
‫‪ -‬المخاطر غير المنتظمة ‪ :‬وهي تتناقص تدريجياً كلما زاد عدد األوراق الماالية في المحفظة‪ ،‬حتى يصل‬
‫عدد هذه األوراق إلى ‪ 82‬ورقة مالية‪ ،‬حيث تصبح إضافة أوراق مالية أخرى إلى المحفظة غير ذات‬
‫جدوى في تخفيض هذه المخاطر‪.‬‬
‫الشكل رقم(‪ .)0- 0- 7- 6‬التنويع البسيط‬

‫غ منتظمة (تنويع)‬
‫تذبذب العوائد ‪%‬‬
‫‪σ‬‬

‫مخاطرة السوق‬ ‫منتظمة(التنويع)‬

‫عدد أسهم المحقظة‬


‫‪2‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪82‬‬
‫إن اإليجابيات المترتبة على إضافة األوراق المالية إلى المحفظة يقابلها أيضًا عدد من السلبيات‪،‬‬
‫المترتبة على المباالغة في عادد األوراق المالية التي تحتوي علياها المحفظة‪ ،‬وأهم هذه السلبيات ما يلي‪:‬‬
‫‪ )8‬صعوبة إدارة المحفظة‪ :‬إن اإلدارة الفعالة للمحفظة تتطلب البحث والتحليل المستثمر ألوضاع‬
‫األسهم‪ ،‬وذلك بهدف شراء أسهم واضافتاها إلى المحفظاة‪ ،‬أو بيع أسهم أخرى‪ .‬وتزداد صعاوبة‬
‫إدارة المحفظاة كلما ازداد عدد األوراق المالاية المكونة لها؛‬
‫‪ )5‬ارتفاع تكاليف المعامالت‪ :‬إن شراء وبيع األوراق المالية يتطلب دفع عمولة للوسيط الذي يقوم‬
‫بعمليات البيع والشراء‪ ،‬خاصة إذا قام المستثمر بشراء كميات صغي ةر من أوراق مالية متعددة؛‬
‫‪ )7‬اتخاذ ق اررات غير سليمة‪ :‬حيث أن احتمال اتخاذ ق اررات استثمارياة غير صحيحة‪ ،‬تزداد مع‬
‫ازدياد عدد األوراق في المحفظة‪.‬‬

‫‪ )6‬تنويع ماركوفيتز ‪Markowitz Diversification‬‬


‫يقوم تنويع ماركوفيتز‪ ،‬بالمقارنة مع التنويع الساذج‪ ،‬على أساس معامل االرتباط بين العوائد الناتجة‬
‫عن االستثمار‪ .‬ومعامل االرتباط عبارة عن مقياس إحصائي‪ ،‬يعبر عن العالقة بين العوائد على ورقتين‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪61‬‬


‫ماليتين‪ ،‬من حيث اتجاه حركة هذه العوائد‪ .‬وتتراوح قيمة معامل االرتباط بين (‪ )8+‬أي ارتباط موجب تام‬
‫و( ‪ )8-‬ارتباط سالب تام‪ ،‬واذا كان(‪ )6‬عدم وجود ارتباط‪.‬‬
‫إن بناء محفظة استثمارية من سهمين (‪ )A‬و (‪ )B‬إذا كان معامل االرتباط بين عوائدهما مساويا‬
‫‪ ،8+‬ال يؤدي إلى تخفيض المخاطرة‪ ،‬مما يعني أن مخاطرة المحفظة في هذه الحالة تكون متوسطاً‬
‫مرجحاً لمخاطرة السهمين معاً‪ .‬واذا قام المستثمر بإضافة أوراق مالية جديدة فإن مخاطرة المحفظة‪ ،‬تبقى‬
‫متوسطاً مرجحاً لمخاطرة األسهم المكونة لها‪ .‬أما عندما يكون معامل االرتباط مساويًا للصفر‪ ،‬فإن بناء‬
‫محفظة من السهمين معًا يؤدي إلى تخفيض المخاطرة بشكل تدريجي‪ ،‬ولكنه ال يؤدي إلى التخلص من‬
‫مخاطرة المحفظة بشكل نهائي‪ .‬وعندما يكون معامل االرتبااط = ‪ ،8-‬فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى‬
‫التخلاص من مخاطارة المحفاظة بشكل نهائي‪ ،‬وهذه هي القاعدة الرئيساية التي يرتكز عليها مبدأ التحوط‬
‫‪ .Hedging‬والمالحظ‪ ،‬أنه فقط في حالة االرتباط السلبي التام يمكننا تخفيض المخاطرة إلى الصفر‪.‬‬
‫وتتحسن القدرة على تخفيض المخاطرة حالما يصبح االرتباط أقل ايجابية وأكثر سلبية‪ .‬يجب أن ال ننسى‬
‫أن كمية التخفيض في المخاطرة التي يمكن تحقيقها تتوقف على نسبة المزج بين األصول‪.‬‬
‫الشكل رقم(‪ .)6- 0- 7- 6‬االرتباط وتخفيض المخاطرة‬
‫العائد‬
‫مزيج ‪ A‬و ‪B‬‬

‫األصل ‪A‬‬

‫األصل‪B‬‬

‫الزمن‬

‫إذا‪ ،‬ومما سبق نستطيع القول بأن تنويع ماركوفيتز يقوم على فكرة أساسية مؤداها أن مخاطر المحفظة ال‬
‫تتوقف على مخاطر االستثمارات التي تشتمل عليها‪ ،‬بل كذلك على العالقة التي تربط بين عوائد تلك‬
‫المضمنة في المحفظة‪ ،‬وذلك بمراعاة‬
‫ّ‬ ‫االستثما ارت‪ .‬وهذا يعني ضرورة االخت يار الدقيق لالستثمارات‬
‫طبيعة االرتباط بين العوائد المتولدة عنها‪ .‬فعندما تكون هناك عالقة طردية بين عوائد االستثمارات التي‬
‫تتكون منها المحفظة‪ ،‬فإن المخاطر التي تتعرض لها تكون أكبر مما لو كانت تلك العوائد مستقلة ال‬
‫ارتباط بينها أو توجد بينها عالقة عكسية‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪62‬‬


‫الشكل رقم(‪ .)7- 0- 7- 6‬االرتباط السلبي وااليجابي التام‬

‫ولقد ّبين ماركوفيتز‪ ،‬أن التغاير ‪ Covariance‬هو عنصر هام في قياس مخاطر المحفظة‪ ،‬حيث‬
‫أنه يعكس العالقة بين عوائد االستثمارات التي تتكون منها المحفظة‪ .‬فالتغاير إذا يقيس مدى التالزم الذي‬
‫يربط بين عوائد االستثمارات‪ ،‬ويحسب التغاير ألداتين استثماريتين على الشكل التالي‪:‬‬

‫أي أن التغاير ألداتين استثماريتين= االنحراف المعياري لألداة األولى × االنحراف المعياري لألداة‬
‫الثانية× معامل ارتباطهما‪.‬‬
‫ومعامل االرتباط‪:‬‬

‫ويمكن حساب عدد معامالت االرتباط التي نحتاجها لتقييم عدد ‪ n‬من األوراق المالية في المحفظة‪،‬‬
‫‪(n2 - n)/2‬‬ ‫كالتالي‪:‬‬
‫وكما يبدو من الصيغة أن معامل االرتباط بين عوائد االستثمارات المكونة للمحفظة هو المتغير‬
‫الرئيسي في مكونات التغاير الذي يمكن منه الوقوف على درجة االرتباط بين عوائد االستثمارات المكونة‬
‫لتلك المحفظة‪ .‬وحيث أن معامل االرتباط تتراوح قيمته مابين (‪8+‬و ‪ ،)8-‬وأن المخاطر تقاس بدرجة تقلب‬
‫العائد‪ ،‬فإنه يمكن الق ول بأن معامل االرتباط بين عوائد االستثمارات المكونة للمحفظة هو محدد أساسي‬
‫لحجم واتجاه مخاطر تلك المحفظة‪ .‬فإذا كانت العالقة بين عوائد استثمارين يكونان محفظة ما هي عالقة‬
‫طردية‪ ،‬أي إذا كان معامل االرتباط ببن عوائد استثمارين مساويا الواحد فإن ارتفاع عائد أحدهما يعني‬
‫ارتفاع عائد اآلخر والعكس صحيح‪ .‬هذا يعني أن أيا من االستثمارين ال يهم في تحقيق االستقرار في‬
‫عائد المحفظة‪ ،‬أما عندما يكون االرتباط ‪ 8-‬فإنه عندما يتحرك عائد أحد االستثمارين في اتجاه معين‬
‫يتحرك عائد االستثمار الثاني في اتجاه معاكس‪ .‬هذه الحركة العكسية من شأنها تحقيق الستقرار المنشود‪.‬‬
‫وقد اقترح ماركوفيتز المعادلة التالية لقياس مخاطر المحفظة‪:‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪63‬‬


‫‪ k p  w1212  w22 22  2w1w2r1,21 2‬‬
‫حيث‪ w1 :‬و‪ w2‬تمثل أوزان األصول ‪ 8‬و ‪ 5‬المكونة للمحفظة‪  1 ،‬و ‪  2‬هي االنحراف المعياري‬
‫لألصول المكونة ‪ 8‬و ‪ r1,2 ،5‬تمثل معامل االرتباط بين عوائد األصول المكونة ‪ 8‬و ‪.5‬‬
‫نستنج مما سبق أن‪:‬‬
‫‪ ‬مخاطرة المحفظة االستثمارية تكون في أعلى مستوى لها عندما يكون معامل االرتباط بين عوائد‬
‫األوراق المالية المكونة لها موجبًا تامًا‪.‬‬
‫‪ ‬مخاطرة المحفظة االستثمارية تكون في أدنى مستوى لها عندما يكون معامل االرتباط بين عوائد‬
‫األوراق المالية المكونة لها سالباً تاماً‪.‬‬
‫‪ ‬مخاطرة المحفظة االستثمارية تقع بين الحد األعلى والحد األدنى عندما يكون معامل االرتباط‬
‫مساويًا للصفر‪.‬‬

‫‪ 6- 7- 6‬تأثير األوزان النسبية لألوراق المالية‬


‫قد يؤدي تغيير األوزان النسبية لألوراق المالية داخل المحفظة إلى نتائج مغايرة‪ ،‬بمعنى أن مثل هذا‬
‫التغيير لألوزان النسبية لألوراق المالية‪ ،‬قد ي ؤدي إلى الحد من اآلثار اإليجابية للتنويع القائم على أساس‬
‫معامل االرتباط والمتمثلة في انخفاض المخاطرة‪ .‬من هنا‪ ،‬البد من أخذ موضوع األوزان مع درجة‬
‫االرتباط باإلعتبار للوصول إلى التنويع المطلوب‪.‬‬

‫‪ .B‬تنويع تواريخ االستحقاق ‪: Maturity Diversification‬‬


‫تتعرض األوراق المالية لمخاطر سعر الفائدة ويقصد بذلك المخاطر الناجمة عن أثر تقلبات سعر‬
‫الفائدة على القيمة السوقية لألوراق المالية‪ ،‬حيث يؤدي ارتفاع سعر الفائدة إلى انخفاض القيمة السوقية‬
‫لهذه األوراق مما يعرض المستثمر للخسارة إذا ما اضطر لبيع هذه األوراق قبل تاريخ استحقاقها‪ ،‬ويطلق‬
‫على العالقة العكسية بين سعر الفائدة والقيمة السوقية لألوراق المالية بالمرونة السعرية‪.‬‬
‫وتزداد هذه المرونة كلما زادت فت ةر استحقاق األوراق‪ ،‬أي أن درجة استجابة القيمة السوقية لألوراق‬
‫المالية للتغير في سعر الفائدة تزداد كلما ازدادت فت ةر االستحقاق‪ ،‬وبالتالي فإن خسارة المستثمر نتيجة‬
‫ارتفاع سعر الفائدة تكون أكبر في حالة األوراق المالية طويلة األجل‪ ،‬وبناء عليه فإن المستثمر يتعرض‬
‫للمعضلة التالية‪ :‬إن تركيز االستثمارات في أوراق مالية قصي ةر األجل يقلل من مخاطر سعر الفائدة‪،‬‬
‫حيث أن تأثير التغير في سعر الفائدة على أسعار األوراق المالية أقل حدة‪ ،‬ولكنه من ناحية أخرى يعني‬
‫تق لبات كبيرة في العائد من سنة إلى أخرى بسبب تقلبات سعر الفائدة بشكل مستمر‪ ،‬كما أن تركيز‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪64‬‬


‫االستثمارات في أوراق مالية طويلة األجل يزيد من مخاطر سعر الفائدة من ناحية‪ ،‬ولكنه من ناحية أخرى‬
‫يؤدي إلى استقرار العائد بسبب انخفاض تقلبات سعر الفائدة طويل األجل بالمقارنة مع سعر الفائدة‬
‫قصير األجل‪.‬‬
‫إن المعضلة السابقة تفرض على المستثمر توزيع استثماراته بين األوراق المالية قصيرة األجل واألوراق‬
‫المالية طويلة األجل بشكل يؤدي إلى االستفادة من مزايا كل منهما‪ ،‬وتقليل مخاطر االستثمار في كل‬
‫منهما‪ ،‬وتنقسم السياسات المتبعة لتحقيق ذلك إلى ثالث أنواع‪:‬‬
‫أ‪ .‬السياسة النشطة في إدارة المحفظة ‪. Aggressive Portfolio Management‬‬
‫ب‪ .‬تسلسل تواريخ االستحقاق ‪. Staggered Maturity‬‬
‫المالية قصيرة األجل وطويلة األجل ‪. Barbell Maturity‬‬
‫ّ‬ ‫ت‪ .‬التركيز على األوراق‬

‫أ‪ .‬السياسة النشطة في إدارة المحفظة‬


‫المالية‬
‫ّ‬ ‫مستمر في مكونات المحفظة من األوراق‬
‫ًّا‬ ‫تتطلب السياسة النشطة في إدارة المحفظة تغيي ًار‬
‫فإن عليه أن يقوم ببيع‬
‫بناء على توقعات حركة سعر الفائدة‪ .‬فإذا توقع المستثمر ارتفاع سعر الفائدة‪ّ ،‬‬
‫فإن‬
‫مالية قصيرة األجل‪ .‬فإذا ارتفع سعر الفائدة فعالً‪ّ ،‬‬
‫المالية طويلة األجل‪ ،‬واستبدالها بأوراق ّ‬
‫ّ‬ ‫األوراق‬
‫السوقية لألوراق طويلة‬
‫ّ‬ ‫يتجنب في هذه الحالة الخسارة الناجمة عن االنخفاض الكبير في القيمة‬
‫المستثمر ّ‬
‫مالية طويلة األجل وبسعر‬
‫األجل‪ ،‬كما ّأنه يستطيع أن يستخدم مستحّقات األوراق قصيرة األجل في أوراق ّ‬
‫المالية قصيرة‬
‫ّ‬ ‫فإن عليه أن يقوم ببيع األوراق‬
‫فائدة مرتفع‪ّ .‬أما إذا توقع المستثمر انخفاض سعر الفائدة‪ّ ،‬‬
‫فإن المستثمر‬
‫فإن انخفض سعر الفائدة‪ ،‬حسب التوقعات‪ّ ،‬‬‫مالية طويلة األجل‪ّ .‬‬
‫األجل‪ ،‬واستبدالها بأوراق ّ‬
‫مالية بسعر فائدة‬
‫يحقق االستقرار في العائد على األوراق طويلة األجل‪ ،‬باإلضافة إلى ّأنه يحتفظ بأوراق ّ‬
‫أسمالية‬
‫أن بإمكانه تحقيق أرباح ر ّ‬
‫مرت فع نسبياً بسبب شراءه لهذه األوراق قبل انخفاض سعر الفائدة كما ّ‬
‫عن انخفاض سعر الفائدة‪.‬‬
‫فإنه يضمن‬
‫صحة التوقعات‪ ،‬فإذا تحققت توقعات المستثمر ّ‬ ‫إن نجاح هذه السياسة يعتمد على مدى ّ‬ ‫ّ‬
‫المالية‪ّ ،‬أما إذا كانت التوقعات مخالفة لما يحدث‬
‫ّ‬ ‫جوة من التبديل المستمر لألوراق‬
‫تحقيق األهداف المر ّ‬
‫فإن المستثمر قد يتعرض لخسائر كبيرة‪.‬‬
‫فعالً ّ‬

‫ب‪ .‬تسلسل تواريخ االستحقاق‪:‬‬


‫مالية بتواريخ استحقاق‬
‫يقوم المستثمر حسب هذه اإلستراتيجية بتوزيع استثماراته بالتساوي على أوراق ّ‬
‫فإنه يمكن استثمار ‪ 5‬مليون‬
‫متتالية‪ .‬فإذا كانت قيمة االستثمار‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬عشرين مليون دوالر‪ّ ،‬‬
‫دوالر في سندات تستحق خالل سنة‪ ،‬و‪ 5‬مليون دوالر في سندات تستحق خالل سنتين وهكذا ّ‬
‫حتى عشر‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪65‬‬


‫فإنه بعد عام من اآلن‪ ،‬يحصل المستثمر على قيمة السندات التي‬
‫سنوات‪ .‬وبحسب هذه اإلستراتيجية ّ‬
‫تستحق خالل سنة‪ ،‬وي قوم باستثمارها من جديد في سندات تستحق خالل عشر سنوات وهكذا ‪...‬‬
‫تتمثل مزايا هذا األسلوب في التنويع‪ ،‬في توفير سيولة وتحقيق الربح للمستثمر في نفس الوقت‪ ،‬حيث‬
‫أن استرداد قيمة السندات قصيرة األجل يوفر السيولة للمستثمر‪ ،‬واستثمار األموال في السندات طويلة‬
‫ّ‬
‫األج ل يحقق هدف استقرار العائد‪.‬‬
‫المالية قصيرة األجل وطويلة األجل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ت‪ .‬توزيع االستثمارات على األوراق‬
‫المالية قصيرة األجل (سنة إلى‬
‫ّ‬ ‫اتيجية على توزيع االستثمارات بالتساوي على األوراق‬
‫تعتمد هذه اإلستر ّ‬
‫المالية طويلة األجل (سبعة إلى عشر سنوات) ويعود السبب في ذلك كما أشرنا‬ ‫ّ‬ ‫ثالث سنوات)‪ ،‬واألوراق‬
‫المالية طويلة‬
‫ّ‬ ‫أن األوراق‬
‫المالية قصيرة األجل‪ ،‬توفر سيولة للمستثمر‪ ،‬في حين ّ‬
‫ّ‬ ‫أن األوراق‬
‫سابقًا‪ ،‬إلى ّ‬
‫أسمالية إذا انخفض سعر الفائدة‪.‬‬
‫األجل تحقق للمستثمر استقرار العائد‪ .‬وتوفر له فرصة تحقيق أرباح ر ّ‬
‫المالية متوسطة األجل (أربع إلى ست سنوات) فهي ال تحقق أي من هدفي السيولة أو‬
‫ّ‬ ‫ّأماا األوراق‬
‫تجنب االستثمار في هذا النوع من األوراق ‪.‬‬
‫فإنه يجب ّ‬
‫الربحية‪ ،‬ولذلك ّ‬
‫ّ‬
‫أن تنويع االستثمارات بين األجل القصير واألجل الطويل‪ ،‬يعتمد على‬
‫ويشير الواقع العملي‪ ،‬إلى ّ‬
‫توقعات سعر الفائدة كما أشرنا في حالة السياسة النشطة في إدارة المحفظة‪ .‬فإذا توقع المستثمر ارتفاع‬
‫المالية قصيرة األجل‪ ،‬واذا توقع انخفاض سعر الفائدة يجب‬
‫ّ‬ ‫سعر الفائدة يجب عليه التركيز على األوراق‬
‫عليه التركيز على األوراق طويلة األجل‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪66‬‬


‫المبحث الرابع‬
‫عائد ومخاطرة المحفظة‬

‫‪ 0- 1- 6‬عائد المحفظة‬
‫العائد المتوقع من المحفظة هو ببساطة‪ ،‬متوسط العائد المرجح ألصولها‪ ،‬والوزن هو نسبة كل أصل إلى‬
‫إجمالي المستثمر في المحفظة‪.‬‬
‫=‬
‫مثال رقم(‪.)0-0- 1- 6‬‬
‫تتكون محفظة من أصلين ‪ A‬و ‪ .B‬ويشكل األصل (‪ 7/8 )A‬المحفظة وعائده المتوقع ‪ ،%87‬ويشكل‬
‫األصل (‪ 7/5 )B‬من المحفظة‪ ،‬ويتوقع أن يحقق عائدا قدره ‪ .%1‬إذا فالعائد المتوقع للمحفظة هو‬
‫التالي‪:‬‬
‫الوزن‬ ‫العائد‬ ‫األصل‬
‫‪18%×1/3=6%‬‬ ‫‪1/3‬‬ ‫‪18%‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪9%×2/3=6%‬‬ ‫‪2/3‬‬ ‫‪9%‬‬ ‫‪B‬‬

‫‪=12%‬‬

‫‪ 6- 1- 6‬مخاطرة المحفظة‬
‫إن مخاطرة المحفظة‪ ،‬ليست فقط المتوسط المرجح لمجموع األخطاء المعيارية لألصول المشكلة‬
‫للمحفظة‪ ،‬ألن مخاطرة المحفظة تتوقف أيضا على معامل االرتباط بين أصولها‪ .‬إن معامل االرتباط(‪)ρ‬‬
‫عبارة عن مقياس لدرجة تحرك متغيرين معا‪ ،‬وله قيمة تتراوح بين ( ‪ 8-‬و ‪ .)8+‬واذا رغبنا بقياس مخاطرة‬
‫محفظة بأصلين ‪ A‬و‪ B‬مثال لدينا الصيغة التالية‪:‬‬
‫√‬
‫إذا فمعامل االرتباط عبارة عن مقياس للحركة المشتركة بين متغيرين‪.‬‬

‫‪ 7- 1- 6‬التنويع‬
‫كما هو مالحظ من الصيغة السابقة‪ ،‬فإن مخاطرة المحفظة‪ ،‬مقاسة ب (‪ )σ‬هي ليست المتوسط‬
‫وتشير‬ ‫المرجح لمخاطر األصول المشكلة لها كل على حده‪ ،‬إذ لدينا في الصيغة عامل ثالث هو‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪67‬‬


‫الصيغة إلى أنه يمكن تخفيض أو إزالة المخاطرة كليا عبر التنويع‪ ،‬ودرجة تخفيض المخاطرة تتوقف على‬
‫درجة االرت باط بين األصول الداخلة في تركيب المحفظة‪ .‬وبكالم أعم‪ ،‬فإنه عبر مزج أصلين مرتبطين‬
‫سيكون بمقدورنا تخفيض المخاطرة كليا‪ .‬وفي الواقع الفعلي‪ ،‬فإن أغلب‬ ‫سلبيا بشكل تام‬
‫األصول مرتبطة سلبيا ولكن بشكل غير تام‪.‬‬

‫مثال رقم(‪)0-7- 1- 6‬‬


‫على افتراض أنه لدينا المعطيات التالية‪:‬‬
‫األصل‬
‫‪1/3 20%‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪2/3 10%‬‬ ‫‪B‬‬
‫‪ -‬ماهي مخاطرة المحفظة المكونة من ‪ A‬و ‪B‬؟‬
‫مخاطرة المحفظة‪:‬‬
‫√‬
‫أو ‪:‬‬
‫‪⁄‬‬
‫⌊‬ ‫⌋‬

‫‪ -‬لنفرض اآلن أن معامل االرتباط بين ‪ A‬و ‪ B‬هو ‪ 8+‬فهذا يعني أنه عندما تزداد قيمة ‪ A‬بسبب‬
‫ظروف السوق فإن قيمة ‪ B‬تزداد وبنفس المعدل وتصبح مخاطرة المحفظة‪:‬‬

‫‪ -‬في حال كان معامل االرتباط بين ‪ A‬و ‪ B‬يساوي الصفر(الارتباط) تكون مخاطرة المحفظة‪:‬‬

‫‪ -‬في حال كان معامل االرتباط بين ‪ A‬و ‪ B‬يساوي ( ‪ )8-‬تكون مخاطرة المحفظة‪:‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪68‬‬


‫مثال رقم(‪)6-7- 1- 6‬‬
‫لنفرض أنه لدينا المعطيات التالية‪:‬‬
‫الورقة(‪ % )X‬الورقة (‪ % )Y‬الورقة (‪%)Z‬‬ ‫السنة‬
‫‪86‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪56×8‬‬
‫‪56‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪56×5‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪56×7‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪56×7‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪56×2‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬
‫‪87.87‬‬ ‫‪87.87‬‬ ‫‪87.87‬‬

‫المالحظ أن ‪ X,Y‬مرتبطة سلبيا و ‪ X,Z‬مرتبطة ايجابيا‪ .‬ماذا يحصل عند المزج؟‬


‫المحفظة (‪ )XY‬المحفظة (‪)XZ‬‬
‫‪%26- 26%‬‬ ‫‪%26- 26%‬‬ ‫السنة‬
‫‪86‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪56×8‬‬
‫‪56‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪56×5‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪56×7‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪56×7‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪56×2‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬
‫‪87.87‬‬ ‫‪6‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪69‬‬


‫تمارين محلولة‬

‫تمرين رقم(‪)0‬‬
‫فيما يلي التوزيع االحتمالي للعائد على االستثمار المتوقع من كل من السهمين ‪ .B ، A‬والمطلوب‪:‬‬
‫االحتمال العائد المتوقع للسهم(‪ )A‬العائد المتوقع للسهم(‪)B‬‬
‫‪%51‬‬ ‫‪%51‬‬ ‫‪%41‬‬
‫‪%81‬‬ ‫‪%81‬‬ ‫‪%41‬‬
‫‪ - 0‬تحديد العائد المرجح على االستثمار المتوقع من كل من السهمين (‪ )A‬و(‪.)B‬‬
‫‪ - 8‬تحديد المخاط ةر المرجحة لكل من السهمين (‪ )A‬و (‪.)B‬‬
‫‪ - 3‬بافتراض أن الشركة كونت محفظة استثمارية ن السهمين معا بنسبة ‪ %41‬من السهم (‪ )A‬و‪%41‬‬
‫من السهم (‪ ) B‬فما هو العائد المرجح للمحفظة وما هي درجة مخاطرتها المرجحة بافتراض أن‬
‫معامل االرتباط بين السهمين يساوي الصفر‪.‬‬

‫الحل‪( :‬بدون محفظة)‬


‫(االحتمال × العائد المتوقع)‬ ‫‪ .a‬العائد المرجح للسهم(‪=)A‬‬
‫(‪%61 =)%81×%41(+)%51×%41‬‬
‫‪8‬‬
‫‪)%61- %81(134+8)%61- %51(134‬‬ ‫‪ .b‬المخاطرة المرجحة للسهم(‪=)A‬‬
‫= ‪.%8‬‬
‫وبنفس األسلوب نجد أن العائد المرجح على السهم(‪ )B‬يساوي ‪ ،%61‬والمخاطرة المرجحة تساوي ‪.%8‬‬
‫‪( -‬في حالة المحفظة)‬
‫=‬ ‫العائد المرجح للمحفظة=‬
‫(الوزن النسبي لكل سهم× العائد المتوقع من كل سهم)‬
‫= (‪%61 =)%61×%41(+)%61×%41‬‬
‫‪ k p  w1212  w22 22  2w1w2r1,21 2‬‬ ‫المخاطرة المرجحة للمحفظة=‬
‫(الوزن النسبي للسهم(‪×)A‬مخاطرة(‪ (+8))A‬الوزن النسبي للسهم(‪×)B‬مخاطرة(‪ (+ 8))B‬الوزن‬
‫النسبي للسهم(‪× 8))A‬تغاير(‪ (+ )B، A‬الوزن النسبي للسهم(‪× 8))B‬تغاير(‪.)B، A‬‬
‫(‪%135 =1 + 8)%8×%41(+ 8)%8×%41‬‬ ‫=‬
‫الجواب السابق يعني أن نسبة المخاطرة عند تشكيل المحفظة فد انخفضت بنسبة ‪.%61‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪70‬‬


‫تمرين رقم(‪)8‬‬

‫إذا كان العائد على السهم (‪ ،%25 = )A‬وعلى السهم (‪ ،%10 = )B‬واالنحراف المعياري للسهم‬
‫(‪ ،%40= )A‬وللسهم (‪ .%20 = )B‬وكان معامل االرتباط بين السهمين = ‪ ،0.3‬والوزن النسبي للسهم‬
‫(‪ %50 =)A‬وللسهم (‪ ،%50 = )B‬احسب االنحراف المعياري للمحفظة‪.‬‬

‫إن االنحراف المعياري لمحفظة تتكون من السهمين (‪ )A‬و(‪ )B‬يحسب كالتالي‪:‬‬


‫الحل‪ّ :‬‬
‫‪ p  w12 12  w22 22  2w1w2 r12 1 2  ‬‬
‫‪1/ 2‬‬

‫فإن االنحراف المعياري للمحفظة =‬


‫وبتطبيق هذه المعادلة ّ‬
‫‪σp= [(0.5)2(0.4)2+(0.5)2(0.2)2+2(0.5)(0.5)(0.3)(0.4)(0.2)]1/2=24.9%‬‬
‫نبين تأثير معامل االرتباط على مخاطرة المحفظة يمكن حساب االنحراف المعياري للمحفظة في‬
‫ولكي ّ‬
‫الحاالت الثالث التي تم شرحها سابقًا ‪ ,‬أي عندما يكون معامل االرتباط (‪ )8+‬أو (صفر) أو ( ‪،)8-‬‬
‫وبحساب االنحراف المعياري نجد أن‪:‬‬
‫‪σp=30%‬‬ ‫أ‪ .‬إذا كان معامل االرتباط = ‪ 8+‬فإن‪:‬‬
‫ب‪ .‬إذا كان معامل االرتباط = صفر فإن‪σp=22.4% :‬‬
‫ت‪ .‬إذا كان معامل االرتباط = ‪ 8-‬فإن‪σp=10% :‬‬
‫يتضح من هذه األمثلة أن تخفيض قيمة معامل االرتباط من ‪ 8+‬إلى ‪ ،8-‬أدى إلى تخفيض‬
‫االنحراف المعياري للمحفظة من ‪ %76‬إلى ‪ ،%86‬أي أن مخاطرة المحفظة المكونة من سهمين‬
‫انخفضت بنسبة ‪.%56‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪71‬‬


‫تمرين رقم(‪)3‬‬

‫إذا كان العائد على السهم ‪ ،%7 =A‬والعائد على السهم ‪ ،%85 =B‬واذا كان االنحراف المعياري‬
‫للسهم ‪ ،%0 =A‬وللسهم ‪ .%82 =B‬احسب مخاطرة محفظة استثمارية تتكون من السهمين معًا‪ ،‬على‬
‫افتراض وجود بديلين لتوزيع المبلغ المستثمر على السهمين وهما‪ %76 :‬للسهم ‪ %56 ،A‬للسهم ‪ ،B‬أو‬
‫‪ %56‬للسهم ‪ ،A‬و‪ %76‬للسهم ‪ .B‬افترض أيضاً أن معامل االرتبااط بين السهماين هو (‪ )8+‬أو ( ‪.)8-‬‬

‫الحل‪:‬‬
‫يبين الجدول التالي‪ ،‬االنح ارف المعياري للمحفظة المكونة من السهمين‪ ،‬حيث تم الحساب في حالة تغيير‬
‫األوزان النسبية لألسهم في المحفظة‪ ،‬كل على حده‪.‬‬
‫الوزن النسبي للسهم في المحفظة معامل االرتبااط=‪ 8+‬معامل االرتبااط= ‪8-‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪%1.8‬‬ ‫‪%7.8‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪%76‬‬
‫‪%10.8‬‬ ‫‪%13.25‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪%56‬‬

‫نالحظ في الجدول أعاله‪ ،‬أن االنحراف المعياري للمحفظة االستثمارية في الحالة األولى يساوي‬
‫(‪ )%7.8‬عندما يكون معامل االرتباط موجبًا تامًا‪ ،‬وهو أكبر من االنحراف المعياري للمحفظة عندما‬
‫يكون معامل االرتباط سالبًا تامًا(‪ .)%1.8‬أما في الحالة الثانية‪ ،‬وعند تغيير األوزان النسبية فإن‬
‫اال نحراف المعياري عندما يكون معامل االرتباط موجباً تامًا (‪ ،)%13.25‬يبقى أكبر منه في حالة االرتباط‬
‫السالب التام(‪ ،)%10.8‬ولكن كما يبدو واضحا فإنه عند تغيير األوزان النسبية‪ ،‬فإن االنحراف المعياري قد‬
‫تغير‪.‬‬

‫إذا‪ ،‬فإن تغيير األوزان النسبية لألوراق المالية‪ ،‬قد يؤدي إلى الحد من اآلثار اإليجابية‬
‫للتنويع‪ ،‬القائم على أساس معامل االرتباط‪ ،‬والمتمثلة في انخفاض المخاطرة‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪72‬‬


‫المبحث الخامس‬
‫التنويع والمحافظ الدولية‬
‫‪International Diversification‬‬

‫‪ 0- 5- 6‬التنويع الدولي‬
‫أن احتواء‬
‫المالية في المحفظة‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫أن التنويع الساذج يتطّلب زيادة عدد األوراق‬
‫كنا قد بينا سابقا‪ ،‬كيف ّ‬
‫مالية يؤدي إلى التخلص من المخاطر غير المنتظمة‪ّ ،‬أما تنويع ماركويتز‬ ‫المحفظة على حوالي ‪ 82‬ورقة ّ‬
‫المالية في المحفظة أقل ما يمكن‪ ،‬وكلما‬
‫ّ‬ ‫فإنه يرتكز إلى فكرة أن يكون معامل االرتباط بين عوائد األوراق‬
‫ّ‬
‫أن التنويع في الحالتين ال يؤدي إلى التخلص من‬ ‫اقترب معامل االرتباط من ( ‪ )8-‬قّلت المخاطرة‪ ،‬غير ّ‬
‫التضخم وسعر الفائدة‪ ،‬والتي بدورها‬
‫ّ‬ ‫المخاطر المنتظمة للمحفظة‪ ،‬وهي المخاطر الناجمة عن عوامل مثل‬
‫تؤثر على جميع المنشآت بال استثناء‪.‬‬
‫إذا‪ ،‬كيف يمكن لمدير المحفظة أن يخفض من تأثير المخاطر المنتظمة على عائد المحفظة ؟‬
‫أجنبية مثل السندات واألسهم‬
‫ّ‬ ‫مالية‬
‫أن المدير يمكنه ذلك عن طريق االستثمار في أوراق ّ‬
‫والجواب هو ّ‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫ّ‬
‫إن التنويع بهذه الطريقة يؤدي إلى التقليل من هذه المخاطر إذا كان معامل االرتباط بين العائد على‬
‫ّ‬
‫األجنبية صف ًار أو سالبًا أو موجبًا غير تام‪ّ ،‬أما إذا‬
‫ّ‬ ‫المالية‬
‫ّ‬ ‫المحلية والعائد على األوراق‬
‫ّ‬ ‫المالية‬
‫ّ‬ ‫األوراق‬
‫يؤدي إلى تخفيض‬ ‫األجنبية ال ّ‬
‫ّ‬ ‫المالية‬
‫ّ‬ ‫فإن شراء األوراق‬
‫كان معامل االرتباط (‪ )8+‬أو قريباً من ذلك ّ‬
‫المخاطرة‪.‬‬
‫إذا‪ ،‬يمثل التنويع الدولي محاولة لتخفيض المخاطر الم تعددة الجنسية للشركة عبر تشغيل منشآت في‬
‫أكثر من بلد‪ ،‬وبالتالي تدنية المخاطر‪ .‬فهو مجهود يهدف إلى تخفيض المخاط ةر عبر االستثمار في أكثر‬
‫من بلد‪ .‬وبالتنويع عبر الدول التي التتحرك فيها دورة االعمال بشكل واحد‪ ،‬يستطيع المستثمرين تقليص‬
‫التقلب في العوائد‪.‬‬
‫إن إض افة االستثمارات الدولية إلى محفظة أوراق مالية محلية‪ ،‬مثال‪ ،‬ينوع ويخفض المخاطرة‪ .‬ومثل‬
‫هذا التخفيض للمخاط ةر سيتعزز ألن االستثمارات الدولية أقل تأث ار باالقتصاد المحلي‪ ،‬واالرتباط‬
‫باالستثمارات في البلد المحلي أقل‪.‬‬
‫تتبع األسواق األجنبية أحيانا دورات مختلفة عنها في السوق المحلي‪ .‬وبالرغم من أن األسهم األجنبية‬
‫يمكن أن تكون أخطر من مثيالتها المحلية‪ ،‬إال أن تضمين محفظة المستثمر المحلية بمكونات أجنبية‬
‫يمكن أن يخفض فعليا التقلب الكلي لعوائد هذه المحفظة‪ .‬ويكمن السبب في ذلك التخفيض‪ ،‬في أن‬
‫التنويع يتم عبر عدة اقتصادات تقف عند مستويات مختلفة من الدورة االقتصادية‪ ،‬فالهبوط في األداء لبلد‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪73‬‬


‫ما‪ ،‬يعوضه األداء المرتفع في بلدان أخرى‪ .‬وهناك دالئل مهمة على أن التنويع العالمي يخفض المخاط ةر‬
‫المنتظمة( المقاسة ببيتا ‪ ) ‬بسبب من االرتباط الضعيف بين العوائد على األو ارق المالية المحلية‬
‫واألجنبية‪.‬‬
‫أن معامل االرتباط بين العائد على‬
‫األوربية ّ‬
‫األمريكية و ّ‬
‫ّ‬ ‫المالية‬
‫ّ‬ ‫لقد أثبتت الدراسات المتعلقة باألسواق‬
‫مما‬
‫أوربية ال يتجاوز ‪ 6.7‬في المتوسط‪ّ ،‬‬
‫عدة دول ّ‬ ‫السندات في الواليات المتحدة والعائد على السندات في ّ‬
‫حد كبير عن طريق التنويع الدولي للسندات‪.‬‬
‫أن مخاطر االستثمار تنخفض إلى ّ‬
‫يعني ّ‬
‫يتغير من وقت‬
‫أن معامل االرتباط بين العوائد على السندات في الدول المختلفة ّ‬
‫كما أثبتت الدراسات ّ‬
‫أن العائد على السندات يتأثر بشكل رئيسي بسعر الفائدة وهذا بدوره‬
‫إلى آخر‪ ،‬ويعود السبب في ذلك إلى ّ‬
‫وتتغير من وقت‬
‫ّ‬ ‫المالية‪ ،‬وهي تختلف بين الدول‬
‫ّ‬ ‫النقدية والسياسة‬
‫ّ‬ ‫أهمها السياسة‬
‫يتأثر بالعديد من العوامل ّ‬
‫إلى آخر‪.‬‬
‫إن النتيجة التي توصلت إليها الدراسات فيما يتعلق بالسندات تنطبق أيضاً على األسهم من حيث‬
‫ّ‬
‫أن معامل االرتباط بين عوائد األسهم ال يزيد عن ‪ 6.2‬في‬
‫تأثير التنويع على المخاطرة‪ ،‬حيث وجد ّ‬
‫المتوسط‪.‬‬
‫الشكل رقم(‪ .)0- 0- 5- 6‬تخفيض المخاطرة بالتنويع الدولي‬
‫المخاطرة(‪)%‬‬
‫‪866‬‬
‫‪76‬‬ ‫أسهم محلية‬
‫‪06‬‬ ‫أسهم دولية‬
‫‪76‬‬
‫‪56‬‬

‫عدد األسهم‬
‫‪86‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪50‬‬

‫يبين الشكل السابق أعاله‪ ،‬كيفية تخفيض المخاطرة بالتنويع داخل البلد المحلي عبر التنويع الدولي‪.‬‬
‫وتشير الدراسات إلى أن المحفظة المنوعة بشكل تام في الواليات المتحدة األمريكية تمثل مخاطرتها‬
‫‪ %54‬فقط من المخاطرة النمطية للسهم العادي منفردا‪ ،‬بينما تشكل المحفظة العالمية المنوعة ‪%85‬‬
‫فقط من مخاطرة السهم النمطي منفردا‪ .‬إن هذا التنويع يمثل تخفيضا أقل للمخاطرة بنسبة ‪ %77‬مما هو‬
‫متاح للمحفظة المحلية‪ ،‬وهي هنا األمريكية تحديدا‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪74‬‬


‫يحسب العائد المتوقع على المحفظة الدولية كالتالي‪:‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫‪ rd‬تمثل العائد على األصول المحلية‪ rf ،‬تمثل العائد على األصول األجنبية‪.‬‬
‫ومخاطرة المحفظة تحسب كالتالي‪:‬‬

‫√‬

‫حيث‪ σf ،σd :‬تمثل الخطأ المعياري على األصول المحلية واألجنبية على التوالي‪ ،‬و ‪ ρ‬تمثل معامل‬
‫االرتباط بين األصول المحلية واألجنبية‪3‬‬

‫الدولية ‪International Portfolios‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ 6- 5- 6‬المحافظ‬


‫الدولية من أدوات االستثمار الحديثة التي أخذت تالقي اهتمامًا متزايدًا من قبل‬
‫ّ‬ ‫تعتبر المحفظة‬
‫ولعل من أهم المزايا التي يوفرها هذا النوع من المحافظ‬
‫المستثمرين خصوصًا النوع المؤسسي منهم‪ّ ،‬‬
‫الدولية تكون‬
‫ّ‬ ‫ألن المحفظة‬
‫للمستثمرين هي‪ ،‬ميزة التنويع التي توفر للمحفظة سمة األمان النسبي‪ ،‬ذلك ّ‬
‫منوعة تنويعاً جيداً وذلك من ثالثة زوايا هي‪:‬‬
‫في العادة ّ‬
‫االستثمارية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ألنها تتكون من تشكيلة ّ‬
‫جيدة من األدوات‬ ‫‪ .8‬تنويع األصول‪ :‬وذلك ّ‬
‫عدة دول‪.‬‬
‫استثمارية في ّ‬
‫ّ‬ ‫ألن رأسمال المحفظة يكون موزعًا على أدوات‬
‫‪ .8‬التنويع الجغرافي‪ّ :‬‬
‫‪ .6‬تنويع العمالت ‪ :‬إذ بس بب التنويع الجغرافي ألصول المحفظة تتنوع أيضًا العمالت التي تقيم بها هذه‬
‫األصول‪.‬‬
‫المحلية‪ ،‬إذ‬
‫ّ‬ ‫االستثمارية‬
‫ّ‬ ‫عادة‪ ،‬نفس األسس المتبعة في بناء المحافظ‬
‫الدولية‪ً ،‬‬
‫ّ‬ ‫ويتبع في بناء المحافظ‬
‫على المستثمر أن يبحث عن المحفظة المثلى التي يراعي في تنويعها مبادئ التنويع المتعارف عليها وهي‬
‫‪:‬‬
‫االستثمارية في النوع‪ ،‬الجغرافيا والعمالت‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .8‬مراعاة تحقيق المزج األمثل من األدوات‬
‫‪ .8‬اختيار أدوات المحفظة من أسواق ال يتوفر فيها االرتباط التام‪ ،‬وذلك لكي يعطي التنويع الفوائد‬
‫المرجوة منه‪ ،‬وبقصد تحقيق هذا الشرط يمكن األخذ بعين االعتبار العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اختالف العمالت‪.‬‬
‫السياسية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬اختالف األنظمة‬
‫‪ -‬اختالف أنظمة سعر الصرف‪.‬‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬اختالف القوانين المنظمة لتحويل العمالت‬
‫‪ -‬اختالف معدالت التضخم‪.‬‬
‫‪ -‬اختالف معدالت الفائدة‪.‬‬
‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪75‬‬
‫المالية‪.‬‬
‫النقدية و ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬اختالف السياسات‬
‫لعل من أهمها‪ :‬األسهم‪،‬‬
‫الدولية اهتماماتهم على أدوات محددة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ويركز المستثمرون في المحافظ‬
‫المستقبلية ‪ ،‬العقود اآلجلة‬
‫ّ‬ ‫المالية بأنواعها مثل‪ :‬الخيارات ‪ ،‬العقود‬
‫السندات وكذلك المشتقات ّ‬
‫والمبادالت(السواب)‪.‬‬
‫أساسية على أهداف العميل(عميل الصندوق االستثماري) والتي‬
‫ّ‬ ‫ويتوقف تنويع هذه األدوات بدرجة‬
‫تحدد عادة في ضوء العوامل التالية‪:‬‬
‫‪ .8‬مستوى العائد الذي يتوقعه‪.‬‬
‫‪ . 8‬درجة المخاطرة التي يقبلها (حساسيته لعنصر المخاطرة)‪.‬‬
‫أسمالية‬
‫سنوية‪ ،‬أم تحقيق مكاسب ر ّ‬
‫‪ .6‬غرضه األساسي‪ :‬أي هل هو تحقيق دخل جاري في شكل عوائد ّ‬
‫تنمي رأسمال محفظته‪ ،‬أم كليهما معا‪.‬‬
‫‪ .5‬موقفه من آجا ل االستثمار‪ :‬أي هل يفضل االستثمار قصير األجل أم متوسط األجل وذلك مراعاة منه‬
‫لعنصر السيولة‪.‬‬

‫الدولية‬
‫ّ‬ ‫‪ 3- 0- 8‬معدل العائد على االستثمار في المحافظ‬
‫الدولية بأساليب أكثر تعقيداً من تلك‬
‫ّ‬ ‫يتم قياس معدل العائد على االستثمار المحقق من المحافظ‬
‫معدل العائد‬
‫ألن قياس ّ‬‫المحلية‪ ،‬ذلك ّ‬
‫ّ‬ ‫المتبعة في قياس معدل العائد على االستثمار المحقق من المحافظ‬
‫الدولية يتطلب أن يؤخذ باالعتبار عنصران أساسيان يمكن إهمالهما في قياس معدل العائد‬
‫ّ‬ ‫في المحافظ‬
‫المحلية‪ .‬وهذان العامالن هما‪:‬‬
‫ّ‬ ‫في المحافظ‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .8‬أسعار صرف العمالت‬
‫األجنبية المستثمر فيها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .8‬معدالت التضخم في البلدان‬
‫األجنبية على معدل العائد المحقق من المحافظ الدولية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ويتوقف تأثير تقلب أسعار صرف العمالت‬
‫األجنبية ألصول المحفظة من جهة‪ ،‬وكذلك على سّلة‬
‫ّ‬ ‫األجنبية في القيمة‬
‫ّ‬ ‫على الوزن النسبي للعمالت‬
‫األجنبية من جهة أخرى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العمالت التي يرتبط بها سعر صرف العملة‬
‫األجنبية على المحافظ الدولية‪ ،‬فتتوقف على مدى‬
‫ّ‬ ‫وفيما يخص آثار معدالت التضخم في البلدان‬
‫انعكاسها على أسعار صرف عمالت تلك البلدان‪ .‬فإذا انعكست عليها‪ ،‬وهذا هو االحتمال الغالب‪ ،‬ال ّبد‬
‫هنا من تعديل معدل العائد الحقيقي على االستثمار‪ّ .‬أما إذا لم ينعكس ارتفاع معدل التضخم في البلد‬
‫األجنبي على سعر عملته وهذا أمر مستبعد‪ ،‬ففي هذه الحالة ال حاجة لتعديل معدل العائد‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪76‬‬


‫التنبؤ بمخاطرة المحفظة االستثمارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫خط تخصيص رأس المال وخط سوق رأس المال‬ ‫المبحث األول‬
‫خط السمة وخط سوق الورقة المالية‬ ‫المبحث الثاني‬
‫بيتا ‪ -‬مقياس للمخاطر المنتظمة‬ ‫المبحث الثالث‬
‫نموذج تسعير األصول الرأسمالية‬ ‫المبحث الرابع‬
‫نموذج السوق (نموذج العامل الواحد)‬ ‫المبحث الخامس‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪77‬‬


‫المبحث األول‬
‫خط تخصيص رأس المال وخط سوق رأس المال‬
‫‪CAL & CML‬‬

‫‪ 0- 0- 7‬خط تخصيص رأس المال ‪CAL‬‬


‫عندما تتحسن األوضاع االقتصادية‪ ،‬فإن عوائد معظم األوراق تتجه نحو الزيادة‪ ،‬بينما تتجه هذه‬
‫العوائد نحو االنخفاض مع التدهور في الوضع االقتصادي‪ .‬ولتخفيض المخاطرة الكلية‪ ،‬من األفضل‬
‫إضافة أصول مرتبطة سلبيا إلى المحفظة‪ ،‬أو أن ارتباطها االيجابي ضعيف‪ .‬وبإضافة األصول المرتبطة‬
‫سلبيا‪ ،‬فإن التقلب الكلي للعوائد‪ ،‬أو المخاطرة‪ ،‬يمكن تخفيضه‪.‬‬
‫يمكن أن يؤدي الجمع بين األ صول الخالية من المخاطر واألصول الخطرة‪ ،‬إلى مبادلة أفضل‬
‫للمخاطرة بالعائد‪ ،‬من االستثمار في أصل خطر فقط‪ ،‬ويسمى هذا المزيج "خط تخصيص رأس المال"‬
‫‪ .CAL‬إن تطبيق منحنيات سواء المستثمر على خط تخصيص رأس المال يقودنا إلى محفظة المستثمر‬
‫المثلى‪ .‬يستخدم خط تخصيص رأس المال ‪ ،CAL‬من أجل تبسيط اختيار المحفظة المثلى‪.‬‬

‫الشكل رقم(‪.)0- 0- 0- 7‬خط تخصيص رأس المال ‪CAL‬‬


‫)‪E(Rp‬‬

‫منحنى السواء‬ ‫‪CAL8‬‬


‫‪CAL 8‬‬
‫‪CAL 6‬‬

‫‪Rf‬‬

‫‪σp‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪78‬‬


‫‪ 6- 0- 7‬خط سوق رأس المال‬
‫)‪Capital Market Line (CML‬‬
‫إن خط سوق رأس المال عبارة عن حالة خاصة لخط تخصيص رأس المال‪ ،‬حيث المحفظة الخطرة‬
‫هي محفظة السوق‪ .‬ومن الناحية البيانية‪ ،‬فإن محفظة السوق هي النقطة التي تقع على حد ماركوفيتز‬
‫الفعال‪ ،‬حيث الخط من األصول الخالية من المخاطرة مماس لحد ماركوفيتز الفعال‪ .‬والنقطة التي يكون‬
‫عندها خط سوق رأس المال‪ CML‬مماسا للحد الفعال هي المزيج األمثل من األصول الخط ةر والخالية‬
‫المخاطر‪.‬‬
‫إذا‪ ،‬يسمى الخط المستقيم‪ ،‬المماس امنحانى الحد الفاعال (منحنى المحافظ الكفؤة)‪ ،‬الذي يمثل العالقة‬
‫الطردية بين العائد المتوقع والمخاطرة‪ ،‬للمحافظ الكفاؤة بخط سوق رأس المال‪ .،‬ويتيح خط سوق رأس‬
‫المال لمدير المحفظة إمكانية المزج األمثل ألسهمه وأصوله المشتملة على المخاطر والخالية من‬
‫المخاطر‪.‬‬
‫يحاول المستثمر الذي يتجنب المخاطر أن يختار المحفظة التي تناسب أولوياته واحتياجاته من‬
‫ضمن المحافظ الواقعة على خط سوق رأس المال‪ .‬فإذا اختار المستثمر المحفظة التي تقع على النقطة‬
‫‪ Rf‬فهذا يعني أنه يفضل االستثمار في أدوات عوائدها قليلة لكنها خالية من المخاطر‪.‬أما إذا اختار‬
‫المستثمر المحفظة التي تقع على النقطة ‪ g‬فان هذه المحفظة والتي تتكون من أصول خطرة وأصول غير‬
‫خطرة ستحقق له العائد ‪ Rg‬وستكون مخاطرتها ‪ .  g‬وفي حال اختيا هر للمحفظة التي تقع على النقطة ‪m‬‬
‫فان هذه المحفظة تعطي أفضل مبادلة بين العائد والمخاطرة ومن المتوقع أن يتولد عنها العائد (‪E(Rm‬‬
‫وهو معدل أعلى من عائد المحفظة ‪ f‬لكن مخاطرتها أعلى وهي ‪.  m‬‬
‫الشكل رقم(‪ .)0- 8- 0- 3‬خط سوق رأس المال‬
‫خط سوق رأس المال ‪CML‬‬

‫العائد المتوقع‬ ‫‪h‬‬

‫)‪E(Rm‬‬ ‫‪m‬‬

‫‪Rg‬‬
‫‪g‬‬

‫‪Rf‬‬

‫‪σ‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪79‬‬


‫وقد يقوم المستثمر باالقتراض واستثمار أمواله المقترضة في محفظة عند النقطة ‪ h‬مثال حيث من‬
‫المنتظر أن تعطيه هذه المحفظة عائدا أكبر ولكن عليه أن يتحمل مخاطر أكبر‪.‬‬
‫إن معادلة ‪ CML‬هي في شكل خط‪:‬‬
‫‪y = a + bx‬‬
‫وميل الخط‪:‬‬
‫𝑅‬ ‫𝑅‬
‫‪⁄‬‬

‫إن ميل الخط موجب‪ ،‬على اعتبار أن عائد السوق أكبر من العائد الخالي من المخاطرة‪ .‬وعندما‬
‫نخصص مبالغ أكبر لألصول الخطرة‪ ،‬أي نتحرك نحو األعلى على طول الخط‪ ،‬تزداد المخاطرة ويزداد‬
‫العائد المتوقع‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪80‬‬


‫المبحث الثاني‬
‫خط السمة وخط سوق الورقة المالية‬

‫‪ 0- 6- 7‬خط السمة‬
‫يمكن في الواقع العملي‪ ،‬حساب ميل خط االنحدار‪ ،‬بين معدالت العائد الدورية (عادة سنوية‪ ،‬ربعية‬
‫أو شهرية) على محفظة السوق (مقاسة بمؤشر السوق) ومعدالت العائد الدورية لورقة مالية ‪ J‬على‬
‫الشكل التالي‪:‬‬

‫عبارة عن ثابت محدد‬ ‫تمثل معدل العائد النسبي الدوري عن فت ةر االحتفاظ بالورقة ‪J‬؛ و‬ ‫حيث‪:‬‬
‫تمثل معدل العائد النسبي الدوري‬ ‫هي بيتا التاريخية المحسوبة للورقة المالية ‪J‬؛ أما‬ ‫باالنحدار؛‬
‫تمثل الخطأ العشوائي‪.‬‬ ‫عن فترة االحتفاظ لمؤشر السوق و‬
‫تصف هذه المعادلة‪ ،‬الخط المسمى بخط السمة للورقة المالية ‪ .J‬إن ميل هذا الخط يمكن الوصول‬
‫اليه بطريقة المربعات الصغرى في تحليل االنحدار‪ .‬إن االنحدار الخطي البسيط‪ ،‬عبارة عن خط مستقيم‬
‫يمر بمجموعة من النقاط‪ ،‬بطريقة تجعل مجموع مربع النقاط المتبقية من النموذج (أي المسافة الرأسية‬
‫بين النقطة المتبقية والخط) أقل ما يمكن‪ .‬يشير هذا الى حقيقة‪ ،‬أن ميل الخط يساوي العالقة بين ‪ y‬و ‪x‬‬
‫مصححة بنسبة االنحرافات المعيارية لهذه المتغيرات‪.‬‬
‫الشكل رقم(‪ .)0- 0- 6- 7‬خط السمة‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪81‬‬


‫فإذا كان لدينا عدد ‪ n‬من العوائد(النقاط) يمكننا أن نكتب‪:‬‬
‫}‪{(Xi,Yi),i=1,2,.....n‬‬
‫وبالتالي فالدالة التي تصف ‪Y‬و‪ X‬هي‪:‬‬
‫‪yi = α + β xi + εi‬‬
‫والهدف هو ايجاد معادلة الخط المستقيم‬
‫‪y=α+βx‬‬
‫التي تعطي أفضل تمثيل للنقاط‪ ،‬أي الخط الذي يقلل مجموع مربعات المتبقيات لنموذج االنحدار الخطي‪.‬‬
‫إذا‪ ،‬طريقة المربعات الصغرى‪ ،‬هي طريقة تطبيق خط مستقيم على مجموعة من النقاط بحيث يكون‬
‫أصغر ما يمكن‪.‬‬ ‫̅‬ ‫مجموع مربعات األخطاء‪ ،‬أي‪:‬‬
‫̅̅‬
‫̅‬
‫تمثل ‪ β‬ميل خط السمة(خط أفضل تمثيل)‪ ،‬ومما سبق يمكن كتابة الصيغة التالية‪:‬‬
‫=‬

‫̅‬ ‫̅‬
‫حيث يمثل البسط‪ ،‬التباين المشترك لعوائد األصل مع عوائد محفظة السوق‪ ،‬وفي المقام تباين عوائد‬
‫محفظة السوق‪ .‬وتتوقف قيمة بيتا على الفت ةر التي جمعت عنها العوائد‪ ،‬وعدد هذه العوائد الداخلة في‬
‫تحليل االنحدار‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬فإن بيتا الناتجة عن حساب العوائد الشهرية‪ ،‬هي غير بيتا الناتجة عن‬
‫حساب عوائد يومية‪.‬‬
‫عندما تكون بيتا ‪ ،8.6‬فإن زيادة ‪(%8‬أو هبوط ‪ )%8‬في عوائد السوق‪ ،‬يشير إلى أن العوائد‬
‫ا لمنتظمة للورقة المفردة يجب أن تزيد(أو تهبط) بمقدار ‪ .%8‬وفي حال كانت بيتا أكبر من ‪ ،8.6‬كأن‬
‫تكون على سبيل المثال (‪ ، ) 5.6‬تشير إلى أن للورقة مخاطرة أعلى من المتوسط ‪ .‬في هذه الحالة‪،‬‬
‫عندما تزيد عوائد السوق (أو تهبط) بمقدار ‪ ،%8‬يتوقع لعوائد الورقة أن تزيد (أو تاهبط) ‪ .%5‬كما أن‬
‫بيتا أقل من ‪ ،8.6‬كأن تكون على سبيل المثال ( ‪ ، )6.2‬تشير إلى أن للورقة مخاطرة منتظمة أقل من‬
‫المتوسط ‪ .‬في هذه الحالة‪ ،‬عندما تزيد عوائد السوق (أو تهبط) بمقدار ‪ ،%8‬تفرض زيادة (أو هبوط)‬
‫‪ %6.2‬لعوائد الورقة المنتظمة‪.‬‬

‫‪ 8- 8- 3‬خط سوق الورقة المالية )‪Securities Market Line(SML‬‬


‫يتيح خط سوق الورقة المالية لمدير المحفظة حساب العالقة بين العوائد المتوقعة والمخاطر المتوقعة‬
‫للمحافظ االستثمارية سواء كانت كفؤة أو غير كفؤة‪ .‬وتجدر اإلشارة هنا الى أن المخاطر المقصودة هنا‬
‫ليست جميع المخاطر وانما المخاطر المنتظمة التي يمكن قياسها عن طريق معامل بيتا‪ .‬ولحساب العائد‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪82‬‬


‫المتوقع على استثمار محفظة معينة سواء كانت هذه المحفظة من المحافظ الكفؤة أو غير الكفؤة فإننا‬
‫نطبق المعادلة التالية‪:‬‬
‫العائد المتوقع على استثمار المحفظة= معدل العائد على االستثمار الخالي من المخاطر‪ +‬بيتا (العائد‬
‫على محفظة السوق – معدل العائد الخالي من المخاطر)‬

‫تمرين رقم(‪.)1-2- 2- 3‬‬


‫لدينا محفظتان ‪ B ،A‬معامل بيتا لكل منهما ‪ 1331‬و ‪ 13.1‬على التوالي وبافتراض أن معدل العائد‬
‫على االستثمار الخالي من المخاطر هو ‪ ،%5‬ومعدل العائد على محفظة السوق ‪ .%11‬المطلوب‪:‬‬
‫حساب ا لعائد المتوقع على كل من المحفظتين ‪.B ،A‬‬
‫الحل‪ :‬إليجاد العائد المتوقع على كل من المحفظتين أ‪ ،‬ب نطبق معادلة خط سوق الورقة المالية‪.‬‬
‫العائد المتوقع على المحفظة (‪.% 1135 =)%5- %11( 1331 + %5 = )A‬‬
‫العائد المتوقع على المحفظة (‪.%535=)%5- %11 (%. + %5 = )B‬‬
‫ويم كننا تمثيل النتائج التي توصلنا إليها في التمرين العملي‪ ،‬بيانيا كما في الشكل التالي‪:‬‬
‫خط سوق الورقة المالية‬
‫العائد المتوقع‬

‫‪Rh‬‬

‫المحفظة ‪A‬‬
‫محفظة السوق‬
‫‪Rm‬‬

‫‪Rg‬‬
‫المحفظة ‪B‬‬

‫‪Rf‬‬

‫‪β‬‬

‫إن التمثيل البياني لعالقة المخاطر المنتظمة بالعائد المتوقع تسمى خط سوق الورقة المالية ‪.SML‬‬
‫إن خط سوق الورقة المالية ‪ SML‬في الحقيقة عبارة عن خط مستقيم‪ ،‬يعكس العائد المطلوب في السوق‬
‫عند كل مستوى من المخاطر غير القابلة للتنويع(بيتا)‪.‬‬
‫يقطع خط سوق الورقة المالية ‪ SML‬المحور الرأسي للداللة على أن اية ورقة بعالوة مخاطرة‪،‬‬
‫تساوي الصفر‪ ،‬يجب أن تحصل على عائد مساو للعائد الخالي من المخاطرة‪.‬‬
‫(‬ ‫̅‬ ‫) ̅‬
‫̅ (‬ ‫أو ببساطة ) ̅‬ ‫‪⁄‬‬ ‫عند القياس بين بيتا تساوي الصفر والواحد يكون‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪83‬‬


‫ألن ‪ Rf‬هو معدل العائد على األصل عديم المخاطرة‪ ،‬فإن بيتا الخاصة باألصل العديم المخاطرة‪،bRf ،‬‬
‫ستساوي الصفر‪ .‬إن بيتا تساوي الصفر على األصل عديم المخاطرة التعكس فقط غياب المخاطرة‪ ،‬بل‬
‫أن عائد األصل اليتأثر بحركة عائد السوق‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪84‬‬


‫المبحث الثالث‬
‫بيتا ‪ -‬مقياس للمخاطر المنتظمة‬
‫( ‪Beta Coefficient ) ‬‬

‫‪ 0- 3- 3‬معامل بيتا‬
‫يعتبر معامل بيتا من أهم المؤشرات المستخدمة للتنبؤ بالمخاط ةر السوقية للمحفظة‪ .‬وكان أول من‬
‫طوره هو شارب ‪.Sharp‬‬
‫يقيس معامل بيتا المخاطر المنتظمة المتعلقة باسهم شركة معينة بالنسبة إلى مخاطر السوق‪.‬‬
‫ويمكن إيجاد معامل بيتا من خالل معلومات تاريخية سابقة عن معدالت العائد ألسهم شركة معينة أو‬
‫محفظة معينة وكذلك معلومات عن معدالت العائد ألسهم السوق عن الفترة نفسها‪.‬‬
‫فإذا فرضنا أن معامل بيتا لسهم شركة معينة كان (‪ ،)8‬فهذا يعني أنه من المتوقع أن يكون معدل‬
‫تغير عوائد ذلك السهم ضعفي معدل تغير عوائد أسهم السوق‪ ،‬أي أنه إذا تغيرت عوائد أسهم السوق‬
‫بالزيادة أو بالنقصان بنسبة ‪ %51‬فإن التغير في عوائد ذلك السهم سوف يكون ‪ %21‬وهكذا‪.‬‬
‫والستخراج معامل بيتا نطبق المعادلة التالية‪:‬‬
‫̅̅‬
‫̅‬
‫أي‪:‬‬
‫=‬

‫أو على الشكل التالي‪:‬‬


‫‪ ‬معامل بيتا=‬
‫(العائد على االستثمار من المحفظة×العائد على االستثمار من محفظة‬ ‫عدد السنوات×‬
‫العائد على االستثمار من المحفظة× العائد على االستثمار من محفظة‬ ‫السوق) ‪( -‬‬
‫(العائد على االستثمار من محفظة السوق)‪ ( – 5‬العائد على‬ ‫السوق)‪ /‬عدد السنوات×‬
‫‪5‬‬
‫االستثمار من محفظة السوق)‬

‫تمرين رقم(‪.)1-1- 3- 3‬‬


‫لدينا البيانات التالية المتعلقة بالعائد على االستثمار لسهم شركة معينة‪ ،‬وكذلك العائد على االستثمار‬
‫ألسهم السوق عن خمس سنوات‪ ،‬والمطلوب إيجاد معامل بيتا‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪85‬‬


‫الحل‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫(‪)8‬‬ ‫(‪)8(×)0‬‬ ‫(‪)8‬‬ ‫(‪)0‬‬
‫العائد على السهم العائد على سهم السوق‬
‫‪131163‬‬ ‫‪1311163‬‬ ‫‪1313‬‬ ‫‪1313‬‬
‫‪131135‬‬ ‫‪131123‬‬ ‫‪1312‬‬ ‫‪1388‬‬
‫‪131855‬‬ ‫‪131123‬‬ ‫‪1388‬‬ ‫‪1312‬‬
‫‪131353‬‬ ‫‪131263‬‬ ‫‪1383‬‬ ‫‪1363‬‬
‫‪131183‬‬ ‫‪131168‬‬ ‫‪1315‬‬ ‫‪1312‬‬
‫‪131263‬‬ ‫‪138823‬‬ ‫‪1343‬‬ ‫‪1351‬‬
‫معامل بيتا = (‪.1333 = 2)1350 (-)131.30×5(/)1350×13.1 (-)1311.0×5‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪86‬‬


‫المبحث الرابع‬
‫نموذج تسعير األصول الرأسمالية (‪)CAPM‬‬
‫ونظرية المراجحة(‪)APT‬‬

‫‪ 0- 1- 7‬نموذج تسعير األصول الرأسمالية‬


‫تؤثر المخاطرة الكلية على إمكانات االستثمار‪ ،‬واألهم أنها تؤثر على الثروة الشخصية للمستثمر‪.‬‬
‫تسمى ال نظرية األساسية التي تربط العائد‪ ،‬على كل األصول‪ ،‬بالمخاطرة معا‪" ،‬نموذج تسعير‬
‫األصول الرأسمالية" ‪.CAPM‬‬
‫إذا‪ ،‬يربط نموذج التسعير بين المخاطر المنتظمة والعائد على كل األصول‪.‬‬
‫ينطلق نموذج تسعير األصول الرأسمالية‪ ،‬كما بيننا سابقا عند الحديث عن المحفظة المثلى‪ ،‬من نقطة‬
‫أنه توجد فعالً بعض أدوات االستاثمار خالاية من المخااطر ‪ ،Risk-Free Instruments‬من أبرزها مثالً‬
‫أذونات الخزانة‪ ،‬والسندات الحكومية قصي ةر األجل وغيرها‪ .‬وعبر تضمين المحفظة بمثل هذه األدوات‪،‬‬
‫نشكل توليفة من االمكانات االستثمارية ستسمح لنا بالوصول إلى منحنيات سواء أعلى‪.‬‬
‫فإننا ّ‬
‫لقد بني نموذج التسعير النظري‪ ،‬على افتراضات بخصوص أسواق األوراق المالية ومواقف‬
‫المستثمرين‪ ،‬من مثل أنه اليوجد أية مدفوعات سمسرة على عمليات بيع وشراء األوراق المالية‪ ،‬وأن‬
‫المستثمريفضل الورقة بعائد أعلى عند مستوى محدد من المخاطرة‪ ،‬أو أدنى مخاطرة عند مستوى محدد‬
‫من العائد‪.‬‬
‫وبالرغم من التناقض بخصوص موثوقية نموذج تسعير األصول الرأسمالية‪ ،‬فإن النموذج قد استخدم‬
‫بشكل واسع‪ ،‬عمليا ونظريا‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪87‬‬


‫‪ 6- 1- 7‬نظرية المراجحة ‪APT‬‬
‫القى نموذج تسعير األصول الرأسمالية اعترافا واسعا‪ ،‬ولكن نظرية أوسع منه هي نظرية المراجحة‬
‫(‪ ،)APT‬قد حظيت باهتمام كبير في األدبيات المالية‪.‬‬
‫توضح بشكل أفضل بعدد‬
‫تقترح نظرية المراجحة أن عالوة المخاطرة على األوراق المالية يمكن أن ّ‬
‫من العوامل التي هي في أساس مفهوم عائد السوق‪ ،‬المستخدم في نموذج تسعير األصول الرأسمالية‪.‬‬
‫وبال نتيجة يمكن اعتبار نموذج التسعير كما لو أنه قد اشتق من نظرية المراجحة‬

‫‪ 0- 6- 1- 7‬مشكالت نظرية المراجحة‬


‫بالرغم من أن اختبار نظرية المراجحة يؤكد على أهمية عائد السوق‪ ،‬فإنها‪ ،‬أي نظرية المراجحة‪ ،‬قد‬
‫فشلت في تحديد عوامل الخطر األخرى بوضوح‪ .‬وبسبب من هذا الفشل واالفتقار إلى القبول واالستخدام‬
‫العملي لنظرية المراجحة‪ ،‬فإنه غالبا ما يتم التركيز على نموذج تسعير األصول‪.‬‬
‫تتمثل المشكلة الرئيسية في نظرية المراجحة‪ ،‬في عدم تحديد العوامل االقتصادية التي تؤثر على‬
‫األوراق المالية‪ .‬ففي حين أن نظرية تسعير األصول الرأسمالية تحدد محفظة السوق على أنها العامل‬
‫الرئيسي الذي يؤثر على العائد على األوراق المالية‪ ،‬فإن نظرية المراجحة تقترب من الواقع أكثر بالحديث‬
‫عن عوامل اقتصادية عامة وعوامل أخرى خاصة بالمنشأة دون تحديد هذه العوامل‪ ،‬ولذلك فإن األبحاث‬
‫التي أجريت تتفاوت في تحديد عدد العوامل أو ماهيتها‪.‬‬
‫وكما هو الحال في نظرية تسعير األصول الرأسمالية‪ ،‬فإن نظرية المراجحة تفترض عدم وجود تأثير‬
‫للمخاطر الخاصة على العائد‪ ،‬حيث أن تأثير هذه المخاطر يمكن التخلص منه عن طريق التنويع‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪88‬‬


‫المبحث الخامس‬
‫نموذج السوق (نموذج العامل الواحد)‬

‫يمكن ال تعبير عن معدالت العائد كدالة خطية لعدد محدود من العوامل‪ .‬والنموذج األبسط هو نموذج‬
‫العامل الواحد‪:‬‬
‫‪j=1,2,….,n‬‬
‫‪ ،‬معلمات و‬ ‫‪،‬‬ ‫معدل العائد على األصل أو المحفظة ‪ F1 ،j‬تمثل قيمة العامل ‪،‬‬ ‫حيث‪:‬‬
‫الخطأ العشوائي‪.‬‬
‫يؤكد النموذج وجود عالقة خطية بين العامل ومعدل العائد على كل أصل‪ ،‬ومع وجود مصطلح‬
‫الخطأ العشوائي ‪ ،‬فإن نموذج العامل تقريبي‪.‬‬
‫يكون الخطأ العشوائي مطابقا للصفر في نموذج العامل الدقيق‪ ،‬وال تعتبر نماذج العوامل الدقيقة جدا‪،‬‬
‫معقولة في الممارسة العملية‪ .‬وما لم ينص صراحة على العكس‪ ،‬يفهم من "نماذج العوامل" أنها تقريبية‪،‬‬
‫بمعنى أن التطابق الصفر‪ .‬يوضح الشكل رقم(‪ )8- 8- 2- 7‬نموذج العامل الواحد‪.‬‬
‫إذا تم تحديد جميع عوائد األصول وفقا لنموذج العامل‪ ،‬فإن الغياب التقريبي لفرص المراجحة‪ ،‬يفرض‬
‫وجود رابط بين معدال ت العائد‪ ،‬هذا هو جوهر نظرية المراجحة ‪.APT‬‬
‫‪ ،‬في نموذج العامل)‪.‬‬ ‫(إن غياب فرص المراجحة‪ ،‬بالمعنى الدقيق‪ ،‬تقريبي نظ ار لوجود الخطأالعشوائي‬

‫الشكل رقم(‪ .)0- 0- 5- 7‬نموذج العامل الواحد‬

‫في نموذج العامل الواحد‪ ،‬يفترض أن معدل العائد على كل أصل‪ ،‬هو دالة خطية لقيمة العامل ‪.F1‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪89‬‬


‫إدارة المحافظ االستثمارية وقرار االستثمار‬ ‫الفصل الرابع‬
‫السياسات المتبعة في إدارة المحافظ االستثمارية‬ ‫المبحث األول‬
‫تصنيف وقياس أداء مدراء المحافظ االستثمارية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫تقييم أداء مدراء المحافظ االستثمارية‬ ‫المبحث الثالث‬

‫أنواع ومقومات قرار االستثمار األساسية‬ ‫المبحث الرابع‬

‫المبحث الخامس أسس اتخاذ قرار االستثمار واالستراتيجية المالئمة‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪90‬‬


‫المبحث األول‬
‫السياسات المتبعة‬
‫في إدارة المحافظ االستثمارية‬

‫‪ .I‬السياسة المخاطرة أو الهجومية‬


‫‪Aggressive Policy‬‬
‫يتبناها مدراء المحافظ المضاربون ممن يفضلون عنصر المخاطرة ويركزون هدفهم على تحقيق‬
‫األرباح من التقلبات الحاصلة في أسعار أدوات االستثمار التي تتشكل منها المحفظة‪ .‬والنموذج الشائع‬
‫من المحافظ االستثمارية المثلى المالئمة لهذا النوع من السياسات هو مايعرف بمحفظة رأس المال‬
‫‪ Capital Portfolio‬أو المحفظة التي يكون هدف مديرها هو جني العائد عن طريق النمو الحاصل في‬
‫قيم األصول ‪ ، Appreciation‬وليس عن طريق توزيعات األرباح‪ .‬مثل هذه المحفظة تنبني أساسا على‬
‫األسهم العادية بنسبة تتراوح بين ‪ %21- 21‬من رأسمالها‪ .‬ويتبنى مدراء المحافظ هذه السياسة في‬
‫األوقات التي تظهر فيها مؤشرات ازدهار اقتصادي محتمل مما يجعلهم يقبلون على شراء أسهم متدنية‬
‫السعر لشركات الزالت في بداية نموها بانتظار ارتفاع أسهمها في فترات الحقة‪.‬‬

‫‪ .II‬السياسة المتحفظة أو الدفاعية‬


‫‪Defensive-policy‬‬
‫يتبناها المدراء المتحفظون جدا تجاه عنصر المخاطرة‪ ،‬فاألولوية بالنسبة لهم هو عنصر األمان‬
‫على حساب العائد وتركيزهم يكون على أدوات االستثمار ذات الدخل الثابت‪ .‬ويطلق على هذا النوع من‬
‫المحافظ‪ ،‬محفظة الدخل ‪ Income Portfolio‬وتتكون قاعدتها األساسية من السندات الحكومية والسندات‬
‫المضمونة طويلة األجل واألسهم الممتازة والعقارات وبنسب تتراوح من ‪ %21- 31‬من رأسمال المحفظة‪.‬‬
‫ومي ةز هذا النوع من المحافظ أنها توفر للمستثمر دخال ثابتا ومستم ار لمدة طويلة من الزمن كما توفر له‬
‫هامشا مرتفعا من األمان على رأس المال المستثمر‪.‬‬

‫‪ .I‬السياسة المتوازنة‬
‫‪Aggressive-Defensive Policy‬‬
‫تعتبر سياسة وسطا بين الهجومية والمتحفظة‪ ،‬ويتبناها غالبية مدراء المحافظ الذين يراعون تحقيق‬
‫استقرار نسبي في محافظهم يؤمن لهم جني عوائد معقولة‪ ،‬بقبول مستويات معقولة من المخاطرة بإتباع‬
‫مايعرف بقاعدة الرجل الحريص‪ .The Prudent Man Rule‬وبذلك يوزعون رأسمال المحفظة على‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪91‬‬


‫أدوات استثمارية منوعة بطريقة تحقق للمحفظة حدا أدنى من الدخل الثابت مع ترك فرصة مفتوحة لجني‬
‫أرباح رأسمالية متى توفرت الفرصة المناسبة لذلك‪.‬‬
‫وتتكون تشكيلة المحفظة المتوازنة من أدوات االستثمار قصيرة األجل التي تتمتع بدرجة عالية من‬
‫السيولة كأذونات الخزانة وشهادات اإليداع إلى جانب أدوات استثمار طويلة األجل كالسندات العقارية‬
‫والعقارات بشكل يتيح لمدير المحفظة إتباع سياسة مرنة في إحالل أصولها تبعا لتقلب أسعار أدوات‬
‫االستثمار من جهة وأسعار الفائدة من جهة أخرى‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪92‬‬


‫المبحث الثاني‬
‫تصنيف وقياس‬
‫أداء مدراء المحافظ االستثمارية‬

‫‪ 0- 8- 4‬تصنيف أداء مدير المحفظة‬


‫يتم تصنيف أداء مدير المحفظة بشكل عام ضمن واحد من المستويات الثالثة التالية‪:‬‬
‫‪ .c‬أداء جيد‬
‫‪ .d‬أداء مقبول‬
‫‪ .e‬أداء غير مقبول‪.‬‬
‫ويتم ذلك باالسترشاد بعالقة العائد والمخاطرة واستخدام خط السوق( الممثل لمتوسط العالقة بين العائد‬
‫والمخاطرة) كمعيار لهذا التصنيف‪.‬‬

‫‪ 8- 8- 4‬أسس قياس أداء مدير المحفظة االستثمارية‬


‫لتقييم أداء مدير المحفظة االستثمارية البد من مراعاة المبادىء التالية‪:‬‬
‫‪ - 8‬يجب أن يتم قياس قيمة صافي أصول المحفظة‪ ،‬على أساس القيمة السوقية أو العادلة لألصول‬
‫وليس على أساس تكلفتها‪.‬‬
‫‪ - 8‬أن تتم مقارنة األداء الفعلي المتوقع من هذه االستثمارات وفق آلية السوق المالي‪ ،‬بعد أخذ‬
‫حساسية أصول المحفظة ممثلة بعامل بيتا للمحفظة‪ ،‬باالعتبار‪.‬‬
‫‪ - 6‬يجب أن يكون العائد على االستثمار المعتمد أساسا لتقييم أداء إدارة المحفظة‪ ،‬هو عائدها‬
‫اإلجمالي والذي يشمل دخل أو إيراد االستثمارات التي تشملها المحفظة‪ ،‬مضافا إليها المكاسب‬
‫أو الخسائر الرأسمالية المحققة وغير المحققة والتي تنشأ عادة بفعل تقلب القيمة السوقية لهذه‬
‫االستثمارات‪.‬‬
‫‪ - 5‬يجب حساب العائد على االستثمار بعد ترجيحه بالبعد الزمني للتدفقات النقدية المتوقعة من‬
‫االستثمارات‪ ،‬وهذا يعني وجوب حساب القيمة المخصومة ‪ Discounted Value‬لهذه التدفقات‬
‫وذلك بمراعاة توقيت حدوثها‪.‬‬
‫‪ - 4‬يجب أن تتم عملية التقييم أو القياس في إطار عنصري العائد والمخاطرة معا‪.‬‬
‫‪ - 3‬كلما طالت الفت ةر الزمنية التي تنقضي بين عملية التقييم والتي تليها‪ ،‬كلما زادت النتائج دقة‬
‫وموضوعية ولكن كونها أطول من الالزم يقلل من الفوائد المحققة من عملية التقييم كأداة من‬
‫أدوات المتابعة والرقابة‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪93‬‬


‫‪ - 5‬من المفيد أن تتم مقارنة أداء المحفظة االستثمارية بأداء السوق المالي ككل مقاسا بأحد األرقام‬
‫القياسية أو المؤشرات المالية المتعارف عليها مثل‪:‬‬
‫‪ .i‬مؤشر داو جونز الصناعي والذي يضم ‪ 61‬سهما‪.‬‬
‫‪ .ii‬مؤشر ستاندرد اند بورز والذي يضم ‪ 411‬سهما من الشركات الكبي ةر في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫‪ .iii‬ومؤشرات أخرى مثل ن يكي في طوكيو ومؤشر الفاينانشال تايمز في لندن‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪94‬‬


‫المبحث الثالث‬
‫تقييم أداء مدراء المحافظ االستثمارية‬

‫‪ 0- 3- 4‬التقييم على أساس العائد‬


‫تعتبر عملية تقييم أداء مدراء المحافظ االستثمارية من األساليب الرقابية التي تؤدي الى تحسين األداء‬
‫وهي عملية مستمرة وال تقتصر على فترة محددة‪ .‬وهذا التقييم ينبع من حق المستثمر في ضرورة معرفته‬
‫ألداء مدير محفظته وفيما إذا كان مدير المحفظة قد حقق األهداف األساسية للمحفظة‪.‬‬
‫ويمكن تقييم أداء مدير المحفظة عندما يكون االستثمار لفترة واحدة كما يلي‪:‬‬
‫العائد على االستثمار في المحفظة = التوزيعات النقدية ‪ +‬األرباح الرأسمالية ‪ (+‬القيمة السوقية للمحفظة‬
‫في نهاية الفت ةر – القيمة السوقية للمحفظة في بداية الفت ةر ) ‪ /‬القيمة السوقية للمحفظة في بداية الفترة‬
‫تمرين رقم(‪)1-1- 3- 4‬‬
‫بافتراض أن القيمة السوقية في بداية الشهر لألسهم التي تتضمنها محفظة ما كانت ‪ 011111‬لي ةر‬
‫وأصبحت قيمتها السوقية في نهاية نفس الشهر ‪ 021111‬ليرة وأنه قد تم استالم ‪ 0111‬لي ةر كتوزيعات‬
‫نقدية خالل الشهر باإلضافة الى ‪ 10111‬لي ةر حققتها المحفظة من خالل شراء وبيع بعض األسهم خالل‬
‫الشهر المذكور‪ .‬فما هو العائد على االستثمار خالل تلك الفترة؟‬
‫الحل‪:‬‬
‫العائد على المحفظة = ‪%11 =011111 /) 011111 – 021111 (+ 10111 + 0111‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا الى أنه تم حساب العائد على االستثمار في المثال السابق بافتراض أن المستثمر لم‬
‫يقم بإضافة أو سحب أي مبلغ الى المحفظة خالل الفترة‪.‬‬
‫لنفترض اآلن أن المستثمر قام خالل الشهر بإضافة مبلغ ‪ 11111‬لي ةر الى محفظته ‪ ،‬عندها يتغير معدل‬
‫العائد على االستثمار ليصبح‪/} )11111 + 011111 ( –021111{ + 10111 + 0111 :‬‬
‫‪.%.33 =011111‬‬
‫يركز التقييم السابق على عوائد المحفظة دون األخذ بعين االعتبار المخاطر التي تتضمنها تلك‬
‫المحفظة‪ .‬فمن الممك ن أن يحقق مدي ار لمحفظة ما عائدا أكبر من العائد الذي يحققه مدير محفظة أخرى‪،‬‬
‫لكن الفرق بين عوائد المحفظتين ليس كبي ار بما يكفي للتعويض عن زيادة المخاطر في المحفظة األولى‬
‫عن المخاطر في المحفظة الثانية‪ ،‬لذلك كان البد من اللجوء الى مؤشرات أخرى لقياس أداء مدير‬
‫المحفظة‪ ،‬تأخذ باالعتبار المخاطرة‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪95‬‬


‫‪ 8- 3- 4‬مؤشر(مقياس) شارب ‪Sharp Measure‬‬
‫يعتبر من أهم المؤشرات التي تأخذ باالعتبار المخاطرة عند قياس أداء مدير المحفظة‪.‬‬
‫يقيس مؤشر شارب أداء مدير المحفظة مع األخذ باالعتبار للمخاطر الكلية لعوائد المحفظة‪ ،‬ويقاس أداء‬
‫مدير المحفظة وفق النموذج التالي‪:‬‬

‫أو‪:‬‬
‫مقياس األداء = المعدل المرجح لعائد المحفظة بمستوى مخاطرة مرجح ‪ -‬معدل العائد لالستثمار عديم‬
‫المخاطرة ‪ /‬درجة المخاطرة المرجحة للمحفظة االستثمارية‬
‫بعد حساب المؤشر لمحفظة معينة تقارن قيمته مع قيمة المؤشر لمدراء المحافظ األخرى في السوق فإذا‬
‫كانت قيمة المؤشر لمدير المحفظة التي نجري تقييمها أعلى من قيمة مؤشر مدراء المحافظ األخرى في‬
‫السوق‪ ،‬فان ها يعني أن أداء مدير المحفظة أفضل‪ ،‬وكلما ارتفع هذا المقياس كلما كان أداء مدير‬
‫المحفظة أفضل والعكس صحيح‪.‬‬
‫تمرين رقم(‪)1-2- 3- 4‬‬
‫فيما يلي معلومات خاصة بأداء مدراء ثالثة محافظ استثمارية أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج‪ .‬والمطلوب‪ :‬ترتيب مدراء‬
‫المحافظ الثالثة حسب أدائهم وفقا لمؤشر شارب‪.‬‬

‫االنحراف المعياري‬ ‫العائد على االستثمار الخالي من‬ ‫المحفظة العائد على استثمار‬
‫للمحفظة‬ ‫المخاطر‬ ‫المحفظة‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%85‬‬ ‫أ‬
‫‪%81‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%88‬‬ ‫ب‬
‫‪%85‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%88‬‬ ‫ج‬
‫الحل ‪ :‬قيمة المؤشر للمحفظة أ = ‪13.5 = %5 / %5 - %10‬‬
‫قيمة المؤشر للمحفظة ب = ‪1315 = %21 / %5 - %11‬‬
‫قيمة المؤشر للمحفظة ج = ‪1323 = %1. / %5 - %12‬‬
‫يمكننا الحكم عل أداء مدير المحفظة (أ) بأنه أفضل من أداء الجميع حيث حصل على ‪ 13.5‬الئم يليه‬
‫أداء مدير المحفظة ج والذي حصل على ‪ 1323‬ثم يليه في المرتبة الثالثة أداء مدير المحفظة ب حيث‬
‫حصل على ‪.1315‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪96‬‬


‫‪ 3- 3- 4‬مؤشر(مقياس) ترينور ‪Treynor Measure‬‬
‫يقيس هذا المؤشر أداء مدراء المحافظ االستثمارية بعد استبعاد المخاطر غير المنتظمة من مؤشر القياس‬
‫وحسب بالمعادلة التالية‪:‬‬
‫̅̅̅̅‬ ‫̅̅̅̅̅̅‬

‫أو‪:‬‬
‫قيمة المؤشر = العائد على االستثمار في المحفظة ‪ -‬العائد على االستثمار الخالي من المخاطر‪ /‬معامل‬
‫بيتا‪.‬‬
‫نجد إذا أن الفرق بين المقياسين هو في مقام المعادلة‪ ،‬حيث استخدم شارب االنحراف المعياري لقياس‬
‫المخاطر الكية‪ ،‬بينما استبعد ترينور المخاطر غير المنتظمة على أساس أنه يمكن التخلص منها من‬
‫خالل عملية التنويع‪ ،‬مستخدما معامل بيتا لقياس المخاطر المنتظمة‪.‬‬
‫بعدها تتم مقارنة قيمة المؤشر لمدير المحفظة مع قيمة المؤشر لمد ارء المحافظ األخرى‪.‬‬
‫تمرين رقم(‪)1-3-3- 4‬‬
‫فيما يلي معلومات خاصة بأداء ثالث مدراء محافظ استثمارية والمطلوب‪ :‬ترتيب أداء المدراء الثالث‬
‫حسب مؤشر ترينور‪.‬‬

‫معامل بيتا‬ ‫العائد على االستثمار الخالي من‬ ‫المحفظة العائد على استثمار‬
‫للمحفظة‬ ‫المخاطر‬ ‫المحفظة‬
‫‪135‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫أ‬
‫‪.8‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%88‬‬ ‫ب‬
‫‪835‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%84‬‬ ‫ج‬
‫الحل‪:‬‬
‫قيمة المؤشر للمحفظة (أ) ‪13110 =13. × %5- %0 -‬‬
‫قيمة المؤشر للمحفظة(ب)= ‪13150 =131 ÷%5 - %11‬‬
‫قيمة المؤشر للمحفظة(ج)= ‪131.1 =130 ÷%5 - %15‬‬
‫تشير النتائج أعاله إلى أن أداء مدير المحفظة(ج) كان األداء األفضل حيث حصل على ‪ 131.1‬ثم يليه‬
‫أداء مدير المحفظة(ب) والذي حصل على ‪ 1315‬ويأتي في المرتبة األخي ةر أداء مدير المحفظة(أ) حيث‬
‫حصل على ‪.13110‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪97‬‬


‫‪ 1- 7- 1‬مؤشر جنسن ‪Jansen Measure‬‬
‫يستخدم بعض خصائص نموذج تسعير األصول ‪ CAPM‬وتحديدأ ‪ β‬مع العوائد غير العادية(الزائدة) )‬
‫أو المقدار االضافي‪:‬‬
‫𝑅‬
‫(‬ ‫) 𝑅‬ ‫𝑅‬
‫تمثل ‪ α‬االختالف بين عائد الصندوق ونقطة على خط السوق لها نفس قيمة ‪ β‬التي للصندوق‪ .‬إذا كانت‬
‫‪ α‬موجبة فإن هذا يعني عوائد مرتفعة‪ ،‬والعكس بالعكس‪3‬‬

‫‪ 5- 7- 1‬نموذج فاما ‪Fama‬‬


‫يقوم على المقارنة بين المحافظ المدارة‪ ،‬واألخرى المشكلة على أساس التنويع الساذج ولها نفس‬
‫المستوى من المخاطرة‪ .‬ويعتمد النموذج على خط السوق‪ ،‬وهنا يجب التمييز بين حالة السوق الكفؤة وغير‬
‫الكفؤة‪ .‬ففي حالة السوق غير الكفؤة يمكن تكوين محفظة أفضل من السوق‪.‬‬
‫̅‬
‫وهي تمثل "بدل المخاطرة"‪ ،‬أي‬ ‫̅‬
‫ويستخدم في حساب العائد المتوقع للمحفظة النسبة‪:‬‬
‫تسعير السوق لوحدة الخطر‪.‬‬
‫يقوم نموذج فاما على‪ )8( :‬تقييم االنتقاء؛ (‪ )5‬تقييم التنويع؛ (‪)7‬تقييم المخاطرة‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪98‬‬


‫المبحث الرابع‬
‫أنواع ومقومات قرار االستثمار األساسية‬

‫‪ 0- 4- 4‬أنواع القرارات االستثمارية‬


‫ال يختلف القرار االستثماري في طبيعته عن أي قرار آخر‪ ،‬باعتباره اختيا ًار من بين بدائل متاحة‪.‬‬
‫وتمثل عملية اتخاذ الق اررات االستثمارية‪ ،‬االتجاهات الحديثة في الفكر المالي واالستثماري المعاصر‪،‬‬
‫وهي تنطوي على تحديد نوعية األصول التي يجب أن يمتلكها المشروع سواء أكانت أصوالً ثابتة‬
‫كاألراضي والمباني واآلالت‪ ،‬أم أصوالً متداولة كالنقدية والبضاعة واألوراق المالية‪ .‬وتهتم ق اررات‬
‫االستثمار كذلك‪ ،‬بكيفية توظيف األصول على نحو أمثل‪ ،‬لتحقيق أقصى عائد ممكن وأقل مخاطرة‪.‬‬
‫وللوصول إلى القرار االستثماري‪ ،‬يتوجب على المستثمر أن‪:‬‬
‫‪ )1‬يضع جمي ع البدائل المتاحة؛‬
‫‪ )2‬يقوم بدراسة هذه البدائل وتحليلها؛‬
‫‪ )3‬يقارن بين هذه البدائل من خالل دراسته لها؛‬
‫‪ )0‬يختار البديل األمثل الذي يحقق له أقصى مصلحة؛‬
‫‪ )5‬يضع البديل األمثل موضع التطبيق‪.‬‬
‫يواجه المستثمر عادة ثالثة مواقف رئيسية تتطلب منه اتخاذ قرار‪ .‬وتتوقف طبيعة القرار الذي يتخذه‬
‫على طبيعة العالقة القائمة بين سعر األداة االستثمارية وقيمتها من وجهة نظره‪ .‬وتندرج ق اررات المستثمر‬
‫ضمن هذا اإلطار‪ ،‬تحت ثالثة أنواع‪ ،‬حسب ظروفه وظروف السوق‪:‬‬
‫‪ - 1‬ق اررات الشراء‪:‬‬
‫يتخذ المستثمر قرار الشراء عندما يشعر بأن قيمة األداة االستثمارية‪ ،‬مم ثلة بالقيمة الحالية للتدفقات‬
‫النقدية المتوقعة منها‪ ،‬محسوبة في إطار العائد والمخاطرة‪ ،‬تزيد عن سعرها السوقي‪ .‬وبعبارة أخرى‪،‬‬
‫عندما يكون السعر السوقي أقل من قيمة األداة االستثمارية يخلق لديه حاف از لشراء تلك األداة‪ ،‬سعيا وراء‬
‫مكاسب رأسمالية‪ ،‬من ارتفاع يتوقعه في سعرها السوقي مستقبال‪ .‬ويترتب على ما سبق تولد ضغوط‬
‫شرائية في السوق على تلك األداة‪ ،‬مما يؤدي إلى رفع سعرها السوقي في االتجاه الذي يخفض الفارق بين‬
‫السعر والقيمة‪.‬‬
‫‪ - 2‬ق اررات عدم التداول‪:‬‬
‫يترتب على الحالة السابقة‪ ،‬والناتجة عن الضغوط الشرائية‪ ،‬أن تستجيب آلية السوق لتلك الضغوط‪،‬‬
‫فيواصل السعر االرتفاع إلى نقطة يتساوى فيها السعر السوقي مع القيمة‪ .‬وهنا يصبح السوق في حالة‬
‫توازن‪ ،‬تفرض على من كان لديهم حوافز للشراء التوقف عن ذلك‪ ،‬ومن كان لديهم حوافز للبيع أيضا‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪99‬‬


‫ويكون القرار االستثماري في هذه الحالة هو عدم التداول‪ ،‬حيث السعر السوقي يساوي القيمة‪ ،‬ألن‬
‫المستثمر عند هذه النقطة يكون في وضع تنتفي لديه اآلمال لتحقيق مكاسب رأسمالية مستقبلية‪ ،‬كما‬
‫تنتفي لديه ولو مؤقتا المخاطر من انخفاض السعر في المستقبل القريب إال إذا تغيرت الظروف السائدة‪.‬‬
‫‪ - 3‬ق اررات البيع‪:‬‬
‫يتخذ المستثمر قرار البيع‪ ،‬عندما يجد أن األسعار التي تدفع في السوق‪ ،‬مقابل األدوات االستثمارية‬
‫التي يمتلكها‪ ،‬أكبر من تلك األسعار التي دفعها‪ ،‬أو من القيمة الحالية لهذه األدوات‪ .‬إذ أنه بعد حالة‬
‫التوازن التي تمر في السوق‪ ،‬حيث يتساوى السعر مع القيمة‪ ،‬تعمل دينامكية السوق فتخلق رغبات‬
‫إضا فية لشراء األدوات االستثمارية من قبل مستثمر جديد وفي نطاق نموذجه الخاص بالقرار‪ ،‬أي‬
‫المستثمر الذي يجد بأن السعر السوقي في تلك اللحظة مازال أقل من القيمة‪ ،‬مما يتطلب منه أن يعرض‬
‫سع ار جديدا لتلك األداة أو األدوات‪ ،‬يزيد عن قيمتها‪ .‬وهكذا يرتفع السعر عن القيمة مولدا بالتالي حاف از‬
‫لدى آخرين للبيع‪ ،‬فيكون قرار المستثمر‪ ،‬مالك األداة حينئذ هو قرار بيع‪ .‬وذلك يخلق ظروفا جديدة‬
‫تنعكس على آلية السوق ليصل إلى نقطة يصبح فيها المعروض من األداة أكثر من الطلب عليها‪ ،‬فيتجه‬
‫السعر السوقي لألداة االستثمارية إلى الهبوط م ةر أخرى وهكذا‪.‬‬

‫‪ 8- 4- 4‬المقومات األساسية ال تخاذ قرار االستثمار‬

‫يجب أن يقوم‪ ،‬القرار االستثماري‪ ،‬المتخذ أوالمزمع اتخاذه‪ ،‬أيا كان نوعه‪ ،‬على المقومات األساسية‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬تبني استراتيجية مالئمة لالستثمار‪ ،‬وتقوم على رغبة المستثمر وأولوياته في االستثمار ومن ميله‬
‫تجاه كل من الربحية ‪ Profitability‬التي تتحدد من خالل معدل العائد على استثمار األموال‬
‫والسيولة ‪ Liquidity‬واألمان ‪ ،Safety‬اللتين تتحددان من خالل المخاطرة التي يمكن أن‬
‫يتحملها المستثمر من أجل الحصول على العائد‪ .‬وهنا يمكن القول أن ثمة مستثمرين يرغبون في‬
‫تحمل المخاطر‪ ،‬على أمل الحصول على عوائد مرتفعة‪ ،‬في حين يميل مستثمرون آخرون إلى‬
‫تبني استراتيجية تقوم على القبول بعوائد متدينة لعدم رغبتهم في تحمل المخاطر المرتفعة‪ .‬ويذهب‬
‫آخرون إلى إيجاد نوع من التوازن ما بين االستراتيجيتين السابقتين‪.‬‬
‫‪ )2‬االعتماد على األسس والمبادئ العلمية التخاذ القرار‪ ،‬التي تقوم على المدخل العلمي في اتخاذ‬
‫القرار الذي يقوم بدوره على خطوات هي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تحديد الهدف من االستثمار‬
‫ب ‪ -‬جمع المعلومات والبيانات الالزمة التخاذ القرار المناسب‬
‫ت ‪ -‬تحديد العوامل المالئمة التي تتحكم في اتخاذ القرار‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪100‬‬


‫ث ‪ -‬تقييم العوائد المتوقعة من كل بديل من البدائل االستثمارية المتاحة‪.‬‬
‫ج‪ -‬اختيار البديل المناسب الذي يحقق األهداف الموضوعة مسبقًا‪.‬‬
‫كما أن على المستثمر االعتماد علي بعض المعايير والمبادئ أثناء اتخاذ ق ار هر االستثماري مثل‪:‬‬
‫أ ‪ -‬مبدأ الخب ةر والتأهيل ‪.‬‬
‫ب ‪-‬مبدأ تعدد الخيارات االستثمارية‪.‬‬
‫ت ‪-‬مبدأ المالءمة‪.‬‬
‫ث ‪-‬مبدأ التنويع‪.‬‬
‫‪ )3‬مراعاة العالقة بين العائد والمخاطر‪:‬‬
‫ذلك إن العوائد ليست مؤكدة التحقق وهي عرضة لعدد من المخاطر تتنوع وتتعدد وفقًا لألدوات‬
‫االستثمارية المختلفة‪ .‬ومن هذه المخاطر ما هو قابل للتحكم بعض الشيء من خالل التنويع‪ ،‬مثل‬
‫المخاطر غير السوقية وغير العادية‪ .‬ومنها ما ال يمكن التحكم به كالمخاطر السوقية أو المخاطر‬
‫العادية‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪101‬‬


‫المبحث الخامس‬
‫أسس اتخاذ قرار االستثمار واالستراتيجية المالئمة‬

‫‪ 0- 0- 4‬أسس اتخاذ قرارات االستثمار‬


‫إن األقدام على االستثمار وتوظيف األموال يتطلب مراعاة األسس التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬العائد المتوقع‪:‬‬
‫يشكل العائ د المتوقع من االستثمار أهم األسس التي تؤثر في اتخاذ القرار االستثماري ذلك أن‬
‫المستثمر يقوم بتنفيذ استثماره إذا ما وجد من خالل دراسته للمشروع أن ثمة أرباحًا جيدة يمكن أن‬
‫تتحقق‪ ،‬في حين أنه لن يقوم باالستثمار إذا ما وجد أن المشروع سوف يحقق له خسائر‪.‬‬
‫كما أن االختيار بين مشروع وآخر يبنى أيضًا على أساس العائد المتوقع من كل منهما‪ ،‬فإذا ما وجد‬
‫أن عائد مشروع ما أكبر من عائد مشروع آخر فإن االختيار سوف يقع على المشروع ذي العائد‬
‫األعلى‪ .‬ويشير العائد عادة إلى صافي األرباح بعد اقتطاع الضرائب‪ ،‬لكن ذلك ال يمنع من االهتمام‬
‫بالعوائد االجتماعية‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال لو أن ثمة مشروعين (أ) و (ب) تكلفة كل منهما ‪ 81111111‬ل‪.‬س ويحقق المشروع‬
‫(أ) أرباحًا مقدارها ‪ 611111‬ل‪.‬س في السنة ويحقق المشروع (ب) أرباحًا مقدارها ‪ 841111‬ل‪.‬س في‬
‫السنة‪ .‬فمن المنطقي أن يميل المستثمر إلى اختيار المشروع (أ)‬
‫‪ - 2‬درجة المخاط ةر المتوقعة‪:‬‬
‫يصعب القول أن ثمة مشروع استثماري خال من المخاطر المتنوعة سواء أكانت مخاطر نظامية‬
‫‪ Systematic Risk‬ناجمة عن البيئة المحيطة أم مخاطر غير نظامية ‪Unsystematic Risk‬‬
‫تتعلق بالمشروع ذاته وسواء أكانت مخاطر النشاط الصناعي أم مخاطر أسعار الفائدة أم مخاطر‬
‫السوق أم مخاطر التضخم ‪.....‬‬
‫وبرغم أن العالقة بين العائد والمخاطرة تأخذ شكل العالقة الطردية عمومًا‪ .‬أي أن المخاطرة تزداد‬
‫بزيادة العائد والعكس صحيح‪ ،‬غير أننا نجد أحيانًا بعض االستثمارات منخفضة المخاطر ومرتفعة‬
‫العائد‪ .‬أو أن بعضها اآلخر منخفض العائد ومرتفع المخاطرة‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر هنا أن على المستثمر أن يدرس المخاطر المترتبة على قيامه باالستثمار لمعرفة‬
‫ما يمكن تجنبه وما يمكن االحتياط له‪ .‬واذا ما وجد أن المخاطر مرتفعة وأن العائد منخفض فإن‬
‫عليه أن يتخذ ق ار هر باالمتناع عن القيام باالستثمار‪.‬‬
‫‪ - 3‬اختيار التوقيت المناسب‪:‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪102‬‬


‫يتفق العديد من االقتصاديين على أن أوقات االستثمار ليست جميعها على درجة واحدة من الجاذبية‪،‬‬
‫فهناك أوقات للبدء باالستثمار أفضل من غيرها‪ .‬وعلى ذلك فإن على المستثمر اتخاذ القرار‬
‫االستثماري للقيام باستثماره في الوقت المناسب‪ .‬وكلنا يعلم أن هناك أوقات مناسبة للشراء وأوقات ال‬
‫ينصح بالشراء فيها‪ .‬وأوقات ال ينصح بالبيع خاللها‪ .‬وفي هذا السياق يمكن اإلشا ةر إلى أن المستثمر‬
‫يفضل االستثمارات ذات المردود السريع التي يمكن تحويلها إلى نقدية بسهولة وسرعة‪ ،‬وهي تلك‬
‫اء كانت االستثمارات حقيقية أم مالية غير‬
‫االستثمارات التي تحقق له الربحية والسيولة واألمان‪ .‬وسو ً‬
‫حقيقية‪ ،‬فإن الفترة الالزمة لكي يتم استرداد رأس المال هي معيار هام جدًا للحكم على بدائل‬
‫االستثمار‪.‬‬

‫‪ 8- 0- 4‬االستراتيجية المالئمة لالستثمار‬


‫تختلف استراتيجيات االستثمار التي يتبناها المستثمرون وذلك حسب اخ تالف أولياتهم االستثمارية‪.‬‬
‫وتتمثل أولويات المستثمر بما يعرف بمنحنى تفضيله االستثماري‪ Investor Preference Curve‬والذي‬
‫يختلف بالنسبة ألي مستثمر وفق ميله تجاه العناصر األساسية الثالثة التالية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الربحية‪.Profitability‬‬
‫ب ‪-‬السيولة‪.Liquidity‬‬
‫ت ‪-‬األمان‪.Safety‬‬
‫ويعبر عادة ع ن ميل المستثمر لعنصر الربحية بمعدل العائد على االستثمار الذي يتوقع تحقيقه من‬
‫األموال المستثمرة‪ ،‬بينما يعبر عن ميله تجاه العنصرين اآلخرين بالمخاطرة التي يكون مستعدا لقبولها في‬
‫نطاق العائد على االستثمار الذي يتوقعه‪ .‬وعلى هذا األساس فان المنحنى التفضيلي لمستثمر ما هو ذلك‬
‫المنحنى الذي ستقع عليه جميع النقاط الممثلة لبدائل المزج الممكنة أو بدائل المقايضة‪ Trade-off‬بين‬
‫العائد الذي يتوقعه من جهة والمخاطرة التي يقبلها من جهة أخرى‪.‬‬
‫وبحسب منحنيات التفضيل االستثمارية يمكن تصنيف المستثمرين وفقًا لمنظور الخطر كما يلي‪:‬‬
‫‪ - 8‬مس تثمر متحفظ (يكره الخطر)‪ :‬وهو يفضل العائد المؤكد على العائد غير المؤكد ويطلق عليه‬
‫متجنب للمخاطرة ‪ . Risk Averter‬إن هذا النوع من المستثمرين يميل بالطبع إلى استخدام األدوات‬
‫االستثمارية ذات الدخل الثابت والمضمون‪ ،‬ويميل إلى التنويع على نحو كبير لتجنب المخاطر‪ .‬ويمكن‬
‫بشكل ٍ‬
‫كاف‪ .‬إذا فالمستثمر المتحفظ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫القول أن ق اررات هذا النوع من المستثمر تكون متحفظة ومدروسة‬
‫هو مستثمر يعطي عنصر األمان األولوية على ماعداه‪ ،‬وبالتالي ينعكس نوع هذا المستثمر على ق ارراته‬
‫االستثمارية‪ ،‬فيكون حساسا تجاه عنصر المخاطرة‪ ،‬وغالبا ما نجد هذا النوع من كبار السن وذوي الدخل‬
‫المحدود‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪103‬‬


‫‪ - 5‬مستثمر مضارب (يحب الخطر)‪ :‬يفضل هذا المستثمر العائد غير المؤكد المحفوف بالخطر على‬
‫العائد المؤكد ويطلق عليه ‪ .Risk Lover or Risk Seeker‬إن هذا النوع من المستثمرين يميل إلى‬
‫استخدام األدوات االستثمارية ذات الدخل المرتفع كاألسهم العادية باعتبارها ذات عوائد مرتفعة ومتقلبة‪.‬‬
‫وهنا يحاول المستثمر تركيز استثماراته في نوع واحد من األدوات االستثمارية‪.‬‬
‫‪ - 7‬مستثمر حيادي‪ :‬ليس لديه إحساس بالخطر‪ ،‬ويتساوى عنده الخطر مع عدم الخطر‪.‬‬
‫إن هذا النوع من المستثمرين هو النوع المتوازن الذي يحاول أن يصل إلى نقطة تعادل بين كال النوعين‬
‫السابقين ويطلق عليه المحايد ‪.Risk Neutral‬‬

‫‪ 3- 0- 4‬مصادر المعلومات المستخدمة في صنع القرارات االستثمارية‬


‫إن فهم مصادر المعلومات المرتبطة بالق اررات االستثمارية يتطلب تصنيفها إلى أنواع مختلفة‪ ،‬ذلك أن‬
‫هذه المصادر تختلف وتتباين وفقًا لنوعية المعلومات المتوافرة أو المطلوبة أو المستخدمة‪ .‬إذ إن معرفة‬
‫المعلومات يساعد في الوصول إلى المصدر المالئم للحصول عليها‪ .‬كما تتألف هذه المصادر أيضًا وفقًا‬
‫لنوعية االستثمارات‪ ،‬وفيما إذا كانت االستثمارات قائمة أم أنها تؤسس للم ةر األولى‪ ،‬وعلى كل حال‪ ،‬نلقي‬
‫الضوء في هذا الصدد على األنواع السابقة بشيء من التبسيط‪:‬‬
‫‪ - 1‬المعلومات الفنية‪:‬‬
‫تشمل هذه المعلومات طريقة عمل المشروع ومستلزماته الفنية من آالت ومواد وقطع غيار‬
‫ومستلزمات أخرى‪ .‬ومثل هذه المعلومات تقوم الشركات المنتجة لآلالت المستخدمة بالتزويد بها‪ ،‬حيث‬
‫تق وم الشركة المنتجة لآللة‪ ،‬بتزويد المستثمر بمكونات اآللة وطريقة عملها وطاقتها اإلنتاجية ومستوى‬
‫المهارة المطلوب من العمال الذين سوف يعملون عليها‪ .‬كما تقوم أيضًا الشركات المنتجة لآلالت‬
‫المستخدمة في المشروعات بتزويد المستثمر بالمعلومات المتعلقة بكيفية توصيل اآلالت والخطوط‬
‫اإلنتاجية وكيفية التشغيل ومراحله إلى أن يصبح المنتج جاه اًز للتعبئة والتغليف‪.‬‬
‫كما تقوم الشركات المنتجة للسلع اإلنتاجية أو الصناعية بتزويد المستخدمين لهذه السلع بكيفية‬
‫استخدامها‪ .‬واذا كانت الشركات المختلفة المنتجة للسلع الصناعية تقدم العديد من البيانات والمعلومات‪،‬‬
‫فإن ذلك ال يعني أبدًا عدم قيام المستثمر بإجراء دراسات مختلفة من أجل الحصول على المعلومات الفنية‬
‫األخرى‪ ،‬فعليه إجراء دراساته المتعلقة بمعدالت استهالك المنتجات من المواد والطاقة في الطرق االنتاجية‬
‫المستخدمة كما يمكن االعتماد على بعض ا لخبراء والفنيين المتخصصين في المجاالت التي سيعمل بها‬
‫المستثمر‪ .‬وثمة معلومات فنية متاحة للجميع ولدى المتخصصين تفيد المستثمر وتساعده في فهم‬
‫الجوانب الفنية المتعلقة بمشروعه االستثماري‪.‬‬
‫‪ - 2‬المعلومات المتعلقة بالسوق‪:‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪104‬‬


‫من حيث مدى توافر المنتج وعدد الشركات المن تجة لهذا النوع من المنتجات ومقدار الحصة السوقية‬
‫المتوقعة‪ .‬وهنا يحتاج المستثمر إلى القيام بالدراسات التسويقية لمعرفة حجم الطلب المتوقع من خالل‬
‫دراسته وتحليله للعديد من البيانات وخاصة الحالة االقتصادية السائدة‪ ،‬إضافة إلى أسعار المنتجات‪ ،‬ذلك‬
‫أنه في حاالت الرواج يمكن توقع طلب مرتفع على المنتجات التي يقدمها المستثمر بينما في حالة الكساد‬
‫سيكون األمر مختلفا‪.‬‬
‫وال بد أيضًا من دراسة السكان وتركيبهم الديمغرافي من حيث عددهم وجنسهم وفئاتهم العمرية‬
‫ومستوى دخلهم وتوزيعهم الجغرافي ومستواهم الثقافي‪ ،‬إضافة إلى معدالت ال تغير التي تحصل على هذه‬
‫المؤشرات من سنة إلى أخرى ومدى أثر هذه التغيرات على حجم الطلب على السلع المختلفة‪.‬‬
‫وإلجراء الدراسة التسويقية‪ ،‬ال بد من اإلطالع على األسواق الخارجية من أجل تقدير الطلب على‬
‫المنتجات وتوقع تطو هر في المستقبل ومن أجل مقارنة أسعار السلع في المستقبل‪.‬‬
‫‪ - 3‬المعلومات المتعلقة بمدى توافر مستلزمات المشروع‪:‬‬
‫مثل المواد الخام والعمالة وطبيعة التربة والخدمات المختلفة‪ .‬ولهذه الغاية ال بد من االطالع على‬
‫السوق عن كثب وزيارة الشركات التي تتعامل بالمواد األولية المختلفة لمعرفة مدى إمكانياتها على توفير‬
‫الم واد الخام وعن أسعارها وتكاليفها وشروط شحنها ومواصفاتها أو االتصال بهذه الشركات‪ .‬كما يمكن‬
‫مخاطبة مكاتب العمل والتشغيل لمعرفة نوعية العمالة المتوفرة ومستوى مهاراتها ومؤهالتها‪ .‬ومن أجل‬
‫الحصول على المعلومات حول البنية التحتية والخدمات األخرى‪ ،‬يمكن االطالع المباشر على هذه‬
‫األمور إضافة إلى االعتماد على المتخصصين بهذه المجاالت‪.‬‬
‫‪ - 4‬المعلومات المتعلقة باألمور المالية‪:‬‬
‫من حيث االحتياجات المالية ومصادر الحصول عليها‪ ،‬وهي عادة السوق المالي والمؤسسات المالية‬
‫األخرى ‪ ،‬كالبنوك وشركات االستثمار وشركات التأمين‪ .‬وهنا ال بد من إجراء الدراسة المالية المتعلقة‬
‫بتقدير التكاليف المختلفة سواء تكاليف االستثمار أو تكاليف اإلنتاج والتسويق أو تكاليف التشغيل إضافة‬
‫إلى القيام بتقدير االيرادات من واقع الطاقة اإلنتاجية واألسعار السائدة‪ ،‬وذلك من خالل مقارنة االيرادات‬
‫المتوقعة مع التكاليف ا لمتوقعة‪ .‬كما تتضمن الدراسة المالية تكلفة رأس المال المقترض ومعرفة أسعار‬
‫صرف العملة المحلية مقابل العمالت األجنبية األخرى وخاصة إذا كان للمشروع عالقات متعددة مع‬
‫العالم الخارجي‪.‬‬
‫واذا كانت أدوات االستثمار أوراقًا مالية فإن معلومات التقارير المالية ذات أهمية بالغة لالستثمار‬
‫والمستثمرين حيث تتغير القوائم المالية ‪ Financial Statements‬حسب التقارير المالية ‪Financial‬‬
‫‪ ،Reports‬وهي تحتوي على معلومات مالية ‪ Financial Information‬يراد توصيلها للمستفيدين‬
‫منها‪ ،‬وتتضمن التقارير المالية قوائم مالية والكثير من المعلومات المالية وغير المالية‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪105‬‬


‫وتعد التقارير المالية في األساس لخدمة المستفيدين منها‪ ،‬وهم غالبًا المستثمرون الحاليون والمرتقبون‬
‫ال‪ .‬إضافة إلى معدل نمو األرباح بين‬ ‫الذين يحكمون على قدرة المشاريع على تحقيق األرباح حاليًا ومستقب ً‬
‫فترة وأخرى‪ .‬وفي ضوء الحديث عن أهمي ة المعلومات‪ ،‬البد من اإلشا ةر إلى أن ثمة حقائق نوعية ترتبط‬
‫بالمعلومات التي تتضمنها التقارير المالية من حيث المالءمة ‪ ،Relevancy‬أي أن تكون هذه المعلومات‬
‫مالئمة لجميع المستفيدين‪ ،‬وكذلك التحقق ‪Verification‬من أن النتائج التي يتم التوصل إليها سوف‬
‫يصل إليها أي مس تخدم آخر عند استخدامه للمعايير والمقاييس نفسها وعدم التحيز ‪ ،Unbiasing‬أي أن‬
‫تكون موضوعية‪ ،‬والقابلية للفهم ‪ Understandability‬وهذا يتطلب أن تكون هذه المعلومات واضحة‬
‫وسهلة‪ ،‬والتوقيت المناسب ‪ Timeliness‬من حيث إعداد المعلومات وتوصيلها للمستفيد في الوقت الذي‬
‫يتمكن من استخدامها واالستفادة منها‪ ،‬وامكانية المقارنة ‪ Comparability‬بين الفترات المختلفة‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ما سبق من مؤشرات حول المعلومات المالية والتقارير‪ ،‬فإن ثمة معايير ومؤشرات أخرى‬
‫تحكم على التقارير المالية‪ ،‬أهمها مدى شموليتها للحد األدنى من المعلومات التي يجب اإلفصاح عنها‬
‫ومدى اعتماد المستفيد عليها باعتبارها مصد ًار هامًا للمعلومات‪.‬‬
‫ويحتاج المستثمرون للمعلومات المحاسبية من أجل‪:‬‬
‫أ‪ .‬تقدير التدفقات المالية سواء كانت على شكل توزيعات لألرباح أو أرباحاً رأسمالية‪.‬‬
‫ب‪ .‬تقدير درجات المخاط ةر المرتبطة باألسهم‪.‬‬
‫ت‪ .‬مساعدة المستثمرين في تكوين محفظة مالئمة لألوراق المالية‪ ،‬ومما ال شك فيه أن هذه‬
‫المعلومات تأتي من خالل المحاسبين ومدققي الحسابات المعتمدين للشركات التي تفصح عن‬
‫هذه المعلومات‪.‬‬
‫ث‪ .‬معلومات حول انعكاس المشروعات على االقتصاد‪ ،‬ألن حجم العوائد المباشرة وغير المباشرة‪،‬‬
‫ومثل هذه المعلومات ‪ ،‬يأتي من خالل الدراسة االقتصادية للمشروع‪.‬‬
‫ج‪ .‬إن ثمة معلومات على درجة كبيرة من األهمية تأتي من خالل التغذية المرتدة من األطراف التي‬
‫تتعامل مع المشروع‪ ،‬وهذه المعلومات تجمع أنواعًا متعددة منها ما ذكر ومنها ما لم يذكر‪ .‬وأمثلة‬
‫ذلك انطباعات المستهلكين عن السلع أو عن الخدمات المقدمة أو أسعار المنتجات فيما إذا‬
‫كانت مرتفعة أم ال ‪...‬‬
‫ح‪ .‬إن مصادر المعلومات تختلف كما تم ذكرها تبعًا لنوعية االستثمار‪ .‬ويمكن القول إن المعلومات‬
‫عن االستثمار في األسهم والسندات سوف تأتي من خالل السوق المالي وهيئة األوراق المالية‬
‫التي تصدر تعليماتها إلى الشركات التي تدرج أسهمها في السوق المالي بضرورة اإلفصاح عن‬
‫مراكزها المالية ونشر بياناتها المالية حول حساباتها وأسعار األوراق المالية والتطورات التي تط أر‬
‫على هذه البيانات‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪106‬‬


‫خ‪ .‬كما يختلف مصدر المعلومات فيما إذا كانت االستثمارات داخلية أو خارجية‪ ،‬ففي االستثمار‬
‫الخارجي يحتاج األمر الى االتصال مع السفارات والمؤسسات الخارجية والوكالء‪ .‬وقد وفرت‬
‫شبكة االنترنت إمكانية تأمين المعلومات بأسرع وقت وعلى نحو أمثل ‪.‬‬
‫د‪ .‬كما وفرت الحكومة والمؤسسات الحكومية المختلفة المعلومات الالزمة عن القطاعات المختلفة‬
‫التي يمكن االستثمار فيها‪ .‬وقامت بإصدار التشريعات التي تنظم أعمال االستثمار في المجاالت‬
‫كافة‪.‬‬
‫ويعد نقص المعلومات لدى الجمهور من أهم أسباب إحجامهم عن توجيه األموال إلى االستثمار في‬
‫األوراق المالية‪ .‬كما أن نقص المعلومات من بين أسباب نقص الكفاءة في السوق المالي ألنه يترك أث ًار‬
‫سلبيًا في حجم التعامالت فيه‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن عملية الحصول على المعلومات تتزامن بتكاليف‬
‫مرتفعة في العديد من األحيان‪ ،‬ولذلك فإنه من الضروري محاولة خفض هذه التكاليف وخاصة بالنسبة‬
‫لصغار المستثمرين‪ .‬وهناك عدة مصادر للمعلومات الرخيصة والمجانية التي تساعد المستثمرين في اتخاذ‬
‫قرار االستثمار في األوراق المالية‪.‬‬
‫تقسم هذه المصادر عمومًا إلى المصادر التالية‪ ،‬وهي تخص السوق األمريكية‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬الصحف‪ :‬وهناك العديد من الصحف مثل‪:‬‬
‫‪ - 1‬صحيفة نيويورك تايمز ‪ . New York times :‬تنشر هذه الصحيفة العديد من األخبار عن‬
‫الشؤون العالمية والشؤون المحلية إضافة إلى تعليقات الخبراء عليها ومعلومات عن أسواق المال‬
‫في العديد من الدول ومعلومات بارزة من منشأة أو صناعة في داخل الواليات المتحدة األمريكية‬
‫أو خارجها‪.‬‬
‫‪ - 2‬صحيفة وول ستريت ‪ Wall street Journal‬وهي من أوسع الصحف األمريكية انتشا ًار في‬
‫داخل الواليات المتحدة وخارجها‪ ،‬إذ تزود القارئ بمعلومات مشابهة لصحيفة نيويورك تايمز‬
‫ووجهات نظر الخبراء بشأن المستقبل‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬المجالت المالية المتخصصة‪:‬‬
‫‪ - 1‬بارون ‪ Barren’s National Business‬هي مجلة أسبوعية لشؤون المال واألعمال‬
‫‪ - 2‬أخبار التجارة والمال ‪ Commercial & Financial Chronicles‬وهي تصدر يومين في‬
‫األسبوع‬
‫‪ - 3‬فورتشن ‪ Fortune‬وهي تصدر كل أسبوعين‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬مطبوعات استشاريي االستثمار الصادرة عن المؤسسات المتخصصة في المال واألعمال‪.‬‬
‫ومن أشهرها في الواليات المتحدة األمريكية ‪ Standard and Poors‬ومطبوعات عن مستوى قيمة‬
‫االستثمار‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪107‬‬


‫رابعًا‪ :‬تقارير المنشآت التي توجه إلى حملة األسهم‪ ،‬والتقارير إلى لجنة األوراق المالية وسوق األوراق‬
‫المالية‪.‬‬
‫خامسًا ‪ :‬مطبوعات بيوت السمسرة حيث تشمل أقسام متخصصة للبحوث والدراسات‪.‬‬
‫سادساً ‪ :‬بنوك المعلومات ‪ ،Data Banks‬وهي توفر للمستثمرين بيا نات تفصيلية عن األوراق المتداولة‬
‫وعن المنشآت التي تصدرها‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور هزاع مفلح| إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‬ ‫‪108‬‬

You might also like