You are on page 1of 344

‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الثالثة ‪1212‬‬

‫للدراسات القانونية والقضائية‬


‫مجلة عدالة‬
‫مجلة علمية محكمة تصدر بصفة دورية باللغتين العربية والفرنسية‬ ‫‪Une revue scientifique arbitré publiée périodiquement en arabe et en français‬‬
‫رئيس التحرير‪ :‬ابراهيم أشويعر‬ ‫مدير المجلة‪ :‬د‪ .‬المصطفى الغشام الشعيبي‬ ‫‪Directeur: ELGHACHCHAM CHOAIBI ELMOSTAFA‬‬ ‫‪Éditeur: Brahim CHUIAR‬‬

‫دراســــــــات‬ ‫‪ETUDES‬‬
‫أمال الحرفوش‬ ‫مطلب التحفيظ بين الضوابط القانونية واإلجراءات اإلدارية‬
‫‪LES FINTECH , NOUVEAUX ACTEURS DU MONDE BANCAIRE, FINANCIER,‬‬

‫‪Des études juridique et judicaires‬‬


‫نجالء أحمدون‬ ‫بنية األسرة في ظل المتغيرات االجتماعية ووظائفها‬ ‫‪ASSURANTIEL.‬‬ ‫‪MOHAMED MELKI‬‬
‫القــانون التنظيمــي للجهــة‪ :‬أيــة حلــول لتجــاوز إشــالاالت التنظــي الترابــي‬ ‫‪LES QUESTIONS SOCIALES DU JOUR A L’ERE‬‬ ‫‪DE COVID-19‬‬
‫عبد الواحد الخمال‬ ‫الالمركزي؟‬ ‫‪ABDELHAKIM BENCHAARA‬‬

‫‪Revue Adala‬‬
‫‪LA DECENTRALISATION, FACTEUR DE BONNE GOUVERNANCE DES‬‬
‫محمد االيوبي‬ ‫االثار القانونية لفيروس كورونا المستجد على مركز المدين‬
‫‪SERVICES PUBLICS LOCAUX‬‬ ‫‪FOUAD SAID‬‬
‫الشرقاوي القرقار‬ ‫إقامة الدعوى المدنية التابعة أمام القضاء الجنائي‬
‫‪DEVELOPPEMENT ET CONTINUITE DE L’ADMINISTRATION‬‬
‫قــــراءة فــــي الدســــتور والديمقراطيــــة فــــي ثــــورات الربيــــع العربــــي‬ ‫‪ELECTRONIQUE AU MAROC : QUELQUES INDICATEURS ET‬‬
‫محمد األمين البقالي الطاهري‬ ‫‪EVOLUTIONS‬‬ ‫‪NABIL BENBRAHIM‬‬

‫مبدأ حياد القاضي بين السلب واإليجاب بين النص القانوني والواقع العملي‬ ‫‪COMMERCE ELECTRONIQUE : PLATEFORME ECHAPPATOIRE DU‬‬
‫‪REGIME FISCAL‬‬ ‫‪YOUSRA OULKADI‬‬
‫عبد اهلل القرقري‬
‫الحماية التشريعية والتقنية للحق في الخصوصية عبر شبالة االنترنت خالد بوعدان‬
‫اإلصالح التشريعي بالمملالة المغربية قراءة في المنظومة التشـريعية مـا‬
‫رضوان الطريبق‬ ‫بعد عشرية دستور ‪1222‬‬
‫الطبعة‪ :‬األولى ‪1212‬‬
‫االلتزامــات الناش ـ ة عــن االتفاقيــات المبرمــة فــي مجــال الطيــران المــدني‬ ‫اإليداع القانوني ‪20019PE0031 :‬‬
‫‪1‬‬
‫نور الدين حنين‬ ‫(قراءة في بعض االتفاقية الثنائية)‬ ‫ردمد ‪ISSN : 2665-8232:‬‬
‫‪51‬‬ ‫طبع وتوزيع‪ :‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع ‪ -‬الرباط‬
‫العدد ‪ 21‬للسنة الرابعة مارس‬ ‫‪-‬‬

‫‪1212‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫‪2‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية‬


‫العدد الخامس عشر السنة الرابعة ‪0202‬‬

‫اشراف وتنسيق‪:‬‬

‫د ابراهيم اشويعر‬ ‫د‪ .‬المصطفى الغشام الشعيبي‬

‫الطبعة‪ :‬األولى ‪1212‬‬

‫العدد‪ :‬الخامس عشر للسنة الثالثة من مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية‬

‫اإليداع القانوني ‪20019PE0031 :‬‬

‫‪ISSN : 2665-8232‬‬ ‫ردمد ‪:‬‬

‫توزيع‪ :‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع ‪ -‬الرباط‬

‫مالحظة‪ :‬المواد المنشورة في المجلة تعبر عن آراء أصحابها‪ ،‬وال تمثل رأي المجلة‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202‬‬

‫لمجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية‬

‫‪3‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫مـجلة عدالة‬
‫للدراسات القانونية والقضائية‬

‫مدير المجلة‬
‫بالالليـــة‬ ‫أســـتا باحـــي فـــي القـــانون الخـــا‬ ‫د‪ .‬المصطفى الغشام الشعيبي‬
‫المتعددة التخصصات بالنـاظور – جامعـة محمـد‬
‫األول بوجدة‬

‫رئيس تحرير المجلة‬


‫أســـتا زائـــر بالالليـــة المتعـــددة التخصصـــات‬ ‫د‪ .‬ابراهي اشويعر‬
‫– جامعـــة عبـــد المالـــد الســـعدي –‬ ‫العـــرائ‬
‫تطوان‪-‬‬

‫‪4‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫اللجنة العلمية‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بالدار البيضاء (القانون الخاص)‬ ‫د‪ .‬محمد الكشبور‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بالرباط (القانون الخاص)‬ ‫د‪ .‬عبد السالم فيغو‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بوجدة (القانون الخاص)‬ ‫د‪ .‬ادريس الفاخوري‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة ( القانون العام)‬ ‫د‪ .‬محمد يحيا‬
‫أستاذة التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة (القانون الخاص)‬ ‫دة‪ .‬وداد العيدوني‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة (القانون العام)‬ ‫د‪ .‬محمد العمراني بوخبزة‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بتطوان (القانون الخاص)‬ ‫د أحمد الوجدي‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بالرباط (القانون الخاص)‬ ‫د‪ .‬عبد الرحمان الشرقاوي‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة (القانون الخاص)‬ ‫د‪ .‬عبد هللا أشركي أفقير‬
‫قاضية سابقة وأستاذة زائرة بكلية الحقوق بطنجة (القانون الخاص)‬ ‫دة‪ .‬رشيدة أحفوض‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بفاس (القانون الخاص)‬ ‫د‪ .‬محمد بوزالفة‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫د‪ .‬امحمد أقبلي‬
‫بسطات‬
‫مستشار بمحكمة النقض (القانون الخاص)‬ ‫د ‪ .‬حسن فتوخ‬
‫أستاذ التعليم العالي بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور (القانون‬ ‫د‪ .‬أحمد خرطة‬
‫الخاص)‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة (القانون الخاص)‬ ‫د‪ .‬أمين اعزان‬
‫‪ :‬أستاذ التعليم العالي بجامعة عبد المالك السعدي (القانون الخاص)‬ ‫د‪ .‬إبراهيم الهراوة‬
‫أستاذ التعليم العالي مؤهل بكلية الحقوق بتطوان (القانون الخاص)‬ ‫د‪ .‬نور الدين الفقيهي‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بسطات (القانون الخاص)‬ ‫د‪ .‬كريم الصبونجي‬
‫أستاذ التعليم العالي مؤهل بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور (القانون‬ ‫د‪ .‬نجيم اهتوت‬
‫الخاص) (القانون الخاص)‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بالرباط (القانون الخاص)‬ ‫د‪ .‬عبد المهيمن حمزة‬
‫أستاذ القانون الخاص بالكلية المتعددة التخصصات بالراشدية‪.‬‬ ‫د‪ .‬حميد اليسسفي‬
‫دكتور في الحقوق عضو المركز المغربي للدراسات القانونية والقضائية‬ ‫د‪ .‬يوسف أديب‬
‫محام متمرن بهيئة المحامين لدى محاكم االستئناف بأكادير كلميم والعيون‬
‫(قانون خاص‬
‫أستاذة التعليم العالي بكلية الحقوق بمكناس –جامعة المولى إسماعيل‬ ‫دة‪ .‬منية بنمليح‬
‫(قانون عام)‬
‫دكتور في القانون العام أستاذ زائر بكلية المتعددة التخصصات بالعرائش‬ ‫د‪ .‬خليل اللواح‬
‫دكتور في الحقوق أستاذ زائر بكلية الحقوق ومحامي بهيئة الجديدة‬ ‫د‪ .‬مصطفى بن شريف‬

‫دكتوراه في الحقوق تخصص القانون العام‬ ‫د ‪ .‬العزوزي سعيد‬

‫‪5‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫قواعد النشر‬

‫مجلةةة عدالةةة للدراسةةات القانونيةةة والقضةةائيةل مجلةةة علميةةة أكاديميةةة محكمةةة تهةةتم‬ ‫‪.1‬‬
‫باألبحاث والدراسات القانونية والقضائية بأسلوب علمي أكاديمي موثق‪.‬‬
‫يجب أن ترسل المقاالت وجوبا في شكل مرفق عبر البريد اإللكتروني للمجلة المدون‬ ‫‪.2‬‬
‫أدناه ويشترط أن ي كون الم قال مكتو با ببر نامج ‪ Microsoft Word‬بن سق ‪ ( RTF‬نوع ال خط‬
‫بالعرب ية ‪ Traditional Arabic‬مقا سه‪ 11 :‬ل أ ما الل غة األجنب ية ف نوع ال خط ‪Times :‬‬
‫‪ New Romain‬مقاسه‪)12 :‬ل ويجب ان ترقم الصفحات ترقيما تسلسليا‪.‬‬
‫تر فق ال مادة المقد مة للن شر بن بذة عن ال سيرة الذات ية للبا حث مت ضمنة أ سمه بالل غة‬ ‫‪.3‬‬
‫العربية وبالحروف الالتينية‪.‬‬
‫يجب أن توثق مادة النشر كما يلي‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ -‬بالن سبة للك تب‪ :‬ا سم المؤ لف ل ع نوان الك تابل دار الن شر (النا شر)ل م كان الن شر و سنة‬
‫النشرل ورقم الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للمجالت‪ :‬إسم المؤلفل عنوان الم قالل ع نوان المج لةل ال عددل م كان الن شر و سنة‬
‫النشرل ورقم الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسةةبة لمراجةةن األنترنيةةت‪ :‬إسةةم المؤلةةفل اعنةةوان المقةةالال تةةاريا التصةةف ل العنةةوان‬
‫اإللكتروني كامال (يشمل الملف)‬
‫يجب أال يكون البحث المراد نشره قد سبق نشره في مج لة أ خرى وأن يتم يز بال جدة‬ ‫‪.1‬‬
‫واألصالة واحترامه لمنهجية البحث العلمي األكاديمي وأصوله العلمية المتعارف عليها‬
‫االهتمام بالمقال المراد نشره وذلك بتصحي األخطاء اإلمالئية واللغوية والتقنية تحت‬ ‫‪.6‬‬
‫طائلة عدم قبول المادة المقدمة للنشر‪.‬‬
‫ضرورة وضن الهوامش أسفل كل صفحة و كل م قال وردت هوام شه في آ خره ي عد‬ ‫‪.7‬‬
‫غير مقبول للنشر‪.‬‬
‫يم كن للمج لة إذا رأت ضرورة لةذلك إ جراء ب عض التعةديالت ال شكلية ع لى المةادة‬ ‫‪.8‬‬
‫المقدمة دون المساس بجوهرهال والمجلة غير ملزمة برد المقاالت غير المقبولة للنشر‪.‬‬
‫تعبر مضامين المواد المنشورة في المجلة عن آراء أصحابهال وال تمثل رأي المجلة‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ .11‬تخضن جمين المقاالت المرسلة للمج لة للتق ييم والتح كيم من التنب يه ع لى أن كل م قال‬
‫يخالف شروط النشرل لن يؤخذ بهل والمجلة غير معنية بإعالم صاحب المقال بذلك‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬
‫‪ .11‬ترسةةل جميةةن المقةةاالت والمةةواد القانونيةةة والقضةةائية العلميةةة المةةراد نشةةرها وتوجةةه‬
‫المراسالت عن طريق البريد اإللكتروني للمجلة ‪.revueadala@gmail.com‬‬
‫‪ .12‬نشةةر المقةةاالت واألبحةةاث فةةي المجلةةة يةةتم مجانةةال ويمكةةن اإلشةةتراك للحصةةول علةةى‬
‫مجموعة من الخدمات التالية‬
‫‪ .13‬مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية مجلة علم ية محك مة تع نى بن شر الدرا سات‬
‫واألبحاث القانونية والقضائية مجانا‪.‬‬
‫‪ .14‬يمكةةن طلةةب اإلشةةتراك بالمجلةةة عبةةر مراسةةلتنا علةةى البريةةد اإللكترونةةي للمجلةةة‬
‫‪ revueadala@gmail.com‬وت ضمن ر سوم اإل شتراك ال سنوي الح صول ع لى ال خدمات‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬نسخة من اصدارات المجلة سواء االلكترونية او الورقية‬
‫‪ ‬شهادة النشر والوعد بالنشر‬
‫‪ ‬العضوية في اللجنة االستشارية للمجلة‬
‫‪ ‬شهادة تحكيم المقال موقن من طرف محكم معتمد عضو اللجنة العلمية للمجلة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫دراسات‬
‫‪01‬‬ ‫مطلب التحفيظ بني الضوابط القانونية واإلجراءات اإلدارية‬
‫‪63‬‬ ‫بنية األرسة يف ظل املتغريات الاجامتعية ووظائفها‬
‫‪27‬‬ ‫القانون التنظميي للجهة‪ :‬أية حلول لتجاوز إشاكالت التنظمي الرتايب الالمركزي؟‬
‫‪63‬‬ ‫الااثر القانونية لفريوس كوروان املس تجد عىل مركز املدين‬
‫‪016‬‬ ‫إقامة ادلعوى املدنية التابعة أمام القضاء اجلنايئ‬
‫‪062‬‬ ‫قراءة يف ادلس تور وادلميقراطية يف ثورات الربيع العريب‬
‫‪051‬‬ ‫مبدأ حياد القايض بني السلب واإلجياب بني النص القانوين والواقع العميل‬
‫‪032‬‬ ‫امحلاية الترشيعية والتقنية للحق يف اخلصوصية عرب ش بكة الانرتنت‬
‫‪026‬‬ ‫اإلصالح الترشيعي ابململكة املغربية قراءة يف املنظومة الترشيعية ما بعد عرشية دس تور ‪7100‬‬
‫‪711‬‬ ‫الالزتامات الناش ئة عن الاتفاقيات املربمة يف جمال الطريان املدين (قراءة يف بعض الاتفاقية الثنائية)‬
‫‪LES FINTECH , NOUVEAUX ACTEURS DU MONDE BANCAIRE, FINANCIER,‬‬
‫‪ASSURANTIEL.‬‬ ‫‪225‬‬
‫‪LES QUESTIONS SOCIALES DU JOUR A L’ERE DE COVID-19‬‬ ‫‪233‬‬
‫‪LA DECENTRALISATION, FACTEUR DE BONNE GOUVERNANCE DES SERVICES‬‬
‫‪PUBLICS LOCAUX‬‬ ‫‪259‬‬
‫‪DEVELOPPEMENT ET CONTINUITE DE L’ADMINISTRATION ELECTRONIQUE‬‬
‫‪AU MAROC : QUELQUES INDICATEURS ET EVOLUTIONS‬‬ ‫‪291‬‬
‫‪COMMERCE ELECTRONIQUE : PLATEFORME ECHAPPATOIRE DU REGIME‬‬
‫‪FISCAL‬‬ ‫‪328‬‬

‫‪8‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫مقاالت باللغة الغربية‬

‫‪9‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫مطلب التحفيظ بني الضوابط القانونية واإلجراءات اإلدارية‬


‫د‪ .‬أمال الحرفوش‬
‫باللية الحقوق طنجة‬ ‫أستا ة القانون الخا‬
‫إطار سابق بالمحافظة العقارية‬
‫تقديم‬

‫إن تقديم مطلب التحفيظ خطوة هامة إلخضاع عقار غير محفظ لمقتضيات‬
‫لتثبيت الملكية بصفة نهائية وهذه‬ ‫‪1‬‬
‫ظهير التحفيظ العقاري ‪ 12‬غشت ‪2113‬‬
‫الخطوة المؤدية إلى تكوين رسم عقاري تتطلب قانونا مجموعة من القواعد الواجب‬
‫إتباعها في تقديم طلبات التحفيظ حتى ينتج المطلب آثاره القانونية ‪.‬‬

‫ويتم تقديم مطلب التحفيظ أمام المحافظة العقارية وفق ضوابط معينة تتضمن‬
‫شكليات محددة قانونا (المحور األول)ل كما يجب أن يتضمن مطلب التحفيظ البيانات‬
‫الضرورية المتعلقة بطالب التحفيظ والعقار المراد تحفيظه من إرفاقه بمؤيدات تثبت‬
‫ا دعاء ملكية العقار وأداء واجبات التحفيظ أمام المحافظة العقارية (المحور الثاني)‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬شكليات تقديم مطلب التحفيظ أمام المحافظة العقارية والبيانات‬
‫المتعلقة به‬

‫تعتبر عملية التحفيظ العقاري عملية اختياريةل لذا كان من الضروري أن تأتي‬
‫المبادرة من المالك كتعبير عن رغبته في جعل عقاره خاضعا لنظام التحفيظ‬
‫العقاريل لهذا أوجب المشرع تقديم مطلب التحفيظ وفق شكليات معينة من تضمينه‬
‫‪ -1‬الظه ير ال شريف ال صادر في ‪ 9‬رم ضان ‪ 11، 1331‬غ شت ‪ 1913‬المتع لق بالتحفيظ الع قاري ك ما تم تغي يره وتتمي مه‬
‫بمقتضى القانون رقم ‪ 10.41‬والقانون رقم ‪21.11‬‬
‫الصااادر بتيفيااله الظهياار الشااريف رقاام ‪ 1.11.111‬الما رخ فااي ‪ 12‬مااذ ي الح ا ‪ 11( 1031‬نااون ر ‪ ،)1411‬ال ريا‬
‫الرسمي ع د‪ ،2995‬بتاريخ ‪ 10‬نوفم ر ‪ ،1411‬ص ‪.2212‬‬
‫الصادر بتيفيله الظهير الشريف ر قم ‪ 1.13.111‬ب تاريخ ‪ 11‬مذ صفر ‪ 34( 1032‬دجي ر ‪ ،)1413‬ال ر ي الر سمي ع د‬
‫‪ 1110‬بتااااريخ ‪ 13‬ييااااير ‪ ،1410‬ص ‪ ،111‬والااالي تااام بمقتضاااى المااااد الفريااا مياااه تتمااايم مقتضااايا الفصاااو‬
‫‪19‬و‪14‬و‪11‬و‪12‬و‪30‬و‪03‬و‪ 20‬بالمقتضيا التالي ‪:‬‬
‫"يمكذ للمحافظ على األمالك العقاري أن ييت ب إلن از عمليا التح ي المشار إليها في الفصو الملكور ‪:‬‬
‫‪ .1‬مهي سا م ساحا ط وغراف يا محل فا ييت مي إ لى م صلح الم سح الع قاري‪ ،‬ك ما يم كذ ل هلا األخ ير أن يك لف أ ح ال عامليذ‬
‫الم هليذ التابعيذ له إلن از عمليا التح ي ويح د لك بيص تيظيمي؛‬
‫‪ .1‬أو مهي سااا مساااحا ط وغرافيااا ييتمااي إلااى القمااا الواااص مساا ال ب اا و الهيياا الوطيياا للمهي ساايذ المساااحيذ‬
‫الم وغرافييذ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫بيانات خاصةل وعليه تدور الدراسة في هذا المطلب حول شكليات تقديم مطلب‬
‫التحفيظ أمام المحافظة العقارية (المبحث األول)ل من ضرورة توفر مطلب التحفيظ‬
‫على بيانات محددةل منها ما يتعلق بالمطلب نفسهل ومنها ما ترجن الى العقار‬
‫موضوع المطلب (المبحث األول)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬شكليات تقديم مطلب التحفيظ أمام المحافظة العقارية‬

‫عندما يختار طالب التحفيظ إخضاع عقاره لمقتضيات ظهير ‪ 12‬غشت‬


‫‪1913‬ل فإن اختياره هذا يتجسد في الواقن بتقديم مطلب التحفيظ أمام المحافظة‬
‫العقارية التي يتواجد في دائرتها العقار موضوع المطلب وفق شكليات خاصة‬
‫(الفقرة األولى)ل اضافة الى تحقق المحافظ من محل مطلب التحفيظ (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شكليات مطلب التحفيظ‬

‫إن المشرع المغربي لم يشترط شكال معينا لمطلب التحفيظل بل نجده اكتفى في‬
‫الفقرة األولى من الفصل ‪ 13‬بالقول ا يقدم طالب التحفيظ تصريحا للمحافظ على‬
‫األمالك العقارية مقابل وصل يسلم له فورال مطلبا موقعا من طرفه أو من ينوب‬
‫عنه بوكالة صحيحة ‪...‬ا‬

‫وهذا يعني أن طالب التحفيظ يقدم تصريحا كتابيا وذلك بملء مطبوع خاص‬
‫‪2‬‬
‫يسحبه من مكاتب المحافظة العقارية يسمى ابمطلب التحفيظ ا‪.‬‬

‫شفاهي أمام المحافظ أو أحد‬ ‫كما يمكن لطالب التحفيظ أن يتقدم بتصري‬
‫أعوانهل والذي يتولى تحرير جمين المعلومات والتصريحات التي يدلي بها طالب‬
‫التحفيظ في المطبوع المعد لذلكل وتفاديا لوقوع االخطاء أو أي إغفال للبيانات أثناء‬
‫ملء المطلبل وكذلك تسهيال على طالب التحفيظ الذي غالبا ما يكون أميا يجهل‬
‫القراءة والكتابةل فإن المحافظ غالبا ما يعين أحد أعوانه لتلقي مطالب التحفيظ‬
‫ودراسة وثائقها والتأكد من البيانات الواردة بهال ليقوم بعده المحافظ بمراجعتها‬
‫‪ -2‬مملب التحفيظ‪ :‬هو وثيق تسلم مذ طرف مكاتب المحافظ العقاري ‪ ،‬وتتضمذ معلوما مه م ي ب مل ها بعيا ي ال ب‬
‫مذ الرجو إليها عي أي عمليا خاص عي اتواد قرار التح فيظ وتأ سيس ر سم ع قاري‪ ،‬و هو مم و م اني يع مي مذ‬
‫طرف الوكال ‪ ،‬وي ب أن يتضمذ ع معلوما الملكور أعاله‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫لألداء لكما يعمل على تحديد المصاريف‬ ‫والتأشير عليها بوضن عبارة صال‬
‫الواجب أداؤها في الصفحة االولى لليصب بذلك المطلب قابال لألداء ‪.‬‬

‫وسواء ملئ المطلب من طرف طالب التحفيظ أو أحد أعوان المحافظل فإنه‬
‫يجب المصادقة على األقوال والتصريحات المضمنة بهل وذلك بالتوقين على‬
‫المطبوع بعد ملئه بدقة أمام السلطات المختصة وهو ما نص عليه الفصل ‪ 13‬من‬
‫‪3‬‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬

‫ونجد المشرع قد نص في الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 13‬من ظلتلع على أنه‬


‫إذا كان طالب التحفيظ ال يستطين التوقين أو يجهلهل فان المحافظ يشير إلى ذلك‬
‫ويشهد بأن مطلب التحفيظ قدم إليه من طرف المعني بعد أن يتحقق من هويته للكننا‬
‫في الواقن العملي ومزيدا من الضمانات والنجاعة فإن المحافظ ال يتلقى أي مطلب‬
‫ما لم تتم المصادقة عليه أمام السلطات المختصة ‪.‬‬

‫وقد يقدم التصري من طرف الغير الذي ينوب عن طالب التحفيظ بمقتضى‬
‫وكالة صحيحةل ويفترض في النائب أن يكون على علم بجمين المعلومات الخاصة‬
‫بطالب التحفيظ وبالعقار موضوع مطلب التحفيظ‪.‬‬

‫‪ -3‬ييص الفصل ‪ 13‬مذ ظ‪ ، ،‬على أنه " يق م طالب التحفيظ للمحافظ على األمالك العقاري ‪ ،‬مقابل وصل يسلم له فورا‪،‬‬
‫ممل ا موقعا مذ طرفه أو ممذ ييوب عيه بوكال صحيح ‪ ،‬يتضمذ لزوما ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬اسمه الشوصي والعائلي وصفته ومحل سكياه وحال ته الم ن ي وجي سيته وإن اقت ضى ال حا ا سم ا لزوج والي ظام ال مالي‬
‫للزواج أو كل اتفاق تم ط قا لمقت ضيا الف صل ‪ 09‬مذ م و ن األ سر ‪ .‬ويت ضمذ في حا ل ال شيا ن فس ال يا نا ال ملكور‬
‫أعاله باليس لكل شريك مع التيصيص على نصيب كل وا ح ميهم‪ ،‬وإ ا كان طا لب التح فيظ شو صا اعت ار يا في ب ب يان‬
‫تسميته وشكله القانوني ومقره االجتماعي واسم ممثله القانوني؛‬
‫‪ .1‬تعييذ عيوان أو موطذ موتار في ال ائر الترابي التابع ليفو المحافظ العقاري الموجود بها الملك‪ ،‬إ لم ي كذ لما لب‬
‫التحفيظ محل إقام في هله ال ائر ؛‬
‫‪ .3‬مراجع بماق التعريف الوطيي أو أي وثيق أخرى تعرف بهويته‪ ،‬عي االقتضاء؛‬
‫‪ .0‬وصف العقار المملوب تحفيظه ب يان ال ياءا واألغراس المو جود به وم شتمالته ونو عه وموق عه وم ساحته و ح وده‬
‫واألمالك المتصل والم اور له وأسماء وعياويذ أصحابها‪ ،‬وإن اقتضى الحا االسم اللي يعرف به العقار؛‬
‫‪ .2‬بيان أنه يحوز كل العقار أو جزءا ميه م اشر أو عذ طريق الغير‪ ،‬وفيما إ ا انتزعت ميه الحياز ‪ ،‬يتعيذ بيان ال ظروف‬
‫التي تم فيها لك؛‬
‫‪ .1‬تق ير القيم الت اري للعقار وقت تق يم المملب؛‬
‫‪ .1‬بيان الحقوق العييي العقار ي المترت ع لى الم لك مع التي صيص ع لى أ صحاب هله الح قوق بلكر أ سمائهم الشو صي‬
‫والعائلي ‪ ،‬وصفاتهم‪ ،‬وعياوييهم وحالتهم الم ني وجيسيتهم وإن اقتضى الحا اسم الزوج واليظام المالي للزوج أو كل ات فاق‬
‫تم ط قا لمقتضيا الماد ‪ 09‬مذ م ون األسر ؛‬
‫‪ .5‬بيان أصل التملك‪.‬‬
‫إ ا كان طالب التحفيظ ال يستميع التوقيع أو ي هله‪ ،‬فإن المحافظ على األ مالك العقار ي ي شير إ لى لك وي شه بأن مم لب‬
‫التحفيظ ق ق م إليه مذ طرف المعيي باألمر بع أن يتحقق مذ هويته"‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وإذا قدم مطلب التحفيظ من طرف صاحبه فيجب التأكد من هويته بواسطة‬
‫بطاقة تعريفه الوطنيةل أو أي وثيقة أخرىل أما إذا قدم من طرف نائبه فيجب التأكد‬
‫من الوكالة المدلى بها ومن بطاقته الوطنية‪.‬‬

‫وال يمكن تقديم مطلب التحفيظ إال أمام جهة وحيدة فقط تتمثل في المحافظة على‬
‫األمالك العقاريةل وذلك مقابل وصل يتسلمه طالب التحفيظ والذي يتضمن خالصة‬
‫للتصريحات الواردة بالمطلب‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تحقق المحافظ من محل مطلب التحفيظ‬

‫إن إرفاق طالب التحفيظ عند تقديم مطلبه بالتصميم الطبوغرافي المنجز من‬
‫طرف أحد المهندسين الطبوغرافيين الخواص الخاص بالعقار موضوع مطلب‬
‫التحفيظل هي بدعة محمودة ابتدعتها االدارةل ذلك أنها تسهل على المحافظ على‬
‫األمالك العقارية والمهندس المساح التابن له من معرفة وضعية العقار المراد‬
‫تحفيظهل وبالتالي االعتماد عليه في القيام بعملية الضبط األولي لموقن العقار‬
‫المطلوب تحفيظه‪.‬‬

‫كما يعتمد عليه التقنيون بمصلحة الهندسة التابعة للمحافظة العقارية في مأل‬
‫مطبوع ا ورقة الضبط األولي لموقن العقارا‪.‬‬

‫و يعتبر الضبط األولي للموقن خطوة البداية نحو التعريف بموقن العقار‬
‫والتحقق من وضعيته العقارية إزاء نظام التحفيظ العقاريل وعليه فطالب التحفيظ‬
‫عندما يصادق على إمضائه لدى السلطات المختصة يتوجه لمصلحة المس العقاري‬
‫التابن لها العقار لتضاف إلى المطلب االحداثيات الخاصة بالعقار المراد تحفيظه‪.‬‬

‫ويتم ذلك بتحديد الموقن التقريبي للعقار على قصاصة الموقن انطالقا من‬
‫تصريحات طالب التحفيظل واعتمادا على الوثائق التي تكون بحوزته وكذا خبرة‬
‫المستخدم التابن لمصلحة المس الذي يطرح االستفسارات التي تسهل الوصول إلى‬
‫ذلكل كاالسم الذي يعرف به المحل أو السوق القريب أو الطريق المجاورة أو‬

‫‪13‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الجوار المعروفين من االستعانة بتصاميم األمالك المجاورة وخريطة المنطقة أو ما‬


‫يسمى بخريطة التموقن ‪.4‬‬

‫وهذا اإلجراء الذي ابتدعته الممارسة اإلدارية قبل تقديم مطلب التحفيظ لله في‬
‫الواقن دور مهم فإنه باإلضافة إلى أنه يهدف لمعرفة وضعية العقار وما إذا كان‬
‫يدخل في إطار العقارات المحفظة أو التي في طور التحفيظل أو العقارات المحددةل‬
‫سواء كانت مطالب ترجن للخواص أو للمياه والغاباتل أو لألوقاف أو للجماعاتل‬
‫أ و للسكك الحديديةل أو العقارات الخاصة بالدولة وغيرها من العقارات لكما‬
‫يساعدنا على معرفة الحدود الحقيقية ومقارنتها بالحدود المذكورة في العقد وكذلك‬
‫‪5‬‬
‫معرفة مشتمالت العقار وجمين االرتفاقات ومعرفة المساحة التقديرية للعقار‪.‬‬

‫ويعتمد التقني الطبوغرافي التابن لمصلحة المحافظة العقارية في ذلك على‬


‫التصميم الهندسي المعد من طرف المهندس الخاص في معرفة المنطقة التي يتموقن‬
‫بها وقيمة العقار في هذه المنطقةل والتي يعتمد عليها المحافظ في إعطاء القيمة‬
‫الحقيقية للعقار الستخالص واجبات التحفيظ أو الواجبات التكميلية‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬البيانات الواردة بمطلب التحفيظ‬

‫يعتبر مطلب التحفيظ بمثابة ادعاء بحق الملكية وهو ما تؤكده مسطرة النشر‬
‫والشهر والتحديدل وحتى تتم هذه المسطرة بطريقة سليمةل أوجب المشرع تقديم‬
‫مطلب التحفيظ بملء بيانات وثيقة مطلب تحفيظ الخاصة بمسطرة التحفيظ العاديةل‬
‫توجد بمكاتب مصلحة المحافظة العقاريةل وتتضمن معلومات حول طالب التحفيظ‬
‫(أوال)ل وأخرى عن العقار موضوع مطلب التحفيظ (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬البيانات الخاصة بطالب التحفيظ‬

‫‪ - 4‬حمي الربيعي و مصمفى ال شمي ي ‪،‬ال مابع ال قانوني والهي سي لعمل ي التح ي كإجراء جوهري في ن ظام التح فيظ‬
‫الع قاري ‪،‬ن ظام التح فيظ الع قاري دعا م أسا سي للتيم ي ‪ ،‬قراء في م ست ا ال قانون ر قم ‪، 10-41‬سل سل د فاتر محك م‬
‫اليقض الع د ‪، 11‬ط ع ‪ 1412‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -5‬غال ا عي ما يتضح للمحافظ أن ح ود العقار المشار إليها في الع قود المتسل سل موال ف للت صميم الم وغرافي كأن ي شير‬
‫هلا االخير إلى أن العقار يح بوي ق أو رسوم عقاري لم يتم االشار إليها في العق مع أنها موجود ق ل أصل التم لك‪ ،‬وب ع‬
‫القيام بإجراءاته الواص ويت يذ له ع م الممابق بيذ العقود والتصميم فإنه يرفض ميل ال اي فتح مملب التحفيظ‪ .‬ك ما يم كذ‬
‫أن يت يذ له لك بع إتمام إجراءا التحفيظ فيرفض بللك المملب‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫إن البينات المصرح بها بمطلب التحفيظ هي بيانات عاديةل لكنها في الواقن‬
‫تحضى بأهمية خاصة لما يترتب عليها من آثار قانونيةل كما يتم الرجوع إليها عند‬
‫كل إجراءل ويتحمل فيها طالب التحفيظ مسؤولية صحة تصريحاته‪.‬‬

‫وتتعدد هذه البيانات إلى بيانات خاصة بطالب التحفيظل وأخرى تتعلق بالعقار‬
‫موضوع مطلب التحفيظل ونظرا ألهميتها فقد عمل المشرع المغربي على تحديدها‬
‫في الفصل ‪ 13‬من ظل تل ع‪.‬‬

‫يقدم مطلب التحفيظ من طرف طالب التحفيظ أو من ينوب عنه بوكالة‬


‫صحيحةل وقد يكون طالب التحفيظ شخصا ذاتيا طبيعيال كما قد يكون شخصا معنويا‬
‫اعتباريا‪.‬‬

‫أ‪ -‬تقديم مطلب التحفيظ من طرف الشخص الطبيعي‪:‬‬

‫إذا كان طالب التحفيظ شخصا ذاتيا فيمكنه أن يتقدم بمطلب التحفيظ أصالة عن‬
‫نفسه أو نيابة عن غيرهل وفي هذه الحالة يجب االدالء بوكالة صحيحة‪.‬‬

‫وسواء قدم المطلب بصفة شخصية من طرف مدعي الملكل أو من طرف‬


‫الغير بمقتضى وكالةل ففي كلتا الحالتين يتعين لزاما إثبات هويته استنادا إلى مراجن‬
‫بطاقة التعريف الوطنية والتي تتضمن اسمه الشخصي و العائلي وتاريا ميالده‬
‫ورقم بطاقته الوطنية‪.‬‬

‫إذا ما كان أعزب أو متزوج أو مطلق و إذا‬ ‫‪6‬‬


‫و كذلك التأكد من حالته المدنية‬
‫اقتضى الحال اسم الزوج وتاريا الزواج ومكانه والنظام المالي للزوجين أو كل‬
‫اتفاق تم طبقا للمادة ‪ 49‬من مدونة األسرة ‪ .7‬اضافى الى تعيين عنوان طالب‬

‫‪ - 6‬تلعب الحال الم ني دورا مهما في ح يا االن سان ح يث أ نه ال ي ستميع إث ا و جوده إال باال ستياد إ لى م حررا الحا ل‬
‫الم ني ‪ ،‬وال يتمكذ مذ أي تمييز عذ غيره إال عذ طر يق ا ستقالله با سم خاص به ‪،‬ك ما أن أهم ي اال سم ال عائلي تظ هر في‬
‫ممارس حق الملكي وت عاطي الت ار أو مه ي أ خرى‪ ،‬أن ظر د مح م الح ياني ‪ ،‬في ن ظام التح فيظ الع قاري المغر بي‪ ،‬ط ع‬
‫م سس اليول للكتاب‪ -‬وج ‪ ،‬الم ع األولى ‪،1440-1012‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -7‬تيص الماد ‪ 09‬مذ م ون األسر على ما يلي‪" :‬كل واح مذ الزوجيذ م مالي مستقل عذ م اآلخر‪ ،‬غير أ نه ي وز‬
‫لهما في إطار ت بير األموا التي ستكتسب أثياء قيام الزوجي ‪ ،‬االتفاق على استثمارها وتوزيعها‪.‬‬
‫يضمذ هلا االتفاق في وثيق مستقل عذ عق الزواج‪.‬‬
‫يقوم الع الن بإشعار المرفيذ عي زواجهما باألحكام السالف اللكر‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ا لتحفيظ و إذ لم يكن له محل إقامة في دائرة نفوذ المحافظة العقارية فيجب عليه‬
‫تعين موطن مختار في دائرة المحافظة العقارية الموجود بها العقار المطلوب‬
‫‪8‬‬
‫تحفيظه ‪.‬‬

‫كما يجب التنصيص على جنسية طالب التحفيظل وذلك لمعرفة ما إذا كان طالب‬
‫التحفيظ مغربيا أو أجنبيال ففي حالة تحفيظ عقار في اسم شخص أجنبي فيجب بيان‬
‫سبب ملكيتهل وهل هو مبني على ترخيص مسبقل و هل تتوفر فيه الشروط القانونية‬
‫للتملك في المغرب خاصة خارج المدارات الحضريةل من التقيد بمقتضيات المادة‬
‫‪ 239‬من ملحلع والتي تنص على ما يلي‪ :‬ا تقوم الحيازة االستحقاقية على السيطرة‬
‫الفعلية على الملك بنية اكتسابه لوال تقوم هذه الحيازة لغير المغاربة مهما طال أمدها‬
‫ا‪.‬‬

‫وهذا ما أيدته محكمة النقض مكرسة بذلك هذه القاعدة لحيث جاء في قرار لها‬
‫ا إن حق تملك األجنبي غير المواطن المغربي إنما يكون بطريق الشراء فقط‬
‫‪9‬‬
‫لوبإذن من الدولة المغربيةا‪.‬‬

‫و إذا كان األمر يتعلق بعقار مملوك على الشياعل فينبغي تقديم نفس البيانات‬
‫المذكورة أعاله بالنسبة لكل شريك من التنصيص على نصيب كل واحد منهم وذلك‬
‫طبقا للفصل ‪ 13‬من ظلتلعل وفي حالة وجود حقوق عينية مقررة على العقار‬
‫لفائدة األغيارل يجب تقديم نفس البيانات المذكورة أعاله بالنسبة ألصحاب هذه‬
‫الحقوق ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تقديم مطلب التحفيظ من طرف الشخص المعنوي‬

‫من المالحظ أن المشرع اهتم فقط باألشخاص الذاتيين عند تقديمهم لمطلب‬
‫التحفيظ و لم يشر إلى األشخاص المعنويينل وذلك قبل تعديل قانون ‪14-17‬ل أما‬

‫إ ا لم يكذ هياك اتفاق فيرجع للقواع العام لإلث ا ‪ ،‬مع مراعا عمل كل واح مذ الزوجيذ وما ق مه مذ م هودا و ما‬
‫تحمله مذ أع اء لتيمي أموا األسر ‪".‬‬
‫‪ - 8‬تم يقا للفصل ‪ 11‬مذ القرار الوزيري ‪ 1912-1-3‬المتعلق بتفاصيل تم يق نظام التحفيظ العقاري‪.‬‬
‫‪ - 9‬قرار الم لس االعلى ع د ‪ 112‬صادر بتاريخ ‪ 1951-1-1‬ملف م ني ع د ‪، 11144‬مأخو مذ مح مادي لمعك شاوي ‪،‬‬
‫مم ع الي اح ال ي – ال ار ال يضاء‪ ،‬الم ع األولى ‪1030‬ها ‪1413 /‬م‪ ،‬ص ‪ 15‬فما بع ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫بعد هذا التعديل فقد نص المشرع من خالل المستجدات على وجوب تسمية الشخص‬
‫االعتباري و شكله القانوني و مقره االجتماعي و اسم ممثله القانوني‪.‬‬

‫وعليه إذا قدم مطلب التحفيظ من طرف الشخص المعنوي سواء كان ودادية أو‬
‫تعاونية أو شركة‪...‬ل فإنه يتعين على ممثل أو ممثلي األشخاص المعنويين تقديم كل‬
‫الوثائق التي تثبت الوجود القانوني وتعرف بهذا الشخص المعنوي وخاصة‪:‬‬

‫تسجيل الشركة في السجل التجاري‬ ‫‪-1‬‬

‫النظام األساسي للشركة‬ ‫‪-2‬‬

‫تعين األشخاص المفوض لهم بالتوقين والتصرف باسم الشخص‬ ‫‪-3‬‬


‫المعنوي‬

‫محاضر االجتماعات العامة‬ ‫‪-4‬‬

‫الئحة بأسماء األعضاء المسيرين‬ ‫‪-1‬‬

‫النشر بالجريدة الرسمية‬ ‫‪-6‬‬

‫النشر بالجريدة المحلية‬ ‫‪-7‬‬

‫وعليه ينبغي على المحافظ عند فتحه لملف خاص بالشخص المعنوي أن يتأكد‬
‫من الصالحيات المخولة للمسيرين ومدتها وذلك استنادا إلى النظام األساسي‬
‫‪10‬‬
‫ومحضر الجمن العامل وسجله التجاري ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬البيانات المتعلقة بالعقار موضوع مطلب التحفيظ‬

‫ألزم المشرع طالب التحفيظ سواء كان شخصا ذاتيا أو معنويال بوصف العقار‬
‫المطلوب تحفيظه وذلك بملء البيانات الواردة بمطلب التحفيظ والمتمثلة في ‪:‬‬

‫‪ - 10‬مح مادي لمعك شاوي ‪،‬ا ل ليل العم لي في التح فيظ الع قاري‪ ،‬سل سل إ شاع الثقا ف القانون ي ‪ ،0‬الم ع األو لى ‪-1032‬‬
‫‪.1410‬‬

‫‪17‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫‪ -‬االسم الذي يعرف به العقار واالسم المختار له والذي سيسمى بهل ويمكن‬
‫تغيير هذا االسم سواء أثناء جريان المسطرة بحيث يؤدي طالب التحفيظ واجبات‬
‫الخالصة اإلصالحية واالعالن الجديدل أو بعد تأسيس الرسم العقاري ‪.‬‬

‫‪ -‬نوع الملك ما إذا كان أرض عارية أو فالحية من ذكر مشتمالتها من بنايات و‬
‫أغراس موجودة بهال كأن يكون العقار عبارة عن (فيال أو منزل أو إصطبل ‪ )..‬وقد‬
‫تكون به (أشجار الزيتون لالتين ‪ )...‬أو يشتمل على بئر أو مسب وغير ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬موقن العقار المراد تحفيظهل بحيث يجب أن يكون العقار تابعا لدائرة نفوذ‬
‫المحافظة العقارية التي قدم مطلب التحفيظ أمامهال وهذا البيان ذو أهمية خاصةل ألن‬
‫عليه يتوقف إشهار التحديدل وإن كان يعيب على تحديد الموقن أنه غير دقيقل‬
‫وبالتالي ال يسم للعموم معرفة أي عقار من العقارات بالضبط المراد تحفيظه ‪.11.‬‬

‫‪ -‬مساحة العقار موضوع مطلب التحفيظ وتعتبر أحد أهم البياناتل ألن المحافظ‬
‫يعتمد على المساحة المصرح بها في مطلب التحفيظ ليقوم باستخالص واجبات‬
‫التحفيظل وينبغي أن تكون المساحة المصرح بها هي نفسها المساحة المذكورة في‬
‫العقدل وإذا كان طالب التحفيظ قد أعاد احتساب المساحة فيجب عليه أن يثبت ذلك‬
‫بتقديمه لملحق إصالحيل وفي كل األحول فإن هذه المساحة تكون غالبا تقريبية‪.‬‬

‫وعليه إذا أسفرت عملية التحديد عن فرق في المساحة بالزيادة فوق القدر‬
‫المسموح بهل فإن طالب التحفيظ الذي صرح بمساحة العقار المطلوب تحفيظه ملزم‬
‫بتبرير الفرق في المساحةل وغالبا ما يتم هذا التبرير بتقديم رسم استمرار الملك‬
‫للمساحة النهائيةل من موافقة البائن على هذه المساحة الزائدة‪.‬‬

‫وفي الواقن العملي فإنه غالبا ما نجد أن غالبية العقود القديمة ال يتم ذكر مساحة‬
‫العقار بهال مما يستلزم معه إرفاق طالب التحفيظ مطلبه بتصميم هندسي طبوغرافي‬

‫‪ -11‬إن بيان موقع العقار يتم غال ا بتح ي الميم ق ‪ ،‬كأن يلكر بأن الع قار ال مراد تحفي ظه يو ج في ميم ق الز ياتذ أو ح ر‬
‫اليحل أو المصلى ‪.‬ا لخ‪...‬وال يع مى الع يوان ب ق بالي س للع قار المو جود في ال م ار الح ضري‪ ،‬م ما ي صعب ع لى الع موم‬
‫معرف أي عقار مذ العقارا الموجود في الميمق المراد تحفيظه‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫خاص يبين فيه مساحة العقارل وذلك تماشيا من ما قضت به محكمة النقض في‬
‫‪12‬‬
‫غالبية قراراتها حين اعتبرت أن العبرة بحدود العقار وليس بالمساحة‪.‬‬

‫‪ -‬حدود العقار وهي تلك الحدود المنصوص عليها في أصول التملكل ويجب أال‬
‫تتغير في جمين الرسوم المدلى بها ما عدا إذا تم تقسيم العقارل كما ينبغي بيان حدوده‬
‫بواسطة الجهات األربن (الشمال –الشرق –الجنوب – الغرب) وما اشتمل عليه من‬
‫قطن كوجود طريق أو خندق أو غير دلكل ويجب عند تحديد هذه الجهات ذكر‬
‫أصحابها إن اقتضى الحال لوفي حالة ما إذا كانت األمالك‬ ‫أسماء وعنا وين‬
‫المجاورة له موضوع مطلب التحفيظ أو رسوما عقارية يجب اإلشارة إليها فقط ‪.‬‬

‫وتكمن أهمية الحدود في تحديد الملك المراد تحفيظه ومعرفة موقعه ومطابقة‬
‫الرسوم المدلى بها للعقار ‪.‬‬

‫‪ -‬بيان أنه يحوز كل العقار أو جزء منه مباشرة أو عن طريق الغيرل و فيما إذا‬
‫انتزعت منه الحيازةل يتعين بيان الظروف التي تم فيها ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬بيان القيمة التجارية للعقار وقت تقديم الطلبل و تشكل القيمة المصرح بها في‬
‫أغلب األحيان األساس الذي يعتمد عليه المحافظ في تحديد الرسوم الواجبة األداء‪.‬‬

‫‪ -‬بي ان مختلف الحقوق العينية والتحمالت العقارية المترتبة عن الملك من‬


‫التنصيص على أصحاب تلك الحقوق بذكر أسمائهم و صفاتهم و حالتهم المدنية و‬
‫جنسياتهم و إن اقتضى الحال اسم الزوج و النظام المالي للزواج ‪.‬‬

‫‪ - 12‬جاء في قرار لمحكم اليقض ع د ‪ 3191‬الم رخ في ‪ 1414-5-14‬ملف م ني ع د ‪ 1445-1-1-1219‬غ ير مي شور‬


‫" لكذ ‪،‬حيث ردا على الوسيل أعاله ‪،‬فإن الع ر بالح ود عي ع م تح ي الم ساح أو التي صيص علي ها في الع ق ع لى و جه‬
‫التقريب وأنه يت لى مذ عق اله المشار إل يه أ نه ان صب ع لى القم ع األر ضي الم سما ال رغوت ي ال تي أ ص حت تام سي‬
‫ومساحتها ست هكتارا تقري ا‪ .‬وأن الو ر أفاد على أن ح ودها مذ ال ه ال يوبي هو ملك الواهب ا للي أ ص ح محف ظا‬
‫ت حت ع د ‪ 30411‬راء و لللك ول ما للمحك م مذ سلم في تق ييم األد ل حيذ عل لت قرار ها بأن «الع ر بال ح ود و ليس‬
‫بالمساح للعقارا التي لم يتم ض ط مساحتها وقت االشهاد عذ طريق موتصيذ وأن الو ر التي أمر بها المحك م أ ك‬
‫فعال وجود عقار الواهب مذ جه ال يوب إال أن ح وده تصل إلى ‪ 13‬هكتارا وﺁرا واح و ‪ 14‬سيتيار و هي ن فس الم ساح‬
‫التي توصلت إليها المصلح الم وغرافي علما بأن ملك الواهب الملكور محفظ حاليا تحت رقم ‪/30411‬ر»‪ .‬فإنه نتي ل ما‬
‫كر كله يكون القرار مرتكزا على أساس قانوني والوسيل بال تالي غ ير ج ير باالعت ار"‪ .‬أورده د ع مر أزو كار‪ ،‬التح فيظ‬
‫العقاري في ضوء التشريع العقاري وقضاء محكم اليقض‪ ،‬ميشورا دار القضاء بالمغرب‪،‬ط ع ‪.2014‬‬
‫وكللك قرار ع د ‪ 312‬صادر بتاريخ ‪ 11.1.1444‬ملف م ني ‪ 91-1-1-1154‬غير ميشور‬
‫وقرار صادر عذ م لس األعلى ع د ‪ 1/303‬م رخ في ‪ 1413-1-11‬ملف م ني ع د ‪ 1413-1-1-590‬غير ميشور‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ولطالب التحفيظ أن يصرح بأنه ال علم له بوجود أي تحمل أو حق عقاري‬


‫حالي أو طارئ على الملك المذكورل سوى ما سيصرح به ليدرج في الرسم‬
‫العقاري‪.‬‬

‫‪ -‬بيان أصل التملكل والسندات التي تعرف بحق الملكية لو قد تكون محررات‬
‫رسمية أو عرفية شريطة ان تثبت ارتباط الحق بصاحبه لويأتي ذكرها بطريقة‬
‫تسلسلية تبتدئ بآخر عقد والذي هو أصل تملك طالب التحفيظل إلى أن يصل إلى‬
‫أول عقد لبحيث تتض لنا قصة العقار والمراحل التي مر منها قبل أن يصب مطلبا‬
‫للتحفيظ‪ .‬غير أن هذه البيانات تخص طالب التحفيظ إذا ما كان في إسمه ويملكه‬
‫بصفة منفردةل أما إذا كان مالكا على الشياع فينبغي عليه بيان نسبة الحظوظ‬
‫المشاعة‪.‬‬

‫وقد خص المشرع المحافظ على الملكية العقارية بمهمة مراقبة صحة هذه‬
‫البيانات لذلك أنه في حالة قيام نزاع التحفيظ العقاري وإحالة الملف على المحكمة‬
‫فإن هذه االخيرة ليس من اختصاصها مراقبة صحة هذه البيانات ‪.‬‬

‫غير أنه يمكن لكل شخص تضرر من إغفال المحافظ مراقبته للبيانات أن يسائله‬
‫قضائيا وذلك عن طريق الطعن في قراره المتخذ في هذا االطارل أو في إطار‬
‫دعوى المسؤولية في حالة انتهاء عملية التحفيظ بتأسيس الرسم العقاري للعقار‬
‫‪13‬‬
‫موضوع عملية التحفيظ ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مؤيدات مطلب التحفيظ والواجبات المؤداة عنه أمام المحافظة‬
‫العقارية‬

‫يحتل نظام التحفيظ العقاري مكانة جد مهمة خاصة لدى المهتمين بالعقارل غير‬
‫أن اختيار هذا النظام يتطلب توفر مطلب التحفيظ على الرسوم التي تؤيد ادعاء‬

‫‪ -13‬أنظر مصمفى الكلي خصوصيا المسمر في قضايا التح فيظ الع قاري‪ ،‬ب حث في اليزا عا الم ثار ب س ب الت عرض‬
‫على مملب التحفيظ‪ ،‬أطروح لييل ال كتوراه في القانون الواص‪ ،‬جامع محم األو ‪ ،‬كل ي الع لوم القانون ي واالقت صادي ‪-‬‬
‫وج ‪ ،‬السي ال امعي ‪.1414/1449‬م س‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪21‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫طالب التحفيظ لملكيته للعقار (الفقرة األولى)ل ثم أداء الواجبات المستحقة عن‬
‫‪14‬‬
‫التحفيظ (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الوثائق والرسوم المؤيدة لمطلب التحفيظ‬

‫إن تقديم مطلب التحفيظ يفرض تأييده بالعقود والوثائق التي تثبت مصدر تملك‬
‫طالب التحفيظل والتي من شأنها أن تعرف بحق الملكيةل وقد ترك المشرع هامشا‬
‫كبيرا من الحرية لألطراف بخصوص نوعية وشكل العقود التي يتم التعامل بها في‬
‫المجال العقاري سواء كانت هذه العقود عرفية‪ 15‬أو رسمية‪16‬ل باإلضافة إلى الوثائق‬
‫‪18‬‬
‫الصادرة عن بعض اإلدارات كالشهادة اإلدارية ‪17‬ل وكذلك األحكام القضائية ‪.‬‬

‫‪ - 14‬يحتل نظام التحفيظ العقاري مكان ج صغير في اهتمام اال فراد بميم ق ال شما ‪ ،‬لك أن الح ياز ما تزا ت شكل ل ح‬
‫اآلن العيصر اليفسي األكثر أهم ي في انت قا الملك ي ‪ ،‬فع ي إ برام ع ق ب يع ع قاري مثال‪ ،‬فإن الم شتري ي هتم أك ثر بحياز ته‬
‫للعقار المعيي باألمر ليعت ر نفسه مالكا له بصف نهائي ‪ ،‬أما تح فيظ لك الع قار أو تأ سيس ر سم ع قاري له ف يأتي في در ج‬
‫الحق مذ األهمي ‪ .‬خال م اوي‪ ،‬تمور نظام التحفيظ العقاري بميمق شما المغرب سي ‪ 1991‬ص ‪.59‬‬
‫‪ - 15‬العقود أو المحررا العرفي هي ع ار عذ أوراق ي قوم بتحرير ها األ فراد في ما ب ييهم وف قا إلرادت هم‪ ،‬أو يلت ون في‬
‫أغلب الحاال إلى كتاب عمومييذ لتضميذ اتفاقاتهم في شكل كتابي‪ ،‬وق كان المشر يشترط لصح الورق العرفي التوقيع‬
‫عليها ل ى السلما الموتص ‪.‬‬
‫وإ ا كانت المحررا العرفي أسر في االن از فإنها تتضمذ مواطر ال تحصى ‪ ،‬لك أن ها في غا لب االح يان تع ير سيء‬
‫إلراد المتعاق يذ ‪،‬تتضمذ في بعض األحيان تصرفا باطل إما لموالفتها للقانون و اليظام العام في كثير مذ االحيان ‪،‬ك ما‬
‫أنها عرض للتزوير بأسهل المرق وهلا ما كان يشكل خمرا على الثق في المعامال واستقرارها ‪،‬مما ج عل الم حاكم ت عج‬
‫باليزاعا مذ هلا الق يل‪ ،‬لللك ألغي المشر العمل بالورق العرفي مع د خو ال قانون ال ي ‪ 39-45‬ح يز الي فا ال ماد ‪0‬‬
‫ميه ‪،‬ميشور بال ري الرسمي ع د‪ 2995‬بتاريخ ‪ 1411-11- 10‬ص ‪.2251‬‬
‫أنظر سعاد عاشور‪ ،‬ح ي التس يل وفق نظام التحفيظ العقاري المغربي‪ ،‬الم ع ‪ ،‬األولى‪ ،‬مراكش‪ ،‬أبر يل ‪ ،.1991‬ص‬
‫‪ 90‬فما بع ‪ ،‬ومحم ابذ الحاج السلمي ‪،‬مقاال وأبحاث في التحفيظ العقاري ‪،‬ط ع أولى ‪، 1440‬ص ‪ 141‬فما بع ‪ ،‬وأيضا‬
‫د محم الكش ور‪ ،‬بيع العقار بيذ الرضائي و ال شكل درا س في أح كام الف قه اال سالمي و في ال قانون الو ضعي و في مو قف‬
‫القضاء سلسل ال راسا القانوني المعاصر ‪ 1‬مم ع الي اح ال ي ط ع أولى ‪ 1991‬ص ‪ 11‬فما بع ‪.‬‬
‫‪ - 16‬هي رسوم محرر مذ طرف ال موثقيذ الع صرييذ وف قا للظه ير ال ميظم لمه ي ال موثقيذ بالمغرب ال صادر في ‪ 0‬ماي‬
‫‪ ،1912‬غير أن الموثق العصري ال يمكيه أن يحرر العقود المتعلق بالعقار إال إ ا كان محفظا أو في طور التحفيظ هلا في‬
‫ظل القانون الق يم‪ ،‬أما في القانون ال ي رقم‪ 31.49 :‬ف ق نص الم شر المغر بي في ال ماد ‪ 32‬م يه ع لى ما ي لي‪" :‬يتل قى‬
‫الموثق ‪ -‬ما لم ييص ال قانون ع لى خالف لك ‪ -‬الع قود ال تي ي فرض ال قانون إعماء ها ال ص غ الر سمي المرت م بأع ما‬
‫السلم العمومي أو التي يرغب األطراف في إضفاء هلا المابع عليها ويقوم بإث ا تاريوها وضمان حفظ أ صولها وبت سليم‬
‫نظائر ونسخ ميها‪" .‬‬
‫واألوراق التاي أقرهااا القضااا رساميا فااي الحاااال والشاروط المحا د فااي ظهيار ‪ 1‬يوليااوز ‪ 1910‬المتعلااق باااإلجراءا‬
‫اإلج اري لتحرير الرسوم الع لي ‪،‬أما تحرير العقود مذ طرف الع يتم سواء في الع قار المح فظ أو في طور التح فيظ أو‬
‫غير المحفظ ‪،‬لللك تحضى الوثيق الع لي بأهمي ك ير في إث ا الملك ي وأ صلها وم ص رها وإث ا الح ياز وا ستمرارها‬
‫واستمرار التصرف والتح يس واالراثا والوصايا والتيزيل ‪...‬‬
‫وكللك القرارا الصادر عذ المحاكم المغربي واألجي ي ‪ ،‬للمزي مذ التوسع أنظر سعاد عاشور مرجع سابق ص ‪141‬‬
‫فما بع ‪ ،‬و محم بذ الحاج السلمي ‪ ،‬سياس التح فيظ الع قاري في الم غرب‪ :‬بيذ اإل شهار الع قاري والتو ميط االجت ماعي ‪₋‬‬
‫االقت صادي‪ ،‬مي شورا ع كاظ الم ع ‪ 1441‬ص‪ 111،‬ف ما ب ع ‪ ،‬د مح م الح ياني ن ظام التح فيظ الع قاري المغر بي‪ ،‬ط ع‬
‫م سس اليول للكتاب‪ -‬وج ‪ ،‬الم ع األولى ‪، 1440/1012‬ص ‪ 1‬فما بع ‪.‬‬
‫‪ -17‬أنظر ملكر المحافظ العام رقم ‪ 1401‬و و م م خ ‪/‬م صادر بتاريخ ‪ 1444‬في شأن تم يق مقت ضيا ال قانونيذ‬
‫رقم ‪ 94.12‬و ‪ 11.94‬ورد فيها ‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وهذا ما نص عليه المشرع الفصل ‪ 13‬من ظلتلع عندما أوجب تقديم طالب‬
‫التحفيظ أن يبين أنه يحوز كل العقار أو جزءا منه مباشرة أو عن طريق الغيرل‬
‫وذلك حتى يثبت مصدر تملكه كأن يتعلق األمر بالشراء أم باإلرث أو بالحيازةل البد‬
‫أن يكون واحد من األصول على األقل قد أنجز داخل مدة السنوات العشر األخيرة‬
‫‪19‬‬
‫السابقة عن التفويت ألن هذه المدة هي أقل مدد الحيازة االستحقاقية‪.‬‬

‫وأكد ذلك المحافظ العام في المذكرة الموجهة للسادة المحافظين والتي يحثهم‬
‫فيها على الحرص على أن تتضمن مطالب التحفيظ البيانات الواردة في الفصل ‪13‬‬
‫من ظلتلع بكل دقة وتفصيل وأن يولوا كفاية العقود والمستندات المدعمة للمطالب‬
‫المذكورة أهمية قصوى ال تقل في شيء عن األهمية التي يولونها لنفس هذه العقود‬
‫‪20‬‬
‫وهم بصدد إصدار قرار التحفيظ ‪.‬‬

‫لذلك ينبغي لكل شخص يدعي ملكية عقار أو حق عيني عليه لأن يحصل على‬
‫سند يثبت له هذه الملكية ويحميه من دعاوى االستحقاق ويسمى بسند الملكية أو‬
‫أصل التملك ‪.‬‬

‫وأصل الملكية العقارية بالنسبة للعقارات غير المحفظة تكون إما عبارة عن‬
‫قرائن على الملكل أو أسبابا لنشأة الملك ‪.‬‬

‫فأصول الملكية التي تعتبر قرائن على الملك تتمثل في ‪:‬‬

‫" لق انتهى إلى علمي أن بعض المحافظيذ ورؤساء المسح العقاري يرفضون طل ا للتقسيم وفق باإل ن الصادر عذ رئيس‬
‫الم لس ال ماعي ط قا لل ماد ‪ 11‬مذ ال قانون ر قم ‪ ،12.94‬أو طل ا إل ي ا ن ظم للملك ي الم شترك م صحوب بت صاميم‬
‫معماري مصادق عليها «ب ون تغيير» مذ طرف رئيس الم لس ال ماعي‪ ،‬و برخص ال ياء المتعل ق ب ها صادر عذ ن فس‬
‫ال ه ‪ ،‬ويعللون رفضهم لك بع م مصادق الوكال الحضري على الوثائق الملكور ؛ يشرفيي أن أ كركم بأن اإل ن بالتق سيم‬
‫أو اإلشهاد بأن العملي ال ت خل في نماق القانون رقم ‪ ،12.94‬هو مذ اختصاص رئيس الم لس ال ماعي ط قا لل ماد ‪،29‬‬
‫كما ي قى الترخيص بال ياء مذ اختصاصه أيضا وفق الماد ‪ 01‬مذ القانون رقم ‪ 11.94‬المتعلق بالتعمير‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪₋ AZAMI OMAR : «la portée de l effet constitutif et de la force probante des inscriptions‬‬
‫‪sur les livres fonciers , diplôme des études supérieures en droit privé, Université Med V,‬‬
‫‪Faculté des sciences juridique, économiques et sociales, Rabat, année universitaire‬‬
‫‪1986₋1987, p 63.‬‬
‫‪ -19‬أنظر الفصل ‪ 13‬مذ ظ‪. ، ،‬‬
‫‪ -20‬أنظر ملكر المحافظ العام الصادر بتاريخ ‪ 1414-2-11‬تحت رقم ‪ 442121‬مذ الملحق ‪.1‬‬

‫‪22‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫‪ -‬الحيازة ‪ :21‬وهي وضن االنسان يده على عقار غير محفظ يبقى تحت‬
‫تصرفه مدة من الزمن أقلها ‪ 11‬سنواتل وهذا ما أكد المجلس األعلى في أحد‬
‫حين اعتبر أن مدة التقادم بين األقارب ليست ‪ 11‬سنة المقررة لتقادم‬ ‫‪22‬‬
‫قراراته‬
‫الدعاوى الناشئة عن االلتزامات طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 387‬من قلل لع لوإنما‬
‫تطبق قواعد الفقه االسالمي التي تقرر لذلك مدة أطول للتقادم المكسب بين األقارب‬
‫‪23‬‬
‫في ‪ 41‬سنة فما فوق ‪.‬‬

‫ويجب أن تكون هذه الحيازة هادئة ومستمرة دون منازع عليها وال معارض لها‬
‫لوأن ينسب الملك لنفسهل وينسبه الناس إليه وهو ما صار عليه قضاء المجلس‬
‫‪24‬‬
‫األعلى في قراراته‪.‬‬

‫‪ - 21‬أنظر د محم ابذ مع وز‪ ،‬الحقوق العييي في الفقه اإلسالمي والتقييذ المغربي‪، ،‬ص‪ 314‬فما بع ‪.‬‬
‫‪ -22‬قرار ع د ‪ 1025‬صادر ب تاريخ ‪ 1411-43-19‬م لف م ني ‪ 1414/3/1/3114‬مي شور بم ل مل فا عقار ي ال ع د‬
‫االو ‪ 1411‬ص ‪.114‬‬
‫‪ - 23‬م الحياز بيذ األجانب عذ العائل هي ‪ 04‬سي وبيذ االقارب ‪ 04‬سي وبيذ االب واألبياء ‪ 14‬سي ‪.‬‬
‫‪ -‬حياز األجانب‪:‬‬
‫فا ا كان ال يزا ع لى الح ياز بيذ االجا نب‪ ،‬وت يذ ان الح ياز ال شرعي طا لت اك ثر مذ ع شر سييذ‪ ،‬مع ت صرف ال حائز‬
‫تصرف المالك لملكه ونس الملك إلى نفسه وال ياس يي س ونه إل يه كللك ب ون م ياز ‪ ،‬فيك في لك ل ع م سما نزا ال قائم‪،‬‬
‫وي ب رده‪ ،‬وال تسمع دعواه‪ ،‬تم يقا لليصوص الفقهي في ال اب‪ ،‬والتي تكاد تتفق جلها على هلا الم ا‪ ،‬وسواء كان االج يي‬
‫شريكا أو غير شريك‪ ،‬كما اشار لللك شراح‪.‬‬
‫التحف ل ى قوله ‪:‬‬
‫عشر سييذ فالتملك استحق‬ ‫واالجي ي ان يحز اصال بحق‬
‫والشيخ خليل عي وقوله ‪ " :‬وان حاز اجي ي غير شريك عشر سييذ"‪.‬‬
‫وابذ ابي زي القيراوني عي قوله ‪ :‬ومذ حاز دارا على حاضر عشر سييذ‪.‬‬
‫‪ -‬حياز األقارب‪:‬‬
‫االخو واالعمام واالصهار ‪:‬‬
‫أما إ ا كان اليزا الرائج على الحياز بيذ االقارب واالصهار‪ ،‬فانه يكاد يقع االتفاق أيضا على انه ال حياز بيذ االقارب إال‬
‫بع مرور اربعيذ سي ‪ ،‬وانقصتها بعض القوانيذ الم ني العربي الحاضر ‪ ،‬وجعلت ها خم س وثال ثيذ سي ‪ ،‬وق ي وا لك في ما‬
‫ا ا لم يكذ بيذ اوليك االقارب مشاحي أو ع او ت عل دعوى المسامح في التصرف ع ي م اال ثر‪ ،‬واال فيم ق ع ليهم ح كم‬
‫الحياز بيذ االجانب‪.‬‬
‫وهله االحكام هي مضمذ ما عي ابذ عاصم في مسال الحياز بيذ االقارب‪ ،‬حيث قا ‪:‬‬
‫بحسب اعتمارهم يوتلف‬ ‫واالقربون حوزهم موتلف‬
‫والزر لالرض واالعتمار‬ ‫فان يكذ بمثل سكيى ال ار‬
‫و و تشاجر كاالبع يذ‬ ‫فهو ما ي وز االربعيذ‬
‫والغرس أو عق الكراء قوالن‬ ‫وفيه باله م وال ييا‬
‫أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬وشي المعاصم في شرح تحف ابذ عاصم ألحم اليزناسي‪ ،‬دراس وتحقيق د مرزوق أيت الحاج‪ ،‬ال زء الثاني‪.103 :‬‬
‫‪ -24‬قرار محكم اليقض ع د ‪ 1151‬الصادر بتاريخ ‪ 11‬ماي ‪ 1411‬جاء ف يه‪ ":‬ح يث صح ما عا به ال ماعذ ع لى ال قرار‪،‬‬
‫لك أنه است ع حيازته للم عى فيه بعل أن "حياز المتعرض تعت ر غ ير هاد ئ وغ ير مك س للم لك"‪ ،‬وخ لص ال قرار إ لى‬
‫الحكم بصح تعرضه في ح ود نصف الم عى فيه بعل أنه "أمام انع ام اإلث ا ألي طرف وانع ام الحياز القانوني الهاد ئ‬
‫ألي ميهما‪ ،‬فإنه يتعيذ إعما القاع الفقهي التي أشار إليها ابذ عاصم بقوله‪" :‬‬

‫‪23‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫غير أن الفقه المغربي اعتبر الحيازة سببا للملكل وليست قرينة على الملك وهو‬
‫ما تبناه المشرع من خالل ما جاء في المواد ‪ 239‬و ‪ 261‬من ملحلع ‪. 25.‬‬

‫ليسطر شروطها كما‬ ‫‪26‬‬


‫ثم عاد المشرع المغربي في المادة ‪ 241‬من ملحلع‬
‫‪27‬‬
‫استقاها من الفقه المالكي معتبرا بذلك أن الحيازة قرينة على الملك‪.‬‬

‫وال ي وال شهي ي عى‪.‬‬ ‫والشيء ي عيه شوصان معا‬


‫و لك حكم في التساوي ملتزم"‪،‬‬ ‫يقسم ما بييهما بع القسم‬
‫في حيذ أن الح ياز وإن لم ت كذ هاد ئ وال مك س للم لك فإن ها مع لك تر تب أثر ها ال قانوني في ا ل عوى بتح ي مرا كز‬
‫األطراف القانوني مذ حيث اإلث ا ‪ ،‬وبالتالي فإن تم يق ح كم القا ع الفقه ي الم شار إلي ها ال م حل له في الياز ل ‪ ،‬إ كان‬
‫على المحكم مص ر القرار فيما إ ا ث ت لها أن المتعرض هو صاحب ال ي أن ت ياقش ح طا لب التح فيظ وتر تب نتي‬
‫لك على ال عوى سل ا أو إي ابا‪ ،‬وهو ما لم تفعله ف اء قرارا ها غ ير مرت كز ع لى أ ساس قانوني"‪ .‬الم ل ‪ ،‬مل فا عقار ي‬
‫قضايا التحفيظ العقاري – ع د ‪ ،2‬الصادر بتاريخ ‪ ،1412‬ص ‪33‬‬
‫‪ - 25‬نصت الماد ‪ 139‬مذ م‪،‬ح‪ ،‬على أنه " تقوم الحياز االستحقاقي على السيمر الفعلي على الملك بيي اكتسابه‪.‬‬
‫وال تقوم هله الحياز لغير المغارب مهما طا أم ها‪".‬‬
‫ونصت الماد ‪ 114‬مذ م‪،‬ح‪ ،‬على أنه " يترتب على الحياز المستوفي لشروطها اكتساب الحائز ملكي العقار‪".‬‬
‫‪ -26‬نصت الماد ‪ 104‬مذ م‪،‬ح‪ ،‬على أنه" يشترط لصح حياز الحائز‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون واضعا ي ه على الملك؛‬
‫‪ .1‬أن يتصرف فيه تصرف المالك في ملكه؛‬
‫‪ .3‬أن ييسب الملك ليفسه‪ ،‬والياس ييس ونه إليه كللك؛‬
‫‪ .0‬أال ييازعه في لك مياز ؛‬
‫‪ .2‬أن تستمر الحياز طو الم المقرر في القانون؛‬
‫‪ .1‬وفي حال وفا الحائز يشترط باإلضاف إلى لك ع م العلم بالتفويت‪" .‬‬
‫‪ -27‬جاء في اح ى قرارا محكم اليقض المغرب ي ما ي لي‪" :‬ل كذ ردا ع لى الو سيل أ عاله فإن ال قرار لم يعت م ف قط ع لى‬
‫اإلحصاء الميتق ‪ ،‬وإنما اعتم وباألساس على ما ت ث له مذ قيام حال ال شيا في ال م عى ف يه بيذ موروث ال ماعذ وأخ يه‬
‫موروث المملوبيذ في اليقض‪ ،‬مذ خال قيام هلا األخير بكراء الم عى فيه للم ستثمر اإل س اني ح سب ع ق ال كراء ال م رخ‬
‫في يياير ‪ 1911‬وت ي هلا العق مذ طرف ورث ته المم لوبيذ في ا ليقض ب تاريخ ‪ ،1913/11/11‬و كلا ب ي يتهم ع د ‪121‬‬
‫المي ز بتاريخ ‪ 1441/1/14‬المفي لهلا الشيا ‪ ،‬مما ال م ا معه الست ال الماعذ بالملكي ع د ‪ 112‬المتضمي انحصار‬
‫الشيا بيي ه وبيذ أخويه أحم ولحسذ فقط وال بحيازته ما دا مت لم تث ت أي ق سم بي يه و بيذ شركائه ع لى ال شيا ‪ ،‬و ميهم‬
‫المملوبيذ في اليقض‪ ،‬ما دام ت ي كراء الم عى ف يه مذ المم لوبيذ كان في دجي ر ‪ 1913‬وتعر ضهم في ‪ 1953‬أي ق ل‬
‫مرور أم التقادم بيذ األقارب خالفا لما تمسك به الماعذ‪ .‬لللك ولما لمحكم القرار مذ سلم في تق ير الح ج واستوالص‬
‫قضائها ميها فإنها حيذ عللت قرارها" بأن وثائق الملف تث ت أن وا ل المت عرض كان م مذ يم لك ع لى ال شيا مع موروث‬
‫طالب التحفيظ األرض المسما "فورار "‪ .‬وس ق ألخوي طا لب التح فيظ الم سمى الح سذ ووا ل المت عرض أن أكر يا الع قار‬
‫الملكور للمستثمر اإلس اني حسب عق الكراء الم رج بالملف‪ ،‬ثم أ ن للمسمى الحسيذ بذ الحسذ ابذ أخ طالب التحفيظ‪ ،‬مذ‬
‫طرف وال المتعرض بع وفا زوجها في ت ي عق الكراء ليفس األرض‪ .‬وأن ملك ي طا لب التح فيظ ال تي أن ز ها بمع ي‬
‫أخويه الحسذ وأحم تتعارض مع الملكي التي أن زها أخوه الحسذ في اسم ورث وال ه وبقي األشواص المشاع بييهم‪ .‬وأن‬
‫ادعاء الحياز مذ طرف طا لب التح فيظ ال يع مل به مادا مت أرض ال يزا ع لى حا ل ال شيا بيذ جم يع ال مالكيذ و لم تتم‬
‫ق سمتها ب ييهم‪ .‬ولفيف ي المتعر ضيذ ع د ‪ 211‬صحيف ‪ 111‬و تاريخ ‪ 1441/1/14‬ت شه ل مورثهم ع ال سالم (ف) بملك ي‬
‫الثلث في أرض اليزا ‪ ،‬وانتقل مذ بع ه لورثته‪ ،‬تم استحو عليه طالب التحفيظ وأخويه الح سذ وأح م ‪ ،‬والح ياز الم س س‬
‫على الغصب والتع ي ال أثر لها‪ ،‬فإنه نتي لما كر كله يكون ال قرار المم عون ف يه مع لال ب ما ف يه الكفا ي والو سيل بال تالي‬
‫غير ج ير باالعت ار‪.‬‬
‫لللك قضى الم لس األعلى برفض الملب‪.‬‬
‫قرار ر قم ‪ 1541‬ب تاريخ ‪ 10‬يون يو ‪ 1411‬في الم لف ال م ني ع د‪ ،153111111414 :‬مي شور بم ل ت وتص بي شر أ ح ث‬
‫قرارا محكم اليقض في ميازعا العقار‪ ،‬ملفا عقاري قضايا التحفيظ العقاري ع د ‪ 2‬السي ‪.1412‬‬

‫‪24‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫في حين يعتبر الفقه المالكي أن الحيازة المجردة ال تدل على الملكل وال تعتبر‬
‫‪28‬‬
‫أصال للملك ما لم تكن مستندة إلى شراء أو هبة ونحوهما ‪.‬‬

‫‪ -‬الحكم القضائي النهائي ‪ :‬إن صدور حكم نهائي يقضي باستحقاق شخص‬
‫لعقار غير محفظ يثبت ملكية هذا االخير للعقار للذا فإن هذا الشخص يعتبر مكتسبا‬
‫لذلك الحق ويمكنه أن يتصرف فيه وأن يطلب تحفيظه لوذلك انطالقا من القاعدة‬
‫التي تقضي بأن الحكم يعتبر معلنا للحق الذي هو موضوع الدعوى ال منشئا له‬
‫‪29‬‬
‫لومعنى هذا أنه من حكم له بشيء يعتبر مالكا له‪.‬‬

‫‪ -‬رسم إحصاء متروك‪ 30 :‬رسم يثبت ويحصي ما تركه الهالك وهو مجرد زمام‬
‫ال يثبت به الملكل وحجيته تنحصر بين المشهود لهم فيه والمقرين بهل وال يمكن أن‬
‫يواجه به الغير وهذا ما ذهب إليه المجلس األعلى في إحدى قراراته حيث اعتمد‬
‫‪31‬‬
‫على حيثية وحيدة مفادها أن الرسم المذكور غير كاف إلثبات االستحقاق ‪.‬‬

‫ويمكن أن يعتبر المحافظ في بعض االحيان رسم إحصاء متروك في حاالت‬


‫معينة أصال للتملكل وذلك إذا تجاوز تاريا تحريره أكثر من عشر سنوات لوأن‬
‫اإلشهاد كان با للفيفل وأن الشهود يقطنون في موقن العقار لكما يشترط أن يكون قد‬

‫‪ - 28‬راجع بو صوص هلا الموضو محم الق وري ‪،‬ح ياز الع قار وح ياز الم يافع وأح كام الم ياه ود عاوى حما ي الح ياز‬
‫‪،‬الم ع األولى ‪ ،1442‬دار األمان لليشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -29‬د محم ابذ مع وز ‪،‬م س‪ ،‬ص ‪ 301‬فما بع ‪.‬‬
‫إحصاء الترك أو إث ا متولف أو زمام متروك أو موجب بمتروك‪ ،‬هي ع ارا مستعمل عاد في م ا التوثيق ‪-‬‬
‫‪30‬‬

‫الع لي‪ ،‬وهي اصمالحا توثيقي تملق في أوساط الع و والمهتميذ بالشأن التوثيقي ويراد بها إث ا ملكي الموروث لما‬
‫خلفه لورثته مذ بع وفاته‪ ،‬ونقله إليهم عذ طريق اإلرث‪ ،‬و لك بغض اليظر عذ وسيل إث ا لك‪ ،‬أي سواء كانت الوسيل‬
‫في لك م رد تصريحا جميع الورث إ ا كان مذ بييهم وارث قاصر أو غائب‪ ،‬أو تصريح أح هم إ ا كانوا ‪ -‬جميعا ‪-‬‬
‫رش اء وكان بحوزته رسوم ملك الموروث لما ييوي إحصاؤه‪ ،‬أو كان لك بواسم شهاد الع و العلمي ‪ ،‬أو شهاد اللفيف‬
‫عي االقتضاء‪ .‬أنظر بوصوص هلا الموضو محم الكويط‬
‫صفح في االنترنت‪http://evidorgom.blogspot.com/2016/03/blog-post_13.html‬‬
‫‪ -31‬قرار الم لس األعلى ع د ‪ 122‬صادر بتاريخ ‪ 1414/1/11‬غير ميشور‪.‬‬
‫جاء فيه ‪ ":‬لكذ ردا على اآلس اب أعاله م تمع لت اخلها ‪،‬فإن الوقوف على عيذ الم كان أو اال ستما لل شهود باعت اره مذ‬
‫إجراءا التحقيق ال تقوم به المحك م إال إ ا كان ضروريا للف صل في ال يزا وان المحك م ط قا للف صل ‪ 31‬مذ ظ‪، ،‬‬
‫ت ت في الحق الم عى به مذ المتعرض وط يعته وم اه‪ ،‬وهو ما يعيي أنه هو الم عي المكلف بإث ا تعر ضه بح معت ر‬
‫شرعا وال تياقش ح طالب التحفيظ إال بع قيام المتعرض بللك ‪،‬وال يستفاد مذ مستي ا الملف أنهم أدلوا بالح المعت ر‬
‫إث ا تملكهم لعقار المملب ‪،‬وال أث توا أن العقار بحيازتهم ‪،‬إ أن رسم االحصاء الم لى به مذ طرفهم لتعزيز التعرض هو‬
‫م رد زمام اليث ت به الملك‪ ،‬وح يته تيحصر بيذ المشهود لهم فيه والمقريذ به وال يم كذ أن يوا جه به الغ ير ‪،‬و لللك فإن‬
‫القرار حيذ علل بأن "رسم لفيف متروك اللي أدلي به في هله المرح ل غ ير كاف إلث ا ا ستحقاق ال م عى ف يه لو لوه مذ‬
‫شروط الملك " فإنه نتي لللك يكون القرار غير خارق للمقتضيا المحتج بها ومرتكزا على أساس قانوني‪ ،‬ومع لال تع ليال‬
‫سليما واالس اب كلها غير ج ير باالعت ار لهلا قضت محكم اليقض برفض الملب وتحميل الماعييذ المصاريف‬

‫‪25‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫تمت المخارجة أو المقاسمة أو تنازل أو أي تصرف من قبيل هذه التصرفاتل وذلك‬


‫بين الورثة المتروك لهم العقار ‪.‬‬

‫كما قد يكون أصل الملكية أسبابا لنشأة الملك وتشتمل على العقود و التصرفات‬
‫العقارية‪.‬‬

‫فالعقود تكسب الملكية سواء كانت هذه العقود عرفية أو رسميةل وسواء كانت‬
‫معاوضات كالبين والتنازل بعوض ‪...‬أو تبرعات كالهبة والصدقة ‪.‬‬

‫كما أن من العقود ما يتوقف على إرادتين كعقود األشرية لو منها ما يتوقف‬


‫‪32‬‬
‫على إرادة واحدة كعقود الهبات ‪.‬‬

‫لكن رسوم األشرية وما شاكلها من رسوم التفويتات عامةل ال تفيد الملك إال أن‬
‫تستند هي نفسها إلى أصول تملك معتبرةل فالتفويتات المجردة عن هذه األصول ال‬
‫تفيد الملك وال تدل عليه‪.‬‬

‫غير أن هذه العقود تعد أقوى من رسوم الحيازة أو الملكية أو االستمرار التي‬
‫ليست إال قرائن على الملك أو مظهرا من مظاهرهل وقد ذهب المجلس االعلى إلى‬
‫ترجي ملكية أحد أطراف دعوى االستحقاق إذا تضمنت أصل المدخلل وكانت‬
‫ملكية خصمه خالية منهل ألنه من المقرر في قواعد الفقه المالكي أنه إذا شهدت بينة‬
‫بالملك من بيان سبب التملك لوشهدت بينة الخصم بالملك دون بيان سبب التملك‬
‫‪33‬‬
‫لترج االولى على الثانية ‪.‬‬

‫ما يمكن استخالصه من هذه المناقشة أن أصل التملك في مجال العقارات غير‬
‫محفظة يطرح إشكاال على مستوى الفقه المالكيل والتشرين الوضعي في الوثائق أو‬
‫الرسوم من قبيل البين أو الصدقة أو غيرها من الرسوم التي تعتبر أصال للتملكل‬
‫وفي مدتها التي يشترط فيها أن تكون عشر سنوات وهي أقل مدة لحيازة االستحقاقل‬
‫وهذا االشكال ينعكس من الناحية العملية على المحافظين على االمالك العقارية‪.‬‬
‫‪ - 32‬أنظر د محم ابذ مع وز ‪،‬م س‪ ،‬ص ‪ 313‬فما بع‬
‫‪ -33‬قرار ع د ‪ 1343‬صادر بتاريخ ‪ 1411-42-11‬في الملف الم ني ع د ‪ 1445-3-1-1139‬ميشور بم ل ملفا عقار ي‬
‫الع د االو ‪ 1411‬ص ‪. 99‬‬

‫‪26‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫غير أن المشرع في ظهير التحفيظ العقاري اكتفى بإلزام طالب التحفيظ أن يقدم‬
‫من مطلبه أصوال أو نسخا رسمية للرسوم والعقود والوثائق التي من شأنها أن‬
‫‪34‬‬
‫تعرف بحق الملكية وبالحقوق العينية المترتبة على الملك‪.‬‬

‫وهذا يعني أن المحافظ يقن عليه عبء اختيار الرسوم التي من شأنها التعريف‬
‫بحق الملكية لوالتأكد من أن طالب التحفيظ يملك فعال العقار المراد تحفيظهل كما‬
‫يمكنه من تلقاء نفسه أن يطلب الرسوم التي يراها ضرورية لتأييد مطلب التحفيظل‬
‫كرسم استمرار الملك للتأكد من استمرار حيازة طالب التحفيظ للملك إذا كانت المدة‬
‫الفاصلة بين تاريا تحرير العقد وتاريا تقديم المطلب طويلةل كما يمكنه االستغناء‬
‫عنه لوهو ما أكده المجلس االعلى في إحدى قراراته حينما اعتبرت المحكمة أن‬
‫رسم الملكية المنجز سنة ‪ 1934‬المستدل به من طرف المتعرض قد انتهى مفعوله‬
‫ولم يثبت استمرار آثاره من تاريا التملك إلى تاريا تقديم المطلب لوتكون قد‬
‫استبعدت حجته دون موجب لذلك أن البينة الشاهدة بالملك تبقى مصاحبة لألصل‬
‫المشهود بهل وهو الملكل إلى أن يقوم الدليل على خالف ذلك لفإذا هي رأت ما‬
‫شهدت به الملكية كان عليها أن تتأكد من ذلك بإجراء األبحاث المفيدة قصد تأسيس‬
‫‪35‬‬
‫قضائها على الجزم واليقين ‪.‬‬

‫غير أن األمر يحتاج إلى التفاتة الدارسين لقضايا العقار غير المحفظ والموثقين‬
‫والقضاة والمحافظين على االمالك العقارية وذلك لإللمام بهذه المعضلةل خاصة أننا‬
‫نمارس هذه المعضلة بشكل يومي حيث نصطدم في الواقن من أعراف األفراد‬
‫بمنطقة الشمال على العمومل حيث ال يهتم هؤالء بنظام التحفيظ العقاري وأن الحيازة‬
‫ما تزال تشكل لحد اآلن العنصر النفسي األكثر أهمية وذلك على اعتبار أن حيازتهم‬

‫‪ -34‬وهلا ما أك ه الفصل ‪ 10‬مذ ق‪. ، ،‬‬


‫‪ -35‬قرار ع د ‪ 1113‬الصادر بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ 1411‬ملف م ني ع د ‪ 1449/1/1/ 1013‬جاء فيه " حيث صح ما عا به‬
‫الماعذ على القرار ‪ ،‬لك أنه اعت ر ملكيته الم سس سي ‪ 1930‬ميتهي المفعو بتاريخ تأسيسها‪ ،‬في حيذ أن ال ي ي ال شاه‬
‫بالملك ت قى مستصح لألصل المشهود به وهو الملك إلى أن يقوم ال ليل على خالف ما شه به‪ ،‬وأن المحك م م ص ر‬
‫القرار الممعون فيه إ ا رأ خالف ما شه به الملكي الملكور كان عليها أن تتأك مذ لك بإجراء األبحاث المفي ق ص‬
‫تأسيس ق ضائها ع لى الي قيذ‪ ،‬و هو ما لم تفع له ف اء قرار ها غ ير مرت كز ع لى أ ساس قانوني م ما عر ضه بال تالي ل ليقض‬
‫واإلبما "‪ .‬مأخو مذ قضايا التحفيظ العقاري‪ ،‬ملفا عقاري ‪ ،‬محكم اليقض‪ ،‬ع د ‪ 2‬سي ‪ ،1412‬ص ‪. 31‬‬

‫‪27‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الفعلية للعقار هي سند ملكيتهمل وأنهم يكتفون برسم استمرار الملك أو إحصاء‬
‫متروك أو إراثةل ويعتبرونه أصال لتملكهم للعقارات ‪.36‬‬

‫وغالبا ما تضين حقوق هؤالء خاصة أمام وجود شبكة من السماسرة ومحتكري‬
‫العقارات الذين يستغلون مثل هذه الظروف فيقومون بأعمال النصب واالحتيال‬
‫واإلتيان بعقود لعقارات في منطقة أخرىل ليطلبوا استنادا إليها تحفيظ العقارات التي‬
‫يكتسبون أصحابها رسوم غير كافية لتأييد ملكيتهمل كرسم استمرار الملكل أو‬
‫إحصاء متروك أو إراثات غير مرفوقة بعقود أخرى‪.‬‬

‫لذا نؤيد الرأي الذي يدعو أن يتقيد التشرين المطبق في هذا الخصوص بمراعاة‬
‫الفقه المالكي ومبادئ الشريعة وقواعد العدالة ومتطلبات النظام العامل وأن ال يأتي‬
‫بطريقة تصادم الواقن التوثيقي وأعراف أناس ببعض المناطقل وتجعل تطبيقها‬
‫مرهقا أو صعبا أو مستحيالل من مراعاة عدم ضياع حقوقهم تحت أي مبرر‬
‫موضوعي أو إجرائي لوهذا سيجلب االستثمار ويحقق العدالة العقارية والسلم‬
‫‪37‬‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫كما اشترط المشرع أن تكون هذه الوثائق محررة باللغة العربيةل وفي حالة ما‬
‫إذا كانت تلك الوثائق المدلى بها محررة بلغة أجنبيةل يمكن للمحافظ أن يطلب‬
‫ترجمتها على نفقة طالب التحفيظل وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 11‬من ظل ت لع‪.‬‬

‫ويجب على ط الب التحفيظ أن يعزز طلبه بجمين الوثائق و الرسوم المؤيدة لهل‬
‫كلما كانت بحوزتهل و إذا كان طالب التحفيظ ال يحوز ما يثبت حقوقهل فإن المشرع‬
‫في القانون السابق كان يعفيه من اإلدالء بالوثائق الموجودة في حوزة الغيرل بل كان‬
‫يكفيه إشعار المحافظ وبيان الجهة التي في حوزتها ما يثبت حقوقه لأما في القانون‬

‫‪ - 36‬الب أن يكون واح مذ األصو على األقل ق أن ز داخل م ال سيوا الع شر األخ ير ال سابق عذ التفو يت‪ ،‬ألن هله‬
‫الم هي أقل م د الح ياز اال ستحقاقي ‪ ،‬فإن كا نت الر سوم كل ها تر جع إ لى ف تر ما ق ل ال سيوا الع شر‪ ،‬فيك لف الرا غب‬
‫بالتفويت بإقام رسم ملكي ‪.‬‬
‫‪ - 37‬أنظر ع اللميف الودناسي‪ ،‬دور رسم الملكي ورسم االستمرار في عملي التحفيظ ‪،‬م ل االمالك‪ ،‬م ل فصلي تع يى‬
‫بال راسا القانوني والفقهي ‪ ،‬الع د المزدوج الرابع والوامس ط ع ‪ 1441‬ص ‪ 129‬فما بع ‪ ،‬و محم الكويط‪ ،‬ص ‪. 19‬‬

‫‪28‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الجديد فقد ألغي هذا المقتضى وجعل من االدالء بالحجج والمستندات مسألة تخص‬
‫طالب التحفيظ لفهو الملزم بالبحث عنها واالدالء بها ‪.‬‬

‫وعليه ال يمكن أن يفت مطلب التحفيظ دون وثائق أو حجج مؤيدة للمطلبل بل‬
‫أكثر من ذلك يجب على المحافظ أن يحرص على توفر السندات المدعمة لمطلب‬
‫التحفيظ على الشروط الشكلية والجوهرية المتطلبة قانونال وأن يولي أهمية خاصة‬
‫الرتباط العقود المذكورة بالعقار المطلوب تحفيظه ‪.‬‬

‫وإذا كان طالب التحفيظ يفترض فيه أنه المالك الحقيقي سواء كان يستند في ذلك‬
‫على الحيازة المكسبة للملكية أم على أسباب أخرى لإال أن هذه الفرضية ليست‬
‫سوى مجرد قرينة بسيطة تقبل إثبات العكس لبحيث يحق لكل من له حق على ذلك‬
‫العقار موضوع طلب التحفيظ أن يدحض هذه القرينة ويتقدم بتعرض على التحفيظ‬
‫‪38‬‬
‫خالل اآلجال المحددة ‪.‬‬

‫وبالتالي يجب على المحافظ أن يقتصر عند فت مطلب التحفيظ على السندات‬
‫التي تفيد التملك كرسم الملكيةل وعقود التفويتات سواء كانت بعوض أو بدون‬
‫عوضل واستمرار الملكل شريطة أن تكون قد مرت عليها مدة الحيازة المعتبرة‬
‫شرعا‪.‬‬

‫ويجب أن تكون هذه العقود و السندات مرتبطة بالعقار المراد تحفيظه لوأن يتم‬
‫فيها التنصيص على مساحة وحدود العقار المطلوب تحفيظهل كما يجب أن تكون‬
‫هذه العقود والسندات المدلى بها متكاملة ومترابطة فيما بينها وغير متناقضة ‪.‬‬

‫كما يجب على المحافظ عدم التساهل في قبول إيداع مطلب تحفيظ بسندات أبعد‬
‫ما تكون عن إثبات التملكل كتدعيم مطلب التحفيظ برسم إراثة أو رسم إحصاء‬
‫متروك محرر بناء على تصري الورثةل أو رسم إثبات بين بشهادة الشهود لوهو ما‬
‫‪39‬‬
‫أكد عليه المحافظ العام في مذكرته‪.‬‬

‫‪ - .38‬د محم خيري‪ ،‬مست ا قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي ‪،‬ص ‪ 120‬فما بع ‪.‬‬
‫‪ - 39‬أنظر ملكر المحافظ العام رقم ‪ 442121‬السابق كرها ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وعليه اذا كان يبدو لغير المتمرسين في الميدان العقاري لأن سلطة المحافظ‬
‫العقاري في تفحص الوثائق مقيدة لفإنه في الواقن العملي يحظى المحافظ بسلطة‬
‫واسعة النطاق في تفحص مختلف البيانات بكل دقة وعناية لوال يقتصر على تلك‬
‫المرسومة والمعهودة لبل يتعدى ذلك إلى مراقبة العقود والوثائق المدعمة لطلبات‬
‫التحفيظل وهل هناك تناقض في محتوياتها وتعارض في مضامينهال ومدى وجود‬
‫اختالالت تمس أصل الملكل وتسلسل أصحابه لوتواريخه وتعيين الملك لوالحالة‬
‫المدنية للمستفيدينل ومدى الحقوق التي تعود لهم أصالل وعدد الشهود لوخاتم‬
‫السلطة المختصة لقضائية كانت أم إدارية ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى طرح عدة أسئلة عن حيازة الملك و موقعه وصاحبهل وذلك إذا ما‬
‫بدى له الغموض وراودته الشكوك بخصوص العقود وعالقتها بالعقار المراد‬
‫تحفيظهل وهو موقف صائب خاصة أمام ورود شكايات على المحافظ تطعن في‬
‫‪40‬‬
‫صحة بعض العقود‪.‬‬

‫ونحن نؤيد بهذا الخصوص االتجاه القائل بتوسين سلطات المحافظ العقاري في‬
‫هذا المجالل خصوصا وأنه مؤهل قانونا للقيام بهذه المهمة واكتسب تجربة تؤهله‬
‫للقيام بهذه المراقبة‪.‬‬

‫وهذا التوسن يجد أساسه في ناحيتين‪ :‬فمن الناحية األولى إذا تمت إجراءات‬
‫مسطرة التحفيظ دون تقديم أي تعرضل فإن العقود تصب منعدمة األثر وبالتالي‬
‫تنفلت من الرقابة‪.‬‬

‫غير أن بعض الفقه يرى بأنه ليس للمحافظ الحق في بحث العقود والمستنداتل‬
‫ألنه ليس سلطة قضائيةل وليست له الصفة للحسم في صحة الرسوم والوثائق المدلى‬

‫‪ - 40‬را جع د مح م الح ياني ‪،‬الم حافظ الع قاري بيذ متمل ا االخت صاص وإكرا ها الم س ولي ‪،‬ن حو مقار ب قانون ي‬
‫وواقعي ‪ ،‬مم ع الي اح ال ي ال ار ال يضاء‪ ،‬الم ع األولى ‪1013‬ها‪1441/‬م‪ ،‬ص ‪.02‬‬

‫‪31‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫بها تأييدا لمطلب التحفيظ ل‪41‬ونعتقد أنه ال يمكن أن يكون هذا الرأي على صواب‬
‫حتى إذا ما تخللت مسطرة التحفيظ مسطرة قضائية ‪.‬‬

‫وعليه فإذا انتهت مسطرة التحفيظ في المرحلة اإلداريةل يكون المحافظ ملزما‬
‫بتأسيس الرسم العقاريل ومن ناحية ثانية إذا قدمت تعرضات على المطلب وأحيل‬
‫ملف المطلب إلى المحكمة المختصةل فإن القاضي ال يحق له قانونا تفحص العقود‬
‫‪42‬‬
‫المؤيدة لمطلب التحفيظل بل يناقش فقط حجج ووثائق المتعرض ‪.‬‬

‫لذا فإننا ال نوافق هذا الرأيل ونؤيد تمديد سلطة مراقبة المحافظ باإلضافة إلى‬
‫البيانات الواردة بمطلب التحفيظ إلى الوثائق والسندات المؤيدة له ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أداء واجبات إيداع مطلب التحفيظ‬

‫إن القيام بأي إجراء من االجراءات المتعلقة بالتحفيظ العقاري يتوقف على أداء‬
‫طالب اإلجراء للمستحقات الواجب استخالصهال ويتم احتسابها وفق ضوابط معينة‬
‫حددها المشرعل وتقوم المحافظة العقارية بتصفية تلك المستحقات على الشكل‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪ -‬على أساس األثمنة والقيم المضمنة في العقود والسندات المدعمة للطلباتل‬


‫كلما تعلقت ذلك العقود أو السندات بإنشاء أو نقل أو تغيير أو إسقاط حق‪.‬‬

‫‪ -‬على أساس القيمة التجارية للعقارات المعنية وقت استحقاق المستحقات التي‬
‫تعتمدها مصال الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمس العقاري والخرائطيةل‬
‫وذلك على أساس معدل األثمنة المتداولة في المنطقة التي يقن بها العقار المعني‬
‫بالنسبة لعمليات تقديم مطلب التحفيظل والتقسيمل والتجزئة والملكية المشتركةل‬
‫ومطابقة التصميم العقاري للحالة الراهنةل واإلجراءات األخرى المماثلة‪.‬‬

‫‪ - 41‬د محم خيري قضايا التحفيظ العقاري في الت شريع المغر بي الم ساطر االدار ي الق ضائي ‪ ،‬دار ن شر المعر ف ‪،‬م ر س‬
‫المعارف ال ي ‪ ،‬الرباط الم ع الوامس ‪، 1449‬ص ‪.101‬‬
‫‪ -42‬د محم الحياني‪ ،‬المحافظ العقاري بيذ متمل ا االختصاص وإكراها المس ولي نحو مقار ب قانون ي وواقع ي ‪ ،‬م س‪،‬‬
‫ص ‪.02‬‬
‫‪ -43‬أنظر مرسوم مرسوم رقم ‪ 15-13-1‬صادر في ‪ 10‬يوليوز ‪ 1410‬في شأن إجراءا التحفيظ العقاري ال ري الر سمي‬
‫ع د ‪ 1111‬بتاريخ ‪ 15‬يوليوز ‪ 1410‬ص ‪. 1119‬‬

‫‪31‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ويمكن مراجعة القيمة التجارية المعتمدة كأساس إلحتساب الوجيبات المذكورة‬


‫أعالهل في حاالت مبررةل أو حينما يتبين أنها غير مطابقة لمعدل األثمنة المتداولة‬
‫‪44‬‬
‫في المنطقة التي يقن بها العقار المعني‪.‬‬

‫و بما أن عملية التحفيظ ليست مجانية فإن طالب التحفيظ ملزم بأداء الرسوم‬
‫الالزمة للتحفيظ لفائدة الوكالة الوطنية للمحافظة العقاريةل وتحتسب هذه الرسوم‬
‫على أساس المساحة الحقيقية للعقار محسوبة باآلر داخل الجماعات الحضريةل‬
‫وبالهكتار خارجهال وتحتسب المساحة دائما بالزيادة للحصول فقط على اآلرات أو‬
‫الهكتارات ‪.‬‬

‫وإذا لم تعرف المساحة الحقيقية للعقار وقت تقديم الطلبل يقوم المحافظ على‬
‫األمالك العقارية باستخالص الوجيبات التكميلية عن المساحة الزائدة التي أظهرها‬
‫‪45‬‬
‫التصميم العقاري‪.‬‬

‫ويؤدي طالب اإلجراء الواجبات المستحقة وقت تقديم الطلب مقابل وصل يسلمه‬
‫له المحافظ على األمالك العقاريةل وال يمكن تأجيل أدائها بسبب المنازعة في مبلغها‬
‫‪46‬‬
‫أو ألي سبب آخر‪.‬‬

‫إن المستحقات الواجب استخالصها عن مختلف إجراءات التحفيظ العقاري طبقا‬


‫للمقتضيات الجاري بها العملل ال يمكن استردادها مهما كان المآل المخصص‬
‫‪47‬‬
‫للمطلب‪.‬‬

‫إن الوجيبات المستخلصة نتيجة غلط أو إغفال يمكن تقديم طلب استردادها إلى‬
‫‪48‬‬
‫المحافظ على األمالك العقاريةل داخل أجل أربن سنوات من تاريا األداء‪.‬‬

‫‪ - 44‬أنظر الماد ‪ 34‬مذ مرسوم ‪.15.13.1‬‬


‫‪ - 45‬أنظر الماد ‪ 31‬مذ مرسوم ‪.15.13.1‬‬
‫‪ -46‬أنظر الماد ‪ 31‬مذ مرسوم ‪.15.13.1‬‬
‫‪ - 47‬أنظر الماد ‪ 33‬مذ مرسوم ‪.15.13.1‬‬
‫‪ - 48‬أنظر الماد ‪ 30‬مذ مرسوم ‪15.13.1‬‬

‫‪32‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫غير أن الوجيبات تستخلص اعتمادا على القيمة الحقيقية للعقار موضوع مطلب‬
‫التحفيظ ووفقا للمرسوم المحدد لتعريفة رسوم المحافظة على األمالك العقارية‬
‫الصادر في ‪ 31‬يونيو ‪.1997‬‬

‫وتختلف هذه الرسوم حسب اختالف قيمة الملك ومساحته وموقعهل ويتم ذلك‬
‫باالعتماد على رمز الموقن المشار إليه في ورقة ضبط الموقن المؤشر عليه من‬
‫‪49‬‬
‫طرف مصلحة الهندسة التابعة للمحافظة العقارية‪.‬‬

‫والمحافظ هو الشخص الوحيد الذي يقدر قيمة العقار المراد تحفيظهل وذلك‬
‫ويتم استخالص رسوم المحافظة العقارية‬ ‫‪50‬‬
‫باالعتماد على قيمة العقار في المنطقةل‬
‫‪51‬‬
‫عن طريق المعالجة المعلوماتية‪.‬‬

‫كما أنه يتم احتساب القيمة بعد إدخال البيانات المتعلقة بالعقارل والمتمثلة في‬
‫موقعه قروي كان أو حضريل ورمز المنطقة التي يقن ضمنهال ومساحته وقيمته‬
‫المذكورة في العقدل ومشتمالته ( كونه أرضا عارية معدة للبناء أو فالحية لأو‬
‫أرضا بها بناء لوما إذا كان البناء عبارة عن سكن اقتصادي أو عمارة أو فيال‪).....‬‬
‫وكل ذلك يثبت في برنامج األمر باألداء ليعطي في األخير المبلغ الواجب أداؤه ‪.‬‬

‫وتخضن أيضا لرسوم المحافظة العقارية جمين التصرفات الجارية بخصوص‬


‫مطالب التحفيظل سواء كانت بعوض أو بدون عوض ‪.‬‬

‫‪ -49‬أنظر ملكر الم ير العام للوكال الوطيي إلى الساد المحافظيذ على االمالك العقاري ورؤ ساء م صالح الم سح الع قاري‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 1‬غشت ‪ 1410‬في شأن المرسوم رقم ‪ 15.13.1‬المتعلق بإجراءا التحفيظ العقاري ‪.‬‬
‫‪ -50‬القيم المق ر للموقع اللي يوج به العقار موضو المملب‪ ،‬وغال يا ما تق سم الم ياطق ا لى م مو عا عقار ي توت لف‬
‫قيمتها بحسب أهميتها العقاري ‪.‬‬
‫‪ - 51‬إنمالقا مذ سي ‪ 1951‬عر فت م صالح التح فيظ ق فز نوع ي في م ي ان المعلوم يا ‪ ،‬ح يث أعم يت االنمال ق إل ع اد‬
‫وإن از ال راسا المتعلق بالمومط الم يري المعلوماتي لهله المصالح‪.‬‬
‫وخال سي ‪ 1994‬تم إن از ال راسا المفصل للعمليا ال اري ع لى الر سوم العقار ي وال م اخل العقار ي ‪ ،‬م ما م كذ مذ‬
‫إع اد وتحرير وإن از برامج تم يقا متعلق بهله العملي ‪.‬‬
‫وفي سي ‪ 1993‬ب أ العمل على س يل الت ريب للتم يقا المتعلق لعملي ال اري على الرسوم العقاري والم اخل العقاري و‬
‫تحرير تم ي قا المتعل ق بال م اخل العقار ي ‪ .‬را جع بو صوص هلا المو ضو ‪ ،‬مح م ا بذ ال حاج ال سلمي‪ ،‬سيا س التح فيظ‬
‫العقاري في المغرب‪ :‬بيذ اإلشهار العقاري والتوميط االجتماعي – االقتصادي‪ ،‬ط ع ‪ ،1441‬ص ‪ 321‬فما بع ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫كما يؤدى عن عملية نشر الخالصة االصالحية بالجريدة الرسمية واالعالن‬


‫الجديد عن انتهاء التحديد لكما تستخلص المحافظة رسوم تنقل المهندس‬
‫الطبوغرافيل إما إلجراء التحديدل أو القيام بالمعاينات ‪.‬‬

‫كما تخضن جمين العمليات المتعلقة بالتعرضات الواردة على مطلب التحفيظ‬
‫ألداء الرسوم القضائية والتي تستخلص لحساب المحكمة االبتدائية‪.‬‬

‫وعند استخالص الواجبات بصندوق األداء بالمحافظة العقارية يسلم لطالب‬


‫التحفيظ وصال يفيد من جهة المبالغ المؤداةل ومن جهة أخرى إثبات تاريا وضن‬
‫ملف التحفيظ والذي على أساسه يتم احتساب ستين يوما لموعد التحديد ‪.‬‬

‫ويعفى من استخالص الرسوم المستحقة كل من الدولةل الملك الخاص والملك‬


‫‪52‬‬
‫العام واألحباسل دون المؤسسات العمومية أو الجماعات المحلية‪.‬‬

‫‪ - 52‬أنظر ملكر المحافظ العام إلى الساد المحافظيذ ورؤساء المسح العقاري ورؤساء المصالح ال هوي للورائم ي ‪ ،‬ر قم‬
‫‪/‬م م في شأن ع م استوالص الرسوم المستحق جاء فيها " يشرفيي أن أ حيمكم‬ ‫‪ 119‬و و م م خ ‪/‬م م ‪/‬ق‬
‫علما أنه بمقتضى الماد ‪ 11‬مذ قانون رقم ‪ 44-25‬توضع حسابا وعمليا الوكال لت قيق سيوي مذ طرف مكتب للو ر‬
‫يتحقق مذ كون قوائم مالي تعكس صور حقيقي لللم المالي للوكال ‪ ...‬وحيث دأبت مصالح المحافظ العقاري على إن از‬
‫إ جراءا والق يام بأ شغا أو ت سليم و ثائق وت صاميم وبيا نا م ضمي بربا ئ ها م ا نا لفا ئ ع ج ها (دوا ئر األ مالك‬
‫الموزن ي – ن ظارا األح اس‪ -‬الصاي وق ا لوطيي لل قرض الفالحاي ‪ )...‬دون أن ت ستي في لاك ع لى نص تشاريعي أو‬
‫تيظيمي‪ ،‬وعي وجود نص يسمح بهلا اإلعفاء ن ها ال تتقي بح وده‪ ،‬رغم أن الم أ هو األداء‪ ،‬واال ستثياء هو اإلع فاء‪ ،‬للا‬
‫ي ب ع م التوسع في تفسيره‪.‬‬
‫وحيث ال يوفى عليكم خمور اإلعفاء مذ رسوم مستحق أو تأجيل دفعها‪ ،‬أو استوالص أقل مذ الحقوق الواج ب ون سي‬
‫تشريعي أو تيظيمي‪ ،‬إ تثار مس وليتكم شوصيا عذ هله األفعا ‪ .‬ول هلا فإني أط لب ميكم إ طال ع لى الي صوص الميظ م‬
‫لإلعفاءا والتقيي بح ودها وع م تم ي نماقها لتشمل الحاال أو ال ها الغير الميصوص عليها صراح ‪ ،‬وبالتالي تو قف‬
‫عذ تم يق جميع ال وريا والملكرا والمراسال الموجه إليكم والتي ت م د ب ون سي ن ماق اإلع فاءا أو التوفي ضا‬
‫المقرر في القانون إ لى ب عض العمل يا أو ب عض ال ها ‪ ...‬و في االخ ير أط لب ميكم تيف يل هله التعلي ما وإخ اري ب كل‬
‫الصعوبا التي ق تعترضكم في هلا الص د‪.‬‬
‫و أيضا ملكر المحافظ العام إلى الساد المحافظيذ رقم ‪ 1114‬و و م م ح ‪ /‬م بتاريخ ‪ 14‬غشت ‪ " 1440‬جاء في ها‬
‫فتتميما لما ورد في الملكر المشار إليها بالمرجع أعاله المتعلق بإعفاء بعض اإل جراءا ال تي ي قوم ب ها ال ساد الم حافظون‬
‫مذ رسوم المحافظ العقاري ‪ ...‬أن اإلعفاء المقرر لفا ئ ال و ل الم لك ال واص والم لك الع مومي‪ ...‬يقت صر ف قط ع لى إ ي ا‬
‫ممالب تحفيظ المتعلق بهليذ الملكيذ‪.‬‬
‫إن ن ظار األح اس مع فون‪ ...‬مذ أداء الر سوم الم ستحق عذ إدراج مما لب التح فيظ األ مالك المح س تح ي سا عموم يا أ ما‬
‫األمالك الح س المعقب فال تستفي مذ هلا اإلعفاء‪.‬‬
‫إن اإلعفاء المقرر في الفصل ‪ 39‬مكرر مذ قرر وزيري ‪ 1912/1/0‬ال تستفي م يه إال اإلدارا العموم ي دون الم س سا‬
‫العمومي أو ال ماعا المحلي ويشمل فقط الشهادا ونسخ التصاميم الم وغرافي و صور الو ثائق الم ع واال طال ع لى‬
‫الملف متى طلب لك في إطار اليفع العام أو ضرور المصلح ‪ ...‬وبالتالي ال ي وز لكم التوسع فيه مع الرجو إ لي في ما ق‬
‫يعتر ضكم مذ صعوبا في هلا ال شأن وخا ص في ما يتع لق بمل ا اإلع فاء الم ستي ع لى ن صوص غ ير وارد في هله‬
‫الم موع ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وقد حدد مرسوم رقم ‪ 318-97-2‬صادر في ‪ 31‬يونيو ‪ 1997‬تعريفة رسوم‬


‫‪53‬‬
‫التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫رسم اإلشهار‪ 411 :‬درهم رسم بحسب القيمة‬

‫‪1,5 %‬إلى غاية ‪ 11111‬درهم‬

‫‪2 %‬إذا تجاوزت القيمة ‪ 11111‬درهم‬

‫رسم بحسب المساحة‬

‫العقارات الحضرية ( عن كل أر) ‪ 41‬درهم‬

‫العقارات القروية ( عن كل هكتار ) ‪ 41‬درهم‬

‫رسم على تسليم نسخة صك عقاري ‪ 71‬درهم‬

‫رسم ثابت ‪ 71‬درهم‬

‫أدني ما يستوفى هو ‪ 711‬درهم‬

‫‪ - 53‬مرسوم رقم ‪ 325-91-1‬صادر في ‪ 34‬يونيو ‪ 1991‬بتح ي تعري ف ر سوم المحاف ظ ع لى اال مالك العقار ي ‪،‬ال ر ي‬
‫الرسمي ع د ‪ 0092‬بتاريخ ‪، 1991-41-34‬ص ‪. 1113‬‬

‫‪35‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫بنية األسرة في ظل المتغيرات االجتماعية ووظائفها‬


‫دة‪ .‬نجالء أحمدون‬
‫أستا ة باحثة في القانون الخا‬
‫بالاللية المتعددة التخصصات بالعرائ‬
‫لقد وجدت األسرة م نذ ال بدءل و هي أول تن ظيم اجت ماعي طبي عي عاش اإلن سان‬
‫األول في كنفه من أجل حماية النوع واستمرار الساللة البشريةل ولد واجهت األ سرة‬
‫ت حديات كث يرة وتعاق بت علي ها أف كار وفل سفات وإ يديولوجيات متنو عة بع ضها كان‬
‫يعمل على تخطي األسرة وتجاوزها كتنظيم اجتماعي إلى أنها جميع ها باءت بالف شل‬
‫وظلت األسرة هي ال شكل األر قى واأل صل واألك ثر اجتماع ية واقت صادية وإن سانية‬
‫لي عيش اإلن سان ت طورهل واإل طار األك ثر تعب يرا عن حا جات اإلن سان في االنت ماء‬
‫والمحبة واألمان والتكافل والتضامن والتضحية من أجل الغير المتمثل ببق ية أع ضاء‬
‫األسةةرةل لهةةذا فةةإن األسةةرة كمةةا بقيةةت حتةةى اآلن مؤسسةةة اجتماعيةةة مهمةةة وخليةةة‬
‫التضامن األولى في المجتمنل فإنها ستظل كذلك في الم ستقبل مه ما تغ يرت أ شكالها‬
‫ووظائف ها وطبيعةة العالقةات بةين أعضةائها وهةذا مةا يجعةل رعايةة وتنميةة األسةرة‬
‫ضرورة تنبن من حاجة المجتمن إلى استمرارها من أجل ا ستمرار المجت من وت طوره‬
‫‪54‬‬
‫على أسس سليمة من التضامن والتكافل والمحبة‪.‬‬

‫ع لى ضوء ذ لك سنبحث بن ية األ سرة ضمن المتغ يرات االجتماع ية (المب حث‬
‫األول) ل ثم وظائف األسرة في ظل هذه المتغيرات(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬بنية األسرة ضمن المتغيرات االجتماعية‬

‫إن عوامل التغ ير الداخل ية والخارج ية ال تي تعر ضت ل ها المجتم عات نتج عن ها‬
‫تحوالت وتغيرات بنائية شملت كل جوانب الحياة االجتماعية واالقتصادية والسيا سية‬
‫والثقافيةل األمر الذي أدى إلى ظهور تناقضات كثيرة انعك ست آثار ها ع لى األ سرةل‬
‫الخلية األولى المكونة لهذه المجتمعات‪.‬‬

‫‪ - 54‬ن م ع ود ن م ‪" :‬إدار العائل ‪ :‬المفهوم والعوامل الم ثر "‪ ،‬األسر العربي ‪ ،‬ع د‪ ، 1‬نوفم ر ‪ ،1990‬ص ‪.11 :‬‬

‫‪36‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وال شك في أن التغ يرات ال تي تعر ضت ل ها األ سرة لم ت كن ف قط ع لى م ستوى‬


‫ال شكل والح جم والو ظائفل وإن ما جاءت هذه التغ يرات أي ضا ع لى م ستوى ال قيم‬
‫االجتماعية األسرية التي كانت و ما تزال ت شكل م حورا أسا سيا يرتبط ببن ية األ سرة‬
‫‪55‬‬
‫وتكوينها االجتماعي والثقافي‪.‬‬

‫وتعد االقيما ا‪Valeurs‬ا من المفاهيم السهلة الممتنعةل ف هي سهلة ب سيطة وا سعة‬


‫االنتشار بين عامة الناسل ت ستخدم لو صف ما هو مر غوب ف يه ومف ضل من أن ماط‬
‫السلوكل وهي مع قدة الرتباط ها ب تراث فل سفي عم يق يم تد إ لى و جود اإلن سان ع لى‬
‫‪56‬‬
‫سط المعمورة‪.‬‬

‫ل قد نا لت ال قيم اهت مام العد يد من المتخص صين في م جاالت الع لوم اإلن سانية‬
‫واالجتماع ية ع لى حد سواء؛ كع لم االجت ماعل وع لم ا لنفسل واالقت صادل والترب ية‬
‫والدينل والفلسفةل وغيرها الكثير‪ .‬و من بين ت لك الع لوم ي برز اع لم ا لنفسا بو صفه‬
‫علم دراسة السلوك والعمليات العقليةل إذ ينظر إلى القيم على أن ها الم حرك والمو جه‬
‫األساسي للسلوك‪ .‬فالقيم تكمن خلف السلوك وتوج هه لتعط يه المع نىل وبال تالي تم ثل‬
‫نوعا من الضغوط االجتماع ية ال مؤثرة في سلوك ال فرد تأثيرا مبا شرا‪ .‬و هي م حدد‬
‫م هم ومو جه التجا هات األ فراد و سلوكهم في العد يد من الموا قف الحيات ية‪ .‬و بذلك‬
‫فالقيم تنظي مات مع قدة ألح كام عقل ية انفعال ية معم مة ن حو األ شخاص أو األ شياء أو‬
‫المعاني سواء أكان التفضيل الناشئ عن هذه الت قديرات المتفاو تة صريحا أو ضمنيا‬
‫ومن المم كن أن نت صور هذه الت قديرات ع لى أ ساس أن ها ام تداد ي بدأ بالتق بلل وي مر‬
‫بالتوقفل وينتهي بالرفض‪.‬‬

‫إن ال قيم م فاهيم دينام يةل أي أن ها مؤثرة ب ما حول هال ف هي مؤثرة في اخت يارات‬
‫األ فراد ألن ماط معي نة من ال سلوك؛ وم تأثرة بالمتغيرات المحي طة ب ها سواء أكا نت‬
‫تكنولوجية أم اقتصادية أم اجتماعية‪...‬إلا‪.‬‬

‫‪ - 55‬سع ع هللا الك يسي ‪" :‬التغيرا األسري وانعكاساتها على الش اب اإلماراتي"‪ ،‬تحليل سوسيولوجي‪ ،‬مركز اإل مارا‬
‫لل راسا وال حوث اإلستراتي ي ‪ ،‬أبو ظ ي‪ ،‬الم ع األولى ‪ ، 1441‬ص ‪.11 :‬‬
‫‪ - 56‬علي مه ي كاظم ‪" :‬القيم اليفسي والعوامل الومس الك رى في الشوصي "‪ ،‬م ل الع لوم التربو ي واليف سي ‪ ،‬الم ل ‪،3‬‬
‫ع د ‪ ،1‬يونيو ‪ ،1441‬ص ‪.10 :‬‬

‫‪37‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫والمتغ يرات ال تي أفرزه ما الع صر ال حالي (نها ية ال قرن الما ضي وبدا ية هذا‬
‫القرن) أدى إلى عدد كب ير من الت حدياتل ف قد تر تب ع لى االنف جار المعر في تراكم‬
‫المعلو مات؛ و سرعة الت قدم في االبت كارات التكنولوج يةل ال تي تت جاوز بكث ير ا لبطء‬
‫الشديد في تطوير التعليم‪ .‬أي أن التطور التكنولوجي السرين لم يقابله تكيف بالسرعة‬
‫نفسةةها مةةن قبةةل النظةةام التعليمةةي وبالتةةالي مةةن قبةةل اإلنسةةانل فةةأدى إلةةى نةةوع مةةن‬
‫االضطراب وال صراعل و صل إ لى مرح لة ت عددت في ها ال بدائل واالخت يارات بح يث‬
‫أصب الفرد عاجزال وغ ير قادر ع لى اخت يار األف ضل من أن ماط ال سلوكل أو ع لى‬
‫األ قل اخت يار أن ماط سلوكية تتنا سب وقي مه المألو فةل فاإلغراءات كث يرة وعنا صر‬
‫الشد أكثر‪ 57.‬وفي هذا يقول ا‪OCTAVIO-BAZ‬ال إن ما نشهده اليوم هو ان حالل لل قيم‬
‫المألوفة‪ .‬وهذا القول يشير إ لى أن ما حق قه الت قدم التكنو لوجي من أ سباب االزد هار‬
‫أدى إلى العديد من المشكالت واألمراض االجتماعية والنفسية‪ 58‬ومنها انحالل ال قيم‪.‬‬
‫وبهذا فاإلنسانية –اليوم‪ -‬بحاجة إلى حضارة تجمن بين التقدم المادي والرقي الخلقي؛‬
‫لي كون لت قدمها ال مادي والعمرا ني أ هداف خلق يةل وغا يات مثال ية؛ لتح قق لإلن سان‬
‫‪59‬‬
‫الضمير الخلقي في الفردل وروح التعاون في الجماعة‪.‬‬

‫و قد ج هد ال باحثون في ح قل الع لوم االجتماع ية في الب حث عن نظر يات ت عدد‬


‫العوامل التي تسهم في تغ ير قيم األ فراد‪ .‬وب ناء ع لى هذا الج هد ظ هرت العد يد من‬
‫النظريات في هذا المجال‪ .‬وتعتبر نظرية االثورة ال صامتةا ا‪Révolution Silence‬ا‬
‫من أك ثر النظر يات ا ستخداما لتف سير التغي ير في ال قيم في ح قل الع لوم السيا سيةل‬
‫‪Economic‬‬ ‫وت شير هذه النظر ية إ لى أن ه ناك عال قة بين التنم ية االقت صادية‬
‫‪ Development‬و بين التغي ير في قيم األ فرادل فالز يادة في د خل األ فراد وارت فاع‬
‫‪57‬‬
‫‪-René B. DANDURAND : « Peut encore définir la famille », Institut québécois de‬‬
‫‪recherche sur la culture (IQRC) à Chicontimi, Québec, 1990, p : 9.‬‬
‫‪« C’est pourquoi on peut penser que la transition vers une société postindustrielle, comme‬‬
‫‪celle vers l’industrialisation, joue certainement dans l’explication des perturbations actuelles‬‬
‫‪de la vie familiale ».‬‬
‫‪58‬‬
‫‪- René B. DANDURAND : « Les théories de la modernisation ont mis l’accent sur la perte,‬‬
‫‪l’érosion des fonctions de la famille qui ne seraient plus qu’affectives », « Peut-on définir la‬‬
‫‪famille ? », op.cit, p : 14.‬‬
‫‪ - 59‬علي مه ي كاظم ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11-12 :‬‬

‫‪38‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫مستوى التعليم وانتشار وسائل اإلعالم الناجم عن التنمية االقتصادية يسهم في تغي ير‬
‫قيم األ فراد من قيم تر كز ع لى الجا نب ال مادي إ لى قيم تر كز ع لى الجا نب غ ير‬
‫‪60‬‬
‫المادي‪.‬‬

‫وتنبن أهمية دراسة القيم من األسباب التالية ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬أن دراسة القيم مهمة لفهم التغيير االجتماعيل حيث تلعب القيم دورا مهما‬
‫فةةي إضةةفاء الشةةرعية علةةى المؤسسةةات االجتماعيةةة والسياسةةية واالقتصةةادية وعلةةى‬
‫ممارسات هذه المؤسسات‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أن تغيير ال قيم ظاهرة وا حدة من ظواهر التغي ير الث قافي وال تي تت ضمن‬
‫كذلك تغي يرا في االتجا هات واآلراء ن حو ا لدين والعال قات الجن سية وال قيم األ سرية‬
‫وقيم العمل والنظرة السياسية العالمية‪.‬‬

‫ثالثاا ‪ :‬أن تغي ير ال قيم ي حدث ب صورة تدريج ية وي ثر ع لى المطا لب السيا سية‬
‫لألفراد كما يؤثر على الموا ضين ال تي تو ضن ع لى جدول األع مال السيا سية وع لى‬
‫نوعيةةة السياسةةات التةةي تتخةةذها الحكومةةة وعلةةى خصةةائص ووظةةائف المؤسسةةات‬
‫السياسية‪.‬‬

‫راب عا ‪ :‬أن تأثير التنم ية االقت صادية ع لى قيم األ فراد ليس ظاهرة غري بة بل‬
‫ظاهرة تحدث في أي دولة بغض النظر عن ثقافت ها ومؤس ساتها ال تي قد تخت لف عن‬
‫النمط الغربي‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬أن البيئة األسرية التي يتم تنشئة األفراد فيها تؤثر على قيمهم‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أن زيادة عدد األفراد ا لذين يحم لون ال قيم الغ ير الماد ية نتي جة للر خاء‬
‫االقت صادي ي كون ضئيال و تدريجيا إ لى أن ي شمل الج يل ك له وبال تالي ي كون ه ناك‬
‫إخالل لجيل جديد يتبنى القيم غير المادية محل الجيل القديم الذي يتبنى القيم المادية‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬إن الحا لة االقت صادية أث ناء ن مو ال فرد هي ال تي ت سهم في تبن يه لل قيم‬

‫‪ - 60‬سعود بذ محم العتي ي ‪" :‬تأثير التيمي االقتصادي ع لى تغي ير قيم األ فراد"‪ ،‬درا س مي ان ي ‪ ،‬م ل جام ع الم لك ع‬
‫العزيز االقتصاد واإلدار ‪ ،‬الم ل ‪ ،11‬ع د ‪1010 ،1‬ها‪1443-‬م‪ ،‬ص ‪.92 :‬‬

‫‪39‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫(سةةواء الماديةةة أو غيةةر الماديةةة) وتسةةتمر معةةه مةةدى الحيةةاة غيةةر متةةأثرة بالتقلبةةات‬
‫‪61‬‬
‫االقتصادية بعد هذه الفترة‪.‬‬

‫ولقد كان للتنمية االقت صادية انعكا ساتها ع لى سلوك و قيم األ فراد دا خل األ سرة‬
‫العربية‪ .‬فعلى سبيل المثال أظهرت بعض الدراسات أن هناك تحوال من نمط األ سرة‬
‫الممتدة إلى نمط األسرة النوويةل كما أظهرت درا سة أ خرى أن ه ناك ت حوال صوب‬
‫استخدام النموذج الديمقراطي في صناعة القرارات داخل األ سرة ي شترك األب واألم‬
‫في صناعة القرارات األسرية نتيجة للتنمية االقتصادية وما نجم عنها من ز يادة عدد‬
‫المدن وارتفاع دخل ومستوى تعليم األفراد‪.‬‬

‫كما أن دراسة التغييرات التي طرأت على األسرة العربية تشمل ‪:‬‬

‫‪ -1‬التحول التدريجي إلى العائلة النووية بدال من العائلة الممتدة‪.‬‬

‫‪ -2‬إعطاء المرأة األولوية للزوج على الوالدين‪.‬‬

‫‪ -3‬ق ضاء ف ترات زمن ية بين ا لزوج والزو جة أ طول م ما كا نت عل يه التقال يد‬
‫القديمة‪.‬‬

‫‪ -4‬االهت مام بتع ليم األب ناء لمواج هة فرص الع مل ال تي ظ هر من ها التغي يرات‬
‫االقتصادية في المجتمن‪.‬‬

‫‪ -1‬تقلصت العالقات والواجبات االجتماعية بين األجيال المختل فةل و كذلك زاد‬
‫االهتمام بتنظيم النسل واستخدام الوسائل الحديثة لذلك‪.‬‬

‫‪ -6‬زاد االهتمام بضرورة تحقيق قدر أكبر من العالقة بين أطراف الزواج في‬
‫الجيل الجديدل وأخذ األهل من الج يل ال ثاني في ق بول ذ لك مت مثال في ال سماح بل قاء‬
‫الخاطب بخطيبته قبل الزفاف تحت رقابة الوالدين‪.‬‬

‫‪ -7‬تغا ضي اآل باء عن فرض ال سيطرة الكام لة ع لى األب ناء من ا لذكور في‬
‫اختيار الزوجة ومزيد من السماح للفتيات بتبادل الزيارات من بعضهم البعض‪.‬‬

‫‪ - 61‬سعود بذ محم العتي ي ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91 :‬‬

‫‪41‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫‪ -8‬القبول االجتماعي لممارسة ال مرأة حق ها في الت صرف في ثروت ها‪ 62.‬ك ما‬
‫أظهرت دراسة أخرى آثار الطفرة االقت صادية ع لى أ ساليب التن شئة االجتماع ية من‬
‫خالل إجراء مقارنة بين جيل األمهات العامالت وجيل ال جداتل ول قد ت ضمنت ن تائج‬
‫هذه الدراسة التالي ‪:‬‬

‫‪ -9‬أن هنةةاك اختالفةةا بةةين األمهةةات والجةةدات فةةي بعةةض مواقةةف التنشةةئة‬
‫االجتماعيةةة وإن كةةان هةةذا االخةةتالف لةةيس كبيةةرال فالجوانةةب الماديةةة كالرضةةاعة‬
‫واإلخراجل كانت أكثر تغييرا من الجوانب الالمادية في التنشئة االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -11‬ميل ال جدات في المجت من التقل يدي إ لى ا ستعمال الع قاب ال بدني أو التهد يد‬
‫باستخدامه بدرجة أكبر من األمهاتل خاصة في بعض المواقف م ثل ال عدوانل سواء‬
‫كان هذا العدوان موجه إ لى اإل خوة أو إ لى األ صدقاء أو الج يران ك ما تم يل ال جدات‬
‫إلى استخدام العقاب البدني أو التهديد والتخويف في حالة التأديب والتهذيب‪.‬‬

‫‪ -11‬إن عال قة األم باألب ناء قو ية ومتي نةل و ما زا لت األم هي ال شخص األول‬
‫ا لذي يل جأ له اال بن أو االب نة في حا لة مواج هة أي م شكلةل و ما زال األب ي حتفظ‬
‫بالمكانة الرأسية له في األ سرة وإن ازدادت م شاركته وم سؤوليته في رقا بة األب ناء‬
‫‪63‬‬
‫ولكن من خالل وجود األم دائما‪.‬‬

‫قام عل ماء االجت ماع‪ 64‬واألنتروبولوج يون بدرا سة وتحل يل ما أ سموه ااأل سرة‬

‫‪ - 62‬سعود بذ محم العتي ي ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.141 :‬‬


‫‪René B. DANDURAND : « C’est sans aucun doute la vie des femmes, qui a le plus changé‬‬
‫‪depuis trente ans…, les femmes vont commencer à accéder à une certaine autonomie‬‬
‫‪financière et personnelle, ce qui va leur permettre de mieux gérer leur destin, notamment, de‬‬
‫‪mettre fin aux unions malheureux et aux naissances non désirées ». « Peut-on encore définir‬‬
‫‪la famille », op.cit, p : 10.‬‬
‫و في ن فس ال سياق ي ترك ال عالم االقت صادي اله ي ي ال حائز ع لى جائز نو بل للع لوم االقت صادي عام ‪ 1995‬أمارتيا صذ‬
‫‪ ، Amartyasen‬أن عمل المرأ خارج ال يت وتحصيل دخل م ستقل ي كون له أ ثره الوا ضح ع لى د عم الو ضع االجت ماعي‬
‫للمرأ داخل ال يت وفي الم تمع‪ ،‬وهيا تكون مساهمتهما في رضاء األسر أكثر وضوحا‪ ،‬وت كون ل ها هي األ خرى كلمت ها‪،‬‬
‫ألنها أقل ت عي واعتمادا على غيرها‪.‬‬
‫أمارتياصذ ‪" :‬التيم ي حر ي "‪ Development as freedom ،‬ترج م ‪ :‬شوقي جال ‪ ،‬سل سل عالم المعر ف ر قم ‪،343‬‬
‫الم لس الوطيي للثقاف والفيون‪ ،‬الكويت مايو ‪ ،1440‬ص ‪.121 :‬‬
‫‪ - 63‬سعود بذ محم العتي ي ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.141 :‬‬
‫‪ - 64‬لق ساع ظهور علم االجتما األسري على جعل األسر موضعا خاصا‪ ،‬موضحا كل وظائفها وأدوارها‪ ،‬ك ما ساهمت‬
‫اليظريا االجتماعي في تحليل وإغياء موضو األسر كولي أساسي في الم ت مع‪ ،‬وكم ا للتفا عل االجت ماعي في ما بيذ‬

‫‪41‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المشتركةا والتي وصفوها بأن ها ع بارة عن اجما عة مت ضامنةل الملك ية في ها عا مةل‬


‫والع بادة م شتركةل وال سلطة في ها لرئيس األ سرة (و هو عادة أك بر الم سنين ا لذكور‬
‫المنحدرين من خط ا لذكور)ل ون حن نرى في ت لك الموا صفات ال شبه القر يب بنمط‬
‫العائلة العشائري في بلداننا العربية‪.‬‬

‫وقد وجد هذا الشكل أو النسق األسري في كل من آسيا وإفريقيا وما يزال يتم تن‬
‫بقةةوة ونفةةوذ وتةةأثير فةةي العديةةد مةةن المجتمعةةات السةةيما عنةةدنا‪ .‬وقةةد درس العلمةةاء‬
‫الغربيون الظروف االجتماعية التي أدت إلى ح صول تغ ير في األ سرة الم شتركة أو‬
‫الممتدة في بلدان كالهند أو اليابان أو الصين وخلصوا إلى اعت بار ال تأثير االقت صادي‬
‫هو األهم خاصة لجهة تنوع العمالة (ودخول المرأة سوق الع مل)ل و تدعم اإلح ساس‬
‫بالفرديةةة مةةن تهةةاوي الملكيةةات الجماعيةةةل ومةةن التغيةةرات التةةي فرضةةها االسةةتعمار‬
‫األجنبي في قوانين الملكية وفي التشريعات الخاصة بالوصية والميراثل و في أنظ مة‬
‫‪65‬‬
‫التعليم ومؤسساته وفي ضرب مؤسسة الوقف في البلدان اإلسالمية‪.‬‬

‫واأل سرة الم شتركة ن ظام تو جد جذوره في ن سيج المجت من ال قديم حين ما كا نت‬
‫الكثا فة ال سكانية ضئيلة والزرا عة هي الن شاط األسا سي والمحا صيل تك في حا جات‬
‫األسرة‪ .‬حينئذ كا نت كل أ سرة تعت مد ع لى عمل ها ال خاصل وكل ما زاد ح جم األ سرة‬
‫زاد عدد العاملين بها ولقد ساعد ذلك على وجود ظروف مالئ مة ال ستقرار المجت من‬
‫بحيث أصب أعضاء األ سرة يعي شون في م كان وا حد ويقو مون بنفس األع مال من‬
‫ج يل إ لى ج يل‪ .‬ول قد ازداد التع قد االقت صادي خالل ال قرن الما ضي (التا سن ع شر)‬
‫حيث أدت زيادة السكان إلى مزيد من ال ضغط ع لى األرا ضي الزراع ية‪ ...‬و لم ي عد‬
‫ممك نا حين ئذ أن ي ظل المجت من ع لى هذه ال حالل فظ هرت الحا جة إ لى الع مل بم هن‬
‫أعضائها مذ جه ‪ ،‬وبيذ أعضائها وبيذ معظم تيارا التغير التي يعرفها الم تمع مذ جه كاف ي ‪ ،‬ك ما ساع ع لم االجت ما‬
‫األ سري في تحو يل اهت مام ال احثيذ مذ الق ضايا التاريو ي لأل سر ‪ ،‬إ لى ت ياو م اال قوت ها‪ ،‬وأ س اب عوا مل تفكك ها‪،‬‬
‫وعالقتها بيظام القرا ب ف هلا يعت ر ت مور في ع لم االجت ما ال عام فر ضه ت شعب الح يا االجتماع ي وت ع د وت يو الق ضايا‬
‫المعاصر لألسر ‪ ،‬أدى إلى ف هم األ ح اث والو قائع األ سري في إ طار هلا التو صص‪ .‬و ق ساهم هلا الت يو والت ايذ في‬
‫مقارب األسر ‪ ،‬وفي تشويص أوضاعها‪ ،‬كما أعمى دفع في تيو نظريا علم االجتماعي األسري‪ ،‬إ لم ت ع اليظر ي أو‬
‫المقار ب الوظيف ي و ح ها الم سيمر والمف سر لق ضايا األ سر ‪ ،‬بل ظ هر إ لى جا نب لك ال ييو ي ‪ ،‬والتفاعل ي الرمز ي ‪،‬‬
‫والمقارب التيموي ‪.‬‬
‫‪ - 65‬سعود المولى ‪" :‬بيي األسر في ضوء المتغيرا االجتماعي "‪ ،‬م تمر األسر األو في موضو "األسر العربي في‬
‫وجه التح يا والمتغيرا "‪ ،‬الم ع األولى ‪ ،1443‬دار ابذ حزم بيرو ل يان‪ ،‬ص ‪.103-101 :‬‬

‫‪42‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫مختلفة غير الزراعة‪ ...‬ولقد كان لتقدم وسائل االتصال دورا هاما في الت شجين ع لى‬
‫الهجرة التي اتخذت إما شكال رسميا أو دائما‪.‬‬

‫و قد ا شتغل عل ماء االجت ماع واألنتروبولوج يون الغرب يون كث يرا ع لى حاالت‬
‫الهند واليابان لدراسة أثر التغيرات االجتماعية على بن ية األ سرةل وال ي صعب التن بؤ‬
‫بات فاقهم جمي عا ع لى مالح ظة اف قدان األ سرة الم شتركة أهميت ها تدريجياال وع لى‬
‫اتعاظم الميل إلى االنفصال عن األسرة المشتركة وتكوين عائالت مستقلةا‪.‬‬

‫غيةةر أن مةةا ينبغةةي اإلشةةارة إليةةه هنةةا هةةو ظهةةور دراسةةات جديةةدة عةةن الهنةةد‬
‫(خصوصا دراسات ديساي وكاباديا في الخمسينات)ل تنتقد تلك االستنتاجاتل وت ستند‬
‫إلى وا قن البيا نات اإلح صائية لتؤ كد بأ نه ار غم أن ال ظروف الخارج ية المتغ يرة قد‬
‫أدت إلةةى إضةةعاف خصةةائص األسةةرة المشةةتركة مثةةل اإلقامةةة المشةةتركة والةةروح‬
‫الجمع ية والملك ية الجماع ية‪ ...‬غ ير أن عاط فة األ سرة الم شتركة لم تخ تف ب حدوث‬
‫‪66‬‬
‫االنفصال المكانيل وإنما ظلت قوية‪.‬‬

‫وال يوجةةد لةةدينا دراسةةات كافيةةة حةةول كيفيةةة أداء األسةةرة المشةةتركة فةةي بالدنةةا‬
‫لوظائفهةةا وال عةةن ضةةروب العالقةةات بةةين أعضةةائها خاصةةة فةةي المةةدن الكبةةرى‬
‫والعوا صم والم ناطق الح ضريةل و لذلك فإ نه من الم ستحيل تحل يل عمل يات التغ ير‬
‫االجتماعي بشكل علمي دقيقل خا صة وأن هذه الم سألة تخ ضن لم عارك إيديولوج ية‬
‫بين التقليديين أنصار نمط األسرة التقليدية و بين د عاة الحدا ثة ون مط األ سرة النوو ية‬
‫الغربية‪.‬‬

‫إال أنه يمكن أن نسجل حقي قة أن أهم ية األ سرة الم شتركة –الع شيرة أو العائ لة‪-‬‬
‫كوحدة إنتاجية قد تالشت بفعل التغير االقتصادي واالجتماعيل أكان ذ لك في الر يف‬
‫الزراعي أم في المدنل حيث زالت طوائف وأصناف ال حرف والم هن المتر كزة إ لى‬
‫تنظيم ديني (طرق صوفية) وتوارث عائلي‪.‬‬

‫إن تقلص حجم األسرة ينجم عن توسين الوسط االجتماعي الذي يدخل الفرد معه‬

‫‪ - 66‬سعود المولى ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.103 :‬‬

‫‪43‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫في عالقات مباشرةل وكلما كان ذلك الوسط االجتماعي واسعا كل ما تزا يدت ال فوارق‬
‫الفردية وأصبحت قادرة على أن تع بر عن نف سها ب قوة ن ظرا لل ضعف ا لذي سينتاب‬
‫الرقابةةة االجتماعيةةة‪ ...‬وتوسةةين الوسةةط االجتمةةاعي يةةتم بواسةةطة حركةةات التحةةديث‬
‫المةةدني ‪Urbanisation‬ل وإدخةةال التمةةايزات علةةى الوظةةائف المناطةةة بالمةةدن وتيةةرة‬
‫االتجاه نحو التصنين‪.‬‬

‫وفي العالمين العربي واإلسالميل كما في بالد شرق أ سيوي وأفريق يال ارتب طت‬
‫التغ يرات ال تي طرأت ع لى األ سرة بظ هور ون مو االقت صاد ال صناعي وال خدمات‬
‫والت حديث والتكنولوج يا‪ .‬ول قد برزت أب حاث كث يرة تؤ كد اال ستنتاج ا لذي ي قول بأن‬
‫الحكةةم األوروبةةي االسةةتعمار أو االنتةةداب أو الحمايةةة أو الوصةةايةل قةةد أدخةةل نظامةةا‬
‫اقتصاديا جديدا وإيديولوجية وأجهزة إدارية حولت بالفعل بنية األسرة وثقافتها ت حوال‬
‫‪67‬‬
‫ملحوظا‪.‬‬

‫ويم كن أن نال حظ ظ هور ب عض التغ يرات الوا ضحة في ن سق األ سرة العرب ية‬
‫وعادة يكون عدم االستقرار والتفكك من بين النتائج التي تتر تب ع لى التغ ير الث قافي‬
‫السرينل كما ينعكس في زيادة الصراع والخالفات بين الزوج والزوجةل و بين اآل باء‬
‫واألبناءل وفي داخل األسرة الكبيرة الممتدة‪.‬‬

‫وفي الكالم عن بنية األسرة العربية والتغيرات االجتماعية نفتقر إ لى نوع ية من‬
‫الدراسات ‪:‬‬

‫‪ -1‬البيا نات اإلح صائية والم س ال سكاني والمعلو مات الموث قة حول األ سرة‬
‫والعائلة‪.‬‬

‫‪ -2‬الدرا سات االجتماع ية الميدان ية التف صيلية المتخص صة في ل حظ وت سجيل‬


‫وتوثيق وتحليل التغير االجتماعي‪.‬‬

‫وك ما أن نا نفت قر إ لى التأ صيل المنه جي في ال طرح اإل سالمي لم سألة األ سرة‬
‫والمجتمن في عصرنا الراهن‪ .‬وبسبب من ذ لك سادت وت سود أب حاث ودرا سة م عدة‬
‫‪ - 67‬سعود المولى ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.102 :‬‬

‫‪44‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ب ناء ع لى ط لب الج هات الممو لةل و هي غال با ما تز يد إظ هار اتخ لف بن ية األ سرة‬
‫العربية وضرورة ضربها وتجاوز هاال وال ت خرج مع ظم هذه الكتا بات عن ال طرح‬
‫اإليديولوجي الحداثوي المسقط على استنتاجات عامة ال إطار أو مصاديق لهال و هي‬
‫نف سها م ما ع فا عل يه ا لزمنل ويم كن تل خيص تح ليالت وا ستنتاجات ت لك األب حاث‬
‫والدراسات بالعناوين التالية ‪:‬‬

‫طرأت متغ يرات عم لت ع لى تحو يل القرا بة كمؤس سة اجتماع ية إ لى جما عة‬


‫اجتماعية صغيرةل وهذه المتغيرات تشمل ‪:‬‬

‫تحةةول فةةي النسةةق التربةةوي باتجةةاه االعتمةةاد علةةى المعةةارف والعلةةوم‬ ‫‪-1‬‬
‫اإلنسانيةل وليس على العقيدة والدين أو األسلوب القديم‪.‬‬

‫انتشار نمط اختيار الشريك الخارجي (خارج القرابة)‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫انشطار األسرة الممتدة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫محدودية ثروة األسرة أو مضمون المداخيل األسرية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫منن الزواج الداخلي ألسباب صحية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ظهور مؤسسات وتنظيمات تحمل الك فاءة والخ برة اإلنجاز ية و ليس وف قا‬ ‫‪-6‬‬
‫لالنتماء القبلي أو القرابة‪.‬‬

‫تشتت سكنى األفراد وتباعد أماكن اإلقامة بما يصعب التواصل‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫ت شعب وت فرغ ن ظام تق سيم الع مل إ لى اختصا صات دقي قة تتط لب خ برة‬ ‫‪-8‬‬
‫معمقة وكفاءة عالية‪.‬‬

‫دخول التكنولوجيا في تسهيل المهام المنزلية‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫‪ -11‬سيادة نظام الملكية الفردية وانهيار الملكية الجماعية‪.‬‬


‫‪68‬‬
‫‪ -11‬الزيادة السكانية والهجرة إلى المدينة‪.‬‬

‫‪ - 68‬سعود المولى ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.105 :‬‬

‫‪45‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬
‫‪69‬‬
‫‪ -12‬شيوع القيم المادية االستهالكية‪.‬‬

‫لقد عرفت بالدنا العربية واإل سالمية تغ يرات اجتماع ية هائ لة بحجم ها وأبعاد ها‬
‫أدت إلةةى ظهةةور ذاتي ةة الفةةرد وتبلورهةةال وإلةةى تعلةةم المةةرأة وخروجهةةا إلةةى العمةةل‬
‫والنشاط خارج المنزلل وإ لى انف تاح وات ساع فرص الترب ية والتع ليم و فرص الع مل‬
‫والدراسة والسفر واالختالط والهجرةل وإلى شيوع االستهالك المادي للسلن المتزايدة‬
‫التنوع والكلفةل ووالدة حاجات جد يدة ال بد من توفر ال مال لتلبيت ها والو قت لعي شها‬
‫التغذيةةة الصةةحية والعنايةةة بالجسةةدل المالبةةس األنيقةةة والعطةةورل والوسةةائل السةةمعية‬
‫البصرية وتقنيات االتصال والتواصلل آليات الثقافة الحديثة والرياضة وشبكاتها‪.‬‬

‫كما شهدنا في السنين األخيرة تحسن موقن األطفال وتراجن موقن المسنين دا خل‬
‫األسرة والمجتمنل وتضخم تكاليف الترفيه وأو قات ال فراغ ع لى ح ساب األسا سياتل‬
‫وتحسن نوعية العناية باألطفال‪ ...‬كل هذا صحي ل وهو ي شير إ لى متغ يرات خط يرة‬
‫ال بد من مالح ظة عمق ها و سرعتها في غ مار ال حراك االجت ماعي وأ ثر ذ لك ع لى‬
‫تفكك أو ضعف روابط األسرة‪.‬‬

‫أبرز االستعراض السابق أوجه الخ لل في بن ية األ سرة أ مام متغ يرات االجت ماع‬
‫واالقتصاد (والعولمة)ل وهدف إلى ا لدعوى إ لى ب ناء عال قة متواز نة بين ال موروث‬
‫والعصرل فنكون أشبه بزماننا دون قطي عة عن جذورنا وهويت نال وال سؤال هو ك يف‬
‫نع يد الو صل بةين ال عام والخةاصل بين األ مة واألسةرةل بين األسةرة وال فردل بةين‬
‫‪70‬‬
‫القريب واألقرب والبعيد المغايرل بين الزوجين واألهل ؟‬

‫والحقيقة أن هذا يتطلب في ظروفنا الراهنة إ عادة صياغة ت صورنا لأل سرة في‬
‫إطار رؤيتنا الكون يةل أي رؤيت نا المعرف ية والفل سفية وخبرت نا التاريخ ية‪ .‬فل قد تعا مل‬

‫‪ - 69‬مما دفع بعض ال احثيذ إلى الح يث عذ مصملح » ‪.« Macdonalisation de la vie quotidienne‬‬
‫‪- René B. DANDURAND : « La famille n’est pas une île changement de société et parcours‬‬
‫‪de vie familiale », op.cit, p : 13.‬‬
‫‪- Marie-Agnès BAVIERE MANVISSON : « Les transformations de la famille », cahiers‬‬
‫‪français, famille et politiques familiales, n°322, Division familiale du travail, CNRS,‬‬
‫‪Université Paris, 1, 1992, p : 22-23.‬‬
‫‪ - 70‬سعود المولى ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122 :‬‬

‫‪46‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الع قل الغر بي اوالدرا سات االجتماع ية واألنتروبولوج ية من األ سرة بو صفها و حدة‬
‫اجتماع ية تقليد ية ما زا لت مو جودة في ب عض الم ناطق ال تي ت حتفظ بال شكل القب لي‬
‫كت كوين اجت ماعي أسا سي وت سودها عال قات القرا بة والع شائريةال أو در سها اع لى‬
‫ضوء المتغيرات التي طرأت عليها في المجتم عات ال صناعية وال تي أدت إ لى تغي ير‬
‫بنيتها وأشكالها والعالقات داخلهاا‪.‬‬

‫ودرسها البعض اآلخر من خالل وظائفها المجتمعية المختلفة فكان من الطبي عي‬
‫أن تطول المقاالت حول اختالف وا ختالل ت لك الو ظائف وخصو صا وظي فة التن شئة‬
‫والتوجيه من ح لول المدر سة والجام عة والدو لة عمو ما م حل األ سرة في العد يد من‬
‫األمور وترى عملية اإلنجاب والحضانة العاطفية النفسية االنفعالية فقط لألسرة‪.‬‬

‫وحتى هذه الوظائف األخيرة أصبحت هي األ خرى م هددة أو ق يد المراج عة ك ما‬
‫نرى في االتجا هات المعا صرة في ع لم ا لنفس االجت ماعي‪ .‬ال بد أن اإلن جاب نف سه‬
‫كوظي فة أ سرية أ صب ممك نا خارج ا لزواج واأل سرة أو بوا سطة التقن يات الطب ية‬
‫وو سائل ا لتحكم باإلن جاب ناه يك عن ا لزواج المث لي (‪ )homosexuel‬ح يث ين شغل‬
‫الغرب وحتى الكنيسة في تبرير وتحل يل ذ لك ال نوع من ا لزواج باعت باره ي قوم ع لى‬
‫‪71‬‬
‫الحب وليس على واجب التناسل وحفظ النوع‪.‬‬

‫وال يخلو كتاب من كتب االجتماع من ف صل أو ف صول لدرا سة األ سرة كإ حدى‬
‫المؤسسةةات االجتماعيةةة ودراسةةة وظائفهةةا وأشةةكالها وأثةةر التغيةةر االجتمةةاعي علةةى‬
‫بنيتها‪.‬‬

‫وبسبب اعتبارها اوحدة اجتماعيةا وخضوعها لهذه الحقول المحدد من الدرا سة‬
‫‪71‬‬
‫‪- Anne Marie AMBERT : « Union libre et mariage : y a-t-il des similitudes », in document :‬‬
‫‪Tendances contemporaines de la famille, L’Institut Varnier de la famille, Ottawa, Canada,‬‬
‫‪Septembre 2005, p : 6-12.‬‬
‫‪« Le mariage est défini comme un partenariat sexuel, économique et émotionnel entre un‬‬
‫‪homme et une femme, sanctionné par la société et la loi. Cette définition est modifiée pour‬‬
‫‪inclure les couples de même sexe qui se marient.‬‬
‫‪Jusqu’à récemment, dans toutes les sociétés du monde, le mariage a été à la base de la‬‬
‫‪formation de la famille, c'est-à-dire, la procréatiohn. C’est institution : Il comporte des normes‬‬
‫‪dictant les droits et responsabilités des époux, de la société à leur égard, ainsi que des époux à‬‬
‫‪titre de parents ».‬‬

‫‪47‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫لم تدخل األسرة بشكل أ صيل أو هي غا بت تما ما عن الدرا سة السيا سية مثال (ع لم‬
‫السياسة وعلم االجتماع السيا سي) بح يث ندرت الكتا بات ال تي تربط األ سرة كو حدة‬
‫اجتماع ية بال سلوك السيا سي لل فردل و في الكتا بات ال تي تت ناول هي كل ال سلطة دا خل‬
‫األسرة يتم تناول ذلك اجتماعيا ال بربطه بسلوك الفرد السياسي وقيمه السياسية‪.‬‬

‫و في ع لم األنتروبولوج يا السيا سيةل و برغم محور ية األ سرة كتن ظيم اجت ماعي‬
‫خاص باأل سرة المم تدة التقليد يةل فإن هذا الع لم يدرس القبي لة –الر موز السيا سية‬
‫‪72‬‬
‫للجماعة‪ -‬ظهور الدولة–دولة الدين‪-‬أنواع القيادات التقليدية‪-‬توزين القوة‪...‬إلا‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬وظائف األسرة‬

‫ل قد ت ضمن ت طور األ سرة تحول ها من مجت من صغير ي توفر له كل مقو مات‬
‫االكتفاء الذاتي إلى وحدة ذات تخصص وظيفي أو نظام داخل مجتمن يت سن تدريجيا‪.‬‬
‫ومن هذه الزاوية كانت األسرة في البداية ت شكل في الوا قن مجتم عا صغيرا مت كامال‬
‫أكثةةر مةةن أن تكةةون نظامةةا يشةةمل عةةددا مةةن الوظةةائف الخاصةةة كمةةا نالحةةظ فةةي‬
‫‪73‬‬
‫المجتمعات الحديثة المعقدة‪.‬‬

‫وتخضن وظائف األسرةل كما تخ ضن أ شكالها إ لى تأثير الت طورات االجتماع ية‬
‫والثقافية الجاريةل وتت باين وظائف ها بت باين المرا حل التاريخ يةل وت بادل در جة ت طور‬
‫المجتمعات اإلنسانيةل حيث واكبت األ سرة ت لك الت طوراتل ح تى تم تق لص وظائف ها‬
‫لصال المؤسسات االجتماعية األخرىل ولكن يمكن القول أن األسرة في المجتم عات‬
‫البدائية والمجتمعات القديمة كانت تؤدي إلى حد ما أغلب ت لك الو ظائف ال تي تؤدي ها‬
‫‪74‬‬
‫المؤسسات االجتماعية اليوم‪.‬‬

‫وتقوم األسرة بعدة وظائف هامةل وذلك لما يؤثر على األسرة من عوامل داخل ية‬
‫وخارج يةل تجعل ها في مواج هة التغ يرات المت سارعة ال سائدة بالمجتمن في الو قت‬

‫‪ - 72‬سعود المولى ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121 :‬‬


‫‪ - 73‬محمود حسذ ‪ :‬األسر ومشكالتها‪ ،‬دار اليهض العربي ‪ ،‬بيرو ل يان ‪ ، ،1951‬ص ‪.1 :‬‬
‫‪ - 74‬وطف علي أ سع ‪" :‬ع لم االجت ما التر بوي وق ضايا الح يا التربو ي المعا صر "‪ ،‬الم ع الثان ي ‪ ،‬مكت ال فالح للي شر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الكويت ‪ ،1995‬ص ‪.103 :‬‬

‫‪48‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الحاضرل‪ 75‬وقد فقدت األسرة بعضا من هذه الوظائف ألسباب كثيرة مما كان له وال‬
‫‪76‬‬
‫شك أثر سيء ال على مستوى األسرة فقطل بل وعلى مستوى المجتمن بوجه عام‪.‬‬

‫ويمكن تحديد هذه الو ظائف في الوظي فة االجتماع ية (المط لب األول)ل الوظي فة‬
‫االقتصةةادية (المطلةةب الثةةاني)ل الوظيفةةة التربويةةة (المطلةةب الثالةةث) ثةةم الوظيفةةة‬
‫البيولوجية والنفسية (المطلب الرابن)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الوظيفة االجتماعية‬

‫تعتبر األسرة اللبنة األولى في ك يان المجت منل و هي األ ساس الم تين ا لذي ي قوم‬
‫عليه هذا الك يان‪ .‬فب صالح األ ساس ي صل الب ناءل وكل ما كان الك يان األ سري سليما‬
‫ومتماسكا كان لذلك انعكاساته اإليجابية على المجتمن‪. 77‬‬

‫إن األسرة التي تقوم على أ سس من الف ضيلة واأل خالق والت عاون تعت بر رك يزة‬
‫من ركائز ذلك المجتمن الذي سيكون مجتمعا قويا متما سكا متعاو نال ي سير في ر كب‬
‫الرقي والتطور‪ .‬وتكتسب األسرة أهميتها كونها أحد األنظمة االجتماعية المهمة ال تي‬
‫يعتمد عليها المجتمن كثيرا في رعاية أفراده ل منذ قدومهم إلى هذا الوجودل و تربيتهم‬
‫وتلق ينهم ثقا فة المجت منل وتهي ئتهم لتح مل م سؤولياتهم االجتماع ية ع لى أك مل و جه‬
‫‪.‬والعالقة بين الفرد واألسرة والمجت من عال قة في ها الكث ير من االعت ماد المت بادل وال‬
‫يمكن أن يستغني أحدهم عن اآلخر‪ .‬ولعل األسرة هي النظام االجتماعي الوح يد ال تي‬
‫يرتبط بكل أنظمة المجتمن حيث أن األفراد الذين يمثلون أنظمة المجت من ينت مون إ لى‬
‫أسر كان لها األ ثر في تهي ئتهم وو صولهم إ لى ما و صلوا إل يه‪ .‬و بالرغم من التغ ير‬
‫الذي لحق بالنظام األسريل إال أن تأثيرها كمؤسسة اجتماعية ال يزال واض الم عالم‬

‫‪75‬‬
‫‪-Anne QUENIART et Roch HURTUBISE : « Nouvelles familles, nouveaux défis pour la‬‬
‫‪sociologie de la famille », Sociologie et sociétés, Vol. 34, n°1, printemps 1998, Canada,‬‬
‫‪Québec, p : 4.‬‬
‫‪ - 76‬ع الميعم محم حسيذ ‪" :‬األسر وميه ها التربوي لتيشي األبياء"‪ ،‬مكت اليه ض الم صري ال قاهر ‪ ،‬الم ع األو لى‬
‫‪ ،1952‬ص ‪.24 :‬‬
‫‪77‬‬
‫‪-Cyprien AVENEL : « Les évolutions sociologiques de la famille », Revue : Recherches et‬‬
‫‪prévisions n°72, Juin 2003, CNAF, France, p : 69.‬‬

‫‪49‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬
‫‪78‬‬
‫من خالل الوظائف التي تؤديها‪.‬‬

‫ويمكن أن نلخص الجوانب الهامة لوظائف األسرة االجتماعية فيما يلي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬التنشئة االجتماعياة‬

‫ت قوم األ سرة بوظي فة التن شئة االجتماع ية ل و هي من أ هم الو ظائف االجتماع ية‬
‫لألسرةل والتي تعني عملية اكتساب القيم الثقافية السائدة والذات واألدوار االجتماع ية‬
‫المتوقعة من الفرد في المواقف االجتماعية المختلفة لوهي تتح قق من خالل التفا عل‬
‫الذي يتشارك فيه أعضاء األسرة وأفراد المجتمن في أدوارهمل وأن كال من الوا لدين‬
‫‪79‬‬
‫والرفاق والمدرسة يساهم في هذا التفاعل‪.‬‬

‫وبالتالي فهي عملية اجتماعية ها مة ت حول الط فل من كائن بيو لوجي إ لى كائن‬
‫اجتمةةاعي بتعليمةةه مةةا يجةةب ومةةا ال يجةةب أن يفعلةةهل وإكسةةابه المهةةارة واالتجاهةةات‬
‫والسةةلوك فةةي ثقافةةة مجتمعةةه‪ 80.‬ويقةةرر افريةةدمانا أن شخصةةية الكبيةةر مةةا هةةي إال‬
‫تشكيل ألنماط التطبين االجتماعي عن التنشئة االجتماعية في الطفولة والمراهقة التي‬
‫‪81‬‬
‫تعكس اتجاهات ثقافة المجتمن‪.‬‬

‫وينظر البعض إلى التنشئة االجتماعية ع لى أن ها عمل ية اجتماع ية أسا سية تع مل‬
‫على تكامل الفرد في جما عة اجتماع ية معي نةل عن طر يق اكت ساب هذا ال فرد ثقا فة‬
‫الجما عة والمجت من ودورا يؤد يه في الجما عةل‪ 82‬و يرى آ خرون بأن ها عمل ية تع لم‬
‫وتع ليم وترب يةل ت قوم ع لى التفا عل االجت ماعيل وت هدف إ لى اكت ساب ال فرد سلوكا‬
‫ومعةةايير واتجاهةةات مناسةةبة ألدوار اجتماعيةةة معينةةة تمكنةةه مةةن مسةةايرة جماعتةةه‬
‫والتوافق االجتماعي معهال وتكسبه الطابن االجتماعي وتي سر له اال ندماج في الح ياة‬

‫‪ - 78‬سعي بذ سعي حم ان ‪" :‬أهمي األسر كم س س اجتماع ي "‪ ،‬ور ق ع مل مق م ل ي و الم ت مع واأل مذ الميع ق بكل ي‬
‫الملك فه األميي بالرياض‪ ،‬مذ ‪ 0/11‬إلى ‪ 0/11‬سي ‪ ،1440‬ص ‪.1-1 :‬‬
‫‪ - 79‬سامي الوشاب ‪" :‬اليظري االجتماعي ودراس األسر "‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهر ‪ ،1951‬ص ‪.103-101 :‬‬
‫‪ - 80‬حسذ ع الحمي رشوان ‪" :‬المفل ‪ :‬دراس في علم االجتماعي اليفسي"‪ ،‬المكتب ال امع ال ح يث‪ ،‬اإل سكي ري ‪،1991‬‬
‫ص ‪.149 :‬‬
‫‪ - 81‬ابراهيم صفر أو عمش ‪" :‬الثقاف والتغير االجتماعي"‪ ،‬دار اليهض العربي ‪ ،‬بيرو ‪ ،1951‬ص ‪.19 :‬‬
‫‪ - 82‬محم ال وهري ‪" :‬المفل والتيشي االجتماعي "‪ ،‬دار المعرف ال امعي ‪ ،‬اإلسكي ري ‪ ،1991‬ص ‪.51 :‬‬

‫‪51‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬
‫‪83‬‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫ك ما ت عرف أي ضا بأن ها العمل ية ال تي يتم ب ها انت قال الثقا فة من ج يل إ لى ج يلل‬


‫والطريقة التي يتم بها ت شكيل األط فال م نذ ط فولتهم ح تى يم كنهم ال عيش في مجت من‬
‫ذي ثقافة معينةل ويدخل في ذلك ما يلقنه اآلباء والمدرسة والمجت من لأل فراد من ل غة‬
‫ود ين وتقال يد و قيم ومعلو مات وم هارات‪ 84.‬وعل يه يم كن ا ستنباط أن غا ية التن شئة‬
‫االجتماع ية إ عداد ال فرد ألن ي كون واع يا وم ستجيبا لل مؤثرات االجتماع ية بطري قة‬
‫‪85‬‬
‫مقبولة تمكنه من التوافق من اآلخرين‪.‬‬

‫مما سبق يتض أن مفهوم التنشئة االجتماعية‪ 86‬يشير إلى أنها عملية تعليمية يتم‬
‫من خاللها تشكيل المالم األساسية لشخصية ا لنشء بتع ليمهم أ سس ثقا فة م جتمعهم‬
‫ومبادئةةه وأعرافةةه ومعتقداتةةه وأفكةةاره وعةةاداتهم وتعويةةدهم علةةى إتقةةان أداء األدوار‬
‫االجتماعية التي ينبغي أن يشغلوها بحيث يكونون قادرين على تحمل مسؤولية تقد مه‬
‫ونقل ثقافته إلى األع ضاء ال جددل وال ترتبط هذه العمل ية بزمن م حدد ولكن ها ت شمل‬
‫‪87‬‬
‫من يتعلمه اإلنسان من خالل فترة الحياة‪.‬‬

‫وتستند عملية تنفيذها إلى عدد من المؤسسات وهيل األسرة والمدرسة والم سجد‬
‫وو سائل اإل عالمل وإن كان دور األ سرة ي فوق باقي أدوار المؤس سات األ خرى ألن‬
‫‪88‬‬
‫دور هذه المؤسسات يأتي في مرحلة زمنية الحقة‪.‬‬

‫و تزداد أهم ية التفا عل االجت ماعي من ا لنشء لتعو يدهم ع لى إت باع أ سس ثقا فة‬
‫المجتمن ومبادئه من خالل أ ساليب التن شئة االجتماع ية ال تي يمار سها من ت قن ت حت‬
‫‪ - 83‬حام ع السالم زهران ‪" :‬علم اليفس االجتماعي"‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهر ‪ ،1950‬ص ‪.103 :‬‬
‫‪ - 84‬أحم زكي ب وي ‪" :‬مع م مصملحا العلوم االجتماعي "‪ ،‬مكت ل يان‪ ،‬بيرو ‪ ،1951 ،‬ص ‪.044 :‬‬
‫‪85‬‬
‫‪- Cyprien AVENEL : « Les évolutions sociologiques de la famille », Revue : Recherches et‬‬
‫‪prévisions n°72, Juin 2003, CNAF, France.p : 70-71.‬‬
‫‪ - 86‬هياك اتفاق عام حو وجود ات اهيذ لمفهوم التيشي االجتماعي ‪:‬‬
‫االت اه األو ‪ :‬يرى أنها عملي تلقيذ أو تشريب أو تم يع للفرد بم موع مذ القيم والم عايير الم ستقر في ضمير الم ت مع‬
‫بما يضمذ بياء الم تمع واستمراره مع الزمذ‪.‬‬
‫االت اه الثاني ‪ :‬يرى أنها عملي يكتسب مذ خاللها الفرد هويته الشوصي التي ت سمح له بالتع ير عذ ا ته‪ ،‬وق ضاء ممال ه‬
‫بالمريق التي ت ك على التغيير واالختالف ومذ ثم يستميع أن ي دي أدواره االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -‬محم أحم موسى ‪" :‬المفول والتيمي "‪ ،‬مم وعا الم تمر العربي‪ 12-13 ،‬نون ر‪ ،‬تونس ‪ ،1951‬ص‪.10:‬‬
‫‪ - 87‬سامي الساعاتي ‪" :‬الثقاف والشوصي "‪ ،‬دار اليهض العربي ‪ ،‬بيرو ‪ ،1953‬ص ‪.110 :‬‬
‫‪ - 88‬ع نان ال وري ‪" :‬جياح األح اث"‪ ،‬ميشورا ا السالسل‪ ،‬الكويت ‪ ،1952‬ص ‪.104 :‬‬

‫‪51‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫أيديهم سلطة وم سؤولية الترب ية االجتماع ية الثقاف ية ل لنشء من اآل باء واألم هات في‬
‫األسرة وغيرهم ممن يعم لون في المؤس سات التربو ية واإلعالم ية والثقاف ية المكم لة‬
‫‪89‬‬
‫لدور األسرة‪.‬‬

‫ويفسر البعض أهمية التنشئة األسرية لألسباب التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬أن ها تع كس القابل ية اال ستثنائية ع لى ت عديل ال سلوك اإلن ساني وت شكيله ح سب‬
‫المواصفات المطلوبة‪.‬‬

‫‪ -‬أن ها ت قوم ع لى عمل ية ا ستمرارية للح ضارة وح صيلة المعر فة األ سرية ع بر‬
‫العصور ومن جيل إلى آخر‪.‬‬

‫‪ -‬أن ها ت قرر الم هارات والت جارب الالز مة للمعي شة واال ندماج في المجت من في‬
‫الحياة الحالية والالحقة‪-‬الراشدةل وعل يه فإن نا ن جد أن عل ماء ا لدين والترب ية والعل ماء‬
‫االجتماعين يجمعون على أهمية التنشئة في مرحلة الطفولة باعتبار ها أسا سا ل سلوك‬
‫الةةنشء مسةةتقبال والتةةي تمكنةةه مةةن تعةةديل سةةلوكه لتلبيةةة شةةروط البيئةةة والخبةةرات‬
‫‪90‬‬
‫الجديدة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تعليم األبناء كيفية التفاعل االجتماعي وتكوين العالقات االجتماعية‬

‫فاألبناء يتعلمون في محيط األسرة الكثير من أ شكال التفا عل االجت ماعي وا لذي‬
‫تكون بداياته من أفراد األ سرة من إ خوة وأ خوات واألم واألب وغ يرهم‪ .‬وه نا ي برز‬
‫دور األسرة في تكييف هذا التفاعل ع لى الن حو ا لذي يتوا فق من قيم المجت من ومث له‬
‫ومعاييره‪ .‬ومن األسرة تكون انطال قة األب ناء في ت فاعالتهم وعال قاتهم من اآل خرين‬
‫في الم حيط األك بر المجت من‪ .‬فع لى قدر ما ي كون التفا عل من ضبطا ومتوائ ما من ما‬
‫ير ضيه المجت من دا خل األ سرة ع لى قدر ما ي كون ذ لك هو ال هادي ل سلوك األب ناء‬
‫وعالقاتهم من اآلخرين في المجتمن الكبير‪ .‬إن األ سرة خ ير من يع لم األب ناء مرا عاة‬
‫معةايير المجتمةةن وأنظمتةه وااللتةةزام بهةةا وعةدم مخالفتهةةال إن األبنةةاء فةي كثيةةر مةةن‬

‫‪ - 89‬سامي الساعاتي ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110 :‬‬


‫‪ - 90‬ال معي الكويتي لتق م المفول ‪ ،‬المفول في م تمع عربي متغير‪ ،‬الكتاب السيوي األو ‪ ،‬الكويت ‪ ،1950‬ص ‪.11 :‬‬

‫‪52‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫األحيان يتخذون من آ بائهم وأم هاتهم وبق ية أ فراد األ سرة ال قدوة والم ثل األع لى في‬
‫السلوك‪ .‬لذا يجب أن يكون أفراد األسرة اآلخرين خير قدوة لألبناء من خالل ت مثلهم‬
‫أنفسةةهم لمعةةايير المجتمةةن وللفضةةائل واآلداب الحسةةنة فةةي تفةةاعلهم وعالقةةاتهم مةةن‬
‫اآل خرين و بذلك ي صبحوا حال تقل يد أب ناءهم ل هم خ ير قدوة وم ثال‪ .‬إن كث يرا من‬
‫سلوكيات األطفال في مقتبل عمرهم تعتمد على تقليد من حولهم في ال قول أو الف علل‬
‫فال بد لآل باء واألم هات أن يمث لوا ال صور اإليجاب ية ألب نائهم في أ قوالهم وأف عالهم‪.‬‬
‫والمجت من ا لذي ت كون عال قات أ فراده ع لى ن حو من االل تزام والتم ثل ل قيم المجت من‬
‫وم عاييره حري به أن ي كون آم نا مطمئ نا وي سير في ر كب الت قدم بخ طى ثاب تة ألن‬
‫أ فراده مدركون للكيف ية ال صحيحة للتعا مل من بع ضهم ا لبعض ف كأنهم أك ثر إدرا كا‬
‫لألدوار االجتماع ية ال تي يؤذون ها وال تي من خالل ها ي سهمون في ر قي م جتمعهم‬
‫وتطورهم‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬التعاون مع مؤسسات المجتمع‬

‫يتض تعاون األسرة من المؤسسات االجتماعية األ خرى من خالل تهي ئة جم ين‬
‫أفراد األسرة ليكونوا أعضاء فاعلين في المجت من وتجن يد كل الطا قات واإلمكان يات‬
‫واستثمار كل القدرات من أجل صال المجت من‪ .‬إن ق ياس عال قة األ سرة بغير ها من‬
‫مؤسسات المجتمن ومكانتها االجتماعية يظ هر جل يا بال قدر ا لذي ت سهم به من خالل‬
‫أفراد ها في خد مة المجت من ح سب تخص صات األ فراد و مدى ف عاليتهم في تحق يق‬
‫األهداف االجتماعية المنشودة لهذه المؤسسات‪ .‬وألن األسرة الوحدة االجتماعية ال تي‬
‫ترتبط بكل مؤسسات وهيئات المجتمن كون أفرادها يعملون في هذه المؤس سات كان‬
‫‪91‬‬
‫لزاما عليها أن تقوم بهذا الدور كما يجب‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الوظيفة االقتصادية‬

‫تمثل األ سرة و حدة اقت صادية مالئ مة لل عيش وإلن تاج ال ثورة وإل شباع الحا جات‬
‫األسا سية بج هد أع ضائها ب ما يجعل ها و حدة ع مل فعا لة في إن تاج حا جات األ سرة‬

‫‪ - 91‬سعي بذ سعي حم ان ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.5-3 :‬‬

‫‪53‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫والمجتمن‪ .‬فاألسرة منذ نشأتها كانت تقوم بوظائف الهيئة أو الشركة االقت صاديةل ف قد‬
‫كانت تقوم بعمليات اإلنتاج لكا فة ما تح تاج إل يه ج موع أ فراد األ سرة ثم ت قوم بدور‬
‫التوزين وتنظيم عمليات االستهالك واالستبدال الداخلي (بين أفرادها بعضهم ببعض)‬
‫أو االستبدال الخارجي بين األ سر وغير ها من األ سر إذا د عت ال ضرورة لذلك‪ .‬إذ‬
‫القاعدة أن تقوم األسرة بتوفير ما تحتاج إل يه من سلن و خدمات في ما ي عرف بسيا سة‬
‫االكتفاء الذاتي بين أفرادها‪.‬‬

‫واأل سرة المعا صرة –و من ن شأة الدو لة‪ -‬تتم يز بأن ها و حدة صغيرة تت كون من‬
‫الزوجين واألبناء وربما األ جداد وال جدات و من بروز النز عة الفرد ية لدى اإلن سان‬
‫المعاصر ضعفت العال قات بين أ فراد األ سرة الوا حدة ح تى المبا شرين منهم ف ضال‬
‫عن األقارب البعيدينل و قد كا نت ذ لك بطبي عة ال حال نتي جة لز يادة المطا لب الماد ية‬
‫‪92‬‬
‫والضغوط الحياتية اليومية التي يواجهها أفراد المجتمن‪.‬‬

‫وقةةد قضةةى اإلنتةةاج الصةةناعي الكبيةةر علةةى وظيفةةة األسةةرة االقتصةةادية فةةي‬
‫المجتمعات الحضريةل وتحولت األسرة في ها إ لى و حدات ا ستهالكية خال صة بدر جة‬
‫كبيرة بعد أن انتزعت الدولة من األسرة الوظيفة االقت صادية وأن شأت هي ئات خا صة‬
‫مثل المصارف والمصانن والشركات الكب يرة وأ صب ال فرد ي نتج للمجت من ك كل ب عد‬
‫أن كان ينتج لنفسه وألسرته وال يكاد يستهلك من إنتاجه الخاص شيئا بل يستهلك من‬
‫إنتاج غيره وأصب المجتمن ال عام هو الم هيمن ع لى مع ظم األ مور ال تي كا نت ت قوم‬
‫‪93‬‬
‫بها األسرة وتؤديها في رضى واطمئنان‪.‬‬

‫من ظهور الدولة الحديثة وتطور دورها ووظيفتها فإن اآلثار االقتصادية لألسرة‬
‫توشك أن تتقلص إذ لم ت عد األ سرة هي الم كان الوح يد ا لذي ي شبن الحا جات الماد ية‬
‫للفردل ونتيجة للزيادة الم ستمر في نف قات المعي شة ورغ بة األ سرة في ر فن م ستوى‬
‫معيشتها نزلت المرأة إلى ميدان العمل وشاركت في إعا لة األ سرة وم ساعدة زوج ها‬

‫‪ - 92‬ابراهيم بذ م ارك ال وير ‪" :‬األسر وأثرها في تحقيق األ مذ ال فردي والم تم عي"‪ ،‬ور ق ع مل مق م ل ي و الم ت مع‬
‫واألمذ الميعق بكلي الملك فه األميي بالرياض‪ ،‬مذ ‪ ،1440-0/11-0/11‬ص‪.2:‬‬
‫‪ - 93‬ابراهيم بذ م ارك ال وير ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.3 :‬‬

‫‪54‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫في تحمل مسؤوليات المعيشة مما أدى إلى نشوء روابط وعالقات اقتصادية خارج ية‬
‫وبعد أن كان الجمين يعملون تحت سقف واحد سواء كان في الع مل الزرا عي أو في‬
‫الم جال المه ني أو العل ميل انت شر األ فراد وأب ناء األ سرة الوا حدة في موا قن الع مل‬
‫‪94‬‬
‫المختلفة والمتباعدة‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى حققت المرأة عن طر يق الع مل ا ستقالال ذات يا اقت صاديال و لم‬
‫تعد عبئا ع لى أ سرتها أو زوج ها في إ شباع حاجات ها الماد يةل لذا ف قد زادت النز عة‬
‫االستقاللية لدى الزو جة و من ثم بدأ يظ هر في األ فق نو عا من الم ساواة في ات خاذ‬
‫القرار التي يقف فيها كل من الزوج والزوجة على قدم المساواة‪.‬‬

‫وكةةان مةةن نتيجةةة الحيةةاة الحضةةرية كةةذلك ظهةةور كثيةةر مةةن السةةلن والخةةدمات‬
‫وأصبحت من الحاجات الضرورية في حياة األسرة‪ .‬ولما كانت هذه السلن والخدمات‬
‫في تطور مستمر فإن د خل األ سرة مه ما نال من تح سين أو ز يادة ال يم كن أن ي في‬
‫ب هذه المطا لب المت جددةل وه كذا جن حت األ سرة الح ضرية ن حو اال ستهالك المتزا يد‬
‫وأ صبحت ظاهرة اال ستهالك من ال ظواهر ال تي ت هدد األ سرة دائ ما باال ستدانة أو‬
‫‪95‬‬
‫استنفاد مدخراتها أوال بأول‪.‬‬

‫و يرى ب عض ال باحثين أن الوظي فة االقت صادية لأل سرة ما زا لت تكت سي أهم ية‬
‫خاصةل حتى أمام تنامي ظاهرة االستهالكل إذ أن ها ستظل ت قوم بأثر ما في الم جال‬
‫االقت صادي ح تى النها يةل من ناح ية أن ها هي ال تي توفر كا فة المتطل بات الماديةة‬
‫للصغار الذين يعيشون في كنفها على األقل فيما قبل بلوغهم السعي وتحصيل ا لرزق‬
‫و من ناح ية أ خرى أن ها ت ستطين أن تك سب األ فراد ب عض ال صفات االقت صادية من‬
‫حيث الكسب واإلنفاق والكرم والب خل إ لى آ خر هذه المورو ثات ال تي ي كون لأل سرة‬
‫‪96‬‬
‫أثرها البارز فيها‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الوظيفة التربوية‬


‫‪ - 94‬ابراهيم بذ م ارك ال وير ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1 :‬‬
‫‪ - 95‬محمود حسذ ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10 :‬‬
‫‪96‬‬
‫‪-Renée B. DAUDURAD : « Peut-on encore définir la famille ? », Institut québécois de‬‬
‫‪recherche sur la culture (IQRC) à Chicontimi, Québec, 1990, p : 14.‬‬

‫‪55‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫إن األسةةرة إحةةدى العوامةةل األساسةةية فةةي بنةةاء الكيةةان التربةةوي وإيجةةاد عمليةةة‬
‫التطبين االجتماعيل وتشكيل شخصية الطفلل وإكسابه العادات التي تب قى مالز مة له‬
‫طوال حياتهل فهي البذرة األولى في تكوين النمو الفردي وبناء الشخصيةل فإن الطفل‬
‫في أغلب أحواله مقلد ألبويه في عاداتهم وسلوكهم فهي أوض ق صدال وأدق تنظي مال‬
‫وأكثر إحكاما من سائر العوامل التربوية‪.‬‬

‫وتكسةةب األسةةرة أهميتهةةا كونهةةا أحةةد األنظمةةة االجتماعيةةة التةةي يعتمةةد عليهةةا‬
‫المجتمن كثيرا في رعاية أفراده منذ قدومهم إلى هذا الو جود و تربيتهم وتقل ينهم ثقا فة‬
‫المجتمن وتقاليده وتهي ئتهم لتح مل م سؤولياتهم االجتماع ية ع لى أك مل و جه والعال قة‬
‫بين الفرد واألسرة والمجت من عال قة في ها الكث ير من االعت ماد المت بادل وال يم كن أن‬
‫يستغني أحدهم عن اآلخر فاألسرة ترعى شؤون األفراد منذ الصغر والمجتمن ي سعى‬
‫جا هدا لتهي ئة كل ال فرص ال تي تم كن هؤالء األ فراد من أداء أدوار هم االجتماع ية‬
‫‪97‬‬
‫وتنمية قدراتهم بالشكل الذي يتوافق من أهداف المجتمن‪.‬‬

‫وال يمكننا اإلنكار أن األسرة هي العنصر األهم والوح يد للح ضانة والترب ية في‬
‫المرا حل األو لى للطفو لةل والوا قن أ نه ال ت ستطين أي مؤس سة عا مة أن ت قوم بدور‬
‫األسةةرة فةةي هةةذه المرحلةةةل وال يتةةاح لهةةذه المؤسسةةات مهمةةا حرصةةت علةةى تجويةةد‬
‫‪98‬‬
‫أعمالها أن تحقق ما تحققه األسرة من هذه األمور‪.‬‬

‫فمسؤولية تربية األب ناء ت قن ع لى الوا لدين في المرت بة األو لى والترب ية بمعنا ها‬
‫ال شامل ال تع ني توفير الط عام وال شراب والك ساء وال عالجل بل ت شمل كل ما ي عده‬
‫اإلنسان ليكون فردا فاعال ضمن المجتمن‪ .‬فاألسرة بوصفها الحجر األ ساس في ب ناء‬
‫الشخصية اإلنسانية بحاجة للتوجيه للمحافظة على كيانها االجتماعي وإضفاء جو من‬
‫العاطفةل والمحبةل والت فاني بين أع ضائهال وبحا جة إلقا مة عال قات إن سانية ت سودها‬
‫المحبة بين الوالدين والولدل ولتوفر له اإلتزان العاطفي والبيئة النفسية المالئمة لن موه‬

‫‪97‬‬
‫‪- Ben BEHLESINGER : « Les forces de la famille : Renforcer les points positifs »,‬‬
‫‪L’Institut Varnier de la famille, Bibliothèque virtuelle Ottawa, Canada, 1998., p : 3.‬‬
‫‪ - 98‬ابراهيم بذ م ارك ال وير ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.0 :‬‬

‫‪56‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬
‫‪99‬‬
‫الجسماني والعقلي والعاطفي‪.‬‬

‫ويمكن القول هنا أن األسرة الم صغرة هي المدر سة األو لى للعال قات اإلن سانية‬
‫ال تي يتعلم في ها أول دروس ال حب والكراه ية وال عدل والظ لمل ف قدر ما ت بذل هذه‬
‫المدرسة من جهد في إقامة العالقات اإلنسانية الج يدة بين أفراد ها تكت سي الشخ صية‬
‫اإلنسانية خبرة ومراسا في تعاملها من اآلخرين‪ .‬لذلك يتر تب ع لى الوا لدين تع لم فن‬
‫الترب ية كوظي فة اجتماع ية م طالبين بأدائ ها سيؤدي كل منه ما دوره ف يه و من ج هة‬
‫أخرى تعليم األوالد القيام بأدوارهم في األسرة من خالل ما يطلب منهم من و ظائفل‬
‫وخدمات تخرج الولد من أنانيته الفطرية إلى اجتماعية المكت سبة‪ 100.‬وعمو ما يمكن نا‬
‫أن نرصد مجموعة من اآلثار التربوية لألسرة فيما يلي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬تقةةوم األسةةرة وحةةدها بتزويةةد الطفةةل بمختلةةف الخبةةرات أثنةةاء سةةنواته‬
‫التكوين يةل أ ما المؤس سات االجتماع ية األ خرى كالمدر سة في بدأ دور ها في مرح لة‬
‫الحقة‪ .‬وتتوقف اتجاهات الطفل نحوها بدرجة كبيرة على العالقات االجتماعية دا خل‬
‫األسرة‪.‬‬

‫ثانيااا ‪ :‬وعلةةى األسةةرة يقةةن قسةةط كبيةةر مةةن واجةةب التربيةةة الخلقيةةة والوجدانيةةة‬
‫والعقد ية والدين ية في جم ين مرا حل الطفو لة بل و في المرا حل التال ية ل ها كذلكل‬
‫ومكا نة الط فل في المجت من ت حددها ب صفة أسا سية مكا نة األ سرة وثقافت هال و لذلك‬
‫تباشر األ سرة أك ثر من أي جما عة أ خرى تأثيرا دائ ما مبا شرا وعمي قا في ال عادات‬
‫‪101‬‬
‫واالتجاهات والخبرات االجتماعية للطفل‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬وبفضل الحياة المستقرة في جو األسرة وم حيط العائ لة يت كون لدى ال فرد‬
‫ما ي سمى بالروح ال عائلي والعوا طف األ سرية المختل فة وتن شأ االتجا هات األو لى‬
‫للحيةةاة االجتماعيةةة المنظمةةةل فاألسةةرة هةةي التةةي تجعةةل مةةن الطفةةل اجتماعيةةا مةةدنيا‬

‫‪ - 99‬سمير هرا ن ‪" :‬ق ضي ال سالم في الم ياهج ال را سي الح ي ث "‪ ،‬ال مع ي الكويت ي ‪ ،‬ترب ي الت سامح و ضرور التكا فل‬
‫االجتماعي‪ ،‬الكتاب السيوي العاشر ‪ 1992‬الكويت‪ ،‬ص ‪.11 :‬‬
‫‪ - 100‬ع هللا م ي ‪" :‬التربي الم ني ‪ :‬دراس في أزم االنتماء والمواطي في التربي العربي "‪ ،‬م ل الفكر السياسي‪ ،‬ع د‬
‫‪ ،11‬السي الثامي ‪ ،1442‬ص ‪.1 :‬‬
‫‪ - 101‬محمود حسذ ‪ :‬األسر ومشكالتها‪ ،‬السابق‪ ،‬ص ‪.11 :‬‬

‫‪57‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وتزوده بالعواطف واالتجا هات الالز مة للح ياة واالن سجام من المجت من ا لذي ي عيش‬
‫‪102‬‬
‫فيه‪.‬‬

‫راب عا ‪ :‬وت قوم األ سرة كذلك بتنم ية حس الم سؤولية لدى النا شئ ليك فل الح فاظ‬
‫على اآلخرل واألشياء ذات القيمة في البيئة االجتماعيةل فم سؤولية اإلن سان عن ف عل‬
‫أو شيء أو إنسان أو مجموعة بشرية تعني أنه قادر على حماية ما هو م سؤول ع نه‬
‫وبالتالي تمنحه قيمة ترضي نزعة اإلن سان ن حو الت فوق وبال تالي ن جد أن تنم ية حس‬
‫الم سؤولية تؤدي إ لى ز يادة قوة ال فرد وتحق يق عن صر أسا سي في بن ية المجت من‬
‫‪103‬‬
‫المدني‪.‬‬

‫وه كذا ت صل إ لى أن من أو لى واج بات األ سرة أن تح لم األط فال الم سؤوليةل‬
‫والمحاف ظة ع لى البي ئةل والمواط نةل وت عرفهم بح ضارة المجت منل وثقاف ته وبأ سس‬
‫النظةةام االقتصةةاديل والنظةةام األخالقةةي وأن تسةةهم بتشةةكيل ذهنيةةة الفةةرد أي طريقةةة‬
‫النظر إلى األشياء ونموذج التفكير الذي يحكم سيطرته على عقلهل والذي يت شكل في‬
‫المرا حل األو لى من حيا تهل وبال تالي تن مي إمكان ية اال ستيعاب لدى ال فرد من أ جل‬
‫عملية التكيف التي يمارسها غالبا بصورة عفويةل أو فطرية أو بدائية في م ضمونهال‬
‫فإذا واف قت األ سرة في أداء هذه الر سالة الجلي لة و كان مو صال ج يدا‬ ‫‪104‬‬
‫وأسلوبها‪.‬‬
‫لجمين هذه األمور حق قت البي ئة االجتماع ية آثار ها البلي غة في الم جال التر بوي وإال‬
‫أفسدت األسرة عليها عملهال فلم يستفد منها الطفل إال اآل ثار التاف هة و لن ي صيبه من‬
‫كل ذلك إلى الضرر والشرور‪.‬‬

‫ويتعةةاظم دور األسةةرة فةةي تأصةةيل قةةيم المواطنةةة عنةةد الطفةةل وتزويةةده بالقيمةةة‬
‫الحضارية والثقافيةل إذ أننا نرى من خالل الن ظر إ لى درا سات ع لم ا لنفس الل غوي‬
‫التي تناولت تعلم اللغة بأن ه ناك سن م حددة ت كون في ها إمكا نات تع لم الل غة مح فزة‬
‫لدرجة كبيرةل وهي ما تسمى بالزمن ال حرج لتعلم الل غة وت ضاؤل عمل ية ا لتعلم ع ند‬

‫‪ - 102‬ابراهيم بذ م ارك ال وير ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.2 :‬‬


‫‪ - 103‬ع هللا م ي ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13 :‬‬
‫‪ - 104‬وطف علي أسع ‪ ،‬صالح أحم الراش ‪" :‬التربي وحقوق اإلن سان في ا لوطذ العر بي"‪ ،‬الم ع األو لى ‪ ،1999‬مكت‬
‫الفالح لليشر والتوزيع‪ ،‬الكويت‪ ،‬ص ‪.130 :‬‬

‫‪58‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫‪H.‬ل ويم كن أن‬ ‫‪CHOMSKY‬‬ ‫فوات هذه الف ترة ك ما أثب تت ذ لك درا سات تشوم سكي‬
‫نن ظر ب هذا المن ظار ع لى عمل ية اكت ساب قيم المواط نة ع لى أن ها ت كون أك ثر ث بات‬
‫وتأصةةال ودوامةةا إذا تمةةت فةةي سةةن مبكةةرة علةةى يةةد األسةةرة ومؤسسةةات التنشةةئة‬
‫االجتماعيةل ويمكن مالحظة ذلك بالمقارنة بين القيم الدينية واالجتماعية إذ أن ها ت بدو‬
‫أكثر ثباتا من القيم الوطنية وقد ي كون مرد ذ لك إ لى األط فال يتعل مون هذه ال قيم في‬
‫‪105‬‬
‫سن مبكرة وعلى أن هناك مرحلة حرجة أيضا لتعلم واكتساب قيم المواطنة‪.‬‬

‫ك ما تت جه الترب ية م نذ البدا ية ن حو حما ية الم كان أو البي ئة الطبيع يةل ورعايت ها‬
‫لتكون في أف ضل حاالت ها لخد مة المجت من وي كون ذ لك بب حث ا لوعي بقي مة الطبي عة‬
‫المادية والجماليةل وتعليم الطفل كيفية المحافظة على البي ئة ح تى نتج نب كار ثة بيئ ية‬
‫محققة بسبب اع تدائنا علي ها بال هدم أو الت لوثل وإذا كا نت م سؤولية اإلن سان تن صب‬
‫على ما يملكه ملكية خاصةل أو ما ينتمي إليهل فإن البيئة أهم ما ينت مي إل يه اإلن سانل‬
‫وتسعى التربية ألن تبرز أثر البيئة في حياة ال فرد والمجت منل ومثا نة عال قة اإلن سان‬
‫بهال وكذلك مسؤولية الفرد عن األجيال القادمةل وبالتالي تخلق لديه دافن حمايتها من‬
‫التخر يب والت لوثل والت شويه‪ .‬إن ع لى الترب ية في م ستوى األ سرة أن تن مي لدى‬
‫الطفل القدرة على االستمتاع بالجمالل والنظا فة لتز يل من داخ له الرغ بة في إ تالف‬
‫وإفساد الطبيعةل وأن تخلق لديه الو سائل الكفي لة بالح فاظ ع لى البي ئةل ح تى ال ي شعر‬
‫بالعجز عن حمايتهال وأن تعزز قيمة األفعال اإليجابية التي يقوم بها الطفل لحماية ما‬
‫حولهل وذلك من أجل أن نضمن للمجتمن في النهاية البيئة ال صحية ال سليمة ال صالحة‬
‫للحياة‪.‬‬

‫وتقوم األسرة كذلك بغرس م فاهيم حب ا لوطن واالنت ماء‪ .‬فاإلن سان ال يم كن أن‬
‫ينتمي إلى شيء ال يحبهل ك ما أ نه ال يم كن أن ي حب دون أن ي شعر باالنت ماء إ لى ما‬
‫يحبل أو بانتماء ما ي حب إل يهل وانت ماء اإلن سان إ لى األرض يتب لور ع بر المواط نة‬
‫الصحيحة ت لك الراب طة بين اإلن سان وا لوطنل و هذه ال يدركها اإلن سان إال بالترب ية‬

‫‪ ،1991‬دار م ع ‪ ،‬دم شق‪،‬‬ ‫‪ - 105‬ع ود را تب ‪" :‬نظر يا الترب ي في ع صر الت يوير الفرن سي"‪ ،‬ترج م ‪ :‬ع هللا الم ي‬
‫سوريا‪ ،‬ص ‪.112 :‬‬

‫‪59‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المدنية التي تعلمه أن يكون حرا خيرا في وطن تسود فيه الحرية والديمقراط يةل و قد‬
‫أكةةد اروسةةو ‪J.ROUSSEAU‬ا علةةى العالقةةة بةةين المواطنةةة وحريةةة الةةوطن‬
‫والفضةةيلة عنةةدما قةةال ‪ :‬اال يمكةةن للةةوطن أن يقةةوم بغيةةر الحريةةةل والحريةةة بغيةةر‬
‫الفضيلةل والفضيلة بغير المواطن و ستبلغون كل هذا إذا أ عددتم ال مواطنينل و بدون‬
‫هذا اإلعداد لن تجدوا إال عبيدا أشرارا بدءا من رئيس الدو لةل ول كن إ عداد ال مواطن‬
‫ليس عمل نهار واحدال‪ 106‬إذ إن إعداد المواطن يعني بناء الكائن االجتماعي ال مزود‬
‫بنسق من األفكارل والمشاعر والعادات ال تي ال تع بر عن ذا ته الفرد ية فح سب وإن ما‬
‫عةن الجماعةةل أو الجماعةات المختلفةة التةي ينتمةي إليهةال فالكةائن االجتمةاعي لةيس‬
‫معطى من معطيات البيئة الفطرية لإلنسانل وال يم كن أن ين مو ب شكل ع فوي ألن ما‬
‫يحركه هو التجربة والغر يزة والعاط فة (ك ما قال رو سو ‪ )ROUSSEAU‬إن التجر بة‬
‫والغريزة والعاطفة تحرك اإلنسانل كما هو الحال عند الحيوان من أجل تلبية حاجا ته‬
‫الحيويةل ويجد دوكهايم ‪ G. Durkheim‬أن اإلنسان اليس مياال بفطر ته إ لى الخ ضوع‬
‫إلى السلطة السياسيةل أو إلى احترام النظام األخالقيل أو التضحيةل أو اإلي ثارل إذ ال‬
‫يوجد في بنيتنا الفطرية األولية ما يدفعنا إ لى أن ن كون خا ضعين إلرادة سماويةل أو‬
‫شعارات رمز ية م ساندة في المجت من‪ ...‬إ نه المجت من ا لذي ا ستطاع أن ي ستمد من‬
‫قدسةةية هةةذه األشةةياء سةةلطاته األخالقيةةة الكبةةرى التةةي تجعةةل الفةةرد يشةةعر بدونيةةة‬
‫إزائهاا‪ 107.‬لذلك فالتربية المدن ية ال تتجا هل البن ية الفطر ية في سبيل تحق يق غايت ها‬
‫في خلق المواطن أو ال كائن االجت ماعيل هذه البن ية الفطر ية ال تي ال ت هتم إال باأل نال‬
‫وما يتعلق بغر يزة الب قاءل و قد رأى هلفت يوس ‪G.HELVETIUS‬ل أن ا حب ا لذات هو‬
‫األ ساس الوح يد ا لذي يم كن أن تب نى عل يه قا عدة ال خالق الفر يدةال واالنت ماء إ لى‬
‫الوطن يرتب واجبات على اإلنسان كما يولد فيه شعور المحافظة على ما ينت مي إل يه‬
‫فإذا دعي إلى القيام بدوره في وط نه شعر بأ نه ي قوم بأداء وظي فة ها مة مه ما كا نت‬
‫مكانة الوظي فة فال حاكم والقا ضي والمع لم والطب يب والمه ندس والعا مل وال فالح كل‬

‫‪ - 106‬فاطم ال يوش ‪" :‬فلسف التربي "‪ ،‬كلي التربي ‪ ،‬جامع دمشق ‪ ،1990‬ص ‪.52 :‬‬
‫‪ - 107‬اميل دوركهايم ‪" :‬التربي والم تمع"‪ ،‬ترجم علي أسع وطف ‪ ،‬ب ون مم ع ‪ ،‬دمشق ص ‪.11 :‬‬

‫‪61‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫منهم يقوم بدوره الذي كلف به وف قا لمهارا ته وقدرا تهل فإذا أ شعر هؤالء بالمواط نة‬
‫ال صحيحةل وباالنت ماء إ لى و طن حافظوا عل يهل وامتن عوا عن الع بث بمقدرا تهل أو‬
‫ا ستثمار وظةائفهم لغايةات أنان ية وشخصةيةل وسيشةعرون بأنهم مواطنةون يتمتعةون‬
‫بحقوق المواطنة في حرية وعدل ومساواة وحق العيش الكريمة فيتجهون إ لى حما ية‬
‫‪108‬‬
‫المصلحة الوطنية بعد أن ضمنوا حقوقهم المصونة‪.‬‬

‫وال شةةك بةةأن التربيةةة فعةةال ال يقتصةةر علةةى مؤسسةةة األسةةرةل بةةل يتعةةداها إلةةى‬
‫مؤس سات المجت من األ خرىل والمؤس سات التربو يةل وو سائل اإل عالمل والمنظ مات‬
‫االجتماعية والثقافية المتنوعة‪ .‬كما أن التربية لي ست منظو مة م ستقلة عن منظو مات‬
‫الحي اة االجتماعية المتعددةل بل هي ن ظام فر عي يت بادل ال تأثر وال تأثير بالمنظو مات‬
‫االجتماع ية المختل فةل ول كن هذه الن ظرة ال شمولية للترب ية ال تل غي ا لدور الرئي سي‬
‫للتربية في زياد الحراك االجتماعي نحو الت طوير كعن صر فا عل وم بادر في ت طوير‬
‫جوانب الحياة كافة وبطبيعة الحال يناط باألسرة ا لدور األسا سي في غرس منظو مة‬
‫قيم التربية بأفعال سلوكية إجرائية تتم تن شئة األط فال علي ها في سن مب كرةل وت عزز‬
‫‪109‬‬
‫المدرسة هذه القيم‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬الوظيفة البيولوجية والنفسية‬

‫سأحاول من خالل هذا المطلب الحديث عن الوظي فة البيولوج ية لأل سرة (الف قرة‬
‫األولى) ثم وظيفتها النفسية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬الوظيفة البيولوجية‬

‫ظلةةت األسةةرة محافظةةة علةةى هةةذه الوظيفةةة كونهةةا الجسةةم القةةانوني والشةةرعيل‬
‫خا صة في المجتم عات العرب يةل ا لذي ي بي عمل ية الت كاثر في المجت منل وبال تالي‬
‫المحافظة على النوع البشريل وتعت بر هذه الوظي فة أسا سية في األ سرة كون ها تم ثل‬
‫ام تداد وا ستمرارية للح ياة باإل ضافة إ لى أن ها ت شكل إ شباع جن سي غرا ئزي ب شكل‬

‫‪ - 108‬ع ود راتب ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115 :‬‬


‫‪ - 109‬وطف علي أسع ‪" :‬بيي السلم وإشكالي التسلط التربوي في الوطذ العربي"‪ ،‬مركز دراسا الوح العربي ‪ ،‬بيرو‬
‫‪ ،1999‬ص ‪.31 :‬‬

‫‪61‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫قانوني و منظم ل لزوجين ضمن مجمو عة من الم عايير وا لنظم االجتماع ية ال سائدة‬
‫فوجود األسرة رهن بوجود نظام اجتماعي ي حدد ال صلة بين أع ضاءها و هذه ال صلة‬
‫قانون ية وأخالق ية في ن فس الو قتل وت قن ت حت رقا بة المجت من وا لرأي ال عام‪ .‬و هذه‬
‫الصلة القانونية التي تجعل من األسرة نظاما اجتماع يا وتر تب ل كل فرد من أفراد ها‬
‫حقوقا وواجبات معينة تتح قق عن طر يق ا لزواجل فالزواج هو الو سيلة االجتماع ية‬
‫التي تكسب األسرة طابعها الشرقي بل طابعها اإلن ساني‪ 110.‬وت قوم ال عادات والتقال يد‬
‫والرأي العام بل والقانون بدعم وحماية األسرة في كا فة المجتم عات اإلن سانيةل و في‬
‫المجتم عات الحدي ثة يخ ضن ا لزواج لت شريعات قانون ية م حددةل وير جن ذ لك إ لى أن‬
‫األسةةرة هةةي الوحةةدة األساسةةية التةةي تقةةوم بإشةةباع مطالةةب معينةةة تمليهةةا الحيةةاة‬
‫‪111‬‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫فالزواج ليس مجرد ظاهرة سيكولوجية تخص الفردين اللذين قررا االرتباط كل‬
‫منه ما باآلخرل وإن ما هو ظاهرة اجتماع ية ك ما أو ضحنا ي ستلزم ت صديق المجت من‬
‫وقبولةةهل كمةةا أنةةه ظةةاهرة فسةةيولوجية تخضةةن ألنةةواع مختلفةةة مةةن القيةةود الثقافيةةة‪.‬‬
‫ويت ضمن ا لزواج مجمو عة من القوا عد والتعلي مات ال تي ت حدد الح قوق والواج باتل‬
‫وامتيازات كل من ا لزوج والزو جة ن حو بع ضهما ا لبعضل و كذلك بالن سبة لألط فال‬
‫واألقةةارب واألصةةاهر والمجتمةةن برمتةةه‪ .‬هةةذه القواعةةد تمثةةل فةةي جملتهةةا تنظيمةةات‬
‫اجتماعية تتحكم فيها العادات والتقاليدل وبمعنى آ خر فإن ا لزواج ات فاق تعا قدي ي قوم‬
‫على الثبات واالستمرار يؤدي إلى تكوين وتقوية العالقات االجتماعية ال تي تت ضمنها‬
‫‪112‬‬
‫األسرة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الوظيفة النفسية‬

‫تتحول األسرة من خالل الزواج واإلن جاب إ لى أ هم عوا مل التن شئة االجتماع ية‬
‫النف سية للط فلل وأ قوى الجما عات تأثيرا في سلوك الط فل‪ .‬فللوا لدين ا لدور الكب ير‬

‫‪ - 110‬السي محم ب وي ‪" :‬الم تمع والمشكال االجتماعي "‪ ،‬مكت األن لو المصري ‪ ،‬الم ع األو لى ‪ ،1921‬ص ‪-152 :‬‬
‫‪.151‬‬
‫‪ - 111‬محمود حسذ ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1 :‬‬
‫‪ - 112‬محمود حسذ ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12 :‬‬

‫‪62‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ع لى الط فل ح يث يؤثران في تكي يف الط فل ون موه النف سي واالجت ماعي ال سائد في‬
‫األسرة المتكونة من الوالدين واألخوة واألخواتل إذ ليست األجواء المنزلية من ن مط‬
‫وا حدل ف هي تخت لف من أ سرة إ لى أ خرىل فبعض الب يوت ت بدو أن ها أ ماكن طبيع ية‬
‫‪113‬‬
‫لرعاية األطفال نفسيا بينما تبدو األخرى على عكس ذلك‪.‬‬

‫ويتحدد دور األسرة في عملية التنشئة النفسية الصحيحة في أن األسرة تؤثر في‬
‫الن مو النف سي ال سوي وغ ير ال سوي للط فلل و تؤثر في شخ صيته وظيف يا وديناميك يا‬
‫فهي تؤثر في نموه العقلي واالنفصالي واالجتماعي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تعت بر األ سرة الم ضطربة بي ئة نف سية سيئة للن مو ف هي ت كون بمثا بة مر تن‬
‫خصب لالنحرافات السلوكية واالضطرابات النفسية االجتماعية والجنوح‪.‬‬

‫ب‪ -‬األسرة السعيدة تعتبر بيئة نفسية لنمو الطفل وتؤدي إلى سعادته‪.‬‬

‫ج‪ -‬إن الخبرات األسرية التي يتعرض لها الطفل في السنوات األولى من ع مره‬
‫تؤثر تأثيرا مهما في نموه النفسي‪.‬‬

‫د‪ -‬وعلى الوالدين معاملة أط فالهم و كأنهم إ خوتهم واست شارتهم بأمور األ سرةل‬
‫واأل خذ برأيهمل و كذلك تع ليم أبنةائهم األ خالق الحم يدة وا لدين ال صحي والعةادات‬
‫والتقاليد والقيمل حتى يعيشوا حياة نفسية سعيدة‪.‬‬

‫ه‪ -‬وعلى الوا لدين ب ناء العال قات المن سجمة بين اإل خوةل و عدم تف ضيل أ حدهم‬
‫ع لى اآل خر ح تى ال يتو لد لديهم الت نافس والغ يرة‪ .‬و كذلك إ شباع الحا جات النف سيةل‬
‫خاصة الحاجة إلى اإلنتاج واألمن والحبل وعليهم تنمية ال قدرات عن طر يق الل عب‬
‫والخ برات الب ناءة والممار سة الموج هة واح ترام اآل خرين وتع ليم التوا فق الشخ صي‬
‫‪114‬‬
‫وتكوين االتجاهات السليمة بالتغذية والكالم والنوع‪.‬‬

‫فالوحدة األسرية تلعب دورا بارزا في ن مو ا لذات وت حافظ ع لى قوت هال إذ توفر‬

‫‪ - 113‬ه ى ص حي م صمفى ‪" :‬دور األ سر في ال صح اليف سي للم فل"‪ ،‬الم ل الثقاف ي سي ‪ ،1441‬ال ام ع األردن ي ‪،‬‬
‫عمان األردن‪ ،‬ص ‪.3 :‬‬
‫‪ - 114‬ه ى ص حي مصمفى ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.0-3 :‬‬

‫‪63‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ب ناء م حددا ل لذات و من ث مة ت سم له بإدراك الوا قن والتن بؤ بال سلوك في الموا قف‬
‫المختل فةل باإل ضافة إ لى أن األ سرة بمثا بة عالم صغير يرتبط بروابط وثي قة من‬
‫العالقةةات الشخصةةية المتبادلةةة ال يمكةةن أن تتةةوفر بمثةةل هةةذه الدرجةةة فةةي العةةالم‬
‫الخارجيل ولما كان الفرد يعتبر جزءا متفاعال في هذا الب ناء وي قوم بوظي فة ف يه فإ نه‬
‫يمارس امتدادا لذاته الخاصة فهو ليس مجرد اذا تها فح سب بل هو أي ضا جزء من‬
‫‪115‬‬
‫كل يرتبط معه بروابط متينة يحصل منه على قوة متزايدة‪.‬‬

‫وفي اإلجمال فإن األ سرة كا نت ل ها آ ثار بارزة في مع ظم ال نواحي االجتماع ية‬
‫واالقتصادية والتربوية وظلت لها تلك اآلثار إلى عقد قريب‪.‬‬

‫ونظرا ألهمية األسرة في حياة كل طفل فإن فقدان الجو األ سري والحر مان من‬
‫الرعاية األسريةل يؤثر تأثيرا كب يرا ع لى الط فلل وي ترك ب صماته في حيا ته وع لى‬
‫شخصيته حتى بعدما يكبرل ففقدان الوالدين أو أحدهما وما ينجم ع نه من عدم إ شباع‬
‫احتياجات الفرد الضرورية أو القصور في ذلك يؤدي إلى أن ي صب الط فل متوج سا‬
‫خائ فال وأ قل إ قداما ع لى المناف سة واإل بداع والمواج هة من أقرا نهل وي بدو ذ لك في‬
‫صور عديدةل كالخجل والتردد واالنطواء والحرص الشديد والعدوان و عدم الم باالةل‬
‫والعكس صحي ل فإشباع احتياجات الطفل يجعل منه شخصية إيجاب ية متعاو نة قادرة‬
‫على تحمل المسؤولية والتكيف والتوافق داخل محيطه البيئي‪ 116.‬ويحتاج الط فل إ لى‬
‫الرعا ية األ سرية ال تي تعي نه في حيا تهل وت ساعده ع لى التك يف االجت ماعي ال سليمل‬
‫فالطفل في حاجة إلى إكساب الثقة في النفس عن طر يق إ شراكه في شؤون أ سرتهل‬
‫وتهيئة الفرص له لكي يتحمل الم سؤولية تدريجيال‪ 117‬ك ما يح تاج الط فل إ لى تعلي مه‬
‫األنمةةاط السةةلوكية المرتبطةةة بالحيةةاة المدرسةةيةل وإلةةى تةةدعيم األنمةةاط السةةلوكية‬
‫والتعليمية التي اكتسبها في أثناء وجوده في المدر سةل و كذلك إ لى الت شجين والت قدير‬

‫‪ - 115‬محمود حسذ ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13 :‬‬


‫‪ - 116‬خيري ال ميلي وب ر ال يذ ع ه ‪" :‬الم خل في الممارس المهيي في م ا األسر والمفل"‪ ،‬المكتب العلمي للكم يوتر‬
‫واليشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكي ري ‪ ،1992‬ص ‪.149 :‬‬
‫‪ - 117‬بو الن يس‪ ،‬جون هاير ‪" :‬التكيف االجتماعي لألطفا "‪ ،‬ترجم محم عثمان وع العزيز القو صي‪ ،‬مكت اليه ض‬
‫المصري ‪ ،1991‬ص ‪.24 :‬‬

‫‪64‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬
‫‪118‬‬
‫عند تحقيق أي نجاح مما يؤدي به إلى التفوق الدراسي‪.‬‬

‫إن تر عرع الطفةل بين والديةه يجعلةه يدرك العالقةة التعاون ية والتضةامن بةين‬
‫الوالدينل مما يخلق لديه شعورا باألمان واالستقرارل ويزيد من ثقته بنفسهل م ما ي تي‬
‫له فرص النمو والتكيف النفسي واالجتماعي السليم في هذا الجو األسريل م ما ين مي‬
‫ف يه روح الت عاون من اآل خرين في بيئ ته ال تي ي عيش في هال وتم ثل األ سرة الطبيع ية‬
‫المكان األنسب لتقديم الرعاية للطفل وإشباع حاجات وفقدان الجو األسري يؤثر على‬
‫الطفةةل سةةلبال وقةةد يفقةةده مقومةةات شخصةةيتهل وربمةةا بعةةض الخصةةائص اإلنسةةانيةل‬
‫كالرغبة في االجتماع من اآلخرينل والت عاون وإقا مة العال قات مع هم‪ .‬وتعت بر حا جة‬
‫ال فرد إ لى أن يُح ِب و ُيح َ ب من الحا جات األسا سية للط فلل وال تي يتم إ شباعها م نذ‬
‫الصغر من خالل الوالدينل خاصة األمل والطفل والذي فقد عاطفة الحب من أ سرتهل‬
‫وقد ال يعرف ماذا تعني هذه العاط فةل من المتو قن أن يف قد هذه العاط فة ع ند تعام له‬
‫من اآلخرينل لذا فإن الحرمان من الرعاية األ سرية من أ هم ال مؤثرات ال سلبية ع لى‬
‫‪119‬‬
‫نمو األطفال الجسمي والنفسي واالجتماعي والعقلي‪.‬‬

‫إن الحرمةان مةةن الرعايةةة األسةةرية يترتةةب عليةه آثةةار سةةلبية فةةي حيةةاة الناشةةئة‬
‫تتضمن ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المعانةةاة م ةن الحرمةةان الشةةديدل لفقةةدان الوالةةدين وفقةةدان العطةةف والحنةةان‬


‫والرعاية والتقدير‪.‬‬

‫ب‪ -‬المعانةةاة مةةن صةةراعات فةةي بعةةض الجوانةةب الشخصةةية للمحةةرومينل‬


‫فنظريتهم لقدراتهم محدودةل ويخشون التعامل من اآلخرينل ويخافون المستقبل‪.‬‬

‫ج‪ -‬اإلشكالية وضعف الثقة بأنفسهم‪.‬‬

‫د‪ -‬الشك والخوف والقلق وعدم االطمئنان والشعور باليتم والوحدة‪.‬‬

‫‪ - 118‬زي ان ع ال اقي ‪" :‬األسر والمفول "‪ ،‬مكت وه القاهر ‪ ،1954‬ص ‪.03 :‬‬
‫‪ - 119‬علي ال حوا ‪ ،‬ع ال سالم ا ل وي ي‪ ،‬أح م مح سذ ‪" :‬رعا ي الم فل الم حروم ‪ :‬األ سس االجتماع ي واليف سي للرعا ي‬
‫ال يل للمفول "‪ ،‬معه اإلنماء العربي لل راسا االجتماعي ‪ ،1959‬ص ‪.15 :‬‬

‫‪65‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬
‫‪120‬‬
‫ه‪ -‬سرعة االنفعال وحدوث نوبات من الغضب واالنزعاج‪.‬‬

‫خالصة الكالمل أن في وضعنا الراهن أ صبحت الح ياة اليوم ية ملي ئة بالتوترات‬
‫مةةن كةةل صةةنفل وتزايةةدت االنفعةةاالت تجةةاه الظةةروف االجتماعيةةة واالقتصةةادية‬
‫ومتطلبةةات الحيةةاةل لةةذلك ال بةةد أن يأخةةذ الةةزواج ف ةي حسةةبانه الناحيةةة االقتصةةادية‬
‫والنفسيةل باإلضافة إلى تنظيمه للعالقة بين المرأة والر جل ال تي ت شكل بدا ية لت كوين‬
‫خليةة اقتصةةاديةل قوامهةا إمكانةةات ماديةة للةةزوجينل وأيضةا مجةةال للرضةا العةةاطفي‬
‫واالستقرار النفسي‪.‬‬

‫ومةةن المالحظةةة أن التطةةور الةةذي يطةةرأ علةةى بنيةةات المجتمعةةات العربيةةة‬


‫المعاصرةل وباألخص على قاعدتها االقتصادية يتحقق بو تائر سريعة وإن األو ضاع‬
‫التعليمية والنفسية والمعنوية لقطاع وا سن من الج ماهير العرب ية يت طور ول كن ببطء‬
‫شديدل و يؤدي هذا الت فاوت في الت طور إ لى عدم التك يفل و عدم توا فق الجما عات‬
‫سلوكيا وقيميا من التغيرات الطارئة عن القاعدة المادية للمجتمنل مما يجعل ها عاجزة‬
‫عن االنتقال إلى ممارسة أنماط حية جديدةل ومن هذا المنطلق تل جأ عو ضا عن ذ لك‬
‫إ لى االعت ماد ع لى األ سس القدي مة نف سها لعالقت هال وتستنب سط من ها أ شكاال جد يدة‬
‫للتكيف االجتماعي النسبي‪.‬‬

‫ثم األ سرة تعت بر من أ هم العوا مل االجتماع ية ال تي ت سهم في ت كوين شخ صية‬


‫أبنائهال ولها الدور األكبر في التأثير بالتجارب المؤلمة والخبرات ال صادمة كالطالق‬
‫أو الموت‪ .‬وأ ما تما سك األ سرة وو جود الوا لدين له ما دور كب ير ع لى ح ياة األب ناءل‬
‫ولكل منهما دورهل والسعادة الزوجية تؤدي إلى تما سك األ سرةل وتخ لق جوا ي ساعد‬
‫على النمو النفسي السليم لألبناء وتكامل شخصيتهم وأن التعاسة الزوج ية والخال فات‬
‫وال صراعات ال تي تؤدي إ لى ال طالق قد تؤثر ع لى ك يان األ سرةل وع لى ال توازن‬
‫ال عاطفيل و تنعكس بطري قة مباشةرة ع لى األط فال فةي أ سلوب م عاملتهم وتةربيتهم‬
‫فيؤدي إ لى ا ضطرابهمل ف ضال عن ف قدهم ال جو النف سي والمنا سبل بذلك ت ضطرب‬

‫‪ - 120‬محم ال ياتي ‪" :‬بعض جوانب شوصي الح ث فاق الوال يذ"‪ ،‬رسال ماجستير‪ ،‬جامع بغ اد‪ ،‬كلي الترب ي ب غ اد‪ ،‬ص‬
‫‪.31 :‬‬

‫‪66‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬
‫‪121‬‬
‫وظيفة رئيسية من الوظائف األسرية‪.‬‬

‫المراجع‬

‫كتب‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ابراهيم صفر أو عمشة ‪ :‬االثقافة والتغير االجتماعيال دار النهضة العربيةل‬
‫بيروت ‪.1981‬‬

‫‪ ‬أحمد زكي بدوي ‪ :‬امعجم مصطلحات العلوم االجتماعيةال مكتبة لبنانل‬


‫بيروتل ‪.1987‬‬

‫‪ ‬أمارتياصن ‪ :‬االتنمية حريةال ‪ Development as freedom‬ترجمة ‪:‬‬


‫شوقي جاللل سلسلة عالم المعرفة رقم ‪313‬ل المجلس الوطني للثقافة والفنونل‬
‫الكويت مايو ‪.2114‬‬

‫‪ ‬اميل دوركهايم ‪ :‬االتربية والمجتمنال ترجمة علي أسعد وطفةل بدون‬


‫مطبعةل دمشق ‪.‬‬

‫‪ ‬بول النديسل جون هاير ‪ :‬االتكيف االجتماعي لألطفالال ترجمة محمد‬


‫عثمان وعبد العزيز القوصيل مكتبة النهضة المصرية ‪.1992‬‬

‫‪ ‬الجمعية الكويتية لتقدم الطفولةل الطفولة في مجتمن عربي متغيرل الكتاب‬


‫السنوي األولل الكويت ‪.1984‬‬

‫‪ ‬حامد عبد السالم زهران ‪ :‬اعلم النفس االجتماعيال عالم الكتبل القاهرة‬
‫‪.1984‬‬

‫‪ ‬حسن عبد الحميد رشوان ‪ :‬االطفل ‪ :‬دراسة في علم االجتماعي النفسيال‬


‫المكتب الجامن الحديثل اإلسكندرية ‪.1992‬‬

‫‪ - 121‬معذ قاسم ‪" :‬التفكك األسري وﺁ ثاره اليف سي "‪ ،‬م ل الثقا ف اليف سي المتوص ص ‪ ،‬مر كز ال را سا اليف سي واليف سي‬
‫ال س ي ‪ ،‬ل يان الع د ‪ ،01‬الم ل ‪ ،1441-11‬محور الع د‪ ،‬سيكولوجي العالقا األسري ‪ ،‬ص‪.12:‬‬

‫‪67‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫‪ ‬خيري الجميلي وبدر الدين عبده ‪ :‬االمدخل في الممارسة المهنية في مجال‬


‫األسرة والطفلال المكتب العلمي للكمبيوتر والنشر والتوزينل اإلسكندرية ‪.1991‬‬

‫‪ ‬زيدان عبد الباقي ‪ :‬ااألسرة والطفولةال مكتبة وهبة القاهرة ‪.1981‬‬

‫‪ ‬سامية الخشاب ‪ :‬االنظرية االجتماعية ودراسة األسرةال دار المعارفل‬


‫القاهرة ‪.1987‬‬

‫‪ ‬سامية الساعاتي ‪ :‬االثقافة والشخصيةال دار النهضة العربيةل بيروت‬


‫‪.1983‬‬

‫‪ ‬سعد عبد هللا الكبيسي ‪ :‬االتغيرات األسرية وانعكاساتها على الشباب‬


‫اإلماراتيال تحليل سوسيولوجيل مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجيةل‬
‫أبو ظبيل الطبعة األولى ‪. 2111‬‬

‫‪ ‬سعود المولى ‪ :‬ابنية األسرة في ضوء المتغيرات االجتماعيةال مؤتمر‬


‫األسرة األول في موضوع ااألسرة العربية في وجه التحديات والمتغيراتال الطبعة‬
‫األولى ‪2113‬ل دار ابن حزم بيروت لبنان‪.‬‬

‫‪ ‬سمير هرانة ‪ :‬اقضية السالم في المناهج الدراسية الحديثةال الجمعية‬


‫وضرورة التكافل االجتماعيل الكتاب السنوي العاشر‬ ‫الكويتيةل تربية التسام‬
‫‪ 1991‬الكويت‪.‬‬

‫‪ ‬السيد محمد بدوي ‪ :‬االمجتمن والمشكالت االجتماعيةال مكتبة األنجلو‬


‫المصريةل الطبعة األولى ‪1917‬ل ص ‪.186-181 :‬‬

‫‪ ‬عبد المنعم محمد حسين ‪ :‬ااألسرة ومنهجها التربوي لتنشئة األبناءال مكتبة‬
‫النهضة المصرية القاهرةل الطبعة األولى ‪.1981‬‬

‫‪ ‬عبود راتب ‪ :‬انظريات التربية في عصر التنوير الفرنسيال ترجمة ‪ :‬عبد‬


‫هللا المجيدل ‪1996‬ل دار معدل دمشقل سوريا‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫‪ ‬عدنان الدوري ‪ :‬اجناح األحداثال منشورات ذات السالسلل الكويت‬


‫‪.1981‬‬

‫‪ ‬علي الحواتل عبد السالم الدويبيل أحمد محسن ‪ :‬ارعاية الطفل المحروم ‪:‬‬
‫األسس االجتماعية والنفسية للرعاية البديلة للطفولةال معهد اإلنماء العربي‬
‫للدراسات االجتماعية ‪.1989‬‬

‫‪ ‬فاطمة الجيوش ‪ :‬افلسفة التربيةال كلية التربيةل جامعة دمشق ‪.1994‬‬

‫‪ ‬محم د أحمد موسى ‪ :‬االطفولة والتنميةال مطبوعات المؤتمر العربيل ‪-13‬‬


‫‪ 11‬نونبرل تونس ‪.1986‬‬

‫‪ ‬محمد البياتي ‪ :‬ابعض جوانب شخصية الحدث فاقد الوالدينال رسالة‬


‫ماجستيرل جامعة بغدادل كلية التربية بغداد‪.‬‬

‫‪ ‬محمد الجوهري ‪ :‬االطفل والتنشئة االجتماعيةال دار المعرفة الجامعيةل‬


‫اإلسكندرية ‪.1991‬‬

‫‪ ‬محمود حسن ‪ :‬األسرة ومشكالتهال دار النهضة العربيةل بيروت لبنان‬


‫‪.1981‬‬

‫‪ ‬هدى صبحي مصطفى ‪ :‬ادور األسرة في الصحة النفسية للطفلال المجلة‬


‫الثقافية سنة ‪2116‬ل الجامعة األردنيةل عمان األردن‪.‬‬

‫‪ ‬وطفة علي أسعد ‪ :‬ابنية السلطة وإشكالية التسلط التربوي في الوطن‬


‫العربيال مركز دراسات الوحدة العربيةل بيروت ‪.1999‬‬

‫‪ ‬وطفة علي أسعد ‪ :‬اعلم االجتماع التربوي وقضايا الحياة التربوية‬


‫المعاصرةال الطبعة الثانيةل مكتبة الفالح للنشر والتوزينل الكويت ‪.1998‬‬

‫‪ ‬وطفة علي أسعدل صال أحمد الراشد ‪ :‬االتربية وحقوق اإلنسان في الوطن‬
‫العربيال الطبعة األولى ‪1999‬ل مكتبة الفالح للنشر والتوزينل الكويت‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫أبحاث ومقاالت‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬ابراهيم بن مبارك الجوير ‪ :‬ااألسرة وأثرها في تحقيق األمن الفردي‬
‫والمجتمعيال ورقة عمل مقدمة لندوة المجتمن واألمن المنعقدة بكلية الملك فهد‬
‫األمنية بالرياضل من ‪.2114-4/12-4/11‬‬
‫‪ ‬سعود بن محمد العتيبي ‪ :‬اتأثير التنمية االقتصادية على تغيير قيم األفرادال‬
‫دراسة ميدانيةل مجلة جامعة الملك عبد العزيز االقتصاد واإلدارةل المجلد ‪17‬ل عدد‬
‫‪1‬ل ‪1424‬هة‪2113-‬م‪.‬‬

‫‪ ‬سعيد بن سعيد حمدان ‪ :‬اأهمية األسرة كمؤسسة اجتماعيةال ورقة عمل‬


‫مقدمة لندوة المجتمن واألمن المنعقدة بكلية الملك فهد األمنية بالرياضل من ‪4/11‬‬
‫إلى ‪ 4/12‬سنة ‪.2114‬‬

‫‪ ‬عبد هللا مجيدل ‪ :‬االتربية المدنية ‪ :‬دراسة في أزمة االنتماء والمواطنة في‬
‫التربية العربيةال مجلة الفكر السياسيل عدد ‪21‬ل السنة الثامنة ‪.2111‬‬

‫‪ ‬علي مهدي كاظم ‪ :‬االقيم النفسية والعوامل الخمسة الكبرى في الشخصيةال‬


‫مجلة العلوم التربوية والنفسيةل المجلد ‪3‬ل عدد ‪2‬ل يونيو ‪.2112‬‬

‫‪ ‬معن قاسم ‪ :‬االتفكك األسري وآثاره النفسيةال مجلة الثقافة النفسية‬


‫المتخصصةل مركز الدراسات النفسية والنفسية الجسديةل لبنان العدد ‪47‬ل المجلد‬
‫‪2111-12‬ل محور العددل سيكولوجية العالقات األسرية‪.‬‬

‫‪ ‬نجم عبود نجم ‪ :‬اإدارة العائلة ‪ :‬المفهوم والعوامل المؤثرةال األسرة العربيةل‬
‫عدد‪ 2‬ل نوفمبر ‪.1994‬‬

‫‪‬‬ ‫‪Ouvrages et revues‬‬


‫‪ Anne Marie AMBERT : « Union libre et mariage : y a-t-il des‬‬
‫‪similitudes », in document : Tendances contemporaines de la famille, L’Institut‬‬
‫‪Varnier de la famille, Ottawa, Canada, Septembre 2005.‬‬

‫‪71‬‬
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
 Anne QUENIART et Roch HURTUBISE : « Nouvelles familles,
nouveaux défis pour la sociologie de la famille », Sociologie et sociétés, Vol.
31, n°1, printemps 1998, Canada, Québec.

 Ben BEHLESINGER : « Les forces de la famille : Renforcer les points


positifs », L’Institut Varnier de la famille, Bibliothèque virtuelle Ottawa,
Canada, 1998.

 Cyprien AVENEL : « Les évolutions sociologiques de la famille »,


Revue : Recherches et prévisions n°72, Juin 2003, CNAF, France.

 Marie-Agnès BAVIERE MANVISSON : « Les transformations de la


famille », cahiers français, famille et politiques familiales, n°322, Division
familiale du travail, CNRS, Université Paris, 1, 1992.

 René B. DANDURAND : « Peut encore définir la famille », Institut


québécois de recherche sur la culture (IQRC) à Chicontimi, Québec, 1990.

71
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫القانون التنظيمي للجهة‪ :‬أية حلول لتجاوز إشكاالت التنظيم‬


‫الترابي الالمركزي؟‬
‫د‪ .‬عبد الواحد الخمال‬
‫أستا القانون العام بالاللية المتعددة التخصصات‬
‫‪ -‬جامعة عبد المالد السعدي تطوان‬ ‫العرائ‬
‫على المرجعيات والمرتكزات المعتمدة‬ ‫‪122‬‬
‫لقد استند إعداد هذا القانون التنظيمي‬
‫على التوجيهات السامية لجاللة الملك محمد السادس والواردة في مجموعة من‬
‫خطبهل بحيث ما فتئ يحدد فيها ماهية الجهوية المتقدمة والمبادئ المؤسسة لها‬
‫باعتبارها مشروعا مؤسساتيا وديمقراطيا ونمطا جديدا للحكامة الترابية ل كما تندرج‬
‫في إطار تفعيل المبادئ الدستورية المؤطرة التنظيم التربي الالمركزي ل الذي يقوم‬
‫على الجهوية المتقدمة (الفقرة األخيرة من الفصل األول من الدستور)ل هذا باإلضافة‬
‫وكذا استحضار‬ ‫‪123‬‬
‫إلى تخصيص الدستور بابا كامال(‪ 12‬فصال= الباب التاسن)ل‬
‫التوصيات والمقترحات الواردة في تقرير اللجنة االستشارية للجهوية‪124‬ل وهذا كله‬
‫من ضرورة استيعاب تراكمات الممارسة العملية للجماعات‪.‬‬

‫إذن فاللحظة استدعت تنزيل المكتسبات الواردة في الدستور خصوصا في الشق‬


‫المتعلق بالالمركزية الترابية‪125‬ل والتي أصبحت بمقتضاها الجهات من الخيارات‬
‫اإلستراتيجية للد ولةل فنحن أمام قوانين مؤسسسة لمرحلة دستور ‪2111‬ل والتأسيس‬
‫لرؤية جديدة في تدبير الشأن العام الجهوي والترابيل أي أمام مرحلة الفعالية في‬
‫مزاولة المهام االنتدابية‪.‬‬

‫‪ - 122‬وال ير بالالكر أن ع دا ماذ الت ارب المقار ن اختاار ت ضميذ كال المقت ضيا المشاترك والوا ص الميظما‬
‫لل ماعا الترابي في م ون واح كما هو الشأن باليس لفرن سا بمقت ضى ال قانون ‪ 1411-212‬ب تاريخ ‪ 1‬ماي ‪.1411‬م ما‬
‫سي ساهم في ت سيط وت و ي ال قانون‪ ،‬ك ما أن ال مع ي المغرب ي لرؤ ساء ال ما عا المحل ي ارت كز في تو صياتها ع لى‬
‫توصيص ما يمكذ تسميته بالقانون التيظيمي لل ها وال ماعا الترابي األخرى‪.‬‬
‫‪ - 123‬تم خال هلا ال اب تح ي الم ادئ الم طر المتمث ل أسا سا في‪ :‬ال ت بير ال حر والت عاون والت ضامذ والتفر يع وال سلم‬
‫التيظيمي المحلي وم أ الص ار لل ه ‪...‬‬
‫‪ - 124‬نستحضر في هلا الم ا الم ادئ األساسي التالي ‪ :‬ال يمقراطي الم اشر ‪ ،‬توسيع صالحيا الهي يا الميتو ‪ ،‬قوا ع‬
‫الحكام ال ي ‪ ،‬االليا التشاركي للحوار والتشاور‪ ،‬ﺁليا التعاون والشراك ‪...‬إلخ‬
‫‪ - 125‬تيزيل مقتضيا الفقر األخير مذ الفصل األو مذ ال ستور وال اب التاسع ميه‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫إن مطلب الالمركزية الترابية والجهوية يهم مجالين أساسيين‪ :‬يهم بالدرجة‬
‫األولى المجال المتعلق بالمشروعية الديمقراطية ويهم أيضا المجال المتعلق بالفعالية‬
‫المؤسساتية والتدبيرية‪ .‬فمن األهداف األساسية هو دمقرطة القرار الجهوي وربط‬
‫الديمقراطية التمثيلية بالديمقراطية التشاركيةل وتفعيل التنمية الجهويةل وتعزيز‬
‫مرتكزات الالمركزية الترابية‪.‬‬

‫وال شك أن هناك تراكمات سجلها تدبير الشأن الجهوي والمحلي ببالدنال بحيث‬
‫استجاب قدر اإلمكان لمجموعة من الحاجيات التنمويةل والرغبة التي يتقاسمها‬
‫الجمين في جعل النظام الجهوي عنصر استقرار سيساعد إلى جانب اآلليات األخرى‬
‫خصوصا المقررة في الترسانة القانونية التشريعية المنظمة للشأن المحلي على تشييد‬
‫حكامة ترابية وترسيا وتقوية ديمقراطية القرب‪.‬‬

‫جاء القانون التنظيمي للجهة بالعديد من المكتسبات فيما يتعلق أساسا بالضمانات‬
‫القضائية في تدبير الشأن الجهويل والحكامة الترابيةل وفيما يتعلق باالختصاصات‬
‫والصالحيات المرتبطة بالتنمية الجهوية‪..‬ل إال أن هذه اإليجابيات ال تلغي الرغبة في‬
‫تنقي القانون بالمزيد من التعديالت حتى يكون النظام الجهوي محصنا من كل‬
‫األساليب التي قد تساهم في إضعافهل وليكون التنظيم الجهوي محطة وطنية تحظى‬
‫بالمساهمة المكثفة من‬

‫وبهذا الصدد تتساءل عما إذا كان هذا القانون التنظيمي للجهة يستجيب في‬
‫قواعده القانونية واختياراته السياسية والتنموية لمضامين الخطاب الملكي (‪9‬مارس‬
‫‪ ) 2111‬وإلى فلسفة الوثيقة الدستوريةل وأيضا عما إذا استثمر هذا القانون بشكل‬
‫إيجابي تقرير اللجنة االستشارية الجهويةل وكذا التراكمات الناتجة عن الممارسة‬
‫والتجارب الدولية المتقدمة في مسار الجهوية؟‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬البناء الهندسي للتنظيم الجهوي ‪ :‬أية حكامة؟‬

‫نظرا لما يكتسيه موضوع الالمركزية والجهوية المتقدمةل من أهمية كبرى في‬
‫إطار ترسيا االختيار الديمقراطي الذي يعتبر من الثوابت الجامعة لألمة المغربيةل‬

‫‪73‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫كما نص على ذلك الفصل األول من دستور المملكة وباعتبار أن اإلصالح‬


‫الالمركزي المبني ع لى أساس الجهوية المتقدمةل يعتبر من صميم إصالح هياكل‬
‫الدولةل وبالنظر لألهمية الكبيرة التي يكتسيها إبراز وتحديد مفاهيم جديدة في التدبير‬
‫الترابيل كالتدبير الحرل والتفرينل وصدارة الجهةل ومساعدة الوالة للرؤساء في‬
‫تنفيذ المخططات البرامج التنموية؛ لكل هذه االعتباراتل كان من الالزم أن يتم‬
‫وضن ديباجة القانون التنظيميل توض إطاره العامل وسياقه السياسيل ومقوماته‬
‫المركزيةل وأهدافه األساسيةل وحتى هذه الفلسفي القانونيل وهو الشيء الذي من‬
‫شأنه أن يعطيه قيمة مضافةل ويساهم في إغنائه وإضاءة مختلف جوانبه‪.‬‬

‫إن هدف المشرع الدستوري من خالل التنصيص على وضن قانون تنظيمي‬
‫للجهات والجماعات الترابية األخرىل يتمثل في الرقي باإلطار المنظم للجماعات‬
‫إلى مستوى قانون تنظيميل يحظى بقيمة قانونية واعتبارية في ثرائية القوانين‬
‫الوطنيةل وهو الشيء الذي يعبر عن القيمة الخاصة والمميزة التي أوالها الدستور‬
‫للجهات والجماعات الترابية األخرىل باعتبار الوظائف واألدوار والمهام التي‬
‫ينتظر أن تمارسها‪.‬‬

‫إذن يمكن القول أن القوانين التنظيمية للجماعات الترابية أثارت نقاشا واسعا‬
‫وقراءات متباينة تراوحت ما بين الترحيب والرفضل القبول واالنتقادل و عليه ومن‬
‫خالل قراءة متأنية للمضامينل سنحاول رصد وقياس تجليات وتحديات تنزيل‬
‫مقضيات وضوابط المرتكزات والمبادی الدستورية المؤطرة للتنظيم الجهوي‬
‫والترابي من خالل مقتضيات القانون التنظيمي للجهات‪.‬‬

‫يجدر بنا التساؤل حول مدى استجابة مضامين القانون التنظيمي للجهة لكل‬
‫االنشغاالت واإلشكاالت العالقة واإلنتظارات المعبر عنها؟ل وإلى أي حد يمكن‬
‫اعتباره مدخال لهندسة ترابية المركزية تقطن بين عهد وآخر في مسار الالمركزية‬
‫الترابية ببالدنا؟ وبالتاليل نتساءل إلى أي حد استجابت فلسفة القانون التنظيمي‬
‫للجهة لروح وإرادة المشرع الدستوري المتقدمة في ترسيا الحكامة الترابية؟‬

‫‪74‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الفرع األول‪ :‬األحكام العامة للقانون التنظيمي للجهة‬

‫مما ال شك فيه أن دستور ‪ 2111‬قد خص الجهة بمكانة متميزة عن باقي‬


‫المؤسسات الدستورية األخرىل وتفعيال للفصل األول ‪126‬والباب التاسن ‪127‬منه‬
‫ولتنزيل الجهوية المتقدمة صدر القانون التنظيمي للجهة‪.128‬‬

‫حسب المادة ‪ 2‬من قانون ‪111.14‬ل فإن إحداث وتنظيم الجهات يرتكز على‬
‫الثوابت الدستورية إذ تستند األمة في حياتها العامة على ثوابت جامعةل تتمثل في‬
‫الدين اإلسالمي السم ل والوحدة الوطنية متعددة الروافدل والملكية الدستوريةل‬
‫واالختيار الديمقراطي‪ .‬إضافة إلى مقتضيات الفصل األول منها‪.‬‬

‫التموقن المؤسساتي‬ ‫‪129‬‬


‫كما أبرز القانون التنظيمي من خالل المادة الثالثة‬
‫المتميز للجهة داخل التنظيم الالمركزي للمملكة القائم على الجهوية المتقدمةل‬
‫وارتباطا بمبدأ التدبير الحر المنصوص عليه دستوريال فقد أقره القانون التنظيمي‬
‫ل وبموجبه يخول لكل جهة سلطة التداول بكيفية ديمقراطية وسلطة‬ ‫‪130‬‬
‫(المادة ‪)4‬‬
‫تنفيذ مقرراتها ومداوالتها طبقا ألحكام هذا القانون التنظيمي‪.‬‬

‫ويرتكز التنظيم الجهوي على مبدأي التضامن والتعاون بين الجهات وبينها‬
‫وبين الجماعات الترابية األخرىل من أجل بلوغ أهدافها وخاصة إنجاز مشارين‬
‫‪131‬‬
‫مشتركة‪.‬‬

‫وتطبيقا ألحكام الفصل ‪ 143‬من الدستورل تم التنصيص على صدارة الجهة‬


‫عند إعداد برامج التنمية الجهوية والتصاميم الجهوية إلعداد التراب وتنفيذها‬

‫‪ - 126‬الفقر األخير مذ الفصل األو ‪ ":‬التيظيم الترابي للمملك تيظيم ال مركزي يقوم على ال هوي المتق م "‬
‫‪ - 127‬خصص لل ها وال ماعا الترابي األخرى (‪ 11‬فصل ب ‪ 3‬فصو في دستور ‪)1991‬‬
‫‪ - 128‬ظهير شريف رقم ‪ 1.12.53‬صادر في ‪ 14‬رمضان ‪1( 1031‬يوليو‪ )1412‬بتيفيل القانون التيظيمي رقم ‪111.10‬‬
‫المتعلق بال ها ‪.‬‬
‫‪ - 129‬الماد ‪ 3‬مذ قانون ‪ " 111110‬ال ه جماع ترابي خاضع للقانون العام‪ ،‬تتمتع بالشوصي االعت اري واالستقال‬
‫اإلداري والمالي‪ ،‬وتشكل اح مستويا التيظيم الترابي للمملك باعت اره تيظيما المركزيا يقوم على ال هوي المتق م‬
‫‪ - 130‬الماد ‪ 0‬مذ قانون ‪111.10‬‬
‫‪ - 131‬الماد ‪ 0‬مذ نفس قانون ‪111.10‬‬

‫‪75‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وتتبعهال من مراعاة االختصاصات الذاتية للجماعات الترابية األخرى ‪(132‬سنتطرق‬


‫لمدلول الصدارة في المبحث الثاني الموالي)‪.‬‬

‫وطبقا للفقرة األولى من الفصل ‪ 141‬من الدستورل تنص المادة ‪ 6‬من القانون‬
‫التنظيمي على اعتماد مبدأ التفرين كأساس لتحديد االختصاصات الذاتيةل المشتركةل‬
‫المنقولة) لكل جهةل من مراعاة عنصري االنسجام والتكامل عند توزين‬
‫االختصاصات بين الدولة والجماعات الترابية بشكل عام ‪133‬ل كما تم التأكيد على أن‬
‫نقل كل اختصاص من الدولة على الجهة يتعين مواكبته بتحويل الموارد الالزمة‬
‫لذلك ‪.134‬‬

‫وعالقة باالختصاصاتل فإنه يراعی اعتماد مبدأي التدرج والتمايز بين الجهات‬
‫عند تخويل االختصاصات المشتركة أو عند نقلهال بمعنى التدرج في الزمان‬
‫والتمايز في المجال ‪135‬ل كما تم اعتماد التصويت العلني كقاعدة النتخاب رئيس‬
‫بالشفافية والحكامة‬ ‫وأجهزة المجلس والتخاذ جمين مقررات المجلسل بما يسم‬
‫‪136‬‬
‫الجيدة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تنظيم وتسيير مجلس الجهة‬

‫ينتخب أعضاء مجالس الجهات لمدة ست سنوات ‪137‬ل بحيث تنتهي مدة‬
‫عضوية المنتخبين في انتخابات جزئية أو تكميلية عند انتهاء عضوية األعضاء‬

‫‪ - 132‬الماد ‪ 2‬مذ نفس قانون ‪111.10‬‬


‫‪ - 133‬الماد ‪ 1‬مذ نفس قانون ‪111.10‬‬
‫‪ - 134‬الفقر الثاني مذ الماد ‪ 1‬مذ القانون التيظيمي ‪111.10‬‬
‫‪ - 135‬الماد ‪ 1‬مذ نفس القانون‬
‫‪ - 136‬الماد ‪ 5‬مذ نفس القانون‬
‫"هياك (ملكر حزب األصال والمعاصر بشأن مسود مشرو القانون التيظيمي حو ال ه ) مذ هب إلى أنه يتعيذ‬
‫الحفاظ على قاع التصويت السري النتواب رئيس الم لس ونوابه واألجهز المساع ‪ ،‬ويلكر على س يل القياس أن‬
‫الم لس ال ستوري اعت ر في قراره رقم ‪ 935-10‬م‪.‬د بتاريخ ‪ 10‬يونيو‪ 1410‬بشأن اليظام ال اخلي لم لس المستشاريذ‬
‫بوصوص الفقر األولى مذ الماد ‪ 121‬مذ اليظام ال اخلي انه"حيث إن ما ورد في الفقر األولى مذ هله الماد أنه " في‬
‫حال التصويت على التعيييا الشوصي ‪،‬يكون االقترا عذ طريق التصويت السري أو على الميص " ‪ ،‬ليس فيه ما‬
‫يوالف ال ستور‪ ،‬شريم أن يكون التصويت على الميص ب وره سريا"‬
‫‪ - 137‬الماد ‪ 1‬مذ القانون التيظيمي رقم ‪ 11. 29‬المتعلق بانتواب أعضاء م الس ال ماعا الترابي ‪ ،‬ج‪.‬ر ع د ‪2991‬‬
‫مكرر بتاريخ ‪ 11‬نون ر ‪1411‬‬
‫‪ +‬إ ا كان قانون‪ 01-91‬نص في مادته ‪ 14‬على أن ييتوب أعضاء المكتب لم ثالث سيوا قابل للت ي ‪ ،‬فإن القانون‬
‫التيظيمي الل ه نص في الماد ‪ 14‬ميه على يتم انتواب الرئيس ونوابه لم انت اب الم لس‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المنتخبين في االنتخابات العامةل ويسري نفس المقتضى على األعضاء الذين يدعون‬
‫لملء المقاعد الشاغرة عن طريق التعويضل وانسجاما من توجه المشرع‬
‫ل ينتخب أعضاء مجالس الجهات باالقتراع العام المباشر عن طريق‬ ‫‪138‬‬
‫الدستوري‬
‫االقتراع بالالئحة وبالتمثيل النسبي على أساس قاعدة أكبر بقية ودون استعمال‬
‫طريقة مزج األصوات والتصويت التفاضليل غير أن االنتخاب يباشر باالقتراع‬
‫الفردي باألغلبية النسبية في دورة واحدة ل إذا كان األمر يتعلق بانتخاب عضو واحد‬
‫في إطار دائرة انتخابية واحدة ‪.139‬‬

‫ومن ثم أصب أعضاء مجلس الجهة ينتخبون باالقتراع العام المباشر وهو ما‬
‫يعتبر تكريسا للشرعية الديمقراطيةل ذلك بعدما كان يتم عن طريق االقتراع العام‬
‫غير المباشرل الشيء الذي كان يجعل المجلس الجهوي محروما من المصداقية‬
‫والتمثيلية الديمقراطية ومعزوال عن االنتظارات الشعبيةل ويتدخل في هذا االنتخاب‬
‫المعيار السكاني لتحديد عدد المستشارين الواجب انتخابهم في مجلس كل جهة من‬
‫الجهاتل وذلك تبعا لمقتضيات المادة ‪ 74‬من القانون التنظيمي رقم ‪. 14019.11‬‬

‫ومن بين مستجدات التقطين اإلنتخابي للجهةل أنه تحدث على صعيد النفوذ‬
‫الترابي لكل عمالة أو إقليم أو عمالة مقاطعات دائرة انتخابية واحدة ‪141‬ل كما‬

‫‪138‬الفصل ‪ 132‬مذ دستور‪1411‬‬


‫‪ - 139‬الماد ‪ 15‬مذ القانون التيظيمي رقم ‪29.11‬المتعلق بانتواب أعضاء م الس ال ماعا الترابي مذ بيذ اإلنتقادا‬
‫التي كانت توجه للقانون ‪ 01.91‬هو نمط االقترا غير الم اشر النتواب م لس ال ه ‪ ،‬الشيء اللي كان يمس بالشرعي‬
‫ال يمقراطي ‪ ،‬وفي كثير مذ األنظم يتم الل وء إلى االقترا العام الم اشر كما هو الشأن في فرنسا و إس انيا و إيماليا في‬
‫انتواب أعضاء الم الس ال هوي ‪ ،‬بل ميها مذ حسم في األمر دستوريا كألمانيا وبل يكا وال رتغا ‪.‬‬
‫‪ 33 -140‬عضوا ميتو ا في ال ه التي ال يفوق ع د سكانها ‪ 124444‬نسم‬
‫‪ 39‬عضوا ميتو ا في ال ه التي يتراوح ع د سكانها بيذ ‪ 124.441‬و ‪ 1444.44‬نسم‬
‫‪ 02‬عضوا ميتو ا في ال ه التي يتراوح ع د سكانها بيذ ‪ 1444.41‬و ‪ 1124444‬نسم‬
‫‪ 21‬عضوا ميتو ا في ال ه التي يتراوح ع د سكانها بيذ ‪ 1124441‬و ‪ 1244444‬نسم‬
‫‪ 21‬عضوا ميتو ا في ال ه التي يتراوح ع د سكانها بيذ ‪ 1244441‬و ‪ 3444444‬نسم‬
‫‪ 13‬عضوا ميتو ا في ال ه التي يتراوح ع د سكانها بيذ ‪ 3444441‬و ‪ 3124444‬نسم‬
‫‪ 19‬عضوا ميتو ا في ال ه التي يتراوح ع د سكانها بيذ ‪ 3124441‬و ‪ 0244444‬نسم‬
‫‪ 12‬عضوا ميتو ا في ال ه التي يفوق ع د سكانها ‪ 0244444‬نسم‬
‫‪ - 141‬بحيث أن االنتواب على أساس قاع إقليمي ‪ ،‬ي عل اإلقليم هو مستوى المحاس السياسي باليس للميتوب‪ ،‬في الوقت‬
‫اللي يكون فيه ممال ا باتوا القرار على المستوى ال هوي‪ .‬وهو الشيء اللي يصعب عملي صياع القرار داخل الم الس‬
‫ال هوي ‪ ،‬وي دي موضوعيا إلى طغيان ال ع اإلقليمي في المياقشا وربما حتى في التصورا وال رامج‪ ،‬وهو الشيء اللي‬
‫ق يفرغ الم سس مذ ال ع ال هوي المملوب‬

‫‪77‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ل وال يحول ذلك‬ ‫‪142‬‬


‫يخصص للنساء في كل دائرة انتخابية ثلث المقاعد على األقل‬
‫برسم المقاعد المخصصة للجزء األول من الئحة‬ ‫دون حقهن في الترش‬
‫الترشي ‪. 143‬‬

‫والمالحظ في هذا الشأنل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اختالف مجال االنتخاب عن مجال القرار والمحاسبة السياسية بالنسبة‬


‫لألعضاء ورؤساء المجالس الجهويةل بحيث أن االنتخاب على أساس قاعدة إقليميةل‬
‫يجعل اإلقليم هو مستوى المحاسبة السياسية بالنسبة للمنتخبل في الوقت الذي يكون‬
‫فيه مطالبا باتخاذ القرار على المستوى الجهويل وهو الشيء الذي يصعب عملية‬
‫صناعة القرار داخل المجالس الجهويةل ويؤدي موضوعيا إلى طغيان البعد اإلقليمي‬
‫في المناقشاتل وربما حتى في التصورات والبرامجل مما قد يفرغ المؤسسة من‬
‫البعد الجهوي المطلوب‪.‬‬

‫وفي هذا الصددل وإعماال لمبدأ تثمين التجربة الحاليةل البد من التأكيد أن‬
‫اإلشكالية التي عانت منها المجالس الجهوية منذ سنة ‪ 1997‬ال تنحصر فقط في‬
‫االنتخاب غير المباشر لألعضاءل وإنما اإلشكالية األعمق هي القاعدة اإلقليمية‬
‫لالنتخاب التي كان لها تأثير سلبي على أداء المجالس الجهوية وصعوبة جعل البعد‬
‫الجهوي يسمو على البعد اإلقليمي الذي هو أساس انتخاب األعضاء‪.‬‬

‫ونظرا ألهمية الموضوع وارتباطه بعدة معطيات وعناصر أخرىل يمكن تقديم‬
‫عدة تصورات واقتراحات تهدف باألساس إلى ضمان جعل المجلس الجهوي يعبر‬
‫عن تطلعات الجهةل ومن بين هذه االقتراحات انتخاب أعضاء‬ ‫بشكل واض‬
‫المجالس الجهوية انتخابا مباشرا بالالئحة على أساس قاعدة جهويةل من التنصيص‬
‫عل ى آلية داخل هذا النمط لضمان تمثيلية منصفة لجمين األقاليم في الالئحةل من‬
‫انتخاب الرئيس بشكل مباشر‪ .‬ولهذا السيناريو عدة مزايال منهال إعطاء مشروعية‬
‫ديمقراطية أكبر للمجالس الجهوية ورؤسائهال ومدلول فعلي لالنتخاب المباشر؛‬
‫‪ -142‬الماد ‪ 11‬مذ القانون التيظيمي رقم ‪29.11‬‬
‫والمتمم للقانون التيظيمي ‪29.11‬‬ ‫‪ - 143‬الماد ‪ 52‬مذ القانون التيظيمي ‪ 30.12‬المع‬

‫‪78‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫تكريس ملموس للمبدأ الدستوري المتعلق بربط المسؤولية بالمحاسبة بالنسبة‬


‫للمنتخبين وخاصة الرؤساء لتقوية الوضن القانوني للرؤساءل ولتكريس تقليد جديد‬
‫في الممارسة الديمقراطية الالمركزية‪.‬‬

‫كما تتنافى مهام رئيس مجلس الجهة أو نائبه من مهام رئيس أو نائب رئيس‬
‫مجلس جماعة ترابية أخرى أو مهام رئيس أو نائب رئيس غرفة مهنية أو مهام‬
‫رئيس أو نائب رئيس مجلس مقاطعةل كما ال يجوز الجمن بين رئاسة مجلس الجهة‬
‫وعضو في الحكومة أو في مجلس النواب أو في مجلس المستشارين أو المجلس‬
‫االقتصادي واالجتماعي والبيئي أو الهيئة العليا لالتصال السمعي البصري أو مجلس‬
‫المنافسة أو الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها ل وفي حالة الجمن‬
‫بين هذه المهام ليعتبر المعني باألمر مقاال بحكم القانون من أول رئاسة أو إنابة‬
‫انتخب فيها‪.‬‬

‫ويمكن القول إن توسين دائرة حاالت التنافي من شأنه تمكين رئيس الجهة‬
‫ونوابه من التفرغ لمهامهم بالجهةل لضمان حکامة جيدة ‪144‬ل أما في قانون‬
‫‪ 47.96‬ل فالمهام كانت تتنافى من مهام رئيس عمالة أو إقليم أو رئيس مجموعة‬
‫حضرية فقطل وهكذا نسجل حرص المشرع على التقليص من كل المسؤوليات التي‬
‫قد تنعكس على قدرة رئيس الجهة في بلورة برامج ومشارين تنمويةل وتملكه آلليات‬
‫التتبن والمواكبة في تفادي كل ما يشتت ويوزع إمكانياته التنسيقية والتدبيرية‪.‬‬

‫وسعيا لتعزيز دور المعارضة في تطوير الممارسة الجهوية واالرتقاء بها‬


‫خصصت رئاسة إحدى اللجان الدائمة للمعارضة ‪145‬ل وذلك قياسا على الوضن‬
‫الدستوري للمعارضة البرلمانية المنصوص عليها في الفصل ‪ 11‬من الدستورل‬
‫وذلك بالنظر للطبيعة التداولية التي يشترك فيها البرلمان والمجلس الجهوي‪.‬‬

‫‪ - 144‬حال التيافي هاته حصلت مع وزير ال ول "امحي العيصر" لما تولى ميصب رئيس م لس جه فاس ‪ -‬بولمان بع‬
‫االنتوابا ال هوي وال ماعي ‪ 0‬شتي ر ‪ ،1412‬وهي االنتوابا األولى بع دخو القوانيذ التيظيمي لل ه وال ماعا‬
‫الترابي األخرى حيز التيفيل‪.‬‬
‫‪ - 145‬الماد ‪ 34‬مذ القانون التيظيمي ‪111.10‬‬

‫‪79‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وتجدر اإلشارة في هذا الصددل إلى أنه إذا كان القانون قد أعطى دورا مهما‬
‫للجانل وضمن لها فعالية وتأثير في مسلسل اتخاذ القرار على صعيد المجلس من‬
‫خالل التنصيص على إلزامية دراستها للنقط التي تعرض على اجتماعات الدوراتل‬
‫إال أنه يمكن ومن ذلكل إيذاء المالحظات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬لم يتم التنصيص بشكل واض على مهام اللجان خاصة في عالقتها بالمكتب‪.‬‬

‫‪ -‬اللجنة المختصة ابالتنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبينيةال كانت‬


‫موزعة إلى ثالثة الجان في قانون سنة ‪1997‬ل وهذه اللجنة تضم عددا كبيرا من‬
‫القطاعاتل يصعب على المستوى العملي اإللمام بها ودراستها بالعناية الالزمة من‬
‫طرف لجنة واحدة‪.‬‬

‫‪ -‬حصر المشروع عدد أعضاء اللجان في خمسة على األقلل ونص على أن ال‬
‫ينتسب العضو إلى أكثر من لجنة دائمة واحدة (م ‪)29‬ل فكان من المستحسن عدم‬
‫التنصيص على هذه المقتضيات التفصيلية والجزئية في القانون التنظيميل وتركها‬
‫للنظام الداخلي كما هو عليه األمر حاليال إذ أن هذه المقتضيات تعتبر غير مبررةل‬
‫بسبب األدوار الهامة للجان في دراسة مختلف المواضين والقضايا قبل أن تعرض‬
‫على المجلسل بما يقتضيه ذلك من ضرورة ضمان أوسن قاعدة للمشاركةل وفت‬
‫المجال ألكثر عدد ممكن من األعضاء لحضور اجتماعاتهال في إطار مبادی الفعالية‬
‫والشجاعة والمردودية ‪.‬‬

‫‪ -‬إغفال التنصيص على إحداث لجان أخرى تختص على سبيل المثال‪ :‬التعاقدل‬
‫البنيات التحتيةل التنمية القرويةل التنمية البشرية‪.‬‬

‫‪ -‬من أجل ضمان االنسجام والتكامل بين عمل المكتب وعمل اللجانل كان من‬
‫األجدى التنصيص على تكليف أحد نواب الرئيس بمهمة التنسيق بين اللجان‪.‬‬

‫وإعماال لمبدأ التدبير الحر والتسيير الديمقراطي للمجلس الجهويل وعلى اعتبار‬
‫أن مجلس الجهة أصب يعد نظاما داخليا يتماشى من طبيعة وخصوصية التدبير‬

‫‪81‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الجهويل كان من األولى ترك الصالحية للمجلس في تحديد عدد اللجان ومجاالت‬
‫اشتغالهال وعدم التنصيص عليها وتحديدها في القانون التنظيمي‪.‬‬

‫كما يعقد مجلس الجهة وجوبا جلساته أثناء ثالث دورات عادية في السنة خالل‬
‫أشهر مارس ويوليوز وأكتوبر من إمكانية عقد دورات استثنائية كلما دعت‬
‫الضرورة إلى ذلك‪146‬ل وتفاديا للتأجيلل نص المشرع على اعتبار يوم االثنين األول‬
‫من الشهر المحدد لعقد الدورة العادية أو في اليوم الموالي‪147‬ل وهذا التنصيص‬
‫يسجل كمستجد للضبط وعدم فت الباب للتأجيالتل فالدورة تتكون من جلسة أو عدة‬
‫جلسات ل ويحدد لكل دورة جدولة زمنية للجلسة او للجلسات والنقط المتداول بشأنها‬
‫خالل كل جلسة‪148‬ل وارتباطا بدورات مجلس الجهة ل فإن والي الجهة يحضر‬
‫كما يحضر أيضا الموظفون المزاولون مهامهم‬ ‫بطلب كتابي من الرئيس‪149‬ل‬
‫بمصال الجهة الجلسات بصفة استشاريةل ويمكن للرئيس أيضا عن طريق والي‬
‫الجهة استدع اء موظفي وأعوان الدولة أو المؤسسات العمومية عندما يتعلق األمر‬
‫بدراسة نقاط في جدول األعمال ترتبط بنشاط هيئاتهمل ألجل المشاركة في أشغال‬
‫المجلس بصفة استشارية‪.‬‬

‫بناء على هذه المقتضيات يجدر بنا التساؤل حول‪ :‬هل يمكن أن يشكل حضور‬
‫والي الجهة مسا بالتداول الديمقراطي الحر للمجلس؟ أم انه يندرج ضمن اختصاصه‬
‫الدستوري بموجب الفصل ‪ 146‬من الدستورل باعتباره منسقا للمصال الخارجية‬
‫الالممركزة وبالتالي سيشكل قيمة مضافة ونوعية؟ وهل حضور بعض المقاوالت‬
‫والمؤسسات العمومية يندرج في سياق المقاربة التشاركية واالنفتاح على كل‬
‫الشركاء والفاعلين االقتصاديينل لبلورة وتفعيل االلتقانية المنشودة في السياسات‬
‫العمومية؟‬

‫‪ - 146‬الماد ‪ 31‬مذ القانون التيظيمي ‪111.10‬‬


‫‪ - 147‬إ ا صادف هلا التاريخ يوم عمل‬
‫‪ - 148‬تح د الم الزميي لل لسا وتوقيتها في اليظام ال اخلي للم لس‬
‫‪ - 149‬تراجع الماد ‪ 31‬مذ القانون التيظيمي ‪111.10‬‬

‫‪81‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫كما يعقد المجلس دورة استثنائية بحكم القانون في حالة تلقيه طلبا من قبل والي‬
‫‪150‬‬
‫الجهةل ويكون الطلب مرفقا بالنقط المقترح إدراجها في جدول أعمال الدورة‬

‫وبناء عليه يسجل أن المشرع قد من والي الجهة وضعا متقدما ومتميزا بتخويله‬
‫وبحكم القانون سلطة عقد دورة استثنائية وبجدول أعمالل وحتى أنه في حالة عدم‬
‫اكتمال النصابل تنعقد الدورة بغض النظر عن عدد الحاضرينل بمعنى بسط المجال‬
‫لعقدها وحتى في حالة مواجهتها بأي حجم من الرفض من قبل األعضاء‬

‫فهل يشكل هذا المن أو التخويل لوالي الجهة سلطة تدخل في حرية المجلس‬
‫التداوليةل أو وصاية على هذه الشاكلة؟ وهل في هذا المقتضی مس بمبدأ التسيير‬
‫الديمقراطي للمجالس وبمبدأ التدبير الحر؟ل وبالمقابل يمكن أن يدخل هذا اإلجراء‬
‫ضمن االختصاصات المخولة للواليل باعتباره يساعد ويواكب المجلس وكذا لكونه‬
‫منسق للمصال الخارجية للجهة؟‬

‫وعالقة بالنظام األساسي للمنتخب لم يكن التنظيم الجهوي السابق من استثناء‬


‫بعض المواد ينص على نظام أساسي للمنتخب لوهو ما تداركه المشرع بتخصيص‬
‫الباب الثالث (المواد من ‪ 14‬إلى ‪ ) 79‬للموضوع‪.‬إذ يمكن القول بأنه يشكل خطوة‬
‫على طريق تحسين نظام المنتخب الجهويل وذلك ببيان مجموعة من االلتزامات‬
‫والواجبات لوتحديد جملة من الضوابط والمسؤولياتل التي تقن على عاتق المنتخبين‬
‫بالجماعات الترابيةل بما في ذلك رؤساء المجالس ونوابهمل ومن خالل تفحص‬
‫المقتضيات القانونية ل فإن المراقبة على المستشارين يمكن أن تسفر ل حسب‬
‫الحاالت ل عن تجريد األعضاء من صفة العضوية في حالة التخلي عن الحزب‬
‫السياسي الذي ترش العضو باسمهل أو عن عزل أعضاء المجلس أو رئيس المجلس‬
‫أو نواب الرئيس في حالة قيامهم بتصرفات مخالفة للقانونل أو وجودهم في حالة‬
‫تنازع للمصال ‪..‬‬

‫‪ - 150‬راجع الماد ‪ 39‬مذ القانون التيظيمي ‪ 111.10‬و المواد ‪ 03-01-01‬مذ القانون التيظيمي ‪111.10‬‬

‫‪82‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اختصاصات المجالس الجهوية بين توسيع المنسوب ونظام‬


‫المراقبة اإلدارية‬

‫لقد تم االنطالق من تبني جملة من المبادئ األساسية لتحديد اختصاصات الجهة‬


‫من بينها‪ :‬االلتزام بمضامين الدستور خاصة مبدأ التفرين ل السهر على التكامل‬
‫والتوزين الحصري لالختصاصات بين المستويات الثالث للجماعات الترابية ل و‬
‫فت الباب لالختصاصات المشتركة من الدولة في إطار التعاقدل ثم اعتماد مبدأي‬
‫التدرج والتمايز بالنسبة لالختصاصات المشتركة والمنقولة ل تطابق االختصاصات‬
‫من طبيعة المهام والتوجه العام لكل مستوى من مستويات الجماعات الترابية ‪.‬‬

‫وتناط بالجهة داخل دائرتها الترابية مهام النهوض بالتنمية المندمجة‬


‫والمستدامةل وذلك بتنظيمها وتنسيقها وتتبعها ‪151‬ل فالجهة تقوم بهذه المهام من‬
‫مراعاة السياسات واإلستراتيجيات العامة والقطاعية للدولة في هذه المجاالت‪ .‬وقد‬
‫تمت بلورة هذه التوجهات في إطار االختصاصات الذاتية للجهة ‪152‬لواختصاصاتها‬
‫المشتركة من الدولة ‪153‬ل وتلك المنقولة إليها ‪154‬من هذه األخيرة (الفرع األول)‪.‬‬

‫وإذا كان التنظيم الجهوي السابق قد رج كفة اختصاصات السلطة التنفيذية‬


‫التي تتجسد في شخص والي الجهةل فإن هذا الوضن قد تغير من تقوية صالحيات‬
‫رئيس المجلس الجهويل إذ باتت سلطة والي الجهة تنحصر في المراقبة اإلدارية‬
‫(الفرع‬ ‫التي تهم مجال شرعية قرارات رئيس المجلس ومقررات مجلس الجهة‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫‪ - 151‬وفق الماد ‪ 54‬تتعلق هله المهام ال سيما ب‪:‬‬


‫‪-‬تحسيذ جا بي الم ا الترابي لل ه وتقو ي تياف سيته اإلقت صادي ‪ - .‬تحق يق اال ستعما األم ثل لل موارد الم يع ي وتثميي ها‬
‫والح فاظ علي ها‪ - .‬اعت ماد ال ت ابير واإل جراءا الم ش ع للمقاو ل ومحيم ها والع مل ع لى تي سير توطيذ األن شم الميت‬
‫للثرو والشغل‪ - .‬اإلسهام في تحقيق التيمي المست ام‬
‫‪-‬العمل على تحسيذ الق را الت بيري للموارد ال شري وتكوييها‬
‫‪152‬ت شتمل االختصا صا اللات ي ع لى االختصا صا الموكو ل لل ه في م ا م عيذ ب ما يمكي ها مذ الق يام ‪ ،‬في ح ود‬
‫موارد ها‪ ،‬ودا خل دائرت ها التراب ي ‪ ،‬باإلع ما الوا ص في هلا الم ا وال سيما التو ميط وال رم واإلن از وال ت بير‬
‫والصيان ‪.‬‬
‫‪ - 153‬ت شمل االختصا صا الم شترك بيذ ال و ل و ال ه االختصا صا ال تي يت يذ أن ن ا ع ممار ستها ت كون ب شكل‬
‫مشترك‪ ،‬ويمكذ أن تتم ممارس هله االختصاصا المشترك ط قا لم أي الت رج والتمايز‬
‫‪ - 154‬تشمل االختصاصا الميقول االختصاصا التي تيقل مذ ال ول إلى ال ه بما ي سمح بتو سيع االختصا صا اللات ي‬
‫بشكل ت ري ي‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الفرع األول‪ :‬اختصاصات الجهة وصالحيات المجلس ورئيسه‬

‫اتناط بالجهة مهام النهوض بالتنمية المندمجة والمستدامة وذلك بتنظيمها‬


‫وتنسيقها وتت بعهال وال سيما فيما يتعلق بتحسين جاذبية المجال الترابي وتقوية‬
‫التنافسية االقتصادية وتحقيق األستعمال األمثل للموارد الطبيعية وتثمينهال كما‬
‫يفصل مجلس الجهة بمداوالته في القضايا التي تدخل في اختصاص الجهةل بحيث تم‬
‫تدعيم صالحيات رئيس المجلس الجهوي في القانون التنظيمي ‪ 111.14‬مقارنة‬
‫بالتنظيم الجهوي السابق‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اختصاصات الجهة‬

‫دستور ‪ 2111‬الجهة مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات األخرى في‬ ‫من‬


‫عمليات إعداد وتتبن برامج التنمية الجهوية لوحدد القانون التنظيمي ‪111.14‬‬
‫إطارا‬ ‫المتعلق بالجهة شروط عملها واالختصاصات الموكولة إليها حتى تصب‬
‫ترابيا حقيقيا للتنمية المندمجة والمستدامةل ولهذه الغاية خولها المشرع اختصاصات‬
‫ذائية واختصاصات مشتركة من الدولةل وأخرى منقولة إليها من هذه األخيرة‪.‬و جاء‬
‫القانون التنظيمي الحالي باختصاصات جديدة وتقريرية للجهة ل مما يفت أمامها آفاقا‬
‫عريضة للتدخل في كل مجاالت التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫أ‪ -‬االختصاصات الذاتية للجهة‪:‬‬

‫تشتمل االختصاصات الذاتية على االختصاصات الموكولة للجهة في مجال‬


‫معين بما يمكنها من القيام في حدود مواردها وداخل دائرتها الترابية باألعمال‬
‫الخاصة بهذا المجالل حيث تقوم بإعداد وتتبن تنفيذ برنامج التنمية الجهوية (‪،)1‬‬
‫والتصميم الجهوي إلعداد التراب (‪)2‬‬

‫بالنسبة للتنمية الجهوية تهم هذه االختصاصات الميادين التالية‬

‫‪84‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫‪ +‬التنمية االقتصادية‪ :‬وتتحدد العمليات أو المسائل التي تدخل في نطاق‬


‫اختصاص التنمية االقتصادية الذي تتواله الجهة في دعم المقاوالت وتوطين وتنظيم‬
‫‪155‬‬
‫مناطق لألنشطة االقتصادية بالجهة‬

‫‪ +‬التكوين المهني والتكوين المستمر وإنعاش الشغل ‪ :‬تحدث الجهة مراكز‬


‫جهوية للتكوينل وكذا مراکز جهوية للتشغيل وتطوير الكفاءات من أجل اإلدماج في‬
‫سوق الشغلل كما تشرف على التكوين المستمر لفائدة أعضاء المجالس وموظفي‬
‫الجماعات الترابية‬

‫‪ +‬التنمية القروية‪ :‬تعمل الجهة في الوسط القروي على إنعاش األنشطة غير‬
‫الفالحيةل وبناء وتحسين وصيانة الطرق غير المصنفة‬

‫‪ +‬النقل‪ :‬تناط بالجهة مهمة إعداد تصميم النقل داخل الدائرة الترابية للجهة ل‬
‫وتنظم خدمات النقل الطرقي غير الحضري لألشخاص بين الجماعات الترابية داخل‬
‫الجهة‬

‫‪ +‬الثقافة‪ :‬تتولى الجهة مهام اإلسهام في المحافظة على المواقن األثرية‬


‫والترويج لها وتنظيم المهرجانات الثقافية والترفيهية‬

‫‪+‬البيئة‪ :‬تتولى الجهة صالحيات أساسية تكمن في تهيئة وتدبير المنتزهات‬


‫الجهويةل ووضن إستراتيجية جهوية القتصاد الطاقة والماء ل وكذا إنعاش المبادرات‬
‫المرتبطة بالطاقة المتجددة‬

‫‪+‬التعاون الدولي‪ :‬لقد أتاح القانون التنظيمي للجية إمكانية إبرام اتفاقيات من‬
‫فاعلين من خارج المملكة في إطار التعاون الدولي وكذا الحصول على تمويالت في‬
‫نفس اإلطار بعد موافقة السلطات العمومية ل على أنه ال يمكن إبرام أي اتفاقية بين‬
‫‪156‬‬
‫جهة أو مجموعة جهات أو مجموعة الجماعات الترابية ودولة أجنبية‬

‫‪ - 155‬الماد ‪ 51‬مذ قانون ‪111.10‬‬


‫‪ - 156‬المشر يستعمل ع ارا عام ومصملحا فضفاض ومفاهيم غير دقيق ‪ :‬تح د على المستوى القانوني أي‬
‫اختصاص‪ ،‬وال ترتب أي مس وليا قانوني ‪ ،‬وال توضح التزاما الم سس ال هوي بشكل واضح ات اه المواطييذ‪ ،‬وات اه‬

‫‪85‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ولعقلنة عمل الجهةل فرض عليها القانون التنظيمي وضن برنامج للتنمية‬
‫الجهوية خالل السنة األولى من مدة انتداب مجلسها ل والعمل على تتبعه وتحيينه‬
‫وتقييمه على مدى ست سنواتل تحدد من خالله األعمال التنموية المقرر برمجتها‬
‫أو إنجازها بتراب الجهةل اعتبارا لنوعيتها وتوطينها وكلفتهال لتحقيق تنمية مستدامة‬
‫ووفق منهج تشاركي وبتنسيق من والي الجهة بصفته مكلفا بتنسيق أنشطة المصال‬
‫الالممركزة لإلدارة المركزيةل على أن يتضمن برنامج التنمية الجهوية تشخيصا‬
‫إلمكانيات وحاجيات الجهةل وتحديدا األولوياتها وتقييما لمواردها ونفقاتها التقديرية‬
‫الخاصة بالسنوات الثالثة األولىل وأن يأخذ بعين االعتبار مقاربة النوعل كما يتعين‬
‫أن يواكب هذا البرنامج التوجهات اإلستراتيجية لسياسة الدولةل وأن يعمل على‬
‫بلورتها على المستوى الجهويل وأن يراعي إدماج التوجهات الواردة في التصميم‬
‫الجهوي إلعداد الترابل وااللتزامات المتفق بشأنها بين الجهة والجماعات الترابية‬
‫األخرى وهيئاتها والمقاوالت العمومية والقطاعات االقتصادية واإلجتماعية بالجهةل‬
‫من إتاحة إمكانية تف عيل برنامج التنمية الجهوية في إطار تعاقدي بين الدولة والجهة‬
‫وباقي المتدخلين‪ .157‬لكن مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه‬
‫وتقييمه تحدد بنص تنظيمي‪.158‬‬

‫باقي الفاعليذ الترابييذ‪ ،‬و ال ول ومثا لك (جلب االستثمار‪ ،‬توطيذ وتيظيم مياطق لألنشم االقتصادي بال ه ‪ ،‬إنعاش‬
‫أسواق ال مل ال هوي ‪ ، ...‬إنعاش االقتصاد االجتماعي والميت ا ال هوي ‪ ،‬دعم المقاوال ‪ ،‬إنعاش السياح )‪.‬‬
‫‪ - 157‬الماد ‪ 53‬مذ قانون ‪111.10‬‬
‫‪ - 158‬الماد ‪ 51‬مذ قانون ‪111.10‬‬
‫‪ +‬يمثل إع اد برنامج التيمي ال هوي مرحل أساسي في عملي ممارس ال ه االختصاصاتها ‪ .‬و مذ أ جل اال ضمال ب هله‬
‫المهم على أح سذ و جه ‪ ،‬مذ ال ضروري إن از ت شويص م س ق في شكل تحل يل ير كز ع لى ن قاط ال قو ون قاط ال ضعف‬
‫والفرص والمواطر المرت م بال ه ‪ ،‬مع اعتماد مقارب تشاركي مذ أجل وضع رؤي استراتي ي واست اقي مشترك لل ه‬
‫‪ ،‬و"حصيل "دقيق ومفصل لتح ي درج انوراطها في التيمي ال شري المي م والمست ام ‪ ،‬وق ياس ما حقق ته مذ ت مور‬
‫انمال قا مذ م شرا ميا س للي تائج واألداء‪ ( .‬أ يذ سأ ضعها)‪ ،‬و يأتي ع لى رأس األولو يا االرت قاء بم شرا التيم ي‬
‫ال شري إ لى م ستوى ال ئق ‪ ،‬والق ضاء ع لى كل التفاو تا ال تي ت حو دون تم تع ع د ك ير مذ ال مواطييذ مذ ح قوقهم‬
‫األساسي ‪ ،‬ويمكذ في هلا ال ص د اال ستفاد مذ المي ثاق االجت ماعي ا للي أ ع ه الم لس االقت صادي واالجت ماعي وال ي يي ‪،‬‬
‫والعمل على التوافق مع أه اف التيمي المست ام ‪ ،‬باليس إ لى الف تر ما بيذ سيتي ‪ 1412‬و ‪ ، 1434‬الم صادق علي ها مذ‬
‫طرف ميظم األمم المتح ‪ .‬ومذ بيذ األولويا أيضا ه ف الي هوض بالتيم ي االقت صادي واالجتماع ي وال يي ي والثقاف ي ‪،‬‬
‫في إطار استراتي ي مي م وميس م مع التوجها االستراتي ي لل ول ‪ ،‬ومتياس مع الم هال والوصوصيا ال هوي‬
‫‪.‬وإلن اح هله المقارب ‪ ،‬يتعيذ اعتماد مشرو لل ه "يقوم على تع ي كل القوى الحي في ال ه ومذ بيذ ال شروط الالز م‬
‫إلضفاء المص اقي على برم برنامج التيمي ال هوي ‪ ،‬الحرص على اختيار مشاريع ا جود ‪ ،‬وبكل ف يم كذ لل ه أن‬
‫تتحملها ‪ ،‬والحرص أيضا على تع ي الموارد المالي الكافي ل لور هله المشاريع ‪.‬ولكي تتمكذ ال ه مذ بلوغ هلا اله ف ‪،‬‬
‫يتعيذ عليها أن تستعيذ بالو ر المشهود لها بالكفاء في م ا الت فاوض ال مالي والترا فع الم عزز بالح ج المقي ع ور غم أن‬
‫الموارد اللاتي لل ه ستعرف ارتفاعا مهما ‪ ،‬فإن الل وء إلى االق تراض ال م ياص م يه ال ستكما تمو يل موم ما التيم ي‬

‫‪86‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وبالنسبة لالختصاصات الذاتية للجهة في مجال إعداد التراب ل فإن الجهة تضن‬
‫تحت إشراف رئيس مجلسها التصميم الجهوي إلعداد التراب ‪159‬ل باعتباره وثيقة‬
‫مرجعية للتهيئة المجالية المجموع التراب الجهوي‪160‬ل وذلك في إطار توجهات‬
‫السياسة العامة إلعداد التراب المعتمدة على المستوى الوطني وبتشاور من‬
‫الجماعات الترابية األخرى واإلدارات والمؤسسات العموميةل وممثلي القطاع‬
‫الخاص ال معنيين بتراب الجهةل ويهدف هذا التصميم إلى تحقيق التوازن بين الدولة‬
‫والجهة حول تدابير تهيئة وتأهيل المجال وفق رؤية استراتيجية واستشرافية بما‬
‫يسم بتحديد توجهات واختيارات التنمية الجهويةل من خالل وضن إطار عام للتنمية‬
‫الجهوية المستدامة والمنسجمة بالمجاالت الحضرية والقرويةل وتحديد االختيارات‬
‫المتعلقة بالتجهيزات والمرافق العمومية الكبرى المهيكلة على مستوى الجهةل‬
‫وتحديد مجاالت المشارين الجهوية وبرمجة إجراءات تثمينها ل وكذا مشاريعها‬
‫المهيكلة‪161‬ل وفي هذا اإلطار يتعين على اإلدارة والجماعات الترابية والمؤسسات‬

‫ال هوي ‪ ،‬وخاص باليس إلى مشاريع االستثمار االقتصادي الضوم والمهيك ل ‪ ،‬وال تي تح تاج بال ضرور إ لى اعت مادا‬
‫ك ير ‪ .‬وفي هلا الص د‪ ،‬يتعيذ على صي وق الت ه يز ال ماعي ‪ ،‬بو صفه بي كا لل ما عا التراب ي ‪ ،‬أن يك يف و سائل عم له‬
‫وم اال وكيفيا ت خله ‪ ،‬مع موتلف األدوار التي عليه القيام بها ‪ ،‬كممو ‪ ،‬وكم ير مركزي للموارد الضري ي لل ماعا‬
‫الترابي ‪ ،‬وكمص ر لتق يم المشور في م ا تحليل وإع اد المشاريع االستثماري لل ها ‪.‬‬
‫‪ - 159‬ييملق هلا التصميم مذ تح ي الويارا الك رى لت بير الم اال الترابي لموتلف ال ها ويعتم ع لى مقار ب ال ت بير‬
‫االستراتي ي وصياغ األولويا التيموي لموتلف أقاليو وعماال كل ج ه ‪ ،‬مع ضمان ح أد نى مذ ال توازن في إ ح اث‬
‫الم ياطق االقت صادي وتوصي صها بيذ األ قاليم دا خل كل ج ه ‪ ،‬وباستح ضار التوص صا الفالح ي وال صياعي والت ار ي‬
‫والو ماتي لكل إقليم‬
‫‪ - 160‬لق قلص المشر دور ووظيف التصميم ال هوي إلع اد التراب و لك ألنه لم يتم التيصيص على أنه ي ب على ال ول‬
‫وال ماعا التراب ي األ خرى والم س سا العموم ي التق ي بأحكا مه في إ طار ال رامج القماع ي ل ضمان االلتقائ ي ‪ -‬لم يتم‬
‫التيصيص على جعله اإلطار االستراتي ي ليهج سياس التعاق بيذ ال ول وال ه وال ما عا األ خرى؛ ‪ -‬لم يتم التي صيص‬
‫ع لى الم صادق عل يه مذ طرف الل ي الوزار ي إل ع اد ال تراب أو أي ه يا أ خرى إلعما ئه ب ع ا إلزام يا بالي س لل و ل‬
‫وال ه ‪ ،‬أي ع م إعما مقترحا هام لل ي االستشاري ال هوي ق م تقر ير الل ي االست شاري ال هو ي ‪ ،‬م مو ع ك ير‬
‫مذ االقتراحا تتعلق بتيمي وتموير ميظوم االختصاصا الموول لل ها ‪ ،‬وجعل مذ هله األخير شريك أساسي وفعلي‬
‫لل ول في التيمي الترابي مذ خال التيصيص على أن تستشير الحكوم الم لس ال هوي كلما كان األ مر يعي يه‪ ،‬ع ي إ ع اد‬
‫ما يلي‪ - :‬اإلستراتي ي الوطيي للتيمي االقتصادي واالجتماعي ‪ -‬المومما القماعي الوطيي وال هوي ‪ -‬التصميم الوطيي‬
‫إلع اد التراب والتصميم ال هوي للتيمي الحضري ‪ .‬االستراتي يا الوطيي وال هوي في م اال الي هوض باال ستثمارا‬
‫والت شغيل وال ماء والما ق وال ي ي والترب ي والت كويذ المه يي والثقا ف وال صح ‪ .‬ك ما يست شار الم لس ال هوي ب شأن كل‬
‫مشرو ك ير تعتزم ال ول إن ازه في ال ه ‪ ،‬وإ ا ما رف ضت الحكو م كل يا أو جزئ يا مقتر حا | للم لس ال هوي تع يي‬
‫جهته‪ ،‬فالب مذ تعليل الرفض‪ .‬وهله االقترا حا الها م غ ير معت م في م سود الم شرو ‪ ،‬و ق كان مذ شأن التي صيص‬
‫عليها‪ ،‬جعل ال ها تشكل بالفعل الشريك المميز لل ول في التيمي بل إن الل ي ه ت إ لى در ج اق تراح تم كيذ ال ما عا‬
‫الترابي مذ التظلم أمام رئيس الحكوم والوزراء المعيييذ‪ ،‬وإن اقتضى الحا ل ى الم حاكم اإلدار ي ‪ ،‬للف صل في اليزا عا‬
‫المحتمل مع اإلدار والمتعلق بممارس اختصاصا ال ماعا الترابي‬
‫‪ - 161‬تح د بيص تيظيمي مسمر إع اد التصميم ال هوي إلع اد التراب وتحيييه‬

‫‪87‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫العمومية والمقاوالت العمومية األخذ بعين االعتبار مضامين التصميم الجهوي‬


‫اإلعداد التراب في إطار برامجها القطاعية أو تلك التي تم التعاقد في شأنها ‪.‬‬

‫ب‪ .‬االختصاصات المشتركة و المنقولة‪:‬‬

‫يجعل القانون التنظيمي الجهة شريكا أساسيا للدولة في السعي إلى تحقيق‬
‫وإنجاح السياسات العمومية في مختلف المجاالتل إذ تشمل االختصاصات المشتركة‬
‫‪162‬بين الدولة والجهة صالحيات تتم ممارستها بشكل مشترك من مراعاة مبدأي‬
‫التدرج والتمايزل وتشمل االختصاصات المنقولة تلك التي تنقلها الدولة إلى الجهة بما‬
‫يسم بتوسين االختصاصات الذاتية لهذه األخيرة بشكل تدريجي بين الجهاتل بحيث‬
‫يمكن للجهة ل بمبادرة منهال و اعتمادا على مواردها الذاتيةل أن تتولى تمويل أو‬
‫تشارك في تمويل إنجاز مرفق أو تجهيز أو تقديم خدمة عمومية ال تدخل ضمن‬
‫اختصاصاتها الذاتية بشكل تعاقدي من الدولة إذا تبين أن هذا التمويل يساهم في بلوغ‬
‫أهدافها‪.163‬‬

‫وبالنسبة لالختصاصات المشتركة ‪164‬بين الدولة والجهةل فإنها تمارس بشكل‬


‫تعاقدي إما بمبادرة من الدولة أو بطلب من الجهة‪.165‬‬

‫ففي مجال التنمية االقتصادية تعمل الجهة على تحسين جانبية المجاالت الترابية‬
‫وتقوية التنافسيةل التنمية المستدامة ل الشغل ؛ البحث العلمي التطبيقي‪ .‬وفي ميدان‬
‫التنمية القرويةل تقوم بتأهيل العالم القرويل تنمية المناطق الجبلية ل تنمية مناطق‬

‫‪ - 162‬شملت االختصاصا المشترك ع قما عا التيم ي االقت صادي ‪ ،‬التيم ي القرو ي ‪ ،‬التيم ي االجتماع ي ‪ ،‬ال ي ي ‪ .‬و هي‬
‫م اال ج واسع ومتيوع ‪ ،‬مما سيصعب في المستق ل عملي ت بير هله االختصاصا ‪ -‬نص المشرو على التعاق ‪ ،‬ل كذ‬
‫لم يتم تياوله بالتفصيل الالزم‪ ،‬وت قى الكثير مذ األسيل ممرو ح في هلا الم ا ‪ . .‬إ ا كان التعا ق سي سهل ويو ضح أك ثر‬
‫العالق مابيذ ال ول وال ه ‪ ،‬فإن ن احه ي قى رهيذ احترام التزا ما ال و ل وال ه ( في ما ي وص توفير ال موارد وتمو يل‬
‫مشاريع ال ه‬
‫‪ - 163‬الماد ‪ 93‬مذ قانون ‪111.10‬‬
‫‪ -164‬فيما يوص نقل االختصاصا المشترك ‪ ،‬ربط المشر هله العملي بم رد إ جراء تعا ق ي يو ضع لإلراد الم شترك‬
‫لل ول ولل ه ‪ ،‬ومذ أجل ضمان الموضوعي الضروري لقرارا نقل االختصاصا ‪ ،‬والتش يع على التيافس الشريف بيذ‬
‫ال ها ‪ ،‬يمكذ وضع ش ك لتيقيط ال ها وتصييفها ‪ ،‬تركز على قياس ق ر األداء‪ ،‬وتراعي فيها مذ جا نب أو م اال‬
‫اليقل ا األولوي باليس إلى ال ه ‪ ،‬ومذ جانب ثان ق را ال ه ع لى ممار س اختصا صاتها في شروط ت ضمذ ت ق يم‬
‫خ ما جي للمواطذ‪ .‬غير أنه ي و مذ الصواب نقل ح أدنى مود مذ االختصاصا المشترك بكيفي مت ساوي بيذ جم يع‬
‫ال ها ‪ ،‬مع ربط هله العملي به ف تقليص التفاوتا الم الي وال شري واالست اب للحاجيا األساسي للمواطييذ‪.‬‬
‫‪ - 165‬الماد ‪ 91‬مذ نفس القانون‬

‫‪88‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الواحات ل إحداث أقطاب فالحيةل وتعميم التزويد بالماء الصال للشرب والكهرباء‬
‫وفك العزلةل وفي ميدان التنمية اإلجتماعية ل تعمل على رفن مستوى التأهيل‬
‫االجتماعي؛ وتقديم المساعدة االجتماعية ؛ وإعادة االعتبار للمدن واألنسجة العتيقة‬
‫أو إنعاش السكن االجتماعي والرياضة والترفيه‬

‫ولصيانة البيئةل تقوم الجهة بالحماية من الفيضانات ل والحفاظ على الموارد‬


‫الطبيعية والتنوع البيولوجي ومكافحة التلوث والتصحر والمحافظة على المناطق‬
‫المحمية ؛ والمنظومة البيئية الغابوية؛ والموارد المائية‪ .‬وفي المجالين الثقافي‬
‫والسياحيل تعتني الجهة بتراثها وثقافتها المحليةل وتعمل على صيانة األثار ودعم‬
‫‪166‬‬
‫الخصوصيات الجهويةل وإحداث وتدبير المؤسسات الثقافية‪ .‬وإنعاش السياحة‬

‫كما تشمل االختصاصات التي تنقل من الدولة إلى الجهة بما يسم بتوسين‬
‫اختصاصاتها الذاتية بشكل تدريجيل وتحدد مجاالت االختصاصات المنقولة من‬
‫الدولة إلى الجهة اعتمادا على مبدأ التقرينل وتشمل هذه المجاالت التجهيزات‬
‫والبنيات التحتية ذات البعد الجهوية الصناعةل الصحةل التجارةل التعليمل الثقافةل‬
‫الرياضةل الطاقة والماء والبيئة)ل من مراعاة مبدأي التدرج والتمايز عند نقل‬
‫االختصاصات من الدولة إلى الجهةل وعند نقل االختصاصات عن طريق التعاقد من‬
‫الدولةل ويمكن نقل هذه االختصاصات على سبيل التجربة لمدة محددةل إما إلحدى‬
‫الجهات أو البعضها بشكل متمايزل في هذه الحالة يتعين أن تكون ممارسة‬
‫االختصاصات المنقولة من الدولة إلى الجهة المعنية منظمة في إطار تعاقديل كما‬
‫أن تحويل االختصاصات المنقولة إلى اختصاصات ذاتية اللجهة أو الجهات المعنية‬
‫يتم حصريا بموجب قانون تنظيمي‪.167‬‬

‫‪ - 166‬الماد ‪ 90‬مذ القانون التيظيمي‬


‫‪ - 167‬الماد ‪ 92‬مذ قانون ‪111.10‬‬
‫‪ +‬وإ ا كان القانون ‪ 01-91‬يثير م موع مذ اإلشكاليا التيظيمي حو كيفي هلا اليقل ويمرح ع تساؤال مذ ق يل هل‬
‫سيتم نقل االختصاصا دفع واح أو ت ري يا؟ هل ستيقل االختصاصا لفائ جه دون أخرى؟ ‪ ،‬فإن ال قانون التيظي مي‬
‫حو ال ه حسم األمر لك أن نقل االختصاص يتم وفق م أ الت رج و التمايز عذ طريق التعاق مع ال ول ‪ ،‬ك ما يم كذ ن قل‬
‫اختصاصا على س يل الت رب لم مح د إما إلح ى ال ها أو ل عضها وتح د بقانون کيفيا التعاق بيذ ال ول و ال ه ‪،‬‬
‫ويمكذ تحويل االختصاصا الميقول إلى اختصاصا اتي بموجب قانون تيظيمي حسب ال ماد ‪ 92‬مذ ال قانون التيظي مي‬
‫‪ ، 111.10‬وفيما يوص العمل بم أ الت رج والت ر ب ‪ ،‬في م ا ن قل االخت صاص‪ ،‬يت عيذ و ضع م عايير م ح د ووا ضح‬

‫‪89‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫إن المالحظ أن هذه االختصاصات الواسعة المخولة للجهات تمنحها سلطة‬


‫حقيقية للت دخل في المجاالت األساسية داخل دائرتها الترابيةل إال أن ممارستها رهينة‬
‫بتوفر الموارد المالية والبشريةل ذلك أن الموارد المالية تعتبر حجر الزاوية في نظام‬
‫الالمركزية اإلدارية ل وشرطا ضروريا لنجاح التجربة الجهوية لحتى تتوفر‬
‫الجهات على موارد مالية قارة ومستقلة لتمويل تدخالتهال كما تعد الموارد البشرية‬
‫أيضا من العناصر اإلستراتيجية في عمل المؤسسات الجهويةل فبواسطتها يتم تفعيل‬
‫وتجسيد هذه اإلختصاصات الواسعة المنوطة بالجهات ل مما يفرض توفر هذه‬
‫األخيرة على فئة من المنتخبين واألطر اإلدارية ذات كفاءة وخبرة في مجال التدبير‪.‬‬

‫فبالنسبة لقانون الجهات ل فإذا كان المشرع قد احتفظ بالتقسيم الثالثي‬


‫االختصاصات الجهة كما كانت مسطرة في قانون ‪ 47.96‬من تغيير أساسي فيما‬
‫يتعلق باختصاصات إمكانية إبداء اآلراء وتعويضه باختصاصات مشتركة من الدولة‬
‫والمحافظة على االختصاصين اآلخرينل ذاتية ومنقولة من الدولةل إذ ال يوجد تعديل‬
‫أساسي في اختصاصات الجهة على مستوى الشكلل فما يمكن استنتاجه من الوضن‬
‫الجديد هو أن الدولة ستحتفظ بأهم االختصاصات والصالحيات ل وستمن للجهة‬
‫االختصاصات التدبيرية المحضة في إطار االختصاصات الذاتية ألن الدولة ستظل‬
‫حاضرة بقوة في نوعين من االختصاصات المشتركة والمنقولة‪.168‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬صالحيات مجلس الجهة ورئيسة‬

‫يميز القانون التنظيمي للجهة بين صالحيات مجلس الجهة ورئيسه ل‬


‫واختصاصات الجهةل حيث خصص للصالحيات قسما منفردال وقسما خاصا‬
‫باالختصاصاتل ويالحظ أنه ألول مرة تعتمد هذه المنهجيةل مما يدفعنا إلى طرح‬
‫سؤال حول أهمية هذا التمييز وقيمته المضافة؟‪.‬‬

‫أ‪ .‬صالحيات مجلس الجهة‬

‫الختيار ال ها التي ستستفي بياء على هلا الم أ كما يت عيذ أي ضا األ خل ب عيذ االعت ار المو ضوعي والواقع ي ع ي الع مل‬
‫بم أ الت رج في تفعيل االختصاصا ‪ ،‬وي ب التأك مذ توفر الموارد ال شري والمالي الم هل لتحقيق هلا الم أ‪.‬‬
‫‪ - 168‬محم يحيا المغرب اإلداري ‪ ،‬الم ع الوامس ‪ 1411‬ص ‪101‬‬

‫‪91‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫يفصل مجلس الجهة بمداوالته في القضايا التي تدخل في اختصاصات الجهةل‬


‫ويمارس الصالحيات الموكولة إليه بموجب أحكام هذا القانون التنظيميل التي تتحدد‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ +‬التنمية الجهوية وإعداد التراب والمرافق العموميةل المالية والجبايات وأمالك‬


‫الجهةل التعاون والشراكة‪.‬‬

‫ب‪ -‬صالحيات رئيس مجلس الجهة‬

‫لقد تم تدعيم صالحيات رئيس المجلس الجهوي بمقتضى القانون التنظيمي‬


‫‪111.14‬ل إذ بالمقارنة من التنظيم الجهوي السابق والذي تميز بضعف ومحدودية‬
‫الصالحيات ‪169‬ل فإن رئيس المجلس الجهوي حاليا يمارس صالحيات أساسية ل‬
‫ولهذا الغرض يمارس رئيس المجلس بعد مداوالت المجلسل السلطة التنظيمية‬
‫بموجب قرارات تنشر بالجريدة الرسمية للجماعات الترابية ‪170‬ل ويمارس السلطة‬
‫التنفيذية أيضا وبهذه الصفة يقوم بتنفيذ مداوالت ومقررات المجلس ‪171‬ل كما‬
‫يمارس الرئيس صالحيات أخرى دون الرجوع لمداوالت المجلس‪ :‬إعداد جدول‬
‫‪172‬‬
‫أعمال الدوراتل إعداد الميزانيةل رفن الدعاوى القضائية‬

‫ويبرم رئيس المجلس صفقات األشغال والتوريدات والخدمات ويصادق عليهال‬


‫كما يسير مصال اإلدارة ويعتبر الرئيس التسلسلي للعاملين بها ‪173‬ل إذ يقوم بالتعيين‬
‫في جمين المناصب اإلداريةل ويجوز له تفويض بعض صالحياته لنوابه في قطاع‬

‫‪ - 169‬لك أن والي ال ه (عامل العمال أو اإلقليم مركز ال ه ) كان هو المي فل ال قرارا الم لس ال هوي‪ ،‬و بللك ا ضملع‬
‫وفقا القرارا الم لس ال هوي بإن از أعما الكراء وال يع والشراء وإبرام صفقا األ شغا والتور ي ا وت ق يم ال و ما‬
‫وكلا تيفيل الميزاني وإع اد الحساب اإلداري واتوا قرارا ألجل فرض الرسوم واألتاوى‪ ،‬إلى جانب أن وا لي ال ه كان‬
‫يقوم بإع اد الميزاني وكان هو األمر بال صرف في ها‪ ،‬ك ما كان يم ثل ال ه أ مام الق ضاء‪ ،‬ف هله االختصا صا الها م ال تي‬
‫أسي ها القانون الممثل السلم التيفيلي بال ه وضعت مسأل ا ستقاللي الم الس ال هو ي في ت بير ش ونها ال هو ي م حل‬
‫تساؤ ‪ .‬مما أضعف دورها في اتوا القرار وهو ما تعارض مع أ ه اف التيم ي المحل ي و مع متمل ا ت كريس الالمركز ي‬
‫ال هوي ‪ ،‬األمر اللي أثر في فاعلي الالمركزي ال هوي التي جس تها الم الس ال هوي التي لم تضملع سوى باختصا صا‬
‫مح ود أو ثانوي باليظر لالختصاصا الهام التي حولت لممثلي ال ول‬
‫‪ - 170‬الماد ‪ 141‬مذ ‪111.10‬‬
‫‪ - 171‬الماد ‪ 141‬مذ ‪111.10‬‬
‫‪ - 172‬الماد ‪ 142‬ميه‬
‫‪ - 173‬الماد ‪ 143‬ميه‬

‫‪91‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫محدد لكل نائب ‪174‬ل كما يجوز للرئيسل تحت مسؤوليته ومراقبتهل تفويض إمضائه‬
‫لنوابه باستثناء التسيير اإلداري واألمر بالصرف‪175‬ل للمدير العام للمصال كما‬
‫يجوز لهل باقتراح من المدير العام للمصال ل أن يفوض بقرار إمضاءه إلى رؤساء‬
‫‪176‬ل ويمكن للرئيس أن يسندل تحت مسؤوليته‬ ‫إدارة الجهة‬ ‫أقسام ومصال‬
‫ومراقبتهل إلى المدير العام للمصال تفويضا في اإلمضاءل نيابة عنهل على الوثائق‬
‫المتعلقة بقبض مداخيل الجهة وصرف نفقاتها‪177‬ل كما يقدم الرئيس عند بداية كل‬
‫‪178‬‬
‫دورة عادية تقريرا إخباريا للمجلس حول األعمال التي قام بها‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المراقبة اإلدارية‬

‫تميز القانون التنظيمي ‪ 111.14‬بتعزيز مبدأ التدبير الحر بالنسبة للجهةل عبر‬
‫حصر المراقبة اإلدارية المنصوص عليها دستوريا في مجال المشروعية وتعزيز‬
‫دور القضاء في كل النزاعات المحتملةل ومن أهم ما تم التنصيص عليه في هذا‬
‫البابل وطبقا لمقتضيات الفقرة الثانية من الفصل ‪ 141‬من الدستورل يمارس والي‬
‫الجهة المراقبة اإلدارية على شرعية قرارات رئيس المجلس ومقررات المجلس‬
‫‪179‬ل كما أن القضاء يختص وحده بحل المجلس ل وبالتصري ببطالن المداوالت‬
‫و إيقاف المقررات والقرارات المتخذةل خرقا ألحكام النصوص التشريعية والتنظيمية‬
‫الجاري بها العمل‪ .180‬وفي إطار المراقبة البعدية للشرعية ل يمكن الوالي الجهة أن‬
‫يتعرض على المقررات التي ال تدخل في صالحيات المجلس أو المتخذة خرقا‬
‫ألحكام القانون التنظيمي والنصوص التنظيمية والتشريعية الجاري بها العمل ‪181‬ل‬
‫ويبلغ تعرضه معلال إلى رئيس مجلس الجهة داخل اجل ال يتعدى ثالثة (‪ )3‬أيام من‬
‫العمل ابتداء من تاريا التوصل بالمقررل ويترتب على التعرض المشار إليه في‬

‫‪ - 174‬الماد ‪ 141‬ميه‬
‫‪ -175‬الماد ‪ 141‬ميه‬
‫‪ - 176‬الماد ‪ 145‬ميه‬
‫‪ - 177‬الماد ‪ 149‬ميه‬
‫‪ - 178‬الماد ‪ 114‬ميه لالستزاد اكثر حو صالحيا رئيس م لس ال ه ‪،‬تراجع المواد مذ ‪ 141‬إلى ‪111‬‬
‫‪ - 179‬الماد ‪ 111‬ميه‬
‫‪ - 180‬الماد ‪ 11‬ميه‬
‫‪ - 181‬الماد ‪ 110‬مذ القانون التيظيمي ‪111.10‬‬

‫‪92‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الفقرة السابقة إجراء المجلس لمداولة جديدة في شأن المقرر المتخذل وإذا أبقي‬
‫المج لس المعني على المقرر موضوع التعرضل أحالت السلطة الحكومية المكلفة‬
‫بالداخلية األمر إلى القضاء االستعجالي لدى المحكمة اإلدارية الذي يبث في طلب‬
‫إيقاف التنفيذ داخل أجل ‪ 48‬ساعة ابتداء من تاريا تسجيل هذا الطلب بكتابة الضبط‬
‫لديهال ويترتب على هذه اإلحالة وقف تنفيذ المقرر إلى حين بث المحكمة في األمر‪.‬‬
‫تبث المحكمة اإلدارية في طلب البطالن داخل أجل ال يتجاوز ثالثين (‪ )31‬يوما‬
‫ابتداء من تاريا التوصل بهل وتبلغ المحكمة وجوبا نسخة من الحكم إلى السلطة‬
‫الحكومية المكلفة بالداخلية ورئيس المجلس المعني داخل أجل عشرة (‪ )11‬أيام بعد‬
‫ص دورهل بحيث تكون مقررات المجلس قابلة للتنفيذ بعد انصرام أجل التعرض‬
‫المنصوص عليه في الفقرة األولى من هذه المادة في حالة عدم التعرض عليها‪.182‬‬
‫وتخضن للتأشيرة القبلية المقررات ذات الوقن المالي بالدرجة األولى ‪183‬ل فال تكون‬
‫مقررات المجلس التالية قابلة للتنفيذ إال بعد التأشير عليها من قبل السلطة الحكومية‬
‫المكلفة بالداخلية داخل أجل عشرين يوما (‪ )21‬من تاريا التوصل بها من رئيس‬
‫المجلس‪.184‬‬

‫أكيد أن النص على التدابير السابقة التي تهم التعرض من لدن ممثل السلطة‬
‫المركزية على أعمال المجلس الجهوي يجعل دور والي الجهة كسلطة مراقبة على‬
‫الشرعية يكتسي أهمية بالغة في ضمان شرعية المقررات التي يتخذها المجلس‬
‫الجهوي وعدم انحرافها عن أهداف المصلحة العامةل وما يعزز هذا االتجاه هو‬
‫إسناد الفصل ‪ 114‬في إطار التجاذب الذي يمكن أن يحصل في هذا الصدد بين‬

‫‪ - 182‬الماد ‪ 110‬مذ القانون التيظيمي ‪111.10‬‬


‫‪ - 183‬ت ش ي الو صاي ع لى مال ي ال ه مذ الي قاط ال سل ي في ال قانون التيظي مي م سأل الو صاي الم ش د ع لى ال قرارا‬
‫المرت م بمالي ال ه حيث ال تكون المقررا المتعل ق بالميزان ي والم قررا ا الو قع ال مالي ع لى اليف قا وال م اخيل‪،‬‬
‫والسيما االقتراضا والضمانا وفرض الرسوم المأ ون بها وتفويت األمالك ال ماعي وتوصي صها‪ ،‬قاب ل للتيف يل إال ب ع‬
‫التأشير عليها مذ طرف والي ال ه ‪ ،‬داخل أجل ‪ 14‬يوما مذ تاريخ توصله بالمقرر‪ ،‬حيث ن في هلا ال ص د ت شابها بيذ‬
‫الماد الممذ قانون رقم ‪ 01-91‬والماد ‪ 112‬مذ القانون التيظيمي والتي تح د المقررا التي ال ت كون قاب ل للتيف يل‪ ،‬إال ب ع‬
‫التأ شير علي ها مذ طرف وا لي ال ه و هي كل ها قرارا تتع لق بال ا نب ال مالي‪ ،‬ومقا بل ت ش ي الو صاي المال ي ق لص‬
‫المشرو أجا المصادق مذ ‪ 34‬يوما إلى ‪ 14‬يوما‬
‫‪ - 184‬تراجع الماد ‪ 112‬مذ القانون التيظيمي مذ ‪111.10‬‬

‫‪93‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫السلطة المحلية والمجلس الجهوي ل و لكال الطرفين إمكانية اللجوء للقضاء اإلداري‬
‫لحسم هذا التجاذبل وهذا فيه ضمانة أساسية لمبدأ الشرعية‪.‬‬

‫نخلص إلى القول بان الجهوية تتي فرصة ثمينة لتحقيق هدف االندماج بين‬
‫السياسات العمومية ل بطريقة قبلية بمناسبة إعداد برنامج التنمية الجهوية والتصميم‬
‫الجهوي إلعداد الترابل ذلك أن هذه الوثائق تأتي لتؤكد أن مفهوم التخطيط لم يفقد‬
‫أهميتهل وتأتي لتبين أيضا أن مبادئ التخطيط التصاعدي ل والنقاش التشاركي‬
‫وتجسيد المقاربة الترابيةل أصبحت ذات أهمية بالغة لهذا يجب أال ُت َعد عملية إعداد‬
‫هذه الوثائق مجرد إجراء تقني وشكلي ل بل يجب اعتبارها كرافعة حقيقية لالندماج‬
‫والتنسيق والنهوض بالمقاربة التشاركية‪.‬‬

‫وفي نفس االتجاه ل يتعين تفعيل اآلليات األخرى المتمثلة في مجموعات‬


‫الجماعات الترابية وشركات التنمية الجهويةل عند االقتضاء من أجل تحقيق نفس‬
‫َ‬
‫المنجزة‬ ‫الهدف أي اندماج السياسات العمومية وضمان التقائية المشارين واألعمال‬
‫من طرف الجماعات الترابية المتعلقة بنقل االختصاصات والشراكة على أرض‬
‫الواقن‪.‬‬

‫وتتطلب الحكامة الجهوية إنشاء أجهزة القيادة والدعم لإلشراف على مختلف‬
‫مراحل تنزيل الجهوية سواء على المستوى السياسي واالستراتيجي أو‬
‫اإلجرائيلولهذا الغرض ليتعين إحداث هيئة عليا للقيادة تتكفل بالمراقبة والتوجيه‬
‫والتحكيم واتخاذ قرارات استراتيجية ل من قبيل نقل االختصاصات وتحويل المواردل‬
‫وبموجب المنظومة القانونية التي تخضن لها الجماعات الترابية والمهام التنظيمية‬
‫الموكلة إلى وزارة الداخلية ل فإن هذه األخيرة موكول لها االضطالع بدور ريادي‬
‫في هذا الصدد ل بوصفها سلطة الوصاية على هذه الجماعات الترابيةلذلك أن‬
‫انطالق مشروع الجهوية يزيد من حجم مسؤوليتها في تنزيل هذا اإلصالحلويلزمها‬
‫بتفاعل ونجاعة أكبر لوعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بتعزيز وتنظيم العالقات‬
‫بين مختلف المؤسسات واألطراف المعنية بعملية تنزيل الجهوية‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫فمن الواض أن المستوى الجهوي يمثل المستوى األنسب للتنسيق بين مجاالت‬
‫تدخل الدولة والجماعات الترابية وتحقيق االلتقائية بينها ل وهنا يبرز الدور األساسي‬
‫الموكول لكل من والي الجهة ل باعتباره ممثل السلطة المركزيةل ورئيسُ الجهة ل‬
‫في مجال تكريس المستوى الجهوي كأساس لالندماج واالنسجام بين السياسات‬
‫العمومية ل والتعاقد بين الدولة والجماعات الترابية على مستوى العالقات العمودية‬
‫واألفقية القائمة بينهماليبدو إذن أن الحضور الفعلي والفاعل لكل اإلدارات على‬
‫المستوى الجهوي أمر ال مناص منهلومن ذلك يجب أن تتضافر كل الجهود الممكنة‬
‫والقطن أيضا من إعادة إنتاج‬
‫ِ‬ ‫من أجل ترسيا منطق االندماج وتقاسم الوسائل ل‬
‫الهياكل التنظيمية لإلدارة المركزية على الصعيد الجهوي ل وهو اتجاه مكلِّف‬
‫وينطوي على خطر تكريس المنطق القطاعي الضيقل ومبدئيا ل فإن أنسب صيغة‬
‫للعمل تتمثل في خلق أقطاب للكفاءات في شكل مجموعات متجانسة ومندمجة من‬
‫مشتركة ل‬
‫َ‬ ‫الكفاءات العالية المنتمية لشبكة اإلدارات الالمتمركزة ل تعمل بوسائل‬
‫وتخضن إلشراف والي الجهة‪.‬‬

‫ويبدو أن أهم خالصة تستقى من الممارسات الدولية تتعلق بالدور الرئيسي‬


‫والناجن الذي تلعبه الجهات في مجال التنمية االقتصادية للمجاالت الترابيةل ذلك أنها‬
‫تتدخل بشكل مباشر في االقتصاد المحليل كما تساهم بشكل فعال في تحديد‬
‫االستراتيجيات الجهوية للتنميةل وفي الدعم المباشر للقطاع الخاصل وفي التحليل‬
‫واليقظة االقتصاديةل وكذا في إنشاء فضاء للتشاور بين ممثلي السلطات العمومية‬
‫والقطاع الخاص والمجتمن المدني‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫االثار القانونية لفريوس كورونا املستجد على مركز املدين‬


‫د‪ .‬محمد االيوبي‬
‫أستا باحي بالاللية المتعددة التخصصات بالراشيدية‬
‫‪ -‬جامعة موالي اسماعيل ‪ -‬مالناس‪-‬‬
‫من الثابت قانونا أن إرادة اإلنسان حرة بطبيعتهال وال يتقيد اإلنسان – بحسب‬
‫األصل – إال بإرادته‪ .185‬واإلرادة هي أساس التصرف القانونيل فهي التي تنشئه‬
‫وهي التي تحدد آثاره‪ .‬وهذا ما عبر عنه بمبدأ سلطان اإلرادة‪.‬‬

‫ويشمل مبدأ سلطان اإلرادة على فكرتين األولى؛ أن كل اإللتزمات ترجن في‬
‫مصدرها إلى اإلرادة الحرة لألطرافل والثانية؛ أن أثر اإلرادة ال يقتصر على إنشاء‬
‫االلتزامل بل تعتبر المرجن األعلى فيما يترتب على هذه االلتزامات من آثار‪.‬‬

‫وتفيد قاعدة االعقد شريعة المتعاقدينا المعروفة بأن ليس ألحد أن يستقل بإلغاء‬
‫أو تعديل العقد أو أن يتحلل من التزاماته بطريقة منفردةل كما أنه ليس للقاضي‬
‫التدخل في تعديل العقد أو إلغائه من غير رضا المتعاقدين‪.‬‬

‫إال أن هناك بعض الحاالت قد تطرأ ألسباب خارجة عن إرادة المدين تجعل من‬
‫المستحيل أو على األقل من الصعب عليه أن يوفي بالتزاماته أو يؤخر تنفيذها‪.‬‬

‫والتي من بينها ما يعيشه العالم حاليا من انتشار فيروس اكورونا كوفيد ‪19‬ا‬
‫والذي يعتبر من الفيروسات المعديةل وما صحبه من إجراءات وتدابير احترازية‬
‫استثنائية مرتبط بحالة الطوارئ الصحية التي فرضتها مختلف دول العالم التي‬
‫انتشر بها هذا الوباءل لتفادي تفشي العدوى بين أفرادها والحد من سرعة انتشاره‬
‫بعد إعالن منظمة الصحة العالمية أن وباء اكورونا كوفيد ‪19‬ا بات وباء عالمي‬
‫بعد أن اجتاح معظم الدول العالميةل نتيجة لذلك تعطلت مجموعة من األنشطة‬
‫المهنية والتجاريةل أثرت بشكل سلبي على العالقات التعاقدية وااللتزامات المالية‬
‫تنفيذها‪.‬‬ ‫والضريبيةل مما يجعل المدين من الصعب تنفيذ بعض االلتزامات أو يؤخر‬

‫‪ - 185‬نعمان محم خليل جمع ‪ ،‬دروس في الم خل للعلوم القانوني ‪ ،‬دار اليهض العربي ‪ ،1915 ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪96‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ولهذا فالسؤال الذي يثار هنا ماهي الطبيعة القانونية لفيروس "كورونا كوفيد‬
‫‪"11‬وما أثر انعكاسات انتشاره على التزامات المدين؟‬

‫المحور األول‪ :‬الطبيعة القانونية لفيروس "كورونا كوفيد ‪"11‬‬


‫األصل أن العقد شريعة المتعاقدين فال يجوز نقضه وال تعديله إال باتفاق‬
‫أطراف ا لعقد أو لألسباب التي يقررها القانون ل ولكن هناك استثناء لهذه القاعدة‬
‫مضمونهل أنه وفي الحاالت التي تظهر فيها حوادث استثنائية عامة لم يكن في الوسن‬
‫توقعها وترتب على حدوثها تنفيذ االلتزام التعاقدي وإن لم يصب مستحيال إال أنه‬
‫يصب مرهقا للطرف المدين بحيث يهدده بخسارة فادحة ‪ .‬وعند حدوث مثل هذه‬
‫الحاالتل فانه يجوز للقاضي وتبعا للظروف الطارئة المستجدة وبعد الموازنة بين‬
‫مصلحة الطرفينل أن يرد االلتزام المرهق إلى الحد المعقول ويقن باطالً كل اتفاق‬
‫بين األطراف على خالف ذلك‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار نشير إلى أن هناك آليتين تعتبران من الوسائل الحمائية‬
‫للمدينين الذين يصبحون مهددين باإلفالسل هاتان اآلليتين هما نظرية الظروف‬
‫الطارئة والقوة القاهرةل التي تهدفان إلى عالج الحاالت التي يصب فيها االلتزام‬
‫التعاقدي صعب التنفيذ (الظروف الطارئة) أوالل أو مستحيل التنفيذ (القوة القاهرة)‬
‫ثانيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إعمال نظرية الظروف الطارئة‬

‫في الحاالت‬ ‫‪186‬‬


‫وكما هو متفق عليه غالباًل تطبق نظرية االظروف الطارئةا‬
‫التي يكون فيها تنفيذ االلتزام مرهِقا ً ألحد األطراف أو كليهمال وإن لم يتم تقنينها من‬
‫طرف المشرع المغربي في ظهير االلتزامات والعقود خالفا لبعض التشريعات‬

‫‪ - 186‬نشأ نظري الظروف المارئ في فرنسا أثياء الحرب العالمي األولى‪ ،‬فقررها القضاء اإلداري ألو مر في حكم‬
‫م لس ال ول الصادر في ‪ 34‬يونيو ‪ 1119‬في قضي معروف التزمت فيها شرك الغاز ب وردو الفرنسي بتوري ماد الغاز‬
‫بسعر معيذ‪ ،‬سرعان ما ارتفع سعرها تحت تأثير الحرب‪ ،‬فقرر م لس ال ول بع رفع اليزا أمامه بتع يل العق ‪ ،‬بما‬
‫يتياسب والثمذ ال ي في السوق‪ ،‬استيادا إلى أحكام نظري الظروف المارئ‬
‫للمزي مذ التفصيل أنظر في لك‪ ،‬ع الرزاق السيهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون الم ني ال ي ‪ ،‬ميشورا الحل ي‬
‫الحقوقي ‪ ،‬ط ع ‪ ،1995‬الم ل األو مذ ال زء األو ‪ ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪97‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫يبقى واردا من خالل تطبيقاتها العملية من قبيل نظرة الميسرة كما هو‬ ‫المقارنة‪187‬‬

‫مشار إليها في الفصل ‪ 128‬من قانون االلتزامات والعقود‪188‬ل حفاظا على التوازن‬
‫‪189‬‬
‫العقدي كما تؤسس لهما الفقرة الثانية من الفصل ‪ 243‬قانون االلتزامات والعقود‬
‫شريطة استجماع شروط معينة‪.‬‬

‫‪ -‬الشرط األول‪ :‬أن يكون الظرف عاما‪.‬‬


‫ينبغي أن يكون هذا الحادث عاما وهذا بقصد عدم زعزعة القوة الملزمة للعقدل‬
‫أي أال يكون خاصا بالمدين وحدهل بل يجب أن يكون الظرف شامال لعدد كبير من‬
‫الناس كأهل إقليم أو دولةل بمعنى أن يكون المدين قد شارك غيره من جمهور الناس‬
‫في كونه ضحية الحادث الذي وقنل وتطبيقا لذلك فإن األوبئة عامة وفيروس كورونا‬
‫خاصة يستجيب لهذا الشرط من حيث أنها تستطين أن تفرض حجرا على الجمينل‬
‫يتعذر معه مزاولة األنشطة المهنية واإلنتاجية‪.‬‬

‫‪ -‬الشرط الثاني‪ :‬أن يكون الظرف استثنائي‪:‬‬


‫يقصد بشرط االستثنائية الواقعة المكونة للظرف الطارئ نادرة الوقوع وغير‬
‫مألوفة أي خروجه عما ألفه الناس حسب السير العادي لألمورل وهو الشيء الذي‬
‫لمسناه في فيروس اكورونا كوفيد ‪19‬ا المستجد يستجيب لهذه الخصائصل من‬
‫حيث أنه استثنائي وغير مألوف بحيث استطاع أن يعزل دوال بأكملها عن بقية بلدان‬
‫المعمورل ويفرض حجرا صحيا على األفراد والتجمعاتل مما أثر في مستوى‬
‫التشغيل واإلنتاج على سواءل وانعكس سلبا على تعاقدات األفراد والشركاتل ينذر‬
‫بمنازعات عددية تتصل بتنفيذ االلتزامات‪.‬‬

‫‪ - 187‬فالمشر المصري بع أن قرر في الفقر األولى مذ الماد ‪ 101‬مذ القانون الم ني‪ ،‬م أ العق شريع المتعاق يذ‪،‬‬
‫نص في الفقر الثاني مذ نفس الماد على أنه‪" :‬إ ا طرأ حوادث استثيائي عام لم يكذ في الوسع توقعها‪ ،‬وترتب عليها‬
‫أن تيفيل العق ‪ ،‬وإن لم يص ح مستحيال‪ ،‬صار مرهقا للم يذ بحيث يه ده بوسار فادح ‪ ،‬جاز للقاضي‪ ،‬ت عا للظروف وبع‬
‫الموازن بيذ مصلح المرفيذ أن يرد االلتزام المرهق إلى الح المعقو ‪ ،‬ويقع باطال كل اتفاق على خالف لك"‪.‬‬
‫‪ - 188‬نص الفصل ‪ 115‬مذ قانون االلتزاما والعقود المغربي على أنه‪ ":‬ال يسوغ للقاضي أن يميح أجال أو أن ييظر إلى‬
‫ميسر ‪ ،‬ما لم يميح هلا الحق بمقتضى االتفاق أو القانون إ ا كان األجل مح دا بمقتضى االتفاق أو القانون‪ ،‬لم يسغ للقاضي‬
‫أن يم ده‪ ،‬ما لم يسمح له القانون بللك‪".‬‬
‫‪ - 189‬تيص الفقر ميه على أنه‪ " :‬ومع لك‪ ،‬يسوغ للقضا ‪ ،‬مراعا ميهم لمركز الم يذ‪ ،‬ومع استعما هله السلم في‬
‫نماق ضيق‪ ،‬أن يميحوه ﺁجاال معت ل للوفاء‪ ،‬وأن يوقفا إجراءا الممال ‪ ،‬مع إلقاء األشياء على حالها"‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫‪ -‬الشرط الثالث‪ :‬أن يصب تنفيذ العقد بعد وقوع هذا الحادث مرهقا للمتعاقد‬
‫المدينل بحيث يهدده بخسارة فادحةل وال يجعل تنفيذ االلتزام العقدي مستحيال كما‬
‫هو الحال في القوة القاهرة التي بتحققها ينقضي االلتزام‪.190‬‬

‫ثانيا‪ :‬مدى إمكانية تطبيق شرط القوة القاهرة على واقعة فيروس "كورونا‬
‫كوفيد ‪."11‬‬

‫تهدف قواعد المسؤولية المدنية إلى حماية األفراد وتوفير األمن لهم من خالل‬
‫حماية ا لعالقات التي تربط بينهم أيا كانت مصادر هذه العالقاتل وذلك عن طريق‬
‫إلزام الطرف المخطئ بجبر الحامل من للضرر انطالقا من تكليفه بأداء التعويض‪.‬‬

‫لكن أحيانا يحدث أن يتواجد األطرافل وخصوصا المتسببون في ضرر للغيرل‬


‫في حاالت تجعلهم في أوضاع ال يمكن معهم تفادي حدوث هذه األضرارل كما قد‬
‫توجد حاالت أخرى يحدث فيها أضرار لألفراد من دون أن يكون من المستساغ‬
‫تحميل أحد تبعتهال ومن هنا ظهرت نظرية القوة القاهرة‪.‬‬

‫وقد نظم المشرع القوة القاهرة بشكل عام في الفصلين ‪ 268‬و ‪ 269‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود المغربي‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الفصل ‪ 269‬من قانون االلتزامات والعقودل نجده ينص على أن‬
‫ع " القوة القاهرة هي كل أمر ال يستطيع اإلنسان أن يتوقعه‪ ،‬كالظواهر الطبيعية‪،‬‬
‫(الفيضان والجفاف والعواصف والحرائق والجراد)‪ ،‬وغارات العدو وفعل السلطة‪،‬‬
‫ويكون من شأنه أن يجعل تنفيذ االلتزام مستحيال‪".‬‬

‫فالقوة القاهرة هي الواقعة التي تنشأ باستقالل عن إرادة المدين وال يكون‬
‫باستطاعته توقعها أو منن حدوثها ويترتب عليها أن يستحيل عليه مطلقا الوفاء‬

‫‪ - 190‬محم عزمي ال كري‪ ،‬موسوع الفقه والقضاء والتشريع الم ني ال ي ‪ ،‬دار محمود لليشر‪ ،‬مصر‪ ،‬الم ل الثاني مذ‬
‫ال زء األو ‪ ،‬سي الم ع غير ملكور ‪ ،‬ص ‪.234‬‬

‫‪99‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫بالتزامه‪191‬ل والنتيجة التي يرتبها وقوع مثل هذا الحدث هي انفساخ العقد وانقضاء‬
‫التزام المدين تبعا لذلك‪.192‬‬

‫والبد لتحقق القوة القاهرة أن تتوفر في واقعة فيروس كورونا كوفيد ‪19‬‬
‫مجموعة من الشروط حددها المشرع بمقتضى الفصل ‪269‬ل من قانون االلتزامات‬
‫والعقود المغربيل نتناولها تباعا‪.‬‬

‫أوال‪ -‬عدم التوقع‪:‬‬

‫يعني أال يخطر في الحسبان حصول مثله عند وقوع الفعل الضار‪193‬ل وعليه ال‬
‫يعتبر قوة قاهرة ما كان يمكن توقعه من إجراءات تشريعية كمنن تصدير سلعةل وال‬
‫ما يص في حدود المألوف وقوعه كالمطر في فصل الشتاءل وإنما يعتبر قوة قاهرة‬
‫ما ال يمكن في حدود المألوف توقعه كالفيضان الشاذ في نهر معد للمالحة‪.194‬‬

‫أما إذا كان في اإلمكان توقن حصوله فال يعتبر من قبيل القوة القاهرةل تطبيقا‬
‫لما نص عليه المشرع صراحة من خالل مقتضيات الفصل ‪ 269‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقودل عندما قرر أن‪:‬‬

‫"القوة القاهرة هي كل أمر ال يستطيع أن يتوقعه ‪ ...‬ويكون من شأنه أن‬


‫يجعل تنفيذ االلتزام مستحيال"‪.‬‬

‫ويترتب على ذلك أنه إذا أقدم أحد المتعاقدين على التعاقد من علمه بوجود‬
‫أحداث من الممكن أن تعيق التنفيذ المستقبلي للعقدل بجعله مستحيالل فال يستطين بعد‬
‫ذلك التمسك بأحكام شرط القوة القاهرة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬عدم إمكانية الدفع‪:‬‬

‫‪ - 191‬للمزي مذ التفصيل أنظر في لك‪ ،‬محم الكش ور‪ ،‬نظام التعاق ونظريتا القو القاهر والظروف المارئ ‪ ،‬دراس‬
‫مقارن مع وحي حرب الوليج‪ ،‬الم ع األولى‪ ،‬مم ع الي اح ال ي ‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ - 192‬شريف محم غانم‪ ،‬أثر تغير الظروف في عقود الت ار ال ولي ‪ ،‬مم ع الف ير الوطيي ‪ ،‬الم ع األولى‪،1414 ،‬‬
‫ص ‪.15‬‬
‫‪ - 193‬فري اليرموكي‪ ،‬عالق الس ي في م ا المس ولي التقصيري بيذ رأي الفقه وموقف القضاء – دراس مقارن –‬
‫الم ع األولى‪ ،1449 ،‬ص ‪121‬‬
‫‪ - 194‬حسيذ عامر وع الرحيم عامر‪ ،‬المس ولي الم ني التقصيري العق ي ‪ ،‬الم ع ‪ ،1‬دار المعارف‪ ،‬القاهر ‪،1919 ،‬‬
‫ص ‪391‬‬

‫‪111‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ليكون الحادث قوة قاهرة معفيا من المسؤوليةل ال بد أن يكون مستحيل الدفن‬


‫والمقاومةل أي ال يكون في طاقة المدين دفن وقوعه وال تالقي نتائجهل فال يستطين‬
‫المدين التخلص من تلك النتائج وبالتالي يجعل تنافي االلتزام مستحيالل ويشترط في‬
‫تلك االستحالة أن تكون مطلقةل فال تكون استحالة بالنسبة إلى المدين وحدهل بل‬
‫استحالة بالنسبة إلى أي شخص كون في موقف المدين‪.195‬‬

‫ويتعين لتحقق القوة القاهرة أن تكون واقعتها مستحيلة الدفن من قبل المدين الذي‬
‫احتج بها للتحلل من التزامه التعاقدي ويقتضي هذا أمرين‪ :‬األول؛ عدم استطاعته‬
‫تالفي وجود الواقعة المكونة للقوة القاهرة والثاني عجزه – بعد نشوء هذه الواقعة –‬
‫عن تجنب اآلثار الناجمة عنها‪.196‬‬

‫ثالثا‪ -‬عدم صدور خطأ من جانب المدين المتمسك بالقوة القاهرة‪:‬‬

‫هذا ما نصت عليه الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 269‬من قانون االلتزامات‬


‫والعقود المغربي" ‪ ...‬ال يعتبر من قبيل القوة القاهرة السبب الذي نتج عن خطأ‬
‫سابق للمدين‪".‬‬

‫وباستقرائنا لهذه الشروط وتحليلها يتبين لنا أن فكرة عدم التوقن ال تقدر بذاتها‬
‫وإنما بعالقتها بالظروف األخرى المعاصرة للعقدل فكل يحمل في طياته بعض‬
‫المخاطرل وكل متعاقد حذر يقدر هذه المخاطر ويزنها عند إبرام العقدل فإذا قصر‬
‫المدين في ذلك فعليه أن يتحمل نتيجة تقصيرهل أما إذا كان الظرف يفوق كل تقدير‬
‫يمكن توقعه الطرفان المتعاقدانل مثل انتشار وباء كورونا والذي لم يكن باإلمكان‬
‫توقعه نهائيا نظرا إلى السرعة التي ظهر بها وانتشاره بصورة سريعة عجزت‬
‫مختلف دول العالم عن التصدي له وعدم إمكانية دفعهل فإن هذه الشرط متوفرة في‬
‫واقعة فيروس اكورونا كوفيد ‪19‬ا‪.‬‬

‫‪ - 195‬ع الرزاق السيهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المغربي‪ ،‬نظري االلتزام بوجه عام‪ ،‬أثار العق ‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ - 196‬ع الحق صافي‪ ،‬أثار العق ال زء األو ‪ ،‬المص ر اإلرادي لإللتزاما ‪ ،‬مم ع الي اح‪ ،‬ال ي ‪ ،1441 ،‬ص ‪.331‬‬

‫‪111‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وبنا ًء على ما تقدم بات من الواض أن فيروس كورونا يص وصفه بالقوة‬


‫القاهرة‪197‬ل لكونه حادثا ً عاما ً وشمل كافة دول العالم وال يمكن توقعه أو درء‬
‫نتائجه؛ لذلك من الممكن بشكل كبير قانونا بالنسبة لبعض األفراد واألنشطة التجارية‬
‫والمهنية التي تضررت تضرراً مباشراًل أو استحالة عليها تنفيذ االلتزامات المتقابلةل‬
‫أن تتمسك بتوافر معيار القوة القاهرة كمبرر وسند لفسا العقود‪.‬‬

‫كما أن اعتبار فيروس اكورونا كوفيد ‪ 19‬ا قوة قاهرة يؤدي إلى أكثر من‬
‫مجرد إرهاق المدينل حينما يكون هذا األخير في وضعية يستحيل معها تنفيذ التزامه‬
‫العقديل نتيجة تحقق شروط القوة القاهرة التي تؤدي إلى انفساخ العقد من تلقاء‬
‫نفسهل وهذا ما نص الفصل ‪ 331‬من قانون االلتزامات والعقود المغربي على‬
‫مايلي‪ :‬ا ينقضي االلتزام إذا نشأ ثم أصب محله مستحيال استحالة طبيعية أو قانونية‬
‫بغير فعل المدين أو خطئه وقبل أن يصير في حالة مطلا‪.‬‬
‫وبإسقاط ما سبق بيانه على العقود نجد أن هناك عقود لم تتأثر نهائيا ً‬
‫باإلجراءات االحترازية التي اتخذتها دول العالم ومن بينها المغرب لمواجهة فيروس‬
‫اكورونا كوفيد ‪19‬ا والحد من انتشارهل وهناك نوع آخر من العقود تأثرت لدرجة‬
‫أن االلتزام أصب تنفيذه مستحيالً وهنا نطبق نظرية القوة القاهرةل وهناك نوع ثالث‬
‫من العقود لم يصب تنفيذ االلتزامات فيها مستحيالً بل أصب مرهقا ً وهنا نطبق‬
‫نظرية الظروف الطارئة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األثار القانونية لفيروس كورونا المستجد على المدين‬

‫‪ - 197‬وهو ما أقرته دوري السي وزير االقتصاد والمالي وإصالح اإلدار ‪ ،‬الموجه لموتلف الم سسا والمقاوال‬
‫العمومي المغربي مذ أجل اتوا م موع مذ اإلجراءا لتسهيل إبرام الصفقا العمومي والمل يا ظل الوضع اللي يمر‬
‫ميه المغرب بس ب فيروس كورونا المست ‪" ،‬أنه يمكن للمؤسسات والمقاوالت العمومية االستناد إلى ظروف القوة‬
‫القاهرة لمنح مهلة إضافية تعادل حالة الطوارئ الصحية المعلن عنها في المغرب"‪.‬‬
‫للمزي مذ التفصيل يرجى االطال على الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪Hespress.com/economie/465747.html.1‬‬

‫‪112‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الطوارئ‬ ‫بحالة‬ ‫والمرتبطة‬ ‫الطارئة‬ ‫اإلحترازية‬ ‫اإلجراءات‬ ‫أثرت‬


‫الصحية‪198‬لالتي اتخذتها معظم دول العالم ومنها المغرب تفاديا النتشار جائحة‬
‫على األنشطة التجاريةل خصوصا بعد تعليق رحالت السفر‬ ‫‪199‬‬
‫اكورونا كوفيد ‪19‬ا‬
‫الدوليةل والتوقيف المؤقت لمجموعة من المقاوالتل حيث انعكس ذلك بشكل مباشر‬
‫على االلتزامات التعاقديةل مما يعني عدم تنفيذ العقود في الوقت المحدد لهال نتيجة‬
‫قوة قاهرة مرتبطة بانتشار فيروس اكورونا كوفيد ‪19‬ا كواقعة مادية باعتباره‬
‫حادث خارجي ال يمكن للمدين توقعه أثناء التعاقد الذي يستحيل دفعه أو منعه أو‬
‫درء نتائجه‪.‬‬

‫فعندما تطرأ حوادث استثنائية عامة لم يكن في الوسن توقعهال وترتب على‬
‫حدوثها جعل تنفيذ االتفاق مرهقا ً يجاوز سعة المدينل ويهدده بخسارة فادحةل‬
‫ويعرض األمر على المحكمة ليتدخل القاضي موازنا ً بين مصلحة الطرفينل وله‬
‫سلطة تقديرية لرد االلتزام المرهق للحد المعقولل متى اقتضت العدالة ذلك‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار نشير إلى أنه يتعين أن نفرق بين االستحالة والصعوبة في‬
‫ا لتنفيذل فالمدين المتعاقد ليس مخيرا في تنفيذ التزامهل لمجرد أنه قد أصب بالنسبة‬
‫إليه صعبا عن الوضن الذي كان يتوقعه وعلى الخصوص إذا صار أكثر تكلفة‬
‫بالنسبة إليهل وإنما يلزم وجود استحالة مطلقة‪200‬ل فطالما أن المدين لديه الوسائل‬
‫التي تمكنه من تنفيذ التزامهل وأيا كانت التضحيات التي سيتحملها من أجل ذلكل فإنه‬
‫يظل ملتزما بالتنفيذل ألن العالقة السببية ال تنقطن بين عدم تنفيذ االلتزام والضرر‬
‫الالحق بالدائنل بل يبقى الضرر ناشئا من عدم تنفيذ المدين اللتزامه‪.‬‬

‫‪ - 198‬مرسوم بقانون رقم ‪ ،1.14.191‬الصادر في ‪ 15‬رجب ‪ 13( 1001‬مارس ‪ )1414‬المتعلق بسذ أحكام خاص بحال‬
‫الموارق الصحي وإجراءا اإلعالن عيها‪ ،‬ميشور بال ري الرسمي ع د ‪ 1511‬مكرر ‪ 19‬رجب ‪ 10( 1001‬مارس‬
‫‪ ،)1414‬ص‪.1151 :‬‬
‫ومرسوم رقم ‪ 1.14193‬صادر في ‪ 19‬رجب ‪ 10( 1001‬مارس ‪ ،)1414‬المتعلق بإعالن حال الموارئ الصحي بسائر‬
‫أرجاء التراب الوطيي بمواجه تفشي فيروس كورونا – كوفي ‪ ،19‬ميشور بال ري الرسمي ع د ‪ 1511‬مكرر ‪ 19‬رجب‬
‫‪ 10( 1001‬مارس ‪ ،)1414‬ص‪.1153 :‬‬
‫‪ - 199‬عرف ميظم الصح العالمي فيروس كورونا كوفي ‪ 19‬المست جائح عالمي ‪.‬‬
‫‪ - 200‬ع الرزاق السيهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬

‫‪113‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫فالوقائن التي أشار إليها المشرع المغربي في الفصل ‪ 269‬من قانون‬


‫االل تزامات والعقود المغربيل والتي اعتبرها صورا من حاالت القوة القاهرة واردة‬
‫على سبيل المثال وليس على سبيل الحصرل ويبقى للمدين الحق في حاالت أخرى‬
‫غيرهال أن يثبت وقائن جديدة تمثل بالنسبة إليه قوة قاهرةل وفي هذه الحالة األخيرةل‬
‫تعتبر واقعة فيروس اكورونا كوفيد ‪19‬ال وما صحبها من تدابير استثنائية التي‬
‫يتمسك بها المدين على أنها قوة قاهرة حالت دون تنفيذ التزاماته العقدية‪.‬‬

‫ويفيد مفهوم استحالة التنفيذ والقوة القاهرة زوال االلتزام وانفساخ العقد الذي‬
‫أنشأه ويتحمل التبعة في العقد الملزم لجانب واحد الدائنل كعقد الوديعة تهلك لدى‬
‫المودع لديه ألنه لم يتمكن من ردها لمنن التنقل واالنتقال ولم تكن له يد في هالكها‬
‫وسواء كان هذا المنن بسبب مرسوم إعالن الطوارئ أو مرض فيروس كورونا‬
‫المستجد خشية اإلصابة بهل فإن تبعة هذا الهالك تقن على المودعل وكذلك إيداع‬
‫إيداع أشياء ال تتلف كلية وإنما تتلف جزئيا أو تتضرر فتقن تبعة نقص قيمتها أو‬
‫تعيينها على المودع الدائنل ألن التزام الودين انقضى بالقوة القاهرة وال يوجد التزام‬
‫في جانب المودع‪.201‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه ال يكفي التذرع بوقوع حادث طارئ للتنصل من‬
‫المسؤولية العقديةل بل البد من ثبوت تأثير ذلك الحادث على تنفيذ االلتزامات التي‬
‫تراضى عليها أطراف العقد بجعل ذلك التنفيذ مستحيالً أو مرهقا ً للطرف المدينل‬
‫والثانية أنه في العقود الملزمة للجانبين ال يجوز ألحد طرفيه الرجوع فيه أو تعديله‬
‫أو فسخه إال بتراضي الطرفين أو بحكم القاضي أو بمقتضى نص في القانون‪.‬‬

‫إجماالًل أنه في حالة تعذر على المدين تنفيذ التزاماته العقدية بسبب انتشار‬
‫فيروس كورونا اكوفيد ‪19‬ا أو اإلجراءات االستثنائية التي اتخذت للحد من ذلك‬
‫الوباءل يجب عليه إثبات ادعائه‪ 202‬باألدلة تأثره المباشر بتبعات فيروس كورونا بعد‬

‫‪ - 201‬محم بذ يعيش‪ ،‬كوفي ‪ 19‬وأثره على االلتزاما التعاق ي ‪ ،‬مقا ميشور بم ل ع ال لل راسا القانوني والقضائي ‪،‬‬
‫الع د الرابع يونيو ‪ ،1414‬ص ‪.31‬‬
‫‪ - 202‬ييص الفصل ‪ 399‬مذ ظهير االلتزاما والعقود على مايلي‪" :‬إث ا االلتزام على م عيه"‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫عرض األمر على القضاء والبحث والتمحيص في كل حالة على حدةل ليُفصل فيها‬
‫موضوعياًل مراعيا ً لمصلحة الطرفين بال ضرر أو ضرارل كما يجب أن تدقق‬
‫وتفحص كل حالة على حدة‪.‬‬

‫وقد يستطين الدائن أن يثبت أن فيروس اكورونا كوفيد ‪19‬ال ال يسعف للتحلل‬
‫من االلتزام العقدي الذي أبرمه من المدين إال جزئيا‪203‬ل أو إنه ال يمكن اعتباره قوة‬
‫قاهرة تحول دون احترام االلتزامات العقدية التي يعتبر التنفيذ فيها فوريال بالنظر‬
‫إلى أن الظروف التي أبرم فيها العقد كان الداء فيها متفشيال ومعلوما من المدين‬
‫نفسهل مما ينتفي معه االدعاء بعدم إمكان توقن الوباء لحظة إبرام وتنفيذ العقد‪.204‬‬

‫غير أنه إذا أعقب إبرام العقد في ظروف انتشار الوباءل وجود نص قانوني‬
‫كمبرر للتحلل من االلتزامات التي تفرض على المدينل كالقرارات االستثنائية التي‬
‫اتخذتها السلطات بحضر التنقل وتفعيل إجراءات الحجر الصحي مكانيا وزمانيال‬
‫أمكن تصور استحالة التنفيذ لتحقق القوة القاهرة ليس بفعل وباء فيروس اكورونا‬
‫كوفيد ‪19‬ا وإنما على أساس االستحالة القانونية بفعل السلطة‪.‬‬

‫ونتيجة لما تقدمل يثار تساؤل بالنسبة للعقود التي أبرمت بعد ظهور هذا الوباءل‬
‫حول التاريا الواجب اعتماده إلعالن ظهور فيروس كورونال هل تاريا إعالنه‬
‫بالصين؟ أم تاريا إعالن البلد الذي يوجد به المدين الذي تمسك بالقوة القاهرة؟ أم‬
‫التاريا الذي حددته منظمة الصحة العالمية؟‬

‫لإلجابة على هذا التساؤل نشير أنه أثير هذا اإلشكال سابقا في نزعات تتعلق‬
‫بقضايا األسفار حيث تم رفض السفر إلى مناطق قريبةل ومحاذية ألماكن وصفت‬
‫بالخطيرة النتشار وباء صحي بهال حيث اعتبرت محكمة باريس سنة ‪ 2114‬أن‬
‫الخطر الصحي لم يكن قاهرا وموجودا بدولة التايالند وأنه لم يكن مقبوال اعتبار‬
‫السفر إلى هذا البلد مستحيال‪.‬‬
‫‪ - 203‬نص الفصل ‪ 331‬مذ قانون االلتزاما والعقود المغربي على أنه‪ " :‬إ ا كانت االستحال جزئي لم ييقص االلتزام إال‬
‫جزئيا‪ ،‬فإ ا كان مذ ط يع هلا االلتزام أن ال يق ل االنقسام إال مع ضرر لل ائذ‪ ،‬كان له الويار بيذ أن يق ل الوفاء ال زئي‬
‫وبيذ أن يفسخ االلتزام في م موعه‪".‬‬
‫‪ - 204‬إبراهيم أحماب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.0‬‬

‫‪115‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وفي حكم آخر بتاريا ‪1998/7/21‬ل أكدت نفس محكمة باريس أن توقف‬
‫الطائرة ببلد مجاور لمنطقة انتشر فيها وباء الطاعون ال يشكل خطر يفسر على أنه‬
‫قوة قاهرة‪205‬ل وبالتالي فإن مسألة تحديد تلك المناطق ليست باليسيرة الختالف‬
‫المعايير‪.‬‬

‫وبالنظر إلى ما سبقت اإلشارة إليه باعتبار فيروس اكورنا كوفيد ‪19‬ا واقعة‬
‫ماديةل فإن المدين المتمسك بها ال يحتاج عمليا إلى إثبات وقوعهال أو إثبات تاريا‬
‫تفشي هذا الوباء أمام محاكم الموضوعل إذ من المفروض أن تكون هذه األخيرة‬
‫على علم تام بحقيقة قيامهال لذلك فهي من حيث العلم بهال تنزل منزلة النص‬
‫القانوني الذي ال يعذر القاضي بجهلهل على الرغم من أن األمر يتعلم بواقعة مادية‬
‫فقطل إال أنها تنزل منزلة الوقائن المشهورة التي أثرت على سير مرفق القضاء‬
‫ذاته‪206‬ل فكانت السبب في تعليق انعقاد الجلساتل وإحداث نظام للمداومة بين‬
‫موظفي كتابة الضبط منعا للمخالطة والتجمنل وللحيلولة دون تفشي هذا الفيروس‬
‫بين القضاة والموظفينل ومساعدي القضاء والمرتفيقن على سواء‪.207‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن هناك حاالت قد يقتصر فيها أثر القوة القاهرة بسبب‬
‫فيروس اكورونا كوفي ‪19‬ا على جزء من االلتزام فقطل حيث تظل إمكانية تنفيذ‬
‫الجزء اآلخر قائمة وتبرأ ذمة المدين من الوفاء فقط في الجزء الذي طالته القوة‬
‫القاهرةل لكن يشد عن المبدأ المذكور حالة االلتزامات العقدية المرتبطة بعضها‬
‫بالبع ض اآلخر على نحو ال يقبل االنفصال بحيث إن انتهاء أحدها بسبب استحالة‬

‫‪ - 205‬أشار إليهما إبراهيم أحماب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.0‬‬


‫‪ - 206‬إبراهيم أحماب‪ ،‬فيروس كورونا كوفي ‪ 19‬بيذ القو القاهر ونظري الظروف المارئ ‪ ،‬مقا ميشور في موقع‬
‫‪https://bit.ly/2RcwJ6M‬‬
‫‪ - 207‬أنظر دوري وزار الع ع د ‪ 0‬بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ ،1414‬ال الغ المشترك بيذ وزير الع ورئاس اليياب العام ‪،‬‬
‫والم لس األعلى للسلم القضائي في نفس الموضو ‪ .‬يضاف إلى لك ميشور السي وزير المالي (قما إصالح اإلدار )‬
‫رقم ‪ 1414/1‬بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ 1414‬في شأن الت ابير الوقائي مذ خمر انتشار فيروس كورونا باإلدارا العمومي‬
‫وال ماعا المحلي والم سسا العمومي ‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫التنفيذ يؤدي بالتبعية لالستحالة األحرى الممكنة واألمر هنا متروك لتقدير قاضي‬
‫الموضوع للفصل في ذلك‪.208‬‬

‫ونظراً ألن فيروس اكورونا كوفيد ‪19‬ا هو حادث استثنائي عام يشمل كل‬
‫قطاعات المجتمن وغير متوقن وال يمكن درء نتائجهل فإذا لم تمتد آثاره حتى اآلن‬
‫لبعض القطاعات أو األفراد أو النشاطات لحد القوة القاهرةل التي يمكن أن يتمسك‬
‫بها صاحب الشأن العتبار العقد مفسوخا ً من تلقاء نفسهل فإن المشرع وضن معياراً‬
‫قانونيا ً آخر لتلك القطاعاتل وهو إذا أصب االلتزام التعاقدي مستحيالً أو مرهقا ً‬
‫للمدين بفعل كورونا وآثاره التي خلفها على القطاعات العاملة في المجتمنل بحيث‬
‫يهدد استمرار العقد بالشروط ذاتها بخسارة فادحةل جاز ألحد الطرفين أن يلجأ إلى‬
‫القضاء بطلب النزول بالتزاماته إلى الحد المعقول بغرض الموازنة بين مصلحة‬
‫طرفي العقد للتخفيف من عبء هذا االلتزام‪ .‬وقد تكون هذه الموازنة هي إنهاء‬
‫العقدل أو زيادة القيمة السعرية للتعاقدل أو إعطاء فترة زمنية للسماحل أو أي من‬
‫الظروف التي من الممكن أن يتخذها القاضي في قراره من أجل تحقيق الموازنة بين‬
‫مصلحة الطرفين في الظروف االستثنائية العامة المرتبطة بهذا الوباء‪.209‬‬

‫ختامال إن انتشار فيروس اكورونا كوفيد ‪19‬ال وما تال ذلك من إجراءات‬
‫احترازية طارئة ومشددةل يصنف بال شك باعتباره حدثا ً استثنائياًل من شأنه أن يغير‬
‫االلتزام التعاقديل ألنه وإن لم يصب العقد مستحيل التنفيذل فإنه صار مرهقا ً للمدينل‬
‫ويهدده بخسار ة فادحةل وأجاز القانون للقاضي في هذه الحالة تقدير الظروفل‬
‫والموازنة بين مصلحة الطرفين بأن يرد االلتزام المرهق إلى الحد المعقولل وهذا‬
‫ينطبق على عقود الديون وغيرها من العقود التجارية‪.‬‬

‫‪ 208‬ع الحق الصافي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.321‬‬


‫‪ 209‬في حكم ح يث صادر عذ القضاء المغربي مذ خال المحكم االبت ائي بالقييمر بتاريخ ‪ 49‬أبريل ‪ ،1414‬اعت ر‬
‫وباء فيروس كورونا كارث بمفهوم الفصل ‪ 214‬مذ القانون ال يائي‪ ،‬وكون فعل السرق المرتكب في زميها يع جياي مذ‬
‫اختصاص غرف _ال يايا بمحكم االستيياف‪ ،‬وليس جيح خاضع ليظر المحكم االبت ائي ‪ ،‬غير ميشور‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وأمام هذا الوضن وبسبب تفشي هذا الوباء دولياًل فإننا نرى أنه يمكن‬
‫للمتعاقدينل الوصول إلى تفاهم يرضي الطرفين بشكل ودي بعيداً عن القضاء‬
‫وإجراءات التقاضيل بشكل يراعي الظروف االقتصادية والصحية العالميةل بما‬
‫يمكنهما من إنهاء عالقتهما بشكل يقلل من الضرر والمصاريفل أو تجزئة أعمالهما‬
‫‪.‬‬ ‫الطرفين‬ ‫مصلحة‬ ‫يحقق‬ ‫بما‬ ‫المستقبلل‬ ‫في‬ ‫لتنفيذها‬ ‫مراحل‬ ‫على‬

‫‪118‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫إقامة الدعوى المدنية التابعة أمام القضاء الجنائي‬


‫الشرقاوي القرقار‬
‫دكتور في القانون الخا‬
‫تخصص العلوم الجنائية‬
‫مقدمة‪ :‬ينتج عن ارتكاب الجريمة مجموعة من الحقوقل حق المجتمن في توقين‬
‫العقاب على الجانيل وحق المتضرر في اقتضاء التعويض عما لحقه من ضرر وفقا‬
‫لقواعد المسؤولية التقصيرية‪ .‬وبالتالي فمن المنطقي ان يقتصر المشرع نظر‬
‫الدعوى العمومية على المحكمة الزجرية لبلوغ حقوق المجتمنل والدعوى المدنية‬
‫على المحكمة المدنية لبلوغ حقوق الضحية المتضررل على اعتبار أن كال من‬
‫الدعويين مختلفين في الموضوع وفي الخصومل وإن سلمنا أنهما متحدين في‬
‫المصدر الذي هو الجرم‪ .‬غير أن أهداف العدالة ومصلحتها المتمثلة في سرعة البث‬
‫في القضايا المدنية الناشئة عن الجريمةل وكذا عدم تضارب األحكامل وغيرها من‬
‫الدواعي والمبررات األخرى هي التي مكنت القاضي الجنائي الذي ينظر الدعوى‬
‫العمومية أن يختص بالنظر في الدعوى المدنية التابعة‪.‬‬

‫فإذا كان للمتضرر الحق في رفن دعواه المدنية للمطالبة بتعويض الضرر‬
‫الناشئ عن الجريمة أمام المحكمة المدنية هو األصلل فان السماح له برفن هذه‬
‫الدعوى أمام القضاء الجنائي هو استثناء من هذا األصل العام‪ .‬وان كان جانب من‬
‫الفقه قد قال ا ن هذا االستثناء ليس له ما يبرره‪ .‬ذلك أن نظر الدعوى المدنية بالتبعية‬
‫للدعوى العمومية قد يعرقل هذه األخيرةل ألن عمل القاضي الجنائي األصلي هو‬
‫التحقق من مدى ثبوت الواقعة اإلجرامية ونسبتها إلى المتهم‪ .‬فال يجب أن يعيقه عن‬
‫ذلك النظر في الدعوى المدنيةل واثبات مدى مسؤولية المتهم المدنية‪ .‬كما أن االدعاء‬
‫المدني للضحية يؤدي إلى منعه من سماع شهادته في الدعوى العموميةل وهو في‬
‫أغلب الدعاوى العمومية الشاهد الرئيسي‪ .‬ولذلك اتجهت بعض التشريعات إلى عدم‬
‫إجازة المجتمن بين الدعويين أمام القضاء الجنائي‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ورغم المبررات التي تقول بعدم الجمين بين الدعويين‪ .‬فالمشرع المغربي قد‬
‫أجاز رفن الدعوى المدنية التابعة أمام القضاء الجنائي كطريق استثنائي من خالل‬
‫نصه على ذلك في المادة ‪ 9‬من ق‪.‬م‪.‬ج بصري العبارة‪.‬‬

‫وللتفصيل أكثر في موضوع ممارسة الدعوى المدنية التابعة أمام القضاء‬


‫الجنائي سوف نهتدي إلى تقسيم هذه الدراسة إلى مطلبينل نتحدث في األول عن‬
‫اختصاص القضاء الجنائي بالنظر في الدعوى المدنية التابعة كطريق استثنائيل ثم‬
‫في المطلب الثاني سنعرض إلى مدى تأثير انقضاء الدعوى العمومية والدعوى‬
‫المدنية على األخرى‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اختصاص القضاء الجنائي بالنظر في الدعوى المدنية كطريق‬


‫استثنائي‬

‫ان الحق في االدعاء المدني أو طرح الدعوى المدنية أمام القضاء الجنائي هو‬
‫قبل كل شيء تعبير عن الرغبة في اإلسهام أو عدم اإلسهام في المحاكمة الجنائيةل‬
‫ألن مساهمة المدعي المدني بخصوص هذه المحاكمة ال تنحصر في مجرد ممارسة‬
‫دعوى التعويض تلك الدعوى التي تتضمن عرض األمر على القاضي الجنائي بغية‬
‫الحصول على اصالح الضررل بل تتعدى ذلك ليكون اختيار الطريق الجنائي‬
‫ترجمة لوجود امتيازات مسطرية وواقعية خاصة بالمدعي المدنيل بحيث إذا التجأ‬
‫هذا األخير إلى الطريق المدني عوضا عن الطريق الجنائي فإن ذلك يعني تخيله عن‬
‫‪210‬‬
‫تلك االمتيازات‪.‬‬

‫كما اجاز القانون بهذا الخصوص للمدعي المدني المطالبة بالتعويض أمام‬
‫القضاء الجنائي إما بواسطة تدخله في دعوى عمومية أقيمت فعال على المتهمل أو‬
‫بالتجائه مباشرة إلى المحكمة المذكورة مطالبا بالتعويض ومحركا للدعوى‬

‫‪ -210‬ن يب شوقي "ممارس ال عوى الم ني التابع أمام القضاء ال يائي" المعه العالي للقضاء‪ .‬بحث نهاي الت ريب‪ .‬الفوج‬
‫‪ 11‬السي ‪ 1991/1991‬ص‪.1:‬‬

‫‪111‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫بحيث تعتبر هذه اإلجازة استثناء عن أصل عام أراد من خاللها‬ ‫‪211‬‬
‫العمومية‪.‬‬
‫المشرع حماية ومراعاة مصلحة المتضرر من الفعل الضار موضوع الدعوى‬
‫الجنائية‪ .‬ألن األصل هو أن ترفن الدعوى المدنية أمام القضاء المدنيل انضباطا‬
‫لقواعد االختصاص الوظيفي التي تقضي بأن وظيفة القضاء المدني هي الفصل في‬
‫األمور المدنيةل وأن وظيفة القضاء الجنائي تنحصر في الفصل في القضايا الجنائية‪.‬‬

‫وعموما فإن طرح الدعوى المدنية أمام القضاء الجنائي كطريق استثنائي ال‬
‫تقوم إال تبعا لدعوى عمومية قائمة أمام المحكمة الجنائية‪ .‬فقد ترفن الدعوى المدنية‬
‫أمام القضاء الجنائي لتحرك الدعوى العمومية لكن تعود لتتبعها في اإلجراءات‬
‫المسطرية التي نظمتها مقتضيات قانون المسطرة الجنائية‪ .‬كما يمكن اإلشارة أن‬
‫الدعوى العمومية ال تقبل إذا كانت الواقعة ال تكون جريمة أصال‪.‬‬

‫ولدراسة اختصاص القضاء الجنائي كطريق استثنائي للنظر في الدعوى المدنية‬


‫التابعة يلزم األ مر تقسيم هذا المطلب إلى ثالث فقراتل نتحدث في األولى عن تبعية‬
‫الدعوى المدنية للدعوى العمومية التي يختص بها القضاء الجنائي حصرال ثم في‬
‫الفقرة الثانية نتحدث عن طريق وشكليات ممارسة الدعوى المدنية أمام القضاء‬
‫الجنائيل ثم نختم في الفقرة الثالثة بالحديث عن موضوع الدعوى المدنية التابعة‬
‫المرفوعة أمام القضاء الجنائي‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬قاعدة تبعية الدعوى المدنية للدعوى العمومية المنظورة أمام‬
‫القضاء الجنائي‬

‫إن الدعوى المدنية التابعة هي حق للضحية المدعي المدنيل فال يمكن مباشرتها‬
‫كما ال يمكن إقامتها إال‬ ‫‪212‬‬
‫أحد غيره بحسب ما نصت عليه المادة ‪ 7‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫بوجود دعوى عمومية تتعلق بالفعل الجرمي أو الخطأ الذي تسبب في الضرر‬
‫‪ -211‬راجع بهلا الشأن الشكاي الم اشر أمام قاضي التحقيق وأمام قضاء الحكم في الفصل الثاني مذ ال اب األو مذ هلا‬
‫ال حث‪.‬‬
‫‪ -212‬إن موضو ال عوى الم ني التابع الميظور أمام القضاء ال يائي أضحت مذ المواضع المهم في قانون المسمر‬
‫ال يائي ‪ ،‬وما زادا مذ أهميتها كونها انفرد بقواع قانوني خاص ميزتها عذ غيرها مذ دعاوى المس ولي الم ني ‪ ،‬وكللك‬
‫قيل بأن لل عوى الم ني التابع فقهها الواص بها‪ .‬للتفصيل أكثر في موضو انظر‪ .‬عمر أبو الميب "ال عوى الم ني‬
‫التابع " الم ع األولى‪ .‬السي ‪ 1992‬ص‪ 13:‬وما بع ها‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المطلوب التعويض عنهل بناء على متابعة من طرف النيابة العامةل أو استدعاء من‬
‫طرف الشخص الضحيةل أو بناء على ما هو منصوص عليه في المواد ‪ 348‬وما‬
‫بعدها إلى غاية المادة ‪ 314‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫وبهذا فإن أساس اختصاص القضاء الجنائي بالدعوى الخاصة بالتعويض هو‬
‫تبعيتها للدعوى العموميةل فال اختصاص لهذا القضاء بالدعوى المدنية إال إذا كانت‬
‫الدعوى العمومية في حوزتهل فإذا لم تدخل الدعوى العمومية في حوزة القضاء‬
‫الجنائي لسبب ما انعدمت رابطة التبعيةل وبالتالي أصبحت الدعوى المدنية غريبة‬
‫‪213‬‬
‫عن القضاء الجنائي‪.‬‬

‫ومن أجل ذلك سوف نعرض لمظاهر التبعية التي تعطي الحق إلقامة الدعوى‬
‫المدنية أمام القضاء الجنائي (أوال) ثم نعرج عن الحديث عن تعلق اختصاص‬
‫القضاء الجنائي بالنظام العام (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مظاهر التبعية للدعوى العمومية‬

‫إذا اختص القضاء الجنائي بالدعوى العمومية والمدنية معا فإن الدعوى المدنية‬
‫تعد تابعة للدعوى العموميةل وتستمر هذه التبعية أثناء نظر الدعويين بحيث يجب‬
‫إال أن اختصاص القضاء الجنائي بالفصل في الدعوى‬ ‫‪214‬‬
‫الفصل فيهما بحكم واحد‪.‬‬
‫المدنية رهين بقيام الدعوى ا لعمومية أمام نفس القضاءل فإذا لم تكن قائمة ة الدعوى‬
‫العموميةة يمنن على المحكمة الجنائية نظر الدعوى المدنية‪ .‬إذن فتبعية الدعوى‬
‫المدنية للدعوى العمومية يترتب عنها أمرين مهمين هما‪:‬‬

‫‪ ‬تبعية الدعوى المدنية لدعوى عمومية قائمة أمام القضاء الجنائي‪:‬‬

‫ال يمكن نظر القض اء الجنائي للدعوى المدنية كطريق استثنائي إال إذا كانت ثمة‬
‫دعوى عمومية سبب قيامها ذات الفعل الذي تؤسس عليه الدعوى المدنية‪ .‬ولذلك‬
‫يجب أن تتوافر في الدعوى هنا الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -213‬أحم فتحي سرور‪" .‬الوسيط في قانون االجراءا ال يائي "‪ ،‬مم ع نادي القضا السي ‪ 1991‬ص‪.115 :‬‬
‫‪ -214‬محم عي الغريب‪ .‬ال عوى الم ني أمام القضاء ال يائي مقا أثير بالم تمر الثالث لل معي المصري ‪.1953‬‬
‫ص‪.144:‬‬

‫‪112‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫‪ ‬ان تكون الدعوى العمومية مقبولة وخاصة عندما تكون الدعوى‬


‫العمومية مما يعلق تحريكها على الشكوى أو طلبل أو إذنل فإذا لم تقدم‬
‫الشكوى أو الطلبل ولم يتم الحصول على إذن امتنن تحريك الدعوى‬
‫‪215‬‬
‫العموميةل وبالتالي عدم قبول الدعوى المدنية أمام القضاء الجنائي‪.‬‬

‫كما تعتبر الدعوى العمومية غير مقبولة إذا حركت من غير ذي صفةل أو إذا‬
‫حرك المدعي المدني دعواه مباشرة ضد المسؤول المدني وليس ضد المتهمل الذي‬
‫هو الخصم في الدعوى العمومية بل ويمكن ادخال هذا المسؤول المدني إذا كان‬
‫المتهم قاصرا وليست له األهلية‪ .‬وفي هذا اإلطار قد قضت محكمة النقض بتاريا‬
‫‪ 92/12/18‬في قرار لها جاء فيه ايتعين ادخال ولي القاصر في الدعاوى الغابوية‬
‫‪216‬‬
‫ليحل الدعوى محله في أداء التعويض ورد ما يجب رده عند االقتضاءا‬

‫‪ ‬أن تكون الدعوى العمومية قائمةل فال ترفن الدعوى المدنية أمام‬
‫القضاء الجنائي إذا كانت الدعوى العمومية قد انقضت قبل رفن الدعوى‬
‫المدنية لسبب من أسباب االنقضاء التي نصت عليها المادة ‪ 4‬من ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫بحي ث ال يبقى للضحية المدعي المدني في هذه الحالة إال اللجوء إلى‬
‫المحكمة‪.‬‬

‫‪ ‬أن تكون المحكمة الجنائية مختصة بنظر الدعوى العمومية‪ .‬ألن عدم‬
‫اختصاص المحكمة بنظر الدعوى العمومية يترتب عليه بالضرورة عدم‬
‫قبول الدعوى المدنية عن الضرر الناشئ عن الجريمةل والدفن بعدم قبول‬
‫ا لدعوى المدنية أمام القضاء الجنائي منفصلة عن الدعوى العمومية دفن من‬

‫واليشر‬ ‫ال زائي في التشريع والقضاء والفقه" المس ولي الوطيي لل راسا‬
‫‪ -215‬سليمان ع الميعم‪" .‬أصو اإلجراءا‬
‫والتوزيع ب يرو ‪ .‬السي ‪ ،1991‬ص ‪.041‬‬
‫‪ -216‬قرار صادر عذ الم لس المحلي األعلى سابقا بتاريخ ‪ 91/42/15‬تحت ع د ‪ 1311‬في الملف ع د ‪.94/11132‬‬
‫ميشور بم موع قرارا الم لس األعلى الماد ال يائي ال زء الثاني‪ .‬ص‪.399 :‬‬

‫‪113‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫النظام العام‪ .‬ألنه متعلق بتحديد والية المحاكم الجنائية بالنسبة للدعوى‬
‫‪217‬‬
‫المدنية‪.‬‬

‫‪ ‬وحدة الحكم الصادر في الدعويين المدنية والعمومية‪:‬‬

‫إذا رفعت الدعوى المدنية أمام القضاء الجنائي للدعوى العمومية تلتزم المحكمة‬
‫بالفصل في الدعويين معا بحكم واحدل وأساس ذلك هو التبعية نفسها‪ .‬فصدور الحكم‬
‫الجنائي ومن بعده الحكم المدني كان هذا األخير باطال لصدوره من محكمة ال والية‬
‫لها في إصداره‪ .‬فقد قضت محكمة النقض في قرار لها بتاريا ‪ 1/11/29‬بما يلي‬
‫اإذا كانت الدعوى تروج أمام المحكمة الزجرية فإنها ال تحكم في الدعوى المدنية‬
‫التابعة إال باعتبارها تابعة للدعوى العموميةل فاختصاصها يبقى مقصورا على‬
‫األضرار الناتجة مباشرة في الضرر الذي يطالب بالحق المدني وال يتجاوز ذلك‬
‫‪218‬‬
‫للبث في الدعوى المدنية باستقالل عن الدعوى العمومية أو قبل البث فيهاا‬

‫فالمحكمة الجنائية عند نظرها للدعوى العمومية والدعوى المدنية معال فإنها‬
‫تكون ملزمة بالفصل فيهما بحكم واحدل وال يمكن لها أن تحكم في الدعوى الجاهزة‬
‫‪219‬‬
‫منهال وتؤجر األخرى قبل الجاهزة إلى أن تكتمل العناصر الضرورية للحكم‪.‬‬

‫إن إلزام المحكمة بالبث في الدعويين معا بحكم واحد يترتب عليه في أحايين‬
‫كثيرة تأخير الحكم في احدى القضيتين التي تكون جاهزة واألخرى ما تزال غير‬
‫جاهزةل لتطلبها القيام ببعض اإلجراءات ومجموعة من أعمال البحث‪ .‬ونرى هذا‬
‫عمليا بالنسبة للدعوى العمومية التي تكون جاهزة للحكم فيها والدعوى المدنية‬
‫التابعة لها التي لو تستجمن عناصرها الضروريةل حيث يجيز القانون للمتضرر أن‬
‫خصوصا إذا كان المتدخل‬ ‫‪220‬‬
‫يتدخل طرفا مدنيا من البداية إلى نهاية المناقشاتل‬

‫ال يائي في القانون المصري" دار الفكر العربي مم ع نهض عصر‪ :‬القاهر ‪.‬‬ ‫‪ -217‬رؤوف ع ي "م ادئ اإلجراءا‬
‫الم ع ‪ 9‬لسي ‪ 1911‬ص‪.143:‬‬
‫‪ 218‬قرار صادر عذ الم لس األعلى سابقا بتاريخ ‪ 45/14/14‬تحت ع د ‪ 11/1105‬في الملف ع د ‪ 42/1133‬ميشور‬
‫بيشر قرارا الم لس األعلى الفرق ال يائي ال زء األو ‪ .‬ص‪.111:‬‬
‫‪ 219‬إ ا كانت هله القاع الغال إال أنه عمليا هياك استثياء متعلق بال ريم التي يقترفها رش اء وأح اث حيث يتم إرجاء‬
‫ال ث في ال عوى الم ني إلى ي ث نهائيا في إدان األح اث‪.‬‬
‫‪ 220‬راجع بهلا الشأن الماد ‪ 320‬مذ ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫من ورثة الضحية فان ذلك سيؤدي إلى تأخير الفصل في هذه الدعوى الشيء الذي‬
‫سيتضرر منه المتهم‪ .‬وهو ما دفن األستاذ أحمد الخمليشي إلى دعوة المشرع‬
‫المغربي للسماح للمحكمة الجنائية بإحالة الدعوى المدنية على القضاء المدني إذا‬
‫رأت أن فصلها في هذه الدعوى سيؤخر بدون مبرر الحكم في الدعوى العموميةل‬
‫‪221‬‬
‫السيما إذا لم يتدخل المتضرر اال بعد أن أصبحت الدعوى جاهزة للمحكمة‪.‬‬

‫‪ ‬اعتماد قواعد المسطرة الجنائية على الدعوى المدنية المرفوعة أما‬


‫القضاء الجنائي‪.‬‬

‫يتم سلوك قواعد المسطرة الجنائية عند نظر الدعوى المدنية التابعة الخاصة‬
‫بالتعويض عن الضرر الناشئ عن الجريمةل وليس قواعد المسطرة المدنية التي يتم‬
‫اعمالها على الدعوى المدنية ذات األصل العام‪.‬‬

‫وكاستثناء على هذا المقتضى يمكن اعتماد قواعد المسطرة المدنيةل والرجوع‬
‫اليها لسد كل فراغل وإما النعدام النص في قانون المسطرة الجنائيةل أو لوجود نص‬
‫في هذا األخير يقرر ذلك مثل ما نصت عليه المادة ‪ 12‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعلق اختصاص القضاء الجنائي بالنظام العام‬

‫ان في الحالة التي تتخلف فيها شروط اختصاص القضاء الجنائي بالفصل في‬
‫الدعوى المدنيةل وجب على المحكمة الجنائية أن تقضي تلقائيا بعدم اختصاصها‬
‫بالفصل في الدعوى المدنيةل كما ال يجوز لها أن تأمر بإحالتها إلى المحكمة المدنية‬
‫المختص‪ .‬إذا شرط ذلك أن تكون مختصة بها‪ .‬وال يص للخصوم أن يتفقوا فيما‬
‫بينهم على تغيير والية القضاء‪ .‬وبعد الحكم الصادر عن المحكمة الجنائية في‬

‫‪ 221‬للتفصيل أكثر في الموضو راجع األستا ‪ :‬أحم الومليشي شرح قانون المسمر ال يائي "‪ ،‬ج ‪ 1‬شرك بابل للم اع‬
‫واليشر والتوزيع بالرباط‪ ،‬اليسو ‪ 3‬السي ‪ 1955‬ص ‪.192‬‬

‫‪115‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫موضوع الدعوى المدنية في غير الحاالت التي تكون مختصة بنظرها باطال‬
‫‪222‬‬
‫لمخالفته إلحدى القواعد المتعلقة بالنظام العام‪.‬‬

‫عدم اختصاص القضاء الجنائي بالفصل في الدعوى المدنية يمكن إبداؤه‬


‫وطرحه في أية حالة كانت عليها الدعوى ولو أول مرة أمام محكمة النقض‪ .‬كما‬
‫يجوز أن تقضي به من تلقاء نفسها‪.‬‬

‫ان تعلق االختصاص الجنائي في الدعوى المدنية بالنظام العام يدعونا في هذا‬
‫الشأن التمييز بينه وبين عدم القبولل فهناك بعض األحكام والقرارات القضائية ال‬
‫تميز بين عدم االختصاص وعدم القبول وتخلط بين ذلك‪ .‬وما يجب أن نقوله هنا أن‬
‫الحكم بعدم االختصاص يجوز الحجية بالنسبة للمحكمة الجنائية التي قضت به فال‬
‫يجوز لها أن تنظر الدعوى بعد ذلك‪ .‬في حين أن الحكم بعدم القبول ال يمنن من‬
‫إعادة رفن الدعوى أمام نفس المحكمة غذا توافرت شروط القبول التي كانت مفقودة‬
‫في المرة األولى‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬طرق وشكليات ممارسة الدعوى المدنية أمام القضاء الجنائي‬

‫إن سلوك الطريق الجنائي لممارسة الحق في االدعاء المدني حق ال يستفيد منه‬
‫إال من لحقه ضرر من الجريمة (المادة ‪ 7‬من ق‪.‬م‪.‬ج)ل وأن يكون القضاء الجنائي‬
‫ممن ان يختص بذلكل وال يؤخذ ما يمنعه‪.‬‬

‫وكما أباح القانون بصفة استثنائية رفن الدعوى المدنية إلى المحكمة الجنائية‬
‫متى ما كانت تابعة للدعوى العموميةل وجب التقييد ببعض الشكليات المهمة وإتباع‬
‫الطريق القانونية لممارسة ذلك‪.‬‬

‫فما هي هذه الطريق؟ وما هي الشكليات الواجبة؟‬

‫‪ - 222‬إدوار غالي الله ي‪ .‬اختصاص القضاء ال يائي بالفصل في ال عوى الم ني " الم ع الثالث ‪ .‬مكت غريب‪1990 .‬‬
‫ص‪.115:‬‬

‫‪116‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫لإلجابة على ذلك سنخصص (أوال) لطريق ممارسة الدعوى المدنية أمام‬
‫القضاء الجنائي والتي نتعرض فيها للتدخل ثم نخصص (ثانيا) للشكليات الواجب‬
‫التقيد بها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التدخل كطريق لممارسة الدعوى المدنية‬

‫بالرجوع إلى مقتضيات قانون المسطرة الجنائية يتبين لنا أنه بإمكان المتضرر‬
‫من الجريمة أن يدعي مدنيا أمام المحكمة الزجرية إما عن طريق التدخل عندما‬
‫تكون النيابة العامة قد بادرت إلى تحريك الدعوى العمومية باعتبارها صاحبة‬
‫األصل في ذلكل وإما عن طريق االدعاء المباشر سواء أمام قاضي التحقيق أو أمام‬
‫المحكمة مباشرة في حالة تقاعس النيابة العامة عن تحريك الدعوى العمومية‪.‬‬

‫وعليه يمكن للمدعي المدني المتضرر من الجرم أن يتدخل أمام القضاء الجنائي‬
‫عند قيام الخصومة الجنائيةل ويطالب بتعويضاته المدنية ما لم يكن قد اختار الطريق‬
‫المدني بعد تحريك النيابة العامة للدعوى العموميةل وهذا التدخل يقن أما‪:‬‬

‫‪ ‬أمام هيئة المحكمة‪:‬‬

‫في هذه الحالة يجب التمييز بين صورتين‪:‬‬

‫‪ ‬إذا كان المطالب بالحق المدني بدأ المسطرة أمام قاضي التحقيق ففي‬
‫هذه الصورة تقوم المحكمة باستدعائه للجلسةل فيتعين عليه أنداك أن يودع‬
‫لدى هذه األخيرة مذكرة مكتوبة ومفصلة يبين فيها على الخصوص مبلغ‬
‫التعويض الذي يطالب بهل ومبرراتهل أو ينبغي أن يصحبها بوصل أداء‬
‫الوجيبة القضائيةل ما لم يكن متمتعا بالمساعدة القضائية تحت طائلة عدم‬
‫قبول الدعوى‪.‬‬

‫‪ ‬إذا كان المطالب بالحق المدني قد تدخل بعد تحريك الدعوى العمومية‬
‫من طرف النيابة العامةل ففي هذه الصورة بيس هناك شكل معين لتقديم‬

‫‪117‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المطالب المدنية فيمكن أن تقدم كتابية وتودع بكتابة الضبطل او بين يدي‬
‫الرئيس أو بتصري شفوي يسجله كاتب الضبط بمحضر الجلسة‪.‬‬

‫كما يمكن التدخل طرفا مدنيا في سائر أطوار المسطرة إلى غاية ختم‬
‫بيد أنه ال يجوز التدخل ألول مرة أمام محكمة االستئناف إال إذا كان‬ ‫‪223‬‬
‫المناقشاتل‬
‫القانون يسم بذلك‪ .‬وعلى سبيل المثال الدعوى التي تمارسها إدارة الجمارك‪.‬‬

‫‪ ‬أمام قاضي التحقيق‪:‬‬

‫عندما تكون النيابة العامة هي التي حركت الدعوى العمومية أمام قاضي‬
‫التحقيقل فيجوز هنا للطرف المدني التدخل في أية مرحلة من مراحل التحقيقل وهو‬
‫ما أكدته المادة ‪ 94‬من ق‪.‬م‪.‬ج بقولها ايمكن للطرف المدني أن يتقدم بطلباته بعدم‬
‫فت التحقيقل وفي أي مرحلة من مراحله وكيفما كان نوع الجريمة‪...‬ا ويبث قاضي‬
‫التحقيق في قبول المطالبة بالحق بموجب أمر قضائي بعد أن يطلن النيابة العامة‬
‫على الملف‪ .‬وإذا وقن استئناف قرار قاضي التحقيق الذي بث في قبول المطالبة فإن‬
‫المدعي المدني يبقى محتفظا لهذه الصفة أثناء التحقيق غلى ان يقن البث نهائيا في‬
‫ذلك القرار من طرف الفرقة الجنحية االستئنافية باعتبارها درجة استئنافية لقرارات‬
‫قاضي التحقيق‪.‬‬

‫إذ التدخل الذي يقوم به المدعي المدني في هذه المرحلة يكون بواسطة مذكرة‬
‫كتابية تحتوي على البيان التفصيلي للمطالبة ومبلغ التعويض والذي يطالب بهل وإذا‬
‫لم يقدم هذه المذكرة بالشكل الذي نصت عليه القانونل أو لم تقدم أصال اعتبر حينها‬
‫تنازال عن مطالبه المدنيةل وال يقبل منه االدعاء بعد ذلك أمام هيئة الحكم بشكل‬
‫شفوي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشكليات الواجب التقيد بها‬

‫‪ -223‬راجع بهلا الشأن المواد ‪ 341‬و‪ 341‬و‪ 320‬مذ ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫يلزم على المدعي المدني رفن دعواه المدنية أمام القضاء الجنائي بغض النظر‬
‫عن توفر شروط ذلك بالتقييد بعدة شكليات واستيفاؤها ليكون ادعاؤه أمام القضاء‬
‫الجنائي على وجه صحي ‪.‬‬

‫تختلف هذه الشكليات بحسب ما إذا كان الضحية يطالب بحقوقه المدنية أمام‬
‫قضاء التحقيق أم أمام المحكمة‪.‬‬

‫‪ ‬الشكليات الواجب مراعاتها عند المطالبة أمام قاضي التحقيق‪.‬‬

‫عند تدخل المتضرر المطالب بالحق المدني أمام قاضي التحقيق إما بملتمس‬
‫طلب إجرائه من النيابة العامة أو بتحريك الدعوى العمومية مباشرة أمامهل فإن أهم‬
‫الشكليات الواجب استيفاؤها هي‪:‬‬

‫‪ ‬أهلية االدعاء وإال تقديم المطالبة لفائدته عن طريق الممثل القانوني‬


‫‪224‬‬
‫بحسب ما أكدته المادة ‪ 313‬والمادة ‪ 312‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪ ‬يجب على المطالب بالحق المدني تعيين محال مختارا في دائرة نفوذ‬
‫المحكمة التي يجري التحقيق فيها إذا لم تكن سكناه في دائرة نفوذ المحكمة‬
‫تحق حرمانه من االحتجاج بعدم تبليغه بالوثائق التي يوجب القانون تبليغها‬
‫‪225‬‬
‫إليه‪.‬‬

‫‪ ‬يتعين على المطالب بالحق المدني أن يقدم مطالبه بواسطة إيداع‬


‫مذكرة بذلك بنفس الكيفية التي سبق اإلشارة إليها في النقطة السابقة من هذه‬
‫الفقرة‪.‬‬

‫‪ - 224‬جاء في قرار لمحكم اليقض بتاريخ ‪ 45/1211‬ما يلي "إن ق و المحكم لملب التعويض المق م مذ طرف‬
‫الصغير اللي لم ي لغ سذ التمييز جلب الميفع يعت ر خرقا للقانون لكون الفصل األو مذ ق‪.‬م‪.‬ج جاء مملقا ولم يستثذ أي‬
‫متقاض ‪ ،‬وهو ما أك ته الماد ‪ 323‬مذ ق‪.‬م‪.‬ج التي تيص على أنه إ ا كان الشوص اللي ي عي الضرر م هل لتق يم الملب‬ ‫ٍ‬
‫بيفسه بس ب مرض عقلي أو قصور ولم يكذ له ممثل قانوني فللمحكم أن تعيذ له هلا الغرض وكيال خصوصيا" قرار ع د‬
‫‪ 41/1151‬في الملف ع د ‪ 41/14391‬ميشور بيشر قرارا الم لس األعلى الفرق ال يائي ال زء الثاني ص‪. 103:‬‬
‫‪ - 225‬ييص الفصل ‪ 91‬مذ ق‪.‬م‪.‬ج "ي ب على كل طرف م ني ال يقيم داخل دائر نفو المحكم التي ي ري فيها التحقيق‬
‫أن يوتار موطيا ب ائر تلك المحكم ‪ .‬إ ا لم يوتر المرف الم ني موطيا فال يمكيه ال فع بع م ت ليغه اإلجراءا والتي كان‬
‫ي ب ت ليغها بمقتضى القانون‪".‬‬

‫‪119‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫‪ ‬تقديم مبلغ مالي والذي يظن أنه الزم لصوائر الدعوى واال فترد‬
‫شكايته وال تقبل‪.‬‬

‫الشكايات أمام هيئة الحكم‪:‬‬

‫تتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة التي سبق للمطالب بالحق المدني أن طالب بالتعويض أمام‬


‫قاضي التحقيق‪ :‬إذا قام المطالب بالحق المدني إما بالتدخل أو عن طريق‬
‫الشكاية المباشر فيجب عليه ايداع مذكرته بنفس الكيفية التي تحدثنا عليها‬
‫سابقا‪ .‬وبعد عدم تقديم هذه المذكرة بمثابة تنازل عن المطالب المدنية وبالتالي‬
‫تنازل عن الدعوى المدنية وال يبقى أمام المدعي المدني إال اللجوء إلى‬
‫‪226‬‬
‫المحكمة المدنية‪.‬‬

‫‪ ‬في الحالة التي يتدخل فيها المطالب بالحق المدني الدعوى الرائجة‬
‫لطلب التعويض‬

‫هذه الحالة هي التي تكون فيها النيابة العامة محرك الدعوى العمومية فيحق‬
‫للطرف المدني أن يقدم مطالبه كتابية في مذكرة أو بشكل شفوي يتم تدوينها من‬
‫طرف كاتب الضبط‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬موضوع الدعوى المدنية التابعة المثارة امام القضاء الجنائي‬

‫لقد سبق معنا القول إن الدعوى المدنية الناشئة عن الجريمة تكون تابعة للدعوى‬
‫العموميةل سواء في اإلجراءات المسطرية المتبعة أمام المحكمة الزجرية المنصوص‬
‫عليها بموجب قانون المسطرة الجنائيةل أو في وحدة الحكم‪.‬‬

‫وإذا كان موضوع الدعوى العمومية المطالبة بتوقين العقاب على الجانيل فان‬
‫موضوع المدنية التابعة يتمثل في طلب جبر الضرر االحق بالضحية بصفته مطالب‬

‫‪ - 226‬راجع الماد ‪.309‬‬

‫‪121‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫بالحق المدنيل وقد أضاف إلى ذلك شراع القانون الجنائي رد األشياء واسترجاع‬
‫‪227‬‬
‫المصارف‪.‬‬

‫وعموما فموضوع الدعوى المدنية التابعة هو التعويض بمفهومه العام الذي قد‬
‫يأخذ صورة رد األشياء المحجوزة أو إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه قبل الجريمة‪.‬‬
‫أو رد ما تم دفعه لمتابعة مصاريف الدعوى أو التعويض عن الضرر‪.‬‬

‫وعليه فالدعوى المدنية التابعة ال يختص بها القضاء الجنائي إال إذا كان‬
‫موضوعها تعويض الضرر الناشئ عن الجريمة ويتفرع هذا الموضوع إلى ثالث‬
‫أنواع هي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التعويض في معناه الضيق‬

‫ثانيا‪ :‬الرد‬

‫ثالثا‪ :‬المصاريف‬

‫أوال‪ :‬التعويض‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 2‬من ق‪.‬م‪.‬ج على أنه ايترتب على كل جريمة في إقامة دعوى‬
‫عمومية لتطبيق العقوبات والحق في إقامة دعوى مدنية للمطالبة بالتعويض عن‬
‫الضرر الذي تسببت فيه الجريمةا ويفهم من هذا أن الدعوى العمومية موضوعها‬
‫األساسي هو تطبيق العقوبات على الجاني أما الدعوى المدنية التابعة فموضوعها‬
‫هو التعويض وجبر الضرر الناشئ عن الجريمة مباشرة‪ ,‬والذي يطالب به المتضرر‬
‫بصفته مطالب بالحق المدنيل وتبعا لذلك فالمحكمة الجنائية ال تختص بالنظر في‬
‫الدعوى المدنية التابعة إال إذا كان موضوعها هو التعويض‪ ,‬أما وإذا كان موضوعها‬
‫غير ذلك فال تختص بها ‪,‬وإن كان ذلك ناشئ عن ضرر كدعوى الطالق‪.‬‬

‫‪ - 227‬ع الواح العلمي‪“ :‬شروح في القانون ال ي المتعلق بالمسمر ال يائي ‪ ،‬ال زء األو ‪ ،‬الم ع الرابع ‪ 1410 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.133‬‬

‫‪121‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ونشير في هذا الشأن أن التعويض في مفهومه الضيق أي إذا استبعدنا‬


‫المصاريف والردل فهو ذلك المقابل الذي يحقق للضحية المتضرر تعويضا كامال‬
‫عن الضرر الشخصي الحال والمحقق الذي أصابه مباشرة عن الجريمة بحسب ما‬
‫نص عليه الفصل ‪ 118‬من ق‪.‬ج‪ .‬بقوله االتعويضات المدنية المحكوم بها يجب أن‬
‫تحقق للمتضرر تعويضا كامال عن الضرر الشخصي الحال المحقق الذي أصابه‬
‫مباشرة عن الجريمةا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرد‬

‫يعتبر األشياء المحجوزة وإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه من مواضين الدعوى‬
‫المدنية التابعة‪ .‬ومن صور التعويض بمفهومه العام‪ .‬ويقصد بالرد إعادة األشياء أو‬
‫المبالغ أو األمتعة المنقولة الموضوعة تحت يد العدالة إلى أصحاب الحق فيهال‬
‫ويمكن للمحكمة أن تأمر بالرد ولو لم يطلبه صاحب الشأنل وهو ما تم النص عليه‬
‫‪228‬‬
‫في الفصل ‪ 116‬من مجموعة القانون الجنائي‪.‬‬

‫كما تم التنصيص والتعرض للرد في قانون المسطرة الجنائية في المواد ‪41‬‬


‫و‪ 49‬و‪ 116‬و‪ 117‬و‪ 142‬و‪ 216‬و‪ 246‬و‪ 366‬و‪ 383‬و‪ 389‬و‪ .412‬ويمكن‬
‫لوكيل الملك أو الوكيل العام للملك في حالة عدم وجود منازعة جدية أن يأمر برد‬
‫األشياء التي ضبطت أثناء البحث لمن له الحق فيهال ما لم تكن الزمة ليسر الدعوى‬
‫أو خطيرة أو قابلة للمصادرة‪ .‬كما يمكن لكل منها إذا تعلق األمر بانتزاع حيازة‬
‫وإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه على أن يعرض هذا األمر على المحكمة أو هيئة‬
‫التحقيق التي رفعت إليها القضيةل أو التي سترفن إليها حالل ثالث أيام على األكثرل‬
‫لتأييده أو تعد يله أو إلغائه‪ .‬كما يمكن عند االقتضاء للمحكمة الزجرية أن تبت في‬

‫‪ -228‬للرد في التشريع ال يائي معييان‪ :‬األو ضيق والثاني واسع‪ .‬فالرد بمعياه الضيق هوك الماد الشيء محل ال ريم‬
‫إلى صاح ه أو حائزه مثل رد األشياء المسروق ‪.‬‬
‫أما الرد بمعياه الواسع‪ :‬هو إعاد الحال إلى ما كانت عليه ق ل وقو ال ريم مثال في جريم تزوير المستي ا بتغير مذ‬
‫ق ل إعاد الحال إلى ما كانت عليه إلغاء أو تصحيح المستي اللي ت ت تزويره‪.‬‬
‫للتفصيل أكثر راجع بهلا الوصوص‪:‬‬
‫‪ Joseph Gramier : les restitutions sans le code de procédure pénal. Rev .SC.Grim.‬‬
‫‪1959.P.G17.‬‬

‫‪122‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫رد األشياء الموضوعة تحت يد العدالة ولها أن تأمر في كل مراحل المسطرة برد‬
‫‪229‬‬
‫تلك األثناء‪.‬‬

‫والغرض من الرد هو إصالح الوضن الناشئ عن الجريمةل وهذا الغرض إما‬


‫أ ن يكون إعادة الشيء إلى صاحبه أو حائزه‪ .‬وإما إعادة الحالة إلى ما كانت عليه‬
‫من قبل وقوع الجريمة‪ .‬كما اعتبر البعض األخر أن غرض الرد ليس هو تعويض‬
‫الضرر الذي أصاب المضرورل وإنما غرضه األساس منن استمرارا لضررل‬
‫ووضن حد له‪ .‬وهو في نفس الوقت يعتبر مكمال للعقوبة ألنه يهدف إلى إعادة النظام‬
‫االجتماعي الذي اضطرب بوقوع الجريمةل وبناء عليه يجوز الجمين بين الرد‬
‫‪230‬‬
‫والتعويض‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المصاريف القضائية‬

‫هي تلك الرسوم التي تدفن إلى الخزينة العامة للدولة عند رفن كل دعوى للفصل‬
‫وهذه المصاريف بدورها تدخل ضمن التعويض بمعناه العامل ألنها قد‬ ‫‪231‬‬
‫فيها‪.‬‬
‫تكون تعويضا للدولة عما أنفقته في المحاكمة الجنائيةل وقد تكون تعويضا للمدعي‬
‫المدني عن الضرر الذي نشأ عن الجرم الذي اضفر إلى رقن دعوى بسببه‪ .‬وهذه‬
‫المصاريف تقن على عاتق المتهم أو المسؤول المدني في حالة ما إذا حكم عليه‬
‫أما في حالة حكم عل المتهم بالبراءة فإن المصاريف يتحملها بطبيعة‬ ‫‪232‬‬
‫باإلدانة‪.‬‬
‫ألنه ليس من المنطقي أن يتحملها‬ ‫‪233‬‬
‫الحال المدعي المدني كونه خسر الدعوى‬
‫المتهم أو غيره ما دامت طلبات المدعي المدني مبنية على غير أساس‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مدى تأثير انقضاء الدعويين‬

‫‪ -229‬محم ع الحمي األلفي‪ ":‬ال عوى الم ني أمام القضاء الزجري‪ ،‬ال عوى الم ني التابع لل عوى العمومي في القانون‬
‫المغربي " دار األمان ب ون رقم الم ع ‪ ،‬سي اليشر ‪ ،1441‬ص‪.142/140:‬‬
‫‪ -230‬أدوار غالي الله ي‪ .‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.91 :‬‬
‫‪ -231‬راجع الظهير الشريف رقم ‪ 1. 51 .135‬صادر في ‪ 31‬ديسم ر ‪ 1951‬بتيفيل القانون رقم ‪ 13 .51‬المتعلق بتيظيم‬
‫المصاريف القضائي في المي ان الزجري‪.‬‬
‫‪ -232‬حسذ صادق المرصفاوي ‪ :‬دعوى التعويض أمام المحاكم ال يائي " مقا أثير في الم تمر الثالث لل معي المصري‬
‫للقانون ال يائي القاهر ‪ 11‬و‪ 10‬مارس ‪ 1959‬السي ‪ 1994‬دار اليهض العربي ص‪.114 :‬‬
‫‪ -233‬سليمان ع الميعم‪ .‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.040 :‬‬

‫‪123‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫إن انقطاع الدعوى يعني وجود بسبب قانوني يحول دون عرضها على القضاءل‬
‫أو دون استمرار عرضهال وقد نصت مواد قانون المسطرة الجنائية على أسباب‬
‫انقضاء كل من الدعويين التابعة والدعوى العمومية باإلضافة إلى فصول أخرى‬
‫ضمن ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬

‫وتتأثر الدعوى المدنية التابعة للدعوى العمومية عند انقضاء هذه األخيرة في‬
‫حالة معي نة نص عليها قانون صراحةل كما أنها ال تتأثر بهذا السقوط في حاالت‬
‫أخرىل بل تبقى قائمة ومنظورة أمام القضاء الجنائي‪.‬‬

‫كما أن الدعوى العمومية هي األخرى ال تتأثر بسقوط الدعوى المدنية لوجود‬


‫بسبب ذلك إال في حالة ضيقة‪.‬‬

‫وللتعرض لمدى تأثير انقضاء الدعويين على بعضهما وجب علينا بداية عرض‬
‫أسباب سقوط الدعوى العمومية وانقضائها في الفقرة األولى‪ .‬ثم في الفقرة الثانية‬
‫نعرض ألسباب وحاالت انقضاء الدعوى المدنية التابعة‪ .‬أما في الفقرة الثالثة‬
‫واألخيرة سوف نهم بالحديث عن حدود تأثير القضاء وسقوط الدعويين‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أسباب انقضاء الدعوى العمومية‬

‫كل جريمة ترتكب تنشأ عنها حتما دعوى اصطل على تسميتها فقها وقانونيا‬
‫في المغرب بالدعوى العموميةل وفي قوانين أخرى بدعوى الحق العام والدعوى‬
‫الجنائيةل وإذا كانت بمثابة وسيلة قانونية يتم من خاللها اقتضاء حق الدولة في عقاب‬
‫عن مرتكب الجريمة تقيمها النيابة العامةل فهذه الدعوى العمومية قد تتعرض‬
‫لالنقضاء والسقوط بأحد األسباب التي وردت في قانون المسطرة الجنائيةل والتي‬
‫نصت عليها المادة ‪ 4‬منه‪.‬‬

‫وعليه فأسباب بانقضاء الدعوى العمومية كما نصت عليها المادة ‪ 4‬أعالهل‬
‫يمكن تقسيمها إلى أسباب عامة (أوال) وأسباب خاصة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األسباب العامة النقضاء الدعوى العمومية‬

‫‪124‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫باإلضافة إلى األسباب التي أوردها المادة ‪ 4‬هنا بسبب آخر هو العفو الخاص‬
‫الذي أدخل بموجب ظهير ‪ 8‬أكتوبر ‪ 1977‬وبالتالي أصب تعداد األسباب كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬موت الشخص المتابن‬

‫‪ -‬التقادم‬

‫‪ -‬العفو بنوعين‬

‫‪ -‬نسا المقتضيات الجنائية التي تجرم الفعل‬

‫‪ -‬صدور مقرر سابق ال تعقيب فيه‬

‫‪ -‬الصل والتنازل عن الشكاية (من األسباب الخاصة)‬

‫وللتفصيل في هذه األسباب سوف نعرض لكل واحد منها أسفله دون السبب‬
‫األخيرين اللذين سيتم معالجتهما في النقطة الثانية‪.‬‬

‫صوت الشخص المتابن‬ ‫‪‬‬

‫إن الهدف الذي من أجله تحرك الدعوى العمومية هو الوصول إلى توقين‬
‫العقاب على المرتكب الجريمة لردعه وإصالحه إلعادة إدماجه في النسيج‬
‫المجتمعيل أما إذا توفي هذا المتهم فالمنطق يقول إنه ال داعي لتحريك الدعوى‬
‫العموميةل وال حاجة لذلك ألنه ال يمكن ردع المتوفي وال إصالحه واستحالة ذلك‪.‬‬

‫فبالنسبة له ذا السبب الخاص بوفاة المتهم يجب أن نميز بين وفاته قبل ويعد‬
‫التحريك‪ .‬فإذا توفي المتهم قبل تحريك الدعوى العمومية فال يجوز تحريكهال‬
‫وتصدر النيابة العامة أمرا بحفظ الملفل أما إذا حصلت الوفاة أثناء الدعوى‬
‫العمومية فتقتضي المحكمة بسقوط الدعوى العموميةل ويمن عليها بأن تقضي بأي‬
‫عقوبةل ألن الدعوى العمومية تكون قد سقطت قبل ذلكل ففي كل األحوال يعتبر‬
‫الحكم الذي تصدره المحكمة حكما معدوما النعدام الوجود القانوني لهل وال يمكن‬
‫الطعن فيه بأي وجه من وجود الطعن المقررة لألحكام‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫أما إذا توفي المتهم بعد صدور حكم نهائي فإنه يترتب على الوفاة سقوط العقوبة‬
‫المقضي بهال وإذا ظهر هذا المتهم حيا بعد الحكم بانقضاء الدعوى العمومية لوفاتهل‬
‫فإن هذا الحكم ال يعد فاصال في موضوع الدعوىل ومن تم ال يجوز حجية قانونية‪.‬‬

‫‪ ‬العفو‬

‫العفو عن الجريمة يمحو بأثر رجعي الصفة الجنائية عن الفعل اإلجراميل‬


‫فيصب كما لو كتن مباحال ولذلك ال يكون هذا العفو إال بقانون ويجوز صدور العفو‬
‫‪234‬‬
‫عن الجريمة في أية حالة كانت عليها الدعوى‪.‬‬

‫فقد نص على العفو كسبب مسقط للدعوى العمومية باإلضافة إلى المادة ‪ 4‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬الفصل ‪ 11‬من ق‪.‬ج والذي حدد شكله وآثارهل وذلك بقوله اال يكون العفو‬
‫الشامل إال بنص تشريعي صري ا‪.‬‬

‫ويحدد هذا النص ما يترتب عن العفو من آثار دون المساس بحقوق الغير‪.‬‬

‫وعليه فإذا صدر العفو قبل رفن الدعوى العموميةل فال يجوز للنيابة العامة‬
‫رفعهال إن هي فعلت وجب الحكم براءة المتهم وبعدم اختصاص المحكمة بنظر‬
‫الدعوى المدنية‪ .‬أما إذا صدر العفو بعد إقامة الدعويين العمومية والمدنية أمام‬
‫أما‬ ‫‪235‬‬
‫المحكمة الجنائية وجب الحكم بانقضاء الدعوى العمومية وبراءة المتهم‪.‬‬
‫الدعوى المدنية فتظل منظور أمام القضاء الجنائي عمال بنص المادة ‪ 12‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪ ‬صدور قانون يجعل الفعل غير معاقب عليه‬

‫إذا صدر قانون يجعل الفعل المسند إلى المتهم غير معاقب عليه فال يجوز‬
‫للنيابة العامة رفن الدعوى العمومية من هذا الفعل الذي لم يعد جريمةل وإذا فعلت‬

‫‪ -234‬أدوار غالي الله ي‪ .‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.01 :‬‬


‫‪ -235‬ييصرف أثر العفو إلى إزال الوصف اإلجرامي بيفي الركذ القانوني عذ الفعل المقترف في ظروف معيي ليص ح‬
‫بللك كأنه كان م احا للتفصيل أكثر أنظر ع الواح العلمي ال زء األو ‪ .‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.151 :‬‬

‫‪126‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وادعى المتضرر من الجريمة مدنيا أمام المحكمة الجنائية وجب الحكم ببراءة المتهم‬
‫ألن الفعل ال يعاقب عليه القانون وهدم اختصاص المحكمة بنظر الدعوى المدنية‪.‬‬

‫ويجد هذا السبب المسقط للدعوى العمومية سند في مبدأ شرعية التجريم‬
‫والعقاب المبدأ تنبني عليه القوانين الجنائيةل وهو ما أكده الفصل ‪ 1‬من ق‪.‬جل الذي‬
‫قضى بأنه اال يسوغ مؤاخذة أحد على فعل ال يعد جريمة بصري القانون وال‬
‫معاقبته بعقوبات لم يقررها القانونا‬

‫‪ ‬التقادم‪:‬‬

‫يترتب القانون على مضي مدة معينة على ارتكاب الجريمة دون اتخاذ‬
‫إجراءات فيها سقوط الدعوى العمومية بالتقادمل وإذا اكتملت هذه المدة امتنن على‬
‫النيابة العامة رفن الدعوى إلى المحكمة أما إذا رفقتها فعندئذ يجب الحكم ببراءة‬
‫المتهم النقضاء الدعوى العمومية‪.‬‬

‫وقد نص على مدة التقادم في القانون المسطرة الجنائية في المادة ‪ 1‬منه وهي‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫اتتقادم الدعوى العمومية ما لم تنص خاصة على خالف ذلك بمرور‪:‬‬

‫‪ -‬خمس عشرة سنة ميالدية كاملة تبتدئ من يوم ارتكاب الجناية‬

‫‪ -‬أربن سنوات ميالدية كاملة تبتدئ من يوم ارتكاب الجنحة‪.‬‬

‫‪ -‬سنة ميالدية تبتدئ من يوم ارتكاب المخالفة‪.‬‬

‫غير أن إذا كان الضحية قاصرا وتعرض العتداء جرمي ارتكبه في حقه أحد‬
‫أصوله أو من عليه رعاية أو كفالة أو سلطةل فإن أمر التقادم يبدأ في السريان من‬
‫جديد لنفس المدة ابتداء من تاريا بلوغ الضحية سن الرشد المدني‪.‬‬

‫ال تتقادم الدعوى العمومية الناشئة عن الجرائم التي ينص على عدم تقادمها‬
‫القانون أو اتفاقية دولية صادقت عليها المملكة وتم نشرها بالجريدة الرسمية‪.‬ا‬

‫‪ ‬صدور مقرر يكشف لقوة الشيء المقتضى به‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫إن تقرير المشرع لهذا السبب إلى جانب األسباب األخرى النقضاء الدعوى‬
‫العموميةل هو تكريس المبدأ حجة األحكام القضائية الباتة والمكتسبة لقوة الشيء‬
‫المقتضى بهل بحيث يعتبر ما تضمنته مشكال لحقيقة ال تقبل المجادلة فيها من أي‬
‫كانل وبأي إجراء كانل فال يجوز الرجوع إلى الدعوى العمومية مرة أخرى ولو‬
‫‪236‬‬
‫ظهرت أدلة جديدة أو ظروف جديدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األسباب الخاصة النقضاء الدعوى العمومية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى األسباب العامة النقضاء الدعوى العمومية والتي سبق بيانها في‬
‫النقطة أعالهل توجد أسباب أخرى خاصة تسقط بها الدعوى العمومية شأن جرائم‬
‫معينةل وهو ما نصت عليه الفقرتين األخيرتين من المادة ‪ 4‬من ق م ج بقولهما ا‪...‬‬
‫وتسقط بالصل عند ما ينص القانون صراحة على ذلك‪.‬‬

‫وتسقط أيضا بتنازل المشتكي عن شكايته إذا كانت الشكاية شرطا ضروريا‬
‫للمتابعة ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪.‬ا‬

‫وقد سميت هذه األسباب خاصة ألنها ال تسري على جمين الجرائم بل تبقى ‪...‬‬
‫على بعض الجن فحسبل وبشروط محدودة من طرف المشرع‪ .‬ونخص بالذكر‬
‫التنازل عن الشكاية المقيدة للنيابة العامةل والصل الذي يبرمه الطرف المدني من‬
‫المتهم‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أسباب انقضاء الدعوى المدنية التابعة‬

‫مادام أن الموضوع األساسي للدعوى هو التعويض عن الضرر والذي يبقى‬


‫ملقى على عاتق المتهم مرتكب الفعلل فإنه بالمقابل يكمن لهذا االلتزام أن ينقضي‬
‫مثله مثل أي التزام مدنيل بأحد األسباب العامة لالنقضاء التي تسقط بها االلتزامات‬
‫‪237‬‬
‫عموما والتي عددها الفصل ‪ 319‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬

‫‪ -236‬إن سقوط ال عوى العمومي بص ور مقرر مكتسب لقو الشيء المقتضي به يستي إلى فكر استقرار القانوني ألن لك‬
‫ضروري لكل م تمع ميظم‪ ،‬فمذ غير المق و وال المعقو أن تظل المراكز القانوني قلق على نحو دائم مذ دون أن تتح‬
‫بصف نهائي‬
‫‪ -237‬راجع الماد ‪ 021‬ق‪. . .‬‬

‫‪128‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫باإلضافة إلى هذه األسباب التي تنقضي بها الدعوى المدنية بشأن االلتزامات‬
‫المدنية هناك أسباب خاصة تنقضي بها الدعوى المدنية التابعة المنظورة أمام‬
‫القضاء الجنائي بشكل مستقل عن األسباب التي تنقضي بها الدعوى العموميةل وقد‬
‫تم النص عليها في المادة ‪ 13‬والمادة ‪ 14‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬زيادة على سبب آخر هو‬
‫صدور حكم بات في الدعوى المدنية والذي نصت عليه المادة ‪ 411‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬

‫وللتفصيل في أسباب انقضاء الدعوى المدنية التابعة سوف يقصر الحديث على‬
‫صدور حكم بات في موضوع الدعوى المدنية (أوال) ثم على التقادم الخاص‬
‫بالتعويض (ثانيا) أما السببين آخرين وهما التنازل والصل الذي تناولتها األدلة ‪4‬‬
‫الفقرتين األخيرتينل والمادة ‪ 13‬من ق‪.‬م‪.‬ج نود إثارة االنتباه بشأنهما لعدم التعرض‬
‫لهما لسبقية معالجتهال وذلك بمناسبة الحديث عن حق الضحية في إنهاء الدعوى‬
‫العمومية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬صدور حكم بات في موضوع الدعوى المدنية‬

‫لكي يكون الحكم القضائي الصادر بشأن الدعوى المدنية التابعة بسبب من‬
‫أسباب االنقضاء الخاصة بهذه الدعوىل يجب صدوره نهائي فيهال وفاصال في‬
‫موضوعها‪ .‬وليس مقتصر على عدم قبولها بسبب فقدان الصفة أو األهلية ولعيب‬
‫آخر قد يكون شكليا أو ما إلى ذلكل كما يتعين أن تتوفر الشروط المنصوص عليها‬
‫سلفال وهي اتخاذ الموضوع والسبب واألشخاص‪ .‬وبصفة عامة يرجن في تحديد‬
‫الحكم النهائي هذا إلى األحكام العامة الكتساب الحكم قوة الشيء المحكوم فيه في‬
‫القضايا المدنيةل فإذا سبق وأن فصلت المحكمة المدنية في دعوى المتضرر تعذر‬
‫‪238‬‬
‫عليه رفعها مرة أخرى إلى المحكمة الجنائية التي تحاكم المتهم‪.‬‬

‫كما نضيف في نفس اإلطار أنه إذا كان صدور الحكم نهائي وبات في موضوع‬
‫ال يربط حجية‬ ‫‪239‬‬
‫الدعوى المدنية سبب مسقط لهال إال أن الفصل ‪ 142‬ق‪.‬ل‪.‬ع‬

‫‪ -238‬أحم الومليشي‪ .‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.101 :‬‬


‫‪ -239‬ييص الفصل ‪ 021‬مذ ق‪" . . .‬ال يعت ر ال فع بقو األمر المقضي به إال إ ا تمسك به مذ له مصلح في إثارته وال‬
‫يسوغ للقاضي أن يأخل به مذ نقاء نفسه"‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الحكم المدني بالنظام العامل عكس ما هو معمول به بخصوص الحكم الجنائي البات‬
‫والنهائي الذي يعد من النظام العامل الشيء الذي يجعل إمكانية إثارة الدعوى المدنية‬
‫من عدمها رهين بإرادة من له مصلحة في ذلك دون المحكمة التي ال يجوز لها ذلك‪.‬‬
‫فن سبق وأن حصل الفصل في الدعوى المدنية بحكم أصب باتا يجوز له إذا هو لم‬
‫يرتضي ما انتهى إليه الحكم السابق الذي فصل فيه المرجن المدني إعادة المطالبة‬
‫مجددا أمام القضاء الزجري تبعا للدعوى العمومية إذا كانت ال تزال قائمةل اللهم إذا‬
‫تفطن لذلك المتهم أو المسؤول عن الحقوق المدنية ودفن هذا االدعاء الجديد لسبق‬
‫‪240‬‬
‫الفصل فيه فيكون للمحكمة الزجرية حينئذ التشبث منه ورده إن ص ذلك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التقادم‬

‫يعتبر التقادم من األسباب التي تنقضي بها الدعوى المدنية التابعة لكنه يختلف‬
‫تمام االختالف عن ذلك الذي تنقضي به الدعوى العمومية والذي أوردته المادة ‪1‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬فبالرجوع للمادة ‪ 141‬من ق‪.‬م‪.‬ج والتي تقضي بأنه اال بتقادم حق‬
‫االدعاء المدني إال طبق القواعد المعمول بها في القضايا المدنيةل وإذا تقادمت‬
‫الدعوى العمومية فال يمكن إذ ذاك إقامة المدنية سوى أمام المحكمة المدنيةا نستثف‬
‫أن الدعوى المدنية قد تنتهي بالتقادم بالرغم من بقاء الدعوى العمومية قائمة كما‬
‫تحيلنا المادة أعاله إلى أن التقادم الذي تنتهي به الدعوى المدنية التابعة يخضن‬
‫لقواعد القانون المدني المنصوص عليها في األحكام ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫وبهذا فمدة التقادم الخاصة بالدعوى المدنية التابعة نصت عليها الفصل ‪116‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬بقوله اإن دعوى التعويض من جراء جريمة أو شبه جريمة نتقادم‬
‫بمضي خمس سنوات تبتدئ من الوقت الذي بلغ فيه إلى علم الفريق المتضرر ومن‬
‫هو المسؤول عنه أو تتقادم في جمين األحوال بمضي عشرين سنة تبتدئ من وقت‬
‫حدوث الضررا‬

‫‪ -240‬ع الواح العلمي‪ ،‬ال زء األو ‪ .‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.331 :‬‬

‫‪131‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫كما أن الفصل أعاله اشترط ألعمال التقادم وبدء سريان فترة ‪ 1‬سنواتل علم‬
‫المتضرر بحدوث الضرر وعلمه كذلك بالمسؤول عن تعويض الضرر الالحق به‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬حدود تأثير انقضاء الدعويين‬

‫بعد أن تعرضنا أعاله في الفقرتين السابقتين ألسباب انقضاء لكل من الدعويين‬


‫العمومية والمدنية التابعة لها تبين لنا أن لكل دعوى أسبابها الخاصة المسقطة لها‪.‬‬

‫فالمشرع وإذ كان قد نص على تبعية الدعوى المدنية للدعوى العمومية في عدة‬
‫أحكامل إال أنه عمل على تقرير أسباب خاصة بكل دعوى تنقضي بها‪ .‬وما يجب أن‬
‫تبديه في هذا المجال هو حدود تبعية الدعوى المدنية للدعوى العمومية حالة انقضاء‬
‫أي منهما؟‬

‫وللتعرض لذلك وجب تقسيم هذه الفقرة إلى محورين نتحدث في األول (أوال)‬
‫عن بقاء الدعوى المدنية قائمة أمام المحكمة الزجرية رغم سقوط الدعوى العمومية‬
‫المنظورة معها ثم في (ثانيا) نرى عدم انقطاع سير الدعوى العمومية أو توقفها‬
‫بسبب التخلي عن الدعوى المدنية أو التصال شأنها أو التنازل عنها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بقاء الدعوى المدنية قائمة أمام المحكمة الزجرية رغم سقوط الدعوى‬
‫العمومية المنظورة معها‬

‫إن التبعية الدعوى المدنية للدعوى العمومية كمقتضى قانوني راسا كان معه‬
‫أن يؤثر انتهاء ا لدعوى العمومية على الدعوى المدنية التي يباشرها القضاء الجنائي‬
‫إال بحكم التبعية لنظره في المتابعة الجنائيةل لكن القانون قرر عكس ذلك ألسباب‬
‫وغايات عدةل فقد حرص على سرعة البث في القضايال ولتفادي تكرار اإلجراءات‬
‫نتيجة تنقل القضايا من محكمة إلى أخرىل سيما إذا حدث سبب انتهاء الدعوى‬
‫‪241‬‬
‫العمومية في المرحلة النهائية لإلجراءات‪.‬‬

‫‪ -241‬أحم الومليشي‪ .‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.113 :‬‬

‫‪131‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وهكذا فقد ورد النص على قاعدة بقاء الدعوى المدنية قائمة أمام المحكمة‬
‫الزجرية رغم سقوط الدعوى العمومية في المواد ‪ 12‬والفقرة ‪ 1‬من المادة ‪3891‬‬
‫و‪ 416‬و‪ 436‬و‪ 417‬في الفقرة الثامنة من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫وقد قضت المادة ‪ 12‬ق‪.‬م‪.‬ج بأنه اإذا كانت المحكمة الزجرية تنظر في‬
‫الدعوى العمومية والدعوى المدنية معال فإن وقوع سبب مسقط للدعوى العمومية‬
‫يترك الدعوى المدنية قائمةل وتبقى خاضعة الختصاص المحكمة الزجريةا‬

‫كما نصت الفقرة الخامسة من المادة ‪ 389‬بأنه اعندما تصرح المحكمة بسقوط‬
‫الدعوى العمومية بناء على أحد أسبا السقوط المنصوص عليها في المادة الرابعة من‬
‫هذا القانون فإنها تبقى مختصة طبقا لمادة ‪ 12‬للبث في الدعوى المدنيةا‪.‬‬

‫وتقضي المادة ‪ 436‬بأنه اإذا قدم الطرف المدني مطالبة المدنية فإن غرفة‬
‫الجنايات ثبت بموجب نفس القرار الصادر عنها بإدانة المتهم في قبول الطلب وفي‬
‫من التعويض عن الضرر إن اقتضى الحال‪.‬‬

‫تبقى غرفة الجنايات مختصة بالبث طبقا للفقرة السابقة في حالة سقوط الدعوى‬
‫العمومية لسبب من األسباب المنصوص عليها في المادة الرابعة أو في حالة صدور‬
‫حكم باإلعطاء تطبيقا للفصلين ‪ 76‬و‪ 141‬من القانون الجنائي‪.‬‬

‫تصرح الغرفة بعدم اختصاصها في حال إصدارها قرار ببراءة المتهما‬

‫إن قاعدة بقاء الدعوى المدنية قائمة أمام المحكمة الزجرية رغم سقوط الدعوى‬
‫العمومية المنظورة معها ما هو إال مظهر من مظاهر استقالل كل من الدعويين عن‬
‫األخرىل وتعتبر استثناء من التزام البث في الدعوى المدنية بموجب نفس المقرر‬
‫الصادر في جوهر الدعوى العموميةل والذي نصت عليه الفقرة األولى من المادة ‪9‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬والمواد ‪ 389‬و‪ 411‬و‪ 414‬و‪ 436‬و‪ 417‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫فمؤدى القاعدة ‪-‬بقاء الدعوى المدنية قائمة – هو بقاء الدعوى المدنية خاضعة‬
‫لالختصاص المحكمة الزجريةل وتظل قائمة أمامها رغم سقوط الدعوى العمومية‬

‫‪132‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المنظورة معهال ويشترط لذلك أن تكون الدعويان العمومية والمدنية قد تم رفعهما‬


‫إلى المحكمة الزجرية على نحو صحي ووفق الشروط القانونية التي تخص رفن‬
‫الدعوى المدنية التابعة أمام القضاء الجنائيل وقبل وقوع السبب المسقط للدعوى‬
‫العموميةل وهذه القاعدة تطبق في أية حالة تكون عليها الدعوى فتنطبق أمام المحكمة‬
‫‪243‬‬
‫االبتدائية وأمام محكمة االستئنافل‪ 242‬وأمام محكمة النقض‪.‬‬

‫وقد قضت المحاكم المغربية بخصوص بقاء الدعوى المدنية التابعة قائمة أمام‬
‫المحكمة الزجرية رغم سقوط الدعوى العمومية بما يلي‪:‬‬

‫قضت محكمة النقض بتاريا ‪ 14/17/28‬بمت يلي ابقاء المحكمة الزجرية‬


‫مختصة بالنظر في الدعوى المدنية التابعة مشروط بكون الوقائن المسقطة للدعوى‬
‫العمومية وقعت وقت نظر المحكمة في الدعويين معا العمومية والمدنيةل أما إذا‬
‫وقعت حوادث مسقطة للدعوى العمومية فبل ذلك فإن المحكمة الزجرية ال تكون‬
‫مختصة بالنظر في البث في الدعوى المدنية التابعةل ألن األساس الذي تقوم عليه‬
‫‪244‬‬
‫هذه األخيرة لم يعد قائما أمام هذه المحكمة‪.‬ا‬

‫كما قضت محكمة االستئناف لقنيطرة بتاريا ‪ 11/12/14‬بما يلي اإن تصري‬
‫المحكمة الزجرية بسقوط الدعوى العمومية للتقادم قبل ضرحها أمام المحكمة‬
‫االبتدائية يسلبها االختصاص للنظر في الدعوى المدنية التابعة وعلى المتضرر‬
‫مراجعة القضاء المدني فيما تعرض له ضرار إن تهيأ له أنه متضرر من فعل‬
‫‪245‬‬
‫المشتكى بها‬

‫‪ -242‬راجع المواد ‪ 359‬و‪ 010‬و‪ 031‬مذ ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ -243‬محم ع الحمي األلفي‪ .‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.01 :‬‬
‫‪ -244‬قرار صادر عذ الم لس األعلى سابقا بتاريخ ‪ 40/1/15‬تحت ع د ‪ 14/1131‬في الملف ال يحي ع د ‪.41/1041‬‬
‫‪ -245‬قرار صادر عذ محكم االستيياف بالقييمر بتاريخ ‪ 12/41/10‬تحت ع د ‪ 1339‬في الملف ع د ‪10/1141/1111‬‬
‫ميشور بم ل االشعا ع د ‪ 00‬و‪ 02‬ص‪.312 :‬‬

‫‪133‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫كما قضت كذلك نفس محكمة االستئناف بتاريا ‪ 98/4/11‬بأنه اسقوط الدعوى‬
‫العمومية بحكم اكتسب قوة الشيء المقضي به ال يمنن المحكمة من البث في الدعوى‬
‫‪246‬‬
‫المدنية منفصلة عن الدعوى المنية ورفن التعويض المحكوم به ابتدائيا‪.‬ا‬

‫ثانيا‪ :‬عدم انقطاع سير الدعوى العمومية أو توقفها سبب التخلي عن الدعوى‬
‫المدنية أو التصالح بشأنها أو التنازل عنها‬

‫لقد تم النص على قاعدة عدم انقطاع سير الدعوى العمومية أو توقفها بسبب‬
‫التخلي عن الدعوى المدنية أو التصال بشأنها أو التنازل عتها في المادة ‪ 131‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬وورد النص على االستثناءات من تلك القاعدة في المواد ‪ 4‬في فقرتيها‬
‫األخيرتين والمادة ‪ 41‬في فقرتها الثامنة و‪ 382‬و‪ 461‬في الفقرات ‪ 3‬و‪ 4‬و‪ 1‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫وهذا فقد نصت المادة ‪ 13‬من ق‪.‬م‪.‬ج باعتبارها األساس القانوني الذي تستند‬
‫إليه القاعدة بقولها ايمكن للطرف المتضرر أن يتخلى عن دعواه أو يصال بشأنها‬
‫أو يتنازل عنها دون أن يترتب عن ذلك انقطاع سير الدعوى العمومية أو توقفها إال‬
‫إذا سقطت هذه الدعوى تطبيقا للفقرة الثالثة والرابعة من مراعاة مقتضيات المادة‬
‫‪ 372‬بعدها‬

‫وعليه فانتهاء الدعوى المدنية بعد تحريكها أمام المحكمة الجنائية ال يؤثر على‬
‫سير الدعوى العموميةل وهو حكم بديهي ألن هذه الدعوى هي األصلية أمام القضاء‬
‫الجنائي فال يمكن أن تِثر عليها الدعوى الفرعية المتعلقة بالتعويض المدني‪ 247‬إال أن‬
‫هناك استثناءات على هذه القاعدة التي نصت عليها الفقرتين من المادة ‪ 4‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫والتي تعتبرها تعبير عن دور الضحية في الدعوى العمومية‪.‬‬

‫ومؤدى هذه القاعدة هو بقاء الدعوى العمومية قائمة أمام القضاء الجنائيل وعدم‬
‫تأثرها بعوارض الدعوى المدنية التابعة لها فال تسقط وال ينقطن سيرها وال يتوقف‬

‫‪ -246‬قرار صادر عذ محكم االستيياف بالقييمر بتاريخ ‪ 95/0/12‬تحت ع د ‪ 012‬في الملف ع د ‪ 95/112‬ميشور‬
‫بم ل القصر ع د ‪ 13‬ص‪.140 :‬‬
‫‪ -247‬أحم الومليشي م‪.‬س‪ .‬ص‪.113 :‬‬

‫‪134‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫سبب التخلي عن الدعوى المدنية أو التصال بشأنها أو التنازل عنها إالفي الحاالت‬
‫‪248‬‬
‫المنصوص عليها قانونا‪.‬‬

‫‪ 69/14/14‬على أن‬ ‫‪249‬‬


‫أما العمل القضائي فقد قضت محكمة النقض بتاريا‬
‫له اينص الفصل ‪ 13‬من ق‪.‬م‪.‬ج على يجوز للفريق المتضرر أن يتخلى عن حقه‬
‫في االدعاء أو يصال بشأنه أو يتنازل عن الدعوىل ولهذا تكون محكمة الموضوع‬
‫قد خرقت النص عندما لم تعتبر التصال بين الفرقين لعله أن التعويض المدني في‬
‫هذه النازلة ينبثق عن المسؤولية التقصيرية في حين أن الحق المنصوص عليه في‬
‫‪250‬‬
‫الفصل ‪ 13‬المذكور حق عام ومطلق‪.‬‬

‫أما فيما يخص االستثناءات التي ترد على هذه القاعدة فقد قضت محكمة النقض‬
‫بتاريا ‪ 13/1/7‬بأن اتنازل شركة التبغ عن مطالبها إثر لصالحة أثناء سريان‬
‫‪251‬‬
‫الدعوى يرتب أثرا مسقطا للدعوى العمومية المتعلقة بالتبغا‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫لقد تبين لنا مما تقدم في هذا البحث ان المشرع المغربي اخذ بإمكانية إقامة‬
‫الدعوى المدنية التابعة امام القضاء الزجري‪ ,‬و تمكين المتضرر من الجرم من حق‬
‫الخيار بين الطريقين الجنائي والمدني ل واعتبره استثناء من قواعد االختصاص‬
‫المعمول بها والمألوفة التي تعقد صالحية البت في الدعوى لمدنية للقضاء المدني‬
‫فقطل وقد عمل بذلك مراعاة لوحدة مصدر الضررين في هذا الصدد وهو الجريمة‪,‬‬
‫كما قصد به ادخال بعض المرونة على قاعدة مالئمة المتابعة التي تتحكم فيها النيابة‬
‫العامةل فضال عن تالفي تناقض االحكام فيما لو ترك أمر الفصل لجهتين قضائيين‬

‫‪ -248‬محم ع الحمي األلفي‪ .‬م‪ .‬س‪ .‬ص‪.01 :‬‬


‫‪ -249‬تسقط ال عوى العمومي بالصلح مع المضرور مذ ال ريم عي ما ييص القانون صراح وكلا بالتياز عذ الشكاي إ ا‬
‫كانت شرطا للمتابع ك ريم الويان الزوجي ‪ ،‬وجرائم السرق واليصب وخيان األمان التي تقع بيذ األصو واالزواج‬
‫واألقارب‪.‬‬
‫كما تتوقف بالصلح واألمر القضائي اللي يتوله رئيس المحكم االبت ائي في حال تراضي الضحي والمشتكي به بوصوص‬
‫جريم ال تت اوز سيتيذ ح سا وغرام ال تت اوز ‪ 2444‬درهم‪.‬‬
‫‪ -250‬قرارا صادر عذ الم لس األعلى سابقا بتاريخ ‪ 19/0/10‬تحت ع د ‪.205‬‬
‫‪ -251‬قرار صادر عذ الم لس األعلى بتاريخ ‪ 43/2/1‬تحت ع د ‪ 11419‬في الملف ع د ‪ 41/14911‬وميشور بم ل‬
‫قضاء الم لس األعلى ع د ‪ 11‬ص‪.195 :‬‬

‫‪135‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫مختلفتينل عالوة على تمكين المتضرر من االستفادة من السرعة وفعالية الطريق‬


‫الزجري‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫قراءة في الدستور والديمقراطية في ثورات الربيع العربي‬


‫د‪.‬محمد األمين البقالي الطاهري‬
‫باحي في القانون العام والعلوم السياسية‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬طنجة‪ ،‬المغرب‬
‫تعت بر ح قوق االن سان منظو مة قيم ت مس االن سان من شتى جوان به السيا سية‬
‫والمدنية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية من أهم القضايا المطروحة على م ستوى‬
‫الممارسة محليا ودوليال وتجلى ذلك من خالل تكييف ال قوانين الداخل ية من ال صكوك‬
‫الدولية لح قوق االن سانل فالم شكلة ال تي يطرح ها مو ضوع الحر يات العا مة وح قوق‬
‫االنسان والديمقراطيةل ال تختصر بم سألة االع تراف بالحقوق والحر يات العا مة من‬
‫عةةدمهال بةةل انهةةا تتعلةةق أساس ةا ً بمسةةألة تنظةةيم ممارسةةة هةةذه الحريةةات وحمايتهةةال‬
‫واحاطتها بالضمانات الكافيةل ومن أبرز هذه الضمانات نجد الضمانات الدستورية‪.‬‬

‫فهل يضمن الدستور للشعب حقوقه اإلنسانية في بلد من البلدان؟ وهل تت صرف‬
‫ال سلطات العا مة وف قا للد ستور؟ سؤاالن من أك ثر األ سئلة ال تي ت طرح ع ند ق ياس‬
‫الحالة العامة في بلد من البلدانل ويعكسان المكانة المركزية التي يحتلها الد ستور في‬
‫حياة الشعوب والدولل وبما أن الدستور هو أسمى تعبير عن إرادة األمةل باعت بار أن‬
‫هذا األخير يأتي في ق مة الهي كل الهر مي لل صكوك القانون يةل فإ نه ينب غي أن تتوا فق‬
‫جمين قوانين الدولة أو تدابيرها القانونية من هذا الدستورل وإال توجب على المؤس سة‬
‫القضائية المختصة الدفن بإلغائه واعتباره باطال‪.‬‬

‫فالعمل وفق الدستور على نحو منصف وعادلل كونه يتفق من حقوق اإلن سان‬
‫والحريةةات األساسةةية المحميةةةل هةةو أعلةةى ضةةمانة قانونيةةة لتحقيةةق رفاهيةةة النةةاس‬
‫ومصالحهمل وأداة أساسية في تشكيل حياة المجتمن وتنظيم الدولة‪.‬‬

‫و بما أن الدستور يوجد في صلب الح ياة السيا سية واالجتماع يةل وي حدد العال قة‬
‫بين الدو لة والمجت منل فإ نه ينب غي عل يه في أو قات األز مات أن ي ضمن قدرا من‬
‫االستقرار السياسي واالجتماعيل كما يم كن ل هذا الد ستور أن ي كون نو عا ً من خ طط‬

‫‪137‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ال سالم ال تي تم نن ت كرار حدوث ت لك ال توترات و ما ي نتج عن ها من سلبياتل ح يث‬


‫ويصب هذا الدستور في أوقات الت حول ا لديمقراطي أداة إلد خال تغ يرات في الح ياة‬
‫السياسية واالجتماعية بما يخدم مصلحة المواطنين‪.‬‬

‫لهذا فعمليات وضن الدستور تشكل ركنا محور يا في الت حوالت الديمقراط ية‬
‫وب ناء ال سالمل إذا ما ا ستندت إ لى م شاركة وا سعة الن طاق لجم ين اط ياف المجت منل‬
‫التي يمكنها أن تعبر عن أراءها دون عوائق من جا نب الما سكين بز مام ال سلطة‪252‬ل‬
‫وهكذا فوضن الدستور هو مفهوم واسن من من ظور األ مم المت حدة‪253‬ل ي شمل عمل ية‬
‫صياغة جوهر د ستور جد يد أو إد خال إ صالحات ع لى د ستور قائمل يكت سي أهم ية‬
‫بالغةةة ألن هةةذه الصةةياغة أو هةةذا التعةةديل بالشةةكل الصةةحي هةةو الضةةامن السياسةةي‬
‫السلميل وتوطيد السالم للفترة الالحقة على انتهاء النزاعل ح يث تم ثل هذه ال صياغة‬
‫حزمة لتشكيل رؤية مشتركة لمستقبل الدولة بما يكفل الحق والحرية للجمين‪.‬‬

‫واألمم المتحدة وفقا للمذكرة التوجيهية لألمين ال عام ب شأن و ضن الد ساتير‬
‫مدعوة إلى دعم عمليات وضن هذه الدساتير إذا ما طلب منها ذلكل من خالل توفير‬
‫الخبرات والموارد المالئمةل حيث عينت المفوضية السامية لحقوق اإلنسان طرفا في‬
‫هذه العمليةل مدعومة من موظفي األ مم المت حدة وغ يرهم من الج هات الفاع لة ع لى‬
‫‪.‬‬ ‫‪254‬‬
‫الصعيد الوطني والدولي للقيام بعمليات اإلصالح على نحو فعال‬

‫ونتي جة لذلك ي جري إ صالح الد ستور وف قا ل سياقات مختل فةل كانت قال أ شكال‬
‫الحكم من االستبدادي إلى الديمقراطي أوفي أعقاب انتهاء نزاع مال ح يث يع مل هذا‬
‫األخير على محاولة إرساء الديمقراطية من أجل بناء سالم مستدام لأو من أجل القيام‬
‫بإصالحات وتعزيز العدالة االجتماعية في الديمقراطيات الراسخة‪.‬‬

‫وتعتبر الحركات االحتجاجية التي شهدتها العديد من البلدان العرب يةل و ما تر تب‬
‫عنها من تبعاتل عودة حقيقية للنقاش المجتمعي والسياسي لموضوع صياغة الوثي قة‬
‫‪ - 252‬حقوق اإلنسان ووضع ال ساتير األمم المتح مكتب المفوض السامي نيويورك وجييف ‪1415‬‬
‫بتاريخ ‪ 19‬دجي ر ‪ 1414‬على الساع ‪13‬و‪34‬د‪website :www.un.org/publications .‬‬
‫‪ - 253‬التعليق العام رقم ‪ (1991)، 25‬لل ي المعيي بحقوق اإلنسان صفح ‪.3‬‬
‫‪ - 254‬المرجع السابق صفح ‪1‬‬

‫‪138‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الد ستوريةل والد سترة والد ستورانيةل كراف عة أسا سية لتنز يل المطا لب االجتماع يةل‬
‫حيةةث تعةةددت أسةةباب هةةذه الثةةوراتل لكنهةةا التقةةت فةةي المطالبةةة بالعدالةةة والحريةةة‬
‫والحقةوق المشةةروعة فةةي أبسةةط تجلياتهةةال ممةا أسةةفر عةةن مجموعةةة مةةن التحةةوالت‬
‫الدسةةتورية والسياسةةية التةةي غيةةرت المشةةهد القةةانوني والسياسةةي فةةي بعةةض الةةدول‬
‫العربيةل ولذلك فإن األسئلة التي يتعين طرحها في مثل هذه الحاالت هي‪:‬‬

‫ما نوع اإلصالحات الدستورية المقررة؟ وما الهدف أو الغاية من التغ يرات في‬
‫القانون الدستوري؟ وهل حققت التغ يرات ال تي أ سفرت عن ها ثورات الرب ين العر بي‬
‫هذه األهداف والغايات؟‬

‫ونهدف عبر هذه المقا لة العلم ية محاو لة اإلجا بة عن هذه األ سئلة من خالل‬
‫الو قوف ع لى مجمو عة من ت جارب ا لوطن العر بي وخصو صا الم غربل م صرل‬
‫تونس والجزائر منذ سنة ‪ 2111‬إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫وبالرجوع إ لى أ سباب ثورات الرب ين العر بيل وخصو صا في ب لدان ج نوب‬


‫المتوسةط المعنيةة بالدراسةةة فةي هةذه المقالةةةل نجةد أنهةا التقةةت جميعهةا فةي مطالةةب‬
‫مشروعة تنهل من دساتير هذه الدولل من المطالبة بإدخال بعض التعديالت التي تحد‬
‫من سلطات الحكام واالرتقاء بالحقوق والحريات األساسية للمواطنين‪.‬‬

‫ففي المغرب مثالل اعتبرت الثورة وسيلة لت سرين عمل ية اإل صالح ال تي د شنها‬
‫صعود الملةك مح مد السةادس ا لى العةرش‪ 255‬م نذ ‪ 23‬يوليوز‪/‬تمةوز‪1999‬ل طبقةا‬
‫للفصل ‪ 21‬من دستور‪1996‬ل حيث ركز في خ طاب ال عرش األول ‪ 256‬ل ع لى أن‬
‫الحاجةةة إلةةةى تعزيةةةز الديمقراطيةةةة وتحةةديث المؤسسةةةات والتجديةةةدل فةةةي احتةةةرام‬
‫الديمقراطية وسيادة القانون في إطار الملكية الدستوريةل واحقاق المساواة بين جم ين‬
‫المغاربةل حيث قام الم لك وف قا لذلكل بتع يين لج نة اإلن صاف والم صالحة ال تي ع هد‬
‫إلي ها بالتحقيق في االنتها كات الغ ير القانون ية ال تي حدثت م نذ اال ستقالل ح تى سنة‬
‫‪ - 255‬ماريانا أوتاي وميري يت رايلي‪ :‬المغرب مذ االصالح الهرمي الى االنتقا ال يمقراطي؟ أوراق كارني ي‪،‬‬
‫ال يمقراطي وسياد القانون‪ ،‬سلسل الشرق األوسط‪ ،‬رقم ‪ ،11‬م سس كارني ي للسالم ال ولي‪ ،‬شتي ر ‪ ،1441‬ص ‪11‬‬
‫ومابع ها‪.‬‬
‫‪ - 256‬خماب العرش ‪ 34‬يوليوز سي ‪www.maroc.ma ،1999‬‬

‫‪139‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫تربعه العرشل مما أبان عن إرادة حقيقية للتصال بين العرش والشعب‪257‬ل ر غم ما‬
‫تعرضت له هذه الهيئة من انت قادات من ق بل منظ مات حقوق ية وطن ية ودول يةل ح يث‬
‫قدمت منظمة العفو الدول ية ن قدا مف صال لع مل اللج نة ومتابعت ها‪258‬ل اال أ نه ال بد أن‬
‫نسجل أنها تجربة شجاعة بكل المقاييسل ال على مستوى احداث الهي ئات ف قطل وان ما‬
‫على مستوى بلورة النتائج والتوصيات التي خلصت اليها‪.259‬‬

‫وقد استقبل المغاربة مشروع الد ستور الجد يد ا لذي أعل نه الم لك مح مد ال سادس‬
‫في ‪ 17‬يونيو‪ /‬حزيران ‪ 2011‬ا ستجابة لل حراك ال شعبي ا لذي عر فه الم غرب ب عد‬
‫‪ 21‬فبرايةةر‪ /‬شةةباط ‪ 2011‬الةةذي طالةةب بإصةةالحات ديمقراطيةةةل بقةةدر كبيةةر مةةن‬
‫المشةةاعر المتناقضةةة وإن كةةان أغلبهةةا غمةةره الشةةعور بالرضةةىل ألنهةةم رأوا فةةي‬
‫اإلصالحات الدستورية فر صة جد يدة إل عادة هيك لة الن ظام ال قانوني والسيا سي دون‬
‫تعريض البالد لموجة من االضطرابات واالحتجا جات الطوي لةل ح يث أ قر اال ستفتاء‬
‫الشعبي نص الد ستور بأغلب ية كب يرة وبن سبة مواف قة و صلت إ لى ‪98,5%260‬ل ل يتم‬
‫نشر الدستور الجد يد بظه ير مل كي‪ 261‬ب تاريا ‪ 29‬يوليوز‪/‬ت موز ‪ 2011‬ل م ما أدى‬
‫إلى حل البرلمان بقرار من الملك والدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة انطال قا من‬
‫‪25‬نوفمبر‪ /‬تشرين الثاني ‪2011‬ل طبقا ً للمادة ‪ 62‬من الدستور الجديد‪.262‬‬

‫وهكذا نج حت المؤس سة الملك ية في الب قاء متقد مة ع لى حر كة االحت جاج ال تي‬


‫عصفت بنظام بن علي ومبارك في كل من تونس وم صر و أقح مت ليب يا و سوريا‬
‫واليمن والبحرين في دوامة من االضطرابات والعنف‪.‬‬

‫‪ - 257‬أنظر‪S.Colombo ,il Marrocco tra modernita e tradizione, in S. Gentgen, K Mezran, S. :‬‬


‫‪Colombo (eds), L’Africa mediterranea, Donzelli, Roma, 2011, spec. P 81 ff ; B.L Garcia,‬‬
‫‪Morocco. Ten years of Mohamed VI’s Reign in Medeterranean, Yearbook, 2010,pp.168ff.‬‬
‫‪258‬‬
‫اطلع عليه بتاريخ ‪ 41‬يياير ‪ 1411‬على السلع ‪11‬و‪34‬د ‪- Amnesty international_06-01-2010‬‬
‫‪ - 259‬د‪.‬ادريس لكرييي‪ :‬ت بير أزما التحو ال يمقراطي‪ ،‬مقارب للحراك العربي في ضوء الت ارب ال ولي ‪ ،‬المم ع‬
‫والوراق الوطيي ‪ ،‬مراكش ‪ ،1414‬ص ‪.101‬‬
‫‪ - 260‬األمر ال ير بالمالحظ ليس فقط ارتفا نس األصوا الم ي ليص ال ستور‪ ،‬بل أيضا المشارك الشع ي الك ير‬
‫التي وصلت الى حوالي ‪ 11‬بالمي مذ م مو السكان الليذ يحق لهم االنتواب‪.‬‬
‫‪ - 261‬ظهير ‪ 91.111.1‬بتاريخ ‪ 19‬يوليوز ‪.1411‬‬
‫‪ - 262‬الماد ‪ 11‬مذ دستور ‪ 1411‬والتي يح د كيفي انتواب أعضاء م لس اليواب وم تهم‪ ،‬وتحيل على قانون تيظيمي‬
‫لتأليف الم لس وم ادئ التقسيم االنتوابي وشروط االنتواب وحاال التيافي ونظام الميازعا ‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫لكةةن مةةاذا بعةةد هةةذه االصةةالحات ونحةةن ندشةةن العشةةرية الثانيةةة مةةن دسةةتور‬
‫‪ 2011‬؟ ماذا تحقق؟ وماذا تغير؟ وهل ن ج هذا الد ستور في تغي ير ح ياة ال مواطن‬
‫المغربي؟ أسئلة ت ظل مطرو حة وقاب لة الن قاشل ل كن ال بد من اإل قرار بأن مو جات‬
‫التغيير عبر التاريا لم تأت با ستقرار أو بازد هار خالل مدة ق صيرة ( ‪ 11‬سنوات‬
‫مثال) ألن التغيير غالبا ما يقت ضي وق تا أ طولل و من ذ لك فإن نا ال نن كر ما يم كن أن‬
‫تقدمه هذه العشرية من الدروس لالستفادة منهال من أجل ب ناء الع قود القاد مة بطري قة‬
‫تكفل السلم واالزدهار للفرد والمجتمن على حد سواء‪.‬‬

‫ومن بين هذه الدروس نجد أن األنظمة العربية يجب أن تتمكن بطريقة ما من‬
‫محاكات الهموم اليومية لشعوبهال وتوفير العيش الكريم لها ومحاربة الف ساد المتف شي‬
‫في جل مؤسساتها من خالل انفاذ القانونل على اعتبار أن ضعف المأس سة والحكا مة‬
‫الر شيدة هةي من األسةباب الرئيسةية ال ندالع ثةورات الرب ين العربةيل إذ أن القةوى‬
‫الفاع لة في الح قل السيا سي وال مؤثرة ف يه تتم تن بو ضن اعت باري كب ير يمكن ها في‬
‫غياب المحاسبة والمساءلة في إطار القانونل من ا ستعادة قوا ها وا ساليبهال م ستفيدة‬
‫دائما من قلة خبرة و تنظيم ال قوى االحتجاج ية المنظ مة ضدهال لذلك ال بد من ب ناء‬
‫مؤسسات حقيقية و أنظمة فصل وتوازن حقيقي للسلطل و سيادة ال قانون ع لى الجم ين‬
‫أفرادا ومؤسسات‪.‬‬

‫ك ما أن االحتجا جات وال ثورات إذا لم تؤطر فكر يا وتنظيم يال لن تؤدي إ لى‬
‫بناء دول حداثية تستند إلى مؤسسات راسخة و إلى سيادة ال قانون واح ترام التعدد يةل‬
‫كما أنها تحتاج إلى نطاق زمني كاف لنضوجهال وهو ما نراه غا ئب ع ند عدد كب ير‬
‫من الجيل الجديدل في غياب التأطير الحزبي ومؤسسات المجتمن ال مدنيل ال تي غال با‬
‫ما تعنى بما هو اجتماعي على حساب ما هو سياسيل على اعت بار أن ث مار السيا سي‬
‫قد ال نلم سه اال ب عد ف ترة زمن ية طوي لةل من ت لك ال تي يتطلب ها الو صول إ لى ث مار‬
‫العمل االجتماعي‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وبالنسبة لتونسل فقد وجهت االحتجاجات ضد الن ظام ال حاكم المم عن في الف ساد‬
‫والذي كان ي قوده بن ع ليل وا لذي ق سم المجت من إ لى فئ تينل ف ئة قري بة من ال سلطة‬
‫تستفيد من امتيازات كثيرةل على حساب فئة عري ضة من ال شعب ترزح ت حت عت بة‬
‫الف قرل و تذعن ل ما تمل يه الف ئة األو لى ع لى قلت هال فانت شرت الو ساطة والمح سوبية‬
‫والر شوة‪...‬وغيرها من ال سلوكات السيا سية الفا سدة‪263‬ل و قد مارس الن ظام ال حاكم‬
‫نوعا من التعتيم اإلعال مي ع لى مجمو عة من الت جاوزات اب تداء من يون يو‪/‬حزيران‬
‫‪2008‬ل أو ما سمي باحتجاجات يونيو ‪264‬ل حيث أغلقت شبكة التوا صل االجت ماعي‬
‫في ‪18‬غ شت‪/‬آب ‪2008‬ل وال تي أع يد فتح ها ب عد حم لة دول ية ب تاريا ‪ 3‬شتنبر‪/‬‬
‫أيلول ‪2008‬ل لتعمل بعد ذلك ع لى ل عب دور م حوري في تن ظيم هذه االحتجا جات‬
‫ومناقشة القضايا السياسية عبرها ‪.265‬‬

‫ليرد ال شعب مبا شرة ب عدما أ حرق ال بوعزيزي نف سهل بتن ظيم م ظاهرات شعبية‬
‫ضد نظام بن علي الذي خرج ليندد بالتظاهر الذي أضر باالقتصاد التونسيل متو عدا‬
‫المحتجةةين بالعقةةاب علةةى اعتبةةار أنهةةم إرهةةابيون ويخةةدمون أجنةةدات أجنبيةةةل لكةةن‬
‫االستمرار في االحتجاج دفعه للت صري ب عدم ني ته للتر ش لف ترة رئا سية جد يدة‪266‬ل‬
‫ال شيء ا لذي لم ي كن كاف يا إلر ضاء المطا لب االحتجاج ية المطال بة بالديمقراط يةل‬
‫والحر ية والم ساوات‪...‬ل م ما أدى ا لى هرب بن ع لي ا لى ال سعوديةل ل يتم ت شكيل‬
‫حكومة مؤقتة أطلقت على نفسها اسم مج لس حما ية ال ثورةل برئا سة مح مد الغنو شي‬
‫والتي أج برت حكوم ته ع لى ت قديم ا ستقالتها في ‪ 27‬فبراير‪ /‬شباط ‪2011‬ل وت شكيل‬
‫ال باجي قا يد السب سي‪ 267‬لحكو مة جد يدةل ح يث ح لت المؤس سات ال تي كا نت واق عة‬
‫ت حت ن فوذ الن ظام ال قديمل وتأ سيس الهي ئة العل يا الم ستقلة لالنتخا بات ال تي ح ضرت‬
‫مشةةاركة المسةةؤولين السةةابقين‪ -‬فةةي حةةزب التجمةةن الدسةةتوري الةةديمقراطي‪ -‬فةةي‬

‫‪ - 263‬د‪.‬الصادق الساحلي‪ ،‬هل أتاك ح يث الثور ؟ الشرك العام للم اع ‪ ،‬جوسيم‪ ،‬تونس‪1411 ،‬ن ص ‪ 1‬وما بع ها‪.‬‬
‫‪ - 264‬حيث أطلق ال يش اليار على متظاهريذ مذ عائال عما المياجم المتوفيذ في حادث الرديف‪.‬‬
‫‪ - 265‬حيث تحولت هله الوسائط التواصلي في السيوا األخير الى وسائل ضغط حقيقي ‪ ،‬نظرا ل ورها الك ير في نقل‬
‫المعلوم ‪ ،‬وكلا التفاعل معها بكيفي تصيع األح اث‪ ،‬وت ثر في الرأي العام‪ ،‬وتوجهه في أحيان كثير ‪.‬‬
‫‪ - 266‬الفتر الثامي بع أن زاد التع يل ال ستوري لسي ‪ 1441‬مذ الح األدنى المفروض على الفتر الرئاسي والمح د في‬
‫‪ 3‬فترا ‪.‬‬
‫‪ - 267‬الياشط السياسي خال فتر بورقي والعائ الى الحيا السياسي بع هرب بذ علي مذ تونس‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫االنتخا بات ال تي أجر يت في ‪ 23‬أك توبر‪ /‬ت شرين األول ‪2011‬ل ل يتم تب ني د ستور‬
‫مؤقت ويصب معه منصف المرزوقي الرئيس المؤقت للبالد‪.‬‬

‫لتبدأ عملية وضن الد ستور الجد يد انطال قا من ‪ 13‬فبرا ير‪ /‬شباط ‪2012‬ل بين‬
‫الحكو مة االئتالف ية والمعار ضة وبم ساعدة لج نة البندق ية‪268‬ل ل يتم إ قرار الد ستور‬
‫الجديةةد انطالقةةا مةةن ‪ 26‬ينةةاير‪ /‬كةةانون الثةةاني ‪2014‬ل والةةذي جةةاء لتأسةةيس نظةةام‬
‫جمهةوري ديمقراطةةي تشةاركيل فةةي إطةار دولةةة مدنيةةل السةةيادة فيهةا للشةةعب عبةةر‬
‫التةداول السةةلمي علةةى الحكةةمل بواسةةطة االنتخابةةات الحةةرة وعلةةى مبةةدإ الفصةةل بةةين‬
‫ال سلطات وال توازن بين ها‪ 269‬ل وت ضمن ف يه الدو لة علو ية و سمو ال قانونل واح ترام‬
‫الحريات وحقوق االنسان والمساوات بين جمين المواطنين‪.‬‬

‫وعلى الرغم من مرور أكثر من ست سنوات على دستور ال ثورة في تونسل ال‬
‫تزال العد يد من أحكام ها غ ير مطب قة‪ 270‬ل خصو صا في ظل ا ستمرار األز مات‬
‫السياسية الداخلية ب سبب تداخل الو ظائف وت صادم ال صالحيات بين ر ئيس البرل مان‬
‫ورئيس الدولةل إلى جانب العالقات من القضاء وبقية الهيئات األخرىل اال أنه يمكن‬
‫أن ن سجل أن تونس تمك نت أخ يرا من الم صادقة ع لى د ستور توافقيل سةيدعم ال‬
‫محالة المرحلة االنتقالية‪.‬‬

‫و في م صر كا نت ال ثورة موج هة ب جالء ضد ح كم ح سني م باركل ا لذي خ لف‬


‫الرئيس األسبق أنور ال سادات م نذ ‪ 14‬أك توبر‪ /‬ت شرين األول ‪1981‬ل ح يث ا ستمر‬
‫في الحكم لمدة ثالثة عقودل وقد انطلقت االحتجاجات في مصر بعد ال ثورة التون سيةل‬
‫وعلةةى هةةديها تمةةت المظةةاهرات وبةةدأت فةةي المطالبةةة بةةإجراء اصةةالحات سياسةةية‬
‫واجتماعيةل وتخطي سنوات الح كم اال ستبداديل ور غم ح ضر التجم عات من طرف‬
‫الحكو مةل اال أن ذ لك لم يث ني المحت جين من ال خروج ا لى ال شوارعل ليجع لوا من‬

‫‪ - 268‬الل ي األوروبي لتحقيق ال يمقراطي ع ر القانون في الم لس األوروبي‪.‬‬


‫‪ - 269‬دي اج ال ستور التونسي ليي ‪.2014‬‬
‫‪ - 270‬ونعيي بها المحكم ال ستوري وهييا أخرى‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ميدان التحرير مركزاً لهمل معلنين رفضهم أن تقاد ال ثورة من أي سيا سي أو ز عيمل‬
‫كونها خرجت من الشعب وينبغي أن تكون مدفوعة من الشعب‪. 271‬‬

‫وكما هو حال جمين الثورات العربيةل تذهب أصابن االتهام دائما إ لى اعتبار ها‬
‫تهديدا الستقرار البالدل وهو ما د فن م بارك ا لى المطال بة با ستقالة الحكو مة في ‪29‬‬
‫يناير‪/‬كانون الثاني ‪2011‬ل الشيء الذي لم يكن كافيا لو قف االحتجا جاتل م ما دف عه‬
‫لت قديم المز يد من الت نازالتل ح يث أع لن للم صريين أن م سألة خالف ته ستترك ل هم‬
‫وا عداً إ ياهم بمز يد من اإل صالحات الد ستوريةل م ما د فن المحت جين لتحد يد يوم ‪4‬‬
‫فبراير‪/‬شباط ايوما للرحيلا ل كن م بارك تع نت وأع لن ع بر خ طاب ‪ 9‬فبراير‪ /‬شباط‬
‫‪ 2111‬عن قراره ب عدم اال ستقالةل ع لى أ نه لن ي شارك في انتخا بات شتنبر‪ /‬أي لول‬
‫‪ 2011‬ل الشيء الذي قوبل برفن األحذية‪ 272‬ل مما دفن م بارك إ لى اال ستقالة في ‪9‬‬
‫فبراير‪ /‬شباط ‪2011‬ل ليمسك ال جيش بق يادة الم شير مح مد ح سين طن طاوي ال سلطة‬
‫ويتم تعليق دستور‪1971‬ل وحل مجلسي البرلمان‪.‬‬

‫وبعد مخاض عسير وتدخل المحكمة اإلدار ية العل يال تم ت شكيل جمع ية تأسي سية‬
‫فةي يونيةةول‪ 2112‬بعةةد أن أعلنةت المحكمةةة الدسةةتورية أن قةانون االنتخابةةات غيةةر‬
‫دستوري‪273‬ل لتستمر الجمع ية التأسي سية الثان ية في عمل ها ح تى قا مت بو ضن نص‬
‫د ستوري جد يد وقدم ته لال ستفتاء ليعت مده ا لرئيس مر سي في دجنبر‪ /‬كانون األول‬
‫‪2012‬ل وا لذي سيتم تعلي قه ب عد اإلطا حة بمر سي في ‪ 3‬يوليوز‪/‬ت موز ‪ 2013‬من‬
‫طرف الفريق عبد الفتاح السيسيل لتقوم لجنة العشرة‪ 274‬بتعديل دستور ‪ 2112‬دون‬
‫المساس بجوهرهل ليعرض على استفتاء شعبي في ‪ 15‬يناير‪ /‬كانون ال ثاني ‪ 2114‬ل‬
‫وينشر في الثامن عشر من نفس الشهر‪.‬‬

‫‪ - 271‬كارميال ديكارو بونيال وفليتييا ريتا سكوتي‪ ،‬تقييم العمليا االنتقالي ال ستوري مذ ميظور العمليا التأسيسي‬
‫األوربي في مرحل ما بع الحرب العالمي الثاني ‪ ،‬الميظم العربي للقانون ال ستوري ‪،1411-1412‬تونس‪ ،1411،‬ص‬
‫‪.38‬‬
‫‪ - 272‬في إشار تع ر عذ الح األقصى مذ االستياء الواضح لمالييذ المصرييذ‪.‬‬
‫‪ - 273‬حكم ‪ 10‬يونيو ‪/‬حزيران ‪ 1411‬القاضي بع م دستوري قانون االنتوابا‬
‫‪ - 274‬وهي ل ي تتكون مذ عشر فقيه دستوري وفقا إلعالن ‪ 5‬يونيو ‪.1413‬‬

‫‪144‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ومةةن خةةالل التةةدقيق فةةي المخةةاض العسةةير الةةذي مةةرت منةةه والدة الدسةةتور‬
‫الم صري الجد يدل ن جد أن هذه األخ يرة حاو لت الج من بين المواف قة ع لى الد ستور‬
‫الجد يد وو ضن آل يات للعدا لة االنتقال ية م نذ بدا ية ال ثورةل ول كن ال جدير با لذكر أن‬
‫الصراع السياسي واأليديولوجي الذي رافق كتابة الدستور المصريل يؤ شر ع لى أن‬
‫أغلب القوى السياسية لم تهتم بالنصوص الدستوريةل بقدر ما ركزت ع لى هو ية من‬
‫يك تب الد ستور‪275‬ل و هو ما ي برر كون د ستور ‪ 2114‬ال يخت لف كث يرا من ناح ية‬
‫الم ضمون عن د ستور ‪2012‬ل با ستثناء ب عض الب نود ال تي عدلت من أ جل تعم يق‬
‫نفوذ أجهزة الدولةل كال مادة ‪ 123‬المتعل قة بال صالحيات الت شريعية ل لرئيسل وال مادة‬
‫‪ 146‬ال تي تن سف أحق ية ن جاح حزب في االنتخا بات ومن عه من ت شكيل الحكو مةل‬
‫والمادة ‪ 147‬التي تعطي الحق للرئيس في المشاركة في تعيين ا لوزراء‪ ...‬وغير ها‬
‫‪276‬‬
‫من الصالحيات التي أعيدت إلى رئاسة الجمهورية‪.‬‬

‫وهذا ما جعل الدستور الجديد يخلو من أي نصوص متعلقة بالعدالة االنتقالية أو‬
‫عةزل رمةوز النظةةام القةديمل وكةذا مةةن مةواد تتعلةق بةةالحقوق والحريةات فةي بعةةدها‬
‫الدستوريل م ما ج عل هذا الد ستور ال ير قى إ لى در جة ذ لك الد ستور ا لذي يؤ سس‬
‫لنظام ديمقراطيل لكون النصوص المتعلقة بالحرية جات مقيدة بأح كام ال قوانين ال تي‬
‫تصةةدر لتنظيمهةةال الشةةيء الةةذي يتةةي تضةةييقها مةةن خةةالل التفاصةةيل واإلجةةراءاتل‬
‫وخالصة القول أن المصريون اعتادوا على أن يقوم المنتصرون بكتابة الدساتير ك ما‬
‫اعتادوا أيضا على تنصل هؤالء من ها ته الد ساتير في ت حولهم إ لى م ستبدينل ألن‬
‫أولى ميزات االستبداد هةو أ نه ال يح ترم كل ما يق يدهل ب ما في ذ لك ما أ صدره من‬
‫قوانين حتى وإن كانت أسماها‪ /‬دستورال لت ضل الد ستورانية شيء بع يد الم نال ع لى‬
‫األقل على المستوى المنظور‪.‬‬

‫‪ - 275‬لوريل أي ميلر‪ ،‬جيفري مارتييي‪ ،‬التحو ال يمقراطي في العالم العربي‪ ،‬توقعا ودروس مستفاد مذ حو العالم‪،‬‬
‫م سس ران األمريكي ‪ ،1411. ،‬ص ‪ 9‬وما بع ها‪.‬‬
‫‪ - 276‬حسييذ توفيق ابراهيم‪ ،‬التحو ال يمقراطي مذ ميظور عربي‪ ،‬الموقع االلكتروني لم ل ال يمقراطي ‪ ،‬مركز األهرام‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬ميشور بتاريخ ‪ 1413/41/11‬على الرابط‪http://www.un.org/sg/ar/content/sg/speechs/2018-08- :‬‬
‫‪16/combating-terrorism-and-human-right.‬‬

‫‪145‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫و لم ت سلم الجزا ئر كبق ية جيران ها من حم لة االحتجا جات ال شعبية ال تي قادت ها‬


‫أحةةزاب المعارضةةة اضةةافة إلةةى الشةةباب الجزائةةريل مطةةالبين بةةإجراء اصةةالحات‬
‫سياسةةية واقتصةةادية واجتماعيةةة للخةةروج مةةن األوضةةاع المعيشةةية السةةيئة والبطالةةة‬
‫وغةةالء المعيشةةة والسةةكن وارتفةةاع األسةةعار والفقةةر فةةي بلةةد نفطةةي عةةرف ميزانةةه‬
‫الت جاري فائ ضا ً قدر ب ‪ 11.83‬مل يار دوالر سنة ‪2011‬ل م ما د فن مجمو عة من‬
‫ال مواطنين الجزا ئريين ا لى ا ضرام ال نار في أنف سهم ب شكل منف صل احتجا جا ع لى‬
‫األوضاع المعيشية والسياسية السيئة‪277‬ل وذلك على خ طى ال مواطن التون سي مح مد‬
‫البةةوعزيزيل الةةذي أوقةةد االنتفاضةةة التونسةةيةل حيةةث أطلةةق مجموعةةة مةةن علمةةاء‬
‫االجتماع والصحفيين اسم اظاهرة البوعزيزيا ع لى م ثل هذه ال حوادث في ا لوطن‬
‫العر بيل م ما أدى ا لى م ظاهرات واحتجا جات في عدد كب ير من الوال ياتل قوب لت‬
‫بالعنف واالعتقاالتل فأصيب عشرات المت ظاهرينل وتعر ضت الم قرات الحكوم ية‬
‫ومكا تب ال شركات والم حالت التجار ية لل حرق والتخر يبل ليت ظاهر ب عد ذ لك آالف‬
‫الجزائةةريين مطةةالبين بتغييةةر سياسةةي جةةذريل مةةن خةةالل المطالبةةة برحيةةل النظةةامل‬
‫وإرساء نظام ديمقراطي عادلل ما دفن بالرئيس بوتفليقة الى االعالن عن رفن حا لة‬
‫ال طوارئ ال تي ام تدت في ا لبالد م نذ ت سعينيات ال قرن الما ضي ع لى ع هد ا لرئيس‬
‫بو مدينل ب ما في ها ال سماح لتن ظيم الم سيرات ال تي كا نت مح ضورة بمقت ضى قانون‬
‫ال طوارئل اال أن ت لك الو عود لم تث ني الن شطاء الجزا ئريين عن ال عودة للت ظاهرل‬
‫م تأثرين بن جاح ال ثورة التون سية و ثورة ‪ 21‬يناير‪ /‬كانون ال ثاني في م صرل وان ظم‬
‫لهؤالء الشباب في وقت الحق أالف العنا صر من ال حرس الب لدي‪ 278‬ل لت جد أج هزة‬
‫األمن نفسها في حيرة من ت مرد أ حد أج هزة الدو لةل وب عد هذا الغل يان ا لذي شهدته‬
‫مخت لف الوال يات الجزائر ية وا ستمرار ظاهرة البوعزيز يةل ا ضطر رؤ ساء ال قوى‬
‫السياسية للمشاركة في تجم عات وم سيرات لتهد ئة قوا عدهمل ال تي مار ست ضغطا‬

‫‪ - 277‬حسيذ بوطرفيف (بوخضر ) في ‪ 12‬يياير ‪ ،1411‬عويش (برج ميايل) في ‪ ،15/01/2011‬بوبكر بوي ن (جي ل)‬
‫في ‪ ،15/01/2011‬سيوسي توا (مستغانم) في ‪....1411/1/11‬وغيرهم كثيرون‪.‬‬
‫‪ - 278‬أح الفرو األميي بوزار ال اخلي ال زائري ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫عليهم إلعالن العصيان المدني والتمرد على قرارات الن ظام وا لدعوة إ لى التغي ير و‬
‫االستجابة لتطلعات المواطنين‪.‬‬

‫ومةةن تةةوالي االضةةطرابات‪ 279‬جةةاء خطةةاب الةةرئيس بوتفليقةةة ليةةوم الجمعةةة‬


‫‪2111/4/11‬ل ط لب ف يه من البرل مان الق يام بإ صالحات سيا سية ت ضمن مراج عة‬
‫قانون االنتخابات ب ما ي عزز الممار سة الديمقراط يةل وت عديل د ستور ا لبالد من أ جل‬
‫تعزيز الديمقراطية النيابيةل بمشاركة التيارات السياسية سواء الممثلة في البرلمان أو‬
‫غير الممثلة فيه‪.‬‬

‫وهكذا تجاوزت الجزائر ما يعرف إعالميا بالربين العربيل اال أن ها ظ لت ت عيش‬


‫على تداعياته الى أن تأجج الو ضن في ‪ 22‬فبراير‪ /‬شباط ‪2119‬ل ب عد خروج االف‬
‫الجزائريين في احتجاجات شعبية ضد تر ش بوتفلي قة لع هدة خام سة و إج باره ع لى‬
‫مغادرة قصر المرادية يوم الثال ثاء ‪ 22‬أبريل‪/‬ني سان ‪ 2019‬ب عد ع قدين من التر بن‬
‫على سدة الحكم في الجزائر‪.‬‬

‫ل كن هذا ال حراك ا لذي كان يط م لتأ سيس جمهور ية جد يدة مبن ية ع لى ن ظام‬
‫ديمقراطي يتي للشعب الجزائري اختيار مؤسساته بكل حريةل لم ينج اال في تنح ية‬
‫بوتفلي قة وت قديم ذ لك ع لى أ نه إن جاز و بدا ية الديمقراط يةل هذه األخ يرة ال تي سيبدأ‬
‫بناؤها من بناء الدستور الجديد تاريا ‪ 11‬شتنبر‪/‬أيلول ‪2121‬ل والذي تم إ قراره من‬
‫خالل استفتاء فات نونبر‪/‬ت شرين ال ثاني ‪ 2121‬بن سبة ‪%66.8‬ل ل كن يب قى ال سؤال‬
‫هنا مطروحا‪ :‬هل تضمن هذا الد ستور نصو صا لتقي يد ال سلطة؟ أم نصو صا لحما ية‬
‫‪280‬‬
‫الحريات؟‬

‫فإ سناد رئا سة الحكو مة لألغلب ية البرلمان ية ألول مرةل واالعت ماد ع لى م بادئ‬
‫الالمركز ية و عدم الترك يزل وم نن التر شي لرئا سة الجمهور ية ألك ثر من ع هدتين‬
‫متتةةاليتين وإبعةةاد وزيةةر العةةدل مةةن عضةةوية المجلةةس األعلةةى للقضةةاءل واسةةتحداث‬
‫‪ - 279‬ا ضراب موظفي ق صر الرئا س ‪ ،‬ا ضراب عيا صر ال يش و قوا األ مذ المف صوليذ‪ ،‬ا ضراب ع ما سونمراك‪،‬‬
‫اضراب عما م سس االتصاال ‪ ،‬اضراب موظفي القضاء‪.‬‬
‫‪ - 280‬د‪.‬حسذ طارق‪ ،‬دستوراني ما بع انف ارا ‪ ،1411‬المركز العربي لألبحاث وال راسا ‪ ،‬القاهر ‪ ،‬غشت ‪،1411‬ص‬
‫‪.3‬‬

‫‪147‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫محكمة دستورية بدال من المجلس الدستوريل مقا بل هامش م هم ‪ -‬وإن كا نا صغيرا‬


‫مقار نة ب ما أدرج ل صال تقي يد ال سلطة ‪ -‬يتع لق بد سترة م نن وتوق يف ن شاط و سائل‬
‫اإلعالمل وحل األحزاب والجمعيات اال بقرار قضائيل حيث اعتبرت هذه ال ضمانات‬
‫قفزة نوعية على صعيد صيانة الحق في أنشاء األ حزاب والجمع يات وحر ية التعب ير‬
‫والصحافة‪.‬‬

‫لكن نسجل هنا وبكل تحفظل أنه رغم نوعية و فاعل ية الت عديالت المدر جة ع لى‬
‫الم سطرة القانون ية األ سمى في ا لبالد وال تي هي الد ستورل إال أن الح كم ع لى مدى‬
‫جودتها يبقى مرتبط بالصرامة في تطبيقهال ومدى الفصل بين السلطات دا خل الدو لة‬
‫من خالل ا ضطالع البرل مان بدوره المر كزي باعت باره م مثال لل شعب والمؤس سة‬
‫ال شرعية ال قادرة ع لى سن ال قوانين والت شريعاتل وا ستغالل ال سلطة الق ضائية ب ما‬
‫يضمن حقوق وحريات المواطنين الدستورية‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫مةةن خةةالل تسةةليط الضةةوء علةةى هةةذه التجةةارب والوقةةوف علةةى دور الحركةةات‬
‫االحتجاجية في اإلطاحة بالدساتير وفرض هامش أو سن للحر يات مقا بل تقي يد سلطة‬
‫الحكامل نخلص إلى أن عملية بناء الديمقراطيات الستبدال األنظمة الغير ديموقراط ية‬
‫لم تكن سهلةل إال أنها أبانت عن أن الشعوب تلتقي عند رغبة جامعة مفادها أن ت كون‬
‫أ صواتهم م سموعة وم ستجاب ل هال وإال فإن ها ت صب قادرة ع لى ا لذهاب إ لى أب عد‬
‫ال حدود من أ جل تحق يق ذ لكل ح يث أن الحر كات االجتماع ية ومنظ مات المجتمةن‬
‫المدني المعزز بشبكات االتصال والمعلومات اإللكترونية قادرة على تكريس الضغط‬
‫على الحكوماتل وعلى ا لرغم من أهم ية هذه الج هات الفاع لة إال أن ها تب قى عاجزة‬
‫عن كسب التأي يد ال شعبي و هو ال شيء ا لذي تمك نت الحر كات االحتجاج ية من ني له‬
‫وتحقيق ديمقراطية جديدةل وكما قال ا تشر شلا في و صف مكا نة الديمقراط ية بين‬
‫األنظمة السياسية األخرىل بأنها ا أفضل األنظمة السيئة أو أقلها سوء ا ل فإذا كا نت‬
‫الديمقراطية عملية مستمرة فكلما وصل الشعب إلى درجة معينة من الديمقراطيةل إال‬

‫‪148‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وطمةن فةي مكانةةة أفضةل مةةن سةابقاتها‪ ...‬ففةةي النهايةة ال وجةةود لديمقراطيةة مثاليةةة‬
‫أوطوباوية ألنها ال تنشد لذاتهال وإن ما تت خذ و سيلة لتحق يق مطا لب الحر ية والكرا مة‬
‫والعدالة االجتماعية التي صدحت بها حناجر الشباب في حراك الربين العربي‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫مبدأ حياد القاضي بين السلب واإليجاب بين النص القانوني‬


‫والواقع العملي‬
‫عبد اهلل القرقري‬
‫خريج ماستر المهن القانونية‬
‫والقضائية وباحي في القانون الخا‬
‫مقدمةةة‪ :‬اسةةتهالال يمكةةن القةةولل إن ضةةمانات التقاضةةي تنصةةرف إلةةى القاضةةي‬
‫والمتقاضين على حد سواءل هذه الضمانات التي تهدف في جوهرها إلى تحقيق غا ية‬
‫مثلىل وهي تعزيز استقالل السلطة القضائية وت كريس ث قة المتقا ضين ب ها وذ لك من‬
‫خالل إعمال مجموعة من المبادئ التي تعتبر لبنات ال غنى عنها لبناء ق ضاء م ستقل‬
‫ونزيه‪.‬‬

‫ويعتبر مبدأ حياد القاضي من أهم المبادئ التي ال م ناص من ها ل ضمان ا ستقالل‬
‫القضةةاء وتحقيةةق العةةدل بةةين المتقاضةةينل ولةةذلك يقةةال بةةأن مبةةدأي الحيةةاد والقضةةاء‬
‫المستقل وجهان لعملة واحدةل فال ح ياد للقا ضي إال إذا كان م ستقال ا ستقالال وظيف يا‬
‫وشخصيا‪ .‬وقد حر صت الت شريعات الحدي ثة وع لى غرار ها الم شرع المغر بي ع لى‬
‫إ قرار هذا الم بدأ في العد يد من المح طات القانون ية بدأ من د ستور الممل كة ل سنة‬
‫‪ 2111‬ومرورا بالقانون رقم ‪ 116.13‬المتعلق بالنظام األساسي للق ضاةل باإل ضافة‬
‫إ لى ما ت ضمنته ال قوانين اإلجرائ ية المتمث لة في قانون الم سطرة المدن ية والجنائ ية‬
‫المغربيين وقانون التن ظيم الق ضائي للممل كة من تطبي قات عمل ية ت هدف إ لى ت كريس‬
‫هةةذا المبةةدأ والحيلولةةة دون المسةةاس بةةه نةةذكر منهةةا تلةةك المتعلقةةة بتجةةري القضةةاة‬
‫ومخاصمتهمل وواجب التقيد بطلبات األطراف إلى غير ذلك‪.‬‬

‫ويقصد بمبدأ حياد القاضي من جهة أولىل أن يقف القاضي موقفا سلبيا من كال‬
‫الخ صمين في ما يتع لق بإث بات ا لدعوىل وذ لك بأن ال يق ضي إال ب ما يظ هر له من‬
‫إجراءات ا لدعوى المعرو ضة عل يهل وأن ال يت جاوز ذ لك با ستجماعه ألي أد لةل بل‬
‫يقتصةةر علةةى مةةا يعةةرض عليةةه منهةةال وأن ال يرتةةب أثةةرا علةةى حجةةة قةةدمها أحةةد‬

‫‪151‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫األطرافل إال بعد تم كين ال طرف اآل خر من مناق شتهال و من هذه الم عاني والغا يات‬
‫اجتمع ت كلمة الفق هاء قديما و حديثا ب عدم جواز أن يح كم القا ضي بعل مه الشخ صيل‬
‫ألن علمه يشكل دليال في القضيةل وهو ما يفرض مناقشته من طرف الخ صومل م ما‬
‫سينزل القاضي منزلة أحد هؤالء في كون خ صما وحك ما في ن فس اآلنل‪ 281‬و هو ما‬
‫يترتب عنه اختالل الموازين ويصب بمثابة طرف منضم يناصر طر فا ع لى ح ساب‬
‫اآلخرل كما يقصد بمبدأ الحياد من جهة أخرىل تحلي القاضي بالموضوعية والنزا هة‬
‫والبعد عن أي ق ضية ل ها صلة بهل ف تؤثر ع لى روح اال ستقالل لد يهل فتجع له يك يل‬
‫بمكيالين ويرج كفة أحد الخصمين على اآلخر‪.‬‬

‫وقد ثار نقاش في األو ساط القانون ية والق ضائية حول طبي عة الح ياد ا لذي ي جب‬
‫للقاضي أن يتصف بهل نظرا لدقة هذا المبدأ وخطورتهل فهو م بدأ يح تاج إعما له إ لى‬
‫حكمة وتبصرل إذ أن هذا الم بدأ قد يت حول من و سيلة لل عدل والم ساواةل إ لى ح جرة‬
‫عثر في تحق يق العدا لة واإلن صافل و هو ما ج عل ا لبعض ي صنف م بدأ الح ياد إ لى‬
‫صنفينل صنف إي جابي وآ خر سلبيل و مرد ذ لك ك له ير جن إ لى الن ظام ال قانوني‬
‫المتبنى من قبل المشرع في إثبات الدعوى وال صالحيات ال تي أ سندها للقا ضي أث ناء‬
‫نظره في الخصومةل وهو ما ي قف مدعاة للت ساؤل عن طبي عة الح ياد ا لذي ي جب أن‬
‫يتصف به القاضي المغربي؟ من خالل تتبن الن صوص القانون ية اإلجرائ ية و ما درج‬
‫عليه العمل القضائي في محاكم المملكة وذلك عبر التصميم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مبدأ الحياد "السلبي" للقاضي وآليات تفعيله‬

‫المطلب األول‪ :‬مبدأ الحياد "السلبي" للقاضي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آليات تفعيل مبدأ الحياد‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحياد اإليجابي للقاضي وأهم مظاهره في التشريع‬


‫المغربي‪.‬‬
‫‪ - 281‬ع الرزاق السيهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون الم ني ال ي ‪ ،‬ال زء الثاني‪ ،‬نظري االث ا بوجه عام‪ ،‬اإلث ا ‪،‬‬
‫ﺁثار االلتزام‪ ،‬الصفحا ‪.30-33‬‬

‫‪151‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المطلب األول‪ :‬الحياد اإليجابي للقاضي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مظاهر الحياد اإليجابي للقاضي في التشريع المغربي‬


‫المبحث األول‪ :‬مبدأ الحياد "السلبي" للقاضي وآليات تفعيله‬

‫سنعمل من خالل هذا المبحث على دراسة مكامن التمييز بين الحياد السلبي‬
‫واإليجابي للقاضي المغربي وذلك عبر مناقشة النظام القانوني لإلثبات المتبنى من‬
‫قبل المشرع والصالحيات التي وضعها بين يدي القاضي لتسيير الخصومة وفق ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مبدأ الحياد "السلبي" للقاضي‪.‬‬

‫يمكن القول إن تعريف مفهوم الحياد السلبي للقاضي هو في جوهره تعريف‬


‫لمبدأ ا لحياد نفسهل بمعنى أن يقف القاضي موقفا سلبيا من كال الخصمين على حد‬
‫سواء فيما يخص عملية إثبات الدعوىل وما يقدمه األطراف من أدلةل بحيث يكتفي‬
‫بمسك الحجج المعروضة عليهل ويدرسها ويقدر قيمتها الثبوتية في حدود القيمة التي‬
‫أعطاها لها القانون نفسهل دون أن تكون له إمكانية استجماع األدلةل أو أن يستند إلى‬
‫دليل تحراه بنفسه بعيدا عن الخصوم ولو كان حاسما للدعوىل إال إذا قدم له وفقا‬
‫لإلجراءات التي يقررها القانونل وأال يقضي بدليل قدمه أحد الخصمين إال بعد أن‬
‫يمكن الطرف اآلخر من مناقشته حضوريا أمامه‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك فإن الحياد السلبي للقاضي يستوجب عليه تلقي طلبات الخصوم‬
‫ودفوعهم وتقديرها دون أن يكون له أن يكمل الناقص منها وال أن يفسر المبهم فيها‬
‫أو يستوض غامضها‪.‬‬

‫وكما سبقت اإلشارة فإن طبيعة الحياد الذي يمارسه القاضي رهين بطبيعة‬
‫النظام القانوني الذي يتبناه المشرع فيما يخص نظرية اإلثباتل فهو في المذهب الحر‬
‫حياد إيجابي يعمل القاضي من خالله على توجيه الخصومل واستكمال ما نقص من‬
‫األدلةل واستيضاح ما أبهم منها‪ .‬وهو في المذهب القانوني أو المقيد حياد سلبي‬

‫‪152‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫محضل ال يعدوا للقاضي فيه أن يتلقى أدلة اإلثبات كما يقدمها الخصوم دون أي‬
‫تدخل من جانبهل ثم يقدر هذه األدلة طبقا للقيمة التي حددها القانونل فمجمل هذا‬
‫النظام هو استئثار المشرع بسلطة تحديد وتقدير األدلة ورفضه أن يخول القاضي‬
‫هذه السلطة‪ .‬أما في المذهب المختلط فهو مذهب أخذ منهجا وسطا من كال المذهبين‬
‫السابقينل بمقتضاه يقف القاضي موقفا وسطا بين اإليجاب والسلب من ميل الكفة إلى‬
‫لألول منه على الثانيل فيكون للقاضي دور إيجابي في تحريك الدعوىل وفي توجيه‬
‫الخصومل واستكمال األدلة الناقصةل وفي استيضاح ما أبهم من وقائن الدعوى بما‬
‫‪282‬‬
‫يضمن حقوق المتقاضين وتحقيق اإلنصاف لهم‪.‬‬

‫جليا من مدارسة القوانين اإلجرائية والموضوعية أن المشرع‬ ‫وما يتض‬


‫المغربي قد تبنى المنهج المختلطل فنجده ثارة يغل يد القاضي ويرسم معالم وحدود‬
‫نشاطهل وثارة أخرى يعطي للقاضي دورا إيجابيا في اإلثبات وفي تسيير الدعوى‬
‫القضائية من خالل قوانينه المسطرية والموضوعية‪.‬‬

‫فالتوجه األول يجد سنده التشريعي في مجموعة من النصوص القانونيةل لعل‬


‫أهمها الفصل الثالث من قانون المسطرة المدنيةل الذي نص على أنه " يتعين على‬
‫القاضي أن يبت في حدود طلبات األطراف وال يسوغ له أن يغير تلقائيا موضوع أو‬
‫سبب هذه الطلبات ويبت دائما طبقا للقوانين المطبقة على النازلة ولو لم يطلب‬
‫األطراف ذلك بصفة صريحة" إضافة إلى المادة ‪ 41‬من النظام األساسي للقضاة‬
‫التي توجب على القاضي أداء اليمين القانونية قبل ممارسة مهامه ألول مرةل والتي‬
‫جاءت وفق العبارة التالية " أقسم باهلل العظيم أن أمارس مهامي بحياد وتجرد‬
‫فكان مبدأ الحياد أول ما ورد في هذا القسمل ولم يكن ذلك‬ ‫‪283‬‬
‫وإخالص وتفان‪"...‬‬
‫من قبيل االعتباط والمصادفة بل هو وعي من المشرع بأهمية مبدأ الحياد باعتباره‬
‫من أهم المبادئ الضامنة للعدالة واإلنصافل وهنا نقول بأن تسمية هذا النوع من‬

‫‪ - 282‬ع الرزاق السيهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون الم ني ال ي ‪ ،‬ال زء الثاني‪ ،‬نظري االث ا بوجه عام‪ ،‬اإلث ا ‪،‬‬
‫ﺁثار االلتزام‪ ،‬الصفحا ‪ 11‬وما بع ها‪.‬‬
‫‪ - 283‬ع الكريم الشوش‪ ،‬م أ حياد القاضي واالستثياءا الوارد عليه‪ ،‬مقا ‪ ،‬ميشور بالموقع االلكتروني‪ ،‬بيان اليوم‪،‬‬
‫بتاريخ ‪ 11‬يونيو ‪.1419‬‬

‫‪153‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الحياد بالسلبي ليس انتقاصا منه أو انتقادا لهل وإنما هو للتمييز بينه وبين الحياد في‬
‫نوع ه اإليجابي ما دام أن الحياد السلبي في حقيقته هو احتراز من القاضي والمشرع‬
‫من مغبة اختالل ميزان العدالةل فما دام المشرع المغربي قد اعتمد المنهج المختلط‬
‫كما سبق ذكره فإن هذا المنهج بطبيعته يوجب من صالحيات من جهة ومنعها من‬
‫جهة أخرى وهو ما يترتب عنه إعطاء دور إيجابي للقاضي في تسيير الخصومة‬
‫وإثباتها دون اختالل مبدأ الحيادل ومنه نستنتج أن عبارة الحياد اإليجابي هي عبارة‬
‫ذكية وحكيمةل فهي ال تعكس مدلولها اللغوي والدالليل بقدر ما تحمله من رسائل‬
‫مفادها أن التدخل اإليجابي للقاضي في تسيير الخصومة وإثباتها ال ينال من مبدأ‬
‫الحياد أو يتعارض معهل بل إن مبدأي الحياد " السلبي " والتدخل اإليجابي للقاضي‬
‫في الخصومة من أهم المبادئ الضامنة لتحقيق العدالة واإلنصاف‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آليات تفعيل مبدأ الحياد " السلبي"‪.‬‬

‫كما سبق وتوصلنا إلى نتيجة مفادها بأن مفهوم مبدأ الحياد في شقه السلبي هو‬
‫مفهوم للحياد نفسهل وأن هذه التسمية جاءت للتمييز بينه وبين التدخل اإليجابي‬
‫للقاضي في الخصومة القضائيةل وبالتالي فإن الحياد في شقه السلبي يعد ضمانة‬
‫أساسية لتحقيق األمن القضائي وتكريس ثقة المتقاضين في القضاءل وبالتالي كان‬
‫لزاما على المشرع وضن ضمانات أو آليات تضن القاضي موضن المحايد على نحو‬
‫يؤدي إلى إبعاده من القضاء متى وجد سبب يؤثر في تجردهل أو يدعو إلى الشك في‬
‫قضائهل ولعل أبرزها ما يعرف بمبدأ التجري ل ومبدأ التنحيل ومبدأ عدم األهلية أو‬
‫عدم الصالحية‪.‬‬

‫مبدأ تجريح القضاة‪:‬‬

‫على غرار معظم التشريعات الحديثة عمل المشرع المغربي على تحديد اإلطار‬
‫القانوني لدعوى التجري بما يكفل ثقة المتقاضين في مؤسسة القضاءل وتكريسا‬

‫‪154‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫للقاعدة المتأصلة التي تقضي بأن األصل في المتقاضي أن يطمئن إلى قاضيهل وأن‬
‫‪284‬‬
‫األصل في المحكمة الحياد‪.‬‬

‫وقد نظم المشرع المغربي مبدأ تجري القضاة في الفصول من ‪ 291‬إلى ‪299‬‬
‫من قانون المسطرة المدنيةل ولم يخصه بتعريف قانونيل األمر الذي نحى ببعض‬
‫الفقه إلى محاولة تحديد معناهل حيث ذهب جانب ‪285‬منه إلى اعتباره " إمكانية‬
‫القاضي المشكوك في حياده في القضية‬ ‫يمنحها القانون لألطراف لتجري‬
‫المعروضة عليهل والتي ينظر فيها ضمن اختصاصه القانوني" فيما يرى جانب‬
‫من الفقه بأنه "تلك اآللية التي تسم لألطراف بمنن القاضي وصرفه عن‬ ‫‪286‬‬
‫آخر‬
‫متابعة نظر النزاع المطروح أمامه متى تحققت أسباب ذلك"‪ .‬وهذه التعاريف تنسجم‬
‫وما جاء في الفصل ‪ 291‬من قانون المسطرة المدنية التي نصت على ما يلي‪:‬‬

‫" يمكن تجري كل قاض لألحكام ‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كان له أو لزوجه مصلحة شخصية مباشرة أو غير مباشرة في‬


‫النزاع‪.‬‬
‫‪ -‬إذا وجدت قرابة أو مصاهرة بينه أو بين زوجه من أحد األطراف‬
‫حتى درجة ابن العم المباشر بإدخال الغاية‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كانت هناك دعوى قائمة أو انتهت منذ أقل من سنتين بينه أو بين‬
‫زوجه أو أصولهما أو فروعهما وبين أحد األطراف‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان دائنا أو مدينا ألحد األطراف‪.‬‬
‫‪ -‬إذا قدم استشارة أو رافن أو كان طرفا في النزاع أو نظر فيه كحكم أو‬
‫أدلى فيه بشهادة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا سبق أن كان نائبا قانونيا ألحد األطراف‪.‬‬

‫‪ - 284‬نور ال يذ األودي‪ ،‬ت ريح القضا في ضوء قانون المسمر الم ني ‪ ،‬مقا ميشور بالموقع اإللكتروني مغرب القانون‪،‬‬
‫بتاريخ ‪ 14‬س تم ر مذ سي ‪.1419‬‬
‫‪ - 285‬أدولف ريولط‪ ،‬قانون المسمر الم ني في شروح‪ ،‬تعريب إدريس مليذ‪ ،‬ميشورا جمعي تيمي ال حوث وال راسا‬
‫القضائي ‪ ،‬مم ع المعارف ال ي ‪ ،‬الرباط‪ ،‬سي ‪ ،1991‬ص ‪192.‬‬
‫‪5-‬‬
‫‪Serge Guinchard. Droit et pratique de la procédure Civile, Dalloz, 2002, P 825.‬‬

‫‪155‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫‪ -‬إذا وجدت عالقة تبعية بين القاضي أو زوجه وبين أحد األطراف أو‬
‫زوجه‪.‬‬
‫‪ -‬إذا وجدت صداقة أو عداوة مشهورة بين القاضي وأحد األطراف‪.‬‬
‫يالحظ من هذا الفصل أن الغاية الموضوعية التي قصدها المشرع من خالل‬
‫سنه لمسطرة التجري تصب في اعتباره آلية إجرائية أو مكنة قانونية ألطراف‬
‫دعوى معينةل لمنن القاضي من نظرهال وذلك متى توافرت األسباب المبررة لذلك‬
‫ضمانا لحيدة القضاء‪.‬‬

‫مبدأ تنحي القضاة‪:‬‬

‫من بين اآلليات القانونية الضامنة لمبدأ حياد القاضيل نجد مبدأ التنحيل وهو‬
‫مبدأ يوجب على كل قاض يعلم بوجود سبب يمس حياده أن يصرح به‪.‬‬

‫ويجد هذا المبدأ سنده القانوني في الفصل ‪ 298‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫الذي ينص على ما يلي‪:‬‬

‫" يجب على كل قاض يعلم بوجود أحد أسباب التجري المعددة في الفصل‬
‫‪ 291‬أو أي سبب آخر لتنحيته بينه وبين أحد األطراف أن يصرح بذلك ‪:‬‬

‫‪ -‬لرئيس المحكمة االبتدائية إذا تعلق األمر بقاض من هذه المحكمة أو‬
‫قاض بغرفة االستينافات بها؛‬
‫‪ -‬للرئيس األول لمحكمة االستيناف إذا تعلق األمر برئيس المحكمة‬
‫االبتدائية؛‬
‫‪ -‬لقضاة الغرفة الذين يحكمون معه إذا تعلق األمر بقاض من محكمة‬
‫النقض أو من محكمة االستيناف‪.‬‬
‫‪ -‬يتعين على القضاة الموجه إليهم التصري أن يقرروا ما إذا كان يتعين‬
‫على القاضي المعني باألمر أن يتخلى عن الحكم في القضية‪.‬‬
‫في الوهلة األولى قد يالحظ أن التنحي ال يختلف عن التجري ل إال أن الحقيقة‬
‫غير ذلك ولو اشتركا من حيث الغاية والهدفل ألن اختالفهما متجل في عدة نواح‬

‫‪156‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫من بينها أن صيغة الفصل ‪ 291‬المتعلقة بالتجري استهلت بعبارة " يمكن تجري‬
‫كل قاض لألحكام‪"...‬ل وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن مسطرة التجري‬
‫مسطرة اختيارية ال يلزم األطراف بسلوكهال في حين أن صيغة الفصل ‪ 298‬توجب‬
‫على القاضي التنحي عن كل قضية رفعت إليه متى توافر فيها سبب من أسباب‬
‫التجري المعددة في الفصل ‪ 291‬من قانون المسطرة المدنيةل إضافة إلى أن أسباب‬
‫التجري المحددة في الفصل ‪ 291‬هي على سبيل الحصر ال سبيل للقياس عليها أو‬
‫التوسن في تفسيرهال ولعل هدف المشرع من ذلك هو الحرص جدية طلبات التجري‬
‫حتى ال يفت المجال لسيئي النية التخاذ هذه المكنة وسيلة لتعطيل سير الخصومةل‬
‫أما بخصوص مسطرة التنحي فقد أوجب المشرع على القاضي أن يتنحى عن نظر‬
‫القضية كلما توافر سبب من أسباب التجري الواردة في الفصل ‪ 291‬من قانون‬
‫المسطرة المدنيةل كما مكنه باإلضافة إلى ذلك من التنحي متى ارتأى ذلك ألي سبب‬
‫‪287‬‬
‫قد يراه مؤثرا على حياده‪.‬‬

‫مبدأ عدم األهلية أو عدم الصالحية‪:‬‬

‫والتنحيل يعتبر مبدأ عدم األهلية أو عدم‬ ‫باإلضافة إلى مكنتي التجري‬
‫الصالحية ضمانة أخرى من الضمانات الهادفة إلى صون حيدة القضاءل وهو مبدأ‬
‫يقوم على منن القاضي من النظر في النزاع المطروح عليهل كلما تحقق سبب من‬
‫أسباب عدم أهليته دونما طلب من أحد الخصومل وهو بذلك خالف لمبدأ التجري‬
‫الذي يستوجب تقديم طلب به من قبل الخصوم أو أحدهم‪.‬‬

‫وقد نص المشرع المغربي على هذا المبدأ في الفصلين ‪ 24‬و‪ 21‬من ظهير‬
‫التنظيم القضائي الصادر بتاريا ‪ 11‬يوليوز ‪.1974‬‬

‫إذ نص الفصل ‪ 24‬منه على أنه " ال يمكن لألزواج واألقارب واألصهار إلى‬
‫درجة العمومة أو الخؤولة أو أعمام االخوة أن يكونوا بأي صفة كانت قضاة في آن‬
‫بنفس المحكمةل عدا في حالة ترخيص يمكن منحه بمرسوم عندما تشتمل المحكمة‬
‫‪ - 287‬نور ال يذ األودي‪ ،‬ت ريح القضا في ضوء قانون المسمر الم ني ‪ ،‬مقا ميشور بالموقع اإللكتروني مغرب القانون‪،‬‬
‫بتاريخ ‪ 14‬س تم ر مذ سي ‪.1419‬‬

‫‪157‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫على أكثر من غرفة واحدةل أو إذا كانت المحكمة تعقد جلساتها بقاض منفردل وشرط‬
‫أال يكون أحد األزواج واألقارب أو األصهار المشار إليهم رئيسا من رؤساء‬
‫المحكمةل وال يمكن في أي حال من األحوال ولو بعد الترخيص المذكور أن ينظر‬
‫األزواج أو األقارب أو األصهار في قضية واحدة "‪.‬‬

‫وينص الفصل ‪ 21‬من نفس القانون على أنه " ال يسوغ ألي قاض يكون أقاربه‬
‫أو أصهاره إلى درجة العمومة أو الخؤولة أو أبناء األخوة محاميا ألحد األطراف أن‬
‫ينظر في ذلك النزاع وإال اعتبر الحكم باطال "‬

‫ومن هذه الحاالت أيضا ما تم التنصيص عليه في الفصل ‪ 399‬من قانون‬


‫المسطرة المدنية المتعلق بدعوى المخاصمة إذ نص على أنه "‪...‬يجب القاضي‬
‫عالوة على ذلك أن يتخلى عن النظر في الدعوى التي هي موضوع المخاصمة‬
‫ويتخلى كذلك عن الفصل نهائيا في هذه الدعوى عن النظر في كل قضية بمحكمته‬
‫يكون المدعي في النزاع أو أحد أصوله أو فروعه أو زوجه طرفا فيها وإال كان‬
‫الحكم الذي قد يصدر في جمين هذه الحاالت باطال"‪ .‬يضاف إلى ذلك أيضا الحالة‬
‫المنصوص عليها في الفصل ‪ 297‬من قانون المسطرة المدنية والتي جاء فيها‬
‫"‪...‬غير أنه ال يمكن للقاضي الذي يقيم أو ينوي إقامة دعواه أن يشارك بعد ذلك في‬
‫الحكم في القضية األصلية فإن ساهم في ذلك لم يتأت له أن يقيم هذه الدعوى "‪.‬‬
‫ومقتضى هذه الحالة أنه عند تقدم القاضي بدعوى تعويض في مواجهة من رفن‬
‫ضده طلب التجري الذي بني على غير أساسل بل ومجرد العزم على رفن هذه‬
‫الدعوى يجعل القاضي غير أهل للمشاركة في القضية األصليةل وهذا إن دل على‬
‫‪288‬‬
‫شيء فإنما يدل على مدى حرص المشرع على ضمان حياد القضاء‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم الحياد اإليجابي للقاضي وأهم مظاهره في التشريع‬


‫المغربي‪.‬‬

‫‪ - 288‬نور ال يذ األودي‪ ،‬ت ريح القضا في ضوء قانون المسمر الم ني ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫كما سبق وعلمنا أن المشرع المغربي قد اتخذ منهجا وسطا من خالل تبنيه‬
‫للنظام المختلطل حيث عمل على ضمان حياد القاضي من جهةل ومن جهة أخرى‬
‫أسند له مجموعة من الصالحيات التي تجعله مؤثرا في تسيير وتوجيه الخصومة بما‬
‫يمكنه من حقيق عدالة حقيقيةل فما المقصود بالحياد اإليجابي للقاضي؟ وما هي أهم‬
‫مظاهره في التشرين المغربي؟ هذا ما سيكون موضن مناقشتنا في المطلبين‬
‫المواليين‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الحياد اإليجابي للقاضي‪.‬‬

‫يمكن القول إن أخذ المشرع المغربي بالمنهج المختلط هو توجه بالغ الحكمةل‬
‫ومرد ذلك أن القاضي في ضالل هذا المنهج يكون محايدا من جهةل ومن جهة‬
‫له صالحيات وآليات تجعل دوره إيجابيا في تسيير الخصومة بما‬ ‫أخرى تمن‬
‫يضمن حقوق األطراف وتحقيق العدالة‪.‬‬

‫ولعل الحكمة في ذلك تكمن في أن الحياد المحض للقاضي قد يتحول من ضمانة‬


‫لتحقيق العدل إلى عبئ يحول دون تحقيقهل ألن العدالة توجب على القاضي أن يكون‬
‫حاضرا بدوره اإليجابي في الدعوى لتكون أحكامه عنوانا للحقيقة‪.‬‬

‫وما تجدر اإلشارة إليهل أن المشرع المغربي قد وضن بين يدي القاضي‬
‫مجموعة من الصالحيات تضمنتها مجموعة من النصوص القانونية سواء‬
‫الموضوعية منها أو اإلجرائية تجعل منه القلب النابض الذي يعطي الحركية‬
‫للدعوى القضائيةل إال أن الواقن العملي ال يعكس هذا الدور كما أريد له أن يكونل‬
‫ويرجن ذلك إلى سوء الفهم الذي بات يغلف مبدأ الحيادل إذ أصب كل إجراء يأمر به‬
‫قصد تجهيز ملف القضية يجابه بعبارة حياد القاضيل حتى أضحى األمر شبيها‬
‫باعتماد المنهج المقيد والحال غير ذلكل بل إن مؤسسة القضاء تملك من الصالحيات‬
‫ما يسعفها في أداء مهمتها بكل حزمل وهو أمر إنما يحتاج إلى نفض الغبار عن‬
‫بعض المقتضيات القانونية الهامة في هذا الشأن‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وبذلك يمكن القول بأن الحياد اإليجابي يقصد به الدور اإليجابي للقاضي الذي‬
‫يعطي الحركية للدعوى عبر تسييرها واألمر بإجراء التحقيقات وتقدير أدلة اإلثباتل‬
‫واستكمال األدلة الناقصةل وذلك عبر تفعيل النصوص القانونية التي تخوله السير‬
‫بالدعوى في مسارها السليم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مظاهر الحياد اإليجابي للقاضي في التشريع المغربي‪.‬‬

‫إذا كان مبدأ الحياد كما رأينا سلفا يقضي بعدم تدخل القاضي أثناء مقارعة‬
‫الحجج وتبادل الطلبات والدفوع بين أطراف الدعوىل فإن لهذه القاعدة استثناءات‬
‫تتي للقاضي التدخل في صنن الدليل ثارةل وإثارة بعض النقط القانونية تلقائيا ثارة‬
‫أخرىل وتوجيه اإلنذار ألحد الخصوم قصد تصحي المسطرةل وهو امر ال يتم إال‬
‫بوجود نص قانوني يسم بذلك باعتباره استثناء على مبدأ الحيادل هذه االستثناءات‬
‫التي تشكل في جوهرها أهم مظاهر الحياد اإليجابي للقاضي في التشرين المغربي‬
‫نورد بعضها فيما يأتي‪:‬‬

‫إنذار األطراف بتصحيح المسطرة‪:‬‬

‫من أهم مظاهر الحياد اإليجابي للقاضي هو ما تم التنصيص عليه في الفصل‬


‫األول من قانون المسطرة المدنية الذي جاء فيه‪:‬‬

‫" ال يص التقاضي إال ممن له الصفةل واألهليةل والمصلحةل إلثبات حقوقه‪.‬‬

‫يثير القاضي تلقائيا انعدام الصفة أو األهلية أو المصلحة او اإلذن بالتقاضي إن‬
‫كان ضروريا وينذر الطرف بتصحي المسطرة داخل أجل يحدده‪.‬‬

‫إذا تم تصحي المسطرة اعتبرت الدعوى كأنها أقيمت بصفة صحيحةل وإال‬
‫صرح القاضي بعدم قبول الدعوى "‪.‬‬

‫فالمشرع في هذا المقتضى من للقاضي إمكانية اإلثارة التلقائية النعدام شروط‬


‫التقاضي الواردة في النص ولو لم تكن محل دفن من قبل أحد األطرافل ويترتب‬

‫‪161‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫عن عدم إصالح المسطرة بعد اإلنذار الموجه من القاضي التصري بعدم قبول‬
‫الدعوى‪.‬‬

‫وما تجدر اإلشارة إليهل أن الواقن العملي قد أبان عن اختالفات في تطبيق هذا‬
‫النص أمام محاكم المملكة فيما يخص صيغة اإلنذارل إذ تقتصر بعض المحاكم على‬
‫العبارة التالية " المحكمة تقرر إنذار المدعي إلصالح المسطرة "ل دون تفصيل أو‬
‫توضي للوثائق أو األوراق التي يتعين اإلدالء بها لتصحي هذه المسطرة بعلة حياد‬
‫المحكمةل في حين تعمل بعض المحاكم على بيان الشرط المختل في الدعوىل وذلك‬
‫من خالل عبارة " المحكمة تقرر إنذار المدعي إلثبات صفته أو مصلحته أو غير‬
‫ذلك "‪.‬‬

‫إن الرجوع إلى صيغة الفصل األول من قانون المسطرة المدنية وخصوصا‬
‫عبارة " وينذر الطرف بتصحي المسطرة‪ "...‬ال توحي بالتزام حرفية العبارةل بقدر‬
‫ما توحي بإنذار الطرف بتصحي المسطرة عبر بيان ما تم إغفاله فيها النسجام هذا‬
‫المعنى من المنطق وروح العدالةل ألن التقيد بحرفية العبارة لن يحقق الغاية منها‬
‫وهي اختصار الوقت ا لقضائي والجهد بما يحقق النجاعة القضائيةل والتي ال شك‬
‫بعدم قبول الدعاوى لما في ذلك من إرهاق‬ ‫أنها ال تتحقق من كثرة التصري‬
‫‪289‬‬
‫للمحكمة والخصوم‪.‬‬

‫وبالتالي نرى بأن تحديد المحكمة لما يجب إصالحه في المسطرة ال يتعارض‬
‫من مبدأ الحياد في شيءل بل إن األخذ بذلك ينسجم وروح العدالة ويكرس الدور‬
‫اإليجابي للقاضيل خصوصا إذا علمنا أن ثبوت الصفة أو األهلية أو المصلحة في‬
‫الدعوى مستقلة عن ثبوت الحق أو عدم ثبوته‪.‬‬

‫تحديد البيانات غير التامة أو التي قد تم إغفالها‪:‬‬

‫ينص الفصل ‪ 32‬من قانون المسطرة المدنية على أنه‪:‬‬

‫‪ . - 289‬محم الكوسي‪ ،‬ممارح قانوني بوصوص الحياد اإلي ابي للقاضي الم ني‪ ،‬مقا ‪ ،‬ميشو بم ل رأي قانوني‪ ،‬ص‬
‫‪.1‬‬

‫‪161‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫" يجب أن يتضمن المقال أو المحضر األسماء العائلية والشخصية وصفة أو‬
‫مهنة وموطن أو محل إقامة المدعى عليه والمدعي وكذا عند االقتضاء أسماء‬
‫وصفة وموطن وكيل المدعيل وإذا كان أحد األطراف شركة وجب أن يتضمن‬
‫المقال أو المحضر اسمها ونوعها ومركزها‪.‬‬

‫يجب أن يبين بإيجاز في المقاالت والمحاضر عالوة على ذلك موضوع‬


‫الدعوى والوقائن والوسائل المثارة وترفق بالطلب المستندات التي ينوي المدعي‬
‫استعمالها عند االقتضاء مقابل وصل يسلمه كاتب الضبط للمدعي يثبت فيه عدد‬
‫المستندات المرفقة ونوعها‪.‬‬

‫إذا قدم الطلب بمقال مكتوب ضد عدة مدعى عليهم وجب على المدعي أن‬
‫يرفق المقال بعدد من النسا مساو لعدد الخصوم‪.‬‬

‫يطلب القاضي المقرر أو القاضي المكلف بالقضية عند االقتضاء تحديد البيانات‬
‫غير التامة أو التي تم إغفالهال كما يطلب اإلدالء بنسا المقال الكافية وذلك داخل‬
‫أجل يحددهل تحت طائلة الحكم بعدم قبول الطلب "‪.‬‬

‫للقاضي إمكانية تحديد‬ ‫فمن خالل الفصل أعاله يتبين أن المشرع قد من‬
‫البيانات غير التامة أو التي قد تم إغفالهال وكذلك اإلدالء بنسا المقال الكافيةل تحت‬
‫طائلة عدم قبول الدعوى إذا لم يتم تدارك هذا اإلفال داخل األجل المحدد من قبله‪.‬‬

‫لكن التساؤل المطروح في هذا الصدد هو هل تشمل هذه الصالحية اإلنذار‬


‫لإلدالء بالوثائق المنصوص عليها في الفقرة الثانية من النص المذكور أعاله‪.‬‬

‫أجاب قضاء محكمة النقض على ذلك بالقول بأن صالحية القاضي في تكليف‬
‫األطراف تنحصر في تحديد البيانات غير التامة أو التي تم إغفالهال كما يطلب‬
‫اإلدالء بنسا المقال الكافية وذلك داخل أجل يحددهل وال تتعدى هذه السلطة‬
‫صالحيته في تكليف الطرف لإلدالء بالوثائقل إذن فالفقرة األخيرة تنسحب على‬
‫الفقرتين األولى والثالثة من ذات الفصل دون الفقرة الثانيةل فقد جاء في قرار‬
‫لمحكمة النقض ما يلي‪:‬‬

‫‪162‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫" لكن ردا على الوسيلتين معا لتداخلهمال فإن المحكمة غير ملزمة بإنذار‬
‫األطراف باإلدالء بحججهم ألنهم مدعوون لذلك تلقائيال ‪...‬و لذلك فإن القرار‬
‫المطعون فيه حين قضى بتأييده بعلة أن المحكمة غير ملزمة بتكليف المتقاضي‬
‫باإلدالء بالحجج المؤيدة لدعواهل ألن هذه الحجج ال تندرج ضمن ما يعتبر بيانات‬
‫ألن المستأنف ملزم تلقائيا باإلدالء بالحجج التي يراها مؤيدة لدعواهل الشيء الذي‬
‫يجعل الملف على حالته خال مما تعتمده المحكمة في مناقشة أسباب االستئنافل‬
‫الشيء الذي يقتضي إبقاء ما كان على ما كان قبل االستئنافل فإنه نتيجة لذلك يكون‬
‫القرار المذكور معلال و غير خارق للمقتضيات المحتج بهال و الوسيلتين معا غير‬
‫‪290‬‬
‫جديرتين باالعتبار "‪.‬‬

‫إن التفسير الذي ذهبت إليه محكمة النقض فيما يخص الفقرة الثانية للفصل ‪32‬‬
‫من قانون المسطرة المدنية تفسير ينسجم ومبدأ الحياد التي يتعين على المحكمة التقيد‬
‫به ضمانا للعدالةل إلن إثبات الدعوى أمر موكول إلى األطراف ومن شأن إنذار‬
‫المحكمة لألطراف بإثبات حقوقهم أن يمس بمبدأ الحياد‪.‬‬

‫القضايا المتعلقة بالنظام العام‪:‬‬

‫تعتبر القضايا المتعلقة بالنظام العام من القضايا الخصبة التي تعطي للمحكمة‬
‫مكنة التدخل التلقائي والتدخل اإليجابي في سير الخصومةل إذ يمكن بل يتعين على‬
‫المحكمة إثارة النقط المتعلقة بالنظام العام تلقائيا ولو لم يثره األطرافل ومرد ذلك‬
‫أن األمر هنا أصب متجاوزا للمصال الخاصة لألطرافل كما ال يحق لألطراف‬
‫التنازل عن القواعد المتعلقة بالنظام العام سواء أكانت إجرائية أو موضوعية‪.‬‬

‫وتعتبر القضايا المتعلقة بالنظام العام كثيرة ومتشعبة وال يمكن مجاراتها في هذا‬
‫البحثل لكن نذكر منها على سبيل المثال مقتضيات ظهير ‪ 1963/12/16‬المتعلق‬
‫بالتعويض عن حوادث الشغلل حيث يمكن ال تتقيد المحكمة بمبلغ التعويضات‬
‫المطالب بها من قبل الضحيةل ولها أن تحكم بأكثر مما طلب منها خالفا للقاعدة‬
‫‪ - 290‬قرار الم لس األعلى سابقا‪ ،‬ع د ‪ ،1505‬بتاريخ ‪ 1411/41/10‬في الملف الم ني ع د ‪ ،1449/1/1111‬ميشور‬
‫بالم ل المغربي لل راسا القانوني والقضائي ‪ ،‬ع د ‪ ،1‬بتاريخ يياير ‪ ،1411‬صفح ‪ 110‬وما يليها‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المنصوص عليها في الفصل ‪ 3‬من قانون المسطرة المدنيةل كما يتعين عليها رفن‬
‫األجرة بما يتالءم والحد األدنى لألجرل وكذلك هو الشأن بالنسبة لمقتضيات ظهير‬
‫‪ 1984/11/12‬المتعلقة بحوادث السيرل باإلضافة إلى مقتضيات الفصل ‪ 264‬من‬
‫ظهير االلتزامات والعقود التي تعطي للقاضي إمكانية التدخل لتعديل المبلغ المتفق‬
‫عليه بمقتضى الشرط الجزائي لحماية الطرف الضعيف من التعسف في هذا الشرطل‬
‫باإلضافة إلى القواعد اإلجرائية المنظمة للتقاضي والتي سبق اإلشارة إليها كالصفة‬
‫‪291‬‬
‫واألهلية والمصلحة وآجال الطعونل والقواعد المتعلقة باالختصاص النوعيل‬
‫وبعض حاالت االختصاص المكاني‪.‬‬

‫اليمين المتممة‪:‬‬

‫يعتبر توجيه اليمين المتممة من أوض مظاهر تدخل القاضي اإليجابي في‬
‫الخصومةل ويقصد باليمين المتممة تلك الت يوجهها القاضي ألحد أطراف الخصومة‬
‫الذي عازه الدليل إلتمام الدليل الناقصل ولهذا سميت بالمتممةل فهي وسيلة إلتمام‬
‫الحجج التي ترى المحكمة عدم كفايتها في إثبات الدعوىل وفي هذه الحالة يتدخل‬
‫كفة طرف على آخر ويتدخل بشكل‬ ‫القاضي في صنن وسيلة لإلثباتل ويرج‬
‫إيجابي في الخصومةل وقد نص المشرع المغربي على اليمين المتممة في الفصل‬
‫‪ 87‬من قانون المسطرة المدنية حيث جاء فيها‪ " :‬إذا اعتبرت المحكمة أن أحد‬
‫األطراف لم يعزز ادعاءاته بالحجة الكافية أمكن لها تلقائيا أن توجه اليمين إلى هذا‬
‫الطرف بحكم يبين الوقائن التي ستتلقى اليمين بشأنها‪.‬‬

‫تؤدى هذه اليمين وفق الشكليات والشروط المنصوص عليها في الفصل السابق‪.‬‬

‫األمر بإجراءات التحقيق‪:‬‬

‫من بين أهم مظاهر التدخل اإليجابي للقاضي في تسيير الخصومة وإثباتها تلك‬
‫المكنة التي تمن القاضي إمكانية األمر بإجراءات التحقيقل ويجد هذا التدخل سنده‬

‫‪ . - 291‬عفيف ال قالي‪ ،‬القاضي الم ني وا ستثياءا م أ الح ياد‪ ،‬م قا ‪ ،‬مي شور بالم ل االلكترون ي ‪ Maroc Droit‬مو قع‬
‫العلوم القانوني ‪ ،‬بتاريخ ‪ 13‬يوليوز ‪.1412‬‬

‫‪164‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫في مجموعة من النصوص القانونيةل حيث ينص الفصل ‪ 11‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية على أنه‪:‬‬

‫" يمكن للقاضي بناء على طلب األطراف أو أحدهم أو تلقائيا أن يأمر قبل البت‬
‫في جوهر الدعوى بإجراء خبرة أو وقوف على عين المكان أو بحث أو تحقيق‬
‫خطوط أو أي إجراء آخر من إجراءات التحقيق‪.‬‬

‫يمكن لممثل النيابة العامة أن يحضر في كل إجراءات التحقيق التي أمرت بها‬
‫المحكمة "‪.‬‬

‫كما ينص الفصل ‪ 334‬من نفس القانون على أنه‪:‬‬

‫" يتخذ المستشار المقرر اإلجراءات لجعل القضية جاهزة للحكم ويأمر بتقديم‬
‫المستندات التي يرى ضرورتها للتحقيق في الدعوى ويمكن له بناء على طلب‬
‫األطراف أو حتى تلقائيال بعد سماع األطراف أو استدعائهم للحضور بصفة قانونيةل‬
‫األمر بأي إجراء للتحقيق من بحث وخبرة وحضور شخصي دون مساس بما يمكن‬
‫للمحكمة المرفوع إليها االستيناف أن تأمر به بعد ذلك من إجراءات في جلسة علنية‬
‫ال يمكن بأي حال أن تمس األوامر التي تصدر في‬ ‫أو في غرفة المشورة‪.‬‬
‫هذا الشأن الدعوى األصليةل وتبلغ بواسطة كتابة الضبطل وال تكون قابلة للطعن‪.‬‬

‫يمكن للمستشار المقرر تعيين قيم عند االقتضاء "‪ .‬باإلضافة إلى ما نص عليه‬
‫الفصل ‪ 336‬من نفس القانون‪.‬‬

‫فهذه النصوص تعطي للقاضي دورا إيجابيا للمحكمة من خالل إمكانية األمر‬
‫بتقديم المستندات التي ترى أنها ضرورية في التحقيقل واألمر تلقائيا بأي إجراء من‬
‫إجراءات التحقيقل من قبيل البحث والخبرة والمعاينة وتحقيق الخطوطل دون أن‬
‫يعتبر عملها هذا صناعة للحجج واألدلة وبالتالي خروجا عن مبدأ الحيادل بل إن من‬
‫‪292‬‬
‫أوكد وظائفها العمل جاهدا للوصول إلى الحقيقة‪.‬‬

‫‪ . - 292‬محم الكوسي‪ ،‬ممارح قانوني بوصوص الحياد اإلي ابي للقاضي الم ني‪ ،‬مقا ‪ ،‬ميشو بم ل رأي قانوني‪ ،‬ص‬
‫‪.3‬‬

‫‪165‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وقد أكدت محكمة النقض على هذه المقتضيات في كثير من القرارات القضائيةل‬
‫حيث جاء في أحد قراراتها‪ " :‬يمكن للمحكمة حتى في حالة كون دعوى المدعي‬
‫مجردة من اإلثبات أن تأمر بإجراء خبرةل دون أن يشكل ذلك إخالل بمبدأ الحيادل‬
‫وال أن يشكل إقامة للحجة لطرف في مواجهة اآلخرل ما دام الفصل ‪ 11‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية يعطي للمحكمة صالحية األمر تلقائيا أو بناء على طلب األطراف‬
‫‪293‬‬
‫أو أحدهم بأي إجراء من إجراءات التحقيق‪".‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫يتض مما سبق أن المشرع المغربي قد أحسن صنعا بتبنيه المنهج المختلطل‬
‫فهو بذلك قد عمل على صون مبدأ حياد القاضي بتنصيصه على هذا المبدأ في عدة‬
‫نصوص وسهر على ضمانه باتخاذ مجموعة من اإلجراءات التي تكرس حياد‬
‫القاضي وحيدتهل ومن جهة أخرى فقد أعطى للقاضي عدة صالحيات تجعل للقاضي‬
‫دورا إيجابيا في الخصومة قصد إحقاق الحق وصون الحقوق‪.‬‬

‫كما نستنتج من خالل مناقشة مبدأ الحياد أن عبارة الحياد اإليجابي ال تعكس‬
‫مدلولها اللغوي والداللي بقدر ما تحمله من رسائل مفادها أن التدخل اإليجابي‬
‫للقاضي في تسيير الخصومة وإثباتها ال ينال من مبدأ الحياد أو يتعارض معهل بل‬
‫إن مبدأي الحياد " السلبي " والتدخل اإليجابي للقاضي في الخصومة من أهم‬
‫المبادئ الضامنة لتحقيق العدالة واإلنصاف‪.‬‬

‫‪ - 293‬قرار محكم اليقض ع د ‪ 1111‬الصادر بتاريخ ‪ ،1441/49/13‬في الملف الم ني ع د ‪.1442/42/41/1119‬‬

‫‪166‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الحماية التشريعية والتقنية للحق في الخصوصية عبر شبكة االنترن‬


‫خالد بوعدان‬
‫باحي في العلوم الجنائية –‬
‫مراك ‪-‬‬
‫أدى تطور األنترنت وتقنياته الحديثة من تسجيل وتصوير ونشر لكل أنواع‬
‫األخبار والصور ومقاطن الفيديو إلى التأثير بطريقة سريعة وخطيرة على معظم‬
‫جوانب الحياة الخاصة لألفرادل وحتى وقت قريب كان مسكن الفرد هو بيته تحميه‬
‫جدرانه ضد كل تدخل أو انتهاك يقن على خصوصياتهل كأنها تمثل نوعا من‬
‫الحواجز التي تفصل ما بين الحياة الخاصة والحياة العامةل صحي أن التدخل في‬
‫الحياة الخاصة كان موجودا ولكن مجال االنتهاكات كان محدودال نظرا ألن الوسائل‬
‫التي كانت تنقل الصوت والصورة لم تكن متقدمة وال متطورةل أما اليوم ومن هذا‬
‫التطور المذهل في التقنيات الحديثة وبخاصة في مجال األنترنتل فقد أمكن الكشف‬
‫‪.294‬‬
‫عن أدق تفاصيل حياته الخاصة‬

‫تعد ألمانيا أول من سن قانون حماية البيانات من خالل القانون المؤرخ في‬
‫‪ 2951977‬الذي تناول موضوع العالقة بين البيانات الشخصية واالنترنت‪.‬‬

‫بعهما قامت السويد بوضن قانون لحماية البيانات الشخصيةل تم تلتها العديد من‬
‫الدول األوربية بوضن قوانين لحماية الخصوصية ومنها النمسال الدنماركل بلجيكال‬
‫فرنسال ألمانيال المملكة المتحدة‪.‬‬

‫وقد اختلفت قوانين حماية البيانات اختالفا كبيرا فيما بينها حتى صدر التوجه‬
‫(المطلب األول) في‬ ‫‪296‬‬
‫األوربي تبنى معايير قياسية لحماية الحق في الخصوصية‬
‫حين نج هناك بعض اآلليات غير القانونية وإنما تقنية من بينها الجدران الناريةل‬
‫والنسا االحتياطي والتي تسعى إلى أمن ومعالجة المعلومات (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪ - 294‬مم وح خليل بحر‪ ،‬حماي الحيا الواص في القانون ال يائي‪ ،‬دراس مقارن ‪ ،‬دار اليهض العربي ‪ ،‬القاهر ‪،1991 ،‬‬
‫الصفح ‪.111-111‬‬
‫‪ - 295‬سعي ي سليم ‪ ،‬أمذ المعلوما وأنظمتها في العصر الرقمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفح ‪32‬‬
‫‪ - 296‬ولي سمير اليمر‪ ،‬حماي الوصوصي في االنترنت‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.324‬‬

‫‪167‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المطلب األول‪ :‬الحماية الجنائية لبيانات الشخصية المعالجة اآللية‬


‫تسعى التشريعات الجنائية إلى توفير الحماية الجنائية للبيانات الشخصية‬
‫المعالجة آليال بحيث أقرت هذه التشريعات مجموعة من الضمانات الجنائية لحماية‬
‫حرمة الحياة الخاصة وذلك من قوانين خاصة أو من ضمان مبادئ توجيهيةل وهذه‬
‫األخيرة اعتمدت عليها الدول االوربية مثل فرنسال في حين نجد أن المشرع‬
‫األمريكي والمصري اقر هذه الحماية من خالل قانون الخصوصية األمريكيل‬
‫وقانون تنظيم االتصاالت المصري (الفقرة األولى) في حين ذهب المشرع المغربي‬
‫إلى توفير هذه الحماية من خالل مجموعة من القوانين (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حماية البيانات الشخصية في التشريع المقارن‬

‫سنحاول دراسة حماية البيانات الشخصية في التشرين الفرنسي ''أوال''ل على أن‬
‫نقوم بدراسة حماية البيانات الشخصية في التشرين المصري ''ثانيا''‬

‫أوال‪ :‬التشرين الفرنسي‬

‫أقر المشرع الفرنسي العديد من الضمانات لحماية حرمة الحياة الخاصة والتي‬
‫تطبق ما جاء في التوجيهات األوربية بشأن حماية الخصوصية في االنترنتل‬
‫فيحظر تخزين المعلومات التي تمس الحياة الخاصة وبحريات العامة بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 29717‬حيث نصت المادة ‪ 6‬من هذا القانون على مجموعة من الشروط‬
‫لمعالجة البيانات من بينها‪:‬‬

‫*تعالج البيانات بشكل عادي وقانوني‪.‬‬

‫*تجمن ألغراض محددة وصريحة ومشروعة‬

‫*أن تكون كافية ومناسبة وليست زائدة على المطلوب‬

‫* أن تكون دقيقة وضرورية ألغراض المعالجة‪.‬‬

‫‪ - 297‬الصادر في ‪ 1‬يياير ‪ 1951‬المع بالقانون رقم ‪ 1440-51‬بشأن المعلوماتي وال ماقا والحريا ‪ ،‬أو اللي أص حت‬
‫نصوصه فيما يتعلق بالوصوصي جزء مذ الحماي التي يفرضها قانون العقوبا ال ي في المواد (‪ 111-1‬إلى ‪)111-15‬‬
‫بشأن حماي األفراد فيما يتعلق بمعال ال يانا الشوصي ‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫* أن يتم حفظها في شكل يسم بمعرفة هوية موضوع البيانات‪.‬‬

‫ويطبق هذا القانون وفقا للمادة الثانية على البيانات شخصية المعالجة آليا فضال‬
‫عن المعالجة الغير اآللية للبيانات الشخصية أو التي يرد تخزينها في ملفات‪.298‬‬

‫هذا ونجد المشرع الفرنسي جرم االعتداء على حرمة الحياة الخاصة بكافة‬
‫صورها من خالل ال مواد‪ 226-1‬إلى ‪ 226-8‬من قانون الجنائي الفرنسيل حيث‬
‫نصت المادة ‪ 226-1‬أنه‪ :‬ايعاقب كل من انتهك عمدا بأي وسيلة كانت حرمة الحياة‬
‫الخاصة لآلخرين‪:‬‬

‫* كل من قام عمدا بالتقاط أو تسجيل أو نقل صورة شخص محدد من مكان‬


‫خاص دون رضاء فيه يعاقب بالسجن لمدة سنة وغرامة قدرها ‪ 41.111‬يورو‪.‬‬

‫* كل نت قام عمدا بأي وسيلة بالتقاط أو تسجيل أو نقل حديث خاص أو سري‬
‫دون موافقة أصحاب الشأن‪.‬‬

‫وإذا سبقت األعمال المذكورة في هذه المادة مرأى ومسمن من الشخص المعني‬
‫بالحديث أو الصورة ولم يتعرضل رغم تبوث قدرته على االعتراضل فيفترض في‬
‫هذه الحالة موافقته الضمنية على هذه األعمال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التشرين المصري‬

‫سعى المشرع المصري إلى توفير حماية قانونية لخصوصية المعلوماتل ويعد‬
‫قانون تنظيم االتصاالت رقم ‪ 11‬سنة ‪2113‬ل من بين القوانين التي سعى من‬
‫خاللها المشرع المصري توفير حماية قانونية أساسية لالتصاالت التي تتم عبر‬
‫االنترنتل وقد قرر هذا القانون عقوبات على من يقوم باعتراض االتصاالت السلكية‬
‫والالسلكية أو كشفها أو إفشاء سريتها‪ .‬وبالرجوع إلى المادة ‪ 18‬من نفس القانون‬
‫نجد أن المشرع المصري قد أقر حماية الخصوصية المعلوماتيةل حيث نصت على‬
‫أنه ا‪ ...‬يلتزم مشغلو ومقدمو خدمات االتصال والتابعون لهم وكذلك مستخدم هذه‬

‫‪ - 298‬ولي سمير اليمر‪ ،‬حماي الوصوصي في االنترنت‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.014‬‬

‫‪169‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الخدمات بعدم استخدام أية أجهزة لتمييز خدمات االتصال إال بعد الحصول على‬
‫موافقة من القوات المسلحة وأجهزة األمن القوميل وال يسري ذلك على أجهزة‬
‫التشفير الخاص بالبت اإلذاعي والتلفزي‪...‬ا‬

‫ومن تم فقد جرم المشرع المساس بسرية االتصاالت عن طريق إذاعة‬


‫االتصاالت أو نشرها أو تسليمها دون سند قانونيل أو كشف أي معلومات خاصة‬
‫بمستخدمي شبكات االتصالل بحيث أفرد عقوبة حبسية ال تقل عن ثالثة أشهر‬
‫وبغرامة ال تقل عن خمسة آالف جنيه وال تتجاوز خمسين ألف جنيهل أو بإحدى‬
‫هاتين العقوبتين كل من قام أثناء تأدية وظيفة في مجال االتصاالت أو بسببها بأحد‬
‫األفعال اآلتية‪:‬‬

‫* إذاعة أو نشر أو تسجيل لمضمون رسالة اتصاالت أو أجزاء منها دون أن‬
‫يكون له سند قانوني في ذلك‪.‬‬

‫* إخفاء أو تغيير أو إعاقة وتحوير أي رسالة اتصاالت أو أجزاء منها تكون قد‬
‫وصلت إليه‪.‬‬

‫* االمتناع عمدا عن إرسال رسالة اتصاالت بعد تكليفه بإرسالها‪.‬‬

‫* إفشاء اي معلومات خاصة بمستخدمي شبكات االتصال أو مما يجرونه أو ما‬


‫يتلقونه من اتصاالت وذلك دون وجه حق‪.299‬‬

‫ثالثا‪ :‬التشرين األمريكي‬

‫قام المشرع األمريكي بإصدار مجموعة من القوانين من أجل حماية خصوصية‬


‫البيانات اإللكترونية حيث نجد‪:‬‬

‫‪ -‬قانون مواءمة الحاسب اآللي وحماية الخصوصية سنة ‪1988‬‬

‫وقد عدل بمقتضاه الكونغرس األمريكي بعض نصوص قانون الخصوصية لعام‬
‫‪ 1974‬ل ووضن قواعد إجرائية للوكاالت الحكومية التباعها قبل وبعد إعداد‬

‫‪ -299‬الماد ‪ 13‬مذ قانون تيظيم االتصاال المصري رقم ‪ 14‬لسي ‪.1443‬‬

‫‪171‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫السجالت اإللكترونية والمتصفحات اإللكترونيةل وهي تتطلب من الوكاالت اتباع‬


‫إجراءات معينة عند قيامها بإنشاء سجالت معلومات إلكترونية أو برامج تصف بأن‬
‫تخطر مسبقا اللجنة المسؤولة في مجلس وكذلك مكتب اإلدارة والموازنة الفيدرالي‬
‫لمنن أي تأثير محتمل على الحقوق المدنية والحق في الخصوصية وتحمي سوء‬
‫االستخدام للمعلومات من قبيل الحكومة‪.300‬‬

‫‪-‬قانون الحكومة اإللكترونية عام ‪2112‬‬

‫لقد سعى المشرع األمريكي من خالل هذا القانون حماية المعلومات االسمية‬
‫المسجلة في جهات الحكومة المختلفةل بحيث نص في هذا القانون عن قيام الحكومة‬
‫اإللكترونية عند معالجة أو جمن أو استخدام معلومات شخصية تعريفية بتوفير‬
‫الحماية للحق في الخصوصية للمواطن وتأكيد حقه في االطالع على المعلومات‬
‫التي ت تطلب وجود نظام قانوني وإداري وتقني لحماية الحق في الخصوصية طوال‬
‫فترةل عمل النظام المعلوماتي وفي إدارات الحكومة اإللكترونية حال قيامها بتقديم‬
‫الخدمات اإللكترونية على مستوى الوكاالت االتحادية‪.301‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حماية البيانات الشخصية في التشريع المغربي‬

‫حاول المشرع المغربي توفير هو كذلك للبيانات الشخصية من خالل‪ :‬قانون‬

‫‪ 18-19‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابن‬


‫الشخصي اأوالال ثممن خالل قانون ‪ 31.18‬القاضي بتحديد تدابير لحماية‬
‫المستهلك اثانياا‬

‫أوال‪ :‬قانون ‪ 90-91‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة‬


‫المعطيات ذات الطابع الشخصي‬

‫‪300‬‬
‫‪-Solove،, Paul M. Schwartz ،Privacy Law Fundamentals, IBID, page 250.‬‬
‫‪301‬‬
‫‪-Solove،, Paul M. Schwartz ،Privacy Law Fundamentals, IBID, page 260,261,263.‬‬

‫‪171‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫تثير المعامالت اإللكترونية مشكالت عديدة ومن أهم هذه المشكالت تلك‬
‫المتعلقة بحماية المستهلك من اإلطالع على بياناته االسمية أو الشخصية التي يقدمها‬
‫قبل وأثناء عملية إبرام العقد كما يتم الوصول إلى البيانات الشخصية للمستهلك عن‬
‫طريق تتبن استخدامه لالنترنيت للكشف عن رغباته ولذلك كان المستهلك في حاجة‬
‫لتوفير حماية قانونية للبيانات االسمية أو الشخصية ويستخدم بعض التجار البيانات‬
‫االسمية والعناوين اإللكترونية عبر االنترنيت إلغراق المستخدمين بالدعاية‬
‫لمنتجاتهم بما قد يؤدي إلى إعاقة شبكة االتصاالت أحيانا باإلضافة إلى تحمل‬
‫المستهلكين إلى تكاليف باهظة بسبب إنزال الدعاية التي تتخذ شكل البريد‬
‫ويمكن استخدام المعلومات التي تمت معالجتها في‬ ‫‪302‬‬ ‫اإللكتروني واإلطالع عليها‬
‫غير األغراض المخصصة لها مما أدى إلى المطالبة بأن تكون المعامالت غير‬
‫اسمية وأن تكون عملية تتبن األثر خاضعة للمراقبة لخصوصا أنها ظهرت في‬
‫جهات متخصصة في التعامل واالتجار في البيانات الشخصية المتواجدة على قواعد‬
‫البيانات الخاصة ببعض الجهات وبخصوص تحديد مفهوم البيانات الشخصية فبعض‬
‫الفقه يرى بأن هذه البيانات هي تلك المتعلقة بالحياة الخاصة للفرد كتلك الخاصة‬
‫بحالته الصحية والمالية والمهنية والوظيفية والعائلية ‪ 303‬ويرى البعض بأن البيانات‬
‫الشخصية تتفرع ألنواعل فهناك بيانات تتعلق بحرمة الحياة الخاصة لإلنسان وهناك‬
‫برسم صورة التجاهاته وميوالته ومنها تلك المتعلقة باتجاهاته‬ ‫بيانات تسم‬
‫وقد سار‬ ‫وهويته‪304‬‬ ‫ال سياسية ومعتقداته الدينية وتعامالته المالية والبنكية وجنسيته‬
‫المشرع المغربي من التوجه التشريعي في العديد من الدول التي تهدف إلى تحقيق‬
‫حماية فعالة للبيانات الشخصية فأصدر القانون رقم ‪ 19.18‬المتعلق بحماية‬
‫األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابن الشخصي ويتضمن هذا‬
‫التشرين ‪ 67‬مادة موزعة على ثمانية أبواب وتظهر أهمية هذا القانون في كونه‬

‫‪ - 302‬ع الكريم غالي‪ :‬الحماي القانوني لإلنسان مذ مواطر المعلوميا رسال دكتور ‪ ،‬جامع محم الوامس‪ ،‬كلي‬
‫العلوم القانوني واالقتصادي واالجتماعي ‪ ،‬الرباط‪ .‬السي ال امعي ‪ ،1992-1990‬ص ‪. 15‬‬
‫‪ - 303‬أسام ع هللا قي الحماي ال يائي للحيا الواص وبيوك المعلوما دار اليهض العربي القاهر ‪ 1955‬ص ‪52‬‬
‫‪ - 304‬م حت ع الحليم رمضان ‪،‬الحماي ال يائي للت ار اإللكتروني دار اليهض العربي ‪ ،‬القاهر ‪ ،‬الم ع األولى سي‬
‫‪ 1441‬ص‪11.‬‬

‫‪172‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫سيساهم في تقوية ثقة المستهلك المغربي في المعامالت اإللكترونية واالستفادة من‬


‫مزايا التجارة اإللكترونية وسيشكل هذا التشرين كذلك أداة هامة لحماية الحياة‬
‫الخاصة والبيانات الشخصية للمواطن المغربي خصوصا في مجال المعلوميات وقد‬
‫أوض المشرع ذلك في مستهل المادة األولى ا المعلومات في خدمة المواطن‬
‫وتتطور في إطار التعاون الدولي ويجب أال تمس بالهوية والحقوق والحريات‬
‫الجماعية أو الفردية لإلنسان وينبغي أال تكون أداة إلفشاء أسرار الحياة الخاصة‬
‫للمواطنين ‪...‬ا‪.‬‬

‫وقد جاءت هذه المادة بمجموعة من التعريفات لبعض المصطلحات ذات العالقة‬
‫معطيات ذات طابن شخصي ومصطل‬ ‫بتطبيق هذا التشرين الجديد منها مصطل‬
‫معالجة‪.‬‬

‫فاألول هو كل معلومة كيفما كان نوعها بغض النظر عن دعامتها بما في ذلك‬
‫الصوت والصورة والمتعلقة بشخص ذاتي معرف أو قابل للتعرف عليهل أما‬
‫المصطل الثاني فيعني وفق نفس المادة كل عملية أو مجموعة من العمليات التي‬
‫تنجز بمساعدة طرق آلية أو بدونها وتطبق على معطيات ذات طابن شخصي مثل‬
‫التجمين أو التسجيل أو الحفظ أو المالءمة والتغيير أو االستخراج أو االطالع‪. ...‬‬

‫وقد نص هذا التشرين على إحداث اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات‬
‫الطابن الشخصي‪. 305‬‬

‫والباب السابن من قانون‪ 19.18‬الخاص بالعقوبات جاء بمجموعة من‬


‫النصوص التي تحمي عمليات المعالجة وتحمي المعطيات الشخصية المعالجة ومن‬
‫أهم المواد نجد المادة ‪ 13‬التي عاقبت بالغرامة من ‪ 21111‬درهم إلى ‪211111‬‬
‫درهم في حالة رفض المسؤول عن معالجة حقوق الولوج أو التصري أو التعويض‬
‫المنصوص عليها في المواد ‪9‬ل‪8‬ل‪ 7‬من القانون رقم ‪ 19.18‬كما جرمت المادة‪63‬‬

‫‪ -305‬ال ير كره أن المرسوم المشار إليه سابقا القاضي بتم يق القانون ‪ 49-45‬أوضح بشكل مفصل بشروط وطرق‬
‫تعييذ أعضاء هله الل ي وكيفي إدارتها وقواع عملها‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫عملية نقل معطيات ذات طابن شخصي نحو دولة أجنبية خرقا لألحكام المادتين‬
‫‪ 44-43‬من هذا القانون‪.‬‬

‫ولقد حدد المشرع المغربي الحاالت التي تؤدي لالستعمال التعسفي أو التدليس‬
‫للمعطيات المعالجة أو إيصالها ألغيار غير مؤهلين من طرف المسؤول عن‬
‫المعالجة أو كل معالج من الباطن أو كل شخص مكلف بمعالجة معطيات ذات طابن‬
‫شخصي وقد حدد العقوبة من ‪ 6‬أشهر إلى سنة وبغرامة من ألف درهم إلى ‪311‬‬
‫ألف درهم‪ .306‬أما المادة ‪ 63‬فقد عاقبت كل مسؤول عن المعالجة في حالة رفضه‬
‫تطبيق قرارات اللجنة الوطنية المذكورة سلفا‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى انه وفق التشرين المذكور تضاعف عقوبات الغرامات‬
‫الواردة في نصوص هذا التشرين إذا كان مرتكب إحدى المخالفات شخصا معنويا‬
‫دون المساس بالعقوبات التي قد تطبق على المسيرين من إمكانية معاقبة الشخص‬
‫المعنوي بالمصادرة واإلغالق‪.307‬‬

‫ثانيا‪ :‬قانون ‪ 81.90‬القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك‬

‫حاول المشرع المغربي اقرار حماية للبيانات الشخصية من خالل القانون رقم‬
‫‪ 13-18‬القاضي بنتحديد تدابير لحماية المستهلك ومن خالل المادة ‪ 23‬منه منن أي‬
‫استعمال للبريد اإللكتروني بغرض اإلشهار دون الموافقة المسبقة والحرة‬
‫والصريحة للمستهلك بعد اإلخبارل كما أنه منن في نفس المادة عند إرسال اإلشهار‬
‫عن طريق البريد اإللكتروني استعمال عنوان إلكتروني للغير أو هويته ويمنن كذلك‬
‫تزييف أو إخفاء كل معلومة تمكن من تحديد مصدر الرسالة الموجهة عن طريق‬
‫البريد اإللكتروني أو مسار إليها‪.‬‬

‫‪ - 306‬الماد ‪ 11‬مذ قانون ‪.49.45‬‬


‫‪ - 307‬الماد ‪ 10‬مذ قانون ‪. 49-45‬‬

‫‪174‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وفي نفس السياق نجد أن القانون رقم ‪ 31-18‬جرم في ‪ 171‬مخالفة مقتضيات‬


‫المادة ‪ 23‬مقررا لذلك عقوبات مالية‪.308‬‬

‫اضافة الى ذلك نجد أن مشروع قانون رقم ‪ 31-18‬القاضي بتحديد تدابير‬
‫لحماية المستهلك جرم في مادته ‪ 171‬استعمال البريد اإللكتروني أو هوية الغير‬
‫وأقرته بجزاء الغرامة من ‪ 11.111‬إلى ‪ 11.111‬درهم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحماية التقنية للحق في الخصوصية عبر شبكة االنترنت‬

‫هناك العديد من الوسائل التقنية التي تسعى الى حماية الحسب اآللي بصورة‬
‫عامة والمعطيات الشخصية بصورة خاصةل ولعل من بين هذه الوسائل التوثيق‬
‫اإللكتروني '' الفقرة األولى ''ل ثم هناك النسا االحتياطي ''الفقرة الثانية''‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التوثيق اإللكتروني‬

‫ويسمى ايضا التوثيق باستخدام التقنيات الحديثة التي تستخدم في نقل وحفظ‬
‫صورة طبق األصل لمحتوى أية وثيقة باستخدام التقنية الرقمية بحيث يمكن الرجوع‬
‫إلى ذلك في أي وقت وبطريقة أو أكثر من طرق البحث المتعارف عليها دولية‪.‬‬
‫وبالتالي المساهمة في وضن حلول لمشاكل المحتويات الورقية‪.‬‬

‫وعليه فالتوثيق اإللكتروني يتطلب تفعيل شبكات المعلومات الداخلية إن وجدت‬


‫واستخدام البريد اإللكتروني بأكبر قدر مستطاع وبالتالي وضن آليات تبادل‬
‫للمراسالت داخل جهة للعمل إلكترونيا‪ .‬كذلك توزين التعليمات إلكترونيا واستالم‬
‫المخططات النهائية للمشروعات من المقاولين واالستشاريين إلكترونيا‪ .‬ثم العمل‬
‫على االحتفاظ بنسخة واحدة من الوثائق الورقية المهمة من أهمية األخذ بعين‬
‫االعتبار إدخالها إلى الحاسوب عن طريق الماسحة الضوئية وحفظها إلكترونيا‪.‬‬

‫‪ - 308‬تيص الماد ‪ 112‬مذ مشرو القانون رقم ‪ 31-45‬على ما يلي‪:‬‬


‫"يعاقب بغرام مذ ‪ 14.444‬إلى ‪ 24.444‬درهم المورد اللي يرسل خالفا ألحكام الماد ‪ 13‬أعاله أي إشهار عذ طريق‬
‫ال ري اإللكتروني دون الموافق المس ق والحر والصريح للمستهلك بع إخ اره‪.‬‬
‫ويعاقب بيفس العقوب عي إرسا اي إشهار عذ طريق ال ري اإللكتروني عي ما يتم‪:‬‬
‫‪-‬استعما ال ري اإللكتروني أو هوي الغير‪.‬‬
‫‪-‬تزييف أو إخفاء أي معلوم يمكذ مذ تح ي مص ر الرسال الموجه ع ر ال ري اإللكتروني أو مسار إرسالها‪.‬‬
‫‪-‬يمكذ للمحكم إضاف غلى لك أن تأمر بيشر أو تعليق حكم اإلدان "‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫فاألهداف الرئيسية للتوثيق اإللكتروني تتمثل في توفير المساحات المكتبية‬


‫المستغلة لتخزين للملفات الورقية وتوفير نسخة احتياطية من الوثائق في حالة‬
‫تعرض الوثائق األصلية ألي تلف نتيجة ألي عوامل طبيعية أو بشرية مثل‬
‫الحرائقل السرقةل كذلك سهولة استرجاع الوثائق المطلوبة وذلك باستخدام طرق‬
‫مختلفة للبحث من إمكانية وضن أكثر من صيغةل ومن بين أهداف التوثيق‬
‫اإللكتروني كذلك إتاحة الوثائق لالطالع بواسطة العديد من األشخاص في نفس‬
‫الوقت باستخدام الشبكات اإللكترونية ثم إعادة النظر في محتويات الملفات وإزالة‬
‫الوثائق المتكررة وغير الضرورية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬النسخ االحتياطي‬

‫يعتبر النسا االحتياطي عملية إجبارية يجب القيام بها يشمل دوري ومنتظم‬
‫حسب أهمية الملفاتل هذا ينطبق على المستخدم المنزلي والملحقات على أجهزة‬
‫الحاسوب في الشركات والمدارس إلى الملفات الحساسة‪ .‬والنسا االحتياطي في‬
‫تكنولوجيا المعلومات تدل على نسا وأرشفة معلومات الحاسوب حتى يمكن‬
‫استعادتها في حال تم فقدان المعلومات األصلية أو العبث بهال ويتم النسا االحتياطي‬
‫إلى أجهزة محلية أو أجهزة بعيدة (تخزين سحابي) أو كالهما معا وإلى وسائط‬
‫تخزين أخرى مثل‪:‬‬

‫‪-‬القرص الصلب الثبت أو المحمول (قرص صلب خارجي)‪.‬‬

‫‪-‬األقراص المدمجة قرص مضغوط دي في دي‪.‬‬

‫النسا االحتياطية ضرورية جدا لجمين من لديه معلومات قيمة أو ملفات قيمة‬
‫سواء كانت الملفات نصيةل جداولل أفالم وغيرهال خاصة من يعمل في ظروف‬
‫خطيرة فقد يفقد فيها الملفات كالعاملين في مجال حقوق اإلنسان أو الصحفيين‬
‫والمحامين وغيرهم ممن هم عرضة للتخزين والسرقة واالختراق‪ .‬ويجب أو البد‬
‫من خضوع النسا االحتياطي لسياسة أمن المعلومات نفسها للملفات األصلية وعدم‬
‫نسيان ذلكل إذ ال معنى مثال لحماية معلومات معينة بكلمة سر معقدة وترك نسخة‬

‫‪176‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫منها (النسخة االحتياطية) بدون حماية ووفقا إلحصائية موقن االيوم العالمي للنسا‬
‫االحتياطي) فإن ‪ 31%‬من األشخاص ال يقومون بالنسا االحتياطيل ويضين ‪113‬‬
‫هاتفا جواالت على دقيقة و ‪ 29%‬من الكوارث التقنية سببها خطأ غير مقصود و ‪1‬‬
‫من أصل ‪ 11‬أجهزة كمبيوتر تصان بالملفات الخبيضة شهريا‪.‬‬

‫وهناك أنواع عدة النسا االحتياطي وهي‪:‬‬

‫النسا االحتياطي الكامل‪:‬‬

‫وظيفة هذا النوع هو إجراء نسخت من جمين الملفات المشمولة في عملية النسا‬
‫االحتياطي في كل مرة يتم فيها إجراء النسا االحتياطي‪.‬‬

‫النسا االحتياطي التفاضلي أو التخالفي‪:‬‬

‫يبدأ هذا النوع من النسا بنسخة احتياطية كاملة تم في المرات التالية من إجراء‬
‫عملية النسا االحتياطي يتم نسا فقط الملفات المضافة والملفات التي تم التعديل‬
‫عليها منذ آخر عملية نسا احتياطي كامل‪.‬‬

‫النسا االحتياطي التزايدي‪ :‬يبدأ هذا النوع من النسا االحتياطي بنسخة‬


‫احتياطية كاملة تم في كل مرة يتم فيها إجراء عملية النسا االحتياطي يتم نسا‬
‫الملفات المضافة والملفات التي تم التعديل عليها منذ عملية النسا االحتياطي‬
‫السابقة‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫تعتبر الخصوصية عبر شبكة االنترنت في العصر المعلوماتي ذات محتوى‬


‫أشمل وأعمق من خصوصية اإلنسان في العصور السابقةل نظرا إلى الكم الهائل من‬
‫المعلومات المحفوظة في بنوك المعلوماتل والحواسيب الشخصية التي تتعلق –في‬
‫كثير من األحيان‪ -‬بحياة اإلنسان الخاصة وأفراد أسرته‪.‬‬

‫وتمثل الخصوصية عبر الشبكة الجيل الجديد من الحقوق والحريات في‬


‫المجتمعات الحديثةل فالمعلومات تمثل قيمة وثروة وتستطين أن تصب سلطةل فعن‬

‫‪177‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫طريق جمعها وحفظها ومعالجتها تم استخدامها ونشرها يمكن المساس من خاللها‬


‫بالحرياتل مما يستوجب توفير حماية قانونية لهذه الخصوصية‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫اإلصالح التشريعي بالمملكة المغربية قراءة في المنظومة التشريعية ما‬


‫بعد عشرية دستور ‪1122‬‬
‫رضوان الطريبق‬
‫باحي في سلد الدكتوراه‬
‫عضو المركز الوطني للدراسات القانونية‬
‫عرفت المنظومة التشريعية بالمملكة المغربية منذ ا سترجاع اال ستقالل و ما تاله‬
‫من فتراتل والسيما من بدا ية الت سعيناتل وت يرة مت صاعدة من الم شارين واألوراش‬
‫واإل صالحات الت شريعية الك برى و الها مةل و قد تب لورت من الت طورات المت سارعة‬
‫التي عرفتها المملكة المغربية رغبة قوية في تحق يق عمل ية ن هوض وإ قالع ت شريعي‬
‫ط موحل د عى إل يه جال لة الم لك مح مد ال سادسل ن صره هللال في العد يد من خط به‬
‫الملكية الساميةل وتأكدت معالمه بوضوح من صدور دستور ‪2111‬ل و ما واك به من‬
‫فت ألوراش تشريعية كبرىل وقد همت تلك األوراش مختلف المستوياتل سواء من‬
‫داخل آليات العمل التشريعيل أو على نصوص المنظومة القانونية المغربية‪.‬‬

‫و قد شكلت المرح لة الموال ية لد ستور فات يول يوز ‪2111‬ل أوراش إ صالحية‬
‫كبرى على المستوى التشريعيل حيث تم االنكباب بشكل مكثف على إصالح مخت لف‬
‫الميةةادين والمجةةاالت والقطاعةةات بنصةةوص تضةةمن لهةةا التنظةةيم القةةانوني الةةالزمل‬
‫وتمكن ها من ل عب دور ها في التنم يةل و بالرجوع إ لى ب عض المؤ شرات اإلح صائية‬
‫نجةةد بةةأن الواليةةة التشةةريعية التاسةةعة (‪)2116 – 2111‬ل عرفةةت المصةةادقة علةةى‬
‫‪ 379‬نص قانونيل ‪ 319‬بم بادرة حكوم يةل و‪ 21‬قانون بم بادرة برلمان يةل وتظ هر‬
‫الحصيلة المرحلية للوالية التشريعية العا شرة (‪)2121 – 2116‬ل أ نه ت مت درا سة‬
‫أكثر من أربعمائة وثالثين ‪ 431‬مشروع نص قانوني وتنظي ميل و هي أر قام ك برى‬
‫توحي بالحجم العددي لتطور المنظومة القانونية المغربية‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ومنهل فما هي أهم ا إ صالحات الت شريعية ال تي عرفت ها آل يات الع مل الت شريعي‬
‫بالمغرب ؟ و ما هي أ هم الت طورات ال تي عرفت ها بن ية ن صوص المنظو مة القانون ية‬
‫المغربية ؟ وما هي أهم مجاالتها ؟‬

‫ولإلجا بة عن األ سئلة أ عالهل فإنني سأق سم مو ضوع هذه الور قةل إ لى مبح ثين‬
‫أتناول في المبحث األول اإلصالحات التي تمت على مستوى بنية العمل ية الت شريعية‬
‫والفاعلين فيهال ألت طرق في المب حث ال ثاني إ لى أ هم اإل صالحات والت طورات ال تي‬
‫عرفتها نصوص المنظومة التشريعية الوطنية‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تنظيم وتطوير بنية وآليات العمل التشريعي الداخلي‬

‫لعل من أهم أوراش اإلصالح التشريعي بالمغربل وأولهال هو ما يتع لق بتن ظيم‬
‫وتطوير البن ية واآلل يات الداخل ية للع مل الت شريعيل وتب عا لذلكل ف قد حق قت في هذا‬
‫الشةةأن العديةةد مةةن المكتسةةبات الهامةةةل والسةةيما منهةةا ذات العالقةةة بمجةةال التنظ ةيم‬
‫والت طوير ع لى الم ستوى ا لداخلي للع مل الت شريعيل وآليا تهل ل عل أهم ها ما يتع لق‬
‫بالفصل بين المجالين التشريعية والتنظيمي (المطلب األول)ل وكذا ما يتع لق بت طوير‬
‫وتوسين المسطرة التشريعية (المطلب ال ثاني)ل و كذلك هو ال شأن في ما يتع لق بم جال‬
‫التكوين القانوني والتخصص التشريعي (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الفصل بين المجالين التشريعي والتنظيمي‬

‫ل قد قرر د ستور يول يوز ‪ 2111‬ألول مرة في تاريا تن ظيم الع مل الت شريعي‬
‫بالمغرب الف صل ا لدقيق بين م جال الت شرينل ا لذي ي ختص به البرل مان من ح يث‬
‫األ صلل وم جال التن ظيم ا لذي تن فرد به الحكو مة بو صفها سلطة تنفيذ يةل و قد حدد‬
‫دستور ‪ 2111‬مجال االقانونا الذي يختص بالتشرين في ميادين محددة صراحة في‬
‫الفصل ‪71‬ل وجعله يتمثلفي سبعة وعشرين (‪ )27‬مجاالًل‪309‬بينما لم ي حدد بالتف صيل‬

‫‪ - 309‬و ق ح د الف صل ‪ 11‬مذ ال ساتور م ا ال قانون بالت شريع في الميااديذ اآلت ي ‪ .1 :‬الح قوق والحر يا األساساي‬
‫الميصوص عليها في التص ير‪ ،‬وفي فصو أخرى مذ هلا ال ستور؛ ‪ .1‬ن ظام األ سر والحا ل الم ن ي ؛ ‪ .3‬م ادئ وقوا ع‬
‫الميظوم الصحي ؛ ‪ .0‬نظام الوسائط السمعي ال صري وال صحاف بموت لف أ شكالها؛ ‪ .0‬الع فو ال عام؛ ‪ .2‬ال ي سي وو ضعي‬
‫األجانب؛ ‪ .1‬تح ي ال رائم والعقوبا ال اري عليها؛ ‪.1‬التيظيم القضائي وإح اث أصياف ج ي مذ الم حاكم؛ ‪.5‬الم سمر‬
‫الم ني والمسمر ال يائي ؛ ‪.9‬نظام الس ون؛ ‪.14‬اليظام األساسي العام للوظيف العمومي ؛ ‪.11‬الضمانا األساسي المميوح‬

‫‪181‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫مجال التن ظيمل و قرر الف صل ‪ 72‬من الد ستور أن كل ما ال يدخل في الت شرين ف هو‬
‫‪310‬‬
‫تنظيم‪.‬‬

‫ويح ظى الف صل بين الم جالين الت شريعي والتنظي مي ا لذي أ قره الفصةلين ‪71‬‬
‫و‪ 72‬من دستور ‪2111‬ل بأهمية قصوى نظراً لكو نه ينظم االخت صاص الت شريعيل‬
‫ويضن معالمهل وفواصلهل حتى ال ي قن ال تداخل بين ما يت خذه البرل مان أو الحكو مةل‬
‫من أع مال ت شريعية أو تنظيم يةل فإذا كان معلو ما ً أن الحكو مة ت قوم بات خاذ مرا سيم‬
‫وقةةرارات ومقةةرراتل وتصةةدر مةةن أجةةل تطبيةةق وتنفيةةذ مةةا يتضةةمنه التشةةرين مةةن‬
‫مقت ضيات وأح كام عا مةل فت كون ت لك المرا سيم وال قرارات والم قررات تدخل في‬
‫مجال التن ظيم اإلجرا ئي والتفعي لي للت شرينل وتت ضمن غال با أح كام ومقت ضيات ذات‬
‫طةةابن تفصةةيلي أو إجرائةةي أو مسةةطري أو غي ةرهل فإنةةه مةةن جهةةة أخةةرى تخةةتص‬
‫الحكومة بمجاالت ال يتم التشرين فيها من ح يث األ صلل وإن ما يتم تنظيم ها من ق بل‬
‫الحكومة حصراًل بل إن الف صل ‪ 79‬من الد ستور أع طى للحكو مة ال حق في حما ية‬
‫اختصاصها التنظيميل وذلك بتمكينها من آلية عدم قبول أي مقترح أو تعديل ت قدم به‬
‫‪311‬‬
‫البرلمان ال يدخل في مجال القانون‪.‬‬

‫ولعل من أهم األمثلة ع لى الم جاالت ال تي تدخل في م جال التن ظيم ا لذي يعت بر‬
‫اختصا صا ً أ صيالً للحكو مةل هو م جال ال صفقات العموم يةل ح يث أ نه لم يرد في‬
‫‪312‬‬
‫الفصل ‪ 71‬من الدستورل وقد تم تنظيمه بمرسوم لرئيس الحكومة‪.‬‬

‫للموظفيذ الم نييذ والعسكرييذ؛ ‪.11‬نظام مصالح وقوا حفظ األمذ؛ ‪.13‬نظام ال ما عا التراب ي وم ادئ تح ي دوائر ها‬
‫الترابي ؛ ‪.10‬اليظام االنتوابي لل ماعا الترابي وم ادئ تقميع ال وائر االنتوابي ؛ ‪.12‬اليظام الضري ي‪ ،‬ووعاء ال ضرائب‪،‬‬
‫وم ق ارها وطارق تح صيلها؛ ‪.11‬اليظاام ال قانوني إلصا ار العم ل ونظاام ال يك المركازي؛ ‪.11‬ن ظام ال ماارك؛‪.15‬نظاام‬
‫االلتزاما الم ني والت اري وقانون الشركا والتعاونيا ؛ ‪.19‬الحقوق العييي وأنظم الملكي العقاري العمومي والواص‬
‫وال ماع ي ؛‪.14‬ن ظام الي قل؛ ‪.11‬عال قا ال شغل‪ ،‬وال ضمان االجت ماعي‪ ،‬و حوادث ال شغل‪ ،‬واال مراض المهي ي ؛ ‪.11‬ن ظام‬
‫األبياااك وشااركا التااأميذ والتعاض ا يا ؛ ‪.13‬نظااام تكيولوجيااا المعلومااا واالتصاااال ؛ ‪.10‬التعمياار وإع ا اد التااراب؛‬
‫‪.12‬القواعا المتعلقا بتا بير ال ييا وحمايا الماوارد الم يعيا والتيميا المسات ام ؛ نظااام المياااه والغاباا والصااي ؛ تح يا‬
‫التوجها والتيظيم ال عام لم ياديذ التع ليم وال حث العل مي والت كويذ المه يي؛ ‪.11‬إ ح اث الم س سا العموم ي و كل شوص‬
‫اعت اري مذ أشواص القانون العام؛ ‪.11‬تأميم الميشآ ونظام الووصص ‪.‬‬
‫‪ - 310‬ييص الفصل ‪ 11‬مذ ال ستور على ما يلي ‪" :‬يوتص الم ا التيظيمي بالمواد التي ال يشملها اختصاص القانون"‪.‬‬
‫‪ - 311‬تيص الفقر األو لى مذ الف صل ‪ 19‬مذ د ستور ‪ ،1411‬ع لى ما ي لي ‪" :‬للحكو م أن ت فع ب ع م ق و كل مق ترح أو‬
‫تع يل ال ي خل في م ا القانون"‪.‬‬
‫‪ - 312‬وهو المرسوم رقم ‪ 1.11.309‬صادر في ‪ 5‬ج مادى األو لى ‪ 14( 1030‬مارس ‪ )1413‬يتع لق بال صفقا العموم ي ‪،‬‬
‫ال ري الرسمي ع د ‪ 13 – 1104‬جمادى األولى ‪ 0( 1030‬أبريل ‪ ،)1413‬ص ‪.3413 :‬‬

‫‪181‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫هذال وإذا كان التنظيم يعتبر مجال حصري للحكومةل فإن الت شرين ور غم كو نه‬
‫يعتبر اختصاصا ً أصيال للبرلمانل إال أن الحكومة تشترك من البرل مان في ممار سة‬
‫السةةلطة التشةةريعيةل بحيةةث أن الدسةةتور اعتةةرف للحكومةةة بةةالحق فةةي المبةةادرة‬
‫‪313‬‬
‫التشريعيةل بالموازاة من البرلمان‪.‬‬

‫وإمعا نا في ضبط ممار سة ال سلطة الت شريعية بين الحكو مة والبرل مانل عم لت‬
‫الحكومة على إحداث لجنة سميت باللجنة التقن ية الدائ مة لتت بن الم بادرات الت شريعية‬
‫البرلمانيةل‪ 314‬وقد أحدث خصيصا من أ جل تفع يل المقت ضيات الد ستوريل وال سيما‬
‫الفصةلين ‪ 78‬و‪ 82‬اللةذان ينصةان علةى حةةق أعضةاء البرلمةان فةي التقةدم بةةاقتراح‬
‫القوانينل خاصة أمام تأكيد البر نامج الح كومي للوال ية الت شريعية (‪)2121-2116‬‬
‫علةةى االنفتةةاح علةةى كةةل مبةةادرات تطةةوير عالقةةة الحكومةةة مةةن البرلمةةان والتفاعةةل‬
‫االيجابي من المبادرات التشريعية البرلمانية‪.‬‬

‫وتخةةتص اللجنةةة التقنيةةة المةةذكورة أساسةا ً دراسةةة مقترحةةات القةةوانين التةةي تةةتم‬
‫إحالتها على الحكو مة من ق بل البرل مانل وتت بن وتن سيق مو قف القطا عات الوزار ية‬
‫المعنيةةة مةةن مقترحةةات القةةوانين المقدمةةةل حةةث القطاعةةات المعنيةةة علةةى التفاعةةل‬
‫اإليجابي من مقترحات ال قوانينل و كذا اق تراح ال تدابير ال تي من شأنها تعز يز ال تزام‬
‫الحكومة بالتفاعل ايجابيا من المبادرات التشريعية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تطوير وتوسيع التاأطير القانوني للمسطرة التشريعية‬

‫يمةةر ورش اإلصةةالح التشةةريعي بتةةأطير األحكةةام الكبةةرى المتعلقةةة بالعمليةةة‬


‫التشةةريعيةل سةةواء األحكةةام المتعلقةةة بإجراءاتهةةا ومراحلهةةا وآجالهةةال أو القواعةةد‬

‫وق عرف المرسوم الملكور ع تع يال ‪ ،‬نوردها كاآلتي ‪:‬‬


‫‪ -‬المر سوم ر قم ‪ 1.13.121‬صادر في ‪ 11‬مذ شوا ‪ 19( 1030‬أغ سمس ‪ )1413‬بتغي ير المر سوم ر قم ‪1.11.309‬‬
‫الصادر في ‪ 5‬جمادى األولى ‪ 14( 1030‬مارس ‪ )1413‬المتعلق بالصفقا العمومي ؛‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 1.15.933‬صادر في ‪ 13‬مذ شع ان ‪ 19( 1004‬أبريل ‪ )1419‬بتغيير وتتميم المرسوم رقم ‪1.11.309‬‬
‫الصادر في ‪ 5‬مذ جمادى األولى ‪ 14( 1030‬مارس ‪ )1413‬المتعلق بالصفقا ؛‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 1.19.19‬صادر في ‪ 15‬مذ رم ضان ‪ 10( 1004‬ماي ‪ )1419‬بتغي ير وت ميم المر سوم ر قم ‪1.11.309‬‬
‫الصادر في ‪ 5‬جمادى األولى ‪ 14( 1030‬مارس ‪ )1413‬المتعلق بالصفقا العمومي ‪.‬‬
‫‪ - 313‬ييص الفصل ‪ 15‬مذ ال ستور ع لى ما ي لي ‪ " :‬لرئيس الحكو م وألع ضاء ال رل مان ع لى ال سواء حق الت ق م باقتراح‬
‫القوانيذ"‪.‬‬
‫‪ - 314‬و لك بمقتضى ميشور رئيس الحكوم رقم ‪ 1411/40‬بتاريخ ‪ 3‬شوا ‪ 1035‬الموافق لا ‪ 15‬يونيو ‪. 1411‬‬

‫‪182‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المنظمة للدراسات السابقة عليهال أو التي تتخللهال خاصة ما يتع لق بدرا سة األ ثر أو‬
‫بالتحصين الدستوري للنصوص القانونية‪.‬‬

‫وفي ما ي خص أح كام الم سطرة الت شريعيةل ف قد تم الع مل ع لى ت طوير تأطير ها‬
‫القانوني بشكل موسنل سواء منها األحكام الصادرة في الد ستورل وال سيما في ال باب‬
‫أو في القانون رقم ‪ 61.13‬المتعلق بتن ظيم وت سيير أ شغال الحكو مة‬ ‫‪315‬‬
‫الرابن منهل‬
‫والذي يعتبر في حد ذا ته تجر بة فر يدة من نوع ها‬ ‫‪316‬‬
‫والوضن القانوني ألعضائهال‬
‫قل نظير ها ع لى م ستوى شمال افريق ياًل و حوض الب حر األ بيض المتو سطل و كذا‬
‫األح كام ال صادرة في ال قانونيين ا لداخليين المنظ مين لع مل مج لس ال نواب ومج لس‬
‫المستشارين ‪.‬‬

‫وكذلك هو الشأن بالن سبة للمقت ضيات المتعل قة ب ضبط الم سطرة الت شريعية أث ناء‬
‫مرحلة المصادقة البرلمانيةل حيث تضمن النظامين الداخلين ل كل من مج لس ال نواب‬
‫ومجلس المستشارين أحكام وقواعد المصادقة على النصوص التشريعية‪.‬‬

‫ولعل من أهم المقتضيات التي من شةأنها أن تنظم بال تدقيق خ طوات وإ جراءات‬
‫المسةةطرة التشةةريعيةل هةةو مةةا أشةةارت إليهةةا المةةادة ‪ 21‬مةةن القةةانون التنظيمةةي رقةةم‬
‫‪ 61.13‬المتع لق بتن ظيم أ شغال الحكومةةل ح يث جاء فيهةا ‪ :‬ات حدد كيف يات إعةداد‬
‫مشارين النصوص التشريعية والتنظيمية من ق بل ال سلطات الحكوم ية المعن ية وآ جال‬
‫إعةةدادها وعرضةةها علةةى مسةةطرة المصةةادقةل فةةي شةةكل دليةةل للمسةةاطر التشةةريعية‬
‫والتنظيميةل بموجب نص تنظيميال وهو النص التنظيمي الذي لم ي صدر ب عدل ر غم‬
‫الحاجة الماسة ل صدورهل إال أ نه وأ مام حا لة شبه ال فراغ العم لي ا لذي يعر فه م جال‬
‫إ جراءات الم سطرة الت شريعيةل عم لت األما نة العا مة للحكو مةل ع لى إ عداد دال ئل‬
‫موضوعاتية متعددة من شأنها أن توجه العاملين في مجال الشؤون القانون ية وال سيما‬

‫‪ - 315‬وهي األحكام الميظم في ال اب الرابع مذ ال ستور المعيون بالسلم التشريعي ‪ ،‬ويتضمذ الفصو الممت مذ الف صل‬
‫‪ 14‬إلى الفصل ‪ ،51‬والسيما األحكام المتعلق بممارس السلم التشريعي الميظم في الفصو مذ ‪ 15‬إلى ‪.51‬‬
‫‪ - 316‬القانون التيظيمي رقم ‪ 412.13‬المتعلق بتيظيم وتسيير أشغا الحكو م والو ضع ال قانوني ألع ضائها‪ ،‬ال صادر ب شأن‬
‫تيفيله الظهير الشريف رقم ‪ 1.12.33‬في ‪ 15‬جمادى األولى ‪ 19( 1031‬مارس ‪ .)1412‬وال سيما ال مواد مذ ‪ 19‬إ لى ‪11‬‬
‫المتعقليذ بمشاريع اليصوص القانوني المعروض على مسمر المصادق ‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫أق سام الت شرين في كل ق طاع وزاري من اال ستئناس بم جال الم ساطر والدرا سات‬
‫الت شريعيةل وتتع لق ت لك ا لدالئل المو ضوعاتية بم جال صياغة الن صوص القانون ية‬
‫‪317‬‬
‫وتحيينهال وأرشفتها وغيره‪.‬‬

‫وعال قة بالم سطرة الت شريعيةل و من أ جل ضمان إ صدار ت شريعات و فق م بدأ‬


‫الحاجةةة والضةةرورة التشةةريعيةل بمةةا يحقةةق جودتهةةا ويحةةد مةةن ظةةاهرة التضةةخم‬
‫التشريعيل فقد تم العمل ع لى إ صدار قانون يتع لق بدرا سة أ ثر ن صوص الت شريعية‬
‫والتنظيميةل وذلك بمقتضى التنصيص الوارد في المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪61.13‬‬
‫المتعلةةق بتنظةةيم أشةةغال الحكومةةةل‪ 318‬والةةذي علةةى أساسةةهال وتطبيقهةةا لهةةا صةةدر‬
‫المر سوم ر قم ‪ 2.17.181‬المتع لق بدرا سة األ ثر الوا جب إرفاق ها ببعض م شارين‬
‫القوانينل‪ 319‬هذه الدراسة التي لها أهميتها الخا صة في ا ستجالء االنعكا سات المال ية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والبيئ ية والمؤس ساتية المتوق عة لم شارين ال قوانين المن جزة‬
‫أو المزمن إنجازهال كما أنها ت قوم بدور أسا سي في ا ستجالء اإلكرا هات والعراق يل‬
‫المختلفة التي يتعين أخذها بعين االعتبار قبل اعتماد القانون‪.‬‬

‫كذلك هو ال شأنل و في إ طار تن ظيم و ضبط الح قل الت شريعيل وحر صا ع لى‬
‫تحصينها دستورياًل تم ترسيا وتوسين صالحية المج لس الد ستوري والر قي به إ لى‬

‫‪ - 317‬وتلك ال الئل هي كاآلتي ‪:‬‬


‫‪ -‬دليل صياغ الي صوص القانون ي ‪ ،‬األما ن العا م للحكو م – المم ع الر سمي ‪ ،‬سل سل الو ثائق القانون ي ‪ ،‬ط ‪ :‬األو لى‬
‫‪1412‬؛‬
‫‪ -‬الا ليل العااام لمساااطر معال ا مشاااريع اليصااوص التشاريعي والتيظيميا ‪ ،‬األمانا العاما للحكوما ‪ ،‬م يريا المم عا‬
‫الرسمي ‪ ،‬ط ‪ :‬األولى ‪1412 :‬؛‬
‫‪ -‬دليل صياغ اليصوص القانوني ‪ ،‬األمان العام للحكوم ‪ ،‬م يري المم ع الرسمي ‪ ،‬ط ‪ :‬األولى ‪1412‬؛‬
‫‪ -‬دليل تحييذ اليصوص القانوني ‪ ،‬األمان العام للحكوم ‪ ،‬م يري المم ع الرسمي ‪ ،‬ط ‪ :‬األولى ‪1412 :‬؛‬
‫‪ -‬ال ليل العام حو دراسا األثر لليصوص التشريعي ‪ ،‬الم ع األولى‪1412 ،‬؛‬
‫‪ - 318‬تيص الماد مذ القانون رقم ‪ 412.13‬المتعلق بتيظيم أشغا الحكوم ع لى ما ي لي ‪" :‬يت عيذ‪ ،‬كل ما اقت ضت ال ضرور‬
‫لك‪ ،‬بموجب قرار لرئيس الحكو م ‪ ،‬أن تر فق م شاريع ال قوانيذ الرام ي إ لى سذ أي ت شريع ج ي أو مراج ع ت شريع قائم‬
‫ب راس حو ﺁثارها"‪.‬‬
‫‪ - 319‬مر سوم ر قم ‪ 1.11.252‬صادر في ‪ 0‬رب يع األو ‪ 13( 1039‬نوفم ر ‪ )1411‬ب شأن درا س األ ثر الوا جب إرفاق ها‬
‫ب عض مشاريع القوانيذ‪ ،‬ال ري الرسمي ع د ‪ 11 – 1111‬ربيع األو ‪ 34( 1039‬نوفم ر ‪ ،)1411‬ص ‪.1512 :‬‬

‫‪184‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫محكمة دستوريةل حسب القانون التنظي مي ر قم ‪66.13‬ل‪ 320‬وذ لك من أ جل ضمان‬


‫أكثر قوة لدستورية القوانين والتشريعاتل وعدم تعارضها من نص وروح الدستور‪.‬‬

‫كما أنه ومن ضمن أوجه تنظيم الحقل التشريعي بالمملكة المغربيةل خاصة ع لى‬
‫عال قة بخ طوات افت تاح و ضبط وتن ظيم الم بادرة الت شريعية الحكوم يةل وب شكل أدق‬
‫بكةةل قطةةاع وزاريل مةةا يتعلةةق بوجةةوب تحديةةد أولويةةات السياسةةة التشةةريعيةل التةةي‬
‫تنهجها كل حكومة خالل واليتها التشريعيةل وذلك من خالل ت ضمينها واالل تزام ب ها‬
‫ضةةمن البرنةةامج الحكةةومي التةةي تعةةده وتعرضةةه الحكومةةة أثنةةاء تنصةةيبها مةةن قبةةل‬
‫البرل مانل طب قا ألح كام الف صل ‪ 88‬من الد ستورل و ضمن ذات البر نامج الح كوميل‬
‫فإن الحكومة المغربية اتخذت في واليتها التشريعي التاسعة ‪2116 – 2111‬ل ال تي‬
‫ت لت مبا شرة د ستور ‪2111‬ل ما سمي بالمخطط الت شريعي الح كوميل و هي وثي قة‬
‫تتضمن ألول مرة في تاريا المغربل ما تعتزم الحكومة إ عداده من تدابير ت شريعية‬
‫لتفعيةةل أحكةةام الدسةةتورل وتنفيةةذ مةةا ورد فةةي برنامجهةةا مةةن التزامةةات تهةةم مختلةةف‬
‫مجاالت السياسات العمومية القطاعيةل إال أ نه لوحظ في الوال ية الت شريعية العا شرة‬
‫تم التراجن عن المخطط التشريعيل واكت في بالبر نامج الح كوميل وت ضمن في جزء‬
‫منها بعض المشارين القانوني والتشريعية المزمن تنفيذها أثناء تلك الوالية‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تعزيز التخصص والتكوين في مجال التشريع‬

‫وتقو ية ل قدرات السةاهرين ع لى إعةداد الن صوص التشةريعية والتنظيم يةل فةإن‬
‫األما نة العا مة للحكو مة وبمقت ضى االختصا صات المنو طة ب هال ت توفر م نذ ‪1998‬‬
‫علةةى هيئةةة حصةةرية تسةةمى اهيئةةة المستشةةارين القةةانونيينال‪ 321‬كمةةا جةةرى إعةةادة‬
‫تنظيمها وتوسيعها سنة ‪2111‬ل‪ 322‬تت ضمن ك فاءات وأ طر رفي عة الم ستوى العل مي‬

‫‪ - 320‬القانون التيظيمي رقم ‪ 11.13‬المتعلق بالمحكم ال ستوري الصادر بتيفيله الظهير الشريف رقم ‪ 1.10.139‬صادر في‬
‫‪ 11‬مذ شوا ‪ 13( 1032‬أغسمس ‪ ،)1410‬ال ري الرسمي ع د ‪ 5 – 1155‬و القع ‪ 0( 1032‬س تم ر ‪ ،)1410‬ص ‪:‬‬
‫‪.1111‬‬
‫‪ - 321‬مرسوم رقم ‪ 1.91.1439‬صادر في ‪ 11‬مذ رمضان ‪ 11( 1015‬يياير ‪ )1995‬بإ ح اث هي ي للمست شاريذ ال قانونييذ‬
‫لإلدارا ل ى األمان العام للحكوم ‪.‬‬
‫‪ - 322‬مرسااوم رقاام ‪ 1.10.190‬صااادر فااي ‪ 11‬مااذ رمضااان ‪ 10 ( 1032‬يوليااو ‪ ) 1410‬بتغيياار وتتماايم المرسااوم رقاام‬
‫‪ 1.91.1439‬بتاريخ ‪ 11‬مذ رمضان ‪ 11 ( 1015‬يياير ‪ ) 1995‬بإح اث هيي للمستشاريذ القانونييذ لإلدارا ل ى األمان‬
‫العام للحكوم ‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫والعمليل وت سهر ع لى درا سة الن صوص القانون ية وال حرص ع لى جودت هال وتتل قى‬
‫هذه الهي ئة تكوي نا أسا سيا ر صينال ك ما ت ستفيد من ت كوين م ستمر دا خل المغةرب‬
‫وخارجهل وذلك من أجل ح سن ضبط عمل ية إ عداد الن صوص القانون يةل ك ما ت ساهم‬
‫هذه الهي ئة في الت كوين الغ ير مبا شر لأل طر ال عاملين في م صال وأق سام ال شؤون‬
‫القانونيةةة والتشةةرين بمختلةةف القطاعةةات الوزاريةةة واإلدارات العموميةةةل وذلةةك عةةن‬
‫طر يق مواك بة الن صوص ال تي يت قدمون ب ها إ لى األما نة العا مة للحكو مة من أ جل‬
‫الدراسة ‪.‬‬

‫وإمعانا في تقو ية الت كوين ال مرتبط بم جال الدرا سات الت شريعيةل عم لت األما نة‬
‫العا مة للحكو مةل في إ طار بر نامج التوأ مة المؤس ساتية من اإلت حاد األور بيل ع لى‬
‫تنظةةيم دورات تكوينيةةة وزيةةارات متبادلةةة وتبةةادل خبةةراتل اسةةتفاد منهةةا المسةةؤولين‬
‫والمستشارين واألطر بهال من المغرب و من فرن سا وا سبانيال ع قدت دا خل الم غرب‬
‫وفي كل من فرنسا واسبانيال ارتكز التكوين من فرن سا ع لى جا نب إ عداد الن صوص‬
‫القانونيةل فيما ارتكز التكوين وتبادل الخبرات من اسبانيا فيما يتعلق بالنشر ال قانونيل‬
‫حيةةث تعتبةةر التجربةةة اإلسةةبانية رائةةدة فةةي هةةذا المجةةالل واختتمةةت بإصةةدار دالئةةل‬
‫موضوعاتية السابق ذكرهال والتي تدخل كذلك في ورش الت كوين ال قانوني والت شرين‬
‫الموسنل بحيث يمكن لمختلف العاملين في م جال الت شرين سواء من دا خل الحكو مة‬
‫أو خارجها االستفادة من تلك الدالئل في عملية دراسة وإعداد النصوص القانونية‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬شمولية التشريع وتطوير قواعده‬

‫عرفةةت المنظومةةة التشةةريعي المغربيةةة إصةةالحات كبةةرى علةةى مسةةتوى بنيةةة‬


‫الن صوص القانون يةل شملت تقري با مخت لق الم جاالت والم يادينل ل عل أهم هال م جال‬
‫العةةدل وحقةةوق اإلنسةةان (المطلةةب األول)ل والمجةةال االجتمةةاعي (المطلةةب الثةةاني)ل‬
‫ومجال االقتصاد واالستثمار (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مجال العدل وحقوق اإلنسان‬

‫‪186‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫يعتبر مجال العدل وحقوق اإلنسانل من أ هم الم جاالت ال تي تع طي صورة عن‬


‫مدى ت طور األنظ مة القانون ية في أي ب لد أو منظو مة قانون يةل ذ لك أن دو لة ال حق‬
‫وال قانونل ت قوم أسا سا وتظ هر من م جال ال عدل (الف قرة األو لى)ل ثم م جال ح قوق‬
‫اإلنسان (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬مجال العدل‬

‫يعتبر مجال العدلل من أهم المجاالت التي عرفت ورش إصالحي كب يرل أع لن‬
‫عنه جاللة الملك محمد السادس يوم ‪ 8‬ماي ‪2112‬ل وخ لص إل صدار إ لى ما سمي‬
‫بة االمي ثاق ا لوطني إل صالح منظو مة العدا لةال و صدرت ب شأنه المواف قة المولو ية‬
‫السةةامية يةةوم ‪ 31‬يوليةةو ‪2113‬ل والةةذي علةةى أسةةاس توصةةياته تةةم توطيةةد اسةةتقالل‬
‫ال سلطة الق ضائيةل تف عيال لد ستور ‪2111‬ل و من أج له تم إ حداث المج لس األع لى‬
‫لل سلطة الق ضائيةل سنة ‪ 2116‬بمو جب ال قانون ر قم ‪111.13‬ل‪ 323‬و هو اإل حداث‬
‫‪324‬‬
‫الذي تبعه تعيين أعضاء المجلسل بتاريا ‪ 6‬أبريل ‪.2117‬‬

‫ومةةن المسةةتجدات الهامةةة التةةي عرفهةةا مجةةال إصةةالح مجةةال العةةدل والقضةةاء‬
‫بالمغربل هو ما يتعلق بنقل اختصاصات وز ير ال عدل إ لى الوك يل ال عام للم لك لدى‬
‫محكمة النقضل وتنظيم ما سمي برئاسة النيابة العا مةل سنة ‪ 2117‬بمو جب ال قانون‬
‫رقم ‪33.17‬ل‪ 325‬حيث اعتبر الملك في ديباجة ظهير تعيين السيد محمد عبد الن باوي‬

‫‪ - 323‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.04‬صادر في ‪ 10‬مذ جمادى اآل خر ‪ 10 ( 1031‬مارس ‪ ) 1411‬بتيف يل ال قانون التيظي مي‬
‫رقم ‪ 144.13‬المتعلق بالم لس األعلى للسلم القضائي ‪.‬‬
‫‪Dahir n° 1-16-40 du 14 joumada II 1437 ( 24 mars 2016 ) portant promulgation de la loi‬‬
‫‪.organique n° 100-13 relative au Conseil supérieur du pouvoir judiciaire‬‬
‫‪ - 324‬ح يث أ نه ط قا ألح كام الف صل ‪ 112‬مذ ال ستور‪ ،‬تف ضل صاحب ال ال ل الم لك مح م ال سادس‪ ،‬ن صره هللا‪ ،‬ر ئيس‬
‫الم لس األعلى للسلم القضائي ‪ ،‬وضامذ استقال السلم القضائي ‪ ،‬يوم الو ميس‪ 5 ،‬ر جب ‪ 1035‬ها الموا فق ‪ 1‬أبر يل‬
‫‪ 1411‬ما‪ ،‬بالقصر الملكي بال ار ال يضاء‪ ،‬باستق ا وتعييذ أعضاء الم لس األعلى للسلم الق ضائي ‪ ،‬و هي التعيي يا ال تي‬
‫ص ر بشأنها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.14‬صادر في ‪ 2‬رجب ‪ 3( 1035‬أبريل ‪ )1411‬بتعييذ السي محم ن اوي في ميصب الوك يل‬
‫العام ل الل المملك ل ى محكم اليقض؛‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.11‬ال صادر في ‪ 5‬ر جب ‪ 1( 1035‬أبر يل ‪ )1411‬بتع ييذ ال ساد التال ي أ سماؤهم أع ضاء‬
‫بالم لس األعلى للسلم القضائي ‪.1 :‬السي أحم الومليشي؛ ‪.1‬السي أحم الغزالي؛ ‪.3‬السي محم الحلوي؛ ‪.0‬السي مح م‬
‫أميذ بيع هللا؛ ‪.2‬السي هي أيوبي إدريسي‪.‬‬
‫‪ -‬كما تم نشر تأليف الم لس األعلى للسلم القضائي في نفس الع د مذ ال ري الرسمي ‪.‬‬
‫‪ - 325‬ظه ير شريف ر قم ‪ 1.11.02‬صادر في ‪ 5‬ي الح ‪ 34 ( 1035‬أغ سمس ‪ ) 1411‬بتيف يل ال قانون ر قم ‪33.11‬‬
‫المتعلق بيقل اختصاصا السلم الحكومي المكلف بالع إلى الوكيل العام للملك ل ى محك م ا ليقض ب صفته رئي سا للييا ب‬
‫العام وبسذ قواع لتيظيم رئاس اليياب العام ‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫في منصب الوكيل العام لجاللة الملك لدى مح مد ا لنقضل بأ نه ر ئيس النيا بة العا مةل‬
‫وهو الم سؤول الق ضائي األول عن ح سن سيرهال وبا لدفاع عن ال حق ال عام وا لذود‬
‫عنهل وحماية النظام العام والعمل على صيانته‪.‬‬

‫كما تم الع مل م نذ سنة ‪ 2116‬ع لى إ صدار ن ظام أسا سي جد يد خاص بر جال‬


‫القضاء يعوض الن ظام ال قديم وي ستجيب للم ستجدات الد ستورية والت شريعية المتعل قة‬
‫باستقالل السلطة القضائيةل وذلك بموجب القانون رقم ‪116.13‬ل‪ 326‬وتضمن العديد‬
‫من المستجداتل لعل أهمها ما يتعلق بالتكوين الق ضائيل والو لوج إ لى الق ضاء ا لذي‬
‫ر فن سنه إ لى ‪ 41‬سنةل و هو ال سن المع مول به في الو لوج إ لى الوظي فة العموم ية‬
‫بالمغربل ك ما تم ر فن ف ترة الت كوين من سنتين إ لى ثالث سنواتل وغير ها من‬
‫األمور الهامة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مجال حقوق اإلنسان‬

‫ي عد م جال ح قوق اإلن سان ور شا إ صالحيا كب يرا عر فه الم غربل و قد انط لق‬
‫مسةةيرة تلةةك اإلصةةالحات سةةنة ‪2116‬ل وذلةةك بوضةةن قةةانون إطةةار لحمايةةة حقةةوق‬
‫األشةةخاص فةةي وضةةعية إعاقةةة والنهةةوض بهةةال وذلةةك بمقتضةةى القةةانون رقةةم‬
‫‪97.13‬ل‪ 327‬بحيث يحدد هذا ال قانون اإل طار األ هداف األسا سية ال تي ت سعى الدو لة‬
‫لتحقيقها في مجال حماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة والنهوض ب هال وتتم ثل‬
‫تلك األهداف في ‪ .1 :‬ضمان حما ية فعا لة لح قوق وحر يات األ شخاص في و ضعية‬
‫إعاقة والنهوض بهال ‪ .2‬الوقاية من أسباب اإلعاقة وتشخيصها والتحسيس ب ضرورة‬

‫‪Dahir n° 1-17-45 du 8 hija 1438 ( 30 août 2017 ) portant promulgation de la loi n° 33-17‬‬
‫‪relative au transfert des attributions de l’autorité gouvernementale chargée de la justice au‬‬
‫‪Procureur général du Roi près la Cour de Cassation, en sa qualité de chef du ministère public‬‬
‫‪.et édictant des règles d’organisation de la présidence du ministère public‬‬
‫‪ - 326‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.01‬صادر في ‪ 10‬مذ جمادى اآلخر ‪ 10 ( 1031‬مارس ‪ ) 1411‬بتيف يل ال قانون التيظي مي‬
‫رقم ‪ 141.13‬المتعلق باليظام األساسي للقضا ‪.‬‬
‫‪Dahir n° 1-16-41 du 14 joumada II 1437 ( 24 mars 2016 ) portant promulgation de la loi‬‬
‫‪.organique n° 106-13 portant statut des magistrats‬‬
‫‪ - 327‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.21‬صادر في ‪ 19‬مذ ر جب ‪ 11( 1031‬أبر يل ‪ )1411‬بتيف يل ال قانون اإل طار ر قم ‪91.13‬‬
‫المتعلق بحماي حقوق األشواص في وضعي إعاق واليهوض بها ‪.‬‬
‫‪Dahir n° 1-16-52 du 19 rejeb 1437 ( 27 avril 2016 ) portant promulgation de la loi-cadre n°‬‬
‫‪97-13 relative à la protection et à la promotion des droits des personnes en situation‬‬
‫‪d’handicap‬‬

‫‪188‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ات خاذ االحتيا طات الالز مة لتج نب اإل صابة ب هال ‪ .3‬تأه يل األ شخاص في و ضعية‬
‫إعاقة وإعادة تأهيلهمل من أجل تمكينهم من بلوغ أكبر قدر ممكن من اال ستقاللية في‬
‫ح ياتهم واال ستفادة من مؤهالتهمل ‪ .4‬تيسةير إد ماجهم االجت ماعي وم شاركتهم فةي‬
‫جمين مناحي الحياة بكيفية طبيعية ‪.‬‬

‫وقد تبن ذلك إحداث هي ئة المنا صفة ومكاف حة كل أ شكال التمي يزل سنة ‪2117‬ل‬
‫بمقت ضى ال قانون ر قم ‪79.14‬ل‪ 328‬و هو اإل حداث ا لذي يأتي في إ طار التن صيص‬
‫الدستوري على إنشاء عدد من اآلليات التي تستهدف ضمان تنفيذ السلطات العموم ية‬
‫بالعمةةل علةةى خلةةق شةةروط تعمةةيم ممارسةةة المةةواطنين والمةةواطنين الفعليةةة للحريةةة‬
‫والمساواة ومشاركتهم في الحقوق السيا سيةل وتت حدد مه مة الهي ئة في ‪ .1:‬المنا صفة‬
‫بين الر جال والن ساء بمع نى الن هوض بالم ساواةل ‪ .2‬مناه ضة كا فة أ شكال التمي يز‬
‫بمعنى الوقاية والحماية ضد كافة أشكال التمييز ‪.‬‬

‫وتلى ذلك إعادة تنظيم المجلس الوطني لحقوق اإلن سانل سنة ‪2118‬ل بمقت ضى‬
‫القانون رقم ‪ 76.11329‬في اتجاه مالئمته من أحكام دستور ‪2111‬ل وما جاء به من‬
‫مكتسباتل وتعزيز دور المجلس بثالث آل ياتل األو لى للوقا ية من الت عذيبل واآلل ية‬
‫الثانية للتظلمات الخاصة باألطفال ضحايا انتها كات ح قوق اإلن سانل والثال ثة خا صة‬
‫بحماية األشخاص ذوي اإلعاقة‪.‬‬

‫ك ما تم سنة ‪ 2118‬إ صدار قانون يتع لق بمحار بة الع نف ضد الن ساءل وذ لك‬
‫بمقت ضى ال قانون ر قم ‪113.13‬ل‪330‬و هو ال قانون ا لذي يأتيل ل كي يك مل منظو مة‬

‫‪ 11 ( 1035‬س تم ر ‪ ) 1411‬بتيف يل ال قانون ر قم ‪19.10‬‬ ‫‪ - 328‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.01‬صادر في ‪ 34‬مذ ي الح‬
‫المتعلق بهيي المياصف ومكافح كل أشكا التمييز‪.‬‬
‫‪Dahir n° 1-17-47 du 30 hija 1438 ( 21 septembre 2017 ) portant promulgation de la loi n° 79-‬‬
‫‪. 14 relative à l’Autorité pour la parité et la lutte contre toutes formes de discrimination‬‬
‫‪ - 329‬ظهير شريف ر قم ‪ 1.15.11‬صادر في ‪ 2‬ج مادى اآل خر ‪ 11 ( 1039‬ف را ير ‪ ) 1415‬بتيف يل ال قانون ر قم ‪11.12‬‬
‫المتعلق بإعاد تيظيم الم لس الوطيي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪Dahir n°1-18-17 du 5 joumada II 1439 ( 22 février 2018 ) portant promulgation de la loi n°‬‬
‫‪.76-15 relative à la réorganisation du Conseil national des droits de l’Homme‬‬
‫‪ - 330‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.19‬صادر في ‪ 2‬جمادى اآل خر ‪ 11 ( 1039‬ف را ير ‪ ) 1415‬بتيف يل ال قانون ر قم ‪143.13‬‬
‫المتعلق بمحارب العيف ض اليساء ‪.‬‬
‫‪Dahir n° 1-18-19 du 5 joumada II 1439 ( 22 février 2018 ) portant promulgation de la loi n°‬‬
‫‪.103-13 relative à la lutte contre les violences faites aux femmes‬‬

‫‪189‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ح قوق اإلن سان بالمغربل وي هدف إ لى تةوفير و ضمان ال حدود ا لدنيا من الحمايةة‬
‫القانونيةةة للنسةةاء ضةةحايا العنةةفل ويرتكةةز علةةى إلةةى إحةةداث آليةةات للتكفةةل بالنسةةاء‬
‫واألطفةةال ضةةحايا العنةةفل وكةةذا إحةةداث آليةةات للتنسةةيق بةةين المتةةدخلين فةةي مجةةال‬
‫مناهضة العنف ضد النساء وحمايتهمل كما يأتي هذا القانون لكي يجرم بعض األفعال‬
‫باعتبارها عنفا يل حق ضررا بالمرأةل و كذا ت جريم ب عض األف عال باعتبار ها صورا‬
‫من صور التحرش الجنسي ‪.‬‬

‫و قد صدر مؤخرال وبال ضبط في سنة ‪2119‬ل ال قانون ر قم ‪ 14.16‬المتع لق‬


‫بمؤسسة الوسيطل‪ 331‬فبعدما كانت محد ثة سنة ‪ 2111‬ت حت ا سم د يوان المظ لمل تم‬
‫سنة ‪ 2111‬إ حداث مؤس سة الو سيط‪ 332‬تكري سا لإلرادة الملك ية الرام ية لت كريس‬
‫سيادة ال قانونل وتحق يق ال عدل واإلن صافل وج بر ال ضرر ور فن الم ظالمل وتر سيا‬
‫الحقوق والحرياتل ومنه فمؤسسة الوسيط عرفت إ صالحات بمقت ضى ال قانوني ر قم‬
‫‪11.11‬ل وذلك في اتجاه مالءمته من ما جاء في د ستور ‪ 2111‬ل وال سيما الف صل‬
‫‪ 162‬المتعلةةق بدسةةترة المؤسسةةةل والفصةةل ‪ 171‬المتعلةةق باإلحالةةة علةةى القةةوانين‬
‫المحددة ل تأليف و صالحيات وتن ظيم وقوا عد سير المؤس سات والهي ئات المن صوص‬
‫عليها في الفصول من ‪ 161‬إلى ‪ 171‬من الدستور ‪.‬‬

‫هذال ومما تجر اإل شارة إل يه أن الم غرب عرف إ حداث اللج نة الوطن ية لل قانون‬
‫الدولي اإلن سانيل م نذ سنة ‪2118‬ل بمقت ضى المر سوم ر قم ‪2.17.231‬ل‪ 333‬و هي‬
‫اللجنة االست شارية الها مة ال تي أس ست من أ جل الن هوض بال قانون ا لدولي اإلن ساني‬
‫كم كون من مكو نات منظو مة ح قوق اإلن سانل وت قوم اللج نة باقتراح كل إ جراء أو‬

‫‪ - 331‬ظهير شريف ر قم ‪ 1.19.03‬صادر في ‪ 0‬ر جب ‪ 11 ( 1004‬مارس ‪ ) 1419‬بتيف يل ال قانون ر قم ‪ 10.11‬المتع لق‬


‫بم سس الوسيط‬
‫‪Dahir n°1-19-43 du 4 rejeb 1440 ( 11 mars 2019 ) portant promulgation de la loi n° 14-16‬‬
‫‪relative à l’Institution du Médiateur‬‬
‫‪ - 332‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.12‬صادر في ‪ 11‬مذ ربيع اآلخر ‪ 11( 1031‬مارس ‪ )1411‬بإح اث م سس الوسيط‪.‬‬
‫‪Dahir n° 1-11-25 du 12 rabii II 1432 ( 17 mars 2011 ) portant création de l’Institution du‬‬
‫‪.Médiateur‬‬
‫‪ - 333‬مرسوم رقم ‪ 1.41.131‬صادر في ‪ 2‬رجب ‪ 9( 1019‬يوليو ‪ )1445‬بإح اث الل ي الوطيي للقانون ال ولي اإلنسان‪.‬‬
‫‪Décret n° 2-07-231 du 5 rejeb 1429 ( 9 juillet 2008 ) relatif à la création de la commission‬‬
‫‪. nationale du droit international humanitaire‬‬

‫‪191‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫عمل من شأنه تنمية وترسيا االهتمام بالقانون ا لدولي اإلن ساني والع مل ع لى تن سيق‬
‫جهود مختلف الجهات المعنية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المجال االجتماعي‬

‫عةةرف المجةةال االجتمةةاعي بةةدورهل إصةةالحات جةةد هامةةةل انطلقةةت بوادرهةةا‬


‫‪334‬‬
‫التشريعية منذ سنة ‪ 2113‬بإقرار ال قانون ر قم ‪ 61.99‬المتع لق بمدو نة ال شغلل‬
‫ومةةا عرفةةه مةةن تعةةديالت متواليةةةل وكةةذا إقةةرار سةةنة ‪ 2116‬القةةانون رقةةم ‪19.12‬‬
‫‪335‬‬
‫المتعلق بتحديد شروط الشغل والتشغيل المتعلقة بالعامالت والعمال المنزليين‪.‬‬

‫وقد عرفت منظومة التغطية الصحيةل قفزة نوعيةل بدأت بواردها التشريعية م نذ‬
‫سنة ‪ 2112‬بصدور القانون رقم ‪ 61.11‬المتعلق بمدونة التغط ية ال صحيةل‪ 336‬ك ما‬
‫تم تغيير ها وت عديلهال و قد شكلت مدو نة التغط ية ال صحية األسا سيةل مرج عا قانون يا‬
‫موحدا ومؤسسا ألنظمة التغطية الصحية بالمغربل وتضمنت ن ظامين أسا سين وه ما‬
‫نظام ال تأمين اإلج باري األسا سي عن ال مرض بالق طاعين ال عام وال خاصل ثم ن ظام‬
‫المساعدة الطبية للفئات الفقيرة والهشة ‪.‬‬

‫وقد مهدت مدونة التغطية الصحية لصدور تشريعات خا صة بالتغط ية ال صحيةل‬


‫وهو ما تم بصدور نظامين اثنينل تم إقرارهما على ال توالي في كل سنتي ‪ 2111‬و‬
‫‪2117‬ل فقد تم إقرار نظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض الخاص بالطل بةل‬
‫سةةنة ‪ 2111‬بمقتضةةى القةةانون رقةةم ‪116.12‬ل‪ 337‬كمةةا تةةم إقةةرار نظةةام التةةأمين‬

‫‪ - 334‬ظهيار شاريف رقام ‪ 1.43.190‬صاادر فاي ‪ 10‬ماذ رجاب ‪ 11( 1010‬سا تم ر ‪ )1443‬بتيفيال القاانون رقاام ‪12.99‬‬
‫المتعلق بم ون الشغل‪.‬‬
‫‪Dahir n° 1-03-194 du 14 rejeb 1424 (11 septembre 2003) portant promulgation de la loi n°‬‬
‫‪.65-99 relative au Code du travail‬‬
‫‪ - 335‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.111‬صادر في ‪ 1‬ي القع ‪ 14( 1031‬أغسمس ‪ )1411‬بتيفيل القانون رقم ‪ 19.11‬بتح ي‬
‫شروط الشغل والتشغيل المتعلق بالعامال والعما الميزلييذ ‪.‬‬
‫‪ - 336‬ظهير شريف رقم ‪ 1.41.191‬صادر في ‪ 12‬مذ رجب ‪ 3( 1013‬أك توبر ‪ )1441‬بتيف يل ال قانون ر قم ‪ 12.44‬بمثا ب‬
‫م ون التغمي الصحي األساسي ‪.‬‬
‫‪Dahir n° 1-02-296 du 25 rejeb 1423 (3 octobre 2002) portant promulgation de la loi n° 65-00‬‬
‫‪portant code de la couverture médicale de base.‬‬
‫‪ - 337‬ظهير شريف ر قم ‪ 1.12.142‬صادر في ‪ 15‬مذ شوا ‪ 0 ( 1031‬أغ سمس ‪ ) 1412‬بتيف يل ال قانون ر قم ‪111.11‬‬
‫المتعلق بيظام التأميذ اإلج اري األساسي عذ المرض الواص بالمل ‪.‬‬
‫‪Dahir n° 1-15-105 du 18 chaoual 1436 (4 août 2015) portant promulgation de la loi n° 116-12‬‬
‫‪.relative au régime de l’assurance maladie obligatoire de base des étudiants‬‬

‫‪191‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫اإلجباري األساسي عن المرض ال خاص بالمهنيين والع مال الم ستقلينل سنة ‪2117‬‬
‫‪338‬‬
‫بمقتضى القانون رقم ‪.98.11‬‬

‫وفي عالقة بمجال المعاشاتل فقد عرف بدوره إصالحات هامةل لعل أبرزها ما‬
‫يتعلق بتوسين ن طاق التغط ية االجتماع ية ل كي ت شمل المهن يين والم ستقلين من خالل‬
‫وضن نظام معاشات الخاص بفئة المهن يين والع مال الم ستقلين بمقت ضى ال قانون ر قم‬
‫‪99.11‬ل‪ 339‬و هو ال قانون ا لذي جاء ب هدف ب لورة ن ظام أسا سي للمعا شات لفا ئدة‬
‫فئاتل المهنيينل العمال المستقلينل واألشخاص غير األجراءل ا لذين يزاو لون ن شاطا‬
‫خاصال باإلضافة إلى توسين االستفادة من التقاعد لكي تشمل كل شرائ المجتمن ‪.‬‬

‫ول عل هذه اإل صالحات الت شريعية المتعل قة بن ظام التغط ية ال صحية والمعا شات‬
‫المدن يةل جاء ليع ضد ب عض ال قوانين والت شريعات المتعل قة با لدعم االجت ماعيل ل عل‬
‫أهم ها صندوق التكا فل ال عائليل ا لذي أ حدث سنة ‪2111‬ل بمقت ضى ال قانون ر قم‬
‫‪41.11‬ل‪ 340‬وتةم تعديلةةه مةؤخرا بمقتضةةى القةانون رقةةم ‪83.17‬ل‪ 341‬وذلةك بهةةدف‬
‫تطوير منظومة صندوق التكافل العائليل وذلك بتوسين دائرة الم ستفيدين من خدما ته‬

‫‪ - 338‬ظه ير شريف ر قم ‪ 1.11.12‬صادر في ‪ 15‬مذ رم ضان ‪ 13 ( 1035‬يون يو ‪ ) 1411‬بتيف يل ال قانون ر قم ‪95.12‬‬


‫المتعلق بيظام التأميذ اإلج اري األساسي عذ المرض الواص بفيا المهيييذ والعما المستقليذ واأل شواص غ ير األ جراء‬
‫الليذ يزاولون نشاطا خاصا ‪.‬‬
‫‪Dahir n° 1-17-15 du 28 ramadan 1438 ( 23 juin 2017 ) portant promulgation de la loi n° 98-15‬‬
‫‪relative au régime de l’assurance maladie obligatoire de base pour les catégories des‬‬
‫‪professionnels, des travailleurs indépendants et des personnes non salariées exerçant une‬‬
‫‪.activité libérale‬‬
‫‪ - 339‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.149‬صادر في ‪ 11‬مذ رب يع األو ‪ 2( 1039‬دي سم ر ‪ )1411‬بتيف يل ال قانون ر قم ‪99.12‬‬
‫بإح اث نظام للمعاشا لفائ فيا المهيييذ والعما المستقليذ واألشواص غير األجراء الليذ يزاولون نشاطا خاصا‪.‬‬
‫‪Dahir n° 1-17-109 du 16 rabii I 1439 ( 5 décembre 2017 ) portant promulgation de la loi n°‬‬
‫‪99-15 instituant un régime de pensions pour les catégories des professionnels, des travailleurs‬‬
‫‪.indépendants et des personnes non salariées exerçant une activité libérale‬‬
‫‪ - 340‬ظهير شريف رقم ‪ 1.14.191‬صادر في ‪ 1‬م حرم ‪ 13 ( 1031‬دي سم ر ‪ ) 1414‬بتيف يل ال قانون ر قم ‪ 01.14‬المتع لق‬
‫بتح ي شروط ومساطر االستفاد مذ صي وق التكافل العائلي‪.‬‬
‫‪Dahir n° 1-10-191 du 7 moharrem 1432 ( 13 décembre 2010 ) portant promulgation de la loi‬‬
‫‪n° 41-10 fixant les conditions et procédures pour bénéficier des prestations du Fonds‬‬
‫‪.d’entraide familiale‬‬
‫‪ - 341‬ظه ير شريف ر قم ‪ 1.15.14‬صادر في ‪ 2‬ج مادى اآل خر ‪ 11 ( 1039‬ف را ير ‪ ) 1415‬بتيف يل ال قانون ر قم ‪53.11‬‬
‫بتغيير القانون رقم ‪ 01.14‬المتعلق بتح ي شروط ومساطر االستفاد مذ صي وق التكافل العائلي‪.‬‬
‫‪Dahir n° 1-18-20 du 5 joumada II 1439 ( 22 février 2018 ) portant promulgation de la loi n°‬‬
‫‪83-17 modifiant la loi n° 41-10 fixant les conditions et procédures pour bénéficier des‬‬
‫‪.prestations du Fonds d’entraide familiale‬‬

‫‪192‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ومخصصةةاته الماليةةةل وتبسةةيط إجةةراءات ومسةةاطر هةةذه االسةةتفادةل وتعزيةةز آليةةات‬


‫الحكامة في عملهل وحماية أمواله من أي غش أو تحايل أو تدليس ‪.‬‬

‫إال أن أهم األوراش التشريعية اإلصالحية الكبرىل ما يتم العمل عل يه حال يا من‬
‫أ جل إ حداث ن ظام ال سجل االجت ماعي المو حدل و هو الن ظام ا لذي أع لن عن إطال قه‬
‫صاحب الجاللة محمد السادسل نصره هللال في خطا به ال سامي بمنا سبة ا لذكرى ‪19‬‬
‫لتر بن جال له ع لى عرش أ سالفه المنعم يينل وي عد هذا ا لورش م شروع اجتماع يا‬
‫استراتيجيا طموحال يهم فئات واسعة من المغاربةل ويهدف إلى و ضن وإ حداث ن ظام‬
‫الكترو ني وط ني لت سجيل األ سر الفق يرة واله شة ق صد ا ستهدافها وال حرص ع لى‬
‫استفادتها من برامج الدعم واإلعانة االجتماع ية ل وي هدف هذا الم شروع تحد يداً إ لى‬
‫تشكل قاعدة معلوماتية شاملة ستمكن من توح يد المعلو مات االجتماع ية واالقت صادية‬
‫للمواطنين من أجل إعطاء رؤية واضحة حول الفئات الهشة والفقيرة بالمغرب ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مجال االقتصاد واالستثمار‬

‫يعةةد مجةةال االقتصةةاد واالسةةتثمارل مةةن أهةةم المجةةاالت التةةي عرفةةت أوراش‬
‫إصالحية كبرى ع لى الم ستوى الت شريعية وال قانونيل وال تي كان ل ها و قن كب ير في‬
‫دعةةم النسةةيج والتموقةةن والمكانةةة االقتصةةادية والماليةةة العالميةةة للمغةةربل إن علةةى‬
‫الم ستوى اإل طار ال قانوني (الف قرة األو لى)ل وإن ع لى م ستوى اإل طار المؤس ساتي‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الف قرة األو لى ‪ :‬الت طورات المحق قة ع لى م ستوى اإل طار ال قانوني لالقت صاد‬
‫واالستثمار‬

‫يعرف مجال االقتصاد واال ستثمار واألع مال دينام ية حرك ية مت جددةل ف بد ًء من‬
‫مي ثاق اال ستثمارات ا لذي تم إ قراره بمقت ضى ال قانون اإل طار ر قم ‪ 18.91‬بمثا بة‬

‫‪193‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ميثةةاق لالسةةتثماراتل الصةةادر ‪1991‬ل‪ 342‬مةةروراً بميثةةاق المقةةاوالت الصةةغرى‬


‫‪343‬‬
‫والمتوسطة الصادر بمقتضى القانون رقم ‪ 13.11‬سنة ‪2112‬ل‬

‫فةةإن العديةةد مةةن القةةوانين كانةةت محةةط إصةةالح وتطةةويرل ولعةةل أهمهةةا مدونةةة‬
‫الت جارةل ح يث كا نت م حط ب عض الت عديالتل وال سيما ت عديل الك تاب ال خامس من‬
‫مدو نة الت جارةل وا لذي عرف ت عديلينل ت عديل سنة ‪2118‬ل وان صب حول إ صالح‬
‫وت عديل سنة‬ ‫‪344‬‬
‫وت طوير ن ظام صعوبات المقاو لة بمقت ضى ال قانون ر قم ‪73.17‬ل‬
‫‪2119‬ل تمحور حول إحداث ال سجل الت جاري االلكترو ني وإ صالح ن ظام ال توطينل‬
‫و قد ساهمت هذه الت عديالت ال تي لح قت مدو نة الت جارة ب شكل أسا سي في تح سين‬
‫مؤشرات مناخ األعمال بالمغربل و ساهم ب شكل كب ير في ر ب الم غرب لت سن ن قاط‬
‫في مؤ شر سهولة األع مال ‪DOING BUSINESS‬ل‪ 345‬إذ انت قل الم غرب في‬
‫ظرف سنة واحدة من الرتبة ‪ 69‬سنة ‪ 2118346‬إلى الرتبة ‪ 61‬سنة ‪ 3472119‬من‬

‫‪ - 342‬القانون اإلطار رقم ‪ 15.92‬بمثاب ميثاق االستثمارا ‪ ،‬الصادر ب شأن تيف يله الظه ير ال شريف ر قم ‪ 1.92.131‬صادر‬
‫في ‪ 10‬جمادى اآلخر ‪ 5( 1011‬نوفم ر ‪ ،)1992‬ال ري الرسمي ع د ‪ 1 0332‬رجب ‪ 19( 1011‬نوفم ر ‪ ،)1992‬ص‬
‫‪.3434 :‬‬
‫‪Dahir n° 1-95-213 du 14 joumada II 1416 ( 8 novembre 1995 ) portant promulgation de la loi-‬‬
‫‪.cadre n° 18-95 formant charte de l'investissement‬‬
‫‪ - 343‬ال قانون ر قم ‪ 23.44‬المتع لق بمي ثاق الم قاوال ال صغرى والمتو سم ‪ ،‬ال صادر ب شأن تيف يله الظه ير ال شريف ر قم‬
‫‪ 1.41.155‬الصادر في ‪ 11‬مذ ج مادى األو لى ‪ 13(( 1013‬يول يو ‪ ،)1441‬ال ر ي الر سمي ع د ‪ 14 – 2431‬ج مادى‬
‫اآلخر ‪ 19( 1013‬أغسمس ‪ ،)1441‬ص ‪.1315 :‬‬
‫‪ - 344‬القانون ر قم ‪ 13.11‬بي سخ وت عويض الك تاب ال وامس مذ ال قانون ر قم ‪ 12.92‬المتع لق بم و ن الت ار ‪ ،‬في ما ي وص‬
‫صعوبا المقاول الصادر بشأن تيف يله الظه ير ال شريف ر قم ‪ 1.15.11‬ال صادر في ‪ 1‬شع ان ‪ 19( 1039‬أبر يل ‪،)1415‬‬
‫ال ري الرسمي ع د ‪ 1111‬الصادر في ‪ 1‬شع ان ‪ 13( 1039‬أبريل ‪ ،)1415‬ص ‪.1302 :‬‬
‫‪Dahir n° 1-18-26 du 2 chaabane 1439 ( 19 avril 2018 ) portant promulgation de la loi n° 73-17‬‬
‫‪abrogeant et remplaçant le livre V de la loi n° 15-95 formant code de commerce relatif aux‬‬
‫‪.difficultés de l’entreprise‬‬

‫‪ - 345‬وهو ميشور رئيسي يص ر عذ م موع ال يك ال ولي‪ ،‬وهو الم ع الوام س ع شر في سل سل مذ الت قارير ال سيوي‬
‫التي تقيس األنظم التي تعزز اليشاط الت اري وتلك التي تعوقها‬
‫‪ - 346‬تقرير م شر سهول األعما ‪ ، 1415‬ص ‪ .0 :‬اطلع عليه ع ر المو قع االلكترو ني الر سمي لل يك ا ل ولي‪ ،‬ب تاريخ ‪3‬‬
‫ديسم ر ‪ 1414‬على الساع ‪ ،14:31‬على الرابط الم اشر اآلتي ‪:‬‬
‫‪https://www.doingbusiness.org/content/dam/doingBusiness/media/Annual-‬‬
‫‪Reports/English/DB2018-Full-Report.pdf‬‬
‫‪ - 347‬تقرير م شر سهول األعما ‪ ، 1419‬ص ‪ .2 :‬اطلع عليه ع ر المو قع االلكترو ني الر سمي لل يك ا ل ولي‪ ،‬ب تاريخ ‪3‬‬
‫ديسم ر ‪ 1414‬على الساع ‪ ،14:04‬على الرابط الم اشر اآلتي ‪:‬‬
‫‪https://www.doingbusiness.org/content/dam/doingBusiness/media/Annual-‬‬
‫‪Reports/English/DB2019-report_web-version.pdf‬‬

‫‪194‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫أصل ‪ 141‬دولة حول العالمل كما ر ب الم غرب سبن ن قاط في ال سنة الموال ية ح يث‬
‫‪348‬‬
‫يحتل الرتبة ‪ 13‬عالميا حسب تقرير ‪.2121‬‬

‫وكذلك هو الشةأن فقد تمت مراجعة وو ضن قانون الت جارة الخارج يةل بمقت ضى‬
‫ال قانون ر قم ‪ 91.14‬ال صادر سنة ‪3492116‬ل و قد تم ذ لك ب هدف مراج عة الت شرين‬
‫الجاري به العمل في الميدان منذ أكثر من ع قدين (‪)1992‬ل و تم الق يام بعمل ية المراج عة‬
‫ووضن القانون المذكور تنفيذا للتوجيهات الملكية الساميةل واستحضرت فيه أهداف مالئمة‬
‫التشةةرين الةةوطني مةةن المقتضةةيات القانونيةةة الدوليةةةل وتنظةةيم وعقلنةةة عمليةةة االسةةتيراد‬
‫والتصديرل وتحيين تدابير حماية اإلنتاج الوطنيل ومأسسة المفاوضة التجارية‪.‬‬

‫كمةةا تةةم إقةةرار قةةانون يتعلةةق بإحةةداث المقةةاوالت بطريقةةة الكترونيةةة ومواكبتةةه‬
‫بمقت ضى ال قانون ر قم ‪ 88.17‬ال صادر سنة ‪ 350.2119‬و هو ال قانون ا لذي شكل‬
‫أولويات برنامج اللجنة الوطنية لمناخ األعمال ‪2118 - 2117‬ل ويهدف إلى تب سيط‬
‫المساطر وتقليص اآلجال المتعلقة بمختلف مراحل إحداث المقاوالتل كما يهدف إ لى‬
‫اعت ماد الطري قة االلكترون ية كو سيلة وح يدة للق يام باإلجراءات والم ساطر المتعل قة‬
‫بإ حداث الم قاوالتل سواء تع لق األ مر بإجراءات إدار ية أو ضريبيةل أو بالت سجيل‬
‫التجةةاري أو التصةةري مةةن أجةةل نشةةر اإلعالنةةات القانونيةةة والقضةةائية واإلداريةةة‬
‫المتعلقة بهال وكذا أداء الواجبات المتعلقة بجمين هذه الخدمات بطريقة الكترونية ‪.‬‬

‫كما عرف مجال االقتصاد واالستثمار إصالحا هاما ً ان صب حول إ صالح ن ظام‬
‫ال ضمانات المنقو لةل ا لذي تم بمو جب ال قانون ر قم ‪ 21.18‬ال صادر ب تاريا (‪17‬‬
‫أبر يل ‪)2119‬ل و جاء هذا ال قانون من أ جل ت سهيل ح صول الم قاوالت ع لى التمو يلل‬

‫‪ - 348‬تقر ير م شر سهول األع ما ‪ ، 1414‬ص ‪ :‬اط لع عل يه ع ر المو قع االلكترو ني الر سمي لل يك ا ل ولي‪ ،‬ب تاريخ ‪3‬‬
‫ديسم ر ‪ 1414‬على الساع ‪ ،14:03‬على الرابط الم اشر اآلتي ‪:‬‬
‫‪https://openknowledge.worldbank.org/bitstream/handle/10986/32436/9781464814402.pdf‬‬
‫‪ - 349‬القانون رقم ‪ 91.10‬المتعلق بالت ار الوارجي الصادر بشأن تيف يله الظه ير ال شريف ر قم ‪ 1.11.12‬ال صادر في ‪11‬‬
‫مذ جماادى األولاى ‪ 1( 1031‬مارس ‪ ،)1411‬ال ريا الرسامي ع د ‪ 10 – 1024‬جماادى اآلخار ‪ 10( 1031‬ماارس‬
‫‪ ،)1411‬ص ‪.1113 :‬‬
‫‪Dahir n° 1-16-25 du 22 joumada I 1437 (2 mars 2016) portant promulgation de la loi n° 91-14‬‬
‫‪.relative au commerce extérieur‬‬
‫‪ - 350‬القانون رقم ‪ 55.11‬المتعلق بإح اث المقاوال بمريق الكتروني ومواك تها الصادر بشأن تيفيله الظهير ال شريف ر قم‬
‫‪ 1.15.149‬ال صادر في ‪ 1‬ج مادى األو لى ‪ 9( 1004‬ي ياير ‪ ،)1419‬ال ر ي الر سمي ع د ‪ 10 – 1102‬ج مادى األو لى‬
‫‪ 11( 1004‬يياير ‪ ،)1419‬ص ‪.104 :‬‬

‫‪195‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وذل ك عن طريق تو سين ن طاق ال ضمانات المنقو لةل المقد مة ك ضمان في عمل ية اإلئت مان‬
‫البنكيل ويتجلى هذا اإلصالح التشريعي أساسا ً في القيام بمراجعة للنصوص القانونية التي‬
‫تخضن لها الضمانات المنقولة سواء فيما يتعلق بالظهير بمثابة قانون االلتزامات والع قودل‬
‫وال قانون المتع لق بمدو نة الت جارةل ومدو نة تح صيل ا لديون العموم يةل وال قانون المتع لق‬
‫بنظام الضمان االجتماعيل وكذا مدونة التأمينات‪.‬‬

‫كان آخر ها‬ ‫‪351‬‬


‫هذا إ لى جا نب ب عض الت عديالت ال تي لح قت مدو نة التأمي ناتل‬
‫القانون رقم ‪ 19.13‬ل سنة ‪2116‬ل‪ 352‬ا لذي قام بو ضن إ طار قانوني خاص بن ظام‬
‫ال تأمين الت كافليل وال قانون ر قم ‪ 111.14‬ل سنة ‪2116‬ل‪ 353‬المتع لق بإ حداث ن ظام‬
‫لتغطية عواقب الوقائن الكارثية قصد تعويض ضحايا هذه الوقائن‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬التطورات المحققة على م ستوى اإل طار المؤس ساتي لالقت صاد‬
‫واالستثمار‬

‫عرف اإلطار المؤسساتي الضابط لمجال االقتصاد واال ستثمار واألع مال العد يد‬
‫من اإلصالحات الكبرى والهامةل لعل أهم ها ما يتع لق بالمراكز الجهو ية لال ستثمار‬
‫ال تي جرى إ حداثها م نذ سنة ‪ 2112‬بمو جب الر سالة الملك ية الموج هة إ لى ال سيد‬
‫الوزير األول حول التدبير الالمتمركز لال ستثماراتل وم نه ف قد عر فت هذه األخ يرة‬
‫عمليةةة إصةةالح تشةةريعي مهةةمل مةةن خ ةالل القةةانون رقةةم ‪ 47.18‬المتعلةةق بإصةةالح‬
‫المراكز الجهوية لالستثمار وبإحداث اللجان الجهوية الموحدة لالستثمار‪.‬‬

‫‪ - 351‬ظهير شريف رقم ‪ 1.41.135‬صادر في ‪ 12‬مذ رجب ‪ 3( 1013‬أكتوبر ‪ )1441‬بتيفيل ال قانون ر قم ‪ 11.99‬المتع لق‬
‫بم ون التأمييا ‪.‬‬
‫‪Dahir n° 1-02-238 du 25 rejeb 1423 ( 3 octobre 2002 ) portant promulgation de la loi n° 17-99‬‬
‫‪.portant code des assurances‬‬
‫‪ - 352‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.119‬صادر في ‪ 11‬مذ ي القع ‪ 12 ( 1031‬أغسمس ‪ ) 1411‬بتيفيل القانون رقم ‪29.13‬‬
‫القاضي بتغيير وتتميم القانون رقم ‪ 11.99‬المتعلق بم ون التأمييا ‪.‬‬
‫‪Dahir n° 1-16-129 du 21 kaada 1437 ( 25 août 2016 ) portant promulgation de la loi n° 59-13‬‬
‫‪.modifiant et complétant la loi n° 17-99 portant code des assurances‬‬
‫‪ - 353‬ظهياار شااريف رقاام ‪ 1.11.121‬صااادر فااي ‪ 11‬مااذ ي القع ا ‪ 12 ( 1031‬أغساامس ‪ ) 1411‬بتيفياال القااانون رقاام‬
‫‪ 114.10‬المتعلق بإح اث نظام لتغمي عواقب الوقائع الكارثي وبتغيير وتتميم القانون رقم ‪ 11.99‬المتعلق بم ون التأمييا‬
‫‪Dahir n° 1-16-152 du 21 kaada 1437 ( 25 août 2016 ) portant promulgation de la loi n° 110-14‬‬
‫‪instituant un régime de couverture des conséquences d’événements catastrophiques et‬‬
‫‪modifiant et complétant la loi n° 17-99 portant code des assurances‬‬

‫‪196‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وقد شكل القانون رقم ‪ 47.18‬الذي تم إعداده تنف يذاً للتعلي مات الملك ية ال ساميةل‬
‫إطةةاراً قانونيةةا ً جديةةدا لتةةأطير عمةةل وآليةةات تةةدخل المراكةةز الجهويةةة لالسةةتثمارل‬
‫باعتبار ها شةباكا ً وحيةداً السةتقبال مل فات المشةارين االسةتثمارية ودراسةتها وتتبعهةا‬
‫ومواكبة المستثمرين في سائر اإلجراءات والتدابير الالزم القيام بها من أجل تمك ينهم‬
‫من إنجاز م شاريعهم في أح سن ال ظروف‪.‬ل و قد نص هذا ال قانون ع لى آل ية جد يدة‬
‫لمعال جة مخت لف الم ساطر المتعل قة بالم شارين اال ستثمارية و هي اآلل ية المتمث لة في‬
‫اللجنة الجهوية الموحدة لالستثمار التي ستحل محل ‪ 13‬لجنة جهوية وإقليم يةل وذ لك‬
‫ح تى يت سنى تب سيط الم ساطر وتقلي صها ضمن ال بت في المل فات المعرو ضة ع لى‬
‫اللجنة التي سيرأسها والي الجهة في آ جال ق صيرة لت جاوز اإلكرا هات وال صعوبات‬
‫القائمة حالياً‪.‬‬

‫كمةةا عةةرف إحةةداث الوكالةةة المغربيةةة لتنميةةة االسةةتثمارات والصةةادرات سةةنة‬


‫‪2117‬ل‪ 354‬وكةةذا إحةةداث وكالةةة التنميةةة الرقميةةة بمقتضةةى القةةانون رقةةم ‪61.16‬‬
‫الصةةادر بتةةاريا (‪ 31‬أغسةةطس ‪)2117‬ل هةةذا إلةةى جانةةب اللجنةةة الوطنيةةة لمنةةاخ‬
‫األع مالل المحدثةة م نذ سةنة ‪ 2111‬بمقتضةى المر سوم رقةم ‪ 2.11.219‬الصةادر‬
‫سةةةنة ‪)2111‬ل‪ 355‬ناهيةةةك عةةةن الوكالةةةة الوطنيةةةة إلنعةةةاش المقةةةاوالت الصةةةغرى‬
‫والمتوسةةطة المحدثةةة بمقتضةةى ميثةةاق المقةةاوالت الصةةغرى والمتوسةةطةل منةةذ سةةنة‬
‫‪. 2112‬‬

‫‪ - 354‬مر سوم ر قم ‪ 1.11.113‬صادر في ‪ 12‬مذ رب يع األو ‪ 10 ( 1039‬دي سم ر ‪ ) 1411‬بتم يق ال قانون ر قم ‪14.11‬‬


‫المح ث بموج ه الوكال المغربي لتيمي االستثمارا والصادرا ‪.‬‬
‫‪Décret n° 2-17-763 du 25 rabii I 1439 ( 14 décembre 2017 ) pris pour l’application de la loi n°‬‬
‫‪60-16 portant création de l’Agence marocaine de développement des investissements et des‬‬
‫‪.exportations‬‬
‫‪ - 355‬مرسوم رقم ‪ 1.14.129‬صادر في ‪ 14‬مذ ي القع ‪ 19( 1031‬أكتوبر ‪ )1414‬بإ ح اث ل ي وطي ي مكل ف بم ياخ‬
‫األعما ‪.‬‬
‫‪Décret n° 2-10-259 du 20 kaada 1431 ( 29 octobre 2010 ) portant création du comité national‬‬
‫‪.de l’environnement des affaires‬‬
‫هي ل ي مح ث ل ى رئيس الحكوم ‪ ،‬تياط بها مهم اتوا الت ابير الكفيل بتحسيذ مياخ األعما واإلطار القانوني المياسب‪،‬‬
‫عالو على تيسيق تيفيلها وتقييم أثرها على القماعا المعيي ‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وكذلك هو الشأن هناك إصالح مؤسساتي يتعلق بمجال المال واألعمالل ويتم ثل‬
‫في بالهي ئة المغرب ية ل سوق الر ساميلل‪ 356‬وال تي أ صبحت تتك لف ح سب اإل صالح‬
‫األخير بمجموعة من المهام الكبرىل لعل أهم ها التأ كد من حما ية االد خار المو ظف‬
‫فةةي األدوات الماليةةةل والسةةهر علةةى المسةةاواة فةةي التعامةةل مةةن المكتتبةةين والشةةفافية‬
‫ونزا هة سوق الر ساميل وع لى إخ بار الم ستثمرينل والتأ كد من ح سن سير سوق‬
‫الرساميل والسهر ع لى تطب يق األح كام الت شريعية والتنظيم يةل وال سهر ع لى مراق بة‬
‫نشةةاط مختلةةف الهيئةةات واألشةةخاص الخاضةةعين لمراقبتهةةال والتأكةةد مةةن احتةةرام‬
‫األشةخاص والهيئةةات الخاضةعين لمراقبتهةةا لألحكةام التشةةريعية والتنظيميةة المتعلقةةة‬
‫بمكافحة غسل األموالل ومؤازرة الحكومة في تنظيم سوق الرساميل‪.‬‬

‫فهذه المؤسسات والوكاالت تأتي لكي تشكل في مجموع ها إ طار مؤس ساتيا قو يا‬
‫ومتنوعةةا ومتعةةدد التةةدخالت ممةةا مةةن شةةأنه أن يجعةةل مجةةال االقتصةةاد واالسةةتثمار‬
‫واألعمال في المغربل يبلغ مستوى من الت طور واالزد هارل ا لذي يمك نه من تحق يق‬
‫التنمية الشاملة لبالدنا‪.‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬

‫بعد استعراض ب عض ن قاط اإل صالح الت شريعي بالممل كة المغرب ية ل سواء من ها‬
‫المحق قة ع لى الم ستوى ا لداخلي العمل ياتي أو البن يويل و سواء من ها المرتب طة ببن ية‬
‫ن صوص المنظو مة ال قانوني المغرب يةل يم كن ال قول أن ورش اإل صالح الت شريعية‬
‫بالمغربل قد خ طى خ طوات جد متقد مة ومت طورةل تج عل من الن موذج بالت شريعي‬
‫بالمغرب را ئد ع لى م ستوى شمال افريق يا وال شرق األو سطل و من أ قرب الن ماذج‬
‫التشريعية إلى النموذج األوربيل خاصة في ظل الجهود المحققة ع لى م ستوى ورش‬
‫التقارب ال قانوني بين المغر بي واالت حاد األور بيل م ما يج عل الم غرب يح تل مكا نة‬

‫‪ - 356‬ظهير شريف رقم ‪ 1.13.11‬صادر في فاتح جمادى األولى ‪ 13 ( 1030‬مارس ‪ ) 1413‬بتيف يل ال قانون ر قم ‪03.11‬‬
‫المتعلق بالهيي المغربي لسوق الرساميل ‪.‬‬
‫‪Dahir n° 1-13-21 du 1er joumada I 1434 ( 13 mars 2013 ) portant promulgation de la loi n°‬‬
‫‪.43-12 relative à l’Autorité marocaine du marché des capitaux‬‬

‫‪198‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الريادة التي يمكن من خاللها أن يشكل مرساة معيارية بين افريق يا وأورو بال ويمك نه‬
‫أن يحقق التقارب القانوني المغربي أوربي افريقي‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫االلتزامات الناشئة عن االتفاقيات المبرمة في مجال الطيران المدني (قراءة‬


‫في بعض االتفاقية الثنائية)‬
‫نور الدين حنين‬
‫باحي في سلد الدكتوراه‬
‫شكل مخطط تطوير النقل الجوي بالمغرب خطوة هامة لتعزيز الدور‬
‫االقتصادي والتنموي وقد شهد القطاع خالل السنوات األخيرة تحوالت كبرى‬
‫تطورت وثيرة تحسنها بعد تحرير األجواء ودخول مجموعة من الفاعلين الجدد في‬
‫قطاع الطيران واحتدام المنافسة بين الشركات‪357‬ل وذلك بعد آن ساعد تموقن‬
‫الممل كة المغربية في المنتظم الدولي للطيران المدني موقعا مهمال وذلك نتيجة عقب‬
‫مصادقته على معظم المعاهدات الدولية المتعلقة بالطيران المدنيل وإبرامه العديد‬
‫من االتفاقيات الثنائية في مجال الطيران المدني‪.‬‬

‫وفي هذا السياقل تستند مختلف االتفاقيات الثنائية في مجال الطيران المدني‬
‫على مستخرجات معاهدة الطيران المدني الموقعة بشيكاغو سنة ‪1944‬ل حيث‬
‫شكلت اللبنة األولى لوضن أسس تشريعية خاصة بالطيران المدني على المستوى‬
‫الدولي‪ .‬وقد صادق المغرب على هذه االتفاقية والتي تعتبر القاعدة األساسية التي‬
‫تنظم قطاع النقل الجوي بكل أشكاله‪.358‬‬

‫و منذ إحداث أول أسطول للطيران المدني بالمملكة المغربيةل فقد عملت على‬
‫إبرام العديد من االتفاقيات من مجموعة من الدولل حكمتها العديد من االعتبارات‬
‫أهمها الرواج االقتصادي ونقل المسافرين والبضائن بين كل من المغرب وباقي دول‬
‫العالمل واقتبست المملكة المغربية صياغة اتفاقياتها الثنائية من االتفاقية النموذجية‬

‫‪ - 357‬ميشورا وزار الت هيز‪ ،‬ال ليل المرجعي لتيظيم اليقل ال وي في المغرب‪ ،‬ط ع محيي ‪ ،‬ص ‪.21-22‬‬
‫‪ - 358‬ليذ كانت م ادئ معاه شيكاجو ته ف إلى ضمان تيمي ميظم للميران الم ني ال ولي وقيامه على أساس تكاف‬
‫الفرص و استغاللها بصف اقتصادي وسليم ؛ فإنها ت ك هلا التوجه مذ خال مقتضيا الفصل األو ميها واللي ييص‬
‫صراح على "م أ سياد ال و الكامل والتام على الفضاء ال وي اللي يعلو أقاليمها؛ وهلا يعيي أن كل دول لها الحق في‬
‫مراق الو ما ال وي الميتظم "فوق أرضيها"‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ابيرموداا التي استعملت كنموذج لألمريكية والمملكة المتحدة لصياغة جمين‬


‫االتفاقيات الثنائية في مجال الطيران المدنيا‪.‬‬

‫وباستقراء االتفاقيات التي أبرمتها المملكة المغربية من مجموعة من الدول في‬


‫مجال الطيران المدنيل نجد أن العدد الكبير من هذه االتفاقيات ابرم في إطار‬
‫اتفاقيات ثنائية من العديد من الدول في جمين أنحاء العالم‪359‬ل وهو ما كرس‬
‫مجموعة من االلتزامات الناشئة عن هذه االتفاقيات اتجاه الدول المبرمة معها‪.‬‬

‫وعليهل سنبحث في مختلف االلتزامات الناشئة عن أهم االتفاقيات التي أبرمتها‬


‫المملكة المغربية من دول مختلفة من جمين أنحاء العالمل وسنجيب عن إشكالية‬
‫مفادها اماهي أهم االلتزامات التي تنشأ أثناء إبرام االتفاقيات الثنائية في مجال‬
‫الطيران المدني؟ وماهي أوجه االلتزامات الناشئة عن هذه االتفاقيات؟‬

‫لإلجابة عن هذه اإلشكاليةل وبعض التساؤالت الفرعية المرتبطة بهال ارتأينا أن‬
‫نتطرق في البداية إلى تحليل االتفاقيات الثنائية بين المملكة المغربية ومجموعة من‬
‫الدول عبر العالمل ونبدأ بقراءة في االتفاقيات الثنائية التي أبرمت من بعض الدول‬
‫األوربية (أوال)ل ثم االتفاقيات الثنائية بين المملكة المغربية والدول األمريكية (ثانيا)ل‬
‫وأيضا االتفاقيات الثنائية بين المملكة المغربية وبعض الدول العربية (ثالثا)ل وقراءة‬
‫في االتفاقيات الثنائية بين المملكة المغربية والدول الخليجية (رابعا)ل وأخيرا‬
‫االتفاقيات الثنائية بين المملكة المغربية وبعض الدول األسيوية (خامسا)ل وذلك من‬
‫خالل مانصت عليه بنود هذه االتفاقيات من التزامات موجبة ألطرافها‪.‬‬

‫أوال‪ -‬االتفاقيات الثنائية بين المملكة المغربية وبعض الدول األوربية‬

‫يعتبر الموقن الجغرافي للمغرب من أهم المواقن اإلستراتيجية في العالمل نظرا‬


‫لوجوده وسط قارات العالم بحيث أن قربه من أوربا وأمريكا والعمق اإلفريقي‬
‫والعربي فرض عليه إبرام العديد من االتفاقيات في مجال تنظيم الطيران المدنيل‬

‫‪ -359‬أبرم المغرب ‪ 75‬اتفاقي جوي ثيائي بييها ‪ 55‬اتفاقي تعتم التعييذ المتع د لشركا اليقل ال وي‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫خاصة من الدول األوربيةل وسوف نحاول تحليل االتفاقيات الثنائية التي أبرمتها‬
‫المملكة المغربية من كل من المملكة السويدية (أ)ل والمملكة النرويجية (ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬االتفاقية الثنائية بين المملكة المغربية والمملكة السويدية‬

‫أبرمت المملكة المغربية اتفاقية ثنائية تتعلق بالنقل الجوي المنتظم بين كل من‬
‫المملكة المغربية ومملكة السويد‪360‬ل وقد نصت هذه االتفاقية من خالل الفصل ‪2‬ل‬
‫على من كل طرف متعاقد إلى الطرف المتعاقد اآلخر الحقوق اآلتية ألجل استغالل‬
‫الخطوط الجوية الدولية من لدن مقاولة النقل الجوي المعنية من خالل‪:361‬‬

‫أ) التحليق فوق تراب الطرف المتعاقدة اآلخر دون النزول فيه؛‬

‫ب) التوقف ألغراض غير تجارية بالتراب المذكور؛‬

‫ج) التوقف في التراب المذكور بالنقط المبينة في الملحق بهذا االتفاق لنقل‬
‫وإنزال المسافرين وشحن وإفراغ البضائن والبريد بكيفية منفردة أو مشتركة‬
‫في النقل الدولي‪.‬‬

‫وأقرت هذه االتفاقية من خالل الفصل ‪ 11‬على ضرورة تقديم سلطات المالحة‬
‫الجوية لكل طرف متعاقد جمين البيانات اإلحصائية القانونية أو غيرها من البيانات‬
‫التي يعقل أن يطالب بها قصد مراقبة طاقة النقل التي تتوفر في الخطوط المقبولة‬
‫لدى المقاولة المعينة التابعة للطرف المتعاقد األول‪.362‬‬

‫كما جاء في الفقرة الثانية من نفس الفصل على أنه يجب أن تشتمل هذه البيانات‬
‫على جمين المعلومات الالزمة لتحديد حجم النقل الذي تقوم به مقاولة النقل‬
‫الجوي في الخطوط المقبولة‪.‬‬

‫‪ -360‬ظهير شريف رقم ‪ 1.51.135‬صادر في ‪ 3‬ربيع اآلخر ‪ 15( 1043‬يياير ‪ ،)1953‬بيشر االتفاق المتعلق‬
‫باليقل ال وي الميتظم الموقع بالرباط يوم ‪ 10‬نون ر ‪ ،1911‬بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم المملك السوي ي ‪،‬‬
‫ال ري الرسمي ع د ‪ 3111‬بتاريخ ‪ 1950/40/40‬الصفح ‪.391‬‬
‫‪ -361‬الفصل ‪ 1‬مذ االتفاقي بيذ المملك المغربي ومملك السوي ‪.‬‬
‫‪ -362‬الفصل ‪ 11‬مذ االتفاقي الم رم بيذ المملك المغربي والمملك السوي ي بشان اليقل ال وي‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫باستقراء مقتضيات هذه االتفاقية يتض أن التزامات األطراف تتمحور حول‬


‫تبادل البيانات المتعلقة بالنقل الجويل وأيضا السماح ألطراف االتفاقية من التنسيق‬
‫فيما بينهما من اجل تنظيم رحالت الطيران المدني بين إقليمي الدولتين‪.‬‬

‫ب‪ -‬االتفاقية الثنائية بين المملكة المغربية والمملكة النرويجية‬

‫ساهمت االتفاقيات التي أبرمتها المملكة المغربية من الدول االسكندنافية من‬


‫زيادة عدد الرحالت الجويةل وبالتالي أصب اهتمام شركات النقل الجوي لدى هذه‬
‫الدول تهتم بالمجال الجوي المغربي نظرا ألهميته في تطوير االقتصاد الوطني‬
‫السيما ما يتعلق بالمجال السياحي‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار صادقت المملكة المغربية على اتفاقية ثنائية أبرمتها من المملكة‬
‫النرويجية تتعلق بالنقل الجوي المنظم بين الدولتين بتاريا ‪ 14‬نونبر ‪3631977‬ل‬
‫حيث نصت من خالل مقتضيات الفصل الثاني على من كل طرف متعاقد إلى‬
‫الطرف المتعاقد اآلخر الحقوق اآلتية ألجل استغالل الخطوط الجوية الدولية من لدن‬
‫مقاولة النقل الجوي المعينة في الحاالت التالية‪:‬‬

‫أ) التحليق فوق تراب الطرف المتعاقد اآلخر دون النزول فيه ؛‬

‫ب) التوقف ألغراض غير تجارية بالتراب المذكور ؛‬

‫ج) التوقف في التراب المذكور بالنقط المبينة في الملحق بهذا االتفاق لنقل‬
‫وإنزال المسافرين وشحن وإفراغ البضائن والبريد بكيفية منفردة أو مشتركة‬
‫في النقل الدولي‪.‬‬

‫وجاء في مقتضيات الفصل ‪ 11‬من نفس االتفاقية على أنه يجب أن تقدم‬
‫سلطات المالحة الجوية لكل طرف متعاقد جمين البيانات اإلحصائية القانونية أو‬

‫‪ -363‬ظهير شريف رقم ‪ 1.51.131‬صادر في ‪ 3‬ربيع اآلخر ‪ 15( 1043‬يياير ‪ ،)1953‬بيشر االتفاق المتعلق باليقل‬
‫ال وي الميتظم الموقع بالرباط يوم ‪ 10‬نون ر ‪ 1911‬بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم المملك اليروي ي ‪ ،‬ال ري‬
‫الرسمي ع د ‪ 3111‬بتاريخ ‪ 1950/40/40‬الصفح ‪351‬‬

‫‪213‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫غيرها من البيانات التي يعقل أن يطالب بها قصد مراقبة طاقة النقل التي تتوفر في‬
‫الخطوط المقبولة لدى المقاولة المعينة التابعة للطرف المتعاقد األول‪.364‬‬

‫ونصت من خالل مقتضيات الفقرة الثانية من نفس المادة على أنه يجب أن‬
‫تشتمل هذه البيانات على جمين المعلومات الالزمة لتحديد حجم النقل الذي تقوم به‬
‫مقاولة النقل الجوي في الخطوط المقبولة‪.365‬‬

‫بإلقاء نظرة حول مضمون هذه االتفاقية سارت في نفس اتجاه االتفاقية األولى‬
‫من السويدل مما يكرس االلتزامات الثنائية المبنية على أسس التنسيق وتبادل البيانات‬
‫فيما يتعلق بالنقل الجويل ومراقبته فوق القيم الدولتينل وهذا يوض مدى أهمية‬
‫التنسيق كآلية لتنظيم مجال الطيران بين المغرب وباقي الدول األوربية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬االتفاقيات الثنائية بين المملكة المغربية والدول األمريكية‬

‫شكلت االتفاقية الثنائية التي أبرمتها المملكة المغربية من دول أمريكا الشمالية‬
‫قفزة نحو تعزيز مجال أسطول الطيران المدني اتجاه قارة أمريكا الشماليةل‬
‫وانعكاساته اإليجابية ليس فقط على المستوى االقتصادي وإنما أيضا على المستوى‬
‫االجتماعيل بحيث شهدت حركة تنقل األشخاص والبضائن بين كل من المغرب‬
‫والواليات المتحدة األمريكية وأيضا كندا نموا كبيرا منذ بداية ثانيا القرن الماضي‪.‬‬

‫ولالطالع على مضامين االتفاقية الثنائية التي أرمتها المملكة من كل من‬


‫الواليات المتحدة األمريكية (أ) وكندا (ب) سوف نتطرق لقراءة في مضامينها‬
‫وحيثياتهال باعتبارها اتفاقيات نموذجية من حيث الشكل والمضمون‪.‬‬

‫أ‪ -‬االتفاقية الثنائية بين المملكة المغربية والواليات المتحدة األمريكية‬

‫تعتبر االتفاقية الثنائية التي أبرمتها المملكة المغربية من الويالت المتحدة‬


‫األمريكية من االتفاقية النموذجية التي عالجت موضوع الطيران المدني من جمين‬

‫‪ -364‬الفقر األولى مذ الفصل ‪ 11‬مذ االتفاقي الم رم بيذ المملك المغربي والمملك اليروي ي بشأن اليقل ال وي‪.‬‬
‫‪ 365‬الفقر الثاني مذ نفس الفصل‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫جوانبهل حيث خصصت جزءا كبيرا منها للمقتضيات القانونية المتعلقة بحفظ األمن‬
‫وسالمة الطيران في أجواء طرفي االتفاقية‪.‬‬

‫وباستقراء مراحل إبرام االتفاقية الثنائية بين المملكة المغربية والوليات المتحدة‬
‫األمريكية‪366‬ل يتض أنها منحت مجموعة من الحقوق لفائدة أطراف االتفاقية ومنها‬
‫على الخصوص أن يمن كل من الطرفين للطرف األخر الحقوق التالية بغية تمكين‬
‫مؤسسات النقل الجوي التابعة للطرف اآلخر من ممارسة مهام النقل الجوي الدولي‪:‬‬

‫أ‪ -‬حق عبور إقليمه ألغراض غير أغراض حركة النقلل‬

‫ب‪ -‬الحقوق األخرى المحددة في هذا االتفاق‪.‬‬

‫التتضمن هذه المادة أي نص يفسر على أنه يجوز ألي مؤسسة من مؤسسات‬
‫النقل الجوي التابعة ألحد الطرفين أو ألي عدد منها قبول الركاب وأمتعتهم أو‬
‫البضائن أو البريد على متن طائرتها لغرض نقل أي منهما من موقن في إقليم‬
‫الطرف األخر إلى موقن أخر في ذلك اإلقليم مقابل تعويض‪.‬‬

‫وفي إطار السالمة الجوية لفائدة أسطولي طرفي االتفاقيةل ومن أجل أغراض‬
‫النقل الجوي المنصوص عليها في هذا االتفاقل يعترف كل من الطرفين بصالحية‬
‫شهادات الصالحية للطيران وشهادات الكفاءات والترخيص الصادرة أو المعتمدة من‬
‫قبل األخر التي ال تزال سارية المفعولل شريطة أن تكون متطلبات هذه الشهادات أو‬
‫التراخيص متساوية على األقل من الحد األدنى للمعايير التي قد يتم تحديدها بمقتضى‬
‫المعاهدة ولكن يجوز ألي من الطرفين رفض االعتراف بصالحية شهادات الكفاءة‬
‫والتراخيص الممنوحة أو المعتمدة لمواطنيه من قبل الطرف األخر من أجل الطيران‬
‫في المجال الجوي على إقليمه‪.367‬‬

‫‪ -366‬ظهير شريف رقم ‪ 1.41.135‬صادر في ‪ 12‬مذ رجب ‪3( 1013‬أكتوبر ‪ )1441‬بيشر االتفاق بشأن اليقل ال وي‬
‫الموقع بالرباط في ‪ 14‬أكتوبر ‪ 1441‬بيذ الحكوم المملك المغربي والواليا المتح األمريكي ؛ ال ري الرسمي ع د‬
‫‪ 1-2113‬جمادى األولى ‪1(1010‬يونيو ‪ )1443‬ص‪.1111‬‬
‫‪ -367‬الماد ‪ 5‬الحكوم المملك المغربي والواليا المتح األمريكي ‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫يجوز ألي من الطرفين أن يطلب التشاور من الطرف األخر حول معايير‬


‫السالمة المطبقة من قبل الطرف األخر والمتعلقة بمنشآت الطيران وأطقم الطائرات‬
‫وإدارة عمليات مؤسسات النقل الجوي المعينة‪ .‬إذا وجد أحد الطرفينل عقب التشاور‬
‫من الطرف األخرل أن معايير ومتطلبات السالمة في المجاالت المذكورة أعاله ال‬
‫تطبق وال ترعى بكفاءة من قبل هذا الطرف األخر على نحو يتساوى على األقل من‬
‫الحد األدنى للمعايير التي قد يتم تحديدها بمقتضى المعاهدةل يكون على الطرف‬
‫األول إخطار الطرف األخر بهذه االستنتاجات وتعريفه بالخطوات التي يعتبرها هذا‬
‫الطرف ضرورية من أجل التطابق من الحد األدنى لتلك المعاييرل ويكون على‬
‫الطرف األخر عندئذ اتخاذ اإلجراء المناسب لتصحي الوضن‪.‬‬

‫كما يحتفظ كل من الطرفين بحقه في االمتناع عن االعتراف بتصاري التشغيل‬


‫أو التراخيص الفنية الصادرة لمؤسسة أو مؤسسات النقل الجوي المعنية من قبل‬
‫الطرف األخرل ويحتفظ كل منهما كذلك بحقه في إلغاء تلك التصاري والتراخيص‬
‫أو فرض القيود عليها إذا امتنن هذا الطرف األخر عن اإلجراء المناسب لتصحي‬
‫الوضن خالل فترة زمنية معقولة‪.‬‬

‫وقد أكد الطرفان مرة أخرىل طبقا للحقوق وااللتزامات المترتبة بمقتضى‬
‫القانون الدوليل أن التزام كل منهما تجاه األخر من أجل حماية أمن الطيران المدني‬
‫في مواجهة األعمال غير المشروعة للتدخل في حركته يشكل جزءا اليتجزأ من هذا‬
‫االتفاق‪.‬‬

‫وبدون الحد من الصفة العمومية لحقوقها والتزاماتها بمقتضى القانون الدولي‬


‫يعمل الطرفان على وجه التحديد وفقا لنصوص وأحكام ا المعاهدة الخاصة بالجرائم‬
‫وباألعمال األخرى التي تقن على متن الطائراتا وهي المعاهدة التي تم التوقين‬
‫عليها في مدينة طوكيو يوم ‪ 14‬من شهر سبتمبر عام ‪3681963‬ل ووفقا لنصوص‬
‫وأحكام االمعاهدة الخاصة بمنن عمليات االستيالء غير المشروع على الطائراتا‬

‫‪ -368‬المعاه التي تم التوقيع عليها في م يي طوكيو يوم ‪ 10‬مذ شهر س تم ر عام ‪.1913‬‬

‫‪216‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫التي تم التوقين عليها في الهاي يوم ‪ 16‬من شهر ديسمبر عام ‪3691971‬ل ووفقا‬
‫لنصوص وأحكام االمعاهدة الخاصة بمنن وقوع األعمال غير الشرعية ضد سالمة‬
‫الطيران المدنيا التي تم التوقين عليها في مدينة مونتلاير يوم ‪ 23‬من شهر سبتمبر‬
‫عام ‪ 1971‬ل ووفقا لنصوص وأحكام ا البرتوكول الخاص بمنن وقوع أعمال العنف‬
‫غير المشروع في المطارات المتاحة لخدمة الطيران المدني الدوليال وهو‬
‫البروتوكول الذي تم التوقين عليه في مدينة مونتلاير يوم ‪ 24‬فبراير عام‬
‫‪.3701988‬‬

‫ويقدم الطرفان لبعضهما البعض عند الطلب كافة المساعدات الضرورية لمنن‬
‫وقوع أعمال االستيالء غير المشروع على طائرات الطيران المدنيل ولمنن وقوع‬
‫أي أعمال غير قانونية أخرى ضد سالمة هذه الطائرات وركابها وأطقمهال كما يقدم‬
‫الطرفان لبعضهما البعض كافة المساعدات الضرورية عند الطلب لمنن وقوع مثل‬
‫هذه األعمال ضد المطارات ومنشآت المالحة الجويةل ويكون عليهما الوقوف أمام‬
‫أي خطر أخر يهدد أمن المالحة الجوية المدنية‬

‫كما يعمل الطرفان في إطار عالقتهما المتبادلة على نحو يتطابق من معايير أمن‬
‫الطيران والممارسات المناسبة التي وضعتها وعينتها وأوصت بإتباعها منظمة‬
‫الطيران المدني الدولي في مالحقة المعاهدة‪ .‬كما يطلب الطرفان من القائمين على‬
‫تشغيل الطائرات المسجلة لدى كل منهما العمل على نحو يتطابق من أحكام أمن‬
‫الطيران ومراعاتها ويطلب الطرفان هذا العمل نفسه من القائمين على تشغيل‬
‫الطائرات التي يوجد مقرها الرئيسي أو مقر إقامتها في إقليم كل من الطرفينل ومن‬
‫المسؤولين عن إدارة المطارات في اإلقليمين‪.‬‬

‫وباستقراء مقتضيات االتفاقية الثنائية بن المغرب والواليات المتحدة يتض أنها‬


‫كانت أكثر شموليةل وهمت الجانب األمني من خالل توفير جمين المعلومات‬
‫والبيانات حول الطيران المدني بين البدلينل وهذا المنحى فرضه تموقن المملكة‬

‫‪ -369‬الهاي يوم ‪ 11‬مذ شهر ديسم ر عام ‪.1914‬‬


‫‪ -370‬ال روتوكو اللي تم التوقيع عليه في م يي مونتريا يوم ‪ 10‬ف راير عام ‪.1955‬‬

‫‪217‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المغربية كشريك رئيسي للواليات المتحدة األمريكية في شمال إفريقيال مما عزز‬
‫مكانة المملكة وجعل حتمية التنسيق معها في مجال الطيران المدني أمرا ضروريا‬
‫من اجل سالمة المالحة الجوية ليس فقط فوق إقليم دول شمال إفريقيا وإنما أيضا‬
‫في حوض البحر األبيض المتوسط‪.‬‬

‫ب‪ -‬االتفاقية الثنائية بين المملكة المغربية وكندا‬

‫بخصوص النقل الجوي لتعزيز‬ ‫‪371‬‬


‫أبرمت المملكة المغربية اتفاقية من كندا‬
‫أسطولها الجوي في اتجاه أمريكا الشماليةل وقد نصت في المادة الثانية من هذه‬
‫االتفاقية على ضرورة تمتين أطراف االتفاقية بجمين البياناتل حيث نصت صراحة‬
‫على أنه‪:‬‬

‫‪ -‬يجب أن تقدم سلطات المالحة الجوية لكل طرف متعاقدة كل ثالثة أشهر إلى‬
‫سلطات المالحة الجوية للطرف المتعاقد األخر بيانات إحصائية شهرية تتضمن‬
‫جمين المعلومات المطلوبة لتحديد حجم النقل في الطرق المعينة في الملحق وكذا‬
‫النقط األصلية المنطلق منها والنقط المتوجه إليها في هذا النقل‪:‬‬

‫‪ -‬أن تطبيق التدابير المتفق عليها بعد مرور ثالثة أشهر على األكثر على‬
‫التاريا الذي تشرع فيه المقاولة المعنية في استغالل مجموع أو بعض الخطوط‬
‫المتفق عليها وفقا للملحق بهذا االتفاق‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن أن يكون عدم الحصول على اتفاق بشأن تبادل حافزا لكال الطرفين‬
‫المتعاقدين على تطبيق الفصل ‪ 16‬أو الفصل ‪ 18‬من هذا االتفاق‪.‬‬

‫بالرغم من أن الظاهر من فصول االتفاقية توحي بالتزام كل طرف تقديم بيانات‬


‫تتعلق بالجانب التجاري في مجال الطيران المدنيل غير أن أهمية االتفاقية بين‬
‫المملكة المغربية وكندا تتعدى الى ما هو امنيل بحيث انه بموجب االتفاقية يلتزم كل‬

‫‪ -371‬ظهير شريف رقم ‪ 1.51.111‬صادر في ‪ 5‬شوا ‪ 3( 1014‬ماي ‪ )1994‬ييشر اتفاق اليقل ال وي الموقع بأوطاوا في‬
‫‪ 10‬ف راير ‪ 1912‬بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم كي ا‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫طرف بالتنسيق من الطرف اآلخر من أجل تنظيم هذا المجال فوق تراب القيمي‬
‫الدولتين كرفي االتفاقية‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬االتفاقيات الثنائية بين المملكة المغربية وبعض الدول العربية‬

‫لم تستثني المملكة المغربية من خالل إستراتيجيتها الدولية المتعلقة بتطوير‬


‫قدرات الطيران المدني وفت آفاق ألسطولها الجوي سوءا باستعمال إقليم الدول‬
‫العربية أو فت مجال الجوي أمام الطيران العربيل وأبرمت العديد من االتفاقيات‬
‫الثنائية من اغلب الدول العربية سواء المتواجدة في القارة اإلفريقية أو األسيوية‪.‬‬

‫وسنحاول تسليط الضوء على مجموعة من االتفاقياتل وأهمها على الخصوص‬


‫اتفاقية ثنائية من جمهورية مصر العربية (أ)ل واتفاقية ثنائية من الجمهورية العراقية‬
‫(ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬اتفاقية بين حكومة المملكة المغربية وحكومة جمهورية مصر العربية‬

‫من خالل مقتضيات المادة ‪ 3‬على من مجموعة من‬ ‫‪372‬‬


‫نصت هذه االتفاقية‬
‫الحقوق لطرفي االتفاقيةل إذ ألزمت بأن يمن كل طرف متعاقد الطرف المتعاقد‬
‫اآلخر مجموعة من الحقوق فيما يتعلق بتشغيل خطوطه الجوية الدولية المنتظمة‪:373‬‬

‫أ) الحق في عبور إقليمه دون الهبوط فيه ؛‬

‫ب) الحق في الهبوط في إقليمه ألغراض غير تجارية‪.‬‬

‫وألزمت االتفاقية من خالل الفقرة الثانية من ذات المادة على أن يمن كل طرف‬
‫متعاقد الطرف المتعاقد اآلخر الحقوق المبينة في هذا االتفاق بغرض تسيير خطوط‬
‫جوية دولية منتظمة على الطرق المحددة في القسم المخصص لذلك من جدول‪/‬‬

‫‪ -372‬ظهير شريف رقم ‪ 1.44.310‬صادر في‪ 1‬شوا ‪ 1( 1011‬يياير ‪ ،)1441‬بيشر االتفاق الموقع بالرباط في ‪ 13‬يونيو‬
‫‪ 1999‬بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم جمهوري مصر العربي في شأن الوموط ال وي بيذ إقليميهما وما وراءهما‪،‬‬
‫ال ري الرسمي ع د ‪ 0515‬بتاريخ ‪ 1441/43/41‬الصفح ‪.114‬‬
‫‪ -373‬الماد ‪ 3‬مذ االتفاقي الثيائي بيذ المملك المغربي جمهوري مصر العربي في شأن الوموط ال وي بيذ إقليميهما وما‬
‫وراءهما‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫جداول الطرق الملحقة بهذا االتفاق‪ .‬ويطلق على هذه الخطوط والطرق االخطوط‬
‫المتفق عليهاا واالطرق المحددةا على التوالي‪.‬‬

‫ونصت أيضا هذه االتفاقية على أن تتمتن مؤسسات النقل الجوي المعينة من‬
‫جانب كل طرف متعاقد أثناء تشغيلها خطا متفقا عليه على أي طريق محدد‬
‫باإلضافة إلى الحقوق الموضحة في الفقرة (‪ )1‬من هذه المادة بالحق في الهبوط في‬
‫إقليم الطرف المتعاقد اآلخر في النقاط المحددة لهذا الطريق في جدول الطرق‬
‫الجوية الملحق بهذا االتفاق وذلك لغرض أخذ وإنزال ركاب وبضائن بما فيها‬
‫البريد‪.374‬‬

‫وقد فصلت المادة ‪ 11‬من نفس االتفاقية كل ما يتعلق بأمن الطيران بين البلدينل‬
‫حيث التزم الطرفان بحماية أمن الطيران المدني ضد أفعال التدخل غير المشروع‬
‫يشكل جزءا ال يتجزأ من هذا االتفاقل ويقوم الطرفان المتعاقدان على وجه التحديد‬
‫بالعمل وفقا ألحكام االتفاقية الخاصة بالجرائم وبعض األفعال األخرى التي ترتكب‬
‫على متن الطائرات والموقعة في طوكيو في ‪ 14‬شتنبر ‪1963‬م‪375‬ل واالتفاقية‬
‫الخاصة بقمن االستيالء غير المشروع على الطائرات والموقعة في الهاي في ‪16‬‬
‫ديسمبر ‪1971‬م‪376‬ل واتفاقية قمن األفعال غير المشروعة ضد سالمة الطيران‬
‫المدني والموقعة في مونتلاير في ‪ 23‬شتنبر ‪1971‬م‪377‬ل بروتوكول قمن أعمال‬
‫العنف المحظورة بمطارات الطيران المدني الدوليل المصادق عليه بمونتلاير‬
‫بتاريا ‪ 24‬فبراير ‪3781988‬ل وكل اتفاق يهم أمن الطيران المدني الذي يصادق‬
‫عليه الطرفان فيما بعد‪.‬‬

‫‪ -374‬الفقر (‪ )1‬مذ الماد ‪ 3‬مذ االتفاقي الثيائي بيذ المملك المغربي جمهوري مصر العربي في شأن الوموط‬
‫ال وي بيذ إقليميهما وما وراءهما‪.‬‬
‫‪ -375‬االتفاقي الواص بال رائم وبعض األفعا األخرى التي ترتكب على متذ المائرا والموقع في طوكيو في ‪ 10‬شتي ر‬
‫‪1913‬م‬
‫‪ -376‬االتفاقي الواص بقمع االستيالء غير المشرو على المائرا والموقع في الهاي في ‪ 11‬ديسم ر ‪1914‬م‪.‬‬
‫‪ -377‬اتفاقي قمع األفعا غير المشروع ض سالم الميران الم ني والموقع في مونتريا في ‪ 13‬شتي ر ‪1911‬م‪.‬‬
‫‪ -378‬بروتوكو قمع أعما العيف المحظور بممارا الميران الم ني ال ولي‪ ،‬المصادق عليه بمونتريا بتاريخ ‪10‬‬
‫ف راير ‪.1955‬‬

‫‪211‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وقد نصت الفقرة الثانية من نفس المادة على أن يقوم الطرفان المتعاقدانل عند‬
‫الطلبل بتقديم كافة المساعدات الالزمة لبعضها اآلخر لمنن االستيالء غير المشروع‬
‫على الطائرات المدنية واألفعال األخرى غير المشروعة ضد سالمة تلك الطائرات‬
‫وركابها وطواقمها وضد سالمة المطارات وتسهيالت المالحة الجوية وأي تهديد‬
‫آخر ألمن الطيران المدني‪.379‬‬

‫أما الفقرة الثالثة من نفس المادة فألزمت على الطرفان المتعاقدين في عالقتهما‬
‫المتبادلةل مراعاة أحكام أمن الطيران الموضوعة من قبل المنظمة الدولية للطيران‬
‫المدني والمعينة كمالحق التفاقية الطيران المدني الدولي وذلك إلى المدى الذي‬
‫تنطبق فيه هذه األحكام عليهما وأن يطلب الطرفان المتعاقدان من مشغلي الطائرات‬
‫المسجلة لديهم أو مشغلي الطائرات الكائنة بمقر أعمالهم الرئيسية أو إقامتهم الدائمة‬
‫في إقليميهما وكذلك مشغلي المطارات في إقليميهما العمل طبقا ألحكام أمن الطيران‬
‫المذكورة‪.380‬‬

‫وأخيرا فقد التزم الطرفان أيضا في حالة حدوث أو تهديد بحدوث استيالء غير‬
‫مشروع على طائرة مدنية أو أي أفعال أخرى غير مشروعة ضد سالمة تلك‬
‫الطائرة وركابها وطاقمها وضد المطارات أو تسهيالت المالحة الجويةل يتوجب‬
‫على الطرفين المتعاقدين أن يساعد كل منهما اآلخر بتسهيل االتصاالت واإلجراءات‬
‫المناسبة األخرى إلنهاء مثل تلك الحوادث أو التهديد بحدوثها بسرعة وأمان وإلى‬
‫الحد الذي يمكن تطبيقه في مثل هذه الظروف‪.381‬‬

‫ب‪ -‬االتفاق المتعلق بالنقل الجوي وملحقه بين المملكة المغربية والجمهورية‬
‫العراقية‬

‫‪ -379‬الفقر (‪ )1‬مذ الماد ‪ 3‬مذ االتفاقي الثيائي بيذ المملك المغربي جمهوري مصر العربي في شأن الوموط ال وي بيذ‬
‫إقليميهما وما وراءهما‪.‬‬
‫‪ -380‬الفقر (‪ )3‬مذ الماد ‪ 3‬مذ االتفاقي الثيائي بيذ المملك المغربي جمهوري مصر العربي في شأن الوموط ال وي بيذ‬
‫إقليميهما وما وراءهما‪.‬‬
‫‪ -381‬الفقر ‪ 2‬مذ الماد ‪ 11‬مذ االتفاقي ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫لقد أبرمت هذه االتفاقية بين المملكة المغربية والجمهورية العراقية لتنظيم ما‬
‫يتعلق بالنقل الجوي‪382‬ل حيث نصت من خالل مقتضيات المادة الثانيةل على أن‬
‫يمن كل فريق متعاقد الفريق المتعاقد اآلخر الحقوق المعينة في هذا االتفاق بغية‬
‫إنشاء خطوط جوية دولية منتظمة على الطرق المحددة في ملحق هذا االتفاقل‬
‫وسيطلق فيما بعد على هذه الخطوط والطرق االخطوط المتفق عليهاا واالطرق‬
‫المحددةا‪383‬؛‬

‫كما نصت أيضا من خالل مقتضيات الفقرة الثانية من نفس المادة على أن‬
‫تتمتن مؤسسة النقل الجوي التي يعينها كل من الفريقين المتعاقدين بالحقوق التالية‬
‫أثناء تشغيلها خطا جويا متفقا عليه على طرق محددة‪:384‬‬

‫أ‪ -‬التحليق عبر إقليم الفريق المتعاقد اآلخر دون هبوط فيه؛‬

‫ب‪ -‬الهبوط في اإلقليم المذكور ألغراض غير النقل التجاري؛‬

‫ج‪ -‬الهبوط في اإلقليم المذكور في نقاط محددة لتلك الطريق في ملحق هذا‬
‫االتفاق بقصد إنزال وأخذ ما يشمله النقل الدولي من ركاب وشحن وبريد‪.‬‬

‫سارت االتفاقية المبرمة بين المملكة المغربية وجمهورية مصر من جهة وبين‬
‫المملكة المغربية والعراق من جهة ثانية في اتجاه االتفاقية النموذجية على المستوى‬
‫العربيل ذلك انه بقراءة مضمون هاتين االتفاقيتين يتض مدى أهميتها كعقد بين‬
‫طرفي العقد لتنظيم مجال الطيران المدنيل وهو أمر طبيعي بعد زيادة عدد الرحالت‬
‫بين المغرب وهذه األقطار العربية منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي ألسباب‬
‫متعددة أهمها زيادة نسب تنقل األشخاص بين هذه الدولل وأيضا زيادة حجم‬
‫المبادالت التجارية مما عزز مكانة الطيران المدني كآلية لتطوير البنى االقتصادية‬
‫بين هذه الدول‪.‬‬

‫‪ -382‬ظهير شريف رقم ‪ 1.19.19‬صادر في ‪ 14‬جمادى األولى ‪ 15( 1399‬أبريل ‪ ،)1919‬بيشر االتفاق المتعلق‬
‫باليقل ال وي وملحقه الم رميذ بالرباط يوم ‪ 0‬ي الح ‪ 15( 1390‬دجي ر ‪ )1910‬بيذ المملك المغربي وال مهوري‬
‫العراقي ‪.‬‬
‫‪ -383‬الفقر األولى مذ مقتضيا الماد ‪ 1‬مذ االتفاقي المتعلق باليقل ال وي بيذ المملك المغربي وال مهوري العراقي ‪.‬‬
‫‪ -384‬الفقر الثاني مذ نفس الماد ‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫رابعا‪ -‬االتفاقيات الثنائية بين المملكة المغربية والدول الخليجية‬

‫لقد أبرمت المملكة المغربية العديد من االتفاقية الثنائية من دول الخليج العربيل‬
‫والتي تمتد العالقات معها إلى ماضي ليس بالقصيرل جسد العالقة القوية بن المكلة‬
‫المغربية وجمين دول الخليج العربي بدون استثناءل وهو ما يفسر أهمية تنظيم مجال‬
‫الطيران المدني بين المملكة وهذه الدول‪.‬‬

‫وسوف نتطرق بالتحليل لبعض االتفاقيات الثنائية التي أبرمتها المملكة المغربية‬
‫في مجال تنظيم النقل الجويل السيما من كل من دولة الكويت العربية (أ)ل وأيضا‬
‫من سلطنة عمان (ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬االتفاق الجوي بين المملكة المغربية ودولة الكويت‬

‫أبرمت المملكة المغربية اتفاقا من دولة الكويت يتعلق بتنظيم المجال الجوي‬
‫حيث وقعت مقتضياتها بتاريا ‪ 1‬ديسمبر ‪3851971‬ل وقد نصت صراحة من‬
‫خالل مقتضيات المادة (‪)2‬ل على أن يمن كل طرف متعاقد الطرف المتعاقد اآلخر‬
‫الحقوق المعينة في هذا االتفاق بغية إنشاء خطوط جوية دولية منتظمة على الطرق‬
‫المحددة في ملحق االتفاق‪ .‬وسيطلق فيما بعد على هذه الخطوط والطرق االخطوط‬
‫المتفق عليهاا واالطرق المحددةا‪.‬‬

‫وجاء في الفقرة الثانية من نفس المادة على ضرورة مراعاة أحكام هذا االتفاقل‬
‫ملزمة أطراف االتفاقية تمتين مؤسسة النقل الجوي التي يعينها كل من الطرفين‬
‫المتعاقدين بالحقوق التالية أثناء تشغيلها خطا جويا متفقا عليه على طرق محددة‪:‬‬

‫أ) التحليق عبر إقليم الطرف المتعاقد اآلخر دون هبوط فيه؛‬

‫ب) الهبوط في اإلقليم المذكور ألغراض غير النقل التجاري؛‬

‫‪ -385‬ظهير شريف رقم ‪ 1.53.335‬صادر في ‪ 11‬مذ ربيع األو ‪ 10( 1041‬نوفم ر ‪ ،)1951‬المتعلق بيشر‬
‫االتفاق ال وي الموقع بالرباط يوم ثاني ي الح ‪ 2( 1392‬ديسم ر ‪)1912‬بيذ المملك المغربي ودول الكويت‪ ،‬ال ري‬
‫الرسمي ع د ‪ 0431‬بتاريخ ‪ 1994/41/41‬الصفح ‪.131‬‬

‫‪213‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ج) الهبوط في اإلقليم المذكور في نقط محددة لتلك الطريق في ملحق هذا‬
‫االتفاق بقصد إنزال وأخذ ما يشمله النقل الدولي من ركاب وشحن وبريد‪.‬‬

‫ب‪ -‬االتفاق الجوي بين المملكة المغربية وسلطنة عمان‬

‫أبرمت المملكة المغربيةل في إطار عالقاتها من دول الخليج العربيل اتفاقية‬


‫ثنائية من سلطنة عمان في شأن الخدمات الجوية بين إقليميهما وما وراءهما‪386‬ل وقد‬
‫أقرت هذه االتفاقية مجموعة من الحقوق وااللتزامات لفائدة أطراف االتفاقيةل حيث‬
‫أقرت بمن الحق لكل من الطرفين المتعاقدين أن يعينل ويخطر الطرف المتعاقد‬
‫اآلخر بذلك كتابةل شركة طيرانل واحدة بغية استثمار الخدمات المتفق عليها على‬
‫الطرق المحدودة‪.387‬‬

‫ويجوز لسلطات الطيران المدني لدى أي من الطرفين المتعاقدين أن تطلب من‬


‫الشركات المعنية من قبل الطرف المتعاقد اآلخر إثبات استيفائها للشروط المحددة‬
‫في القوانين واألنظمة التي تطبقها هذه السلطات عادة وبطريقة مقبولة وفقا ألحكام‬
‫المعاهدةل على استثمار الخدمات الجوية الدولية‪.388‬‬

‫وأقرت بموجب الفقرة الرابعة من المادة الثانية من نفس االتفاقية على أنه يجوز‬
‫للشركة المعينة والمرخص لها على هذا النحول البدء في أي وقت باستثمار الخدمات‬
‫المتفق عليها شريطة أن تكون قد وضعت تعرفة وفقا ألحكام المادة التاسعة من هذا‬
‫االتفاق وأن تكون هذه التعرفة قد أصبحت نافذة بالنسبة لتلك الخدمة‪.‬‬

‫ومن خالل مقتضيات المادة الثامنة فقد أقرت هذه االتفاقية مجموعة من‬
‫الضمانات من اجل تبادل المعلومات بغية تحقيق األمن والسالمة للطيران لفائدة‬
‫طرفي العقدل حيث خولت لطرفي العقد تبادل سلطات الطيران لدي كل من الطرفين‬

‫‪ -386‬الظهير شريف‪ :‬رقم ‪ 1.94.141‬صادر في ‪ 11‬مذ محرم ‪ 13(1014‬ماي ‪ )1999‬ييشر االتفاق الم رم بمسقط في‬
‫‪ 10‬يياير ‪ 1952‬بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم سلمي عمان‪.‬‬
‫‪ -387‬الفقر ‪ 1‬مذ الماد الثاني مذ االتفاق الم رم بمسقط في ‪ 10‬يياير ‪ 1952‬بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم سلمي‬
‫عمان‪.‬‬
‫‪ -388‬الفقر ‪ 3‬مذ الماد الثاني مذ االتفاق الم رم بمسقط في ‪ 10‬يياير ‪ 1952‬بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم سلمي‬
‫عمان‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المتعاقدينل وفي أسرع وقت ممكنل المعلومات الخاصة بالتراخيص النافدة المفعول‬
‫والممنوح لشركة الطيران المعينة من قبل كل منهما لتقديم الخدمة إلى وعبر ومن‬
‫إقليم الطرف المتعاقد األخر؛ ويشمل ذلك على نسا من الشهادات والتراخيص‬
‫النافذة المفعول للخدمات على الطرق المحددة باإلضافة إلى تعديالت وأوامر اإلعفاء‬
‫المرخص بها‪.‬‬

‫وأخيرا فقد ألزمت االتفاقية طرفي العقد بضرورة أن يطلب كل من الطرفين‬


‫المتعاقدين من شركة الطيران المعينة من قبله أن تمد سلطات الطيران لدى الطرف‬
‫المتعاقد األخر بالبيانات اإلحصائية المتعلقة بالحركة المنقولة على الخدمات المتفق‬
‫عليها من تبيان نقاط المنشأ والمقصد‪.‬‬

‫شكلت العالقات بين المملكة المغربية ودول مجلس التعاون الخليجي عامة‬
‫امتداد للروابط التي جمعت بين شعوب هذه البلدان والشعب المغربيل ومثلت امتدادا‬
‫لعالقة تاريخية قديمة تطورت من مرور الوقت من جمين النواحي والمجاالتل بدءا‬
‫بالمجال االجتماعي واالقتصاديل وبالتالي فإن إبرام اتفاقيات ثنائية بين المملكة‬
‫المغربية ودول الخليج العربي لم يكن شكليا بقدر ما كان ضرورة ملحة لتنظيم‬
‫ورقابة مجال الطيران المدني بين هذه الدولل حفاظا على أمن وسالمة الطيران‬
‫بينهم جميعا‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬االتفاقيات الثنائية بين المملكة المغربية والدول األسيوية‬

‫شهدت العالقات المغربية من دول آسيا الشرقية تناميا مضطردا منذ بداية‬
‫ثمانيات القرن الماضي والذي شهد تطورا اقتصاديا هائال لمعظم دول شرق آسيال‬
‫وطبعت العالقات بينها وبين هذه الدول مجموعة من االعتبارات أهمها تنامي‬
‫المبادالت التجاريةل وتزايد تنقل األفراد بين كل من المملكة المغربية ودول شرق‬
‫آسيا على الخصوص‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وسوف نقوم بقراءة تحليلية لمجموعة من االتفاقيات الثنائية المبرمة بين المملكة‬
‫المغربية ومجموعة من الدول المنتمية لشرق آسيال وتحديدا من كل من جمهورية‬
‫الصين الشعبية (أ)ل وأيضا وجمهورية اندونيسيا(ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬االتفاقية الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية‪:‬‬

‫أبرمت المملكة المغربية اتفاقية بشأن النقل الجوي المدني من جمهورية الصين‬
‫الشعبية في ابيكينا بتاريا ‪ 3‬ديسمبر ‪3891998‬ل حيث منحت هذه االتفاقية‬
‫مجموعة من الحقوق لفائدة طرفي االتفاقيةل إذ نصت صراحة على مجموعة هذه‬
‫الحقوق من خالل مقتضيات المادة ‪ 2‬بصري العبارة على من كل طرف متعاقد‬
‫لمؤسسة أو‬ ‫الطرف المتعاقد اآلخر الحقوق المعينة في هذا االتفاق لكي تسم‬
‫مؤسسات النقل الجوي المعينة للطرف المتعاقد اآلخر في إنشاء وتشغيل خدمات‬
‫جوية‪.390‬‬

‫كما نصت في الفقرة الثانية من نفس المادة على أن يمن كل طرف متعاقد‬
‫الطرف المتعاقد اآلخر الحقوق التالية بخصوص تشغيل الخدمات الجوية الدولية‬
‫المبرمجة من طرف مؤسسة أو مؤسسات النقل الجوي المعينة من لدن الطرف‬
‫المتعاقد اآلخر؛‬

‫وخولت حق العبور دون الهبوط في إقليم الطرف المتعاقد األول على طول‬
‫الطريق أو الطرق الجوية المحددة من طرف الطرف المتعاقد األول؛ وأيضا حق‬
‫الهبوط ألغراض غير تجارية على نقطة أو نقط على الطريق المحددة بإقليم الطرف‬
‫المتعاقد األول شريطة موافقة سلطات الطيران التابعة للطرف المتعاقد األول؛‬
‫وأخيرا حق الهبوط بإقليم الطرف اآلخر عند استغالل الطرق المعينة في ملحق هذا‬
‫االتفاق وذلك لغرض إركاب وإنزال الركاب والبضائن والبريد المنقولين على‬
‫الخطوط الدوليةل طبقا لمقتضيات هذا االتفاق‪.‬‬

‫‪ -389‬ظهير شريف رقم ‪ 1.99.315‬صادر في ‪ 19‬مذ ربيع األو ‪ 11( 1011‬يونيو ‪ ،)1441‬بيشر االتفاق ب كيذ في ‪3‬‬
‫ديسم ر ‪ 1995‬بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم جمهوري الصيذ الشع ي بشأن اليقل ال وي الم ني‪ ،‬ال ري الرسمي‬
‫ع د ‪ 0924‬بتاريخ ‪ 1441/11/45‬الصفح ‪.3151‬‬
‫‪ -390‬الماد ‪ 1‬مذ اتفاقي اليقل ال وي الم ني بيذ المملك المغربي و جمهوري الصيذ الشع ي ‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وخصصت مقتضيات المادة ‪ 13‬لما يتعلق بأمن الطيران بين البلدين‪391‬ل حيث‬
‫نصت في الفقرة األولى من هذه المادة على ضرورة التزام كل طرف بحماية أمن‬
‫الطيران المدني من أفعال التدخل غير المشروع يشكل جزءا ال يتجزأ من هذا‬
‫االتفاق وبدون تقييد لعمومية حقوقهما والتزاماتهما بموجب القانون الدوليل فإنه على‬
‫الطرفين المتعاقدين أن يتصرفا وفقا ألحكام اتفاقية الجرائم وبعض األفعال األخرى‬
‫التي ترتكب على متن الطائراتل الموقن عليها في طوكيو بتاريا ‪ 14‬سبتمبر‬
‫‪3921963‬ل واتفاقية قمن االستيالء غير المشروع على الطائراتل الموقن عليها في‬
‫الهاي بتاريا ‪ 16‬ديسمبر ‪3931971‬ل واتفاقية قمن األفعال غير المشروعة التي‬
‫ترتكب ضد سالمة الطيران المدنيل الموقن عليها في مونتلاير بتاريا ‪ 23‬سبتمبر‬
‫‪3941971‬ل وكل اتفاقية متعددة األطراف تهم أمن الطيران المدني التي يصادق‬
‫عليها الطرفان فيما بعد‪.‬‬

‫وأقرت غي الفقرة الثاني من نفس المناداة على ضرورة أن يقدم الطرفان عند‬
‫الطلب كل المساعدة الضرورية إلى كل منهما لمنن أفعال االستيالءل غير المشروع‬
‫على الطائرات المدنية وغير ذلك من األفعال غير المشروعة التي ترتكب ضد‬
‫سالمة تلك الطائرات وركابها وطاقمهال والمطارات وتجهيزات وخدمات المالحة‬
‫الجويةل ولمنن أي تهديد آخر ضد أمن الطيران المدني‪.‬‬

‫وبخصوص تبادل المعلومات فقد تضمنت مقتضيات الفقرة الثالثة من المادة‬


‫‪39511‬ل على أن يتبادل الطرفان كل ما يتعلق باألمنل وذلك وفقا ألحكام أمن‬
‫الطيران الموضوعة من جانب منظمة الطيران المدني الدولي والمحددة في صورة‬
‫مالحق التفاقية الطيران المدني الدولي بقدر ما تكون تلك األحكام األمنية سارية‬
‫على الطرفين‪ .‬كما يتعين على الطرفين المتعاقدين إلزام مستثمري الطائرات‬

‫‪ -391‬الماد ‪ 13‬مذ اتفاقي اليقل ال وي الم ني بيذ المملك المغربي و جمهوري الصيذ الشع ي ‪.‬‬
‫‪ -392‬اتفاقي ال رائم وبعض األفعا األخرى التي ترتكب على متذ المائرا ‪ ،‬الموقع عليها في طوكيو بتاريخ ‪ 10‬س تم ر‬
‫‪.1913‬‬
‫‪ -393‬اتفاقي قمع االستيالء غير المشرو على المائرا ‪ ،‬الموقع عليها في الهاي بتاريخ ‪ 11‬ديسم ر ‪1914‬‬
‫‪ -394‬اتفاقي قمع األفعا غير المشروع التي ترتكب ض سالم الميران الم ني‪ ،‬الموقع عليها في مونتريا بتاريخ ‪13‬‬
‫س تم ر ‪.1911‬‬
‫‪ -395‬الفقر الثالث مذ الماد ‪ 11‬مذ اتفاقي اليقل ال وي الم ني بيذ المملك المغربي و جمهوري الصيذ الشع ي ‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المسجلة لديهما أو المستثمرين الذين يكون مركز أعمالهم الرئيسي أو محل إقامتهم‬
‫الرئيسي في إقليميهما ومستثمري المطارات الموجودة في إقليميهما باالنضباط‬
‫ألحكام أمن الطيران المذكورة‪.‬‬

‫كما أقرت الفقرة الرابعة من نفس المادة على ضرورة موافقة كل طرف متعاقد‬
‫على أنه يجوز إلزام هؤالء المستثمرين للطائرات بمراعاة أحكام أمن الطيران‬
‫المشار إليها في الفقرة ‪ 3‬أعاله‪396‬ل والتي يقتضيها الطرف اآلخر بالنسبة للدخول‬
‫إلى إقليم الطرف المتعاقد اآلخر أو مغادرته أو أثناء التواجد فيه‪ .‬وعلى كل طرف‬
‫متعاقدل أن يتأكد من التطبيق الفعال لإلجراءات المالئمة داخل إقليمهل من أجل‬
‫حماية الطائراتل وضمان تفتيش الركاب والطاقم واألمتعة اليدوية والحقائب‬
‫و البضائن ومؤن الطائرات قبل وأثناء صعود الركاب أو تحميل البضائنل وعلى كل‬
‫طرف متعاقدل أن ينظر بعين العطف ألي طلب من الطرف المتعاقد اآلخر قصد‬
‫اتخاذ إجراءات أمنية خاصة ومعقولة لمواجهة تهديد ما‪.‬‬

‫وأخيرا نصت الفقرة الخامسة من نفس المادة على حماية الطيران لدى الدولتين‬
‫في حالة وقوع حادث أو تهديد بواقعة من وقائن االستيالء‪397‬ل غير المشروع على‬
‫الطائرات المدنيةل أو أي أفعال غير مشروعة أخرى ضد سالمة تلك الطائرات‬
‫وركابها وطاقمها وكذا ضد المطارات وتجهيزات وخدمات المالحة الجوية فعلى كل‬
‫طرف أن يساعد الطرف اآلخر عن طريق تسهيل االتصاالت وغير ذلك من‬
‫التدابير المالئمة التي تستهدف اإلسراع في إنهاء الواقعة أو التهديد بوقوعها بسرعة‬
‫وأمان‪.‬‬

‫ما يستشف من خالل قراءة هذه االتفاقية أن الجانب االقتصادي يطغى على‬
‫أهمية إبرام هذه االتفاقية بين المغرب والصين الشعبيةل ونعتقد أن هذه االتفاقية‬
‫شكلت لبنة في تعزيز العالقات االقتصادية بين الدولتينل والتي تجسدت من مرور‬
‫الوقت وأصبحت تمثل أساس الشراكة االقتصادية بين البلدينل هذه الشراكة التي‬

‫‪ -396‬الفقر الرابع مذ نفس الماد ‪.‬‬


‫‪ -397‬الفقر الوامس مذ نفس الماد ‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫أخذت في التطور وأصبحت تمثل نموذجا على المستوى اإلفريقيل وطبيعي أن يتم‬
‫تحيين هذه االتفاقيات من قوى عظمى كالصين الشعبية من اجل مواكبة التطور‬
‫الذي يشهده العالم في مجال الطيران المدني‪.‬‬

‫ب‪ -‬االتفاقية الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية اندونيسيا‬

‫أبرمت المملكة المغربية اتفاقية ثنائية بينها وبين جمهورية أندونيسيا بجاكرتا‬
‫بتاريا ‪ 14‬مارس ‪ 1997‬بشأن النقل الجوي بين البلدين‪ .398‬وقد نصت االتفاقية‬
‫من خالل المادة الثانية بمجموعة من الحقوقل أهمها من كل طرف متعاقد الطرف‬
‫المتعاقد اآلخر الحقوق المعينة في هذا االتفاق إلنشاء خدمات جوية على الطرق‬
‫المحددة في الملحق‪ .‬وكذا أن تتمتن المؤسسة المعينة لكل من الطرفين المتعاقدين‬
‫باالمتيازات التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬عبور إقليم الطرف اآلخر دون الهبوط فيه؛‬

‫ب‪ -‬الهبوط بإقليم الطرف اآلخر ألغراض غير التجارية؛‬

‫ج‪ -‬الهبوط بإقليم الطرف اآلخر عند استغالل الطرق المعينة في ملحق هذا‬
‫االتفاق وذلك لغرض وإنزال ونقل الركاب والبضائن والبريد المنقولين على‬
‫الخطوط الدولية وفقا ألحكام ملحق هذا االتفاقل من أو إلى إقليم الطرف المتعاقد‬
‫اآلخر‪.‬‬

‫ونصت من خالل المادة ‪ 8‬من االتفاقية على كل ما يتعلق بأمن الطيران بين‬
‫البلدينل حيث أكد الطرفان تمشيا من حقوقهما بموجب القانون الدولي‪399‬ل على أن‬
‫التزام كل منهما نحو اآلخر بحماية أمن الطيران المدني من أفعال التدخل غير‬
‫المشروع يشكل جزءا ال يتجزأ من هذا االتفاقل وبدون تقييد لعمومية حقوقهما‬
‫والتزاماتهما بموجب القانون الدوليل فإن على الطرفين المتعاقدين أن يتصرفا وفقا‬

‫‪ -398‬ظهير شريف رقم ‪ 1.99.122‬صادر في ‪ 11‬مذ شع ان ‪ 13( 1011‬نوفم ر ‪ ،)1441‬بيشر االتفاق بشأن اليقل‬
‫ال وي الموقع ب اكرتا في ‪ 10‬مارس ‪ 1991‬بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم جمهوري إن ونيسيا‪ ،‬ال ري الرسمي‬
‫ع د ‪ 0992‬بتاريخ ‪ 1441/40/12‬الصفح ‪.911‬‬
‫‪ -399‬الماد ‪ 5‬مذ االتفاقي بشأن اليقل ال وي الموقع ب اكرتا الموقع بيذ المملك المغربي وحكوم جمهوري إن ونيسيا‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ألحكام اتفاقية الجرائم وبعض األفعال األخرى التي ترتكب على متن الطائراتل‬
‫الموقن عليها في طوكيو بتاريا ‪ 14‬سبتمبر ‪4001963‬ل واتفاقية قمن االستيالء غير‬
‫المشروع على الطائراتل الموقن عليها في الهاي بتاريا ‪ 16‬ديسمبر ‪4011971‬ل‬
‫واتفاقية قمن األفعال غير المشروعة التي ترتكب ضد سالمة الطيران المدنيل‬
‫الموقن عليها في مونتلاير بتاريا ‪ 23‬سبتمبر ‪4021971‬ل وكل اتفاقية تهم أمن‬
‫الطيران المدني التي يصادق عليها الطرفان فيما بعد‪.‬‬

‫والتزام الطرفان بموجب الفقرة الثانية من نفس المادة على ضرورة أن يقدم‬
‫الطرفانل عند الطلبل كل المساعدة الضرورية إلى كل منهما لمنن أفعال االستيالء‬
‫غير المشروع على الطائرات المدنية وغير ذلك من األفعال غير المشروعة التي‬
‫ترتكب ضد سالمة تلك الطائرات وركابها وطواقمهال والمطارات وتجهيزات‬
‫وخدمات المالحة الجويةل ولمنن أي تهديد آخر ضد أمن الطيران المدني‪.403‬‬

‫وبموجب الفقرة الثالثة من نفس المادة على أن يتصرف الطرفان وفي العالقات‬
‫المتبادلة فيما بينهمال وفقا ألحكام أمن الطيران الموضوعة من جانب منظمة‬
‫الطيران المدني الدولي والمحددة في صورة مالحق التفاقية الطيران المدني الدولي‬
‫بقدر ما تكون تلك األحكام األمنية سارية على الطرفين‪ .‬كما يتعين على الطرفين‬
‫المتعاقدين إلزام مستثمري الطائرات المسجلة لديهما أو المستثمرين الذين يكون‬
‫مركز أعمالهم الرئيسي أو محل إقامتهم الرئيسي في إقليميهمال ومستثمري‬
‫المطارات الموجودة في إقليميهمال باالنضباط ألحكام أمن الطيران المذكورة‪.‬‬

‫وقد أقر الطرفان بضرورة موافقتهم على أنه يجوز إلزام هؤالء المستثمرين‬
‫للطائرات بمراعاة أحكام أمن الطيران المشار إليها في الفقرة ‪ 3‬أعالهل والتي‬

‫‪ -400‬اتفاقي ال رائم وبعض األفعا األخرى التي ترتكب على متذ المائرا ‪ ،‬الموقع عليها في طوكيو بتاريخ ‪ 10‬س تم ر‬
‫‪.1913‬‬
‫‪ -401‬اتفاقي قمع االستيالء غير المشرو على المائرا ‪ ،‬الموقع عليها في الهاي بتاريخ ‪ 11‬ديسم ر ‪.1914‬‬
‫‪ -402‬اتفاقي قمع األفعا غير المشروع التي ترتكب ض سالم الميران الم ني‪ ،‬الموقع عليها في مونتريا بتاريخ ‪13‬‬
‫س تم ر ‪.1911‬‬
‫‪ -403‬الفقر الثاني مذ الماد ‪ 5‬مذ االتفاقي بشأن اليقل ال وي الموقع ب اكرتا الموقع بيذ المملك المغربي وحكوم‬
‫جمهوري إن ونيسيا‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫يقتضيها الطرف اآلخر بالنسبة للدخول إلى إقليم الطرف المتعاقد اآلخر أو مغادرته‬
‫أو أثناء التواجد فيه‪.404‬‬

‫كما أقرت الفقرة الخامس من نفس المادة على كل طرف متعاقدل أن يتأكد من‬
‫التطبيق الفعال لإلجراءات المالئمة داخل إقليمهل من أجل حماية الطائراتل وضمان‬
‫تفتيش الركابل والطاقمل واألمتعة اليدويةل والحقائب والبضائنل ومؤن الطائرات‬
‫قبل وأثناء صعود الركاب أو تحميل البضائنل وعلى كل طرف متعاقدل أن ينظر‬
‫بعين العطف ألي طلب من الطرف المتعاقد اآلخر قصد اتخاذ إجراءات أمنية‬
‫خاصة ومعقولة لمواجهة تهديد ما‪.‬‬

‫وألزمت الفقرة السادسة كل طرف أن يساعد الطرف اآلخر عن طريق تسهيل‬


‫االتصاالت وغير ذلك من التدابير المالئمة التي تستهدف اإلسراع في إنهاء الواقعة‬
‫أو التهديد بوقوعها بسرعة وأمان في حالة وقوع حادث أو تهديد بواقعة من وقائن‬
‫االستيالء غير المشروع على الطائرات المدنية أو أي أفعال غير مشروعة أخرى‬
‫ضد سالمة تلك الطائرات وركابها وأطقمها وكذا ضد المطارات وتجهيزات‬
‫وخدمات المالحة الجوية‪.‬‬

‫ما يمكن قوله أن هذه االتفاقية سارت في نفس االتجاه والغاية التي أبرمت من‬
‫اجلها العديد من االتفاقيات الثنائية في مجال الطيران المدينل وهو ما يكرس أهمية‬
‫التنسيق بين الدول في مجال الطيران المدينل من خالل تبيان التزامات أطراف‬
‫االتفاقيةل مما يوض العالقة بين الدولتين والتزاماتهما في مجال الطيران المدني‪.‬‬

‫ونعتقد أن إبرام االتفاقية الثنائية بين المغرب ومجموعة من الدول عبر العالمل‬
‫كان من أجل وضن أسس لتنظيم الطيران المدني بينه وبين هذه الدولل وتبيان‬
‫العالقة التعاقدية من خالل التنصيص على التزامات طرفي االتفاقية كالتزامات‬
‫موجبة من اجل ضمان سالمة الطيران المدني‪.‬‬

‫‪ -404‬الفقر الرابع مذ نفس الماد ‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫نافلة القول أن تعزيز قدرات المغرب في مجال الطيران المدني فضر عليه منذ‬
‫االستقالل االنخراط في اإلستراتيجية الدولية في مجال تطوير النقل المدني سواء من‬
‫حيث تعزيز األسطول الجوي بوسائل النقل الجوي واللوجستيك المرتبط بها سواء‬
‫من خالل المصادقة على المعاهدات الدولية التي تنظم هذا المجالل أو من خالل‬
‫إبرام مجموعة من االتفاقيات الثنائية من دول العالم من أجل الرقي بسالمة وأمن‬
‫الطيران المدني‪.‬‬

‫في هذا السياق وباستقراء مختلف االتفاقيات الثنائية يتض أن توجه المملكة‬
‫المغربية نحو إبرام العديد من االتفاقية الثنائية أفرز العديد من االلتزامات كما سبق‬
‫وان رانيال أهمها يتمحور حول التنسيق بين أطراف االتفاقية في كل ما يتعلق‬
‫بالطيران المدني بين الدولتين‪.‬‬

‫وقد اتض من خالل استقراء مجموعة االلتزامات الناشئة عن االتفاقيات الثنائية‬


‫أنها سارت في اتجاه إقرار مسؤولية الدول األطراف في ضمان سالمة الطيران‬
‫المدني بجمين تجلياتهلكما أفرزت نوعا من التعاقد الدولي في مجال حماية األفراد‬
‫والبضائن ل وهو ما يحيلنا على نشأة مسؤولية مكملة لها تتمثل في المسؤولية‬
‫التعاقدية من شركات تصنين الطائراتل والتي تعتبر طرفا في االتفاقيات المنظمة‬
‫للطيران المدنيل وإن لم يتم تضمينها في بنود ومقتضيات هذه االتفاقيةل على اعتبار‬
‫أن خصوصيات وسائل النقل الجوي تستند على مدى سالمة أجزاء الطائرات أثناء‬
‫االستعمال‪.‬‬

‫أخيرال وإن ظهر من خالل مجموعة االتفاقية الثنائية حرصت المملكة المغربية‬
‫وباقي األطراف المتعاقدة على ضمان سالمة الطيران المدني من خالل التنسيق‬
‫وتكثيف التعاون في مجالهل فان الجيل الجديد من االتفاقيات في مجال الطيران‬
‫المدني سيفرض تبيان المسؤوليات الناشئة على إبرام أي اتفاقية بما فيها إدراج‬
‫الشركات المصنعة ألجزاء الطائرات من أجل تكريس وضمان سالمة امن‬

‫‪222‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الطائرات المدنيةل خاصة من ما شهده العام مؤخرا من حوادث طيران أودت بحياة‬
‫المئات من األشخاص عبر مختلف أقطار العالم‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫مقاالت باللغة الفرنسية‬

‫‪224‬‬
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

Doctorant chercheur à la faculté


de droit Agadir -université ibn
Zohr-
Résume
Comme de nombreux autres métiers, la Finance, la banque et
l’assurance se trouvent confrontées à l’apparition de nouveaux
acteurs, de nouveaux modes de distribution, de nouveaux
comportements de la part des clients et de nouveaux business
model.
toutes ses activités, sont toutefois impactées par la FinTech
qui se représente successivement comme une évolution, une
transformation, une mutation, une métamorphose, une
révolution des techniques, des organisations et de la société du
XXIe siècle

Les mots clés : FinTech - intermédiation – Les services -


Innovations numériques
Introduction

Les FinTech, nées de la fusion du monde bancaire,


financier et des nouvelles technologies, ont réussi le pari de
modifier durablement un écosystème ancien, parfois opaque, et
dans lequel la concurrence n’avait jamais été réellement de
mise. L’adaptation du fintech dans le secteur bancaire et

225
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

financier au sens large Misant sur des services inédits, sur le


"tout en ligne"405.

Les années 1970 ont été marquées par l’émergence de


l’informatique et son exploitation dans l’industrie et le
commerce ; les années 1990 par son application dans les
activités boursières et bancaires ; les années 2000 par la
distribution multicanale de services par internet ; les années
2010 par le développement des « technologies cognitives » et
des nouveaux écosystèmes de la FinTech qui sont représentée
successivement comme une évolution, une transformation, une
mutation, une métamorphose, une révolution des technologies,
des organisations et de la société du XXIe siècle406.

Le développement croissant du fintech dans un espace


mondialisé constitue une véritable révolution créant un nouveau
milieu pour communiquer, produire, consommer, échanger,
s’informer et se divertir.

L’objectif de notre intervention sera donc d’éclaircir ces


perspectives en répondant à la question suivante : Quel sera
l’impact des Fintech sur la structure des marchés bancaires,
financier et assuranciel ?

Pour répondre à cette interrogation, nous allons


commencer par élaborer la nature des FinTech (1). Nous
405
- PHILIPPON (-TH), l’opportunité de la fintech, , Rev d’économie financier, 2017/3 N°
127 , p 174
406
- DOMBRET (-A), Au‑delà de la technologie : une réglementation et une supervision
adéquates à l’ère des fintechs, Rev de la stabilité financier, avril 2016 ,p88

226
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

expliquerons ensuite comment les Fintech peuvent affecter la


structure des marchés bancaires, financier et assuranciel (2) .

1- FinTech ,De quoi s’agit-il ?


la FinTech est une contraction de deux
termes anglais, "Financial Technology", qui se traduit en
français par "Technologie financière". Bien que l'expression
existe depuis les années 80, ce n'est que suite à la crise
financière mondiale de 2008 que certains groupes ont
commencé à employer le terme dans un contexte professionnel.
Suite à un essor mondial (une croissance exponentielle du
nombre de projets et du financement dédié au secteur) en 2010,
l'expression s'est popularisée avec le grand public à partir de
2015.

On peut donc définir la FinTech comme étant « une


entreprise digitale du monde financier, bancaire, assuranciel407
,ou comme une société associent les technologies digitales aux
services bancaires et financiers408 .

De manière générale, la fintech désigne une


entreprise fournissant des services alliant technologie et finance.
Ce type de société intervient donc dans les divers domaines de
la finance (banque, assurance, conseil en investissement, etc.) en
utilisant les technologies du numérique, de l’intelligence

407
- TANDEAU DE MARSAC, (-S), quel droit pour les fintech ,in Le financier, le juriste et
le geek: Les défis des métiers du conseil, du chiffre et du droit, Ed Maxima,2018 , p 205
408
- WIEL (-L), l’impact des fintech sur la structure des marchés bancaires, Rev d’économie
financier, 2019/3 N° 135 , p 185

227
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

artificielle ou encore du mobile. Ce sont généralement des start-


up qui maitrisent la technique de la communication et de
l’information409.

La FinTech couvre les innovations numériques et les


innovations technologiques en matière de modèles d’entreprise
dans le secteur de la banque et la finance. De telles innovations
peuvent bouleverser les structures actuelles du secteur et en
flouter les frontières, faciliter la désintermédiation stratégique,
révolutionner la façon dont les entreprises existantes créent et
fournissent des produits et des services, offrir de nouvelles
passerelles pour l’entrepreneuriat et démocratiser l’accès aux
services financiers, mais elles peuvent également représenter
d’importants défis en termes de protection de la vie privée, de
réglementation et d’application de la loi410.

Parmi les exemples d’innovations qui sont aujourd’hui


au cœur de la FinTech figurent les crypto-monnaies et la chaîne
de blocs, les nouveaux systèmes numériques de conseil et de
négociation, l’intelligence artificielle et l’apprentissage
automatique, le prêt entre particuliers, le financement
participatif en fonds propres, gestion de portefeuilles en ligne ,
et les systèmes mobiles de paiement.

2- Les FinTech, bousculent-elles la structure des


marchés bancaires, financiers et assurantiels ?
409
- DOMBRET (-A),op cit ,p89
410
- BOUYALA (-R), la révolution fintech ,Ed RB,2016, p25

228
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

Les nouvelles technologies ont toujours été


perturbatrices, cela n’est pas nouveau : il va de même de celles
utilisées par le FinTech , les perturbations concernons tant les
services , les produits et l’intermédiation , qui sont d’un point de
vue juridique , des point d’appui de l’organisation et de
l’activité des secteurs bancaires, financiers et assurantiels.

A- Les services
Les offres de services financiers ou bancaires proposées
par les fintech peuvent être classées en trois catégories
différentes : les services de paiement (paiement mobile), les
services de financement (financement participatif) et les services
d’investissement (Trading Haute Fréquence) .

Paiement mobile : Les modes de paiement évoluent à


grande vitesse aujourd'hui ; c'est le cas notamment de
portefeuille électronique ou E-Wallet en anglais, Il permet de
réaliser une opération de paiement de manière électronique et
dématérialisée, des opérations de paiement par la saisie
d’identifient , comme par exemple le numéro de téléphone
mobile ou l’e-mail de l’utilisateur, sans que dernière ait a
commerçants, de transferts d’argent de personne à personne,
ainsi que des opérations de retrait et de dépôt d’espèces.

Les plates-formes de financement participatif


(crowdfunding ou crowdlending) permettent à un ensemble de
contributeurs indépendants de financer directement des projets

229
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

identifiés. Elles sont utiles pour tester l’engouement que génère


le projet ; financer la première phase d’un projet qui servira de
preuve de concept pour les autres financeurs et faire des « pré-
ventes » de votre produit. Cela permet de calibrer la production
d’un objet à la demande pour ne pas faire de dépenses
inutiles411.

Le Trading Haute Fréquence (THF) consiste à transmettre


automatiquement et à très grande vitesse des ordres sur les
marchés financiers, sans intervention humaine, à l’aide de
programmes informatiques complexes, appelés algorithmes.

B- Les produits
Les produit sont traditionnellement des bien tels que la
monnaie notamment l’euro ou le dollar ou encore les titres
comme les actions et les obligations. Leur support réside dans le
papier ou des inscriptions en compte, la technologie de
l’information et de la communication fait émerger la fintch, et
avec elle crypto-monnaie et les actifs numériques permettant
de lever le fond412.

C- L’intermédiation
Les banques et les établissements de crédits, autrefois
considérées comme un des secteurs financiers les plus

411
- LE FUR (A-V) ,LE CROWDFUNDING : LE CADRE JURIDIQUE NATIONAL ET
LE FUTUR CADRE EUROPÉEN, Droit et Patrimoine, Nº 274, 1er novembre 2017,p12
412
- Bonneau(Th), Verbiest (Th) , Fintech et droit : Quelle régulation pour les nouveaux
entrants du secteur bancaire et financier ?,E:Revue Banque , 2e édition 2020,p25

231
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

« stables », apparaît aujourd’hui comme le secteur le plus


susceptible d’être perturbé par l’émergence des FinTech.

Les FinTech se concentrent donc sur un segment précis du


secteur d’intermédiation bancaire et fin, et y développent des
solutions particulièrement ciblées et efficaces pour améliorer les
interactions avec les consommateurs et les entreprises.

Les fintech constituent aujourd’hui l’opportunité de


renforcer la puissance d’intermédiation bancaire et financière et
de se réinventer et d’améliorer la relation clientèle en offrant
plus de souplesse et l’accès à une gamme de services plus
étendus parfois collatérale et complémentaire à leur métier de
base dans un environnement technologique moderne, sécurisé
et disponible sans contrainte géographique et temporel.

Bibliographie

- PHILIPPON (-TH), l’opportunité de la fintech, , Rev


d’économie financier, 2017/3 N° 127
- DOMBRET (-A), Au‑delà de la technologie : une
réglementation et une supervision adéquates à l’ère
des fintechs, Rev de la stabilité financier, avril 2016
- TANDEAU DE MARSAC, (-S), quel droit pour les
fintech ,in Le financier, le juriste et le geek: Les défis des
métiers du conseil, du chiffre et du droit, Ed Maxima,2018

231
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

- WIEL (-L), l’impact des fintech sur la structure des


marchés bancaires, Rev d’économie financier, 2019/3 N°
135
- BOUYALA (-R), la révolution fintech ,Ed RB,2016
- LE FUR (A-V) ,LE CROWDFUNDING : LE CADRE
JURIDIQUE NATIONAL ET LE FUTUR CADRE
EUROPÉEN, Droit et Patrimoine, Nº 274, 1er novembre
2017
- Bonneau(Th), Verbiest (Th) , Fintech et droit : Quelle
régulation pour les nouveaux entrants du secteur bancaire
et financier ?,E:Revue Banque , 2e édition 2020

232
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

BOUREZZA, Doctorant chercheur à


l'Université ABDELMALEK ESSAADI
( FSJES Tanger )

« Il n’est pas permis de ne pas être pour la société ce que


l’on doit être. […] Celui qui, loyalement, énergiquement,
accompli son devoir professionnel, trouve dans cet effort même
un soutien contre les coups du sort les plus pénibles ; il a
conscience que sa vie, sans charmes pour lui, conserve de
l’utilité pour les autres. » R. von Jhering, L’évolution du droit
(Der Zwecht im Recht)

Depuis un mois et quelques, la planète toute entière est en


marche vers un devenir alarmant et incertain, entouré de
dilemme et inquiétude. Elle s’est réveillée sur une conjoncture
que nous vivons tous avec tous les maux qui s’en suivent,
plusieurs morts et individus infectés. Elle a été évidemment
provoquée, comme tout le monde sait, par ce redoutable virus
appelé : Covid-19.

Force est de constater que ce fléau se propage de façon


vertigineuse dans tous les aspects de vie. Certes la priorité
immédiate et permanente est inévitablement la santé publique
c’est la raison pour laquelle un bref aperçu sur le covid-19413 et

413
- Organisation mondiale de la santé (OMS), COVID-19 : questions-réponses : Les
coronavirus forment une vaste famille de virus qui peuvent être pathogènes chez l’homme et
chez l’animal. On sait que, chez l’être humain, plusieurs coronavirus peuvent entraîner des
infections respiratoires dont les manifestations vont du simple rhume à des maladies plus

233
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

son évolution414 représenterait une condition indispensable pour


comprendre le phénomène avant de mettre l’accent sur un autre
impact de COVID-19 aussi néfaste et suscite un grand intérêt,
notamment le monde du travail.

L'OMS et les autorités de santé publique du monde entier


prennent des mesures pour contenir l'épidémie de COVID-19.
Cependant, ces mesures ne peuvent avoir du succès que si toutes
les couches des sociétés - y compris les entreprises et les
employeurs – s’y impliquent . Le gouvernement en anticipant
l’évolution du Covid-19, de nombreuses mesures d’ordre public
et sanitaire ont été prises, de nombreux communiqués, depuis la
fin du mois de mars 2020, un confinement a finalement été
décidé afin de lutter contre toute propagation possible par le
biais de décret-loi n° 2.20.292415 édictant des dispositions
relatives à l’état d’urgence sanitaire a été publié le mardi 24
mars au Bulletin officiel. Ce texte offre un cadre légal général à
l'état d'urgence sanitaire, applicable aujourd'hui et pour les

graves comme le syndrome respiratoire du Moyen-Orient (MERS) et le syndrome respiratoire


aigu sévère (SRAS). Le dernier coronavirus qui a été découvert est responsable de la maladie
à coronavirus 2019 (COVID-19). C’est la maladie infectieuse causée par le dernier
coronavirus qui a été découvert. Ce nouveau virus et cette maladie étaient inconnus avant
l’apparition de la flambée à Wuhan (Chine) en décembre 2019.
414
- Direction De L’épidémiologie Et de Lutte Contre Les maladies, note : Covid-19 :
Mesures de prévention en milieu de travail : En janvier 2020, l'Organisation mondiale de la
santé (OMS) a déclaré que l'épidémie d'une nouvelle maladie à coronavirus dans la province
du Hubei, en Chine, était une urgence de santé publique de portée internationale, ce qui
signifie qu'il existe un risque élevé de propagation de la maladie à coronavirus 2019 (COVID-
19) dans d'autres pays du monde. Depuis, plusieurs pays ont été touchés. Le nombre de cas se
chiffrent par dizaines de milliers.
415
http://www.sgg.gov.ma/Portals/1/BO/2020/BO_6867-bis_Ar.pdf?ver=2020-03-24-
102522-043

234
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

situations futures. Un deuxième texte, qui s'applique


précisément au contexte actuel, a été publié au même Bulletin
officiel. Il s'agit du décret n° 2.20.293416 portant annonce de
l’état d’urgence sanitaire sur l’ensemble du territoire national
pour faire face à la propagation du coronavirus Covid-19, qui a
lui aussi été publié à la même édition du B.O. Ce décret-loi
intervient dans le cadre des mesures préventives urgentes prises
par les autorités publiques, conformément à l’article 21 417 de la
Constitution, afin d’assurer la sécurité des populations et du
territoire national, dans le respect des libertés et des droits
fondamentaux garantis à tous. Vu les décisions précitées et dans
une économie de petite taille axée sur la consommation, le
Maroc subit des pertes importantes en 2020 en terme d’emplois.
Il ne s’agit pas seulement d’une crise sanitaire, c’est aussi une
urgence économique et une crise du marché du travail. Des
mesures de confinement totales ou partielles touchent à présent
près de 2,7 milliards de travailleurs, représentant environ 81
pour cent de la main-d’œuvre mondiale418.

Face à cette statistique occasionnée par la venue de cet


indésirable invité sous cette mesure de confinement, des milliers

416
- Idem
417
- Art, 21. Al 2 de la nouvelle constitution : Les pouvoirs publics assurent la sécurité des
populations et du territoire national, dans le respect des libertés et des droits fondamentaux
garantis à tous.
418
- Observatoire de l’OIT, 2ème édition : le COVID-19 et le monde du travail
https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/---dgreports/---
dcomm/documents/briefingnote/wcms_740982.pdf

235
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

de travailleurs dans un grand nombre de villes ont été


directement touchés par la suspension du contrat, licenciement,
congé payé, congé sans solde, réduction de la durée de travail,
Certains sont en mesure de poursuivre leur travail grâce au
télétravail. D'autres encore, connaîtront un autre type de
changement, à savoir une augmentation considérable de la
charge de travail face à la crise. C’est dans ce sens qu’il serait
indispensable de pousser la réflexion en essayant de répondre
aux questions sociales du jour à l’ère du covid-19.

I/ Covid-19 et contrat de travail : Comment gérer


l’urgence ?

En raison de nombreuses mesures d’ordre public et


sanitaire419 qui ont été prises par l’Etat dans cette période de
crise, une profonde incertitude économique se pose et s’impose.
La majorité des entreprises marocaines ont pris des mesures
liées à l’organisation du travail et à leur effectif. Des milliers de
travailleurs dans un grand nombre de villes ont été directement
touchés par ladite crise (suspension du contrat, licenciement en
évoquant un cas de force majeure, congé payé, congé sans solde,
réduction de la durée de travail). En essayant d’y répondre, Il
serait pertinent de voir dans quelle mesure tous ces changements

419
- Art 3,4 de décret-loi n° 2.20.292 édictant des dispositions relatives à l’état d’urgence
sanitaire au Maroc.

236
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

sur le contrat de travail sont possibles, conformément aux


dispositions légales et règlementaires en vigueur au Maroc.

L’impact de Covid-19 sur le contrat de travail

On entend de plus en plus régulièrement, ces derniers temps


de crise, que la force majeure serait l’argument massue à utiliser
par les employeurs pour justifier que l’on ne peut plus honorer
un contrat et s’en sortir sans frais. Il convient de rappeler
d’abord que le principe noyau qui gouverne la matière
contractuelle c’est celui de « Pacta sunt servenda » Comment
l’expliquer ? C’est un adage latin qui veut dire chacune des
parties au contrat doit respecter ses engagements et pour les
tiers, notamment le juge, de ne pas mettre le doigt dans les
affaires d’autrui art 230 de DOC420 marocain, art 1103 de code
civil français421. Néanmoins, l’article Article 269422 du dahir
formant code des obligations et contrats (DOC) découle d’une
exception (force majeure). Selon l’article 269 du dahir formant
code des obligations et contrats la force majeure est tout fait que
l'homme ne peut prévenir, tel que les phénomènes naturels
(inondations, sécheresses, orages, incendies, sauterelles),
420
- L’article 230 du dahir formant code des obligations et contrats: Les obligations
contractuelles valablement formées tiennent lieu de loi à ceux qui les ont faites, et ne peuvent
être révoquées que de leur consentement mutuel ou dans les cas prévus par la loi.
421
- L’article 1103 du Code civil : « les contrats légalement formés tiennent lieu de loi à ceux
qui les ont faits ».
422
- Article 269 du dahir formant code des obligations et contrats : La force majeure est tout
fait que l'homme ne peut prévenir, tel que les phénomènes naturels (inondations, sécheresses,
orages, incendies, sauterelles), l'invasion ennemie, le fait du prince, et qui rend impossible
l'exécution de l'obligation. N'est point considérée comme force majeure la cause qu'il fût
possible d'éviter, si le débiteur ne justifie qu'il a déployé toute diligence pour s'en prémunir.
N'est pas également considérée comme force majeure la cause qui a été occasionnée par une
faute précédente du débiteur.

237
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

l'invasion ennemie, le fait du prince, et qui rend impossible


l'exécution de l'obligation. Le texte reprend dans ces grandes
lignes, pour être constitué juridiquement, le cas de force majeure
doit réunir trois caractères. L’évènement doit être imprévisible,
irrésistible et extérieur. L’événement est imprévisible lorsque
l’on ne peut pas le prévoir. L’événement est irrésistible lorsque
l’événement en question est insurmontable et qu’on ne peut
l’éviter423. Enfin, l’événement de force majeure doit être
extérieur à l’agent. Cela signifie que l’événement doit être
étranger à la personne ou aux biens de celui qui l’invoque 424. En
fin, si les conditions de la force majeure sont réunies, elle
entraine à chaque fois une exonération totale du débiteur. (V, Un
arrêt425 de la cour de cassation), pour aller plus loin426.

Covid-19 : Un cas de force majeure ?

423
- Daniel BERT, Droit des obligations, édition 2016.
424
- Abdelaziz ElARAARI, La théorie du contrat, édition 2016
425
- Jurisprudence : Face aux positions divergentes des différentes formations de la cour de la
cassation, l’Assemblée plénière est venue mettre un terme à cette position en donnant une
définition unitaire de la force majeure (commune aux responsabilités contractuelle et
extracontractuelle). Ainsi, dans deux arrêts rendus le 14 avril 2006, n° s 04-18.902 et 02-
11.168, l’Assemblée plénière a posé la définition suivante : « si la faute de la victime
n’exonère totalement le gardien qu’à la condition de présenter les caractères d’un événement
de force majeure, cette exigence est satisfaite lorsque cette faute présente, lors de l’accident,
un caractère imprévisible et irrésistible ». Ces arrêts mettent un terme à cette divergence qui
existait au sujet de la définition de la force majeure. Toutefois, des incertitudes persistent. En
effet, le choix opéré par la Cour de cassation suscite encore des réflexions dans la mesure où
la Cour de cassation est venue préciser dans un communiqué que le triptyque classique était
maintenu, et que l’extériorité était sous-entendue. C’est ainsi que la jurisprudence postérieure
semble s’être consolidée autour de la nécessité de la réunion des trois conditions:
imprévisibilité, irrésistibilité et extériorité.
426
- P. JOURDAIN, force majeure : l’incertitude demeure après les arrêts d’Assemblée
plénière, RTD civ. 2006, p. 775.

238
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

Est-ce que l’épidémie de covid-19 constitue


automatiquement un cas de force majeure ? La réponse à cette
question nous aidera à déterminer si l’employeur défaillant
pourra être exonéré de sa responsabilité contractuelle envers son
salarié. Dans ce contexte si difficile dans une sorte
d’anticipation des acteurs marocains seront contraint d’invoquer
la force majeure pour s’exonérer de l’exécution totale ou
partielle de leurs obligations. Puisque la loi en vigueur au Maroc
l’art 269 de DOC ne souffle aucun mot concernant les épidémies
la qualification de force majeure sera néanmoins toujours
soumise à l’appréciation souveraine des juges de fond
marocains en fonction des faits de chaque cas d’espère. Les
attitudes se ressemblent sensiblement en droit marocain, en droit
chinois427 comme en droit français428. Souvenant les épidémies
de grippe H1N1 en 2009429, le virus la dengue430 ou encore celui
du chikungunya431 n’ont pas été jugés comme des crises
sanitaires constitutives d’événements de force majeure De
manière synthétique, dans ces précédents cas, les juges ont
considéré soit que les maladies étaient connues, de même que

427
- En droit chinois : Aux termes de l’article 180 du code civil chinois, si des obligations
civiles ne peuvent être exécutées en raison d’un cas de force majeure, aucune
responsabilité civile n’est engagée. Si la loi en dispose autrement, ces dispositions d’une
loi spéciale doivent être respectées. La force majeure est une situation objective qui est
imprévisible, inévitable et insurmontable.
428
- 1218 du code civil français il y a force majeure en matière contractuelle lorsqu’un
événement échappant au contrôle du débiteur ne pouvait être raisonnablement prévu lors de la
conclusion du contrat, dont les effets ne peuvent être évités par des mesures appropriées, et
qui empêche l’exécution de son obligation par le débiteur.
429
- Besançon, 8 janv. 2014, n° 12/0229.
430
- Nancy, 22 nov. 2010, n° 09/00003.
431
- Basse-Terre, 17 déc. 2018, n° 17/00739.

239
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

leurs risques de diffusion et effets sur la santé, soit qu’elles


n’étaient pas (assez) mortelles et ont donc écarté qu’elles
puissent être invoquées pour refuser d’exécuter un contrat. De
manière générale l’application de la force majeure ne nécessite
pas l’existence d’une clause de force majeure au sein du contrat.
Mais l’existence d’un cas de force majeure est soumise à
l’interprétation des juges du fond.

Covid-19 et contrat de travail :

Le contrat de travail n’est pas définit par le code du travail,


C’est la jurisprudence qui a contribué a donné une définition
légale un contrat de type particulier trouvant sa source dans le
louage de services Le CT est comme tout contrat fondée sur le
principe de la liberté contractuelle selon lequel les parties432 à ce
contrat sont libres de le conclure entre elles, aux conditions de
leur choix, et de le modifier ou de le rompre d’un commun
accord433. Le contrat de travail correspond au louage de
services434 ou de travail, son contenu porte sur une activité
économique, largement indéterminé au moment de la rencontre
des consentements. Le pouvoir de l’employeur et la négociation
collective, permettent d’adapter ce contenu contractuel avec
toute loi nouvelle pendant cette période de crise et de manière
immédiate. Le contrat de travail n’est pas un contrat comme les

432
- Khalid BOUKAICH, op.cit, page 62
433
- Art, 230 du dahir formant code des obligations et contrats
434
- Art, 723 du dahir formant code des obligations et contrats

241
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

autres et, comme tel, il réagit de manière spécifique aux


périodes de crise. Le lecteur pourra faire cette expérience : dans
les manuels de droit du travail435, le mot « imprévision » est
étranger à l’index et, si la force majeure est évoquée – encore
qu’assez furtivement, c’est uniquement à propos de la rupture du
contrat du travail et non d’« empêchements temporaires» qui
pourraient justifier, à suivre l’article 1218 du code civil français
(art 269 DOC marocain) la suspension des obligations.
Comment l’expliquer ? Les modèles-types de contrat sur
lesquels raisonne le code civil, soit qu’ils portent sur une chose
(cas du contrat de vente), soit qu’ils portent sur une action (cas
du contrat d’entreprise), doivent avoir un contenu « déterminé
ou déterminable436». Le contrat de travail peut difficilement
respecter– ou avec une rigueur moindre – cet impératif de
détermination ab initio de son contenu. Il ne porte, en effet, ni
sur une chose ni sur une action mais, à l’instar du contrat de
société, sur une activité économique, ce qui rend son contenu au
grande partie indéterminé (et indéterminable) au moment de la
rencontre des consentements. Voilà qui suffit à expliquer
l’essentiel du particularisme de la matière, notamment le
pouvoir de l’employeur (de donner des ordres ou d’établir des
règles) et l’effet impératif de la convention collective, qui ne

435
- Le contrat de travail n’est pas un contrat comme les autres et, comme tel, il réagit de
manière spécifique aux périodes de crise. Le lecteur pourra faire cette expérience : dans les
manuels de droit du travail 1,
436
- C. civ., art. 1163.

241
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

sont autres que des techniques de détermination du contenu


contractuel437.

II/ Covid-19 : Mesures d’urgences en matière de congés,


de durée du travail, santé et sécurité, télé travail:

Ce qu’il faut savoir_ Le Covid-19 est entré dans nos vies par
effraction, personne n’a voté pour lui et pourtant, il est bien
présent dans notre quotidien dans cette période si difficile, nos
vies ont été brutalement bouleversées, nos routines de travail
radicalement transformés. Il ne s’agit pas seulement d’une crise
sanitaire, c’est aussi une urgence économique et une crise du
marché du travail. L’Etat marocain présidé par Sa majesté le Roi
Mohamed 6 que Dieu l’assiste, jusqu’à maintenant gère
efficacement et avec autant de sagesse les choses. Il fait du bon
travail sur le plan légal, le décret-loi n° 2.20.292 438édictant des
dispositions relatives à l’état d’urgence sanitaire a été publié le
mardi 24 mars au Bulletin officiel a permis au gouvernement
d’adopter diverses mesures par le biais de (convention,
communiqué, circulaire de ministère et circulaire de presse).
Afin de faire face à l’impact social du confinement sur une
partie de la population. L’une de ces mesures le Guide439 du
Ministère de Travail et de l’insertion professionnelle qui a

437
- Grégoire Duchange « La modification unilatérale du contrat de travail par l’employeur
», AJ contrat 2020.
438
- http://www.sgg.gov.ma/Portals/1/BO/2020/BO_6867-bis_Ar.pdf?ver=2020-03-24-
102522-043
439
- https://www.travail.gov.ma/wp-content/uploads/2020/03/Guide-FR.pdf

242
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

offert à l’employeur la faculté de s’affranchir des règles de droit


commun en matière de congé et durée du travail
exceptionnellement aux entreprises qui exercent des activités
particulièrement nécessaire à la sécurité de la Nation ou à la
continuité de la vie économique et sociale . L’une des
questions porte sur :

Le départ du salarié en congé payé sous la sollicitation de


l’employeur dans cette situation de pandémie ?

S’agissant des congés payés, tout salarié ayant accompli un


certain temps de travail (au moins six mois440 de service
continu) doit bénéficier chaque année d’un certain nombre de
jours de congés proportionnel, en principe, au temps de travail
effectué et pendant lesquels il reçoit une indemnité de congés
payés à la charge de son employeur. Ce droit a valeur
internationale441 au Maroc le congé annuel payé des salariés est
régi par les articles 231 à 268 de la loi 65-99 formant le code du
travail. L’art 245 de la loi 65-99 confère le droit de fixation de
la date de départ au congé annuel à l'employeur après
consultation des délégués des salariés et, le cas échéant, des

440
- Art. 251 de la loi 65-99 : Le salarié ayant au moins six mois de service continu dans la
même entreprise ou chez le même employeur et dont le contrat est rompu avant qu'il n'ait pu
bénéficier de la totalité du congé annuel payé ou, le cas échéant, des congés annuels payés
afférents aux 2 années antérieures auxquels il avait droit, doit recevoir une indemnité
compensatrice pour le congé annuel payé ou les fractions des congés dont il n'a pas bénéficié.
Tout mois de travail entamé par le salarié est considéré comme mois entier et entre en ligne
de compte pour le calcul de l'indemnité compensatrice du congé annuel payé.
441
Le principe est consacré par la convention n° 52 de l’OIT du 24 juin 1936 et l’article 7 de
la déclaration universelle des droits de l’Homme de 1948, le droit pour tout salarié à un congé
annuel payé est éigé au rang de droit fondamental intangible.

243
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

représentants des syndicats dans l'entreprise. Et ce, après la


consultation des intéressés en tenant compte de la situation de
famille des salariés et de leur ancienneté dans l'entreprise. , il ne
peut, sauf en aucun cas de modifier l’ordre des départs qui doit
être communiqué au moins avant les trente442 jours avant la date
de départ. Aujourd’hui au terme de ce guide explicatif,
l’employeur pendant cette période de crise sanitaire peut
imposer à ses salariés de prendre un congé annuel payé, dans la
limité de 12 jours ouvrables, sans avoir à respecter les délais en
vigueur. En France les dispositions de l’ordonnance permettent
après un accord collectif de branche ou d’entreprise d’autoriser
l’employeur d’imposer à ses salariés de prendre six jours
ouvrables de congé payé pendant la période de confinement ou
de modifier les dates d’un congé déjà posé toujours dans la
limite de six jours ouvrables, sans avoir respecté les délais prévu
par l’article 3141-16 du code du travail français. Et ce
conformément à l’article 11 de la loi n° 2020-290du 23 mars
2020, l’ordonnance portant mesure d’urgence en matière de
congés et durée du travail. En outre, sous réserve d’un accord
entre le salarié et l'employeur, le congé annuel payé peut être
fractionné443 ou cumulé sur deux années consécutives.
Toutefois, le fractionnement du congé annuel payé ne peut avoir
pour effet de réduire la durée du congé annuel du salarié à une
période inférieure à douze jours ouvrables(en France à la limite
442
- Art.246 de la loi 65-99 relative au code du travail.
443
- Art. 240 de la loi 65-99 relative au code du travail.

244
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

de six jours444) incluant deux jours de repos hebdomadaire.


Reste à signaler que le guide explicatif en répondant à la
question445deux, le législateur a donné la possibilité à
l’employeur en accord avec son salarié de lui faire bénéficier
d’autres congés tels que : D’un congé payé additionnel, D’un
congé additionnel avec une prise en charge partielle et d’un
congé additionnel sans solde.

S’agissant de durée du travail – L’objectif c’est la pérennité


de l’activité économique et de la sauvegarde des emplois446. Les
conséquences du Covid-19 sur l’emploi sont profondes, très
étendues et sans précédent. Le temps de travail est directement
impacté suite aux mesures de confinement et à d’autres
dispositions prévues par nos autorités pour faire face à la
propagation de la pandémie. Nos entreprises sont en mesures de
réduire le temps de travail, d’autres sont en dépassements du
temps légal autorisé pour permettre aux employeurs relevant de
secteurs d’activités « particulièrement nécessaires à la sécurité
de la nation ou à la continuité de la vie économique et
social447 ». La question qui se pose : Est-ce que le temps du
travail peut être réduit pour faire face à la crise du corona
virus448 ?

444
- L. 3141-14 du code du travail français.
445
- Guide explicatif : Est-ce que les salariés peuvent bénéficier d’autres congés ?
446
https://www.travail.gov.ma/wp-content/uploads/2020/03/Guide-FR.pdf
447
Caroline Dechristé, Coronavirus : mesures d’urgence en matière de congés payés, de
durée du travail et de jours de repos. Edi Dalloz,15/04/2020
448
https://www.travail.gov.ma/wp-content/uploads/2020/03/Guide-FR.pdf

245
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

On entend par la durée du travail la durée légale prévue par


l’article 184 de la loi 65-99 formant le code du travail marocain.
La jurisprudence qualifie le temps de travail effectif en 449tenant
compte exclusivement, des caractéristiques suivantes450 :

-L’obligation de rester à la disposition de l’employeur et de


se conformer à ses directives ;

-l’impossibilité de pouvoir vaquer librement à des


occupations personnelles.
Voici à titre d’illustrations, la durée légale du travail

Durée légale du Les activités non Les activités


travail agricoles(commerce, agricoles
industrie et service)
Durée 8 heures 10 heures
maximale
quotidienne
Duré 44 heures 48 heures
hebdomadaire
Durée 191 heures 208heures
mensuelle
Durée annuelle 191 heures 2496 heures
Quant à la question, conformément à l’article 185 du code du
travail la réponse est affirmative. L’employeur peut adopter un
système de travail partiel, et réduire la durée normale du travail
pour une période continue ou interrompue ne dépassant pas
soixante jours par an à condition que la décision soit prise après
consultation des délégués des salariés et les représentants
syndicaux au sein de l’entreprise dans cette période crise.

449
Khalid BOUKAICH, le droit du travail au Maroc relations individuelles relations
collectives 2ème édition revue et augmentée 2020, p.142
450
Gérard Vachet, Durée du travail (I – Réglementation du temps du travail), Répertoire
Dalloz,2013,n° 15.

246
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

L’employeur est tenu d’assurer le paiement d’au moins 50% du


salaire normal, le salaire est payé pour la durée effective de
travail et ne peut, en aucun cas, être inférieur à sauf dispositions
plus favorables pour les salariés. Si la réduction de la durée
normale de travail est supérieure à celle de pas soixante jours
par an, la période de cette réduction doit être fixée par accord
entre l'employeur, les délégués des salariés et, le cas échéant, les
représentants des syndicats dans l'entreprise. A défaut d'accord,
la réduction de la durée normale de travail ne peut être opérée
que sur autorisation du gouverneur de la préfecture451 ou de la
province conformément à la procédure fixée à l'article 67 du
code du travail.

Le schéma ci-dessous récapitule les règles applicables à la réduction


de la durée du travail (applicable à l’état d’urgence sanitaire actuel)452 :

60 Jours continus ou
discontinus par an Plus de 60 jours par an

_ Applicables automatiquement après -Accord avec les délégués des salariés et les
consultation des délégués des salariés et représentants syndicaux ;
des représentants syndicaux -A défaut, autorisation du gouverneur.
_ Garantie de 50 % du salaire normal.

En France, le gouvernement fait de l’activité partielle


l’élément centrale de sa réponse à la crise actuelle après avoir
annoncé le décret453 n° 2020-325 du 25 mars 2020 un dispositif

451
- L’article 67 de la loi 65-99 relative au code du travail
452
- Khalid BOUKAICH, op.cit, page p.148
453
- file:///C:/Users/hakim/Downloads/D%C3%A9cret-n%C2%B02020-325-du-25-mars-
2020-activit%C3%A9-partielle.pdf

247
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

prévu à l’article L. 5122-1 du code du travail français permettant


aux salariés d’être placés en position d’activité partielle s’ils
subissent une perte de rémunération imputable : soit à la
fermeture temporaire de leur établissement ou partie
d’établissement ; soit à la réduction de l’horaire de travail
pratiqué dans l’établissement ou partie d’établissement en deçà
de la durée légale de travail . Le salarié français qui se trouve
sous l’égide dudit décret reçoit alors une indemnité454 horaire
par leur employeur correspondant à une part de leur
rémunération antérieure dont le pourcentage est fixé par décret
en Conseil d’Etat. Au Maroc les salariés qui travaillent dans des
entreprises en difficultés à cause de Covid-19 et qui sont sous
contrat insertion, affiliés et déclarés à la CNSS au titre du mois
février 2020 bénéficient d’une indemnité forfaitaire mensuelle
nette de deux milles455 dirhams plus des bénéfices des
prestations relatives à l’AMO et aux allocations familiales pour
une période allant du 15 Mars au 30 Juin 2020 (l’indemnité du
15 au 31 Mars est fixée à mille dirhams). Il faut également
savoir que cette initiative intervient pour éviter le plus que
possible le recours des employeurs à la réduction de l’effectif en
optant pour le licenciement pour motifs technologique,
structurel ou économique et de la fermeture des entreprises
conformément à l’article 66 du code du travail sous prétexte que

454
- Art. 1et 2 de décret n° 2020-325 du 25 mars 2020 relatif à l’activité partielle
455
- Art premier mesure 1 de la convention portant sur l’accompagnement des secteurs
vulnérables aux chocs induits par la pandémie du CORONAVIRUS (COVID-19)

248
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

le Covid-19 constitue une situation qui correspond aux cas


envisagés qui rentre dans le champs de l’application de l’article
66 ou par la jurisprudence marocaine dans ce

sens. Il est à noter que la procédure de licenciement pour


motifs technologique, procédure de licenciement doit porter sa
décision à la connaissance des délégués des salariés et, le cas
échéant, des représentants syndicaux à l’entreprise, en imposant
notamment des règles procédurales précises, imposant
notamment l’obtention de l’autorisation du gouverneur456. Il ne
semble matériellement pas possible de respecter le formalisme
lié à cette procédure, vu les recommandations des autorités
publiques le chef de gouvernement en tête d’abandonner, par
conséquent, le recours à cette solution a fin de sauvegarder
l’emploi et garantir la pérennité des entreprises. Pour les
travailleurs qui nagent dans l’informel impacté par le
confinement obligatoire, qui n’ont pas un revenu stable et qui ne
sont pas protégés par le droit social (le droit du travail et le droit
à la protection sociale). Il a été décidé de les traiter en deux
phases les Ramédistes et les non-Ramédistes ont bénéficié
d’une indemnité qui sera servie par le fonds Covid-19457 créé

456
- Khalid BOUKAICH. Despido disciplinario ; un analinas desdo la perspectiva del
derecho laboral marroqui ? Revista General de Derecho del Trabajo y de la Segeridad Social
N°44/2016, P.394, résumé sur le site web : http://www.iustel.com/v2/revistas/
detalle_revista.asp?id_noticia=418128
457
- Le décret n°2-19-718 du 03 mars 2020 pris pour l’application des dispositions de l’article
26 du dahir portant loi n°1-72-184 du 27 juillet 1972 relatif au régime du sécurité sociale

249
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

oar le Roi Mohammed six, Les aides porterons principalement


sur :

800 DH par mois pour les ménages de deux personnes ou


moins ; 1.000 DH par mois pour les ménages formés de trois à
quatre personnes ; 1.200 DH par mois pour les ménages de plus
de quatre personnes. La demande de ladite indemnité doit se
faire par le chef de ménage Ramédiste, à partir du 30 mars 2020,
en envoyant son numéro de carte RAMED par SMS au numéro
1212. Selon la déclaration de Monsieur le ministre des finances
Benchaaboune dans un communiqué de presse le 27 mars 2020
‘’les ménages non-Ramedistes opérant dans l’informel vont
bénéficier de cette disposition en remplissant leurs demandes
dans une plateforme électronique dédiée à cette fin. La
distribution des dites indemnités se fera à compter du 06 avril
2020 ; Les cartes Ramed qui seront acceptées sont celles qui
étaient valides au 31 Décembre 2019’’.

Covid19 : Harmoniser l’obligation de sécurité et le respect


de la vie privé des salariés

Puisqu’il s’agit d’une maladie fortement contagieuse, l’une


des questions qui se posent à la réglementation sociale en
vigueur concernant la gestion de la relation du travail
notamment les aspects relatifs à la sécurité, à l’hygiène, le sort
des salariés atteints ou exposés d’une contamination de
coronavirus.

251
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

L’hygiène et sécurité du travail pendant la période de crise

Il convient de rappeler que le droit à la vie est le premier


droit de tout être humain, toutes les législations du monde le
protègent. Au Maroc ce droit a une consécration
constitutionnelle à travers sa préambule et un ensemble de ses
articles458 et d’autres dispositions à vocation internationale459.
L’état de santé d’un salarié relève de sa vie privée, Donc
l’obligation de sécurité de ce dernier pèse sur l’employeur
conformément à l’article 281 l'employeur doit veiller à ce que
les locaux de travail soient tenus dans un bon état de propreté et
présenter les conditions d'hygiène et de salubrité nécessaires à la
santé des salariés. Donc l’employeur doit veiller à l’adaptation
de toutes les mesures, conseils460 sur la prévention de l’infection
au Covid-19 au sein de son entreprise tels qu’elles sont établies
par le ministère pour améliorer le climat et éviter tout risque qui
pourrait avoir effet de compromettre la santé et la sécurité des
travailleurs au sein de son entité économique. Le code du travail
met à la charge de l’employeur un droit d’information, donner
des recommandations des consignes aux salariés, celles émises
par les autorités dans un lieu habituellement fréquenté 461 par les
salariés. Ces derniers sont aussi responsables de leur santé et la

458
- L’article 20, 21, 22,24 de la constitution marocaine de 2011
459
- La convention OIT n° 155 concernant la santé et la sécurité des travailleurs au milieu du
travail ; Convention OIT n° 187 sur le cadre promotionnel pour la santé et sécurité au travail,
2006
460
- https://www.travail.gov.ma/wp-content/uploads/2020/03/Version-Fr-Mini-book-1.pdf
461
- Art. 289 de la loi 65-99 relative au code du travail.

251
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

santé des autres au sein de l’entreprise, sont tenus de respecter


toutes les instructions de l’employeur dans ce sens, pour
pouvoir envisager la propagation de la pandémie et de préserver
la continuité de l’activité. Dès qu’un salarié découvre des
motifs plausibles de soupçonner des symptômes du Covid-19
sur lui ou sur l’un de ses collègues, doit informer son
supérieure hiérarchique, en effet le salarié a une obligation
contractuelle couverte par un principe de loyauté selon l’article
231 de DOC, Tout engagement doit être exécuté de bonne foi ,
en effet dans le cadre de cette obligation de loyauté le salarié
doit s’abstenir de nuire ses collègue au travail et d’agir même à
l’intérêt de l’entreprise. l’employeur de son tour devra demander
un examen médical, bien sur, l’existence d’un service de santé
est indispensable dans cette période si difficile conformément à
la convention internationale du travail n° 161 qui exige la
création d’un service médical du travail dans toute entreprise,
quel que soit son effectif, du moment qu’il existe un risque de
maladie. Une fois le test est positif, l’employeur doit interdire
l’accès au travail pour le salarié jugé contaminé par le virus en
veillant à la salubrité et la propreté de son local462. En France la
Cour de cassation a déjà eu à rappeler, pour un salarié malade
qui avait mis en danger ses collègues en renversant des palettes
sur un chantier après avoir refusé d’être placé en arrêt maladie,
que : la cour d’appel a constaté que le salarié n’avait pas été

462
- Art 282 de la loi 65-99 relative au code du travail.

252
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

licencié en raison de son état de santé mais pour avoir continué à


travailler sachant qu’il n’était pas en état de le faire et
qu’appréciant souverainement les éléments de faits et de preuve
qui lui étaient soumis, et faisant usage des pouvoirs qu’elle tient
de l’article L. 1235-1 du code travail, elle a estimé que le
licenciement reposait sur une cause réelle et sérieuse"463. En
matière de confinement, suite à l’accélération de la propagation
de COvid-19 au Maroc avec un nombre de 2820 contaminés et
de 180 de décès, (annonce le ministère de la Santé au Maroc
jusqu’à dimanche à 10h00). Devant cette gravité de situation
beaucoup de salariés ont opté pour l’auto-confinement comme
mesure de prévention décisive pour faire face à la propagation et
d’autres sont ceux attesté par un certificat médical, deux
hypothèses remettant en cause un certain nombre de questions
sur le cadre légal applicable. Quant à la situation juridique d’un
salarié qui se trouve en état de confinement volontaire sans avoir
fourni à l’appui un certificat médical qui justifie son absence
maladie, la législation sociale actuelle ne souffle aucun mot sauf
si des contrats individuels ou une convention collective ou
même un règlement intérieur de l’entreprise, en justifie. Une
situation qui pourrait être assimilée à un congé payé après
accord des deux parties464. Inversement de ça, un salarié
contaminé par le virus en approuvant par un certificat médical

463
- Soc. 12 oct. 2017, n° 16-18.836, Dalloz jurisprudence.
464
- https://www.travail.gov.ma/wp-content/uploads/2020/03/Guide-FR.pdf

253
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

reste protégée voir indemnisé par la législation sociale465 en


vigueur, puisqu’il s’agit d’une maladie ordinaire indemnisable
conformément aux articles 32, 33,34 de la loi 17-02 formant
code de la sécurité sociale466. Finalement, malgré le silence du
législateur sur le point de confinement volontaire non justifié, je
pense qu’aucun licenciement du contrat de travail n’est possible
dans cette période de pandémie, prendre une décision en matière
disciplinaire ou de rupture du contrat reste loi tant que le salarié
a pris son choix de ne pas exposer sa santé à un risque
pandémique mortel. Toutefois la protection de la santé des
salariés, un principe constitutionnel revêt une importance
internationale prime sur l’obligation d’exécution d’une
obligation de bonne foi.

Télétravail ? _ A ce jour, dans le contexte de la numérisation


actuelle impactée par une période d’urgence sanitaire, plusieurs
entreprises optent pour le télétravail. Est-ce que la loi l’autorise
? Quels seraient les droits des télétravailleurs pendant cette
période de confinement ?

D’abord pour éviter tout amalgame, le télétravail en tant que


nouvelle forme d’emploi ne concerne absolument pas le travail à
domicile prévu par l’article 8 de code du travail auquel il a fait

465
- La protection sociale constitue l’un droits humains fondamentaux. Ce droit est consacré
par les conventions de l’Organisation des Nations-Unies (ONU), de l’Organisation
Internationale du Travail (OIT) ou de l’Organisation Mondiale de la Santé (OMS).
Régi par le Dahir n° 1-72-184 du 27 juillet 1972, actualisé par la Loi n° 17.02 en 2004 ; •
Inspiré des principes de la convention n° 102 de l'organisation internationale du travail
relative à la sécurité sociale.
466
- https://rabat.eregulations.org/media/Receuil%20des%20textes%20legislatifs.pdf

254
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

recours le ministère de tutelle dans son guide explicatif. Deux


termes tout à fait différents, en ce qui concerne le télétravaille,
le code du travail marocain ne souffle aucun mot, le texte en
vigueur ne prévoit absolument rien en matière, contrairement au
législateur français avec les nouvelles lois Macron, la mise en
place est simplifiée ; un simple accord collectif, ou une charte
écrite par l’employeur permet de mettre en place le télétravail,
encore plus loin, aujourd’hui l’employeur n’a pas le droit de
refuser le télétravail à quelqu’un sans motiver la raison de refus,
face à ce constat reste à savoir si l’état d’urgence sanitaire prise
dans le cadre du décret–loi n°2.20.292 constitue une condition
raisonnable pour que l’employeur par son pouvoir de gestion et
de direction d’instaurer le télétravail comme un élément
d’exécution de contrat du travail. Il me parait que, pour garder la
continuité de l’entreprise et de réserver l’emploi, l’employeur
suite aux mesures annoncées par les autorités compétentes aura
la possibilité de faire recours à cette forme nouvelle du travail,
toutefois, il appartient à ce dernier de mettre à la disposition du
salarié les moyens nécessaires et les mesures requises pour que
le salarié puise valoir les mêmes droit qu’un salarié localisé.
D’ailleurs en France le télétravailleur à les mêmes droits qu’un
travailleur localisé mêmes droits à la formation, sécurité de la
vie privée, l’accès aux activités sociales et individuelles,
syndicales, les avantages sociaux etc. art 1222, al9-11 de code
du travail français. En droit français, suite à la propagation de la

255
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

pandémie le coronavirus, des droits comme le droit de retrait,


l’activité partielle (anciennement dénommée chômage partiel)
mais aussi de nouveaux droits, comme l’arrêt de travail simplifié
pour la garde des enfants467 âgés de moins de 16 ans ou l’arrêt
de travail pour les personnes à risque élevé, ou l’obligation de
sécurité à charge pour l’employeur avec notamment la mise en
place de gestes barrières et autres mesures de protection
spécifiques sont garantis en faveur des télétravailleurs comme le
travailleur localisé et sur même pieds d’égalité.

Pour conclure, l’impact dévastateur de Covid-19 sur tous


aspects de vie nous mène à une vérité inévitable : L’ignorance,
l’analphabétisme sont couteux. En fait l’enseignement, la santé
et la sécurité sont les véritables et uniques leviers du
développement pour les pays développés. Il est temps d’avertir
une sonnette d’alarme et dire avec une voix lisible ça suffit, il
faut que ça change ! Durant ce passage indésirable de covid-19,
on s’est rendu conscient que l’Homme citoyen est un facteur
indispensable pour pouvoir construire un Maroc de demain. Et
ce, à travers la participation de son pouvoir immatériel au cœur
de toutes politiques, toutes initiatives de développement établies
par l’Etat. Le système éducatif doit régir à travers l’ouverture
d’un débat critique pour pouvoir faire une transition à travers
des solutions nationales avec des idées neutres et des choix

467
- Grégory SAINT MICHEL et Nadja DIAZ, Coronavirus : salarié en Uber forme,
Dalloz n°19-13.316 D, 2020

256
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

souverains. Les questions sociales et les préoccupations de notre


tissu entreprenariat à ne pas négliger. On croit à la loi à travers
l’invention des nouveaux textes, il faut une vraie pédagogie en
accordant une adaptation particulière de système d’éducation et
de formation aux besoins du marché du travail en tenant compte
de l’évolution (le télétravail par exemple). Une bonne formation
renforçant les connaissances tic est un élément indispensable
pour relever les défis que pose la numérisation et pour saisir les
opportunités qui se présentent, il est décisif de poursuivre ce
processus sans s’arrêter. En fin, j’emprunte une citation de
Samuel FERDINAND-LOP disait que « La route qui suit notre
existence est parsemée d’embuches, il nous faut avoir l’énergie
et la volonté de les surmonter ». Bon confinement !

BIBLIOGRAPHIE

_Organisation mondiale de la santé (OMS), COVID-19 :


questions-réponses.
_Observatoire de l’OIT, 2ème édition : le COVID-19 et le
monde du travail https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/---
dgreports/---dcomm/documents/briefingnote/wcms_740982.pdf
_Direction De L’épidémiologie Et de Lutte Contre Les
maladies, note : Covid-19 :
Mesures de prévention en milieu de travail
_Khalid BOUKAICH, Le droit du travail au Maroc
relations individuelles,
relations collectives 2ème édition revue et augmentée 2020.

257
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

_Daniel BERT, Droit des obligations, édition 2016.


_Abdelaziz ElARAARI, La théorie du contrat, édition 2016
_Grégory SAINT MICHEL et Nadja DIAZ, Coronavirus :
salarié en Uber forme, Dalloz n°19-13.316 D, 2020
_Grégoire Duchange « La modification unilatérale du
contrat de travail par l’employeur », AJ contrat 2020
_Caroline Dechristé, Coronavirus : mesures d’urgence en
matière de congés payés, de durée du travail et de jours de
repos. Edi Dalloz,15/04/2020

_Khalid BOUKAICH. Despido disciplinario ; un analinas


desdo la perspectiva del derecho laboral marroqui ? Revista
General de Derecho del Trabajo y de la Segeridad Social
N°44/2016, P.394, résumé sur le site web :
http://www.iustel.com/v2/revistas/
detalle_revista.asp?id_noticia=418128
_Gérard Vachet, Durée du travail (I – Réglementation du
temps du travail), Répertoire Dalloz,2013,n° 15

_Basse-Terre, 17 déc. 2018, n° 17/00739.


_Soc. 12 oct. 2017, n° 16-18.836, Dalloz jurisprudence
_Besançon, 8 janv. 2014, n° 12/0229.
_Nancy, 22 nov. 2010, n° 09/00003.
_Cass. Soc. , 14 avril 2006, arrét n°04-18.902
_Cass. Soc. , 14 avril 2006, arrét n°02-11.168
_CAss. Soc. arrêts d’Assemblée plénière, RTD civ. 2006

258
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

Doctorant en droit public et sciences politiques.


Faculté des sciences juridiques, économiques et
sociales.
Rabat-Agdal. Maroc.

INTRODUCTION

Cette contribution vise àmontrer les liens qui existent entre


deux politiques publiques importantes à savoir la
décentralisation d’un côté et la fourniture des services publics
locaux de l’autre. En d’autres termes, il s’agit de mettre en relief
les effets de la décentralisation, sur l’amélioration de cette
catégorie de services publics qui sont un fort levier du
développement territorial.

Certes, les avantages de la décentralisation, comme forme de


gouvernance locale, peuvent être appréciéssur le plan théorique,
par cette possibilité de mieux tenir compte des besoins et
priorités locales dans la planification des services à fournir,
facilitant ainsi la prise en charge et la participation au niveau
local, comme l’atteste une abondante documentation.468

Àjuste titre, la théorie attribued’importants atouts potentiels


aux processus de décentralisation. En effet, le transfert de
responsabilité peut ainsi, renforcer la qualité et l’efficience de la
468
- Voir D. BELSHAW, «Decentralized governance and poverty reduction: Relevant
experience in Africa and Asia», dans P. Collins: Applying public administration in
development: Guideposts to the future (Chichester, Wiley, 2000).

259
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

fourniture de services publics grâce à l’amélioration de la


gouvernance et de l’allocation de ressources. De même, la
proximité des autorités locales est de nature à susciter la
participation des citoyens à la vie publique et leur plus grand
contrôle sur les élus locaux. Par conséquent, ce processus
présenté comme un mode de gouvernance territoriale, est censé
contribuer d’une part à améliorer la responsabilité publique
locale et d’autre part à favoriser les conditions d’une fourniture
de services publics locaux d’une manière plus adaptée (B). Mais
avant tout, le service public local n’est que l’une des
manifestations de ce processus de décentralisation et de
territorialisation de l’action publique, sans lui ces services qui
renvoient à cette notion d’intérêt local ne connaîtront pas
d’existence (A).

I. L’ANCRAGE TERRITORIAL DES SERVICES


PUBLICS LOCAUX
Au Maroc, comme dans la majorité des pays du monde, ce
sont les Collectivités Territoriales ou Locales qui ont cette
responsabilité juridique de production et de gestion des services
publics locaux (eau potable, électricité, assainissement,
éclairage public, transports, etc.), et des équipements publics
(infrastructures pour la fourniture de l’eau potable, stations
d’épuration des eaux usées, stations de bus etc.). Il s’agit d’une
catégorie de services à forte connotation avec cette notion
d’intérêt général local.

261
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

1) Des services en faveur de l’intérêt local


La notion de « service public local », associe deux concepts
de base. Il s’agit d’une part du concept de ″service public″ et,
d’autre part, du concept de ″local″.

En 1862, dans son ouvrage intitulé « le gouvernement


représentatif », J. Stuart Mill évoque l’existence d’intérêts
spécifiques territoriaux en précisant dans ce sens qu' « il y a des
intérêts locaux particuliers à chaque ville qu'elle soit grande ou
petite, et communs à tous ses habitants … l'intérêt local est
presque toujours le même pour les différents quartiers d'une
ville, pour tous il faut faire les mêmes choses et les mêmes
dépenses … les mêmes aménagements peuvent convenir à
tous, le pavage, l'éclairage, l'approvisionnement des eaux, le
drainage …, ne peuvent être différents pour les différents
quartiers de la même ville»469.

TROGER (1995) définit le service public local comme


recouvrant « toutes les prestations d'intérêt général faisant
partie des attributions des collectivités locales, que ce soit en
application de la loi et des règlements, ou parce que les faits ont
conduit ces collectivités à les assurer »470.

En fonction des domaines qu’ils recouvrent, les services


publics locaux sont très nombreux. Certains sont obligatoires du

469
- J. STUART MILL, le gouvernement représentatif, traduit en français par D. White, Paris,
édition Guillaumin C. Librairies.1862, p.330.
470
- F. TROGER, 1995, Services publics : faire ou déléguer, Vuibert, 1995, p. 5.

261
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

fait de la loi, comme la collecte des déchets. Dans ce cas, les


collectivités territoriales doivent nécessairement les prendre en
charge. D’autres sont facultatifs, dans la mesure où leur
existence est autorisée par la loi si la collectivité souhaite les
mettre en place, ou s’il y a un intérêt local qui conduit la
collectivité à fonder un service public particulier.

Sur un plan fonctionnel, on peut, à la suite de J.F. AUBY


(1997) distinguer trois catégories de services publics locaux471 :

- les services éducatifs, sportifs, culturels et sociaux ;

- les services économiques ;

- et enfin les services d'hygiène et de protection de


l’environnement.

Selon Sylvain PETITET, le terme de service public local


fonctionne ainsi comme un vocable unificateur permettant de
rassembler un ensemble aussi vaste que varié de prestations.
L’auteur précise, par ailleurs, qu’au-delà de cette diversité, il est
intéressant d’essayer de saisir une sorte de ″rationalité
ontologique″ « c’est-à-dire le pourquoi » de l’action publique
territoriale, justifiant l’intervention publique dans la production
de certains services et expliquant un partage des rôles entre
différents niveaux d’institutions publiques. Il ajoute que cet
effort de compréhension, d’une rationalité ontologique de
l’action publique territoriale passe alors sans doute par une

471
- Voir J.F AUBY, Les services publics locaux, Berger-Levrault, 1997.

262
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

analyse des services publics locaux en termes de fonctions


assumées472.

En France par exemple, où cette notion est fondamentale473,


le développement de la prise en charge de ces services publics
locaux par les collectivités locales a été dû, selon Joseph Carles
et Jérôme Dupuis, aux considérations suivantes474 :

 la première est le besoin d’hygiène lié aux découvertes


médicales du XIXème siècle. Les collectivités locales y
contribuent sous la forme d’équipements sanitaires qui revêtent
le caractère de service administratif. Le secteur voisin, celui de
la salubrité, nécessite l’introduction de la distribution d’eau
potable et la création des réseaux d’assainissement ;
 un besoin de communication lié au développement des
progrès techniques a poussé les collectivités locales à prendre en
charge les transports collectifs, et à développer parallèlement,
les parcs de stationnement ;
 le besoin énergétique de la fin du siècle dernier fut
également au centre des préoccupations locales. Les communes

472
- S. PETITET, « Les services publics locaux : territoires et modèles de l’action publique
locale » (en ligne), BELTRAN Alain (dir.), Mémoire HDR, Aménagement et Urbanisme,
Université Lumière Lyon 2, 2001. p.46 Disponible sur : https://tel.archives-ouvertes.fr
473
- Jacques Chevallier souligne à juste titre que « nulle part ailleurs qu’en France, la notion
de service public n’a pris une telle importance ». Elle a été « érigée à la hauteur d’un
véritable mythe, c’est-à-dire une de ces images fondatrices, polarisant les croyances et
condensant les affects, sur lesquels prend appui l’identité collective », (1997, p.3), cité par
Jean-Sébastien PLICZER, « La notion de service public », in INFORMATIONS SOCIALES
2010/2, n° 158, p.6
474
- J. CARLES et J. DUPUIS, « Service public local : Gestion publique, gestion privée »,
Nouvelles éditions Fiduciaires, 1989, p.40.

263
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

conservent une partie de la distribution du gaz et de l’électricité,


malgré les nationalisations de 1964 ;
 la protection de l’environnement est un élément
déterminant qui a favorisé la généralisation des réseaux
d’assainissement et le développement des systèmes de collecte
et de traitement des ordures ménagères ;
 le besoin d’animation économique a toujours existé
quoique contrôlé. La crise économique a renforcé ce besoin et
les collectivités locales y participent comme acteur à part
entière.
Globalement, et contrairement aux services publics
nationaux qui sont produits et / ou gérés sous la responsabilité
de l’Etat, les services publics locaux sous-entendent des
activités produites et / ou gérées, à un échelon infranational, au
niveau de la Commune, la Province, la Préfecture ou à l’échelle
de la Région, sous une responsabilité publique locale, exercée
en compétence propre, partagée avec l’Etat ou transférée et
assumée directement, ou déléguée à une autre structure privée,
intercommunale, ad-hoc ou autres (S. Petitet, 2007)475.

2) La commune, principal acteur de gouvernance des


SPL
Se référant à une assise spatiale ou territoriale infranationale,
les services publics locaux constituent des productions sociales
territorialisées en ce sens qu’ils émanent d’une institution

475
- S. PETITET, op.cit.

264
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

territoriale, au niveau d'un territoire plus réduit que la nation,


c’est-à-dire au niveau de la commune, de la province ou de la
région. Ils sont « l’une des expressions les plus concrètes de
l’autonomie des collectivités locales et un puissant moyen dont
celles-ci disposent pour servir l’intérêt général »476.

Par ailleurs, du point de vue de la géographie sociale ces


services sont présentés comme étant d’importants dispositifs qui
favorisent la fixation territoriale des populations par la
satisfaction de leurs besoins et attentes.

Le champ des compétences des collectivités territoriales


paraît en général, très large, dans la mesure où il couvre
pratiquement tous les domaines d’action en relation avec le
développement du territoire de la collectivité. Concernant plus
particulièrement les communes, ces dernières interviennent dans
des champs de plus en plus étendus qui touchent les services
publics locaux, de la vie quotidienne jusqu’aux politiques
publiques de développement.

Le Maroc, pour faire face aux défis du développement


territorial durable, a fait des services publics locaux la principale
compétence des collectivités territoriales notamment de la
Commune. En effet, cette dernière dans le cadre de ses
compétences territoriales, se trouve investie, suivant la loi

476
- J. SAYAH, « Quelques remarques sur les principes directeurs pour les services publics
locaux en Europe ». In Le service public local, éd. PUG, 1998, pp. 121-132.

265
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

organique n° 113-14 relative aux communes477, de plusieurs


prérogatives en matière de services publics locaux. Ainsi, afin
de répondre efficacement à l’évolution et à la complexité des
besoins des populations locales, générés par le phénomène
d’urbanisation exponentielle et de l’augmentation des activités
économiques et sociales, et dans la perspective de consolider
davantage le processus de décentralisation, les pouvoirs publics
ont jugé nécessaire d’élargir le champ d’intervention des
communes en matière de services et d’équipements publics
locaux. En vertu de l’article 83 de la loi organique précitée, la
commune devient le principal acteur dans ce domaine.

Pour permettre à cette institution d’assurer convenablement


la gestion et la délivrance de ces services, le législateur
marocain a mis également à leur disposition une panoplie de
mesures et de modes de gestion desdits services.

C’est justement pour garantir plus d’efficience et d’efficacité


dans la délivrance de ces services qui constituent la base du
développement socio-économique et durable au niveau de ce
territoire communal, que le législateur a doté la commune d’une
autonomie basée sur la libre administration dans la gestion des
affaires rentrant dans le cadre de ses compétences.

L’évolution de la pratique de décentralisation depuis


l’indépendance n’a fait certes que renforcer les compétences

477
- Loi organique n° 113-14, promulguée par le Dahir n° 1-15-85 du 20 ramadan 1436 (07
juillet 2015), BO n° 6440 du 09 Joumada Ier 1437 (18 février 2016).

266
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

communales dans ce domaine d’activité. En effet, dans le Dahir


n° 1-59-315 du 23 Juin de 1960 relatif à la première
organisation communale du Maroc indépendant, les dispositions
en matière de services publics communaux, sont restées très
timides. Dans les rares dispositions qui traitaient de cesmissions,
elles ont été encadrées par de sérieuses limites qui se
manifestent notamment par une place prépondérante réservée à
l’agent de l’autorité (Pacha ou Caïd) qui partage un bon nombre
de compétences exécutives avec le Président du Conseil (article
20 de ladite charte).

L’adoption de la Charte Communal de 1976 amorcera un


tournant historique en matière de décentralisation. Elle est
considérée comme une véritable inauguration d’une série de
transferts de compétences au profit des communes qui se sont
vues s’élargir, notamment dans les services publics de
proximité, afin de leur permettre de remplir leur rôle en matière
de développement économique, social et culturel qui se trouve
expressément prononcé.

De l’avis de plusieurs spécialistes, cette charte constitua un


grand pas en avant en matière de décentralisation administrative
eu égard à bien d’aspects (transfert du pouvoir de police
administrative des mains des pachas et caïds aux présidents de
Communes, suppression des pachas et caïds du circuit de
l’approbation des délibérations du Conseil Communal, etc.).

267
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

Le service public communal expressément énoncé, a émergé


comme l’une des plus importantes nouveautés en matière de
compétences communales, touchant à la fois au domaine
économique, social et culturel. En effet, contrairement à la
charte de 1960 qui a limité les compétences de la Commune à
certaines missions de préparation et de vote du budget (…), le
Dahir de 1976 va consacrer son rôle socio-économique et
culturel dans le développement local. L’article 30 de cette
Charte précise bien à cet effet, que : « Le conseil règle par ses
délibérations les affaires de la Commune et, à cet effet, décide
des mesures à prendre pour assurer à la collectivité locale son
plein développement économique, social et culturel… » Elle a
marqué sûrement une période charnière de l’histoire de la
gestion des SPL, car sa promulgation va être derrière
l’enclenchement de plusieurs réformes hautement importantes
dans ce domaine. L’on citera en particulier les mesures de
transferts de la TVA478, d'adoption d'une fiscalité locale479 et de
rétrocession d'impôts étatiques aux collectivités locales qui ont
sans nul doute contribué au développement des aspects liés à la
production et à la gestion des services publics communaux.

Cependant, après plusieurs années de pratique de cette


décentralisation, les études et les rapports qui y sont consacrés
478
- Loi n° 30-85 relative à la TVA promulguée par le Dahir n° 1-85-347 du è rebia II 1406
(20 décembre 1985) établie en 1986 (B.0. n°3829 du 19/03/1986).
479
- Dahir portant loi n°1-76-584 du 5 chaoual 1396 (30 Septembre 1976) relatif à
l'organisation des finances des collectivités locales et de leurs groupements, (BO 1 er octobre
1976).

268
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

ont révélé globalement des résultats mitigés (manque de


perspective stratégique pour les gestionnaires locaux et de
moyens suffisants pour leur permettre de mener à bien leurs
prérogatives, une tutelle omniprésente, signalée souvent comme
un frein et concluant à un développement local peu satisfaisant).
Ainsi, la réforme s’est fait largement sentir et le Dahir du 3
Octobre 2002, portant promulgation de la loi n° 78-00 relative à
la charte communale vit le jour. Cette dernière mieux détaillée,
va marquer un nouveau saut aussi bien qualitatif que quantitatif
dans le processus de décentralisation, notamment en matière de
restructuration et d’organisation des compétences communales.

Chemin faisant et dans le même objectif d’adapter ce cadre


légal aux évolutions du contexte socio-économique et politique
du pays, et des impératifs du développement territorial, on
assistera en 2009 à une très importante réforme, en l’occurrence
celle matérialisée par la loi n° 17-08 promulguée le 18 Février
2009, modifiant et complétant la loi n°78-00 portant charte
communale. Celle-ci a introduit un véritable renforcement des
dispositifs de coopération et de partenariats afin d’outiller les
grandes villes pour une gestion rationalisée des services publics
locaux et des équipements communaux, à travers la création des
groupements d’agglomérations (article 83) et des sociétés de
développement local (SDL) (articles 140 à 144).

Poursuivant ce grand chantier de réforme, la nouvelle


Constitution de 2011 va marquer un tournant qualitatif
269
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

d’envergure en matière de la démocratie locale et du


renforcement du rôle des Collectivités Locales qui sont
désormais appelées « Collectivités Territoriales » pour
justement mieux ancrer leur champ d’action et signifier leur
nouvelle mission de développement socio-économique au
niveau de leur territoire à travers notamment les services publics
locaux.

Ainsi, et contrairement aux constitutions précédentes, le


nouveau texte a consacré, à ce propos, 12 articles au niveau du
Chapitre IX intitulé « Des Régions et des Collectivités
Territoriales ». En ce qui concerne les Communes, cette
constitution a en effet, opéré une avancée très significative
concernant leur fonctionnement, dans la mesure où elle a
constitutionnalisé un certain nombre de principes qui régissent
en général l’exercice de la démocratie et de la gestion de la
chose locale. Il s’agit, selon l’article 136 des principes de libre
administration, de coopération et de solidarité. De même, pour
un meilleur encadrement de leurs compétences, la nouvelle
constitution a instauré en vertu de l’article 140 le principe
fondamental de subsidiarité.

En vue de permettre la traduction de ces évolutions


importantes dans le terrain, il sera procédé à la promulgation en
2015, du Dahir n°1-15-85 portant loi organique n°113-14
relative aux Communes. En effet, outre les principes
constitutionnels précités, qui présentent une véritable avancée,
271
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

la loi en question apporte plusieurs nouveautés en matière de


compétences et attributions des Conseils Communaux et du
Président, de contrôle de la tutelle, de finances locales,
d’instruments de gouvernance etc.

S’agissant plus particulièrement des services publics locaux


qui nous intéressent dans ce travail, l’on peut dire que la
nouvelle loi organique précitée a :

 consacré et renforcé l’autonomie et la liberté des


Communes, en introduisant le principe de la « libre
administration », dans le choix du mode de gestion. Ce principe
qui est érigé au plan constitutionnel comme nous l’avons précisé
ci-dessus, vise à garantir aux communes une certaine
indépendance dans leur action avec une autonomie financière et
des modes de financement diversifiés, pour permettre à ces
communes d’exercer convenablement leurs compétences de
services publics et de développement.
 confirmé la priorité donnée par les pouvoirs publics aux
modes de gestion « modernes » et éventuellement « efficaces »
par voie de la délégation de services publics, des Sociétés de
Développement Locales (SDL), des Établissements de
Coopération Intercommunale (ECI), des contrats de PPP et de la
voie contractuelle avec le privé. Nous retiendrons aussi la
possibilité donnée aux communes en vertu de l’article 89, à leur
initiative et moyennant leurs ressources propres, de financer ou

271
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

participer au financement de la réalisation de services ou


d’équipements, ou de réaliser une prestation de service public
qui ne fait pas partie de leurs compétences propres, et ce dans un
cadre contractuel avec l’Etat, s’il s’avère que ce financement
contribue à atteindre leurs objectifs ;
 substitué en matière de contrôle administratif, stipulé par
l’article 145 de la constitution, le contrôle a priori, dit «
d’opportunité », par un contrôle de « légalité » (article 115 de
loi organique 113-14), opéré a posteriori.
Notons enfin, que dans l’esprit d’assurer un meilleur service
public, la loi 113-14 a pris également le soin de confirmer, dans
son article 112, à l’instar de l’article 139 de la loi modificative
17-08 de 2009 portant charte communale, le droit à l’autorité
gouvernementale chargée de l’intérieur de prendre, par arrêté,
toutes les mesures nécessaires au bon fonctionnement des
services publics communaux, dans le respect des attributions
dévolues aux conseils des communes et à leurs présidents.

Après ce tour d’horizon sur l’ancrage communal des services


publics locaux, en partant principalement de l’exemple
marocain, nous allons essayer de voir dans le point suivant,
comment la décentralisation impacte-t-elle cette mission.

II. LA DÉCENTRALISATION : APPORTS


INDÉNIABLES SUR LES SERVICES PUBLICS
LOCAUX

272
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

Comme le précise W. DILLINGER la décentralisation est


censée normalement, « accroître la responsabilité des acteurs sur
place, la réactivité et la flexibilité de leurs actions en réponse à
des demandes sociales mieux identifiées »480. Dans ce sens la
décentralisation comme facteur de proximité, favoriserait
l’expression de préférences locales de développement et leur
prise en compte d’une manière plus adéquate à l’occasion de la
fourniture de services publics locaux.

1) Une meilleure responsabilisation du niveau local


La gestion décentralisée des affaires locales qui permet de
prendre en compte les particularités locales et les attentes plus
ciblées concernant les services publics locaux est largement
postulée comme un mode de gouvernance essentiel pour relever
les défis du développement territorial.

D’après les théoriciens de la « bonne gouvernance »,


notamment Leftwich (1993), la décentralisation démocratise
davantage l’action publique en rapprochant les décideurs des
citoyens. Cette proximité, qui fait défaut au système politique
centralisé, favorise la participation citoyenne et « rend les
gouvernants locaux plus responsables et compétents et moins
corrompus ».481Dans cette perspective, l’opérationnalisation de

480
- W. DILLINGER, 1994, Decentralization and its Implications for Urban Service
Delivery, Washington, The World Bank, 39 p. (« Urban Management Programme
Discussion Paper », 16).
481
- A. LEFTWITCH, (1993). Governance, democracy and development in the Third
World.Third World Quarterly, 14(3), 1993.

273
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

la décentralisation crée un cadre d’application de la bonne


gouvernance et ce, pour une action publique mieux contrôlée.

La décentralisation s’inscrit comme annoncé ci-dessus, dans


une démarche de gouvernance territoriale. Elle implique
forcément l’interaction des institutions représentatives locales
non seulement avec les autres niveaux administratifs
territoriaux, mais également avec l’ensemble des représentations
de la société civile ainsi qu’avec le secteur privé. Ces acteurs
sont appelés à conjuguer les efforts et à s’engager dans un
partenariat en vue de réaliser les objectifs du développement.

De même que la décentralisation consiste à reconnaître le


niveau local comme étant libre d’administrer ses services et ses
ressources, et bien évidemment son développement.

Toutefois, certaines études482 ont essayé de démontrer que


les prouesses démocratiques des pouvoirs locaux favorisées par
la décentralisation ne sont pas nécessairement suivies d’une plus
grande pertinence des choix publics (Crook 1994, Schou 1999 et
Blair 2000). Ces études présument en effet, qu’il n’y a pas de
rapport automatique entre l’échelle spatiale de la décision
politique et l’efficacité du service public. La revue de la
littérature sur le sujet ne fournit donc pas de résultats

482
- R. CROOK et A. SVERRISSON, 2001, Decentralisation and Poverty-alleviation in
Developing Countries: a Comparative Analysis or, is West Bengal unique?Brighton, Institute
of Development Studies, 60 p. (« IDS Working Paper », 130).

274
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

incontestables sur les liens entre décentralisation et efficacité de


fourniture de services publics.

Mais, de toute évidence, on peut avancer que la


décentralisation dans sa philosophie et dans son approche est de
nature à encourager l’autonomisation des acteurs institutionnels
locaux dans la prise en charge du développement de leurs
territoires. C’est un moyen qui est normalement déployé pour
permettre la libération des initiatives et l’amplification du
dispositif de décision collective et participative au niveau local.

Cette proximité institutionnelle des acteurs et la proximité


des populations des centres de décisions qu’offre la
décentralisation, leur permet d’exprimer facilement leurs
besoins et leurs préférences et d’exiger leurs intégrations dans
les différents niveaux des politiques publiques de
développement. D’ailleurs les constitutions et les lois de
décentralisation dans plusieurs pays où cette politique est
instaurée accordent expressément aux populations ainsi qu’aux
associations de la société civile, ce droit de pétition pour
participer à la gestion de la chose locale. Au Maroc, par
exemple, ce droit est encadré par l’article 139 de la constitution
de 2011 qui stipule que : « des mécanismes participatifs de
dialogue et de concertation sont mis en place par les Conseils
régionaux et les Conseils des autres collectivités territoriales
pour favoriser l’implication des citoyennes et des citoyens et des
associations dans l’élaboration et le suivi des programmes de
275
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

développement » en leur permettant d’exercer le droit de


pétition. Ce droit de pétition repris par les articles 121 à 125 de
la loi 113-14 relatives aux communes, offre la possibilité de
demander l’inscription à l’ordre du jour du conseil de la
commune d’une question relevant de ses compétences.

Ceci pour dire qu’une gestion participative de la chose locale


s’avère être une condition sine qua non d’une décentralisation
tangible et un élément très favorable à la réussite de toute
politique de développement local. Ceci est d’autant vrai que les
décideurs locaux en prenant acte de cette responsabilisation,
seront mieux entourés pour orienter et favoriser leurs politiques
de développement vers les domaines d’activités spécifiques à
leurs territoires.

Toutefois, la responsabilisation du niveau local à travers le


seul transfert de compétences restera lettre morte s’il n’est pas
accompagnéd’un transfert de moyens nécessaires à l’exercice
des compétences transférées. Dans ce cadre, X. GREFFE note
que : « Tout transfert de compétences doit s'accompagner d'un
niveau proportionnel de moyens permettant aux collectivités
territoriales de prendre en charge les affaires publiques locales
qui leur sont assignées»483.

Un niveau de responsabilité et d’implication des collectivités


territoriales dans la gestion des affaires locales implique aussi

483
- X. GREFFE, La décentralisation, Coll. repères, Ed. La Découverte, Paris 1992, p.33

276
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

une transparence dans leur fonctionnement. Dans ce sens, ce


même auteur précise que : « La décentralisation permet de
mieux gérer les services publics en adaptant les réponses aux
besoins ressentis et en rendant leur fonctionnement plus
transparent. À condition, bien entendu, que ce raccourcissement
de la distance à l’administration ne se traduise pas par le
clientélisme, voire la corruption »484.

Sans doute, les responsabilités des municipalités ont été


fortement renforcées (du moins dans les textes) dans les
dernières décennies. D’importants transferts de compétences
relatifs aux services de base ont été consentis au profit des
communes pour faire face aux enjeux du développement
territorial et répondre aux aspirations des populations locales en
matière de services publics de base.

Néanmoins, cette autonomie, ou cette responsabilisation doit


être renforcée par certaines conditions du développement, en
particulier par une meilleure compétence humaine, des
ressources suffisantes, une intensification des transferts
technologiques, par un partenariat actif reposant sur une
meilleure complémentarité entre secteur privé et secteur public,
dans la recherche de la qualité tant au niveau des services que
des équipements, et par la transformation de cette logique basée

484
- Idem, p. 23.

277
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

sur des « services de gestion » en « services de mission »


devenus de véritables opérateurs de développement.485

2) Une meilleure offre de services publics locaux


L’approche systémique de la gouvernance locale est
davantage en faveur pour une approche du service public par «
le bas », c’est-à-dire par la décentralisation. L’idée sous-jacente
est que « L’appareil municipal est le mieux apte à se charger de
la gestion de la ville qui devient, dans ce contexte, un nouveau
territoire de mission »486.

Certes, la proximité des institutions permet de mieux


apprécier les besoins d’un territoire et par conséquent, elle peut
permettre de répondre aux besoins d’une manière plus
appropriée. Selon J. CHEVALIER « La ‘‘proximité’’ suppose
que les problèmes soient traités au niveau où ils se posent pour
les citoyens, en évitant tout mécanisme de remontée
systématique »487.

De son côté, A. BENJELLOUN expliquant l’intérêt de


l'organisation administrative locale, précise qu'« il est
impossible pour les autorités administratives centrales de
diriger tous les services publics nationaux du pays où ils se

485
- P. TEISSERENC, Les collectivités territoriales dans le développement local. Paris, 1988,
CNFPT, Recherche et Développement, p. 189-192.
486
- M. ZOUITEN, « L’unité de la ville : quelle politique de la ville dans la nouvelle
gouvernance urbaine » in Les nouveaux métiers de la ville, Des métiers pour une gestion
urbaine rénovée, Edition L’Harmattan INAU, Rabat, 2003, p. 193.
487
- J. CHEVALLIER, « L'état régulateur. », Revue française d'administration publique
3/2004 (no111), p. 473-482.

278
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

trouvent …, il existe des besoins collectifs locaux auxquels


doivent correspondre des services publics proprement locaux
…. C'est la satisfaction de ces besoins locaux qui constitue en
définitive « la raison d'être de l'administration locale...»488.

L’objectif principal de la décentralisation, comme le


souligne CHAMBAS et al, est justement de pallier les
défaillances des Etats centraux en favorisant entre autres, une
offre de biens et services publics plus efficace et plus efficiente
à la population489.

Ainsi, dans cet objectif de services publics, les auteurs


assignent à la décentralisation deux missions essentielles, à
savoir :

 L’accroissement de l’efficacité de délivrance de biens et


services publics à travers la promotiond’un niveau territorial de
gouvernement capable d’offrir certaines catégories de biens et
services publics de manière plus adaptée aux besoins des
populations locales.
 La mobilisation de ressources publiques supplémentaires.
Dans cet esprit et comme l’explique CHAMBAS et al. (2007,
488
- A. BENJELLOUN, Droit administratif, tome I, l'organisation administrative, Dar nachr
al maarifa, 2ème éd, 1992, p. 47.
489
- CHAMBAS et al., (2007), La mobilisation de ressources propres locales en Afrique,
Forum « Décentralisation et Gouvernance Locale ». Nations Unies (Vienne, 26-29 juin 2007).
Disponible sur :
http://www.diplomatie.gouv.fr/fr/IMG/pdf/La_mobilisation_de_ressources_propres_locales_e
n_Afrique.pdf.
489
- Commission européenne, Collection outils et méthode, Document de référence n°23,
« Soutenir décentralisation, gouvernance locale et développement local au travers une
approche territoriale », Bruxelles, Luxembourg, décembre 2016, p.01.

279
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

l’accès à une meilleure information ou une plus grande


transparence de l’utilisation des recettes collectées, grâce à la
plus grande proximité du gouvernement, devrait favoriser la
mobilisation de ressources locales propres au niveau des
collectivités décentralisées et donc renforcer le niveau des
ressources publiques globales. Cette dimension financière de la
décentralisation est donc indéniablement nécessaire.
En liant la dimension financière de la décentralisation et la
mission de service public, ces auteurs soulignent également
qu’il est souvent plus facile au niveau local qu’au niveau central
d’établir un lien entre la prestation de services publics locaux et
des impôts locaux et que la prise de conscience de ce lien par les
populations devrait favoriser le développement du civisme fiscal
et donc l’acceptation des impôts locaux propres aux collectivités
locales. Mais nous estimons que cette prise de conscience et ce
civisme ne se produisent pas d’une manière automatique ; ils
nécessitent un effort de sensibilisation et de communication de
la part des gestionnaires des affaires locales.

Dans la suite du raisonnement, Xavier Greffe note que : « La


décentralisation permet de mieux gérer les services publics en
adaptant les réponses aux besoins ressentis et en rendant leur
fonctionnement plus transparent. À condition, bien entendu, que

281
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

ce raccourcissement de la distance à l’administration ne se


traduise pas par le clientélisme, voire la corruption490 ».

Ceci dit, la décentralisation entendue comme un choix


stratégique et non pas seulement comme une simple
organisation territoriale ou de gestion administrative, doit
constituer un moyen pour satisfaire d’une manière plus adaptée,
les besoins de la population locale. La capacité de ces entités à
servir ces besoins locaux se vérifie au niveau de la prestation du
service public local, et de la qualité de cette prestation qui est
déterminante dans toute évaluation de l’action publique locale.

Dans cet esprit, la décentralisation comme facteur


d’amélioration de la délivrance de services publics repose au
moins sur les deux hypothèses suivantes :

 La première est que cette politique publique de base crée


une plus grande proximité entre la demande et l’offre de
services publics, et permet à ce titre de circonscrire avec
exactitude et exhaustivité les besoins des populations, pour y
apporter ensuite des solutions adaptées, justes et durables. Cette
mise en relation directe et instantanée favorise une « pensée
locale » déterminante par la connaissance des réalités qu’elle
offre aux institutions et aux prestataires des services publics.
 La deuxième est que la décentralisation, entendue cette
fois-ci dans son dessein politique de démocratie participative,

490
- X. GREFFE, op. Cit., p. 23

281
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

permet à travers cette possibilité de participation citoyenne, de


répondre aux besoins des populations, en les incluant non
seulement comme de simples destinataires des services publics
mais aussi comme acteurs dans le processus. Cette implication
ou responsabilisation directe du citoyen dans la formulation des
besoins et dans la conduite des affaires locales d’une manière
plus globale, génère inévitablement de la plus-value pour les
services publics locaux, notamment en termes d’appropriation
des services et biens publics, de transparence dans leur gestion
et leur régulation.
C’est dans cette nouvelle logique caractérisant la perception
du service public basée sur la participation citoyenne, que le
Conseil Économique et Social (CES) français avait proposé dans
l’une de ses réflexions491 de substituer une notion nouvelle et
plus large de « services au public » à celle traditionnelle de
service public. Cette approche offre une conception globale et
transversale des services en privilégiant la demande plutôt que
l’offre tout en insistant sur les efforts d’efficacité et de qualité
indispensables à leur fourniture.

En effet, devant les insuffisances de la notion classique de


service public, le rapport du Conseil Économique et Social de
2006, suggère d’en modifier l’approche et d’utiliser le terme «
services au public ». Selon le CES cette terminologie conduit à

491
- Rapport du Conseil économique et social, « Aménagement du territoire, services publics
et service au public » (janvier 2006).

282
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

regrouper sous la même appellation « l’ensemble des services,


publics et privés, nécessaires aux populations, répondant aux
besoins des usagers et indispensables à la vie des territoires à
un moment donné ».Ainsi, les autorités publiques ne pouvant
plus prétendre définir seules l’intérêt général, ce diagnostic sera
d’autant plus efficace qu’il associera les autres acteurs du
territoire.

On peut dire donc, qu’au plan théorique il existe des


arguments qui établissent une relation entre la décentralisation et
la bonne gouvernance d’une part, et entre la décentralisation et
une meilleure offre de biens et services publics locaux d’autre
part.

Pour Azfar et al. (1999), l'argument théorique le plus courant


de l’impact de la décentralisation sur l’offre de services publics
est qu'elle améliore l'efficacité de l'allocation des ressources492.
Ceci se justifie par le fait que les administrations décentralisées
sont plus proches de la population à la base que le
gouvernement central, et doivent avoir une meilleure
information sur les préférences des populations locales que le
gouvernement central493.

492
- O. AZFAR, S. KÄHKÖNEN, A. LANYI, P. MEAGHER et D. RUTHEFORD,
“Decentralization, governance and public services: The impact of institutional
arrangements”,Center for Institutional Reform and the Informal Sector, University of
Maryland, Working Paper No. 255. 1999.
493
- F. HAYEK, The use of knowledge in society. American Economic Review, 35, 1945, pp.
519-530.

283
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

Les notions de la « décentralisation théorique » et de la «


décentralisation pratique ou vécue » ont été véhiculées pour
servir comme d’intéressants paramètres pour comprendre cet
impact. La « décentralisation théorique » est comprise comme
tout ce qui devrait être fait théoriquement pour une vraie
délégation de pouvoir. A l’opposé, la « décentralisation
pratique ou vécue » fait référence à l’ensemble des manières de
faire et des aptitudes des élus locaux qui témoignent
véritablement, aux yeux des populations, d’une vraie
responsabilisation. La « décentralisation vécue » fait donc
référence au fonctionnement effectif de la décentralisation (ce
qui est et non pas ce qu’il doit théoriquement être). Elle doit se
manifester par trois éléments fondamentaux :

 La participation citoyenne : Elle désigne la possibilité de


donner un rôle aux individus dans une prise de décision
affectant une communauté. Comme le mentionnait déjà De
Tocqueville (1840), « la décentralisation n’a pas seulement une
valeur administrative; elle a une portée civique puisqu’elle
multiplie les occasions pour les citoyens de s’intéresser aux
affaires publiques; elle les accoutume à user de la liberté »494.
En effet, en permettant l’implication des populations dans la
gestion des affaires publiques, les pouvoirs locaux élusseront

494
- A. De TOCQUEVILLE, (1840). De la démocratie en Amérique II. Paris : Les Éditions
Gallimard, 1992. Collection : Bibliothèque de la Pléiade (tome I, pp. 507-1193)

284
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

amenés à renforcer la qualité de leur gestion puisqu’ils seront


plus étroitement contrôlés.
 La transparence : Selon une large littérature, il existe
empiriquement une relation de causalité entre la transparence
(bonne gouvernance) et la décentralisation. En effet, plusieurs
études ont montré que la décentralisation a conduit à une
transparence accrue et a permis de réduire l'incidence de la
corruption. Ainsi une décentralisation réussie (vécue ou
pratique) doit se manifester par une transparence totale dans la
gestion des affaires locales par les élus locaux.
 La responsabilité : La responsabilité au sein d’une société
qui fait l’expérience d’une « décentralisation vécue » n’est que
la résultante des deux premiers éléments. En effet, en permettant
l’implication des populations (participation citoyenne) dans la
gestion des affaires publiques, les gouvernements locaux
doivent témoigner d’une responsabilité et d’une écoute plus
accrues puisqu’ils sont désormais étroitement contrôlés par les
citoyens, et donc seront plus contraints de présenter des résultats
tangibles en matière de développement local. De même, la
transparence exige des élus locaux une prise de conscience pour
une plus grande responsabilité dans la gestion des affaires
locales.
CONCLUSION
Au terme de cette analyse nous pouvons soutenir que la
décentralisation, comme mécanisme de territorialisation de

285
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

l’action publique, a contribué à une co-production de cette


dernière entre le niveau national et le niveau local. Une des
conséquences importantes de cette décentralisation est la
naissance de services publics locaux, désormais considérés
comme l’une, sinon la principale raison d’être des entités
décentralisées.

De surcroît, l’importance accordée aux SPL et aux procédés


de leur prise en charge varie d’un pays à un autre. Certains Etats
ont opté pour un degré élevé de centralisation, impliquant une
forte emprise niveau central sur les SPL, leur financement, leurs
modes de production et d’organisation, tandis que d’autres ont
laissé une plus large autonomie aux Collectivités Territoriales
dans ce domaine. Ceci nous mène à dire que l’analyse du service
public local, va de pair avec l’analyse de la trajectoire historique
des Collectivités Territoriales, dans leur autonomie de décision
et dans leurs rapports avec le pouvoir central.

En définitive, on peut postuler que l’importance du service


public local est largement tributaire de l’importance accordée
aux Collectivités Territoriales etqu’une décentralisation plus
renforcée et une démocratie locale plus participative ne peuvent
que favoriser une bonne gouvernance de la chose locale et par
ricochet la fourniture de services publics locaux de bonne
qualité et mieux adaptées aux besoinsdes populations et du
développement territorial.

286
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

RÉFÉRENCES BIBLIOGRAPHIQUES :
- W. DILLINGER, Decentralization and its Implications for
Urban Service Delivery, Washington, The World Bank,
(« Urban Management Programme Discussion Paper »,) 1994.
- X. GREFFE, La décentralisation, Coll. repères, Ed. La
Découverte, Paris 1992.

- Voir J.F AUBY, Les services publics locaux, Berger-


levrault, 1997.

- S. PETITET, « Les services publics locaux : territoires et


modèles de l’action publique locale », BELTRAN Alain (dir.),
Mémoire HDR, Aménagement et Urbanisme, Université
Lumière Lyon 2, 2001. Disponible sur : https://tel.archives-
ouvertes.fr

- Rapport du Conseil économique et social, (France), «


Aménagement du territoire, services publics et service au public
» (janvier 2006).

- R. CROOK etA. SVERRISSON, 2001, Decentralisation


and Poverty-alleviation in Developing Countries: a
Comparative Analysis or, is West Bengal unique? Brighton,
Institute of Development Studies, 60 p. (« IDS Working
Paper », 130).

- P. TEISSERENC, Les collectivités territoriales dans le


développement local, CNFPT, Recherche et Développement.
Paris, 1988.

287
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

- O. AZFAR, S. KÄHKÖNEN, A. LANYI, P. MEAGHER


et D. RUTHEFORD, “Decentralization, governance and public
services: The impact of institutional arrangements”, Center for
Institutional Reform and the Informal Sector, University of
Maryland, Working Paper No. 255. 1999.

- M. ZOUITEN, « L’unité de la ville : quelle politique de la


ville dans la nouvelle gouvernance urbaine » in Les nouveaux
métiers de la ville, Des métiers pour une gestion urbaine
rénovée, Edition L’Harmattan INAU, Rabat, 2003.

- Loi n° 30-85 relative à la TVA établie en 1986.

- Jean-Sébastien PLICZER, « La notion de service public »,


in INFORMATIONS SOCIALES 2010/2, n° 158.

- J. STUART MILL, le gouvernement représentatif, traduit


en français par D. White, Paris, édition Guillaumin C.
Librairies.1862.

- J. SAYAH, « Quelques remarques sur les principes


directeurs pour les services publics locaux en Europe », in Le
service public local, éd. PUG, 1998.

- J. CHEVALLIER, « L'état régulateur. », Revue française


d'administration publique(no111), 3/2004.

- J. CARLES et J. DUPUIS, « Service public local : Gestion


publique, gestion privée », Nouvelles éditions Fiduciaires, 1989.

288
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

- F. TROGER, 1995, Services publics : faire ou déléguer,


Vuibert, 1995.

- F. HAYEK, The use of knowledge in society. American


Economic Review, n° 35, 1945.

- Dahir du 30 Septembre 1976 relatif à l'organisation des


finances des collectivités locales et de leurs groupements.

- D. BELSHAW, «Decentralized governance and poverty


reduction: Relevant experience in Africa and Asia», dans P.
Collins: Applying public administration in development:
Guideposts to the future (Chichester, Wiley, 2000).

- Commission européenne, Collection outils et méthode,


Document de référence n°23, « Soutenir décentralisation,
gouvernance locale et développement local au travers une
approche territoriale », Bruxelles, Luxembourg, décembre
2016.

- CHAMBAS et al., (2007), La mobilisation de ressources


propres locales en Afrique, Forum « Décentralisation et
Gouvernance Locale ». Nations Unies (Vienne, 26-29 juin
2007), consulté sur internet
(http://www.diplomatie.gouv.fr/fr/IMG/pdf) le 15/02/ 2019 à
10:30.

- A. LEFTWITCH, (1993). Governance, democracy and


development in the Third World. Third World Quarterly, 14(3),
1993.

289
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

- A. De TOCQUEVILLE, De la démocratie en Amérique,


(tome I), Les Éditions Gallimard, Paris, 1992. Collection :
Bibliothèque de la Pléiade.
- A. BENJELLOUN, Droit administratif, tome I,
l'organisation administrative, Dar nachr al maarifa, 2ème éd,
1992.

291
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

Doctorant à la FSE, Rabat


Administrateur 2ème grade Chef du centre
provincial du système d'information
à la direction provinciale de l'éducation
nationale khemisset
Résumé :

La nouvelle conjoncture économique caractérisée par la


mondialisation, la libéralisation des marchés et les nouvelles
technologies informatiques a mis l’administration dans
l’obligation d’adopter une vision managériale pour devenir une
administration efficace, transparente et accessible.

L’administration électronique a donc été mise à l’ordre du


jour de notre gouvernement.

En effet, des chantiers ont été ouverts au sein du ministère de


la modernisation du secteur public, consacrés à la question de la
réforme administrative.

Dans cette perspective, de nombreuses administrations


publiques ont lancé des portails, la plupart du temps
informationnels495.

Le terme administration électronique est souvent compris


dans un sens limité correspondant à la mise en place de télé
services sur internet, ramenant ainsi l’administration

495
- A. Riad, « L’e-gov au service des opérateurs marocains », Les guides CGEM, 2009, p.5

291
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

électronique à une question de pure informatique,


fondamentalement technique. Nous montrerons qu’il s’agit, au
contraire, d’un outil extrêmement stratégique pour transformer
les organisations et améliorer le service rendu aux citoyens496.

Mots clés :

Administration publique, Développement, technologies de


l’information et de la communication, administration
électronique, continuité, indicateurs.

Introduction

La politique de développement de l’administration


électronique avait pour objectifs d’améliorer la qualité du
service au public et de simplifier les relations avec les usagers.

Le recours des administrations publiques aux nouvelles


technologies de l’information et de la communication (NTIC)
est aujourd’hui généralisé dans de nombreux pays. En France, le
lancement, en 1998, du programme d’action gouvernemental
pour la société de l’information (PAGSI) apparaît comme
l’élément déclencheur d’une politique nationale de
développement de l’administration électronique. Deux ans plus
tôt, la circulaire du 16 septembre 1996 avait déjà spécifié que les
systèmes d’information et de télécommunication ministériels
devaient viser à l’amélioration de la qualité et de l’efficacité du

496
- L. Roux, « L'administration électronique : un vecteur de qualité de service pour les
usagers ? », Informations sociales, 2010, p.20

292
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

service public ainsi qu’à la simplification des relations avec les


usagers497.

Au Maroc, s’est lancé, depuis les années 2000, dans une


initiative intitulée IDARATI (mon administration) visant
l’utilisation des technologies de l’information et de la
communication dans l’administration publique.

Problématique

En effet, l’administration électronique au Maroc est une


valeur ajoutée, un élément important dans les administrations à
nos jours.

La problématique qui se pose est que notre pays s’est trouvé


devant un défi de suivre l’évolution des technologies de
l’information et de la communication que connait le monde
entier et d’assurer le développement et la continuité de
l’administration électronique.

La question qui se pose est comment assurer la continuité et


le développement de l’administration électronique au Maroc ?

Hypothèses

Le recours des administrations marocaines à la digitalisation


aura d’une part un impact positif sur le travail et des services
aux usagers :

497
- L. Roux, op.cit., p.1

293
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

 L’émergence d'une administration moderne et ouverte


;
 La dématérialisation des rapports administration-
usagers ;
 La simplification des procédures administratives et
lutte contre la corruption ;
 L’amélioration de la qualité des services.
Contexte théorique

1. Contexte et orientations générales


Le choix de ce sujet vient principalement du contexte
général que connait le monde entier dans le domaine de la
révolution numérique et suivant les orientations générales, on
cite notamment :
 L’article 27 de la constitution relative au « droit d’accès à
l’information » ;

 Le programme de simplification des procédures


administratives ;

 Le programme de développement de l’administration


électronique ;

 Politique de lutte contre la corruption ;

 Modernisation de l’administration ;

 Le Maroc a une stratégie interministérielle de sécurité


informatique sous la responsabilité du ministère de la défense ;

294
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

 Le Maroc 40ième pays a signé la recommandation OCDE


(organisation de coopération et de développement économiques)
sur les stratégies numériques au mois janvier 2015 ;

 Maroc numérique 2013 et Maroc numérique 2020 deux


stratégies ambitieuses ;

 Agence de développement du numérique (ADN)


opérationnelle, premier conseil d’administration en décembre
2017 ;

 Discours de SM le Roi du 23 avril 2001 lors du


symposium sur le Maroc dans la société globale de
l’information et de savoir ;

 Extrait du discours prononcé par SM le Roi du 14 octobre


2016, à l'ouverture de la 1ère session de la 1ère année législative
de la 10ième législature :

« … Par ailleurs, l’administration électronique doit être


généralisée selon une approche intégrée permettant aux
différents départements et aux divers services un accès commun
aux informations.
De fait, l’utilisation des nouvelles technologies contribue à
faciliter l’accès, dans les plus brefs délais, du citoyen aux
prestations, sans qu’il soit nécessaire de se déplacer souvent à
l’Administration et de s’y frotter, car c’est là la cause principale

295
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

de l’extension du phénomène de corruption et du trafic


d’influence… »498.
2. Compréhension de l’administration électronique
1.2 - Définition
Comme d’autres concepts contemporains, il existe plusieurs
définitions de l’administration électronique provenant des
organisations et du milieu de la recherche.

Pour la banque mondiale, l’administration électronique se


réfère à l'utilisation par les agences gouvernementales des
technologies de l'information (comme les réseaux étendus
(WAN), l'internet et l'informatique mobile) qui ont la capacité
de transformer les relations avec les citoyens, les entreprises et
d'autres agences gouvernementales. Ces technologies peuvent
servir une variété de finalités : une meilleure prestation de
services gouvernementaux aux citoyens, l'amélioration des
interactions avec les entreprises et les industries,
l'autonomisation des citoyens par l'accès à l'information ou une
gestion efficace des services publics. Les avantages qui en
résultent peuvent être : moins de corruption, plus de
transparence, plus de commodité, la croissance des revenus et la
réduction des coûts ». (Banque Mondiale, 2011)499.

498
- Conseil économique, social et environnemental, « La transformation digitale au cœur du
service au citoyen et pour un développement économique fort », Focus du rapport annuel,
2016, p.3
499
- A. DIABAGATE, « E-Gouvernement : modélisation d’un système d’information
décisionnel intégrant les concepts de l’intelligence artificielle, de Big Data et de data science
pour une gouvernance efficace des marchés publics », thèse de doctorat, faculté des sciences
et techniques, Tanger, 2016, p.28

296
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

Pour la commission européenne, l’administration


électronique désigne l’utilisation des outils et systèmes rendue
possible par les TIC afin de fournir des

services publics de meilleure qualité aux citoyens et aux


entreprises500.

L’organisation des nations unies (ONU) définit l’e-


gouvernement comme étant : « l'utilisation et l'application des
technologies de l'information dans l'administration publique
pour rationaliser et intégrer les flux de travail et de processus,
gérer efficacement les données et informations, améliorer la
prestation de service public, ainsi qu’élargir les canaux de
communication pour l'engagement et la responsabilisation des
citoyens ». (United Nations E-government Survey, 2014).

L'organisation de coopération et de développement


économiques (OCDE), qui s’intéresse au gouvernement
électronique, le définit comme étant : « l'utilisation des
nouvelles technologies de l’information et de la communication
en général et de l’internet en particulier par les gouvernements
en vue de rendre meilleurs les services et le fonctionnement des
gouvernements » (OCDE, 2001).

Selon Carter et Bélanger, l’e-gouvernement consiste en : «


l'utilisation des technologies de l'information pour permettre et
améliorer l'efficacité avec laquelle les services
500
- A. Temtime, « L’évaluation de l’administration électronique, instrument politique clef
pour le développement de la société de l’information », note d’orientation, 2014, p.3

297
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

gouvernementaux sont offerts aux citoyens, aux employés, aux


entreprises et aux agences » (Carter et Bélanger, 2005).

Bhatnagar définit l’e-gouvernement comme : « le partage et


la prestation de services aux citoyens et aux entreprises dans le
but de réduire la corruption, renforcer la reddition de comptes,
réduire le temps et les coûts, et accroître la transparence. »
(Bhatnagar, 2002)501.

Selon (Dempsy, 2003), l’administration électronique est


l’usage des TIC pour transformer le gouvernement en le rendant
plus accessible.

En outre, (Johnston,2001) a définit l’administration


électronique comme étant un processus qui permet l’utilisation
de internet pour fournir des services aux clients et aux
entreprises, pour permettre aux organisations du gouvernement
de connecter les employés, les fournisseurs et les clients et pour
transformer les opérations du gouvernement en incluant aussi les
relations gouvernement-gouvernement502.

Au regard de toutes les définitions existantes, on peut définir


l’administration électronique comme l’utilisation des
technologies de l’information et de la communication en général
et de l’internet en particulier pour offrir des services de qualité
aux personnes physiques et morales, améliorer le
501
- A. DIABAGATE, op.cit., p.28
502
- El. Megder, C. Cherkaoui, B. Sbihi, D. Mammass, « Le e-gouvernement et la
modernisation du Secteur public », Sciences of Electronic Technologies of Information and
Télécommunications (SETIT), 2005, p.2-3

298
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

fonctionnement interne des administrations, améliorer les


interactions entre les services gouvernementaux et faciliter la
tâche de leurs employés.

L’administration électronique est faite pour que les usagers


disposent du maximum de confort et de services à domicile.
Cette mission suppose que les divers services publics aient passé
des accords pour s’échanger les données et les autorisations
nécessaires. L’usager est à son poste de travail et ne voit que le
résultat de sa demande individuelle503.

2.2 - Les objectifs de l’administration électronique


En effet, les objectifs de l’administration électronique se
résument dans les points suivants :

 Améliorer la productivité de l’administration ;


 Garantir une bonne gouvernance de l’administration ;
 Viser un large public : citoyens, entreprises et
administrations504 ;
 Renforcer la communication et l’échange électronique au
sein de l’administration au niveau central, regional et local;
 Renforcer la capacité des agents publics eu égard aux
impératifs de l’administration électronique ;
 Adopter les options technologiques garantissant la
continuité de la fourniture des services en ligne ;

503
- G. Chatillon , « L’administration électronique », Revue internationale de droit comparé,
2006, p.678
504
- A. Benchenna, « L’administration électronique au Maroc : entre exigences internationales
et réalités nationales », Les Enjeux de l’Information et de la Communication, n°11, 2010, p.15

299
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

 Renforcer le développement des services en ligne offerts à


l’entreprise afin d’améliorer sa compétitivité ;
 Renforcer le développement des services en ligne offerts
au citoyen en assurant leur efficacité ;
 Créer les conditions d’accès et d’utilisation optimales des
services (efforts de marketing, cartes d’accès, conditions de
confiance, sécurité et certification ;
 Developer la composante administration et assurer
l’intégration des services;
 Améliorer le processus de traitement de l’information
effectué par l’administration et la mise en ligne de ses services
au profit de l’entreprise et du citoyen ;
 Réduire les coûts supportés par les contribuables ;
 Améliorer la qualité du service rendu ;
 Diminuer les délais du traitement505.

2.3 - Les dimensions ou niveaux de l’administration


électronique
Selon le destinataire ou l’interlocuteur du service public
considéré (citoyen, entreprise, institution gouvernementale ou
employé public), il y’a quatre catégories ou espaces de
développement pour l’administration électronique :

505
- Khédija ZAMMOURI (Directeur général de l’unité de l’administration électronique à
Tunisie), exposé sur « L’administration électronique en Tunisie : perspectives et défis »
devant le premier ministre tunisien le 12 et 13 mars 2007

311
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

- Dimension administration à citoyen physique


(government to citizen : G2C)
Concerne le développement de services à destination de
l’individu en tant que citoyen, tels que le téléchargement de
formulaires administratifs, la déclaration en ligne des revenus ou
le dossier patient médical informatisé.

- Dimension administration à administration


(government to government : G2G)
Concerne le développement de services et d’applications
pour instaurer ou améliorer la collaboration et la coopération
entre les services des différentes institutions gouvernementales.
Un exemple d’un tel développement est l’interconnexion ou
l’intégration des bases de données et des systèmes informatiques
de la direction de l’impôt sur le revenu, de la direction de la taxe
d’habitation et du trésor public.

- Dimension administration à entreprise (government to


business : G2B)
Concerne le développement de services gouvernementaux à
destination des entreprises et des acteurs de l’économie, des
exemples de tels services sont la déclaration en ligne de la TVA
ou le guichet électronique unique pour les formalités de création
d’entreprise.

- Dimension administration à employé (government to


employée : G2E)
Concerne le développement de services au sein même de
l’administration à destination des employés et fonctionnaires des

311
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

services publics tels que l’informatisation des procédures de


remboursement des frais de mission ou la mise en place d’outils
de travail collaboratif (agenda et documents partagés par
exemple)506.

Après l’examination des différents espaces de


développement de l’e-administration, on peut les résumés au
figure suivante :

Figure N°1 : Les différents espaces de développement de


l’e-administration507

3 - La continuité de l’administration électronique


L’administration électronique est devenu une nécessité pour
les pays du monde, à raison du phénomène de la mondialisation
et de l’évolution rapide des technologies de l’information et de
la communication.

506
- S. Assar et I. Boughzala, « Administration électronique : constats et perspectives »,
éditions Lavoisier, paris, 2007, p.20
507
- S. Assar et I. Boughzala, Ibid., p.140

312
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

Notre pays a suivi cette évolution en se basant sur la volonté


et les orientations de Sa Majesté le Roi Mohamed VI sur ce sujet
au cours des différents discours royaux. En outre, le
gouvernement a suivi ces orientations par la création de l’agence
de développement numérique et des différents plans de
développement et ce pour assurer la continuité de
l’administration électronique.

3-1 Création de l’agence de développement numérique


Le Maroc concrétise l’un des objectifs urgents de
digitalisation fixés à l’horizon 2020. Un important pas vient
d’être franchi activant ce procès ayant connu de longues années
de stagnation.

Promulgation de la loi 61-16 portant création de l'agence de


développement digital, promulguée par le dahir n°1-17-27 et
publiée au bulletin officiel n°6604 le 14 Septembre 2017,
instance qui veillera sur le bon déroulement de la stratégie
digitale, est officiellement en marche depuis l’année 2016. Elle
a tenu son premier conseil d’administration le 22 décembre
2017.

C’est un outil de gouvernance efficace pour le pilotage et la


mise en œuvre de la stratégie Maroc digital, notamment les
projets de l’administration électronique, et au développement
des services publics numériques, en garantissant leur
interopérabilité et leur intégration, et veiller à leur mise en

313
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

œuvre dans le cadre de conventions de partenariat avec autorités


et les organismes concernés, c’est une agence au service des
organismes publics et privés.

La direction générale par intérim a été attribuée au début à


Mme Khouloud abejja avec quatre autres experts marocains
apporteront leur savoir-faire à ce grand chantier, et après SM le
Roi a nommé lors d’un conseil des ministres le 07 février 2019
le directeur général de l'agence Mr Mohamed idrissi meliani508.

Notre pays mise sur la transformation numérique en tant que


levier important dans le développement économique et social et,
ce conformément aux directives royales. Le souverain avait
souligné, dans le discours du trône de 2018, la nécessité de tirer
profit des technologies de l’information pour accélérer la
réalisation des objectifs de développement souhaité pour notre
pays.

Il est à signaler que l’agence a lancé un projet de plan


pluriannuel entre 2020 et 2022509.

En outre, le chef du gouvernement a confié en janvier 2019 à


l’agence de développement numérique la mission d’élaborer une
note pour proposer au gouvernement des orientations pour le
développement du digital à l'horizon 2025.

508
- Https://portail.portnet.ma/fr/lagence-du-developpement-numerique-en-marche (consulté
le 17 mars 2019 à 01.25h)
509
- Intervention de directeur général de l'agence, Mohamed idrissi meliani lors de la 3ième
session du conseil d'administration de l'agence de développement du digital lundi 12/12/2019
à Rabat

314
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

Cette note a enfin été approuvée lors du dernier conseil


d’administration de l’ADN tenu le 23 décembre 2019. L’agence
de développement numérique a défini les perspectives de
développement du digital au Maroc avec 3 principaux défis
: l’amélioration de la qualité des services publics, l’amélioration
de la productivité et de la compétitivité de l’économie nationale
et la réduction des inégalités sociales.

L’objectif est de réduire le taux d’insatisfaction des citoyens


et entreprises510.

3-2 Les plans de développement de l’administration


électronique au Maroc
Le plan Maroc numérique a été construit autour d’une vision
et des ambitions claires pour le Maroc, visant à le positionner
parmi les pays émergents dynamiques dans les technologies de
l’information.

• Faire des TI un vecteur du développement humain ;

• Faire des TI une source de productivité et de valeur


ajoutée pour les autres secteurs économiques et pour
l’administration publique ;

• Faire du secteur des TI un des piliers de l’économie ;

• Positionner le Maroc comme un hub technologique


régional.

510
-https://www.medias24.com/voici-les-orientations-2020-2025-pour-le-developpement-du-
digital-au-maroc-6917.html (Consulté le 25 janvier 2020 à 02.30h)

315
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

- Maroc numérique 2013


Ce programme a été présenté devant Sa Majesté le Roi, que
dieu l'assiste, le 10 octobre 2009. Il traduit la volonté du
gouvernement de tout mettre en œuvre afin d'assurer au secteur
un environnement propice pour son développement avec des
objectifs chiffrés pour le marché des télécommunications à
horizon 2013 : un parc fixe et mobile de 34 millions d'abonnés,
un parc de 2 millions d'abonnés à internet et un chiffre d'affaires
global de l'ordre de 40 milliards de dirhams.

Il est doté de 5,2 milliards de dirhams est lancé pour


développer la technologie numérique. Il s'articule autour du
développement de quatre axes : l'internet haut débit, l'e-
gouvernement, la filière locale des TIC des petites et moyennes
entreprises (PME) et soutenir les acteurs technologie de
l’information locaux ou exerçant en offshore.

Les TIC qui constituent 8% du produit national brut (PNB)


marocain, devraient, grâce à ce programme, atteindre les 12% en
2012. Des objectifs clairs et chiffrés à horizon 2013 sont entre
autres l'obtention d'un produit intérieur brut (PIB) additionnel
de 7 milliards de dirhams, un volume d'emplois de 58000
comparé à 32000 en 2008511.

Les objectifs de ce plan consistent à :


511
- G. Ngassi Ngakegni, « Impact des technologies de l'information et de la communication
sur le tissu productif des biens et services au Maroc », mémoire de fin d’étude, INSEA Rabat,
2010, p.38
511
- A. Elloumi, « La protection des données à caractère personnel sur internet », REMALD,
N° 132, 2017, p.38

316
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

- Remplacer des procédures administratives complexes pour


le citoyen ou l’entreprise par une seule ;
- Disposer d'un compte unique citoyen ou entreprise pour se
connecter à tous les services administratifs en ligne.
Cette solution a pour but d’intégrer une gateway
gouvernementale accessible à tous les départements. La gateway
peut s’intégrer avec les systèmes d’informations des
administrations pour automatiser certains échanges.

Dans ce volet on cite le portail des données ouvertes de


l’administration publique « data.gov.ma » et le portail national
des réclamations « chikaya.ma »512.

En conclusion, force est de constater que le plan Maroc


numérique a réellement constitué une avancée majeure dans le
cadre de la démocratisation des technologies de l’information
dans notre pays, le Maroc a réalisé 60% des objectifs du Maroc
numérique 2013, et annonce le plan Maroc numérique 2020
pour compléter l’ancien plan.

- Maroc numérique 2020


En vue d’assurer la continuité de la dynamique créée par le
précèdent plan numérique « Maroc numérique 2013 » et de
booster davantage le développement du secteur de l’économie
numérique, une nouvelle vision pour le digital, à horizon 2020, a

512
- K. Rölke, « Etude comparative des stratégies de transformation numérique de
l’administration publique », programme de coopération Maroc-union européenne, volume 2,
Mars 2018, p.165

317
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

été élaborée dans une approche participative. La stratégie


nationale « Maroc numérique 2020 » qui vise à :

- Accélérer la transformation numérique du Maroc ;


- Renforcer la place du Maroc comme hub numérique
régional ;
- Relever les freins éco systémiques, en s’attaquant en
particulier à la problématique de la gouvernance et des
compétences numériques513.
Ce nouveau plan annoncé le 27 juin 2016 par Moulay hafid
el alamy, le ministre marocain de l’industrie devant le Roi
Mohammed VI.

Ce nouveau plan vise le développement numérique dans le


pays permettant ainsi au Royaume de s’inscrire dans l’économie
digitale mondiale et le développement de l’administration
électronique.

La stratégie digitale 2020 a comme principaux objectifs :

- Réduire 50% de la fracture numérique ;


- Mettre en ligne 50% des démarches administratives ;
- Connecté 20% des petites et moyennes entreprises (PME) ;
- Positionner le Maroc en premier hub
numérique d’Afrique514.
3-3 Prix national de l’administration électronique E-mtiaz
513
- Https://en.unesco.org/creativity/periodic-reports/measures/strategie-maroc-digital-2020
(consulté le 20 Mai 2019 à 11h)
514
- https://en.unesco.org/creativity/periodic-reports/measures/strategie-maroc-digital-2020
(consulté le 28 juillet 2019 à 20.45h)

318
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

Afin de promouvoir et d’encourager le développement des


services publics électroniques au Maroc, le ministère de la
réforme de l'administration et de la fonction publique organise
depuis 2005 le prix national de l’administration électronique
« e-mtiaz ». Ce prix, tout-à-fait symbolique, vise à créer
l’émulation entre les différents acteurs publics (administrations,
établissements et entreprises publics, communes et délégataires
de services publics) en matière de développement des services
publics électroniques.

Il s’agit de distinguer les projets et initiatives d’e-


administration qui réussissent, de les faire connaitre, et de
reconnaître les efforts fournis par les équipes qui portent ces
projets515.

L'e-administration ou la dématérialisation des différentes


procédures est devenue une étape incontournable dans la
réussite des projets de modernisation. Elle met aussi en évidence
les effets sur le fonctionnement interne de l'administration et sur
les relations et démarches de l'usager avec cette dernière516.

La sélection des meilleurs services publics électroniques


candidats au prix « e-mtiaz » se fait, sur la base d’un règlement
de concours, par une commission de sélection composée de
membres, ayant une grande compétence et notoriété dans le

515
- Ministère de la réforme de l'administration et de la fonction publique, « Référentiel de
l’organisation du prix national de l’administration électronique », 12ième édition, 2018
516
- H. Amélie, « L'e-administration et la gestion de la relation aux citoyens : l'exemple des
services scolaires », Paris, éditions l'Harmattan, 2015, p.8

319
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

domaine de l’administration électronique et des TIC,


représentant les secteurs publics et privés et la société civile.

Le prix « e-mtiaz » est un prix symbolique sous forme d’un


trophée portant le logo « e-mtiaz » et l’année de l’édition.

Les lauréats du prix sont primés comme suit :

- Prix « e-mtiaz » pour l’excellence : revient au service


classé au premier rang dans chaque catégorie.
- Prix « e-mtiaz » pour l’encouragement : revient au service
classé au deuxième rang dans chaque catégorie.
Le prix national de l’administration électronique « e-mtiaz »
est décerné lors d’une grande cérémonie, présidée par le chef du
gouvernement ou son représentant, courant le mois de novembre
de chaque année.

Ce concours est ouvert aux administrations publiques, aux


collectivités territoriales, aux établissements et entreprises
publiques et aux délégataires de services publics.

Le service candidat doit respecter les conditions suivantes :

- Qu’il s’agisse bien d’un service public électronique ;


- Qu’il soit orienté citoyen ou entreprise (G2C ; G2B) ;
- Qu’il soit opérationnel (et non pas en mode projet) depuis
au moins trois mois avant la date limite de dépôt des dossiers de
candidature517.

517
- Ministère de la réforme de l'administration et de la fonction publique, op.cit

311
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

4 - Les avantages de l’administration électronique


En effet, il existe des avantages de l’e-administration pour
les citoyens, que pour le gouvernement et les employés.

- Les avantages pour les citoyens physiques et moraux

 Qualité et accessibilité des services :


• Pas de contrainte horaire, accessibilité et disponibilité
accrues car on peut accéder aux services 24 heures sur 24 et 7
jours sur 7 ;

• Disponibilité de l’information et fourniture d’informations


et formulaires téléchargeables518 ;

Peu ou pas de déplacement : toute démarche peut se faire à


distance ;

• Pas d’attente dans une file (self-service) ;

• Un guichet d’entrée unique pour les demandes : pas de


déplacement d’un département ou d’un service à l’autre ;

• Prise en charge globale de la demande qui nécessite


l’intervention de plusieurs services.

 Délais de traitement des demandes :


• Gains de temps obtenu grâce à l’accélération des
procédures ;

• Service personnalisé.

518
- Australia. National office for the information economy/DMR consulting, « E-government
benefits study », 2003, p.15

311
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

 Coût des prestations :


Potentiel de réduction des coûts pour les clients de
l’administration grâce à l’amélioration des procédures
administratives519.

- Les avantages pour les administrations publiques et


leurs employés
Depuis l’avènement des ordinateurs, et plus récemment
d’internet, la pression exercée sur les administrations pour
qu’elles s’acquittent mieux de leurs tâches s’est accrue, et les
technologies de l’information et de la communication (TIC)
leurs ont donné la capacité de le faire grâce à l’administration
électronique. On entend ici par administration électronique
l’utilisation des TIC, et en particulier d’internet, dans le but
d’améliorer la gestion des affaires publiques. Sa conséquence
essentielle réside tout simplement dans une meilleure
administration autrement dit, l’administration électronique est
davantage affaire d’administration que d’électronique. Elle
permet d’obtenir de meilleurs résultats sur le plan de l’action
publique, des services de meilleure qualité et un engagement
accru des citoyens. Le jugement porté sur les gouvernements et
les administrations publiques demeurera, fort légitimement,
fondé sur ces critères reconnus de réussite.

519
- Gilles St-Amant, « Gouvernement en ligne cadre d'évolution de l'administration
électronique », publié dans système d’information et management, Volume 10 numéro 1,
2005, p.12

312
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

En outre, l’administration électronique offre d’autres


avantages :

- L’administration électronique permet de travailler plus


efficacement et améliore les services520.
- L’administration électronique contribue à la réalisation
d’autres objectifs de politique économique, dans la mesure où
elle permet de réduire les dépenses publiques grâce à la mise en
œuvre de programmes plus efficaces et efficients, d’améliorer la
productivité des entreprises grâce à la simplification des
procédures administratives, et de favoriser le développement de
la société de l’information et du secteur des TIC.
- L’administration électronique peut être un instrument de
réforme essentiel : tous les gouvernements de l’OCDE sont
confrontés au problème de la modernisation et de la réforme de
la gestion publique.
- L’administration électronique peut aider à instaurer la
confiance entre administrations et citoyens521.
En outre, les TIC peuvent aider un individu à faire entendre
sa voix dans un débat général, elles peuvent être mises à profit
pour encourager les citoyens à réfléchir de façon constructive
aux questions d’intérêt public, et elles peuvent contribuer à

520
- O. Vacchino, « Vers l'e-gouvernance : pour une nouvelle administration numérique »,
CNDP, 2013, p.21
521
- Mémoire de fin d’étude, « Les NTIC et la modernisation de l’administration au Maroc »,
économie et gestion, 2012, p.45 (disponible en ligne https://wikimemoires.net/2012/02/ntic-
et-administration)

313
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

l’évaluation des conséquences du recours à la technologie pour


décloisonner le processus politique.

Des mesures doivent également être prises en ce qui


concerne la qualité de l’information et l’obligation de rendre
compte. Néanmoins, peu nombreux sont ceux qui pensent que
les dispositifs d’administration électronique remplaceront
complètement, dans un avenir proche, les méthodes
traditionnellement utilisées en matière d’information, de
consultation et de participation du public522.

Contexte pratique :

1) Indicateurs de l’administration électronique


marocaine
Le Maroc a réalisé des avancées sur un nombre significatif
d’indicateurs internationaux relatifs aux TIC.

Sur 193 pays étudiés par l’ONU, le royaume du Maroc est


classé en 2018 à la 110ième place dans l’indice de développement
de l’e-government (EGDI). Il perd ainsi 25 places par rapport à
2016 et donc 28ième rangs comparé à son classement en 2014.

En effet, l’indice de développement de l’e-government


(EGDI) est calculé à partir de la moyenne des trois sous-indices
suivants : les services en ligne, le capital humain et
l’infrastructure des technologies de l’information. En plus, il est
publié tous les deux ans par l’ONU.

522
- Mémoire de fin d’étude, « Les NTIC et la modernisation de l’administration au Maroc »,
op.cit., p.45

314
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

En Afrique, région qui affiche un retard par rapport au reste


du monde en matière de développement de
l’administration électronique, le Maroc se place au 6iéme rang,
derrière l’Île Maurice (66ième place mondiale), l’Afrique du Sud
(68ième), la Tunisie (80ième), les Seychelles (83ième) et le Ghana
(101ième).

Il figure aussi dans le Top 10 arabe, dominé par les Emirats


arabes unis (21ième rang mondial), le Bahreïn (26ième), le Koweït
(41ième) et le Qatar (51ième).

Le Maroc a perdu trois places dans le classement mondial de


l’e-gouvernement de l'année 2016. En effet, l’organisation
onusienne qui établit tous les 2 ans un rapport sur l’e-
gouvernement place le Maroc dans son rapport 2016 au 85ième
rang mondial et 4ième africain, en régression de trois points en
comparaison avec l’édition 2014.

 Indice et classement mondial en termes de services en


ligne

Indice ONU Infrastructure Capital humain Services en ligne


TI
e-gouvernement

 Indice ONU e-gouvernement


Année 2010 2012 2014 2016 2018 2020
Indice ONU 0.328 0.420 0.506 0.518 0.521 0.572
e- 7 9 0 6 4 9
gouvernemen
t

315
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

Tableau N°1 : Indice ONU e-gouvernement entre 2010 et


2020

 Indice infrastructure TI
Année 2010 2012 2014 2016 2018 2020
Indice 0.1769 0.2772 0.3350 0.3429 0.3697 0.58
infrastructure
TI
Tableau N°2 : Indice infrastructure TI entre 2010 et 2020

 Indice capital humain


Année 2010 2012 2014 2016 2018 2020
Indice 0.5739 0.4430 0.4901 0.4737 0.5278 0.6152
capital
humain
Tableau N°3 : Indice capital humain entre 2010 et 2020

 Indice des services en ligne


Année 2010 2012 2014 2016 2018 2020
Indice des 0.2381 0.5425 0.6929 0.7391 0.6667 0.5235
services en
ligne
Tableau N°4 : Indice des services en ligne entre 2010 et
2020

Après le traitement et le calcul de chaque indice, on peut


résumer le classement du Maroc au niveau mondial comme
suit :

Indice ONU Infrastructure Capital Services


e- TI humain en ligne
gouvernement

316
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

2010 126ième 93ième 153ième 104ième


2012 120ième 92ième 167ième 56ième
2014 82ième 93ième 153ième 30ième
523
2016 85ième 101ième 157ième 36ième
2018 110ième 104ième 148ième 78ième
524
2020 106ième 95ième 151ième 64ième
Tableau N°5 : Classement mondial du Maroc en termes
de services en ligne

Le Maroc a atteint en 2014 son meilleur niveau dans le


classement des nations unies sur les services en ligne durant la
période 2010-2020. En effet, sur un total de 193 pays, il est
passé du 104ième rang en 2010, au 30ième rang en 2014. Toutefois,
cette évolution positive n’est pas inscrite dans la durée, et le
Maroc a régressé au 64ième rang en 2020.

En ce qui concerne les deux autres composantes du


classement des Nations unies sur l’e-gouvernement, à savoir le
capital humain et l’infrastructure IT, le niveau du Maroc n’a
pas beaucoup évolué et a demeuré dans des niveaux bas du
classement mondial : 95ième dans l’infrastructure TI et 101ième
dans le capital humain. Ceci constitue une entrave à une
large utilisation des services en ligne développés par les secteurs
publics.

2) Quelques évolutions des TIC

523
- Http://www.egov.ma/fr/indicateurs-egov (consulté le 12 Avril 2019 à 01h)
524
- Cour des comptes, « Evaluation des services publics en ligne », rapport, 2019, p.27

317
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

Dans le cadre du suivi du développement des TIC au Maroc


dont l’objectif est de sonder le niveau d’équipement et d’usage,
de suivre les évolutions pour le développement de
l’administration électronique.

Les principaux indicateurs collectés portent sur des abonnés


à internet, l’évolution des noms de domaine « .ma » et
l’utilisation de téléphone mobile et fixe par les individus au
Maroc.

Les principaux résultats se présentent comme suit :

2-1 Evolution du parc global des abonnements à internet


Au terme du mois de septembre 2019, l’évolution du parc
global des abonnements à internet se présente comme suit :

Figure N°2 : Evolution du parc total des abonnés internet


entre 2010 et 2019

318
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

On observe plus grand accès des citoyens marocains à


internet entre 2010 et 2019, passant de 1 866 963 à
26 183 000525.

2-2 Evolution du parc des noms de domaine « .ma »


A fin septembre 2019, le parc de noms de domaine « .ma »
compte 76.006 noms de domaine enregistrés, soit une
augmentation de +8,88% par rapport à septembre 2018. Le
graphique ci-dessous montre l’évolution des noms de domaine
entre l’année 2010 et le 3ème semestre de l’année 2019.

Figure N°3 : Evolution du parc des noms de domaine


« .ma »

La création des noms de domaine à évoluer entre l’année


2010 et l’année 2019 d’une augmentation de 38037 nom de
domaine « .ma »526.

525
- Tableau de bord du marché de l’internet de l’observatoire de l’ANRT

319
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

2-3 Evolution du parc global de la téléphonie mobile


La quasi-totalité des ménages urbains et ruraux possèdent au
moins un téléphone mobile, le graphique ci-dessous montre
l’évolution de la téléphonie mobile entre 2010 et 2019.

Evolution du parc global de la téléphonie mobile


50 000 000 47 498 000
44 115 000 44 738 000
43 916 000
45 000 000 42 424 000 43 080 000
41 514 000
39 016 000
40 000 000 36 554 000
Nombre de la téléphonie mobile

35 000 000 31 982 000


30 000 000
25 000 000
20 000 000
15 000 000
10 000 000
5 000 000
0
2111 2111 2112 2113 2114 2111 2116 2117 2118 2119

Année

Figure N°4 : Evolution du parc global de la téléphonie


mobile

En effet, entre l’année 2010 et l’année 2019, le parc global


de la téléphonie mobile a évoluer en passant de 31 982 000 à
47 498 000527.

2-4 Evolution du parc global de la téléphonie fixe


Le graphique ci-dessous montre l’évolution de la téléphonie
fixe entre 2010 et 2019.

526
- Tableau de bord du domaine .ma de l’observatoire de l’ANRT
527
- Tableau de bord du marché de la téléphonie mobile de l’observatoire de l’ANRT

321
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

Figure N°5 : Evolution du parc global de la téléphonie


fixe

On remarque qu’il y’a une diminution de la téléphonie fixe


entre 2010 et 2019 de 1 729 435, c’est normal puisqu’en
contrepartie il y’a une augmentation de la téléphonie mobile528.

Conclusion

La digitalisation est un pouvoir qui n'a pas de limites, son


extension est arrivée jusqu’à les petits détails de notre vie
quotidienne, et comment ne peut-il pas atteindre le monde des
administrations. Ces dernières se trouvent face à la
transformation digitale qui change les métiers, les numériser, les
dématérialiser et les automatiser pour devenir plus simples et
plus faciles. Une mutation qui permet d'optimiser et de réduire

528
- Tableau de bord du marché de la téléphonie fixe de l’observatoire de l’ANRT

321
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

les couts, de créer une forte valeur pour l’administration et


d'augmenter sa performance.
La transformation digitale a modifié les fondamentaux du
business, dont elle a atteint presque la totalité des services de
l’administration quelque soit son secteur d’activité. Mais tout le
monde ne s'adapte pas souvent à la transformation digitale, il y’a
des exceptions, des personnes qui pensent que le digital ne les
concerne pas, des personnes qui expriment leurs résistances face
à ce changement. Ces résistances se manifestent comme un
risque d’echec de la transformation digitale, elles peuvent être
nées d'un choc culturel, du systeme éducatif, de la personne
concernée, de positionnement hiérarchique aussi incapable
d’être franche et d'avouer leur ignorance etc.
Pour réussir sa transformation digitale, il est impératif pour
l'organisation de réduire des résistances. Cette réduction passe
principalement par l'application d'une démarche de conduite de
changement. Cette dernière est un ensemble de techniques de
gestion et d'accompagnement qui permettent d'assurer
l'implication des employés dans la nouvelle sphère digitale si on
choisit bien les leviers les plus adaptés à ces acteurs.
Alors, notre recherche se préoccupe sur la thématique de la
conduite de la transformation digitale des administrations
marocaines dont nous avons essayé à découvrir l’importance
qu'elles accordent au système digital et vu l'impact de ce sujet
sur leurs activités et les résistances résultantes de ce

322
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

changement, nous avons voulu documenter la problématique de


la transformation digitale dans les administrations en mettant le
doigt sur les réactions des collaborateurs face à ce sujet et
comment les managers les accompagnent pour s'adapter à cette
mutation et pour la réussir.
Références bibliographiques

Ouvrages

 Australia. National Office for the Information Economy /


DMR Consulting, « E-government benefits study », 2003
 Hattab Amélie, « L'e-administration et la gestion de la
relation aux citoyens : l'exemple des services scolaires », Paris,
éditions L'Harmattan, 2015
 Said Assar et Imed Boughzala, « Administration
électronique : constats et perspectives », éditions Lavoisier,
paris, 2007
 Vacchino Olivier, « Vers l'e-gouvernance : pour une
nouvelle administration numérique », CNDP, 2013

Thèses et mémoires
 DIABAGATE, « E-Gouvernement : modélisation d’un
système d’information décisionnel intégrant les concepts de
l’intelligence artificielle, de Big Data et de data science pour
une gouvernance efficace des marchés publics », thèse de
doctorat, faculté des sciences et techniques, Tanger, 2016

323
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

 Ghynel NGASSI NGAKEGNI, « Impact des Technologies


de l'Information et de la Communication (TIC) sur le tissu
productif des biens et services au Maroc », mémoire de fin
d’étude, INSEA rabat, 2010

 Mémoire de fin d’étude, « Les NTIC et la modernisation


de l’administration au Maroc », économie et gestion, 2012,
(disponible en ligne https://wikimemoires.net/2012/02/ntic-et-
administration)

Articles et revues
 Abderraouf Elloumi, « La protection des données à
caractère personnel sur internet », REMALD, N 132, 2017
 Benchenna Abdelfettah, « L’administration électronique
au Maroc : entre exigences internationales et réalités
nationales », Les Enjeux de l’Information et de la
Communication, n°11, 2010

 El Hassan Megder, Chihab Cherkaoui, Boubker Sbihi et


Driss Mammass, « Le e-Gouvernement et la Modernisation du
Secteur Public », Sciences of Electronic Technologies of
Information and Télécommunications (SETIT), 2005
 Georges Chatillon, « L’administration électronique »,
Revue internationale de droit comparé, 2006
 Gilles St-Amant, « Gouvernement en ligne cadre
d'évolution de l'administration électronique », publié dans

324
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

système d’information et management, Volume 10 numéro 1,


2005
 Laëtitia Roux, « L'administration électronique : un vecteur
de qualité de service pour les usagers ? », Informations sociales,
2010

Webographie
 http://www.egov.ma/fr/indicateurs-egov (consulté le 12
Avril 2019 à 01h)
 https://en.unesco.org/creativity/periodic-
reports/measures/strategie-maroc-digital-2020 (consulté le 20
Mai 2019 à 11h)
 https://en.unesco.org/creativity/periodic-
reports/measures/strategie-maroc-digital-2020 (consulté le 28
juillet 2019 à 20.45h)
 https://portail.portnet.ma/fr/lagence-du-developpement-
numerique-en-marche (consulté le 17 mars 2019 à 01.25h)
 https://www.medias24.com/voici-les-orientations-2020-
2025-pour-le-developpement-du-digital-au-maroc-6917.html
(consulté le 25 janvier 2020 à 02.30h)

Rapports

 Conseil économique, social et environnemental, « La


transformation digitale au cœur du service au citoyen et pour un

325
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

développement économique fort », Focus du rapport annuel,


2016
 Cour des comptes, « Evaluation des services publics en
ligne », 2019

Autres

 Abderrahman Riad, « L’e-gov au service des opérateurs


marocains », Les guides CGEM, 2009
 Afework Temtime, « L’évaluation de l’administration
électronique, instrument politique clef pour le développement de
la société de l’information », note d’orientation, 2014
 Intervention de Directeur général de l'agence, Mohamed
Idrissi Meliani lors de la 3ième session du conseil
d'administration de l'agence de développement du digital lundi
12/12/2019 à Rabat
 Karin Rölke, « Etude comparative des stratégies de
transformation numérique de l’administration publique »,
programme de coopération Maroc-union européenne, Volume 2,
Mars 2018
 Khédija ZAMMOURI (Directeur Général de l’Unité de
l’Administration Electronique à Tunisie), exposé sur
« L’Administration Electronique en Tunisie : Perspectives et
Défis » devant le premier ministre tunisien le 12 et 13 mars
2007

326
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

 Ministère de la réforme de l'Administration et de la


fonction publique, « Référentiel de l’organisation du Prix
National de l’Administration Electronique », 12ième édition,
2018
 Tableau de bord du domaine .ma de l’observatoire de
l’ANRT
 Tableau de bord du marché de l’internet de l’observatoire
de l’ANRT
 Tableau de bord du marché de la téléphonie fixe de
l’observatoire de l’ANRT
 Tableau de bord du marché de la téléphonie mobile de
l’observatoire de l’ANRT

327
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬

Dr. Yousra Oulkadi

Introduction
L’évolution technologique, la rénovation apportée tant aux machines,
ordinateurs, concentrateurs et commutateurs... est devenue une réalité
bouleversante pour le régime fiscal. Cette réalité virtuelle d’internet
choppe des montants colossaux qui résulte d’une évasion fiscale.

Ces outils technologiques qui un jour étaient des moyens de


communication, aujourd’hui, ces derniers sont devenus des moyens
indispensables pour contracter à distance, pour en contrepartie d’un
paiement électronique.

Cette notion a timidement vu le jour en 1993 avec des organisations


qui utilisaient internet à des fins administratives et aussi pour une
meilleure organisation entre ces divers entrepreneurs.

En 1994, ce n’était pas la même image du commerce en ligne que


nous voyons de nos jours. C’est juste en 1997 que l’e-commerce se
démocratise enfin et les grandes entreprises du secteur informatique
comme Microsoft commencent à entrer dans le virtuel.
Le commerce électronique ou vente en ligne, désigne l'échange de biens
et de services entre deux entités sur les réseaux informatiques529.

Comme prévu, l'activité commerciale en ligne accroît


remarquablement. Des experts américains avancent le chiffre d'un marché
de plus de 100 milliards de dollars530 , le Maroc quant à lui, siège la 5e

529
L'article 14 de la LCEN donne une définition du commerce électronique
530
Georges-David Benayoun, « PROBLEMES FISCAUX LIES AU COMMERCE
ELECTRONIQUE », LPA 20 juin 1997, n° PA199707402, p. 5

328
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
position dans le classement 2018 de la Conférence des Nations Unies sur
le Commerce et le Développement531 (CNUCED) basée sur l’indice du
commerce électronique d’entreprise à consommateur (B2C). Et dans cette
même longueur d’onde que la fiscalité numérique doit susciter plus notre
attention, afin non seulement de taxer de nouvelles activités, mais surtout
d'appréhender le nouveau vecteur d'un volume important d'activités qui,
sur le web, se dématérialise et ne laisse donc aucune trace matérielle532.

Devant cette croissance numérique, la fiscalité ne manquera pas de


faire appel au commerce électronique qui à son tour devrait donner un
coup de pouce à l'activité économique dans le monde entier. Les règles
fiscales sont certes inadaptées ou difficiles à mettre en œuvre sur
internet533, nonobstant, cela ne doit être en aucun cas un frein devant les
diverses propositions de loi et louables efforts pédagogiques.

Actuellement, nous ne pouvons nier les efforts du législateur


marocain face à la règlementation du commerce électronique. De
nombreuses lois spéciales ont été légiférées et avancées dans tous les
domaines, dont celle relative à la protection du consommateur 534 , à la
protection des personnes physiques à l’égard du traitement des données à
535
caractère personnel et à la réglementation des échanges électroniques
de données juridiques536, mais d'aucune manière en fiscalité numérique,
où nous en sommes encore à un stade de réflexion.

531
Dounia Z. Mseffer, « E-commerce au Maroc : où en sommes-nous ? », Revues
Conjoncture 22 juillet 2019 disponible sur le site : https://www.cfcim.org/magazine/63008
532
Ludovic Julie, «LA FISCALITE CONFRONTEE A INTERNET », LPA 23 janv. 2001, n°
PA200101602, p. 12
533
Georges-David Benayoun, « T.V.A. ET COMMERCE ELECTRONIQUE : ETAT DES
LIEUX ET PERSPECTIVES », LPA 6 oct. 1999, n° PA199919901, p. 4
534
LOI N° 31-08 EDICTANT DES MESURES DE PROTECTION DU CONSOMMATEUR
535
LOI 09-08 RELATIVE À LA PROTECTION DES PERSONNES PHYSIQUES À
L'ÉGARD DU TRAITEMENT DES DONNÉES À CARACTÈRE PERSONNEL
536
LOI 53-05 RELATIVE À L'ÉCHANGE ÉLECTRONIQUE DE DONNÉES
JURIDIQUES

329
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
Face à ce vide juridique, nous ne pouvons que doubler l’effort pour
mieux cibler le but de lege ferenda, souligner les grands axes de la
fiscalité numérique pour une meilleure réglementation et de renforcer
surtout la réflexion pour une orientation étatique notoire.

Il est dès lors permis de traiter cet article dans diverses facettes que
l'un de ces objectifs sera de présenter les conséquences qu'engendrera le
commerce électronique sur les principes fiscaux traditionnels.

I- Caractéristiques liées à la dématérialisation


Le décalage entre la nouvelle réalité économique conjuguant
mondialisation et dématérialisation, des règles fiscales conçues dans un
autre contexte ont été soulignées par la Commission européenne, qui a
rappelé que « d’une manière générale, les revenus des sociétés sont
imposés au niveau national, alors que l’environnement économique est de
plus en plus marqué par la mondialisation, la mobilité et le numérique.
Les modèles commerciaux et les structures des entreprises se sont
complexifiés, ce qui facilite le transfert de bénéfices »537.

Dans le même classement d’idée, la nature de cette étude nous mène


inévitablement à se pencher d’abord pour décortiquer la dématérialisation
de façon à saisir la manière dont les règles fiscales vont être affectées.

L’avènement de l’Internet a fait preuve d’un développement véloce et


efficace dans tous les domaines possibles et inimaginables, doté par la
dématérialisation de ces actes, la maîtrise de la distance et le gain

537
La communauté internationale a pris conscience dans la DIRECTIVE DU CONSEIL
concernant une assiette commune consolidée pour l'impôt sur les sociétés (ACCIS) le
25.10.2016, du fait que les règles actuelles en matière de fiscalité des entreprises ne sont plus
adaptées au contexte moderne. Disponible sur le site
https://ec.europa.eu/transparency/regdoc/rep/1/2016/FR/COM-2016-683-F1-FR-MAIN.PDF
(consulté le 28/05/2020)

331
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
considérable de temps. Le Web538 quant à lui, par définition constitue un
ensemble des données reliées par des liens hypertextes sur Internet qui
aide à le désigner comme l’une des applications les plus rapides.

La dématérialisation au sens large permet donc, une automatisation


complète du traitement des données, cela induit à un surcroît de
liberté et de pouvoir pour les acheteurs. Ils peuvent confortablement
depuis leur domicile comparer toutes les offres disponibles dans le monde
pour un livre, une voiture, un service539…

Dès lors, la dématérialisation au sens restreint s’étale sur la


facturation qui demeure un passage impérieux pour la sphère du
commerce électronique.

Il convient de signaler que la facturation dite “simple”, repose sur


l’envoi des factures par simple email. Dans ce cas, le document original
reste une preuve juridique540 doit être envoyée et archivée sous format
papier en cas de contrôle541.

538
Quelle différence entre web et internet ? [archive], disponible sur le site service-public.fr
du 3 décembre 2014
539
Francis Lorentz, Président de la Mission pour le commerce électronique « LE
COMMERCE ET INTERNET », LPA 10 nov. 1999, n° PA199922405, p. 17
540
Article 210 du code général des impôts marocain 2019 1ere.A : « L’administration fiscale
contrôle les déclarations et les actes utilisés pour l’établissement des impôts, droits et taxes »
541
Article 211 du code général des impôts marocain 2019 1ere.a : « Les contribuables ainsi
que les personnes physiques ou morales chargés d’opérer la retenue de l’impôt à la source
sont tenus de conserver pendant dix (10) ans au lieu où ils sont imposés, les doubles des
factures de vente ou des tickets de caisse, les pièces justificatives des dépenses et des
investissements, ainsi que les documents comptables nécessaires au contrôle fiscal,
notamment les livres sur lesquels les opérations ont été enregistrées, le grand livre, le livre
d'inventaire, les inventaires détaillés s'ils ne sont pas recopiés intégralement sur ce livre, le
livre-journal et les fiches des clients et des fournisseurs, ainsi que tout autre document prévu
par la législation ou la réglementation en vigueur.»

331
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
La dématérialisation fiscale en France, permet l’envoi des factures en
mode EDI542. Les fichiers électroniques, impérativement normés et
répondant à certaines contraintes, ont désormais la même valeur de
preuve en cas de contrôle de l’administration fiscale. Et permettent donc
d’abandonner les factures sous format papier543.

En parallèle le législateur marocain, introduit dans le CGI544


progressivement l’obligation de présenter lors des opérations de contrôle
les documents comptables, qui sont exigés sous format électronique.
Dans le but de faciliter le mode de présentation des documents
comptables aux agents de l’administration fiscale.

Il est dès lors permis d’affirmer que la dématérialisation facilite le


quotidien, reste à envisager le cas échéant.

II- Une nouvelle taxe à s’imposer ?


Comment taxer davantage les géants du web ? Prenant l’exemple des
fameux «GAFA».

L’acronyme GAFA désigne les quatre plus puissantes du monde


dans le numérique à savoir : Google, Amazon, Facebook et Apple (on y
ajoute souvent Microsoft et Netflix). Ils désignent parfois, de manière
plus large, toutes les multinationales de l'économie numérique.

Les GAFA et les taxes

542
L'échange de données informatisé (EDI), ou en anglais Electronic Data Interchange, est le
terme générique définissant un échange d'informations automatique entre deux entités à l'aide
de messages standardisés, de machine à machine.
543
L’article 289 b du CGI français « les factures transmises par voie électronique qui se
présentent sous la forme d’un message structuré selon une norme convenue entre les parties,
permettant une lecture par ordinateur et pouvant être traité automatiquement et de manière
univoque, constituent des documents tenant lieu de factures d’origine. »
544
Article 230 quater du CGI Marocain - Procédure pour l’application des sanctions pour
défaut de présentation des documents comptables sur support électronique

332
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
De cette expression découle la problématique avec les GAFA qui ne
payent pas ou tous leurs impôts dans les pays où ils réalisent des affaires.

Ce fléau représente un réel défi pour les fiscalistes et reste un élément


échappatoire qui tourmente plusieurs État y compris le Maroc. Cet
obstacle de la taxation numérique fait depuis toujours beaucoup de bruit.
Du coup, nous jugeons impérativement utile de lancer le débat d’une
révolution fiscale au niveau mondial.

Les géants du numérique profitent à plein du flou juridique, toutefois


cette joie ne va pas perdurer très longtemps. Plusieurs tentatives à taxer le
numérique si on ose dire de la situation « injuste », les États perdent du
côté fiscal abondamment d’argent depuis plusieurs années.

Au niveau mondial en 2017, le chiffre d'affaires d'Amazon a atteint


151,9 milliards d'euros, Facebook de son côté a atteint le chiffre d'affaires
aux alentours de 35 milliards d'euros545. Après l’avènement de ces
résultats, la France après la pression exercée sur le gouvernement par les
gilets jaunes, a enfin décidé de faire le premier pas vers une fiscalité
numérique nationale, à l'instar du Royaume-Uni et de l'Autriche qui ont
favorisé l’idée pour une imposition de 3% du chiffre d'affaires546.

Quelque mois après, par inquiétude d’une double imposition et de


légiférer plusieurs taxes numériques dans divers pays. Les Etats précité
ont désormais suspendu le paiement en déclarant l’échec de cette
proposition de loi547. Cet échec n’est que le début d’une autre aventure

545
Guillaume Poingt, «Combien d'impôts paient les GAFA en France et comment l'État va-t-
il les taxer? », source le FIGARO, publié le 5 janvier 2019
546
Par Euronews, « Royaume-Uni : Boris Johnson veut sa taxe Gafa », publié le 04/12/2019
547
Jan Strupczewski; version française Henri-Pierre André, « Un échec de la taxe
internationale sur le numérique créerait le chaos, selon Bruno Le Maire », L'Usine Nouvelle
PUBLIÉ LE 23/02/2020 , disponible sur le site : https://www.usinenouvelle.com/article/une-
taxe-internationale-sur-le-numerique-ou-le-chaos-previent-le-maire.N932859 (consulté le
25/03/2020)

333
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
plus solide et réfléchie, comme avancé par le ministre français « Il y a un
consensus pour bâtir une solution d'ici la fin 2020 »

Le Maroc se trouve, dès lors sur la même longueur d’onde de


réflexion que celle de la France et du Royaume Uni, ne tisse toutefois
aucun bénéfice direct des activités menées par les géants du numérique,
ni emplois créés, ni impôts acquittés. Cela est dû à l’incohérence des
règles traditionnelles du régime fiscal marocain, plus exactement, les
règles de la territorialité.

Les discussions sont toujours en cours concernant le système définitif


de cette imposition afin de résoudre les problèmes spécifiques évoqués
plus haut. Cela, dans l’attente de l’introduction d’un nouveau système, de
renforcement de la sécurité juridique548.

Face à ces hypothèses, un consensus international devra s’engager.


L'un des objectifs de cet article est donc, de présenter les conséquences
qu'engendrera le commerce électronique sur les principes fiscaux
traditionnels.

III- Une Base d’imposition qui s’érode : « Une évasion fiscale


mondiale »
"Nous devons traiter la question de ces entreprises du numérique qui
font des profits dans de nombreux pays sans présence physique, c'est-à-
dire sans payer le niveau attendu d'impôts", a poursuivi Bruno Le Maire.
"Et nous devons aussi traiter la question cruciale d'une taxation
minimum et le risque de nous retrouver avec une course au moins disant
fiscal."

548
Frédérique Perrotin, « TVA : de nouvelles règles au plan communautaire », LPA 11 mars
2019, n° 141r7, p. 7

334
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
De cette affirmation découle, qu’en droit français, les bénéfices d'une
entreprise sont soumis à l'IS lorsqu'ils sont réalisés par une entreprise
exploitée en France ou attribués à la France par une convention fiscale
(CGI, art. 209-1). Le même principe se répète sur le plan national, le
législateur marocain annonce clairement que les dispositions de
l’exigibilité de l’impôt ne sont applicables que lorsque les travaux sont
exécutés ou les services sont rendus au Maroc par une succursale ou un
établissement au Maroc de la société non résidente, sans intervention du
siège étranger (CGI, art. 5).

Un établissement stable s'entend « d’une installation fixe d'affaires


par l'intermédiaire de laquelle une entreprise exerce tout ou partie de son
activité »549. Ce sont les règles imposées par les fiscalistes avant
l’avènement de l’internet au sens large ou de l’économie numérique au
sens restreint du terme, ces derniers échappent à l’imposition fiscale des
entreprises numériques lorsqu’elles n’y sont présentes physiquement que
de manière limitée ou pas du tout550.

Le commerce électronique génère dans ce cas une concurrence


déloyale. Apple paie 2 centimes d’euros de TVA au Luxembourg par
chanson téléchargée, tandis que ses concurrents paient 19 centimes. Ni la
Fnac ni Bertelsmann ni aucun éditeur d’un grand pays européen n’a pu
surmonter cette concurrence déloyale. Toutes les activités sont et seront
directement affectées par la concurrence déloyale des nouvelles
entreprises de l’Internet551.

Quid des entreprises numériques ayant un siège stable ?

549
Annabelle Pando, « Les propositions du Sénat pour taxer la fiscalité numérique », LPA 3
sept. 2012, n° PA201217602, p. 3
550
Frédérique Perrotin, « Imposer l'économie numérique », LPA 20 avril 2018, n° 135f5, p. 4
551
Pascal Perez, « Internet, l’évasion fiscale à très haut débit » , Après-demain 2014/1 (N
° 29, NF), pages 38

335
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
On tient pour juste, l’exemple de la plateforme numérique d’Amazon
qui jouit du paradis fiscal. Cette activité exercée au sein de cette
plateforme est minime, une très faible partie des bénéfices dégagés par les
opérations commerciales réalisées sur le marché stable. De ce fait, seuls
les bénéfices se rattachant à l'activité exercée par cet établissement (par
exemple, uniquement l'activité de gestion de stocks, logistique et
livraison) peuvent être imposés (à l'exclusion de tout autre profit dégagé
par les autres phases du cycle commercial, qui sont les plus
importantes)552.

Selon le rapport d'information fait au nom de la commission des


finances sur la fiscalité numérique553, ce sujet est donc devenu un enjeu
de premier plan dans l’actualité économique et fiscale, tant d’un point de
vue national qu’international car sont touchés par ces distorsions fiscales
de concurrence tous les grands États de consommation.

En effet, l’essor des transactions électroniques soulève le problème


du recouvrement de l’impôt non seulement en Europe, aux États-Unis
mais aussi sur le plan marocain.

« L’économie numérique est une grande chance pour l’Europe et


l’Europe, à son tour, est une source énorme de recettes pour les
entreprises numériques. Mais cette situation où tout le monde est gagnant
soulève des inquiétudes sur le plan juridique et fiscal » explique Pierre
Moscovici, commissaire chargé des Affaires économiques et financières,
de la Fiscalité et des Douanes.

Plusieurs règles ont été mise en place mais en vain, tel l’exemple qui
a été avancé par la commission des finances dans son rapport publié le 27

552
Annabelle Pando, opcit.
553
Rapport d'information fait au nom de la commission des finances sur la fiscalité
numérique, no 614, disponible sur le site www.senat.fr (consulté le 27/03/2020)

336
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
juin 2012554 intitulé « Double Irish » et du « Dutch sandwich » qui est un
montage d’optimisation fiscale reposant sur une combinaison des règles
de la propriété intellectuelle et du droit fiscal qui a été déployé par
Google US.

Le nom vient de la stratégie consistant à transférer de l'argent d'une


filiale irlandaise à une société holding néerlandaise, puis à revenir à une
société écran irlandaise située aux Bermudes qui a le droit de concéder
une licence sur la propriété intellectuelle de Google, d'où le « sandwich
néerlandais » entre les deux. Les Bermudes n'ont pas d'impôt sur le
revenu des sociétés, ce qui en fait une dernière étape lucrative pour
déclarer des revenus. L'ensemble du processus évite effectivement de
payer l'impôt sur le revenu américain et les retenues à la source
européennes sur les bénéfices à l'étranger, bien qu'une partie de l'argent
soit encore versée au gouvernement irlandais555.

Cette méthode est actuellement caduque. Le développement des


technologies a certes entraîné la création de divers nouveaux produits et
services sur le marché ainsi qu'un désir fervent de la part des
consommateurs pour les acquérir mais derrière cet eldorado existent une
façade bouleversante pour le fisc.

Ce sujet est devenue le trait de la vie moderne. Cela nous a dévoilé le


besoin de formuler plusieurs règles et des normes juridiques spécifiques
par le législateur marocain (et non pas justes adaptées), mais que faut-il
faire?

IV- Vers une recherche active de solutions

554
IBID.
555
Zoe Schiffer, « Google will finally stop using controversial Irish and Dutch tax
loopholes », The vergue Dec 31, 2019, 3:11pm EST disponible sur le site
https://www.theverge.com/2019/12/31/21044662/google-end-tax-loophole-double-irish-
dutch-sandwich-2020 (consulté le 27/03/2020)

337
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
« Un problème sans solution est un problème mal posé » Albert
Einstein.

De cette allégation découle, que le fait d’aborder les faits sans faire
appel aux remèdes n’est justement pas une bonne représentation.
Certaines propositions ont été examinées ci-haut mais nous estimons
important de réexaminer ces propositions comme nous pouvons faire
appel aux autres, en vue de déterminer si leur analyse antérieure reste
valable à la lumière des développements intervenus depuis ces travaux.

Les solutions avancées sont souvent soit des projets de remodifier les
normes nationales traditionnelles ou d’injecter de nouvelles lois
nationales relatives à la fiscalité nationale. Mais on voit mal comment
ceux-ci pourraient opérer utilement sur le plan fiscal numérique. De ce
fait, le présent paragraphe pointe à assurer une analyse cohérente et
objective qui vise à favoriser aucune règle par rapport aux autres. À
l'opposé, l’appréciation devrait s’appuyer sur un examen d’ensemble des
différents facteurs qui entrent en ligne de compte556.

Le problème est délicat et demande plusieurs tentatives et


rééchelonnements. Certes que cette option ne relève pas du juriste mais
cela n’empêche de cerner la fiscalité numérique du côté juridique.

La simplicité et la rapidité des échanges qu'offre le commerce par


internet constituent un réel obstacle pour le fisc, par opposition des
grandes entreprises numériques qui jouissent de cette occasion pour
échapper à une imposition formelle.

556
OCDE (2014), « Solutions possibles aux problèmes fiscaux plus larges soulevés par
l'économie numérique », dans Addressing the Tax Challenges of the Digital Economy,
Éditions OCDE, Paris. Disponible sur le site : https://www.oecd-
ilibrary.org/docserver/9789264225183-11-
fr.pdf?expires=1585413416&id=id&accname=guest&checksum=201C6C5D52A3606E91D3
8B98886ACBA7 (consulté le 28/03/2020)

338
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
Les dispositions du Code général des impôts sont irrationnelles et
deviennent donc désuètes, chose qui a été traitée ci-haut. Mais, le
problème le plus difficile et significatif est d'identifier l'Etat qui va
pouvoir taxer le revenu du commerce électronique557.

Le problème donc doit être traité en trois tranches, à savoir :

- Imposition de la valeur ajoutée (TVA) ;


- Imposition des revenus des particuliers ;
- Imposition des revenus des entreprises.

o Concernant le cas de la taxe sur la valeur ajoutée


L’histoire de la taxation en ligne ne date pas d’hier, elle est même
déjà imposée sur le marché en ligne de certains marchands

La taxation de la vente en ligne est soumise aux règles classiques


d’imposition à la TVA. Dès que le cyberconsommateur tape sa
commande en ligne, la TVA doit être imposée selon le régime
traditionnel de son pays autrement dit selon le principe de celle du lieu de
livraison sauf lorsque le client est un particulier558, mais ce regel
n’échappe point à une évasion fiscale donnant l’exemple type d’un
cyberconsommateur qui peut fausser si l’occasion se présente pour la
simple raison d’échapper à la facturation T.T.C ( acronyme taxe toute
comprise). Ce fléau constitue une vraie distorsion de concurrence
majeure.

La solution est donc de formaliser la taxation pour ne pas tourner


autour du bol, qui serait donc d’imposer des règles générales et surtout
instaurer un double contrôle intracommunautaire émanant par exemple à

557
Georges-David Benayoun, « PROBLEMES FISCAUX LIES AU COMMERCE
ELECTRONIQUE », LPA 20 juin 1997, n° PA199707402, p. 5
558
Frédérique Perrotin, « Imposer l'économie numérique », opcit.

339
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
un tiers certificateur qui pourrait être, mais pas obligatoirement, le
fournisseur d'accès. Ou encore instaurer une solution interne
(technologique) qui dans ce cas pourrait par exemple comporter divers
renseignements relatifs aux assujettis dont notamment leur numéro
d'identification intracommunautaire, et la base de données de l'organisme
de gestion du moyen de paiement559.

Néanmoins, le projet de loi de finances futur devrait tenter de


résoudre ce problème. C’est à partir de 2021 que les plates-formes
comme Amazon ou Cdiscount deviendront redevables de la TVA pour
leurs vendeurs en ligne560.

Notamment le Maroc qui tient à mettre l’ordre pour préparer un


rendez-vous tant attendu à savoir les assises de la fiscalité. Des assises
lors desquelles il sera question de mettre à plat tout le système fiscal pour
plus de stabilité, d’équité, de transparence, de neutralité de la TVA561…

o Imposition des revenus des particuliers


L’identique problème persiste562, selon les règles fiscales
traditionnelles nul ne peut être imposer sur son revenu s’il ne détient pas
un emplacement stable.

Les critères de rattachement des personnes physiques sont le foyer


familial, le séjour principal ou le centre des intérêts vitaux 563. Se pose

559
Georges-David Benayoun,opcit.
560
Nicolas Barré, « E-commerce : une fraude massive à la TVA mise au jour », Europe 1 le 09
décembre 2019 , disponible sur le site https://www.europe1.fr/economie/e-commerce-une-
fraude-massive-a-la-tva-decouverte-3936205 (consulté le 29/03/2020)
561
Lamiae Boumahrou, « LE E-COMMERCE CONTINUE D’ÉCHAPPER AU RADAR DU
FISC »,ecoactu disponible sur le site : https://www.ecoactu.ma/le-e-commerce-continue-
dechapper-au-radar-du-fisc/ (consulté le 01/04/2020)
562
Pour plus d’information le lecteur pourra notamment se reporter aux documents suivants :
Rapport de l'OCDE, The Economie and Social Impacts of Electronic Commerce sur http :
//www.oecd.org/subject/e—commerce/ ; The emerging digital economy (Rapport du
département du commerce américain) sur www.ecommerce.gov ;
563
Georges-David Benayoun,opcit.

341
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
notamment la question de savoir si un site web ou un serveur peuvent
constituer un établissement stable.

Selon OCDE564 , la détermination du lieu d'imposition des


transactions réalisées par voie électronique soulève de réelles difficultés,
l’article 5 du modèle de convention fiscale concernant le revenu et la
fortune [tel qu'il se lisait le 21 novembre 2017] dit clairement qu’ « 1.au
sens de la présente Convention, l’expression « établissement stable »
désigne une installation fixe d’affaires par l’intermédiaire de laquelle une
entreprise exerce tout ou partie de son activité. »

Un site web (Software et Data), est une combinaison de logiciels et de


données informatiques, du fait de son caractère intangible ne peut pas en
lui-même constituer un établissement stable; autrement dit une simple
page WEB n’équivaut en aucun cas un agent dépendant.

De cette analyse, le concept doit alors être retracé par de nouvelles


règles de jeux et des solutions qui doivent d'abord être recherchées au
plan international, puisque si l'on applique le concept d'établissement
stable au commerce électronique, les règles de territorialité peuvent au
contraire conduire à l'absence totale d'imposition565.

o Imposition des revenus des entreprises


Le gouvernement français a instauré le lundi 8 avril 2019 une taxe
nommée « taxe Gafa », visant les plus puissants du numérique donnant
l’exemple de Google, Apple, Facebook et Amazon. La hauteur de la taxe
: 3% du chiffre d'affaire des GAFA, généré par des activités en ligne,

564
Pour une vue d'ensemble sur les travaux de l'OCDE, veuillez consulter :
http : //www.oecd.org/, Dismantling the barriers to Global Electronic Commerce, Electronic
Commerce : The challenges to tax authorities and taxpayers, A Borderless World - Realising
the potential of Electronic Commerce, Electronic Commerce : Taxation framework
conditions, Electronic Commerce : A Discussion Paper on Taxation issues, Taxation issues in
Electronic Commerce developing the partnership, Forum on electronic commerce.
565
Ludovic Julie, opcit.

341
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
surtout la vente de données personnelles et la vente d'espace publicitaire.
Cette initiative tient à bricoler, plutôt qu’une véritable lutte contre
l’optimisation fiscale des multinationales.

Malgré les incitations du gouvernement français a dispatché le projet


de loi au reste des États. Cela n'a pas su faire consensus, les ministres des
Finances irlandais, suédois, finlandais et danois ont refusé le projet,
notamment car ils craignaient des représailles de la part de Washington.

L'entreprise qui effectue des transactions internationales court le


risque d'être imposée plusieurs fois. C'est principalement par crainte de
ces représailles que plusieurs pays ont refusé la taxe GAFA.

Sur la même longueur d’onde en 2017, le Maroc s’est enquêté sur la


manière dont les États imposent les transactions en ligne, en matière d’IS.
C’est pour concevoir un système fiscal capable de résoudre cette
problématique que l’OCDE a mis en place le BEPS566, qu’il a pu
participer à ces travaux, aux mêmes classements que les autres pays
intéressés.

Les autorités fiscales sont loin d'avoir surmonté tous les obstacles à
l'imposition des transactions, qu'elles soient immatérielles ou matérielles.

La France comme le Maroc, considérées comme des pays fervents à


trouver des solutions notoires et formelles, nécessite une persévérance et
un esprit d’analyse tendu. Vu que l’histoire de la fiscalité numérique est
un vrai défi pour l’Europe, le Maroc et pour le monde entier.

Conclusion

566
BEPS (Base Erosion and Profit Shifting) ou encore Erosion de la base d'imposition et le
transfert de bénéfices, est un ensemble de recommandation proposer par l'OCDE dans le
cadre du Projet OCDE/G20 pour une approche internationale coordonnée de la lutte contre
l’évasion fiscale de la part des entreprises multinationales. Pour plus de précision :
http://www.oecd.org/fr/ctp/beps-actions-2014.htm

342
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
Bâtir une fiscalité adaptée à la société globale devra inévitablement
voir le jour un jour. La progression du Net a amené les États à repenser
leurs systèmes fiscaux traditionnels qui échappent à la fiscalité
numérique, un certain nombre de réponses ont été récemment apportées
au niveau français et des États membres qui cherchent des aboutissements
permanents et durables pour garantir une répartition équitable des recettes
fiscales provenant des activités en ligne.

La fiscalité du numérique, génère pour les entreprises de multiples


inquiétudes au niveau juridique et une insécurité fiscale. Elle reste donc
en pleine restructuration pour une mise en place pour les années qui
viennent.

Cette révolution véloce du numérique a apporté plusieurs privilèges


au monde entier et a ouvert de très nombreuses perspectives. Mais, ce
nouvel arrivage doit impérativement avoir des règles juridiques y
afférentes.

Certes que les législateurs ont sacrifié beaucoup d’efforts afin de


camoufler les failles et divers flous juridiques, mais cela demeure qu’un
bon départ pour une meilleure règlementation de la fiscalité numérique
qui de nos jours souffre d’un réel problème dit « évasion fiscale ».

Cela s’entend plus clairement avec, Valdis Dombrovskis, vice-


président pour l’euro et le dialogue social, « …Nous préférerions que des
règles soient convenues à l’échelle mondiale, notamment au niveau de
l’OCDE. Cependant, le montant des bénéfices qui échappent actuellement
à l’impôt est inacceptable. Nous devons d’urgence adapter nos règles
fiscales au XXIe siècle en élaborant une nouvelle solution globale qui soit
viable à long terme ».

343
1212 ‫ السنة الرابعة‬/ 21 ‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد‬ ‫مجلة عدالة‬
Le sujet reste discutable, mais chose qui est sûre, si nous voulons
éviter une course sans fin au moins-disant fiscal, nous devrons admettre
que la solution serait donc une internationalisation de règles fiscales qui
s’adaptera à la globalisation et aux principales caractéristiques d'Internet
qu'il n'a pas, par nature, de localisation physique figée.

344

You might also like