Professional Documents
Culture Documents
مجلة عدالة العدد 15 السنة الرابعة 2021 نهائي
مجلة عدالة العدد 15 السنة الرابعة 2021 نهائي
دراســــــــات ETUDES
أمال الحرفوش مطلب التحفيظ بين الضوابط القانونية واإلجراءات اإلدارية
LES FINTECH , NOUVEAUX ACTEURS DU MONDE BANCAIRE, FINANCIER,
Revue Adala
LA DECENTRALISATION, FACTEUR DE BONNE GOUVERNANCE DES
محمد االيوبي االثار القانونية لفيروس كورونا المستجد على مركز المدين
SERVICES PUBLICS LOCAUX FOUAD SAID
الشرقاوي القرقار إقامة الدعوى المدنية التابعة أمام القضاء الجنائي
DEVELOPPEMENT ET CONTINUITE DE L’ADMINISTRATION
قــــراءة فــــي الدســــتور والديمقراطيــــة فــــي ثــــورات الربيــــع العربــــي ELECTRONIQUE AU MAROC : QUELQUES INDICATEURS ET
محمد األمين البقالي الطاهري EVOLUTIONS NABIL BENBRAHIM
مبدأ حياد القاضي بين السلب واإليجاب بين النص القانوني والواقع العملي COMMERCE ELECTRONIQUE : PLATEFORME ECHAPPATOIRE DU
REGIME FISCAL YOUSRA OULKADI
عبد اهلل القرقري
الحماية التشريعية والتقنية للحق في الخصوصية عبر شبالة االنترنت خالد بوعدان
اإلصالح التشريعي بالمملالة المغربية قراءة في المنظومة التشـريعية مـا
رضوان الطريبق بعد عشرية دستور 1222
الطبعة :األولى 1212
االلتزامــات الناش ـ ة عــن االتفاقيــات المبرمــة فــي مجــال الطيــران المــدني اإليداع القانوني 20019PE0031 :
1
نور الدين حنين (قراءة في بعض االتفاقية الثنائية) ردمد ISSN : 2665-8232:
51 طبع وتوزيع :دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع -الرباط
العدد 21للسنة الرابعة مارس -
1212
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
2
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
اشراف وتنسيق:
العدد :الخامس عشر للسنة الثالثة من مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية
مالحظة :المواد المنشورة في المجلة تعبر عن آراء أصحابها ،وال تمثل رأي المجلة.
3
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
مـجلة عدالة
للدراسات القانونية والقضائية
مدير المجلة
بالالليـــة أســـتا باحـــي فـــي القـــانون الخـــا د .المصطفى الغشام الشعيبي
المتعددة التخصصات بالنـاظور – جامعـة محمـد
األول بوجدة
4
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
اللجنة العلمية
أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بالدار البيضاء (القانون الخاص) د .محمد الكشبور
أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بالرباط (القانون الخاص) د .عبد السالم فيغو
أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بوجدة (القانون الخاص) د .ادريس الفاخوري
أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة ( القانون العام) د .محمد يحيا
أستاذة التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة (القانون الخاص) دة .وداد العيدوني
أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة (القانون العام) د .محمد العمراني بوخبزة
أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بتطوان (القانون الخاص) د أحمد الوجدي
أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بالرباط (القانون الخاص) د .عبد الرحمان الشرقاوي
أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة (القانون الخاص) د .عبد هللا أشركي أفقير
قاضية سابقة وأستاذة زائرة بكلية الحقوق بطنجة (القانون الخاص) دة .رشيدة أحفوض
أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بفاس (القانون الخاص) د .محمد بوزالفة
أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية د .امحمد أقبلي
بسطات
مستشار بمحكمة النقض (القانون الخاص) د .حسن فتوخ
أستاذ التعليم العالي بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور (القانون د .أحمد خرطة
الخاص)
أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة (القانون الخاص) د .أمين اعزان
:أستاذ التعليم العالي بجامعة عبد المالك السعدي (القانون الخاص) د .إبراهيم الهراوة
أستاذ التعليم العالي مؤهل بكلية الحقوق بتطوان (القانون الخاص) د .نور الدين الفقيهي
أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بسطات (القانون الخاص) د .كريم الصبونجي
أستاذ التعليم العالي مؤهل بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور (القانون د .نجيم اهتوت
الخاص) (القانون الخاص)
أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بالرباط (القانون الخاص) د .عبد المهيمن حمزة
أستاذ القانون الخاص بالكلية المتعددة التخصصات بالراشدية. د .حميد اليسسفي
دكتور في الحقوق عضو المركز المغربي للدراسات القانونية والقضائية د .يوسف أديب
محام متمرن بهيئة المحامين لدى محاكم االستئناف بأكادير كلميم والعيون
(قانون خاص
أستاذة التعليم العالي بكلية الحقوق بمكناس –جامعة المولى إسماعيل دة .منية بنمليح
(قانون عام)
دكتور في القانون العام أستاذ زائر بكلية المتعددة التخصصات بالعرائش د .خليل اللواح
دكتور في الحقوق أستاذ زائر بكلية الحقوق ومحامي بهيئة الجديدة د .مصطفى بن شريف
5
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
قواعد النشر
مجلةةة عدالةةة للدراسةةات القانونيةةة والقضةةائيةل مجلةةة علميةةة أكاديميةةة محكمةةة تهةةتم .1
باألبحاث والدراسات القانونية والقضائية بأسلوب علمي أكاديمي موثق.
يجب أن ترسل المقاالت وجوبا في شكل مرفق عبر البريد اإللكتروني للمجلة المدون .2
أدناه ويشترط أن ي كون الم قال مكتو با ببر نامج Microsoft Wordبن سق ( RTFنوع ال خط
بالعرب ية Traditional Arabicمقا سه 11 :ل أ ما الل غة األجنب ية ف نوع ال خط Times :
New Romainمقاسه)12 :ل ويجب ان ترقم الصفحات ترقيما تسلسليا.
تر فق ال مادة المقد مة للن شر بن بذة عن ال سيرة الذات ية للبا حث مت ضمنة أ سمه بالل غة .3
العربية وبالحروف الالتينية.
يجب أن توثق مادة النشر كما يلي: .4
-بالن سبة للك تب :ا سم المؤ لف ل ع نوان الك تابل دار الن شر (النا شر)ل م كان الن شر و سنة
النشرل ورقم الصفحة.
-بالنسبة للمجالت :إسم المؤلفل عنوان الم قالل ع نوان المج لةل ال عددل م كان الن شر و سنة
النشرل ورقم الصفحة.
-بالنسةةبة لمراجةةن األنترنيةةت :إسةةم المؤلةةفل اعنةةوان المقةةالال تةةاريا التصةةف ل العنةةوان
اإللكتروني كامال (يشمل الملف)
يجب أال يكون البحث المراد نشره قد سبق نشره في مج لة أ خرى وأن يتم يز بال جدة .1
واألصالة واحترامه لمنهجية البحث العلمي األكاديمي وأصوله العلمية المتعارف عليها
االهتمام بالمقال المراد نشره وذلك بتصحي األخطاء اإلمالئية واللغوية والتقنية تحت .6
طائلة عدم قبول المادة المقدمة للنشر.
ضرورة وضن الهوامش أسفل كل صفحة و كل م قال وردت هوام شه في آ خره ي عد .7
غير مقبول للنشر.
يم كن للمج لة إذا رأت ضرورة لةذلك إ جراء ب عض التعةديالت ال شكلية ع لى المةادة .8
المقدمة دون المساس بجوهرهال والمجلة غير ملزمة برد المقاالت غير المقبولة للنشر.
تعبر مضامين المواد المنشورة في المجلة عن آراء أصحابهال وال تمثل رأي المجلة. .9
.11تخضن جمين المقاالت المرسلة للمج لة للتق ييم والتح كيم من التنب يه ع لى أن كل م قال
يخالف شروط النشرل لن يؤخذ بهل والمجلة غير معنية بإعالم صاحب المقال بذلك.
6
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
.11ترسةةل جميةةن المقةةاالت والمةةواد القانونيةةة والقضةةائية العلميةةة المةةراد نشةةرها وتوجةةه
المراسالت عن طريق البريد اإللكتروني للمجلة .revueadala@gmail.com
.12نشةةر المقةةاالت واألبحةةاث فةةي المجلةةة يةةتم مجانةةال ويمكةةن اإلشةةتراك للحصةةول علةةى
مجموعة من الخدمات التالية
.13مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية مجلة علم ية محك مة تع نى بن شر الدرا سات
واألبحاث القانونية والقضائية مجانا.
.14يمكةةن طلةةب اإلشةةتراك بالمجلةةة عبةةر مراسةةلتنا علةةى البريةةد اإللكترونةةي للمجلةةة
revueadala@gmail.comوت ضمن ر سوم اإل شتراك ال سنوي الح صول ع لى ال خدمات
التالية :
نسخة من اصدارات المجلة سواء االلكترونية او الورقية
شهادة النشر والوعد بالنشر
العضوية في اللجنة االستشارية للمجلة
شهادة تحكيم المقال موقن من طرف محكم معتمد عضو اللجنة العلمية للمجلة.
7
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
دراسات
01 مطلب التحفيظ بني الضوابط القانونية واإلجراءات اإلدارية
63 بنية األرسة يف ظل املتغريات الاجامتعية ووظائفها
27 القانون التنظميي للجهة :أية حلول لتجاوز إشاكالت التنظمي الرتايب الالمركزي؟
63 الااثر القانونية لفريوس كوروان املس تجد عىل مركز املدين
016 إقامة ادلعوى املدنية التابعة أمام القضاء اجلنايئ
062 قراءة يف ادلس تور وادلميقراطية يف ثورات الربيع العريب
051 مبدأ حياد القايض بني السلب واإلجياب بني النص القانوين والواقع العميل
032 امحلاية الترشيعية والتقنية للحق يف اخلصوصية عرب ش بكة الانرتنت
026 اإلصالح الترشيعي ابململكة املغربية قراءة يف املنظومة الترشيعية ما بعد عرشية دس تور 7100
711 الالزتامات الناش ئة عن الاتفاقيات املربمة يف جمال الطريان املدين (قراءة يف بعض الاتفاقية الثنائية)
LES FINTECH , NOUVEAUX ACTEURS DU MONDE BANCAIRE, FINANCIER,
ASSURANTIEL. 225
LES QUESTIONS SOCIALES DU JOUR A L’ERE DE COVID-19 233
LA DECENTRALISATION, FACTEUR DE BONNE GOUVERNANCE DES SERVICES
PUBLICS LOCAUX 259
DEVELOPPEMENT ET CONTINUITE DE L’ADMINISTRATION ELECTRONIQUE
AU MAROC : QUELQUES INDICATEURS ET EVOLUTIONS 291
COMMERCE ELECTRONIQUE : PLATEFORME ECHAPPATOIRE DU REGIME
FISCAL 328
8
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
9
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
إن تقديم مطلب التحفيظ خطوة هامة إلخضاع عقار غير محفظ لمقتضيات
لتثبيت الملكية بصفة نهائية وهذه 1
ظهير التحفيظ العقاري 12غشت 2113
الخطوة المؤدية إلى تكوين رسم عقاري تتطلب قانونا مجموعة من القواعد الواجب
إتباعها في تقديم طلبات التحفيظ حتى ينتج المطلب آثاره القانونية .
ويتم تقديم مطلب التحفيظ أمام المحافظة العقارية وفق ضوابط معينة تتضمن
شكليات محددة قانونا (المحور األول)ل كما يجب أن يتضمن مطلب التحفيظ البيانات
الضرورية المتعلقة بطالب التحفيظ والعقار المراد تحفيظه من إرفاقه بمؤيدات تثبت
ا دعاء ملكية العقار وأداء واجبات التحفيظ أمام المحافظة العقارية (المحور الثاني).
المحور األول :شكليات تقديم مطلب التحفيظ أمام المحافظة العقارية والبيانات
المتعلقة به
تعتبر عملية التحفيظ العقاري عملية اختياريةل لذا كان من الضروري أن تأتي
المبادرة من المالك كتعبير عن رغبته في جعل عقاره خاضعا لنظام التحفيظ
العقاريل لهذا أوجب المشرع تقديم مطلب التحفيظ وفق شكليات معينة من تضمينه
-1الظه ير ال شريف ال صادر في 9رم ضان 11، 1331غ شت 1913المتع لق بالتحفيظ الع قاري ك ما تم تغي يره وتتمي مه
بمقتضى القانون رقم 10.41والقانون رقم 21.11
الصااادر بتيفيااله الظهياار الشااريف رقاام 1.11.111الما رخ فااي 12مااذ ي الح ا 11( 1031نااون ر ،)1411ال ريا
الرسمي ع د ،2995بتاريخ 10نوفم ر ،1411ص .2212
الصادر بتيفيله الظهير الشريف ر قم 1.13.111ب تاريخ 11مذ صفر 34( 1032دجي ر ،)1413ال ر ي الر سمي ع د
1110بتااااريخ 13ييااااير ،1410ص ،111والااالي تااام بمقتضاااى المااااد الفريااا مياااه تتمااايم مقتضااايا الفصاااو
19و14و11و12و30و03و 20بالمقتضيا التالي :
"يمكذ للمحافظ على األمالك العقاري أن ييت ب إلن از عمليا التح ي المشار إليها في الفصو الملكور :
.1مهي سا م ساحا ط وغراف يا محل فا ييت مي إ لى م صلح الم سح الع قاري ،ك ما يم كذ ل هلا األخ ير أن يك لف أ ح ال عامليذ
الم هليذ التابعيذ له إلن از عمليا التح ي ويح د لك بيص تيظيمي؛
.1أو مهي سااا مساااحا ط وغرافيااا ييتمااي إلااى القمااا الواااص مساا ال ب اا و الهيياا الوطيياا للمهي ساايذ المساااحيذ
الم وغرافييذ.
11
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
بيانات خاصةل وعليه تدور الدراسة في هذا المطلب حول شكليات تقديم مطلب
التحفيظ أمام المحافظة العقارية (المبحث األول)ل من ضرورة توفر مطلب التحفيظ
على بيانات محددةل منها ما يتعلق بالمطلب نفسهل ومنها ما ترجن الى العقار
موضوع المطلب (المبحث األول).
إن المشرع المغربي لم يشترط شكال معينا لمطلب التحفيظل بل نجده اكتفى في
الفقرة األولى من الفصل 13بالقول ا يقدم طالب التحفيظ تصريحا للمحافظ على
األمالك العقارية مقابل وصل يسلم له فورال مطلبا موقعا من طرفه أو من ينوب
عنه بوكالة صحيحة ...ا
وهذا يعني أن طالب التحفيظ يقدم تصريحا كتابيا وذلك بملء مطبوع خاص
2
يسحبه من مكاتب المحافظة العقارية يسمى ابمطلب التحفيظ ا.
شفاهي أمام المحافظ أو أحد كما يمكن لطالب التحفيظ أن يتقدم بتصري
أعوانهل والذي يتولى تحرير جمين المعلومات والتصريحات التي يدلي بها طالب
التحفيظ في المطبوع المعد لذلكل وتفاديا لوقوع االخطاء أو أي إغفال للبيانات أثناء
ملء المطلبل وكذلك تسهيال على طالب التحفيظ الذي غالبا ما يكون أميا يجهل
القراءة والكتابةل فإن المحافظ غالبا ما يعين أحد أعوانه لتلقي مطالب التحفيظ
ودراسة وثائقها والتأكد من البيانات الواردة بهال ليقوم بعده المحافظ بمراجعتها
-2مملب التحفيظ :هو وثيق تسلم مذ طرف مكاتب المحافظ العقاري ،وتتضمذ معلوما مه م ي ب مل ها بعيا ي ال ب
مذ الرجو إليها عي أي عمليا خاص عي اتواد قرار التح فيظ وتأ سيس ر سم ع قاري ،و هو مم و م اني يع مي مذ
طرف الوكال ،وي ب أن يتضمذ ع معلوما الملكور أعاله.
11
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
لألداء لكما يعمل على تحديد المصاريف والتأشير عليها بوضن عبارة صال
الواجب أداؤها في الصفحة االولى لليصب بذلك المطلب قابال لألداء .
وسواء ملئ المطلب من طرف طالب التحفيظ أو أحد أعوان المحافظل فإنه
يجب المصادقة على األقوال والتصريحات المضمنة بهل وذلك بالتوقين على
المطبوع بعد ملئه بدقة أمام السلطات المختصة وهو ما نص عليه الفصل 13من
3
ظ.ت.ع.
وقد يقدم التصري من طرف الغير الذي ينوب عن طالب التحفيظ بمقتضى
وكالة صحيحةل ويفترض في النائب أن يكون على علم بجمين المعلومات الخاصة
بطالب التحفيظ وبالعقار موضوع مطلب التحفيظ.
-3ييص الفصل 13مذ ظ ، ،على أنه " يق م طالب التحفيظ للمحافظ على األمالك العقاري ،مقابل وصل يسلم له فورا،
ممل ا موقعا مذ طرفه أو ممذ ييوب عيه بوكال صحيح ،يتضمذ لزوما ما يلي:
.1اسمه الشوصي والعائلي وصفته ومحل سكياه وحال ته الم ن ي وجي سيته وإن اقت ضى ال حا ا سم ا لزوج والي ظام ال مالي
للزواج أو كل اتفاق تم ط قا لمقت ضيا الف صل 09مذ م و ن األ سر .ويت ضمذ في حا ل ال شيا ن فس ال يا نا ال ملكور
أعاله باليس لكل شريك مع التيصيص على نصيب كل وا ح ميهم ،وإ ا كان طا لب التح فيظ شو صا اعت ار يا في ب ب يان
تسميته وشكله القانوني ومقره االجتماعي واسم ممثله القانوني؛
.1تعييذ عيوان أو موطذ موتار في ال ائر الترابي التابع ليفو المحافظ العقاري الموجود بها الملك ،إ لم ي كذ لما لب
التحفيظ محل إقام في هله ال ائر ؛
.3مراجع بماق التعريف الوطيي أو أي وثيق أخرى تعرف بهويته ،عي االقتضاء؛
.0وصف العقار المملوب تحفيظه ب يان ال ياءا واألغراس المو جود به وم شتمالته ونو عه وموق عه وم ساحته و ح وده
واألمالك المتصل والم اور له وأسماء وعياويذ أصحابها ،وإن اقتضى الحا االسم اللي يعرف به العقار؛
.2بيان أنه يحوز كل العقار أو جزءا ميه م اشر أو عذ طريق الغير ،وفيما إ ا انتزعت ميه الحياز ،يتعيذ بيان ال ظروف
التي تم فيها لك؛
.1تق ير القيم الت اري للعقار وقت تق يم المملب؛
.1بيان الحقوق العييي العقار ي المترت ع لى الم لك مع التي صيص ع لى أ صحاب هله الح قوق بلكر أ سمائهم الشو صي
والعائلي ،وصفاتهم ،وعياوييهم وحالتهم الم ني وجيسيتهم وإن اقتضى الحا اسم الزوج واليظام المالي للزوج أو كل ات فاق
تم ط قا لمقتضيا الماد 09مذ م ون األسر ؛
.5بيان أصل التملك.
إ ا كان طالب التحفيظ ال يستميع التوقيع أو ي هله ،فإن المحافظ على األ مالك العقار ي ي شير إ لى لك وي شه بأن مم لب
التحفيظ ق ق م إليه مذ طرف المعيي باألمر بع أن يتحقق مذ هويته".
12
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وإذا قدم مطلب التحفيظ من طرف صاحبه فيجب التأكد من هويته بواسطة
بطاقة تعريفه الوطنيةل أو أي وثيقة أخرىل أما إذا قدم من طرف نائبه فيجب التأكد
من الوكالة المدلى بها ومن بطاقته الوطنية.
وال يمكن تقديم مطلب التحفيظ إال أمام جهة وحيدة فقط تتمثل في المحافظة على
األمالك العقاريةل وذلك مقابل وصل يتسلمه طالب التحفيظ والذي يتضمن خالصة
للتصريحات الواردة بالمطلب.
إن إرفاق طالب التحفيظ عند تقديم مطلبه بالتصميم الطبوغرافي المنجز من
طرف أحد المهندسين الطبوغرافيين الخواص الخاص بالعقار موضوع مطلب
التحفيظل هي بدعة محمودة ابتدعتها االدارةل ذلك أنها تسهل على المحافظ على
األمالك العقارية والمهندس المساح التابن له من معرفة وضعية العقار المراد
تحفيظهل وبالتالي االعتماد عليه في القيام بعملية الضبط األولي لموقن العقار
المطلوب تحفيظه.
كما يعتمد عليه التقنيون بمصلحة الهندسة التابعة للمحافظة العقارية في مأل
مطبوع ا ورقة الضبط األولي لموقن العقارا.
و يعتبر الضبط األولي للموقن خطوة البداية نحو التعريف بموقن العقار
والتحقق من وضعيته العقارية إزاء نظام التحفيظ العقاريل وعليه فطالب التحفيظ
عندما يصادق على إمضائه لدى السلطات المختصة يتوجه لمصلحة المس العقاري
التابن لها العقار لتضاف إلى المطلب االحداثيات الخاصة بالعقار المراد تحفيظه.
ويتم ذلك بتحديد الموقن التقريبي للعقار على قصاصة الموقن انطالقا من
تصريحات طالب التحفيظل واعتمادا على الوثائق التي تكون بحوزته وكذا خبرة
المستخدم التابن لمصلحة المس الذي يطرح االستفسارات التي تسهل الوصول إلى
ذلكل كاالسم الذي يعرف به المحل أو السوق القريب أو الطريق المجاورة أو
13
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وهذا اإلجراء الذي ابتدعته الممارسة اإلدارية قبل تقديم مطلب التحفيظ لله في
الواقن دور مهم فإنه باإلضافة إلى أنه يهدف لمعرفة وضعية العقار وما إذا كان
يدخل في إطار العقارات المحفظة أو التي في طور التحفيظل أو العقارات المحددةل
سواء كانت مطالب ترجن للخواص أو للمياه والغاباتل أو لألوقاف أو للجماعاتل
أ و للسكك الحديديةل أو العقارات الخاصة بالدولة وغيرها من العقارات لكما
يساعدنا على معرفة الحدود الحقيقية ومقارنتها بالحدود المذكورة في العقد وكذلك
5
معرفة مشتمالت العقار وجمين االرتفاقات ومعرفة المساحة التقديرية للعقار.
يعتبر مطلب التحفيظ بمثابة ادعاء بحق الملكية وهو ما تؤكده مسطرة النشر
والشهر والتحديدل وحتى تتم هذه المسطرة بطريقة سليمةل أوجب المشرع تقديم
مطلب التحفيظ بملء بيانات وثيقة مطلب تحفيظ الخاصة بمسطرة التحفيظ العاديةل
توجد بمكاتب مصلحة المحافظة العقاريةل وتتضمن معلومات حول طالب التحفيظ
(أوال)ل وأخرى عن العقار موضوع مطلب التحفيظ (ثانيا).
- 4حمي الربيعي و مصمفى ال شمي ي ،ال مابع ال قانوني والهي سي لعمل ي التح ي كإجراء جوهري في ن ظام التح فيظ
الع قاري ،ن ظام التح فيظ الع قاري دعا م أسا سي للتيم ي ،قراء في م ست ا ال قانون ر قم ، 10-41سل سل د فاتر محك م
اليقض الع د ، 11ط ع 1412ص .12
-5غال ا عي ما يتضح للمحافظ أن ح ود العقار المشار إليها في الع قود المتسل سل موال ف للت صميم الم وغرافي كأن ي شير
هلا االخير إلى أن العقار يح بوي ق أو رسوم عقاري لم يتم االشار إليها في العق مع أنها موجود ق ل أصل التم لك ،وب ع
القيام بإجراءاته الواص ويت يذ له ع م الممابق بيذ العقود والتصميم فإنه يرفض ميل ال اي فتح مملب التحفيظ .ك ما يم كذ
أن يت يذ له لك بع إتمام إجراءا التحفيظ فيرفض بللك المملب.
14
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
إن البينات المصرح بها بمطلب التحفيظ هي بيانات عاديةل لكنها في الواقن
تحضى بأهمية خاصة لما يترتب عليها من آثار قانونيةل كما يتم الرجوع إليها عند
كل إجراءل ويتحمل فيها طالب التحفيظ مسؤولية صحة تصريحاته.
وتتعدد هذه البيانات إلى بيانات خاصة بطالب التحفيظل وأخرى تتعلق بالعقار
موضوع مطلب التحفيظل ونظرا ألهميتها فقد عمل المشرع المغربي على تحديدها
في الفصل 13من ظل تل ع.
إذا كان طالب التحفيظ شخصا ذاتيا فيمكنه أن يتقدم بمطلب التحفيظ أصالة عن
نفسه أو نيابة عن غيرهل وفي هذه الحالة يجب االدالء بوكالة صحيحة.
- 6تلعب الحال الم ني دورا مهما في ح يا االن سان ح يث أ نه ال ي ستميع إث ا و جوده إال باال ستياد إ لى م حررا الحا ل
الم ني ،وال يتمكذ مذ أي تمييز عذ غيره إال عذ طر يق ا ستقالله با سم خاص به ،ك ما أن أهم ي اال سم ال عائلي تظ هر في
ممارس حق الملكي وت عاطي الت ار أو مه ي أ خرى ،أن ظر د مح م الح ياني ،في ن ظام التح فيظ الع قاري المغر بي ،ط ع
م سس اليول للكتاب -وج ،الم ع األولى ،1440-1012ص .21
-7تيص الماد 09مذ م ون األسر على ما يلي" :كل واح مذ الزوجيذ م مالي مستقل عذ م اآلخر ،غير أ نه ي وز
لهما في إطار ت بير األموا التي ستكتسب أثياء قيام الزوجي ،االتفاق على استثمارها وتوزيعها.
يضمذ هلا االتفاق في وثيق مستقل عذ عق الزواج.
يقوم الع الن بإشعار المرفيذ عي زواجهما باألحكام السالف اللكر.
15
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ا لتحفيظ و إذ لم يكن له محل إقامة في دائرة نفوذ المحافظة العقارية فيجب عليه
تعين موطن مختار في دائرة المحافظة العقارية الموجود بها العقار المطلوب
8
تحفيظه .
كما يجب التنصيص على جنسية طالب التحفيظل وذلك لمعرفة ما إذا كان طالب
التحفيظ مغربيا أو أجنبيال ففي حالة تحفيظ عقار في اسم شخص أجنبي فيجب بيان
سبب ملكيتهل وهل هو مبني على ترخيص مسبقل و هل تتوفر فيه الشروط القانونية
للتملك في المغرب خاصة خارج المدارات الحضريةل من التقيد بمقتضيات المادة
239من ملحلع والتي تنص على ما يلي :ا تقوم الحيازة االستحقاقية على السيطرة
الفعلية على الملك بنية اكتسابه لوال تقوم هذه الحيازة لغير المغاربة مهما طال أمدها
ا.
وهذا ما أيدته محكمة النقض مكرسة بذلك هذه القاعدة لحيث جاء في قرار لها
ا إن حق تملك األجنبي غير المواطن المغربي إنما يكون بطريق الشراء فقط
9
لوبإذن من الدولة المغربيةا.
و إذا كان األمر يتعلق بعقار مملوك على الشياعل فينبغي تقديم نفس البيانات
المذكورة أعاله بالنسبة لكل شريك من التنصيص على نصيب كل واحد منهم وذلك
طبقا للفصل 13من ظلتلعل وفي حالة وجود حقوق عينية مقررة على العقار
لفائدة األغيارل يجب تقديم نفس البيانات المذكورة أعاله بالنسبة ألصحاب هذه
الحقوق .
من المالحظ أن المشرع اهتم فقط باألشخاص الذاتيين عند تقديمهم لمطلب
التحفيظ و لم يشر إلى األشخاص المعنويينل وذلك قبل تعديل قانون 14-17ل أما
إ ا لم يكذ هياك اتفاق فيرجع للقواع العام لإلث ا ،مع مراعا عمل كل واح مذ الزوجيذ وما ق مه مذ م هودا و ما
تحمله مذ أع اء لتيمي أموا األسر ".
- 8تم يقا للفصل 11مذ القرار الوزيري 1912-1-3المتعلق بتفاصيل تم يق نظام التحفيظ العقاري.
- 9قرار الم لس االعلى ع د 112صادر بتاريخ 1951-1-1ملف م ني ع د ، 11144مأخو مذ مح مادي لمعك شاوي ،
مم ع الي اح ال ي – ال ار ال يضاء ،الم ع األولى 1030ها 1413 /م ،ص 15فما بع .
16
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
بعد هذا التعديل فقد نص المشرع من خالل المستجدات على وجوب تسمية الشخص
االعتباري و شكله القانوني و مقره االجتماعي و اسم ممثله القانوني.
وعليه إذا قدم مطلب التحفيظ من طرف الشخص المعنوي سواء كان ودادية أو
تعاونية أو شركة...ل فإنه يتعين على ممثل أو ممثلي األشخاص المعنويين تقديم كل
الوثائق التي تثبت الوجود القانوني وتعرف بهذا الشخص المعنوي وخاصة:
وعليه ينبغي على المحافظ عند فتحه لملف خاص بالشخص المعنوي أن يتأكد
من الصالحيات المخولة للمسيرين ومدتها وذلك استنادا إلى النظام األساسي
10
ومحضر الجمن العامل وسجله التجاري .
ألزم المشرع طالب التحفيظ سواء كان شخصا ذاتيا أو معنويال بوصف العقار
المطلوب تحفيظه وذلك بملء البيانات الواردة بمطلب التحفيظ والمتمثلة في :
- 10مح مادي لمعك شاوي ،ا ل ليل العم لي في التح فيظ الع قاري ،سل سل إ شاع الثقا ف القانون ي ،0الم ع األو لى -1032
.1410
17
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
-االسم الذي يعرف به العقار واالسم المختار له والذي سيسمى بهل ويمكن
تغيير هذا االسم سواء أثناء جريان المسطرة بحيث يؤدي طالب التحفيظ واجبات
الخالصة اإلصالحية واالعالن الجديدل أو بعد تأسيس الرسم العقاري .
-نوع الملك ما إذا كان أرض عارية أو فالحية من ذكر مشتمالتها من بنايات و
أغراس موجودة بهال كأن يكون العقار عبارة عن (فيال أو منزل أو إصطبل )..وقد
تكون به (أشجار الزيتون لالتين )...أو يشتمل على بئر أو مسب وغير ذلك.
-موقن العقار المراد تحفيظهل بحيث يجب أن يكون العقار تابعا لدائرة نفوذ
المحافظة العقارية التي قدم مطلب التحفيظ أمامهال وهذا البيان ذو أهمية خاصةل ألن
عليه يتوقف إشهار التحديدل وإن كان يعيب على تحديد الموقن أنه غير دقيقل
وبالتالي ال يسم للعموم معرفة أي عقار من العقارات بالضبط المراد تحفيظه .11.
-مساحة العقار موضوع مطلب التحفيظ وتعتبر أحد أهم البياناتل ألن المحافظ
يعتمد على المساحة المصرح بها في مطلب التحفيظ ليقوم باستخالص واجبات
التحفيظل وينبغي أن تكون المساحة المصرح بها هي نفسها المساحة المذكورة في
العقدل وإذا كان طالب التحفيظ قد أعاد احتساب المساحة فيجب عليه أن يثبت ذلك
بتقديمه لملحق إصالحيل وفي كل األحول فإن هذه المساحة تكون غالبا تقريبية.
وعليه إذا أسفرت عملية التحديد عن فرق في المساحة بالزيادة فوق القدر
المسموح بهل فإن طالب التحفيظ الذي صرح بمساحة العقار المطلوب تحفيظه ملزم
بتبرير الفرق في المساحةل وغالبا ما يتم هذا التبرير بتقديم رسم استمرار الملك
للمساحة النهائيةل من موافقة البائن على هذه المساحة الزائدة.
وفي الواقن العملي فإنه غالبا ما نجد أن غالبية العقود القديمة ال يتم ذكر مساحة
العقار بهال مما يستلزم معه إرفاق طالب التحفيظ مطلبه بتصميم هندسي طبوغرافي
-11إن بيان موقع العقار يتم غال ا بتح ي الميم ق ،كأن يلكر بأن الع قار ال مراد تحفي ظه يو ج في ميم ق الز ياتذ أو ح ر
اليحل أو المصلى .ا لخ...وال يع مى الع يوان ب ق بالي س للع قار المو جود في ال م ار الح ضري ،م ما ي صعب ع لى الع موم
معرف أي عقار مذ العقارا الموجود في الميمق المراد تحفيظه.
18
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
خاص يبين فيه مساحة العقارل وذلك تماشيا من ما قضت به محكمة النقض في
12
غالبية قراراتها حين اعتبرت أن العبرة بحدود العقار وليس بالمساحة.
-حدود العقار وهي تلك الحدود المنصوص عليها في أصول التملكل ويجب أال
تتغير في جمين الرسوم المدلى بها ما عدا إذا تم تقسيم العقارل كما ينبغي بيان حدوده
بواسطة الجهات األربن (الشمال –الشرق –الجنوب – الغرب) وما اشتمل عليه من
قطن كوجود طريق أو خندق أو غير دلكل ويجب عند تحديد هذه الجهات ذكر
أصحابها إن اقتضى الحال لوفي حالة ما إذا كانت األمالك أسماء وعنا وين
المجاورة له موضوع مطلب التحفيظ أو رسوما عقارية يجب اإلشارة إليها فقط .
وتكمن أهمية الحدود في تحديد الملك المراد تحفيظه ومعرفة موقعه ومطابقة
الرسوم المدلى بها للعقار .
-بيان أنه يحوز كل العقار أو جزء منه مباشرة أو عن طريق الغيرل و فيما إذا
انتزعت منه الحيازةل يتعين بيان الظروف التي تم فيها ذلك.
-بيان القيمة التجارية للعقار وقت تقديم الطلبل و تشكل القيمة المصرح بها في
أغلب األحيان األساس الذي يعتمد عليه المحافظ في تحديد الرسوم الواجبة األداء.
19
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
-بيان أصل التملكل والسندات التي تعرف بحق الملكية لو قد تكون محررات
رسمية أو عرفية شريطة ان تثبت ارتباط الحق بصاحبه لويأتي ذكرها بطريقة
تسلسلية تبتدئ بآخر عقد والذي هو أصل تملك طالب التحفيظل إلى أن يصل إلى
أول عقد لبحيث تتض لنا قصة العقار والمراحل التي مر منها قبل أن يصب مطلبا
للتحفيظ .غير أن هذه البيانات تخص طالب التحفيظ إذا ما كان في إسمه ويملكه
بصفة منفردةل أما إذا كان مالكا على الشياع فينبغي عليه بيان نسبة الحظوظ
المشاعة.
وقد خص المشرع المحافظ على الملكية العقارية بمهمة مراقبة صحة هذه
البيانات لذلك أنه في حالة قيام نزاع التحفيظ العقاري وإحالة الملف على المحكمة
فإن هذه االخيرة ليس من اختصاصها مراقبة صحة هذه البيانات .
غير أنه يمكن لكل شخص تضرر من إغفال المحافظ مراقبته للبيانات أن يسائله
قضائيا وذلك عن طريق الطعن في قراره المتخذ في هذا االطارل أو في إطار
دعوى المسؤولية في حالة انتهاء عملية التحفيظ بتأسيس الرسم العقاري للعقار
13
موضوع عملية التحفيظ .
المبحث الثاني :مؤيدات مطلب التحفيظ والواجبات المؤداة عنه أمام المحافظة
العقارية
يحتل نظام التحفيظ العقاري مكانة جد مهمة خاصة لدى المهتمين بالعقارل غير
أن اختيار هذا النظام يتطلب توفر مطلب التحفيظ على الرسوم التي تؤيد ادعاء
-13أنظر مصمفى الكلي خصوصيا المسمر في قضايا التح فيظ الع قاري ،ب حث في اليزا عا الم ثار ب س ب الت عرض
على مملب التحفيظ ،أطروح لييل ال كتوراه في القانون الواص ،جامع محم األو ،كل ي الع لوم القانون ي واالقت صادي -
وج ،السي ال امعي .1414/1449م س ،ص .25
21
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
طالب التحفيظ لملكيته للعقار (الفقرة األولى)ل ثم أداء الواجبات المستحقة عن
14
التحفيظ (الفقرة الثانية).
إن تقديم مطلب التحفيظ يفرض تأييده بالعقود والوثائق التي تثبت مصدر تملك
طالب التحفيظل والتي من شأنها أن تعرف بحق الملكيةل وقد ترك المشرع هامشا
كبيرا من الحرية لألطراف بخصوص نوعية وشكل العقود التي يتم التعامل بها في
المجال العقاري سواء كانت هذه العقود عرفية 15أو رسمية16ل باإلضافة إلى الوثائق
18
الصادرة عن بعض اإلدارات كالشهادة اإلدارية 17ل وكذلك األحكام القضائية .
- 14يحتل نظام التحفيظ العقاري مكان ج صغير في اهتمام اال فراد بميم ق ال شما ،لك أن الح ياز ما تزا ت شكل ل ح
اآلن العيصر اليفسي األكثر أهم ي في انت قا الملك ي ،فع ي إ برام ع ق ب يع ع قاري مثال ،فإن الم شتري ي هتم أك ثر بحياز ته
للعقار المعيي باألمر ليعت ر نفسه مالكا له بصف نهائي ،أما تح فيظ لك الع قار أو تأ سيس ر سم ع قاري له ف يأتي في در ج
الحق مذ األهمي .خال م اوي ،تمور نظام التحفيظ العقاري بميمق شما المغرب سي 1991ص .59
- 15العقود أو المحررا العرفي هي ع ار عذ أوراق ي قوم بتحرير ها األ فراد في ما ب ييهم وف قا إلرادت هم ،أو يلت ون في
أغلب الحاال إلى كتاب عمومييذ لتضميذ اتفاقاتهم في شكل كتابي ،وق كان المشر يشترط لصح الورق العرفي التوقيع
عليها ل ى السلما الموتص .
وإ ا كانت المحررا العرفي أسر في االن از فإنها تتضمذ مواطر ال تحصى ،لك أن ها في غا لب االح يان تع ير سيء
إلراد المتعاق يذ ،تتضمذ في بعض األحيان تصرفا باطل إما لموالفتها للقانون و اليظام العام في كثير مذ االحيان ،ك ما
أنها عرض للتزوير بأسهل المرق وهلا ما كان يشكل خمرا على الثق في المعامال واستقرارها ،مما ج عل الم حاكم ت عج
باليزاعا مذ هلا الق يل ،لللك ألغي المشر العمل بالورق العرفي مع د خو ال قانون ال ي 39-45ح يز الي فا ال ماد 0
ميه ،ميشور بال ري الرسمي ع د 2995بتاريخ 1411-11- 10ص .2251
أنظر سعاد عاشور ،ح ي التس يل وفق نظام التحفيظ العقاري المغربي ،الم ع ،األولى ،مراكش ،أبر يل ،.1991ص
90فما بع ،ومحم ابذ الحاج السلمي ،مقاال وأبحاث في التحفيظ العقاري ،ط ع أولى ، 1440ص 141فما بع ،وأيضا
د محم الكش ور ،بيع العقار بيذ الرضائي و ال شكل درا س في أح كام الف قه اال سالمي و في ال قانون الو ضعي و في مو قف
القضاء سلسل ال راسا القانوني المعاصر 1مم ع الي اح ال ي ط ع أولى 1991ص 11فما بع .
- 16هي رسوم محرر مذ طرف ال موثقيذ الع صرييذ وف قا للظه ير ال ميظم لمه ي ال موثقيذ بالمغرب ال صادر في 0ماي
،1912غير أن الموثق العصري ال يمكيه أن يحرر العقود المتعلق بالعقار إال إ ا كان محفظا أو في طور التحفيظ هلا في
ظل القانون الق يم ،أما في القانون ال ي رقم 31.49 :ف ق نص الم شر المغر بي في ال ماد 32م يه ع لى ما ي لي" :يتل قى
الموثق -ما لم ييص ال قانون ع لى خالف لك -الع قود ال تي ي فرض ال قانون إعماء ها ال ص غ الر سمي المرت م بأع ما
السلم العمومي أو التي يرغب األطراف في إضفاء هلا المابع عليها ويقوم بإث ا تاريوها وضمان حفظ أ صولها وبت سليم
نظائر ونسخ ميها" .
واألوراق التاي أقرهااا القضااا رساميا فااي الحاااال والشاروط المحا د فااي ظهيار 1يوليااوز 1910المتعلااق باااإلجراءا
اإلج اري لتحرير الرسوم الع لي ،أما تحرير العقود مذ طرف الع يتم سواء في الع قار المح فظ أو في طور التح فيظ أو
غير المحفظ ،لللك تحضى الوثيق الع لي بأهمي ك ير في إث ا الملك ي وأ صلها وم ص رها وإث ا الح ياز وا ستمرارها
واستمرار التصرف والتح يس واالراثا والوصايا والتيزيل ...
وكللك القرارا الصادر عذ المحاكم المغربي واألجي ي ،للمزي مذ التوسع أنظر سعاد عاشور مرجع سابق ص 141
فما بع ،و محم بذ الحاج السلمي ،سياس التح فيظ الع قاري في الم غرب :بيذ اإل شهار الع قاري والتو ميط االجت ماعي ₋
االقت صادي ،مي شورا ع كاظ الم ع 1441ص 111،ف ما ب ع ،د مح م الح ياني ن ظام التح فيظ الع قاري المغر بي ،ط ع
م سس اليول للكتاب -وج ،الم ع األولى ، 1440/1012ص 1فما بع .
-17أنظر ملكر المحافظ العام رقم 1401و و م م خ /م صادر بتاريخ 1444في شأن تم يق مقت ضيا ال قانونيذ
رقم 94.12و 11.94ورد فيها :
21
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وهذا ما نص عليه المشرع الفصل 13من ظلتلع عندما أوجب تقديم طالب
التحفيظ أن يبين أنه يحوز كل العقار أو جزءا منه مباشرة أو عن طريق الغيرل
وذلك حتى يثبت مصدر تملكه كأن يتعلق األمر بالشراء أم باإلرث أو بالحيازةل البد
أن يكون واحد من األصول على األقل قد أنجز داخل مدة السنوات العشر األخيرة
19
السابقة عن التفويت ألن هذه المدة هي أقل مدد الحيازة االستحقاقية.
وأكد ذلك المحافظ العام في المذكرة الموجهة للسادة المحافظين والتي يحثهم
فيها على الحرص على أن تتضمن مطالب التحفيظ البيانات الواردة في الفصل 13
من ظلتلع بكل دقة وتفصيل وأن يولوا كفاية العقود والمستندات المدعمة للمطالب
المذكورة أهمية قصوى ال تقل في شيء عن األهمية التي يولونها لنفس هذه العقود
20
وهم بصدد إصدار قرار التحفيظ .
لذلك ينبغي لكل شخص يدعي ملكية عقار أو حق عيني عليه لأن يحصل على
سند يثبت له هذه الملكية ويحميه من دعاوى االستحقاق ويسمى بسند الملكية أو
أصل التملك .
وأصل الملكية العقارية بالنسبة للعقارات غير المحفظة تكون إما عبارة عن
قرائن على الملكل أو أسبابا لنشأة الملك .
" لق انتهى إلى علمي أن بعض المحافظيذ ورؤساء المسح العقاري يرفضون طل ا للتقسيم وفق باإل ن الصادر عذ رئيس
الم لس ال ماعي ط قا لل ماد 11مذ ال قانون ر قم ،12.94أو طل ا إل ي ا ن ظم للملك ي الم شترك م صحوب بت صاميم
معماري مصادق عليها «ب ون تغيير» مذ طرف رئيس الم لس ال ماعي ،و برخص ال ياء المتعل ق ب ها صادر عذ ن فس
ال ه ،ويعللون رفضهم لك بع م مصادق الوكال الحضري على الوثائق الملكور ؛ يشرفيي أن أ كركم بأن اإل ن بالتق سيم
أو اإلشهاد بأن العملي ال ت خل في نماق القانون رقم ،12.94هو مذ اختصاص رئيس الم لس ال ماعي ط قا لل ماد ،29
كما ي قى الترخيص بال ياء مذ اختصاصه أيضا وفق الماد 01مذ القانون رقم 11.94المتعلق بالتعمير.
18
₋ AZAMI OMAR : «la portée de l effet constitutif et de la force probante des inscriptions
sur les livres fonciers , diplôme des études supérieures en droit privé, Université Med V,
Faculté des sciences juridique, économiques et sociales, Rabat, année universitaire
1986₋1987, p 63.
-19أنظر الفصل 13مذ ظ. ، ،
-20أنظر ملكر المحافظ العام الصادر بتاريخ 1414-2-11تحت رقم 442121مذ الملحق .1
22
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
-الحيازة :21وهي وضن االنسان يده على عقار غير محفظ يبقى تحت
تصرفه مدة من الزمن أقلها 11سنواتل وهذا ما أكد المجلس األعلى في أحد
حين اعتبر أن مدة التقادم بين األقارب ليست 11سنة المقررة لتقادم 22
قراراته
الدعاوى الناشئة عن االلتزامات طبقا لمقتضيات الفصل 387من قلل لع لوإنما
تطبق قواعد الفقه االسالمي التي تقرر لذلك مدة أطول للتقادم المكسب بين األقارب
23
في 41سنة فما فوق .
ويجب أن تكون هذه الحيازة هادئة ومستمرة دون منازع عليها وال معارض لها
لوأن ينسب الملك لنفسهل وينسبه الناس إليه وهو ما صار عليه قضاء المجلس
24
األعلى في قراراته.
- 21أنظر د محم ابذ مع وز ،الحقوق العييي في الفقه اإلسالمي والتقييذ المغربي، ،ص 314فما بع .
-22قرار ع د 1025صادر ب تاريخ 1411-43-19م لف م ني 1414/3/1/3114مي شور بم ل مل فا عقار ي ال ع د
االو 1411ص .114
- 23م الحياز بيذ األجانب عذ العائل هي 04سي وبيذ االقارب 04سي وبيذ االب واألبياء 14سي .
-حياز األجانب:
فا ا كان ال يزا ع لى الح ياز بيذ االجا نب ،وت يذ ان الح ياز ال شرعي طا لت اك ثر مذ ع شر سييذ ،مع ت صرف ال حائز
تصرف المالك لملكه ونس الملك إلى نفسه وال ياس يي س ونه إل يه كللك ب ون م ياز ،فيك في لك ل ع م سما نزا ال قائم،
وي ب رده ،وال تسمع دعواه ،تم يقا لليصوص الفقهي في ال اب ،والتي تكاد تتفق جلها على هلا الم ا ،وسواء كان االج يي
شريكا أو غير شريك ،كما اشار لللك شراح.
التحف ل ى قوله :
عشر سييذ فالتملك استحق واالجي ي ان يحز اصال بحق
والشيخ خليل عي وقوله " :وان حاز اجي ي غير شريك عشر سييذ".
وابذ ابي زي القيراوني عي قوله :ومذ حاز دارا على حاضر عشر سييذ.
-حياز األقارب:
االخو واالعمام واالصهار :
أما إ ا كان اليزا الرائج على الحياز بيذ االقارب واالصهار ،فانه يكاد يقع االتفاق أيضا على انه ال حياز بيذ االقارب إال
بع مرور اربعيذ سي ،وانقصتها بعض القوانيذ الم ني العربي الحاضر ،وجعلت ها خم س وثال ثيذ سي ،وق ي وا لك في ما
ا ا لم يكذ بيذ اوليك االقارب مشاحي أو ع او ت عل دعوى المسامح في التصرف ع ي م اال ثر ،واال فيم ق ع ليهم ح كم
الحياز بيذ االجانب.
وهله االحكام هي مضمذ ما عي ابذ عاصم في مسال الحياز بيذ االقارب ،حيث قا :
بحسب اعتمارهم يوتلف واالقربون حوزهم موتلف
والزر لالرض واالعتمار فان يكذ بمثل سكيى ال ار
و و تشاجر كاالبع يذ فهو ما ي وز االربعيذ
والغرس أو عق الكراء قوالن وفيه باله م وال ييا
أنظر:
-وشي المعاصم في شرح تحف ابذ عاصم ألحم اليزناسي ،دراس وتحقيق د مرزوق أيت الحاج ،ال زء الثاني.103 :
-24قرار محكم اليقض ع د 1151الصادر بتاريخ 11ماي 1411جاء ف يه ":ح يث صح ما عا به ال ماعذ ع لى ال قرار،
لك أنه است ع حيازته للم عى فيه بعل أن "حياز المتعرض تعت ر غ ير هاد ئ وغ ير مك س للم لك" ،وخ لص ال قرار إ لى
الحكم بصح تعرضه في ح ود نصف الم عى فيه بعل أنه "أمام انع ام اإلث ا ألي طرف وانع ام الحياز القانوني الهاد ئ
ألي ميهما ،فإنه يتعيذ إعما القاع الفقهي التي أشار إليها ابذ عاصم بقوله" :
23
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
غير أن الفقه المغربي اعتبر الحيازة سببا للملكل وليست قرينة على الملك وهو
ما تبناه المشرع من خالل ما جاء في المواد 239و 261من ملحلع . 25.
24
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
في حين يعتبر الفقه المالكي أن الحيازة المجردة ال تدل على الملكل وال تعتبر
28
أصال للملك ما لم تكن مستندة إلى شراء أو هبة ونحوهما .
-الحكم القضائي النهائي :إن صدور حكم نهائي يقضي باستحقاق شخص
لعقار غير محفظ يثبت ملكية هذا االخير للعقار للذا فإن هذا الشخص يعتبر مكتسبا
لذلك الحق ويمكنه أن يتصرف فيه وأن يطلب تحفيظه لوذلك انطالقا من القاعدة
التي تقضي بأن الحكم يعتبر معلنا للحق الذي هو موضوع الدعوى ال منشئا له
29
لومعنى هذا أنه من حكم له بشيء يعتبر مالكا له.
-رسم إحصاء متروك 30 :رسم يثبت ويحصي ما تركه الهالك وهو مجرد زمام
ال يثبت به الملكل وحجيته تنحصر بين المشهود لهم فيه والمقرين بهل وال يمكن أن
يواجه به الغير وهذا ما ذهب إليه المجلس األعلى في إحدى قراراته حيث اعتمد
31
على حيثية وحيدة مفادها أن الرسم المذكور غير كاف إلثبات االستحقاق .
- 28راجع بو صوص هلا الموضو محم الق وري ،ح ياز الع قار وح ياز الم يافع وأح كام الم ياه ود عاوى حما ي الح ياز
،الم ع األولى ،1442دار األمان لليشر ،الرباط ،ص .55
-29د محم ابذ مع وز ،م س ،ص 301فما بع .
إحصاء الترك أو إث ا متولف أو زمام متروك أو موجب بمتروك ،هي ع ارا مستعمل عاد في م ا التوثيق -
30
الع لي ،وهي اصمالحا توثيقي تملق في أوساط الع و والمهتميذ بالشأن التوثيقي ويراد بها إث ا ملكي الموروث لما
خلفه لورثته مذ بع وفاته ،ونقله إليهم عذ طريق اإلرث ،و لك بغض اليظر عذ وسيل إث ا لك ،أي سواء كانت الوسيل
في لك م رد تصريحا جميع الورث إ ا كان مذ بييهم وارث قاصر أو غائب ،أو تصريح أح هم إ ا كانوا -جميعا -
رش اء وكان بحوزته رسوم ملك الموروث لما ييوي إحصاؤه ،أو كان لك بواسم شهاد الع و العلمي ،أو شهاد اللفيف
عي االقتضاء .أنظر بوصوص هلا الموضو محم الكويط
صفح في االنترنتhttp://evidorgom.blogspot.com/2016/03/blog-post_13.html
-31قرار الم لس األعلى ع د 122صادر بتاريخ 1414/1/11غير ميشور.
جاء فيه ":لكذ ردا على اآلس اب أعاله م تمع لت اخلها ،فإن الوقوف على عيذ الم كان أو اال ستما لل شهود باعت اره مذ
إجراءا التحقيق ال تقوم به المحك م إال إ ا كان ضروريا للف صل في ال يزا وان المحك م ط قا للف صل 31مذ ظ، ،
ت ت في الحق الم عى به مذ المتعرض وط يعته وم اه ،وهو ما يعيي أنه هو الم عي المكلف بإث ا تعر ضه بح معت ر
شرعا وال تياقش ح طالب التحفيظ إال بع قيام المتعرض بللك ،وال يستفاد مذ مستي ا الملف أنهم أدلوا بالح المعت ر
إث ا تملكهم لعقار المملب ،وال أث توا أن العقار بحيازتهم ،إ أن رسم االحصاء الم لى به مذ طرفهم لتعزيز التعرض هو
م رد زمام اليث ت به الملك ،وح يته تيحصر بيذ المشهود لهم فيه والمقريذ به وال يم كذ أن يوا جه به الغ ير ،و لللك فإن
القرار حيذ علل بأن "رسم لفيف متروك اللي أدلي به في هله المرح ل غ ير كاف إلث ا ا ستحقاق ال م عى ف يه لو لوه مذ
شروط الملك " فإنه نتي لللك يكون القرار غير خارق للمقتضيا المحتج بها ومرتكزا على أساس قانوني ،ومع لال تع ليال
سليما واالس اب كلها غير ج ير باالعت ار لهلا قضت محكم اليقض برفض الملب وتحميل الماعييذ المصاريف
25
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
كما قد يكون أصل الملكية أسبابا لنشأة الملك وتشتمل على العقود و التصرفات
العقارية.
فالعقود تكسب الملكية سواء كانت هذه العقود عرفية أو رسميةل وسواء كانت
معاوضات كالبين والتنازل بعوض ...أو تبرعات كالهبة والصدقة .
لكن رسوم األشرية وما شاكلها من رسوم التفويتات عامةل ال تفيد الملك إال أن
تستند هي نفسها إلى أصول تملك معتبرةل فالتفويتات المجردة عن هذه األصول ال
تفيد الملك وال تدل عليه.
غير أن هذه العقود تعد أقوى من رسوم الحيازة أو الملكية أو االستمرار التي
ليست إال قرائن على الملك أو مظهرا من مظاهرهل وقد ذهب المجلس االعلى إلى
ترجي ملكية أحد أطراف دعوى االستحقاق إذا تضمنت أصل المدخلل وكانت
ملكية خصمه خالية منهل ألنه من المقرر في قواعد الفقه المالكي أنه إذا شهدت بينة
بالملك من بيان سبب التملك لوشهدت بينة الخصم بالملك دون بيان سبب التملك
33
لترج االولى على الثانية .
ما يمكن استخالصه من هذه المناقشة أن أصل التملك في مجال العقارات غير
محفظة يطرح إشكاال على مستوى الفقه المالكيل والتشرين الوضعي في الوثائق أو
الرسوم من قبيل البين أو الصدقة أو غيرها من الرسوم التي تعتبر أصال للتملكل
وفي مدتها التي يشترط فيها أن تكون عشر سنوات وهي أقل مدة لحيازة االستحقاقل
وهذا االشكال ينعكس من الناحية العملية على المحافظين على االمالك العقارية.
- 32أنظر د محم ابذ مع وز ،م س ،ص 313فما بع
-33قرار ع د 1343صادر بتاريخ 1411-42-11في الملف الم ني ع د 1445-3-1-1139ميشور بم ل ملفا عقار ي
الع د االو 1411ص . 99
26
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
غير أن المشرع في ظهير التحفيظ العقاري اكتفى بإلزام طالب التحفيظ أن يقدم
من مطلبه أصوال أو نسخا رسمية للرسوم والعقود والوثائق التي من شأنها أن
34
تعرف بحق الملكية وبالحقوق العينية المترتبة على الملك.
وهذا يعني أن المحافظ يقن عليه عبء اختيار الرسوم التي من شأنها التعريف
بحق الملكية لوالتأكد من أن طالب التحفيظ يملك فعال العقار المراد تحفيظهل كما
يمكنه من تلقاء نفسه أن يطلب الرسوم التي يراها ضرورية لتأييد مطلب التحفيظل
كرسم استمرار الملك للتأكد من استمرار حيازة طالب التحفيظ للملك إذا كانت المدة
الفاصلة بين تاريا تحرير العقد وتاريا تقديم المطلب طويلةل كما يمكنه االستغناء
عنه لوهو ما أكده المجلس االعلى في إحدى قراراته حينما اعتبرت المحكمة أن
رسم الملكية المنجز سنة 1934المستدل به من طرف المتعرض قد انتهى مفعوله
ولم يثبت استمرار آثاره من تاريا التملك إلى تاريا تقديم المطلب لوتكون قد
استبعدت حجته دون موجب لذلك أن البينة الشاهدة بالملك تبقى مصاحبة لألصل
المشهود بهل وهو الملكل إلى أن يقوم الدليل على خالف ذلك لفإذا هي رأت ما
شهدت به الملكية كان عليها أن تتأكد من ذلك بإجراء األبحاث المفيدة قصد تأسيس
35
قضائها على الجزم واليقين .
غير أن األمر يحتاج إلى التفاتة الدارسين لقضايا العقار غير المحفظ والموثقين
والقضاة والمحافظين على االمالك العقارية وذلك لإللمام بهذه المعضلةل خاصة أننا
نمارس هذه المعضلة بشكل يومي حيث نصطدم في الواقن من أعراف األفراد
بمنطقة الشمال على العمومل حيث ال يهتم هؤالء بنظام التحفيظ العقاري وأن الحيازة
ما تزال تشكل لحد اآلن العنصر النفسي األكثر أهمية وذلك على اعتبار أن حيازتهم
27
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
الفعلية للعقار هي سند ملكيتهمل وأنهم يكتفون برسم استمرار الملك أو إحصاء
متروك أو إراثةل ويعتبرونه أصال لتملكهم للعقارات .36
وغالبا ما تضين حقوق هؤالء خاصة أمام وجود شبكة من السماسرة ومحتكري
العقارات الذين يستغلون مثل هذه الظروف فيقومون بأعمال النصب واالحتيال
واإلتيان بعقود لعقارات في منطقة أخرىل ليطلبوا استنادا إليها تحفيظ العقارات التي
يكتسبون أصحابها رسوم غير كافية لتأييد ملكيتهمل كرسم استمرار الملكل أو
إحصاء متروك أو إراثات غير مرفوقة بعقود أخرى.
لذا نؤيد الرأي الذي يدعو أن يتقيد التشرين المطبق في هذا الخصوص بمراعاة
الفقه المالكي ومبادئ الشريعة وقواعد العدالة ومتطلبات النظام العامل وأن ال يأتي
بطريقة تصادم الواقن التوثيقي وأعراف أناس ببعض المناطقل وتجعل تطبيقها
مرهقا أو صعبا أو مستحيالل من مراعاة عدم ضياع حقوقهم تحت أي مبرر
موضوعي أو إجرائي لوهذا سيجلب االستثمار ويحقق العدالة العقارية والسلم
37
االجتماعي.
كما اشترط المشرع أن تكون هذه الوثائق محررة باللغة العربيةل وفي حالة ما
إذا كانت تلك الوثائق المدلى بها محررة بلغة أجنبيةل يمكن للمحافظ أن يطلب
ترجمتها على نفقة طالب التحفيظل وهذا ما نصت عليه المادة 11من ظل ت لع.
ويجب على ط الب التحفيظ أن يعزز طلبه بجمين الوثائق و الرسوم المؤيدة لهل
كلما كانت بحوزتهل و إذا كان طالب التحفيظ ال يحوز ما يثبت حقوقهل فإن المشرع
في القانون السابق كان يعفيه من اإلدالء بالوثائق الموجودة في حوزة الغيرل بل كان
يكفيه إشعار المحافظ وبيان الجهة التي في حوزتها ما يثبت حقوقه لأما في القانون
- 36الب أن يكون واح مذ األصو على األقل ق أن ز داخل م ال سيوا الع شر األخ ير ال سابق عذ التفو يت ،ألن هله
الم هي أقل م د الح ياز اال ستحقاقي ،فإن كا نت الر سوم كل ها تر جع إ لى ف تر ما ق ل ال سيوا الع شر ،فيك لف الرا غب
بالتفويت بإقام رسم ملكي .
- 37أنظر ع اللميف الودناسي ،دور رسم الملكي ورسم االستمرار في عملي التحفيظ ،م ل االمالك ،م ل فصلي تع يى
بال راسا القانوني والفقهي ،الع د المزدوج الرابع والوامس ط ع 1441ص 129فما بع ،و محم الكويط ،ص . 19
28
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
الجديد فقد ألغي هذا المقتضى وجعل من االدالء بالحجج والمستندات مسألة تخص
طالب التحفيظ لفهو الملزم بالبحث عنها واالدالء بها .
وعليه ال يمكن أن يفت مطلب التحفيظ دون وثائق أو حجج مؤيدة للمطلبل بل
أكثر من ذلك يجب على المحافظ أن يحرص على توفر السندات المدعمة لمطلب
التحفيظ على الشروط الشكلية والجوهرية المتطلبة قانونال وأن يولي أهمية خاصة
الرتباط العقود المذكورة بالعقار المطلوب تحفيظه .
وإذا كان طالب التحفيظ يفترض فيه أنه المالك الحقيقي سواء كان يستند في ذلك
على الحيازة المكسبة للملكية أم على أسباب أخرى لإال أن هذه الفرضية ليست
سوى مجرد قرينة بسيطة تقبل إثبات العكس لبحيث يحق لكل من له حق على ذلك
العقار موضوع طلب التحفيظ أن يدحض هذه القرينة ويتقدم بتعرض على التحفيظ
38
خالل اآلجال المحددة .
وبالتالي يجب على المحافظ أن يقتصر عند فت مطلب التحفيظ على السندات
التي تفيد التملك كرسم الملكيةل وعقود التفويتات سواء كانت بعوض أو بدون
عوضل واستمرار الملكل شريطة أن تكون قد مرت عليها مدة الحيازة المعتبرة
شرعا.
ويجب أن تكون هذه العقود و السندات مرتبطة بالعقار المراد تحفيظه لوأن يتم
فيها التنصيص على مساحة وحدود العقار المطلوب تحفيظهل كما يجب أن تكون
هذه العقود والسندات المدلى بها متكاملة ومترابطة فيما بينها وغير متناقضة .
كما يجب على المحافظ عدم التساهل في قبول إيداع مطلب تحفيظ بسندات أبعد
ما تكون عن إثبات التملكل كتدعيم مطلب التحفيظ برسم إراثة أو رسم إحصاء
متروك محرر بناء على تصري الورثةل أو رسم إثبات بين بشهادة الشهود لوهو ما
39
أكد عليه المحافظ العام في مذكرته.
- .38د محم خيري ،مست ا قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي ،ص 120فما بع .
- 39أنظر ملكر المحافظ العام رقم 442121السابق كرها .
29
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وعليه اذا كان يبدو لغير المتمرسين في الميدان العقاري لأن سلطة المحافظ
العقاري في تفحص الوثائق مقيدة لفإنه في الواقن العملي يحظى المحافظ بسلطة
واسعة النطاق في تفحص مختلف البيانات بكل دقة وعناية لوال يقتصر على تلك
المرسومة والمعهودة لبل يتعدى ذلك إلى مراقبة العقود والوثائق المدعمة لطلبات
التحفيظل وهل هناك تناقض في محتوياتها وتعارض في مضامينهال ومدى وجود
اختالالت تمس أصل الملكل وتسلسل أصحابه لوتواريخه وتعيين الملك لوالحالة
المدنية للمستفيدينل ومدى الحقوق التي تعود لهم أصالل وعدد الشهود لوخاتم
السلطة المختصة لقضائية كانت أم إدارية .
باإلضافة إلى طرح عدة أسئلة عن حيازة الملك و موقعه وصاحبهل وذلك إذا ما
بدى له الغموض وراودته الشكوك بخصوص العقود وعالقتها بالعقار المراد
تحفيظهل وهو موقف صائب خاصة أمام ورود شكايات على المحافظ تطعن في
40
صحة بعض العقود.
ونحن نؤيد بهذا الخصوص االتجاه القائل بتوسين سلطات المحافظ العقاري في
هذا المجالل خصوصا وأنه مؤهل قانونا للقيام بهذه المهمة واكتسب تجربة تؤهله
للقيام بهذه المراقبة.
وهذا التوسن يجد أساسه في ناحيتين :فمن الناحية األولى إذا تمت إجراءات
مسطرة التحفيظ دون تقديم أي تعرضل فإن العقود تصب منعدمة األثر وبالتالي
تنفلت من الرقابة.
غير أن بعض الفقه يرى بأنه ليس للمحافظ الحق في بحث العقود والمستنداتل
ألنه ليس سلطة قضائيةل وليست له الصفة للحسم في صحة الرسوم والوثائق المدلى
- 40را جع د مح م الح ياني ،الم حافظ الع قاري بيذ متمل ا االخت صاص وإكرا ها الم س ولي ،ن حو مقار ب قانون ي
وواقعي ،مم ع الي اح ال ي ال ار ال يضاء ،الم ع األولى 1013ها1441/م ،ص .02
31
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
بها تأييدا لمطلب التحفيظ ل41ونعتقد أنه ال يمكن أن يكون هذا الرأي على صواب
حتى إذا ما تخللت مسطرة التحفيظ مسطرة قضائية .
وعليه فإذا انتهت مسطرة التحفيظ في المرحلة اإلداريةل يكون المحافظ ملزما
بتأسيس الرسم العقاريل ومن ناحية ثانية إذا قدمت تعرضات على المطلب وأحيل
ملف المطلب إلى المحكمة المختصةل فإن القاضي ال يحق له قانونا تفحص العقود
42
المؤيدة لمطلب التحفيظل بل يناقش فقط حجج ووثائق المتعرض .
لذا فإننا ال نوافق هذا الرأيل ونؤيد تمديد سلطة مراقبة المحافظ باإلضافة إلى
البيانات الواردة بمطلب التحفيظ إلى الوثائق والسندات المؤيدة له .
43
الفقرة الثانية :أداء واجبات إيداع مطلب التحفيظ
إن القيام بأي إجراء من االجراءات المتعلقة بالتحفيظ العقاري يتوقف على أداء
طالب اإلجراء للمستحقات الواجب استخالصهال ويتم احتسابها وفق ضوابط معينة
حددها المشرعل وتقوم المحافظة العقارية بتصفية تلك المستحقات على الشكل
التالي:
-على أساس القيمة التجارية للعقارات المعنية وقت استحقاق المستحقات التي
تعتمدها مصال الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمس العقاري والخرائطيةل
وذلك على أساس معدل األثمنة المتداولة في المنطقة التي يقن بها العقار المعني
بالنسبة لعمليات تقديم مطلب التحفيظل والتقسيمل والتجزئة والملكية المشتركةل
ومطابقة التصميم العقاري للحالة الراهنةل واإلجراءات األخرى المماثلة.
- 41د محم خيري قضايا التحفيظ العقاري في الت شريع المغر بي الم ساطر االدار ي الق ضائي ،دار ن شر المعر ف ،م ر س
المعارف ال ي ،الرباط الم ع الوامس ، 1449ص .101
-42د محم الحياني ،المحافظ العقاري بيذ متمل ا االختصاص وإكراها المس ولي نحو مقار ب قانون ي وواقع ي ،م س،
ص .02
-43أنظر مرسوم مرسوم رقم 15-13-1صادر في 10يوليوز 1410في شأن إجراءا التحفيظ العقاري ال ري الر سمي
ع د 1111بتاريخ 15يوليوز 1410ص . 1119
31
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
و بما أن عملية التحفيظ ليست مجانية فإن طالب التحفيظ ملزم بأداء الرسوم
الالزمة للتحفيظ لفائدة الوكالة الوطنية للمحافظة العقاريةل وتحتسب هذه الرسوم
على أساس المساحة الحقيقية للعقار محسوبة باآلر داخل الجماعات الحضريةل
وبالهكتار خارجهال وتحتسب المساحة دائما بالزيادة للحصول فقط على اآلرات أو
الهكتارات .
وإذا لم تعرف المساحة الحقيقية للعقار وقت تقديم الطلبل يقوم المحافظ على
األمالك العقارية باستخالص الوجيبات التكميلية عن المساحة الزائدة التي أظهرها
45
التصميم العقاري.
ويؤدي طالب اإلجراء الواجبات المستحقة وقت تقديم الطلب مقابل وصل يسلمه
له المحافظ على األمالك العقاريةل وال يمكن تأجيل أدائها بسبب المنازعة في مبلغها
46
أو ألي سبب آخر.
إن الوجيبات المستخلصة نتيجة غلط أو إغفال يمكن تقديم طلب استردادها إلى
48
المحافظ على األمالك العقاريةل داخل أجل أربن سنوات من تاريا األداء.
32
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
غير أن الوجيبات تستخلص اعتمادا على القيمة الحقيقية للعقار موضوع مطلب
التحفيظ ووفقا للمرسوم المحدد لتعريفة رسوم المحافظة على األمالك العقارية
الصادر في 31يونيو .1997
وتختلف هذه الرسوم حسب اختالف قيمة الملك ومساحته وموقعهل ويتم ذلك
باالعتماد على رمز الموقن المشار إليه في ورقة ضبط الموقن المؤشر عليه من
49
طرف مصلحة الهندسة التابعة للمحافظة العقارية.
والمحافظ هو الشخص الوحيد الذي يقدر قيمة العقار المراد تحفيظهل وذلك
ويتم استخالص رسوم المحافظة العقارية 50
باالعتماد على قيمة العقار في المنطقةل
51
عن طريق المعالجة المعلوماتية.
كما أنه يتم احتساب القيمة بعد إدخال البيانات المتعلقة بالعقارل والمتمثلة في
موقعه قروي كان أو حضريل ورمز المنطقة التي يقن ضمنهال ومساحته وقيمته
المذكورة في العقدل ومشتمالته ( كونه أرضا عارية معدة للبناء أو فالحية لأو
أرضا بها بناء لوما إذا كان البناء عبارة عن سكن اقتصادي أو عمارة أو فيال).....
وكل ذلك يثبت في برنامج األمر باألداء ليعطي في األخير المبلغ الواجب أداؤه .
-49أنظر ملكر الم ير العام للوكال الوطيي إلى الساد المحافظيذ على االمالك العقاري ورؤ ساء م صالح الم سح الع قاري
الصادر بتاريخ 1غشت 1410في شأن المرسوم رقم 15.13.1المتعلق بإجراءا التحفيظ العقاري .
-50القيم المق ر للموقع اللي يوج به العقار موضو المملب ،وغال يا ما تق سم الم ياطق ا لى م مو عا عقار ي توت لف
قيمتها بحسب أهميتها العقاري .
- 51إنمالقا مذ سي 1951عر فت م صالح التح فيظ ق فز نوع ي في م ي ان المعلوم يا ،ح يث أعم يت االنمال ق إل ع اد
وإن از ال راسا المتعلق بالمومط الم يري المعلوماتي لهله المصالح.
وخال سي 1994تم إن از ال راسا المفصل للعمليا ال اري ع لى الر سوم العقار ي وال م اخل العقار ي ،م ما م كذ مذ
إع اد وتحرير وإن از برامج تم يقا متعلق بهله العملي .
وفي سي 1993ب أ العمل على س يل الت ريب للتم يقا المتعلق لعملي ال اري على الرسوم العقاري والم اخل العقاري و
تحرير تم ي قا المتعل ق بال م اخل العقار ي .را جع بو صوص هلا المو ضو ،مح م ا بذ ال حاج ال سلمي ،سيا س التح فيظ
العقاري في المغرب :بيذ اإلشهار العقاري والتوميط االجتماعي – االقتصادي ،ط ع ،1441ص 321فما بع .
33
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
كما تخضن جمين العمليات المتعلقة بالتعرضات الواردة على مطلب التحفيظ
ألداء الرسوم القضائية والتي تستخلص لحساب المحكمة االبتدائية.
- 52أنظر ملكر المحافظ العام إلى الساد المحافظيذ ورؤساء المسح العقاري ورؤساء المصالح ال هوي للورائم ي ،ر قم
/م م في شأن ع م استوالص الرسوم المستحق جاء فيها " يشرفيي أن أ حيمكم 119و و م م خ /م م /ق
علما أنه بمقتضى الماد 11مذ قانون رقم 44-25توضع حسابا وعمليا الوكال لت قيق سيوي مذ طرف مكتب للو ر
يتحقق مذ كون قوائم مالي تعكس صور حقيقي لللم المالي للوكال ...وحيث دأبت مصالح المحافظ العقاري على إن از
إ جراءا والق يام بأ شغا أو ت سليم و ثائق وت صاميم وبيا نا م ضمي بربا ئ ها م ا نا لفا ئ ع ج ها (دوا ئر األ مالك
الموزن ي – ن ظارا األح اس -الصاي وق ا لوطيي لل قرض الفالحاي )...دون أن ت ستي في لاك ع لى نص تشاريعي أو
تيظيمي ،وعي وجود نص يسمح بهلا اإلعفاء ن ها ال تتقي بح وده ،رغم أن الم أ هو األداء ،واال ستثياء هو اإلع فاء ،للا
ي ب ع م التوسع في تفسيره.
وحيث ال يوفى عليكم خمور اإلعفاء مذ رسوم مستحق أو تأجيل دفعها ،أو استوالص أقل مذ الحقوق الواج ب ون سي
تشريعي أو تيظيمي ،إ تثار مس وليتكم شوصيا عذ هله األفعا .ول هلا فإني أط لب ميكم إ طال ع لى الي صوص الميظ م
لإلعفاءا والتقيي بح ودها وع م تم ي نماقها لتشمل الحاال أو ال ها الغير الميصوص عليها صراح ،وبالتالي تو قف
عذ تم يق جميع ال وريا والملكرا والمراسال الموجه إليكم والتي ت م د ب ون سي ن ماق اإلع فاءا أو التوفي ضا
المقرر في القانون إ لى ب عض العمل يا أو ب عض ال ها ...و في االخ ير أط لب ميكم تيف يل هله التعلي ما وإخ اري ب كل
الصعوبا التي ق تعترضكم في هلا الص د.
و أيضا ملكر المحافظ العام إلى الساد المحافظيذ رقم 1114و و م م ح /م بتاريخ 14غشت " 1440جاء في ها
فتتميما لما ورد في الملكر المشار إليها بالمرجع أعاله المتعلق بإعفاء بعض اإل جراءا ال تي ي قوم ب ها ال ساد الم حافظون
مذ رسوم المحافظ العقاري ...أن اإلعفاء المقرر لفا ئ ال و ل الم لك ال واص والم لك الع مومي ...يقت صر ف قط ع لى إ ي ا
ممالب تحفيظ المتعلق بهليذ الملكيذ.
إن ن ظار األح اس مع فون ...مذ أداء الر سوم الم ستحق عذ إدراج مما لب التح فيظ األ مالك المح س تح ي سا عموم يا أ ما
األمالك الح س المعقب فال تستفي مذ هلا اإلعفاء.
إن اإلعفاء المقرر في الفصل 39مكرر مذ قرر وزيري 1912/1/0ال تستفي م يه إال اإلدارا العموم ي دون الم س سا
العمومي أو ال ماعا المحلي ويشمل فقط الشهادا ونسخ التصاميم الم وغرافي و صور الو ثائق الم ع واال طال ع لى
الملف متى طلب لك في إطار اليفع العام أو ضرور المصلح ...وبالتالي ال ي وز لكم التوسع فيه مع الرجو إ لي في ما ق
يعتر ضكم مذ صعوبا في هلا ال شأن وخا ص في ما يتع لق بمل ا اإلع فاء الم ستي ع لى ن صوص غ ير وارد في هله
الم موع .
34
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
- 53مرسوم رقم 325-91-1صادر في 34يونيو 1991بتح ي تعري ف ر سوم المحاف ظ ع لى اال مالك العقار ي ،ال ر ي
الرسمي ع د 0092بتاريخ ، 1991-41-34ص . 1113
35
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ع لى ضوء ذ لك سنبحث بن ية األ سرة ضمن المتغ يرات االجتماع ية (المب حث
األول) ل ثم وظائف األسرة في ظل هذه المتغيرات(المبحث الثاني).
إن عوامل التغ ير الداخل ية والخارج ية ال تي تعر ضت ل ها المجتم عات نتج عن ها
تحوالت وتغيرات بنائية شملت كل جوانب الحياة االجتماعية واالقتصادية والسيا سية
والثقافيةل األمر الذي أدى إلى ظهور تناقضات كثيرة انعك ست آثار ها ع لى األ سرةل
الخلية األولى المكونة لهذه المجتمعات.
- 54ن م ع ود ن م " :إدار العائل :المفهوم والعوامل الم ثر " ،األسر العربي ،ع د ، 1نوفم ر ،1990ص .11 :
36
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ل قد نا لت ال قيم اهت مام العد يد من المتخص صين في م جاالت الع لوم اإلن سانية
واالجتماع ية ع لى حد سواء؛ كع لم االجت ماعل وع لم ا لنفسل واالقت صادل والترب ية
والدينل والفلسفةل وغيرها الكثير .و من بين ت لك الع لوم ي برز اع لم ا لنفسا بو صفه
علم دراسة السلوك والعمليات العقليةل إذ ينظر إلى القيم على أن ها الم حرك والمو جه
األساسي للسلوك .فالقيم تكمن خلف السلوك وتوج هه لتعط يه المع نىل وبال تالي تم ثل
نوعا من الضغوط االجتماع ية ال مؤثرة في سلوك ال فرد تأثيرا مبا شرا .و هي م حدد
م هم ومو جه التجا هات األ فراد و سلوكهم في العد يد من الموا قف الحيات ية .و بذلك
فالقيم تنظي مات مع قدة ألح كام عقل ية انفعال ية معم مة ن حو األ شخاص أو األ شياء أو
المعاني سواء أكان التفضيل الناشئ عن هذه الت قديرات المتفاو تة صريحا أو ضمنيا
ومن المم كن أن نت صور هذه الت قديرات ع لى أ ساس أن ها ام تداد ي بدأ بالتق بلل وي مر
بالتوقفل وينتهي بالرفض.
إن ال قيم م فاهيم دينام يةل أي أن ها مؤثرة ب ما حول هال ف هي مؤثرة في اخت يارات
األ فراد ألن ماط معي نة من ال سلوك؛ وم تأثرة بالمتغيرات المحي طة ب ها سواء أكا نت
تكنولوجية أم اقتصادية أم اجتماعية...إلا.
- 55سع ع هللا الك يسي " :التغيرا األسري وانعكاساتها على الش اب اإلماراتي" ،تحليل سوسيولوجي ،مركز اإل مارا
لل راسا وال حوث اإلستراتي ي ،أبو ظ ي ،الم ع األولى ، 1441ص .11 :
- 56علي مه ي كاظم " :القيم اليفسي والعوامل الومس الك رى في الشوصي " ،م ل الع لوم التربو ي واليف سي ،الم ل ،3
ع د ،1يونيو ،1441ص .10 :
37
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
والمتغ يرات ال تي أفرزه ما الع صر ال حالي (نها ية ال قرن الما ضي وبدا ية هذا
القرن) أدى إلى عدد كب ير من الت حدياتل ف قد تر تب ع لى االنف جار المعر في تراكم
المعلو مات؛ و سرعة الت قدم في االبت كارات التكنولوج يةل ال تي تت جاوز بكث ير ا لبطء
الشديد في تطوير التعليم .أي أن التطور التكنولوجي السرين لم يقابله تكيف بالسرعة
نفسةةها مةةن قبةةل النظةةام التعليمةةي وبالتةةالي مةةن قبةةل اإلنسةةانل فةةأدى إلةةى نةةوع مةةن
االضطراب وال صراعل و صل إ لى مرح لة ت عددت في ها ال بدائل واالخت يارات بح يث
أصب الفرد عاجزال وغ ير قادر ع لى اخت يار األف ضل من أن ماط ال سلوكل أو ع لى
األ قل اخت يار أن ماط سلوكية تتنا سب وقي مه المألو فةل فاإلغراءات كث يرة وعنا صر
الشد أكثر 57.وفي هذا يقول اOCTAVIO-BAZال إن ما نشهده اليوم هو ان حالل لل قيم
المألوفة .وهذا القول يشير إ لى أن ما حق قه الت قدم التكنو لوجي من أ سباب االزد هار
أدى إلى العديد من المشكالت واألمراض االجتماعية والنفسية 58ومنها انحالل ال قيم.
وبهذا فاإلنسانية –اليوم -بحاجة إلى حضارة تجمن بين التقدم المادي والرقي الخلقي؛
لي كون لت قدمها ال مادي والعمرا ني أ هداف خلق يةل وغا يات مثال ية؛ لتح قق لإلن سان
59
الضمير الخلقي في الفردل وروح التعاون في الجماعة.
38
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
مستوى التعليم وانتشار وسائل اإلعالم الناجم عن التنمية االقتصادية يسهم في تغي ير
قيم األ فراد من قيم تر كز ع لى الجا نب ال مادي إ لى قيم تر كز ع لى الجا نب غ ير
60
المادي.
أوال :أن دراسة القيم مهمة لفهم التغيير االجتماعيل حيث تلعب القيم دورا مهما
فةةي إضةةفاء الشةةرعية علةةى المؤسسةةات االجتماعيةةة والسياسةةية واالقتصةةادية وعلةةى
ممارسات هذه المؤسسات.
ثانيا :أن تغيير ال قيم ظاهرة وا حدة من ظواهر التغي ير الث قافي وال تي تت ضمن
كذلك تغي يرا في االتجا هات واآلراء ن حو ا لدين والعال قات الجن سية وال قيم األ سرية
وقيم العمل والنظرة السياسية العالمية.
ثالثاا :أن تغي ير ال قيم ي حدث ب صورة تدريج ية وي ثر ع لى المطا لب السيا سية
لألفراد كما يؤثر على الموا ضين ال تي تو ضن ع لى جدول األع مال السيا سية وع لى
نوعيةةة السياسةةات التةةي تتخةةذها الحكومةةة وعلةةى خصةةائص ووظةةائف المؤسسةةات
السياسية.
راب عا :أن تأثير التنم ية االقت صادية ع لى قيم األ فراد ليس ظاهرة غري بة بل
ظاهرة تحدث في أي دولة بغض النظر عن ثقافت ها ومؤس ساتها ال تي قد تخت لف عن
النمط الغربي.
خامسا :أن البيئة األسرية التي يتم تنشئة األفراد فيها تؤثر على قيمهم.
سادسا :أن زيادة عدد األفراد ا لذين يحم لون ال قيم الغ ير الماد ية نتي جة للر خاء
االقت صادي ي كون ضئيال و تدريجيا إ لى أن ي شمل الج يل ك له وبال تالي ي كون ه ناك
إخالل لجيل جديد يتبنى القيم غير المادية محل الجيل القديم الذي يتبنى القيم المادية.
سابعا :إن الحا لة االقت صادية أث ناء ن مو ال فرد هي ال تي ت سهم في تبن يه لل قيم
- 60سعود بذ محم العتي ي " :تأثير التيمي االقتصادي ع لى تغي ير قيم األ فراد" ،درا س مي ان ي ،م ل جام ع الم لك ع
العزيز االقتصاد واإلدار ،الم ل ،11ع د 1010 ،1ها1443-م ،ص .92 :
39
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
(سةةواء الماديةةة أو غيةةر الماديةةة) وتسةةتمر معةةه مةةدى الحيةةاة غيةةر متةةأثرة بالتقلبةةات
61
االقتصادية بعد هذه الفترة.
ولقد كان للتنمية االقت صادية انعكا ساتها ع لى سلوك و قيم األ فراد دا خل األ سرة
العربية .فعلى سبيل المثال أظهرت بعض الدراسات أن هناك تحوال من نمط األ سرة
الممتدة إلى نمط األسرة النوويةل كما أظهرت درا سة أ خرى أن ه ناك ت حوال صوب
استخدام النموذج الديمقراطي في صناعة القرارات داخل األ سرة ي شترك األب واألم
في صناعة القرارات األسرية نتيجة للتنمية االقتصادية وما نجم عنها من ز يادة عدد
المدن وارتفاع دخل ومستوى تعليم األفراد.
كما أن دراسة التغييرات التي طرأت على األسرة العربية تشمل :
-3ق ضاء ف ترات زمن ية بين ا لزوج والزو جة أ طول م ما كا نت عل يه التقال يد
القديمة.
-4االهت مام بتع ليم األب ناء لمواج هة فرص الع مل ال تي ظ هر من ها التغي يرات
االقتصادية في المجتمن.
-1تقلصت العالقات والواجبات االجتماعية بين األجيال المختل فةل و كذلك زاد
االهتمام بتنظيم النسل واستخدام الوسائل الحديثة لذلك.
-6زاد االهتمام بضرورة تحقيق قدر أكبر من العالقة بين أطراف الزواج في
الجيل الجديدل وأخذ األهل من الج يل ال ثاني في ق بول ذ لك مت مثال في ال سماح بل قاء
الخاطب بخطيبته قبل الزفاف تحت رقابة الوالدين.
-7تغا ضي اآل باء عن فرض ال سيطرة الكام لة ع لى األب ناء من ا لذكور في
اختيار الزوجة ومزيد من السماح للفتيات بتبادل الزيارات من بعضهم البعض.
41
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
-8القبول االجتماعي لممارسة ال مرأة حق ها في الت صرف في ثروت ها 62.ك ما
أظهرت دراسة أخرى آثار الطفرة االقت صادية ع لى أ ساليب التن شئة االجتماع ية من
خالل إجراء مقارنة بين جيل األمهات العامالت وجيل ال جداتل ول قد ت ضمنت ن تائج
هذه الدراسة التالي :
-9أن هنةةاك اختالفةةا بةةين األمهةةات والجةةدات فةةي بعةةض مواقةةف التنشةةئة
االجتماعيةةة وإن كةةان هةةذا االخةةتالف لةةيس كبيةةرال فالجوانةةب الماديةةة كالرضةةاعة
واإلخراجل كانت أكثر تغييرا من الجوانب الالمادية في التنشئة االجتماعية.
-11ميل ال جدات في المجت من التقل يدي إ لى ا ستعمال الع قاب ال بدني أو التهد يد
باستخدامه بدرجة أكبر من األمهاتل خاصة في بعض المواقف م ثل ال عدوانل سواء
كان هذا العدوان موجه إ لى اإل خوة أو إ لى األ صدقاء أو الج يران ك ما تم يل ال جدات
إلى استخدام العقاب البدني أو التهديد والتخويف في حالة التأديب والتهذيب.
-11إن عال قة األم باألب ناء قو ية ومتي نةل و ما زا لت األم هي ال شخص األول
ا لذي يل جأ له اال بن أو االب نة في حا لة مواج هة أي م شكلةل و ما زال األب ي حتفظ
بالمكانة الرأسية له في األ سرة وإن ازدادت م شاركته وم سؤوليته في رقا بة األب ناء
63
ولكن من خالل وجود األم دائما.
قام عل ماء االجت ماع 64واألنتروبولوج يون بدرا سة وتحل يل ما أ سموه ااأل سرة
41
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وقد وجد هذا الشكل أو النسق األسري في كل من آسيا وإفريقيا وما يزال يتم تن
بقةةوة ونفةةوذ وتةةأثير فةةي العديةةد مةةن المجتمعةةات السةةيما عنةةدنا .وقةةد درس العلمةةاء
الغربيون الظروف االجتماعية التي أدت إلى ح صول تغ ير في األ سرة الم شتركة أو
الممتدة في بلدان كالهند أو اليابان أو الصين وخلصوا إلى اعت بار ال تأثير االقت صادي
هو األهم خاصة لجهة تنوع العمالة (ودخول المرأة سوق الع مل)ل و تدعم اإلح ساس
بالفرديةةة مةةن تهةةاوي الملكيةةات الجماعيةةةل ومةةن التغيةةرات التةةي فرضةةها االسةةتعمار
األجنبي في قوانين الملكية وفي التشريعات الخاصة بالوصية والميراثل و في أنظ مة
65
التعليم ومؤسساته وفي ضرب مؤسسة الوقف في البلدان اإلسالمية.
واأل سرة الم شتركة ن ظام تو جد جذوره في ن سيج المجت من ال قديم حين ما كا نت
الكثا فة ال سكانية ضئيلة والزرا عة هي الن شاط األسا سي والمحا صيل تك في حا جات
األسرة .حينئذ كا نت كل أ سرة تعت مد ع لى عمل ها ال خاصل وكل ما زاد ح جم األ سرة
زاد عدد العاملين بها ولقد ساعد ذلك على وجود ظروف مالئ مة ال ستقرار المجت من
بحيث أصب أعضاء األ سرة يعي شون في م كان وا حد ويقو مون بنفس األع مال من
ج يل إ لى ج يل .ول قد ازداد التع قد االقت صادي خالل ال قرن الما ضي (التا سن ع شر)
حيث أدت زيادة السكان إلى مزيد من ال ضغط ع لى األرا ضي الزراع ية ...و لم ي عد
ممك نا حين ئذ أن ي ظل المجت من ع لى هذه ال حالل فظ هرت الحا جة إ لى الع مل بم هن
أعضائها مذ جه ،وبيذ أعضائها وبيذ معظم تيارا التغير التي يعرفها الم تمع مذ جه كاف ي ،ك ما ساع ع لم االجت ما
األ سري في تحو يل اهت مام ال احثيذ مذ الق ضايا التاريو ي لأل سر ،إ لى ت ياو م اال قوت ها ،وأ س اب عوا مل تفكك ها،
وعالقتها بيظام القرا ب ف هلا يعت ر ت مور في ع لم االجت ما ال عام فر ضه ت شعب الح يا االجتماع ي وت ع د وت يو الق ضايا
المعاصر لألسر ،أدى إلى ف هم األ ح اث والو قائع األ سري في إ طار هلا التو صص .و ق ساهم هلا الت يو والت ايذ في
مقارب األسر ،وفي تشويص أوضاعها ،كما أعمى دفع في تيو نظريا علم االجتماعي األسري ،إ لم ت ع اليظر ي أو
المقار ب الوظيف ي و ح ها الم سيمر والمف سر لق ضايا األ سر ،بل ظ هر إ لى جا نب لك ال ييو ي ،والتفاعل ي الرمز ي ،
والمقارب التيموي .
- 65سعود المولى " :بيي األسر في ضوء المتغيرا االجتماعي " ،م تمر األسر األو في موضو "األسر العربي في
وجه التح يا والمتغيرا " ،الم ع األولى ،1443دار ابذ حزم بيرو ل يان ،ص .103-101 :
42
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
مختلفة غير الزراعة ...ولقد كان لتقدم وسائل االتصال دورا هاما في الت شجين ع لى
الهجرة التي اتخذت إما شكال رسميا أو دائما.
و قد ا شتغل عل ماء االجت ماع واألنتروبولوج يون الغرب يون كث يرا ع لى حاالت
الهند واليابان لدراسة أثر التغيرات االجتماعية على بن ية األ سرةل وال ي صعب التن بؤ
بات فاقهم جمي عا ع لى مالح ظة اف قدان األ سرة الم شتركة أهميت ها تدريجياال وع لى
اتعاظم الميل إلى االنفصال عن األسرة المشتركة وتكوين عائالت مستقلةا.
غيةةر أن مةةا ينبغةةي اإلشةةارة إليةةه هنةةا هةةو ظهةةور دراسةةات جديةةدة عةةن الهنةةد
(خصوصا دراسات ديساي وكاباديا في الخمسينات)ل تنتقد تلك االستنتاجاتل وت ستند
إلى وا قن البيا نات اإلح صائية لتؤ كد بأ نه ار غم أن ال ظروف الخارج ية المتغ يرة قد
أدت إلةةى إضةةعاف خصةةائص األسةةرة المشةةتركة مثةةل اإلقامةةة المشةةتركة والةةروح
الجمع ية والملك ية الجماع ية ...غ ير أن عاط فة األ سرة الم شتركة لم تخ تف ب حدوث
66
االنفصال المكانيل وإنما ظلت قوية.
وال يوجةةد لةةدينا دراسةةات كافيةةة حةةول كيفيةةة أداء األسةةرة المشةةتركة فةةي بالدنةةا
لوظائفهةةا وال عةةن ضةةروب العالقةةات بةةين أعضةةائها خاصةةة فةةي المةةدن الكبةةرى
والعوا صم والم ناطق الح ضريةل و لذلك فإ نه من الم ستحيل تحل يل عمل يات التغ ير
االجتماعي بشكل علمي دقيقل خا صة وأن هذه الم سألة تخ ضن لم عارك إيديولوج ية
بين التقليديين أنصار نمط األسرة التقليدية و بين د عاة الحدا ثة ون مط األ سرة النوو ية
الغربية.
إال أنه يمكن أن نسجل حقي قة أن أهم ية األ سرة الم شتركة –الع شيرة أو العائ لة-
كوحدة إنتاجية قد تالشت بفعل التغير االقتصادي واالجتماعيل أكان ذ لك في الر يف
الزراعي أم في المدنل حيث زالت طوائف وأصناف ال حرف والم هن المتر كزة إ لى
تنظيم ديني (طرق صوفية) وتوارث عائلي.
إن تقلص حجم األسرة ينجم عن توسين الوسط االجتماعي الذي يدخل الفرد معه
43
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
في عالقات مباشرةل وكلما كان ذلك الوسط االجتماعي واسعا كل ما تزا يدت ال فوارق
الفردية وأصبحت قادرة على أن تع بر عن نف سها ب قوة ن ظرا لل ضعف ا لذي سينتاب
الرقابةةة االجتماعيةةة ...وتوسةةين الوسةةط االجتمةةاعي يةةتم بواسةةطة حركةةات التحةةديث
المةةدني Urbanisationل وإدخةةال التمةةايزات علةةى الوظةةائف المناطةةة بالمةةدن وتيةةرة
االتجاه نحو التصنين.
وفي العالمين العربي واإلسالميل كما في بالد شرق أ سيوي وأفريق يال ارتب طت
التغ يرات ال تي طرأت ع لى األ سرة بظ هور ون مو االقت صاد ال صناعي وال خدمات
والت حديث والتكنولوج يا .ول قد برزت أب حاث كث يرة تؤ كد اال ستنتاج ا لذي ي قول بأن
الحكةةم األوروبةةي االسةةتعمار أو االنتةةداب أو الحمايةةة أو الوصةةايةل قةةد أدخةةل نظامةةا
اقتصاديا جديدا وإيديولوجية وأجهزة إدارية حولت بالفعل بنية األسرة وثقافتها ت حوال
67
ملحوظا.
ويم كن أن نال حظ ظ هور ب عض التغ يرات الوا ضحة في ن سق األ سرة العرب ية
وعادة يكون عدم االستقرار والتفكك من بين النتائج التي تتر تب ع لى التغ ير الث قافي
السرينل كما ينعكس في زيادة الصراع والخالفات بين الزوج والزوجةل و بين اآل باء
واألبناءل وفي داخل األسرة الكبيرة الممتدة.
وفي الكالم عن بنية األسرة العربية والتغيرات االجتماعية نفتقر إ لى نوع ية من
الدراسات :
-1البيا نات اإلح صائية والم س ال سكاني والمعلو مات الموث قة حول األ سرة
والعائلة.
وك ما أن نا نفت قر إ لى التأ صيل المنه جي في ال طرح اإل سالمي لم سألة األ سرة
والمجتمن في عصرنا الراهن .وبسبب من ذ لك سادت وت سود أب حاث ودرا سة م عدة
- 67سعود المولى :مرجع سابق ،ص .102 :
44
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ب ناء ع لى ط لب الج هات الممو لةل و هي غال با ما تز يد إظ هار اتخ لف بن ية األ سرة
العربية وضرورة ضربها وتجاوز هاال وال ت خرج مع ظم هذه الكتا بات عن ال طرح
اإليديولوجي الحداثوي المسقط على استنتاجات عامة ال إطار أو مصاديق لهال و هي
نف سها م ما ع فا عل يه ا لزمنل ويم كن تل خيص تح ليالت وا ستنتاجات ت لك األب حاث
والدراسات بالعناوين التالية :
تحةةول فةةي النسةةق التربةةوي باتجةةاه االعتمةةاد علةةى المعةةارف والعلةةوم -1
اإلنسانيةل وليس على العقيدة والدين أو األسلوب القديم.
ظهور مؤسسات وتنظيمات تحمل الك فاءة والخ برة اإلنجاز ية و ليس وف قا -6
لالنتماء القبلي أو القرابة.
تشتت سكنى األفراد وتباعد أماكن اإلقامة بما يصعب التواصل. -7
ت شعب وت فرغ ن ظام تق سيم الع مل إ لى اختصا صات دقي قة تتط لب خ برة -8
معمقة وكفاءة عالية.
45
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
69
-12شيوع القيم المادية االستهالكية.
لقد عرفت بالدنا العربية واإل سالمية تغ يرات اجتماع ية هائ لة بحجم ها وأبعاد ها
أدت إلةةى ظهةةور ذاتي ةة الفةةرد وتبلورهةةال وإلةةى تعلةةم المةةرأة وخروجهةةا إلةةى العمةةل
والنشاط خارج المنزلل وإ لى انف تاح وات ساع فرص الترب ية والتع ليم و فرص الع مل
والدراسة والسفر واالختالط والهجرةل وإلى شيوع االستهالك المادي للسلن المتزايدة
التنوع والكلفةل ووالدة حاجات جد يدة ال بد من توفر ال مال لتلبيت ها والو قت لعي شها
التغذيةةة الصةةحية والعنايةةة بالجسةةدل المالبةةس األنيقةةة والعطةةورل والوسةةائل السةةمعية
البصرية وتقنيات االتصال والتواصلل آليات الثقافة الحديثة والرياضة وشبكاتها.
كما شهدنا في السنين األخيرة تحسن موقن األطفال وتراجن موقن المسنين دا خل
األسرة والمجتمنل وتضخم تكاليف الترفيه وأو قات ال فراغ ع لى ح ساب األسا سياتل
وتحسن نوعية العناية باألطفال ...كل هذا صحي ل وهو ي شير إ لى متغ يرات خط يرة
ال بد من مالح ظة عمق ها و سرعتها في غ مار ال حراك االجت ماعي وأ ثر ذ لك ع لى
تفكك أو ضعف روابط األسرة.
أبرز االستعراض السابق أوجه الخ لل في بن ية األ سرة أ مام متغ يرات االجت ماع
واالقتصاد (والعولمة)ل وهدف إلى ا لدعوى إ لى ب ناء عال قة متواز نة بين ال موروث
والعصرل فنكون أشبه بزماننا دون قطي عة عن جذورنا وهويت نال وال سؤال هو ك يف
نع يد الو صل بةين ال عام والخةاصل بين األ مة واألسةرةل بين األسةرة وال فردل بةين
70
القريب واألقرب والبعيد المغايرل بين الزوجين واألهل ؟
والحقيقة أن هذا يتطلب في ظروفنا الراهنة إ عادة صياغة ت صورنا لأل سرة في
إطار رؤيتنا الكون يةل أي رؤيت نا المعرف ية والفل سفية وخبرت نا التاريخ ية .فل قد تعا مل
- 69مما دفع بعض ال احثيذ إلى الح يث عذ مصملح » .« Macdonalisation de la vie quotidienne
- René B. DANDURAND : « La famille n’est pas une île changement de société et parcours
de vie familiale », op.cit, p : 13.
- Marie-Agnès BAVIERE MANVISSON : « Les transformations de la famille », cahiers
français, famille et politiques familiales, n°322, Division familiale du travail, CNRS,
Université Paris, 1, 1992, p : 22-23.
- 70سعود المولى :مرجع سابق ،ص .122 :
46
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
الع قل الغر بي اوالدرا سات االجتماع ية واألنتروبولوج ية من األ سرة بو صفها و حدة
اجتماع ية تقليد ية ما زا لت مو جودة في ب عض الم ناطق ال تي ت حتفظ بال شكل القب لي
كت كوين اجت ماعي أسا سي وت سودها عال قات القرا بة والع شائريةال أو در سها اع لى
ضوء المتغيرات التي طرأت عليها في المجتم عات ال صناعية وال تي أدت إ لى تغي ير
بنيتها وأشكالها والعالقات داخلهاا.
ودرسها البعض اآلخر من خالل وظائفها المجتمعية المختلفة فكان من الطبي عي
أن تطول المقاالت حول اختالف وا ختالل ت لك الو ظائف وخصو صا وظي فة التن شئة
والتوجيه من ح لول المدر سة والجام عة والدو لة عمو ما م حل األ سرة في العد يد من
األمور وترى عملية اإلنجاب والحضانة العاطفية النفسية االنفعالية فقط لألسرة.
وحتى هذه الوظائف األخيرة أصبحت هي األ خرى م هددة أو ق يد المراج عة ك ما
نرى في االتجا هات المعا صرة في ع لم ا لنفس االجت ماعي .ال بد أن اإلن جاب نف سه
كوظي فة أ سرية أ صب ممك نا خارج ا لزواج واأل سرة أو بوا سطة التقن يات الطب ية
وو سائل ا لتحكم باإلن جاب ناه يك عن ا لزواج المث لي ( )homosexuelح يث ين شغل
الغرب وحتى الكنيسة في تبرير وتحل يل ذ لك ال نوع من ا لزواج باعت باره ي قوم ع لى
71
الحب وليس على واجب التناسل وحفظ النوع.
وال يخلو كتاب من كتب االجتماع من ف صل أو ف صول لدرا سة األ سرة كإ حدى
المؤسسةةات االجتماعيةةة ودراسةةة وظائفهةةا وأشةةكالها وأثةةر التغيةةر االجتمةةاعي علةةى
بنيتها.
وبسبب اعتبارها اوحدة اجتماعيةا وخضوعها لهذه الحقول المحدد من الدرا سة
71
- Anne Marie AMBERT : « Union libre et mariage : y a-t-il des similitudes », in document :
Tendances contemporaines de la famille, L’Institut Varnier de la famille, Ottawa, Canada,
Septembre 2005, p : 6-12.
« Le mariage est défini comme un partenariat sexuel, économique et émotionnel entre un
homme et une femme, sanctionné par la société et la loi. Cette définition est modifiée pour
inclure les couples de même sexe qui se marient.
Jusqu’à récemment, dans toutes les sociétés du monde, le mariage a été à la base de la
formation de la famille, c'est-à-dire, la procréatiohn. C’est institution : Il comporte des normes
dictant les droits et responsabilités des époux, de la société à leur égard, ainsi que des époux à
titre de parents ».
47
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
لم تدخل األسرة بشكل أ صيل أو هي غا بت تما ما عن الدرا سة السيا سية مثال (ع لم
السياسة وعلم االجتماع السيا سي) بح يث ندرت الكتا بات ال تي تربط األ سرة كو حدة
اجتماع ية بال سلوك السيا سي لل فردل و في الكتا بات ال تي تت ناول هي كل ال سلطة دا خل
األسرة يتم تناول ذلك اجتماعيا ال بربطه بسلوك الفرد السياسي وقيمه السياسية.
و في ع لم األنتروبولوج يا السيا سيةل و برغم محور ية األ سرة كتن ظيم اجت ماعي
خاص باأل سرة المم تدة التقليد يةل فإن هذا الع لم يدرس القبي لة –الر موز السيا سية
72
للجماعة -ظهور الدولة–دولة الدين-أنواع القيادات التقليدية-توزين القوة...إلا.
ل قد ت ضمن ت طور األ سرة تحول ها من مجت من صغير ي توفر له كل مقو مات
االكتفاء الذاتي إلى وحدة ذات تخصص وظيفي أو نظام داخل مجتمن يت سن تدريجيا.
ومن هذه الزاوية كانت األسرة في البداية ت شكل في الوا قن مجتم عا صغيرا مت كامال
أكثةةر مةةن أن تكةةون نظامةةا يشةةمل عةةددا مةةن الوظةةائف الخاصةةة كمةةا نالحةةظ فةةي
73
المجتمعات الحديثة المعقدة.
وتخضن وظائف األسرةل كما تخ ضن أ شكالها إ لى تأثير الت طورات االجتماع ية
والثقافية الجاريةل وتت باين وظائف ها بت باين المرا حل التاريخ يةل وت بادل در جة ت طور
المجتمعات اإلنسانيةل حيث واكبت األ سرة ت لك الت طوراتل ح تى تم تق لص وظائف ها
لصال المؤسسات االجتماعية األخرىل ولكن يمكن القول أن األسرة في المجتم عات
البدائية والمجتمعات القديمة كانت تؤدي إلى حد ما أغلب ت لك الو ظائف ال تي تؤدي ها
74
المؤسسات االجتماعية اليوم.
وتقوم األسرة بعدة وظائف هامةل وذلك لما يؤثر على األسرة من عوامل داخل ية
وخارج يةل تجعل ها في مواج هة التغ يرات المت سارعة ال سائدة بالمجتمن في الو قت
48
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
الحاضرل 75وقد فقدت األسرة بعضا من هذه الوظائف ألسباب كثيرة مما كان له وال
76
شك أثر سيء ال على مستوى األسرة فقطل بل وعلى مستوى المجتمن بوجه عام.
ويمكن تحديد هذه الو ظائف في الوظي فة االجتماع ية (المط لب األول)ل الوظي فة
االقتصةةادية (المطلةةب الثةةاني)ل الوظيفةةة التربويةةة (المطلةةب الثالةةث) ثةةم الوظيفةةة
البيولوجية والنفسية (المطلب الرابن).
تعتبر األسرة اللبنة األولى في ك يان المجت منل و هي األ ساس الم تين ا لذي ي قوم
عليه هذا الك يان .فب صالح األ ساس ي صل الب ناءل وكل ما كان الك يان األ سري سليما
ومتماسكا كان لذلك انعكاساته اإليجابية على المجتمن. 77
إن األسرة التي تقوم على أ سس من الف ضيلة واأل خالق والت عاون تعت بر رك يزة
من ركائز ذلك المجتمن الذي سيكون مجتمعا قويا متما سكا متعاو نال ي سير في ر كب
الرقي والتطور .وتكتسب األسرة أهميتها كونها أحد األنظمة االجتماعية المهمة ال تي
يعتمد عليها المجتمن كثيرا في رعاية أفراده ل منذ قدومهم إلى هذا الوجودل و تربيتهم
وتلق ينهم ثقا فة المجت منل وتهي ئتهم لتح مل م سؤولياتهم االجتماع ية ع لى أك مل و جه
.والعالقة بين الفرد واألسرة والمجت من عال قة في ها الكث ير من االعت ماد المت بادل وال
يمكن أن يستغني أحدهم عن اآلخر .ولعل األسرة هي النظام االجتماعي الوح يد ال تي
يرتبط بكل أنظمة المجتمن حيث أن األفراد الذين يمثلون أنظمة المجت من ينت مون إ لى
أسر كان لها األ ثر في تهي ئتهم وو صولهم إ لى ما و صلوا إل يه .و بالرغم من التغ ير
الذي لحق بالنظام األسريل إال أن تأثيرها كمؤسسة اجتماعية ال يزال واض الم عالم
75
-Anne QUENIART et Roch HURTUBISE : « Nouvelles familles, nouveaux défis pour la
sociologie de la famille », Sociologie et sociétés, Vol. 34, n°1, printemps 1998, Canada,
Québec, p : 4.
- 76ع الميعم محم حسيذ " :األسر وميه ها التربوي لتيشي األبياء" ،مكت اليه ض الم صري ال قاهر ،الم ع األو لى
،1952ص .24 :
77
-Cyprien AVENEL : « Les évolutions sociologiques de la famille », Revue : Recherches et
prévisions n°72, Juin 2003, CNAF, France, p : 69.
49
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
78
من خالل الوظائف التي تؤديها.
ويمكن أن نلخص الجوانب الهامة لوظائف األسرة االجتماعية فيما يلي :
ت قوم األ سرة بوظي فة التن شئة االجتماع ية ل و هي من أ هم الو ظائف االجتماع ية
لألسرةل والتي تعني عملية اكتساب القيم الثقافية السائدة والذات واألدوار االجتماع ية
المتوقعة من الفرد في المواقف االجتماعية المختلفة لوهي تتح قق من خالل التفا عل
الذي يتشارك فيه أعضاء األسرة وأفراد المجتمن في أدوارهمل وأن كال من الوا لدين
79
والرفاق والمدرسة يساهم في هذا التفاعل.
وبالتالي فهي عملية اجتماعية ها مة ت حول الط فل من كائن بيو لوجي إ لى كائن
اجتمةةاعي بتعليمةةه مةةا يجةةب ومةةا ال يجةةب أن يفعلةةهل وإكسةةابه المهةةارة واالتجاهةةات
والسةةلوك فةةي ثقافةةة مجتمعةةه 80.ويقةةرر افريةةدمانا أن شخصةةية الكبيةةر مةةا هةةي إال
تشكيل ألنماط التطبين االجتماعي عن التنشئة االجتماعية في الطفولة والمراهقة التي
81
تعكس اتجاهات ثقافة المجتمن.
وينظر البعض إلى التنشئة االجتماعية ع لى أن ها عمل ية اجتماع ية أسا سية تع مل
على تكامل الفرد في جما عة اجتماع ية معي نةل عن طر يق اكت ساب هذا ال فرد ثقا فة
الجما عة والمجت من ودورا يؤد يه في الجما عةل 82و يرى آ خرون بأن ها عمل ية تع لم
وتع ليم وترب يةل ت قوم ع لى التفا عل االجت ماعيل وت هدف إ لى اكت ساب ال فرد سلوكا
ومعةةايير واتجاهةةات مناسةةبة ألدوار اجتماعيةةة معينةةة تمكنةةه مةةن مسةةايرة جماعتةةه
والتوافق االجتماعي معهال وتكسبه الطابن االجتماعي وتي سر له اال ندماج في الح ياة
- 78سعي بذ سعي حم ان " :أهمي األسر كم س س اجتماع ي " ،ور ق ع مل مق م ل ي و الم ت مع واأل مذ الميع ق بكل ي
الملك فه األميي بالرياض ،مذ 0/11إلى 0/11سي ،1440ص .1-1 :
- 79سامي الوشاب " :اليظري االجتماعي ودراس األسر " ،دار المعارف ،القاهر ،1951ص .103-101 :
- 80حسذ ع الحمي رشوان " :المفل :دراس في علم االجتماعي اليفسي" ،المكتب ال امع ال ح يث ،اإل سكي ري ،1991
ص .149 :
- 81ابراهيم صفر أو عمش " :الثقاف والتغير االجتماعي" ،دار اليهض العربي ،بيرو ،1951ص .19 :
- 82محم ال وهري " :المفل والتيشي االجتماعي " ،دار المعرف ال امعي ،اإلسكي ري ،1991ص .51 :
51
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
83
االجتماعية.
مما سبق يتض أن مفهوم التنشئة االجتماعية 86يشير إلى أنها عملية تعليمية يتم
من خاللها تشكيل المالم األساسية لشخصية ا لنشء بتع ليمهم أ سس ثقا فة م جتمعهم
ومبادئةةه وأعرافةةه ومعتقداتةةه وأفكةةاره وعةةاداتهم وتعويةةدهم علةةى إتقةةان أداء األدوار
االجتماعية التي ينبغي أن يشغلوها بحيث يكونون قادرين على تحمل مسؤولية تقد مه
ونقل ثقافته إلى األع ضاء ال جددل وال ترتبط هذه العمل ية بزمن م حدد ولكن ها ت شمل
87
من يتعلمه اإلنسان من خالل فترة الحياة.
وتستند عملية تنفيذها إلى عدد من المؤسسات وهيل األسرة والمدرسة والم سجد
وو سائل اإل عالمل وإن كان دور األ سرة ي فوق باقي أدوار المؤس سات األ خرى ألن
88
دور هذه المؤسسات يأتي في مرحلة زمنية الحقة.
و تزداد أهم ية التفا عل االجت ماعي من ا لنشء لتعو يدهم ع لى إت باع أ سس ثقا فة
المجتمن ومبادئه من خالل أ ساليب التن شئة االجتماع ية ال تي يمار سها من ت قن ت حت
- 83حام ع السالم زهران " :علم اليفس االجتماعي" ،عالم الكتب ،القاهر ،1950ص .103 :
- 84أحم زكي ب وي " :مع م مصملحا العلوم االجتماعي " ،مكت ل يان ،بيرو ،1951 ،ص .044 :
85
- Cyprien AVENEL : « Les évolutions sociologiques de la famille », Revue : Recherches et
prévisions n°72, Juin 2003, CNAF, France.p : 70-71.
- 86هياك اتفاق عام حو وجود ات اهيذ لمفهوم التيشي االجتماعي :
االت اه األو :يرى أنها عملي تلقيذ أو تشريب أو تم يع للفرد بم موع مذ القيم والم عايير الم ستقر في ضمير الم ت مع
بما يضمذ بياء الم تمع واستمراره مع الزمذ.
االت اه الثاني :يرى أنها عملي يكتسب مذ خاللها الفرد هويته الشوصي التي ت سمح له بالتع ير عذ ا ته ،وق ضاء ممال ه
بالمريق التي ت ك على التغيير واالختالف ومذ ثم يستميع أن ي دي أدواره االجتماعي .
-محم أحم موسى " :المفول والتيمي " ،مم وعا الم تمر العربي 12-13 ،نون ر ،تونس ،1951ص.10:
- 87سامي الساعاتي " :الثقاف والشوصي " ،دار اليهض العربي ،بيرو ،1953ص .110 :
- 88ع نان ال وري " :جياح األح اث" ،ميشورا ا السالسل ،الكويت ،1952ص .104 :
51
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
أيديهم سلطة وم سؤولية الترب ية االجتماع ية الثقاف ية ل لنشء من اآل باء واألم هات في
األسرة وغيرهم ممن يعم لون في المؤس سات التربو ية واإلعالم ية والثقاف ية المكم لة
89
لدور األسرة.
-أن ها تع كس القابل ية اال ستثنائية ع لى ت عديل ال سلوك اإلن ساني وت شكيله ح سب
المواصفات المطلوبة.
-أن ها ت قوم ع لى عمل ية ا ستمرارية للح ضارة وح صيلة المعر فة األ سرية ع بر
العصور ومن جيل إلى آخر.
-أن ها ت قرر الم هارات والت جارب الالز مة للمعي شة واال ندماج في المجت من في
الحياة الحالية والالحقة-الراشدةل وعل يه فإن نا ن جد أن عل ماء ا لدين والترب ية والعل ماء
االجتماعين يجمعون على أهمية التنشئة في مرحلة الطفولة باعتبار ها أسا سا ل سلوك
الةةنشء مسةةتقبال والتةةي تمكنةةه مةةن تعةةديل سةةلوكه لتلبيةةة شةةروط البيئةةة والخبةةرات
90
الجديدة.
فاألبناء يتعلمون في محيط األسرة الكثير من أ شكال التفا عل االجت ماعي وا لذي
تكون بداياته من أفراد األ سرة من إ خوة وأ خوات واألم واألب وغ يرهم .وه نا ي برز
دور األسرة في تكييف هذا التفاعل ع لى الن حو ا لذي يتوا فق من قيم المجت من ومث له
ومعاييره .ومن األسرة تكون انطال قة األب ناء في ت فاعالتهم وعال قاتهم من اآل خرين
في الم حيط األك بر المجت من .فع لى قدر ما ي كون التفا عل من ضبطا ومتوائ ما من ما
ير ضيه المجت من دا خل األ سرة ع لى قدر ما ي كون ذ لك هو ال هادي ل سلوك األب ناء
وعالقاتهم من اآلخرين في المجتمن الكبير .إن األ سرة خ ير من يع لم األب ناء مرا عاة
معةايير المجتمةةن وأنظمتةه وااللتةةزام بهةةا وعةدم مخالفتهةةال إن األبنةةاء فةي كثيةةر مةةن
52
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
األحيان يتخذون من آ بائهم وأم هاتهم وبق ية أ فراد األ سرة ال قدوة والم ثل األع لى في
السلوك .لذا يجب أن يكون أفراد األسرة اآلخرين خير قدوة لألبناء من خالل ت مثلهم
أنفسةةهم لمعةةايير المجتمةةن وللفضةةائل واآلداب الحسةةنة فةةي تفةةاعلهم وعالقةةاتهم مةةن
اآل خرين و بذلك ي صبحوا حال تقل يد أب ناءهم ل هم خ ير قدوة وم ثال .إن كث يرا من
سلوكيات األطفال في مقتبل عمرهم تعتمد على تقليد من حولهم في ال قول أو الف علل
فال بد لآل باء واألم هات أن يمث لوا ال صور اإليجاب ية ألب نائهم في أ قوالهم وأف عالهم.
والمجت من ا لذي ت كون عال قات أ فراده ع لى ن حو من االل تزام والتم ثل ل قيم المجت من
وم عاييره حري به أن ي كون آم نا مطمئ نا وي سير في ر كب الت قدم بخ طى ثاب تة ألن
أ فراده مدركون للكيف ية ال صحيحة للتعا مل من بع ضهم ا لبعض ف كأنهم أك ثر إدرا كا
لألدوار االجتماع ية ال تي يؤذون ها وال تي من خالل ها ي سهمون في ر قي م جتمعهم
وتطورهم.
يتض تعاون األسرة من المؤسسات االجتماعية األ خرى من خالل تهي ئة جم ين
أفراد األسرة ليكونوا أعضاء فاعلين في المجت من وتجن يد كل الطا قات واإلمكان يات
واستثمار كل القدرات من أجل صال المجت من .إن ق ياس عال قة األ سرة بغير ها من
مؤسسات المجتمن ومكانتها االجتماعية يظ هر جل يا بال قدر ا لذي ت سهم به من خالل
أفراد ها في خد مة المجت من ح سب تخص صات األ فراد و مدى ف عاليتهم في تحق يق
األهداف االجتماعية المنشودة لهذه المؤسسات .وألن األسرة الوحدة االجتماعية ال تي
ترتبط بكل مؤسسات وهيئات المجتمن كون أفرادها يعملون في هذه المؤس سات كان
91
لزاما عليها أن تقوم بهذا الدور كما يجب.
تمثل األ سرة و حدة اقت صادية مالئ مة لل عيش وإلن تاج ال ثورة وإل شباع الحا جات
األسا سية بج هد أع ضائها ب ما يجعل ها و حدة ع مل فعا لة في إن تاج حا جات األ سرة
53
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
والمجتمن .فاألسرة منذ نشأتها كانت تقوم بوظائف الهيئة أو الشركة االقت صاديةل ف قد
كانت تقوم بعمليات اإلنتاج لكا فة ما تح تاج إل يه ج موع أ فراد األ سرة ثم ت قوم بدور
التوزين وتنظيم عمليات االستهالك واالستبدال الداخلي (بين أفرادها بعضهم ببعض)
أو االستبدال الخارجي بين األ سر وغير ها من األ سر إذا د عت ال ضرورة لذلك .إذ
القاعدة أن تقوم األسرة بتوفير ما تحتاج إل يه من سلن و خدمات في ما ي عرف بسيا سة
االكتفاء الذاتي بين أفرادها.
واأل سرة المعا صرة –و من ن شأة الدو لة -تتم يز بأن ها و حدة صغيرة تت كون من
الزوجين واألبناء وربما األ جداد وال جدات و من بروز النز عة الفرد ية لدى اإلن سان
المعاصر ضعفت العال قات بين أ فراد األ سرة الوا حدة ح تى المبا شرين منهم ف ضال
عن األقارب البعيدينل و قد كا نت ذ لك بطبي عة ال حال نتي جة لز يادة المطا لب الماد ية
92
والضغوط الحياتية اليومية التي يواجهها أفراد المجتمن.
وقةةد قضةةى اإلنتةةاج الصةةناعي الكبيةةر علةةى وظيفةةة األسةةرة االقتصةةادية فةةي
المجتمعات الحضريةل وتحولت األسرة في ها إ لى و حدات ا ستهالكية خال صة بدر جة
كبيرة بعد أن انتزعت الدولة من األسرة الوظيفة االقت صادية وأن شأت هي ئات خا صة
مثل المصارف والمصانن والشركات الكب يرة وأ صب ال فرد ي نتج للمجت من ك كل ب عد
أن كان ينتج لنفسه وألسرته وال يكاد يستهلك من إنتاجه الخاص شيئا بل يستهلك من
إنتاج غيره وأصب المجتمن ال عام هو الم هيمن ع لى مع ظم األ مور ال تي كا نت ت قوم
93
بها األسرة وتؤديها في رضى واطمئنان.
من ظهور الدولة الحديثة وتطور دورها ووظيفتها فإن اآلثار االقتصادية لألسرة
توشك أن تتقلص إذ لم ت عد األ سرة هي الم كان الوح يد ا لذي ي شبن الحا جات الماد ية
للفردل ونتيجة للزيادة الم ستمر في نف قات المعي شة ورغ بة األ سرة في ر فن م ستوى
معيشتها نزلت المرأة إلى ميدان العمل وشاركت في إعا لة األ سرة وم ساعدة زوج ها
- 92ابراهيم بذ م ارك ال وير " :األسر وأثرها في تحقيق األ مذ ال فردي والم تم عي" ،ور ق ع مل مق م ل ي و الم ت مع
واألمذ الميعق بكلي الملك فه األميي بالرياض ،مذ ،1440-0/11-0/11ص.2:
- 93ابراهيم بذ م ارك ال وير :مرجع سابق ،ص .3 :
54
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
في تحمل مسؤوليات المعيشة مما أدى إلى نشوء روابط وعالقات اقتصادية خارج ية
وبعد أن كان الجمين يعملون تحت سقف واحد سواء كان في الع مل الزرا عي أو في
الم جال المه ني أو العل ميل انت شر األ فراد وأب ناء األ سرة الوا حدة في موا قن الع مل
94
المختلفة والمتباعدة.
ومن ناحية أخرى حققت المرأة عن طر يق الع مل ا ستقالال ذات يا اقت صاديال و لم
تعد عبئا ع لى أ سرتها أو زوج ها في إ شباع حاجات ها الماد يةل لذا ف قد زادت النز عة
االستقاللية لدى الزو جة و من ثم بدأ يظ هر في األ فق نو عا من الم ساواة في ات خاذ
القرار التي يقف فيها كل من الزوج والزوجة على قدم المساواة.
وكةةان مةةن نتيجةةة الحيةةاة الحضةةرية كةةذلك ظهةةور كثيةةر مةةن السةةلن والخةةدمات
وأصبحت من الحاجات الضرورية في حياة األسرة .ولما كانت هذه السلن والخدمات
في تطور مستمر فإن د خل األ سرة مه ما نال من تح سين أو ز يادة ال يم كن أن ي في
ب هذه المطا لب المت جددةل وه كذا جن حت األ سرة الح ضرية ن حو اال ستهالك المتزا يد
وأ صبحت ظاهرة اال ستهالك من ال ظواهر ال تي ت هدد األ سرة دائ ما باال ستدانة أو
95
استنفاد مدخراتها أوال بأول.
و يرى ب عض ال باحثين أن الوظي فة االقت صادية لأل سرة ما زا لت تكت سي أهم ية
خاصةل حتى أمام تنامي ظاهرة االستهالكل إذ أن ها ستظل ت قوم بأثر ما في الم جال
االقت صادي ح تى النها يةل من ناح ية أن ها هي ال تي توفر كا فة المتطل بات الماديةة
للصغار الذين يعيشون في كنفها على األقل فيما قبل بلوغهم السعي وتحصيل ا لرزق
و من ناح ية أ خرى أن ها ت ستطين أن تك سب األ فراد ب عض ال صفات االقت صادية من
حيث الكسب واإلنفاق والكرم والب خل إ لى آ خر هذه المورو ثات ال تي ي كون لأل سرة
96
أثرها البارز فيها.
55
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
إن األسةةرة إحةةدى العوامةةل األساسةةية فةةي بنةةاء الكيةةان التربةةوي وإيجةةاد عمليةةة
التطبين االجتماعيل وتشكيل شخصية الطفلل وإكسابه العادات التي تب قى مالز مة له
طوال حياتهل فهي البذرة األولى في تكوين النمو الفردي وبناء الشخصيةل فإن الطفل
في أغلب أحواله مقلد ألبويه في عاداتهم وسلوكهم فهي أوض ق صدال وأدق تنظي مال
وأكثر إحكاما من سائر العوامل التربوية.
وتكسةةب األسةةرة أهميتهةةا كونهةةا أحةةد األنظمةةة االجتماعيةةة التةةي يعتمةةد عليهةةا
المجتمن كثيرا في رعاية أفراده منذ قدومهم إلى هذا الو جود و تربيتهم وتقل ينهم ثقا فة
المجتمن وتقاليده وتهي ئتهم لتح مل م سؤولياتهم االجتماع ية ع لى أك مل و جه والعال قة
بين الفرد واألسرة والمجت من عال قة في ها الكث ير من االعت ماد المت بادل وال يم كن أن
يستغني أحدهم عن اآلخر فاألسرة ترعى شؤون األفراد منذ الصغر والمجتمن ي سعى
جا هدا لتهي ئة كل ال فرص ال تي تم كن هؤالء األ فراد من أداء أدوار هم االجتماع ية
97
وتنمية قدراتهم بالشكل الذي يتوافق من أهداف المجتمن.
وال يمكننا اإلنكار أن األسرة هي العنصر األهم والوح يد للح ضانة والترب ية في
المرا حل األو لى للطفو لةل والوا قن أ نه ال ت ستطين أي مؤس سة عا مة أن ت قوم بدور
األسةةرة فةةي هةةذه المرحلةةةل وال يتةةاح لهةةذه المؤسسةةات مهمةةا حرصةةت علةةى تجويةةد
98
أعمالها أن تحقق ما تحققه األسرة من هذه األمور.
فمسؤولية تربية األب ناء ت قن ع لى الوا لدين في المرت بة األو لى والترب ية بمعنا ها
ال شامل ال تع ني توفير الط عام وال شراب والك ساء وال عالجل بل ت شمل كل ما ي عده
اإلنسان ليكون فردا فاعال ضمن المجتمن .فاألسرة بوصفها الحجر األ ساس في ب ناء
الشخصية اإلنسانية بحاجة للتوجيه للمحافظة على كيانها االجتماعي وإضفاء جو من
العاطفةل والمحبةل والت فاني بين أع ضائهال وبحا جة إلقا مة عال قات إن سانية ت سودها
المحبة بين الوالدين والولدل ولتوفر له اإلتزان العاطفي والبيئة النفسية المالئمة لن موه
97
- Ben BEHLESINGER : « Les forces de la famille : Renforcer les points positifs »,
L’Institut Varnier de la famille, Bibliothèque virtuelle Ottawa, Canada, 1998., p : 3.
- 98ابراهيم بذ م ارك ال وير :مرجع سابق ،ص .0 :
56
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
99
الجسماني والعقلي والعاطفي.
ويمكن القول هنا أن األسرة الم صغرة هي المدر سة األو لى للعال قات اإلن سانية
ال تي يتعلم في ها أول دروس ال حب والكراه ية وال عدل والظ لمل ف قدر ما ت بذل هذه
المدرسة من جهد في إقامة العالقات اإلنسانية الج يدة بين أفراد ها تكت سي الشخ صية
اإلنسانية خبرة ومراسا في تعاملها من اآلخرين .لذلك يتر تب ع لى الوا لدين تع لم فن
الترب ية كوظي فة اجتماع ية م طالبين بأدائ ها سيؤدي كل منه ما دوره ف يه و من ج هة
أخرى تعليم األوالد القيام بأدوارهم في األسرة من خالل ما يطلب منهم من و ظائفل
وخدمات تخرج الولد من أنانيته الفطرية إلى اجتماعية المكت سبة 100.وعمو ما يمكن نا
أن نرصد مجموعة من اآلثار التربوية لألسرة فيما يلي :
أوال :تقةةوم األسةةرة وحةةدها بتزويةةد الطفةةل بمختلةةف الخبةةرات أثنةةاء سةةنواته
التكوين يةل أ ما المؤس سات االجتماع ية األ خرى كالمدر سة في بدأ دور ها في مرح لة
الحقة .وتتوقف اتجاهات الطفل نحوها بدرجة كبيرة على العالقات االجتماعية دا خل
األسرة.
ثانيااا :وعلةةى األسةةرة يقةةن قسةةط كبيةةر مةةن واجةةب التربيةةة الخلقيةةة والوجدانيةةة
والعقد ية والدين ية في جم ين مرا حل الطفو لة بل و في المرا حل التال ية ل ها كذلكل
ومكا نة الط فل في المجت من ت حددها ب صفة أسا سية مكا نة األ سرة وثقافت هال و لذلك
تباشر األ سرة أك ثر من أي جما عة أ خرى تأثيرا دائ ما مبا شرا وعمي قا في ال عادات
101
واالتجاهات والخبرات االجتماعية للطفل.
ثالثا :وبفضل الحياة المستقرة في جو األسرة وم حيط العائ لة يت كون لدى ال فرد
ما ي سمى بالروح ال عائلي والعوا طف األ سرية المختل فة وتن شأ االتجا هات األو لى
للحيةةاة االجتماعيةةة المنظمةةةل فاألسةةرة هةةي التةةي تجعةةل مةةن الطفةةل اجتماعيةةا مةةدنيا
- 99سمير هرا ن " :ق ضي ال سالم في الم ياهج ال را سي الح ي ث " ،ال مع ي الكويت ي ،ترب ي الت سامح و ضرور التكا فل
االجتماعي ،الكتاب السيوي العاشر 1992الكويت ،ص .11 :
- 100ع هللا م ي " :التربي الم ني :دراس في أزم االنتماء والمواطي في التربي العربي " ،م ل الفكر السياسي ،ع د
،11السي الثامي ،1442ص .1 :
- 101محمود حسذ :األسر ومشكالتها ،السابق ،ص .11 :
57
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وتزوده بالعواطف واالتجا هات الالز مة للح ياة واالن سجام من المجت من ا لذي ي عيش
102
فيه.
راب عا :وت قوم األ سرة كذلك بتنم ية حس الم سؤولية لدى النا شئ ليك فل الح فاظ
على اآلخرل واألشياء ذات القيمة في البيئة االجتماعيةل فم سؤولية اإلن سان عن ف عل
أو شيء أو إنسان أو مجموعة بشرية تعني أنه قادر على حماية ما هو م سؤول ع نه
وبالتالي تمنحه قيمة ترضي نزعة اإلن سان ن حو الت فوق وبال تالي ن جد أن تنم ية حس
الم سؤولية تؤدي إ لى ز يادة قوة ال فرد وتحق يق عن صر أسا سي في بن ية المجت من
103
المدني.
وه كذا ت صل إ لى أن من أو لى واج بات األ سرة أن تح لم األط فال الم سؤوليةل
والمحاف ظة ع لى البي ئةل والمواط نةل وت عرفهم بح ضارة المجت منل وثقاف ته وبأ سس
النظةةام االقتصةةاديل والنظةةام األخالقةةي وأن تسةةهم بتشةةكيل ذهنيةةة الفةةرد أي طريقةةة
النظر إلى األشياء ونموذج التفكير الذي يحكم سيطرته على عقلهل والذي يت شكل في
المرا حل األو لى من حيا تهل وبال تالي تن مي إمكان ية اال ستيعاب لدى ال فرد من أ جل
عملية التكيف التي يمارسها غالبا بصورة عفويةل أو فطرية أو بدائية في م ضمونهال
فإذا واف قت األ سرة في أداء هذه الر سالة الجلي لة و كان مو صال ج يدا 104
وأسلوبها.
لجمين هذه األمور حق قت البي ئة االجتماع ية آثار ها البلي غة في الم جال التر بوي وإال
أفسدت األسرة عليها عملهال فلم يستفد منها الطفل إال اآل ثار التاف هة و لن ي صيبه من
كل ذلك إلى الضرر والشرور.
ويتعةةاظم دور األسةةرة فةةي تأصةةيل قةةيم المواطنةةة عنةةد الطفةةل وتزويةةده بالقيمةةة
الحضارية والثقافيةل إذ أننا نرى من خالل الن ظر إ لى درا سات ع لم ا لنفس الل غوي
التي تناولت تعلم اللغة بأن ه ناك سن م حددة ت كون في ها إمكا نات تع لم الل غة مح فزة
لدرجة كبيرةل وهي ما تسمى بالزمن ال حرج لتعلم الل غة وت ضاؤل عمل ية ا لتعلم ع ند
58
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
H.ل ويم كن أن CHOMSKY فوات هذه الف ترة ك ما أثب تت ذ لك درا سات تشوم سكي
نن ظر ب هذا المن ظار ع لى عمل ية اكت ساب قيم المواط نة ع لى أن ها ت كون أك ثر ث بات
وتأصةةال ودوامةةا إذا تمةةت فةةي سةةن مبكةةرة علةةى يةةد األسةةرة ومؤسسةةات التنشةةئة
االجتماعيةل ويمكن مالحظة ذلك بالمقارنة بين القيم الدينية واالجتماعية إذ أن ها ت بدو
أكثر ثباتا من القيم الوطنية وقد ي كون مرد ذ لك إ لى األط فال يتعل مون هذه ال قيم في
105
سن مبكرة وعلى أن هناك مرحلة حرجة أيضا لتعلم واكتساب قيم المواطنة.
ك ما تت جه الترب ية م نذ البدا ية ن حو حما ية الم كان أو البي ئة الطبيع يةل ورعايت ها
لتكون في أف ضل حاالت ها لخد مة المجت من وي كون ذ لك بب حث ا لوعي بقي مة الطبي عة
المادية والجماليةل وتعليم الطفل كيفية المحافظة على البي ئة ح تى نتج نب كار ثة بيئ ية
محققة بسبب اع تدائنا علي ها بال هدم أو الت لوثل وإذا كا نت م سؤولية اإلن سان تن صب
على ما يملكه ملكية خاصةل أو ما ينتمي إليهل فإن البيئة أهم ما ينت مي إل يه اإلن سانل
وتسعى التربية ألن تبرز أثر البيئة في حياة ال فرد والمجت منل ومثا نة عال قة اإلن سان
بهال وكذلك مسؤولية الفرد عن األجيال القادمةل وبالتالي تخلق لديه دافن حمايتها من
التخر يب والت لوثل والت شويه .إن ع لى الترب ية في م ستوى األ سرة أن تن مي لدى
الطفل القدرة على االستمتاع بالجمالل والنظا فة لتز يل من داخ له الرغ بة في إ تالف
وإفساد الطبيعةل وأن تخلق لديه الو سائل الكفي لة بالح فاظ ع لى البي ئةل ح تى ال ي شعر
بالعجز عن حمايتهال وأن تعزز قيمة األفعال اإليجابية التي يقوم بها الطفل لحماية ما
حولهل وذلك من أجل أن نضمن للمجتمن في النهاية البيئة ال صحية ال سليمة ال صالحة
للحياة.
وتقوم األسرة كذلك بغرس م فاهيم حب ا لوطن واالنت ماء .فاإلن سان ال يم كن أن
ينتمي إلى شيء ال يحبهل ك ما أ نه ال يم كن أن ي حب دون أن ي شعر باالنت ماء إ لى ما
يحبل أو بانتماء ما ي حب إل يهل وانت ماء اإلن سان إ لى األرض يتب لور ع بر المواط نة
الصحيحة ت لك الراب طة بين اإلن سان وا لوطنل و هذه ال يدركها اإلن سان إال بالترب ية
،1991دار م ع ،دم شق، - 105ع ود را تب " :نظر يا الترب ي في ع صر الت يوير الفرن سي" ،ترج م :ع هللا الم ي
سوريا ،ص .112 :
59
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
المدنية التي تعلمه أن يكون حرا خيرا في وطن تسود فيه الحرية والديمقراط يةل و قد
أكةةد اروسةةو J.ROUSSEAUا علةةى العالقةةة بةةين المواطنةةة وحريةةة الةةوطن
والفضةةيلة عنةةدما قةةال :اال يمكةةن للةةوطن أن يقةةوم بغيةةر الحريةةةل والحريةةة بغيةةر
الفضيلةل والفضيلة بغير المواطن و ستبلغون كل هذا إذا أ عددتم ال مواطنينل و بدون
هذا اإلعداد لن تجدوا إال عبيدا أشرارا بدءا من رئيس الدو لةل ول كن إ عداد ال مواطن
ليس عمل نهار واحدال 106إذ إن إعداد المواطن يعني بناء الكائن االجتماعي ال مزود
بنسق من األفكارل والمشاعر والعادات ال تي ال تع بر عن ذا ته الفرد ية فح سب وإن ما
عةن الجماعةةل أو الجماعةات المختلفةة التةي ينتمةي إليهةال فالكةائن االجتمةاعي لةيس
معطى من معطيات البيئة الفطرية لإلنسانل وال يم كن أن ين مو ب شكل ع فوي ألن ما
يحركه هو التجربة والغر يزة والعاط فة (ك ما قال رو سو )ROUSSEAUإن التجر بة
والغريزة والعاطفة تحرك اإلنسانل كما هو الحال عند الحيوان من أجل تلبية حاجا ته
الحيويةل ويجد دوكهايم G. Durkheimأن اإلنسان اليس مياال بفطر ته إ لى الخ ضوع
إلى السلطة السياسيةل أو إلى احترام النظام األخالقيل أو التضحيةل أو اإلي ثارل إذ ال
يوجد في بنيتنا الفطرية األولية ما يدفعنا إ لى أن ن كون خا ضعين إلرادة سماويةل أو
شعارات رمز ية م ساندة في المجت من ...إ نه المجت من ا لذي ا ستطاع أن ي ستمد من
قدسةةية هةةذه األشةةياء سةةلطاته األخالقيةةة الكبةةرى التةةي تجعةةل الفةةرد يشةةعر بدونيةةة
إزائهاا 107.لذلك فالتربية المدن ية ال تتجا هل البن ية الفطر ية في سبيل تحق يق غايت ها
في خلق المواطن أو ال كائن االجت ماعيل هذه البن ية الفطر ية ال تي ال ت هتم إال باأل نال
وما يتعلق بغر يزة الب قاءل و قد رأى هلفت يوس G.HELVETIUSل أن ا حب ا لذات هو
األ ساس الوح يد ا لذي يم كن أن تب نى عل يه قا عدة ال خالق الفر يدةال واالنت ماء إ لى
الوطن يرتب واجبات على اإلنسان كما يولد فيه شعور المحافظة على ما ينت مي إل يه
فإذا دعي إلى القيام بدوره في وط نه شعر بأ نه ي قوم بأداء وظي فة ها مة مه ما كا نت
مكانة الوظي فة فال حاكم والقا ضي والمع لم والطب يب والمه ندس والعا مل وال فالح كل
- 106فاطم ال يوش " :فلسف التربي " ،كلي التربي ،جامع دمشق ،1990ص .52 :
- 107اميل دوركهايم " :التربي والم تمع" ،ترجم علي أسع وطف ،ب ون مم ع ،دمشق ص .11 :
61
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
منهم يقوم بدوره الذي كلف به وف قا لمهارا ته وقدرا تهل فإذا أ شعر هؤالء بالمواط نة
ال صحيحةل وباالنت ماء إ لى و طن حافظوا عل يهل وامتن عوا عن الع بث بمقدرا تهل أو
ا ستثمار وظةائفهم لغايةات أنان ية وشخصةيةل وسيشةعرون بأنهم مواطنةون يتمتعةون
بحقوق المواطنة في حرية وعدل ومساواة وحق العيش الكريمة فيتجهون إ لى حما ية
108
المصلحة الوطنية بعد أن ضمنوا حقوقهم المصونة.
وال شةةك بةةأن التربيةةة فعةةال ال يقتصةةر علةةى مؤسسةةة األسةةرةل بةةل يتعةةداها إلةةى
مؤس سات المجت من األ خرىل والمؤس سات التربو يةل وو سائل اإل عالمل والمنظ مات
االجتماعية والثقافية المتنوعة .كما أن التربية لي ست منظو مة م ستقلة عن منظو مات
الحي اة االجتماعية المتعددةل بل هي ن ظام فر عي يت بادل ال تأثر وال تأثير بالمنظو مات
االجتماع ية المختل فةل ول كن هذه الن ظرة ال شمولية للترب ية ال تل غي ا لدور الرئي سي
للتربية في زياد الحراك االجتماعي نحو الت طوير كعن صر فا عل وم بادر في ت طوير
جوانب الحياة كافة وبطبيعة الحال يناط باألسرة ا لدور األسا سي في غرس منظو مة
قيم التربية بأفعال سلوكية إجرائية تتم تن شئة األط فال علي ها في سن مب كرةل وت عزز
109
المدرسة هذه القيم.
سأحاول من خالل هذا المطلب الحديث عن الوظي فة البيولوج ية لأل سرة (الف قرة
األولى) ثم وظيفتها النفسية (الفقرة الثانية).
ظلةةت األسةةرة محافظةةة علةةى هةةذه الوظيفةةة كونهةةا الجسةةم القةةانوني والشةةرعيل
خا صة في المجتم عات العرب يةل ا لذي ي بي عمل ية الت كاثر في المجت منل وبال تالي
المحافظة على النوع البشريل وتعت بر هذه الوظي فة أسا سية في األ سرة كون ها تم ثل
ام تداد وا ستمرارية للح ياة باإل ضافة إ لى أن ها ت شكل إ شباع جن سي غرا ئزي ب شكل
61
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
قانوني و منظم ل لزوجين ضمن مجمو عة من الم عايير وا لنظم االجتماع ية ال سائدة
فوجود األسرة رهن بوجود نظام اجتماعي ي حدد ال صلة بين أع ضاءها و هذه ال صلة
قانون ية وأخالق ية في ن فس الو قتل وت قن ت حت رقا بة المجت من وا لرأي ال عام .و هذه
الصلة القانونية التي تجعل من األسرة نظاما اجتماع يا وتر تب ل كل فرد من أفراد ها
حقوقا وواجبات معينة تتح قق عن طر يق ا لزواجل فالزواج هو الو سيلة االجتماع ية
التي تكسب األسرة طابعها الشرقي بل طابعها اإلن ساني 110.وت قوم ال عادات والتقال يد
والرأي العام بل والقانون بدعم وحماية األسرة في كا فة المجتم عات اإلن سانيةل و في
المجتم عات الحدي ثة يخ ضن ا لزواج لت شريعات قانون ية م حددةل وير جن ذ لك إ لى أن
األسةةرة هةةي الوحةةدة األساسةةية التةةي تقةةوم بإشةةباع مطالةةب معينةةة تمليهةةا الحيةةاة
111
االجتماعية.
فالزواج ليس مجرد ظاهرة سيكولوجية تخص الفردين اللذين قررا االرتباط كل
منه ما باآلخرل وإن ما هو ظاهرة اجتماع ية ك ما أو ضحنا ي ستلزم ت صديق المجت من
وقبولةةهل كمةةا أنةةه ظةةاهرة فسةةيولوجية تخضةةن ألنةةواع مختلفةةة مةةن القيةةود الثقافيةةة.
ويت ضمن ا لزواج مجمو عة من القوا عد والتعلي مات ال تي ت حدد الح قوق والواج باتل
وامتيازات كل من ا لزوج والزو جة ن حو بع ضهما ا لبعضل و كذلك بالن سبة لألط فال
واألقةةارب واألصةةاهر والمجتمةةن برمتةةه .هةةذه القواعةةد تمثةةل فةةي جملتهةةا تنظيمةةات
اجتماعية تتحكم فيها العادات والتقاليدل وبمعنى آ خر فإن ا لزواج ات فاق تعا قدي ي قوم
على الثبات واالستمرار يؤدي إلى تكوين وتقوية العالقات االجتماعية ال تي تت ضمنها
112
األسرة.
تتحول األسرة من خالل الزواج واإلن جاب إ لى أ هم عوا مل التن شئة االجتماع ية
النف سية للط فلل وأ قوى الجما عات تأثيرا في سلوك الط فل .فللوا لدين ا لدور الكب ير
- 110السي محم ب وي " :الم تمع والمشكال االجتماعي " ،مكت األن لو المصري ،الم ع األو لى ،1921ص -152 :
.151
- 111محمود حسذ :مرجع سابق ،ص .1 :
- 112محمود حسذ :مرجع سابق ،ص .12 :
62
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ع لى الط فل ح يث يؤثران في تكي يف الط فل ون موه النف سي واالجت ماعي ال سائد في
األسرة المتكونة من الوالدين واألخوة واألخواتل إذ ليست األجواء المنزلية من ن مط
وا حدل ف هي تخت لف من أ سرة إ لى أ خرىل فبعض الب يوت ت بدو أن ها أ ماكن طبيع ية
113
لرعاية األطفال نفسيا بينما تبدو األخرى على عكس ذلك.
ويتحدد دور األسرة في عملية التنشئة النفسية الصحيحة في أن األسرة تؤثر في
الن مو النف سي ال سوي وغ ير ال سوي للط فلل و تؤثر في شخ صيته وظيف يا وديناميك يا
فهي تؤثر في نموه العقلي واالنفصالي واالجتماعي :
أ -تعت بر األ سرة الم ضطربة بي ئة نف سية سيئة للن مو ف هي ت كون بمثا بة مر تن
خصب لالنحرافات السلوكية واالضطرابات النفسية االجتماعية والجنوح.
ب -األسرة السعيدة تعتبر بيئة نفسية لنمو الطفل وتؤدي إلى سعادته.
ج -إن الخبرات األسرية التي يتعرض لها الطفل في السنوات األولى من ع مره
تؤثر تأثيرا مهما في نموه النفسي.
د -وعلى الوالدين معاملة أط فالهم و كأنهم إ خوتهم واست شارتهم بأمور األ سرةل
واأل خذ برأيهمل و كذلك تع ليم أبنةائهم األ خالق الحم يدة وا لدين ال صحي والعةادات
والتقاليد والقيمل حتى يعيشوا حياة نفسية سعيدة.
ه -وعلى الوا لدين ب ناء العال قات المن سجمة بين اإل خوةل و عدم تف ضيل أ حدهم
ع لى اآل خر ح تى ال يتو لد لديهم الت نافس والغ يرة .و كذلك إ شباع الحا جات النف سيةل
خاصة الحاجة إلى اإلنتاج واألمن والحبل وعليهم تنمية ال قدرات عن طر يق الل عب
والخ برات الب ناءة والممار سة الموج هة واح ترام اآل خرين وتع ليم التوا فق الشخ صي
114
وتكوين االتجاهات السليمة بالتغذية والكالم والنوع.
فالوحدة األسرية تلعب دورا بارزا في ن مو ا لذات وت حافظ ع لى قوت هال إذ توفر
- 113ه ى ص حي م صمفى " :دور األ سر في ال صح اليف سي للم فل" ،الم ل الثقاف ي سي ،1441ال ام ع األردن ي ،
عمان األردن ،ص .3 :
- 114ه ى ص حي مصمفى :مرجع سابق ،ص .0-3 :
63
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ب ناء م حددا ل لذات و من ث مة ت سم له بإدراك الوا قن والتن بؤ بال سلوك في الموا قف
المختل فةل باإل ضافة إ لى أن األ سرة بمثا بة عالم صغير يرتبط بروابط وثي قة من
العالقةةات الشخصةةية المتبادلةةة ال يمكةةن أن تتةةوفر بمثةةل هةةذه الدرجةةة فةةي العةةالم
الخارجيل ولما كان الفرد يعتبر جزءا متفاعال في هذا الب ناء وي قوم بوظي فة ف يه فإ نه
يمارس امتدادا لذاته الخاصة فهو ليس مجرد اذا تها فح سب بل هو أي ضا جزء من
115
كل يرتبط معه بروابط متينة يحصل منه على قوة متزايدة.
وفي اإلجمال فإن األ سرة كا نت ل ها آ ثار بارزة في مع ظم ال نواحي االجتماع ية
واالقتصادية والتربوية وظلت لها تلك اآلثار إلى عقد قريب.
ونظرا ألهمية األسرة في حياة كل طفل فإن فقدان الجو األ سري والحر مان من
الرعاية األسريةل يؤثر تأثيرا كب يرا ع لى الط فلل وي ترك ب صماته في حيا ته وع لى
شخصيته حتى بعدما يكبرل ففقدان الوالدين أو أحدهما وما ينجم ع نه من عدم إ شباع
احتياجات الفرد الضرورية أو القصور في ذلك يؤدي إلى أن ي صب الط فل متوج سا
خائ فال وأ قل إ قداما ع لى المناف سة واإل بداع والمواج هة من أقرا نهل وي بدو ذ لك في
صور عديدةل كالخجل والتردد واالنطواء والحرص الشديد والعدوان و عدم الم باالةل
والعكس صحي ل فإشباع احتياجات الطفل يجعل منه شخصية إيجاب ية متعاو نة قادرة
على تحمل المسؤولية والتكيف والتوافق داخل محيطه البيئي 116.ويحتاج الط فل إ لى
الرعا ية األ سرية ال تي تعي نه في حيا تهل وت ساعده ع لى التك يف االجت ماعي ال سليمل
فالطفل في حاجة إلى إكساب الثقة في النفس عن طر يق إ شراكه في شؤون أ سرتهل
وتهيئة الفرص له لكي يتحمل الم سؤولية تدريجيال 117ك ما يح تاج الط فل إ لى تعلي مه
األنمةةاط السةةلوكية المرتبطةةة بالحيةةاة المدرسةةيةل وإلةةى تةةدعيم األنمةةاط السةةلوكية
والتعليمية التي اكتسبها في أثناء وجوده في المدر سةل و كذلك إ لى الت شجين والت قدير
64
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
118
عند تحقيق أي نجاح مما يؤدي به إلى التفوق الدراسي.
إن تر عرع الطفةل بين والديةه يجعلةه يدرك العالقةة التعاون ية والتضةامن بةين
الوالدينل مما يخلق لديه شعورا باألمان واالستقرارل ويزيد من ثقته بنفسهل م ما ي تي
له فرص النمو والتكيف النفسي واالجتماعي السليم في هذا الجو األسريل م ما ين مي
ف يه روح الت عاون من اآل خرين في بيئ ته ال تي ي عيش في هال وتم ثل األ سرة الطبيع ية
المكان األنسب لتقديم الرعاية للطفل وإشباع حاجات وفقدان الجو األسري يؤثر على
الطفةةل سةةلبال وقةةد يفقةةده مقومةةات شخصةةيتهل وربمةةا بعةةض الخصةةائص اإلنسةةانيةل
كالرغبة في االجتماع من اآلخرينل والت عاون وإقا مة العال قات مع هم .وتعت بر حا جة
ال فرد إ لى أن يُح ِب و ُيح َ ب من الحا جات األسا سية للط فلل وال تي يتم إ شباعها م نذ
الصغر من خالل الوالدينل خاصة األمل والطفل والذي فقد عاطفة الحب من أ سرتهل
وقد ال يعرف ماذا تعني هذه العاط فةل من المتو قن أن يف قد هذه العاط فة ع ند تعام له
من اآلخرينل لذا فإن الحرمان من الرعاية األ سرية من أ هم ال مؤثرات ال سلبية ع لى
119
نمو األطفال الجسمي والنفسي واالجتماعي والعقلي.
إن الحرمةان مةةن الرعايةةة األسةةرية يترتةةب عليةه آثةةار سةةلبية فةةي حيةةاة الناشةةئة
تتضمن ما يلي:
- 118زي ان ع ال اقي " :األسر والمفول " ،مكت وه القاهر ،1954ص .03 :
- 119علي ال حوا ،ع ال سالم ا ل وي ي ،أح م مح سذ " :رعا ي الم فل الم حروم :األ سس االجتماع ي واليف سي للرعا ي
ال يل للمفول " ،معه اإلنماء العربي لل راسا االجتماعي ،1959ص .15 :
65
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
120
ه -سرعة االنفعال وحدوث نوبات من الغضب واالنزعاج.
خالصة الكالمل أن في وضعنا الراهن أ صبحت الح ياة اليوم ية ملي ئة بالتوترات
مةةن كةةل صةةنفل وتزايةةدت االنفعةةاالت تجةةاه الظةةروف االجتماعيةةة واالقتصةةادية
ومتطلبةةات الحيةةاةل لةةذلك ال بةةد أن يأخةةذ الةةزواج ف ةي حسةةبانه الناحيةةة االقتصةةادية
والنفسيةل باإلضافة إلى تنظيمه للعالقة بين المرأة والر جل ال تي ت شكل بدا ية لت كوين
خليةة اقتصةةاديةل قوامهةا إمكانةةات ماديةة للةةزوجينل وأيضةا مجةةال للرضةا العةةاطفي
واالستقرار النفسي.
- 120محم ال ياتي " :بعض جوانب شوصي الح ث فاق الوال يذ" ،رسال ماجستير ،جامع بغ اد ،كلي الترب ي ب غ اد ،ص
.31 :
66
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
121
وظيفة رئيسية من الوظائف األسرية.
المراجع
كتب:
ابراهيم صفر أو عمشة :االثقافة والتغير االجتماعيال دار النهضة العربيةل
بيروت .1981
حامد عبد السالم زهران :اعلم النفس االجتماعيال عالم الكتبل القاهرة
.1984
- 121معذ قاسم " :التفكك األسري وﺁ ثاره اليف سي " ،م ل الثقا ف اليف سي المتوص ص ،مر كز ال را سا اليف سي واليف سي
ال س ي ،ل يان الع د ،01الم ل ،1441-11محور الع د ،سيكولوجي العالقا األسري ،ص.12:
67
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
عبد المنعم محمد حسين :ااألسرة ومنهجها التربوي لتنشئة األبناءال مكتبة
النهضة المصرية القاهرةل الطبعة األولى .1981
68
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
علي الحواتل عبد السالم الدويبيل أحمد محسن :ارعاية الطفل المحروم :
األسس االجتماعية والنفسية للرعاية البديلة للطفولةال معهد اإلنماء العربي
للدراسات االجتماعية .1989
وطفة علي أسعدل صال أحمد الراشد :االتربية وحقوق اإلنسان في الوطن
العربيال الطبعة األولى 1999ل مكتبة الفالح للنشر والتوزينل الكويت.
69
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
عبد هللا مجيدل :االتربية المدنية :دراسة في أزمة االنتماء والمواطنة في
التربية العربيةال مجلة الفكر السياسيل عدد 21ل السنة الثامنة .2111
نجم عبود نجم :اإدارة العائلة :المفهوم والعوامل المؤثرةال األسرة العربيةل
عدد 2ل نوفمبر .1994
71
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Anne QUENIART et Roch HURTUBISE : « Nouvelles familles,
nouveaux défis pour la sociologie de la famille », Sociologie et sociétés, Vol.
31, n°1, printemps 1998, Canada, Québec.
71
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
- 122وال ير بالالكر أن ع دا ماذ الت ارب المقار ن اختاار ت ضميذ كال المقت ضيا المشاترك والوا ص الميظما
لل ماعا الترابي في م ون واح كما هو الشأن باليس لفرن سا بمقت ضى ال قانون 1411-212ب تاريخ 1ماي .1411م ما
سي ساهم في ت سيط وت و ي ال قانون ،ك ما أن ال مع ي المغرب ي لرؤ ساء ال ما عا المحل ي ارت كز في تو صياتها ع لى
توصيص ما يمكذ تسميته بالقانون التيظيمي لل ها وال ماعا الترابي األخرى.
- 123تم خال هلا ال اب تح ي الم ادئ الم طر المتمث ل أسا سا في :ال ت بير ال حر والت عاون والت ضامذ والتفر يع وال سلم
التيظيمي المحلي وم أ الص ار لل ه ...
- 124نستحضر في هلا الم ا الم ادئ األساسي التالي :ال يمقراطي الم اشر ،توسيع صالحيا الهي يا الميتو ،قوا ع
الحكام ال ي ،االليا التشاركي للحوار والتشاور ،ﺁليا التعاون والشراك ...إلخ
- 125تيزيل مقتضيا الفقر األخير مذ الفصل األو مذ ال ستور وال اب التاسع ميه.
72
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
إن مطلب الالمركزية الترابية والجهوية يهم مجالين أساسيين :يهم بالدرجة
األولى المجال المتعلق بالمشروعية الديمقراطية ويهم أيضا المجال المتعلق بالفعالية
المؤسساتية والتدبيرية .فمن األهداف األساسية هو دمقرطة القرار الجهوي وربط
الديمقراطية التمثيلية بالديمقراطية التشاركيةل وتفعيل التنمية الجهويةل وتعزيز
مرتكزات الالمركزية الترابية.
وال شك أن هناك تراكمات سجلها تدبير الشأن الجهوي والمحلي ببالدنال بحيث
استجاب قدر اإلمكان لمجموعة من الحاجيات التنمويةل والرغبة التي يتقاسمها
الجمين في جعل النظام الجهوي عنصر استقرار سيساعد إلى جانب اآلليات األخرى
خصوصا المقررة في الترسانة القانونية التشريعية المنظمة للشأن المحلي على تشييد
حكامة ترابية وترسيا وتقوية ديمقراطية القرب.
جاء القانون التنظيمي للجهة بالعديد من المكتسبات فيما يتعلق أساسا بالضمانات
القضائية في تدبير الشأن الجهويل والحكامة الترابيةل وفيما يتعلق باالختصاصات
والصالحيات المرتبطة بالتنمية الجهوية..ل إال أن هذه اإليجابيات ال تلغي الرغبة في
تنقي القانون بالمزيد من التعديالت حتى يكون النظام الجهوي محصنا من كل
األساليب التي قد تساهم في إضعافهل وليكون التنظيم الجهوي محطة وطنية تحظى
بالمساهمة المكثفة من
وبهذا الصدد تتساءل عما إذا كان هذا القانون التنظيمي للجهة يستجيب في
قواعده القانونية واختياراته السياسية والتنموية لمضامين الخطاب الملكي (9مارس
) 2111وإلى فلسفة الوثيقة الدستوريةل وأيضا عما إذا استثمر هذا القانون بشكل
إيجابي تقرير اللجنة االستشارية الجهويةل وكذا التراكمات الناتجة عن الممارسة
والتجارب الدولية المتقدمة في مسار الجهوية؟.
نظرا لما يكتسيه موضوع الالمركزية والجهوية المتقدمةل من أهمية كبرى في
إطار ترسيا االختيار الديمقراطي الذي يعتبر من الثوابت الجامعة لألمة المغربيةل
73
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
إن هدف المشرع الدستوري من خالل التنصيص على وضن قانون تنظيمي
للجهات والجماعات الترابية األخرىل يتمثل في الرقي باإلطار المنظم للجماعات
إلى مستوى قانون تنظيميل يحظى بقيمة قانونية واعتبارية في ثرائية القوانين
الوطنيةل وهو الشيء الذي يعبر عن القيمة الخاصة والمميزة التي أوالها الدستور
للجهات والجماعات الترابية األخرىل باعتبار الوظائف واألدوار والمهام التي
ينتظر أن تمارسها.
إذن يمكن القول أن القوانين التنظيمية للجماعات الترابية أثارت نقاشا واسعا
وقراءات متباينة تراوحت ما بين الترحيب والرفضل القبول واالنتقادل و عليه ومن
خالل قراءة متأنية للمضامينل سنحاول رصد وقياس تجليات وتحديات تنزيل
مقضيات وضوابط المرتكزات والمبادی الدستورية المؤطرة للتنظيم الجهوي
والترابي من خالل مقتضيات القانون التنظيمي للجهات.
يجدر بنا التساؤل حول مدى استجابة مضامين القانون التنظيمي للجهة لكل
االنشغاالت واإلشكاالت العالقة واإلنتظارات المعبر عنها؟ل وإلى أي حد يمكن
اعتباره مدخال لهندسة ترابية المركزية تقطن بين عهد وآخر في مسار الالمركزية
الترابية ببالدنا؟ وبالتاليل نتساءل إلى أي حد استجابت فلسفة القانون التنظيمي
للجهة لروح وإرادة المشرع الدستوري المتقدمة في ترسيا الحكامة الترابية؟
74
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
حسب المادة 2من قانون 111.14ل فإن إحداث وتنظيم الجهات يرتكز على
الثوابت الدستورية إذ تستند األمة في حياتها العامة على ثوابت جامعةل تتمثل في
الدين اإلسالمي السم ل والوحدة الوطنية متعددة الروافدل والملكية الدستوريةل
واالختيار الديمقراطي .إضافة إلى مقتضيات الفصل األول منها.
ويرتكز التنظيم الجهوي على مبدأي التضامن والتعاون بين الجهات وبينها
وبين الجماعات الترابية األخرىل من أجل بلوغ أهدافها وخاصة إنجاز مشارين
131
مشتركة.
- 126الفقر األخير مذ الفصل األو ":التيظيم الترابي للمملك تيظيم ال مركزي يقوم على ال هوي المتق م "
- 127خصص لل ها وال ماعا الترابي األخرى ( 11فصل ب 3فصو في دستور )1991
- 128ظهير شريف رقم 1.12.53صادر في 14رمضان 1( 1031يوليو )1412بتيفيل القانون التيظيمي رقم 111.10
المتعلق بال ها .
- 129الماد 3مذ قانون " 111110ال ه جماع ترابي خاضع للقانون العام ،تتمتع بالشوصي االعت اري واالستقال
اإلداري والمالي ،وتشكل اح مستويا التيظيم الترابي للمملك باعت اره تيظيما المركزيا يقوم على ال هوي المتق م
- 130الماد 0مذ قانون 111.10
- 131الماد 0مذ نفس قانون 111.10
75
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وطبقا للفقرة األولى من الفصل 141من الدستورل تنص المادة 6من القانون
التنظيمي على اعتماد مبدأ التفرين كأساس لتحديد االختصاصات الذاتيةل المشتركةل
المنقولة) لكل جهةل من مراعاة عنصري االنسجام والتكامل عند توزين
االختصاصات بين الدولة والجماعات الترابية بشكل عام 133ل كما تم التأكيد على أن
نقل كل اختصاص من الدولة على الجهة يتعين مواكبته بتحويل الموارد الالزمة
لذلك .134
وعالقة باالختصاصاتل فإنه يراعی اعتماد مبدأي التدرج والتمايز بين الجهات
عند تخويل االختصاصات المشتركة أو عند نقلهال بمعنى التدرج في الزمان
والتمايز في المجال 135ل كما تم اعتماد التصويت العلني كقاعدة النتخاب رئيس
بالشفافية والحكامة وأجهزة المجلس والتخاذ جمين مقررات المجلسل بما يسم
136
الجيدة
ينتخب أعضاء مجالس الجهات لمدة ست سنوات 137ل بحيث تنتهي مدة
عضوية المنتخبين في انتخابات جزئية أو تكميلية عند انتهاء عضوية األعضاء
76
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
المنتخبين في االنتخابات العامةل ويسري نفس المقتضى على األعضاء الذين يدعون
لملء المقاعد الشاغرة عن طريق التعويضل وانسجاما من توجه المشرع
ل ينتخب أعضاء مجالس الجهات باالقتراع العام المباشر عن طريق 138
الدستوري
االقتراع بالالئحة وبالتمثيل النسبي على أساس قاعدة أكبر بقية ودون استعمال
طريقة مزج األصوات والتصويت التفاضليل غير أن االنتخاب يباشر باالقتراع
الفردي باألغلبية النسبية في دورة واحدة ل إذا كان األمر يتعلق بانتخاب عضو واحد
في إطار دائرة انتخابية واحدة .139
ومن ثم أصب أعضاء مجلس الجهة ينتخبون باالقتراع العام المباشر وهو ما
يعتبر تكريسا للشرعية الديمقراطيةل ذلك بعدما كان يتم عن طريق االقتراع العام
غير المباشرل الشيء الذي كان يجعل المجلس الجهوي محروما من المصداقية
والتمثيلية الديمقراطية ومعزوال عن االنتظارات الشعبيةل ويتدخل في هذا االنتخاب
المعيار السكاني لتحديد عدد المستشارين الواجب انتخابهم في مجلس كل جهة من
الجهاتل وذلك تبعا لمقتضيات المادة 74من القانون التنظيمي رقم . 14019.11
ومن بين مستجدات التقطين اإلنتخابي للجهةل أنه تحدث على صعيد النفوذ
الترابي لكل عمالة أو إقليم أو عمالة مقاطعات دائرة انتخابية واحدة 141ل كما
77
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وفي هذا الصددل وإعماال لمبدأ تثمين التجربة الحاليةل البد من التأكيد أن
اإلشكالية التي عانت منها المجالس الجهوية منذ سنة 1997ال تنحصر فقط في
االنتخاب غير المباشر لألعضاءل وإنما اإلشكالية األعمق هي القاعدة اإلقليمية
لالنتخاب التي كان لها تأثير سلبي على أداء المجالس الجهوية وصعوبة جعل البعد
الجهوي يسمو على البعد اإلقليمي الذي هو أساس انتخاب األعضاء.
ونظرا ألهمية الموضوع وارتباطه بعدة معطيات وعناصر أخرىل يمكن تقديم
عدة تصورات واقتراحات تهدف باألساس إلى ضمان جعل المجلس الجهوي يعبر
عن تطلعات الجهةل ومن بين هذه االقتراحات انتخاب أعضاء بشكل واض
المجالس الجهوية انتخابا مباشرا بالالئحة على أساس قاعدة جهويةل من التنصيص
عل ى آلية داخل هذا النمط لضمان تمثيلية منصفة لجمين األقاليم في الالئحةل من
انتخاب الرئيس بشكل مباشر .ولهذا السيناريو عدة مزايال منهال إعطاء مشروعية
ديمقراطية أكبر للمجالس الجهوية ورؤسائهال ومدلول فعلي لالنتخاب المباشر؛
-142الماد 11مذ القانون التيظيمي رقم 29.11
والمتمم للقانون التيظيمي 29.11 - 143الماد 52مذ القانون التيظيمي 30.12المع
78
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
كما تتنافى مهام رئيس مجلس الجهة أو نائبه من مهام رئيس أو نائب رئيس
مجلس جماعة ترابية أخرى أو مهام رئيس أو نائب رئيس غرفة مهنية أو مهام
رئيس أو نائب رئيس مجلس مقاطعةل كما ال يجوز الجمن بين رئاسة مجلس الجهة
وعضو في الحكومة أو في مجلس النواب أو في مجلس المستشارين أو المجلس
االقتصادي واالجتماعي والبيئي أو الهيئة العليا لالتصال السمعي البصري أو مجلس
المنافسة أو الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها ل وفي حالة الجمن
بين هذه المهام ليعتبر المعني باألمر مقاال بحكم القانون من أول رئاسة أو إنابة
انتخب فيها.
ويمكن القول إن توسين دائرة حاالت التنافي من شأنه تمكين رئيس الجهة
ونوابه من التفرغ لمهامهم بالجهةل لضمان حکامة جيدة 144ل أما في قانون
47.96ل فالمهام كانت تتنافى من مهام رئيس عمالة أو إقليم أو رئيس مجموعة
حضرية فقطل وهكذا نسجل حرص المشرع على التقليص من كل المسؤوليات التي
قد تنعكس على قدرة رئيس الجهة في بلورة برامج ومشارين تنمويةل وتملكه آلليات
التتبن والمواكبة في تفادي كل ما يشتت ويوزع إمكانياته التنسيقية والتدبيرية.
- 144حال التيافي هاته حصلت مع وزير ال ول "امحي العيصر" لما تولى ميصب رئيس م لس جه فاس -بولمان بع
االنتوابا ال هوي وال ماعي 0شتي ر ،1412وهي االنتوابا األولى بع دخو القوانيذ التيظيمي لل ه وال ماعا
الترابي األخرى حيز التيفيل.
- 145الماد 34مذ القانون التيظيمي 111.10
79
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وتجدر اإلشارة في هذا الصددل إلى أنه إذا كان القانون قد أعطى دورا مهما
للجانل وضمن لها فعالية وتأثير في مسلسل اتخاذ القرار على صعيد المجلس من
خالل التنصيص على إلزامية دراستها للنقط التي تعرض على اجتماعات الدوراتل
إال أنه يمكن ومن ذلكل إيذاء المالحظات التالية:
-لم يتم التنصيص بشكل واض على مهام اللجان خاصة في عالقتها بالمكتب.
-حصر المشروع عدد أعضاء اللجان في خمسة على األقلل ونص على أن ال
ينتسب العضو إلى أكثر من لجنة دائمة واحدة (م )29ل فكان من المستحسن عدم
التنصيص على هذه المقتضيات التفصيلية والجزئية في القانون التنظيميل وتركها
للنظام الداخلي كما هو عليه األمر حاليال إذ أن هذه المقتضيات تعتبر غير مبررةل
بسبب األدوار الهامة للجان في دراسة مختلف المواضين والقضايا قبل أن تعرض
على المجلسل بما يقتضيه ذلك من ضرورة ضمان أوسن قاعدة للمشاركةل وفت
المجال ألكثر عدد ممكن من األعضاء لحضور اجتماعاتهال في إطار مبادی الفعالية
والشجاعة والمردودية .
-إغفال التنصيص على إحداث لجان أخرى تختص على سبيل المثال :التعاقدل
البنيات التحتيةل التنمية القرويةل التنمية البشرية.
-من أجل ضمان االنسجام والتكامل بين عمل المكتب وعمل اللجانل كان من
األجدى التنصيص على تكليف أحد نواب الرئيس بمهمة التنسيق بين اللجان.
وإعماال لمبدأ التدبير الحر والتسيير الديمقراطي للمجلس الجهويل وعلى اعتبار
أن مجلس الجهة أصب يعد نظاما داخليا يتماشى من طبيعة وخصوصية التدبير
81
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
الجهويل كان من األولى ترك الصالحية للمجلس في تحديد عدد اللجان ومجاالت
اشتغالهال وعدم التنصيص عليها وتحديدها في القانون التنظيمي.
كما يعقد مجلس الجهة وجوبا جلساته أثناء ثالث دورات عادية في السنة خالل
أشهر مارس ويوليوز وأكتوبر من إمكانية عقد دورات استثنائية كلما دعت
الضرورة إلى ذلك146ل وتفاديا للتأجيلل نص المشرع على اعتبار يوم االثنين األول
من الشهر المحدد لعقد الدورة العادية أو في اليوم الموالي147ل وهذا التنصيص
يسجل كمستجد للضبط وعدم فت الباب للتأجيالتل فالدورة تتكون من جلسة أو عدة
جلسات ل ويحدد لكل دورة جدولة زمنية للجلسة او للجلسات والنقط المتداول بشأنها
خالل كل جلسة148ل وارتباطا بدورات مجلس الجهة ل فإن والي الجهة يحضر
كما يحضر أيضا الموظفون المزاولون مهامهم بطلب كتابي من الرئيس149ل
بمصال الجهة الجلسات بصفة استشاريةل ويمكن للرئيس أيضا عن طريق والي
الجهة استدع اء موظفي وأعوان الدولة أو المؤسسات العمومية عندما يتعلق األمر
بدراسة نقاط في جدول األعمال ترتبط بنشاط هيئاتهمل ألجل المشاركة في أشغال
المجلس بصفة استشارية.
بناء على هذه المقتضيات يجدر بنا التساؤل حول :هل يمكن أن يشكل حضور
والي الجهة مسا بالتداول الديمقراطي الحر للمجلس؟ أم انه يندرج ضمن اختصاصه
الدستوري بموجب الفصل 146من الدستورل باعتباره منسقا للمصال الخارجية
الالممركزة وبالتالي سيشكل قيمة مضافة ونوعية؟ وهل حضور بعض المقاوالت
والمؤسسات العمومية يندرج في سياق المقاربة التشاركية واالنفتاح على كل
الشركاء والفاعلين االقتصاديينل لبلورة وتفعيل االلتقانية المنشودة في السياسات
العمومية؟
81
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
كما يعقد المجلس دورة استثنائية بحكم القانون في حالة تلقيه طلبا من قبل والي
150
الجهةل ويكون الطلب مرفقا بالنقط المقترح إدراجها في جدول أعمال الدورة
وبناء عليه يسجل أن المشرع قد من والي الجهة وضعا متقدما ومتميزا بتخويله
وبحكم القانون سلطة عقد دورة استثنائية وبجدول أعمالل وحتى أنه في حالة عدم
اكتمال النصابل تنعقد الدورة بغض النظر عن عدد الحاضرينل بمعنى بسط المجال
لعقدها وحتى في حالة مواجهتها بأي حجم من الرفض من قبل األعضاء
فهل يشكل هذا المن أو التخويل لوالي الجهة سلطة تدخل في حرية المجلس
التداوليةل أو وصاية على هذه الشاكلة؟ وهل في هذا المقتضی مس بمبدأ التسيير
الديمقراطي للمجالس وبمبدأ التدبير الحر؟ل وبالمقابل يمكن أن يدخل هذا اإلجراء
ضمن االختصاصات المخولة للواليل باعتباره يساعد ويواكب المجلس وكذا لكونه
منسق للمصال الخارجية للجهة؟
- 150راجع الماد 39مذ القانون التيظيمي 111.10و المواد 03-01-01مذ القانون التيظيمي 111.10
82
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
83
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
84
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
+التنمية القروية :تعمل الجهة في الوسط القروي على إنعاش األنشطة غير
الفالحيةل وبناء وتحسين وصيانة الطرق غير المصنفة
+النقل :تناط بالجهة مهمة إعداد تصميم النقل داخل الدائرة الترابية للجهة ل
وتنظم خدمات النقل الطرقي غير الحضري لألشخاص بين الجماعات الترابية داخل
الجهة
+التعاون الدولي :لقد أتاح القانون التنظيمي للجية إمكانية إبرام اتفاقيات من
فاعلين من خارج المملكة في إطار التعاون الدولي وكذا الحصول على تمويالت في
نفس اإلطار بعد موافقة السلطات العمومية ل على أنه ال يمكن إبرام أي اتفاقية بين
156
جهة أو مجموعة جهات أو مجموعة الجماعات الترابية ودولة أجنبية
85
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ولعقلنة عمل الجهةل فرض عليها القانون التنظيمي وضن برنامج للتنمية
الجهوية خالل السنة األولى من مدة انتداب مجلسها ل والعمل على تتبعه وتحيينه
وتقييمه على مدى ست سنواتل تحدد من خالله األعمال التنموية المقرر برمجتها
أو إنجازها بتراب الجهةل اعتبارا لنوعيتها وتوطينها وكلفتهال لتحقيق تنمية مستدامة
ووفق منهج تشاركي وبتنسيق من والي الجهة بصفته مكلفا بتنسيق أنشطة المصال
الالممركزة لإلدارة المركزيةل على أن يتضمن برنامج التنمية الجهوية تشخيصا
إلمكانيات وحاجيات الجهةل وتحديدا األولوياتها وتقييما لمواردها ونفقاتها التقديرية
الخاصة بالسنوات الثالثة األولىل وأن يأخذ بعين االعتبار مقاربة النوعل كما يتعين
أن يواكب هذا البرنامج التوجهات اإلستراتيجية لسياسة الدولةل وأن يعمل على
بلورتها على المستوى الجهويل وأن يراعي إدماج التوجهات الواردة في التصميم
الجهوي إلعداد الترابل وااللتزامات المتفق بشأنها بين الجهة والجماعات الترابية
األخرى وهيئاتها والمقاوالت العمومية والقطاعات االقتصادية واإلجتماعية بالجهةل
من إتاحة إمكانية تف عيل برنامج التنمية الجهوية في إطار تعاقدي بين الدولة والجهة
وباقي المتدخلين .157لكن مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه
وتقييمه تحدد بنص تنظيمي.158
باقي الفاعليذ الترابييذ ،و ال ول ومثا لك (جلب االستثمار ،توطيذ وتيظيم مياطق لألنشم االقتصادي بال ه ،إنعاش
أسواق ال مل ال هوي ، ...إنعاش االقتصاد االجتماعي والميت ا ال هوي ،دعم المقاوال ،إنعاش السياح ).
- 157الماد 53مذ قانون 111.10
- 158الماد 51مذ قانون 111.10
+يمثل إع اد برنامج التيمي ال هوي مرحل أساسي في عملي ممارس ال ه االختصاصاتها .و مذ أ جل اال ضمال ب هله
المهم على أح سذ و جه ،مذ ال ضروري إن از ت شويص م س ق في شكل تحل يل ير كز ع لى ن قاط ال قو ون قاط ال ضعف
والفرص والمواطر المرت م بال ه ،مع اعتماد مقارب تشاركي مذ أجل وضع رؤي استراتي ي واست اقي مشترك لل ه
،و"حصيل "دقيق ومفصل لتح ي درج انوراطها في التيمي ال شري المي م والمست ام ،وق ياس ما حقق ته مذ ت مور
انمال قا مذ م شرا ميا س للي تائج واألداء ( .أ يذ سأ ضعها) ،و يأتي ع لى رأس األولو يا االرت قاء بم شرا التيم ي
ال شري إ لى م ستوى ال ئق ،والق ضاء ع لى كل التفاو تا ال تي ت حو دون تم تع ع د ك ير مذ ال مواطييذ مذ ح قوقهم
األساسي ،ويمكذ في هلا ال ص د اال ستفاد مذ المي ثاق االجت ماعي ا للي أ ع ه الم لس االقت صادي واالجت ماعي وال ي يي ،
والعمل على التوافق مع أه اف التيمي المست ام ،باليس إ لى الف تر ما بيذ سيتي 1412و ، 1434الم صادق علي ها مذ
طرف ميظم األمم المتح .ومذ بيذ األولويا أيضا ه ف الي هوض بالتيم ي االقت صادي واالجتماع ي وال يي ي والثقاف ي ،
في إطار استراتي ي مي م وميس م مع التوجها االستراتي ي لل ول ،ومتياس مع الم هال والوصوصيا ال هوي
.وإلن اح هله المقارب ،يتعيذ اعتماد مشرو لل ه "يقوم على تع ي كل القوى الحي في ال ه ومذ بيذ ال شروط الالز م
إلضفاء المص اقي على برم برنامج التيمي ال هوي ،الحرص على اختيار مشاريع ا جود ،وبكل ف يم كذ لل ه أن
تتحملها ،والحرص أيضا على تع ي الموارد المالي الكافي ل لور هله المشاريع .ولكي تتمكذ ال ه مذ بلوغ هلا اله ف ،
يتعيذ عليها أن تستعيذ بالو ر المشهود لها بالكفاء في م ا الت فاوض ال مالي والترا فع الم عزز بالح ج المقي ع ور غم أن
الموارد اللاتي لل ه ستعرف ارتفاعا مهما ،فإن الل وء إلى االق تراض ال م ياص م يه ال ستكما تمو يل موم ما التيم ي
86
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وبالنسبة لالختصاصات الذاتية للجهة في مجال إعداد التراب ل فإن الجهة تضن
تحت إشراف رئيس مجلسها التصميم الجهوي إلعداد التراب 159ل باعتباره وثيقة
مرجعية للتهيئة المجالية المجموع التراب الجهوي160ل وذلك في إطار توجهات
السياسة العامة إلعداد التراب المعتمدة على المستوى الوطني وبتشاور من
الجماعات الترابية األخرى واإلدارات والمؤسسات العموميةل وممثلي القطاع
الخاص ال معنيين بتراب الجهةل ويهدف هذا التصميم إلى تحقيق التوازن بين الدولة
والجهة حول تدابير تهيئة وتأهيل المجال وفق رؤية استراتيجية واستشرافية بما
يسم بتحديد توجهات واختيارات التنمية الجهويةل من خالل وضن إطار عام للتنمية
الجهوية المستدامة والمنسجمة بالمجاالت الحضرية والقرويةل وتحديد االختيارات
المتعلقة بالتجهيزات والمرافق العمومية الكبرى المهيكلة على مستوى الجهةل
وتحديد مجاالت المشارين الجهوية وبرمجة إجراءات تثمينها ل وكذا مشاريعها
المهيكلة161ل وفي هذا اإلطار يتعين على اإلدارة والجماعات الترابية والمؤسسات
ال هوي ،وخاص باليس إلى مشاريع االستثمار االقتصادي الضوم والمهيك ل ،وال تي تح تاج بال ضرور إ لى اعت مادا
ك ير .وفي هلا الص د ،يتعيذ على صي وق الت ه يز ال ماعي ،بو صفه بي كا لل ما عا التراب ي ،أن يك يف و سائل عم له
وم اال وكيفيا ت خله ،مع موتلف األدوار التي عليه القيام بها ،كممو ،وكم ير مركزي للموارد الضري ي لل ماعا
الترابي ،وكمص ر لتق يم المشور في م ا تحليل وإع اد المشاريع االستثماري لل ها .
- 159ييملق هلا التصميم مذ تح ي الويارا الك رى لت بير الم اال الترابي لموتلف ال ها ويعتم ع لى مقار ب ال ت بير
االستراتي ي وصياغ األولويا التيموي لموتلف أقاليو وعماال كل ج ه ،مع ضمان ح أد نى مذ ال توازن في إ ح اث
الم ياطق االقت صادي وتوصي صها بيذ األ قاليم دا خل كل ج ه ،وباستح ضار التوص صا الفالح ي وال صياعي والت ار ي
والو ماتي لكل إقليم
- 160لق قلص المشر دور ووظيف التصميم ال هوي إلع اد التراب و لك ألنه لم يتم التيصيص على أنه ي ب على ال ول
وال ماعا التراب ي األ خرى والم س سا العموم ي التق ي بأحكا مه في إ طار ال رامج القماع ي ل ضمان االلتقائ ي -لم يتم
التيصيص على جعله اإلطار االستراتي ي ليهج سياس التعاق بيذ ال ول وال ه وال ما عا األ خرى؛ -لم يتم التي صيص
ع لى الم صادق عل يه مذ طرف الل ي الوزار ي إل ع اد ال تراب أو أي ه يا أ خرى إلعما ئه ب ع ا إلزام يا بالي س لل و ل
وال ه ،أي ع م إعما مقترحا هام لل ي االستشاري ال هوي ق م تقر ير الل ي االست شاري ال هو ي ،م مو ع ك ير
مذ االقتراحا تتعلق بتيمي وتموير ميظوم االختصاصا الموول لل ها ،وجعل مذ هله األخير شريك أساسي وفعلي
لل ول في التيمي الترابي مذ خال التيصيص على أن تستشير الحكوم الم لس ال هوي كلما كان األ مر يعي يه ،ع ي إ ع اد
ما يلي - :اإلستراتي ي الوطيي للتيمي االقتصادي واالجتماعي -المومما القماعي الوطيي وال هوي -التصميم الوطيي
إلع اد التراب والتصميم ال هوي للتيمي الحضري .االستراتي يا الوطيي وال هوي في م اال الي هوض باال ستثمارا
والت شغيل وال ماء والما ق وال ي ي والترب ي والت كويذ المه يي والثقا ف وال صح .ك ما يست شار الم لس ال هوي ب شأن كل
مشرو ك ير تعتزم ال ول إن ازه في ال ه ،وإ ا ما رف ضت الحكو م كل يا أو جزئ يا مقتر حا | للم لس ال هوي تع يي
جهته ،فالب مذ تعليل الرفض .وهله االقترا حا الها م غ ير معت م في م سود الم شرو ،و ق كان مذ شأن التي صيص
عليها ،جعل ال ها تشكل بالفعل الشريك المميز لل ول في التيمي بل إن الل ي ه ت إ لى در ج اق تراح تم كيذ ال ما عا
الترابي مذ التظلم أمام رئيس الحكوم والوزراء المعيييذ ،وإن اقتضى الحا ل ى الم حاكم اإلدار ي ،للف صل في اليزا عا
المحتمل مع اإلدار والمتعلق بممارس اختصاصا ال ماعا الترابي
- 161تح د بيص تيظيمي مسمر إع اد التصميم ال هوي إلع اد التراب وتحيييه
87
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
يجعل القانون التنظيمي الجهة شريكا أساسيا للدولة في السعي إلى تحقيق
وإنجاح السياسات العمومية في مختلف المجاالتل إذ تشمل االختصاصات المشتركة
162بين الدولة والجهة صالحيات تتم ممارستها بشكل مشترك من مراعاة مبدأي
التدرج والتمايزل وتشمل االختصاصات المنقولة تلك التي تنقلها الدولة إلى الجهة بما
يسم بتوسين االختصاصات الذاتية لهذه األخيرة بشكل تدريجي بين الجهاتل بحيث
يمكن للجهة ل بمبادرة منهال و اعتمادا على مواردها الذاتيةل أن تتولى تمويل أو
تشارك في تمويل إنجاز مرفق أو تجهيز أو تقديم خدمة عمومية ال تدخل ضمن
اختصاصاتها الذاتية بشكل تعاقدي من الدولة إذا تبين أن هذا التمويل يساهم في بلوغ
أهدافها.163
ففي مجال التنمية االقتصادية تعمل الجهة على تحسين جانبية المجاالت الترابية
وتقوية التنافسيةل التنمية المستدامة ل الشغل ؛ البحث العلمي التطبيقي .وفي ميدان
التنمية القرويةل تقوم بتأهيل العالم القرويل تنمية المناطق الجبلية ل تنمية مناطق
- 162شملت االختصاصا المشترك ع قما عا التيم ي االقت صادي ،التيم ي القرو ي ،التيم ي االجتماع ي ،ال ي ي .و هي
م اال ج واسع ومتيوع ،مما سيصعب في المستق ل عملي ت بير هله االختصاصا -نص المشرو على التعاق ،ل كذ
لم يتم تياوله بالتفصيل الالزم ،وت قى الكثير مذ األسيل ممرو ح في هلا الم ا . .إ ا كان التعا ق سي سهل ويو ضح أك ثر
العالق مابيذ ال ول وال ه ،فإن ن احه ي قى رهيذ احترام التزا ما ال و ل وال ه ( في ما ي وص توفير ال موارد وتمو يل
مشاريع ال ه
- 163الماد 93مذ قانون 111.10
-164فيما يوص نقل االختصاصا المشترك ،ربط المشر هله العملي بم رد إ جراء تعا ق ي يو ضع لإلراد الم شترك
لل ول ولل ه ،ومذ أجل ضمان الموضوعي الضروري لقرارا نقل االختصاصا ،والتش يع على التيافس الشريف بيذ
ال ها ،يمكذ وضع ش ك لتيقيط ال ها وتصييفها ،تركز على قياس ق ر األداء ،وتراعي فيها مذ جا نب أو م اال
اليقل ا األولوي باليس إلى ال ه ،ومذ جانب ثان ق را ال ه ع لى ممار س اختصا صاتها في شروط ت ضمذ ت ق يم
خ ما جي للمواطذ .غير أنه ي و مذ الصواب نقل ح أدنى مود مذ االختصاصا المشترك بكيفي مت ساوي بيذ جم يع
ال ها ،مع ربط هله العملي به ف تقليص التفاوتا الم الي وال شري واالست اب للحاجيا األساسي للمواطييذ.
- 165الماد 91مذ نفس القانون
88
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
الواحات ل إحداث أقطاب فالحيةل وتعميم التزويد بالماء الصال للشرب والكهرباء
وفك العزلةل وفي ميدان التنمية اإلجتماعية ل تعمل على رفن مستوى التأهيل
االجتماعي؛ وتقديم المساعدة االجتماعية ؛ وإعادة االعتبار للمدن واألنسجة العتيقة
أو إنعاش السكن االجتماعي والرياضة والترفيه
كما تشمل االختصاصات التي تنقل من الدولة إلى الجهة بما يسم بتوسين
اختصاصاتها الذاتية بشكل تدريجيل وتحدد مجاالت االختصاصات المنقولة من
الدولة إلى الجهة اعتمادا على مبدأ التقرينل وتشمل هذه المجاالت التجهيزات
والبنيات التحتية ذات البعد الجهوية الصناعةل الصحةل التجارةل التعليمل الثقافةل
الرياضةل الطاقة والماء والبيئة)ل من مراعاة مبدأي التدرج والتمايز عند نقل
االختصاصات من الدولة إلى الجهةل وعند نقل االختصاصات عن طريق التعاقد من
الدولةل ويمكن نقل هذه االختصاصات على سبيل التجربة لمدة محددةل إما إلحدى
الجهات أو البعضها بشكل متمايزل في هذه الحالة يتعين أن تكون ممارسة
االختصاصات المنقولة من الدولة إلى الجهة المعنية منظمة في إطار تعاقديل كما
أن تحويل االختصاصات المنقولة إلى اختصاصات ذاتية اللجهة أو الجهات المعنية
يتم حصريا بموجب قانون تنظيمي.167
89
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
الختيار ال ها التي ستستفي بياء على هلا الم أ كما يت عيذ أي ضا األ خل ب عيذ االعت ار المو ضوعي والواقع ي ع ي الع مل
بم أ الت رج في تفعيل االختصاصا ،وي ب التأك مذ توفر الموارد ال شري والمالي الم هل لتحقيق هلا الم أ.
- 168محم يحيا المغرب اإلداري ،الم ع الوامس 1411ص 101
91
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
- 169لك أن والي ال ه (عامل العمال أو اإلقليم مركز ال ه ) كان هو المي فل ال قرارا الم لس ال هوي ،و بللك ا ضملع
وفقا القرارا الم لس ال هوي بإن از أعما الكراء وال يع والشراء وإبرام صفقا األ شغا والتور ي ا وت ق يم ال و ما
وكلا تيفيل الميزاني وإع اد الحساب اإلداري واتوا قرارا ألجل فرض الرسوم واألتاوى ،إلى جانب أن وا لي ال ه كان
يقوم بإع اد الميزاني وكان هو األمر بال صرف في ها ،ك ما كان يم ثل ال ه أ مام الق ضاء ،ف هله االختصا صا الها م ال تي
أسي ها القانون الممثل السلم التيفيلي بال ه وضعت مسأل ا ستقاللي الم الس ال هو ي في ت بير ش ونها ال هو ي م حل
تساؤ .مما أضعف دورها في اتوا القرار وهو ما تعارض مع أ ه اف التيم ي المحل ي و مع متمل ا ت كريس الالمركز ي
ال هوي ،األمر اللي أثر في فاعلي الالمركزي ال هوي التي جس تها الم الس ال هوي التي لم تضملع سوى باختصا صا
مح ود أو ثانوي باليظر لالختصاصا الهام التي حولت لممثلي ال ول
- 170الماد 141مذ 111.10
- 171الماد 141مذ 111.10
- 172الماد 142ميه
- 173الماد 143ميه
91
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
محدد لكل نائب 174ل كما يجوز للرئيسل تحت مسؤوليته ومراقبتهل تفويض إمضائه
لنوابه باستثناء التسيير اإلداري واألمر بالصرف175ل للمدير العام للمصال كما
يجوز لهل باقتراح من المدير العام للمصال ل أن يفوض بقرار إمضاءه إلى رؤساء
176ل ويمكن للرئيس أن يسندل تحت مسؤوليته إدارة الجهة أقسام ومصال
ومراقبتهل إلى المدير العام للمصال تفويضا في اإلمضاءل نيابة عنهل على الوثائق
المتعلقة بقبض مداخيل الجهة وصرف نفقاتها177ل كما يقدم الرئيس عند بداية كل
178
دورة عادية تقريرا إخباريا للمجلس حول األعمال التي قام بها
تميز القانون التنظيمي 111.14بتعزيز مبدأ التدبير الحر بالنسبة للجهةل عبر
حصر المراقبة اإلدارية المنصوص عليها دستوريا في مجال المشروعية وتعزيز
دور القضاء في كل النزاعات المحتملةل ومن أهم ما تم التنصيص عليه في هذا
البابل وطبقا لمقتضيات الفقرة الثانية من الفصل 141من الدستورل يمارس والي
الجهة المراقبة اإلدارية على شرعية قرارات رئيس المجلس ومقررات المجلس
179ل كما أن القضاء يختص وحده بحل المجلس ل وبالتصري ببطالن المداوالت
و إيقاف المقررات والقرارات المتخذةل خرقا ألحكام النصوص التشريعية والتنظيمية
الجاري بها العمل .180وفي إطار المراقبة البعدية للشرعية ل يمكن الوالي الجهة أن
يتعرض على المقررات التي ال تدخل في صالحيات المجلس أو المتخذة خرقا
ألحكام القانون التنظيمي والنصوص التنظيمية والتشريعية الجاري بها العمل 181ل
ويبلغ تعرضه معلال إلى رئيس مجلس الجهة داخل اجل ال يتعدى ثالثة ( )3أيام من
العمل ابتداء من تاريا التوصل بالمقررل ويترتب على التعرض المشار إليه في
- 174الماد 141ميه
-175الماد 141ميه
- 176الماد 145ميه
- 177الماد 149ميه
- 178الماد 114ميه لالستزاد اكثر حو صالحيا رئيس م لس ال ه ،تراجع المواد مذ 141إلى 111
- 179الماد 111ميه
- 180الماد 11ميه
- 181الماد 110مذ القانون التيظيمي 111.10
92
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
الفقرة السابقة إجراء المجلس لمداولة جديدة في شأن المقرر المتخذل وإذا أبقي
المج لس المعني على المقرر موضوع التعرضل أحالت السلطة الحكومية المكلفة
بالداخلية األمر إلى القضاء االستعجالي لدى المحكمة اإلدارية الذي يبث في طلب
إيقاف التنفيذ داخل أجل 48ساعة ابتداء من تاريا تسجيل هذا الطلب بكتابة الضبط
لديهال ويترتب على هذه اإلحالة وقف تنفيذ المقرر إلى حين بث المحكمة في األمر.
تبث المحكمة اإلدارية في طلب البطالن داخل أجل ال يتجاوز ثالثين ( )31يوما
ابتداء من تاريا التوصل بهل وتبلغ المحكمة وجوبا نسخة من الحكم إلى السلطة
الحكومية المكلفة بالداخلية ورئيس المجلس المعني داخل أجل عشرة ( )11أيام بعد
ص دورهل بحيث تكون مقررات المجلس قابلة للتنفيذ بعد انصرام أجل التعرض
المنصوص عليه في الفقرة األولى من هذه المادة في حالة عدم التعرض عليها.182
وتخضن للتأشيرة القبلية المقررات ذات الوقن المالي بالدرجة األولى 183ل فال تكون
مقررات المجلس التالية قابلة للتنفيذ إال بعد التأشير عليها من قبل السلطة الحكومية
المكلفة بالداخلية داخل أجل عشرين يوما ( )21من تاريا التوصل بها من رئيس
المجلس.184
أكيد أن النص على التدابير السابقة التي تهم التعرض من لدن ممثل السلطة
المركزية على أعمال المجلس الجهوي يجعل دور والي الجهة كسلطة مراقبة على
الشرعية يكتسي أهمية بالغة في ضمان شرعية المقررات التي يتخذها المجلس
الجهوي وعدم انحرافها عن أهداف المصلحة العامةل وما يعزز هذا االتجاه هو
إسناد الفصل 114في إطار التجاذب الذي يمكن أن يحصل في هذا الصدد بين
93
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
السلطة المحلية والمجلس الجهوي ل و لكال الطرفين إمكانية اللجوء للقضاء اإلداري
لحسم هذا التجاذبل وهذا فيه ضمانة أساسية لمبدأ الشرعية.
نخلص إلى القول بان الجهوية تتي فرصة ثمينة لتحقيق هدف االندماج بين
السياسات العمومية ل بطريقة قبلية بمناسبة إعداد برنامج التنمية الجهوية والتصميم
الجهوي إلعداد الترابل ذلك أن هذه الوثائق تأتي لتؤكد أن مفهوم التخطيط لم يفقد
أهميتهل وتأتي لتبين أيضا أن مبادئ التخطيط التصاعدي ل والنقاش التشاركي
وتجسيد المقاربة الترابيةل أصبحت ذات أهمية بالغة لهذا يجب أال ُت َعد عملية إعداد
هذه الوثائق مجرد إجراء تقني وشكلي ل بل يجب اعتبارها كرافعة حقيقية لالندماج
والتنسيق والنهوض بالمقاربة التشاركية.
وتتطلب الحكامة الجهوية إنشاء أجهزة القيادة والدعم لإلشراف على مختلف
مراحل تنزيل الجهوية سواء على المستوى السياسي واالستراتيجي أو
اإلجرائيلولهذا الغرض ليتعين إحداث هيئة عليا للقيادة تتكفل بالمراقبة والتوجيه
والتحكيم واتخاذ قرارات استراتيجية ل من قبيل نقل االختصاصات وتحويل المواردل
وبموجب المنظومة القانونية التي تخضن لها الجماعات الترابية والمهام التنظيمية
الموكلة إلى وزارة الداخلية ل فإن هذه األخيرة موكول لها االضطالع بدور ريادي
في هذا الصدد ل بوصفها سلطة الوصاية على هذه الجماعات الترابيةلذلك أن
انطالق مشروع الجهوية يزيد من حجم مسؤوليتها في تنزيل هذا اإلصالحلويلزمها
بتفاعل ونجاعة أكبر لوعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بتعزيز وتنظيم العالقات
بين مختلف المؤسسات واألطراف المعنية بعملية تنزيل الجهوية.
94
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
فمن الواض أن المستوى الجهوي يمثل المستوى األنسب للتنسيق بين مجاالت
تدخل الدولة والجماعات الترابية وتحقيق االلتقائية بينها ل وهنا يبرز الدور األساسي
الموكول لكل من والي الجهة ل باعتباره ممثل السلطة المركزيةل ورئيسُ الجهة ل
في مجال تكريس المستوى الجهوي كأساس لالندماج واالنسجام بين السياسات
العمومية ل والتعاقد بين الدولة والجماعات الترابية على مستوى العالقات العمودية
واألفقية القائمة بينهماليبدو إذن أن الحضور الفعلي والفاعل لكل اإلدارات على
المستوى الجهوي أمر ال مناص منهلومن ذلك يجب أن تتضافر كل الجهود الممكنة
والقطن أيضا من إعادة إنتاج
ِ من أجل ترسيا منطق االندماج وتقاسم الوسائل ل
الهياكل التنظيمية لإلدارة المركزية على الصعيد الجهوي ل وهو اتجاه مكلِّف
وينطوي على خطر تكريس المنطق القطاعي الضيقل ومبدئيا ل فإن أنسب صيغة
للعمل تتمثل في خلق أقطاب للكفاءات في شكل مجموعات متجانسة ومندمجة من
مشتركة ل
َ الكفاءات العالية المنتمية لشبكة اإلدارات الالمتمركزة ل تعمل بوسائل
وتخضن إلشراف والي الجهة.
95
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ويشمل مبدأ سلطان اإلرادة على فكرتين األولى؛ أن كل اإللتزمات ترجن في
مصدرها إلى اإلرادة الحرة لألطرافل والثانية؛ أن أثر اإلرادة ال يقتصر على إنشاء
االلتزامل بل تعتبر المرجن األعلى فيما يترتب على هذه االلتزامات من آثار.
وتفيد قاعدة االعقد شريعة المتعاقدينا المعروفة بأن ليس ألحد أن يستقل بإلغاء
أو تعديل العقد أو أن يتحلل من التزاماته بطريقة منفردةل كما أنه ليس للقاضي
التدخل في تعديل العقد أو إلغائه من غير رضا المتعاقدين.
إال أن هناك بعض الحاالت قد تطرأ ألسباب خارجة عن إرادة المدين تجعل من
المستحيل أو على األقل من الصعب عليه أن يوفي بالتزاماته أو يؤخر تنفيذها.
والتي من بينها ما يعيشه العالم حاليا من انتشار فيروس اكورونا كوفيد 19ا
والذي يعتبر من الفيروسات المعديةل وما صحبه من إجراءات وتدابير احترازية
استثنائية مرتبط بحالة الطوارئ الصحية التي فرضتها مختلف دول العالم التي
انتشر بها هذا الوباءل لتفادي تفشي العدوى بين أفرادها والحد من سرعة انتشاره
بعد إعالن منظمة الصحة العالمية أن وباء اكورونا كوفيد 19ا بات وباء عالمي
بعد أن اجتاح معظم الدول العالميةل نتيجة لذلك تعطلت مجموعة من األنشطة
المهنية والتجاريةل أثرت بشكل سلبي على العالقات التعاقدية وااللتزامات المالية
تنفيذها. والضريبيةل مما يجعل المدين من الصعب تنفيذ بعض االلتزامات أو يؤخر
- 185نعمان محم خليل جمع ،دروس في الم خل للعلوم القانوني ،دار اليهض العربي ،1915 ،ص .221
96
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ولهذا فالسؤال الذي يثار هنا ماهي الطبيعة القانونية لفيروس "كورونا كوفيد
"11وما أثر انعكاسات انتشاره على التزامات المدين؟
وفي هذا اإلطار نشير إلى أن هناك آليتين تعتبران من الوسائل الحمائية
للمدينين الذين يصبحون مهددين باإلفالسل هاتان اآلليتين هما نظرية الظروف
الطارئة والقوة القاهرةل التي تهدفان إلى عالج الحاالت التي يصب فيها االلتزام
التعاقدي صعب التنفيذ (الظروف الطارئة) أوالل أو مستحيل التنفيذ (القوة القاهرة)
ثانيا.
- 186نشأ نظري الظروف المارئ في فرنسا أثياء الحرب العالمي األولى ،فقررها القضاء اإلداري ألو مر في حكم
م لس ال ول الصادر في 34يونيو 1119في قضي معروف التزمت فيها شرك الغاز ب وردو الفرنسي بتوري ماد الغاز
بسعر معيذ ،سرعان ما ارتفع سعرها تحت تأثير الحرب ،فقرر م لس ال ول بع رفع اليزا أمامه بتع يل العق ،بما
يتياسب والثمذ ال ي في السوق ،استيادا إلى أحكام نظري الظروف المارئ
للمزي مذ التفصيل أنظر في لك ،ع الرزاق السيهوري ،الوسيط في شرح القانون الم ني ال ي ،ميشورا الحل ي
الحقوقي ،ط ع ،1995الم ل األو مذ ال زء األو ،ص .110
97
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
يبقى واردا من خالل تطبيقاتها العملية من قبيل نظرة الميسرة كما هو المقارنة187
مشار إليها في الفصل 128من قانون االلتزامات والعقود188ل حفاظا على التوازن
189
العقدي كما تؤسس لهما الفقرة الثانية من الفصل 243قانون االلتزامات والعقود
شريطة استجماع شروط معينة.
- 187فالمشر المصري بع أن قرر في الفقر األولى مذ الماد 101مذ القانون الم ني ،م أ العق شريع المتعاق يذ،
نص في الفقر الثاني مذ نفس الماد على أنه" :إ ا طرأ حوادث استثيائي عام لم يكذ في الوسع توقعها ،وترتب عليها
أن تيفيل العق ،وإن لم يص ح مستحيال ،صار مرهقا للم يذ بحيث يه ده بوسار فادح ،جاز للقاضي ،ت عا للظروف وبع
الموازن بيذ مصلح المرفيذ أن يرد االلتزام المرهق إلى الح المعقو ،ويقع باطال كل اتفاق على خالف لك".
- 188نص الفصل 115مذ قانون االلتزاما والعقود المغربي على أنه ":ال يسوغ للقاضي أن يميح أجال أو أن ييظر إلى
ميسر ،ما لم يميح هلا الحق بمقتضى االتفاق أو القانون إ ا كان األجل مح دا بمقتضى االتفاق أو القانون ،لم يسغ للقاضي
أن يم ده ،ما لم يسمح له القانون بللك".
- 189تيص الفقر ميه على أنه " :ومع لك ،يسوغ للقضا ،مراعا ميهم لمركز الم يذ ،ومع استعما هله السلم في
نماق ضيق ،أن يميحوه ﺁجاال معت ل للوفاء ،وأن يوقفا إجراءا الممال ،مع إلقاء األشياء على حالها".
98
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
-الشرط الثالث :أن يصب تنفيذ العقد بعد وقوع هذا الحادث مرهقا للمتعاقد
المدينل بحيث يهدده بخسارة فادحةل وال يجعل تنفيذ االلتزام العقدي مستحيال كما
هو الحال في القوة القاهرة التي بتحققها ينقضي االلتزام.190
ثانيا :مدى إمكانية تطبيق شرط القوة القاهرة على واقعة فيروس "كورونا
كوفيد ."11
تهدف قواعد المسؤولية المدنية إلى حماية األفراد وتوفير األمن لهم من خالل
حماية ا لعالقات التي تربط بينهم أيا كانت مصادر هذه العالقاتل وذلك عن طريق
إلزام الطرف المخطئ بجبر الحامل من للضرر انطالقا من تكليفه بأداء التعويض.
وقد نظم المشرع القوة القاهرة بشكل عام في الفصلين 268و 269من قانون
االلتزامات والعقود المغربي.
وبالرجوع إلى الفصل 269من قانون االلتزامات والعقودل نجده ينص على أن
ع " القوة القاهرة هي كل أمر ال يستطيع اإلنسان أن يتوقعه ،كالظواهر الطبيعية،
(الفيضان والجفاف والعواصف والحرائق والجراد) ،وغارات العدو وفعل السلطة،
ويكون من شأنه أن يجعل تنفيذ االلتزام مستحيال".
فالقوة القاهرة هي الواقعة التي تنشأ باستقالل عن إرادة المدين وال يكون
باستطاعته توقعها أو منن حدوثها ويترتب عليها أن يستحيل عليه مطلقا الوفاء
- 190محم عزمي ال كري ،موسوع الفقه والقضاء والتشريع الم ني ال ي ،دار محمود لليشر ،مصر ،الم ل الثاني مذ
ال زء األو ،سي الم ع غير ملكور ،ص .234
99
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
بالتزامه191ل والنتيجة التي يرتبها وقوع مثل هذا الحدث هي انفساخ العقد وانقضاء
التزام المدين تبعا لذلك.192
والبد لتحقق القوة القاهرة أن تتوفر في واقعة فيروس كورونا كوفيد 19
مجموعة من الشروط حددها المشرع بمقتضى الفصل 269ل من قانون االلتزامات
والعقود المغربيل نتناولها تباعا.
يعني أال يخطر في الحسبان حصول مثله عند وقوع الفعل الضار193ل وعليه ال
يعتبر قوة قاهرة ما كان يمكن توقعه من إجراءات تشريعية كمنن تصدير سلعةل وال
ما يص في حدود المألوف وقوعه كالمطر في فصل الشتاءل وإنما يعتبر قوة قاهرة
ما ال يمكن في حدود المألوف توقعه كالفيضان الشاذ في نهر معد للمالحة.194
أما إذا كان في اإلمكان توقن حصوله فال يعتبر من قبيل القوة القاهرةل تطبيقا
لما نص عليه المشرع صراحة من خالل مقتضيات الفصل 269من قانون
االلتزامات والعقودل عندما قرر أن:
ويترتب على ذلك أنه إذا أقدم أحد المتعاقدين على التعاقد من علمه بوجود
أحداث من الممكن أن تعيق التنفيذ المستقبلي للعقدل بجعله مستحيالل فال يستطين بعد
ذلك التمسك بأحكام شرط القوة القاهرة.
- 191للمزي مذ التفصيل أنظر في لك ،محم الكش ور ،نظام التعاق ونظريتا القو القاهر والظروف المارئ ،دراس
مقارن مع وحي حرب الوليج ،الم ع األولى ،مم ع الي اح ال ي ،ص .12
- 192شريف محم غانم ،أثر تغير الظروف في عقود الت ار ال ولي ،مم ع الف ير الوطيي ،الم ع األولى،1414 ،
ص .15
- 193فري اليرموكي ،عالق الس ي في م ا المس ولي التقصيري بيذ رأي الفقه وموقف القضاء – دراس مقارن –
الم ع األولى ،1449 ،ص 121
- 194حسيذ عامر وع الرحيم عامر ،المس ولي الم ني التقصيري العق ي ،الم ع ،1دار المعارف ،القاهر ،1919 ،
ص 391
111
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ويتعين لتحقق القوة القاهرة أن تكون واقعتها مستحيلة الدفن من قبل المدين الذي
احتج بها للتحلل من التزامه التعاقدي ويقتضي هذا أمرين :األول؛ عدم استطاعته
تالفي وجود الواقعة المكونة للقوة القاهرة والثاني عجزه – بعد نشوء هذه الواقعة –
عن تجنب اآلثار الناجمة عنها.196
وباستقرائنا لهذه الشروط وتحليلها يتبين لنا أن فكرة عدم التوقن ال تقدر بذاتها
وإنما بعالقتها بالظروف األخرى المعاصرة للعقدل فكل يحمل في طياته بعض
المخاطرل وكل متعاقد حذر يقدر هذه المخاطر ويزنها عند إبرام العقدل فإذا قصر
المدين في ذلك فعليه أن يتحمل نتيجة تقصيرهل أما إذا كان الظرف يفوق كل تقدير
يمكن توقعه الطرفان المتعاقدانل مثل انتشار وباء كورونا والذي لم يكن باإلمكان
توقعه نهائيا نظرا إلى السرعة التي ظهر بها وانتشاره بصورة سريعة عجزت
مختلف دول العالم عن التصدي له وعدم إمكانية دفعهل فإن هذه الشرط متوفرة في
واقعة فيروس اكورونا كوفيد 19ا.
- 195ع الرزاق السيهوري ،الوسيط في شرح القانون المغربي ،نظري االلتزام بوجه عام ،أثار العق ،ص .131
- 196ع الحق صافي ،أثار العق ال زء األو ،المص ر اإلرادي لإللتزاما ،مم ع الي اح ،ال ي ،1441 ،ص .331
111
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
كما أن اعتبار فيروس اكورونا كوفيد 19ا قوة قاهرة يؤدي إلى أكثر من
مجرد إرهاق المدينل حينما يكون هذا األخير في وضعية يستحيل معها تنفيذ التزامه
العقديل نتيجة تحقق شروط القوة القاهرة التي تؤدي إلى انفساخ العقد من تلقاء
نفسهل وهذا ما نص الفصل 331من قانون االلتزامات والعقود المغربي على
مايلي :ا ينقضي االلتزام إذا نشأ ثم أصب محله مستحيال استحالة طبيعية أو قانونية
بغير فعل المدين أو خطئه وقبل أن يصير في حالة مطلا.
وبإسقاط ما سبق بيانه على العقود نجد أن هناك عقود لم تتأثر نهائيا ً
باإلجراءات االحترازية التي اتخذتها دول العالم ومن بينها المغرب لمواجهة فيروس
اكورونا كوفيد 19ا والحد من انتشارهل وهناك نوع آخر من العقود تأثرت لدرجة
أن االلتزام أصب تنفيذه مستحيالً وهنا نطبق نظرية القوة القاهرةل وهناك نوع ثالث
من العقود لم يصب تنفيذ االلتزامات فيها مستحيالً بل أصب مرهقا ً وهنا نطبق
نظرية الظروف الطارئة.
- 197وهو ما أقرته دوري السي وزير االقتصاد والمالي وإصالح اإلدار ،الموجه لموتلف الم سسا والمقاوال
العمومي المغربي مذ أجل اتوا م موع مذ اإلجراءا لتسهيل إبرام الصفقا العمومي والمل يا ظل الوضع اللي يمر
ميه المغرب بس ب فيروس كورونا المست " ،أنه يمكن للمؤسسات والمقاوالت العمومية االستناد إلى ظروف القوة
القاهرة لمنح مهلة إضافية تعادل حالة الطوارئ الصحية المعلن عنها في المغرب".
للمزي مذ التفصيل يرجى االطال على الموقع االلكتروني:
Hespress.com/economie/465747.html.1
112
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
فعندما تطرأ حوادث استثنائية عامة لم يكن في الوسن توقعهال وترتب على
حدوثها جعل تنفيذ االتفاق مرهقا ً يجاوز سعة المدينل ويهدده بخسارة فادحةل
ويعرض األمر على المحكمة ليتدخل القاضي موازنا ً بين مصلحة الطرفينل وله
سلطة تقديرية لرد االلتزام المرهق للحد المعقولل متى اقتضت العدالة ذلك.
وفي هذا اإلطار نشير إلى أنه يتعين أن نفرق بين االستحالة والصعوبة في
ا لتنفيذل فالمدين المتعاقد ليس مخيرا في تنفيذ التزامهل لمجرد أنه قد أصب بالنسبة
إليه صعبا عن الوضن الذي كان يتوقعه وعلى الخصوص إذا صار أكثر تكلفة
بالنسبة إليهل وإنما يلزم وجود استحالة مطلقة200ل فطالما أن المدين لديه الوسائل
التي تمكنه من تنفيذ التزامهل وأيا كانت التضحيات التي سيتحملها من أجل ذلكل فإنه
يظل ملتزما بالتنفيذل ألن العالقة السببية ال تنقطن بين عدم تنفيذ االلتزام والضرر
الالحق بالدائنل بل يبقى الضرر ناشئا من عدم تنفيذ المدين اللتزامه.
- 198مرسوم بقانون رقم ،1.14.191الصادر في 15رجب 13( 1001مارس )1414المتعلق بسذ أحكام خاص بحال
الموارق الصحي وإجراءا اإلعالن عيها ،ميشور بال ري الرسمي ع د 1511مكرر 19رجب 10( 1001مارس
،)1414ص.1151 :
ومرسوم رقم 1.14193صادر في 19رجب 10( 1001مارس ،)1414المتعلق بإعالن حال الموارئ الصحي بسائر
أرجاء التراب الوطيي بمواجه تفشي فيروس كورونا – كوفي ،19ميشور بال ري الرسمي ع د 1511مكرر 19رجب
10( 1001مارس ،)1414ص.1153 :
- 199عرف ميظم الصح العالمي فيروس كورونا كوفي 19المست جائح عالمي .
- 200ع الرزاق السيهوري ،المرجع السابق ،ص .199
113
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ويفيد مفهوم استحالة التنفيذ والقوة القاهرة زوال االلتزام وانفساخ العقد الذي
أنشأه ويتحمل التبعة في العقد الملزم لجانب واحد الدائنل كعقد الوديعة تهلك لدى
المودع لديه ألنه لم يتمكن من ردها لمنن التنقل واالنتقال ولم تكن له يد في هالكها
وسواء كان هذا المنن بسبب مرسوم إعالن الطوارئ أو مرض فيروس كورونا
المستجد خشية اإلصابة بهل فإن تبعة هذا الهالك تقن على المودعل وكذلك إيداع
إيداع أشياء ال تتلف كلية وإنما تتلف جزئيا أو تتضرر فتقن تبعة نقص قيمتها أو
تعيينها على المودع الدائنل ألن التزام الودين انقضى بالقوة القاهرة وال يوجد التزام
في جانب المودع.201
وتجدر اإلشارة إلى أنه ال يكفي التذرع بوقوع حادث طارئ للتنصل من
المسؤولية العقديةل بل البد من ثبوت تأثير ذلك الحادث على تنفيذ االلتزامات التي
تراضى عليها أطراف العقد بجعل ذلك التنفيذ مستحيالً أو مرهقا ً للطرف المدينل
والثانية أنه في العقود الملزمة للجانبين ال يجوز ألحد طرفيه الرجوع فيه أو تعديله
أو فسخه إال بتراضي الطرفين أو بحكم القاضي أو بمقتضى نص في القانون.
إجماالًل أنه في حالة تعذر على المدين تنفيذ التزاماته العقدية بسبب انتشار
فيروس كورونا اكوفيد 19ا أو اإلجراءات االستثنائية التي اتخذت للحد من ذلك
الوباءل يجب عليه إثبات ادعائه 202باألدلة تأثره المباشر بتبعات فيروس كورونا بعد
- 201محم بذ يعيش ،كوفي 19وأثره على االلتزاما التعاق ي ،مقا ميشور بم ل ع ال لل راسا القانوني والقضائي ،
الع د الرابع يونيو ،1414ص .31
- 202ييص الفصل 399مذ ظهير االلتزاما والعقود على مايلي" :إث ا االلتزام على م عيه".
114
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
عرض األمر على القضاء والبحث والتمحيص في كل حالة على حدةل ليُفصل فيها
موضوعياًل مراعيا ً لمصلحة الطرفين بال ضرر أو ضرارل كما يجب أن تدقق
وتفحص كل حالة على حدة.
وقد يستطين الدائن أن يثبت أن فيروس اكورونا كوفيد 19ال ال يسعف للتحلل
من االلتزام العقدي الذي أبرمه من المدين إال جزئيا203ل أو إنه ال يمكن اعتباره قوة
قاهرة تحول دون احترام االلتزامات العقدية التي يعتبر التنفيذ فيها فوريال بالنظر
إلى أن الظروف التي أبرم فيها العقد كان الداء فيها متفشيال ومعلوما من المدين
نفسهل مما ينتفي معه االدعاء بعدم إمكان توقن الوباء لحظة إبرام وتنفيذ العقد.204
غير أنه إذا أعقب إبرام العقد في ظروف انتشار الوباءل وجود نص قانوني
كمبرر للتحلل من االلتزامات التي تفرض على المدينل كالقرارات االستثنائية التي
اتخذتها السلطات بحضر التنقل وتفعيل إجراءات الحجر الصحي مكانيا وزمانيال
أمكن تصور استحالة التنفيذ لتحقق القوة القاهرة ليس بفعل وباء فيروس اكورونا
كوفيد 19ا وإنما على أساس االستحالة القانونية بفعل السلطة.
ونتيجة لما تقدمل يثار تساؤل بالنسبة للعقود التي أبرمت بعد ظهور هذا الوباءل
حول التاريا الواجب اعتماده إلعالن ظهور فيروس كورونال هل تاريا إعالنه
بالصين؟ أم تاريا إعالن البلد الذي يوجد به المدين الذي تمسك بالقوة القاهرة؟ أم
التاريا الذي حددته منظمة الصحة العالمية؟
لإلجابة على هذا التساؤل نشير أنه أثير هذا اإلشكال سابقا في نزعات تتعلق
بقضايا األسفار حيث تم رفض السفر إلى مناطق قريبةل ومحاذية ألماكن وصفت
بالخطيرة النتشار وباء صحي بهال حيث اعتبرت محكمة باريس سنة 2114أن
الخطر الصحي لم يكن قاهرا وموجودا بدولة التايالند وأنه لم يكن مقبوال اعتبار
السفر إلى هذا البلد مستحيال.
- 203نص الفصل 331مذ قانون االلتزاما والعقود المغربي على أنه " :إ ا كانت االستحال جزئي لم ييقص االلتزام إال
جزئيا ،فإ ا كان مذ ط يع هلا االلتزام أن ال يق ل االنقسام إال مع ضرر لل ائذ ،كان له الويار بيذ أن يق ل الوفاء ال زئي
وبيذ أن يفسخ االلتزام في م موعه".
- 204إبراهيم أحماب ،المرجع السابق ،ص .0
115
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وفي حكم آخر بتاريا 1998/7/21ل أكدت نفس محكمة باريس أن توقف
الطائرة ببلد مجاور لمنطقة انتشر فيها وباء الطاعون ال يشكل خطر يفسر على أنه
قوة قاهرة205ل وبالتالي فإن مسألة تحديد تلك المناطق ليست باليسيرة الختالف
المعايير.
وبالنظر إلى ما سبقت اإلشارة إليه باعتبار فيروس اكورنا كوفيد 19ا واقعة
ماديةل فإن المدين المتمسك بها ال يحتاج عمليا إلى إثبات وقوعهال أو إثبات تاريا
تفشي هذا الوباء أمام محاكم الموضوعل إذ من المفروض أن تكون هذه األخيرة
على علم تام بحقيقة قيامهال لذلك فهي من حيث العلم بهال تنزل منزلة النص
القانوني الذي ال يعذر القاضي بجهلهل على الرغم من أن األمر يتعلم بواقعة مادية
فقطل إال أنها تنزل منزلة الوقائن المشهورة التي أثرت على سير مرفق القضاء
ذاته206ل فكانت السبب في تعليق انعقاد الجلساتل وإحداث نظام للمداومة بين
موظفي كتابة الضبط منعا للمخالطة والتجمنل وللحيلولة دون تفشي هذا الفيروس
بين القضاة والموظفينل ومساعدي القضاء والمرتفيقن على سواء.207
وتجدر اإلشارة إلى أن هناك حاالت قد يقتصر فيها أثر القوة القاهرة بسبب
فيروس اكورونا كوفي 19ا على جزء من االلتزام فقطل حيث تظل إمكانية تنفيذ
الجزء اآلخر قائمة وتبرأ ذمة المدين من الوفاء فقط في الجزء الذي طالته القوة
القاهرةل لكن يشد عن المبدأ المذكور حالة االلتزامات العقدية المرتبطة بعضها
بالبع ض اآلخر على نحو ال يقبل االنفصال بحيث إن انتهاء أحدها بسبب استحالة
116
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
التنفيذ يؤدي بالتبعية لالستحالة األحرى الممكنة واألمر هنا متروك لتقدير قاضي
الموضوع للفصل في ذلك.208
ونظراً ألن فيروس اكورونا كوفيد 19ا هو حادث استثنائي عام يشمل كل
قطاعات المجتمن وغير متوقن وال يمكن درء نتائجهل فإذا لم تمتد آثاره حتى اآلن
لبعض القطاعات أو األفراد أو النشاطات لحد القوة القاهرةل التي يمكن أن يتمسك
بها صاحب الشأن العتبار العقد مفسوخا ً من تلقاء نفسهل فإن المشرع وضن معياراً
قانونيا ً آخر لتلك القطاعاتل وهو إذا أصب االلتزام التعاقدي مستحيالً أو مرهقا ً
للمدين بفعل كورونا وآثاره التي خلفها على القطاعات العاملة في المجتمنل بحيث
يهدد استمرار العقد بالشروط ذاتها بخسارة فادحةل جاز ألحد الطرفين أن يلجأ إلى
القضاء بطلب النزول بالتزاماته إلى الحد المعقول بغرض الموازنة بين مصلحة
طرفي العقد للتخفيف من عبء هذا االلتزام .وقد تكون هذه الموازنة هي إنهاء
العقدل أو زيادة القيمة السعرية للتعاقدل أو إعطاء فترة زمنية للسماحل أو أي من
الظروف التي من الممكن أن يتخذها القاضي في قراره من أجل تحقيق الموازنة بين
مصلحة الطرفين في الظروف االستثنائية العامة المرتبطة بهذا الوباء.209
ختامال إن انتشار فيروس اكورونا كوفيد 19ال وما تال ذلك من إجراءات
احترازية طارئة ومشددةل يصنف بال شك باعتباره حدثا ً استثنائياًل من شأنه أن يغير
االلتزام التعاقديل ألنه وإن لم يصب العقد مستحيل التنفيذل فإنه صار مرهقا ً للمدينل
ويهدده بخسار ة فادحةل وأجاز القانون للقاضي في هذه الحالة تقدير الظروفل
والموازنة بين مصلحة الطرفين بأن يرد االلتزام المرهق إلى الحد المعقولل وهذا
ينطبق على عقود الديون وغيرها من العقود التجارية.
117
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وأمام هذا الوضن وبسبب تفشي هذا الوباء دولياًل فإننا نرى أنه يمكن
للمتعاقدينل الوصول إلى تفاهم يرضي الطرفين بشكل ودي بعيداً عن القضاء
وإجراءات التقاضيل بشكل يراعي الظروف االقتصادية والصحية العالميةل بما
يمكنهما من إنهاء عالقتهما بشكل يقلل من الضرر والمصاريفل أو تجزئة أعمالهما
. الطرفين مصلحة يحقق بما المستقبلل في لتنفيذها مراحل على
118
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
فإذا كان للمتضرر الحق في رفن دعواه المدنية للمطالبة بتعويض الضرر
الناشئ عن الجريمة أمام المحكمة المدنية هو األصلل فان السماح له برفن هذه
الدعوى أمام القضاء الجنائي هو استثناء من هذا األصل العام .وان كان جانب من
الفقه قد قال ا ن هذا االستثناء ليس له ما يبرره .ذلك أن نظر الدعوى المدنية بالتبعية
للدعوى العمومية قد يعرقل هذه األخيرةل ألن عمل القاضي الجنائي األصلي هو
التحقق من مدى ثبوت الواقعة اإلجرامية ونسبتها إلى المتهم .فال يجب أن يعيقه عن
ذلك النظر في الدعوى المدنيةل واثبات مدى مسؤولية المتهم المدنية .كما أن االدعاء
المدني للضحية يؤدي إلى منعه من سماع شهادته في الدعوى العموميةل وهو في
أغلب الدعاوى العمومية الشاهد الرئيسي .ولذلك اتجهت بعض التشريعات إلى عدم
إجازة المجتمن بين الدعويين أمام القضاء الجنائي.
119
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ورغم المبررات التي تقول بعدم الجمين بين الدعويين .فالمشرع المغربي قد
أجاز رفن الدعوى المدنية التابعة أمام القضاء الجنائي كطريق استثنائي من خالل
نصه على ذلك في المادة 9من ق.م.ج بصري العبارة.
ان الحق في االدعاء المدني أو طرح الدعوى المدنية أمام القضاء الجنائي هو
قبل كل شيء تعبير عن الرغبة في اإلسهام أو عدم اإلسهام في المحاكمة الجنائيةل
ألن مساهمة المدعي المدني بخصوص هذه المحاكمة ال تنحصر في مجرد ممارسة
دعوى التعويض تلك الدعوى التي تتضمن عرض األمر على القاضي الجنائي بغية
الحصول على اصالح الضررل بل تتعدى ذلك ليكون اختيار الطريق الجنائي
ترجمة لوجود امتيازات مسطرية وواقعية خاصة بالمدعي المدنيل بحيث إذا التجأ
هذا األخير إلى الطريق المدني عوضا عن الطريق الجنائي فإن ذلك يعني تخيله عن
210
تلك االمتيازات.
كما اجاز القانون بهذا الخصوص للمدعي المدني المطالبة بالتعويض أمام
القضاء الجنائي إما بواسطة تدخله في دعوى عمومية أقيمت فعال على المتهمل أو
بالتجائه مباشرة إلى المحكمة المذكورة مطالبا بالتعويض ومحركا للدعوى
-210ن يب شوقي "ممارس ال عوى الم ني التابع أمام القضاء ال يائي" المعه العالي للقضاء .بحث نهاي الت ريب .الفوج
11السي 1991/1991ص.1:
111
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
بحيث تعتبر هذه اإلجازة استثناء عن أصل عام أراد من خاللها 211
العمومية.
المشرع حماية ومراعاة مصلحة المتضرر من الفعل الضار موضوع الدعوى
الجنائية .ألن األصل هو أن ترفن الدعوى المدنية أمام القضاء المدنيل انضباطا
لقواعد االختصاص الوظيفي التي تقضي بأن وظيفة القضاء المدني هي الفصل في
األمور المدنيةل وأن وظيفة القضاء الجنائي تنحصر في الفصل في القضايا الجنائية.
وعموما فإن طرح الدعوى المدنية أمام القضاء الجنائي كطريق استثنائي ال
تقوم إال تبعا لدعوى عمومية قائمة أمام المحكمة الجنائية .فقد ترفن الدعوى المدنية
أمام القضاء الجنائي لتحرك الدعوى العمومية لكن تعود لتتبعها في اإلجراءات
المسطرية التي نظمتها مقتضيات قانون المسطرة الجنائية .كما يمكن اإلشارة أن
الدعوى العمومية ال تقبل إذا كانت الواقعة ال تكون جريمة أصال.
الفقرة األولى :قاعدة تبعية الدعوى المدنية للدعوى العمومية المنظورة أمام
القضاء الجنائي
إن الدعوى المدنية التابعة هي حق للضحية المدعي المدنيل فال يمكن مباشرتها
كما ال يمكن إقامتها إال 212
أحد غيره بحسب ما نصت عليه المادة 7من ق.م.ج.
بوجود دعوى عمومية تتعلق بالفعل الجرمي أو الخطأ الذي تسبب في الضرر
-211راجع بهلا الشأن الشكاي الم اشر أمام قاضي التحقيق وأمام قضاء الحكم في الفصل الثاني مذ ال اب األو مذ هلا
ال حث.
-212إن موضو ال عوى الم ني التابع الميظور أمام القضاء ال يائي أضحت مذ المواضع المهم في قانون المسمر
ال يائي ،وما زادا مذ أهميتها كونها انفرد بقواع قانوني خاص ميزتها عذ غيرها مذ دعاوى المس ولي الم ني ،وكللك
قيل بأن لل عوى الم ني التابع فقهها الواص بها .للتفصيل أكثر في موضو انظر .عمر أبو الميب "ال عوى الم ني
التابع " الم ع األولى .السي 1992ص 13:وما بع ها.
111
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
المطلوب التعويض عنهل بناء على متابعة من طرف النيابة العامةل أو استدعاء من
طرف الشخص الضحيةل أو بناء على ما هو منصوص عليه في المواد 348وما
بعدها إلى غاية المادة 314من ق.م.ج.
وبهذا فإن أساس اختصاص القضاء الجنائي بالدعوى الخاصة بالتعويض هو
تبعيتها للدعوى العموميةل فال اختصاص لهذا القضاء بالدعوى المدنية إال إذا كانت
الدعوى العمومية في حوزتهل فإذا لم تدخل الدعوى العمومية في حوزة القضاء
الجنائي لسبب ما انعدمت رابطة التبعيةل وبالتالي أصبحت الدعوى المدنية غريبة
213
عن القضاء الجنائي.
ومن أجل ذلك سوف نعرض لمظاهر التبعية التي تعطي الحق إلقامة الدعوى
المدنية أمام القضاء الجنائي (أوال) ثم نعرج عن الحديث عن تعلق اختصاص
القضاء الجنائي بالنظام العام (ثانيا).
إذا اختص القضاء الجنائي بالدعوى العمومية والمدنية معا فإن الدعوى المدنية
تعد تابعة للدعوى العموميةل وتستمر هذه التبعية أثناء نظر الدعويين بحيث يجب
إال أن اختصاص القضاء الجنائي بالفصل في الدعوى 214
الفصل فيهما بحكم واحد.
المدنية رهين بقيام الدعوى ا لعمومية أمام نفس القضاءل فإذا لم تكن قائمة ة الدعوى
العموميةة يمنن على المحكمة الجنائية نظر الدعوى المدنية .إذن فتبعية الدعوى
المدنية للدعوى العمومية يترتب عنها أمرين مهمين هما:
ال يمكن نظر القض اء الجنائي للدعوى المدنية كطريق استثنائي إال إذا كانت ثمة
دعوى عمومية سبب قيامها ذات الفعل الذي تؤسس عليه الدعوى المدنية .ولذلك
يجب أن تتوافر في الدعوى هنا الشروط التالية:
-213أحم فتحي سرور" .الوسيط في قانون االجراءا ال يائي " ،مم ع نادي القضا السي 1991ص.115 :
-214محم عي الغريب .ال عوى الم ني أمام القضاء ال يائي مقا أثير بالم تمر الثالث لل معي المصري .1953
ص.144:
112
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
كما تعتبر الدعوى العمومية غير مقبولة إذا حركت من غير ذي صفةل أو إذا
حرك المدعي المدني دعواه مباشرة ضد المسؤول المدني وليس ضد المتهمل الذي
هو الخصم في الدعوى العمومية بل ويمكن ادخال هذا المسؤول المدني إذا كان
المتهم قاصرا وليست له األهلية .وفي هذا اإلطار قد قضت محكمة النقض بتاريا
92/12/18في قرار لها جاء فيه ايتعين ادخال ولي القاصر في الدعاوى الغابوية
216
ليحل الدعوى محله في أداء التعويض ورد ما يجب رده عند االقتضاءا
أن تكون الدعوى العمومية قائمةل فال ترفن الدعوى المدنية أمام
القضاء الجنائي إذا كانت الدعوى العمومية قد انقضت قبل رفن الدعوى
المدنية لسبب من أسباب االنقضاء التي نصت عليها المادة 4من ق.م.ج
بحي ث ال يبقى للضحية المدعي المدني في هذه الحالة إال اللجوء إلى
المحكمة.
أن تكون المحكمة الجنائية مختصة بنظر الدعوى العمومية .ألن عدم
اختصاص المحكمة بنظر الدعوى العمومية يترتب عليه بالضرورة عدم
قبول الدعوى المدنية عن الضرر الناشئ عن الجريمةل والدفن بعدم قبول
ا لدعوى المدنية أمام القضاء الجنائي منفصلة عن الدعوى العمومية دفن من
واليشر ال زائي في التشريع والقضاء والفقه" المس ولي الوطيي لل راسا
-215سليمان ع الميعم" .أصو اإلجراءا
والتوزيع ب يرو .السي ،1991ص .041
-216قرار صادر عذ الم لس المحلي األعلى سابقا بتاريخ 91/42/15تحت ع د 1311في الملف ع د .94/11132
ميشور بم موع قرارا الم لس األعلى الماد ال يائي ال زء الثاني .ص.399 :
113
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
النظام العام .ألنه متعلق بتحديد والية المحاكم الجنائية بالنسبة للدعوى
217
المدنية.
إذا رفعت الدعوى المدنية أمام القضاء الجنائي للدعوى العمومية تلتزم المحكمة
بالفصل في الدعويين معا بحكم واحدل وأساس ذلك هو التبعية نفسها .فصدور الحكم
الجنائي ومن بعده الحكم المدني كان هذا األخير باطال لصدوره من محكمة ال والية
لها في إصداره .فقد قضت محكمة النقض في قرار لها بتاريا 1/11/29بما يلي
اإذا كانت الدعوى تروج أمام المحكمة الزجرية فإنها ال تحكم في الدعوى المدنية
التابعة إال باعتبارها تابعة للدعوى العموميةل فاختصاصها يبقى مقصورا على
األضرار الناتجة مباشرة في الضرر الذي يطالب بالحق المدني وال يتجاوز ذلك
218
للبث في الدعوى المدنية باستقالل عن الدعوى العمومية أو قبل البث فيهاا
فالمحكمة الجنائية عند نظرها للدعوى العمومية والدعوى المدنية معال فإنها
تكون ملزمة بالفصل فيهما بحكم واحدل وال يمكن لها أن تحكم في الدعوى الجاهزة
219
منهال وتؤجر األخرى قبل الجاهزة إلى أن تكتمل العناصر الضرورية للحكم.
إن إلزام المحكمة بالبث في الدعويين معا بحكم واحد يترتب عليه في أحايين
كثيرة تأخير الحكم في احدى القضيتين التي تكون جاهزة واألخرى ما تزال غير
جاهزةل لتطلبها القيام ببعض اإلجراءات ومجموعة من أعمال البحث .ونرى هذا
عمليا بالنسبة للدعوى العمومية التي تكون جاهزة للحكم فيها والدعوى المدنية
التابعة لها التي لو تستجمن عناصرها الضروريةل حيث يجيز القانون للمتضرر أن
خصوصا إذا كان المتدخل 220
يتدخل طرفا مدنيا من البداية إلى نهاية المناقشاتل
ال يائي في القانون المصري" دار الفكر العربي مم ع نهض عصر :القاهر . -217رؤوف ع ي "م ادئ اإلجراءا
الم ع 9لسي 1911ص.143:
218قرار صادر عذ الم لس األعلى سابقا بتاريخ 45/14/14تحت ع د 11/1105في الملف ع د 42/1133ميشور
بيشر قرارا الم لس األعلى الفرق ال يائي ال زء األو .ص.111:
219إ ا كانت هله القاع الغال إال أنه عمليا هياك استثياء متعلق بال ريم التي يقترفها رش اء وأح اث حيث يتم إرجاء
ال ث في ال عوى الم ني إلى ي ث نهائيا في إدان األح اث.
220راجع بهلا الشأن الماد 320مذ ق.م.ج.
114
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
من ورثة الضحية فان ذلك سيؤدي إلى تأخير الفصل في هذه الدعوى الشيء الذي
سيتضرر منه المتهم .وهو ما دفن األستاذ أحمد الخمليشي إلى دعوة المشرع
المغربي للسماح للمحكمة الجنائية بإحالة الدعوى المدنية على القضاء المدني إذا
رأت أن فصلها في هذه الدعوى سيؤخر بدون مبرر الحكم في الدعوى العموميةل
221
السيما إذا لم يتدخل المتضرر اال بعد أن أصبحت الدعوى جاهزة للمحكمة.
يتم سلوك قواعد المسطرة الجنائية عند نظر الدعوى المدنية التابعة الخاصة
بالتعويض عن الضرر الناشئ عن الجريمةل وليس قواعد المسطرة المدنية التي يتم
اعمالها على الدعوى المدنية ذات األصل العام.
وكاستثناء على هذا المقتضى يمكن اعتماد قواعد المسطرة المدنيةل والرجوع
اليها لسد كل فراغل وإما النعدام النص في قانون المسطرة الجنائيةل أو لوجود نص
في هذا األخير يقرر ذلك مثل ما نصت عليه المادة 12من ق.م.ج.
ان في الحالة التي تتخلف فيها شروط اختصاص القضاء الجنائي بالفصل في
الدعوى المدنيةل وجب على المحكمة الجنائية أن تقضي تلقائيا بعدم اختصاصها
بالفصل في الدعوى المدنيةل كما ال يجوز لها أن تأمر بإحالتها إلى المحكمة المدنية
المختص .إذا شرط ذلك أن تكون مختصة بها .وال يص للخصوم أن يتفقوا فيما
بينهم على تغيير والية القضاء .وبعد الحكم الصادر عن المحكمة الجنائية في
221للتفصيل أكثر في الموضو راجع األستا :أحم الومليشي شرح قانون المسمر ال يائي " ،ج 1شرك بابل للم اع
واليشر والتوزيع بالرباط ،اليسو 3السي 1955ص .192
115
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
موضوع الدعوى المدنية في غير الحاالت التي تكون مختصة بنظرها باطال
222
لمخالفته إلحدى القواعد المتعلقة بالنظام العام.
ان تعلق االختصاص الجنائي في الدعوى المدنية بالنظام العام يدعونا في هذا
الشأن التمييز بينه وبين عدم القبولل فهناك بعض األحكام والقرارات القضائية ال
تميز بين عدم االختصاص وعدم القبول وتخلط بين ذلك .وما يجب أن نقوله هنا أن
الحكم بعدم االختصاص يجوز الحجية بالنسبة للمحكمة الجنائية التي قضت به فال
يجوز لها أن تنظر الدعوى بعد ذلك .في حين أن الحكم بعدم القبول ال يمنن من
إعادة رفن الدعوى أمام نفس المحكمة غذا توافرت شروط القبول التي كانت مفقودة
في المرة األولى.
الفقرة الثانية :طرق وشكليات ممارسة الدعوى المدنية أمام القضاء الجنائي
إن سلوك الطريق الجنائي لممارسة الحق في االدعاء المدني حق ال يستفيد منه
إال من لحقه ضرر من الجريمة (المادة 7من ق.م.ج)ل وأن يكون القضاء الجنائي
ممن ان يختص بذلكل وال يؤخذ ما يمنعه.
وكما أباح القانون بصفة استثنائية رفن الدعوى المدنية إلى المحكمة الجنائية
متى ما كانت تابعة للدعوى العموميةل وجب التقييد ببعض الشكليات المهمة وإتباع
الطريق القانونية لممارسة ذلك.
- 222إدوار غالي الله ي .اختصاص القضاء ال يائي بالفصل في ال عوى الم ني " الم ع الثالث .مكت غريب1990 .
ص.115:
116
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
لإلجابة على ذلك سنخصص (أوال) لطريق ممارسة الدعوى المدنية أمام
القضاء الجنائي والتي نتعرض فيها للتدخل ثم نخصص (ثانيا) للشكليات الواجب
التقيد بها.
بالرجوع إلى مقتضيات قانون المسطرة الجنائية يتبين لنا أنه بإمكان المتضرر
من الجريمة أن يدعي مدنيا أمام المحكمة الزجرية إما عن طريق التدخل عندما
تكون النيابة العامة قد بادرت إلى تحريك الدعوى العمومية باعتبارها صاحبة
األصل في ذلكل وإما عن طريق االدعاء المباشر سواء أمام قاضي التحقيق أو أمام
المحكمة مباشرة في حالة تقاعس النيابة العامة عن تحريك الدعوى العمومية.
وعليه يمكن للمدعي المدني المتضرر من الجرم أن يتدخل أمام القضاء الجنائي
عند قيام الخصومة الجنائيةل ويطالب بتعويضاته المدنية ما لم يكن قد اختار الطريق
المدني بعد تحريك النيابة العامة للدعوى العموميةل وهذا التدخل يقن أما:
إذا كان المطالب بالحق المدني بدأ المسطرة أمام قاضي التحقيق ففي
هذه الصورة تقوم المحكمة باستدعائه للجلسةل فيتعين عليه أنداك أن يودع
لدى هذه األخيرة مذكرة مكتوبة ومفصلة يبين فيها على الخصوص مبلغ
التعويض الذي يطالب بهل ومبرراتهل أو ينبغي أن يصحبها بوصل أداء
الوجيبة القضائيةل ما لم يكن متمتعا بالمساعدة القضائية تحت طائلة عدم
قبول الدعوى.
إذا كان المطالب بالحق المدني قد تدخل بعد تحريك الدعوى العمومية
من طرف النيابة العامةل ففي هذه الصورة بيس هناك شكل معين لتقديم
117
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
المطالب المدنية فيمكن أن تقدم كتابية وتودع بكتابة الضبطل او بين يدي
الرئيس أو بتصري شفوي يسجله كاتب الضبط بمحضر الجلسة.
كما يمكن التدخل طرفا مدنيا في سائر أطوار المسطرة إلى غاية ختم
بيد أنه ال يجوز التدخل ألول مرة أمام محكمة االستئناف إال إذا كان 223
المناقشاتل
القانون يسم بذلك .وعلى سبيل المثال الدعوى التي تمارسها إدارة الجمارك.
عندما تكون النيابة العامة هي التي حركت الدعوى العمومية أمام قاضي
التحقيقل فيجوز هنا للطرف المدني التدخل في أية مرحلة من مراحل التحقيقل وهو
ما أكدته المادة 94من ق.م.ج بقولها ايمكن للطرف المدني أن يتقدم بطلباته بعدم
فت التحقيقل وفي أي مرحلة من مراحله وكيفما كان نوع الجريمة...ا ويبث قاضي
التحقيق في قبول المطالبة بالحق بموجب أمر قضائي بعد أن يطلن النيابة العامة
على الملف .وإذا وقن استئناف قرار قاضي التحقيق الذي بث في قبول المطالبة فإن
المدعي المدني يبقى محتفظا لهذه الصفة أثناء التحقيق غلى ان يقن البث نهائيا في
ذلك القرار من طرف الفرقة الجنحية االستئنافية باعتبارها درجة استئنافية لقرارات
قاضي التحقيق.
إذ التدخل الذي يقوم به المدعي المدني في هذه المرحلة يكون بواسطة مذكرة
كتابية تحتوي على البيان التفصيلي للمطالبة ومبلغ التعويض والذي يطالب بهل وإذا
لم يقدم هذه المذكرة بالشكل الذي نصت عليه القانونل أو لم تقدم أصال اعتبر حينها
تنازال عن مطالبه المدنيةل وال يقبل منه االدعاء بعد ذلك أمام هيئة الحكم بشكل
شفوي.
118
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
يلزم على المدعي المدني رفن دعواه المدنية أمام القضاء الجنائي بغض النظر
عن توفر شروط ذلك بالتقييد بعدة شكليات واستيفاؤها ليكون ادعاؤه أمام القضاء
الجنائي على وجه صحي .
تختلف هذه الشكليات بحسب ما إذا كان الضحية يطالب بحقوقه المدنية أمام
قضاء التحقيق أم أمام المحكمة.
عند تدخل المتضرر المطالب بالحق المدني أمام قاضي التحقيق إما بملتمس
طلب إجرائه من النيابة العامة أو بتحريك الدعوى العمومية مباشرة أمامهل فإن أهم
الشكليات الواجب استيفاؤها هي:
يجب على المطالب بالحق المدني تعيين محال مختارا في دائرة نفوذ
المحكمة التي يجري التحقيق فيها إذا لم تكن سكناه في دائرة نفوذ المحكمة
تحق حرمانه من االحتجاج بعدم تبليغه بالوثائق التي يوجب القانون تبليغها
225
إليه.
- 224جاء في قرار لمحكم اليقض بتاريخ 45/1211ما يلي "إن ق و المحكم لملب التعويض المق م مذ طرف
الصغير اللي لم ي لغ سذ التمييز جلب الميفع يعت ر خرقا للقانون لكون الفصل األو مذ ق.م.ج جاء مملقا ولم يستثذ أي
متقاض ،وهو ما أك ته الماد 323مذ ق.م.ج التي تيص على أنه إ ا كان الشوص اللي ي عي الضرر م هل لتق يم الملب ٍ
بيفسه بس ب مرض عقلي أو قصور ولم يكذ له ممثل قانوني فللمحكم أن تعيذ له هلا الغرض وكيال خصوصيا" قرار ع د
41/1151في الملف ع د 41/14391ميشور بيشر قرارا الم لس األعلى الفرق ال يائي ال زء الثاني ص. 103:
- 225ييص الفصل 91مذ ق.م.ج "ي ب على كل طرف م ني ال يقيم داخل دائر نفو المحكم التي ي ري فيها التحقيق
أن يوتار موطيا ب ائر تلك المحكم .إ ا لم يوتر المرف الم ني موطيا فال يمكيه ال فع بع م ت ليغه اإلجراءا والتي كان
ي ب ت ليغها بمقتضى القانون".
119
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
تقديم مبلغ مالي والذي يظن أنه الزم لصوائر الدعوى واال فترد
شكايته وال تقبل.
تتمثل في:
في الحالة التي يتدخل فيها المطالب بالحق المدني الدعوى الرائجة
لطلب التعويض
هذه الحالة هي التي تكون فيها النيابة العامة محرك الدعوى العمومية فيحق
للطرف المدني أن يقدم مطالبه كتابية في مذكرة أو بشكل شفوي يتم تدوينها من
طرف كاتب الضبط.
الفقرة الثالثة :موضوع الدعوى المدنية التابعة المثارة امام القضاء الجنائي
لقد سبق معنا القول إن الدعوى المدنية الناشئة عن الجريمة تكون تابعة للدعوى
العموميةل سواء في اإلجراءات المسطرية المتبعة أمام المحكمة الزجرية المنصوص
عليها بموجب قانون المسطرة الجنائيةل أو في وحدة الحكم.
وإذا كان موضوع الدعوى العمومية المطالبة بتوقين العقاب على الجانيل فان
موضوع المدنية التابعة يتمثل في طلب جبر الضرر االحق بالضحية بصفته مطالب
121
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
بالحق المدنيل وقد أضاف إلى ذلك شراع القانون الجنائي رد األشياء واسترجاع
227
المصارف.
وعموما فموضوع الدعوى المدنية التابعة هو التعويض بمفهومه العام الذي قد
يأخذ صورة رد األشياء المحجوزة أو إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه قبل الجريمة.
أو رد ما تم دفعه لمتابعة مصاريف الدعوى أو التعويض عن الضرر.
وعليه فالدعوى المدنية التابعة ال يختص بها القضاء الجنائي إال إذا كان
موضوعها تعويض الضرر الناشئ عن الجريمة ويتفرع هذا الموضوع إلى ثالث
أنواع هي:
ثانيا :الرد
ثالثا :المصاريف
أوال :التعويض:
تنص المادة 2من ق.م.ج على أنه ايترتب على كل جريمة في إقامة دعوى
عمومية لتطبيق العقوبات والحق في إقامة دعوى مدنية للمطالبة بالتعويض عن
الضرر الذي تسببت فيه الجريمةا ويفهم من هذا أن الدعوى العمومية موضوعها
األساسي هو تطبيق العقوبات على الجاني أما الدعوى المدنية التابعة فموضوعها
هو التعويض وجبر الضرر الناشئ عن الجريمة مباشرة ,والذي يطالب به المتضرر
بصفته مطالب بالحق المدنيل وتبعا لذلك فالمحكمة الجنائية ال تختص بالنظر في
الدعوى المدنية التابعة إال إذا كان موضوعها هو التعويض ,أما وإذا كان موضوعها
غير ذلك فال تختص بها ,وإن كان ذلك ناشئ عن ضرر كدعوى الطالق.
- 227ع الواح العلمي“ :شروح في القانون ال ي المتعلق بالمسمر ال يائي ،ال زء األو ،الم ع الرابع 1410 ،ص:
.133
121
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ثانيا :الرد
يعتبر األشياء المحجوزة وإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه من مواضين الدعوى
المدنية التابعة .ومن صور التعويض بمفهومه العام .ويقصد بالرد إعادة األشياء أو
المبالغ أو األمتعة المنقولة الموضوعة تحت يد العدالة إلى أصحاب الحق فيهال
ويمكن للمحكمة أن تأمر بالرد ولو لم يطلبه صاحب الشأنل وهو ما تم النص عليه
228
في الفصل 116من مجموعة القانون الجنائي.
-228للرد في التشريع ال يائي معييان :األو ضيق والثاني واسع .فالرد بمعياه الضيق هوك الماد الشيء محل ال ريم
إلى صاح ه أو حائزه مثل رد األشياء المسروق .
أما الرد بمعياه الواسع :هو إعاد الحال إلى ما كانت عليه ق ل وقو ال ريم مثال في جريم تزوير المستي ا بتغير مذ
ق ل إعاد الحال إلى ما كانت عليه إلغاء أو تصحيح المستي اللي ت ت تزويره.
للتفصيل أكثر راجع بهلا الوصوص:
Joseph Gramier : les restitutions sans le code de procédure pénal. Rev .SC.Grim.
1959.P.G17.
122
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
رد األشياء الموضوعة تحت يد العدالة ولها أن تأمر في كل مراحل المسطرة برد
229
تلك األثناء.
هي تلك الرسوم التي تدفن إلى الخزينة العامة للدولة عند رفن كل دعوى للفصل
وهذه المصاريف بدورها تدخل ضمن التعويض بمعناه العامل ألنها قد 231
فيها.
تكون تعويضا للدولة عما أنفقته في المحاكمة الجنائيةل وقد تكون تعويضا للمدعي
المدني عن الضرر الذي نشأ عن الجرم الذي اضفر إلى رقن دعوى بسببه .وهذه
المصاريف تقن على عاتق المتهم أو المسؤول المدني في حالة ما إذا حكم عليه
أما في حالة حكم عل المتهم بالبراءة فإن المصاريف يتحملها بطبيعة 232
باإلدانة.
ألنه ليس من المنطقي أن يتحملها 233
الحال المدعي المدني كونه خسر الدعوى
المتهم أو غيره ما دامت طلبات المدعي المدني مبنية على غير أساس.
-229محم ع الحمي األلفي ":ال عوى الم ني أمام القضاء الزجري ،ال عوى الم ني التابع لل عوى العمومي في القانون
المغربي " دار األمان ب ون رقم الم ع ،سي اليشر ،1441ص.142/140:
-230أدوار غالي الله ي .م.س .ص.91 :
-231راجع الظهير الشريف رقم 1. 51 .135صادر في 31ديسم ر 1951بتيفيل القانون رقم 13 .51المتعلق بتيظيم
المصاريف القضائي في المي ان الزجري.
-232حسذ صادق المرصفاوي :دعوى التعويض أمام المحاكم ال يائي " مقا أثير في الم تمر الثالث لل معي المصري
للقانون ال يائي القاهر 11و 10مارس 1959السي 1994دار اليهض العربي ص.114 :
-233سليمان ع الميعم .م.س .ص.040 :
123
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
إن انقطاع الدعوى يعني وجود بسبب قانوني يحول دون عرضها على القضاءل
أو دون استمرار عرضهال وقد نصت مواد قانون المسطرة الجنائية على أسباب
انقضاء كل من الدعويين التابعة والدعوى العمومية باإلضافة إلى فصول أخرى
ضمن ق.ل.ع.
وتتأثر الدعوى المدنية التابعة للدعوى العمومية عند انقضاء هذه األخيرة في
حالة معي نة نص عليها قانون صراحةل كما أنها ال تتأثر بهذا السقوط في حاالت
أخرىل بل تبقى قائمة ومنظورة أمام القضاء الجنائي.
وللتعرض لمدى تأثير انقضاء الدعويين على بعضهما وجب علينا بداية عرض
أسباب سقوط الدعوى العمومية وانقضائها في الفقرة األولى .ثم في الفقرة الثانية
نعرض ألسباب وحاالت انقضاء الدعوى المدنية التابعة .أما في الفقرة الثالثة
واألخيرة سوف نهم بالحديث عن حدود تأثير القضاء وسقوط الدعويين.
كل جريمة ترتكب تنشأ عنها حتما دعوى اصطل على تسميتها فقها وقانونيا
في المغرب بالدعوى العموميةل وفي قوانين أخرى بدعوى الحق العام والدعوى
الجنائيةل وإذا كانت بمثابة وسيلة قانونية يتم من خاللها اقتضاء حق الدولة في عقاب
عن مرتكب الجريمة تقيمها النيابة العامةل فهذه الدعوى العمومية قد تتعرض
لالنقضاء والسقوط بأحد األسباب التي وردت في قانون المسطرة الجنائيةل والتي
نصت عليها المادة 4منه.
وعليه فأسباب بانقضاء الدعوى العمومية كما نصت عليها المادة 4أعالهل
يمكن تقسيمها إلى أسباب عامة (أوال) وأسباب خاصة (ثانيا).
124
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
باإلضافة إلى األسباب التي أوردها المادة 4هنا بسبب آخر هو العفو الخاص
الذي أدخل بموجب ظهير 8أكتوبر 1977وبالتالي أصب تعداد األسباب كالتالي:
-التقادم
-العفو بنوعين
وللتفصيل في هذه األسباب سوف نعرض لكل واحد منها أسفله دون السبب
األخيرين اللذين سيتم معالجتهما في النقطة الثانية.
إن الهدف الذي من أجله تحرك الدعوى العمومية هو الوصول إلى توقين
العقاب على المرتكب الجريمة لردعه وإصالحه إلعادة إدماجه في النسيج
المجتمعيل أما إذا توفي هذا المتهم فالمنطق يقول إنه ال داعي لتحريك الدعوى
العموميةل وال حاجة لذلك ألنه ال يمكن ردع المتوفي وال إصالحه واستحالة ذلك.
فبالنسبة له ذا السبب الخاص بوفاة المتهم يجب أن نميز بين وفاته قبل ويعد
التحريك .فإذا توفي المتهم قبل تحريك الدعوى العمومية فال يجوز تحريكهال
وتصدر النيابة العامة أمرا بحفظ الملفل أما إذا حصلت الوفاة أثناء الدعوى
العمومية فتقتضي المحكمة بسقوط الدعوى العموميةل ويمن عليها بأن تقضي بأي
عقوبةل ألن الدعوى العمومية تكون قد سقطت قبل ذلكل ففي كل األحوال يعتبر
الحكم الذي تصدره المحكمة حكما معدوما النعدام الوجود القانوني لهل وال يمكن
الطعن فيه بأي وجه من وجود الطعن المقررة لألحكام.
125
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
أما إذا توفي المتهم بعد صدور حكم نهائي فإنه يترتب على الوفاة سقوط العقوبة
المقضي بهال وإذا ظهر هذا المتهم حيا بعد الحكم بانقضاء الدعوى العمومية لوفاتهل
فإن هذا الحكم ال يعد فاصال في موضوع الدعوىل ومن تم ال يجوز حجية قانونية.
العفو
فقد نص على العفو كسبب مسقط للدعوى العمومية باإلضافة إلى المادة 4من
ق.م.ج .الفصل 11من ق.ج والذي حدد شكله وآثارهل وذلك بقوله اال يكون العفو
الشامل إال بنص تشريعي صري ا.
ويحدد هذا النص ما يترتب عن العفو من آثار دون المساس بحقوق الغير.
وعليه فإذا صدر العفو قبل رفن الدعوى العموميةل فال يجوز للنيابة العامة
رفعهال إن هي فعلت وجب الحكم براءة المتهم وبعدم اختصاص المحكمة بنظر
الدعوى المدنية .أما إذا صدر العفو بعد إقامة الدعويين العمومية والمدنية أمام
أما 235
المحكمة الجنائية وجب الحكم بانقضاء الدعوى العمومية وبراءة المتهم.
الدعوى المدنية فتظل منظور أمام القضاء الجنائي عمال بنص المادة 12من
ق.م.ج.
إذا صدر قانون يجعل الفعل المسند إلى المتهم غير معاقب عليه فال يجوز
للنيابة العامة رفن الدعوى العمومية من هذا الفعل الذي لم يعد جريمةل وإذا فعلت
126
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وادعى المتضرر من الجريمة مدنيا أمام المحكمة الجنائية وجب الحكم ببراءة المتهم
ألن الفعل ال يعاقب عليه القانون وهدم اختصاص المحكمة بنظر الدعوى المدنية.
ويجد هذا السبب المسقط للدعوى العمومية سند في مبدأ شرعية التجريم
والعقاب المبدأ تنبني عليه القوانين الجنائيةل وهو ما أكده الفصل 1من ق.جل الذي
قضى بأنه اال يسوغ مؤاخذة أحد على فعل ال يعد جريمة بصري القانون وال
معاقبته بعقوبات لم يقررها القانونا
التقادم:
يترتب القانون على مضي مدة معينة على ارتكاب الجريمة دون اتخاذ
إجراءات فيها سقوط الدعوى العمومية بالتقادمل وإذا اكتملت هذه المدة امتنن على
النيابة العامة رفن الدعوى إلى المحكمة أما إذا رفقتها فعندئذ يجب الحكم ببراءة
المتهم النقضاء الدعوى العمومية.
وقد نص على مدة التقادم في القانون المسطرة الجنائية في المادة 1منه وهي
كالتالي:
غير أن إذا كان الضحية قاصرا وتعرض العتداء جرمي ارتكبه في حقه أحد
أصوله أو من عليه رعاية أو كفالة أو سلطةل فإن أمر التقادم يبدأ في السريان من
جديد لنفس المدة ابتداء من تاريا بلوغ الضحية سن الرشد المدني.
ال تتقادم الدعوى العمومية الناشئة عن الجرائم التي ينص على عدم تقادمها
القانون أو اتفاقية دولية صادقت عليها المملكة وتم نشرها بالجريدة الرسمية.ا
127
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
إن تقرير المشرع لهذا السبب إلى جانب األسباب األخرى النقضاء الدعوى
العموميةل هو تكريس المبدأ حجة األحكام القضائية الباتة والمكتسبة لقوة الشيء
المقتضى بهل بحيث يعتبر ما تضمنته مشكال لحقيقة ال تقبل المجادلة فيها من أي
كانل وبأي إجراء كانل فال يجوز الرجوع إلى الدعوى العمومية مرة أخرى ولو
236
ظهرت أدلة جديدة أو ظروف جديدة.
باإلضافة إلى األسباب العامة النقضاء الدعوى العمومية والتي سبق بيانها في
النقطة أعالهل توجد أسباب أخرى خاصة تسقط بها الدعوى العمومية شأن جرائم
معينةل وهو ما نصت عليه الفقرتين األخيرتين من المادة 4من ق م ج بقولهما ا...
وتسقط بالصل عند ما ينص القانون صراحة على ذلك.
وتسقط أيضا بتنازل المشتكي عن شكايته إذا كانت الشكاية شرطا ضروريا
للمتابعة ما لم ينص القانون على خالف ذلك.ا
وقد سميت هذه األسباب خاصة ألنها ال تسري على جمين الجرائم بل تبقى ...
على بعض الجن فحسبل وبشروط محدودة من طرف المشرع .ونخص بالذكر
التنازل عن الشكاية المقيدة للنيابة العامةل والصل الذي يبرمه الطرف المدني من
المتهم.
-236إن سقوط ال عوى العمومي بص ور مقرر مكتسب لقو الشيء المقتضي به يستي إلى فكر استقرار القانوني ألن لك
ضروري لكل م تمع ميظم ،فمذ غير المق و وال المعقو أن تظل المراكز القانوني قلق على نحو دائم مذ دون أن تتح
بصف نهائي
-237راجع الماد 021ق. . .
128
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
باإلضافة إلى هذه األسباب التي تنقضي بها الدعوى المدنية بشأن االلتزامات
المدنية هناك أسباب خاصة تنقضي بها الدعوى المدنية التابعة المنظورة أمام
القضاء الجنائي بشكل مستقل عن األسباب التي تنقضي بها الدعوى العموميةل وقد
تم النص عليها في المادة 13والمادة 14من ق.م.ج .زيادة على سبب آخر هو
صدور حكم بات في الدعوى المدنية والذي نصت عليه المادة 411من ق.ل.ع.
وللتفصيل في أسباب انقضاء الدعوى المدنية التابعة سوف يقصر الحديث على
صدور حكم بات في موضوع الدعوى المدنية (أوال) ثم على التقادم الخاص
بالتعويض (ثانيا) أما السببين آخرين وهما التنازل والصل الذي تناولتها األدلة 4
الفقرتين األخيرتينل والمادة 13من ق.م.ج نود إثارة االنتباه بشأنهما لعدم التعرض
لهما لسبقية معالجتهال وذلك بمناسبة الحديث عن حق الضحية في إنهاء الدعوى
العمومية.
لكي يكون الحكم القضائي الصادر بشأن الدعوى المدنية التابعة بسبب من
أسباب االنقضاء الخاصة بهذه الدعوىل يجب صدوره نهائي فيهال وفاصال في
موضوعها .وليس مقتصر على عدم قبولها بسبب فقدان الصفة أو األهلية ولعيب
آخر قد يكون شكليا أو ما إلى ذلكل كما يتعين أن تتوفر الشروط المنصوص عليها
سلفال وهي اتخاذ الموضوع والسبب واألشخاص .وبصفة عامة يرجن في تحديد
الحكم النهائي هذا إلى األحكام العامة الكتساب الحكم قوة الشيء المحكوم فيه في
القضايا المدنيةل فإذا سبق وأن فصلت المحكمة المدنية في دعوى المتضرر تعذر
238
عليه رفعها مرة أخرى إلى المحكمة الجنائية التي تحاكم المتهم.
كما نضيف في نفس اإلطار أنه إذا كان صدور الحكم نهائي وبات في موضوع
ال يربط حجية 239
الدعوى المدنية سبب مسقط لهال إال أن الفصل 142ق.ل.ع
129
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
الحكم المدني بالنظام العامل عكس ما هو معمول به بخصوص الحكم الجنائي البات
والنهائي الذي يعد من النظام العامل الشيء الذي يجعل إمكانية إثارة الدعوى المدنية
من عدمها رهين بإرادة من له مصلحة في ذلك دون المحكمة التي ال يجوز لها ذلك.
فن سبق وأن حصل الفصل في الدعوى المدنية بحكم أصب باتا يجوز له إذا هو لم
يرتضي ما انتهى إليه الحكم السابق الذي فصل فيه المرجن المدني إعادة المطالبة
مجددا أمام القضاء الزجري تبعا للدعوى العمومية إذا كانت ال تزال قائمةل اللهم إذا
تفطن لذلك المتهم أو المسؤول عن الحقوق المدنية ودفن هذا االدعاء الجديد لسبق
240
الفصل فيه فيكون للمحكمة الزجرية حينئذ التشبث منه ورده إن ص ذلك.
ثانيا :التقادم
يعتبر التقادم من األسباب التي تنقضي بها الدعوى المدنية التابعة لكنه يختلف
تمام االختالف عن ذلك الذي تنقضي به الدعوى العمومية والذي أوردته المادة 1
من ق.م.ج .فبالرجوع للمادة 141من ق.م.ج والتي تقضي بأنه اال بتقادم حق
االدعاء المدني إال طبق القواعد المعمول بها في القضايا المدنيةل وإذا تقادمت
الدعوى العمومية فال يمكن إذ ذاك إقامة المدنية سوى أمام المحكمة المدنيةا نستثف
أن الدعوى المدنية قد تنتهي بالتقادم بالرغم من بقاء الدعوى العمومية قائمة كما
تحيلنا المادة أعاله إلى أن التقادم الذي تنتهي به الدعوى المدنية التابعة يخضن
لقواعد القانون المدني المنصوص عليها في األحكام ظهير االلتزامات والعقود.
وبهذا فمدة التقادم الخاصة بالدعوى المدنية التابعة نصت عليها الفصل 116
من ق.ل.ع .بقوله اإن دعوى التعويض من جراء جريمة أو شبه جريمة نتقادم
بمضي خمس سنوات تبتدئ من الوقت الذي بلغ فيه إلى علم الفريق المتضرر ومن
هو المسؤول عنه أو تتقادم في جمين األحوال بمضي عشرين سنة تبتدئ من وقت
حدوث الضررا
131
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
كما أن الفصل أعاله اشترط ألعمال التقادم وبدء سريان فترة 1سنواتل علم
المتضرر بحدوث الضرر وعلمه كذلك بالمسؤول عن تعويض الضرر الالحق به.
فالمشرع وإذ كان قد نص على تبعية الدعوى المدنية للدعوى العمومية في عدة
أحكامل إال أنه عمل على تقرير أسباب خاصة بكل دعوى تنقضي بها .وما يجب أن
تبديه في هذا المجال هو حدود تبعية الدعوى المدنية للدعوى العمومية حالة انقضاء
أي منهما؟
وللتعرض لذلك وجب تقسيم هذه الفقرة إلى محورين نتحدث في األول (أوال)
عن بقاء الدعوى المدنية قائمة أمام المحكمة الزجرية رغم سقوط الدعوى العمومية
المنظورة معها ثم في (ثانيا) نرى عدم انقطاع سير الدعوى العمومية أو توقفها
بسبب التخلي عن الدعوى المدنية أو التصال شأنها أو التنازل عنها.
أوال :بقاء الدعوى المدنية قائمة أمام المحكمة الزجرية رغم سقوط الدعوى
العمومية المنظورة معها
إن التبعية الدعوى المدنية للدعوى العمومية كمقتضى قانوني راسا كان معه
أن يؤثر انتهاء ا لدعوى العمومية على الدعوى المدنية التي يباشرها القضاء الجنائي
إال بحكم التبعية لنظره في المتابعة الجنائيةل لكن القانون قرر عكس ذلك ألسباب
وغايات عدةل فقد حرص على سرعة البث في القضايال ولتفادي تكرار اإلجراءات
نتيجة تنقل القضايا من محكمة إلى أخرىل سيما إذا حدث سبب انتهاء الدعوى
241
العمومية في المرحلة النهائية لإلجراءات.
131
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وهكذا فقد ورد النص على قاعدة بقاء الدعوى المدنية قائمة أمام المحكمة
الزجرية رغم سقوط الدعوى العمومية في المواد 12والفقرة 1من المادة 3891
و 416و 436و 417في الفقرة الثامنة من ق.م.ج.
وقد قضت المادة 12ق.م.ج بأنه اإذا كانت المحكمة الزجرية تنظر في
الدعوى العمومية والدعوى المدنية معال فإن وقوع سبب مسقط للدعوى العمومية
يترك الدعوى المدنية قائمةل وتبقى خاضعة الختصاص المحكمة الزجريةا
كما نصت الفقرة الخامسة من المادة 389بأنه اعندما تصرح المحكمة بسقوط
الدعوى العمومية بناء على أحد أسبا السقوط المنصوص عليها في المادة الرابعة من
هذا القانون فإنها تبقى مختصة طبقا لمادة 12للبث في الدعوى المدنيةا.
وتقضي المادة 436بأنه اإذا قدم الطرف المدني مطالبة المدنية فإن غرفة
الجنايات ثبت بموجب نفس القرار الصادر عنها بإدانة المتهم في قبول الطلب وفي
من التعويض عن الضرر إن اقتضى الحال.
تبقى غرفة الجنايات مختصة بالبث طبقا للفقرة السابقة في حالة سقوط الدعوى
العمومية لسبب من األسباب المنصوص عليها في المادة الرابعة أو في حالة صدور
حكم باإلعطاء تطبيقا للفصلين 76و 141من القانون الجنائي.
إن قاعدة بقاء الدعوى المدنية قائمة أمام المحكمة الزجرية رغم سقوط الدعوى
العمومية المنظورة معها ما هو إال مظهر من مظاهر استقالل كل من الدعويين عن
األخرىل وتعتبر استثناء من التزام البث في الدعوى المدنية بموجب نفس المقرر
الصادر في جوهر الدعوى العموميةل والذي نصت عليه الفقرة األولى من المادة 9
من ق.م.ج .والمواد 389و 411و 414و 436و 417من ق.م.ج.
فمؤدى القاعدة -بقاء الدعوى المدنية قائمة – هو بقاء الدعوى المدنية خاضعة
لالختصاص المحكمة الزجريةل وتظل قائمة أمامها رغم سقوط الدعوى العمومية
132
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وقد قضت المحاكم المغربية بخصوص بقاء الدعوى المدنية التابعة قائمة أمام
المحكمة الزجرية رغم سقوط الدعوى العمومية بما يلي:
كما قضت محكمة االستئناف لقنيطرة بتاريا 11/12/14بما يلي اإن تصري
المحكمة الزجرية بسقوط الدعوى العمومية للتقادم قبل ضرحها أمام المحكمة
االبتدائية يسلبها االختصاص للنظر في الدعوى المدنية التابعة وعلى المتضرر
مراجعة القضاء المدني فيما تعرض له ضرار إن تهيأ له أنه متضرر من فعل
245
المشتكى بها
133
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
كما قضت كذلك نفس محكمة االستئناف بتاريا 98/4/11بأنه اسقوط الدعوى
العمومية بحكم اكتسب قوة الشيء المقضي به ال يمنن المحكمة من البث في الدعوى
246
المدنية منفصلة عن الدعوى المنية ورفن التعويض المحكوم به ابتدائيا.ا
ثانيا :عدم انقطاع سير الدعوى العمومية أو توقفها سبب التخلي عن الدعوى
المدنية أو التصالح بشأنها أو التنازل عنها
لقد تم النص على قاعدة عدم انقطاع سير الدعوى العمومية أو توقفها بسبب
التخلي عن الدعوى المدنية أو التصال بشأنها أو التنازل عتها في المادة 131من
ق.م.ج .وورد النص على االستثناءات من تلك القاعدة في المواد 4في فقرتيها
األخيرتين والمادة 41في فقرتها الثامنة و 382و 461في الفقرات 3و 4و 1من
ق.م.ج.
وهذا فقد نصت المادة 13من ق.م.ج باعتبارها األساس القانوني الذي تستند
إليه القاعدة بقولها ايمكن للطرف المتضرر أن يتخلى عن دعواه أو يصال بشأنها
أو يتنازل عنها دون أن يترتب عن ذلك انقطاع سير الدعوى العمومية أو توقفها إال
إذا سقطت هذه الدعوى تطبيقا للفقرة الثالثة والرابعة من مراعاة مقتضيات المادة
372بعدها
وعليه فانتهاء الدعوى المدنية بعد تحريكها أمام المحكمة الجنائية ال يؤثر على
سير الدعوى العموميةل وهو حكم بديهي ألن هذه الدعوى هي األصلية أمام القضاء
الجنائي فال يمكن أن تِثر عليها الدعوى الفرعية المتعلقة بالتعويض المدني 247إال أن
هناك استثناءات على هذه القاعدة التي نصت عليها الفقرتين من المادة 4ق.م.ج.
والتي تعتبرها تعبير عن دور الضحية في الدعوى العمومية.
ومؤدى هذه القاعدة هو بقاء الدعوى العمومية قائمة أمام القضاء الجنائيل وعدم
تأثرها بعوارض الدعوى المدنية التابعة لها فال تسقط وال ينقطن سيرها وال يتوقف
-246قرار صادر عذ محكم االستيياف بالقييمر بتاريخ 95/0/12تحت ع د 012في الملف ع د 95/112ميشور
بم ل القصر ع د 13ص.140 :
-247أحم الومليشي م.س .ص.113 :
134
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
سبب التخلي عن الدعوى المدنية أو التصال بشأنها أو التنازل عنها إالفي الحاالت
248
المنصوص عليها قانونا.
أما فيما يخص االستثناءات التي ترد على هذه القاعدة فقد قضت محكمة النقض
بتاريا 13/1/7بأن اتنازل شركة التبغ عن مطالبها إثر لصالحة أثناء سريان
251
الدعوى يرتب أثرا مسقطا للدعوى العمومية المتعلقة بالتبغا
خاتمة:
لقد تبين لنا مما تقدم في هذا البحث ان المشرع المغربي اخذ بإمكانية إقامة
الدعوى المدنية التابعة امام القضاء الزجري ,و تمكين المتضرر من الجرم من حق
الخيار بين الطريقين الجنائي والمدني ل واعتبره استثناء من قواعد االختصاص
المعمول بها والمألوفة التي تعقد صالحية البت في الدعوى لمدنية للقضاء المدني
فقطل وقد عمل بذلك مراعاة لوحدة مصدر الضررين في هذا الصدد وهو الجريمة,
كما قصد به ادخال بعض المرونة على قاعدة مالئمة المتابعة التي تتحكم فيها النيابة
العامةل فضال عن تالفي تناقض االحكام فيما لو ترك أمر الفصل لجهتين قضائيين
135
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
136
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
فهل يضمن الدستور للشعب حقوقه اإلنسانية في بلد من البلدان؟ وهل تت صرف
ال سلطات العا مة وف قا للد ستور؟ سؤاالن من أك ثر األ سئلة ال تي ت طرح ع ند ق ياس
الحالة العامة في بلد من البلدانل ويعكسان المكانة المركزية التي يحتلها الد ستور في
حياة الشعوب والدولل وبما أن الدستور هو أسمى تعبير عن إرادة األمةل باعت بار أن
هذا األخير يأتي في ق مة الهي كل الهر مي لل صكوك القانون يةل فإ نه ينب غي أن تتوا فق
جمين قوانين الدولة أو تدابيرها القانونية من هذا الدستورل وإال توجب على المؤس سة
القضائية المختصة الدفن بإلغائه واعتباره باطال.
فالعمل وفق الدستور على نحو منصف وعادلل كونه يتفق من حقوق اإلن سان
والحريةةات األساسةةية المحميةةةل هةةو أعلةةى ضةةمانة قانونيةةة لتحقيةةق رفاهيةةة النةةاس
ومصالحهمل وأداة أساسية في تشكيل حياة المجتمن وتنظيم الدولة.
و بما أن الدستور يوجد في صلب الح ياة السيا سية واالجتماع يةل وي حدد العال قة
بين الدو لة والمجت منل فإ نه ينب غي عل يه في أو قات األز مات أن ي ضمن قدرا من
االستقرار السياسي واالجتماعيل كما يم كن ل هذا الد ستور أن ي كون نو عا ً من خ طط
137
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
لهذا فعمليات وضن الدستور تشكل ركنا محور يا في الت حوالت الديمقراط ية
وب ناء ال سالمل إذا ما ا ستندت إ لى م شاركة وا سعة الن طاق لجم ين اط ياف المجت منل
التي يمكنها أن تعبر عن أراءها دون عوائق من جا نب الما سكين بز مام ال سلطة252ل
وهكذا فوضن الدستور هو مفهوم واسن من من ظور األ مم المت حدة253ل ي شمل عمل ية
صياغة جوهر د ستور جد يد أو إد خال إ صالحات ع لى د ستور قائمل يكت سي أهم ية
بالغةةة ألن هةةذه الصةةياغة أو هةةذا التعةةديل بالشةةكل الصةةحي هةةو الضةةامن السياسةةي
السلميل وتوطيد السالم للفترة الالحقة على انتهاء النزاعل ح يث تم ثل هذه ال صياغة
حزمة لتشكيل رؤية مشتركة لمستقبل الدولة بما يكفل الحق والحرية للجمين.
واألمم المتحدة وفقا للمذكرة التوجيهية لألمين ال عام ب شأن و ضن الد ساتير
مدعوة إلى دعم عمليات وضن هذه الدساتير إذا ما طلب منها ذلكل من خالل توفير
الخبرات والموارد المالئمةل حيث عينت المفوضية السامية لحقوق اإلنسان طرفا في
هذه العمليةل مدعومة من موظفي األ مم المت حدة وغ يرهم من الج هات الفاع لة ع لى
. 254
الصعيد الوطني والدولي للقيام بعمليات اإلصالح على نحو فعال
ونتي جة لذلك ي جري إ صالح الد ستور وف قا ل سياقات مختل فةل كانت قال أ شكال
الحكم من االستبدادي إلى الديمقراطي أوفي أعقاب انتهاء نزاع مال ح يث يع مل هذا
األخير على محاولة إرساء الديمقراطية من أجل بناء سالم مستدام لأو من أجل القيام
بإصالحات وتعزيز العدالة االجتماعية في الديمقراطيات الراسخة.
وتعتبر الحركات االحتجاجية التي شهدتها العديد من البلدان العرب يةل و ما تر تب
عنها من تبعاتل عودة حقيقية للنقاش المجتمعي والسياسي لموضوع صياغة الوثي قة
- 252حقوق اإلنسان ووضع ال ساتير األمم المتح مكتب المفوض السامي نيويورك وجييف 1415
بتاريخ 19دجي ر 1414على الساع 13و34دwebsite :www.un.org/publications .
- 253التعليق العام رقم (1991)، 25لل ي المعيي بحقوق اإلنسان صفح .3
- 254المرجع السابق صفح 1
138
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
الد ستوريةل والد سترة والد ستورانيةل كراف عة أسا سية لتنز يل المطا لب االجتماع يةل
حيةةث تعةةددت أسةةباب هةةذه الثةةوراتل لكنهةةا التقةةت فةةي المطالبةةة بالعدالةةة والحريةةة
والحقةوق المشةةروعة فةةي أبسةةط تجلياتهةةال ممةا أسةةفر عةةن مجموعةةة مةةن التحةةوالت
الدسةةتورية والسياسةةية التةةي غيةةرت المشةةهد القةةانوني والسياسةةي فةةي بعةةض الةةدول
العربيةل ولذلك فإن األسئلة التي يتعين طرحها في مثل هذه الحاالت هي:
ما نوع اإلصالحات الدستورية المقررة؟ وما الهدف أو الغاية من التغ يرات في
القانون الدستوري؟ وهل حققت التغ يرات ال تي أ سفرت عن ها ثورات الرب ين العر بي
هذه األهداف والغايات؟
ونهدف عبر هذه المقا لة العلم ية محاو لة اإلجا بة عن هذه األ سئلة من خالل
الو قوف ع لى مجمو عة من ت جارب ا لوطن العر بي وخصو صا الم غربل م صرل
تونس والجزائر منذ سنة 2111إلى يومنا هذا.
ففي المغرب مثالل اعتبرت الثورة وسيلة لت سرين عمل ية اإل صالح ال تي د شنها
صعود الملةك مح مد السةادس ا لى العةرش 255م نذ 23يوليوز/تمةوز1999ل طبقةا
للفصل 21من دستور1996ل حيث ركز في خ طاب ال عرش األول 256ل ع لى أن
الحاجةةة إلةةةى تعزيةةةز الديمقراطيةةةة وتحةةديث المؤسسةةةات والتجديةةةدل فةةةي احتةةةرام
الديمقراطية وسيادة القانون في إطار الملكية الدستوريةل واحقاق المساواة بين جم ين
المغاربةل حيث قام الم لك وف قا لذلكل بتع يين لج نة اإلن صاف والم صالحة ال تي ع هد
إلي ها بالتحقيق في االنتها كات الغ ير القانون ية ال تي حدثت م نذ اال ستقالل ح تى سنة
- 255ماريانا أوتاي وميري يت رايلي :المغرب مذ االصالح الهرمي الى االنتقا ال يمقراطي؟ أوراق كارني ي،
ال يمقراطي وسياد القانون ،سلسل الشرق األوسط ،رقم ،11م سس كارني ي للسالم ال ولي ،شتي ر ،1441ص 11
ومابع ها.
- 256خماب العرش 34يوليوز سي www.maroc.ma ،1999
139
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
تربعه العرشل مما أبان عن إرادة حقيقية للتصال بين العرش والشعب257ل ر غم ما
تعرضت له هذه الهيئة من انت قادات من ق بل منظ مات حقوق ية وطن ية ودول يةل ح يث
قدمت منظمة العفو الدول ية ن قدا مف صال لع مل اللج نة ومتابعت ها258ل اال أ نه ال بد أن
نسجل أنها تجربة شجاعة بكل المقاييسل ال على مستوى احداث الهي ئات ف قطل وان ما
على مستوى بلورة النتائج والتوصيات التي خلصت اليها.259
وقد استقبل المغاربة مشروع الد ستور الجد يد ا لذي أعل نه الم لك مح مد ال سادس
في 17يونيو /حزيران 2011ا ستجابة لل حراك ال شعبي ا لذي عر فه الم غرب ب عد
21فبرايةةر /شةةباط 2011الةةذي طالةةب بإصةةالحات ديمقراطيةةةل بقةةدر كبيةةر مةةن
المشةةاعر المتناقضةةة وإن كةةان أغلبهةةا غمةةره الشةةعور بالرضةةىل ألنهةةم رأوا فةةي
اإلصالحات الدستورية فر صة جد يدة إل عادة هيك لة الن ظام ال قانوني والسيا سي دون
تعريض البالد لموجة من االضطرابات واالحتجا جات الطوي لةل ح يث أ قر اال ستفتاء
الشعبي نص الد ستور بأغلب ية كب يرة وبن سبة مواف قة و صلت إ لى 98,5%260ل ل يتم
نشر الدستور الجد يد بظه ير مل كي 261ب تاريا 29يوليوز/ت موز 2011ل م ما أدى
إلى حل البرلمان بقرار من الملك والدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة انطال قا من
25نوفمبر /تشرين الثاني 2011ل طبقا ً للمادة 62من الدستور الجديد.262
141
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
لكةةن مةةاذا بعةةد هةةذه االصةةالحات ونحةةن ندشةةن العشةةرية الثانيةةة مةةن دسةةتور
2011؟ ماذا تحقق؟ وماذا تغير؟ وهل ن ج هذا الد ستور في تغي ير ح ياة ال مواطن
المغربي؟ أسئلة ت ظل مطرو حة وقاب لة الن قاشل ل كن ال بد من اإل قرار بأن مو جات
التغيير عبر التاريا لم تأت با ستقرار أو بازد هار خالل مدة ق صيرة ( 11سنوات
مثال) ألن التغيير غالبا ما يقت ضي وق تا أ طولل و من ذ لك فإن نا ال نن كر ما يم كن أن
تقدمه هذه العشرية من الدروس لالستفادة منهال من أجل ب ناء الع قود القاد مة بطري قة
تكفل السلم واالزدهار للفرد والمجتمن على حد سواء.
ومن بين هذه الدروس نجد أن األنظمة العربية يجب أن تتمكن بطريقة ما من
محاكات الهموم اليومية لشعوبهال وتوفير العيش الكريم لها ومحاربة الف ساد المتف شي
في جل مؤسساتها من خالل انفاذ القانونل على اعتبار أن ضعف المأس سة والحكا مة
الر شيدة هةي من األسةباب الرئيسةية ال ندالع ثةورات الرب ين العربةيل إذ أن القةوى
الفاع لة في الح قل السيا سي وال مؤثرة ف يه تتم تن بو ضن اعت باري كب ير يمكن ها في
غياب المحاسبة والمساءلة في إطار القانونل من ا ستعادة قوا ها وا ساليبهال م ستفيدة
دائما من قلة خبرة و تنظيم ال قوى االحتجاج ية المنظ مة ضدهال لذلك ال بد من ب ناء
مؤسسات حقيقية و أنظمة فصل وتوازن حقيقي للسلطل و سيادة ال قانون ع لى الجم ين
أفرادا ومؤسسات.
ك ما أن االحتجا جات وال ثورات إذا لم تؤطر فكر يا وتنظيم يال لن تؤدي إ لى
بناء دول حداثية تستند إلى مؤسسات راسخة و إلى سيادة ال قانون واح ترام التعدد يةل
كما أنها تحتاج إلى نطاق زمني كاف لنضوجهال وهو ما نراه غا ئب ع ند عدد كب ير
من الجيل الجديدل في غياب التأطير الحزبي ومؤسسات المجتمن ال مدنيل ال تي غال با
ما تعنى بما هو اجتماعي على حساب ما هو سياسيل على اعت بار أن ث مار السيا سي
قد ال نلم سه اال ب عد ف ترة زمن ية طوي لةل من ت لك ال تي يتطلب ها الو صول إ لى ث مار
العمل االجتماعي.
141
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وبالنسبة لتونسل فقد وجهت االحتجاجات ضد الن ظام ال حاكم المم عن في الف ساد
والذي كان ي قوده بن ع ليل وا لذي ق سم المجت من إ لى فئ تينل ف ئة قري بة من ال سلطة
تستفيد من امتيازات كثيرةل على حساب فئة عري ضة من ال شعب ترزح ت حت عت بة
الف قرل و تذعن ل ما تمل يه الف ئة األو لى ع لى قلت هال فانت شرت الو ساطة والمح سوبية
والر شوة...وغيرها من ال سلوكات السيا سية الفا سدة263ل و قد مارس الن ظام ال حاكم
نوعا من التعتيم اإلعال مي ع لى مجمو عة من الت جاوزات اب تداء من يون يو/حزيران
2008ل أو ما سمي باحتجاجات يونيو 264ل حيث أغلقت شبكة التوا صل االجت ماعي
في 18غ شت/آب 2008ل وال تي أع يد فتح ها ب عد حم لة دول ية ب تاريا 3شتنبر/
أيلول 2008ل لتعمل بعد ذلك ع لى ل عب دور م حوري في تن ظيم هذه االحتجا جات
ومناقشة القضايا السياسية عبرها .265
ليرد ال شعب مبا شرة ب عدما أ حرق ال بوعزيزي نف سهل بتن ظيم م ظاهرات شعبية
ضد نظام بن علي الذي خرج ليندد بالتظاهر الذي أضر باالقتصاد التونسيل متو عدا
المحتجةةين بالعقةةاب علةةى اعتبةةار أنهةةم إرهةةابيون ويخةةدمون أجنةةدات أجنبيةةةل لكةةن
االستمرار في االحتجاج دفعه للت صري ب عدم ني ته للتر ش لف ترة رئا سية جد يدة266ل
ال شيء ا لذي لم ي كن كاف يا إلر ضاء المطا لب االحتجاج ية المطال بة بالديمقراط يةل
والحر ية والم ساوات...ل م ما أدى ا لى هرب بن ع لي ا لى ال سعوديةل ل يتم ت شكيل
حكومة مؤقتة أطلقت على نفسها اسم مج لس حما ية ال ثورةل برئا سة مح مد الغنو شي
والتي أج برت حكوم ته ع لى ت قديم ا ستقالتها في 27فبراير /شباط 2011ل وت شكيل
ال باجي قا يد السب سي 267لحكو مة جد يدةل ح يث ح لت المؤس سات ال تي كا نت واق عة
ت حت ن فوذ الن ظام ال قديمل وتأ سيس الهي ئة العل يا الم ستقلة لالنتخا بات ال تي ح ضرت
مشةةاركة المسةةؤولين السةةابقين -فةةي حةةزب التجمةةن الدسةةتوري الةةديمقراطي -فةةي
- 263د.الصادق الساحلي ،هل أتاك ح يث الثور ؟ الشرك العام للم اع ،جوسيم ،تونس1411 ،ن ص 1وما بع ها.
- 264حيث أطلق ال يش اليار على متظاهريذ مذ عائال عما المياجم المتوفيذ في حادث الرديف.
- 265حيث تحولت هله الوسائط التواصلي في السيوا األخير الى وسائل ضغط حقيقي ،نظرا ل ورها الك ير في نقل
المعلوم ،وكلا التفاعل معها بكيفي تصيع األح اث ،وت ثر في الرأي العام ،وتوجهه في أحيان كثير .
- 266الفتر الثامي بع أن زاد التع يل ال ستوري لسي 1441مذ الح األدنى المفروض على الفتر الرئاسي والمح د في
3فترا .
- 267الياشط السياسي خال فتر بورقي والعائ الى الحيا السياسي بع هرب بذ علي مذ تونس.
142
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
االنتخا بات ال تي أجر يت في 23أك توبر /ت شرين األول 2011ل ل يتم تب ني د ستور
مؤقت ويصب معه منصف المرزوقي الرئيس المؤقت للبالد.
لتبدأ عملية وضن الد ستور الجد يد انطال قا من 13فبرا ير /شباط 2012ل بين
الحكو مة االئتالف ية والمعار ضة وبم ساعدة لج نة البندق ية268ل ل يتم إ قرار الد ستور
الجديةةد انطالقةةا مةةن 26ينةةاير /كةةانون الثةةاني 2014ل والةةذي جةةاء لتأسةةيس نظةةام
جمهةوري ديمقراطةةي تشةاركيل فةةي إطةار دولةةة مدنيةةل السةةيادة فيهةا للشةةعب عبةةر
التةداول السةةلمي علةةى الحكةةمل بواسةةطة االنتخابةةات الحةةرة وعلةةى مبةةدإ الفصةةل بةةين
ال سلطات وال توازن بين ها 269ل وت ضمن ف يه الدو لة علو ية و سمو ال قانونل واح ترام
الحريات وحقوق االنسان والمساوات بين جمين المواطنين.
وعلى الرغم من مرور أكثر من ست سنوات على دستور ال ثورة في تونسل ال
تزال العد يد من أحكام ها غ ير مطب قة 270ل خصو صا في ظل ا ستمرار األز مات
السياسية الداخلية ب سبب تداخل الو ظائف وت صادم ال صالحيات بين ر ئيس البرل مان
ورئيس الدولةل إلى جانب العالقات من القضاء وبقية الهيئات األخرىل اال أنه يمكن
أن ن سجل أن تونس تمك نت أخ يرا من الم صادقة ع لى د ستور توافقيل سةيدعم ال
محالة المرحلة االنتقالية.
143
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ميدان التحرير مركزاً لهمل معلنين رفضهم أن تقاد ال ثورة من أي سيا سي أو ز عيمل
كونها خرجت من الشعب وينبغي أن تكون مدفوعة من الشعب. 271
وكما هو حال جمين الثورات العربيةل تذهب أصابن االتهام دائما إ لى اعتبار ها
تهديدا الستقرار البالدل وهو ما د فن م بارك ا لى المطال بة با ستقالة الحكو مة في 29
يناير/كانون الثاني 2011ل الشيء الذي لم يكن كافيا لو قف االحتجا جاتل م ما دف عه
لت قديم المز يد من الت نازالتل ح يث أع لن للم صريين أن م سألة خالف ته ستترك ل هم
وا عداً إ ياهم بمز يد من اإل صالحات الد ستوريةل م ما د فن المحت جين لتحد يد يوم 4
فبراير/شباط ايوما للرحيلا ل كن م بارك تع نت وأع لن ع بر خ طاب 9فبراير /شباط
2111عن قراره ب عدم اال ستقالةل ع لى أ نه لن ي شارك في انتخا بات شتنبر /أي لول
2011ل الشيء الذي قوبل برفن األحذية 272ل مما دفن م بارك إ لى اال ستقالة في 9
فبراير /شباط 2011ل ليمسك ال جيش بق يادة الم شير مح مد ح سين طن طاوي ال سلطة
ويتم تعليق دستور1971ل وحل مجلسي البرلمان.
وبعد مخاض عسير وتدخل المحكمة اإلدار ية العل يال تم ت شكيل جمع ية تأسي سية
فةي يونيةةول 2112بعةةد أن أعلنةت المحكمةةة الدسةةتورية أن قةانون االنتخابةةات غيةةر
دستوري273ل لتستمر الجمع ية التأسي سية الثان ية في عمل ها ح تى قا مت بو ضن نص
د ستوري جد يد وقدم ته لال ستفتاء ليعت مده ا لرئيس مر سي في دجنبر /كانون األول
2012ل وا لذي سيتم تعلي قه ب عد اإلطا حة بمر سي في 3يوليوز/ت موز 2013من
طرف الفريق عبد الفتاح السيسيل لتقوم لجنة العشرة 274بتعديل دستور 2112دون
المساس بجوهرهل ليعرض على استفتاء شعبي في 15يناير /كانون ال ثاني 2114ل
وينشر في الثامن عشر من نفس الشهر.
- 271كارميال ديكارو بونيال وفليتييا ريتا سكوتي ،تقييم العمليا االنتقالي ال ستوري مذ ميظور العمليا التأسيسي
األوربي في مرحل ما بع الحرب العالمي الثاني ،الميظم العربي للقانون ال ستوري ،1411-1412تونس ،1411،ص
.38
- 272في إشار تع ر عذ الح األقصى مذ االستياء الواضح لمالييذ المصرييذ.
- 273حكم 10يونيو /حزيران 1411القاضي بع م دستوري قانون االنتوابا
- 274وهي ل ي تتكون مذ عشر فقيه دستوري وفقا إلعالن 5يونيو .1413
144
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ومةةن خةةالل التةةدقيق فةةي المخةةاض العسةةير الةةذي مةةرت منةةه والدة الدسةةتور
الم صري الجد يدل ن جد أن هذه األخ يرة حاو لت الج من بين المواف قة ع لى الد ستور
الجد يد وو ضن آل يات للعدا لة االنتقال ية م نذ بدا ية ال ثورةل ول كن ال جدير با لذكر أن
الصراع السياسي واأليديولوجي الذي رافق كتابة الدستور المصريل يؤ شر ع لى أن
أغلب القوى السياسية لم تهتم بالنصوص الدستوريةل بقدر ما ركزت ع لى هو ية من
يك تب الد ستور275ل و هو ما ي برر كون د ستور 2114ال يخت لف كث يرا من ناح ية
الم ضمون عن د ستور 2012ل با ستثناء ب عض الب نود ال تي عدلت من أ جل تعم يق
نفوذ أجهزة الدولةل كال مادة 123المتعل قة بال صالحيات الت شريعية ل لرئيسل وال مادة
146ال تي تن سف أحق ية ن جاح حزب في االنتخا بات ومن عه من ت شكيل الحكو مةل
والمادة 147التي تعطي الحق للرئيس في المشاركة في تعيين ا لوزراء ...وغير ها
276
من الصالحيات التي أعيدت إلى رئاسة الجمهورية.
وهذا ما جعل الدستور الجديد يخلو من أي نصوص متعلقة بالعدالة االنتقالية أو
عةزل رمةوز النظةةام القةديمل وكةذا مةةن مةواد تتعلةق بةةالحقوق والحريةات فةي بعةةدها
الدستوريل م ما ج عل هذا الد ستور ال ير قى إ لى در جة ذ لك الد ستور ا لذي يؤ سس
لنظام ديمقراطيل لكون النصوص المتعلقة بالحرية جات مقيدة بأح كام ال قوانين ال تي
تصةةدر لتنظيمهةةال الشةةيء الةةذي يتةةي تضةةييقها مةةن خةةالل التفاصةةيل واإلجةةراءاتل
وخالصة القول أن المصريون اعتادوا على أن يقوم المنتصرون بكتابة الدساتير ك ما
اعتادوا أيضا على تنصل هؤالء من ها ته الد ساتير في ت حولهم إ لى م ستبدينل ألن
أولى ميزات االستبداد هةو أ نه ال يح ترم كل ما يق يدهل ب ما في ذ لك ما أ صدره من
قوانين حتى وإن كانت أسماها /دستورال لت ضل الد ستورانية شيء بع يد الم نال ع لى
األقل على المستوى المنظور.
- 275لوريل أي ميلر ،جيفري مارتييي ،التحو ال يمقراطي في العالم العربي ،توقعا ودروس مستفاد مذ حو العالم،
م سس ران األمريكي ،1411. ،ص 9وما بع ها.
- 276حسييذ توفيق ابراهيم ،التحو ال يمقراطي مذ ميظور عربي ،الموقع االلكتروني لم ل ال يمقراطي ،مركز األهرام،
مصر ،ميشور بتاريخ 1413/41/11على الرابطhttp://www.un.org/sg/ar/content/sg/speechs/2018-08- :
16/combating-terrorism-and-human-right.
145
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
- 277حسيذ بوطرفيف (بوخضر ) في 12يياير ،1411عويش (برج ميايل) في ،15/01/2011بوبكر بوي ن (جي ل)
في ،15/01/2011سيوسي توا (مستغانم) في ....1411/1/11وغيرهم كثيرون.
- 278أح الفرو األميي بوزار ال اخلي ال زائري .
146
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
عليهم إلعالن العصيان المدني والتمرد على قرارات الن ظام وا لدعوة إ لى التغي ير و
االستجابة لتطلعات المواطنين.
ل كن هذا ال حراك ا لذي كان يط م لتأ سيس جمهور ية جد يدة مبن ية ع لى ن ظام
ديمقراطي يتي للشعب الجزائري اختيار مؤسساته بكل حريةل لم ينج اال في تنح ية
بوتفلي قة وت قديم ذ لك ع لى أ نه إن جاز و بدا ية الديمقراط يةل هذه األخ يرة ال تي سيبدأ
بناؤها من بناء الدستور الجديد تاريا 11شتنبر/أيلول 2121ل والذي تم إ قراره من
خالل استفتاء فات نونبر/ت شرين ال ثاني 2121بن سبة %66.8ل ل كن يب قى ال سؤال
هنا مطروحا :هل تضمن هذا الد ستور نصو صا لتقي يد ال سلطة؟ أم نصو صا لحما ية
280
الحريات؟
فإ سناد رئا سة الحكو مة لألغلب ية البرلمان ية ألول مرةل واالعت ماد ع لى م بادئ
الالمركز ية و عدم الترك يزل وم نن التر شي لرئا سة الجمهور ية ألك ثر من ع هدتين
متتةةاليتين وإبعةةاد وزيةةر العةةدل مةةن عضةةوية المجلةةس األعلةةى للقضةةاءل واسةةتحداث
- 279ا ضراب موظفي ق صر الرئا س ،ا ضراب عيا صر ال يش و قوا األ مذ المف صوليذ ،ا ضراب ع ما سونمراك،
اضراب عما م سس االتصاال ،اضراب موظفي القضاء.
- 280د.حسذ طارق ،دستوراني ما بع انف ارا ،1411المركز العربي لألبحاث وال راسا ،القاهر ،غشت ،1411ص
.3
147
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
لكن نسجل هنا وبكل تحفظل أنه رغم نوعية و فاعل ية الت عديالت المدر جة ع لى
الم سطرة القانون ية األ سمى في ا لبالد وال تي هي الد ستورل إال أن الح كم ع لى مدى
جودتها يبقى مرتبط بالصرامة في تطبيقهال ومدى الفصل بين السلطات دا خل الدو لة
من خالل ا ضطالع البرل مان بدوره المر كزي باعت باره م مثال لل شعب والمؤس سة
ال شرعية ال قادرة ع لى سن ال قوانين والت شريعاتل وا ستغالل ال سلطة الق ضائية ب ما
يضمن حقوق وحريات المواطنين الدستورية.
خاتمة:
مةةن خةةالل تسةةليط الضةةوء علةةى هةةذه التجةةارب والوقةةوف علةةى دور الحركةةات
االحتجاجية في اإلطاحة بالدساتير وفرض هامش أو سن للحر يات مقا بل تقي يد سلطة
الحكامل نخلص إلى أن عملية بناء الديمقراطيات الستبدال األنظمة الغير ديموقراط ية
لم تكن سهلةل إال أنها أبانت عن أن الشعوب تلتقي عند رغبة جامعة مفادها أن ت كون
أ صواتهم م سموعة وم ستجاب ل هال وإال فإن ها ت صب قادرة ع لى ا لذهاب إ لى أب عد
ال حدود من أ جل تحق يق ذ لكل ح يث أن الحر كات االجتماع ية ومنظ مات المجتمةن
المدني المعزز بشبكات االتصال والمعلومات اإللكترونية قادرة على تكريس الضغط
على الحكوماتل وعلى ا لرغم من أهم ية هذه الج هات الفاع لة إال أن ها تب قى عاجزة
عن كسب التأي يد ال شعبي و هو ال شيء ا لذي تمك نت الحر كات االحتجاج ية من ني له
وتحقيق ديمقراطية جديدةل وكما قال ا تشر شلا في و صف مكا نة الديمقراط ية بين
األنظمة السياسية األخرىل بأنها ا أفضل األنظمة السيئة أو أقلها سوء ا ل فإذا كا نت
الديمقراطية عملية مستمرة فكلما وصل الشعب إلى درجة معينة من الديمقراطيةل إال
148
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وطمةن فةي مكانةةة أفضةل مةةن سةابقاتها ...ففةةي النهايةة ال وجةةود لديمقراطيةة مثاليةةة
أوطوباوية ألنها ال تنشد لذاتهال وإن ما تت خذ و سيلة لتحق يق مطا لب الحر ية والكرا مة
والعدالة االجتماعية التي صدحت بها حناجر الشباب في حراك الربين العربي.
149
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ويعتبر مبدأ حياد القاضي من أهم المبادئ التي ال م ناص من ها ل ضمان ا ستقالل
القضةةاء وتحقيةةق العةةدل بةةين المتقاضةةينل ولةةذلك يقةةال بةةأن مبةةدأي الحيةةاد والقضةةاء
المستقل وجهان لعملة واحدةل فال ح ياد للقا ضي إال إذا كان م ستقال ا ستقالال وظيف يا
وشخصيا .وقد حر صت الت شريعات الحدي ثة وع لى غرار ها الم شرع المغر بي ع لى
إ قرار هذا الم بدأ في العد يد من المح طات القانون ية بدأ من د ستور الممل كة ل سنة
2111ومرورا بالقانون رقم 116.13المتعلق بالنظام األساسي للق ضاةل باإل ضافة
إ لى ما ت ضمنته ال قوانين اإلجرائ ية المتمث لة في قانون الم سطرة المدن ية والجنائ ية
المغربيين وقانون التن ظيم الق ضائي للممل كة من تطبي قات عمل ية ت هدف إ لى ت كريس
هةةذا المبةةدأ والحيلولةةة دون المسةةاس بةةه نةةذكر منهةةا تلةةك المتعلقةةة بتجةةري القضةةاة
ومخاصمتهمل وواجب التقيد بطلبات األطراف إلى غير ذلك.
ويقصد بمبدأ حياد القاضي من جهة أولىل أن يقف القاضي موقفا سلبيا من كال
الخ صمين في ما يتع لق بإث بات ا لدعوىل وذ لك بأن ال يق ضي إال ب ما يظ هر له من
إجراءات ا لدعوى المعرو ضة عل يهل وأن ال يت جاوز ذ لك با ستجماعه ألي أد لةل بل
يقتصةةر علةةى مةةا يعةةرض عليةةه منهةةال وأن ال يرتةةب أثةةرا علةةى حجةةة قةةدمها أحةةد
151
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
األطرافل إال بعد تم كين ال طرف اآل خر من مناق شتهال و من هذه الم عاني والغا يات
اجتمع ت كلمة الفق هاء قديما و حديثا ب عدم جواز أن يح كم القا ضي بعل مه الشخ صيل
ألن علمه يشكل دليال في القضيةل وهو ما يفرض مناقشته من طرف الخ صومل م ما
سينزل القاضي منزلة أحد هؤالء في كون خ صما وحك ما في ن فس اآلنل 281و هو ما
يترتب عنه اختالل الموازين ويصب بمثابة طرف منضم يناصر طر فا ع لى ح ساب
اآلخرل كما يقصد بمبدأ الحياد من جهة أخرىل تحلي القاضي بالموضوعية والنزا هة
والبعد عن أي ق ضية ل ها صلة بهل ف تؤثر ع لى روح اال ستقالل لد يهل فتجع له يك يل
بمكيالين ويرج كفة أحد الخصمين على اآلخر.
وقد ثار نقاش في األو ساط القانون ية والق ضائية حول طبي عة الح ياد ا لذي ي جب
للقاضي أن يتصف بهل نظرا لدقة هذا المبدأ وخطورتهل فهو م بدأ يح تاج إعما له إ لى
حكمة وتبصرل إذ أن هذا الم بدأ قد يت حول من و سيلة لل عدل والم ساواةل إ لى ح جرة
عثر في تحق يق العدا لة واإلن صافل و هو ما ج عل ا لبعض ي صنف م بدأ الح ياد إ لى
صنفينل صنف إي جابي وآ خر سلبيل و مرد ذ لك ك له ير جن إ لى الن ظام ال قانوني
المتبنى من قبل المشرع في إثبات الدعوى وال صالحيات ال تي أ سندها للقا ضي أث ناء
نظره في الخصومةل وهو ما ي قف مدعاة للت ساؤل عن طبي عة الح ياد ا لذي ي جب أن
يتصف به القاضي المغربي؟ من خالل تتبن الن صوص القانون ية اإلجرائ ية و ما درج
عليه العمل القضائي في محاكم المملكة وذلك عبر التصميم التالي:
151
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
سنعمل من خالل هذا المبحث على دراسة مكامن التمييز بين الحياد السلبي
واإليجابي للقاضي المغربي وذلك عبر مناقشة النظام القانوني لإلثبات المتبنى من
قبل المشرع والصالحيات التي وضعها بين يدي القاضي لتسيير الخصومة وفق ما
يلي:
إضافة إلى ذلك فإن الحياد السلبي للقاضي يستوجب عليه تلقي طلبات الخصوم
ودفوعهم وتقديرها دون أن يكون له أن يكمل الناقص منها وال أن يفسر المبهم فيها
أو يستوض غامضها.
وكما سبقت اإلشارة فإن طبيعة الحياد الذي يمارسه القاضي رهين بطبيعة
النظام القانوني الذي يتبناه المشرع فيما يخص نظرية اإلثباتل فهو في المذهب الحر
حياد إيجابي يعمل القاضي من خالله على توجيه الخصومل واستكمال ما نقص من
األدلةل واستيضاح ما أبهم منها .وهو في المذهب القانوني أو المقيد حياد سلبي
152
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
محضل ال يعدوا للقاضي فيه أن يتلقى أدلة اإلثبات كما يقدمها الخصوم دون أي
تدخل من جانبهل ثم يقدر هذه األدلة طبقا للقيمة التي حددها القانونل فمجمل هذا
النظام هو استئثار المشرع بسلطة تحديد وتقدير األدلة ورفضه أن يخول القاضي
هذه السلطة .أما في المذهب المختلط فهو مذهب أخذ منهجا وسطا من كال المذهبين
السابقينل بمقتضاه يقف القاضي موقفا وسطا بين اإليجاب والسلب من ميل الكفة إلى
لألول منه على الثانيل فيكون للقاضي دور إيجابي في تحريك الدعوىل وفي توجيه
الخصومل واستكمال األدلة الناقصةل وفي استيضاح ما أبهم من وقائن الدعوى بما
282
يضمن حقوق المتقاضين وتحقيق اإلنصاف لهم.
- 282ع الرزاق السيهوري ،الوسيط في شرح القانون الم ني ال ي ،ال زء الثاني ،نظري االث ا بوجه عام ،اإلث ا ،
ﺁثار االلتزام ،الصفحا 11وما بع ها.
- 283ع الكريم الشوش ،م أ حياد القاضي واالستثياءا الوارد عليه ،مقا ،ميشور بالموقع االلكتروني ،بيان اليوم،
بتاريخ 11يونيو .1419
153
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
الحياد بالسلبي ليس انتقاصا منه أو انتقادا لهل وإنما هو للتمييز بينه وبين الحياد في
نوع ه اإليجابي ما دام أن الحياد السلبي في حقيقته هو احتراز من القاضي والمشرع
من مغبة اختالل ميزان العدالةل فما دام المشرع المغربي قد اعتمد المنهج المختلط
كما سبق ذكره فإن هذا المنهج بطبيعته يوجب من صالحيات من جهة ومنعها من
جهة أخرى وهو ما يترتب عنه إعطاء دور إيجابي للقاضي في تسيير الخصومة
وإثباتها دون اختالل مبدأ الحيادل ومنه نستنتج أن عبارة الحياد اإليجابي هي عبارة
ذكية وحكيمةل فهي ال تعكس مدلولها اللغوي والدالليل بقدر ما تحمله من رسائل
مفادها أن التدخل اإليجابي للقاضي في تسيير الخصومة وإثباتها ال ينال من مبدأ
الحياد أو يتعارض معهل بل إن مبدأي الحياد " السلبي " والتدخل اإليجابي للقاضي
في الخصومة من أهم المبادئ الضامنة لتحقيق العدالة واإلنصاف.
كما سبق وتوصلنا إلى نتيجة مفادها بأن مفهوم مبدأ الحياد في شقه السلبي هو
مفهوم للحياد نفسهل وأن هذه التسمية جاءت للتمييز بينه وبين التدخل اإليجابي
للقاضي في الخصومة القضائيةل وبالتالي فإن الحياد في شقه السلبي يعد ضمانة
أساسية لتحقيق األمن القضائي وتكريس ثقة المتقاضين في القضاءل وبالتالي كان
لزاما على المشرع وضن ضمانات أو آليات تضن القاضي موضن المحايد على نحو
يؤدي إلى إبعاده من القضاء متى وجد سبب يؤثر في تجردهل أو يدعو إلى الشك في
قضائهل ولعل أبرزها ما يعرف بمبدأ التجري ل ومبدأ التنحيل ومبدأ عدم األهلية أو
عدم الصالحية.
على غرار معظم التشريعات الحديثة عمل المشرع المغربي على تحديد اإلطار
القانوني لدعوى التجري بما يكفل ثقة المتقاضين في مؤسسة القضاءل وتكريسا
154
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
للقاعدة المتأصلة التي تقضي بأن األصل في المتقاضي أن يطمئن إلى قاضيهل وأن
284
األصل في المحكمة الحياد.
وقد نظم المشرع المغربي مبدأ تجري القضاة في الفصول من 291إلى 299
من قانون المسطرة المدنيةل ولم يخصه بتعريف قانونيل األمر الذي نحى ببعض
الفقه إلى محاولة تحديد معناهل حيث ذهب جانب 285منه إلى اعتباره " إمكانية
القاضي المشكوك في حياده في القضية يمنحها القانون لألطراف لتجري
المعروضة عليهل والتي ينظر فيها ضمن اختصاصه القانوني" فيما يرى جانب
من الفقه بأنه "تلك اآللية التي تسم لألطراف بمنن القاضي وصرفه عن 286
آخر
متابعة نظر النزاع المطروح أمامه متى تحققت أسباب ذلك" .وهذه التعاريف تنسجم
وما جاء في الفصل 291من قانون المسطرة المدنية التي نصت على ما يلي:
- 284نور ال يذ األودي ،ت ريح القضا في ضوء قانون المسمر الم ني ،مقا ميشور بالموقع اإللكتروني مغرب القانون،
بتاريخ 14س تم ر مذ سي .1419
- 285أدولف ريولط ،قانون المسمر الم ني في شروح ،تعريب إدريس مليذ ،ميشورا جمعي تيمي ال حوث وال راسا
القضائي ،مم ع المعارف ال ي ،الرباط ،سي ،1991ص 192.
5-
Serge Guinchard. Droit et pratique de la procédure Civile, Dalloz, 2002, P 825.
155
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
-إذا وجدت عالقة تبعية بين القاضي أو زوجه وبين أحد األطراف أو
زوجه.
-إذا وجدت صداقة أو عداوة مشهورة بين القاضي وأحد األطراف.
يالحظ من هذا الفصل أن الغاية الموضوعية التي قصدها المشرع من خالل
سنه لمسطرة التجري تصب في اعتباره آلية إجرائية أو مكنة قانونية ألطراف
دعوى معينةل لمنن القاضي من نظرهال وذلك متى توافرت األسباب المبررة لذلك
ضمانا لحيدة القضاء.
من بين اآلليات القانونية الضامنة لمبدأ حياد القاضيل نجد مبدأ التنحيل وهو
مبدأ يوجب على كل قاض يعلم بوجود سبب يمس حياده أن يصرح به.
ويجد هذا المبدأ سنده القانوني في الفصل 298من قانون المسطرة المدنية
الذي ينص على ما يلي:
" يجب على كل قاض يعلم بوجود أحد أسباب التجري المعددة في الفصل
291أو أي سبب آخر لتنحيته بينه وبين أحد األطراف أن يصرح بذلك :
-لرئيس المحكمة االبتدائية إذا تعلق األمر بقاض من هذه المحكمة أو
قاض بغرفة االستينافات بها؛
-للرئيس األول لمحكمة االستيناف إذا تعلق األمر برئيس المحكمة
االبتدائية؛
-لقضاة الغرفة الذين يحكمون معه إذا تعلق األمر بقاض من محكمة
النقض أو من محكمة االستيناف.
-يتعين على القضاة الموجه إليهم التصري أن يقرروا ما إذا كان يتعين
على القاضي المعني باألمر أن يتخلى عن الحكم في القضية.
في الوهلة األولى قد يالحظ أن التنحي ال يختلف عن التجري ل إال أن الحقيقة
غير ذلك ولو اشتركا من حيث الغاية والهدفل ألن اختالفهما متجل في عدة نواح
156
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
من بينها أن صيغة الفصل 291المتعلقة بالتجري استهلت بعبارة " يمكن تجري
كل قاض لألحكام"...ل وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن مسطرة التجري
مسطرة اختيارية ال يلزم األطراف بسلوكهال في حين أن صيغة الفصل 298توجب
على القاضي التنحي عن كل قضية رفعت إليه متى توافر فيها سبب من أسباب
التجري المعددة في الفصل 291من قانون المسطرة المدنيةل إضافة إلى أن أسباب
التجري المحددة في الفصل 291هي على سبيل الحصر ال سبيل للقياس عليها أو
التوسن في تفسيرهال ولعل هدف المشرع من ذلك هو الحرص جدية طلبات التجري
حتى ال يفت المجال لسيئي النية التخاذ هذه المكنة وسيلة لتعطيل سير الخصومةل
أما بخصوص مسطرة التنحي فقد أوجب المشرع على القاضي أن يتنحى عن نظر
القضية كلما توافر سبب من أسباب التجري الواردة في الفصل 291من قانون
المسطرة المدنيةل كما مكنه باإلضافة إلى ذلك من التنحي متى ارتأى ذلك ألي سبب
287
قد يراه مؤثرا على حياده.
والتنحيل يعتبر مبدأ عدم األهلية أو عدم باإلضافة إلى مكنتي التجري
الصالحية ضمانة أخرى من الضمانات الهادفة إلى صون حيدة القضاءل وهو مبدأ
يقوم على منن القاضي من النظر في النزاع المطروح عليهل كلما تحقق سبب من
أسباب عدم أهليته دونما طلب من أحد الخصومل وهو بذلك خالف لمبدأ التجري
الذي يستوجب تقديم طلب به من قبل الخصوم أو أحدهم.
وقد نص المشرع المغربي على هذا المبدأ في الفصلين 24و 21من ظهير
التنظيم القضائي الصادر بتاريا 11يوليوز .1974
إذ نص الفصل 24منه على أنه " ال يمكن لألزواج واألقارب واألصهار إلى
درجة العمومة أو الخؤولة أو أعمام االخوة أن يكونوا بأي صفة كانت قضاة في آن
بنفس المحكمةل عدا في حالة ترخيص يمكن منحه بمرسوم عندما تشتمل المحكمة
- 287نور ال يذ األودي ،ت ريح القضا في ضوء قانون المسمر الم ني ،مقا ميشور بالموقع اإللكتروني مغرب القانون،
بتاريخ 14س تم ر مذ سي .1419
157
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
على أكثر من غرفة واحدةل أو إذا كانت المحكمة تعقد جلساتها بقاض منفردل وشرط
أال يكون أحد األزواج واألقارب أو األصهار المشار إليهم رئيسا من رؤساء
المحكمةل وال يمكن في أي حال من األحوال ولو بعد الترخيص المذكور أن ينظر
األزواج أو األقارب أو األصهار في قضية واحدة ".
وينص الفصل 21من نفس القانون على أنه " ال يسوغ ألي قاض يكون أقاربه
أو أصهاره إلى درجة العمومة أو الخؤولة أو أبناء األخوة محاميا ألحد األطراف أن
ينظر في ذلك النزاع وإال اعتبر الحكم باطال "
- 288نور ال يذ األودي ،ت ريح القضا في ضوء قانون المسمر الم ني ،مرجع سابق.
158
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
كما سبق وعلمنا أن المشرع المغربي قد اتخذ منهجا وسطا من خالل تبنيه
للنظام المختلطل حيث عمل على ضمان حياد القاضي من جهةل ومن جهة أخرى
أسند له مجموعة من الصالحيات التي تجعله مؤثرا في تسيير وتوجيه الخصومة بما
يمكنه من حقيق عدالة حقيقيةل فما المقصود بالحياد اإليجابي للقاضي؟ وما هي أهم
مظاهره في التشرين المغربي؟ هذا ما سيكون موضن مناقشتنا في المطلبين
المواليين.
يمكن القول إن أخذ المشرع المغربي بالمنهج المختلط هو توجه بالغ الحكمةل
ومرد ذلك أن القاضي في ضالل هذا المنهج يكون محايدا من جهةل ومن جهة
له صالحيات وآليات تجعل دوره إيجابيا في تسيير الخصومة بما أخرى تمن
يضمن حقوق األطراف وتحقيق العدالة.
وما تجدر اإلشارة إليهل أن المشرع المغربي قد وضن بين يدي القاضي
مجموعة من الصالحيات تضمنتها مجموعة من النصوص القانونية سواء
الموضوعية منها أو اإلجرائية تجعل منه القلب النابض الذي يعطي الحركية
للدعوى القضائيةل إال أن الواقن العملي ال يعكس هذا الدور كما أريد له أن يكونل
ويرجن ذلك إلى سوء الفهم الذي بات يغلف مبدأ الحيادل إذ أصب كل إجراء يأمر به
قصد تجهيز ملف القضية يجابه بعبارة حياد القاضيل حتى أضحى األمر شبيها
باعتماد المنهج المقيد والحال غير ذلكل بل إن مؤسسة القضاء تملك من الصالحيات
ما يسعفها في أداء مهمتها بكل حزمل وهو أمر إنما يحتاج إلى نفض الغبار عن
بعض المقتضيات القانونية الهامة في هذا الشأن.
159
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وبذلك يمكن القول بأن الحياد اإليجابي يقصد به الدور اإليجابي للقاضي الذي
يعطي الحركية للدعوى عبر تسييرها واألمر بإجراء التحقيقات وتقدير أدلة اإلثباتل
واستكمال األدلة الناقصةل وذلك عبر تفعيل النصوص القانونية التي تخوله السير
بالدعوى في مسارها السليم.
إذا كان مبدأ الحياد كما رأينا سلفا يقضي بعدم تدخل القاضي أثناء مقارعة
الحجج وتبادل الطلبات والدفوع بين أطراف الدعوىل فإن لهذه القاعدة استثناءات
تتي للقاضي التدخل في صنن الدليل ثارةل وإثارة بعض النقط القانونية تلقائيا ثارة
أخرىل وتوجيه اإلنذار ألحد الخصوم قصد تصحي المسطرةل وهو امر ال يتم إال
بوجود نص قانوني يسم بذلك باعتباره استثناء على مبدأ الحيادل هذه االستثناءات
التي تشكل في جوهرها أهم مظاهر الحياد اإليجابي للقاضي في التشرين المغربي
نورد بعضها فيما يأتي:
يثير القاضي تلقائيا انعدام الصفة أو األهلية أو المصلحة او اإلذن بالتقاضي إن
كان ضروريا وينذر الطرف بتصحي المسطرة داخل أجل يحدده.
إذا تم تصحي المسطرة اعتبرت الدعوى كأنها أقيمت بصفة صحيحةل وإال
صرح القاضي بعدم قبول الدعوى ".
161
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
عن عدم إصالح المسطرة بعد اإلنذار الموجه من القاضي التصري بعدم قبول
الدعوى.
وما تجدر اإلشارة إليهل أن الواقن العملي قد أبان عن اختالفات في تطبيق هذا
النص أمام محاكم المملكة فيما يخص صيغة اإلنذارل إذ تقتصر بعض المحاكم على
العبارة التالية " المحكمة تقرر إنذار المدعي إلصالح المسطرة "ل دون تفصيل أو
توضي للوثائق أو األوراق التي يتعين اإلدالء بها لتصحي هذه المسطرة بعلة حياد
المحكمةل في حين تعمل بعض المحاكم على بيان الشرط المختل في الدعوىل وذلك
من خالل عبارة " المحكمة تقرر إنذار المدعي إلثبات صفته أو مصلحته أو غير
ذلك ".
إن الرجوع إلى صيغة الفصل األول من قانون المسطرة المدنية وخصوصا
عبارة " وينذر الطرف بتصحي المسطرة "...ال توحي بالتزام حرفية العبارةل بقدر
ما توحي بإنذار الطرف بتصحي المسطرة عبر بيان ما تم إغفاله فيها النسجام هذا
المعنى من المنطق وروح العدالةل ألن التقيد بحرفية العبارة لن يحقق الغاية منها
وهي اختصار الوقت ا لقضائي والجهد بما يحقق النجاعة القضائيةل والتي ال شك
بعدم قبول الدعاوى لما في ذلك من إرهاق أنها ال تتحقق من كثرة التصري
289
للمحكمة والخصوم.
وبالتالي نرى بأن تحديد المحكمة لما يجب إصالحه في المسطرة ال يتعارض
من مبدأ الحياد في شيءل بل إن األخذ بذلك ينسجم وروح العدالة ويكرس الدور
اإليجابي للقاضيل خصوصا إذا علمنا أن ثبوت الصفة أو األهلية أو المصلحة في
الدعوى مستقلة عن ثبوت الحق أو عدم ثبوته.
. - 289محم الكوسي ،ممارح قانوني بوصوص الحياد اإلي ابي للقاضي الم ني ،مقا ،ميشو بم ل رأي قانوني ،ص
.1
161
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
" يجب أن يتضمن المقال أو المحضر األسماء العائلية والشخصية وصفة أو
مهنة وموطن أو محل إقامة المدعى عليه والمدعي وكذا عند االقتضاء أسماء
وصفة وموطن وكيل المدعيل وإذا كان أحد األطراف شركة وجب أن يتضمن
المقال أو المحضر اسمها ونوعها ومركزها.
إذا قدم الطلب بمقال مكتوب ضد عدة مدعى عليهم وجب على المدعي أن
يرفق المقال بعدد من النسا مساو لعدد الخصوم.
يطلب القاضي المقرر أو القاضي المكلف بالقضية عند االقتضاء تحديد البيانات
غير التامة أو التي تم إغفالهال كما يطلب اإلدالء بنسا المقال الكافية وذلك داخل
أجل يحددهل تحت طائلة الحكم بعدم قبول الطلب ".
للقاضي إمكانية تحديد فمن خالل الفصل أعاله يتبين أن المشرع قد من
البيانات غير التامة أو التي قد تم إغفالهال وكذلك اإلدالء بنسا المقال الكافيةل تحت
طائلة عدم قبول الدعوى إذا لم يتم تدارك هذا اإلفال داخل األجل المحدد من قبله.
أجاب قضاء محكمة النقض على ذلك بالقول بأن صالحية القاضي في تكليف
األطراف تنحصر في تحديد البيانات غير التامة أو التي تم إغفالهال كما يطلب
اإلدالء بنسا المقال الكافية وذلك داخل أجل يحددهل وال تتعدى هذه السلطة
صالحيته في تكليف الطرف لإلدالء بالوثائقل إذن فالفقرة األخيرة تنسحب على
الفقرتين األولى والثالثة من ذات الفصل دون الفقرة الثانيةل فقد جاء في قرار
لمحكمة النقض ما يلي:
162
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
" لكن ردا على الوسيلتين معا لتداخلهمال فإن المحكمة غير ملزمة بإنذار
األطراف باإلدالء بحججهم ألنهم مدعوون لذلك تلقائيال ...و لذلك فإن القرار
المطعون فيه حين قضى بتأييده بعلة أن المحكمة غير ملزمة بتكليف المتقاضي
باإلدالء بالحجج المؤيدة لدعواهل ألن هذه الحجج ال تندرج ضمن ما يعتبر بيانات
ألن المستأنف ملزم تلقائيا باإلدالء بالحجج التي يراها مؤيدة لدعواهل الشيء الذي
يجعل الملف على حالته خال مما تعتمده المحكمة في مناقشة أسباب االستئنافل
الشيء الذي يقتضي إبقاء ما كان على ما كان قبل االستئنافل فإنه نتيجة لذلك يكون
القرار المذكور معلال و غير خارق للمقتضيات المحتج بهال و الوسيلتين معا غير
290
جديرتين باالعتبار ".
إن التفسير الذي ذهبت إليه محكمة النقض فيما يخص الفقرة الثانية للفصل 32
من قانون المسطرة المدنية تفسير ينسجم ومبدأ الحياد التي يتعين على المحكمة التقيد
به ضمانا للعدالةل إلن إثبات الدعوى أمر موكول إلى األطراف ومن شأن إنذار
المحكمة لألطراف بإثبات حقوقهم أن يمس بمبدأ الحياد.
تعتبر القضايا المتعلقة بالنظام العام من القضايا الخصبة التي تعطي للمحكمة
مكنة التدخل التلقائي والتدخل اإليجابي في سير الخصومةل إذ يمكن بل يتعين على
المحكمة إثارة النقط المتعلقة بالنظام العام تلقائيا ولو لم يثره األطرافل ومرد ذلك
أن األمر هنا أصب متجاوزا للمصال الخاصة لألطرافل كما ال يحق لألطراف
التنازل عن القواعد المتعلقة بالنظام العام سواء أكانت إجرائية أو موضوعية.
وتعتبر القضايا المتعلقة بالنظام العام كثيرة ومتشعبة وال يمكن مجاراتها في هذا
البحثل لكن نذكر منها على سبيل المثال مقتضيات ظهير 1963/12/16المتعلق
بالتعويض عن حوادث الشغلل حيث يمكن ال تتقيد المحكمة بمبلغ التعويضات
المطالب بها من قبل الضحيةل ولها أن تحكم بأكثر مما طلب منها خالفا للقاعدة
- 290قرار الم لس األعلى سابقا ،ع د ،1505بتاريخ 1411/41/10في الملف الم ني ع د ،1449/1/1111ميشور
بالم ل المغربي لل راسا القانوني والقضائي ،ع د ،1بتاريخ يياير ،1411صفح 110وما يليها.
163
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
المنصوص عليها في الفصل 3من قانون المسطرة المدنيةل كما يتعين عليها رفن
األجرة بما يتالءم والحد األدنى لألجرل وكذلك هو الشأن بالنسبة لمقتضيات ظهير
1984/11/12المتعلقة بحوادث السيرل باإلضافة إلى مقتضيات الفصل 264من
ظهير االلتزامات والعقود التي تعطي للقاضي إمكانية التدخل لتعديل المبلغ المتفق
عليه بمقتضى الشرط الجزائي لحماية الطرف الضعيف من التعسف في هذا الشرطل
باإلضافة إلى القواعد اإلجرائية المنظمة للتقاضي والتي سبق اإلشارة إليها كالصفة
291
واألهلية والمصلحة وآجال الطعونل والقواعد المتعلقة باالختصاص النوعيل
وبعض حاالت االختصاص المكاني.
اليمين المتممة:
يعتبر توجيه اليمين المتممة من أوض مظاهر تدخل القاضي اإليجابي في
الخصومةل ويقصد باليمين المتممة تلك الت يوجهها القاضي ألحد أطراف الخصومة
الذي عازه الدليل إلتمام الدليل الناقصل ولهذا سميت بالمتممةل فهي وسيلة إلتمام
الحجج التي ترى المحكمة عدم كفايتها في إثبات الدعوىل وفي هذه الحالة يتدخل
كفة طرف على آخر ويتدخل بشكل القاضي في صنن وسيلة لإلثباتل ويرج
إيجابي في الخصومةل وقد نص المشرع المغربي على اليمين المتممة في الفصل
87من قانون المسطرة المدنية حيث جاء فيها " :إذا اعتبرت المحكمة أن أحد
األطراف لم يعزز ادعاءاته بالحجة الكافية أمكن لها تلقائيا أن توجه اليمين إلى هذا
الطرف بحكم يبين الوقائن التي ستتلقى اليمين بشأنها.
تؤدى هذه اليمين وفق الشكليات والشروط المنصوص عليها في الفصل السابق.
من بين أهم مظاهر التدخل اإليجابي للقاضي في تسيير الخصومة وإثباتها تلك
المكنة التي تمن القاضي إمكانية األمر بإجراءات التحقيقل ويجد هذا التدخل سنده
. - 291عفيف ال قالي ،القاضي الم ني وا ستثياءا م أ الح ياد ،م قا ،مي شور بالم ل االلكترون ي Maroc Droitمو قع
العلوم القانوني ،بتاريخ 13يوليوز .1412
164
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
في مجموعة من النصوص القانونيةل حيث ينص الفصل 11من قانون المسطرة
المدنية على أنه:
" يمكن للقاضي بناء على طلب األطراف أو أحدهم أو تلقائيا أن يأمر قبل البت
في جوهر الدعوى بإجراء خبرة أو وقوف على عين المكان أو بحث أو تحقيق
خطوط أو أي إجراء آخر من إجراءات التحقيق.
يمكن لممثل النيابة العامة أن يحضر في كل إجراءات التحقيق التي أمرت بها
المحكمة ".
" يتخذ المستشار المقرر اإلجراءات لجعل القضية جاهزة للحكم ويأمر بتقديم
المستندات التي يرى ضرورتها للتحقيق في الدعوى ويمكن له بناء على طلب
األطراف أو حتى تلقائيال بعد سماع األطراف أو استدعائهم للحضور بصفة قانونيةل
األمر بأي إجراء للتحقيق من بحث وخبرة وحضور شخصي دون مساس بما يمكن
للمحكمة المرفوع إليها االستيناف أن تأمر به بعد ذلك من إجراءات في جلسة علنية
ال يمكن بأي حال أن تمس األوامر التي تصدر في أو في غرفة المشورة.
هذا الشأن الدعوى األصليةل وتبلغ بواسطة كتابة الضبطل وال تكون قابلة للطعن.
يمكن للمستشار المقرر تعيين قيم عند االقتضاء " .باإلضافة إلى ما نص عليه
الفصل 336من نفس القانون.
فهذه النصوص تعطي للقاضي دورا إيجابيا للمحكمة من خالل إمكانية األمر
بتقديم المستندات التي ترى أنها ضرورية في التحقيقل واألمر تلقائيا بأي إجراء من
إجراءات التحقيقل من قبيل البحث والخبرة والمعاينة وتحقيق الخطوطل دون أن
يعتبر عملها هذا صناعة للحجج واألدلة وبالتالي خروجا عن مبدأ الحيادل بل إن من
292
أوكد وظائفها العمل جاهدا للوصول إلى الحقيقة.
. - 292محم الكوسي ،ممارح قانوني بوصوص الحياد اإلي ابي للقاضي الم ني ،مقا ،ميشو بم ل رأي قانوني ،ص
.3
165
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وقد أكدت محكمة النقض على هذه المقتضيات في كثير من القرارات القضائيةل
حيث جاء في أحد قراراتها " :يمكن للمحكمة حتى في حالة كون دعوى المدعي
مجردة من اإلثبات أن تأمر بإجراء خبرةل دون أن يشكل ذلك إخالل بمبدأ الحيادل
وال أن يشكل إقامة للحجة لطرف في مواجهة اآلخرل ما دام الفصل 11من قانون
المسطرة المدنية يعطي للمحكمة صالحية األمر تلقائيا أو بناء على طلب األطراف
293
أو أحدهم بأي إجراء من إجراءات التحقيق".
خاتمة:
يتض مما سبق أن المشرع المغربي قد أحسن صنعا بتبنيه المنهج المختلطل
فهو بذلك قد عمل على صون مبدأ حياد القاضي بتنصيصه على هذا المبدأ في عدة
نصوص وسهر على ضمانه باتخاذ مجموعة من اإلجراءات التي تكرس حياد
القاضي وحيدتهل ومن جهة أخرى فقد أعطى للقاضي عدة صالحيات تجعل للقاضي
دورا إيجابيا في الخصومة قصد إحقاق الحق وصون الحقوق.
كما نستنتج من خالل مناقشة مبدأ الحياد أن عبارة الحياد اإليجابي ال تعكس
مدلولها اللغوي والداللي بقدر ما تحمله من رسائل مفادها أن التدخل اإليجابي
للقاضي في تسيير الخصومة وإثباتها ال ينال من مبدأ الحياد أو يتعارض معهل بل
إن مبدأي الحياد " السلبي " والتدخل اإليجابي للقاضي في الخصومة من أهم
المبادئ الضامنة لتحقيق العدالة واإلنصاف.
166
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
تعد ألمانيا أول من سن قانون حماية البيانات من خالل القانون المؤرخ في
2951977الذي تناول موضوع العالقة بين البيانات الشخصية واالنترنت.
بعهما قامت السويد بوضن قانون لحماية البيانات الشخصيةل تم تلتها العديد من
الدول األوربية بوضن قوانين لحماية الخصوصية ومنها النمسال الدنماركل بلجيكال
فرنسال ألمانيال المملكة المتحدة.
وقد اختلفت قوانين حماية البيانات اختالفا كبيرا فيما بينها حتى صدر التوجه
(المطلب األول) في 296
األوربي تبنى معايير قياسية لحماية الحق في الخصوصية
حين نج هناك بعض اآلليات غير القانونية وإنما تقنية من بينها الجدران الناريةل
والنسا االحتياطي والتي تسعى إلى أمن ومعالجة المعلومات (المطلب الثاني).
- 294مم وح خليل بحر ،حماي الحيا الواص في القانون ال يائي ،دراس مقارن ،دار اليهض العربي ،القاهر ،1991 ،
الصفح .111-111
- 295سعي ي سليم ،أمذ المعلوما وأنظمتها في العصر الرقمي ،مرجع سابق ،صفح 32
- 296ولي سمير اليمر ،حماي الوصوصي في االنترنت ،مرجع سابق ،ص .324
167
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
سنحاول دراسة حماية البيانات الشخصية في التشرين الفرنسي ''أوال''ل على أن
نقوم بدراسة حماية البيانات الشخصية في التشرين المصري ''ثانيا''
أقر المشرع الفرنسي العديد من الضمانات لحماية حرمة الحياة الخاصة والتي
تطبق ما جاء في التوجيهات األوربية بشأن حماية الخصوصية في االنترنتل
فيحظر تخزين المعلومات التي تمس الحياة الخاصة وبحريات العامة بموجب
القانون رقم 29717حيث نصت المادة 6من هذا القانون على مجموعة من الشروط
لمعالجة البيانات من بينها:
- 297الصادر في 1يياير 1951المع بالقانون رقم 1440-51بشأن المعلوماتي وال ماقا والحريا ،أو اللي أص حت
نصوصه فيما يتعلق بالوصوصي جزء مذ الحماي التي يفرضها قانون العقوبا ال ي في المواد ( 111-1إلى )111-15
بشأن حماي األفراد فيما يتعلق بمعال ال يانا الشوصي .
168
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ويطبق هذا القانون وفقا للمادة الثانية على البيانات شخصية المعالجة آليا فضال
عن المعالجة الغير اآللية للبيانات الشخصية أو التي يرد تخزينها في ملفات.298
هذا ونجد المشرع الفرنسي جرم االعتداء على حرمة الحياة الخاصة بكافة
صورها من خالل ال مواد 226-1إلى 226-8من قانون الجنائي الفرنسيل حيث
نصت المادة 226-1أنه :ايعاقب كل من انتهك عمدا بأي وسيلة كانت حرمة الحياة
الخاصة لآلخرين:
* كل نت قام عمدا بأي وسيلة بالتقاط أو تسجيل أو نقل حديث خاص أو سري
دون موافقة أصحاب الشأن.
وإذا سبقت األعمال المذكورة في هذه المادة مرأى ومسمن من الشخص المعني
بالحديث أو الصورة ولم يتعرضل رغم تبوث قدرته على االعتراضل فيفترض في
هذه الحالة موافقته الضمنية على هذه األعمال.
سعى المشرع المصري إلى توفير حماية قانونية لخصوصية المعلوماتل ويعد
قانون تنظيم االتصاالت رقم 11سنة 2113ل من بين القوانين التي سعى من
خاللها المشرع المصري توفير حماية قانونية أساسية لالتصاالت التي تتم عبر
االنترنتل وقد قرر هذا القانون عقوبات على من يقوم باعتراض االتصاالت السلكية
والالسلكية أو كشفها أو إفشاء سريتها .وبالرجوع إلى المادة 18من نفس القانون
نجد أن المشرع المصري قد أقر حماية الخصوصية المعلوماتيةل حيث نصت على
أنه ا ...يلتزم مشغلو ومقدمو خدمات االتصال والتابعون لهم وكذلك مستخدم هذه
- 298ولي سمير اليمر ،حماي الوصوصي في االنترنت ،مرجع سابق ،ص .014
169
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
الخدمات بعدم استخدام أية أجهزة لتمييز خدمات االتصال إال بعد الحصول على
موافقة من القوات المسلحة وأجهزة األمن القوميل وال يسري ذلك على أجهزة
التشفير الخاص بالبت اإلذاعي والتلفزي...ا
* إذاعة أو نشر أو تسجيل لمضمون رسالة اتصاالت أو أجزاء منها دون أن
يكون له سند قانوني في ذلك.
* إخفاء أو تغيير أو إعاقة وتحوير أي رسالة اتصاالت أو أجزاء منها تكون قد
وصلت إليه.
وقد عدل بمقتضاه الكونغرس األمريكي بعض نصوص قانون الخصوصية لعام
1974ل ووضن قواعد إجرائية للوكاالت الحكومية التباعها قبل وبعد إعداد
171
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
لقد سعى المشرع األمريكي من خالل هذا القانون حماية المعلومات االسمية
المسجلة في جهات الحكومة المختلفةل بحيث نص في هذا القانون عن قيام الحكومة
اإللكترونية عند معالجة أو جمن أو استخدام معلومات شخصية تعريفية بتوفير
الحماية للحق في الخصوصية للمواطن وتأكيد حقه في االطالع على المعلومات
التي ت تطلب وجود نظام قانوني وإداري وتقني لحماية الحق في الخصوصية طوال
فترةل عمل النظام المعلوماتي وفي إدارات الحكومة اإللكترونية حال قيامها بتقديم
الخدمات اإللكترونية على مستوى الوكاالت االتحادية.301
300
-Solove،, Paul M. Schwartz ،Privacy Law Fundamentals, IBID, page 250.
301
-Solove،, Paul M. Schwartz ،Privacy Law Fundamentals, IBID, page 260,261,263.
171
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
تثير المعامالت اإللكترونية مشكالت عديدة ومن أهم هذه المشكالت تلك
المتعلقة بحماية المستهلك من اإلطالع على بياناته االسمية أو الشخصية التي يقدمها
قبل وأثناء عملية إبرام العقد كما يتم الوصول إلى البيانات الشخصية للمستهلك عن
طريق تتبن استخدامه لالنترنيت للكشف عن رغباته ولذلك كان المستهلك في حاجة
لتوفير حماية قانونية للبيانات االسمية أو الشخصية ويستخدم بعض التجار البيانات
االسمية والعناوين اإللكترونية عبر االنترنيت إلغراق المستخدمين بالدعاية
لمنتجاتهم بما قد يؤدي إلى إعاقة شبكة االتصاالت أحيانا باإلضافة إلى تحمل
المستهلكين إلى تكاليف باهظة بسبب إنزال الدعاية التي تتخذ شكل البريد
ويمكن استخدام المعلومات التي تمت معالجتها في 302 اإللكتروني واإلطالع عليها
غير األغراض المخصصة لها مما أدى إلى المطالبة بأن تكون المعامالت غير
اسمية وأن تكون عملية تتبن األثر خاضعة للمراقبة لخصوصا أنها ظهرت في
جهات متخصصة في التعامل واالتجار في البيانات الشخصية المتواجدة على قواعد
البيانات الخاصة ببعض الجهات وبخصوص تحديد مفهوم البيانات الشخصية فبعض
الفقه يرى بأن هذه البيانات هي تلك المتعلقة بالحياة الخاصة للفرد كتلك الخاصة
بحالته الصحية والمالية والمهنية والوظيفية والعائلية 303ويرى البعض بأن البيانات
الشخصية تتفرع ألنواعل فهناك بيانات تتعلق بحرمة الحياة الخاصة لإلنسان وهناك
برسم صورة التجاهاته وميوالته ومنها تلك المتعلقة باتجاهاته بيانات تسم
وقد سار وهويته304 ال سياسية ومعتقداته الدينية وتعامالته المالية والبنكية وجنسيته
المشرع المغربي من التوجه التشريعي في العديد من الدول التي تهدف إلى تحقيق
حماية فعالة للبيانات الشخصية فأصدر القانون رقم 19.18المتعلق بحماية
األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابن الشخصي ويتضمن هذا
التشرين 67مادة موزعة على ثمانية أبواب وتظهر أهمية هذا القانون في كونه
- 302ع الكريم غالي :الحماي القانوني لإلنسان مذ مواطر المعلوميا رسال دكتور ،جامع محم الوامس ،كلي
العلوم القانوني واالقتصادي واالجتماعي ،الرباط .السي ال امعي ،1992-1990ص . 15
- 303أسام ع هللا قي الحماي ال يائي للحيا الواص وبيوك المعلوما دار اليهض العربي القاهر 1955ص 52
- 304م حت ع الحليم رمضان ،الحماي ال يائي للت ار اإللكتروني دار اليهض العربي ،القاهر ،الم ع األولى سي
1441ص11.
172
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وقد جاءت هذه المادة بمجموعة من التعريفات لبعض المصطلحات ذات العالقة
معطيات ذات طابن شخصي ومصطل بتطبيق هذا التشرين الجديد منها مصطل
معالجة.
فاألول هو كل معلومة كيفما كان نوعها بغض النظر عن دعامتها بما في ذلك
الصوت والصورة والمتعلقة بشخص ذاتي معرف أو قابل للتعرف عليهل أما
المصطل الثاني فيعني وفق نفس المادة كل عملية أو مجموعة من العمليات التي
تنجز بمساعدة طرق آلية أو بدونها وتطبق على معطيات ذات طابن شخصي مثل
التجمين أو التسجيل أو الحفظ أو المالءمة والتغيير أو االستخراج أو االطالع. ...
وقد نص هذا التشرين على إحداث اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات
الطابن الشخصي. 305
-305ال ير كره أن المرسوم المشار إليه سابقا القاضي بتم يق القانون 49-45أوضح بشكل مفصل بشروط وطرق
تعييذ أعضاء هله الل ي وكيفي إدارتها وقواع عملها.
173
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
عملية نقل معطيات ذات طابن شخصي نحو دولة أجنبية خرقا لألحكام المادتين
44-43من هذا القانون.
ولقد حدد المشرع المغربي الحاالت التي تؤدي لالستعمال التعسفي أو التدليس
للمعطيات المعالجة أو إيصالها ألغيار غير مؤهلين من طرف المسؤول عن
المعالجة أو كل معالج من الباطن أو كل شخص مكلف بمعالجة معطيات ذات طابن
شخصي وقد حدد العقوبة من 6أشهر إلى سنة وبغرامة من ألف درهم إلى 311
ألف درهم .306أما المادة 63فقد عاقبت كل مسؤول عن المعالجة في حالة رفضه
تطبيق قرارات اللجنة الوطنية المذكورة سلفا.
وتجدر اإلشارة إلى انه وفق التشرين المذكور تضاعف عقوبات الغرامات
الواردة في نصوص هذا التشرين إذا كان مرتكب إحدى المخالفات شخصا معنويا
دون المساس بالعقوبات التي قد تطبق على المسيرين من إمكانية معاقبة الشخص
المعنوي بالمصادرة واإلغالق.307
حاول المشرع المغربي اقرار حماية للبيانات الشخصية من خالل القانون رقم
13-18القاضي بنتحديد تدابير لحماية المستهلك ومن خالل المادة 23منه منن أي
استعمال للبريد اإللكتروني بغرض اإلشهار دون الموافقة المسبقة والحرة
والصريحة للمستهلك بعد اإلخبارل كما أنه منن في نفس المادة عند إرسال اإلشهار
عن طريق البريد اإللكتروني استعمال عنوان إلكتروني للغير أو هويته ويمنن كذلك
تزييف أو إخفاء كل معلومة تمكن من تحديد مصدر الرسالة الموجهة عن طريق
البريد اإللكتروني أو مسار إليها.
174
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
اضافة الى ذلك نجد أن مشروع قانون رقم 31-18القاضي بتحديد تدابير
لحماية المستهلك جرم في مادته 171استعمال البريد اإللكتروني أو هوية الغير
وأقرته بجزاء الغرامة من 11.111إلى 11.111درهم.
هناك العديد من الوسائل التقنية التي تسعى الى حماية الحسب اآللي بصورة
عامة والمعطيات الشخصية بصورة خاصةل ولعل من بين هذه الوسائل التوثيق
اإللكتروني '' الفقرة األولى ''ل ثم هناك النسا االحتياطي ''الفقرة الثانية''
ويسمى ايضا التوثيق باستخدام التقنيات الحديثة التي تستخدم في نقل وحفظ
صورة طبق األصل لمحتوى أية وثيقة باستخدام التقنية الرقمية بحيث يمكن الرجوع
إلى ذلك في أي وقت وبطريقة أو أكثر من طرق البحث المتعارف عليها دولية.
وبالتالي المساهمة في وضن حلول لمشاكل المحتويات الورقية.
175
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
يعتبر النسا االحتياطي عملية إجبارية يجب القيام بها يشمل دوري ومنتظم
حسب أهمية الملفاتل هذا ينطبق على المستخدم المنزلي والملحقات على أجهزة
الحاسوب في الشركات والمدارس إلى الملفات الحساسة .والنسا االحتياطي في
تكنولوجيا المعلومات تدل على نسا وأرشفة معلومات الحاسوب حتى يمكن
استعادتها في حال تم فقدان المعلومات األصلية أو العبث بهال ويتم النسا االحتياطي
إلى أجهزة محلية أو أجهزة بعيدة (تخزين سحابي) أو كالهما معا وإلى وسائط
تخزين أخرى مثل:
النسا االحتياطية ضرورية جدا لجمين من لديه معلومات قيمة أو ملفات قيمة
سواء كانت الملفات نصيةل جداولل أفالم وغيرهال خاصة من يعمل في ظروف
خطيرة فقد يفقد فيها الملفات كالعاملين في مجال حقوق اإلنسان أو الصحفيين
والمحامين وغيرهم ممن هم عرضة للتخزين والسرقة واالختراق .ويجب أو البد
من خضوع النسا االحتياطي لسياسة أمن المعلومات نفسها للملفات األصلية وعدم
نسيان ذلكل إذ ال معنى مثال لحماية معلومات معينة بكلمة سر معقدة وترك نسخة
176
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
منها (النسخة االحتياطية) بدون حماية ووفقا إلحصائية موقن االيوم العالمي للنسا
االحتياطي) فإن 31%من األشخاص ال يقومون بالنسا االحتياطيل ويضين 113
هاتفا جواالت على دقيقة و 29%من الكوارث التقنية سببها خطأ غير مقصود و 1
من أصل 11أجهزة كمبيوتر تصان بالملفات الخبيضة شهريا.
وظيفة هذا النوع هو إجراء نسخت من جمين الملفات المشمولة في عملية النسا
االحتياطي في كل مرة يتم فيها إجراء النسا االحتياطي.
يبدأ هذا النوع من النسا بنسخة احتياطية كاملة تم في المرات التالية من إجراء
عملية النسا االحتياطي يتم نسا فقط الملفات المضافة والملفات التي تم التعديل
عليها منذ آخر عملية نسا احتياطي كامل.
خاتمة
177
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
178
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
و قد شكلت المرح لة الموال ية لد ستور فات يول يوز 2111ل أوراش إ صالحية
كبرى على المستوى التشريعيل حيث تم االنكباب بشكل مكثف على إصالح مخت لف
الميةةادين والمجةةاالت والقطاعةةات بنصةةوص تضةةمن لهةةا التنظةةيم القةةانوني الةةالزمل
وتمكن ها من ل عب دور ها في التنم يةل و بالرجوع إ لى ب عض المؤ شرات اإلح صائية
نجةةد بةةأن الواليةةة التشةةريعية التاسةةعة ()2116 – 2111ل عرفةةت المصةةادقة علةةى
379نص قانونيل 319بم بادرة حكوم يةل و 21قانون بم بادرة برلمان يةل وتظ هر
الحصيلة المرحلية للوالية التشريعية العا شرة ()2121 – 2116ل أ نه ت مت درا سة
أكثر من أربعمائة وثالثين 431مشروع نص قانوني وتنظي ميل و هي أر قام ك برى
توحي بالحجم العددي لتطور المنظومة القانونية المغربية.
179
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ومنهل فما هي أهم ا إ صالحات الت شريعية ال تي عرفت ها آل يات الع مل الت شريعي
بالمغرب ؟ و ما هي أ هم الت طورات ال تي عرفت ها بن ية ن صوص المنظو مة القانون ية
المغربية ؟ وما هي أهم مجاالتها ؟
ولإلجا بة عن األ سئلة أ عالهل فإنني سأق سم مو ضوع هذه الور قةل إ لى مبح ثين
أتناول في المبحث األول اإلصالحات التي تمت على مستوى بنية العمل ية الت شريعية
والفاعلين فيهال ألت طرق في المب حث ال ثاني إ لى أ هم اإل صالحات والت طورات ال تي
عرفتها نصوص المنظومة التشريعية الوطنية.
لعل من أهم أوراش اإلصالح التشريعي بالمغربل وأولهال هو ما يتع لق بتن ظيم
وتطوير البن ية واآلل يات الداخل ية للع مل الت شريعيل وتب عا لذلكل ف قد حق قت في هذا
الشةةأن العديةةد مةةن المكتسةةبات الهامةةةل والسةةيما منهةةا ذات العالقةةة بمجةةال التنظ ةيم
والت طوير ع لى الم ستوى ا لداخلي للع مل الت شريعيل وآليا تهل ل عل أهم ها ما يتع لق
بالفصل بين المجالين التشريعية والتنظيمي (المطلب األول)ل وكذا ما يتع لق بت طوير
وتوسين المسطرة التشريعية (المطلب ال ثاني)ل و كذلك هو ال شأن في ما يتع لق بم جال
التكوين القانوني والتخصص التشريعي (المطلب الثالث).
ل قد قرر د ستور يول يوز 2111ألول مرة في تاريا تن ظيم الع مل الت شريعي
بالمغرب الف صل ا لدقيق بين م جال الت شرينل ا لذي ي ختص به البرل مان من ح يث
األ صلل وم جال التن ظيم ا لذي تن فرد به الحكو مة بو صفها سلطة تنفيذ يةل و قد حدد
دستور 2111مجال االقانونا الذي يختص بالتشرين في ميادين محددة صراحة في
الفصل 71ل وجعله يتمثلفي سبعة وعشرين ( )27مجاالًل309بينما لم ي حدد بالتف صيل
- 309و ق ح د الف صل 11مذ ال ساتور م ا ال قانون بالت شريع في الميااديذ اآلت ي .1 :الح قوق والحر يا األساساي
الميصوص عليها في التص ير ،وفي فصو أخرى مذ هلا ال ستور؛ .1ن ظام األ سر والحا ل الم ن ي ؛ .3م ادئ وقوا ع
الميظوم الصحي ؛ .0نظام الوسائط السمعي ال صري وال صحاف بموت لف أ شكالها؛ .0الع فو ال عام؛ .2ال ي سي وو ضعي
األجانب؛ .1تح ي ال رائم والعقوبا ال اري عليها؛ .1التيظيم القضائي وإح اث أصياف ج ي مذ الم حاكم؛ .5الم سمر
الم ني والمسمر ال يائي ؛ .9نظام الس ون؛ .14اليظام األساسي العام للوظيف العمومي ؛ .11الضمانا األساسي المميوح
181
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
مجال التن ظيمل و قرر الف صل 72من الد ستور أن كل ما ال يدخل في الت شرين ف هو
310
تنظيم.
ويح ظى الف صل بين الم جالين الت شريعي والتنظي مي ا لذي أ قره الفصةلين 71
و 72من دستور 2111ل بأهمية قصوى نظراً لكو نه ينظم االخت صاص الت شريعيل
ويضن معالمهل وفواصلهل حتى ال ي قن ال تداخل بين ما يت خذه البرل مان أو الحكو مةل
من أع مال ت شريعية أو تنظيم يةل فإذا كان معلو ما ً أن الحكو مة ت قوم بات خاذ مرا سيم
وقةةرارات ومقةةرراتل وتصةةدر مةةن أجةةل تطبيةةق وتنفيةةذ مةةا يتضةةمنه التشةةرين مةةن
مقت ضيات وأح كام عا مةل فت كون ت لك المرا سيم وال قرارات والم قررات تدخل في
مجال التن ظيم اإلجرا ئي والتفعي لي للت شرينل وتت ضمن غال با أح كام ومقت ضيات ذات
طةةابن تفصةةيلي أو إجرائةةي أو مسةةطري أو غي ةرهل فإنةةه مةةن جهةةة أخةةرى تخةةتص
الحكومة بمجاالت ال يتم التشرين فيها من ح يث األ صلل وإن ما يتم تنظيم ها من ق بل
الحكومة حصراًل بل إن الف صل 79من الد ستور أع طى للحكو مة ال حق في حما ية
اختصاصها التنظيميل وذلك بتمكينها من آلية عدم قبول أي مقترح أو تعديل ت قدم به
311
البرلمان ال يدخل في مجال القانون.
ولعل من أهم األمثلة ع لى الم جاالت ال تي تدخل في م جال التن ظيم ا لذي يعت بر
اختصا صا ً أ صيالً للحكو مةل هو م جال ال صفقات العموم يةل ح يث أ نه لم يرد في
312
الفصل 71من الدستورل وقد تم تنظيمه بمرسوم لرئيس الحكومة.
للموظفيذ الم نييذ والعسكرييذ؛ .11نظام مصالح وقوا حفظ األمذ؛ .13نظام ال ما عا التراب ي وم ادئ تح ي دوائر ها
الترابي ؛ .10اليظام االنتوابي لل ماعا الترابي وم ادئ تقميع ال وائر االنتوابي ؛ .12اليظام الضري ي ،ووعاء ال ضرائب،
وم ق ارها وطارق تح صيلها؛ .11اليظاام ال قانوني إلصا ار العم ل ونظاام ال يك المركازي؛ .11ن ظام ال ماارك؛.15نظاام
االلتزاما الم ني والت اري وقانون الشركا والتعاونيا ؛ .19الحقوق العييي وأنظم الملكي العقاري العمومي والواص
وال ماع ي ؛.14ن ظام الي قل؛ .11عال قا ال شغل ،وال ضمان االجت ماعي ،و حوادث ال شغل ،واال مراض المهي ي ؛ .11ن ظام
األبياااك وشااركا التااأميذ والتعاض ا يا ؛ .13نظااام تكيولوجيااا المعلومااا واالتصاااال ؛ .10التعمياار وإع ا اد التااراب؛
.12القواعا المتعلقا بتا بير ال ييا وحمايا الماوارد الم يعيا والتيميا المسات ام ؛ نظااام المياااه والغاباا والصااي ؛ تح يا
التوجها والتيظيم ال عام لم ياديذ التع ليم وال حث العل مي والت كويذ المه يي؛ .11إ ح اث الم س سا العموم ي و كل شوص
اعت اري مذ أشواص القانون العام؛ .11تأميم الميشآ ونظام الووصص .
- 310ييص الفصل 11مذ ال ستور على ما يلي " :يوتص الم ا التيظيمي بالمواد التي ال يشملها اختصاص القانون".
- 311تيص الفقر األو لى مذ الف صل 19مذ د ستور ،1411ع لى ما ي لي " :للحكو م أن ت فع ب ع م ق و كل مق ترح أو
تع يل ال ي خل في م ا القانون".
- 312وهو المرسوم رقم 1.11.309صادر في 5ج مادى األو لى 14( 1030مارس )1413يتع لق بال صفقا العموم ي ،
ال ري الرسمي ع د 13 – 1104جمادى األولى 0( 1030أبريل ،)1413ص .3413 :
181
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
هذال وإذا كان التنظيم يعتبر مجال حصري للحكومةل فإن الت شرين ور غم كو نه
يعتبر اختصاصا ً أصيال للبرلمانل إال أن الحكومة تشترك من البرل مان في ممار سة
السةةلطة التشةةريعيةل بحيةةث أن الدسةةتور اعتةةرف للحكومةةة بةةالحق فةةي المبةةادرة
313
التشريعيةل بالموازاة من البرلمان.
وإمعا نا في ضبط ممار سة ال سلطة الت شريعية بين الحكو مة والبرل مانل عم لت
الحكومة على إحداث لجنة سميت باللجنة التقن ية الدائ مة لتت بن الم بادرات الت شريعية
البرلمانيةل 314وقد أحدث خصيصا من أ جل تفع يل المقت ضيات الد ستوريل وال سيما
الفصةلين 78و 82اللةذان ينصةان علةى حةةق أعضةاء البرلمةان فةي التقةدم بةةاقتراح
القوانينل خاصة أمام تأكيد البر نامج الح كومي للوال ية الت شريعية ()2121-2116
علةةى االنفتةةاح علةةى كةةل مبةةادرات تطةةوير عالقةةة الحكومةةة مةةن البرلمةةان والتفاعةةل
االيجابي من المبادرات التشريعية البرلمانية.
وتخةةتص اللجنةةة التقنيةةة المةةذكورة أساسةا ً دراسةةة مقترحةةات القةةوانين التةةي تةةتم
إحالتها على الحكو مة من ق بل البرل مانل وتت بن وتن سيق مو قف القطا عات الوزار ية
المعنيةةة مةةن مقترحةةات القةةوانين المقدمةةةل حةةث القطاعةةات المعنيةةة علةةى التفاعةةل
اإليجابي من مقترحات ال قوانينل و كذا اق تراح ال تدابير ال تي من شأنها تعز يز ال تزام
الحكومة بالتفاعل ايجابيا من المبادرات التشريعية.
182
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
المنظمة للدراسات السابقة عليهال أو التي تتخللهال خاصة ما يتع لق بدرا سة األ ثر أو
بالتحصين الدستوري للنصوص القانونية.
وفي ما ي خص أح كام الم سطرة الت شريعيةل ف قد تم الع مل ع لى ت طوير تأطير ها
القانوني بشكل موسنل سواء منها األحكام الصادرة في الد ستورل وال سيما في ال باب
أو في القانون رقم 61.13المتعلق بتن ظيم وت سيير أ شغال الحكو مة 315
الرابن منهل
والذي يعتبر في حد ذا ته تجر بة فر يدة من نوع ها 316
والوضن القانوني ألعضائهال
قل نظير ها ع لى م ستوى شمال افريق ياًل و حوض الب حر األ بيض المتو سطل و كذا
األح كام ال صادرة في ال قانونيين ا لداخليين المنظ مين لع مل مج لس ال نواب ومج لس
المستشارين .
وكذلك هو الشأن بالن سبة للمقت ضيات المتعل قة ب ضبط الم سطرة الت شريعية أث ناء
مرحلة المصادقة البرلمانيةل حيث تضمن النظامين الداخلين ل كل من مج لس ال نواب
ومجلس المستشارين أحكام وقواعد المصادقة على النصوص التشريعية.
ولعل من أهم المقتضيات التي من شةأنها أن تنظم بال تدقيق خ طوات وإ جراءات
المسةةطرة التشةةريعيةل هةةو مةةا أشةةارت إليهةةا المةةادة 21مةةن القةةانون التنظيمةةي رقةةم
61.13المتع لق بتن ظيم أ شغال الحكومةةل ح يث جاء فيهةا :ات حدد كيف يات إعةداد
مشارين النصوص التشريعية والتنظيمية من ق بل ال سلطات الحكوم ية المعن ية وآ جال
إعةةدادها وعرضةةها علةةى مسةةطرة المصةةادقةل فةةي شةةكل دليةةل للمسةةاطر التشةةريعية
والتنظيميةل بموجب نص تنظيميال وهو النص التنظيمي الذي لم ي صدر ب عدل ر غم
الحاجة الماسة ل صدورهل إال أ نه وأ مام حا لة شبه ال فراغ العم لي ا لذي يعر فه م جال
إ جراءات الم سطرة الت شريعيةل عم لت األما نة العا مة للحكو مةل ع لى إ عداد دال ئل
موضوعاتية متعددة من شأنها أن توجه العاملين في مجال الشؤون القانون ية وال سيما
- 315وهي األحكام الميظم في ال اب الرابع مذ ال ستور المعيون بالسلم التشريعي ،ويتضمذ الفصو الممت مذ الف صل
14إلى الفصل ،51والسيما األحكام المتعلق بممارس السلم التشريعي الميظم في الفصو مذ 15إلى .51
- 316القانون التيظيمي رقم 412.13المتعلق بتيظيم وتسيير أشغا الحكو م والو ضع ال قانوني ألع ضائها ،ال صادر ب شأن
تيفيله الظهير الشريف رقم 1.12.33في 15جمادى األولى 19( 1031مارس .)1412وال سيما ال مواد مذ 19إ لى 11
المتعقليذ بمشاريع اليصوص القانوني المعروض على مسمر المصادق .
183
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
أق سام الت شرين في كل ق طاع وزاري من اال ستئناس بم جال الم ساطر والدرا سات
الت شريعيةل وتتع لق ت لك ا لدالئل المو ضوعاتية بم جال صياغة الن صوص القانون ية
317
وتحيينهال وأرشفتها وغيره.
كذلك هو ال شأنل و في إ طار تن ظيم و ضبط الح قل الت شريعيل وحر صا ع لى
تحصينها دستورياًل تم ترسيا وتوسين صالحية المج لس الد ستوري والر قي به إ لى
184
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
كما أنه ومن ضمن أوجه تنظيم الحقل التشريعي بالمملكة المغربيةل خاصة ع لى
عال قة بخ طوات افت تاح و ضبط وتن ظيم الم بادرة الت شريعية الحكوم يةل وب شكل أدق
بكةةل قطةةاع وزاريل مةةا يتعلةةق بوجةةوب تحديةةد أولويةةات السياسةةة التشةةريعيةل التةةي
تنهجها كل حكومة خالل واليتها التشريعيةل وذلك من خالل ت ضمينها واالل تزام ب ها
ضةةمن البرنةةامج الحكةةومي التةةي تعةةده وتعرضةةه الحكومةةة أثنةةاء تنصةةيبها مةةن قبةةل
البرل مانل طب قا ألح كام الف صل 88من الد ستورل و ضمن ذات البر نامج الح كوميل
فإن الحكومة المغربية اتخذت في واليتها التشريعي التاسعة 2116 – 2111ل ال تي
ت لت مبا شرة د ستور 2111ل ما سمي بالمخطط الت شريعي الح كوميل و هي وثي قة
تتضمن ألول مرة في تاريا المغربل ما تعتزم الحكومة إ عداده من تدابير ت شريعية
لتفعيةةل أحكةةام الدسةةتورل وتنفيةةذ مةةا ورد فةةي برنامجهةةا مةةن التزامةةات تهةةم مختلةةف
مجاالت السياسات العمومية القطاعيةل إال أ نه لوحظ في الوال ية الت شريعية العا شرة
تم التراجن عن المخطط التشريعيل واكت في بالبر نامج الح كوميل وت ضمن في جزء
منها بعض المشارين القانوني والتشريعية المزمن تنفيذها أثناء تلك الوالية.
وتقو ية ل قدرات السةاهرين ع لى إعةداد الن صوص التشةريعية والتنظيم يةل فةإن
األما نة العا مة للحكو مة وبمقت ضى االختصا صات المنو طة ب هال ت توفر م نذ 1998
علةةى هيئةةة حصةةرية تسةةمى اهيئةةة المستشةةارين القةةانونيينال 321كمةةا جةةرى إعةةادة
تنظيمها وتوسيعها سنة 2111ل 322تت ضمن ك فاءات وأ طر رفي عة الم ستوى العل مي
- 320القانون التيظيمي رقم 11.13المتعلق بالمحكم ال ستوري الصادر بتيفيله الظهير الشريف رقم 1.10.139صادر في
11مذ شوا 13( 1032أغسمس ،)1410ال ري الرسمي ع د 5 – 1155و القع 0( 1032س تم ر ،)1410ص :
.1111
- 321مرسوم رقم 1.91.1439صادر في 11مذ رمضان 11( 1015يياير )1995بإ ح اث هي ي للمست شاريذ ال قانونييذ
لإلدارا ل ى األمان العام للحكوم .
- 322مرسااوم رقاام 1.10.190صااادر فااي 11مااذ رمضااان 10 ( 1032يوليااو ) 1410بتغيياار وتتماايم المرسااوم رقاام
1.91.1439بتاريخ 11مذ رمضان 11 ( 1015يياير ) 1995بإح اث هيي للمستشاريذ القانونييذ لإلدارا ل ى األمان
العام للحكوم .
185
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
والعمليل وت سهر ع لى درا سة الن صوص القانون ية وال حرص ع لى جودت هال وتتل قى
هذه الهي ئة تكوي نا أسا سيا ر صينال ك ما ت ستفيد من ت كوين م ستمر دا خل المغةرب
وخارجهل وذلك من أجل ح سن ضبط عمل ية إ عداد الن صوص القانون يةل ك ما ت ساهم
هذه الهي ئة في الت كوين الغ ير مبا شر لأل طر ال عاملين في م صال وأق سام ال شؤون
القانونيةةة والتشةةرين بمختلةةف القطاعةةات الوزاريةةة واإلدارات العموميةةةل وذلةةك عةةن
طر يق مواك بة الن صوص ال تي يت قدمون ب ها إ لى األما نة العا مة للحكو مة من أ جل
الدراسة .
وإمعانا في تقو ية الت كوين ال مرتبط بم جال الدرا سات الت شريعيةل عم لت األما نة
العا مة للحكو مةل في إ طار بر نامج التوأ مة المؤس ساتية من اإلت حاد األور بيل ع لى
تنظةةيم دورات تكوينيةةة وزيةةارات متبادلةةة وتبةةادل خبةةراتل اسةةتفاد منهةةا المسةةؤولين
والمستشارين واألطر بهال من المغرب و من فرن سا وا سبانيال ع قدت دا خل الم غرب
وفي كل من فرنسا واسبانيال ارتكز التكوين من فرن سا ع لى جا نب إ عداد الن صوص
القانونيةل فيما ارتكز التكوين وتبادل الخبرات من اسبانيا فيما يتعلق بالنشر ال قانونيل
حيةةث تعتبةةر التجربةةة اإلسةةبانية رائةةدة فةةي هةةذا المجةةالل واختتمةةت بإصةةدار دالئةةل
موضوعاتية السابق ذكرهال والتي تدخل كذلك في ورش الت كوين ال قانوني والت شرين
الموسنل بحيث يمكن لمختلف العاملين في م جال الت شرين سواء من دا خل الحكو مة
أو خارجها االستفادة من تلك الدالئل في عملية دراسة وإعداد النصوص القانونية.
186
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
يعتبر مجال العدلل من أهم المجاالت التي عرفت ورش إصالحي كب يرل أع لن
عنه جاللة الملك محمد السادس يوم 8ماي 2112ل وخ لص إل صدار إ لى ما سمي
بة االمي ثاق ا لوطني إل صالح منظو مة العدا لةال و صدرت ب شأنه المواف قة المولو ية
السةةامية يةةوم 31يوليةةو 2113ل والةةذي علةةى أسةةاس توصةةياته تةةم توطيةةد اسةةتقالل
ال سلطة الق ضائيةل تف عيال لد ستور 2111ل و من أج له تم إ حداث المج لس األع لى
لل سلطة الق ضائيةل سنة 2116بمو جب ال قانون ر قم 111.13ل 323و هو اإل حداث
324
الذي تبعه تعيين أعضاء المجلسل بتاريا 6أبريل .2117
ومةةن المسةةتجدات الهامةةة التةةي عرفهةةا مجةةال إصةةالح مجةةال العةةدل والقضةةاء
بالمغربل هو ما يتعلق بنقل اختصاصات وز ير ال عدل إ لى الوك يل ال عام للم لك لدى
محكمة النقضل وتنظيم ما سمي برئاسة النيابة العا مةل سنة 2117بمو جب ال قانون
رقم 33.17ل 325حيث اعتبر الملك في ديباجة ظهير تعيين السيد محمد عبد الن باوي
- 323ظهير شريف رقم 1.11.04صادر في 10مذ جمادى اآل خر 10 ( 1031مارس ) 1411بتيف يل ال قانون التيظي مي
رقم 144.13المتعلق بالم لس األعلى للسلم القضائي .
Dahir n° 1-16-40 du 14 joumada II 1437 ( 24 mars 2016 ) portant promulgation de la loi
.organique n° 100-13 relative au Conseil supérieur du pouvoir judiciaire
- 324ح يث أ نه ط قا ألح كام الف صل 112مذ ال ستور ،تف ضل صاحب ال ال ل الم لك مح م ال سادس ،ن صره هللا ،ر ئيس
الم لس األعلى للسلم القضائي ،وضامذ استقال السلم القضائي ،يوم الو ميس 5 ،ر جب 1035ها الموا فق 1أبر يل
1411ما ،بالقصر الملكي بال ار ال يضاء ،باستق ا وتعييذ أعضاء الم لس األعلى للسلم الق ضائي ،و هي التعيي يا ال تي
ص ر بشأنها ما يلي :
-ظهير شريف رقم 1.11.14صادر في 2رجب 3( 1035أبريل )1411بتعييذ السي محم ن اوي في ميصب الوك يل
العام ل الل المملك ل ى محكم اليقض؛
-الظهير الشريف رقم 1.11.11ال صادر في 5ر جب 1( 1035أبر يل )1411بتع ييذ ال ساد التال ي أ سماؤهم أع ضاء
بالم لس األعلى للسلم القضائي .1 :السي أحم الومليشي؛ .1السي أحم الغزالي؛ .3السي محم الحلوي؛ .0السي مح م
أميذ بيع هللا؛ .2السي هي أيوبي إدريسي.
-كما تم نشر تأليف الم لس األعلى للسلم القضائي في نفس الع د مذ ال ري الرسمي .
- 325ظه ير شريف ر قم 1.11.02صادر في 5ي الح 34 ( 1035أغ سمس ) 1411بتيف يل ال قانون ر قم 33.11
المتعلق بيقل اختصاصا السلم الحكومي المكلف بالع إلى الوكيل العام للملك ل ى محك م ا ليقض ب صفته رئي سا للييا ب
العام وبسذ قواع لتيظيم رئاس اليياب العام .
187
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
في منصب الوكيل العام لجاللة الملك لدى مح مد ا لنقضل بأ نه ر ئيس النيا بة العا مةل
وهو الم سؤول الق ضائي األول عن ح سن سيرهال وبا لدفاع عن ال حق ال عام وا لذود
عنهل وحماية النظام العام والعمل على صيانته.
ي عد م جال ح قوق اإلن سان ور شا إ صالحيا كب يرا عر فه الم غربل و قد انط لق
مسةةيرة تلةةك اإلصةةالحات سةةنة 2116ل وذلةةك بوضةةن قةةانون إطةةار لحمايةةة حقةةوق
األشةةخاص فةةي وضةةعية إعاقةةة والنهةةوض بهةةال وذلةةك بمقتضةةى القةةانون رقةةم
97.13ل 327بحيث يحدد هذا ال قانون اإل طار األ هداف األسا سية ال تي ت سعى الدو لة
لتحقيقها في مجال حماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة والنهوض ب هال وتتم ثل
تلك األهداف في .1 :ضمان حما ية فعا لة لح قوق وحر يات األ شخاص في و ضعية
إعاقة والنهوض بهال .2الوقاية من أسباب اإلعاقة وتشخيصها والتحسيس ب ضرورة
Dahir n° 1-17-45 du 8 hija 1438 ( 30 août 2017 ) portant promulgation de la loi n° 33-17
relative au transfert des attributions de l’autorité gouvernementale chargée de la justice au
Procureur général du Roi près la Cour de Cassation, en sa qualité de chef du ministère public
.et édictant des règles d’organisation de la présidence du ministère public
- 326ظهير شريف رقم 1.11.01صادر في 10مذ جمادى اآلخر 10 ( 1031مارس ) 1411بتيف يل ال قانون التيظي مي
رقم 141.13المتعلق باليظام األساسي للقضا .
Dahir n° 1-16-41 du 14 joumada II 1437 ( 24 mars 2016 ) portant promulgation de la loi
.organique n° 106-13 portant statut des magistrats
- 327ظهير شريف رقم 1.11.21صادر في 19مذ ر جب 11( 1031أبر يل )1411بتيف يل ال قانون اإل طار ر قم 91.13
المتعلق بحماي حقوق األشواص في وضعي إعاق واليهوض بها .
Dahir n° 1-16-52 du 19 rejeb 1437 ( 27 avril 2016 ) portant promulgation de la loi-cadre n°
97-13 relative à la protection et à la promotion des droits des personnes en situation
d’handicap
188
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ات خاذ االحتيا طات الالز مة لتج نب اإل صابة ب هال .3تأه يل األ شخاص في و ضعية
إعاقة وإعادة تأهيلهمل من أجل تمكينهم من بلوغ أكبر قدر ممكن من اال ستقاللية في
ح ياتهم واال ستفادة من مؤهالتهمل .4تيسةير إد ماجهم االجت ماعي وم شاركتهم فةي
جمين مناحي الحياة بكيفية طبيعية .
وقد تبن ذلك إحداث هي ئة المنا صفة ومكاف حة كل أ شكال التمي يزل سنة 2117ل
بمقت ضى ال قانون ر قم 79.14ل 328و هو اإل حداث ا لذي يأتي في إ طار التن صيص
الدستوري على إنشاء عدد من اآلليات التي تستهدف ضمان تنفيذ السلطات العموم ية
بالعمةةل علةةى خلةةق شةةروط تعمةةيم ممارسةةة المةةواطنين والمةةواطنين الفعليةةة للحريةةة
والمساواة ومشاركتهم في الحقوق السيا سيةل وتت حدد مه مة الهي ئة في .1:المنا صفة
بين الر جال والن ساء بمع نى الن هوض بالم ساواةل .2مناه ضة كا فة أ شكال التمي يز
بمعنى الوقاية والحماية ضد كافة أشكال التمييز .
وتلى ذلك إعادة تنظيم المجلس الوطني لحقوق اإلن سانل سنة 2118ل بمقت ضى
القانون رقم 76.11329في اتجاه مالئمته من أحكام دستور 2111ل وما جاء به من
مكتسباتل وتعزيز دور المجلس بثالث آل ياتل األو لى للوقا ية من الت عذيبل واآلل ية
الثانية للتظلمات الخاصة باألطفال ضحايا انتها كات ح قوق اإلن سانل والثال ثة خا صة
بحماية األشخاص ذوي اإلعاقة.
ك ما تم سنة 2118إ صدار قانون يتع لق بمحار بة الع نف ضد الن ساءل وذ لك
بمقت ضى ال قانون ر قم 113.13ل330و هو ال قانون ا لذي يأتيل ل كي يك مل منظو مة
11 ( 1035س تم ر ) 1411بتيف يل ال قانون ر قم 19.10 - 328ظهير شريف رقم 1.11.01صادر في 34مذ ي الح
المتعلق بهيي المياصف ومكافح كل أشكا التمييز.
Dahir n° 1-17-47 du 30 hija 1438 ( 21 septembre 2017 ) portant promulgation de la loi n° 79-
. 14 relative à l’Autorité pour la parité et la lutte contre toutes formes de discrimination
- 329ظهير شريف ر قم 1.15.11صادر في 2ج مادى اآل خر 11 ( 1039ف را ير ) 1415بتيف يل ال قانون ر قم 11.12
المتعلق بإعاد تيظيم الم لس الوطيي لحقوق اإلنسان.
Dahir n°1-18-17 du 5 joumada II 1439 ( 22 février 2018 ) portant promulgation de la loi n°
.76-15 relative à la réorganisation du Conseil national des droits de l’Homme
- 330ظهير شريف رقم 1.15.19صادر في 2جمادى اآل خر 11 ( 1039ف را ير ) 1415بتيف يل ال قانون ر قم 143.13
المتعلق بمحارب العيف ض اليساء .
Dahir n° 1-18-19 du 5 joumada II 1439 ( 22 février 2018 ) portant promulgation de la loi n°
.103-13 relative à la lutte contre les violences faites aux femmes
189
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ح قوق اإلن سان بالمغربل وي هدف إ لى تةوفير و ضمان ال حدود ا لدنيا من الحمايةة
القانونيةةة للنسةةاء ضةةحايا العنةةفل ويرتكةةز علةةى إلةةى إحةةداث آليةةات للتكفةةل بالنسةةاء
واألطفةةال ضةةحايا العنةةفل وكةةذا إحةةداث آليةةات للتنسةةيق بةةين المتةةدخلين فةةي مجةةال
مناهضة العنف ضد النساء وحمايتهمل كما يأتي هذا القانون لكي يجرم بعض األفعال
باعتبارها عنفا يل حق ضررا بالمرأةل و كذا ت جريم ب عض األف عال باعتبار ها صورا
من صور التحرش الجنسي .
هذال ومما تجر اإل شارة إل يه أن الم غرب عرف إ حداث اللج نة الوطن ية لل قانون
الدولي اإلن سانيل م نذ سنة 2118ل بمقت ضى المر سوم ر قم 2.17.231ل 333و هي
اللجنة االست شارية الها مة ال تي أس ست من أ جل الن هوض بال قانون ا لدولي اإلن ساني
كم كون من مكو نات منظو مة ح قوق اإلن سانل وت قوم اللج نة باقتراح كل إ جراء أو
191
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
عمل من شأنه تنمية وترسيا االهتمام بالقانون ا لدولي اإلن ساني والع مل ع لى تن سيق
جهود مختلف الجهات المعنية.
وقد عرفت منظومة التغطية الصحيةل قفزة نوعيةل بدأت بواردها التشريعية م نذ
سنة 2112بصدور القانون رقم 61.11المتعلق بمدونة التغط ية ال صحيةل 336ك ما
تم تغيير ها وت عديلهال و قد شكلت مدو نة التغط ية ال صحية األسا سيةل مرج عا قانون يا
موحدا ومؤسسا ألنظمة التغطية الصحية بالمغربل وتضمنت ن ظامين أسا سين وه ما
نظام ال تأمين اإلج باري األسا سي عن ال مرض بالق طاعين ال عام وال خاصل ثم ن ظام
المساعدة الطبية للفئات الفقيرة والهشة .
- 334ظهيار شاريف رقام 1.43.190صاادر فاي 10ماذ رجاب 11( 1010سا تم ر )1443بتيفيال القاانون رقاام 12.99
المتعلق بم ون الشغل.
Dahir n° 1-03-194 du 14 rejeb 1424 (11 septembre 2003) portant promulgation de la loi n°
.65-99 relative au Code du travail
- 335ظهير شريف رقم 1.11.111صادر في 1ي القع 14( 1031أغسمس )1411بتيفيل القانون رقم 19.11بتح ي
شروط الشغل والتشغيل المتعلق بالعامال والعما الميزلييذ .
- 336ظهير شريف رقم 1.41.191صادر في 12مذ رجب 3( 1013أك توبر )1441بتيف يل ال قانون ر قم 12.44بمثا ب
م ون التغمي الصحي األساسي .
Dahir n° 1-02-296 du 25 rejeb 1423 (3 octobre 2002) portant promulgation de la loi n° 65-00
portant code de la couverture médicale de base.
- 337ظهير شريف ر قم 1.12.142صادر في 15مذ شوا 0 ( 1031أغ سمس ) 1412بتيف يل ال قانون ر قم 111.11
المتعلق بيظام التأميذ اإلج اري األساسي عذ المرض الواص بالمل .
Dahir n° 1-15-105 du 18 chaoual 1436 (4 août 2015) portant promulgation de la loi n° 116-12
.relative au régime de l’assurance maladie obligatoire de base des étudiants
191
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
اإلجباري األساسي عن المرض ال خاص بالمهنيين والع مال الم ستقلينل سنة 2117
338
بمقتضى القانون رقم .98.11
وفي عالقة بمجال المعاشاتل فقد عرف بدوره إصالحات هامةل لعل أبرزها ما
يتعلق بتوسين ن طاق التغط ية االجتماع ية ل كي ت شمل المهن يين والم ستقلين من خالل
وضن نظام معاشات الخاص بفئة المهن يين والع مال الم ستقلين بمقت ضى ال قانون ر قم
99.11ل 339و هو ال قانون ا لذي جاء ب هدف ب لورة ن ظام أسا سي للمعا شات لفا ئدة
فئاتل المهنيينل العمال المستقلينل واألشخاص غير األجراءل ا لذين يزاو لون ن شاطا
خاصال باإلضافة إلى توسين االستفادة من التقاعد لكي تشمل كل شرائ المجتمن .
ول عل هذه اإل صالحات الت شريعية المتعل قة بن ظام التغط ية ال صحية والمعا شات
المدن يةل جاء ليع ضد ب عض ال قوانين والت شريعات المتعل قة با لدعم االجت ماعيل ل عل
أهم ها صندوق التكا فل ال عائليل ا لذي أ حدث سنة 2111ل بمقت ضى ال قانون ر قم
41.11ل 340وتةم تعديلةةه مةؤخرا بمقتضةةى القةانون رقةةم 83.17ل 341وذلةك بهةةدف
تطوير منظومة صندوق التكافل العائليل وذلك بتوسين دائرة الم ستفيدين من خدما ته
192
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
إال أن أهم األوراش التشريعية اإلصالحية الكبرىل ما يتم العمل عل يه حال يا من
أ جل إ حداث ن ظام ال سجل االجت ماعي المو حدل و هو الن ظام ا لذي أع لن عن إطال قه
صاحب الجاللة محمد السادسل نصره هللال في خطا به ال سامي بمنا سبة ا لذكرى 19
لتر بن جال له ع لى عرش أ سالفه المنعم يينل وي عد هذا ا لورش م شروع اجتماع يا
استراتيجيا طموحال يهم فئات واسعة من المغاربةل ويهدف إلى و ضن وإ حداث ن ظام
الكترو ني وط ني لت سجيل األ سر الفق يرة واله شة ق صد ا ستهدافها وال حرص ع لى
استفادتها من برامج الدعم واإلعانة االجتماع ية ل وي هدف هذا الم شروع تحد يداً إ لى
تشكل قاعدة معلوماتية شاملة ستمكن من توح يد المعلو مات االجتماع ية واالقت صادية
للمواطنين من أجل إعطاء رؤية واضحة حول الفئات الهشة والفقيرة بالمغرب .
يعةةد مجةةال االقتصةةاد واالسةةتثمارل مةةن أهةةم المجةةاالت التةةي عرفةةت أوراش
إصالحية كبرى ع لى الم ستوى الت شريعية وال قانونيل وال تي كان ل ها و قن كب ير في
دعةةم النسةةيج والتموقةةن والمكانةةة االقتصةةادية والماليةةة العالميةةة للمغةةربل إن علةةى
الم ستوى اإل طار ال قانوني (الف قرة األو لى)ل وإن ع لى م ستوى اإل طار المؤس ساتي
(الفقرة الثانية).
الف قرة األو لى :الت طورات المحق قة ع لى م ستوى اإل طار ال قانوني لالقت صاد
واالستثمار
يعرف مجال االقتصاد واال ستثمار واألع مال دينام ية حرك ية مت جددةل ف بد ًء من
مي ثاق اال ستثمارات ا لذي تم إ قراره بمقت ضى ال قانون اإل طار ر قم 18.91بمثا بة
193
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
فةةإن العديةةد مةةن القةةوانين كانةةت محةةط إصةةالح وتطةةويرل ولعةةل أهمهةةا مدونةةة
الت جارةل ح يث كا نت م حط ب عض الت عديالتل وال سيما ت عديل الك تاب ال خامس من
مدو نة الت جارةل وا لذي عرف ت عديلينل ت عديل سنة 2118ل وان صب حول إ صالح
وت عديل سنة 344
وت طوير ن ظام صعوبات المقاو لة بمقت ضى ال قانون ر قم 73.17ل
2119ل تمحور حول إحداث ال سجل الت جاري االلكترو ني وإ صالح ن ظام ال توطينل
و قد ساهمت هذه الت عديالت ال تي لح قت مدو نة الت جارة ب شكل أسا سي في تح سين
مؤشرات مناخ األعمال بالمغربل و ساهم ب شكل كب ير في ر ب الم غرب لت سن ن قاط
في مؤ شر سهولة األع مال DOING BUSINESSل 345إذ انت قل الم غرب في
ظرف سنة واحدة من الرتبة 69سنة 2118346إلى الرتبة 61سنة 3472119من
- 342القانون اإلطار رقم 15.92بمثاب ميثاق االستثمارا ،الصادر ب شأن تيف يله الظه ير ال شريف ر قم 1.92.131صادر
في 10جمادى اآلخر 5( 1011نوفم ر ،)1992ال ري الرسمي ع د 1 0332رجب 19( 1011نوفم ر ،)1992ص
.3434 :
Dahir n° 1-95-213 du 14 joumada II 1416 ( 8 novembre 1995 ) portant promulgation de la loi-
.cadre n° 18-95 formant charte de l'investissement
- 343ال قانون ر قم 23.44المتع لق بمي ثاق الم قاوال ال صغرى والمتو سم ،ال صادر ب شأن تيف يله الظه ير ال شريف ر قم
1.41.155الصادر في 11مذ ج مادى األو لى 13(( 1013يول يو ،)1441ال ر ي الر سمي ع د 14 – 2431ج مادى
اآلخر 19( 1013أغسمس ،)1441ص .1315 :
- 344القانون ر قم 13.11بي سخ وت عويض الك تاب ال وامس مذ ال قانون ر قم 12.92المتع لق بم و ن الت ار ،في ما ي وص
صعوبا المقاول الصادر بشأن تيف يله الظه ير ال شريف ر قم 1.15.11ال صادر في 1شع ان 19( 1039أبر يل ،)1415
ال ري الرسمي ع د 1111الصادر في 1شع ان 13( 1039أبريل ،)1415ص .1302 :
Dahir n° 1-18-26 du 2 chaabane 1439 ( 19 avril 2018 ) portant promulgation de la loi n° 73-17
abrogeant et remplaçant le livre V de la loi n° 15-95 formant code de commerce relatif aux
.difficultés de l’entreprise
- 345وهو ميشور رئيسي يص ر عذ م موع ال يك ال ولي ،وهو الم ع الوام س ع شر في سل سل مذ الت قارير ال سيوي
التي تقيس األنظم التي تعزز اليشاط الت اري وتلك التي تعوقها
- 346تقرير م شر سهول األعما ، 1415ص .0 :اطلع عليه ع ر المو قع االلكترو ني الر سمي لل يك ا ل ولي ،ب تاريخ 3
ديسم ر 1414على الساع ،14:31على الرابط الم اشر اآلتي :
https://www.doingbusiness.org/content/dam/doingBusiness/media/Annual-
Reports/English/DB2018-Full-Report.pdf
- 347تقرير م شر سهول األعما ، 1419ص .2 :اطلع عليه ع ر المو قع االلكترو ني الر سمي لل يك ا ل ولي ،ب تاريخ 3
ديسم ر 1414على الساع ،14:04على الرابط الم اشر اآلتي :
https://www.doingbusiness.org/content/dam/doingBusiness/media/Annual-
Reports/English/DB2019-report_web-version.pdf
194
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
أصل 141دولة حول العالمل كما ر ب الم غرب سبن ن قاط في ال سنة الموال ية ح يث
348
يحتل الرتبة 13عالميا حسب تقرير .2121
وكذلك هو الشةأن فقد تمت مراجعة وو ضن قانون الت جارة الخارج يةل بمقت ضى
ال قانون ر قم 91.14ال صادر سنة 3492116ل و قد تم ذ لك ب هدف مراج عة الت شرين
الجاري به العمل في الميدان منذ أكثر من ع قدين ()1992ل و تم الق يام بعمل ية المراج عة
ووضن القانون المذكور تنفيذا للتوجيهات الملكية الساميةل واستحضرت فيه أهداف مالئمة
التشةةرين الةةوطني مةةن المقتضةةيات القانونيةةة الدوليةةةل وتنظةةيم وعقلنةةة عمليةةة االسةةتيراد
والتصديرل وتحيين تدابير حماية اإلنتاج الوطنيل ومأسسة المفاوضة التجارية.
كمةةا تةةم إقةةرار قةةانون يتعلةةق بإحةةداث المقةةاوالت بطريقةةة الكترونيةةة ومواكبتةةه
بمقت ضى ال قانون ر قم 88.17ال صادر سنة 350.2119و هو ال قانون ا لذي شكل
أولويات برنامج اللجنة الوطنية لمناخ األعمال 2118 - 2117ل ويهدف إلى تب سيط
المساطر وتقليص اآلجال المتعلقة بمختلف مراحل إحداث المقاوالتل كما يهدف إ لى
اعت ماد الطري قة االلكترون ية كو سيلة وح يدة للق يام باإلجراءات والم ساطر المتعل قة
بإ حداث الم قاوالتل سواء تع لق األ مر بإجراءات إدار ية أو ضريبيةل أو بالت سجيل
التجةةاري أو التصةةري مةةن أجةةل نشةةر اإلعالنةةات القانونيةةة والقضةةائية واإلداريةةة
المتعلقة بهال وكذا أداء الواجبات المتعلقة بجمين هذه الخدمات بطريقة الكترونية .
كما عرف مجال االقتصاد واالستثمار إصالحا هاما ً ان صب حول إ صالح ن ظام
ال ضمانات المنقو لةل ا لذي تم بمو جب ال قانون ر قم 21.18ال صادر ب تاريا (17
أبر يل )2119ل و جاء هذا ال قانون من أ جل ت سهيل ح صول الم قاوالت ع لى التمو يلل
- 348تقر ير م شر سهول األع ما ، 1414ص :اط لع عل يه ع ر المو قع االلكترو ني الر سمي لل يك ا ل ولي ،ب تاريخ 3
ديسم ر 1414على الساع ،14:03على الرابط الم اشر اآلتي :
https://openknowledge.worldbank.org/bitstream/handle/10986/32436/9781464814402.pdf
- 349القانون رقم 91.10المتعلق بالت ار الوارجي الصادر بشأن تيف يله الظه ير ال شريف ر قم 1.11.12ال صادر في 11
مذ جماادى األولاى 1( 1031مارس ،)1411ال ريا الرسامي ع د 10 – 1024جماادى اآلخار 10( 1031ماارس
،)1411ص .1113 :
Dahir n° 1-16-25 du 22 joumada I 1437 (2 mars 2016) portant promulgation de la loi n° 91-14
.relative au commerce extérieur
- 350القانون رقم 55.11المتعلق بإح اث المقاوال بمريق الكتروني ومواك تها الصادر بشأن تيفيله الظهير ال شريف ر قم
1.15.149ال صادر في 1ج مادى األو لى 9( 1004ي ياير ،)1419ال ر ي الر سمي ع د 10 – 1102ج مادى األو لى
11( 1004يياير ،)1419ص .104 :
195
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وذل ك عن طريق تو سين ن طاق ال ضمانات المنقو لةل المقد مة ك ضمان في عمل ية اإلئت مان
البنكيل ويتجلى هذا اإلصالح التشريعي أساسا ً في القيام بمراجعة للنصوص القانونية التي
تخضن لها الضمانات المنقولة سواء فيما يتعلق بالظهير بمثابة قانون االلتزامات والع قودل
وال قانون المتع لق بمدو نة الت جارةل ومدو نة تح صيل ا لديون العموم يةل وال قانون المتع لق
بنظام الضمان االجتماعيل وكذا مدونة التأمينات.
الفقرة الثانية :التطورات المحققة على م ستوى اإل طار المؤس ساتي لالقت صاد
واالستثمار
عرف اإلطار المؤسساتي الضابط لمجال االقتصاد واال ستثمار واألع مال العد يد
من اإلصالحات الكبرى والهامةل لعل أهم ها ما يتع لق بالمراكز الجهو ية لال ستثمار
ال تي جرى إ حداثها م نذ سنة 2112بمو جب الر سالة الملك ية الموج هة إ لى ال سيد
الوزير األول حول التدبير الالمتمركز لال ستثماراتل وم نه ف قد عر فت هذه األخ يرة
عمليةةة إصةةالح تشةةريعي مهةةمل مةةن خ ةالل القةةانون رقةةم 47.18المتعلةةق بإصةةالح
المراكز الجهوية لالستثمار وبإحداث اللجان الجهوية الموحدة لالستثمار.
- 351ظهير شريف رقم 1.41.135صادر في 12مذ رجب 3( 1013أكتوبر )1441بتيفيل ال قانون ر قم 11.99المتع لق
بم ون التأمييا .
Dahir n° 1-02-238 du 25 rejeb 1423 ( 3 octobre 2002 ) portant promulgation de la loi n° 17-99
.portant code des assurances
- 352ظهير شريف رقم 1.11.119صادر في 11مذ ي القع 12 ( 1031أغسمس ) 1411بتيفيل القانون رقم 29.13
القاضي بتغيير وتتميم القانون رقم 11.99المتعلق بم ون التأمييا .
Dahir n° 1-16-129 du 21 kaada 1437 ( 25 août 2016 ) portant promulgation de la loi n° 59-13
.modifiant et complétant la loi n° 17-99 portant code des assurances
- 353ظهياار شااريف رقاام 1.11.121صااادر فااي 11مااذ ي القع ا 12 ( 1031أغساامس ) 1411بتيفياال القااانون رقاام
114.10المتعلق بإح اث نظام لتغمي عواقب الوقائع الكارثي وبتغيير وتتميم القانون رقم 11.99المتعلق بم ون التأمييا
Dahir n° 1-16-152 du 21 kaada 1437 ( 25 août 2016 ) portant promulgation de la loi n° 110-14
instituant un régime de couverture des conséquences d’événements catastrophiques et
modifiant et complétant la loi n° 17-99 portant code des assurances
196
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وقد شكل القانون رقم 47.18الذي تم إعداده تنف يذاً للتعلي مات الملك ية ال ساميةل
إطةةاراً قانونيةةا ً جديةةدا لتةةأطير عمةةل وآليةةات تةةدخل المراكةةز الجهويةةة لالسةةتثمارل
باعتبار ها شةباكا ً وحيةداً السةتقبال مل فات المشةارين االسةتثمارية ودراسةتها وتتبعهةا
ومواكبة المستثمرين في سائر اإلجراءات والتدابير الالزم القيام بها من أجل تمك ينهم
من إنجاز م شاريعهم في أح سن ال ظروف.ل و قد نص هذا ال قانون ع لى آل ية جد يدة
لمعال جة مخت لف الم ساطر المتعل قة بالم شارين اال ستثمارية و هي اآلل ية المتمث لة في
اللجنة الجهوية الموحدة لالستثمار التي ستحل محل 13لجنة جهوية وإقليم يةل وذ لك
ح تى يت سنى تب سيط الم ساطر وتقلي صها ضمن ال بت في المل فات المعرو ضة ع لى
اللجنة التي سيرأسها والي الجهة في آ جال ق صيرة لت جاوز اإلكرا هات وال صعوبات
القائمة حالياً.
197
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وكذلك هو الشأن هناك إصالح مؤسساتي يتعلق بمجال المال واألعمالل ويتم ثل
في بالهي ئة المغرب ية ل سوق الر ساميلل 356وال تي أ صبحت تتك لف ح سب اإل صالح
األخير بمجموعة من المهام الكبرىل لعل أهم ها التأ كد من حما ية االد خار المو ظف
فةةي األدوات الماليةةةل والسةةهر علةةى المسةةاواة فةةي التعامةةل مةةن المكتتبةةين والشةةفافية
ونزا هة سوق الر ساميل وع لى إخ بار الم ستثمرينل والتأ كد من ح سن سير سوق
الرساميل والسهر ع لى تطب يق األح كام الت شريعية والتنظيم يةل وال سهر ع لى مراق بة
نشةةاط مختلةةف الهيئةةات واألشةةخاص الخاضةةعين لمراقبتهةةال والتأكةةد مةةن احتةةرام
األشةخاص والهيئةةات الخاضةعين لمراقبتهةةا لألحكةام التشةةريعية والتنظيميةة المتعلقةةة
بمكافحة غسل األموالل ومؤازرة الحكومة في تنظيم سوق الرساميل.
فهذه المؤسسات والوكاالت تأتي لكي تشكل في مجموع ها إ طار مؤس ساتيا قو يا
ومتنوعةةا ومتعةةدد التةةدخالت ممةةا مةةن شةةأنه أن يجعةةل مجةةال االقتصةةاد واالسةةتثمار
واألعمال في المغربل يبلغ مستوى من الت طور واالزد هارل ا لذي يمك نه من تحق يق
التنمية الشاملة لبالدنا.
الخاتمة :
بعد استعراض ب عض ن قاط اإل صالح الت شريعي بالممل كة المغرب ية ل سواء من ها
المحق قة ع لى الم ستوى ا لداخلي العمل ياتي أو البن يويل و سواء من ها المرتب طة ببن ية
ن صوص المنظو مة ال قانوني المغرب يةل يم كن ال قول أن ورش اإل صالح الت شريعية
بالمغربل قد خ طى خ طوات جد متقد مة ومت طورةل تج عل من الن موذج بالت شريعي
بالمغرب را ئد ع لى م ستوى شمال افريق يا وال شرق األو سطل و من أ قرب الن ماذج
التشريعية إلى النموذج األوربيل خاصة في ظل الجهود المحققة ع لى م ستوى ورش
التقارب ال قانوني بين المغر بي واالت حاد األور بيل م ما يج عل الم غرب يح تل مكا نة
- 356ظهير شريف رقم 1.13.11صادر في فاتح جمادى األولى 13 ( 1030مارس ) 1413بتيف يل ال قانون ر قم 03.11
المتعلق بالهيي المغربي لسوق الرساميل .
Dahir n° 1-13-21 du 1er joumada I 1434 ( 13 mars 2013 ) portant promulgation de la loi n°
.43-12 relative à l’Autorité marocaine du marché des capitaux
198
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
الريادة التي يمكن من خاللها أن يشكل مرساة معيارية بين افريق يا وأورو بال ويمك نه
أن يحقق التقارب القانوني المغربي أوربي افريقي.
199
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وفي هذا السياقل تستند مختلف االتفاقيات الثنائية في مجال الطيران المدني
على مستخرجات معاهدة الطيران المدني الموقعة بشيكاغو سنة 1944ل حيث
شكلت اللبنة األولى لوضن أسس تشريعية خاصة بالطيران المدني على المستوى
الدولي .وقد صادق المغرب على هذه االتفاقية والتي تعتبر القاعدة األساسية التي
تنظم قطاع النقل الجوي بكل أشكاله.358
و منذ إحداث أول أسطول للطيران المدني بالمملكة المغربيةل فقد عملت على
إبرام العديد من االتفاقيات من مجموعة من الدولل حكمتها العديد من االعتبارات
أهمها الرواج االقتصادي ونقل المسافرين والبضائن بين كل من المغرب وباقي دول
العالمل واقتبست المملكة المغربية صياغة اتفاقياتها الثنائية من االتفاقية النموذجية
- 357ميشورا وزار الت هيز ،ال ليل المرجعي لتيظيم اليقل ال وي في المغرب ،ط ع محيي ،ص .21-22
- 358ليذ كانت م ادئ معاه شيكاجو ته ف إلى ضمان تيمي ميظم للميران الم ني ال ولي وقيامه على أساس تكاف
الفرص و استغاللها بصف اقتصادي وسليم ؛ فإنها ت ك هلا التوجه مذ خال مقتضيا الفصل األو ميها واللي ييص
صراح على "م أ سياد ال و الكامل والتام على الفضاء ال وي اللي يعلو أقاليمها؛ وهلا يعيي أن كل دول لها الحق في
مراق الو ما ال وي الميتظم "فوق أرضيها".
211
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
لإلجابة عن هذه اإلشكاليةل وبعض التساؤالت الفرعية المرتبطة بهال ارتأينا أن
نتطرق في البداية إلى تحليل االتفاقيات الثنائية بين المملكة المغربية ومجموعة من
الدول عبر العالمل ونبدأ بقراءة في االتفاقيات الثنائية التي أبرمت من بعض الدول
األوربية (أوال)ل ثم االتفاقيات الثنائية بين المملكة المغربية والدول األمريكية (ثانيا)ل
وأيضا االتفاقيات الثنائية بين المملكة المغربية وبعض الدول العربية (ثالثا)ل وقراءة
في االتفاقيات الثنائية بين المملكة المغربية والدول الخليجية (رابعا)ل وأخيرا
االتفاقيات الثنائية بين المملكة المغربية وبعض الدول األسيوية (خامسا)ل وذلك من
خالل مانصت عليه بنود هذه االتفاقيات من التزامات موجبة ألطرافها.
-359أبرم المغرب 75اتفاقي جوي ثيائي بييها 55اتفاقي تعتم التعييذ المتع د لشركا اليقل ال وي.
211
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
خاصة من الدول األوربيةل وسوف نحاول تحليل االتفاقيات الثنائية التي أبرمتها
المملكة المغربية من كل من المملكة السويدية (أ)ل والمملكة النرويجية (ب).
أبرمت المملكة المغربية اتفاقية ثنائية تتعلق بالنقل الجوي المنتظم بين كل من
المملكة المغربية ومملكة السويد360ل وقد نصت هذه االتفاقية من خالل الفصل 2ل
على من كل طرف متعاقد إلى الطرف المتعاقد اآلخر الحقوق اآلتية ألجل استغالل
الخطوط الجوية الدولية من لدن مقاولة النقل الجوي المعنية من خالل:361
أ) التحليق فوق تراب الطرف المتعاقدة اآلخر دون النزول فيه؛
ج) التوقف في التراب المذكور بالنقط المبينة في الملحق بهذا االتفاق لنقل
وإنزال المسافرين وشحن وإفراغ البضائن والبريد بكيفية منفردة أو مشتركة
في النقل الدولي.
وأقرت هذه االتفاقية من خالل الفصل 11على ضرورة تقديم سلطات المالحة
الجوية لكل طرف متعاقد جمين البيانات اإلحصائية القانونية أو غيرها من البيانات
التي يعقل أن يطالب بها قصد مراقبة طاقة النقل التي تتوفر في الخطوط المقبولة
لدى المقاولة المعينة التابعة للطرف المتعاقد األول.362
كما جاء في الفقرة الثانية من نفس الفصل على أنه يجب أن تشتمل هذه البيانات
على جمين المعلومات الالزمة لتحديد حجم النقل الذي تقوم به مقاولة النقل
الجوي في الخطوط المقبولة.
-360ظهير شريف رقم 1.51.135صادر في 3ربيع اآلخر 15( 1043يياير ،)1953بيشر االتفاق المتعلق
باليقل ال وي الميتظم الموقع بالرباط يوم 10نون ر ،1911بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم المملك السوي ي ،
ال ري الرسمي ع د 3111بتاريخ 1950/40/40الصفح .391
-361الفصل 1مذ االتفاقي بيذ المملك المغربي ومملك السوي .
-362الفصل 11مذ االتفاقي الم رم بيذ المملك المغربي والمملك السوي ي بشان اليقل ال وي.
212
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وفي هذا اإلطار صادقت المملكة المغربية على اتفاقية ثنائية أبرمتها من المملكة
النرويجية تتعلق بالنقل الجوي المنظم بين الدولتين بتاريا 14نونبر 3631977ل
حيث نصت من خالل مقتضيات الفصل الثاني على من كل طرف متعاقد إلى
الطرف المتعاقد اآلخر الحقوق اآلتية ألجل استغالل الخطوط الجوية الدولية من لدن
مقاولة النقل الجوي المعينة في الحاالت التالية:
أ) التحليق فوق تراب الطرف المتعاقد اآلخر دون النزول فيه ؛
ج) التوقف في التراب المذكور بالنقط المبينة في الملحق بهذا االتفاق لنقل
وإنزال المسافرين وشحن وإفراغ البضائن والبريد بكيفية منفردة أو مشتركة
في النقل الدولي.
وجاء في مقتضيات الفصل 11من نفس االتفاقية على أنه يجب أن تقدم
سلطات المالحة الجوية لكل طرف متعاقد جمين البيانات اإلحصائية القانونية أو
-363ظهير شريف رقم 1.51.131صادر في 3ربيع اآلخر 15( 1043يياير ،)1953بيشر االتفاق المتعلق باليقل
ال وي الميتظم الموقع بالرباط يوم 10نون ر 1911بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم المملك اليروي ي ،ال ري
الرسمي ع د 3111بتاريخ 1950/40/40الصفح 351
213
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
غيرها من البيانات التي يعقل أن يطالب بها قصد مراقبة طاقة النقل التي تتوفر في
الخطوط المقبولة لدى المقاولة المعينة التابعة للطرف المتعاقد األول.364
ونصت من خالل مقتضيات الفقرة الثانية من نفس المادة على أنه يجب أن
تشتمل هذه البيانات على جمين المعلومات الالزمة لتحديد حجم النقل الذي تقوم به
مقاولة النقل الجوي في الخطوط المقبولة.365
بإلقاء نظرة حول مضمون هذه االتفاقية سارت في نفس اتجاه االتفاقية األولى
من السويدل مما يكرس االلتزامات الثنائية المبنية على أسس التنسيق وتبادل البيانات
فيما يتعلق بالنقل الجويل ومراقبته فوق القيم الدولتينل وهذا يوض مدى أهمية
التنسيق كآلية لتنظيم مجال الطيران بين المغرب وباقي الدول األوربية.
شكلت االتفاقية الثنائية التي أبرمتها المملكة المغربية من دول أمريكا الشمالية
قفزة نحو تعزيز مجال أسطول الطيران المدني اتجاه قارة أمريكا الشماليةل
وانعكاساته اإليجابية ليس فقط على المستوى االقتصادي وإنما أيضا على المستوى
االجتماعيل بحيث شهدت حركة تنقل األشخاص والبضائن بين كل من المغرب
والواليات المتحدة األمريكية وأيضا كندا نموا كبيرا منذ بداية ثانيا القرن الماضي.
-364الفقر األولى مذ الفصل 11مذ االتفاقي الم رم بيذ المملك المغربي والمملك اليروي ي بشأن اليقل ال وي.
365الفقر الثاني مذ نفس الفصل.
214
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
جوانبهل حيث خصصت جزءا كبيرا منها للمقتضيات القانونية المتعلقة بحفظ األمن
وسالمة الطيران في أجواء طرفي االتفاقية.
وباستقراء مراحل إبرام االتفاقية الثنائية بين المملكة المغربية والوليات المتحدة
األمريكية366ل يتض أنها منحت مجموعة من الحقوق لفائدة أطراف االتفاقية ومنها
على الخصوص أن يمن كل من الطرفين للطرف األخر الحقوق التالية بغية تمكين
مؤسسات النقل الجوي التابعة للطرف اآلخر من ممارسة مهام النقل الجوي الدولي:
التتضمن هذه المادة أي نص يفسر على أنه يجوز ألي مؤسسة من مؤسسات
النقل الجوي التابعة ألحد الطرفين أو ألي عدد منها قبول الركاب وأمتعتهم أو
البضائن أو البريد على متن طائرتها لغرض نقل أي منهما من موقن في إقليم
الطرف األخر إلى موقن أخر في ذلك اإلقليم مقابل تعويض.
وفي إطار السالمة الجوية لفائدة أسطولي طرفي االتفاقيةل ومن أجل أغراض
النقل الجوي المنصوص عليها في هذا االتفاقل يعترف كل من الطرفين بصالحية
شهادات الصالحية للطيران وشهادات الكفاءات والترخيص الصادرة أو المعتمدة من
قبل األخر التي ال تزال سارية المفعولل شريطة أن تكون متطلبات هذه الشهادات أو
التراخيص متساوية على األقل من الحد األدنى للمعايير التي قد يتم تحديدها بمقتضى
المعاهدة ولكن يجوز ألي من الطرفين رفض االعتراف بصالحية شهادات الكفاءة
والتراخيص الممنوحة أو المعتمدة لمواطنيه من قبل الطرف األخر من أجل الطيران
في المجال الجوي على إقليمه.367
-366ظهير شريف رقم 1.41.135صادر في 12مذ رجب 3( 1013أكتوبر )1441بيشر االتفاق بشأن اليقل ال وي
الموقع بالرباط في 14أكتوبر 1441بيذ الحكوم المملك المغربي والواليا المتح األمريكي ؛ ال ري الرسمي ع د
1-2113جمادى األولى 1(1010يونيو )1443ص.1111
-367الماد 5الحكوم المملك المغربي والواليا المتح األمريكي .
215
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وقد أكد الطرفان مرة أخرىل طبقا للحقوق وااللتزامات المترتبة بمقتضى
القانون الدوليل أن التزام كل منهما تجاه األخر من أجل حماية أمن الطيران المدني
في مواجهة األعمال غير المشروعة للتدخل في حركته يشكل جزءا اليتجزأ من هذا
االتفاق.
-368المعاه التي تم التوقيع عليها في م يي طوكيو يوم 10مذ شهر س تم ر عام .1913
216
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
التي تم التوقين عليها في الهاي يوم 16من شهر ديسمبر عام 3691971ل ووفقا
لنصوص وأحكام االمعاهدة الخاصة بمنن وقوع األعمال غير الشرعية ضد سالمة
الطيران المدنيا التي تم التوقين عليها في مدينة مونتلاير يوم 23من شهر سبتمبر
عام 1971ل ووفقا لنصوص وأحكام ا البرتوكول الخاص بمنن وقوع أعمال العنف
غير المشروع في المطارات المتاحة لخدمة الطيران المدني الدوليال وهو
البروتوكول الذي تم التوقين عليه في مدينة مونتلاير يوم 24فبراير عام
.3701988
ويقدم الطرفان لبعضهما البعض عند الطلب كافة المساعدات الضرورية لمنن
وقوع أعمال االستيالء غير المشروع على طائرات الطيران المدنيل ولمنن وقوع
أي أعمال غير قانونية أخرى ضد سالمة هذه الطائرات وركابها وأطقمهال كما يقدم
الطرفان لبعضهما البعض كافة المساعدات الضرورية عند الطلب لمنن وقوع مثل
هذه األعمال ضد المطارات ومنشآت المالحة الجويةل ويكون عليهما الوقوف أمام
أي خطر أخر يهدد أمن المالحة الجوية المدنية
كما يعمل الطرفان في إطار عالقتهما المتبادلة على نحو يتطابق من معايير أمن
الطيران والممارسات المناسبة التي وضعتها وعينتها وأوصت بإتباعها منظمة
الطيران المدني الدولي في مالحقة المعاهدة .كما يطلب الطرفان من القائمين على
تشغيل الطائرات المسجلة لدى كل منهما العمل على نحو يتطابق من أحكام أمن
الطيران ومراعاتها ويطلب الطرفان هذا العمل نفسه من القائمين على تشغيل
الطائرات التي يوجد مقرها الرئيسي أو مقر إقامتها في إقليم كل من الطرفينل ومن
المسؤولين عن إدارة المطارات في اإلقليمين.
217
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
المغربية كشريك رئيسي للواليات المتحدة األمريكية في شمال إفريقيال مما عزز
مكانة المملكة وجعل حتمية التنسيق معها في مجال الطيران المدني أمرا ضروريا
من اجل سالمة المالحة الجوية ليس فقط فوق إقليم دول شمال إفريقيا وإنما أيضا
في حوض البحر األبيض المتوسط.
-يجب أن تقدم سلطات المالحة الجوية لكل طرف متعاقدة كل ثالثة أشهر إلى
سلطات المالحة الجوية للطرف المتعاقد األخر بيانات إحصائية شهرية تتضمن
جمين المعلومات المطلوبة لتحديد حجم النقل في الطرق المعينة في الملحق وكذا
النقط األصلية المنطلق منها والنقط المتوجه إليها في هذا النقل:
-أن تطبيق التدابير المتفق عليها بعد مرور ثالثة أشهر على األكثر على
التاريا الذي تشرع فيه المقاولة المعنية في استغالل مجموع أو بعض الخطوط
المتفق عليها وفقا للملحق بهذا االتفاق.
-يمكن أن يكون عدم الحصول على اتفاق بشأن تبادل حافزا لكال الطرفين
المتعاقدين على تطبيق الفصل 16أو الفصل 18من هذا االتفاق.
-371ظهير شريف رقم 1.51.111صادر في 5شوا 3( 1014ماي )1994ييشر اتفاق اليقل ال وي الموقع بأوطاوا في
10ف راير 1912بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم كي ا.
218
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
طرف بالتنسيق من الطرف اآلخر من أجل تنظيم هذا المجال فوق تراب القيمي
الدولتين كرفي االتفاقية.
أ -اتفاقية بين حكومة المملكة المغربية وحكومة جمهورية مصر العربية
وألزمت االتفاقية من خالل الفقرة الثانية من ذات المادة على أن يمن كل طرف
متعاقد الطرف المتعاقد اآلخر الحقوق المبينة في هذا االتفاق بغرض تسيير خطوط
جوية دولية منتظمة على الطرق المحددة في القسم المخصص لذلك من جدول/
-372ظهير شريف رقم 1.44.310صادر في 1شوا 1( 1011يياير ،)1441بيشر االتفاق الموقع بالرباط في 13يونيو
1999بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم جمهوري مصر العربي في شأن الوموط ال وي بيذ إقليميهما وما وراءهما،
ال ري الرسمي ع د 0515بتاريخ 1441/43/41الصفح .114
-373الماد 3مذ االتفاقي الثيائي بيذ المملك المغربي جمهوري مصر العربي في شأن الوموط ال وي بيذ إقليميهما وما
وراءهما.
219
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
جداول الطرق الملحقة بهذا االتفاق .ويطلق على هذه الخطوط والطرق االخطوط
المتفق عليهاا واالطرق المحددةا على التوالي.
ونصت أيضا هذه االتفاقية على أن تتمتن مؤسسات النقل الجوي المعينة من
جانب كل طرف متعاقد أثناء تشغيلها خطا متفقا عليه على أي طريق محدد
باإلضافة إلى الحقوق الموضحة في الفقرة ( )1من هذه المادة بالحق في الهبوط في
إقليم الطرف المتعاقد اآلخر في النقاط المحددة لهذا الطريق في جدول الطرق
الجوية الملحق بهذا االتفاق وذلك لغرض أخذ وإنزال ركاب وبضائن بما فيها
البريد.374
وقد فصلت المادة 11من نفس االتفاقية كل ما يتعلق بأمن الطيران بين البلدينل
حيث التزم الطرفان بحماية أمن الطيران المدني ضد أفعال التدخل غير المشروع
يشكل جزءا ال يتجزأ من هذا االتفاقل ويقوم الطرفان المتعاقدان على وجه التحديد
بالعمل وفقا ألحكام االتفاقية الخاصة بالجرائم وبعض األفعال األخرى التي ترتكب
على متن الطائرات والموقعة في طوكيو في 14شتنبر 1963م375ل واالتفاقية
الخاصة بقمن االستيالء غير المشروع على الطائرات والموقعة في الهاي في 16
ديسمبر 1971م376ل واتفاقية قمن األفعال غير المشروعة ضد سالمة الطيران
المدني والموقعة في مونتلاير في 23شتنبر 1971م377ل بروتوكول قمن أعمال
العنف المحظورة بمطارات الطيران المدني الدوليل المصادق عليه بمونتلاير
بتاريا 24فبراير 3781988ل وكل اتفاق يهم أمن الطيران المدني الذي يصادق
عليه الطرفان فيما بعد.
-374الفقر ( )1مذ الماد 3مذ االتفاقي الثيائي بيذ المملك المغربي جمهوري مصر العربي في شأن الوموط
ال وي بيذ إقليميهما وما وراءهما.
-375االتفاقي الواص بال رائم وبعض األفعا األخرى التي ترتكب على متذ المائرا والموقع في طوكيو في 10شتي ر
1913م
-376االتفاقي الواص بقمع االستيالء غير المشرو على المائرا والموقع في الهاي في 11ديسم ر 1914م.
-377اتفاقي قمع األفعا غير المشروع ض سالم الميران الم ني والموقع في مونتريا في 13شتي ر 1911م.
-378بروتوكو قمع أعما العيف المحظور بممارا الميران الم ني ال ولي ،المصادق عليه بمونتريا بتاريخ 10
ف راير .1955
211
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وقد نصت الفقرة الثانية من نفس المادة على أن يقوم الطرفان المتعاقدانل عند
الطلبل بتقديم كافة المساعدات الالزمة لبعضها اآلخر لمنن االستيالء غير المشروع
على الطائرات المدنية واألفعال األخرى غير المشروعة ضد سالمة تلك الطائرات
وركابها وطواقمها وضد سالمة المطارات وتسهيالت المالحة الجوية وأي تهديد
آخر ألمن الطيران المدني.379
أما الفقرة الثالثة من نفس المادة فألزمت على الطرفان المتعاقدين في عالقتهما
المتبادلةل مراعاة أحكام أمن الطيران الموضوعة من قبل المنظمة الدولية للطيران
المدني والمعينة كمالحق التفاقية الطيران المدني الدولي وذلك إلى المدى الذي
تنطبق فيه هذه األحكام عليهما وأن يطلب الطرفان المتعاقدان من مشغلي الطائرات
المسجلة لديهم أو مشغلي الطائرات الكائنة بمقر أعمالهم الرئيسية أو إقامتهم الدائمة
في إقليميهما وكذلك مشغلي المطارات في إقليميهما العمل طبقا ألحكام أمن الطيران
المذكورة.380
وأخيرا فقد التزم الطرفان أيضا في حالة حدوث أو تهديد بحدوث استيالء غير
مشروع على طائرة مدنية أو أي أفعال أخرى غير مشروعة ضد سالمة تلك
الطائرة وركابها وطاقمها وضد المطارات أو تسهيالت المالحة الجويةل يتوجب
على الطرفين المتعاقدين أن يساعد كل منهما اآلخر بتسهيل االتصاالت واإلجراءات
المناسبة األخرى إلنهاء مثل تلك الحوادث أو التهديد بحدوثها بسرعة وأمان وإلى
الحد الذي يمكن تطبيقه في مثل هذه الظروف.381
ب -االتفاق المتعلق بالنقل الجوي وملحقه بين المملكة المغربية والجمهورية
العراقية
-379الفقر ( )1مذ الماد 3مذ االتفاقي الثيائي بيذ المملك المغربي جمهوري مصر العربي في شأن الوموط ال وي بيذ
إقليميهما وما وراءهما.
-380الفقر ( )3مذ الماد 3مذ االتفاقي الثيائي بيذ المملك المغربي جمهوري مصر العربي في شأن الوموط ال وي بيذ
إقليميهما وما وراءهما.
-381الفقر 2مذ الماد 11مذ االتفاقي .
211
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
لقد أبرمت هذه االتفاقية بين المملكة المغربية والجمهورية العراقية لتنظيم ما
يتعلق بالنقل الجوي382ل حيث نصت من خالل مقتضيات المادة الثانيةل على أن
يمن كل فريق متعاقد الفريق المتعاقد اآلخر الحقوق المعينة في هذا االتفاق بغية
إنشاء خطوط جوية دولية منتظمة على الطرق المحددة في ملحق هذا االتفاقل
وسيطلق فيما بعد على هذه الخطوط والطرق االخطوط المتفق عليهاا واالطرق
المحددةا383؛
كما نصت أيضا من خالل مقتضيات الفقرة الثانية من نفس المادة على أن
تتمتن مؤسسة النقل الجوي التي يعينها كل من الفريقين المتعاقدين بالحقوق التالية
أثناء تشغيلها خطا جويا متفقا عليه على طرق محددة:384
أ -التحليق عبر إقليم الفريق المتعاقد اآلخر دون هبوط فيه؛
ج -الهبوط في اإلقليم المذكور في نقاط محددة لتلك الطريق في ملحق هذا
االتفاق بقصد إنزال وأخذ ما يشمله النقل الدولي من ركاب وشحن وبريد.
سارت االتفاقية المبرمة بين المملكة المغربية وجمهورية مصر من جهة وبين
المملكة المغربية والعراق من جهة ثانية في اتجاه االتفاقية النموذجية على المستوى
العربيل ذلك انه بقراءة مضمون هاتين االتفاقيتين يتض مدى أهميتها كعقد بين
طرفي العقد لتنظيم مجال الطيران المدنيل وهو أمر طبيعي بعد زيادة عدد الرحالت
بين المغرب وهذه األقطار العربية منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي ألسباب
متعددة أهمها زيادة نسب تنقل األشخاص بين هذه الدولل وأيضا زيادة حجم
المبادالت التجارية مما عزز مكانة الطيران المدني كآلية لتطوير البنى االقتصادية
بين هذه الدول.
-382ظهير شريف رقم 1.19.19صادر في 14جمادى األولى 15( 1399أبريل ،)1919بيشر االتفاق المتعلق
باليقل ال وي وملحقه الم رميذ بالرباط يوم 0ي الح 15( 1390دجي ر )1910بيذ المملك المغربي وال مهوري
العراقي .
-383الفقر األولى مذ مقتضيا الماد 1مذ االتفاقي المتعلق باليقل ال وي بيذ المملك المغربي وال مهوري العراقي .
-384الفقر الثاني مذ نفس الماد .
212
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
لقد أبرمت المملكة المغربية العديد من االتفاقية الثنائية من دول الخليج العربيل
والتي تمتد العالقات معها إلى ماضي ليس بالقصيرل جسد العالقة القوية بن المكلة
المغربية وجمين دول الخليج العربي بدون استثناءل وهو ما يفسر أهمية تنظيم مجال
الطيران المدني بين المملكة وهذه الدول.
وسوف نتطرق بالتحليل لبعض االتفاقيات الثنائية التي أبرمتها المملكة المغربية
في مجال تنظيم النقل الجويل السيما من كل من دولة الكويت العربية (أ)ل وأيضا
من سلطنة عمان (ب).
أبرمت المملكة المغربية اتفاقا من دولة الكويت يتعلق بتنظيم المجال الجوي
حيث وقعت مقتضياتها بتاريا 1ديسمبر 3851971ل وقد نصت صراحة من
خالل مقتضيات المادة ()2ل على أن يمن كل طرف متعاقد الطرف المتعاقد اآلخر
الحقوق المعينة في هذا االتفاق بغية إنشاء خطوط جوية دولية منتظمة على الطرق
المحددة في ملحق االتفاق .وسيطلق فيما بعد على هذه الخطوط والطرق االخطوط
المتفق عليهاا واالطرق المحددةا.
وجاء في الفقرة الثانية من نفس المادة على ضرورة مراعاة أحكام هذا االتفاقل
ملزمة أطراف االتفاقية تمتين مؤسسة النقل الجوي التي يعينها كل من الطرفين
المتعاقدين بالحقوق التالية أثناء تشغيلها خطا جويا متفقا عليه على طرق محددة:
أ) التحليق عبر إقليم الطرف المتعاقد اآلخر دون هبوط فيه؛
-385ظهير شريف رقم 1.53.335صادر في 11مذ ربيع األو 10( 1041نوفم ر ،)1951المتعلق بيشر
االتفاق ال وي الموقع بالرباط يوم ثاني ي الح 2( 1392ديسم ر )1912بيذ المملك المغربي ودول الكويت ،ال ري
الرسمي ع د 0431بتاريخ 1994/41/41الصفح .131
213
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ج) الهبوط في اإلقليم المذكور في نقط محددة لتلك الطريق في ملحق هذا
االتفاق بقصد إنزال وأخذ ما يشمله النقل الدولي من ركاب وشحن وبريد.
وأقرت بموجب الفقرة الرابعة من المادة الثانية من نفس االتفاقية على أنه يجوز
للشركة المعينة والمرخص لها على هذا النحول البدء في أي وقت باستثمار الخدمات
المتفق عليها شريطة أن تكون قد وضعت تعرفة وفقا ألحكام المادة التاسعة من هذا
االتفاق وأن تكون هذه التعرفة قد أصبحت نافذة بالنسبة لتلك الخدمة.
ومن خالل مقتضيات المادة الثامنة فقد أقرت هذه االتفاقية مجموعة من
الضمانات من اجل تبادل المعلومات بغية تحقيق األمن والسالمة للطيران لفائدة
طرفي العقدل حيث خولت لطرفي العقد تبادل سلطات الطيران لدي كل من الطرفين
-386الظهير شريف :رقم 1.94.141صادر في 11مذ محرم 13(1014ماي )1999ييشر االتفاق الم رم بمسقط في
10يياير 1952بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم سلمي عمان.
-387الفقر 1مذ الماد الثاني مذ االتفاق الم رم بمسقط في 10يياير 1952بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم سلمي
عمان.
-388الفقر 3مذ الماد الثاني مذ االتفاق الم رم بمسقط في 10يياير 1952بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم سلمي
عمان.
214
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
المتعاقدينل وفي أسرع وقت ممكنل المعلومات الخاصة بالتراخيص النافدة المفعول
والممنوح لشركة الطيران المعينة من قبل كل منهما لتقديم الخدمة إلى وعبر ومن
إقليم الطرف المتعاقد األخر؛ ويشمل ذلك على نسا من الشهادات والتراخيص
النافذة المفعول للخدمات على الطرق المحددة باإلضافة إلى تعديالت وأوامر اإلعفاء
المرخص بها.
شكلت العالقات بين المملكة المغربية ودول مجلس التعاون الخليجي عامة
امتداد للروابط التي جمعت بين شعوب هذه البلدان والشعب المغربيل ومثلت امتدادا
لعالقة تاريخية قديمة تطورت من مرور الوقت من جمين النواحي والمجاالتل بدءا
بالمجال االجتماعي واالقتصاديل وبالتالي فإن إبرام اتفاقيات ثنائية بين المملكة
المغربية ودول الخليج العربي لم يكن شكليا بقدر ما كان ضرورة ملحة لتنظيم
ورقابة مجال الطيران المدني بين هذه الدولل حفاظا على أمن وسالمة الطيران
بينهم جميعا.
شهدت العالقات المغربية من دول آسيا الشرقية تناميا مضطردا منذ بداية
ثمانيات القرن الماضي والذي شهد تطورا اقتصاديا هائال لمعظم دول شرق آسيال
وطبعت العالقات بينها وبين هذه الدول مجموعة من االعتبارات أهمها تنامي
المبادالت التجاريةل وتزايد تنقل األفراد بين كل من المملكة المغربية ودول شرق
آسيا على الخصوص.
215
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وسوف نقوم بقراءة تحليلية لمجموعة من االتفاقيات الثنائية المبرمة بين المملكة
المغربية ومجموعة من الدول المنتمية لشرق آسيال وتحديدا من كل من جمهورية
الصين الشعبية (أ)ل وأيضا وجمهورية اندونيسيا(ب).
أبرمت المملكة المغربية اتفاقية بشأن النقل الجوي المدني من جمهورية الصين
الشعبية في ابيكينا بتاريا 3ديسمبر 3891998ل حيث منحت هذه االتفاقية
مجموعة من الحقوق لفائدة طرفي االتفاقيةل إذ نصت صراحة على مجموعة هذه
الحقوق من خالل مقتضيات المادة 2بصري العبارة على من كل طرف متعاقد
لمؤسسة أو الطرف المتعاقد اآلخر الحقوق المعينة في هذا االتفاق لكي تسم
مؤسسات النقل الجوي المعينة للطرف المتعاقد اآلخر في إنشاء وتشغيل خدمات
جوية.390
كما نصت في الفقرة الثانية من نفس المادة على أن يمن كل طرف متعاقد
الطرف المتعاقد اآلخر الحقوق التالية بخصوص تشغيل الخدمات الجوية الدولية
المبرمجة من طرف مؤسسة أو مؤسسات النقل الجوي المعينة من لدن الطرف
المتعاقد اآلخر؛
وخولت حق العبور دون الهبوط في إقليم الطرف المتعاقد األول على طول
الطريق أو الطرق الجوية المحددة من طرف الطرف المتعاقد األول؛ وأيضا حق
الهبوط ألغراض غير تجارية على نقطة أو نقط على الطريق المحددة بإقليم الطرف
المتعاقد األول شريطة موافقة سلطات الطيران التابعة للطرف المتعاقد األول؛
وأخيرا حق الهبوط بإقليم الطرف اآلخر عند استغالل الطرق المعينة في ملحق هذا
االتفاق وذلك لغرض إركاب وإنزال الركاب والبضائن والبريد المنقولين على
الخطوط الدوليةل طبقا لمقتضيات هذا االتفاق.
-389ظهير شريف رقم 1.99.315صادر في 19مذ ربيع األو 11( 1011يونيو ،)1441بيشر االتفاق ب كيذ في 3
ديسم ر 1995بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم جمهوري الصيذ الشع ي بشأن اليقل ال وي الم ني ،ال ري الرسمي
ع د 0924بتاريخ 1441/11/45الصفح .3151
-390الماد 1مذ اتفاقي اليقل ال وي الم ني بيذ المملك المغربي و جمهوري الصيذ الشع ي .
216
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
وخصصت مقتضيات المادة 13لما يتعلق بأمن الطيران بين البلدين391ل حيث
نصت في الفقرة األولى من هذه المادة على ضرورة التزام كل طرف بحماية أمن
الطيران المدني من أفعال التدخل غير المشروع يشكل جزءا ال يتجزأ من هذا
االتفاق وبدون تقييد لعمومية حقوقهما والتزاماتهما بموجب القانون الدوليل فإنه على
الطرفين المتعاقدين أن يتصرفا وفقا ألحكام اتفاقية الجرائم وبعض األفعال األخرى
التي ترتكب على متن الطائراتل الموقن عليها في طوكيو بتاريا 14سبتمبر
3921963ل واتفاقية قمن االستيالء غير المشروع على الطائراتل الموقن عليها في
الهاي بتاريا 16ديسمبر 3931971ل واتفاقية قمن األفعال غير المشروعة التي
ترتكب ضد سالمة الطيران المدنيل الموقن عليها في مونتلاير بتاريا 23سبتمبر
3941971ل وكل اتفاقية متعددة األطراف تهم أمن الطيران المدني التي يصادق
عليها الطرفان فيما بعد.
وأقرت غي الفقرة الثاني من نفس المناداة على ضرورة أن يقدم الطرفان عند
الطلب كل المساعدة الضرورية إلى كل منهما لمنن أفعال االستيالءل غير المشروع
على الطائرات المدنية وغير ذلك من األفعال غير المشروعة التي ترتكب ضد
سالمة تلك الطائرات وركابها وطاقمهال والمطارات وتجهيزات وخدمات المالحة
الجويةل ولمنن أي تهديد آخر ضد أمن الطيران المدني.
-391الماد 13مذ اتفاقي اليقل ال وي الم ني بيذ المملك المغربي و جمهوري الصيذ الشع ي .
-392اتفاقي ال رائم وبعض األفعا األخرى التي ترتكب على متذ المائرا ،الموقع عليها في طوكيو بتاريخ 10س تم ر
.1913
-393اتفاقي قمع االستيالء غير المشرو على المائرا ،الموقع عليها في الهاي بتاريخ 11ديسم ر 1914
-394اتفاقي قمع األفعا غير المشروع التي ترتكب ض سالم الميران الم ني ،الموقع عليها في مونتريا بتاريخ 13
س تم ر .1911
-395الفقر الثالث مذ الماد 11مذ اتفاقي اليقل ال وي الم ني بيذ المملك المغربي و جمهوري الصيذ الشع ي .
217
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
المسجلة لديهما أو المستثمرين الذين يكون مركز أعمالهم الرئيسي أو محل إقامتهم
الرئيسي في إقليميهما ومستثمري المطارات الموجودة في إقليميهما باالنضباط
ألحكام أمن الطيران المذكورة.
كما أقرت الفقرة الرابعة من نفس المادة على ضرورة موافقة كل طرف متعاقد
على أنه يجوز إلزام هؤالء المستثمرين للطائرات بمراعاة أحكام أمن الطيران
المشار إليها في الفقرة 3أعاله396ل والتي يقتضيها الطرف اآلخر بالنسبة للدخول
إلى إقليم الطرف المتعاقد اآلخر أو مغادرته أو أثناء التواجد فيه .وعلى كل طرف
متعاقدل أن يتأكد من التطبيق الفعال لإلجراءات المالئمة داخل إقليمهل من أجل
حماية الطائراتل وضمان تفتيش الركاب والطاقم واألمتعة اليدوية والحقائب
و البضائن ومؤن الطائرات قبل وأثناء صعود الركاب أو تحميل البضائنل وعلى كل
طرف متعاقدل أن ينظر بعين العطف ألي طلب من الطرف المتعاقد اآلخر قصد
اتخاذ إجراءات أمنية خاصة ومعقولة لمواجهة تهديد ما.
وأخيرا نصت الفقرة الخامسة من نفس المادة على حماية الطيران لدى الدولتين
في حالة وقوع حادث أو تهديد بواقعة من وقائن االستيالء397ل غير المشروع على
الطائرات المدنيةل أو أي أفعال غير مشروعة أخرى ضد سالمة تلك الطائرات
وركابها وطاقمها وكذا ضد المطارات وتجهيزات وخدمات المالحة الجوية فعلى كل
طرف أن يساعد الطرف اآلخر عن طريق تسهيل االتصاالت وغير ذلك من
التدابير المالئمة التي تستهدف اإلسراع في إنهاء الواقعة أو التهديد بوقوعها بسرعة
وأمان.
ما يستشف من خالل قراءة هذه االتفاقية أن الجانب االقتصادي يطغى على
أهمية إبرام هذه االتفاقية بين المغرب والصين الشعبيةل ونعتقد أن هذه االتفاقية
شكلت لبنة في تعزيز العالقات االقتصادية بين الدولتينل والتي تجسدت من مرور
الوقت وأصبحت تمثل أساس الشراكة االقتصادية بين البلدينل هذه الشراكة التي
218
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
أخذت في التطور وأصبحت تمثل نموذجا على المستوى اإلفريقيل وطبيعي أن يتم
تحيين هذه االتفاقيات من قوى عظمى كالصين الشعبية من اجل مواكبة التطور
الذي يشهده العالم في مجال الطيران المدني.
أبرمت المملكة المغربية اتفاقية ثنائية بينها وبين جمهورية أندونيسيا بجاكرتا
بتاريا 14مارس 1997بشأن النقل الجوي بين البلدين .398وقد نصت االتفاقية
من خالل المادة الثانية بمجموعة من الحقوقل أهمها من كل طرف متعاقد الطرف
المتعاقد اآلخر الحقوق المعينة في هذا االتفاق إلنشاء خدمات جوية على الطرق
المحددة في الملحق .وكذا أن تتمتن المؤسسة المعينة لكل من الطرفين المتعاقدين
باالمتيازات التالية:
ج -الهبوط بإقليم الطرف اآلخر عند استغالل الطرق المعينة في ملحق هذا
االتفاق وذلك لغرض وإنزال ونقل الركاب والبضائن والبريد المنقولين على
الخطوط الدولية وفقا ألحكام ملحق هذا االتفاقل من أو إلى إقليم الطرف المتعاقد
اآلخر.
ونصت من خالل المادة 8من االتفاقية على كل ما يتعلق بأمن الطيران بين
البلدينل حيث أكد الطرفان تمشيا من حقوقهما بموجب القانون الدولي399ل على أن
التزام كل منهما نحو اآلخر بحماية أمن الطيران المدني من أفعال التدخل غير
المشروع يشكل جزءا ال يتجزأ من هذا االتفاقل وبدون تقييد لعمومية حقوقهما
والتزاماتهما بموجب القانون الدوليل فإن على الطرفين المتعاقدين أن يتصرفا وفقا
-398ظهير شريف رقم 1.99.122صادر في 11مذ شع ان 13( 1011نوفم ر ،)1441بيشر االتفاق بشأن اليقل
ال وي الموقع ب اكرتا في 10مارس 1991بيذ حكوم المملك المغربي وحكوم جمهوري إن ونيسيا ،ال ري الرسمي
ع د 0992بتاريخ 1441/40/12الصفح .911
-399الماد 5مذ االتفاقي بشأن اليقل ال وي الموقع ب اكرتا الموقع بيذ المملك المغربي وحكوم جمهوري إن ونيسيا.
219
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
ألحكام اتفاقية الجرائم وبعض األفعال األخرى التي ترتكب على متن الطائراتل
الموقن عليها في طوكيو بتاريا 14سبتمبر 4001963ل واتفاقية قمن االستيالء غير
المشروع على الطائراتل الموقن عليها في الهاي بتاريا 16ديسمبر 4011971ل
واتفاقية قمن األفعال غير المشروعة التي ترتكب ضد سالمة الطيران المدنيل
الموقن عليها في مونتلاير بتاريا 23سبتمبر 4021971ل وكل اتفاقية تهم أمن
الطيران المدني التي يصادق عليها الطرفان فيما بعد.
والتزام الطرفان بموجب الفقرة الثانية من نفس المادة على ضرورة أن يقدم
الطرفانل عند الطلبل كل المساعدة الضرورية إلى كل منهما لمنن أفعال االستيالء
غير المشروع على الطائرات المدنية وغير ذلك من األفعال غير المشروعة التي
ترتكب ضد سالمة تلك الطائرات وركابها وطواقمهال والمطارات وتجهيزات
وخدمات المالحة الجويةل ولمنن أي تهديد آخر ضد أمن الطيران المدني.403
وبموجب الفقرة الثالثة من نفس المادة على أن يتصرف الطرفان وفي العالقات
المتبادلة فيما بينهمال وفقا ألحكام أمن الطيران الموضوعة من جانب منظمة
الطيران المدني الدولي والمحددة في صورة مالحق التفاقية الطيران المدني الدولي
بقدر ما تكون تلك األحكام األمنية سارية على الطرفين .كما يتعين على الطرفين
المتعاقدين إلزام مستثمري الطائرات المسجلة لديهما أو المستثمرين الذين يكون
مركز أعمالهم الرئيسي أو محل إقامتهم الرئيسي في إقليميهمال ومستثمري
المطارات الموجودة في إقليميهمال باالنضباط ألحكام أمن الطيران المذكورة.
وقد أقر الطرفان بضرورة موافقتهم على أنه يجوز إلزام هؤالء المستثمرين
للطائرات بمراعاة أحكام أمن الطيران المشار إليها في الفقرة 3أعالهل والتي
-400اتفاقي ال رائم وبعض األفعا األخرى التي ترتكب على متذ المائرا ،الموقع عليها في طوكيو بتاريخ 10س تم ر
.1913
-401اتفاقي قمع االستيالء غير المشرو على المائرا ،الموقع عليها في الهاي بتاريخ 11ديسم ر .1914
-402اتفاقي قمع األفعا غير المشروع التي ترتكب ض سالم الميران الم ني ،الموقع عليها في مونتريا بتاريخ 13
س تم ر .1911
-403الفقر الثاني مذ الماد 5مذ االتفاقي بشأن اليقل ال وي الموقع ب اكرتا الموقع بيذ المملك المغربي وحكوم
جمهوري إن ونيسيا.
221
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
يقتضيها الطرف اآلخر بالنسبة للدخول إلى إقليم الطرف المتعاقد اآلخر أو مغادرته
أو أثناء التواجد فيه.404
كما أقرت الفقرة الخامس من نفس المادة على كل طرف متعاقدل أن يتأكد من
التطبيق الفعال لإلجراءات المالئمة داخل إقليمهل من أجل حماية الطائراتل وضمان
تفتيش الركابل والطاقمل واألمتعة اليدويةل والحقائب والبضائنل ومؤن الطائرات
قبل وأثناء صعود الركاب أو تحميل البضائنل وعلى كل طرف متعاقدل أن ينظر
بعين العطف ألي طلب من الطرف المتعاقد اآلخر قصد اتخاذ إجراءات أمنية
خاصة ومعقولة لمواجهة تهديد ما.
ما يمكن قوله أن هذه االتفاقية سارت في نفس االتجاه والغاية التي أبرمت من
اجلها العديد من االتفاقيات الثنائية في مجال الطيران المدينل وهو ما يكرس أهمية
التنسيق بين الدول في مجال الطيران المدينل من خالل تبيان التزامات أطراف
االتفاقيةل مما يوض العالقة بين الدولتين والتزاماتهما في مجال الطيران المدني.
ونعتقد أن إبرام االتفاقية الثنائية بين المغرب ومجموعة من الدول عبر العالمل
كان من أجل وضن أسس لتنظيم الطيران المدني بينه وبين هذه الدولل وتبيان
العالقة التعاقدية من خالل التنصيص على التزامات طرفي االتفاقية كالتزامات
موجبة من اجل ضمان سالمة الطيران المدني.
221
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
نافلة القول أن تعزيز قدرات المغرب في مجال الطيران المدني فضر عليه منذ
االستقالل االنخراط في اإلستراتيجية الدولية في مجال تطوير النقل المدني سواء من
حيث تعزيز األسطول الجوي بوسائل النقل الجوي واللوجستيك المرتبط بها سواء
من خالل المصادقة على المعاهدات الدولية التي تنظم هذا المجالل أو من خالل
إبرام مجموعة من االتفاقيات الثنائية من دول العالم من أجل الرقي بسالمة وأمن
الطيران المدني.
في هذا السياق وباستقراء مختلف االتفاقيات الثنائية يتض أن توجه المملكة
المغربية نحو إبرام العديد من االتفاقية الثنائية أفرز العديد من االلتزامات كما سبق
وان رانيال أهمها يتمحور حول التنسيق بين أطراف االتفاقية في كل ما يتعلق
بالطيران المدني بين الدولتين.
أخيرال وإن ظهر من خالل مجموعة االتفاقية الثنائية حرصت المملكة المغربية
وباقي األطراف المتعاقدة على ضمان سالمة الطيران المدني من خالل التنسيق
وتكثيف التعاون في مجالهل فان الجيل الجديد من االتفاقيات في مجال الطيران
المدني سيفرض تبيان المسؤوليات الناشئة على إبرام أي اتفاقية بما فيها إدراج
الشركات المصنعة ألجزاء الطائرات من أجل تكريس وضمان سالمة امن
222
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
الطائرات المدنيةل خاصة من ما شهده العام مؤخرا من حوادث طيران أودت بحياة
المئات من األشخاص عبر مختلف أقطار العالم.
223
للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد / 21السنة الرابعة 1212 مجلة عدالة
224
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
225
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
226
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
407
- TANDEAU DE MARSAC, (-S), quel droit pour les fintech ,in Le financier, le juriste et
le geek: Les défis des métiers du conseil, du chiffre et du droit, Ed Maxima,2018 , p 205
408
- WIEL (-L), l’impact des fintech sur la structure des marchés bancaires, Rev d’économie
financier, 2019/3 N° 135 , p 185
227
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
228
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
A- Les services
Les offres de services financiers ou bancaires proposées
par les fintech peuvent être classées en trois catégories
différentes : les services de paiement (paiement mobile), les
services de financement (financement participatif) et les services
d’investissement (Trading Haute Fréquence) .
229
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
B- Les produits
Les produit sont traditionnellement des bien tels que la
monnaie notamment l’euro ou le dollar ou encore les titres
comme les actions et les obligations. Leur support réside dans le
papier ou des inscriptions en compte, la technologie de
l’information et de la communication fait émerger la fintch, et
avec elle crypto-monnaie et les actifs numériques permettant
de lever le fond412.
C- L’intermédiation
Les banques et les établissements de crédits, autrefois
considérées comme un des secteurs financiers les plus
411
- LE FUR (A-V) ,LE CROWDFUNDING : LE CADRE JURIDIQUE NATIONAL ET
LE FUTUR CADRE EUROPÉEN, Droit et Patrimoine, Nº 274, 1er novembre 2017,p12
412
- Bonneau(Th), Verbiest (Th) , Fintech et droit : Quelle régulation pour les nouveaux
entrants du secteur bancaire et financier ?,E:Revue Banque , 2e édition 2020,p25
231
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Bibliographie
231
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
232
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
413
- Organisation mondiale de la santé (OMS), COVID-19 : questions-réponses : Les
coronavirus forment une vaste famille de virus qui peuvent être pathogènes chez l’homme et
chez l’animal. On sait que, chez l’être humain, plusieurs coronavirus peuvent entraîner des
infections respiratoires dont les manifestations vont du simple rhume à des maladies plus
233
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
234
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
416
- Idem
417
- Art, 21. Al 2 de la nouvelle constitution : Les pouvoirs publics assurent la sécurité des
populations et du territoire national, dans le respect des libertés et des droits fondamentaux
garantis à tous.
418
- Observatoire de l’OIT, 2ème édition : le COVID-19 et le monde du travail
https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/---dgreports/---
dcomm/documents/briefingnote/wcms_740982.pdf
235
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
419
- Art 3,4 de décret-loi n° 2.20.292 édictant des dispositions relatives à l’état d’urgence
sanitaire au Maroc.
236
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
237
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
423
- Daniel BERT, Droit des obligations, édition 2016.
424
- Abdelaziz ElARAARI, La théorie du contrat, édition 2016
425
- Jurisprudence : Face aux positions divergentes des différentes formations de la cour de la
cassation, l’Assemblée plénière est venue mettre un terme à cette position en donnant une
définition unitaire de la force majeure (commune aux responsabilités contractuelle et
extracontractuelle). Ainsi, dans deux arrêts rendus le 14 avril 2006, n° s 04-18.902 et 02-
11.168, l’Assemblée plénière a posé la définition suivante : « si la faute de la victime
n’exonère totalement le gardien qu’à la condition de présenter les caractères d’un événement
de force majeure, cette exigence est satisfaite lorsque cette faute présente, lors de l’accident,
un caractère imprévisible et irrésistible ». Ces arrêts mettent un terme à cette divergence qui
existait au sujet de la définition de la force majeure. Toutefois, des incertitudes persistent. En
effet, le choix opéré par la Cour de cassation suscite encore des réflexions dans la mesure où
la Cour de cassation est venue préciser dans un communiqué que le triptyque classique était
maintenu, et que l’extériorité était sous-entendue. C’est ainsi que la jurisprudence postérieure
semble s’être consolidée autour de la nécessité de la réunion des trois conditions:
imprévisibilité, irrésistibilité et extériorité.
426
- P. JOURDAIN, force majeure : l’incertitude demeure après les arrêts d’Assemblée
plénière, RTD civ. 2006, p. 775.
238
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
427
- En droit chinois : Aux termes de l’article 180 du code civil chinois, si des obligations
civiles ne peuvent être exécutées en raison d’un cas de force majeure, aucune
responsabilité civile n’est engagée. Si la loi en dispose autrement, ces dispositions d’une
loi spéciale doivent être respectées. La force majeure est une situation objective qui est
imprévisible, inévitable et insurmontable.
428
- 1218 du code civil français il y a force majeure en matière contractuelle lorsqu’un
événement échappant au contrôle du débiteur ne pouvait être raisonnablement prévu lors de la
conclusion du contrat, dont les effets ne peuvent être évités par des mesures appropriées, et
qui empêche l’exécution de son obligation par le débiteur.
429
- Besançon, 8 janv. 2014, n° 12/0229.
430
- Nancy, 22 nov. 2010, n° 09/00003.
431
- Basse-Terre, 17 déc. 2018, n° 17/00739.
239
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
432
- Khalid BOUKAICH, op.cit, page 62
433
- Art, 230 du dahir formant code des obligations et contrats
434
- Art, 723 du dahir formant code des obligations et contrats
241
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
435
- Le contrat de travail n’est pas un contrat comme les autres et, comme tel, il réagit de
manière spécifique aux périodes de crise. Le lecteur pourra faire cette expérience : dans les
manuels de droit du travail 1,
436
- C. civ., art. 1163.
241
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Ce qu’il faut savoir_ Le Covid-19 est entré dans nos vies par
effraction, personne n’a voté pour lui et pourtant, il est bien
présent dans notre quotidien dans cette période si difficile, nos
vies ont été brutalement bouleversées, nos routines de travail
radicalement transformés. Il ne s’agit pas seulement d’une crise
sanitaire, c’est aussi une urgence économique et une crise du
marché du travail. L’Etat marocain présidé par Sa majesté le Roi
Mohamed 6 que Dieu l’assiste, jusqu’à maintenant gère
efficacement et avec autant de sagesse les choses. Il fait du bon
travail sur le plan légal, le décret-loi n° 2.20.292 438édictant des
dispositions relatives à l’état d’urgence sanitaire a été publié le
mardi 24 mars au Bulletin officiel a permis au gouvernement
d’adopter diverses mesures par le biais de (convention,
communiqué, circulaire de ministère et circulaire de presse).
Afin de faire face à l’impact social du confinement sur une
partie de la population. L’une de ces mesures le Guide439 du
Ministère de Travail et de l’insertion professionnelle qui a
437
- Grégoire Duchange « La modification unilatérale du contrat de travail par l’employeur
», AJ contrat 2020.
438
- http://www.sgg.gov.ma/Portals/1/BO/2020/BO_6867-bis_Ar.pdf?ver=2020-03-24-
102522-043
439
- https://www.travail.gov.ma/wp-content/uploads/2020/03/Guide-FR.pdf
242
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
440
- Art. 251 de la loi 65-99 : Le salarié ayant au moins six mois de service continu dans la
même entreprise ou chez le même employeur et dont le contrat est rompu avant qu'il n'ait pu
bénéficier de la totalité du congé annuel payé ou, le cas échéant, des congés annuels payés
afférents aux 2 années antérieures auxquels il avait droit, doit recevoir une indemnité
compensatrice pour le congé annuel payé ou les fractions des congés dont il n'a pas bénéficié.
Tout mois de travail entamé par le salarié est considéré comme mois entier et entre en ligne
de compte pour le calcul de l'indemnité compensatrice du congé annuel payé.
441
Le principe est consacré par la convention n° 52 de l’OIT du 24 juin 1936 et l’article 7 de
la déclaration universelle des droits de l’Homme de 1948, le droit pour tout salarié à un congé
annuel payé est éigé au rang de droit fondamental intangible.
243
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
244
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
444
- L. 3141-14 du code du travail français.
445
- Guide explicatif : Est-ce que les salariés peuvent bénéficier d’autres congés ?
446
https://www.travail.gov.ma/wp-content/uploads/2020/03/Guide-FR.pdf
447
Caroline Dechristé, Coronavirus : mesures d’urgence en matière de congés payés, de
durée du travail et de jours de repos. Edi Dalloz,15/04/2020
448
https://www.travail.gov.ma/wp-content/uploads/2020/03/Guide-FR.pdf
245
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
449
Khalid BOUKAICH, le droit du travail au Maroc relations individuelles relations
collectives 2ème édition revue et augmentée 2020, p.142
450
Gérard Vachet, Durée du travail (I – Réglementation du temps du travail), Répertoire
Dalloz,2013,n° 15.
246
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
60 Jours continus ou
discontinus par an Plus de 60 jours par an
_ Applicables automatiquement après -Accord avec les délégués des salariés et les
consultation des délégués des salariés et représentants syndicaux ;
des représentants syndicaux -A défaut, autorisation du gouverneur.
_ Garantie de 50 % du salaire normal.
451
- L’article 67 de la loi 65-99 relative au code du travail
452
- Khalid BOUKAICH, op.cit, page p.148
453
- file:///C:/Users/hakim/Downloads/D%C3%A9cret-n%C2%B02020-325-du-25-mars-
2020-activit%C3%A9-partielle.pdf
247
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
454
- Art. 1et 2 de décret n° 2020-325 du 25 mars 2020 relatif à l’activité partielle
455
- Art premier mesure 1 de la convention portant sur l’accompagnement des secteurs
vulnérables aux chocs induits par la pandémie du CORONAVIRUS (COVID-19)
248
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
456
- Khalid BOUKAICH. Despido disciplinario ; un analinas desdo la perspectiva del
derecho laboral marroqui ? Revista General de Derecho del Trabajo y de la Segeridad Social
N°44/2016, P.394, résumé sur le site web : http://www.iustel.com/v2/revistas/
detalle_revista.asp?id_noticia=418128
457
- Le décret n°2-19-718 du 03 mars 2020 pris pour l’application des dispositions de l’article
26 du dahir portant loi n°1-72-184 du 27 juillet 1972 relatif au régime du sécurité sociale
249
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
251
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
458
- L’article 20, 21, 22,24 de la constitution marocaine de 2011
459
- La convention OIT n° 155 concernant la santé et la sécurité des travailleurs au milieu du
travail ; Convention OIT n° 187 sur le cadre promotionnel pour la santé et sécurité au travail,
2006
460
- https://www.travail.gov.ma/wp-content/uploads/2020/03/Version-Fr-Mini-book-1.pdf
461
- Art. 289 de la loi 65-99 relative au code du travail.
251
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
462
- Art 282 de la loi 65-99 relative au code du travail.
252
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
463
- Soc. 12 oct. 2017, n° 16-18.836, Dalloz jurisprudence.
464
- https://www.travail.gov.ma/wp-content/uploads/2020/03/Guide-FR.pdf
253
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
465
- La protection sociale constitue l’un droits humains fondamentaux. Ce droit est consacré
par les conventions de l’Organisation des Nations-Unies (ONU), de l’Organisation
Internationale du Travail (OIT) ou de l’Organisation Mondiale de la Santé (OMS).
Régi par le Dahir n° 1-72-184 du 27 juillet 1972, actualisé par la Loi n° 17.02 en 2004 ; •
Inspiré des principes de la convention n° 102 de l'organisation internationale du travail
relative à la sécurité sociale.
466
- https://rabat.eregulations.org/media/Receuil%20des%20textes%20legislatifs.pdf
254
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
255
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
467
- Grégory SAINT MICHEL et Nadja DIAZ, Coronavirus : salarié en Uber forme,
Dalloz n°19-13.316 D, 2020
256
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
BIBLIOGRAPHIE
257
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
258
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
INTRODUCTION
259
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
261
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
469
- J. STUART MILL, le gouvernement représentatif, traduit en français par D. White, Paris,
édition Guillaumin C. Librairies.1862, p.330.
470
- F. TROGER, 1995, Services publics : faire ou déléguer, Vuibert, 1995, p. 5.
261
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
471
- Voir J.F AUBY, Les services publics locaux, Berger-Levrault, 1997.
262
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
472
- S. PETITET, « Les services publics locaux : territoires et modèles de l’action publique
locale » (en ligne), BELTRAN Alain (dir.), Mémoire HDR, Aménagement et Urbanisme,
Université Lumière Lyon 2, 2001. p.46 Disponible sur : https://tel.archives-ouvertes.fr
473
- Jacques Chevallier souligne à juste titre que « nulle part ailleurs qu’en France, la notion
de service public n’a pris une telle importance ». Elle a été « érigée à la hauteur d’un
véritable mythe, c’est-à-dire une de ces images fondatrices, polarisant les croyances et
condensant les affects, sur lesquels prend appui l’identité collective », (1997, p.3), cité par
Jean-Sébastien PLICZER, « La notion de service public », in INFORMATIONS SOCIALES
2010/2, n° 158, p.6
474
- J. CARLES et J. DUPUIS, « Service public local : Gestion publique, gestion privée »,
Nouvelles éditions Fiduciaires, 1989, p.40.
263
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
475
- S. PETITET, op.cit.
264
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
476
- J. SAYAH, « Quelques remarques sur les principes directeurs pour les services publics
locaux en Europe ». In Le service public local, éd. PUG, 1998, pp. 121-132.
265
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
477
- Loi organique n° 113-14, promulguée par le Dahir n° 1-15-85 du 20 ramadan 1436 (07
juillet 2015), BO n° 6440 du 09 Joumada Ier 1437 (18 février 2016).
266
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
267
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
268
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
271
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
272
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
480
- W. DILLINGER, 1994, Decentralization and its Implications for Urban Service
Delivery, Washington, The World Bank, 39 p. (« Urban Management Programme
Discussion Paper », 16).
481
- A. LEFTWITCH, (1993). Governance, democracy and development in the Third
World.Third World Quarterly, 14(3), 1993.
273
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
482
- R. CROOK et A. SVERRISSON, 2001, Decentralisation and Poverty-alleviation in
Developing Countries: a Comparative Analysis or, is West Bengal unique?Brighton, Institute
of Development Studies, 60 p. (« IDS Working Paper », 130).
274
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
483
- X. GREFFE, La décentralisation, Coll. repères, Ed. La Découverte, Paris 1992, p.33
276
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
484
- Idem, p. 23.
277
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
485
- P. TEISSERENC, Les collectivités territoriales dans le développement local. Paris, 1988,
CNFPT, Recherche et Développement, p. 189-192.
486
- M. ZOUITEN, « L’unité de la ville : quelle politique de la ville dans la nouvelle
gouvernance urbaine » in Les nouveaux métiers de la ville, Des métiers pour une gestion
urbaine rénovée, Edition L’Harmattan INAU, Rabat, 2003, p. 193.
487
- J. CHEVALLIER, « L'état régulateur. », Revue française d'administration publique
3/2004 (no111), p. 473-482.
278
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
279
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
281
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
490
- X. GREFFE, op. Cit., p. 23
281
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
491
- Rapport du Conseil économique et social, « Aménagement du territoire, services publics
et service au public » (janvier 2006).
282
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
492
- O. AZFAR, S. KÄHKÖNEN, A. LANYI, P. MEAGHER et D. RUTHEFORD,
“Decentralization, governance and public services: The impact of institutional
arrangements”,Center for Institutional Reform and the Informal Sector, University of
Maryland, Working Paper No. 255. 1999.
493
- F. HAYEK, The use of knowledge in society. American Economic Review, 35, 1945, pp.
519-530.
283
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
494
- A. De TOCQUEVILLE, (1840). De la démocratie en Amérique II. Paris : Les Éditions
Gallimard, 1992. Collection : Bibliothèque de la Pléiade (tome I, pp. 507-1193)
284
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
285
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
286
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
RÉFÉRENCES BIBLIOGRAPHIQUES :
- W. DILLINGER, Decentralization and its Implications for
Urban Service Delivery, Washington, The World Bank,
(« Urban Management Programme Discussion Paper »,) 1994.
- X. GREFFE, La décentralisation, Coll. repères, Ed. La
Découverte, Paris 1992.
287
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
288
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
289
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
291
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
495
- A. Riad, « L’e-gov au service des opérateurs marocains », Les guides CGEM, 2009, p.5
291
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Mots clés :
Introduction
496
- L. Roux, « L'administration électronique : un vecteur de qualité de service pour les
usagers ? », Informations sociales, 2010, p.20
292
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Problématique
Hypothèses
497
- L. Roux, op.cit., p.1
293
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Modernisation de l’administration ;
294
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
295
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
498
- Conseil économique, social et environnemental, « La transformation digitale au cœur du
service au citoyen et pour un développement économique fort », Focus du rapport annuel,
2016, p.3
499
- A. DIABAGATE, « E-Gouvernement : modélisation d’un système d’information
décisionnel intégrant les concepts de l’intelligence artificielle, de Big Data et de data science
pour une gouvernance efficace des marchés publics », thèse de doctorat, faculté des sciences
et techniques, Tanger, 2016, p.28
296
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
297
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
298
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
503
- G. Chatillon , « L’administration électronique », Revue internationale de droit comparé,
2006, p.678
504
- A. Benchenna, « L’administration électronique au Maroc : entre exigences internationales
et réalités nationales », Les Enjeux de l’Information et de la Communication, n°11, 2010, p.15
299
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
505
- Khédija ZAMMOURI (Directeur général de l’unité de l’administration électronique à
Tunisie), exposé sur « L’administration électronique en Tunisie : perspectives et défis »
devant le premier ministre tunisien le 12 et 13 mars 2007
311
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
311
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
506
- S. Assar et I. Boughzala, « Administration électronique : constats et perspectives »,
éditions Lavoisier, paris, 2007, p.20
507
- S. Assar et I. Boughzala, Ibid., p.140
312
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
313
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
508
- Https://portail.portnet.ma/fr/lagence-du-developpement-numerique-en-marche (consulté
le 17 mars 2019 à 01.25h)
509
- Intervention de directeur général de l'agence, Mohamed idrissi meliani lors de la 3ième
session du conseil d'administration de l'agence de développement du digital lundi 12/12/2019
à Rabat
314
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
510
-https://www.medias24.com/voici-les-orientations-2020-2025-pour-le-developpement-du-
digital-au-maroc-6917.html (Consulté le 25 janvier 2020 à 02.30h)
315
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
316
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
512
- K. Rölke, « Etude comparative des stratégies de transformation numérique de
l’administration publique », programme de coopération Maroc-union européenne, volume 2,
Mars 2018, p.165
317
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
318
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
515
- Ministère de la réforme de l'administration et de la fonction publique, « Référentiel de
l’organisation du prix national de l’administration électronique », 12ième édition, 2018
516
- H. Amélie, « L'e-administration et la gestion de la relation aux citoyens : l'exemple des
services scolaires », Paris, éditions l'Harmattan, 2015, p.8
319
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
517
- Ministère de la réforme de l'administration et de la fonction publique, op.cit
311
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
• Service personnalisé.
518
- Australia. National office for the information economy/DMR consulting, « E-government
benefits study », 2003, p.15
311
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
519
- Gilles St-Amant, « Gouvernement en ligne cadre d'évolution de l'administration
électronique », publié dans système d’information et management, Volume 10 numéro 1,
2005, p.12
312
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
520
- O. Vacchino, « Vers l'e-gouvernance : pour une nouvelle administration numérique »,
CNDP, 2013, p.21
521
- Mémoire de fin d’étude, « Les NTIC et la modernisation de l’administration au Maroc »,
économie et gestion, 2012, p.45 (disponible en ligne https://wikimemoires.net/2012/02/ntic-
et-administration)
313
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Contexte pratique :
522
- Mémoire de fin d’étude, « Les NTIC et la modernisation de l’administration au Maroc »,
op.cit., p.45
314
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
315
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Indice infrastructure TI
Année 2010 2012 2014 2016 2018 2020
Indice 0.1769 0.2772 0.3350 0.3429 0.3697 0.58
infrastructure
TI
Tableau N°2 : Indice infrastructure TI entre 2010 et 2020
316
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
523
- Http://www.egov.ma/fr/indicateurs-egov (consulté le 12 Avril 2019 à 01h)
524
- Cour des comptes, « Evaluation des services publics en ligne », rapport, 2019, p.27
317
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
318
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
525
- Tableau de bord du marché de l’internet de l’observatoire de l’ANRT
319
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Année
526
- Tableau de bord du domaine .ma de l’observatoire de l’ANRT
527
- Tableau de bord du marché de la téléphonie mobile de l’observatoire de l’ANRT
321
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Conclusion
528
- Tableau de bord du marché de la téléphonie fixe de l’observatoire de l’ANRT
321
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
322
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Ouvrages
Thèses et mémoires
DIABAGATE, « E-Gouvernement : modélisation d’un
système d’information décisionnel intégrant les concepts de
l’intelligence artificielle, de Big Data et de data science pour
une gouvernance efficace des marchés publics », thèse de
doctorat, faculté des sciences et techniques, Tanger, 2016
323
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Articles et revues
Abderraouf Elloumi, « La protection des données à
caractère personnel sur internet », REMALD, N 132, 2017
Benchenna Abdelfettah, « L’administration électronique
au Maroc : entre exigences internationales et réalités
nationales », Les Enjeux de l’Information et de la
Communication, n°11, 2010
324
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Webographie
http://www.egov.ma/fr/indicateurs-egov (consulté le 12
Avril 2019 à 01h)
https://en.unesco.org/creativity/periodic-
reports/measures/strategie-maroc-digital-2020 (consulté le 20
Mai 2019 à 11h)
https://en.unesco.org/creativity/periodic-
reports/measures/strategie-maroc-digital-2020 (consulté le 28
juillet 2019 à 20.45h)
https://portail.portnet.ma/fr/lagence-du-developpement-
numerique-en-marche (consulté le 17 mars 2019 à 01.25h)
https://www.medias24.com/voici-les-orientations-2020-
2025-pour-le-developpement-du-digital-au-maroc-6917.html
(consulté le 25 janvier 2020 à 02.30h)
Rapports
325
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Autres
326
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
327
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Introduction
L’évolution technologique, la rénovation apportée tant aux machines,
ordinateurs, concentrateurs et commutateurs... est devenue une réalité
bouleversante pour le régime fiscal. Cette réalité virtuelle d’internet
choppe des montants colossaux qui résulte d’une évasion fiscale.
529
L'article 14 de la LCEN donne une définition du commerce électronique
530
Georges-David Benayoun, « PROBLEMES FISCAUX LIES AU COMMERCE
ELECTRONIQUE », LPA 20 juin 1997, n° PA199707402, p. 5
328
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
position dans le classement 2018 de la Conférence des Nations Unies sur
le Commerce et le Développement531 (CNUCED) basée sur l’indice du
commerce électronique d’entreprise à consommateur (B2C). Et dans cette
même longueur d’onde que la fiscalité numérique doit susciter plus notre
attention, afin non seulement de taxer de nouvelles activités, mais surtout
d'appréhender le nouveau vecteur d'un volume important d'activités qui,
sur le web, se dématérialise et ne laisse donc aucune trace matérielle532.
531
Dounia Z. Mseffer, « E-commerce au Maroc : où en sommes-nous ? », Revues
Conjoncture 22 juillet 2019 disponible sur le site : https://www.cfcim.org/magazine/63008
532
Ludovic Julie, «LA FISCALITE CONFRONTEE A INTERNET », LPA 23 janv. 2001, n°
PA200101602, p. 12
533
Georges-David Benayoun, « T.V.A. ET COMMERCE ELECTRONIQUE : ETAT DES
LIEUX ET PERSPECTIVES », LPA 6 oct. 1999, n° PA199919901, p. 4
534
LOI N° 31-08 EDICTANT DES MESURES DE PROTECTION DU CONSOMMATEUR
535
LOI 09-08 RELATIVE À LA PROTECTION DES PERSONNES PHYSIQUES À
L'ÉGARD DU TRAITEMENT DES DONNÉES À CARACTÈRE PERSONNEL
536
LOI 53-05 RELATIVE À L'ÉCHANGE ÉLECTRONIQUE DE DONNÉES
JURIDIQUES
329
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Face à ce vide juridique, nous ne pouvons que doubler l’effort pour
mieux cibler le but de lege ferenda, souligner les grands axes de la
fiscalité numérique pour une meilleure réglementation et de renforcer
surtout la réflexion pour une orientation étatique notoire.
Il est dès lors permis de traiter cet article dans diverses facettes que
l'un de ces objectifs sera de présenter les conséquences qu'engendrera le
commerce électronique sur les principes fiscaux traditionnels.
537
La communauté internationale a pris conscience dans la DIRECTIVE DU CONSEIL
concernant une assiette commune consolidée pour l'impôt sur les sociétés (ACCIS) le
25.10.2016, du fait que les règles actuelles en matière de fiscalité des entreprises ne sont plus
adaptées au contexte moderne. Disponible sur le site
https://ec.europa.eu/transparency/regdoc/rep/1/2016/FR/COM-2016-683-F1-FR-MAIN.PDF
(consulté le 28/05/2020)
331
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
considérable de temps. Le Web538 quant à lui, par définition constitue un
ensemble des données reliées par des liens hypertextes sur Internet qui
aide à le désigner comme l’une des applications les plus rapides.
538
Quelle différence entre web et internet ? [archive], disponible sur le site service-public.fr
du 3 décembre 2014
539
Francis Lorentz, Président de la Mission pour le commerce électronique « LE
COMMERCE ET INTERNET », LPA 10 nov. 1999, n° PA199922405, p. 17
540
Article 210 du code général des impôts marocain 2019 1ere.A : « L’administration fiscale
contrôle les déclarations et les actes utilisés pour l’établissement des impôts, droits et taxes »
541
Article 211 du code général des impôts marocain 2019 1ere.a : « Les contribuables ainsi
que les personnes physiques ou morales chargés d’opérer la retenue de l’impôt à la source
sont tenus de conserver pendant dix (10) ans au lieu où ils sont imposés, les doubles des
factures de vente ou des tickets de caisse, les pièces justificatives des dépenses et des
investissements, ainsi que les documents comptables nécessaires au contrôle fiscal,
notamment les livres sur lesquels les opérations ont été enregistrées, le grand livre, le livre
d'inventaire, les inventaires détaillés s'ils ne sont pas recopiés intégralement sur ce livre, le
livre-journal et les fiches des clients et des fournisseurs, ainsi que tout autre document prévu
par la législation ou la réglementation en vigueur.»
331
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
La dématérialisation fiscale en France, permet l’envoi des factures en
mode EDI542. Les fichiers électroniques, impérativement normés et
répondant à certaines contraintes, ont désormais la même valeur de
preuve en cas de contrôle de l’administration fiscale. Et permettent donc
d’abandonner les factures sous format papier543.
542
L'échange de données informatisé (EDI), ou en anglais Electronic Data Interchange, est le
terme générique définissant un échange d'informations automatique entre deux entités à l'aide
de messages standardisés, de machine à machine.
543
L’article 289 b du CGI français « les factures transmises par voie électronique qui se
présentent sous la forme d’un message structuré selon une norme convenue entre les parties,
permettant une lecture par ordinateur et pouvant être traité automatiquement et de manière
univoque, constituent des documents tenant lieu de factures d’origine. »
544
Article 230 quater du CGI Marocain - Procédure pour l’application des sanctions pour
défaut de présentation des documents comptables sur support électronique
332
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
De cette expression découle la problématique avec les GAFA qui ne
payent pas ou tous leurs impôts dans les pays où ils réalisent des affaires.
545
Guillaume Poingt, «Combien d'impôts paient les GAFA en France et comment l'État va-t-
il les taxer? », source le FIGARO, publié le 5 janvier 2019
546
Par Euronews, « Royaume-Uni : Boris Johnson veut sa taxe Gafa », publié le 04/12/2019
547
Jan Strupczewski; version française Henri-Pierre André, « Un échec de la taxe
internationale sur le numérique créerait le chaos, selon Bruno Le Maire », L'Usine Nouvelle
PUBLIÉ LE 23/02/2020 , disponible sur le site : https://www.usinenouvelle.com/article/une-
taxe-internationale-sur-le-numerique-ou-le-chaos-previent-le-maire.N932859 (consulté le
25/03/2020)
333
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
plus solide et réfléchie, comme avancé par le ministre français « Il y a un
consensus pour bâtir une solution d'ici la fin 2020 »
548
Frédérique Perrotin, « TVA : de nouvelles règles au plan communautaire », LPA 11 mars
2019, n° 141r7, p. 7
334
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
De cette affirmation découle, qu’en droit français, les bénéfices d'une
entreprise sont soumis à l'IS lorsqu'ils sont réalisés par une entreprise
exploitée en France ou attribués à la France par une convention fiscale
(CGI, art. 209-1). Le même principe se répète sur le plan national, le
législateur marocain annonce clairement que les dispositions de
l’exigibilité de l’impôt ne sont applicables que lorsque les travaux sont
exécutés ou les services sont rendus au Maroc par une succursale ou un
établissement au Maroc de la société non résidente, sans intervention du
siège étranger (CGI, art. 5).
549
Annabelle Pando, « Les propositions du Sénat pour taxer la fiscalité numérique », LPA 3
sept. 2012, n° PA201217602, p. 3
550
Frédérique Perrotin, « Imposer l'économie numérique », LPA 20 avril 2018, n° 135f5, p. 4
551
Pascal Perez, « Internet, l’évasion fiscale à très haut débit » , Après-demain 2014/1 (N
° 29, NF), pages 38
335
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
On tient pour juste, l’exemple de la plateforme numérique d’Amazon
qui jouit du paradis fiscal. Cette activité exercée au sein de cette
plateforme est minime, une très faible partie des bénéfices dégagés par les
opérations commerciales réalisées sur le marché stable. De ce fait, seuls
les bénéfices se rattachant à l'activité exercée par cet établissement (par
exemple, uniquement l'activité de gestion de stocks, logistique et
livraison) peuvent être imposés (à l'exclusion de tout autre profit dégagé
par les autres phases du cycle commercial, qui sont les plus
importantes)552.
Plusieurs règles ont été mise en place mais en vain, tel l’exemple qui
a été avancé par la commission des finances dans son rapport publié le 27
552
Annabelle Pando, opcit.
553
Rapport d'information fait au nom de la commission des finances sur la fiscalité
numérique, no 614, disponible sur le site www.senat.fr (consulté le 27/03/2020)
336
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
juin 2012554 intitulé « Double Irish » et du « Dutch sandwich » qui est un
montage d’optimisation fiscale reposant sur une combinaison des règles
de la propriété intellectuelle et du droit fiscal qui a été déployé par
Google US.
554
IBID.
555
Zoe Schiffer, « Google will finally stop using controversial Irish and Dutch tax
loopholes », The vergue Dec 31, 2019, 3:11pm EST disponible sur le site
https://www.theverge.com/2019/12/31/21044662/google-end-tax-loophole-double-irish-
dutch-sandwich-2020 (consulté le 27/03/2020)
337
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
« Un problème sans solution est un problème mal posé » Albert
Einstein.
De cette allégation découle, que le fait d’aborder les faits sans faire
appel aux remèdes n’est justement pas une bonne représentation.
Certaines propositions ont été examinées ci-haut mais nous estimons
important de réexaminer ces propositions comme nous pouvons faire
appel aux autres, en vue de déterminer si leur analyse antérieure reste
valable à la lumière des développements intervenus depuis ces travaux.
Les solutions avancées sont souvent soit des projets de remodifier les
normes nationales traditionnelles ou d’injecter de nouvelles lois
nationales relatives à la fiscalité nationale. Mais on voit mal comment
ceux-ci pourraient opérer utilement sur le plan fiscal numérique. De ce
fait, le présent paragraphe pointe à assurer une analyse cohérente et
objective qui vise à favoriser aucune règle par rapport aux autres. À
l'opposé, l’appréciation devrait s’appuyer sur un examen d’ensemble des
différents facteurs qui entrent en ligne de compte556.
556
OCDE (2014), « Solutions possibles aux problèmes fiscaux plus larges soulevés par
l'économie numérique », dans Addressing the Tax Challenges of the Digital Economy,
Éditions OCDE, Paris. Disponible sur le site : https://www.oecd-
ilibrary.org/docserver/9789264225183-11-
fr.pdf?expires=1585413416&id=id&accname=guest&checksum=201C6C5D52A3606E91D3
8B98886ACBA7 (consulté le 28/03/2020)
338
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Les dispositions du Code général des impôts sont irrationnelles et
deviennent donc désuètes, chose qui a été traitée ci-haut. Mais, le
problème le plus difficile et significatif est d'identifier l'Etat qui va
pouvoir taxer le revenu du commerce électronique557.
557
Georges-David Benayoun, « PROBLEMES FISCAUX LIES AU COMMERCE
ELECTRONIQUE », LPA 20 juin 1997, n° PA199707402, p. 5
558
Frédérique Perrotin, « Imposer l'économie numérique », opcit.
339
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
un tiers certificateur qui pourrait être, mais pas obligatoirement, le
fournisseur d'accès. Ou encore instaurer une solution interne
(technologique) qui dans ce cas pourrait par exemple comporter divers
renseignements relatifs aux assujettis dont notamment leur numéro
d'identification intracommunautaire, et la base de données de l'organisme
de gestion du moyen de paiement559.
559
Georges-David Benayoun,opcit.
560
Nicolas Barré, « E-commerce : une fraude massive à la TVA mise au jour », Europe 1 le 09
décembre 2019 , disponible sur le site https://www.europe1.fr/economie/e-commerce-une-
fraude-massive-a-la-tva-decouverte-3936205 (consulté le 29/03/2020)
561
Lamiae Boumahrou, « LE E-COMMERCE CONTINUE D’ÉCHAPPER AU RADAR DU
FISC »,ecoactu disponible sur le site : https://www.ecoactu.ma/le-e-commerce-continue-
dechapper-au-radar-du-fisc/ (consulté le 01/04/2020)
562
Pour plus d’information le lecteur pourra notamment se reporter aux documents suivants :
Rapport de l'OCDE, The Economie and Social Impacts of Electronic Commerce sur http :
//www.oecd.org/subject/e—commerce/ ; The emerging digital economy (Rapport du
département du commerce américain) sur www.ecommerce.gov ;
563
Georges-David Benayoun,opcit.
341
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
notamment la question de savoir si un site web ou un serveur peuvent
constituer un établissement stable.
564
Pour une vue d'ensemble sur les travaux de l'OCDE, veuillez consulter :
http : //www.oecd.org/, Dismantling the barriers to Global Electronic Commerce, Electronic
Commerce : The challenges to tax authorities and taxpayers, A Borderless World - Realising
the potential of Electronic Commerce, Electronic Commerce : Taxation framework
conditions, Electronic Commerce : A Discussion Paper on Taxation issues, Taxation issues in
Electronic Commerce developing the partnership, Forum on electronic commerce.
565
Ludovic Julie, opcit.
341
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
surtout la vente de données personnelles et la vente d'espace publicitaire.
Cette initiative tient à bricoler, plutôt qu’une véritable lutte contre
l’optimisation fiscale des multinationales.
Les autorités fiscales sont loin d'avoir surmonté tous les obstacles à
l'imposition des transactions, qu'elles soient immatérielles ou matérielles.
Conclusion
566
BEPS (Base Erosion and Profit Shifting) ou encore Erosion de la base d'imposition et le
transfert de bénéfices, est un ensemble de recommandation proposer par l'OCDE dans le
cadre du Projet OCDE/G20 pour une approche internationale coordonnée de la lutte contre
l’évasion fiscale de la part des entreprises multinationales. Pour plus de précision :
http://www.oecd.org/fr/ctp/beps-actions-2014.htm
342
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Bâtir une fiscalité adaptée à la société globale devra inévitablement
voir le jour un jour. La progression du Net a amené les États à repenser
leurs systèmes fiscaux traditionnels qui échappent à la fiscalité
numérique, un certain nombre de réponses ont été récemment apportées
au niveau français et des États membres qui cherchent des aboutissements
permanents et durables pour garantir une répartition équitable des recettes
fiscales provenant des activités en ligne.
343
1212 السنة الرابعة/ 21 للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد مجلة عدالة
Le sujet reste discutable, mais chose qui est sûre, si nous voulons
éviter une course sans fin au moins-disant fiscal, nous devrons admettre
que la solution serait donc une internationalisation de règles fiscales qui
s’adaptera à la globalisation et aux principales caractéristiques d'Internet
qu'il n'a pas, par nature, de localisation physique figée.
344