Professional Documents
Culture Documents
وتتكون الطبقة الثالثة من المنتجين ويعترف لها أفالطون بحق الزواج وضمان الملكية الخاصة ،
غير أنه ال يرجع الملكية المطلقة يل يقيدها بشروط تدعو الدولة إلى التدخل للحيلولة دون الفقر
المدقع والثراء الفاحش .
ويتضح من هنا أن افالطون له نظرة تعتمد على معايير معينة لمستوى العيش ،فهو حينما يتكلم
عن حدود الثراء والفقر ،فإنه يعتقد أن الغناء الزائد عن الحد مدعاة للخمول والكسل وأن الفقر هو
سبب مباشر لتدهور تطور وسائل اإلنتاج وكبت القدرات الخالقة الكامنة في المنتج .
عدم إنفصال نظرته إلى المسائل االقتصادية عن نظرته العامة إلى المجتمع تلك النظرة التي تدمج
ما هو فلسفي وسياسي وإجتماعي بما هو إقتصادي ،فاألفكار االقتصادية التي أصدرها أفكار
مرتبطة مباشرة بتفكير سياسي له مرتكزات فلسفية .
وضع أفالطون شروطاً لحجم الدولة المثلى بحيث تتاج معه فرصة تنمية وصقل مواهب أهل المدينة
وتتوفر إمكانيات إدارة محكمة للدولة ،إدارة يسودها التوازن بين الطبقات .
إقترح أفالطون نظامين إجتماعيين في كتابه :ففي "الجمهورية" ،يتطلع إلى شيوعية شمولية للملكية
وإستعماله داخل مجتمع سكوني وطبقي مترتب هرمياً ،وفي كتابه "القوانين" يفضل توزيع تعادلي
للملكية غير القابلة للتصرف بمعنى المقيدة بشروط مع تحديد وتقنين حجم السكان حتى يمكن تفادي
تشتيتها .
في الفكر االقتصادي عند أرسطو لم يركز جهوده في تخيل النظام االجتماعي األسمى وإقتراح البديل
األرقى لمجتمعه ،بل إهتم بالمثل األخالقية وتحريم وتقنين األنشطة االقتصادية التي من شأنها
تقويض دعائم النظام االجتماعي واإلقتصادي
طبيعة الدولة ووظائفها في الفكر االقتصادي لدى أرسطو :
الدولة عند أرسطو ليست مجرد اجتماع لألفراد تقتضيه ضرورة إشباع الحاجات المادية كما هو
الشأن بالنسبة إلى أفالطون ويوضح أرسطو أن اإلنسان حيوان سياسي يميل بطبعه إلى العيش داخل
جماعة ما ،ويضيف أرسطو أـن سعادة الجماعة مرتبطة بتوزيع العمل القائم على المؤهالت
والتخصصات الطبيعية لألفراد والجماعات والطبقات ،فالمجتمع عند أرسطو ينقسم إلى أسياد وعبيد
وهو تقسيم طبيعي عند أرسطو .
لقد أيد أرسطو الملكية الخاصة وأعتبرها ضرورة إجتماعية ألانها تدفع صاحبها إلى أخذ المبادرة في
الزيادة في اإلنتاج وتنمية الثروة ،لكنه رغم ذلك يرفض تقديس الملكية والسبب في ذلك راجع إلى
وازع أخالقي يرتبط بالمثل التي شكلت منطلقاً للفكر األرسطي ،ويبين أرسطو طرق الحصول على
الملكية ويقسمها إلى ثالثة أنواع :
الفالحة والصيد وغنائم الحرب :ويسميها بالطرق الطبيعية كونها وسائل تهدف إلى اإلشباع
المباشر لحاجات الناس .
التجارة واإلقراض بالفائدة :وهي طرق غير طبيعية ألنها تقصد الربح دون بذل أي مجهود
وتهدف إلى الثراء على حساب األخرين .
الصناعات اإلستراتيجية والتحويلية :وهي طرق مختلفة تساهم في إشباع الحاجات عن
طريق أنشطة ومجهودات بشرية .
يرى أرسطو أن النقود ضرورة ،شأنها شأن توزيع العمل في المجتمع ففي المجتمعات السابقة شكلت
المقايضة أساس لتبادل الخيرات بين المنتجين ،وإختفى نظام المقايضة حينما برزت سلعة وسيطة ،
ما لبثت أن إختفت بدورها حين اخترعت النقود لتلعب دور الوسيط في عمليات تداول السلع وهذه
هي الوظيفة الطبيعية للنقود مقياساً في نظر أرسطو .
ويالحظ أن النقود سرعان ما يتم تحريف إستعمالها وتحويل وظيفتها الطبيعية بفعل تطور التجارة
التي تنتشر وتكتسي ممارسة المتعاطين لها أشكاال أكثر براعة في التنقيب عن أساليب تضمن الربح
األوفر واألقصى ،فالنقود ال توظف كوسيلة للتبادل بل تستعمل وتستغل كهدف مطلق للتبادل
التجاري .
ومن بين أنواع التحريف الذي يلحق الوظائف الطبيعية للنقود ،يركز أرسطو على اإلقراض بالفائدة
التي إلى زيادة كمية النقود ذاتها ،وهو يهاجم هذه الطريقة لكسب النقود ويصفها بأنها أكثر األنشطة
االقتصادية المنافية للطبيعة ألنها نابعة من رغبة ال تعرف حدوداً ألنها عملية عميقة ال تنتج سوى
التفاوت في الثراء .
تتلخص أراء أرسطو في مسألة القيمة في التمييز األساسي على مستوى إستعماالت األشياء وفي هذا
الصدد يقول بأن هناك إستعمالين إثنين لكل شيء ،اإلستعمال المباشر للشئ كشئ ،وإستعماله
كمادة للتبادل تمكن من الحصول على شيء أخر .
وأشير هنا إلى نقطة إنطالق المفكر اليوناني في هذا المضمار ترجع إلى بحثه عن مقياس لمعادلة
األشياء أو لتكافؤ عمليات التبادل ،فهو وضع قاعدتيين لقيمة األشياء :
« حينما يحصل طرفاً عملية تبادل شيئين ،على تطابق في إشبعهما معاً .
« حينما تكون مساواة في العمل الذي أداه كل منهما خالل إنتاج السلع المتبادلة .
ويصل أرسطو إلى ما هو أبعد من ذلك بكشفه عن المنفعة كشرط للقيمة ،وهي الرؤية التي ستقلب
الفكر االقتصادي رأساً على عقب بعد ذلك بمئات السنين ،إذ يرى أرسطو أن األشياء القابلة
للمقايضة ،أي التداول ،هي فقط التي يمكن أن تكون محالً لإلستعمال .ويضرب مثالً على ذلك
بالحذاء الذي يستخدمه صاحبه في اإلستعمال ،أو بمبادلته بسلعة أخرى .
ولكنه لم يتقدم أبعد من ذلك لتحليل قيمة المبادلة ،فهو يقول "لكل شيء إستعماالن ،وكالهما
ذاتيان ،ولكن دون مماثلة في ذاتيتهما ،إذ الواحد مختص بالشئ واألخر غير مختص به ،فالحذاء
ويتجر به ،وهذا الوجه من اإلنتفاع وذاك الوجه هما إستعماالن له .والذي ُيقايضمثالً ُيحتذى به ُ
غذاء أو نقداً من كان مجتاجاً إليه إستعمله كحذاء ولكن ال إستعماالً خاصاً إذ لم ُيجعل للمقايضة"
ً
المعلومات مأخوذة من موقع
https://universitylifestyle.net/