‫مقدمة‬

‫في‬
‫علم الكالم الجديد‬
‫(مذكرة)‬

‫إعداد‪:‬‬
‫لجنة العقيدة‬
‫تنسيق الكليات اإلسالمية‬
‫‪0202‬‬
 ‫ما هو علم الكالم الجديد؟‬

‫علم الكالم الجديد هو في جوهره علم الكالم التقليدي القديم‪ ،‬ولكنه تكامل وتتطور في مجمل نواحيه المعرفية‬
‫فبدا وكأنه علم آخر‪ ،‬شأنه في ذلك شأن البذرة التي تنمو حتى تصبح ثمرة فال تعود تشبه تلك البذرة في ش يء من‬
‫صفاتها‪ ،‬ولكنهما في الجوهر واحد‪.‬‬

‫ظهر مصطلح علم الكالم الجديد ألول مرة‪ -،‬فيما يبدو ‪ ،-‬كعنوان لكتاب ألفه العالم الهندي شبلي النعماني (‬
‫ً‬
‫‪٣١١٧- ٣٧٢١‬ه) إال أننا ال نستطع أن نجزم بأن شبلي النعماني هو أول من نحت هذا المصطلح الذي أضحى عنوانا‬
‫لالتجاه الحديث في إعادة بناء علم أصول الدين لكنه كان من أوائل الداعين إلى تجديد علم الكالم بغية الرد على‬
‫الشبهات الحديثة والدفاع عن الشريعة المقدسة‪.‬‬

‫ثم إن وحيد الدين خان (‪ )9295 - 5291‬قال في مقدمة كتابه "اإلسالم يتحدى" الذي صدر عام ‪ ٣٦٩١‬م في معرض‬
‫بيان المبررات ا لتي دعته لتأليف كتابه هذا‪ :‬طريقة الكالم وأسلوبه قد تغيرا بتغير الزمن‪ ،‬ولذا علينا أن نأتي بعلم‬
‫كالم جديد لمواجهة تحدي العصر الحديث‪.‬‬
‫وبعد ذلك سبعة أعوام أصدر وحيد الدين خان كتابه الثاني بعنوان "الدين في مواجهة العلم"‪ ،‬وأردفه بدراسة‬
‫أعدها بعنوان‪" :‬نحو علم كالم جديد"‪ ،‬وألقاها في ندوة "تجديد الفكر اإلسالمي" التي عقدتها الجامعة الملية‬
‫اإلسالمية بالهند في ‪ ٧٢‬ديمبر ‪٣٦٢٩‬م‪ .‬ثم نقل ابنه ظفر اإلسالم خان هذه الدراسة إلى العربية ونشرتها دار النفائس‬
‫في بيروت ضمن كتناب يضم مجموعة دراسات أخرى بعنوان "اإلسالم والعصر الحديث" سنة ‪ ٣٦٩١‬م‪.‬‬
‫وأما لدى الباحثين العرب فقد ذكر مصطلح "علم الكالم الجديد" الدكتور فهمي جدعان سنة ‪ ٣٦٢٩‬م في كتابه‬
‫"أسس التقدم عند مفكري اإلسالم في العالم العربي الحديث"‪.‬‬

‫نشأة علم الكالم الجديد‬

‫ظهر مصطلح علم الكالم الجديد في ساحة الفكر والثقافة مع نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين‬
‫حيث برزت معطيات علمية جديدة تطرح العديد من المسائل واألفكار والتساؤالت التي لم تكن مطروحة من قبل‪.‬‬

‫ومع تنوع العلوم وتطورها‪،‬خصوصأ تلك التي لها ارتباط بمسائل الدين‪ ،‬برزت الحاجة إلى إعادة النظر في عدد من‬
‫المسائل المطروحة‪ ،‬وتجلت ضرورة الدفاع عن العقيدة اإلسالمية من جديد ضمن األطر الحديثة وعلى ضوء‬
‫العلوم اللغوية والنفسية واالجتماعية والفلسفية الحديثة‪.‬‬

‫فمن المعلوم أنه منذ أن أصبحت الفلسفة تتمتع بنضج منطقي دخلت نطاق عمل المتكلمين‪ ،‬ولكن في نفس‬
‫ً‬
‫الوقت جاءت بشبهات واستفسارات في مقابل القضايا الدينية‪ .‬لهذا السبب خاض المتكلمون األوائل حربا فكرية‬
‫ً‬
‫ضروسا مع الفلسفة‪ ،‬سواء استفادوا من مواضع الفلسفة وأفكارها أم تبرأوا من كل ما هو فلسفي ومنطقي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ومع نشأة الفلسفة النقدية والمذاهب المعرفية الحديثة في العالم المعاصر أصبح البحث حول حدود الفهم‬
‫البشري يتمتع بجدية أكثر‪ ،‬فطرح على طاولة البحث السؤال التالي‪ :‬ما الذي يمكن للبشرية معرفته وما الذي ال‬
‫يمكن معرفته ؟‬

‫وال يخفى ما لعمانوئيل كانط وديكارت‪ ،‬ولودفيك وتنغشتاين من دور مهم في إبراز هذا التساؤل وأمثاله‪ ،‬مما أدى‬
‫إلى نقد جميع البراهين اإللهية‪ ،‬ونقد إثبات وجود الله في علمي الكالم والفلسفة‪ .‬حتى لقد قال البعض‪ :‬البذرة التي‬
‫زرعها كانط في الفلسفة الحديثة أدت إلى عدم تجرؤ أكثر الفالسفة والمتكلمين في عصرنا الحاضر على االدعاء‬
‫بالقول إنه يمكن إيجاد دليل يقيني وقطعي إلثبات وجود الله‪.‬‬

‫وال نبالغ إذا ما شبهنا الوضع العام للمجتمع اإلسالمي اليوم بذاك الذي كان سائدأ أيام دخول الفلسفة اليونانية‬
‫واألفكار الغربية إلى املجتمع اإلسالمي في القرن الثاني الهجري‪ .‬فإذا كان ذلك الجو هو الذي فرض والدة علم الكالم‬
‫ً‬
‫آنذاك فإن جوا مشابهأ إلى أبعد الحدود يفرض والدة علم الكالم الجديد‪.‬‬

‫يقول شبلي النعماني في مطلع كتابه ’علم الكالم الجديد’‪" :‬أن علم الكالم القديم يعنى ببحث العقائد اإلسالمية‪،‬‬
‫ألن شبهات الخصوم كانت ترتكز على العقائد فقط‪ ،‬بينما يجري التأكيد هذا اليوم على األبعاد األخالقية‬
‫والتاريخية واالجتماعية في الدين‪ .‬وتتمحور الشبهات حول المسائل األخالقية والقانونية من الدين‪ ،‬وليس حول‬
‫العقائد‪ ،‬فإن الباحثين األوروبيين يعتبرون الدليل األقوى على بطالن الدين هي مسائل تعدد الزوجات والطالق‬
‫واألسرى والجهاد‪ .‬وبناء على ذلك سيدور البحث في علم الكالم الجديد حول مسائل من هذا القبيل حيث تعتبر‬
‫هذه المسائل من اختصاص علم الكالم الجديد"‪.‬‬

‫ويقول أيضا‪" :‬لقد كان علم الكالم القديم منصبا فقط على بحث العقائد اإلسالمية ألن املخالفين للسالم في ذلك‬
‫العهد كانت اعتراضاتهم تتعلق بالعقائد ولكن في الوقت الحاضر يبحث في الجوانب التاريخية والحضارية‬
‫واألخالقية للدين‪ .‬إن عقائد أي دين عند األوربيين ال تكون جديرة باالعتراض إلى هذا الحد ما لم تكن هذه المسائل‬
‫قانونية وأخالقية‪ ،‬وفى رأيهم أن إباحة تعدد الزوجات والطالق والرق والجهاد في أي دين لهو أكبر دليل على بطالن‬
‫هذا الدين‪ ،‬بناء على هذا سيتم بحث هذا النوع من المسانل في علم الكالم‪ ،‬وهذا الجزء بالكامل عن علم الكالم‬
‫الجديد‪.‬‬

‫أهم األشياء الضرورية في هذا الصدد أن تقدم مثل هذه الدالثل والبراهين بأسلوب بسيط وواضح تستوعبه األفهام‬
‫بسرعة ويستقر في القلب‪ ،‬فقد كان يستخدم في المنهج القديم مقدمات معقدة ومتشابكة‪ ،‬ومصطلحات منطقية‬
‫وأفكار دقيقة وحساسة جدا فكان املخالف يصمت بعد أن يصاب بالرهبة‪ ،‬ولكن ال يوقر في قلبه حالة من‬
‫الوجدان واإليمان‪.‬‬

‫المهم أنه يجب مراعاة تلك األمور المذكورة عند تأليف علم الكالم الجديد وفي النهاية من الضروري أن نذكر‬
‫أسماء أولئك العلماء بشكل خاص والذين أخذنا عنهم علم الكالم"‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫ويشير مصطلح علم الكالم الجديد إلى أمرين‪:‬‬

‫‪ .5‬أنه في جوهره عين علم الكالم القديم‪ ،‬بدليل أنه يتطلق نحو الغاية نفسها التي كان يتطلق القديم‬
‫لتحقيقها‪ ،‬وهي الدفاع عن الدين اإلسالمي‪ .‬ويحتفظ بموضوعه مع توسعة فيه جعلته أشمل مما كان‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ .9‬أنه يختلف عن القديم في أنه متجدد في مجمل أبعاده المعرفية كما مر‪.‬‬

‫وظائف الكالم الجديد‬

‫يمكن تلخيص الوظائف الرئيسية التي يمارسها علم الكالم إلى أمور ثالثة كما فهمنا مما مر‪:‬‬
‫‪ .5‬محاولة شرح وتبيين المفاهيم االعتقادية بالصورة المناسبة القادرة على احتواء‪ ،‬واستيعاب المضمون‬
‫ّ‬
‫بأمانة ودق ٍة‪ ،‬وبالتالي تحجيم وتقليص األخطاء واالشتباهات التي يمكن أن يسببها‬
‫ٍ‬ ‫إلى أبعد الحدود‪ ،‬ونقله‬
‫سوء أو قصور الخطاب‪ ،‬والعرض الكالمي‪ ،‬ويأتي هنا دور تحديد المصطلح السليم الذي يبعد عن حدوث‬
‫بأقل قدر ممكن من االنفالش‬‫التداخالت واالختالطات بحيث يعكس بوضوح‪ ،‬ما يريد أن يحكي عنه ّ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫والتضيق‪.‬‬
‫‪ .9‬محاولة إثبات المفاهيم االعتقادية وإقامة األدلة والبراهين عليها من خالل توظيف مختلف أنواع اإلثبات‬
‫ً‬
‫اءا وعلى المستوى العقلي‪ ،‬أو ّ‬ ‫ً‬
‫النص ي‪ ،‬أو التاريخي‪ ،‬أو التجريبي أو غير‬ ‫المنطقية والمعتبرة قياسا واستقر‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ّ‬
‫الموجهة إلى المعتقدات الدينية والمذهبية‪.‬‬ ‫‪ .3‬محاولة رد ودفع اإلشكاالت والشبهات‬

‫موضوعات الكالم الجديد‬

‫وحضور في الساحة الفكرية اإلسالمية‬
‫ٍ‬ ‫بحث‬
‫موضوعات لم يكن لها سابق ٍ‬
‫ٍ‬ ‫لم يجر في علم الكالم الجديد تأسيس‬
‫ً‬
‫مجموعة من القضايا والمباحث الكالمية التي ليس لها سابق‬
‫ٍ‬ ‫دائما‪ ،‬بمعنى أن أصحاب االقتراح لم يقوموا بتأسيس‬
‫ّ‬
‫تجميع ألبرز الموضوعات التي ظهرت أمام‬‫ٍ‬ ‫عملية‬ ‫أساس‬ ‫لى‬ ‫ع‬ ‫الجديد‬ ‫الكالم‬ ‫علم‬ ‫مسائل‬ ‫موا‬ ‫نظ‬ ‫وجود‪ ،‬وإنما‬
‫ٍ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫المفكرين المسلمين في اآلونة األخيرة‪ّ ،‬‬
‫ومست المسائل الفكرية والعقائدية الجذرية من دون أن تكون محصورة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بعلم ّ‬
‫معي ٍن كعلم الفقه‪ ،‬أو األصول مثال‪ ،‬بحيث تكون مسألة أصولية أو فقهية بطبيعتها‪ .‬وطبعا‪ ،‬إن المسائل التي‬ ‫ٍ‬
‫كانت تناقش في عصر نشأة علم الكالم الجديد – يعني عصر شبلي النعماني وغيره – تدور اآلن حول محور أكثر‬
‫اتساعا وشمولية مما كانت سابقا‪ ،‬لذا نلخص أبرز النماذج المطروحة في مجال نشاط الكالم الجديد كالتالي‬
‫وسريع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫مفهرس‬
‫ٍ‬ ‫وبشكل‬
‫ٍ‬
‫‪ .5‬النطاق الديني‪ :‬هل الدين محدود في دائرة الفرديات واألخالقيات‪ ،‬أم أنه يمتد ليشمل النواحي السياسية‬
‫واالقتصادية وحتى الطبية وأمثالها؟ وما هي تأثيرات الجواب هنا على الفهم الديني ككل؟ وهنا في الحقيقة‬
‫ّ‬
‫مق‬
‫مجموعة من النظريات أبرزها نظرية "إنتظارات وتوقعات البشر من الدين"‪ ،‬كما تدرس بع ٍ‬
‫ٍ‬ ‫يقع ملتقى‬

‫‪4‬‬
 ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫هنا نظرية شمول الدين ّ‬
‫لكل وقائع الحياة؟ وشكل هذا الشمول؟ كما تأتي هنا نظرية أخيرة عرفت بنظرية‬
‫بنظرية جديدة أخرى ّ‬ ‫ّ‬
‫تسمى بنظرية "تكامل التجربة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫"الدين بالحد األعلى والدين بالحد األدنى"‪ ،‬أو ما يتعلق‬
‫النبوية" والتي طرحها الدكتور عبد الكريم سروش في إيران‪.‬‬
‫‪ .9‬اللغة الدينية‪ :‬وهل هي لغة رمـزية‪ ،‬أسطـورية‪ ،‬واقعية‪ ،‬قصصية‪ ،‬بيانية؟ هل ترجع القضايا الدينية إلى‬
‫مضمو ٍن‪ ،‬أو أنها بال معنى كما يقول الوضعيون؟ هل هي لغة إنشائية‪ ،‬أو إخبارية حقيقية‪ ،‬أو مجازية؟ هل‬
‫ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫خاصة به؟ كيف يمكن تقييم التوصيفات البشرية للدين سيما الباري تعالى؟‬ ‫للدين لغة‬
‫التدين أو الخوف أو الجهل أو الطبقية وما إلى ذلك؟ تحليل نظريات‬ ‫‪ .3‬النزعة الدينية‪ :‬ما هي أسباب ظهور ّ‬
‫بحاجة إلى الدين؟ وهل هو فطري؟ وما معنى وحقيقة‬ ‫ٍ‬ ‫ماركس وسبنسر ودوركبم وفرويد‪ ،‬هل البشر‬
‫قررها علم المنطق أم أنها ليست سوى هذه‬ ‫ّ‬
‫البديهيات القبلية التي ّ‬ ‫أمر آخر غير‬ ‫الفطرة؟ هل الفطرة ٌ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫بصورة مستقل ٍة على الفطرة في قبال األدلة والمعايير‬
‫ٍ‬ ‫القبليات الواضحة عقليا؟ وبالتالي هل يمكن االعتماد‬
‫العلمية األخرى أم ال؟‪...‬‬
‫‪ .4‬التجربة الدينية‪ :‬ما هي حقيقة المشاعر‪ ،‬واألحاسيس الدينية‪ ،‬وما هي عناصرها‪ ،‬وميزاتها وهل هناك فرق‬
‫ّ‬
‫صدقية التجربة الدينية؟ العالقة بين التجربة الدينية‬ ‫بين التجربة الدينية واألخالقية؟ ما هو ميزان ضبط‬
‫والروحية والعرفانية؟‬
‫‪ .1‬عقالنية الدين‪ :‬هل إثبات القضايا الدينية يكون ٍ‬
‫بشكل عقالني أو شهودي؟ وهنا تطرح نظريات الكانطيين‬
‫فيما يرتبط بالعقل العملي‪ ،‬واإلثبات األخالقي للدين‪ ،‬كما وتقرأ المدارس الروحية والعرفانية لدى األديان‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫والتعبد في الدين ومساحاتهما وعالقاتهما‪.‬‬ ‫كافة أيضا‪ .‬وما هي الرابطة بين الدين والعقالنية؟ التعقل‬
‫ً‬
‫وأساسا هل ّ‬
‫للدين‬ ‫‪ .6‬معنى وحقيقة الدين‪ :‬ما هو تعريف الدين؟ وما هو الفاصل بين الديني وغير الديني؟‬
‫تعريف محدد؟ وعلى تقديره فهل هو ذو خصيصة معرفية أو عاطفية أو عملية أو غير ذلك؟‪...‬‬
‫ّ‬
‫‪ .7‬الجوهر والعرض في الدين‪ :‬ما هو ذلك الذي يمثل العنصر الذاتي في الدين‪ ،‬وما هو ذاك الذي يمثل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدينيات من حيث األهمية والرتبة ومن أين نبدأ؟‪ ...‬األخالق‪،‬‬ ‫العنصر العرض ي؟ كيف نرتب سلسلة‬
‫القانـون‪ ،‬العقيدة أم ماذا؟‬
‫ّ‬
‫والشفافة بينها؟‬ ‫‪ .8‬القاسم المشترك الديني‪ :‬مميزات وقواسم األديان والمذاهب؟ ما هي الحدود الواضحة‬
‫واحدة أم ال؟ ما هو موقف األديان من بعضها البعض؟ ما هي المقومات‬ ‫ٍ‬ ‫منظومة‬
‫ٍ‬ ‫هل يرجع الكل إلى‬
‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وميدانيا ‪ -‬للحوار الديني والمذهبي؟ ما هي حقيقة هذا الحوار؟ هل الحوار‬ ‫الحقيقية ‪ -‬أخالقيا ومعرفيا‬
‫هو السبيل أو التصادم؟ وأين تكمن مظاهر من قبيل التكفير‪ ،‬واللعن‪ ،‬والسباب من هذه القضية؟‬
‫‪ .2‬مناهج المعرفة الدينية‪ :‬هل منهج المعرفة في الدين هو عقلي تركيبي‪ ،‬تفكيكي‪ ،‬نقلي‪ ،‬تجريبي‪ ،‬سلوكي‪،‬‬
‫منهج ونطاقه؟ هل‬ ‫ٌ‬
‫شهودي أو هناك تلفيق ما؟ ما هي طبيعة هذا التلفيق وكيف هو؟ ما هي حدود كل ٍ‬
‫تفكير ما عالقة خالدة؟‪...‬‬
‫بمنطق ما ومنهج و ٍ‬
‫ٍ‬ ‫عالقة الدين‬

‫‪5‬‬
 ‫‪ .52‬التعددية الدينية‪ :‬هل ّ‬
‫كل األديان مصيبة؟ ما هي نسبة اإلصابة والخطأ؟ هل الوصول يمكن أن يتم عبر‬
‫مذهب ولماذا؟ ما هي حدود اعتراف األديان‬
‫ٍ‬ ‫كل الطرق؟ هل يعذر المتدينون بما دانوا به من ٍ‬
‫دين أو‬
‫ببعضها؟‬
‫‪ .55‬الدور الديني‪ :‬ما هو األثر الذي يتركه الدين في حياة الفرد والجماعة؟ ما هي األرقام حول هذا الموضوع؟‬
‫ملفق أو مجموع؟ ما هو دور الدين في الصنع والفعل الحضاري؟‬‫هل هو أثر نفس ي‪ ،‬اجتماعي‪ ،‬سياس ي أو ّ‬

‫تأثيرات الدين في صنع القرارات السياسية؟ هنا تدرس مسائل علم االجتماع الديني‪ ،‬وعلم النفس الديني‬
‫وغيرهما من العلوم‪ُ ،‬وت ّ‬
‫حدد العالقة بين الدين وعلم اإلحصاء والقراءات الميدانية‪.‬‬
‫‪ .59‬املجتمع الديني‪ :‬ما هي خصائص ّ‬
‫ومقومات املجتمع الديني؟ العالقة بين املجتمع الديني واملجتمع المدني‬
‫بعد تحديدهما بشكل دقيق؟ ما هي بنية االجتماع الديني؟ ما هي المعالم المميزة لهذا املجتمع؟ طبقة‬
‫ّ‬
‫إشكاليات‬ ‫علماء الدين في املجتمع الديني؟ الطبقية والعشائرية والقبلية في املجتمع الديني؟ ومعالجة‬
‫والحقوقية لذرّية النبي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الوضعية االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية‪،‬‬ ‫عديدة على هذا الصعيد لعل أبرزها مسألة‬
‫ّ‬
‫محمد (ص)‪.‬‬
‫‪ .53‬المعرفة الدينية والبشرية‪ :‬ما هي حدود التفاعل بينهما؟ أنواعه؟ هل هو كلي أو محدود وجزئي وكيف؟‬
‫ماذا ينجم عن قبول أو رفض نظرية التفاعل وتأثر المعرفة الدينية بالمعرفة البشرية؟ أين تقع الذاتية‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫إسقاطات دائمة على النص الديني؟ هل المعرفة الدينية‬ ‫والموضوعية في القراءة الدينية؟ هل هناك‬
‫رهينة القارىء أو أنه هو رهين النص؟ العالقة بين النص وقارئه على ضوء نظريات اللغة والهرمنيوطيقا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫عقل‬
‫الحديثة؟ وعلى أساس ذلك ما هو المقدس‪ ،‬وأين هو في الدين؟ أساسا فكرة المقدس هل تنم عن ٍ‬
‫خائف أو ال؟‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫التحول على كل ش يء أو ال‬ ‫ّ‬
‫والمتحول في الدين؟ هل يطرأ‬ ‫والتحول الديني‪ :‬مساحات الثابت‬‫ّ‬ ‫‪ .54‬الثبات‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫لتحوالت أيضا؟ النظرة التاريخية‬
‫ٍ‬ ‫المتحول هو المعرفة البشرية للدين أو الدين نفسه يخضع‬ ‫وكيف؟ هل‬
‫بشرية‪ ،‬ومضاعفات ومالبسات هذه النظرة‬ ‫يخي ًة ّ‬ ‫ً‬
‫ظاهرة تار ّ‬ ‫للدين واعتبار القرآن الكريم والتجربة النبوية‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫ومضمونيا‪.‬‬ ‫منهجيا‬
‫‪ .51‬الدين والعلم‪ :‬وهذه أهم مسألة في الكالم الجديد إذ ُيتساءل هنا هل يجب وضع المفاهيم الدينية كخط‬
‫حق االستقالل؟ هل نحن ملزمون‬ ‫أحمر ونتائج نهائية أمام العلم ال يسمح له تجاوزها أم يمنح العلم ّ‬
‫بالتوفيق بين النتائج العلمية سيما تلك المتعلقة بالظواهر الكونية والخلقة اإلنسانية (ومن أبرزها ّ‬
‫نظرية‬
‫ّ‬
‫تطور األحياء لداروين) ونظريات علم النفس واالجتماع وبين المفاهيم الدينية؟ وعلى تقديره فما هو طريق‬
‫التوفيق المنطقي والموضوعي؟ هل يقدم أحدهما على اآلخر وما هو ولماذا؟ كيف يجمع بين المعجزة‬
‫والنظم الكوني‪ ،‬بين منطق التكليف العام وجبرية السلوك اإلنساني على كل الصعد‪ ،‬أو على بعضها؟‬
‫فطرية الدين والغربة التي يعيشها المؤمن؟ هل الفارق هو في اللغة الدينية والعلمية أو في الجوهر؟ ما هي‬
‫حدود وأساليب وقوانين تطويع المتن الديني للعلم؟ هل نحن من حيث المبدأ عقالنيون أم ّ‬
‫نصيون؟ هذه‬

‫‪6‬‬
 ‫ً‬ ‫ّ‬
‫اإلشكالية أكثر ما تبرز صعوبتها بين العلوم اإلنسانية والدين‪ ،‬إذ تتدخل العلوم اإلنسانية كثيرا في الحقل‬
‫الذي يدلي فيه الدين بدلوه كالنفس البشرية‪ ،‬واملجتمع‪ ،‬والتربية‪ ،‬واالقتصاد‪ ،‬واألخالق‪.‬‬
‫‪ .56‬الدين واألخالق‪ :‬ما هي النظرية األخالقية الدينية؟ أين تقف مبادئ الحق‪ ،‬والواجب‪ ،‬والتكليف‪ ،‬والفرد‪،‬‬
‫والجماعة‪ ،‬واإللزام‪ّ ،‬‬
‫والنية‪ ،‬والثواب‪ ،‬والعقاب‪ ،‬وغيرها من هذه النظرية؟ هل الدين يدعم األخالق أو‬
‫عالم أخالقي بال دين بحيث يكون التالزم بين مساري الدين واألخالق‬ ‫ّ‬
‫يتصادم معها؟ هل باإلمكان تصور ٍ‬
‫ً‬
‫حتميا أم ال؟ ما هي الضمانات التي ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يؤمنها الدين لألخالق؟ نسبية األخالق وتأثيرها على‬ ‫تاريخيا ال واقعيا‬
‫ّ‬
‫والجماليات (ومنها األدب‬ ‫األخالق الدينية؟ العالقة بين األخالق والقانون‪ ،‬وبينهما وبين الدين؟ الجمال‬
‫ّ‬
‫التصور الديني؟‬ ‫والفن) في‬
‫‪ .57‬إنسانية الدين‪ :‬هل الدين إنساني أو غير إنساني؟ أين يقف موضوع حقوق اإلنسان من الدين؟ الحرية‬
‫والعدالة في الدين؟ التمايز الديني والعصبية الدينية؟ الدين ومفاهيم القومية والعرقية؟ مفهوم َّ‬
‫األخوة‬
‫األقليات؟ موضوع المرأة وإشكالياتها المعقدة؟ حقوق الطفل؟ حقوق‬ ‫ّ‬ ‫والمساواة في الدين؟ قضية‬
‫العامل؟ الحقوق العامة وعالقة مفهوم السلطة ‪ -‬بعد تحديده ‪ -‬بمفهوم الحق العام؟ نظام العقوبات‬
‫الجنائية والجزائية في الدين سيما مسألتي اإلعدام وأساليبه واالرتـداد والتكييف اإلنساني لهما؟‬
‫السر في ّ‬
‫نمو األساطير في الساحة الدينية؟ ميزات‬ ‫‪ .58‬الدين واألسطورة‪ :‬العالقة بينهما في الجوهر واللغة؟ ّ‬
‫ً‬
‫األسطورة والحقيقة الدينية؟ هل التشابه التاريخي بين األديان واألساطير يجعلنا نصدر حكما ما؟‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .52‬الدين والفلسفة‪ :‬الرابطة بين الدين والفلسفة والنسبة بينهما؟ تعريف الفلسفة تعريفا واضحا؟ موضوع‬
‫ّ‬
‫اغماتية وموقف الدين منها؟‬‫موت الفلسفة وتأثيرها على الدين وموقف الدين منها؟ النزعات البر‬
‫‪ .92‬آفات الدين‪ :‬هل للدين مساوىء؟ العصبية‪ ،‬التطرف الديني‪ّ ،‬‬
‫التفردية‪ ،‬الفوقية الدينية‪ ،‬الشخصانية‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الحروب‪ ،‬الكبت الجنس ي والفكري‪ ،‬اإلرهاب بكل أشكاله‪ ،‬العنف والخشونة وغيرها‪ ،‬وتحليلها تحليال علميا‬
‫وتقديم إجابة وافية حولها‪.‬‬
‫‪ .95‬األبحاث التقليدية الكالمية على النمط الحديث كمسألة الروح‪ ،‬الجن‪ ،‬الشيطان‪ ،‬الباري تعالى‪ ،‬الوحي‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫المهدوية‪ ،‬الحسن‬ ‫(وهو مسألة مهمة جدا)‪ ،‬المعجزة ورابطتها المنطقية اإلثباتية‪ ،‬المالئكة‪ ،‬اإلمامة‪،‬‬
‫والقبح‪ ،‬مسألة آدم (عليه السالم) والخالفة اإللهية وغيرها من المسائل العديدة‪.‬‬
‫‪ .99‬التقليدية والحداثة في الدين‪ :‬ما هي قابلية الدين لتحديث نفسه؟ ما هي أطر هذا التطوير؟ كيف يتم‬
‫إحياء الدين وتنميته؟ قراءات فاحصة ونقدية للتجارب اإلحيائية للدين (جمال الدين األفغاني ‪ -‬محمد‬
‫عبده ‪ -‬عبد الرحمان الكواكبي ‪ -‬محمد حسين النائيني ‪ -‬روح الله الخميني ‪ -‬محمد باقر الصدر ‪ -‬مرتض ى‬
‫مطهري ‪ -‬علي شريعتي ‪ -‬محمد رشيد رضا ‪ -‬محمود شلتوت ‪ -‬محسن األمين ‪ -‬محمد إقبال ‪ -‬مالك بن نبي‬ ‫ّ‬
‫قابلية الدين ّ‬
‫للتكيف‬ ‫‪ ...‬على المستوى اإلسالمي‪ ،‬والبروتستانتية بكل أشكالها على المستوى المسيحي ‪ّ ،)...‬‬
‫مع ّ‬
‫متغيرات الحياة وغيرها من المسائل التي ال مجال لذكرها هنا لضيق املجال مما بحثه الكالم الجديد‬
‫ً‬
‫فعال أو لم يبحثه حتى اآلن‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫بات عديدة‬ ‫المتقدم بعضها ذات ّ‬ ‫ّ‬
‫تشع ٍ‬ ‫ومن الالزم هنا اإلشارة إلى أن العناوين والموضوعات الكالمية الجديدة‬
‫جانب؛ فموضوع حقوق اإلنسان قضية تتصل بالفقه والقانون اإلسالمي كما‬ ‫ٍ‬ ‫وذات قابلية للقراءة من أكثر من‬
‫ّتتصل بالكالم الجديد؛ ومن هنا‪ ،‬فمن الضروري السعي لتحديد املحور الذي ُيعنى به علم الكالم حتى ال ّ‬
‫يتسبب‬
‫ً‬ ‫ذلك في حصول حالة ّ‬
‫واختالط موضوعي‪ ،‬فالمقصود إجماال من البحث الكالمي في هذه‬ ‫ٍ‬ ‫منهجية‬
‫ٍ‬ ‫تسي ٍب‬
‫الموضوعات هو الترسيم العام للخارطة الفكرية المتصلة بالبنية التحتية لهذه الموضوعات ال ُ‬
‫البنية الفوقية‬
‫ّ‬
‫التي تتعلق بعضها بمسائل الفقه اإلسالمي‪ ،‬أو بمسائل علم األخالق‪ ،‬أو التاريخ‪ .‬ومن هنا تمكن المالحظة على ما‬
‫يطرحه بعض الباحثين كموضوعات لعلم الكالم الجديد مما ّيتصل بالعلوم الدينية األخرى بالد جة األولى‪ّ ،‬‬
‫وكأن‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫مسؤول عن كافة الموضوعات الجديدة التي تتصل بالفكر الديني عموما‪.‬‬ ‫علم الكالم الجديد اليوم‬

‫أبرز أعالم علم الكالم الجديد‬

‫‪ .2‬شبلي النعماني‪:‬‬

‫هو ِش ْبلي حبيب الله بن سراج الدولة النعماني‪ ،‬عالم ومفكر إسالمي من أهل الهند‪ ،‬يرجع نسبه إلى األمام أبي‬
‫حنيفة النعمان الكوفي‪ ،‬ولد في قرية بندول من أعظم كرة الواقعة اليوم ضمن أتر برديش سنة ‪ 5817‬م‪ .‬كان‬
‫فصيحا بالعربية والفارسية واألردية والتركية والهندية‪ .‬عمل في جامعة عليكرة‪ ،‬وشارك في تأسيس ندوة العلماء‬
‫بلكنو ‪.‬توفي ‪ 32‬من ذي الحجة ‪ 5339‬هـ الموفق ل ـ ‪ 58‬نوفمبر ‪ 5254‬م‪.‬‬
‫ومن مؤلفاته‪ :‬السيرة النبوية‪ ،‬سيرة الفاروق عمر بن الخطاب‪ ،‬سيرة اإلمام أبي حنيفة النعمان‪ ،‬سيرة المؤمون‪،‬‬
‫سيرة اإلمام الغزالي‪ ،‬علم الكالم الجديد‪ ،‬انتقاد تاريخ التمدن اإلسالمي؛ رد فيه على كتاب جرجي زيدان‪ ،‬شعر‬
‫العجم‪ ،‬تاريخ الشعر الفارس ي‪..‬‬

‫‪ .0‬وحيد الدين خان‪:‬‬

‫هو مفكر هندي معاصر‪ ،‬ولد في أول يناير سنة ‪ 5291‬م في مدينة أعظم كره بالهند وتعلم في جامعة اإلصالح العربية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وبدأ وحيد الدين يقدم حصيلة فكره بعد دراسات عميقة‪ .‬وفي البدء انتظم في سلك لجنة التآلف‬
‫ً‬
‫التابعة للجماعة اإلسالمية بالهند وعمل سنوات معدودة‪ ،‬ثم أمض ى ثالث سنوات مكبا على التآلف في املجمع‬
‫اإلسالمي العلمي التابع لندوة العلماء بلكناؤ‪ ،‬ثم شغل رئيس تحرير الجمعية األسبوعية في دلهي ‪ 5267‬لمدة سبع‬
‫ً‬
‫سنوات حتى أغلقت املجلة من قبل السلطات‪ .‬وفي أكتوبر سنة ‪ 5276‬أصدر ألول مرة ومستقال عن كافة الهيئات‬
‫ً ً‬
‫مجلة ’الرسالة’ ونالت حظا كبيرا من النجاح والقبول‪.‬‬

‫و ُله فكر متميز يحاول الجمع بين المنهج اإلسالمي والمنهج العلمي والفلسفي‪ ،‬وبهذا المنهج كان‬
‫يحاور الملحدين والالدينيين في العديد من ِ‬
‫كتبه‪ .‬تتميز مؤلفاته بأنها تجمع بين البساطة والعمق وبالتالي تناسب‬

‫‪8‬‬
 ‫ً‬
‫مختلف أنواع القراء‪ ،‬وتأثر كثيرا بأبي األعلى المودودي وأبي الحسن الندوي في أول نشأته ثم خالف وناقش علميا‬
‫وفكريا ضد أفكار المودودي في العديد من كتبه‪ .‬ومن مؤلفاته المترجمة إلى اللغة العربية‪ :‬اإلسالم يتحدى‪ ،‬الدين‬
‫في مواجهة العلم‪ ،‬تجديد الدين‪ ،‬اإلسالم والعصر الحديث‪ ،‬حكمة الدين‪ ،‬قضية البعث اإلسالمي‪ ،‬اإلنسان‬
‫القرآني‪ ،‬اإلسالم‪ .‬ومن المؤلفات الهامة التي لم تترجم له‪ :‬محمد رسول الثورة‪ ،‬ظهور اإلسالم‪ ،‬الله أكبر‪ ،‬باإلضافة‬
‫ً‬
‫إلى تفسيره للقرآن ’تذكير القران’ إلى غير ذلك من المؤلفات التي تربو على خمسين كتابا‪ ،‬وآاللف المقاالت‬
‫ُ‬
‫المنشورة وغير المنشورة‪ .‬توفي وحيد الدين خان في اليوم التاسع من شهر رمضان سنة ‪1442‬هـ الموافق لـ ‪21‬‬
‫أبريل ‪ 2021‬م‪ ،‬عن عمر ناهز ‪ً 26‬‬
‫عاما‪.‬‬

‫‪ .3‬مالك بن نبي‪:‬‬
‫هو مالك بن الحاج عمر بن الخضر بن مصطفى بن نبي من أعالم الفكر اإلسالمي في القرن العشرين‪ ،‬ولدفي اليوم‬
‫الخامس من ذي القعدة ‪ 1323‬هـ الموافق لـ ‪1905‬م بمدينة قسنطينة شرق الجزائر‪ُ .‬ي ّ‬
‫عد المفكر الجزائري مالك‬
‫بن نبي أحد ُر ّواد النهضة الفكرية اإلسالمية في القرن العشرين ُويمكن اعتبا ه َ‬
‫امتد ًادا البن خلدون‪ ،‬ويعد من أكثر‬ ‫ر‬
‫المفكرين المعاصرين الذين ّنبهوا إلى ضرورة العناية بمشكالت الحضارة‪ .‬كانت جهود مالك بن نبي في بناء الفكر‬
‫اإلسالمي الحديث وفي دراسة المشكالت الحضارية عموما متميزة‪ ،‬سواء من حيث المواضيع التي تناولها أو من‬
‫حدد أبعاد المشكلة‪ ،‬ويحدد العناصر األساسية‬‫حيث المناهج التي اعتمدها في ذلك‪ .‬وكان أول باحث ُيحاول أن ُي ّ‬
‫حددا في بحث مشكلة المسلمين على‬‫منهجا ُم ّ‬
‫في اإلصالح‪ ،‬ويبعد في البحث عن العوارض‪ ،‬وكان كذلك أول من أودع ً‬
‫أساس من علم النفس واالجتماع وسنة التاريخ‪.‬‬
‫توفي في الجزائر يوم ‪ 31‬أكتوبر ‪1973‬م‪ .‬ومن مؤلفاته‪ :‬وجهة العالم اإلسالمي‪ ،‬الفكرة اإلفريقية اآلسيوية‪ ،‬مشكلة‬
‫مهب المعركة‪ ،‬القضايا الكبرى‪ ،‬إنتاج المستشرقين‪،‬‬ ‫َ‬
‫المستعمرة‪ ،‬تأمالت‪ ،‬في ّ‬ ‫الثقافة‪ ،‬الصراع الفكري في البالد‬
‫ِ‬
‫اإلسالم والديمقراطية‪ ،‬مشكلة األفكار في العالم اإلسالمي‪ ،‬بين الرشاد والتيه‪ ،‬المسلم في عالم االقتصاد‪ ،‬من أجل‬
‫التغيير‪...‬‬

‫‪ .4‬محمد سيعد رمضان البوطي‪:‬‬

‫هو عالم سوري متخصص في العلوم اإلسالمية‪ُ ،‬ولد في عام ‪1347‬ه ‪ 1929 /‬م‪ ،‬في قرية ’جليكا’ التي تقع على‬
‫ضفاف نهر دجلة عند نقطة التالقي بين حدود سوريا والعراق وتركيا‪ .‬وهو يعد من المرجعيات الدينية الهامة على‬
‫مستوى العالم اإلسالمي الذي حظي باحترام كبير من قبل العديد من كبار العلماء في العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫اختارته جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الثامنة عام ‪ 2004‬ليكون ’شخصية العالم اإلسالمي’ باعتباره‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫موسوعي‪ .‬واختاره المركز اإلسالمي الملكي للدراسات‬ ‫فكر‬
‫شخصية جمعت تحقيق العلماء وشهرة األعالم وصاحب ٍ‬
‫تأثيرا في العالم لعام ‪ُ ،2012‬ويعتبر‬
‫اإلستراتيجية في األردن في المركز ‪ 97‬ضمن قائمة أكثر ‪ 122‬شخصية إسالمية ً‬
‫ممن يمثلون التوجه املحافظ على مذاهب أهل السنة األربعة وعقيدة أهل السنة وفق منهج األشاعرة‪.‬‬

‫‪9‬‬
 ‫ّ‬
‫مثل البوطي التوجه املحافظ لمذاهب أهل السنة األربعة وعقيدة أهل السنة وفق منهج األشاعرة‪ ،‬وقد ُع ّد البوطي‬
‫أهم من دافع عن عقيدتهم في وجه اآلراء السلفية كما ُيعد البوطي من علماء الدين والسنة المتخصصين‬ ‫من ّ‬
‫في العقائد ّ‬
‫والرد على الفلسفات المادية‪.‬‬
‫ً‬
‫عضوا في هيئة‬ ‫اشترك في مؤتمرات وندوات عالمية كثيرة‪ ،‬وحاضر في معظم الدول العربية والغربية كما كان‬
‫وعضوا في جمعية نور اإلسالم في فرنسا‪ ،‬و ً‬
‫عضوا في مؤسسة‬ ‫ً‬ ‫املحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬وفي املجلس األعلى ألكاديمية أكسفورد‪ ،‬وفي املجلس االستشاري‬ ‫آل البيت للفكر اإلسالمي في ّ‬
‫األعلى لمؤسسة طابة بأبوظبي‪ .‬تولى إمامة الجامع األموي بدمشق واإلشراف على النشاط العلمي فيه‪.‬‬
‫ُقتل الشيخ البوطي في تفجير انتحاري في يوم الخميس ‪ 21‬مارس من عام‪ ،2013‬وذلك أثناء إعطائه در ًسا ً‬
‫دينيا‬
‫في مسجد اإليمان بدمشق‪ .‬وترك البوطي أكثر من ستين ً‬
‫كتابا في علوم الشريعة‪ ،‬واآلداب‪ ،‬والتصوف‪ ،‬والفلسفة‪،‬‬
‫واالجتماع‪ ،‬ومشكالت الحضارة؛ ومنها‪ :‬التعرف على الذات هو الطريق المعبد إلى اإلسالم‪ ،‬المذاهب التوحيدية‬
‫والفلسفات المعاصرة‪ ،‬ال يأتيه الباطل ‪ -‬كشف ألباطيل يختلقها ويلصقها بعضهم بكتاب الله عز وجل‪ ،‬منهج‬
‫الحضارة اإلنسانية في القرآن‪ ،‬من روائع القرآن الكريم‪ ،‬الحكم العطائية شرح وتحليل (‪ 4‬أجزاء)‪ ،‬يغالطونك إذ‬
‫يقولون‪ ،‬اإلسالم والعصر تحديات وآفاق (حوارات لقرن جديد)‪ ،‬الالمذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫ضوابط المصلحة في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬قضايا فقهية معاصرة (جزآن)‪ ،‬الجهاد في اإلسالم‪ :‬كيف نفهمه؟ وكيف‬
‫نمارسه؟‪ ،‬هذه مشكالتهم‪ ،‬هذه مشكالتنا‪ ،‬حوار حول مشكالت حضارية‪ ،‬نقض أوهام المادية الجدلية‪ ،‬المرأة‬
‫بين طغيان النظام الغربي ولطائف التشريع الرباني‪ ،‬اإلنسان مسير أم مخير؟‪ ،‬السلفية مرحلة زمنية مباركة ال‬
‫مذهب إسالمي‪ ،‬فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخالفة الراشدة‪ ،‬دفاع عن اإلسالم والتاريخ‪ ،‬المذهب‬
‫االقتصادي بين الشيوعية واإلسالم‪ ،‬دور األديان في السالم العالمي‪...‬‬

‫‪ .5‬عبد الجبارالرفاعي‪:‬‬
‫هو من مواليد ذي قار في جنوب العراق سنة ‪ .5214‬هو مفكر عراقي وأستاذ فلسفة إسالمية وعلوم الدين وصاحب‬
‫مشروع فلسفة الدين وعلم الكالم الجديد في املجال الناطق بالعربية‪ .‬منذ أكثر من ‪ 32‬عاما بدأ عبدالجبار الرفاعي‬
‫وسعيا لتحقيق هذا الهدف أسس‬ ‫ً‬ ‫يدعو لتأسيس فلسفة الدين وعلم الكالم الجديد في املجال الناطق بالعربية‪.‬‬
‫َ‬
‫سنة ‪ 5227‬املجلة التخصصية ’قضايا إسالمية معاصرة’‪ ،‬التي ما زالت تصدر حتى اليوم ‪ 93‬عاما‪ ،‬تمحورت‬
‫ُ‬
‫أهدافها حول بناء فلسفة الدين وعلم الكالم الجديد في املجال الناطق بالعربية‪.‬‬
‫ومن مؤلفاته‪ :‬نظرات في تزكية النفس‪ ،‬حركة القومية العربية‪ :‬دراسة نقدية في بواعثها االيديولوجية‪ ،‬مصادر‬
‫الدراسة عن الدولة والسياسة في اإلسالم‪ ،‬التبليغ واألعالم اإلسالمي‪ ،‬معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت في‬
‫اثني عشر مجلدا‪ ،‬متابعات ثقافية‪ :‬مراجعات وقراءات نقدية في الثقافة اإلسالمية‪ ،‬المرأة واألسرة في اإلسالم‪،‬‬
‫محاضرات في أصول الفقه‪ ،‬مبادىء الفلسفة اإلسالمية‪ ،‬جدل التراث والعصر‪ ،‬علم الكالم الجديد وفلسفة‬
‫الدين‪ ،‬االجتهاد الكالمي‪ :‬مناهج ورؤى متنوعة في الكالم الجديد‪ ،‬اإلسالم المعاصر والديمقراطية‪ ،‬الدين والنزعة‬

‫‪10‬‬
 ‫االنسانية‪ ،‬علم الكالم الجديد‪ :‬مدخل لدراسة الالهوت الجديد وجدل العلم والدين‪ ،‬مقدمة في علم الكالم‬
‫الجديد‪..‬‬

‫بعض المؤلفات في علم الكالم‬

‫الجديد‬
‫‪ ‬فمن خلق الله؟ للدكتور سامي عامري‬
‫‪ ‬كبرى اليقينيات الكونية ملحمد سعيد رمضان البوطي‬
‫‪ ‬العقيدة اإلسالمية في مواجهة التيارات اإللحادية للدكتور فرج الله عبد الباري‬
‫‪ ‬النبوات بين اإليمان واإلنكار للدكتور فرج الله عبد الباري‬
‫‪ ‬اإلسالم واالتجاهات العلمية المعاصرة للدكتور يحيى هاشم حسن فرغلي‬
‫‪ ‬براهين وجود الله في النفس والعقل والعلم للدكتور سامي عامري‬
‫‪ ‬براهين النبوة والرد على اعتراضات المستشرقين والمنصرين للدكتور سامي عامري‬
‫‪ ‬اإلسالم يتصدى للغرب الملحد للدكتور محمد نبيل النشواتي‬
‫‪ ‬نقض أوهام المادية الجدلية للدكتور سعيد رمضان البوطي‬
‫‪ ‬اإلسالم يتحدى لوحيد الدين خان‬

‫للقراءة المزيدة‪:‬‬
‫‪ ‬تجديد المنهج في العقيدة اإلسالمية للدكتور يحيى هاشم حسن فرغلي‬
‫‪ ‬مقدمة في علم الكالم الجديد للدكتور عبد الجبار الرفاعي‬
‫‪ ‬علم الكالم الجديد لشبلي النعماني‬
‫‪ ‬قول في التجديد للدكتور حسن الشافعي‬
‫‪ ‬التجديد في علوم الدينية – علم الكالم أنموذجا للدكتور عبد الحميد عبد المنعم مدكور‬

‫إرشادات للمدرسين‪:‬‬
‫‪ ‬على المدرسين أن يوجهوا الطالب إلى عقائد أهل السنة والجماعة ويقنعوهم بمبادئها وأصولها‪.‬‬
‫‪ ‬الرجاء بيان مواضيع علم الكالم بأمثلة حتى يسهل عليهم فهم المصطلحات‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف أهم الشخصيات والكتب في مجال علم الكالم الجديد التي لم تذكر في هذه المذكرة‪.‬‬
‫‪ ‬ينبغي التلميح إلى مباحث علم الكالم الجديد من خالل تدريس العقيدة اإلسالمية خصوصا إثبات وجود‬
‫الله وصفاته‪.‬‬

‫‪11‬‬