Professional Documents
Culture Documents
المقطع1 شريعة
المقطع1 شريعة
مطبوعة :
اﳌقطع 1
0
-التعر ف بمقياس مدخل إ الشر عة سﻼمية :و مقياس موجه لطلبة السنة و جذع مش ك حقوق،
الثا ي من ل سنة ،ﳌا له دور فعال معرفة مصادر ال شر ع سﻼمي ،ون أن يتم تدر سه خﻼل السدا
الشرعة سﻼمية مصدر من مصادر شر ع القانون ا زائري ،كما عطي للطالب م ارات معرفة مصدر
ال شر ع وكيفية ستعانة به من ج ة ،ومن ج ة أخرى عت ذا اﳌقياس مم د ﳌقاي س أخرى َس ُتد ﱠرس
السنة الثالثة السنة الثانية ل سو س ومقياس اﳌوار ث سنوات التدرج للطالب كمقياس قانون سرة
ل سو س تخصص قانون خاص ،كما أنه ساعد الطالب الطور الثا ي ﳌن ير د التخصص قانون حوال
الطور الثالث الدكتوراه، صية )قانون سرة و ذا التخصص و ا مد موجود بمركزنا( للماس أو ال
ف ذا اﳌقياس يخدم ذا التخصص ،باﻹضافة ل ذا حاجة الطالب التعلم ﻷمور دينه ودنياه ا ياة من خﻼل
علم مقياس مدخل الشرعة سﻼمية.
1
الباب ول :التعرف بالشر عة سﻼمية.
-القرآن الكرم
-السنة النبو ة
-جماع
-القياس
اب -ست
-شرع من قبلنا
-العرف
-ستحسان
-اﳌصا اﳌرسلة
-سد الذرا ع
-ع د الرسالة
2
ابة -ع د ال
3
-2اصطﻼحا :الشرعة أو ال شر ع و ل ما شرعه ﷲ عز وجل لقه سواء ما علق م ا بأح ام اعتقادية
كتوحيد ﷲ –عز وجل -و ثبات الصفات له ،و يمان بالقضاء والقدر واﳌوت والبعث وا ساب وا نة والنار،
ام عملية كعبادات واﳌعامﻼت وا دود وغ ا.1 خﻼص و مانة أو أح أو أح ام أخﻼقية التصدق وال
ْ َ َعا َ بامتثال أمره َو ْ ﱠ ْ َ َ ْ َْ
اج َتناب َ ْ يه من َج ِميع ا ِ َ ات ذعان ص ِطﻼح الش ْر ِ ّ ُ َو :نقياد و -و ِ س ِ ِ
مﻼ
ْ ْ ْ ّ َو ْال َق ْ ْ ﱠَ َ
اﻹق َر ِار و ذعان ا َ َو ِارح ب
ِ ِ وانقياده انسالل َ
و ذعان ِ صد الثﻼث أع ِ إذعان القلب وانقياده باﻻعتقاد
ْ
وانقياد ا ِبال َع َم ِل.2
-واﳌقصود بالشر عة سﻼمية :و ما نزل ع الن ﷴ صل ﷲ عليه وسلم مما يص أحوال الناس مجال
العقيدة و خﻼق والعبادات واﳌعامﻼت.
-أقسام ال شر ع:
ينقسم ال شرع إ قسم ن اثن ن:
3
القسم ول :ال شر ع ل أو الدي
و قصد به ل ما جاء به الرسول صل ﷲ عليه وسلم من عند ر ه ت ليفا لقه يب عليه الوصف بالطاعة
أو اﳌعصية وما ي تب عل ما من الثواب والعقاب.
القسم الثا ي :ال شر ع الوض
و قصد به مجموعة سس والقوان ن ال وضع ا القائمون ع أمور الرعية من أنفس م طلبا لضبط أمور
الرعية والدولة.
مع القانون :فالقانون ُيطلق ع مجموعة القواعد واﳌبادئ و نظمة ال يضع ا أ ل الرأي أمة من مم؛
لتنظيم شئون ا ياة جتماعية و قتصادية؛ استجابة ﳌتطلبات ا ماعة ،وسدا اجا ا .و و عب عن
واقع ا ،يب ن مدى ما وصلت إليه من ر ،وما أحرزته من تقدم ،و قدر ما ستفيد مة من تجارب بقدر ما
من أخطاء قانو ا ،و عمل ع غي ه وتطو ره ،ح ي ون مﻼئما لطبيعة حيا ا.4 ت
-الفرق ب ن ال شر ع ل والوض :
1عباس شومان ،مصادر ال شر ع سﻼمي ،ط ،1 :الدار الثقافية لل شر ،مصر ،2000 ،ص .5
2ﷴ م ن بن ﷴ ا تار بن عبد القادر ا ك الشنقيطي ،منج ال شر ع سﻼمي وحكمه ،ط ،2 :ا امعة سﻼمية ،اﳌدينة اﳌنورة ،د .ت ،ص .5
3عباس شومان ،اﳌرجع السابق ،ص .7 -6
4مناع بن خليل القطان ،تار خ ال شر ع سﻼمي ،ط ،5 :مكتبة و بة ،د .م ،2001 ،ص .12
4
-1ال شر ع ل مصدره ﷲ عز وجل سواء أ ان وحيا منه عا ،أم من اج اد من اختصه بالو ،أما ال شر ع
الوض ؛ ف و من وضع ال شر ممن ﻻ عﻼقة له بالو .
-2ال شر ع ل صا ل ل زمان وم ان ،أما الوض فإنه يختص بالزمان واﳌ ان؛ ﻷنه من وضع من يتغ
بتغ الزمان واﳌ ان.
،أما ال شرع الوض :فﻼ عﻼقة له بالثواب و نما يقتصر ع -3ال شر ع الدي يث ب الطا ع و عاقب العا
معاقبة ا الف.
-4ال شر ع الدي :ينظم عﻼقة الفرد با الق وا لق ،عﻼقة دي ية من شأ ا تنظيم أمور الدنيا و خرة ،أما
ال شرع الوض :فإنه ع ب نظيم عﻼقة الفرد وا تمع الدنيا ،وﻻ عﻼقة له باﻵخرة.
-5عدالة ال شر ع الدي مطلقة ،وال شرع الوض يخضع لل وى.
ال شر ع ال شرع الدي مﻼئمة لطبيعة ا رائم وأقدر ع الزجر ع ا ،بخﻼف العقو ات -6العقو ات
الوض ف قاصرة ﻻ تتﻼئم مع طبيعة الكث من ا رائم وغ افية للزجر ع ا.
ً
-7ال شر ع الدي يتعلق بأفعال القلوب وا وارح معا ،أما ال شر ع الوض يتعلق بأفعال ا وارح فقط.
-2لمة الدين:
لﻐة :تأ ي بمع الطاعة وا ضوع وتأ ي بمع ا ساب وا زاء والعادة والشأن.
عا وخضوعه لﻸح ام ال شرع ا. اصطﻼحا) :النظام ل ( و طاعة العبد
لمة مقار ة ل لمة الدين حيث قال ﷲ عا )إن الدين عند ﷲ سﻼم( ،والدين سﻼمي و لمة سﻼم
ش ك مع الديانات خرى نقطة واحدة و التوحيد والدعوة إ ﷲ ولكن أمور اﳌعامﻼت والعادات تختلف
من دين ﻵخر.
-3الفقـه
لﻐة :الفقه العلم بال ء والف م له ،يقال :أو ي فﻼن فق ا الدين ،أي ف ما فيه.1
ً
اصطﻼحا :الفقه و علم مست بط بالرأي و ج اد و حتاج فيه إ النظر والتأمل ،ول ذا ﻻ يجوز أن س ﷲ
ء ،2فالفقه شمل ح ام العملية أما الشرعة سﻼمية ف أوسع شمل عا فق ا ﻷنه ﻻ يخفى عليه
علوم الدين ل ا ،بالتا فقه جزء من الشرعة سﻼمية.
1ﷴ بن مكرم بن منظور ،لسان العرب ،ط ،1 :ج ،38مؤسسة عل للمطبوعات ،ب وت ،2005 ،ص .3450
2ع بن ﷴ ا رجا ي ،التعر فات ،تحيقي :عبد الرحمان عم ة ،عالم الكتب ،ب وت ،د.ت ،ص .216
5
ان يراد ب لمة الفقه صدر سﻼم العلم بأح ام الدين ،و انت مرادفة ل لمة "الشر عة" وﳌا تم ت
العلوم أصبح الفقه يطلق ع نوع من ح ام :ح ام الشرعية العملية ،و نقسم الفقه إ قسم ن:
ول :العبادات ،الصﻼة والصيام ،...وغرض ا التقرب إ ﷲ سبحانه و عا وتقو ة الر اط به.
الثا ي :اﳌعامﻼت ) العادات( واﳌراد ا تنظيم عﻼقات فراد فيما بي م و جميع شؤو م و شمل ل
العﻼقات ال ينظم ا القانونان :العام وا اص باﻻصطﻼح اﳌعاصر )البيع.القرض.الشراء.كراء(.
-اﳌقصود من لمة الفقه عند علماء صول:
لﻐة :و ما يب عليه غ ه أو و أساس ال ء أو قاعدته.
ً
اصطﻼحا :و العلم بالقواعد ال يتوصل ا إ است باط ح ام الشرعية العملية من أدل ا التفصيلية.1
والفقيه و العالم بالقواعد ال ست بط ا ح ام الشرعية ،و ذلك فالفقيه صو ست بط ح ام
والفق اء يطبقون ،فاﻷصو فقد ي ون أصو وفقيه أما الفق اء ف م فق اء فقط ﻻ أصوليون.
-الفقه عند اصطﻼح الفق اء:
دون يراد بالفقه عند الفق اء مجموعة من ح ام الشرعية العملية ال نزل ا الو ،وما است بطه ا
ع اختﻼف طبقا م ،وما ا تدى إليه أ ل التخرج والوجوه ،وما أف به أ ل الفتوى الواقعات والنوازل،
وما دخل الفقه من مسائل العلوم خرى كبعض أبواب ا ساب ال أ قت باﳌوار ث وما رآه متأخروا
الفق اء الذين ل سوا من أ ل ج اد وﻻ التخرج من اﳌر ة ونحو م.2
-العﻼقة ب ن الفقه والشر عة:
ل ما شرعه ﷲ من أح ام لقه سواء علقت بالعقيدة أو خﻼق أو سبق القول أن الشرعة :ع
اﳌعامﻼت.
أما الفقه فقد تب ن من خﻼل عرفه :أنه يتعلق باﻷح ام الشرعية العملية فقط ،وع ذلك فالشرعة
أعم من الفقه و و جزء م ا.
-4ا كم الشر :
عر فه :و خطاب ﷲ عا اﳌتعلق بأفعال اﳌ لف ن اقتضاء أو تخي ا أو وضعا.
تحليل التعر ف:
1ﷴ مصطفى شل ،اﳌدخل التعرف بالفقه سﻼمي ،دار ال ضة العر ية ،ب وت ،د .ت ،ص .32
2اﳌرجع واﳌوضع نفسه.
6
-يقصد بخطاب ﷲ أنه شمل ل دلة من القرآن والسنة أو أي اج اد من الفق اء ،أو أي دليل ﻻ عارض
القرآن والسنة و رتبط ذا ا طاب القياس والعرف وسد الذرا ع.
سان ذاته ولكن ي ون م لف شروط :البلوغ والعقل و سﻼم. -اﳌ لف ن :و
ء ،وقد ي ون الطلب -قتضاء :و و الطلب من الشارع ا كيم القيام بفعل أو متناع عن فعل أو تقديم
جازم الواجب وا رام أو غ جازم اﳌكروه أو اﳌستحب.
-التخي :أي اﳌباح إما القيام به أو تركه.
-أقسام ا كم الشر :و نقسم إ قسم ن:
أوﻻ :ا كم الشر الت ليفي؛
ح ام الت ليفية خمسة و :1
-1الواجب )الفرض( " :و ما طلب الشارع فعله ع وجه اللزوم ،بحيث يذم تاركه ومع الذم العقاب،
سرة... و مدح فاعله ومع اﳌدح الثواب" مثال :الصﻼة والصوم والز اة و نفاق ع
-2اﳌستحب )اﳌندوب(" :و و ما جاز فعله وجاز تركه وفعله أو .أي ما طلب الشارع فعله ش ل غ جازم
بحيث يثاب فاعله وﻻ عاقب تاركه".مثال :صﻼة النافلة صيام التطوع ،السواك ،صﻼة الض ...
-3ا رام" :ما طلب الشارع من اﳌ لف ن تركه طلبا جازما،بحيث يثاب تاركه و عاقب فاعله والكفر
ﱠ
باﻻستحﻼل اﳌتفق" مثال :السرقة ،القتل ،ارت اب الفواحش ،نزع ا اب.
-4اﳌكروه " :و ما جاز فعله وجاز تركه وتركه أو ،أي ما طلب الشارع تركه ش ل غ إلزامي بحيث يثاب
تاركه وﻻ عاقب فاعله و و ما ان تركه أو من فعله".مثل :صيام يوم الشك لرمضان ،صيام يوم الس ت
لوحده أو يوم ا معة لوحده ،صﻼة النافلة عد العصر ...
-5اﳌباح )ا ﻼل ،ا ائز( " :و ما استوى فيه جانب الفعل وجانب ال ك .أي و خطاب ﷲ عا اﳌتعلق
ل والشرب والنوم والبيع والتجارة والصيد والر اضة ،أما ب ن الفعل وال ك" مثال: بأفعال اﳌ لف ن ا
عند ممارسة ذه شياء ب ية حسنة القول أ غذى باﻷ ل ﻷتقوى ع العبادة يثاب عل ا.
ثانيا :ا كم الشر الوض ؛
و خطاب ﷲ ،اﳌتعلق بجعل ال ء س با أو شرطا أو ما عا و نقسم إ ثﻼثة أقسام:
-1الس ب :لغة؛ و ما ي ون موصﻼ ا ال ء الطر ق وا بل وغ ا.
7
اصطﻼحا :و الوصف الظا ر ،اﳌنضبط ،اﳌعرف ل كم ،أو و ما يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه
العدم)أي حيثما وجد الس ب وجد اﳌس ب وحيثما ا عدم الس ب ا عدم اﳌس ب فالس ب و العﻼمة ال عرف
من خﻼل ا حكم ﷲ مثل :كزوال الشمس عن كبد السماء يدلنا ع دخول وقت صﻼة الظ ر ،والقرابة و س ب
ْ َّ
الز ى َس با ُلو ُجوب ا َ د.
للم اث ،ورؤ ة ال ﻼل س ب للصيامِ ،
-2الشرط :لﻐة؛ العﻼمة ومنه أشراط الساعة أي عﻼما ا.
ً
اصطﻼحا :و ما يلزم من عدمه العدم ،وﻻ يلزم من وجوده وجود وﻻ عدم لذاته.
شرح التعر ف:
ة أ-ما يلزم من عدمه العدم :أي يلزم من عدم وجود الشرط عدم وجود اﳌشروط الوضوء الذي و شرط ل
الصﻼة يلزم من عدم وجوده عدم وجود الصﻼة.
ب-وﻻ يلزم من وجوده وجود وﻻ عدم :أيﻼ يلزم من وجود الشرط وجود اﳌشروط وﻻ عدم وجوده الوضوء
سان وﻻ يص مثل :الط ارة شرط ة الصﻼة وﻻ يلزم من وجود الوضوء وجود الصﻼة فقد يتوضأ شرط ل
ة عقد الزواج. يحة ،استقبال القبلة شرط القيام للصﻼة ،الو شرط الصﻼة ال
-3اﳌا ع :لغة :و ا ائل ب ن الش ئ ن.
-اصطﻼحا :و الوصف الوجودي ،الظا ر ،اﳌنضبط ،ﱠ
اﳌعرف نقيض ا كم،أو و ما يلزم من وجوده العدم
وﻻ يلزم من عدمه وجود وﻻ عدم لذاته مثل :القتل العمدي ما ع صول اﳌ اث فإذا لم يوجد القتل يوجد
م اث ،وﻻ يلزم من عدم وجود ما ع القتل وجود اﳌ اث ما لم يوجد س ب من أسباب اﳌ اث أما القرابة أو
الزوجية ،الصغر ما ع من الت ليف ،عدم الط ر للمرأة ما ع من الصﻼة والصوم ح تط ر.
-الفرق ا و ري ب ن ا كم الشر الت ليفي وا كم الشر الوض :و أن ح ام الت ليفية تدخل
ء أو تركه فﻼ ت ليف إﻻ بمقدور ب نما ح ام الوضعية فقد ت ون أحيانا مقدور اﳌ لف فباستطاعته فعل
مقدور اﳌ لف كشرط الوﻻية الزواج ،وقد ﻻ ت ون مقدور اﳌ لف كرؤ ة ال ﻼل كس ب للصوم.
-خصائص الشر عة سﻼمية:
مصدر ا ووج ا واﳌقصود بذلك أن -1الر انية :فأول ما تمتاز به الشر عة سﻼمية و ا شر عة ر انية
أح ام ا ل ست من وضع ال شر الذي يحكمه القصور والتأثر بمؤثرات الزمان واﳌ ان والثقافة و واء و نما
8
شارع ا و صاحب ا لق و مر ذا ال ون والذي خلق سان علم ما ينفعه وما يص حاله قال ﷲ
ُ َ ﱠ ُ َ ََ َ َ ْ ْ عا ُ }:ق ْل َم ْن َر ﱡب ﱠ َ
الس ْب ِع َو َر ﱡب ال َع ْر ِش ال َع ِظي ِم َس َي ُقولون ِ ِ ق ْل أفﻼ ت ﱠت ُقون (.1
ات ﱠ
الس َماو ِ
-2ا لود 2:مما ﻻ شك فيه أن ال شر ع سﻼمي الذي نزل الو بقواعده وأصوله ال لية صا ل وقت مﻼئم
ْ َ َ 3 ّ ْ َ َ َ َ َ ََْ ُ
ميع الب ئات ،فقد ب ع الت س ورفع ا رج ودفع الضرر .قال عا } :وما جعل علي ِ ِ
الد ِين ِمن حر ٍج { م ك
ُ ْ ﱠ ُ ْ
وقال جل شأنه}ُ :ي ِر ُد ُ ِبك ُم ال ُ ْس َر َوﻻ ُي ِر ُد ِبك ُم ال ُع ْسر{ 4والن ﷺ " :سروا وﻻ عسروا و شروا وﻻ تنفروا"،5
وقد ث ت من س ته أنه ﷺ ما خ ب ن أمرن إﻻ اختار أ سر ما ما لم يكن إثما.
واﳌت بع ﻷح ام الشرعة سﻼمية يجد مظا ر ذا صل ش نواح ا فقلة الت اليف إ مراعاة أعذار
اﳌعذور ن إ رفع الت ليف أو عدم اﳌؤاخذة حالة الضرورة ل ذلك يدل وضوح إ ال سر وعدم ا رج
أضف إ ذلك أن القرآن جانب شر ع اﳌعامﻼت لم عمد إ التفصيل بل أ ى بقواعد عامة صا ة للتطبيق
ود{ 6وقال}َ :و َأ َح ﱠل ﱠ ُ ْال َب ْي َع َو َح ﱠر َم ّ
الر ا{.7 ِ
ين َآم ُنوا َأ ْو ُفوا ب ْال ُع ُ
ق ل ح ن ،قال عا }َ :يا َأ ﱡ َ ا ﱠالذ َ
ِ
ِ ِ
-3العاﳌية :فأح ام الشرعة سﻼمية ومبادؤ ا ذات طبيعة إ سانية عاﳌية ف رحمة للعاﳌ ن ،قال عا َ}و َما
ً ْ َ َْ َ َْ َ ﱠ
اك ِإﻻ َر ْح َمة ِلل َع ِاﳌ َن{ ،8و داية للناس افة ول س س خاص من ال شر أو لﻺقليم بل لﻺ سان سواء أرسلن
من الشرق أو الغرب ،و ر ان ذلك من النصوص القرآنية كث قال عا }َ :و َما أسود أو أبيض عر ي أو أ
اس َ ِش ً ا َون ِذ ًيرا{ ،9ومن السنة العملية فتجسدت م اتبة الن ﷺ ﳌلوك رض حيث
َ
لن َأ ْ َس ْل َن َ
اك إ ﱠﻻ َ ﱠاف ًة ل ﱠ
ِ ِ ِ ر
عث برسالة إ رقل عظيم الروم وكسرى عظيم الفرس والنجا ملك ا شة واﳌقوقس ملك مصر وأمراء
البحر ن واليمامة إ غ ذلك،أما ا قائق العملية فتتمثل ان شار سﻼم أرجاء اﳌعمورة وترحيب الناس
وعبد ﷲ بن سﻼم ال ودي ووجد وص يب الرومي و ﻼل ا ابة سليمان الفار بأح امه فوجد من ال
و مام مسلم الن سابوري و مام البخاري من فيمن جاء من عد م من أجيال اﻹمام أبو حنيفة الفار
9
بخارى وابن حزم وابن رشد من ندلس ،و وقتنا ا ا ين شر سﻼم أنحاء العالم أور ا وآسيا وأس اليا
وأمر ا و فرقيا والكث م م علماء ش مجاﻻت ا ياة ،ذا له دليل ع عاﳌية الشرعة سﻼمية ،أما
انت قبل سﻼم ان ن ياء والرسل يخاطبون أقوام م قال عا )و ذ قال مو با الديانات ال
ل الديانات السابقة لقومه()البقرة (54وقال أيضا)إنا أرسلنا نوحا إ قومه( )نوح .(1لكن ﳌا أ ى سﻼم
ُ ْ َْ ْ َُ
)ال َي ْو َم أك َمل ُت لك ْم ِد َينك ْم و قي سﻼم دين العاﳌ ن وس بقى إ أن يرث ﷲ رض ومن عل ا قال ﷲ عا
ََ ْ َ
ِ ْسﻼ ِم ِد ًينا فل ْن ُي ْق َب َل ِم ْن ُه َو َأ ْت َم ْم ُت َع َل ْي ُك ْم ِ ْع َم َو َرض ُت َل ُك ُم ْ ْس َﻼ َم ِد ًينا( )اﳌائدة (3وقال أيضا َ)و َم ْن َي ْ َتغ َغ ْ َ
ِ ِ ِ ِ
َ َ ْ ََُ ْ
اس ِر َن () آل عمران.(85 و و ِ ِخ َر ِة ِمن ا ِ
-4الشمولية :فالشرعة سﻼمية شر عة شاملة شملت ل مجاﻻت ا ياة العقائدية و خﻼقية والعملية
فاﻹسﻼم ﻻ شرع للفرد دون سرة وﻻ لﻸسرة دون ا تمع وﻻ للمجتمع دون غ ه من ا تمعات خرى ،ف و
شرع للفرد عباداته وصلته بر ه ،و ضبط أحوال سرة وأح ام ا و شرع للمجتمع ل جوانب ا ياة سواء
َ
اب ِم ْن ْ ٍء َ َ ﱠ َْ ْ َ
ما علق م ا بال بية أو قتصاد أو السياسة أو القضاء أو غ ذلك قال ﷲ عا )ما فرطنا ِ ال ِكت ِ
َ ُ َ
ث ﱠم ِإ َ ِّر ِ ْم ُي ْحش ُرو َن () عام.(38
ا ف و من التوازن و عتدال الذي سلم من ل إفراط -5الوسطية :ووسطية مة مستمدة من وسطية من
ال شرع خﻼق و داب ووسطية التعبد ووسطية وتفر ط ،ووسطية عتقاد والتصور ،ووسطية
والنظام والتحليل والتحر م ،وجاءت الشرعة سﻼمية ب ن ال ودية ال أسرفت التحرم واﳌسيحية ال
َ ُ أسرفت باحة ،قال ﷲ عا ) َو َك َذل َك َج َع ْل َن ُاك ْم ُأ ﱠم ًة َو َس ًطا ل َت ُ ُونوا ُش َ َد َاء َع َ ﱠ
الناس َو َ ُ و َن ﱠ
الر ُسو ُل َعل ْيك ْم ِ ِ ِ
َش ً
يدا( )البقرة (143 ِ
-أ م اﳌبادئ ال يدعوا إل ا سﻼم:1
اس ِإ ﱠنا أوﻻ :مبدأ العدالة واﳌساواة فإن أح ام ا ُبن ﱠ ت ع العدالة اﳌطلقة وال سو ة التامة ب ن الناس َ}يا َأ ﱡ َ ا ﱠ
الن ُ ِ
َ َ
َخ َل ْق َن ُاك ْم م ْن َذ َكر َو ُأ ْن َ َو َج َع ْل َن ُاك ْم ُش ُعو ًا َو َق َب ِائ َل ِل َت َعا َر ُفوا إ ﱠن أ ْك َر َم ُك ْم ِع ْن َد ﱠ ِ أ ْت َق ُاك ْ
َ » : ليقو ﷺ ل والرسو { م ِ ٍ ِ
ِ ِ ِ اﺣ ٌد ،أََﻻ َﻻ فَ ْ ِ اﺣ ٌد ،وإِ ﱠن أَ ُكﻢ و ِ أَﻳـﱡﻬﺎ اﻟﻨﱠﺎس ،أََﻻ إِ ﱠن ربﱠ ُﻜﻢ و ِ
َﲪََﺮ ﰊ َﻋﻠَى َﻋ َجم ٍّﻲَ ،وَﻻ ﻟ َﻌ َجم ٍّﻲ َﻋﻠَى َﻋَﺮٍِّ
ﰊَ ،وَﻻ أ ْ ض َﻞ ﻟ َﻌَﺮٍِّ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ َ
َﲪََﺮ ،إِﱠﻻ ِ ﻟتﱠـ ْق َﻮى أَبَـﻠﱠ ْﻐ ُ
ﺖ«.2 َﺳ َﻮَد َﻋﻠَى أ ْ
َﺳ َﻮَدَ ،وَﻻ أ ْ
َﻋﻠَى أ ْ
10
َ َ َ ُْ ْ
1
ْمر{ ثانيا :مبدأ الشورى فقد جعل سﻼم الشورى أساسا ل كم فأمر ن يه ا قال عا } :وش ِاور م ِ
ُ َ
وأمتدح اﳌؤمن ن ا فقال}َ :وأ ْم ُر ُ ْم شو َرى َب ْي َ ُ م{. 2
َ َ ُ ﱠ ْ َ ﱠ َ َ ْ ُ َ ََ
ثالثا :مبدأ ال سامح فقد جاد سﻼم يدعو إ ال سامح مع فراد قال عا } :و ِعباد الرحم ِن ال ِذين يمشون ع
ََْ ُ ُ ﱠ ُ َ ﱠ َ َ
ين ل ْم
ً
ض َ ْونا َو ِ ذا خاط َ ُ ُم ا َ ا ِ لون قالوا َسﻼما{ 3ومع ا ماعات ا الفة قال عا } :ﻻ ي اكم ع ِن ال ِذ
ً َ َ َ ْ ُ َ َ ُ
رَْ
ِ
ُ ْ ﱠ َ ُ ُ َ َ ُ ُ ْ َ ُي َقات ُلوك ْم ّ
ُ
الد ِين َول ْم ُيخ ِر ُجوك ْم ِم ْن ِد َي ِارك ْم أ ْن ت َ ﱡ و ُ ْم َوت ْق ِسطوا ِإل ْ ِ ْم ِإ ﱠن َ ُي ِح ﱡب اﳌ ْق ِس ِط َن{.4
ِ ِ ِ
را عا :مبدأ التضامن جتما فقد حرص سﻼم من أول مر ع أن يقرر حق الفقراء مال غنياء و حمل
غنياء مسئولية كفاي م.
ل زمان وم ان وأن شر عا ستمد حياته نا أن ال شرع سﻼمي صا للتطبيق و ما أسلفنا ن ون قد أو
من القرآن والسنة لن يقف يوم من يام عن مسايرة الزمان.
11