‫مقدمة‪:‬‬

‫تعتبر وسائل اإلعالم بمختلف أنواعها من الوسائل االتصالية األكثر تأثيرا على عقول‬
‫الجماهير في العصر الحالي‪ ،‬حيث تعد مصدرا مهما من مصادر التوعية والتثقيف وبناء‬
‫الفكر‪ ،‬كما تساهم في عملية تكوين رأي أفراد المجتمع‪ ،‬ويعد التلفزيون أهم هذه الوسائل نظرا‬
‫للخصائص التي يتميز بها وألنه يجمع بين الصوت والصورة وهذا ما يدفع المعلنين باللجوء‬
‫إليه كوسيلة إشهارية تعمل على جذب انتباه المشاهد من خالل نقل الرسائل ومخاطبتهم‪،‬‬
‫فاإلشهار أصبح موجها لمختلف شرائح المجتمع وباألخص األطفال والتأثير في سلوكهم‪،‬‬
‫وبذلك فإن اإلشهار التلفزيوني يعد وسيلة هامة وفعالة في الترويج للسلع والخدمات من خالل‬
‫تقديمها بصورة تكون أقرب للواقع‪ ،‬كما يساعد في تكوين الخيال الواسع لدى الطفل ويفتح‬
‫أمامه أفاق تنقله خارج حدود البيت والشارع والمدرسة‪ ،‬باإلضافة إلى تزويده بالخبرات‬
‫والمهارات التي تدفعه إلى إتباع سلوكات معينة في كافة مناحي الحياة‪ ،‬ويعمل على غرس القيم‬
‫ُدخل على نفسيته نوعا من الترفيه والتسلية ويساعده على‬‫المعرفية والسلوكية لدى الطفل‪ ،‬وي ِ‬
‫اإلصغاء والمتابعة كما يمكنه من الربط والتحليل بين المواقف واألشياء وهذا ما نسعى‬
‫لمناقشته من خالل هذه الدراسة المعنونة بـ أثر اإلشهار التلفزيوني على سلوك الطفل" ‪.‬‬
 ‫إشكالية الدراسة و تساؤالتها‪:‬‬
‫يشهد العالم اليوم تطورا كبيرا في مختلف المجاالت وخاصة في المجال اإلعالمي‪ ،‬حيث‬
‫أصبحت وسائل اإلعالم واالتصال لها تأثير كبير على المجتمعات فتعددت وتنوعت وسائله‬
‫وتقنياته‪ ،‬فالبداية كانت بالصحافة واألقمار الصناعية واإلذاعة ووصوال إلى التلفزيون‪ ،‬وقد‬
‫عرف قطاع السمعي البصري عدة تحوالت مما أدت إلى زيادة عدد محطات البث‪ ،‬فأصبح‬
‫من السهل استقبال القنوات الفضائية بواسطة الهوائيات ويعتبر التلفزيون من الوسائل‬
‫االتصالية األكثر تأثيرا وجذبا للجمهور بمختلف فئاته العمرية والجنسية وذلك ألنه يجمع‬
‫بين الصوت والصورة‪ ،‬وهذا ما جعل أغلب المعلنين يلجؤون إليه العرض سلعهم ومنتجاتهم‬
‫من خالل اإلشهارات التي تبث على شاشات التلفزيون‪ ،‬فاإلشهار هو المورد األساسي لكل‬
‫مؤسسة إعالمية‪ ،‬حيث أصبح يحتل مساحة كبيرة في التلفزيون مقارنة بالبرامج األخرى‪،‬‬
‫وذلك لما له من دور فعال في تثبيت الرسالة وتأثير كبير على المتلقي‪ ،‬وقد أصبح اإلشهار‬
‫التلفزيوني يستهدف الطفل بشكل كبير مقارنة بالفئات العمرية األخرى‪ ،‬فالطفل في مرحلة‬
‫يتعلم ويقلد كل ما يراه أمامه‪ ،‬فهو حساس وينجذب للعناصر اإلخراجية في الرسالة‬
‫اإلشهارية من خالل الشخصيات واأللوان والحركات والموسيقى ‪...‬الخ‪ ،‬واإلشهار يكون‬
‫على شكل قصة لسهولة تخزينه واسترجاعه فكلما كان اإلشهار يعبر عن الطفل ويعكس‬
‫رغباته كان هناك تأثير لدى الطفل سواء حا في بعض األحيان إلى تقمص الدور الذي‬
‫شاهده في اإلشهار التلفزيوني هذا االخير قد يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في اكتساب‬
‫الطفل لبعض العادات والسلوكيات خاصة في ظل التنوع والتنافس الذي تشهده الساحة‬
‫االعالمية بظهور العديد من القنوات ومثال ذلك قناة "سبيستون الكرتونية" ومن خالل هذه‬
‫الدراسة سنحاول التعرف على األثر الذي يحدثه اإلشهار التلفزيوني لقناة "سبيستون" على‬
‫سلوك الطفل المتمدرس بمتوسطة بوزيد بحوص‪.‬‬
‫ومن هنا تندرج دراستنا تحت التساؤل الرئيسي التالي‪:‬‬
‫‪ -‬ما هو أثر اإلشهار التلفزيوني لقناة "سبيستون"على سلوك األطفال المتمدرسين بمتوسطة‬
‫بوزيد بحوص‬

‫وتنبثق من التساؤل الرئيسي مجموعة من التساؤالت الفرعية كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬هل يتعرض الطفل المتمدرس بمتوسطة بوزيد بحوص لإلشهار التلفزيوني على قناة‬
‫"سبيستوم"؟‬
‫‪ -2‬هل يهتم الطفل المتمدرس بمتوسطة بوزيد بحوص باإلشهار التلفزيوني على قناة‬
‫"سبيستون"؟‪.‬‬
 ‫‪ -‬منهج الدراسة‪:‬‬
‫يعتبر المنهج من أهم الخطوات التي يجب أن يتبعها الباحث إلنجاز بحثه‪ ،‬فهو يحدد مسار‬
‫الدراسة للباحث وعليه يعرف المنهج في اللغة المنهج مشتق من النهج وهو الطريق‬
‫المستقيم‪ ،‬يقال طريق نهج بين واضح و نهج الطريق وضح واستبان‪ .‬حيث اخترنا في بحثنا‬
‫هذا المنهح التحليلي‪.‬‬
‫‪ -‬مجاالت الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬المجال المكاني‪ :‬ويقصد به المكان الذي أجرينا فيه دراستنا وهي متوسطة بوزيد بحوص‬
‫بوالية البيض‪.‬‬
‫‪ -‬المجال الزماني‪ :‬ويقصد به الفترة الزمنية التي يتم فيها إجراء هذه الدراسة وذلك من‬
‫خالل جمع المعلومات والبيانات حيث امتدت هذه الدراسة من ‪ ....‬الى ‪....‬‬
‫‪ -‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪ -1‬معرفة أهم عناصر جذب الطفل في االشهار التلفزيوني‪.‬‬
‫‪ -2‬معرفة السلوكات التي يكتسبها الطفل من االشهارات التلفزيونية‪.‬‬
‫‪ -3‬التعرف على التأثير الذي يحدثه اإلشهار التلفزيوني على سلوك الطفل‪.‬‬
 ‫‪ -‬خاتمة‬
‫من خالل دراستنا التي قمنا بها على سلوك الطفل تبين أن قناة "سبيستون" من أكثر القنوات‬
‫الكرتونية مشاهدة من قبل المبحوثين نظرا لطبيعة المواضيع التي تعالجها من خالل مختلف‬
‫برامجها‪.‬‬