Professional Documents
Culture Documents
لتكن لديك الشجاعة لاستخدام عقلك
لتكن لديك الشجاعة لاستخدام عقلك
ه6ي ع6بارة م6أخ6وذة م6ن رس6ائ6ل ال6شاع6ر ه6وراس “ال6رس6ال6ة األول6ى” ،وأص6لها ب6ال6الت6ينية
Sapere aude -وت6رج6متها ت6شجع ع6لى امل6عرف6ة ،ال6تي ص6ارت ش6عاراً م6عبراً
ع6ن روح ع6صر ال6تنوي6ر ،وي6رى ف6يلسوف احل6داث6ة ال6كبير إمي6ان6وي6ل ك6ان6ط ف6ي ال6تنوي6ر
حت66رر ل66إلن66سان م66ن ال66قصور ال66ذي أح66دث66ه ب66حق ذات66ه ،وي66عني ب66ال66قصور ح66ال66ة م66عينة
إلرادت6نا جت6علنـا ن6قبـل سـ6لطة شـ6خص مـ6ا ي6قودنـ6ا فـ6ي م6جـاالت مي6كـن ن6حـن شـ6خصياً
ن66تولـ66ى أم66ره66ا ب66اس66تعمال ال66عقل ،وذل66ك ل66يس ف66ي اف66تقاره ل66عملية ال66تفكير ،وإمن66ا
الف6تقاره ال6عزم وال6شجاع6ة ع6لى مم6ارس6ة ف6عل ال6تفكير م6ن دون ت6وج6يه ش6خص آخ6ر ،ف6هو
ق6د ق6يّد ن6فسه ب6نفسه ،ح6يث اق6نع ذات6ه ب6أن6ه ع6اج6ز ع6ن اس6تخدام م6قدرت6ه ع6لى ال6فهم م6ن
دون أن ي6دل6ه أح6د ع6لى ذل6ك .ف6اإلن6سـان ذاتـ6ه هـ6و امل6سـؤول عـ6ن ح6الـ6ة ال6قصـور ال6تـي
اق6تراف6ها ب6حــق ن6فســه ،وه6كــذا ســ6يكون مــ6ن امل6فتــرض ق6ادراً ع6لــى الهــ6روب مــ6ن
هــ6ذه احل6الــ6ة ،إن ه6و ف6قط أح6دث ت6غيراً ب6حق ن6فسه ،ف6يكون األم6ر مب6ثاب6ة ان6عتاق امل6رء
من حالة العجز الذاتي.
إن الكس6ل واجل6نب ه6ما الس6بب وراء ان6قياد البش6ر ،م6ا ي6جعل ال6ناس ال6ناض6جني ع6قلياً -
ح6تى وإن ل6م ي6درك6وا ذل6ك -حت6ت ق6يادة أوص6ياء ع6ليهم درس6وا وت6درّب6وا ل6كي مي6ارس6وا
ه6ذه ال6وص6اي6ة ،ي6نعى ك6ان6ط ع6لى األن6سان )أن ي6رض6ى ب6أن يح6ل ك6تاب م6ا م6كان6ه مم6تلكاً
ال6ذك6اء ال6ذي ك6ان ح6ري6اً ب6ه ه6و أن مي6تلكه( ،وك6ذل6ك ي6نعى ع6لى اإلن6سان أن ي6أت6ي دل6يل
روح66ي ،أو ط66بيب ن66ظام66ي ،ل66يكون ل66دي66هما م66ن ال66وع66ي وامل66عرف66ة م66ا ي66خيّل إل66ى ه66ذا
اإلن6سان إن6ه ال مي6تلك )وه6كذا ،ح6ني أس6تطيع أن أدف6ع األج6ر ،ال ي6عود ث6مة أي جه6د
ع6ليّ إجن6ازه ،اآلخ6رون ه6م ال6ذي6ن ي6قوم6ون به6ذا اجله6د ج6اع6لني م6ن أن6فسهم أوص6ياء(.
وي6رى ك6ان6ط ه6نا )أن ه6ؤالء األوص6ياء يسه6رون ح6ري6صني ع6لى أن ي6عتبر اجل6زء األك6بر
م6ن أب6ناء البش6ر ،حت6رره أم6راً خ6طيراً ،ال م6سأل6ة غ6ير م6ناس6بة وحس6ب ...وه6م ل6تأك6يد
ذل6ك ي6رك6زون ح6دي6ثهم دائ6ماً ع6لى اخمل6اط6ر ال6تي حت6يق ب6البش6ر ح6ني ي6نطلقون وح6ده6م
من دون أدلة ومن دون وصاية(.
ي6رى ك6ان6ط أن اس6تعمال م6لكة ال6عقل اس6تعماالً س6ليما ً ب6عيدا ً ع6ن ك6ل اإلك6راه6ات،
وع6ن وص6اي6ة اآلخ6ري6ن ه6و ال6ذي ي6تيح ل6نا م6نهجا ًس6وي6اً ف6ي ال6تفكير بح6ري6ة ،ف6نشاط
ال6فكر املس6تمر ه6و ال6ذي ي6جعلنا ق6ادري6ن ع6لى خ6لق األس6ئلة وال6نقاش والتح6ليل ف6ي أي
موضوع ،أو أي فكرة حتى لو كانت مناقضة لهويتنا ومعتقداتنا.
م66ن العس66ير ع66لى أي إن66سان أن ي66تمكن مب66فرده م66ن التخ66لص م66ن ه66ذا ال66قصور ال66ذي
أوش66ك أن ي66صبح ط66بيعة م66الزم66ة ل66ه ،ب66ل إن األم66ر ق66د وص66ل إل66ى ح66د أن ي66عشق ه66ذا
ال6قصور ،ب6حيث أص6بح ع6اج6زًا عج6زًا ح6قيقيًّا ع6ن اس6تخدام ع6قله ،إن6ه ل6م يُ6سمح ل6ه أن
يُ66قدم ع66لى ه66ذه التج66رب66ة م66ن ق66بل ،إن ال66عقائ66د وال66دوغ66مائ66يات -اجل66مود ال66فكري
وال6فكر األوح6د -ه6ي األغ6الل والس6الس6ل ل6قصوره ال6دائ6م ،وإذا م6ا اس6تطاع أح6د أن
ي66رم66ي ع66نه ه66ذه األث66قال ،ف66إن66ه س66يظل م66تردداً ح66ول احل66رك66ة ،وله66ذا ل66ن جن66د إال ق66لة
ض6ئيلة اس6تطاع6ت ب6فضل اس6تخدام6ها ل6عقول6ها أن ت6نتزع ن6فسها م6ن ال6وص6اي6ة امل6فروض6ة
ع6ليها ،وتس6ير بخ6طًى واث6قة م6طمئنة ،وي6رى ك6ان6ط أن6ه) :مل6ن اليس6ير ع6لى ج6ماع6ة م6ن
ال6ناس أن تتح6رر ب6بطء ح6ني ي6أت6ي ع6دد م6ن األش6خاص ال6ذي6ن ي6نهضون م6ن ب6ني أوس6اط6ها
ل66يجعلوا أن66فسهم أوص66ياء ،وي66فكون ال66قيود ن66اش66ري66ن م66ن ح66ول66هم ف66كرة ت66دع66و إل66ى
ال66تثمني ال66عقالن66ي ل66قيمة ك66ل ان66سان واخ66تيارات66ه -وع66نده ت66غيير اجت66اه ال66عقول م66ن
االعتماد على الغير إلى االستقالل الذاتي أمر ال ينفع فيه حتول مفاجئ .(-
إن امل6طلوب ه6و ت6لك احل6ري6ة ال6تي ت6عتبر -ع6ادة -أك6ثر احل6ري6ات ب6راءة :ح6ري6ة أن ي6عقل
اإلن66سان األم66ور ف66ي رأس66ه ،وف66ي م66ا ي66تعلق ب66أي م66وض66وع م66ن امل66واض66يع -أي ح66ري66ة
االس6تخدام ال6علني ل6لعقل ف6ي ك6ل األم6ور ،ي6ضع ك6ان6ط ش6رط »احل6ري6ة« ب6وص6فه م6طلباً
ض6روري6اً ل6نشأة ال6تنوي6ر واس6تمراره ،وي6بني ف6ي“ :ت6أس6يس م6يتاف6يزي6قا األخ6الق” -
وه6و س6وف يظه6ر ب6عد أق6ل م6ن ع6ام م6ن ظ6هور م6قال اجل6واب ع6لى س6ؤال م6ا ال6تنوي6ر؟ -
ك66يف أن اخل66ضوع اإلرادي ل66لقان66ون ال66ذي ي66ضعه اإلن66سان ه66و ن66فسه ل66نفسه ال ي66عني
إلغاء احلرية الفردية ،بل على العكس تدعمها وتقويها.
ويس6تخلص ك6ان6ط ان ال6واج6ب األول ال6ذي ي6تعني ع6لى ك6ل دول6ة م6تنورة أن مت6ارس6ه إمن6ا
ي6كمن ف6ي ت6رب6ية ال6ناس ع6لى م6فهوم احل6ري6ة ،أم6ا اح6ترام ال6نقد واالس6تقالل ال6فكري
فيتعني أن يعتبر واحداً من املبادئ األساسية في الوجود.
ال ي6جوز ل6عصر م6ن ال6عصور أن يج6مع ع6لى ال6تآم6ر ع6لى ال6عصر ال6الح6ق ،ب6حيث ي6زج ب6ه
ف6ي وض6ع يس6تحيل ع6ليه ف6يه أن ي6وس6ع م6عارف6ه ،وي6نقيها م6ن األخ6طاء ،وأن ي6تقدم ب6وج6ه
ع6ام ع6لى ط6ري6ق ال6تنوي6ر ،إن ذل6ك ل6و ح6دث ل6كان ج6رمي6ة تُ6رت6كب ض6د ال6طبيعة البش6ري6ة
التي تقوم ماهيتها األصلية على هذا التقدم.