You are on page 1of 118

‫وزارة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتعليم العايل و البحث العلمي‬

‫ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامعة جيال يل ليابس سيدي بلعباس‬

‫كلية العلوم االقـتصادية والتجارية و علوم التسيي‬

‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫سلسلة حماضرات يف مقياس‪:‬‬

‫مدخل لالقتـ ـصاد‬


‫من إعداد‪:‬‬

‫د‪.‬ل ـ ـحول عـلي‬

‫أستاذ حماضر "ب"‬

‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫السنة اجلامعية ‪2017-2016‬‬


‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫إسم املقرر‪ :‬مدخل لالقتصاد‬

‫الد ور‪:‬لحــول عـ ـلي‬

‫ـ ـ ــامعة يال لي لياب سيدي بالعضاس‬

‫كالية العالوم ا ـ صادوة وال جارية و عالوم التسيطر‬

‫أس اذ محاضر"ب"‬

‫صادوة‬ ‫سم العالوم ا‬

‫الهاتف‪0774837854:‬‬

‫البرود ا لكتروني‪ali_lahouel84@yahoo.fr:‬‬

‫أهداف املقرر‪:‬موجه لطلبة السنة األولي ل‪.‬م‪.‬د‬


‫مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة‪:‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا‬

‫يهدف هذا املقياس إلى‪:‬‬

‫صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادي‬ ‫صـاد وباملضـاد اليـي وقـوم عال هـا ال اـام ا‬ ‫تعريف الطالـ لـضعا املهـاهيم اسساسـية لعالـم ا‬
‫صادي ا شتراكي‪ ,‬ومقارنتها بال اام اإلسالمي‪ ،‬تعريف الطال بضعا‬ ‫الرأسمالي واملضاد اليي وقوم عال ها ال اام ا‬
‫صـادوة‪ ،‬الــد ا الـو ‪،‬ي ‪ ،‬وتعريـف الطالـ بالقطـا الض يـي بلــيا‬ ‫مهـاهيم الس ـوق و العـر و الطالـ ‪ ،‬الـدورة ا‬
‫و أوضا يهدف عام ومكونات ال اام الض يي الجزائري‪،‬بعا مهاهيم حول ال مية‪.‬‬
‫ـ ـصاد و إعطــاع بعــا‬ ‫هــذا املقيــاس إلــي تمكــطل الضــة الس ـ ة اسولــي ‪ LMD‬مــن معرمــة مهــاهيم ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول عالـ ـ ـ ـ ـ ـم ا‬
‫ال مهيـ ـ ــدات ملقـ ـ ــاوم سـ ـ ــوف و ـ ـ ـ م دراسـ ـ ــتها اـ ـ ــي امللـ ـ ــوارالدرا ـ ـ ـ ي ا صـ ـ ــاد ز ي‪،‬ا صـ ـ ــاد لـ ـ ــي‪ ،‬تـ ـ ــاري الهكـ ـ ــر‬
‫صادي‪..‬الخ)‪.‬‬ ‫ا‬

‫و اي اس طرنر و من هللا غزو ا أل نكول د ومق ا اي تسهيا دراسة هذا املقياس لطالضة الس ة اسولي ‪.LMD‬‬

‫و مح ـ وي املقررهو كال الي‪:‬‬

‫أ‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهرس‬

‫أهداف املقرر‪:‬موجه لطلبة السنة األويل ل‪.‬م‪.‬د‬

‫ص‪01‬‬ ‫صاد‬ ‫الهصا اسول‪ :‬مقدمة اي عالم ا‬

‫ص‪02‬‬ ‫صاد‬ ‫املضحث اسول‪ :‬ماهية عالم ا‬

‫ص‪21‬‬ ‫صادوة‬ ‫املضحث الثاني‪ :‬املليالة ا‬

‫ص‪25‬‬ ‫صادي‬ ‫الهصا الثاني‪ :‬مخ الف تيارات الهكرا‬

‫ص‪26‬‬ ‫املضحث اسول‪ :‬ال جاريطل‪ ،‬الطضيعيطل‪،‬الكالسيك‬

‫ص‪28‬‬ ‫املضحث الثاني ‪ :‬ال اام الرأسمالي‪،‬ال اام ا شتراكي‪،‬ال اام اإلسالمي‬

‫ص‪32‬‬ ‫الهصا الثالث‪ :‬السوق‪ ،‬السعر و ال وازل‬

‫ص‪33‬‬ ‫املضحث اسول‪ :‬اسسواق‬

‫ص‪37‬‬ ‫املضحث الثاني ‪ :‬الطال و العر و ال وازل‬

‫ص‪50‬‬ ‫صادي‬ ‫الهصا الرابع‪ :‬ال ايم ا‬

‫ص‪51‬‬ ‫صادوطل‬ ‫صادوة و اسعوال ا‬ ‫املضحث اسول‪ :‬الدورة ا‬

‫ص‪58‬‬ ‫املضحث الثاني‪ :‬الد ا الو ‪،‬ي‬

‫ص‪68‬‬ ‫الهصا الخام ‪ :‬ال قود و الض وك‬

‫ص‪69‬‬ ‫املضحث اسول‪ :‬ال قود وظائف‪ ،‬تعريف)‬

‫ص‪73‬‬ ‫املضحث الثاني‪ :‬الض وك مههوم و مكونات)‬

‫ص‪84‬‬ ‫الهصا السادس‪ :‬ال ـ ــمية‬

‫ص‪85‬‬ ‫صادوة‬ ‫املضحث اسول‪ :‬ال مية ا‬

‫ص‪95‬‬ ‫املضحث الثاني ‪:‬ال مية املس دامة‬

‫ص‪102‬‬ ‫ائمة املرا ع‬

‫ص‪105‬‬ ‫اتمة بعا نماذج ام حانات مقياس مد ا لال صاد مصحح)‬

‫ب‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫ج‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫مقدمة في علم االقتصاد‬

‫‪1‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫املبحث األول‪ :‬ماهية علم االقتصاد‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم علم االقتصاد‪:‬‬

‫معىن كلمة االقتصاد مصطلح استخدمه اليوانن و يعود إىل الفيلسوف أرسطو و يعين "إدارة و تدبري املنزل"‪.‬‬

‫أما يف اإلسالم‪ :‬لغواي‪ :‬مشتقة من الفعل اقتصد مبعىن التوفري و اقتصاد يف الشيء أي توسط‪ ،‬أو ختري الوسط‪.‬‬

‫حيث اختلف املفكرون يف مفهوم علم االقتصاد رغم اتفاقهم على ماهيته بشكل عام‪ ،‬فمنهم من عرفه أبنه‬
‫و‬ ‫دراسة الثروة‪ ،‬و منهم من عرفه أبنه دراسة النشاطات اإلنسانية املتعلقة ابإلنتاج و التبادل و االستهالك‪،‬‬
‫منهم من عرفه أبنه دراسة الندرة‪.‬‬

‫االقتصاد هو العلم الذي يدرس ظاهرة الندرة النسبية املوجودة بني حاجات اإلنسان املتزايدة و عالقتها‬
‫ابملوارد احملدودة و هو علم كباقي العلوم له حقائقه و قوانينه الثابتة إال أنه نتيجة أتثره ابألوضاع االجتماعية‬
‫و السياسية و تداخل عالقته مع هذه األوضاع‪ ،‬فقد غلبت عليه صفة االجتماعية‪ .‬و هو ذلك الفرع من العلوم‬
‫االجتماعية الذي يبحث يف االستخدامات املتعددة للموارد االقتصادية إلنتاج السلع و توزيعها لالستهالك يف‬
‫احلاضر و املستقبل بني أفراد اجملتمع‪ ،‬و يشمل هذا التعريف ثالثة عناصر‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االقتصاد علم شأنه شأن العلوم األخرى يتكامل معها و ال ميكن فصله عنها‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬علم اجتماعي يهتم ابلسلوك االقتصادي للفرد كمستهلك أو منتج أو مدخر أو مستثمر‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬يكون اإلنتاج بغرض االستهالك احلاضر و املستقبل‪.‬‬

‫كما ميكن فهم االقتصاد أبنه العلم الذي يبحث يف كيفية إدارة و استغالل املوارد االقتصادية النادرة إلنتاج‬
‫أمثل ما ميكن إنتاجه من السلع و اخلدمات إلشباع احلاجات اإلنسانية من متطلباهتا املادية اليت تتسم ابلوفرة‬
‫و التنوع يف ظل إطار معني من القيم و التقاليد و التطلعات احلضارية للمجتمع‪ ،‬كما يبحث يف الطريقة اليت يوزع‬
‫هبا ا لناتج االقتصادي بني املشرتكني يف العملية اإلنتاجية بصورة مباشرة و غري املشرتكني بصورة غري مباشرة يف ظل‬
‫اإلطار احلضاري نفسه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫و خالصة ملا سبق‪ ،‬ميكن فهم علم االقتصاد أبنه دراسة كيفية ختصيص أو توجيه املوارد النادرة‪ ،‬إلنتاج‬
‫سلع و خدمات خمتلفة لتحقيق أقصى إشباع لرغبات اجملتمع املتعددة فهو " علم تسيري املوارد النادرة" ألنه يشرح‬
‫و حيلل الطرق اليت يوجه هبا الفرد أو اجملتمع وسائل حمدودة إلشباع حاجات متعددة و ال هنائية‪.‬‬

‫إن كل بناء اقتصادي يقوم على شقني رئيسيني‪ ،‬األول مادي تقين‪ ،‬و الثاين معنوي مذهيب‪ ،‬فهناك‪ :‬أوال‬
‫‪:‬اجلانب املادي و التقين من العملية اإلنتاجية‪ ،‬و هو اجلانب الذي يتناوله علم االقتصاد و العلوم الطبيعية‬
‫األخرى ابلدراسة و هذا اجلانب يعرف ابالقتصاد األساسي أو األصلي و هو ال خيتلف من بلد إىل آخر‪ ،‬مهما‬
‫اختلف املذهب‪ ،‬و مهما اختلف النظام االقتصادي املعمول به‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬اجلانب املعنوي املذهيب و هو الذي يستهدف ضبط السلوك البشري على هذا االقتصاد األساسي أو‬
‫األصلي‪ ،‬و هذا اجلانب ينطوي على تصور عقائدي حيدد اهلدف و يعني القيم و يرسم قواعد السلوك اليت يلتزم‬
‫الفرد و اجلماعة إبتباعها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -2‬تعريف علم االقتصاد‪:‬‬

‫لقد تعددت تعريفات علم االقتصاد عرب الزمن‪ ،‬و على األخص يف مراحل تطوره يف العصر احلديث حيث‬
‫يشري الفكر االقتصادي إىل التعريفات التالية‪:‬‬

‫عرف علم االقتصاد فيما سبق على أنه ذلك العلم الذي يهتم بدراسة الوسائل اليت تزيد من ثروة األمم‪،‬‬
‫و هو التعريف الذي أورده آدم مسيث(‪ )A.SMITH‬يف كتابه "دراسة يف طبيعة و أسباب ثروة األمم" عام‬
‫‪ ، 1776‬و هو يركز على جانب فقط من جوانب علم االقتصاد احلديث و هو الثروة و كيفية البحث يف الوسائل‬
‫اليت تؤدي إىل زايدهتا‪.‬‬

‫غري أن (‪ )J.S.MILL‬كان رأيه خمالف‪ ،‬حيث يعترب أن علم االقتصاد هو العلم الذي يقتضي أثر‬
‫القوانني اجلماعة اليت تتولد عن ظروف األشخاص املعقدة يف سبيل إنتاج الثروة‪.‬‬

‫حىت جاء (‪ )A.MARSHALL‬بتعريف يف كتابه مبادئ االقتصاد عام ‪ ،1890‬حيث عرف علم‬
‫االقتصاد أبنه " ذلك العلم الذي يقوم بدراسة اإلنسان يف أعماله التجارية اليومية و حصوله على الدخل و طرق‬

‫األستاذ‪:‬بلخريصات رشيد‪ .‬االقتصاد الكلي‪ .‬دروس و متارين‪ .‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيري جامعة سيدي بلعباس‪.‬ص‪.2006-1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫استعماله"‪ ،‬و هو ابلتايل يتناول ذلك اجلزء من النشاط االقتصادي لإلنسان و املتصل بكيفية حصوله على الدخل‬
‫و كيفية التصرف فيه‪.‬‬

‫و يتشابه ذلك مع تعريف االقتصادي االشرتاكي (‪ )OSKAR lange‬يف كتابه االقتصاد السياسي‬
‫على أنه‪ ":‬علم القوانني اليت هتيمن على إنتاج الوسائل املادية (السلع) إلشباع احلاجات اإلنسانية و توزيعها على‬
‫املستهلكني"‪ .‬و يالحظ على هذا التعريف أنه قد انتقل من جمال دراسة الثروة و اإلنتاج إىل دراسة الدخل‬
‫و التوزيع‪.‬‬

‫كما عرف (‪ )A.C.PIGOU‬علم االقتصاد يف كتابه اقتصادايت الرفاهية يف عام ‪ 1920‬أبنه‪":‬‬


‫ذلك العلم الذي يدرس و يبحث يف كيفية حصول األفراد على أقصى إشباع ممكن و زايدة مستوى معيشة األفراد‬
‫يف أي جمتمع"‪ ،‬أي يدرس الرفاهية االقتصادية (الرفاهية هي ذلك اجلزء من الرفاهية العامة الذي ميكن إجياد عالقة‬
‫مباشرة بينه و بني مقياس النقود)‪.‬‬

‫يرتكز هذا التعريف كما هو موضح على اجلانب اخلاص إبشباع احلاجات املتعددة و الكثرية و املتكررة‬
‫و املتجددة و الالهنائية عرب الزمن‪.‬‬

‫التعريف الشائع جاء به (‪ )L.ROBINS‬يف كتابه "طبيعة علم االقتصاد و معناه" عام ‪،1932‬‬
‫حيث يعترب التعريف هو من أكثر التعريفات املتداولة لعلم االقتصاد يف الوقت احلاضر‪ ،‬فهو يرى أنه ذلك العلم‬
‫الذي يدرس النشاط اإلنساين يف سعيه إلشباع حاجاته الكثرية و املتزايدة بواسطة موارده احملدودة و النادرة‪.‬‬

‫وكان هناك أيضا تعريف آخر لنكروس(‪ )NICROS‬يقول فيه‪ " :‬أن االقتصاد علم اجتماعي يدرس‬
‫الكيفية اليت حياول هبا األفراد تطبيق الندرة على حاجاهتم‪ ،‬و الطريقة تتفاعل هبا هذه احملاوالت بعضها مع البعض‬
‫عن طريق التبادل"‪.‬‬

‫أما االقتصادي األمريكي (‪ )Paul SAMUELSON‬فقد عرف االقتصاد على أنه دراسة كيفية‬
‫اختيار األفراد و اجملتمع استخدام املوارد إلنتاج السلع املختلفة يف أوقات متعاقبة‪ ،‬و من مث توزيعها على‬
‫االستهالك احلايل أو املستقبلني و بني خمتلف األفراد أو اجملموعات املكونة للمجتمع‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ -3‬نشأة علم االقتصاد‪:‬‬

‫كيف نشأ علم االقتصاد؟ و مىت؟ و أين؟‬

‫لإلجابة عن هذا السؤال علينا أن نعرف أن االقتصاد علم يعاجل مشكلة تواجه اإلنسان‪ ،‬و لعله أوفر حظا‬
‫من الكثري من العلوم األخرى‪ ،‬إذ يعاجل مشكلة واحدة هي مشكلة الندرة‪ ،‬و هي أساس املشكلة االقتصادية‬
‫و اليت تتلخص يف صعوبة التوفيق بني املوارد املتوفرة و متطلبات بين البشر عند استغالهلم هلذه املوارد‪ ،‬مما يستوجب‬
‫دقة االستخدام بشكل يتيح إشباع أكرب قدر ممكن من املتطلبات و هذا هو اهلدف األساسي لعلم االقتصاد‪ ،‬و‬
‫ما تعنيه كلمة "االقتصاد" أيضا‪ ،‬فرغم ارتباط مفهوم كلمة اقتصاد مبعىن التوفري إال أهنا لغواي مشتقة من الفعل‬
‫اقتصد أي توسط أو ختري الوسط‪.‬‬

‫و إذا كان هذا هو هدف علم االقتصاد فإنه يتضح أنه مبجرد ظهور مشكلة الندرة ظهرت احلاجة إىل علم‬
‫االقتصاد و قواعد علم االقتصاد بشكل عملي‪ ،‬حىت و لو مل يظهر كعلم مستقل‪.‬‬

‫و يف عام ‪ ،1776‬قدم " آدم مسيث" كتابه الشهري ثروة األمم الذي خصصه إىل كيفية تنمية و إدارة ثروة‬
‫الدولة‪ ،‬و بذلك مسي بواضع علم االقتصاد احلديث‪ ،‬ألنه منذ ذلك التاريخ أصبحت الكتاابت االقتصادية تتسم‬
‫و‬ ‫بسمتني أساسيتني متيزان العلم و هي انفصاهلا عن بقية األفكار و النظرايت من العلوم ذات الصلة‪،‬‬
‫كذلك تناوهلا بشكل موضوعي و علمي‪ ،‬و بذلك نشأ علم االقتصاد كعلم مستقل‪.‬‬

‫بقي أن نذكر أن أتخر نشأة علم االقتصاد إىل هذا التاريخ ليس من قبل الصدف و إمنا بسبب ارتباط علم‬
‫االقتصاد ابملشكلة األساسية اليت ذكرانها سابقا و هي مشكلة الندرة‪ ،‬ذلك أن كل املوارد كانت تتوفر بشكل‬
‫يكفي إلخفاء ندرهتا حىت جاءت الثورة الصناعية يف أورواب و أصبح اإلنتاج أيخذ الشكل التجاري‪ ،‬مما تسبب يف‬
‫ظهور مشكلة الندرة لكثري من املوارد و ابلتايل ظهرت احلاجة إىل علم االقتصاد‪.‬‬

‫و لعله من املفارقات أن يتزامن ظهور علم االقتصاد كعلم مستقل مع وضوح مشكلة الندرة مما وسم علم‬
‫االقتصاد بسمة ظلت تالحقه حىت اآلن فسمي ابلعلم الكئيب‪ ،‬إذ أن أوائل املفكرين االقتصاديني وضعوا نظرايت‬
‫أوصلتهم إىل نتائج تتسم ابلكآبة فقد رأ ى "مارشال" أن املوارد االقتصادية تنمو بنسب حسابية أو مبتوالية عددية‬
‫أي تتضاعف على شكل (‪ ،)16 ،8 ،4 ،2‬أما الرغبات اإلنسانية و اليت ميثلها تزايد عدد السكان فإهنا تنمو‬

‫‪5‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫بشكل أسرع و مبتوالية هندسية أي ابلرتبيع على شكل (‪ )256 ،16 ،4 ،2‬و هكذا جند أنه من الصعب‬
‫التوفيق بني هذه و تلك‪ ،‬وهو ما يقود إىل نتائج سلبية‪.‬‬

‫هكذا نرى أن اإلنسان منذ نشأ مل يكف عن التفكري اقتصاداي أي التفكري حلل مشكلة ندرة املوارد‬
‫و تضخم الرغبات و احلاجات اإلنسانية‪ ،‬و توسع يف ذلك مراكما الكثري من النظرايت و األفكار و املعتقدات‪،‬‬
‫منها ما جربه و منها ما مل خيرج عن حيز الكتب بل أن منها ما مل يصل حىت إىل مستوى الكتاب‪ ،‬لكنه يف العموم‬
‫يشكل ما نعرفه اليوم بعلم االقتصاد‪.‬‬

‫‪ -4‬جماالت اهتمام علم االقتصاد‪:‬‬

‫خيتص علم االقتصاد بدراسة العديد من األمور منها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ما هي السلع و اخلدمات اليت ينتجها اجملتمع؟ أي السلع و اخلدمات اليت جيب على اجملتمع أن ينتجها وفقا‬
‫ملوارده االقتصادية املتاحة و اليت تتميز ابلندرة النسبية؟ األمر الذي يقتضي املفاضلة بني االستخدامات البديلة من‬
‫خالل آليات السوق‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬أبي طريقة يتم اإلنتاج؟ فهناك طرق إنتاجية متعددة مثل‪:‬‬

‫*طرق إنتاجية كثيفة العمالة‪.‬‬

‫*طرق إنتاجية كثيفة لرأس املال‪.‬‬

‫*طرق إنتاجية كثيفة للتكنولوجيا‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬كيفية توزيع اإلنتاج بني أفراد اجملتمع‪ :‬أي كيفية توزيع الناتج القومي من السلع و اخلدمات بني عناصر‬
‫اإلنتاج املشاركة يف العملية اإلنتاجية‪ ،‬كالعمال‪ ،‬مالك األراضي‪ ،‬أصحاب رأس املال‪ ،‬التنظيم‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ما مدى الكفاءة اليت تستخدم هبا املوارد االقتصادية؟ أي ما إذا كان اإلنتاج يتم و يوزع بكفاءة؟‬

‫خامسا‪ :‬هل موارد اجملتمع موظفة توظيفا كامال؟‬

‫سادسا‪ :‬هل الطاقة االقتصادية تنمو بصورة طردية مع الزمن أم أهنا تظل اثبتة؟‬

‫‪6‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ -5‬النشاط االقتصادي‪:‬‬

‫هو نشاط ميارسه اإلنسان يف سبيل إجياد و إيصال وائل اإلشباع لنفسه و لغريه من أفراد اجملتمع‪،‬‬
‫و يعتمد على عمليات مرتبطة الواحدة ابألخرى بعالقات تبعية متبادلة و هي اإلنتاج التوزيع و التبادل‬
‫و االستهالك‪ ،‬هذه العمليات تكون ما يسمى ابلنشاط االقتصادي و تتطلب القيام بنشاط بشري يعتمد على‬
‫قواعد‪ :‬مادية‪ ،‬تقنية و كذلك قواعد سياسية‪ ،‬أخالقية و حىت ثقافية‪.‬‬

‫إذن ينصب النشاط االقتصادي على كيفية استخدام املواد االقتصادية و ما يستلزم ذلك من عمليات يف‬
‫سبيل جعل هذه املوارد كفيلة إبشباع احلاجات اإلنسانية يف ظل الظروف االجتماعية و السياسية و األخالقية‬
‫السائدة‪ ،‬ال تقف هذه العمليات عند حدود التحويل أو التعديل و إمنا تتعداه إىل جممل املراحل اليت متكن‬
‫اإلنسان من ضمان استمرارية عملية اإلشباع‪.‬‬

‫‪ -1-5‬اإلنتاج ‪ :‬قد ال تصلح املوارد اليت تقدمها الطبيعة كما هي إلشباع احلاجات اإلنسانية‪ ،‬إال إذا أدخل‬
‫عليها اإلنسان بعض التغريات أو التعديالت و من هنا كان مفهوم اإلنتاج أبنه النشاط الذي ميارسه اإلنسان يف‬
‫سبيل حتويل موارد الطبيعة غري املؤهلة لإلشباع املباشر للحاجة و اليت حيوهلا العمل البشري إىل سلع و خدمات‬
‫قابلة إلشباع احلاجات اإلنسانية‪ ،‬و هذا ال ي عين استحداث منافع من هذه املوارد األمر الذي صرف مفهوم‬
‫اإلنتاج إىل إجياد املنافع الالزمة إلشباع احلاجات اإلنسانية‪.‬‬

‫إذن يتوسع مفهوم اإلنتاج إىل جمموع األنشطة اليت يكون موضوعها شيئا ماداي أو غري مادي هدفه إشباع‬
‫احلاجة و منه فإن نشاط اإلنتاج يتضمن‪:‬‬

‫‪ ‬تغيريا و تعديال لشكل و حمتوى املادة و حتويلها إىل سلعة قابلة إلشباع احلاجة‪.‬‬
‫‪ ‬استحداث منفعة مكانية من خالل نقل السلع و اخلدمات و املوارد‪.‬‬
‫‪ ‬استحداث منفعة زمانية للمنافع من خالل حفظ و ختزين السلع‪.‬‬
‫‪ ‬استحداث منفعة تبادلية من خالل تبادل السلع و اخلدمات و يساهم اإلنسان جبهده العضلي‬
‫و الفكري يف استغالل موارد الطبيعة مما جيعلها يف عالقة‪ ،‬هذه العالقة اليت يهدف اإلنسان من ورائها‬
‫السيطرة على املوارد الطبيعية‪ ،‬تسمح له استحداث املنافع الكفيلة إبشباع احلاجات اإلنسانية و هو ما‬
‫صرف مفهوم اإلنتاج إىل كونه عالقة اجتماعية أساسها إجياد السلع و اخلدمات الالزمة إلشباع احلاجة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫و حيث أن اإلنسان ال يستطيع لوحده ممارسة هذا النشاط فإنه يستعني بوسائل خمتلفة للوصول إىل هدفه‬
‫مثل التجربة اليت اكتسبها و املعارف العلمية و الفنية اليت أنتجها اجملتمع‪ ،‬و حيدد بذلك الوسائل اليت متكنه من‬
‫ممارسة نشاطه‪ ،‬و قد درج االقتصاديون على تعريف العوامل اإلنتاجية بعناصر اإلنتاج و اليت تنقسم إىل أربعة‬
‫عناصر هي‪ :‬الطبيعة‪ ،‬العمل‪ ،‬رأس املال و التنظيم‪.‬‬

‫‪ -2-5‬التبادل و التوزيع ‪ :‬تشكل عملية التبادل و التوزيع مرحلة هامة يف سلسلة العمليات اجملسدة للنشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬و أتخذ أمهيتهما من كوهنا تتعلق بسلع اإلنتاج و سلع االستهالك‪ ،‬حيث أهنا تسبق و تلي عملية‬
‫اإلنتاج طاملا أهنا تنصب على موارد اإلنتاج و على السلع االستهالك‪.‬‬

‫‪ -3-5‬االستهالك‪ :‬هو ذلك النشاط الذي يزاوله اإلنسان من أجل الوصول إىل إشباع حاجاته‪ ،‬فهو الغاية‬
‫النهائية من اإلنتاج‪ ،‬ذلك أن طلب السلعة أو اخلدمة هو من أجل استخدامها يف إشباع احلاجة سواء اآلنية أو‬
‫املستقبلية‪ ،‬لذا فهو العملية اليت يتم مبوجبها استعمال السلع و اخلدمات قصد إشباع احلاجات البشرية إشباعا‬
‫مباشرا فهو عملية إفناء للسلع و اخلدمات احملصل عليها من خالل اإلنفاق االستهالكي الذي هو عملية إنفاق‬
‫الدخل املتاح على شراء السلع و اخلدمات االستهالكية‪.‬‬

‫‪ -4-5‬االدخار ‪ :‬ينفق بعض األفراد دخلهم يف شراء ما يلزمهم من سلع و خدمات استهالكية‪ ،‬و البعض اآلخر‬
‫ال ينفقون كل الدخل‪ ،‬بل يدخرون جزءا منه و يقدمون ذلك اجلزء ملن يستطيع استخدامه يف عمليات اإلنتاج‪،‬‬
‫و هم بذلك يساعدون على زايدة إنتاج اجملتمع‪ ،‬كما أنه يف مقابل مسامهاهتم مبدخراهتم يف عمليات اإلنتاج‪،‬‬
‫حيصلون على إيراد‪ ،‬فيزداد دخلهم أيضا‪ ،‬فاستخدام الدخل يتم يف انحيتني رئيسيتني مها‪ :‬االستهالك‬
‫و االستثمار‪.‬‬

‫‪ -6‬موضوعات علم االقتصاد‪:‬‬

‫تتطلب امل شكلة االقتصادية كما رأينا إشباع احلاجات اإلنسانية من خالل االستغالل األمثل للموارد‬
‫االقتصادية‪ .‬فإذا مل تكن هذه املوارد مستغلة ابلكامل‪ ،‬فإن ذلك يعين أن بعضها معطل و من مث ال يتم حل‬
‫املشكلة االقتصادية على النحو األمثل‪ .‬و رغم أمهية املوضوع إال أنه مل يكتسب وزان كبريا يف إطار الدراسات‬
‫االقتصادية إال بعدما أدت األزمة العاملية و البطالة اليت صاحبتها يف الثالثينات إىل ظهور مؤلف "جون ماينار‬

‫‪8‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫كينز" يف (النظرية العامة للعمالة و سعر الفائدة و النقود) عام ‪ ،1936‬األمر الذي أدى إىل ظهور نظرايت‬
‫وموضوعات جديدة تعرف ابسم اقتصادايت العمالة و الدخل القومي‪.‬‬

‫كما يتناول االقتصاديون مشكلة حتديد ماذا ينتج من السلع و اخلدمات‪ ،‬أبي كمية‪ ،‬و هو ما يطلق عليه‬
‫ختصيص املوارد‪.‬‬

‫و من انحية أخرى‪ ،‬يتناول االقتصاديون نظرايت خمتلفة هي‪ :‬نظرية اإلنتاج‪ ،‬نظرية القيمة و األسعار‪،‬‬
‫النظرية النقدية‪ ،‬نظرية العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬اتريخ الفكر االقتصادي‪...‬‬

‫و أخريا‪ ،‬فإن االقتصاد يهتم بنظرايت النمو و التنمية‪ ،‬و يطلق على هذه النظرايت اصطالحا االقتصاد‬
‫السياسي‪.‬‬

‫و ميكن أن حندد بعض فروع العلوم االقتصادية كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1-6‬التاريخ االقتصادي‪ :‬يهتم بدراسة الوقائع االقتصادية اليت حدثت يف جمتمع معني يف فرتة اترخيية سابقة‪،‬‬
‫و تتمثل أمهية هذا الفرع من العلوم االقتصادية يف أنه ال ميكن فهم الظواهر االقتصادية جملتمع معني إال من خالل‬
‫معرفة الوقائع االقتصادية يف اتريخ سابق هلذه الفرتة يف نفس اجملتمع‪.‬‬

‫‪ -2-6‬االقتصاد الوصفي‪ :‬ينشغل مبشكالت االقتصاد املعاصر‪ ،‬و يف إطار هذا الفرع نفرق بني‪:‬‬

‫*اإلحصاء االقتصادي‪ :‬و هو التعبري الرقمي عن خمتلف مظاهر العملية االقتصادية امللموسة يف جمتمع معني‪.‬‬

‫و‬ ‫*اجلغرافيا االقتصادية‪ :‬يتمثل هذا الفرع يف دراسة العملية االقتصادية حسب التوزيع املكاين للموارد‬
‫النشاطات االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -3-6‬االقتصاد االجتماعي‪ :‬يتطرق للنظم االقتصادية يف جمتمعاهتا و ما ينبغي أن تكون عليه‪.‬‬

‫و أخريا هناك اقتصادايت الفروع املختلفة للنشاط االقتصادي كدراسات نوعية هتتم بفرع معني من النشاط‬
‫االقتصادي كاالقتصاد الزراعي و االقتصاد الصناعي‪...‬‬

‫‪9‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ -7‬عالقة علم االقتصاد ابلعلوم األخرى‪:‬‬

‫أوال‪ :‬القانون‪ :‬إن العالقة وثيقة بني االقتصاد و القانون يف حياة اجملتمعات الربية‪ ،‬فاالقتصاد هو أساس هذه‬
‫و‬ ‫اجملتمعات و القانون هو اإلطار التنظيمي هلا‪ .‬فالبد من القواعد القانونية لتنظيم املعامالت املدنية و التجارية‬
‫االقتصادية للمحافظة على املصلحة العامة و ملسايرة التقدم االقتصادي‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬اجلغرافيا ‪ :‬تلتقي اجلغرافيا و االقتصاد يف نقطة هي توطن النشاط االقتصادي‪ ،‬فتمد االقتصاد مبعلومات عن‬
‫مصادر املواد األولية و التجمعات السكانية‪ .‬و فضال عن ذلك‪ ،‬يلتقي االقتصاد و اجلغرافيا فيما يعرف ابجلغرافيا‬
‫االقتصادية اليت هتتم أبشكال اإلنتاج و أشكال توطن النشاط االقتصادي و أشكال استهالك املنتجات املختلفة‬
‫على مستوى العامل أبسره‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬اإلحصاء‪ :‬يتم اللجوء إىل أسلوب التحليل اإلحصائي الختبار صحة النظرايت االقتصادية عن طريق مقارنة‬
‫نتائج تنبؤات النظرية ابملشاهدات الواقعية‪ ،‬و ذلك من خالل جتميع قدر كاف من البياانت اإلحصائية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬علم النفس ‪ :‬إن اإلنسان ال يتصرف دائما تصرفا عقالنيا بعيدا عن العاطفة أو املؤثرات املختلفة أو الدوافع‬
‫الشخصية‪ ،‬و ال شك أن دراسة هذه الدوافع تساعد على التعمق يف تفسري النشاط االقتصادي تفسريا أقرب إىل‬
‫الواقع و املنطق‪ .‬و من هذه الدوافع‪ ،‬املصلحة الشخصية‪ ،‬مبدأ أقل جمهود‪ ،‬اخلوف‪ ،‬عدم الثقة‪ ،‬الرضا‪ ...‬كل ذلك‬
‫يؤثر يف اجتاه النشاط االقتصادي‪ ،‬و يؤدي إىل نتائج اقتصادية غاية يف األمهية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬التاريخ‪ :‬إن اتريخ األحداث االقتصادية املاضية ينري السبيل أمام االقتصادي املعاصر يف دراسته‬
‫لألحداث احلاضرة‪ ،‬و ال بد من مراجعة التاريخ االقتصادي و االستفادة من تطورات الوقائع االقتصادية املاضية‬
‫قبل تفهم سري الظواهر االقتصادية املعاصرة‪ .‬وكما أن األحداث االقتصادية املاضية كونت التاريخ االقتصادي‬
‫ابلنسبة لنا‪ ،‬فإن األحداث االقتصادية اجلارية ستصبح بدورها اترخيا اقتصاداي ابلنسبة لألجيال القادمة‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬الرايضيات ‪ :‬أشار بعض االقتصاديون السابقون إىل أمهية الرايضيات ابلنسبة لالقتصاد و كيف أهنا تعطي‬
‫الباحث أداة عملية إجيابية للبحث بواسطة األرقام و اخلطوط و املعادالت‪ .‬و قد أسهم االقتصادي االجنليزي كينز‬
‫إسهاما ابلغا يف إدخال األساليب الرايضية املتطورة يف العلم االقتصادي املعاصر‪ ،‬و كان أول املؤسسني ملا يسمى‬
‫ابالقتصاد الرايضي‪ .‬و ازدادت أمهية األساليب الرايضية ابلنسبة لالقتصاد املعاصر مع ظهور الطرق اجلديدة يف‬

‫‪10‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫دراسة الق طاعات االقتصادية الوطنية املعروفة ابلنماذج أو اخلطط‪،‬و اليت تعطى ابألرقام صورة شاملة عن التطور‬
‫االقتصادي يف فرتة زمنية معينة‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬التقنية ‪ :‬من البديهي أن تطور التقنية قد أثر أتثريا ابلغا يف تطور اجملتمعات البشرية و بشكل خاص يف‬
‫حقل اإلنتاج‪ .‬فاالقتصادي يستعني مبا وصلت إليه التقنية احلديثة يف بلوغ أهدافه اإلنتاجية‪ ،‬مع مراعاة حاجات‬
‫األفراد و اجملتمع‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -8‬النظرية االقتصادية و السياسة االقتصادية الكلية‪:‬‬

‫‪ -1‬النظرية االقتصادية‪:‬‬

‫يستخدم علم االقتصاد بعض املفاهيم و العالقات و الفرضيات يف سبيل الوصول إىل احلل األمثل للمشكلة‬
‫أو توضيح التعامل مع هذه املشكلة‪ ،‬من بني هذه املفاهيم استخدام النظرية االقتصادية‪ .‬و تعرف النظرية بشكل‬
‫عام على أهنا تبسيط مقصود لعالقات ما هبدف فهم اآلليات اليت تعمل من خالهلا هذه العالقات‪.‬‬

‫ميكننا أن نعرف النظرية االقتصادية حسب (‪ )H.CULUMAN‬أهنا أتخذ شكلني خمتلفني مها‪:‬‬

‫‪ -‬عبارة عن قوانني تعرب عن عالقة دالة أو نسبية الرتابط بني الظواهر‪.‬‬

‫‪ -‬عبارة عن ميكانيزمات اقتصادية تعترب عن التسلسل الزمين للظواهر االقتصادية مرتبطة ببعضها البعض‪.‬‬

‫إذا كان هدف علم االقتصاد و ابلتحديد النظرية االقتصادية هو الكشف عن القوانني االقتصادية اليت‬
‫تؤدي إىل استخدام املوارد املتاحة حبيث حتقق أقصى ما ميكن من إشباع و رفاهية لألفراد أو اجملتمع‪ .‬فإن هدف‬
‫التحليل االقتصادي هو وضع األدوات اليت متكننا من فهم طبيعة العالقات االقتصادية‪.‬‬

‫ينطوي علم االقتصاد و النظرية االقتصادية يف الوقت احلايل على نوعني من التحليل االقتصادي اجلزئي‬
‫و االقتصادي الكلي و ابلتايل يوجد قسمني للنظرية االقتصادية مها‪:‬النظرية االقتصادية اجلزئية و النظرية االقتصادية‬
‫الكلية‪.‬‬

‫األستاذ‪:‬بلخريصات رشيد‪ .‬االقتصاد الكلي‪ .‬دروس و متارين‪ .‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيري جامعة سيدي بلعباس‪.‬ص‪.2006-3‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫أ‪ -‬النظرية االقتصادية اجلزئية(‪ :)Micro économique‬إن التحليل االقتصادي اجلزئي (تعين‬
‫كلمة ‪Mikros‬الشيء الصغري)‪ ،‬يتمثل هدفه يف دراسة سلوك الوحدات الفردية (املستهلك – املنتج)‪،‬‬
‫و العوامل املؤثرة يف القرارات االقتصادية اليت تتخذها تلك الوحدات يف جمال ختصيص مواردها و إشباع حاجاهتا‪.‬‬
‫من جهة أن النظرية االقتصادية اجلزئية مبنية على مبادئ النظرية النيوكالسيكية (الكالسيك اجلدد) اليت تعتمد‬
‫على مبدأ التوازن العام‪ ،‬فهي حتاول ان تدرس سلوك املستهلك و سلوك املنتج و عالقتهما يف السوق‪.‬‬

‫سوق السلع و الخدمات‬

‫متعامل اقتصادي‬
‫ب‪ -‬النظرية االقتصادية الكلية)‪ :)Macro économique‬إن التحليل االقتصادي الكلي (تعين كلمة‬
‫‪MAKROS‬الشيء الكبري)‪ ،‬يهتم بكيفية قياس و حتديد و تفسري سلوك املتغريات االقتصادية الكلية مثل‬
‫اإلنتاج ال كلي‪ ،‬الدخل الوطين‪ ،‬اإلنفاق الوطين‪ ....‬إخل‪ ،‬يف اقتصاد ما‪ ،‬كما يهتم االقتصاد الكلي بدراسة مستوى‬
‫التوظيف (العمالة أو الشغل)‪ ،‬و املستوى العام ألسعار السلع و اخلدمات‪.‬‬

‫ميكننا أن نقول أبن التحليل االقتصادي الكلي يهتم بتحديد طبيعة الرتابط ما بني املتغريات االقتصادية‪،‬‬
‫و حتديد طبيعة هذا الرتابط ميكن يف الكشف عن امليكانيزمات االقتصادية اليت تفسر الظواهر االقتصادية‪.‬‬
‫عمل‬
‫الشكل ‪ :01‬تفسري الظواهر االقتصادية‬

‫أج ــر‬

‫العائالت‬ ‫املؤسسات اإلنتاجية‬

‫شراء سلع و خدمات‬


‫تدفق نقدي‬

‫تدفق عيين‬
‫بيع سلع و خدمات‬

‫‪12‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫ج ‪ -‬حتليل االقتصاد اجلزئي‪:‬‬

‫يقوم بتحليل وحدات اقتصاد ية فردية و جزئية يف اجملتمع مثل سلوك املستهلك‪ ،‬طلب و عرض‪ ،‬توازن‬
‫املستهلك‪،‬سوق‪ ،‬تكاليف اإلنتاج‪ ،‬أي يهتم ابلوحدة الصغرية للمنشأة حيث يبحث املستهلك على تعظيم منفعته‬
‫و رغباته أبقل سعر‪.‬‬

‫د‪ -‬حتليل االقتصاد الكلي‪:‬‬

‫يركز على دراسة اقتصاد الدولة و قطاعات خمتلفة قطاع املستهلكني‪ ،‬قطاع احلكومة‪ ،‬قطاع املنتجني‪،‬‬
‫صادرات‪ ،‬واردات‪ ،‬و يركز االقتصاد الكلي على الظواهر االقتصادية مثل التضخم‪ ،‬البطالة‪ ،‬التنمية‪،‬‬
‫االستثمار‪،‬النمو‪.‬‬

‫وميكن إيضاح الفروقات األساسية بني هذين النوعني من التحليل من خالل اجلدول‪ 01‬التايل‪:‬‬

‫اجلدول ‪ 01:‬الفرق بني التحليل اجلزئى و الكلي‬

‫التحليل االقتصادي الكلي‬ ‫التحليل االقتصادي اجلزئي‬


‫‪ -1‬يركز التحليل اجلزئي على حتليل النشاط ‪ -1‬يركز التحليل الكلي على حتليل النشاط‬
‫االقتصادي على مستوى الوحدة االقتصادية أي كانت االقتصادي الوطين بكل مكوانته و قطاعاته و متغرياته‬
‫هذه الوحدة " ‪ "Unité‬مستهلك أو منتج أو سوق فبحث يف اإلنتاج الكلي‪ ،‬االستهالك الكلي‪ ،‬الدخل‬
‫الوطين‪...،‬إخل‪.‬‬ ‫أو دخل فردي‪.‬‬
‫‪ -2‬حياول التحليل اجلزئي‪ ،‬دراسة املشكلة االقتصادية ‪ -2‬حياول التحليل الكلي دراسة املشكلة االقتصادية‬
‫على مستوى االقتصاد الوطين‪.‬‬ ‫على مستوى الوحدة االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -3‬يدرس اجتاه املتغريات االقتصادية و آاثرها على ‪ -3‬يدرس اجتاه املتغريات االقتصادية و آاثرها على‬
‫مستوى الوحدة كأن يدرس أثر سعر سلعة معينة على مستوى االقتصاد الوطين كأن يدرس أثر تغري املستوى‬
‫العام لألسعار على االستهالك الكلي‪.‬‬ ‫الطلب الفردي هلذه السلعة‪.‬‬

‫‪ -4‬يبحث يف حتديد السعر التوازين و الكمية التوازنية ‪ -4‬يبحث يف حتديد املستوى العام لألسعار و الدخل‬
‫يف سوق سلعة معينة و ختصيص املوارد على مستوى التوازين‪ ،‬و التوظيف الكامل يف االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫الفروع و املشروع‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ -5‬يوضح أن أثر الظاهرة االقتصادية أو املشكلة ‪ -5‬يوضح أن أثر الظاهرة االقتصادية أو املشكلة‬
‫االقتصادية اليت تقع على الوحدة االقتصادية فمثال االقتصادية اليت تقع على االقتصاد الوطين كله مثال‬
‫مشكلة البطالة أو التضخم‪.‬‬ ‫خسارة منتج معني ال يؤدي إىل خسارة املنتجني‪.‬‬

‫‪ -6‬أن مواضيع التحليل اجلزئي تشمل على مواضيع ‪ -6‬أن مواضيع التحليل الكلي تشمل على مواضيع‬
‫النظرية االقتصادية الكلية و من أمهها‪:‬‬ ‫النظرية االقتصادية اجلزئية و أمهها‪:‬‬
‫نظرية توازن املستهلك‪ ،‬و نظرية توازن املنتج‪ ،‬و نظرية النشاط االقتصادي الكلي لالقتصاد الوطين‪ ،‬و دورة‬
‫الطلب و العرض‪ ،‬و نظرية القيمة أو الثمن‪ ،‬و نظرية هذا النشاط و الدخل الوطين و قياسه‪ ،‬و املتغريات‬
‫اإلنتاج و التكاليف على مستوى املشروع االقتصادي االقتصادية املكونة له كاالستهالك الكلي‪ ،‬و االستثمار‬
‫ابإلضافة إىل مواضيع معينة مثل املنفعة و عالقاهتا الكلي‪ ،‬و االدخار الكلي و النقود و البنوك و التجارة‬
‫ابلطلب و التحليالت اخلاصة أبسواق السلع و الدولية و التنمية االقتصادية و البطالة‪ ،‬التضخم‬
‫و السياسة النقدية و املالية‪ ،‬و حتليل املتغريات‬ ‫اخلدمات و غريها من املواضيع‪.‬‬
‫االقتصادية الكلية مثل التوظيف أو العمالة‪ ،‬املستوى‬
‫العام لألسعار و غريها‪.‬‬
‫‪ -2‬السياسة االقتصادية الكلية‪:‬‬

‫السياسة االقتصادية هي جمموعة من القواعد و الوسائل و األساليب و اإلجراءات و التدابري اليت تقوم هبا‬
‫الدولة‪ ،‬و حتكم قراراهتا حنو حتقيق األهداف االقتصادية لبلد ما خالل فرتة زمنية معينة‪.‬‬

‫و يضاف إىل ذلك أن السياسة االقتصادية لدولة ما ميكن حتديدها على أهنا‪ ":‬جمموعة األهداف‬
‫و األدوات االقتصادية و العالقة املتبادلة بينها"‪ ،‬و ابلتايل مفهوم السياسة االقتصادية هي عبارة عن‪:‬‬

‫أهداف ‪ +‬أدوات‪ +‬زمن‬

‫‪ ‬ما هي العالقة بني النظرية االقتصادية الكلية و السياسة االقتصادية الكلية؟‬

‫إن النظرية االقتصادية الكلية تبني العالقة أو الرتابط بني مكوانت االقتصاد الوطين و ابلتايل تفسر أسباب‬
‫ظاهرة معينة أو نتائج ظاهرة أخرى‪ ،‬و لذلك فهي تضع أمام صانعي السياسة االقتصادية الوسائل اليت متكنهم من‬
‫التنبؤ بنتائج السياسات االقتصادية اليت هم بصدد وضعها و اختاذ القرارات االقتصادية من خالهلا‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬أهداف السياسة االقتصادية الكلية‪:‬‬

‫هتدف النظرية االقتصادية الكلية إىل تفسري املشاكل اليت يواجهها االقتصاد و حماولة إجياد احللول للقضاء‬
‫عليها‪ ،‬و ال يتم ذلك إال بوضع سياسة اقتصادية انجعة‪ ،‬هذه األخرية ليست ممكنة إال إذا مت وضع أهداف حمددة‬
‫هلا‪ .‬و ميكن حتديد أهم أهداف السياسة االقتصادية الكلية اليت تسعى خمتلف اجملتمعات االقتصادية إىل حتقيقها‬
‫إىل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬النمو االقتصادي)‪ :(Croissance économique‬يعترب النمو االقتصادي من أهم‬


‫أهداف السياسة االقتصادية الكلية و هو ال يتحقق إال إذا كان للبلد قدرة متزايدة على إنتاج السلع‬
‫و اخلدمات‪ ،‬و كان معدل النمو أكرب من معدل منو السكان كلما زاد مستوى املعيشي لألفراد‪.‬‬
‫‪ -2‬االستخدام الكامل)‪ :(Plein emploi‬يف بعض املراجع يطلق عليه التشغيل الكامل أو العمالة‬
‫الكاملة‪ ،‬و ميكن التعبري عنه أيضا من خالل مفهوم التشغيل الكامل للطاقات اإلنتاجية مبعىن أال يبقى‬
‫بعض املوارد معطال‪ ،‬األمر الذي يؤدي إىل عدم حتقيق الناتج املمكن أو احملتمل يف ظل املوارد‬
‫و اإلمكانيات املتاحة‪ ،‬و ينتج عن ذلك بطالة ابملعىن الواسع للمفهوم‪.‬‬

‫و املقصود به توفري فرص العمل لكل فرد قادر و راغب يف العمل و إذا حدث ذلك فإنه بال شك سريتفع‬
‫املستوى املعيشي لألفراد‪.‬‬

‫‪ -3‬استقرار األسعار)‪ :(Stabilité des Prix‬إن ارتفاع املستوى العام لألسعار يؤدي إىل التضخم‬
‫مما يؤثر على مستوى االدخار الكلي‪ ،‬و هذا االرتفاع يف األسعار يؤثر أيضا وبشكل سليب على املستوى‬
‫املعيشي لذوي الدخول الضعيفة‪ ،‬و لتجنب ذلك البد من السهر على ضمان استقرار األسعار و ابلتايل‬
‫االستقرار االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -4‬عدالة توزيع الدخول)‪ :(Equité dans la distribution des revenus‬و هو‬
‫هدف البد يؤخذ يف االعتبار‪ ،‬عند وضع أي سياسة اقتصادية كلية يف أي نظام اقتصادي‪ ،‬و املقصود‬
‫هبا توزيع الناتج الوطين بشكل عادل عن طريق مكافأة األفراد حسب إنتاجيتهم أيضا جيب ضمان حد‬
‫أدىن من الدخل لكل فرد من أفراد اجملتمع‪.‬‬

‫األستاذ‪ :‬بلخريصات رشيد‪ .‬االقتصاد الكلي‪ .‬دروس و متارين‪ .‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيري جامعة سيدي بلعباس‪.‬ص‪.2006-7‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪15‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ -5‬التوازن يف ميزان املدفوعات)‪:(Equilibre de la balance des paiements‬‬


‫يتكون ميزان املدفوعات من الصادرات و الواردات و تدفقات رؤوس األموال‪ ،‬و يتبلور هدف السياسة‬
‫و العائد‬ ‫اال قتصادية الكلية يف األثر االجيايب على ميزان املدفوعات يف ضرورة تعظيم الصادرات‬
‫منها و حتقيق هيكل معني من الواردات و ختفيض تكلفتها و ذلك لتفادي املشاكل االقتصادية النامجة‬
‫عن عدم حتقيق توازن ميزان املدفوعات مثل مشكلة املديونية و ختفيض قيمة العملة‪.‬‬
‫‪ -9‬أمهية التحليل االقتصادي الكلي‪:‬‬

‫يعد التحليل االقتصادي الكلي من الدراسات األساسية يف التحليل االقتصادي حيث ميكننا من حتليل‬
‫و تفسري العديد من املشاكل االقتصادية اليت متتد آاثرها لتشمل أغلب أفراد اجملتمع مثل مشكلة البطالة‬
‫و التضخم‪ ،‬إذ يصاحبه ا العديد من اآلاثر االقتصادية و االجتماعية مثل اخنفاض مستوى معيشة األفراد و سوء‬
‫استخدام املوارد االقتصادية‪ .‬كما يساعد التحليل االقتصادي الكلي يف وضع السياسات االقتصادية الكلية اليت‬
‫تؤثر على مس توى أداء النشاط االقتصادي و تقييم أو اختبار مدى جناح أو فشل تلك السياسات يف حتقيق‬
‫األهداف املرغوبة‪.‬‬

‫إذا رجعنا إىل اتريخ الفكر االقتصادي نالحظ أن بعض املفكرين االقتصاديني استطاعوا أن يقدموا نظرة‬
‫شاملة حول عمل االقتصاد ككل‪ ،‬و من بينهم املفكر االقتصادي (‪ )F.QUESNEY‬حيث استطاع أن‬
‫يبني يف جدوله االقتصادي (‪)Tableau économique‬سنة ‪ 1766‬تداول الثروة ما بني الفئات‬
‫الثالثة للمجتمع‪ .‬كذلك يف القرن ‪ 18‬و ‪ 19‬استطاع (… ‪ )D.RICARDO, A.SMITH‬إعطاء‬
‫بعض النماذج االقتصادية تشرح العالقات املوجودة ما بني القطاعات االقتصادية‪ .‬كما استطاع‬
‫(‪ )K.MARX‬أن يدرس قوانني عمل الرأمسالية‪ .‬و لكن الفضل الكبري فيما خيص التحليل االقتصادي الكلي‬
‫يرجع إىل االقتصادي االجنليزي (‪ )J.M.KEYNES‬حيث قدم أدوات حتليلية جديدة يف الدراسات‬
‫االقتصادية الكلية و حلوال لبعض القضااي االقتصادية و االجتماعية لتلك الفرتة‪.‬‬

‫(النظرية العامة يف الشغل‪ ،‬النقود‪ ،‬و الفائدة سنة ‪.)1936‬‬

‫ميكن إرجاع تطور االقتصاد الكلي إىل سببني رئيسيني مها‪:‬‬

‫دور الدولة يف احلياة االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪16‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫تطور األدوات التحليلية لالقتصاد الكلي خاصة منها األدوات الرايضية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1-9‬منهجية التحليل الكلي‪:‬‬

‫إن التحليل االقتصادي يعتمد على النماذج االقتصادية‪ ،‬يعرف النموذج االقتصادي على أنه تبسيط الوقائع‬
‫االقتصادية‪ ،‬و حسب (‪ )R.BARRE‬هو " تصور لتبسيط الواقع االقتصادي و االجتماعي"‪.‬‬

‫كما يعرف النموذج االقتصادي على أنه جمموعة من املعادالت الرايضية اليت تفسر سلوك الوحدات‬
‫االقتصادية و حتديد العالقات املوجودة ما بني املتغريات االقتصادية‪.‬‬

‫و تكمل فائدة النماذج يف تبيان األثر املتبادل‪ ،‬تسلسل‪ ،‬التبعية املتبادلة( التداخل و الرتابط( ما بني‬
‫الظواهر‪.‬‬

‫‪ -1‬املتغريات اخلارجية(املستقلة)‪:‬‬

‫هذه املتغريات تتحدد خارج النموذج‪ ،‬إذ تعترب كمعطيات سابقة مثل الكتلة النقدية‪ ،‬النمو‬
‫االقتصادي‪..،‬إخل‪.‬‬

‫‪ -2‬املتغريات الداخلية (التابعة)‪:‬‬

‫هي اليت تتحدد من طرف النموذج نفسه عكس ما هو احلال ابلنسبة للمتغريات املستقلة‪ ،‬و املتغري التابع‬
‫هو ذلك املتغري الذي يتأثر يف حركته و تغرياته متغريات أخرى‪.‬‬

‫فمثال‪ :‬لنعترب العالقات التالية‪:‬‬

‫‪Y=C+I0‬‬ ‫(عالقة توازن الدخل)‬

‫‪C=C0+byd‬‬ ‫(دالة االستهالك الكينزية يف املدى القصري)‬

‫‪Y=ALaKB‬‬ ‫(دالة اإلنتاج من نوع )‬


‫االستثمار‪ I0‬متغري خارجي ألنه ال يستجيب إىل تغريات الدخل يف هذا النموذج بل يتعلق مثال مبعدل‬
‫الفائدة‪ ،‬التطور التكنولوجي‪...،‬إخل‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪C0‬يرمز إىل االستهالك املستقل أي مستقل عن الدخل أي هناك مستوى معني لالستهالك ال ميكن التنازل عنه‪:‬‬

‫‪Yd=0‬‬ ‫‪C=C0>0‬‬

‫‪ -3‬العالقات السلوكية و التعريفية‪:‬‬

‫النموذج االقتصادي كما عرفناه يف السابق هو تبسيط للواقع االقتصادي هلذا بفضل بناء النموذج يف شكل‬
‫معادالت رايضية حتتوي على متغريات داخلية و خارجية‪ ،‬ترتبط هذه املتغريات بعضها البعض حسب عدة أنواع‬
‫من العالقات منها‪:‬‬

‫أ‪-‬العالقات السلوكية‪:‬‬

‫و هي العالقات اليت تبني أتثري بعض املتغريات على سلوك أو قرارات الوحدات االقتصادية‪ ،‬أي هي تعرب‬
‫عن سلوك املتعاملني االقتصاديني أمام بعض احلاالت أو الوضعيات‪.‬‬

‫هناك العديد من األمثلة االقتصادية اليت ميكن االستعانة هبا مثل منوذج توازن سوق أحد السلع و الذي‬
‫يتكون من ثالثة عالقات هي‪:‬‬

‫)‪1 ………. Xd=F(Px‬‬ ‫دالة الطلب‪:‬‬

‫)‪2 ……… Xo=F( Px‬‬ ‫دالة العرض‪:‬‬

‫شرط التوازن‪ :‬الكمية املطلوبة = الكمية املعروضة‪.‬‬

‫‪3 ………….Xo=Xd‬‬

‫املعادلة األوىل تفسر سلوك الطلب على أنه يرتبط عكسيا ابلسعر على افرتاض ثبات ابقي العوامل املؤثرة‬
‫على الطلب‪ ،‬بينما املعادلة الثانية تفسر سلوك العرض على أنه يرتبط طرداي ابلسعر على افرتاض ثبات ابقي‬
‫العوامل املؤثرة على العرض‪ .‬أما املعادلة األخرية فهي متثل شرط التوازن و ال تقدم تفسري لسلوك املتغريات‪.‬‬

‫النموذج السابق ينتمي إىل النظرية االقتصادية اجلزئية نظرا ألنه يفسر سلوك سوق أحد السلع‪ ،‬و لكننا‬
‫نستطيع استخدام منوذج التوازن الكينزي كمثال لتفسري سلوك الوحدات الكلية و الذي يتكون من املعادالت‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫…………‪1‬‬ ‫تفسري سلوك االستهالك‪C=F(Y):‬‬

‫‪2………..‬‬ ‫تفسري سلوك االستثمار‪I=F(Y):‬‬

‫شرط التوازن‪ :‬الطلب الكلي= العرض الكلي‪.‬‬

‫‪Y=C+I‬‬

‫املعادلة األوىل تفسر سلوك االستهالك الكلي على أنه يرتبط طرداي ابلدخل‪ ،‬و املعادلة الثانية تفسر سلوك‬
‫االستثمار الكلي على أنه يتأثر عكسيا بسعر الفائدة‪ ،‬أما املعادلة الثالثة فتقدم شرط التوازن الذي يتحقق عندما‬
‫يتعادل الطلب الكلي مع العرض الكلي أو الدخل‪.‬‬

‫هناك عالقات سلوكية أخرى من شأهنا إظهار القيود التقنية أو العالقات التقنية‪ ،‬كالعالقة بني الكمية‬
‫املنتجة و عناصر اإلنتاج‪Y=F(L ,K).‬‬

‫كما أن هناك عالقات أخرى متكن من إظهار القيود املؤسسية ‪ ،Contraintes institutionnelles‬وهي‬
‫العالقات اليت أتخذ بعني االعتبار النصوص التشريعية و التنظيمية‪ ،‬مثل العالقة املوجودة ما بني نسبة الضريبة‬
‫للسلعة املنتجة‪T=F(Q):‬‬

‫الضريبة على دخل العائالت‪T=F(Y):‬‬

‫ب‪-‬العالقات التعريفية‪:‬‬

‫إن املعادالت التعريفية هي املعادالت اليت تعرف متغريا ابستعمال املتغريات األخرى‪ ،‬مثل العالقة اليت تربط‬
‫بني الدخل و استعماله لالستهالك‪ C‬و االدخار‪.S‬‬

‫‪Y=C+S‬‬

‫معادلة تعريفية للطلب الكلي‪D=C+I:‬‬

‫‪19‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫هذه املعادلة ال متثل شرط التوازن و ال تفسر سلوك الوحدات االقتصادية‪ ،‬و إمنا تقدم تعريف ملفهوم الطلب‬
‫الكلي على أنه جمموع كل من االستهالك الكلي و االستثمار الكلي‪.‬‬

‫ج‪-‬عالقات التوازن‪:‬‬

‫و هي العالقات اليت تعرب عن شروط التوازن‪ ،‬فمثال يف التحليل الكلي‪ ،‬فإن التوازن ميثل احلالة اليت يكون‬
‫فيها الطلب الكلي و العرض الكلي يف توازن‪:‬‬

‫‪Y=C+I‬‬

‫كل هذه املعادالت و العالقات تعرف ابملعادالت اهليكلية (‪ )Equations structurelles‬ألهنا‬


‫تعطي نظرة حول اهليكل األساسي للنظام السائد أي اليت تشكل بنية النموذج‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫املبحث الثاين‪ :‬املشكلة االقتصادية‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫لكل فرد يف اجملموعة البشرية حاجات البد عليه من أن يشبعها ( الغذاء‪ ،‬اللباس‪ ،‬املسكن‪ )...‬لكي‬
‫يستطيع أن يعيش‪ ،‬ال يقتصر اإلنسان يف معيشته على االكتفاء بتوفري احلاجات السابقة‪ ،‬و لكنه حيتاج إىل التنقل‬
‫من مكان إىل آخر‪ ،‬و إىل العالج من املرض و إىل تنشيط اجلسم و إىل تثقيف النفس‪.‬‬

‫و جند أن األفراد يف أي طبقة من الطبقات يتنافسون فيما بينهم للتشبه ابلطبقة اليت تعلوهم‪ ،‬و هكذا جند‬
‫و‬ ‫كثريا من السلع يطلبها األفراد ال ألهنا الزمة ملعيشتهم و إمنا للتقليد‪ .‬كما أن حاجات األفراد قابلة للنمو‬
‫التزايد‪ ،‬فكلما أشبع الفرد حاجة ظهرت له حاجات يريد إشباعها‪ ،‬و هكذا جند أنه ليس هناك حد لنمو هذه‬
‫احلاجات‪.‬‬

‫إن الزايدة الكبرية يف حاجات الناس‪ ،‬جعلت الوسائل املسخرة إلشباعها غري كافية‪ ،‬و يرجع السبب إىل‬
‫ندرة عوامل اإلنتاج املوجودة لدينا‪ ،‬و أهم هذه العوامل هي‪ :‬األرض‪ ،‬العمل‪ ،‬رأس املال و التنظيم‪.‬‬

‫و هكذا جند أنه كلما كانت هناك ندرة كبرية يف عوامل اإلنتاج‪ ،‬قل عرض املنتجات اليت تنتجها من تلك‬
‫العوامل ابلنسب ة للطلب عليها و ارتفعت أسعارها‪ .‬و كلما قلت ندرة تلك العوامل‪ ،‬زاد اإلنتاج الذي ميكن‬
‫احلصول عليه من استخدامها و اخنفضت أسعار املنتجات اليت تنتجها تلك العوامل‪ ،‬و يف هذه احلالة يستطيع‬
‫اإلنسان أن يشبع حاجاته بدرجة أكرب‪ ،‬فندرة عوامل اإلنتاج تنشأ نتيجة كثرة احلاجات اإلنسانية اليت تستطيع‬
‫تلك العوامل إشباعها‪ ،‬و الندرة من خصائص املشكلة االقتصادية اليت سنتعرض هلا فيما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬نشأة املشكلة االقتصادية‪:‬‬

‫تنشأ املشكلة االقتصادية نتيجة تعدد احلاجات اإلنسانية و تزايدها بصورة مستمرة يف ظل حمدودية (ندرة)‬
‫املوارد االقتصادية املتاحة‪ ،‬و اليت تستخدم إلشباع تلك احلاجات‪ ،‬و تتصف املشكلة االقتصادية ابلعمومية حيث‬
‫تواجهها كل اجملتمعات اإلنسانية بصرف النظر عن طبيعة النظام االقتصادي و درجة التقدم االقتصادي‪ ،‬غري أن‬
‫حدهتا ختتلف من دولة إىل أخرى‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫إن احتياجات اإلنسان كثرية و متنوعة و متنامية ابستمرار دون توقف‪ ،‬يف حني أن الوسائل املتاحة إلشباع‬
‫هذه احلاجات غري كافية أو غري موزعة ابنتظام‪ ،‬و ابلتايل على اإلنسان أن خيتار هدفا معينا‪ ،‬فالبد أن يضحي‬
‫أبهداف أخرى‪ ،‬إذن كل اختيار ينتج عنه تضحية ببعض الرغبات األقل أمهية يف سبيل إشباع الرغبات األخرى‬
‫اليت تكون أكثر أمهية‪ ،‬هذه التضحية عبارة عن تكلفة الفرصة الضائعة‪ .‬فعندما أشرتي حذاء‪ ،‬فإنين أختلى عن‬
‫اإلشباع الذي ميكن أن أحصل عليه نتيجة شراء سلعة أخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬عناصر املشكلة االقتصادية‪:‬‬

‫تتمثل أهم عناصر املشكلة االقتصادية فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعدد احلاجات اإلنسانية‪ ،‬اليت تتصف ابلتنوع و الكثرة و التطور و النمو املستمر مع التقدم احلضاري يف‬
‫حياة اإلنسان‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬الندرة النسبية للموارد االقتصادية‪ ،‬فهي اندرة نسبيا و العرض املتاح منها حمدود ابملقارنة مع الطلب على‬
‫السلع و اخلدمات‪ ،‬و هذا يتطلب املفاضلة بني احلاجات من انحية أمهيتها للمجتمع و ترتيب أولويتها و حتديد‬
‫السلع و اخلدمات اليت يتم إنتاجها أوال‪.‬‬

‫الشكل ‪ :02‬عناصر املشكلة االقتصادية‬


‫احلاجات‬
‫املوارد‬

‫التنظيم‬

‫أفراد‪ -‬منظمات ‪-‬جمتمعات‬


‫الطبيعة‬

‫عناصر اإلنتاج‬

‫بشرية‬

‫سلع و خدمات‬ ‫رأس املال‬

‫خمرجات‬ ‫مدخالت‬

‫‪22‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫و من هنا تظهر ضرورة وجود علم يدرس هذه املشكلة و حياول إجياد احللول املناسبة هلا‪.‬‬

‫يعد علم االقتصاد من أهم العلوم اإلنسانية اليت تساهم يف االرتقاء ابألمم و هنضتها‪ ،‬لذلك جند أبن‬
‫الكتاابت يف هذا العلم و نظرايته كثرية‪ .‬يهتم علم االقتصاد بدراسة السلوك االقتصادي لألفراد و اجملتمعات‬
‫كاإلنتاج و االستهالك و االدخار و تبادل السلع و اخلدمات‪ ،‬و ابلتايل فهو يتصل بكل جوانب احلياة ويتميز‬
‫ابلعمومية و اإلحاطة و ينتمي علم االقتصاد إىل العلوم االجتماعية‪ ،‬كعلم االجتماع و علم النفس و علم السياسة‪.‬‬

‫‪-3‬تعريف املشكلة االقتصادية‪:‬‬

‫تقوم املشكلة على املوارد الطبيعية احملدودة اليت تقابلها حاجات و رغبات اإلنسان الغري حمدودة و ال‬
‫متناهية (عناصر املشكلة االقتصادية)‪.‬‬

‫‪ -4‬أركان املشكلة االقتصادية‪:‬‬

‫*ماذا ننتج؟ السلع و اخلدمات اليت يتم إنتاجها إلشباع احلاجات‪.‬‬

‫*كيف ننتج؟ الطرق املثلى لإلنتاج و ما هي املوارد املستخدمة و أبي مقدار‪.‬‬

‫*ملن ننتج؟ كيف يتم توزيع اإلنتاج على أفراد اجملتمع‪.‬‬

‫*كم ننتج؟ حتديد الكميات املنتجة من السلع و اخلدمات‪.‬‬

‫‪ -5‬استخالص تعريف املشكلة من تعاريف علم االقتصاد‬

‫من خالل التعاريف السابقة لعلم االقتصاد نستخلص أهنا تتحدث عن الثروة‪،‬الدخل‪ ،‬اإلشباع‪ ،‬و إدارة‬
‫املوارد‪.‬‬

‫و ابلتايل فإنه ميكن تعريف علم االقتصاد أبنه‪ ":‬ذلك العلم الذي يف يبحث النشاط اإلنساين عند التعامل‬
‫مع املشكلة االقتصادية ‪ ،‬اليت تعين أن املوارد حمدودة و اندرة نسبيا جتاه احلاجات املتعددة و الالهنائية‪ ،‬و من مث‬
‫يدرس االستخدام األمثل للحصول على أقصى إشباع ممكن للحاجات األفراد يف أي جمتمع"‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫و يوضح الشكل التايل املشكلة االقتصادية أبركاهنا و فروعها‪:‬‬

‫الشكل ‪ :03‬أركان املشكلة االقتصادية‬

‫املشكلة االقتصادية‬

‫حاجات غري حمدودة‬ ‫موارد حمدودة‬

‫االختيار‬ ‫ختصيص املوارد‬ ‫الندرة‬

‫تكلفة الفرصة البديلة‬

‫‪24‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مختلف تيارات الفكر االقتصادي‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫املبحث األول‪ :‬التجاريني‪ ،‬الطبيعيني‪،‬الكالسيك‬

‫‪-1‬النظام االقتصادي‪:‬‬

‫يعرف النظام عموما أبنه جمموعة من األشياء متصلة بعضها البعض‪ ،‬حبيث تتكون منها وحدة مركبة‪ ،‬أما‬
‫النظام االقتصادي فهو جمموعة من العناصر القانونية و االجتماعية كنظام االقتصاد املغلق و االقتصاد التقليدي‬
‫و النظام الرأمسايل و النظام االشرتاكي و غريها‪ .‬و بعبارة أخرى فالنظام يتكون من أجزاء متعددة تتأثر و تؤثر يف‬
‫بعضها البعض‪ .‬و يركز النظام االقتصادي على جمموعة العالقات و القواعد و األسس اليت حتكم التفاعل‬
‫و التأثري املتبادل بني احلاجات البشرية من جهة و املوارد املتاحة من طبيعية و بشرية و معرفية و تقدم تقين من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬األنظمة االقتصادية اليت شهدها القرن العشرين‪ :‬إن النظرة املتشائمة للتطور االقتصادي مل تالزم الفكر‬
‫االقتصادي دائما‪ ،‬فظهرت نظرايت و أفكار كثرية رأت إمكانية التطوير يف املوارد املتاحة و حىت إدارهتا‬
‫و استغالهلا و حتسني نظرة األفراد للبيئة و مواردها‪ ،‬مما ساهم يف فتح آفاق تفاؤلية أمام الفكر االقتصادي فيما‬
‫بعد‪ ،‬و هو شطر التفكري االقتصادي إىل فرعني أساسيني من حيث أساس التفكري يف حل املشكلة االقتصادية أو‬
‫ما يسمى اباليدولوجيا و مها ‪:‬‬

‫التفكري االقتصادي الليربايل أو الرأمسايل أو ما يسمى ابحلر‪ ،‬و الذي يعتمد على ترك األفراد و شأهنم يف‬
‫كل األمور اال قتصادية يديروهنا بشكل يكفل هلم مصاحلهم حىت تتحقق مصلحة اجملتمع ككل‪ ،‬و ذلك اعتمادا‬
‫على أن مصلحة اجملتمع هي جمموع مصاحل األفراد‪ ،‬و يقتصر دور الدولة على حفظ النظام و األمن و ضمان‬
‫حرية احلركة للجميع‪.‬‬

‫و الفرع اآلخر املناقض له التفكري املاركسي أو الشيوعي‪ ،‬و يعتمد على سيطرة الدولة على كافة وسائل‬
‫اإلنتاج لضمان توفر املصلحة العامة ابلشكل الذي تراه الدولة‪ ،‬و ليس األفراد يف هذا النظام إال أن يقدموا اجلهد‬
‫و يؤجر عليه حسبما ترى و حتدد الدولة‪ ،‬كما سنرى الحقا‪.‬‬

‫و جتدر اإلشارة أنه البد من التفريق بني مفهوم النظام االقتصادي و مفهوم التنظيم االقتصادي من خالل‬
‫تعريف التايل ‪ :‬فالنظام االقتصادي هو جمموعة العالقات و املؤسسات اليت متيز احلياة االقتصادية جملتمع معني يف‬

‫‪26‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫الزمان و املكان أما التنظيم االقتصادي فهو وسيلة يستخدمها النظام االقتصادي لتنظيم النشاط االقتصادي‬
‫و الفعاليات االقتصادية املختلفة‪ ،‬و ختتلف طبيعة التنظيم االقتصادي من نظام اقتصادي آلخر‪.‬‬

‫‪ -3‬خمتلف تيارات الفكر االقتصادي‪:‬‬

‫لقد مر علم االقتصاد مبراحل ميكن تلخيصها كالتايل‪:‬‬

‫أ‪ -‬مدرسة التجاريني‪:‬‬

‫و من أهم أفكارهم‪:‬‬

‫‪ .1‬احتلت التجارة املركز األول يف التفكري االقتصادي‪.‬‬


‫‪ .2‬االهتمام بقطاع الصناعة و ليس الزراعة‪.‬‬
‫‪ .3‬مركز الدولة و قوهتا يتحدد مبقدار ما متلكه من معادن‪.‬‬
‫‪ .4‬السياسة االقتصادية أتيت بقوة الدولة و عظمتها بينما رفاهية الفرد مل تكن من أهدافها‪.‬‬
‫ب‪ -‬مدرسة الطبيعيني‪:‬‬

‫نشأت يف منتصف القرن الثامن عشر يف الفرتة ‪ 1778-1756‬و من أهم أفكارهم‪:‬‬

‫‪ .1‬الظواهر االقتصادية يسيطر عليها النظام الطبيعي‪.‬‬


‫‪ .2‬االهتمام ابلنشاط الزراعي‪.‬‬
‫‪ .3‬يعتربون األرض هي املصدر األساسي لإلنتاج‪.‬‬
‫‪ .4‬يعتربون أن األنشطة التجارية و الصناعية غري منتجة مقارنة ابلنشاط الزراعي‪.‬‬
‫‪ .5‬احلرية االقتصادية و عدم تدخل الدولة‪.‬‬

‫و من أهم روادها‪:‬‬

‫فرانسو كيزين‪ 1778-1694 :‬ولد بفرنسا و عمل طبيبا و أصدر سنة ‪ 1758‬اجلدول االقتصادي‪.‬‬

‫جون لوك‪ 1704-1632 :‬صاغ نظرية الطبيعة احلرة "امللكية الفردية حق من حقوق الطبيعة و الغريزة تنشأ مع‬
‫نشأة اإلنسان فليس ألحد أن يعارض هذه الغريزة"‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫ت‪ -‬مدرسة الكالسيكيني (التقليديني)‪:‬‬

‫من أهم روادها‪:‬‬

‫آدم مسيث‪ ،‬دافيد ريكاردو‪ ،‬جون ستيوارت ميل‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫دافيد ريكاردو‪ 1823-1772 :‬قام بشرح توزيع الدخل يف االقتصاد الرأمسايل و صاحب نظرية‬ ‫‪‬‬
‫"تناقص الغلة"‪.‬‬
‫روبرت مالتوس‪ 1766 :‬اجنليزي األصل صاحب النظرية املشهورة "عدد السكان يزيد وفق متتالية‬ ‫‪‬‬
‫هندسية بينما يزيد اإلنتاج الزراعي وفق متتالية حسابية كما سيؤدي حتما إىل نقص الغذاء‬
‫و السكن"‪.‬‬
‫جون ستيوارت ميل‪ 1873-1806 :‬نشر كتاب مبادئ االقتصاد السياسي ‪.1836‬‬ ‫‪‬‬
‫كينز‪ 1946-1883 :‬صاحب نظرية البطالة و التشغيل حيث نشر نظرية يف كتابه "النظرية العامة يف‬ ‫‪‬‬
‫التشغيل و الفائدة و النقود" ‪.1936‬‬

‫حيث يرجع إليه الفضل يف التشغيل الكامل للقوة العاملة يف اجملتمع الرأمسايل‪.‬‬

‫احلرية االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫قوة الدولة تكمن يف القوة العاملة و اإلنتاج و ليس ما متلكه من ذهب و فضة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬النظام الرأمسايل‪،‬النظام االشرتاكي‪،‬النظام اإلسالمي‬

‫‪ -1‬ظروف نشأة النظام االقتصادي الرأمسايل‪:‬‬

‫نشأت عند سقوط الدولة الرومانية فأصبح النظام السائد هو النظام اإلقطاعي أساس اجملتمع األورويب‬
‫و استغلت طبقة األغنياء الطبقة الدنيا من الفقراء و قد ارتبط النظام اإلقطاعي ابلكنيسة و قد حرص اإلقطاعيني‬
‫على الدنيا و ما فيها من مفاتن و يف نفس الوقت حث الناس على الزهد و التمتع يف الدنيا ابعتبارها الوسيلة‬
‫األبدية يف احلياة و لقد أدرك الناس تناقص رجال الدين و خمالفة أقواهلم ألفعاهلم و أدى هذا إىل فصل الدين عن‬
‫الدولة فجاءت الرأمسالية كرد فعل ملا عاانه اجملتمع األورويب من مشاكل اجتماعية و اقتصادية و التحرر من النظام‬
‫اإلقطاعي و بروز النظام الرأمسايل‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ -2‬و من أبرز مراحل التطور الرأمسالية هي كالتايل‪:‬‬

‫‪ -1‬املدرسة التجارية‪ :‬امتدت منذ أواخر القرون الوسطى إىل منتصف القرن ‪ 18‬و من أبرز مساهتا قوة‬
‫الدولة تتحدد من خالل ما متلكه من معادن نفيسة و اليت حتصل عليها من التجارة‪.‬‬
‫‪ -2‬املدرسة الطبيعية‪ :‬امتدت من ‪ 1756‬إىل ‪ 1778‬و قد اتصلت ابحلرية االقتصادية و عدم تدخل‬
‫الدولة يف االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -3‬املدرسة الكالسيكية‪ :‬امتدت من العقد ‪ 1‬و منتصف العقد ‪ 2‬من القرن ‪ 19‬و قد اتسمت أبن قوة‬
‫الدولة تتحدد من خالل ما متلكه من أيدي عاملة و إنتاج و ليس من املعادن النفيسة‪.‬‬
‫‪ -3‬خمتلف األنظمة االقتصادية‪:‬‬
‫أ‪ -‬النظام الرأمسايل‪:‬‬

‫يعتمد على مبدأ احلرية االقتصادية و امللكية الفردية و ذلك التغيب النسيب لرقابة األسعار و اإلنتاج‬
‫و احنصر دور الدولة يف األمن و الدفاع و القضاء و بعد األزمة االقتصادية العاملية ‪ 1929‬و ما عاانه االقتصاد‬
‫الرأمسايل من كساد كبري اتضح النقص يف هذا النظام‪.‬‬

‫قواعد النظام الرأمسايل‪(:‬من بني الدول الوالايت املتحدة األمريكية)‬

‫حمدودية تدخل الدولة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫امللكية اخلاصة لوسائل اإلنتاج و تسيري املؤسسات من طرف اخلواص‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حرية االختيار و العمل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدور الكبري للمنافسة‪( .‬من بني رواده‪ :‬آدم مسيث‪ ،‬ريكاردو‪ ،‬كينز)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب‪ -‬النظام االشرتاكي‪ :‬القرن ‪.19‬‬

‫يسمى ابلفكر املاركسي نسبة لكارل ماركس يف كتابه رأس املال و من بني مساته أن أغلب النشاط‬
‫اإلنتاجي تسريه الدولة و منه حتل امللكية العامة لوسائل اإلنتاج و تتقلص حرية الفرد‪.‬فالدولة هي اليت حتدد السلع‬
‫و العرض‬ ‫الالزمة للمجتمع و حتدد كميات وطرق إنتاجها و استهالكها و تفرتض حالة التوازن بني الطلب‬
‫من خالل أسعار مقررة و األجور احملددة بفعل اجلهاز املركزي للتخطيط‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫ج‪ -‬النظام املختلط‪:‬‬

‫ظهر يف النصف الثاين من القرن العشرين و هو ميزج بني النظام الرأمسايل و االشرتاكي فهو يوازن بني‬
‫القطاع اخلاص و العام و ميزج بينهما و يقدم حلول للمشكل االقتصادي عن طريق نظام األسعار و آخر عن‬
‫طريق اجلهاز املركزي للتخطيط‪.‬‬

‫ملكية وسائل اإلنتاج للدولة و الفرد‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ضمان مصاحل املنتج و املستهلك معا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫د‪ -‬النظام االقتصادي اإلسالمي ‪:‬‬

‫إن الفكر االقتصادي اإلسالمي ال يتم مبعزل عم عقيدة اإلسالم و الشريعة و هو كامل و شامل و هو ال‬
‫يهتم فقط بتحقيق الغاية املادية على غرار األنظمة األخرى و هو يهتم أبمور الدنيا و اآلخرة و هو يهتم ابعمار‬
‫األرض و هتيئتها حلياة اإلنسان‪.‬‬

‫على غرار العامل املسيحي الذي كانت أفكاره االقتصادية خمتلطة ابلدين و التاريخ و الفلسفة حيث كانت‬
‫و التجارة‬ ‫قرارات امللوك و احلكام بصبغة دينية يف أورواب يف العصور الوسطى و عند اتساع نطاق األسواق‬
‫أصبح الفكر املسيحي ال يساير هذا التطور مما أدى إىل انفصال قواعد الدين و قواعد السلوك االقتصادي‪.‬‬

‫من بني قواعد النظام االقتصادي اإلسالمي‪:‬‬

‫حترمي الراب‪.‬و حترمي االحتكار‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫النظام املايل متكامل و مركزه الزكاة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نظام ملكية متعددة يشمل ملكية الدولة اجلماعية و ملكية اخلاص‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نظام السوق يعمل بضوابط إسالمية (الثمن العادل‪ ،‬و السوق التعاونية اإلسالمية)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أمهية دافع الربح و ذلك بضوابط إسالمية الربح البسيط‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -4‬تصنيف األنظمة االقتصادية يف جدول للتفرقة بينها وفق معايري علمية‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫اجلدول ‪ :02‬تصنيف األنظمة االقتصادية‬

‫النظام اإلسالمي‬ ‫النظام الرأمسايل‬ ‫النظام االشرتاكي‬ ‫معيار تصنيف األنظمة‬

‫الثمن العادل‬ ‫الدور الفعال للسعر‬ ‫انعدام الدور الفعال للسعر‬ ‫السعر‬

‫حتقيق أقصى إشباع مادي و حتقيق أقصى إشباع مادي و‬


‫و‬ ‫حتقيق اإلشباع الروحي‬
‫تكوين الثروات دون اإلشباع تكوين الثروات دون اإلشباع‬ ‫من حيث املقصد‬
‫املادي لإلنسان‬
‫الروحي‬ ‫الروحي‬

‫الفصل بني الدين و حلبة الفصل بني الدين و حلبة منهج عقائدي أخالقي مبعثه‬
‫احلياة فال دخل للعقيدة و احلياة فال دخل للعقيدة و احلالل و الطيبات و األمانة‬ ‫من حيث املنهج‬
‫و الصدق و الطهارة‪...‬‬ ‫األخالق ابالقتصاد‬ ‫األخالق ابالقتصاد‬

‫امللكية اخلاصة و العامة‬ ‫ملكية خاصة‬ ‫ملكية عامة‬ ‫املكية‬

‫السوق(اقتصاد‬ ‫حرية‬
‫سوق حرة خالية من الغش‬ ‫سوق خمطط من حيث‬
‫الطلب) سوق بدون ضوابط‬ ‫حركية السوق‬
‫و االحتكار و االستغالل‬ ‫العرض و األسعار‬
‫أو حدود‬

‫أسس مستنبطة من مصادر‬


‫الشريعة اإلسالمية و القرآن‬ ‫استنباط و استقرار البشر‬ ‫استنباط و استقرار البشر‬ ‫من حيث التشريع‬
‫و السنة و االجتهاد‬

‫و‬ ‫الفائدة و نظام الضرائب الفائدة و نظام الضرائب زكاة املال و حترمي الراب‬
‫من حيث املقومات‬
‫التكافل االجتماعي‬ ‫املباشر و غري املباشر‬ ‫املباشر و غري مباشر‬

‫للموارد‬ ‫الدولة‬ ‫إدارة‬


‫مشروعية الغاية و مشروعية‬ ‫من حيث األساليب و‬
‫عمليات منافسة حرة و حرية اإلنتاج‬ ‫و‬ ‫االقتصادية‬
‫األساليب و الوسائل‬ ‫الوسائل‬
‫اإلنتاج‬

‫‪31‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫السوق‪ ،‬السعر و التوازن‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫املبحث األول‪ :‬األسواق‪.‬‬

‫‪ -1‬السوق‪:‬‬

‫يعترب السوق املكان الذي جيتمع فيه كل من البائع‪ ،‬أو املنتج الذي يقوم إبنتاج السلعة‪ ،‬حيث يقوم بعرض‬
‫سلعته يف السوق‪ ،‬و الطرف اآلخر يف السوق و الذي ميثله املشرتي أو املستهلك‪ ،‬حيث يقوم بطلب و شراء‬
‫السلعة أو اخلدمة‪ .‬و يتم يف السوق عملية التبادل بني املستهلك و املنتج‪ ،‬حيصل خالهلا املستهلك على السلعة‬
‫بينما حيصل املنتج على مثن هذه السلعة‪ .‬إذا‪ ،‬عندما يريد املستهلك احلصول على سلعة معينة فإنه سيقرر الذهاب‬
‫إىل املكان الذي تباع فيه هذه السلعة (سوق السلعة)‪ .‬فمثال‪ ،‬يوجد لدينا سوق للمالبس‪ ،‬سوق للسيارات‪ ،‬سوق‬
‫األجهزة الكهرابئية و هكذا‪.‬‬

‫جيب مالحظة أن مفهوم السوق ال يرتبط مبكان معني‪ ،‬ففي كثري من األحيان نسمع عن أسواق ال يتوفر فيها‬
‫وجود مكان مادي حمدد كأسواق النفط‪ ،‬أسواق الذهب العاملية‪ ،‬أسواق العمالت العاملية و هكذا ‪ .‬و يف‬
‫نفس الوقت‪ ،‬فإن كثري من هذه األسواق ال يتطلب أن يتقابل فيها كل من البائع (املنتج) و املشرتي‬
‫(املستهلك) بشكل مباشر إلمتام عملية بيع و شراء السلعة (كشراء سلعة معينة عن طريق االنرتنت)‪.‬‬
‫ال ينطبق تعريف السوق علي مجيع األسواق املعروفة يف العصر احلديث‪.‬‬
‫تعريف السوق احلديث‪ :‬ليس ابلضرورة أن يكون حيزا جغرافيا فالسوق يتكون من جمموعة عناصر هي‬
‫جمموعة من املشرتين سواءا أشحاص طبيعني أو منشاة وسيطة من الوسطاء الصناعيني و احلكومة‪ ،‬هم هدف‬
‫كل اجملهودات التسويقية للمنشأة أو هو جمموعة طلب املستهلكني احملتملني لسلعة معينة أو خدمة‪.‬‬

‫أمثلة‪ :‬السوق االلكرتونية املعروفة بشبكة االنرتنت‪،‬سوق الذهب‪،‬سوق احملروقات‪،‬بورصة‪،‬سوق التشغيل‬

‫نظرية السوق‪:‬‬

‫هو املكان الذي يلتقي فيه البائعون و املشرتون أو هو مكان تبادل السلع و اخلدمات بني البائعني‬
‫و املشرتين و خيضع لضوابط و قوانني معينة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ -2‬وظائف السوق‪:‬‬

‫يقوم بتحديد السلع و اخلدمات‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫يقوم بتنظيم عملية اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توزيع سلع املنتج‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -3‬أنواع األسواق حسب املوقع اجلغرايف‪:‬‬

‫‪ -1‬أسواق حملية‪ :‬تضم سلع معينة ال تستهلك إال يف نطاق حمدود و كذلك ارتفاع تكاليف النقل يساعد‬
‫على بقاء السلع يف نطاق حملي (سلع سريعة التلف)‪.‬‬
‫‪ -2‬أسواق إقليمية‪ :‬تضم دول متعددة هلا عادات و تقاليد و مناخ واحد موجود يف إقليم واحد (سلع بطيئة‬
‫التلف‪ ،‬إقليمية دولية)‪.‬‬
‫‪ -3‬أسواق دولية‪ :‬إنتاج سلع تصلح لالستهالك على املستوى العاملي‪.‬‬

‫‪ -4‬العوامل اليت حتدد نطاق السوق‪:‬‬

‫‪ .1‬طبيعة السلع (سريعة التلف‪ ،‬حملية) (سلع بطيئة التلف‪ ،‬إقليمية دولية)‪.‬‬
‫‪ .2‬املواصالت (وفرة و سهولة املواصالت‪ ،‬سلع إقليمية دولية) (عدم توفر املواصالت‪ ،‬حملية)‪.‬‬
‫‪ .3‬العادات و التقاليد‪.‬‬
‫‪ .4‬العوائق اجلمركية‪.‬‬
‫‪ .5‬التقدم التكنولوجي (كلما زاد التقدم‪ ،‬تتجه السلع إىل إقليمية و الدولية)‪.‬‬

‫‪ -5‬أشكال السوق‬

‫‪ -1‬سوق املنافسة الكاملة‪:‬‬

‫جيب توفر الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬وجود عدد كبري من البائعني و املشرتين‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫إن ختفيض سعر سلعة من طرف أحد املنتجني لن يؤثر على ابقي املنتجني و ذلك ألنه واحد من آالف املنتجني‬
‫فهو ال يستطيع التحكم يف األسعار وحده و منه سوق املنافسة الكاملة تتلقى السعر السائد يف السوق و تتحدد‬
‫الكميات املعروضة عن طريق السعر السائد‪.‬‬

‫‪ .2‬جتانس وحدات السلع املنتجة‪:‬‬

‫وحدات السلع بنفس النوعية و نفس اخلصائص و نفس الشكل و اللون و طريقة التغليف و لذلك إذا حاول‬
‫أحد املنتجني رفع السعر فإنه سيخسر نصيبه يف السوق‪.‬‬

‫‪ .3‬حرية الدخول و اخلروج من و إىل السوق ابلنسبة ألي ابئع أو مشرتي‪:‬‬

‫ال توجد قيود قانونية أو اقتصادية متنع أي ابئع من دخول أو خروج سوق السلعة‪.‬‬

‫‪ .4‬العلم التام أو املعرفة التامة أبحوال السوق ابلنسبة لكل ابئع أو مشرتي‪:‬‬

‫توفر املعلومات الكافية عن السوق حبيث ال يقدم امل شرتون على دفع سعر أعلى من سعر السوق‪ ،‬و ال يقبل‬
‫البائعون سعرا أقل من السعر الذي حيدده سوق املنافسة الكاملة‪.‬‬

‫مالحظة‪:‬‬

‫الشروط الثالثة األوىل تشكل سوق املنافسة الصافية و عند إضافة الشرط الرابع تصبح سوق املنافسة‬
‫الكاملة‪.‬‬

‫‪ -2‬سوق االحتكار‪:‬‬

‫يعرف االحتكار التام بوجود ابئع واحد للسلعة حيث ال تتوفر له بدائل قريبة‪ ،‬و عدم دخول منافسني‬
‫جدد إىل السوق و حجم املبيعات يعتمد فقط على السعر الذي حيدده هو‪،‬أما أسعار و تصرفات املنتجون‬
‫اآلخرون ال يتأثر هبا و هذا يعين مرونة الطلب التقاطعية على سلعة احملتكر و السلع األخرى تساوي الصفر ‪.‬‬

‫شروط سوق االحتكار‪:‬‬

‫‪ .1‬وجود منتج واحد للسلعة املنتجة‪.‬‬


‫‪ .2‬عدم وجود صناعات أخرى تنتج سلع بديلة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ .3‬وجود موانع قوية حتول دون دخول منافسني جدد السوق‪.‬‬


‫‪ -3‬سوق املنافسة االحتكارية‪:‬‬

‫جيمع صفات تنافسية احتكارية يف نفس الوقت‪ ،‬و شروطه هي‪:‬‬

‫‪ .1‬وجود عدد كبري من البائعني أو املنتجني للسلعة‪.‬‬


‫‪ .2‬اختالف السلع املنتجة من حيث الشكل و اللون و النوعية و هي تؤدي نفس الوظيفة أو املنفعة‬
‫للمستهلك أي أن السلع تعترب بدائل قريبة لبعضها البعض‪.‬‬
‫‪ .3‬حرية الدخول إىل السوق و اخلروج منه ابلنسبة ألي ابئع أو مشرتي‪.‬‬
‫‪ .4‬القدرة على ترويج املبيعات‪.‬‬

‫‪ -6‬االختالفات بني أشكال السوق‪:‬‬

‫اجلدول ‪ : 03‬أشكال السوق‬

‫قدرة املنتج شروط دخول‬ ‫السلع سعر البيع‬ ‫نوع‬ ‫عدد املنتجني‬ ‫أشكال‬
‫على التحكم السوق‬ ‫املنتجة‬ ‫السوق‬
‫يف السعر‬
‫سهلة‬ ‫منعدمة‬ ‫متجانسة متاما اثبت دائما‬ ‫كبري جدا‬ ‫املنافسة‬
‫الكاملة‬
‫سهلة‬ ‫يتغري عكسيا موجودة‬ ‫متشاهبة‬ ‫كبري‬ ‫املنافسة‬
‫مع الكمية بدرجة قليلة‬ ‫االحتكارية‬
‫املباعة‬
‫مغلق‬ ‫خمتلفة و ليس يتغري عكسيا موجودة‬ ‫واحد‬ ‫االحتكار‬
‫هلا بدائل قريبة مع الكمية بدرجة كبرية‬
‫جدا‬ ‫املباعة‬

‫‪36‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬الطلب و العرض و التوازن‬

‫أوال‪ :‬الطلب ‪The Demande‬‬

‫و ميثل الطرف األول يف السوق‪ ،‬حيث يقوم املستهلك بطلب و شراء السلع و اخلدمات املختلفة‪.‬‬
‫و يقوم املستهلك بوضع جدول طلب خاص به يوضح الكميات اليت سيقوم املستهلك بشرائها مقابل كل سعر‬
‫حمتمل هلذه السلعة و يسمى هذا جبدول الطلب‪.‬‬

‫جدول الطلب‪ :‬جدول يوضح الكميات املختلفة من السلعة اليت يرغب و يستطيع املستهلك شرائها خالل‬
‫فرتة زمنية معينة‪.‬‬

‫تعترب الرغبة و االستطاعة من حمددات الطلب الفعال‪.Effective Demand‬فالرغبة يف شراء‬


‫السلعة مع عدم قدرة املستهلك على احلصول عليها لن يؤدي إىل شرائها‪ .‬ومن جانب آخر‪ ،‬فإن قدرة املستهلك‬
‫و أخريا‪ ،‬جيب‬ ‫على شراء السلعة مع عدم الرغبة يف احلصول عليها يؤدي إىل وجود طلب فعال على السلعة‪.‬‬
‫حتديد الفرتة الزمنية اليت يتم من خالهلا دراسة طلب املستهلك على السلعة‪ ،‬حيث ميكن للمستهلك أن يقوم‬
‫بتغيري طلبه على السلعة مع مرور الزمن‪.‬‬

‫قانون الطلب‪:‬‬

‫ابفرتاض بقاء العوامل األخرى على حاهلا‪ ،‬فإن العالقة بني سعر السلعة و الكمية املطلوبة منها هي عالقة‬
‫عكسية‪ .‬و املقصود ب "بقاء العوامل األخرى على حاهلا" هو ثبات العوامل احملددة للطلب‪.‬‬

‫منحىن الطلب الفردي)‪:(Individual Demand Curve‬‬

‫هو منحىن يبني العالقة العكسية بني سعر السلعة و الكمية املطلوبة منها بيانيا‪ ،‬كما نص عليها قانون‬
‫الطلب‪ .‬و ميثل احملور السيين الكميات املطلوبة بينما ميثل احملور الصادي مستوايت األسعار املختلفة للسلعة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫منحىن طلب السوق)‪:(Market Demand Curve‬‬

‫إن منحىن الطلب السابق هو منحىن الطلب اخلاص مبستهلك واحد فقط على سلعة معينة خالل فرتة‬
‫زمنية حمددة‪ .‬فقد يكون هذا املنحىن منحىن الطلب اخلاص بك على سلعة معينة كالتفاح مثال‪ .‬و ميكننا احلصول‬
‫على منحىن طلب السوق (أي منحنيات الطلب اخلاصة جلميع املستهلكني على التفاح) عن طريق جتميع أفقي‬
‫ملنحنيات الطلب الفردية‪.‬‬

‫الشكل ‪:04‬منحين الطلب‬

‫‪Price‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪A‬‬ ‫منحىن الطلب‬

‫‪5‬‬ ‫‪B‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪Quantity Demanded‬‬

‫حمددات الطلب)‪:(Determinants of Demand‬‬

‫العوامل األخرى و اليت مت ذكرها يف نص قانون الطلب‪ ،‬فهي العوامل اليت تقوم بتحديد موقع منحىن‬
‫الطلب و من مث فإن تغري هذه العوامل سيؤدي إىل تغري موقع منحىن الطلب الكامل إىل موقع آخر و ذلك‬
‫حسب نوع التغري‪ ،‬و هذه العوامل هي‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ -1‬ذوق املستهلك‪:‬‬

‫إن تغري ذوق املستهلك سيعمل على تغري الطلب على السلعة‪ ،‬فإذا كان هذا التغري يف صاحل السلعة (أي‬
‫أن املستهلك أصبح يفضل السلعة اآلن و يرغب يف احلصول عليها) سريتفع الطلب على السلعة‪ ،‬و من مث ينتقل‬
‫منحىن الطلب لألعلى و إىل اليمني‪ ،‬أما إذا مل يعد املستهلك راغبا يف السلعة‪ ،‬أي حتول أذواق املستهلكني عن‬
‫السلعة‪ ،‬سينخفض الطلب على السلعة و ابلتايل ينتقل منحىن الطلب لألسفل و إىل اليسار‪.‬‬

‫‪-2‬عدد املشرتين‪:‬‬

‫كلما ارتفع عدد مستهلكي السلعة كلما ارتفع الطلب على السلعة‪ ،‬و من مث ينتقل منحىن الطلب لألعلى‬
‫و إىل اليمني‪ ،‬و كلما اخنفض عدد مستهلكي السلعة كلما اخنفض الطلب على السلعة و ابلتايل ينتقل منحىن‬
‫الطلب لألسفل و إىل اليسار‪.‬‬

‫‪-3‬توقعات املستهلكني‪:‬‬

‫إذا توقع املستهلك ارتفاع سعر السلعة يف املستقبل أو نفاذها من األسواق‪ ،‬فإن ذلك سيدفع املستهلك إىل‬
‫زاي دة طلبه على السلعة يف الوقت احلاضر‪ ،‬و ابلتايل سريتفع الطلب على السلعة و ينتقل منحىن الطلب لألعلى‬
‫و إىل اليمني‪ .‬أما إذا توقع املستهلك اخنفاض سعر السلعة يف املستقبل‪ ،‬فإنه سوف يقلل طلبه على السلعة حاليا‬
‫من أجل احلصول عليها يف املستقبل بسعر أقل‪ ،‬و هذا سيعمل على اخنفاض الطلب على السلعة و ابلتايل‬
‫انتقال منحىن الطلب لألسفل و إىل اليسار‪.‬‬

‫‪-4‬أسعار السلع األخرى‪:‬‬

‫إن تغري أسعار السلع األخرى قد يعمل على التأثري على الطلب على سلعة ما‪ .‬و هذا يعتمد ابلطبع على‬
‫نوع السلع األخرى‪ .‬و ميكن التمييز بني ثالثة أنواع من السلع كما يلي‪:‬‬

‫السلع البديلة)‪:(Substitutes‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫و هي السلع اليت ميكن أن حتل حمل بعضها البعض يف االستهالك‪ ،‬الشاي و القهوة مثال‪ ،‬فارتفاع سعر‬
‫القهوة سيعمل على زايدة الطلب على الشاي (حيث ميكن إحالل الشاي حمل القهوة يف االستهالك)‪ ،‬و ابلتايل‬

‫‪39‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫انتقال منحىن الطلب على الشاي لألعلى‪ .‬أما اخنفاض سعر القهوة سيعمل على اخنفاض الطلب على الشاي‪ ،‬و‬
‫من مث انتقال منحىن الطلب على الشاي إىل األسفل‪.‬‬

‫السلع املكملة)‪:(Compliments‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫و هي السلع اليت ال ميكن استهالك الواحدة منها إال ابستهالك األخرى‪ ،‬كالشاي و السكر‪ ،‬الكامريا‬
‫و الفيلم و هكذا‪ .‬و يؤدي ارتفاع سعر الشاي مثال إىل اخنفاض الطلب على السكر‪ ،‬و ابلتايل انتقال منحىن‬
‫الطلب على الشاي لألسفل‪ .‬أما اخنفاض سعرالشاي فسيعمل على ارتفاع الطلب على السكر‪ ،‬و من مث انتقال‬
‫منحىن الطلب على السكر إىل األعلى‪.‬‬

‫السلع املستقلة)‪:(Independent‬‬ ‫ت‪-‬‬

‫و هي السلع اليت ال يرتبط استهالك الواحدة منها ابألخرى كالتفاح و الشاي مثال‪.‬‬

‫‪-5‬دخل املستهلك‪:‬‬

‫يعترب دخل املستهلك من العوامل الرئيسية احملددة لطلب املستهلك على السلعة و ذلك حسب نوع‬
‫السلعة‪ ،‬و ميكن التمييز بني نوعني من السلع‪:‬‬

‫السلع العادية)‪:(Normal Goods‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫و هي السلع اليت يرتفع الطلب عليها عند ارتفاع دخل املستهلك و ابلتايل انتقال منحىن الطلب عليها‬
‫لألعلى‪ ،‬و من هذه السلع جند املالبس الفاخرة أو تناول وجبات الطعام يف املطاعم الراقية مثال‪.‬‬

‫السلع الرديئة)‪:(Inferior Goods‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫و هي السلع اليت ينخفض الطلب عليها عند ارتفاع دخل املستهلك و ابلتايل انتقال منحىن الطلب عليها‬
‫لألسفل‪ .‬و من هذه السلع جند مثال الفالفل و السلع املقلدة‪.‬‬

‫خالصة حول الطلب‪:‬‬

‫عالقة عكسية بني سعر السلعة و الكمية املطلوبة مع بقاء العوامل األخرى اثبتة (الرغبة يف شراء سلعة‪،‬‬
‫القدرة على الشراء‪ ،‬فرتة زمنية معينة)‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫تفسري العالقة العكسية بني السعر و الكمية املطلوبة‪:‬‬

‫اخنفاض السعر يؤدي إىل جذب مشرتين و منه تزداد الكمية املطلوبة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫و ارتفاع السعر يؤدي للمستهلك إىل البحث عن سلع بديلة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫خالصة حول حمددات الطلب‪:‬‬

‫عدد املستهلكني‪ :‬كلما زاد عددهم تزداد الكمية املطلوبة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫دخل املستهلك‪ :‬كلما ارتفع الدخل تزداد الكمية املطلوبة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السلع العادية‪ :‬تزداد الكمية املطلوبة عند ارتفاع الدخل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السلع الرديئة‪ :‬تنخفض الكمية املطلوبة منها عند زايدة الدخل و تزيد الكمية عندما ينخفض الدخل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السلع البديلة‪ :‬هي سلع البديلة مثل القهوة و الشاي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السلع املكملة‪ :‬هي سلع تستخدم مع السلع أخرى مثل‪ :‬سكر مع قهوة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السلع املستقلة‪ :‬تكون مستقلة عن سلع أخرى‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اثنيا‪ :‬العرض ‪Supply‬‬

‫ميثل العرض اجلانب اآلخر من السوق‪ ،‬حيث يقوم املنتج إبنتاج و بيع السلع و اخلدمات املختلفة‪ .‬فعند‬
‫كل سعر حمتمل للسلعة اليت ينوي املنتج عرضها‪ ،‬جند هناك كمية مهينة سيقوم املنتج بعرضها و بيعها و هذا ما‬
‫يسمى جبدول العرض‪.‬‬

‫جدول العرض‪ :‬و هو عبارة عن جدول يوضح الكميات املختلفة من السلعة اليت يرغب و يستطيع املنتج‬
‫إنتاجها و بيعها خالل فرتة زمنية معينة‪.‬‬

‫قانون العرض )‪:(Law of Supply‬‬

‫ينص قانون العرض على أنه و ابفرتاض بقاء األشياء األخرى على حاهلا‪ ،‬فإن العالقة بني سعر السلعة‬
‫و الكمية املعروضة منها هي عالقة طردية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫منحىن العرض الفردي)‪:(Individual Supply Curve‬‬

‫هو منحىن يبني العالقة الطردية بني سعر السلعة و الكمية املعروضة منها بيانيا‪ ،‬كما نص عليها قانون‬
‫العرض‪ .‬و ميثل احملور السيين الكميات املعروضة بينما ميثل احملور الصادي مستوايت األسعار املختلفة للسلعة‪.‬‬

‫الشكل ‪:05‬منحين العرض‬

‫‪Price‬‬ ‫منحين العرض‬

‫‪C‬‬

‫‪D‬‬

‫‪QuantitySupplied‬‬

‫منحىن عرض السوق)‪:(Market Supply Curve‬‬

‫منحىن العرض السابق هو منحىن العرض اخلاص مبنتج واحد فقط لسلعة معينة خالل فرتة زمنية حمددة‪.‬‬
‫و ميكن احلصول على منحىن عرض السوق عن طريق التجميع األفقي ملنحنيات العرض الفردية‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫حمددات العرض)‪:(Determinants of Supply‬‬

‫العوامل األخرى و اليت مت ذكرها يف قانون العرض‪ ،‬فهي العوامل اليت تقوم بتحديد موقع منحىن العرض‪،‬‬
‫و من مث فإن تغري هذه العوامل سيؤدي إىل تغري منحىن العرض ابلكامل إىل موقع آخر و ذلك حسب نوع التغري‪.‬‬
‫و هذه العوامل هي‪:‬‬

‫‪-1‬أسعار عناصر اإلنتاج‪:‬‬

‫يعمل ارتفاع أسعار عناصر اإلنتاج املستخدمة يف عملية إنتاج السلعة أو اخلدمة على رفع تكلفة إنتاج هذه‬
‫السلعة أو اخلدمة‪ ،‬و ابلتايل سيقوم املنتج إبنتاج كميات أقل منها مما يدفع العرض لالخنفاض‪ ،‬و من مث انتقال‬
‫منحىن العرض ابلكامل لألعلى و إىل اليسار‪ ،‬مما يعين أن الكميات املعروضة أقل من السابق عند كل مستوى‬
‫سعري‪ .‬من جانب آخر‪ ،‬فإن اخنفاض أسعار عناصر اإلنتاج يعين اخنفاض تكلفة إنتاج هذه السلعة‪ ،‬و هذا‬
‫يساعد املنتج على إ نتاج كميات أكرب منها‪ ،‬مما يؤدي إىل انتقال منحىن العرض لألسفل و إىل اليمني‪ ،‬مما يعين‬
‫كميات معروضة أكرب عند كل مستوى سعري للسلعة‪.‬‬

‫‪-2‬عدد املنتجني‪:‬‬

‫كلما ارتفع عدد منتجي السلعة كلما ارتفع العرض من هذه السلعة‪ ،‬و من مث انتقال منحىن العرض‬
‫لألسفل و إىل اليمني‪ .‬و كل ما اخنفض عدد منتجي السلعة‪ ،‬كلما اخنفض العرض منها‪ ،‬و ابلتايل ينتقل منحىن‬
‫العرض لألعلى و إىل اليسار‪.‬‬

‫‪-3‬التكنولوجيا املستخدمة‪:‬‬

‫إن تطور مستوى التكنولوجيا املستخدم يف عملية إنتاج السلعة يعمل على ختفيض تكلفة اإلنتاج‪ ،‬و من مث‬
‫ارتفاع العرض منها‪ ،‬و ابلتايل انتقال منحىن العرض ابلكامل لألسفل و إىل اليمني‪ .‬أما اخنفاض مستوى‬
‫التكنولوجيا املستخدم أو تراجعه يعمل على زايدة تكلفة اإلنتاج‪ ،‬أي اخنفاض عرض السلعة و انتقال منحىن‬
‫العرض لألعلى و إىل اليسار‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪-4‬الضرائب و املعوانت احلكومية‪:‬‬

‫عند قيام احلكومة بفرض ضريبة على اإلنتاج‪ ،‬ف إن ذلك يعين ارتفاع تكلفة إنتاج هذه السلعة‪ ،‬و ابلتايل‬
‫قيام املنتج إبنتاج كميات أقل من السلعة‪ ،‬حيث يؤدي ذلك إىل ختفيض عرض السلعة‪ ،‬و انتقال منحىن العرض‬
‫ابلكامل لألعلى و إىل اليسار‪ .‬أما عند قيام احلكومة إبعطاء معوانت للمنتج‪ ،‬فإن هذا يعين اخنفاض تكلفة‬
‫اإلنتاج‪ ،‬مما يساعد املنتج على إنتاج كميات أكرب من السلعة‪ ،‬و انتقال منحىن العرض ابلكامل لألسفل و إىل‬
‫اليمني‪.‬‬

‫خالصة حول العرض‪:‬‬

‫العرض هو الكمية املعروضة يف السوق من السلع اليت مت إنتاجها‪.‬‬

‫هناك عالقة طردية بني سعر السلعة و الكمية املعروضة مع بقاء العوامل األخرى من رغبة يف شراء و القدرة‬
‫الشرائية و الفرتة الزمنية‪...‬اثبتة‪.‬‬

‫أي إذا ارتفعت األسعار زادت الكمية املعروضة املنتجة من طرف املؤسسة‪.‬‬

‫إن العالقة الطردية بني السعر و الكمية املعروضة يولد زايدة أرابح ابلنسبة للمؤسسة‪.‬‬

‫خالصة حول حمددات العرض‪:‬‬

‫‪ .1‬عدد البائعني و املنتجني‪.‬‬


‫‪ .2‬أسعار عناصر اإلنتاج‪ :‬تؤثر على أسعار السلع املنتجة فكلما ارتفعت عناصر اإلنتاج ترتفع تكلفة‬
‫اإلنتاج للسلع و هذا ابلتايل يؤثر على الربح و العرض‪.‬‬
‫‪ .3‬مستوى اإلعاانت‪ :‬املقدمة من طرف الدولة ملساعدة املنتجني لزايدة اإلنتاج و هذه اإلعاانت تؤدي إىل‬
‫اخنفاض تكاليف اإلنتاج و بذلك اخنفاض سعر البيع و يؤدي إىل زايدة العرض للسلعة‪.‬‬
‫‪ .4‬مستوى الضرائب‪ :‬ارتفاع الضرائب يؤدي إىل زايدة تكاليف ‪.‬‬
‫املستوى الفين لإلنتاج‪ :‬و ذلك عند استخدام آالت جديدة و تقنيات جديدة يؤدي إىل إنتاج وحدات أكثر و أبقل‬ ‫‪.5‬‬
‫تكلفة و يزيد من عرض السلع‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫اثلثا توازن السوق‪:‬‬

‫العرض هو رغبة البائعني و الطلب هو رغبة املستهلكني و تبادل هاتني الرغبتني يكون بتحديد سعر الشراء‬
‫و البيع و الذي يسمى بثمن التوازن و كمية التوازن‪.‬‬

‫املثال األول ‪ :‬الشكل ‪:06‬منحين توازن العرض و الطلب‬

‫السعر‬
‫منحين الطلب‬

‫نقطة توازن‬
‫‪50‬‬

‫منحين العرض‬

‫الكمية‬
‫‪60‬‬

‫حتليل املثال األول‪:‬‬

‫عند إنتاج ‪ 60‬وحدة من سلعة معينة تتوافق مع سعر ‪ 50‬و ن حىت يتمكن املستهلك من شراء هذه‬
‫السلعة و منه يكون فائض يف اإلنتاج السلعة فوق ‪ 60‬وحدة إنتاجية و يؤدي هذا إىل ختفيض سعر السلعة لكي‬
‫يكون يف متناول املستهلك مما يؤدي إىل زايدة الكمية املطلوبة‪.‬‬

‫إن االخنفاض يف سعر السلعة يؤدي إىل ختفيض الكمية املعروضة و ذلك لنقص األرابح و زايدة التكاليف‪.‬‬

‫إذا كانت الكمية املطلوبة أكرب من الكمية املعروضة يكون هناك عجز‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪45‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫إذا كانت الكمية املعروضة أكرب من الكمية املطلوبة يكون فائض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توازن يف السوق يكون الكمية املطلوبة تساوي الكمية املعروضة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫املثال الثاين ‪ :‬الشكل ‪:07‬منحين توازن العرض و الطلب‬

‫توازن السوق تفاعل العرض و الطلب‬


‫السعر‬ ‫منحني الطلب‬

‫‪100‬‬ ‫منحني العرض‬

‫الفائض‬

‫نقطة التوازن‬

‫عجز‬

‫‪20‬‬

‫الكمية‬

‫‪500‬‬ ‫‪1500‬‬

‫منحىن توازن السوق‬

‫حتليل املثال الثاين‪:‬‬

‫حتليل املنحىن‪:‬‬

‫يبني املنحىن الكميات املطلوبة من سلعة و الكميات املعروضة عند األسعار املختلفة‪.‬‬

‫فعند السعر ‪ 100‬دج يستطيع املنتجون إنتاج ‪ 1500‬وحدة إال أن هذا السعر من وجهة نظر املشرتين‬
‫مرتفعا و ابلتايل تصبح الكمية املطلوبة فقط ‪ 500‬وحدة‪ ،‬أي هناك فائض يف اإلنتاج مقدر ب ‪ 1000‬وحدة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫و لكي يتخلص املنتج ون من هذا الفائض فإن عليهم إغراء املستهلكني أو املشرتين من خالل ختفيض‬
‫السعر و ابلتايل فإن وجود فائض يعترب مؤشرا يدفع حنو ختفيض سعر السلعة و الذي يؤدي إىل‪:‬‬

‫‪ .1‬زايدة الكمية املطلوبة بسبب التخفيض يف السعر‪.‬‬


‫‪ .2‬نقص الكمية املعروضة بسبب ختفيض السعر و نقص األرابح و زايدة تكاليف اإلنتاج أما إذا اخنفضت‬
‫األسعار إىل ‪ 20‬دج للوحدة فإن هذا السعر ال يناسب املنتجني لكونه منخفضا و لكنه مغري من وجهة‬
‫نظر املشرتين و ابلتايل تزيد الكمية املطلوبة إىل ‪ 1700‬وحدة فيكون عجز مقدر ب ‪200‬‬
‫وحدة‪،‬بينما يقلل املنتجون حجم اإلنتاج بسب اخنفاض سعر السلعة و اخنفاض حجم اإلنتاج‬
‫و ارتفاع تكلفة إنتاج الوحدة‪ ،‬و هكذا يستمر التفاعل بني العرض و الطلب إىل أن حيدث توافق بني‬
‫رغبات املشرتين و رغبات املنتجني و عندئذ يتحدد السعر التوازين و الكمية التوازنية و خيتفي الفائض‬
‫و العجز من السلعة و يستقر السوق‪.‬‬

‫اخلالصة‪ :‬إذا كانت الكمية املطلوبة أكرب من الكمية املعروضة يكون هناك عجز و إذا كانت الكمية‬
‫املعروضة أكرب من الكمية املطلوبة هناك فائض و تساوي الكمية املطلوبة مع املعروضة يكون هناك توازن يف‬
‫السوق‪.‬‬

‫املثال الثالث حول التوازن‪ :‬تفاعل الطلب و العرض‬

‫بعد أن تعرفنا على كل من الطلب و العرض‪ ،‬نقوم اآلن بدمج الطرفني‪ ،‬و ذلك من أجل التوصل إىل ما‬
‫و‬ ‫يسمى بتوازن السوق‪ .‬و يوضح اجلدول رقم (‪ )4‬الكميات املطلوبة و الكميات املعروضة من نفس السلعة‪،‬‬
‫األسعار املقابلة لكل من هذه الكميات‪ ،‬ولذك خالل فرتة زمنية حمددة‪.‬‬

‫جدول (‪ :)4‬الكميات املطلوبة و الكميات املعروضة و األسعار املقابلة لسلعة معينة خالل فرتة زمنية حمددة‪.‬‬

‫الفرق‬ ‫العرض‬ ‫‪Qs‬‬ ‫طلب‬ ‫‪Qd‬‬ ‫‪ P‬سعر دج‬


‫عجز الطلب =‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ Qd=Qs‬توازن‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪=5‬سعر التوازن‬
‫فائض عرض =‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪47‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫حتليل املثال الثالث حول التوازن‪:‬‬

‫حتليل اجلدول‪:04‬‬

‫إن وضع الت وازن هو الوضع الذي يتحقق فيه شرط التوازن‪ ،‬وهو تساوي الكمية املطلوبة مع الكمية‬
‫‪Qd=Qs‬‬ ‫املعروضة أو‪:‬‬

‫و ابلتحقق من اجلدول‪ ،04‬نالحظ أن شرط التوازن يتحقق عندما يكون سعر السوق مساواي ل(‪ )5‬دج‪.‬‬
‫ففي هذه احلالة‪ ،‬فإن الكمية املطلوبة تساوي الكمية املعروضة عند (‪ )7‬وحدات‪ .‬و لكن لنفرتض أن سعر السوق‬
‫يساوي (‪ )4‬دج‪ ،‬و ابلتايل فإن الكمية املطلوبة (‪ )9‬وحدة‪ .‬أكرب من الكمية املعروضة (‪ )5‬وحدة‪ ،‬أي أن هناك‬
‫فائضا يف الكمية املطلوبة يعادل (‪ )4‬وحدات‪ .‬مما هو جدير ابلذكر فإن فائض الطلب سيدفع السعر إىل‬
‫االرتفاع‪ .‬و كلما ارتفع السعر‪ ،‬كلما قلت الكمية املطلوبة‪ ،‬و يف نفس الوقت‪ ،‬ارتفعت الكمية املعروضة (تذكر‬
‫قانون الطلب و قانون العرض)‪ ،‬يدفع هذا الفائض السعر إىل االرتفاع إىل أن يتالشى هذا الفائض‪ .‬و نالحظ أنه‬
‫عند سعر (‪ )5‬دج‪ ،‬ال يوجد هنالك طلب حيث تكون الكمية املطلوبة مساوية للكمية املعروضة‪.‬‬

‫و ينطبق نفس التحليل عند وجود فائض عرض‪ .‬فإذا كان سعر السوق مساواي (‪ )6‬دج‪ ،‬فإن الكمية‬
‫املعروضة (‪ )10‬وحدة‪ ،‬أكرب من الكمية املطلوبة (‪ )6‬وحدة‪ ،‬أي أن هناك فائضا يف الكمية املعروضة مبقدار (‪)4‬‬
‫وحدة‪ ،‬أن وجود فائض العرض سيدفع السعر لالخنفاض‪ ،‬وذلك من أجل تشجيع املستهلكني على طلب كميات‬
‫أكرب من السلعة‪ .‬فكلما اخنفض السعر‪ ،‬كلما قلت الكمية املعروضة‪ ،‬و يف نفس الوقت‪،‬‬

‫ارتفعت الكمية املطلوبة (تذكر قانون الطلب و قانون العرض)‪،‬و ابلتايل يتقلص فائض العرض املوجود يف‬
‫السوق إىل أن يتالشى هذا الفائض‪ .‬و نالحظ أنه عند السعر(‪ )5‬دج ال يوجد هنالك فائض عرض‪ ،‬حيث أن‬
‫الكمية املطلوبة تساوي الكمية املعروضة‪.‬‬

‫و ميكن تعريف السعر الذي تتساوى فيه كل من الكمية املطلوبة مع الكمية املعروضة ابلسعر التوازين‪،‬‬
‫حيث يتميز هذا السعر بعدم وجود فائض طلب أو فائض عرض‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫املثال الثالث شكل (‪ :)8‬توازن السوق‬

‫‪Price‬‬ ‫‪S‬‬

‫فائض عرض‬

‫‪Qd=Qs‬‬

‫‪P‬‬

‫فائض طلب‬

‫‪D‬‬

‫‪Q‬‬
‫‪Quantity‬‬

‫التغري يف وضع التوازن‪:‬‬

‫هناك العديد من العوامل اليت تؤدي إىل تغري وضع التوازن يف السوق‪ ،‬حيث تعمل التغريات اليت حتدث يف‬
‫العوامل احملددة للطلب‪ ،‬و التغريات اليت حتدث يف العرض‪ ،‬إىل التوازن القائم‪.‬‬

‫و ميكن تصنيف التغريات اليت تطرأ على توازن السوق إىل‪:‬‬

‫‪-1‬اختالل وضع التوازن بسبب التغريات اليت تطرأ على حمددات الطلب‪.‬‬
‫‪-2‬اختالل وضع التوازن بسبب التغريات اليت تطرأ على حمددات العرض‪.‬‬
‫‪-3‬اختالل وضع التوازن بسبب التغريات اليت تطرأ على حمددات من الطلب و العرض معا‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫التنظيم االقتصادي‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫املبحث األول‪ :‬الدورة االقتصادية و األعوان االقتصاديني‪.‬‬

‫الشكل ‪ :09‬الدورة االقتصادية‬

‫**خمطط الدورة االقتصادية**‬

‫اسـ ـترياد‬ ‫اخلـ ـارج‬

‫ت ـصدير‬

‫املؤسـسات‬
‫إيداعـات اخلزينة‬ ‫أجـور و نفقات‬

‫قـروض‬

‫املؤسـسات املالية‬ ‫تبادل املواد و اخلدمات‬ ‫األسـرة‬

‫ض ـ ـرائب‬

‫متويل عجز‬ ‫خـ ـدمات‬


‫ال ـدولة‬
‫املي ـزانية‬ ‫اج ـ ـتماعية‬

‫إيـ ـداعات‬

‫قـ ـروض‬

‫‪ -1‬تعريف الدورة االقتصادية‪ :‬إن عملية إنتاج و بيع و شراء و استهالك تعطي صورة عن تنقل التدفقات‬
‫داخل االقتصاد و هذا التحرك الدائم للتدفقات يسمى ابلدورة االقتصادية‪.‬‬

‫* هي التدفقات املوجودة بني املتعاملني االقتصاديني (األسر‪ ،‬املؤسسات‪ ،‬املؤسسات املالية‪ ،‬الدولة‪ ،‬اخلارج) هذه‬
‫األخرية اليت تنشط داخل االقتصاد من خالل عملية التبادل و تسمى ابلدورة االقتصادية‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫* الدورة يف االقتصاد الرأمسايل‪ :‬هي املسرية اليت تقود االقتصاد من أزمة إىل أزمة أو هي مرحلة من الزمن تبدأ مع‬
‫بداية أزمة و تنتهي مع بداية أزمة أخرى مرورا مبراحل أساسية االنتعاش مث الرواج‪ ،‬أزمة مث الكساد‪.‬‬

‫*هي التقلبات املنتظمة بصورة د ورية يف مستوى النشاط االقتصادي أو هي تقلبات يف النشاط االقتصادي الكلي‬
‫مثل مستوايت اإلنتاج و العمالة و األسعار‪.‬‬

‫‪-1-1‬تفسري كينز للدورة االقتصادية‪:‬‬

‫هي قوى تدفع مستوى التشغيل و اإلنتاج يف اجتاه الصعود و الذي هو مرحلة االنتعاش و الرواج‬
‫االقتصادي و السري العادي للنشاط االقتصادي إىل أن تفقد تدرجييا و يف نقطة معينة تسمى نقطة األزمة حيث‬
‫حتل حملها قوى أخرى تعمل يف االجتاه املعاكس و هو االجتاه اهلابط إىل أن تصل إىل مرحلة الكساد و هذه‬
‫األخرية تفقد أيضا تدرجييا لتأيت قوى أخرى تدفع مستوى التشغيل و اإلنتاج القومي يف االجتاه الصاعد و إن هلذه‬
‫التقلبات درجة من االنتظام من حيث الزمن و الدميومة و احلركات التصاعدية و التنازلية و إن تعويض االجتاه‬
‫اهلابط لالجتاه الصاعد كثريا ما يكون فجائيا‪.‬‬

‫و منه فإن ما مييز الدورات االقتصادية هو تعاقب االجتاهات اهلابطة و الصاعدة مع اختالف كل اجتاه من‬
‫حيث املعدل و التأثري‪.‬‬

‫‪-2-1‬مراحل الدورة االقتصادية‪:‬‬

‫يوجد اتفاق بني االقتصاديني على أن لكل دورة أربعة مراحل مع وجود اختالف يف مستوايهتا‪:‬‬

‫‪ -1‬مرحلة االنتعاش‪ :‬هي مرحلة التوسع أو االستعادة و فيها مييل املستوى العام لألسعار إىل الثبات‪ ،‬أما‬
‫النشاط االقتصادي فيزداد ببطء و ينخفض سعر الفائدة و يتضاءل املخزون السلعي و تتزايد الطلبات على‬
‫املنتجني لتعويض ما أستنفذ من املخزون أو هي توسع ملحوظ يف االئتمان املصريف مع توسع يف التسوايت‬
‫و اإليداعات‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة الرواج‪ :‬هي مرحلة القمة و ذروة النشاط االقتصادي و تتميز ابرتفاع يف األسعار و تزايد حجم‬
‫اإلنتاج الكلي مبعدل سريع و تزايد حجم الدخل و مستوى التوظيف و يبدأ ظهور نقص يف العمال و بعض‬
‫املواد اخلام األساسية حيث تصبح الطاقة مستغلة ابلكامل‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫و‬ ‫‪ -3‬مرحلة األزمة‪ :‬تسمى مبرحلة الركود االقتصادي و تتميز هببوط األسعار و ينتشر الذعر التجاري‬
‫تطلب البنوك قروضها من العمالء و ترتفع أسعار الفائدة و ينخفض حجم اإلنتاج و الدخل و تتزايد البطالة‬
‫كما يتزايد املخزون السلعي و هي تتسم ابخنفاض التسهيالت املصرفية و ارتفاع نسبة االحتياطي النقدي‬
‫لدى البنوك و ضعف التسوايت و اإليداعات املصرفية‪.‬‬
‫‪-4‬مرحلة الكساد‪ :‬هي اجلزء األسفل من النشاط االقتصادي و هي سيئة بدرجة كافية و تتسم ابخنفاض‬
‫األسعار و انتشار البطالة و كساد جتاري و يف النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫‪-3-1‬تدفقات الدورة االقتصادية‪:‬‬

‫مفهوم التدفقات‪:‬‬

‫تتمثل التدفقات يف التحركات اليت حتدثها املواد املتمثلة يف السلع و اخلدمات و العملة حيث تنتقل من‬
‫متعامل اقتصادي إىل متعامل اقتصادي و أي خلل يف هذه التدفقات حيدث ما يعرف يف النشاط االقتصادي‬
‫ابألزمة االقتصادية و هذه األخرية تؤدي إىل اكتمال الدورة االقتصادية من مستوى الصعود إىل مستوى اهلبوط‪.‬‬

‫أنواع التدفقات‪:‬‬

‫‪-1‬التدفقات احلقيقي ة‪ :‬نفرق بني التدفقات احلقيقية اليت ختص بتبادل املواد و اخلدمات هلذا حني القيام‬
‫بعمليات اإلنتاج و االستهالك فإن املؤسسات و األسر تتبادل املواد و اخلدمات فاألجور متثل مقابل لعمل‬
‫املأجورين الذين يعملون داخل املؤسسات‪.‬‬
‫‪-2‬التدفقات املالية و النقدية‪ :‬تتمثل يف مبا دالت العملة أو النقد بني املتعاملني االقتصاديني و هي تشمل‬
‫املداخيل و النفقات اليت تقوم هبا األسر و املؤسسات‪.‬‬

‫‪-4-1‬أسباب حدوث الدورة االقتصادية‪:‬‬

‫حتدث الدورة ابكتمال دور اهلبوط مع دور الصعود و ذلك أثناء حدوث األزمة أي يف املرحلة الثالثة عندما‬
‫حتصل تقلبات و حت والت و انتقاالت للمتغريات االقتصادية الكلية و ذلك يف التدفقات احلقيقية و املالية و إن‬
‫خطورة و شدة األزمة تتحدد يف مرحلة األزمة و الكساد و ما نتج عن هذه األخرية و اآلاثر الناجتة عن ذلك كما‬
‫حدث يف أزمة ‪ 1933-1929‬حيث تعرضت بورصة نيويورك لألوراق املالية من تدهور يف أسعار األسهم حيث‬

‫‪53‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫أدى هذا إلفالس أكثر من ‪ 10000‬بنك يف الوالايت املتحدة أي حوايل ‪ %40‬من إمجايل عدد البنوك حيث‬
‫امتدت األزمة املالية و النقدية إىل الدول األوروبية رافقتها أزمة تقلبات حادة يف األسعار‪.‬‬

‫و قد يكون أثر األزمة ضعيف كما حدث يف أزمة السيولة سنة ‪ 1970‬حيث اخنفض الدوالر مقابل عمالت‬
‫النمسا و سويسرا بنسبة ‪ %6‬و ‪ %8‬بتاريخ ‪ 1971-08-15‬و كان ذلك نتيجة تعومي عملة النمسا‬
‫و سويسرا "هو نظام أسعار الصرف‪ ،‬تتحدد فيه قيمة العملة بناءا على قوة العرض و الطلب يف سوق العمالت"‬
‫حيث اتفقت الدول األوروبية و الوالايت املتحدة األمريكية بتخفيض قيمة الدوالر ب ‪ 8‬و كما هو معروف يف‬
‫أايمنا هذا ابألزمة املالية العاملية و ذلك أزمة الرهن العقاري و ذلك يف أمريكا بتاريخ ‪.2008-09-15‬‬

‫‪-5-1‬أنواع الدورات االقتصادية‪:‬‬

‫‪-1‬قصرية األجل‪ :‬ترتاوح ما بني ‪ 10‬إىل ‪ 15‬سنة‪.‬‬


‫‪-2‬متوسطة األجل‪ :‬ترتاوح ما بني ‪ 25‬إىل ‪ 30‬سنة‪.‬‬
‫‪-3‬طويلة األجل‪ :‬ترتاوح ما بني ‪ 60‬إىل ‪ 70‬سنة‪.‬‬

‫‪-6-1‬قياس و ترقب الدورة االقتصادية‪:‬‬

‫يوجد عدة مؤشرات تراقب تطورها بصورة مستمرة و من أهم املؤشرات‪:‬‬

‫‪-‬جمموع املداخيل املدفوعة‪.‬‬


‫‪-‬إنتاج السلع االستهالكية‪.‬‬
‫‪-‬العمالة يف خمتلف القطاعات‪.‬‬
‫‪-‬أسعار اجلملة‪.‬‬
‫‪-‬جممل اإلنتاج الزراعي و الصناعي‪.‬‬
‫‪-‬أسعار األسهم يف السوق املالية‪.‬‬
‫‪-‬جممل االستريادات‪.‬‬
‫‪-‬أنتاج السلع االستهالكية املعمرة‪.‬‬
‫‪-‬جممل رخص البناء‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪-7-1‬مبادئ الدورة االقتصادية‪:‬‬

‫‪-1‬قياس أو حساب اإلنتاج‪.‬‬


‫‪-2‬الناتج احمللي اإلمجايل‪.‬‬
‫‪-3‬الناتج أو الدخل الوطين اإلمجايل‪.‬‬
‫‪-4‬الدخل الوطين‪.‬‬

‫‪-8-1‬عناصر الدورة االقتصادية‪:‬‬

‫‪-‬اإلنتاج‪.‬‬
‫‪-‬التوزيع‪.‬‬
‫‪-‬التبادل‪.‬‬
‫‪-‬االستهالك‪.‬‬

‫‪-9-1‬أهم املتعاملني‪:‬‬

‫املؤسسات‪ ،‬املؤسسات البنكية‪ ،‬األسر‪ ،‬اإلدارة (الدولة)‪ ،‬اخلارج‪.‬‬

‫‪ -2‬األعوان االقتصاديون‪:‬‬

‫‪-1-2‬تعريف العون االقتصادي‪:‬‬

‫إن جمموع األفراد الذين يقومون ابالستثمار‪ ،‬اإلنتاج‪ ،‬االستهالك‪ ،‬االدخار‪ ،‬و التبادل مع اخلارج يصنفون‬
‫إىل فئات متشاهبة و متجانسة من حيث السلوك االقتصادي‪ ،‬إذن فاملتعامل االقتصادي هو كل شخص طبيعي‬
‫أو معنوي يقوم مبهام اقتصادية تتولد عنها تدفقات اقتصادية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪-2-2‬تصنيف األعوان االقتصاديني‪:‬‬

‫يصنف املتعاملون االقتصاديون إىل‪:‬‬

‫‪ -‬املؤسسات (الشركات أو املشروعات) قطاع األعمال‪ :‬ميكن تعريف املؤسسة أبهنا جهاز يتكون من كل‬
‫األنشطة اليت ختتص إبنتاج و توزيع السلع بغرض حتقيق الربح‪ ،‬هذا يعين أنه ال ميكن تصور وجود مؤسسة تسعى‬
‫خللق و تقدمي منافع فقط ألن هذا خيرجها مباشرة من نطاق املؤسسات االقتصادية كاملعاهد الرتبوية‪ ،‬الثقافية‪،‬‬
‫اإلدارات العمومية‪ ،‬ألن هذه األخرية ال تسعى لتحقيق الربح‪.‬‬

‫‪-‬العائالت (األسر)‪ :‬تتكون من جمموع املستهلكني سواء كانوا يعيشون ضمن أسر أو أفراد و يتشاهبون يف‬
‫نشاطهم االقتصادي ابعتباره ينصب على استهالك السلع و اخلدمات‪ .‬و يتميز هذا العون االقتصادي أبنه حيصل‬
‫على دخل يستعمله لالستهالك و االدخار و ابلتايل فالعائالت تقدم العمل (اجلهد العضلي و الفكري) مقابل‬
‫دخل يسمح هلا ابالستهالك و أيضا ابالدخار يف املؤسسات املالية‪.‬‬

‫‪ -‬املؤسسات املالية‪ :‬هي تلك املؤسسات اليت يتمثل نشاطها األساسي يف إجناز عمليات مالية منها البنك‬
‫املركزي‪ ،‬صناديق االدخار‪ ،‬شركات التأمني‪ ،‬و تتمثل وظيفة هذه املؤسسات يف توفري األموال اليت حيتاجها األعوان‬
‫االقتصاديون و ذلك بتحصيل املدخرات و ضخها يف الدائرة االقتصادية‪ ،‬إذن فهي تلعب دور الوسيط بني مالكي‬
‫رؤوس األموال و مستعمليها‪.‬‬

‫‪ -‬اخلارج ‪ :‬يتناول كل العمليات االقتصادية اليت جيريها البلد مع الدول األخرى و للخارج أمهية اقتصادية ابلنسبة‬
‫للوطن فمنه نقوم ابسترياد السلع اليت ال ننتجها حمليا‪ /،‬و نصدر له السلع اليت تزيد عن حاجتنا‪.‬‬

‫‪ -‬اإلدارات‪ :‬هي كل اهليئات اليت تقدم خدمات و غالبا ما تكون جمانية‪ ،‬إذ أن املستفيدين ال يقدمون مقابل‬
‫بصفة آلية و مباشرة‪.‬‬

‫هذه العناصر اخلمسة ترتبط مع بعضها البعض بتدفقات مالية و عينية و ارتباطها يشكل مضمون النشاط‬
‫االقتصادي و يعرف هذا التكامل ابلدورة االقتصادية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫اخلـ ـارج‬

‫سـلع استهالكية‬

‫أج ـ ـور‬

‫س ـلع استثمارية‬

‫املؤسسات‬ ‫استثمار‬ ‫املؤسسات املالية‬ ‫ادخـار‬ ‫الـ ـعائالت‬


‫اإلنتاجية‬

‫قـ ـوة العمل‬

‫اإلنفاق على السلع و اخلدمات‬

‫اإلدارة‬

‫الشكل ‪: 10‬ت ـ ـ ـكامل الدورة االقتصادية‬

‫‪57‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫املبحث الثاين‪ :‬الدخل الوطين‬

‫‪ -1‬الدخل القومي (الوطين)‬

‫مراحل تطور حساب الدخل القومي‪:‬‬

‫بعد احلرب العاملية الثانية بدأ االهتمام بكيفية حساب الدخل القومي و لقد مر حساب الدخل القومي‬
‫خبمسة مراحل اترخيية نظرا لتطور االهتمام ابلتنمية و النمو االقتصادي و رفاهية الفرد و اجملتمع و تشغيل اليد‬
‫العاملة‪.‬‬

‫املرحلة األوىل‪ :‬من أهم روادها ابويل ‪Bawley‬و ستامب ‪Stamp‬و كينز ‪Keynes‬و هيكس‪ ،Hicks‬و‬
‫قد اهتموا بتوضيح فكرة الدخل القومي و أمهيته من الناحية االقتصادية و اإلحصائية‪.‬‬

‫املرحلة الثانية‪ :‬و فيها انتشرت التقديرات السنوية للدخل القومي و الناتج احمللي اإلمجايل يف دول العامل يف سنة‬
‫‪ 1957‬وجدت الدول نفسها تقوم إبحصاءات الدخل القومي و اعتربته جزءا ال يتجزأ من عمل الدولة السنوي‪.‬‬

‫و‬ ‫املرحلة الثالثة ‪ :‬مل يعد القياس و التقدير يف هذه املرحلة هو العمل األساسي و إمنا الدالالت و املؤشرات‬
‫النتائج لبناء السياسات‪.‬‬

‫املرحلة الرابعة‪ :‬أصبحت التحليالت االقتصادية و االجتماعية و السياسية تركز على مؤشرات الدخل القومي و‬
‫أصبحت جزءا ال يتجزأ من سياسة الدولة و ظهرت احلساابت القومية و االجتماعية و أصبحت من املؤشرات‬
‫اهلامة يف التحليل االقتصادي هي رسم سياسات املالية و النقدية لألمد القصري و الطويل‪.‬‬

‫املرحلة اخلامسة‪ :‬و يتم فيها إدخال املقارنة و دراسة التضخم و الركود و القياس االقتصادي ابألسعار الثابتة و‬
‫و‬ ‫املقارانت السنوية و الدولية و احتساب معدالت النمو االقتصادي القومي و منو القطاعات اإلنتاجية‬
‫اخلدماتية ووضع خطط اقتصادية مستقبلية و املوازانت العامة و استحدثت املنظمات الدولية الدائرة اإلحصائية يف‬
‫األمم املتحدة و منظمة التعاون االقتصادي الدويل و استخدام طرق جديدة للتخلص من آاثر أسعار الصرف و‬
‫و‬ ‫تقلبات األسعار على الدول‪ .‬و لذلك أصبحت احلساابت القومية املعرب احلقيقي لكافة األنشطة االقتصادية‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ -2‬الدخل القومي‪:‬‬

‫هو صايف قيمة السلع و اخلدمات املنتجة من قبل قطاعات االقتصاد القومي يف الدولة خالل سنة و صايف‬
‫القيم تعين القيمة املضافة لكل عملية إنتاجية و قد أخذت يف احلسبان لتجنب ازدواجية احلساب‪.‬‬

‫هو جمموع الدخول املدفوعة ملختلف عناصر اإلنتاج املستخدمة يف كافة األنشطة االقتصادية على شكل‬
‫أجور و رواتب و ريع و فوائد و أرابح خالل سنة‪.‬‬

‫هو جمموع املبالغ املنفقة من قبل كافة األفراد و اجلماعات على استهالك السلع و اخلدمات و على‬
‫االستثمار خالل سنة‪.‬‬

‫استخدمت الفرتة الزم نية السنة و ذلك ألن اقتصاد البلد ليس مغلق و يتعامل مع العامل اخلارجي فالبد من‬
‫إضافة صايف العمليات من الداخل و اخلارج من سلع و خدمات و حتويالت العاملني و هذه األخرية يعرب عنها‬
‫ابلنقود‪.‬‬

‫‪ -3‬طرق احتساب الدخل القومي‪:‬‬

‫‪-1‬طريقة اإلنتاج‪:‬‬

‫هو مجع صايف قيمة ما تنتجه القطاعات املكونة هلذا اجملتمع‪.‬‬

‫مثال‪ :‬قطاع الزراعة و احلبوب‪ ،‬قطاع الصناعة‪ ،‬قطاع اخلدمات‪.‬‬

‫‪-2‬طريقة الدخول‪:‬‬

‫من نفس عينة اجملتمع و اقتصادها غري مغلق نستطيع إجياد إمجايل الدخل من خالل ما تصرفت به‬
‫القطاعات اإلنتاجية‪.‬‬

‫مترين موجود يف كتاب مبكتبة الكلية حتت رقم‪ 1.2/32-‬صفحة‪،253‬فيه الطرق الثالث حلساب الدخل‬
‫القومي‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪-3‬طريقة اإلنفاق‪:‬‬

‫إذا أخذان عينة اجملتمع و املتمثلة يف قطاعات اإلنتاجية و إنفاق كل قطاع فإننا جند أن إمجايل اإلنفاق‬
‫القومي يعادل إمجايل الدخل القومي و الناتج القومي اإلمجايل‪.‬‬

‫‪ -4‬الدخل القومي يساوي جمموع قيمة اإلنتاج‪:‬‬

‫يقسم النشاط االقتصادي للدولة إىل قطاعات إنتاجية للسلع و اخلدمات و إمجايل إنتاجها يشمل سلع‬
‫و خدمات وسيطة بني تلك القطاعات املختلفة و ملنع ازدواجية احلساب حنصل على صايف قيمة إنتاج كل قطاع‬
‫مث نقوم ابستبعاد كلفة السلع و اخلدمات الوسيطة و اهتالكات رأس املال لتفادي االحتساب املزدوج و صايف‬
‫إنتاج كل قطاع ميثل مسامهته يف الناتج القومي و يطلق عليه اسم القيمة املضافة‪.‬‬

‫العالقة بني الطرق الثالث الحتساب الدخل القومي‪:‬‬

‫إنتـ ـاج‬ ‫الشكل ‪: 11‬طرق احتساب الدخل القومي‬

‫املنـ ـ ـ ـشات‬ ‫الطـ ـريقة‪01 :‬‬

‫طريقة القيمة‬

‫ع ـوامل‬ ‫عوائد عوامل‬ ‫املضافة‬


‫سلع‬
‫اإلنـتاج ‪:‬‬
‫اإلنت ـاج‪:‬‬ ‫س ـلع استثمارية‬
‫استهالكية‬
‫األرض‬
‫إنفـاق استثماري‬ ‫أجـ ـور‬
‫ع ـمل‬
‫فائـ ـدة‬ ‫إنفـ ـاق استثماري‬
‫رأس مـال‬
‫ربـ ـح‬
‫الط ـريقة‪03 :‬‬ ‫تنظ ـيم‬
‫ريـ ـع‬
‫طـريقة االنفاق‬

‫الطـ ـريقة‪02 :‬‬

‫طـريقة الدخول‬

‫السـ ـكان‬

‫‪60‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫و‬ ‫املنتجات الوسيطة‪ :‬هي اليت تستخدم يف صنع منتجات جديدة مثل سلع نصف مصنعة و مواد أولية‬
‫حمروقات و املنتجات الوسيطة هتتلك بكاملها مباشرة أثناء استخدامها يف العملية اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪ -5‬املشكالت النظرية و العملية اليت تواجه حساب الدخل الوطين‪:‬‬

‫‪-1‬حدود اإلنتاج‪ :‬ففي البلدان النامية الزراعية يشك ل االستهالك الذايت نسبة غري قليلة كما توجد بعض‬
‫اخلدمات يصعب معاملتها و احتساهبا يف الدخل الوطين‪.‬‬
‫‪-2‬ال أتخذ حساابت الدخل الوطين األنشطة األخرى اليت تتم خارج السوق‪ :‬االقتصاد اخلفي من عمالة‬
‫مهاجرة غري مسجلة و اقتصاد ممنوعات‪.‬‬
‫‪-3‬الدخل الوطين ال يستطيع قياس اآلاثر الضارة على البيئة من خالل املشروعات املنفذة و املنتجة‪.‬‬
‫‪-4‬حساب الدخل الوطين ال أيخذ ابحلسبان التطورات الطارئة و الغري حمسوبة مثل الزالزل و الفيضاانت‬
‫و اآلفات الزراعية‪.‬‬
‫‪-5‬من الصعوابت اليت تواجهها يف حساب الدخل القومي و الناتج الوطين هو التغري يف نوعية اإلنتاج‬
‫و التغري يف ضرائب املبيعات حيث أن زايدة ضرائب املبيعات على السلع و اخلدمات سوف ترفع من قيمة‬
‫الدخل الوطين النقدي دون أن يكون هناك ارتفاع حقيقي ألي دون تغري طبيعي أو زايدة حقيقية يف كمية‬
‫السلع و اخلدمات املنتجة‪.‬‬
‫‪-6‬طرق اختالف حساب الدخل القومي و الناتج الوطين بني الدول يعين اختالف القيمة احلقيقية مثل‬
‫روسيا تدخل كل السلع االستهالكية يف حساب الدخل الوطين و ال تدخل اخلدمات املتمثلة يف خدمات‬
‫الصحة و النقل و التعليم ‪.‬‬

‫‪ -6‬الناتج الوطين‪ ،‬الدخل الوطين و اإلنفاق الوطين‪:‬‬

‫يهتم االقتصاد الكلي بكيفية حتديد املستوى الكلي يف االقتصاد الوطين‪ ،‬املستوى العام لألسعار‪ ،‬مستوى‬
‫التوظيف‪ ،‬معدالت الفائدة و متغريات أخرى جتميعية مثل‪ :‬ميزان املدفوعات و أسعار الصرف‪.‬‬

‫و لفهم هذه املسائل جيب دراسة ما يسمى ابحلساابت الوطنية للدخل حيث توضح كيفية قياس املتغريات‬
‫الكلية األساسية مثل الناتج و الدخل و اإلنفاق‪ ،‬مما ميكن من التعرف على كيفية أداء االقتصاد الوطين يف إنتاج‬
‫السلع و اخلدمات‪ ،‬فضال عن تتبع التغريات يف النشاط االقتصادي من خالل تغريات الدخل و الناتج و اإلنفاق‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫و ال تقتصر أمهية احلساابت الوطنية للدخل عند هذا احلد فقط‪ ،‬بل تتعداه إىل توضيح اإلطار النظري الذي يبني‬
‫العالقات اليت تربط بني املتغريات التجميعية الرئيسية الثالث‪ :‬الدخل‪ ،‬الناتج‪ ،‬اإلنفاق‪.‬‬

‫‪-1‬الناتج الوطين اإلمجايل‪:‬‬

‫يقيس (ن و إ) لبلد ما قيمة كل السلع و اخلدمات النهائية اليت مت إنتاجها خالل فرتة زمنية معينة (عادة‬
‫سنة) ابستخدام خدمات عناصر اإلنتاج الوطنية يف هذا البلد‪ ،‬إذن فهو‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬يشمل كل السلع و اخلدمات النهائية فقط و ليس السلع و اخلدمات الوسيطة‪ ،‬فعلى سبيل املثال فإن‬
‫القمح و الدقيق املستخدم يف صناعة اخلبز تعترب سلع وسيطة‪ ،‬فال جيب احتساهبا‪ ،‬و إمنا نكتفي فقط حبساب‬
‫السلعة النهائية و هي اخلبز و اهلدف من استبعاد السلع الوسيطة هو تفادي االزدواج احملاسيب‪ ،‬و ميكن يف الواقع‬
‫العملي جتنب هذه املشكلة ابستخدام طريقة القيمة املضافة حيث يتم احتساب القيمة اليت يتم إضافتها فقط إىل‬
‫السلعة يف كل مرحلة من مراحل اإلنتاج‪ .‬و تعرف القيمة املضافة أبهنا الفرق بني القيمة اإلمجالية لإلنتاج‬
‫و مستلزمات اإلنتاج الوسيطة املستخدمة‪.‬‬

‫فإذا اتبعت هذه الطريقة يف كل مرحلة من مراحل اإلنتاج‪ ،‬فإن القيمة املضافة تعطي القيمة الصافية لإلنتاج‬
‫يف كل مرحلة‪ ،‬و تعطي تقديرا للناتج القومي على مستوى كل قطاعات االقتصاد الوطين‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬يتكون الناتج الوطين اإلمجايل‪ ،‬من قيمة السلع و اخلدمات النهائية اليت مت إنتاجها يف الفرتة اجلارية فقط‪ ،‬أي‬
‫أنه ال يشتمل على املعامالت يف السلع أو اإلنتاج املوجود فعال و الذي مت إنتاجه يف فرتات سابقة‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬يتم حساب القيمة النقدية للناتج الوطين اإلمجايل على أساس تقييم السلع و اخلدمات املنتجة ابستخدام‬
‫أسعارها السوقية‪ ،‬و نالحظ هنا أنه ال توجد مشكلة ابلنسبة لتقييم السلع و اخلدمات اليت هلا أسعار‪ ،‬و لكن‬
‫تظهر املشكلة عند تقييم بعض أنواع اخلدمات اليت ليس هلا أسعار سوقية مثل اخلدمات احلكومية (التعليم‪،‬‬
‫الدفاع‪ )...،‬مثل هذه اخلدمات العامة ميكن تقدير قيمتها على أساس قيمة املنفق عليها‪.‬‬

‫إذن يتضح من تعريف الناتج الوطين اإلمجايل‪ ،‬أنه يقدر قيمة السلع و اخلدمات النهائية املنتجة خالل فرتة‬
‫التقدير ابستخدام األسعار اجلارية اليت سادت يف نفس الفرتة‪ ،‬مثل هذا التقدير يعطي ما يسمى ابلناتج القومي‬
‫اإلمجايل ابألسعار اجلارية‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪-7‬الناتج احمللي اإلمجايل‪ :‬من تعريف الناتج الوطين اإلمجايل‪ ،‬يالحظ أنه يشتمل على ما مت إنتاجه من سلع و‬
‫خدمات ابستخدام خدمات عناصر اإلنتاج اململوكة للمواطنني‪ ،‬سواء مت يف داخل البلد أو خارجها‪ .‬أما الناتج‬
‫احملل ي اإلمجايل فيشمل كل ما مت إنتاجه حمليا سواء ابستخدام خدمات عناصر اإلنتاج اململوكة للمواطنني أو‬
‫األجانب‪.‬‬

‫و يتضح من هذا التعريف أن الناتج القومي ينقص عن الناتج احمللي مبقدار ما أنتجه األجانب يف الداخل‪،‬‬
‫كما أن الناتج القومي يزيد على الناتج احمللي مبقدار ما يضيفه املواطنون نتيجة لقيامهم ابإلنتاج خارج البلد‪.‬‬

‫‪-8‬الناتج الوطين الصايف ‪ :‬نعلم أن املؤسسات تقوم بتخصيص مبالغ تسمى ابملخصصات مقابل اهتالك األصول‬
‫الرأمسالية‪ ،‬ألن جزءا منها يدخل ضمن قيمة السلع النهائية اليت تقوم إبنتاجها‪.‬‬

‫و يعرف االهتالك الرأمسايل على املستوى الوطين أبنه قيمة ما جيب أن خيصص من الناتج الوطين اإلمجايل‬
‫للمحافظة على الطاقة اإلنتاجية يف اجملتمع اثبتة‪.‬‬

‫و يرغب االقتصاديون يف معرفة ذلك اجلزء من الناتج الوطين اإلمجايل الزائد عن القدر الالزم لإلحالل حمل‬
‫اآلالت و التجهيزات و املباين املستخدمة يف اإلنتاج اجلاري للسلع و اخلدمات‪ ،‬مثل هذا اجلزء هو الناتج الوطين‬
‫الصايف أي أن ‪:‬‬

‫الناتج الوطين الصايف= الناتج الوطين اإلمجايل ‪ -‬قيمة االهتالك الرأمسايل‪.‬‬

‫و على الرغم من أن الناتج الوطين الصايف هو مقياس أكثر دقة ملعدل النشاط االقتصادي يف اجملتمع الذي‬
‫ميكن حتقيقه على مدى فرتات طويلة من الزمن‪ ،‬إال أن تقديرات الناتج الوطين اإلمجايل هي اليت تستخدم يف‬
‫الغالب‪ ،‬و ذلك بسبب عدم دقة تقديرات االهتالك الرأمسايل‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪-9‬الدخل الوطين‪:‬‬

‫يعرف الدخل الوطين لبلد ما‪ ،‬أبنه ذلك التيار من املدفوعات أو العوائد الكلية‪ ،‬الذي يتدفق خالل فرتة‬
‫زمنية معينة عادة سنة‪ ،‬و الذي يستحق ألصحاب خدمات عناصر اإلنتاج الوطنية‪ ،‬و ذلك مقابل مسامهتها يف‬
‫األنشطة اإلنتاجية‪ ،‬سواء يف داخل البلد أو خارجها‪.‬‬

‫‪-1-9‬الدخل الوطين‪ :‬هو تي ار يتدفق من املدفوعات أو العوائد خالل سنة‪ ،‬أي جيب أن ال يشتمل يف سنة‬
‫معينة على عوائد مت احلصول عليها يف سنوات أخرى سابقة‪ ،‬و تقسم خدمات عناصر اإلنتاج تقليداي إيل‬
‫خدمات العمل‪ ،‬رأس املال‪ ،‬األراضي و املباين و التنظيم و حتصل على عوائد يف صورة أجور و مرتبات‪ ،‬فوائد‪،‬‬
‫ريع و إجيارات و أرابح على الرتتيب‪ ،‬و متثل كل منها نصيب عامل اإلنتاج الذي ساهم يف إنتاج الدخل الوطين‪،‬‬
‫أي أن ‪:‬‬

‫الدخل الوطين= األجور و املرتبات‪ +‬الفوائد‪ +‬الريع و اإلجيارات‪ +‬األرابح‪.‬‬

‫الريع‪ :‬هو اجلزء يدفعه املستأجر إىل مالك من غلة أرض نظري استغالل قواها الطبيعية غري القابلة للهالك‪.‬‬

‫و يالحظ هنا أن ما يعترب دخال جيب أن يكون مقابل تقدمي خدمات إنتاجية و له ما يقابله من الناتج‬
‫الوطين‪ ،‬و على ذلك فاملعاشات أو اإلعاانت االجتماعية احلكومية أو اهلبات و اهلدااي‪ ،‬ال تعد دخوال و إمنا‬
‫حتويالت ال يقابلها سلع و خدمات‪ ،‬و ابملثل املبالغ و اإليرادات اليت يتم احلصول عليها عن طريق االقرتاض أو‬
‫بيع جزء من الثروة ال تعترب دخال و ال تدخل يف حساابت الدخل الوطين‪.‬‬

‫ال يشتمل الدخل الوطين على عوائد األجانب يف الداخل نتيجة استخدام ما ميتلكونه من خدمات عناصر‬
‫اإلنتاج يف األنشطة اإلنتاجية يف داخل البلد‪ ،‬بينما يشتمل على العوائد اليت تستحق للمواطنني يف اخلارج و اليت‬
‫تتمثل يف حتويالت املواطنني إىل بلدهم نتيجة استخدام خدمات عناصر اإلنتاج اليت ميتلكوهنا يف اخلارج‪.‬‬

‫‪-2-9‬الدخل احمللي‪ :‬هو جمموع العوائد اليت تستحق ألصحاب خدمات عناصر اإلنتاج من املواطنني أو‬
‫األجانب خالل فرتة سنة‪ ،‬نتيجة استخدامها يف األنشطة اإلنتاجية داخل احلدود اجلغرافية للبلد‪.‬‬

‫الدخل الوطين= الدخل احمللي‪ +‬لعوائد املستحقة للمواطنني يف اخلارج‪ -‬العوائد املستحقة لألجانب يف الداخل‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫يعد الدخل الوطين أحد املؤشرات االقتصادية اهلامة اليت تستخدم لتتبع تطور‬ ‫‪‬‬
‫النشاط اإلنتاجي يف الدولة‪ ،‬فتطوره يف فرتة زمنية يعكس حالة منو أو ركود االقتصاد القومي خالل هذه‬
‫الفرتة الزمنية‪ ،‬فمعدل الزايدة السنوية يف الدخل الوطين يعد أحد معايري التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫يعد مستوى الدخل الوطين احلقيقي و شكل توزيعه بني السكان من العوامل‬ ‫‪‬‬
‫اهلامة احملددة ملستوى الرفاهية االقتصادية ألفراد اجملتمع فلو زاد الدخل القومي خالل فرتة زمنية مبعدل‬
‫أكرب من معدل الزايدة يف السكان يزيد متوسط نصيب الفرد منه و ابلتايل تزيد الرفاهية االقتصادية‬
‫و املالية لألفراد‪.‬‬
‫ترجع أمهية دراسة الدخل القومي إىل أمهيتهما يف تتبع تطور النشاط اإلنتاجي‬ ‫‪‬‬
‫و مكوانته‬ ‫و مستوى الرفاهية االقتصادية يف الدولة هذا ابإلضافة إىل أن إحصاءات الدخل القومي‬
‫ضرورية لتصميم اخلطة االقتصادية‪.‬‬
‫‪-10‬اإلنفاق الوطين‪:‬‬

‫هو ما مت إنفاقه للحصول على السلع و اخلدمات النهائية املنتجة يف بلد ما خالل فرتة زمنية معينة (سنة)‬
‫يتكون اإلنفاق الوطين من أربع مكوانت هي‪:‬‬

‫‪1-10‬اإلنفاق االستهالكي الشخصي ‪ :‬و يشمل تقريبا كل مشرتايت األفراد من السلع و اخلدمات‬
‫االستهالكية‪ ،‬ما عدا مشرتايت املنازل و املباين و التجهيزات اجلديدة حيث تدخل ضمن االستثمار‪ ،‬كما يشمل‬
‫السلع االستهالكية املعمرة‪ ،‬هذا النوع من اإلنفاق الشخصي هو إنفاق هنائي لغرض االستهالك و ليس‬
‫لالستخدام يف أغراض إنتاجية‪.‬‬
‫‪2-10‬اإلنفاق االستثماري احمللي اإلمجايل‪ :‬االستثمار عبارة عن رصيد رأس املال أو الطاقة اإلنتاجية يف اجملتمع‪،‬‬
‫و على هذا فإنه يشمل السلع الرأمسالية مثل السلع اإلنتاجية املعمرة‪ ،‬كما يشمل املباين و التجهيزات اجلديدة‬
‫سواء كانت خاصة بوحدات إنتاجية أو وحدات استهالكية و يالحظ أن هذا االستثمار حملي‪ ،‬مبعىن أن قسط‬
‫االهتالك الرأمسايل ال يستقطع من إمجايل االستثمار‪.‬‬

‫و جدير ابلذكر أن اإلنفاق االستثماري اإلمجايل يشمل أيضا صايف التغري يف خمزون الوحدات اإلنتاجية من‬
‫املواد األولية و اخلامات و املنتجات غري اتمة الصنع‪ ،‬و اتمة الصننع حيث ميثل املخزون زايدة يف أصول الوحدة‬
‫اإلنتاجية تزيد من رصيد رأس املال القائم‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫و لكن جيب أن نتأكد من استبعاد خمزون أول املدة‪ ،‬ألنه قد مت إنتاجه يف فرتات سابقة و ال خيص الفرتة‬
‫اجلارية‪.‬‬

‫أي أن صايف التغري يف املخزون= خمزون آخر املدة‪ -‬خمزون أول املدة‪.‬‬

‫‪3-10‬املشرتايت احلكومية للسلع و اخلدمات ‪ :‬جرى العرف على اعتبار غالبية مشرتايت احلكومية من السلع‬
‫و اخلدمات مبثابة مشرتايت استهالكية و متثل إنفاق استهالكي حكومي (عام) و من أمثلة املشرتايت احلكومية‬
‫للسلع أو اخلدمات االستهالكية‪ ،‬شراء مواد غذائية للمستشفيات و السجون و اجلنود‪ ،‬أو اإلنفاق على الطرق أو‬
‫الدفاع ‪ ،‬أو اإلنفاق على اخلدمات الصحية و التعليمية‪.‬‬

‫و على الرغم من أن بعض مشرتايت احلكومة‪ ،‬قد تكون ذات طبيعة استثمارية‪ ،‬مثل اإلنفاق على املباين‬
‫احلكومية و السكنية اجلديدة و شراء أدوات إطفاء احلريق‪ ،‬إال أنه و لصعوبة التفرقة بني ما يعترب استهالكا‬
‫و استثمارا يعترب اإلنفاق احلكومي إنفاقا استهالكيا‪.‬‬

‫و لكن جيب مالحظة أن هناك بعض املدفوعات التحويلية اليت تقوم هبا احلكومة‪ ،‬و ال حتصل مقابلها على‬
‫سلع و خدمات‪ ،‬مثل املدفوعات إىل أصحاب املعاشات‪ ،‬إعاانت البطالة‪ ،‬مثل هذه املدفوعات التحويلية ال‬
‫يقابلها انتج قومي و ابلتايل تستبعد حساب اإلنفاق القومي‪.‬‬

‫‪4-10‬صايف الصادرات (الصادرات‪ -‬الواردات)‪ :‬متثل الصادرات من السلع و اخلدمات الوطنية إنفاقا‬
‫بواسطة األجانب على املنتجات احمللية‪ ،‬و ابلتايل تؤدي إىل زايدة تيار الدخل و إنفاق‪ ،‬و تدخل حصيلة‬
‫الصادرات كأحد مكوانت اإلنفاق القومي ألهنا متثل ألهنا متثل الطلب األجنيب على ما مت إنتاجه حمليا‪.‬‬

‫و من الناحية األخرى جند أن الواردات من السلع و اخلدمات األجنبية‪ ،‬متثل إنفاق املواطنني جلزء من‬
‫دخوهلم على املنتجات األجنبية‪ ،‬و ابلتايل تؤدي إىل تسرب جزء من الدخل و اإلنفاق إىل اخلارج و من مث‬
‫تستبعد الواردات عند حساب اإلنفاق الوطين‪ ،‬و يالحظ أن الواردات قد تكون جزء من مشرتايت األفراد أو‬
‫احلكومة أو االستثمار احمللي أو رمبا استخدام جزء منها يف إنتاج السلع اليت مت تصديرها إىل اخلارج‪ ،‬و ابلتايل جيب‬
‫أن تستبعد الواردات من الصادرات لنحصل على ما يسمى بصايف الصادرات‪ ،‬و هذا هو اجلزء الذي يدخل يف‬
‫حساب اإلنفاق و قد تكون صايف الصادرات موجبة إذا كانت الصادرات أكرب من الواردات‪ ،‬أو سالبة إذا كانت‬
‫الواردات أكرب من الصادرات‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪-11‬العالقة بني الدخل الوطين‪ ،‬الناتج الوطين‪ ،‬و اإلنفاق الوطين‪:‬‬

‫ميكن القول أبن الدخل الوطين يتطابق مع الناتج الوطين و مع اإلنفاق الوطين‪ ،‬و هذه املفاهيم الثالثة‬
‫و إن كانت تبدو خمتلفة إال أهنا صور خمتلفة لنفس الشيء‪.‬‬

‫فالناتج الوطين ينظر إىل مصدر اإلنتاج و يركز على قيمة اإلنتاج من سلع و خدمات‪ ،‬بينما الدخل الوطين‬
‫ينظر إىل انحية استالم الدخل مقابل تقدمي خدمات عوامل اإلنتاج‪ ،‬و يركز على أنصبة كل من عوامل اإلنتاج من‬
‫الدخل‪ ،‬أما اإلنفاق الوطين فيهتم بكيفية إنفاق الدخل القومي‪.‬‬

‫إذن فالناتج الوطين يتطابق مع الدخل الوطين‪ :‬فالوحدات اإلنتاجية تقوم بتوزيع قيمة ما أنتجه من سلع‬
‫و خدمات هنائية (قيمة الناتج الوطين) على أصحاب خدمات عوامل اإلنتاج مقابل استخدامها يف العملية‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬و ذلك يف صورة أجور و مرتبات‪ ،‬إجيارات و ريع‪ ،‬فوائد و أرابح و نعلم أن جمموع هذه العوائد هو‬
‫الدخل الوطين أي أن ‪:‬‬

‫الناتج الوطين = الدخل الوطين‪.‬‬

‫أما ابلنسبة لإلنفاق الوطين‪ ،‬فالبد و أن يتطابق أيضا مع الدخل الوطين و الناتج الوطين‪ ،‬فاإلنفاق الوطين‬
‫ما هو إال إنفاق للدخل الوطين كما أن اإلنفاق الوطين البد و أن يتساوى مع قيمة السلع و اخلدمات اليت مت‬
‫إنتاجها (الناتج الوطين)‪.‬‬

‫*من خالل ما تقدم جند أن حساابت الدخل الوطين و اإلنفاق متكن من حتديد أو قياس األداء االقتصادي ألي‬
‫جمتمع‪ ،‬و لكن كما ذكران توجد بعض العمليات االقتصادية املختلفة اليت تتم يف النشاط االقتصادي للمجتمع‬
‫و مدى دقتها خالل فرتة التقدير‪.‬‬

‫*ابلرغم من اختالف حساابت الدخل القومي و اإلنفاق من جمتمع آلخر‪ ،‬إال أهنا حتتوي على الكثري من‬
‫التفاصيل الدقيقة عن أنواع االستثمارات‪ ،‬و أنواع السلع االستهالكية و مصادر و استخدامات املوارد احلكومية‪ ،‬و‬
‫عناصر املدفوعات الدولية و ا ملعامالت فيها‪ ،‬و كذلك اإلنتاج النهائي لكل قطاع أو صناعة يف اجملتمع‪ ...‬و من‬
‫مث فإن هذه احلساابت متكن من دراسة و تفسري أداء النشاط االقتصادي يف اجملتمع‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫النقود و البنوك‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫املبحث األول‪ :‬النقود (وظائف‪،‬تعريف)‪.‬‬

‫‪ -1‬وظائف النقود‪ :‬للنقود وظائف تقليدية و اقتصادية‪.‬‬


‫‪4‬‬
‫*الوظائف التقليدية‪ :‬هناك أربعة وظائف‬
‫‪ -‬النقود كمقياس للقيمة‪ :‬هي حماولة تقسيم السلع و اخلدمات دون النظر إىل عالقتها التبادلية مع السلع‬
‫األخرى و يوجد قياس سلعي و هو قياس سلعة ابلنسبة للسلع األخرى و لقد كانت هلذه الطريقة عيوب‬
‫و صعوابت‪.‬‬
‫أما القياس النقدي فهذا الذي يهمنا و يعين عدد الوحدات الالزمة للحصول على سلعة أو خدمة‪ ،‬حيث‬
‫تعترب النقود وحدات قياس مشرتكة جلميع السلع و اخلدمات و مميزات هذه الطريقة ابلنسبة لغريها تتمثل يف‪:‬‬
‫‪-‬توحيد أدوات القياس يف أداة واحدة هي النقود‪ ،‬و من مث تبسيط املعامالت‪.‬‬
‫‪-‬ترمجة التغريات يف قيم السلع و كذلك التقلبات الذاتية للقوة الشرائية للنقود املستعملة‪.‬‬
‫‪-‬حل املشاكل اليت ميكن أن تعرتض التحليل االقتصادي الكلي نتيجة عناصر اإلنتاج العمل‪ ،‬املواد‬
‫األولية‪ ،‬اآلالت‪...‬إخل غري املتماثلة خبصائص‪.‬‬
‫‪ -‬النقود كوسيط للتبادل‪ :‬و هي الوظيفة اليت ارتبطت اترخييا إبهناء نظام املقايضة‪ ،‬و جناحها يتوقف على‬
‫خاصية العمومية أو اإلقبال العام‪ ،‬و النقود ختلق التوازن يف املعامالت عاجال أو آجال‪ ،‬و هي تتداول من يد‬
‫إىل أخرى‪.‬‬
‫مرتمجة بذلك وحدة قياس تبادل هذه القيمة‪.‬‬
‫‪ -‬النقود كأداة للدفع‪ :‬متثل النقود قوة شرائية يف ذاهتا مقبولة من اجلميع‪ ،‬أي كقوة برائية‪ ،‬فعملية اإلقراض تتم‬
‫عن طريق تقدمي كمية من النقود و عملية التسديد تتم ابلنقود كذلك‪ .‬أي تربئة الذمة‪ ،‬كما أن النقود يف‬
‫الواقع أداة لتسديد كافة االلتزامات غري الناشئة من معامالت اإلقراض كدفع الضرائب‪ ،‬دفع املرتبات‬
‫و تسديد قيمة الصفقات التجارية‪...‬إخل‪.‬‬
‫‪ -‬النقود كمخزن للقيمة‪ :‬ترتبط هذه الوظيفة أساسا خباصية الثبات و الدوام‪ ،‬و هي مكملة للوظائف‬
‫السابقة‪ ،‬و معىن خمزن للقيمة أن النقود مبا متثله من قوة شرائية‪ ،‬ميكن أن تكتنز يف حلظة أو فرتة معينة أي أن‬
‫حيتفظ هبا سائلة لتنفق يف فرتة اتلية و بذلك تربط قيمة السلع بفكرة الزمن‪ ،‬و النقود بفكرة املضاربة‪،‬‬

‫‪69‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫و تلعب النقود يف وقتنا احلاضر دورا هاما يف حتقيق االدخار و تراكم رؤوس األموال‪ ،‬إال أن أمهية هذه الوظيفة‬
‫تقل عندما يتعرض االقتصاد للتضخم‪.‬‬
‫‪-2‬الوظائف االقتصادية للنقود‪:‬‬
‫و تتمثل هذه الوظائف يف دور النقود على الصعيد الفردي و احمللي و العاملي‬
‫القدرة على اخليار ابلنسبة لألفراد تعترب اختياراي لصاحبها‪ ،‬بني االدخار و اإلنفاق‪ ،‬و بني الشراء هلذه السلعة أو‬
‫تلك و احلصول على هذه اخلدمة أو تلك‪ ،‬أي حتقق اخليار يف الزمان و املكان للذين يرامها مناسبني‪ ،‬فيتخذ‬
‫قرارات ألولوايت اإلشباع و مع هذا فإن ألمر نسيب و حمكوم بظروف السوق و النظام االقتصادي‪.‬‬
‫اختيار توزيع املواد ابلنسبة للدولة و املشاريع فاإلنفاق النقدي ال حيدد كمية النقود إمنا حيدد أين تذهب‬
‫هذه النقود إىل األجور أو الفوائد أو االستهالك‪ ،‬إىل االدخار أو اإلنفاق االستثماري أو إىل قطاع الزراعة أم‬
‫الصناعة أم اخلدمات‪ ،‬و على هذا األساس فإن إعداد موازانت احلكومة و املشاريع يتم يف صورة نقدية موزعة بني‬
‫املداخيل أو اإليرادات و املصاريف و اإلنفاق‪.‬‬
‫الدور اإلقليمي و الدويل للنقود دورها املتجاوز بنطاقها املكاين و يبدو يف ذلك إطار العالقات اإلقليمية‬
‫ألجل حتقيق التكامل االقتصادي بني األقاليم املتجاوزة‪ ،‬فهي تساعد على زايدة التعاون و املبادلة و هذا ما يفسر‬
‫كيف أن جمموعة إقليمية معينة تسعى إىل ربط معدالت اثبتة بني عمالهتا بغرض حتقيق االستقرار التباديل‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -3‬بعض التعاريف املختلفة للعملة‪:‬‬
‫إن وضع تعريف دقيق و مضبط لعملة ليس األمر السهل‪ ،‬نظرا لتشابك خمتلف العوامل االقتصادية‬
‫و االجتماعية و التطور الذي تعرفه البشرية دائما‪ ،‬لكن ميكن إعطاء بعض التعاريف‪:‬‬
‫يقول املؤرخ فرانس سيمان الذي نشر كتابه حول اتريخ النقود عام ‪ 1934‬فيقول أن النقود ظاهرة‬
‫اقتصادية‪ ،‬فالعملة عقيدة اجتماعية أو بلفظ آخر وهم اجتماعي ألهنا سلعة و ليست كالسلع األخرى و لو‬
‫ظهرت على شكل ذهب‪.‬‬
‫و يقول سيمان أيضا أن يف قدمي الزمان كان للعملة اسم اله و ال غرابة يف هذا التقديس للعملة اعتبارا‬
‫لسلوك األفراد يف عصران احلديث‪.‬‬
‫‪ Monnie et Credit‬أن العملة هي القوة الشرائية اليت توزع على‬ ‫يقول جان مارشال يف كتابه‬
‫األفراد أو هي آلة لتسيري اجملتمع‪.‬‬

‫أمحد هين‪ ،‬العملة و النقود‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪،1999 ،‬ص ‪،7‬ص‪.8‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪70‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫تعريف ‪Lapidiave‬هي وسيلة نظام و قدرة شرائية تسمح لصاحبها احلصول على السلع و اخلدمات أو‬
‫تسديد الديون‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫العملة رمز من رموز السيادة الوطنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪7‬‬
‫و يتلخص مفهوم العملة يف أربعة حماور‪:‬‬
‫العملة شيء مادي كان معدان أو ورقا إىل غري ذلك‪ ،‬و يتمتع ابلقبول العام‪ ،‬و حيمل‬ ‫‪‬‬
‫صيغة السلعة و له قيمة ذاتية مثل السلع األخرى‪.‬‬
‫العملة كإشارة و رمز يدل على قيمة األشياء و ليكون هلذا الرمز بقدرة على القياس‬ ‫‪‬‬
‫و مقارنة األشياء البد من قبوله من طرف األفراد‪.‬‬
‫العملة كوحدة حساب أو معد و اليت يقابلها أي شيء مادي و إمنا هي كتابة جمردة‬ ‫‪‬‬
‫و نستخلص إىل تعريف أخري‪:‬‬
‫العملة مهما كانت أشكاهلا املادية‪ ،‬هي ذلك الرمز االجتماعي للثروة الذي ينظم تقسيم‬ ‫‪‬‬
‫الثروة بني األفراد و لذا تكون العملة دليال عن عالقات اجتماعية بني أفراد و تصور سيكولوجيا هلذه‬
‫العالقات‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -4‬مميزات و خصائص العملة عن السلع األخرى‪:‬‬
‫و تتميز العملة عن السلع األخرى بطابع خاص هو السيولة‪ ،‬أي قابلة للتقسيم‬ ‫‪‬‬
‫و اإلدماج‪.‬‬
‫العملة هي القدرة الشرائية اليت توزع على اإلفراد‪ ،‬آلة لتسيري اجملتمع‪ ،‬كما قال جان مارشال‬ ‫‪‬‬
‫يف كتابه ‪Monnie et Credit‬‬
‫عالقة اجتماعية بني األفراد تلخص عالقات القوة املوجودة يف اجملتمع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعترب شيء مقبول من طرف األفراد للتعامل به‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪9‬‬
‫و ميكن تلخيص خصائص النقود يف مخسة عناصر‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أنظر امليثاق الوطين‪ ،‬ص ‪.1976 ،187‬‬ ‫‪6‬‬

‫أمحد هين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪،9‬ص‪.10‬‬ ‫‪7‬‬

‫أمحد هين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪،9‬ص‪.10‬‬ ‫‪8‬‬

‫سلمان بوذايب‪ ،‬اقتصادايت النقود و البنوك‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات و النشر و التوزيع‪،‬بريوت‪،‬لبنان‪،1996 ،‬ص ‪،40‬ص‪.41‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪71‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫صفة القبول العام‪ :‬أي أن اجملتمع على استعداد لقبول السلع املختارة كوسيلة لسداد‬ ‫‪-1‬‬
‫الديون و سداد قيمة سلعة أخرى‪.‬‬
‫فتتميز بصفة العمومية اليت متنحها خاصية اإللزام‪ ،‬فالعملة النقود تبعا للنظرية االمسية ليست هلا قيمة يف حد‬
‫ذاهتا‪ ،‬إمنا تستمد هذه القيمة من سلطة اإلجبار‪ ،‬فالدولة هي اليت ختلق قيمة النقود و هي اليت ختلع عنها هذه‬
‫القدرة‪.‬‬
‫صفة الدوام و الثبات ‪ :‬ابفرتاض شخص اقرتض من شخص آخر مبلغ من املال‪ ،‬مث حل‬ ‫‪-2‬‬
‫وقت التسديد يف فرتة الحقة‪ ،‬ليجد قيمة النقود قد ارتفعت أو اخنفضت‪ ،‬عندئذ جيد نفسه ملزما بدفع‬
‫ق وة شرائية حقيقية أكثر أو أقل مما اقرتضه‪ ،‬و نفس الوضع ينطبق على املقرض‪ ،‬يعين أن خاصية الدوام‬
‫و الثبات ضرورية لكي تلعب النقود وظيفتها كمخزن للقيمة أو كوسيلة لتسديد الديون‪ ،‬و تصبح النقود‬
‫طبقا ملفهوم فيكسل ‪ K.Vicksell‬و بعده كينز‪ Keynes‬عنصر أمان و مطلوبة لذاهتا‪.‬‬

‫صفة الندرة ‪ :‬حيث كان اختيار الفضة و الذهب كأشكال أويل للنقود مث تطبيق القاعدة‬ ‫‪-3‬‬
‫اليت يتم هبا فرض قيود على اإلصدار النقدي الورقي‪ ،‬إذ اشرتط يف بعض احلاالت ضرورة تغطية كمية‬
‫النقود املصدرة بنسبة معينة من الذهب أو العمالت األجنبية الصعبة‪.‬‬
‫صفة القابلية للتجزئة‪ :‬تكون النقود قابلة لالنقسام أو التجزئة إىل وحدات مالئمة تسهل‬ ‫‪-4‬‬
‫املعامالت الصغرية و يتبع هذا التقسيم التكافؤ أو املساواة بني قيمة جمموع األجزاء املنقسمة ووحدة النقد‬
‫الكلية‪.‬‬
‫صفة التوحيد‪ :‬و التصنيف للوحدات النقدية و سهولة التعرف لقابلية التخزين‪ ،‬صعوبة‬ ‫‪-5‬‬
‫التلف‪ ،‬و عدم احتواءها ملواد ضارة‪.....‬إخل‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫املبحث الثاين‪ :‬البنوك (مفهوم و مكوانت)‪.‬‬

‫مفاهيم حول البنك‪:‬‬


‫‪ -1‬نشأة البنوك و تعريفها‪:‬‬
‫‪10‬‬
‫نشأة البنوك‪:‬‬
‫يف القدمي كان رجال الصاغة يقبلون أموال الناس للحفاظ عليها من الضياع مقابل شهادات حتمل قيم‬
‫امسية و مع تزايد املعامالت املالية أصبح الصاغة يسوون املعامالت بني األشخاص يف حضورهم‪ ،‬و بزايدة الثقة يف‬
‫الصاغة و األوراق تداولت هذه األوراق بني الناس دون الرجوع للصاغة مكان اإليداع الذي حتول إىل مؤسسة‬
‫تسمح للمودعني سحب أموال أكرب مما حبوزهتم (السحب على املكشوف)‪.‬‬
‫و قد مت التفكري يف أتسيس بنوك حكومية يف القرن السادس عشر‪ ،‬فتم إنشاء أول بنك عام ‪1587‬‬
‫ابلبندقية‪ ،‬مث أبمسرتدام عام ‪ 1609‬و كان غرضه األساسي حفظ الودائع و حتويلها عند الطلب من حساب مودع‬
‫حلساب مودع آخر‪ .‬و ابستمرار الثقة يف املؤسسات املصدرة لشهادات اإليداع حتولت هذه األخرية من شهادات‬
‫امسية لشهادات تستحق الدفع حلاملها‪ ،‬فازداد تداوهلا فانبثق منها كل من الشيك و البنكنوت يف شكله احلديث‪.‬‬
‫و يف بداية القرن الثامن عشر زاد عدد البنوك و كان أغلبيتها عبارة عن مؤسسات عائلية حلماية‬
‫‪11‬‬
‫املودعني‪ ،‬حيث ميكن الرجوع لألموال اخلاصة يف حالة اإلفالس‪.‬‬
‫و بظهور الثورة الصناعية يف أورواب‪ ،‬شهدت هذه البنوك تعديالت يف إنشائها فسمحت بتكوين بنوك‬
‫متخذة شكل شركة مسامهة‪.‬‬
‫تعريف البنوك‪:‬‬
‫معىن كلمة بنك‪ :‬البنك كلمة ايطالية"‪ "Banco‬و تعين مسطبة جيلس عليها الصرافون لتحويل العملة‬
‫و املتاجرة ابلنقود‪ .‬فالبنك يتاجر أبموال الناس مقابل فائدة‪ ،‬أي يقوم ابلتسوية بني أصحاب الفائض‬
‫و االحتياج‪.‬‬

‫كما أن تعريفات البنك ختتلف حبسب األنظمة االقتصادية للبلد‪.‬‬

‫حسني بين هاين‪ ،‬اقتصادايت النقود و البنوك "أسس و مبادئ"‪،‬دار الكندي‪ ،‬عمان‪.2003،‬‬ ‫‪10‬‬

‫الدكتور إمساعيل هاشم‪ ،‬مذكرات يف النقود و البنوك‪ ،‬النهضة العربية للطباعة و النشر‪ ،‬بريوت‪ ،1997 ،‬ص ‪.33-32‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪73‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫فحسب املشرع املصري‪" :‬املصرف هو كل شخص طبيعي أو اعتباري يكون عمله الرئيسي قبول الودائع‬
‫من اجلمهور تدفع حتت الطلب أو بعد آجال"‪.‬‬
‫و حسب املشرع األمريكي‪":‬البنك هو منشئة حصلت على تصريح للقيام أبعمال املصارف‪ ،‬سواء حصلت‬
‫على التصريح من احلكومة املركزية‪ ،‬االحتادية أو الفدرالية"‪.‬‬
‫أما حسب املشرع اجلزائري‪ :‬تنص املادة ‪ 114‬من قانون القرض و النقد‪:‬‬
‫"البنوك أشخاص معنوية مهمتها العادية و الرئيسية إجراء العمليات املصرفية يف املادتني ‪ 110‬و ‪ 113‬من هذا‬
‫القانون"‪.12‬‬
‫املادة ‪" :110‬تتضمن األعمال املصرفية تلقي األموال من اجلمهور‪ ،‬و عمليات القرض ووضع وسائل‬
‫الدفع حتت تصرف الزابئن و إدارة هذه الوسائل"‪.‬‬
‫املادة ‪" :113‬تعترب وسائل الدفع مجيع الوسائل اليت متكن من حتويل األموال مهما كان الشكل التقين‬
‫املستعمل"‪.‬‬
‫فالبنك هو هيئة مالية تتاجر ابلنقود حيث ختتص بتجميع الودائع من األفراد و تقدميها ألفراد آخرين‬
‫‪13‬‬
‫يكونون حباجة إليها على شكل قروض‪ ،‬و النقود هنا قيمة غري مادية‪.‬‬
‫أنواع البنوك‪:‬‬
‫يف ابدئ األمر كانت البنوك التجارية ألهنا كانت متول التجارة عن طريق قروض قصرية األجل‪ ،‬و مع‬
‫التطور احلادث يف احلياة و ظهور عدة قطاعات احتاجت هذه األخرية للتمويل كالتأسيس و اإلنشاء و اليت‬
‫تتطلب مدة زمنية طويلة‪ ،‬فظهرت البنوك املتخصصة هبدف متويل‪ ،‬حتمل فرتة الدين و تقليل املخاطر اليت تنتج عن‬
‫االئتمان بفضل اهتمام املصرف بقطاع معني فقط‪ .‬ومن أهم البنوك املتخصصة اليت ظهرت نذكر‪:‬‬
‫أ‪-‬البنوك التجارية‪:‬‬
‫البنوك التجارية عبارة عن مؤسسات مالية هتدف لتحقيق أقصى األرابح‪ ،‬و تتميز هذه البنوك ابالئتمان‬
‫قصري املدى فهي بنوك االئتمان أو بنوك الودائع‪ ،‬و تعتمد يف متويلها للغري ابلدرجة األوىل على ودائع األفراد‬
‫املودعة لديها‪.‬‬
‫ب‪-‬بنوك االستثمار‪:‬‬

‫قانون ‪ 10-90‬املؤرخ يف ‪ 1990/04/14‬و املتعلق بقانون النقد و القرض‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪13‬‬
‫‪Michel Mathieu, L’exploitation bancaire et risque du crédit, France, 1995, P 27.‬‬

‫‪74‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫و هي عبارة عن بنوك لالئتمان املتوسط األجل‪ ،‬حيث تقرض من يعى لتجديد رأس ماله الثابت (مصانع‪،‬‬
‫عقارات‪ )...‬فهي حتتاج ألموال غري قابلة للطلب مىت شاء املودع بل تعتمد على رأس ماهلا الذي يكون كبريا نسبيا‬
‫ابلدرجة األوىل‪ ،‬على ودائع ألجل‪ ،‬على االقرتاض من الغري لفرتة حمددة (سندات) و كذلك على املنح احلكومية‪.‬‬
‫و كل هذه املوارد تستحق بعد فرتة زمنية طويلة و معروفة مسبقا‪.‬‬
‫ج‪-‬بنوك التوفري و االحتياط‪:‬‬
‫هي مؤسسات مالية ختتص جبمع مدخرات األفراد و املؤسسات اليت تستحق عند الطلب و أتخذ شكل‬
‫دفرت ادخار‪ ،‬و قد تكون ألجل فتأخذ شكل سندات أو أوذوانت حبيث تقرضها على فرتات خمتلفة وفق‬
‫استحقاق كل مدخرات‪ .‬فهذه البنوك تعتمد على أموال املدخرين ابلدرجة األوىل يف متويل الغري عن طريق‬
‫القروض‪.‬‬
‫د‪-‬بنوك األعمال‪:‬‬
‫تسمى أيضا بنوك التجارة‪ ،‬و هي بنوك ال يقبل عليها اجلمهور‪ .‬و تقتصر عملياهتا على املسامهة يف متويل و‬
‫إدارة املنشآت األخرى عن طريق إقراضها و االشرتاك يف رأس ماهلا مث االستحواذ عليها‪ .‬فهي بنوك تعمل يف سوق‬
‫رأس املال‪ ،‬يف حني البنوك األخرى تعمل يف السوق النقدي‪.‬‬
‫البنوك التجارية‪:‬‬
‫تعريفها‪ ،‬خصائصها و تصنيفها‪:‬‬
‫تعريف البنك التجاري‪:‬‬
‫هناك عدة تعريفات للبنوك التجارية أبرزها‪:‬‬
‫"البنوك التجارية هي نوع من الوساطة املالية اليت تتمثل مهمتها األساسية يف تلقي الودائع اجلارية للعائالت‬
‫و املؤسسات و السلطات العمومية‪ ،‬و يتيح هلا ذلك القدرة على إنشاء نوع خاص من النقود هي نقود الودائع"‪.‬‬
‫"مؤسسات ائتمانية غري متخصصة‪ ،‬تقوم بتلقي الودائع األفراد القابلة للسحب لدى الطلب‪ ،‬أو بعد أجل‬
‫قصري و التعامل بصفة أساسية يف االئتمان قصري األجل"‪.‬‬
‫فالبنوك التجارية هي املنشأة أو الشركة املالية اليت يرتكز نشاطها على قبول الودائع من األفراد‬
‫و املؤسسات حتت الطلب أو ألجل‪ ،‬مث تستخدم هذه الودائع يف متويل املستثمرين عن طريق منح القروض بقصد‬
‫الربح‪ .‬و قد استمدت تسميتها من خالل تقدميها للقروض قصرية األجل للتجار يف بداية مشوارها‪ ،‬فهي أقدم‬
‫البنوك اترخيا على اإلطالق‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫و مع التطور احلاصل يف النشاط الصناعي و التجاري تزايدت أمهية التمويل املصريف هلذه النشاطات‬
‫بقروض متوسطة و طويلة األجل خاصة يف ميدان االستثمار و كذا متويل عمليات التجارة اخلارجية‪.‬‬
‫و يطلق على هذه البنوك اسم بنوك الودائع ألن أهم مواردها تتمثل يف األموال املودعة لديها‪ .‬فالبنك‬
‫التجاري يعترب وسيطا بني أصحاب الفائض يف السيولة و أصحاب العجز‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف البنك املركزي‪:‬‬
‫هو بنك البنوك الذي يقف على قمة اجلهاز املصريف و يشرف على مجيع البنوك ابلشكل الذي يساعدهم‬
‫على القيام بوظائفها على أفضل وجه يف املدى الطويل فهو يعنيها عند احلاجة و هي إما تكون مملوكة ملكية اتمة‬
‫أو جزئية للدولة‪ ،‬أو تكون ملكية خاصة و يف هذه احلالة فإهنا ختضع لرقابة و إشراف الدولة‪ ،‬و عادة ما تتوىل‬
‫الوظائف األخرى للبنوك مثل‪ :‬خدمة احلكومة و اإلشراف على سياسة االئتمان و السياسة النقدية يف الدولة‪ ،‬كما‬
‫أن البنك املركزي هو بنك اإلصدار الذي يتمتع حبق إصدار العملة الورقية مبقتضى القانون و هو الذي يقبل‬
‫الودائع من البنوك و يقوم إبقراضها‪.‬‬
‫خصائص البنك املركزي‪:‬‬
‫تتصف البنوك املركزية مبجموعة من اخلصائص و السمات الفريدة و اليت قد ال تتصف هبا بقية املنشآت‬
‫املالية و املصرفية و من هذه اخلصائص ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تتم إدارة البنوك املركزية من قبل أفراد هلم صلة مباشرة ابهليئات احلكومية أي البنوك املركزية تعود ملكيتها‬
‫للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬ال هتدف هذه البنوك إىل الربح املادي‪ ،‬بل أهنا تتحمل مسؤولية اجتماعية و اقتصادية يف اجتاه القطاعات‬
‫و نشاطات اجملتمع‪.‬‬
‫‪-‬هلذه البنوك عالقة وثيقة ابملصارف التجارية و املتخصصة‪ ،‬إذ متتلك السلطة أساليب خمتلفة متكنها من‬
‫التأثري يف أنشطة و فعالية هذه املصارف هبدف حتقيق السياسة االقتصادية للدولة‪.‬‬
‫لذلك فإن وجود البنك املركزي ضمن إطار اهليكل املايل و النقدي للدولة ضروراي و ذلك للسببني التاليني‪:‬‬
‫"لتحقيق سياسة نقدية رشيدة يتطلب وجود سلطة نقدية مركزية"‪.‬‬
‫"هو أداة لتحقيق التعاون الدويل يف السياسة النقدية الدولية"‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ -‬نشأة البنك املركزي‪:‬‬


‫هو وليد األنظمة املصرفية اليت نشأت يف الدول الغربية‪ ،‬و قد نشأ أوال كبنك جتاري كبري‪ ،‬و توسعت‬
‫معامالته لتشمل كثريا معامالت السوق املصريف فأصبح ميكنه التأثري على السوق بعملياته املختلفة‪ ،‬و حيث أن‬
‫املعامالت البنكية يف أول نشأة البنوك هي عمليات قبول الودائع و اخلصم‪ ،‬فإن هذا البنك التجاري اهلام كان‬
‫يتعامل يف جزء كبري من هذه املعامالت و كان يعطي إيصاالت ابلودائع اليت كان يقبلها‪ ،‬تطورات فيما بعد كما‬
‫تبني من قبل إىل نقود ورقية‪ ،‬و أصبح مثل هذا البنك يقوم إبصدار اجلزء األكرب من النقود الورقية و زايدة للثقة‬
‫فيها بدأت‪:‬‬
‫خدمة احلكومة فيما يتعلق ابلعمليات املصرفية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫االحتفاظ ابالحتياطي النقدي للبنوك‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إعادة خصم األوراق التجارية و املالية للبنوك و إقراضها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تسوية حساابت البنوك‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تنفيذ السياسة االئتمانية للدولة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫مراقبة أحوال التجارة اخلارجية و إدارة الدولة من احتياط ابلعمالت األجنبية‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫وظائف البنك املركزي‪:‬‬
‫تتجلى وظائف البنك املركزي الرئيسية يف الرقابة على البنوك و تنظيم االئتمان بغرض حتقيق أهداف‬
‫السياسة النقدية‪.‬‬
‫و لكن ختتلف وظائف البنك املركزي من دولة ألخرى و ذلك وفقا الختالف األوضاع و السياسات االقتصادية‬
‫املوجودة يف تلك الدولة و من أبرز هذه الوظائف‪:‬‬
‫‪-‬بنك اإلصدار‪:‬‬
‫فهو ينفرد حبق إصدار النقود الورقية‪ ،‬و له حق إصدار النقود املساعدة –املعدنية‪ -‬و يقوم بوضع خطة‬
‫اإلصدار و حجم النقد املتداول و يشرف على تنفيذ اخلطة و هو املسؤول عن غطاء العملة الورقية من الذهب‬
‫و العمالت الصعبة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪-‬بنك احلكومة‪:‬‬
‫فهو مصرفها و مستشارها املايل و حتتفظ لديه بودائعها و هو يقدم هلا ما حتتاج إليه من قروض خمتلفة‬
‫اآلجال‪ ،‬و هو ميسك حساابت احلكومة و تنظم عن طريقه مدفوعاهتا و يتوىل خدمة الدين العام حيث يصدر‬
‫الشيكات و احلواالت و ينظم تصريفها و يشرف على اإليفاء ابلدين و دفع الفوائد و هو األداة الرئيسية لتنفيذ‬
‫سياسة الدولة االقتصادية‪ ،‬و ذلك عن طريق الرقابة على االئتمان و توجيهه عن طريق التحكم بسعر الفائدة‬
‫و سعر اخلصم فهو يقف على رأس النظام املصريف‪ ،‬حيث تلتزم البنوك التجارية إبيداع نسبة معينة من أمواهلا‬
‫السائلة و الفائضة عن احلاجة‪ ،‬و هذا ما يساعده على إجراء التسوايت الكتابية من حقوق و ديون على البنوك‬
‫‪14‬‬
‫فيما بينها عن طريق عملية املقايضة‪.‬‬
‫ابإلضافة إىل الوظائف التالية اليت ال تقل أمهية على الوظائف الثالثة السابقة الذكر‪:‬‬
‫مراقبة املصارف و الضمان‪ ،‬تطبيق الشروط‪ ،‬أتسيس مصارف جديدة أو فتح فروع هلا‬ ‫‪‬‬
‫و مدى التزامها ابلتشريعات املصرفية‪.‬‬
‫يقوم البنك املركزي بتنظيم للمحافظة على قيمة العملة احمللية داخليا‪ ،‬أي أنه يتوىل مسؤولية‬ ‫‪‬‬
‫صياغة السياسة النقدية‪.‬‬
‫وظيفته كمؤسسة للتنمية االقتصادية ضمن إطار الدولة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -3‬مكوانت النظام البنكي اجلزائري‪.‬‬
‫يتكون اجلهاز البنكي اجلزائري من‪:‬‬
‫‪ -1‬البنك املركزي اجلزائري‪BCA:‬‬
‫أتسس هذا البنك مبقتضى املرسوم رقم ‪ 144-62‬و املؤرخ يف ‪ 13‬ديسمرب ‪ .1962‬و قد حل حمل بنك‬
‫اجلزائر ابتداء من ‪ 02‬جانفي ‪،1963‬فتم خلق عملة نقدية وطنية بتاريخ ‪ 10‬أفريل ‪ 1964‬و سحب الفرنك‬
‫الفرنسي ليحل حمله الدينار اجلزائري‪.‬‬
‫و هو عبارة عن مؤسسة عامة وطنية تتمتع ابلشخصية املعنوية و االستقاللية املالية من الناحية القانونية‪،‬‬
‫و يعترب اتجرا يف عالقاته مع الغري و يتكون رأس ماله من ختصيص تكتتبه الدولة كلية‪ ،‬و يوجد مقره ابجلزائر‬
‫العاصمة و هو حتت وصاية احلكومة‪ .‬و هو مكلف ب‪:‬‬

‫مصطفى رشيد شيخي‪" ،‬االقتصاد النقدي و املصريف"‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬بريوت‪ ،1995 ،‬ص ‪.188‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪78‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫شراء و بيع العمالت األجنبية و االحتفاظ هبا‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫توزيع االئتمان‪ ،‬تطوير شروطه و مراقبته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املسؤول عن تطبيق السياسة النقدية مبا يتفق و املصاحل االقتصادية الوطنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املسؤول عن حتديد نسب الفائدة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االحتفاظ برصيد إجباري (االحتياطي القانوين) من رصيد البنوك التجارية للحفاظ على‬ ‫‪‬‬
‫حقوق املودعني‪.‬‬
‫مراقبة البنوك التجارية‪ ،‬وتزويدها ابلسيولة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪-2‬البنك اجلزائري للتنمية‪BAD:‬‬
‫أتسس هذا البنك مبقتضى املرسوم رقم ‪ 165-63‬و املؤرخ يف ‪ 07‬ماي ‪ 1963‬على شكل مؤسسة‬
‫عمومية ذات الشخصية املعنوية و االستقاللية املالية حتت تسمية الصندوق الوطين للتنمية"‪ "CAD‬مث أصبح‬
‫يسمى فيما بعد ابلبنك اجلزائري للتنمية "‪ "BAD‬سنة ‪ 1972‬حسب اإلصالحات اليت تضمنها قانون املالية‬
‫لسنة ‪ .1971/1970‬و قد ورث هيكليا عند أتسيسه فعاليات أربع مؤسسات لالئتمان قصري و متوسط األجل‬
‫و مؤسسة واحدة لالئتمان طويل األجل كانت كلها تعمل أثناء احلقبة االستعمارية‪ .‬و وضع هذا البنك مباشرة‬
‫حتت وصاية وزارة املالية و كانت مهامه تتمثل يف‪:‬‬
‫تعبئة االدخار متوسط و طويل األجل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منح القروض متوسطة و طويلة األجل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫و ازدادت هذه األمهية بصفة خاصة بعد الشروع يف تنفيذ املخططات التنموية‪ ،‬و من هنا ميكن اعتباره‬
‫بنك أعمال ‪ .‬و يف واقع األمر مل يستطع البنك بتعبئة االدخار متوسط و طويل األجل‪ ،‬فكانت املوارد اليت ظل‬
‫يستعملها يف التمويل تقدم له من طرف اخلزينة العمومية‪.‬‬
‫و يهتم البنك حاليا يف تسيري بعض القروض اخلارجية حلساب الدولة‪ ،‬و يساهم أيضا يف التطهري املايل‬
‫للمؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪-3‬الصندوق الوطين للتوفري و االحتياط‪CNEP:‬‬
‫مت إنشاؤه مبوجب قانون رقم ‪ 227-64‬املؤرخ يف ‪ 10‬أوت ‪ 1964‬و هو مؤسسة مالية ذات نشاط‬
‫‪15‬‬
‫ادخاري و متثلت مهامه يف‪:‬‬

‫عبد القدر بلطاس‪ ،‬االقتصاد املايل و املصريف "السياسات و التقنيات احلديثة يف متويل السكن"‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬ص ‪.33‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪79‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫مجع االدخار من املواطنني‪ ،‬و استغالله يف خدمة التنمية االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منح القروض لتمويل البناء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫متويل السكن االجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منح القروض لتمويل بعض العمليات ذات املنفعة الوطنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫متويل اجلماعات احمللية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرتقية العقارية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫و ابتداء من سنة ‪ 1971‬و بقرار من وزارة املالية أصبح الصندوق عبارة عن بنك السكن و أجرب على املسامهة يف‬
‫متويل خمتلف برامج السكن االجتماعي‪.‬‬
‫‪-4‬البنوك العمومية األولية‪:‬‬
‫البنك الوطين اجلزائري"‪:"BNA‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫أتسس هذا البنك مبقتضى املرسوم رقم ‪ 178-66‬املؤرخ يف ‪ 13‬جوان ‪ ،1966‬و هو أول البنوك‬
‫اجلزائرية بعد االستقالل و حل حمل البنوك األجنبية برأس مال قدره ‪ 20‬مليون دينار جزائري معطى من طرف‬
‫الدولة‪.‬و من أهم وظائفه‪:‬‬
‫قبول الودائع من اجلمهور و القيام ابلعمليات املصرفية الكالسيكية‪.‬‬
‫منح قروض قصرية األجل لتمويل نشاطات وطنية و كذا املؤسسات اخلاصة‪.‬‬
‫مراقبة مؤسسات القطاع املسري ذاتيا‪.‬‬
‫كما يعترب هذا البنك أداة للتخطيط املايل فيما خيص تنفيذ سياسة احلكومة يف جمال منح القروض املتوسطة‬
‫و الطويلة األجل‪ ،‬كما يتكفل مبنح القروض ملؤسسات القطاع االشرتاكي و التجمعات املالية لالستريادم‪،‬‬
‫و ابشر متويل القطاع الفالحي بدال من البنك املركزي ابتداء من سنة ‪.1967‬‬
‫القرض الشعيب اجلزائري"‪:"CPA‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫أتسس هذا البنك مبوجب املرسوم ‪ 366-66‬و املؤرخ يف ‪ 29‬ديسمرب ‪ 1966‬و الذي حل حمل البنوك‬
‫الشعبية األجنبية‪ ،‬و مت تدعيمه فيما بعد بضم البنك اجلزائري املصري يف جوان ‪ ،1968‬الشركة املرسيلية للبنوك‬
‫يف ‪ 30‬جوان ‪ 1968‬و كذا الشركة الفرنسية للتسديد و البنك سنة ‪ 1971‬ليبلغ رأس ماله ‪ 15‬مليون دينار‬
‫جزائري‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫و من أهم وظائفه‪:‬‬
‫قبول الودائع من اجلمهور و القيام ابلعمليات املصرفية الكالسيكية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫متويل القطاع العام ( السياحة‪ ،‬األشغال العمومية‪ ،‬البناء‪ ،‬الري‪.)...‬‬ ‫‪‬‬
‫تدعيم الصناعات احمللية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تسيري حساابت القطاع احلريف و الصناعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مراقبة مؤسسات القطاع املسري ذاتيا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املقرض الرئيسي للوالايت و البلدايت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البنك اخلارجي اجلزائري"‪:"BEA‬‬ ‫ت‪-‬‬
‫أتسس مبوجب املرسوم رقم ‪ 204-67‬و املؤرخ يف ‪ 01‬مارس ‪ 1967‬برأس مال قدره ‪ 20‬مليون دينار‬
‫جزائري و من مهامه‪:‬‬
‫قبول الودائع من اجلمهور و القيام ابلعمليات املصرفية الكالسيكية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تنمية العالقات املالية مع اخلارج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منح اعتمادات االسترياد للمصدرين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القيام ابالتفاقيات على القروض مع املتعاملني األجانب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ترقية املعامالت التجارية بتقدمي ضماانت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وضع نظام أتمني قروض التصدير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بنك الفالحة و التنمية الريفية"‪:"BADR‬‬ ‫ث‪-‬‬
‫أتسس مبوجب املرسوم رقم ‪ 106-82‬و املؤرخ يف ‪ 13‬مارس ‪ 1982‬انطالقا من هياكل البنك الوطين‬
‫اجلزائري و يقوم ب‪:‬‬
‫قبول الودائع من اجلمهور و القيام ابلعمليات املصرفية الكالسيكية‪.‬‬
‫تقدمي قروض متوسطة و طويلة األجل للقطاع الفالحي هبدف تكوين رأس مال اثبت‪.‬‬
‫تقدمي قروض لألنشطة املتعلقة ابلقطاع الفالحي‪.‬‬
‫متويل الصناعات التقليدية و احلرف الريفية‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫بنك التنمية احمللية"‪:"BDL‬‬ ‫ج‪-‬‬


‫أتسس مبوجب املرسوم رقم ‪ 85-85‬و املؤرخ يف ‪ 30‬أفريل ‪ 1985‬و هو آخر بنك يتم أتسيسه قبل‬
‫الدخول يف مرحلة اإلصالحات‪ ،‬و ذلك تبعا إلعادة هيكلة القرض الشعيب اجلزائري‪.‬‬
‫و تتمثل مهامه يف‪:‬‬
‫قبول الودائع من اجلمهور و القيام ابلعمليات املصرفية الكالسيكية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫متويل االستثمارات املخططة لصاحل الوحدات اجلهوية و احمللية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منح القروض للمؤسسات العامة ذات الطابع االقتصادي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪5-‬اهليئات البنكية املختلطة و اخلاصة‪:‬‬
‫‪ -1-5‬اهليئات املختلطة‪:‬‬
‫البنك اخلارجي املختلط‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫أتسس هذا البنك يف ‪ 18‬جوان ‪ 1988‬و مت إنشاؤه مبشاركة كل من‪:‬‬
‫البنك الوطين اجلزائري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البنك الشعيب اجلزائري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القرض الشعيب اجلزائري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بنك الفالحة و التنمية الريفية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البنك اخلارجي اجلزائري و الذي يساهم بنسبة ‪ %50‬من رأس مال البنك املختلط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫و كان نشاطه يتمثل يف‪:‬‬
‫ترقية االستثمارات و تطوير التجارة يف املغرب العريب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حتقيق كل العمليات البنكية‪ ،‬املالية و التجارية ابلعملة الصعبة و احملولة ابلعملة الوطنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بنك الربكة اإلسالمي‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫مت إنشاؤه بتاريخ ‪ 06‬ديسمرب ‪ 1990‬مبسامهة بنك الربكة الدويل املوجود مقره الرئيسي ابلسعودية بنسبة‬
‫‪ 49‬من رأس مال هذا البنك‪ ،‬و الباقي مبسامهة بنك الفالحة و التنمية الريفية‪.‬‬
‫و يعد هذا البنك بنكا إسالميا‪ ،‬فيسعى إلتباع القواعد اإلسالمية يف التعامل بينه و بني عمالئه تفاداي ألسعار‬
‫الفائدة الربوية أخذا و عطاء بوصفه تعامال حمرما شرعا‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫بنك األعمال اخلاص‪:‬‬ ‫ت‪-‬‬


‫أتسس هذا البنك بتاريخ ‪ 07‬ماي ‪ 1995‬برأس مال مكون مبسامهة رؤوس أموال أجنبية و وطنية تتمثل‬
‫مهامه يف‪:‬‬
‫متويل التجارة اخلارجية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املسامهة يف األعمال املنجزة أو تلك اليت توجد يف طور اإلجناز‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جتميع مدخرات األفراد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -2-5‬اهليئات اخلاصة‪:‬‬
‫سييت بنك‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫أتسس هذا البنك سنة ‪ 1992‬و يعترب من أكرب البنوك العاملية يف ميدان تسيري أسواق الصرف‪ ،‬فتح فرعه‬
‫ابجلزائر سنة ‪ 1997‬حىت يسمح ابالستجابة للمشاكل اليت طرحها ارتفاع حجم االستثمار يف القطاع املايل‬
‫و قطاع احملروقات‪.‬‬
‫آل خليفة بنك‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫أتسس مبرسوم ‪ 04-98‬املؤرخ يف ‪ 27‬جويلية ‪ 1998‬برأس مال قدره ‪ 500‬مليون دينار جزائري‬
‫و هو من أحدث البنوك اخلاصة يف اجلزائر‪ ،‬لكنه قام بعمليات مشبوهة (تبييض و هتريب األموال) فتمت تصفيته‬
‫سنة ‪.2002‬‬
‫كما أنه هناك بنوك خاصة أخرى كالراين بنك‪ ،‬مىن بنك "‪ ،"Mouna Bank‬عرب بنك (‪،)ABC‬‬
‫يونني بنك "‪( ،"Union Bank‬سحب منه االعتماد يف مارس ‪ 2005‬و هو حمل تصفية)‪Pris Bas ،‬‬
‫‪. BNP, Société Générale‬‬

‫‪83‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫الفصل السادس‪:‬‬

‫التن ـ ـ ـمية‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫املبحث األول‪ :‬التنمية االقتصادية‬

‫‪ -1‬التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫لقد اختلفت تعاريف و مفاهيم التنمية االقتصادية و ذلك الختالف املؤشرات ووجهات نظر كل مفكر‬
‫فبال نسبة للمؤشرات االقتصادية تعين التنمية االقتصادية قدرة االقتصاد القومي على حتقيق النمو االقتصادي أي‬
‫حتقيق زايدة سنوية يف الناتج القومي اإلمجايل و هي تعين أن التنمية االقتصادية كذلك قدرة االقتصاد القومي على‬
‫‪16‬‬
‫حتقيق معدالت منو الدخل الفردي تفوق معدالت النمو السكاين و ذلك ابستبعاد أثر التضخم‪.‬‬
‫و تعرف التنمية أهنا عملية غايتها اإلنسان واعية و معقدة طويلة األمد شاملة و كاملة يف أبعادها‬
‫االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬السياسية‪ ،‬التكنولوجية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬اإلعالمية‪ ،‬و البيئية و تشرتط تضافر و تكامل جهود‬
‫القطاعني العام و اخلاص يف ظل تغطية إعالمية فعالة كوهنا جزء أساسي من هذه التنمية‪.‬‬
‫و يعرف املدير التنفيذي لربانمج األمم املتحدة اإلمنائي التنمية البشرية املستدامة على النحو التايل‪:‬‬
‫التنمية البشرية املستدامة هي تنمية ال تكتفي بتوليد النمو و حسب بل تشمل توزيع خياراهتم و فرصهم‬
‫‪17‬‬
‫و تؤهلهم للمشاركة يف القرارات اليت تؤثر يف حياهتم‪.‬‬
‫و التنمية تعتمد اعتمادا كبريا على املشاركة من مجيع أفراد اجملتمع فيها ( إهنا تنمية الناس من أجل الناس‬
‫بواسطة الناس) فتنمية الناس معناها االستثمار يف قدرات البشر سواء يف التعليم أو الصحة أو املهارات حىت‬
‫ميكنهم العمل على النحو املنتج‪ ،‬و التنمية بواسطة الناس أي إعطاء كل فرد فرصة املشاركة فيها و أكثر أشكال‬
‫املشاركة يف السوق الكفاءة هو احلصول على عمالة منتجة و مأجورة و من مث فإن اهلدف الرئيسي السرتاتيجيات‬
‫التنمية البشرية جيب أن يتمثل يف توفري عمالة منتجة‪.‬‬
‫التنمية االقتصادية هي عملية يرتفع مبوجبها الدخل الوطين احلقيقي خالل فرتة من الزمن أي لتحقق التنمية‬
‫جيب ارتفاع الدخل الوطين مع استمرارية هذا االرتفاع و مواصلته لفرتة زمنية طويلة‪.‬‬
‫التنمية تعين ارتفاع الدخل الفردي لفرتة زمنية طويلة مصحوبة ابخنفاض يف مستوى الفقر و عدم املساواة‪.‬‬

‫عبد الوهاب األمني (التنمية االقتصادية) دار حافظ للنشر و التوزيع‪ ،2000 ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪16‬‬

‫برانمج هيئة األمم املتحدة اإلمنائي (مالمح التنمية البشرية) بريوت كتنون الثاين ‪ ،1997‬ص ‪،15‬ص‪.16‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪85‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪-2‬مراحل التنمية االقتصادية‪:‬‬


‫ميكن أن نلخص مراحل التنمية االقتصادية يف أربع املراحل التالية و قبل ذلك جتدر اإلشارة إىل أنه ال‬
‫توجد سياسة اقتصادية تصلح جلميع البلدان لكن توجد عالقة بني مراحل التنمية اليت وصلت إليها بعض البلدان‬
‫و البد من اإلشارة كذلك إىل أن هذه املراحل األربعة ما هي إال منوذج عام لعملية التنمية حيث ميكن أن نتخلى‬
‫عن بعض هذه العوامل يف أي بلد معني إال أن اخلطوط العريضة هلذه العملية تكاد تنطبق على مجيع البلدان‬
‫و اليت تنعكس على ضرورة االستغالل األمثل للموارد الطبيعية و البشرية يف كل مرحلة من مراحل التنمية‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫‪-1‬املرحلة األوىل ‪ :‬تتميز بضرورة الشروع إبقامة اهلياكل و توفري املهارات الفنية األساسية لذلك البد من‬
‫الرتكيز يف هذه املرحلة على إعداد الكوادر الفنية و إقامة اهلياكل االقتصادية و التنظيمات االجتماعية‬
‫و السياسية ضمن إطار اقتادي موجه حنو حتقيق التنمية السريعة‪.‬‬
‫و‬ ‫‪-2‬املرحلة الثانية‪ :‬تركز على زايدة رأس املال االجتماعي و االستثمار يف إنشاء الطرق و املوصالت‬
‫مشروعات الري و السدود و حمطات توليد الطاقة الكهرابئية‪....‬إخل‪ .‬وقد يتطلب حتقيق ذلك االستعانة‬
‫ابلقروض األجنبية سواء من املنظمات الدولية أو االتفاقيات مع بعض البلدان‪.‬‬
‫‪-3‬املرحلة الثالثة‪ :‬تتميز بتبين برامج معينة للتصنيع و تطوير القطاع الزراعي و قد جتد معظم البلدان النامية‬
‫نفسها عاجزة عن توفري العم الت الصعبة الالزمة لتمويل هذه الربامج مما حيتم عليها ضرورة تعبئة مواردها‬
‫الداخلية حنو االستثمارات خاصة يف الصناعات التصديرية اليت تعترب املصدر األساسي للحصول على‬
‫العمالت الصعبة‪.‬‬
‫‪4-‬املرحلة الرابعة ‪ :‬تتميز بزايدة الصادرات احمللية بصورة كبرية حبيث يتم االعتماد بدرجة كبرية على إيرادات‬
‫التصدير فبمواجهة متطلبات التنمية و متويل نسبة كبرية من االسترياد على أسس جتارية‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪-3‬أهداف التنمية‪:‬‬
‫نظرا الختالف ظروف كل دولة و اختالف أوضاعها االجتماعية و السياسية و االقتصادية يصعب علينا حتديد‬
‫األهداف إال أنه ميكننا إبراز بعض األهداف األساسية اليت جيب أن تتبلور حوهلا اخلطة العامة للتنمية االقتصادية‬
‫يف ما يلي‪:‬‬

‫حتقيق السيادة و االستقالل االقتصادي‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫رفع مستوى الدخل الفردي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توسيع االستثمار و زايدة الرفاهية االجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تشجيع اإلنتاج احمللي و التنويع يف الصادرات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استغالل املوارد الطبيعية و البشرية استغالل أمثل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقليل التفاوت يف الدخول و الثروات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعديل الرتكيب النسيب لالقتصاد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -4‬عناصر التنمية‪:‬‬
‫توجد عدة عناصر للتنمية نذكر منها‪:‬‬
‫*خلق اإلطار املالئم لعملية التنمية‪:‬تتطلب عملية التنمية االقتصادية معطيات و متغريات متعددة لتحقيق‬
‫جناحها ففي اجملال السياسي تتطلب التنمية سلطة سياسية انبعة من الفئات االجتماعية ذات مصلحة أساسية‪،‬‬
‫و يف اجملال االجتماعي و الثقايف تتطلب التنمية وجود كفاءات إدارية و تنظيمية مالئمة للوضع اجلديد للتنظيمات‬
‫و املؤسسات االقتصادية و املالية و ذلك من أجل رفع معدل االستثمار‪.‬‬
‫*التصنيع‪ :‬هو الوسيلة األساسية للقضاء على االختالفات اهليكلية السائدة يف اجملتمعات املتخلفة و مظهر من‬
‫مظاهر قوة الدولة و عظمتها و جمال لزايدة فرص العمل ووسيلة الستثمار املوارد احمللية‪.‬‬
‫رفع مستوى االستثمار (الرتاكم الرأس مايل)‪ :‬يتطلب هذا الرفع االعتماد على التمويل اخلارجي >معدات‪ ،‬آالت‪،‬‬
‫استثمار< إذ أن مستوى املدخرات احمللية ال يكفي لتوفري االحتياجات التموينية‪.‬‬
‫*الشمولية‪ :‬التنمية تغيري شامل يتطلب التحديث أي التغيري يف العادات و تقاليد الغري عملية يف اختاذ القرارات‪،‬‬
‫و زايدة دور املعرفة العلمية كما تتضمن التنمية مزيدا من احلرية السياسية و الدميقراطية و املشاركة الالمركزية‬
‫و يتضمن هذا البعد مشاركة شعبية يف صنع التنمية‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫حدوث زايدة مستمرة يف متوسط الدخل احلقيقي و هذا ما يوحي لنا أبن التنمية عملية‬ ‫‪‬‬
‫طويلة األجل‪.‬‬
‫ضرورة التحسني يف توزيع الدخل لصاحل الطبقة الفقرية هبدف التخفيف من ظاهرة الفقر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حدوث حتسني يف نوعية اخلدمات املقدمة لألفراد و السلع أيضا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعرت هيكل اإلنتاج الذي يضمن توسيع الطاقة اإلنتاجية بطريقة تراكمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تواصل و استمرارية التنمية فالتنمية املتواصلة يقصد هبا إشباع األجيال احلاضرة وتلبية‬ ‫‪‬‬
‫احتياجاهتم من سلع و خدمات دون أن تنقص من قدرة األجيال املقبلة على إشباع احتياجاهتم‪.‬‬
‫‪ -5‬عقبات التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫قد تواجه البلدان سواء كانت متقدمة أو متخلفة مجلة من العقبات أثناء القيام بعملية التنمية االقتصادية‬
‫منها ما هو داخلي و منها ما هو خارجي و هذا ما سنتطرق إليه يف ما يلي‪:‬‬
‫العقبات الداخلية‪:‬‬
‫العقبات االقتصادية‪:‬‬
‫تتفشى ظاهرة االقتصاد املزدوج يف البلدان املتخلفة أي وجود قطاعني منفصلني عن بعضهما البعض داخل‬
‫االقتصاد الوطين‪ ،‬أحدمها متقدم و اآلخر متخلف و كلهما شبه مغلق أي انعدام الرتابط بني القطاعات‪.‬‬
‫ندرة رؤوس األموال املستثمرة و يرجع ذلك إىل ضعف مستوايت االدخار لدى األفراد اليت‬ ‫‪‬‬
‫حتد و تقلل من االستثمار‪.‬‬
‫اخنفاض الكفاية اإلنتاجية و نقص موارد الثروة الطبيعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫انتشار البطالة يف اجملتمع مما يؤدي إىل انعدام الزايدة يف اإلنتاج الكلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضعف البنيان الصناعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضعف البنيان الزراعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زايدة معدل التضخم و زايدة الواردات و املضاربة‪...‬إخل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العقبات االجتماعية‪:‬‬
‫النمو السكاين املرتفع و ما يقابله من حمدودية التعليم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ندرة املهارات الفنية و اإلدارية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم كفاءة اجلهاز احلكومي للقيام ابلسياسات التنموية البناءة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪88‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫ركود النشاط االقتصادي عامة و اإلنتاجي خاصة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫عدم توزيع الدخل الوطين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العقبات اخلارجية‪:‬‬
‫هذه العقبات مرتبطة ابلظروف الدولية و العالقات اخلارجية للبلدان املتخلفة مع البلدان األجنبية يف‬
‫جوانبها االقتصادية و املالية و تكمن هذه العقبات يف سيطرة الشركات االحتكارية الكربى على السوق الدولية‬
‫و كذلك شروط التج ارة اخلارجية ابلنسبة هلذه البلدان يضاف إىل ذلك عقبات االستغالل االحتكاري‬
‫للتكنولوجيا‪.‬‬

‫إن أهم عقبة للتنمية االقتصادية يف الدول النامية هي العقبة السياسية ابلدرجة األوىل و الداخلية بشكل‬
‫خاص و اليت تتمثل يف عدم فعالية القيادات السياسية و عدم استقرارها‪.‬‬
‫و من خالل مفهوم التنمية االقتصادية فإن هذه األخرية ال ميكنها أن تتجسد إال بتوفري اإلمكانيات الالزمة‬
‫لتحقيق سياسات تنموية انجحة كما تقتضي وجود عوامل موضوعية و حمددات أساسية للوصول إىل تنمية‬
‫حقيقية‪.‬‬
‫‪ -6‬أنواع التنمية‪:‬‬
‫*التنمية االقتصادية‪ :‬تعمل على زايدة اإلنتاج و الدخول القومية و الفردية أي زايدة الثروة‪.‬‬
‫*التنمية االجتماعية ‪ :‬تعمل على رفع مستوى احلياة االجتماعية من حيث الصحة و التعليم و املستوى املعيشي‬
‫و غريها من اخلدمات‪ ،‬و هكذا التحمت التنمية االقتصادية ابلتنمية االجتماعية و ظهر مصطلح التنمية الشاملة‪.‬‬
‫*التنمية الثقافية ‪ :‬هتدف إىل تطوير كافة اجلوانب املختلفة اجتماعيا و اقتصاداي بغية حتقيق ارتفاع يف مستوى‬
‫و‬ ‫احلياة‪ ،‬حيث هتتم بتطوير اإلنسان جسداي و فكراي و خلقيا و روحيا أتكيدا ملبدأ املساواة يف احلقوق‬
‫الواجبات‪.‬‬
‫*التنمية احمللية‪ :‬تعترب هذه األخرية القاعدة األساسية للتنمية الوطنية فالتنمية احمللية لن تتمكن من حتقيق اهلدف‬
‫املنشود ما مل يكن هناك توزيع لألنشطة املختلفة على كافة مناطق الدولة ملنع ظاهرة اهلجرة إىل املدينة و كذا‬
‫توسيع رقعة اخلدمات على كافة املناطق احلضرية و الريفية‪ ،‬إن بذل اجلهود املتضاعفة من قبل املواطن الذي يشعر‬
‫أبنه يساهم يف التنمية تساعد على تدعيم التنمية الشاملة و تطويرها خلدمة اجملتمع احمللي‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫*التنمية البشرية‪ :‬إن املالمح األكثر أساسية ملا ميكن أن ندعوه مفاهيم جديدة للتنمية هي تلك املهتمة ابجلنس‬
‫البشري‪ ،‬حبيث تفهم التنمية كحالة رفاه بشري أكثر منها كحالة منو االقتصاد الوطين و قد مت التعبري عن هذا‬
‫االهتمام صراحة يف البيان املعروف ببيان عام ‪.1974‬و املظاهر األخرى وثيقة الصلة مبفهوم التنمية املتمركزة على‬
‫اإلنسان هي االهتمام بتوزيع منافع التنمية‪ .‬فإن تقليص درجة الالمساواة بني األفراد أو اجملموعات االجتماعية أو‬
‫األقاليم يعترب معيار لقياس التنمية و أحد أهدافها‪.‬‬
‫و مت يف هذا اإلطار توسيع مفهوم التنمية ليشمل جوانب جديدة كحقوق اإلنسان و احلرية حيث وصفت التنمية‬
‫يف بعض املرات أبهنا رديفة احلرية‪.‬‬
‫و جيب أن يالحظ أيضا أن االهتمام ابجلوانب غري االقتصادية لتنمية ال ينعكس فقط يف زايدة الرتكيز على‬
‫االعتبارات االجتماعية أو السياسية أو البيئية منفصلة بل أيضا يف مفهوم التنمية املتكاملة الذي يركز على‬
‫العالقات املتبادلة للعوامل االقتصادية و االجتماعية و السياسية و البيئية و التنمية املستدامة و التنمية البشرية‬
‫املتكاملة‪.‬‬
‫و مهم ا يكن األمر فإن هناك توسعا يف مفهوم التنمية و اعرتافا متزايدا بال منطيتها إذ ال يوجد منوذجا للتنمية‬
‫يتوجب على كل البلدان أن تستلهمه الختالف اهلموم التنموية و ابلتايل التوجهات و السياسات‪.‬‬
‫‪ -7‬النمو االقتصادي و أبعاده املختلفة‪:‬‬
‫التعريف ابلنمو االقتصادي‪:‬‬
‫يعترب النمو االقتصادي املؤشر األساسي الذي ميكن أن يكشف بسهولة عن ما إذا كانت الفجوة بني‬
‫الدول املتقدمة و النامية تزيد أم تقل فمثال فإذا زاد معدل النمو االقتصادي مبعدالت سريعة و متزايدة يف دولة‬
‫معينة كان ذلك دليال واضحا على أن تلك الدولة أو هذا االقتصاد ينمو مبعدالت منو اقتصادي جتعله قليلة‬
‫الفجوة بينه و بني ابقي الدول أو االقتصادايت املتقدمة و العكس صحيح‪.‬‬
‫و يعرف النمو االقتصادي أبنه حتقيق الزايدة يف الدخل القومي أو الناتج القومي احلقيقي عرب الزمن‬
‫و يقاس معدل النمو االقتصادي مبعدل النمو يف الناتج القومي احلقيقي أو الدخل القومي احلقيقي أي يقاس من‬
‫خالل التعرف على املتغريات يف الناتج القومي احلقيقي أو الدخل القومي احلقيقي عرب الزمن حيث يكون‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫و هكذا يكرر ذلك عرب السنوات املكونة للسلسلة حمل الدراسة‪.‬‬

‫و من انحية أخرى مييل االقتصاديون ألخذ مبقياس معدل التغري يف الدخل الفردي احلقيقي بدال من التغري‬
‫يف الدخل القومي اإلمجايل للتعبري عن معدل النمو االقتصادي من منطلق أن‪:‬‬

‫أمهية النمو‪:‬‬

‫‪ ‬يعترب النمو االقتصادي احملرك الذي يعمل على زايدة مستوى املعيشة‪.‬‬
‫‪ ‬يوفر الزايدة يف السلع و اخلدمات و فرص العمل اإلضافية و عادة ما يرتبط النمو ابألهداف االقتصادية‬
‫حيث أن الزايدة يف إمجايل الناتج عن الزايدة يف السكان تساهم يف حل املشاكل االقتصادية‬
‫و االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬يؤدي النمو االقتصادي إىل زايدة يف األجور احلقيقية أو الدخول النقدية و ابلتايل فرص أفضل من‬
‫اخلدمات و القضاء على الفقر و ال بطالة و التلوث البيئة دون تناقص يف مستوى االستهالك‬
‫و االستثمار و اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ -8‬العوامل احملددة للنمو االقتصادي‪:‬‬

‫يوجد عدة حمددات للنمو االقتصادي تعمل على إحداث النمو و من أمهها‪:‬‬

‫‪ -1‬رأس املال املادي‪:‬‬

‫ينطوي رأس املال املادي على كل أصل منتج‪ ،‬و ينتج سلعا أخرى كاآلالت و التجهيزات و البنية الالزمة‬
‫لقيام املشروعات اإلنتاجية‪ .‬و رأس املال ألي دولة أو اقتصاد عبارة عن كمية رأس املال يف التكوين الرأمسايل اليت‬
‫هي عملية تراكمية تضاف من سنة ألخرى و هي تكشف عن معىن االستثمار و يف كل األحوال فالتكوين‬
‫الرأمسايل أو االس تثمار هو أحد العوامل الرمسية احملددة للنمو االقتصادي فكلما زاد التكوين الرأمسايل أو االستثمار‬
‫كلما زاد النمو االقتصادي و العكس صحيح‪ ،‬و يتخذ التكوين الرأمسايل معيارا للتفرقة بني الدول املتقدمة‬
‫و الدول النامية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ -2‬رأس املال البشري‪:‬‬

‫يعترب رأس املال البشري من أهم العوامل اليت تؤثر على النمو االقتصادي إذ أن عنصر السكان هو العنصر‬
‫األساسي يف تكوين رأس املال البشري‪ ،‬حبيث أن زايدة السكان يف هذه احلالة تعين زايدة عرض العمل مع األخذ‬
‫يف االعتبار أثر النمو االقتصادي على مستوى نصيب الفرد من الناتج القومي أو الدخل القومي حيث يشكل‬
‫مصدرا رئيسيا للطلب الفعال‪.‬‬

‫‪ -3‬مدى توافر املوارد الطبيعية‪:‬‬

‫و هي املوارد اليت دخل اإلنسان يف صنعها و هي تتكون من األرض و ما عليها و ما بداخلها‪ ،‬فكلما‬
‫زادت املوارد الطبيعية سواء ابطنية و ظاهرية كلما زاد معدل النمو االقتصادي و العكس صحيح‪.‬‬

‫‪ -4‬التخصص و تقسيم العمل و احلجم الكبري لإلنتاج‪:‬‬

‫يؤدي هذا املعامل إىل زايدة الكفاءة االقتصادية و اإلنتاجية و حتسني األداء و توليد التكنولوجيا و من مث‬
‫زايدة معدل النمو االقتصادي‪.‬‬

‫‪ -5‬التقدم التكنولوجي و الفين‪:‬‬

‫يلعب هذا املعامل دورا رئيسيا يف استحداث وسائل جديدة لإلنتاج و حتسني أداء املعدالت و اآلالت‬
‫و حتسني نظم اإلدارة و التنظيم و كلما زاد مستوى التقدم الفين و التكنولوجي كلما زاد النمو االقتصادي‪-9 -.‬‬
‫الفقر وعالقته ابلتنمية‪:‬‬

‫‪-1‬مفهوم الفقر‪:‬‬

‫و‬ ‫على الرغم من أن الفقر كان سببا دافعا إىل العديد من الثورات االجتماعية والتغريات الكربى‬
‫الضطراابت السياسية املمتدة وعلى الرغم من أنه أيضا كان مصدر إهلام للفكر اإلنساين وللفالسفة واملصلحني‬
‫االجتماعيني ولظهور عديد من النظرايت السياسية واالجتاهات الفكرية وعلى الرغم من ذلك فإنه ال يوجد حىت‬
‫اآلن تعريف دقيق ملفهوم الفقر ‪ ,‬فالفقر من املفاهيم اجملردة النسبية فهو مفهوم حياول وصف ظاهرة اجتماعية‬
‫واقتصادية ابلغة التعقيد والتشابك من جهة وهو مفهوم خيتلف ابختالف اجملتمعات والفرتات التارخيية وأدوات‬
‫القياس واخللفية الفكرية واألخالقية للمتصدي لدراسة الظاهرة من جهة اثنية ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫واجلزء املشرتك بني مج يع تعريفات الفقر يدور حول مفهوم احلرمان النسيب لفئة معينة من فئات اجملتمع ويف‬
‫ما بعد ذلك ختتلف تلك التعريفات يف حدوده ومكوانته وحيت يف التعريف الشامل الذي وضعه البنك الدويل‬
‫للفقر والذي يقول فيه أبن ( الفقر هو عدم القدرة على حتقيق احلد األدىن من مستوي املعيشة ) فإنه يف هذا‬
‫التعريف يعتمد إىل حد كبري على مفهوم احلد االدين ومفهوم مستوي املعيشة ‪ ,‬كما يعتمد على مفهوم اجملتمع‬
‫الذي تتم فيه حالة التوصيف فالفقر يف الريف اهلندي أو الصيين مثال والذي يؤدي أحياان إىل املوت بسب اجلوع‬
‫خيتلف عن الفقفر يف أقطار أورواب الغربية والوالايت املتحدة الذي يشري بدرجة كبرية إىل قضية التباين يف توزيع‬
‫الدخل أكثر مما يشري إىل احلرمان املطلق ‪.‬‬

‫وهناك مكوانن مهمان البد من إبرازمها ألي تعريف ملفهوم الفقر وهذان املكوانن مها مستوي املعيشة‬
‫واحلق يف احلصول على حد أدين من املوارد ‪ ,‬ومستوي املع يشة ميكن التعبري عنه ابالستهالك من سلع حمدودة مثل‬
‫الغذاء أو امللبس أو السكن اليت متثل احلاجات األساسية لإلنسان اليت تسمح بتصنيف أي فرد ال حيققها ضمن‬
‫دائرة الفقراء ‪ ,‬أما احلق الثاين يف احلصول على حد أدين من املوارد فهو ال يركز على االستهالك بقدر تركيزه على‬
‫الدخل ‪ ,‬أي احلق يف احلصول على هذه احلاجيات أو القدرة على احلصول عليه‪.‬‬

‫‪ -2‬أنواع الفقر‬

‫وينقسم الفقر إيل عدة أنواع‪:‬‬

‫‪ -‬الفقر اإلنساين‪ :‬هو عدم متكن الفرد من الصحة‪ ,‬الرتبية ‪ ,‬التغذية ‪ ,‬املاء الصاحل للشرب ‪ ,‬املسكن ‪.‬‬

‫‪ -‬الفقر السياسي ‪ :‬يتجلي يف غياب حقوق اإلنسان ( هدر احلرايت األساسية واإلنسانية ‪. )....‬‬

‫‪ -‬الفقر السوسيو ثقايف ‪ :‬الذي يتميز بعدم القدرة على املشاركة علي اعتبار الفرد هو حمور اجلماعة واجملتمع يف‬
‫مجيع األشكال الثقافية واهلوية واالنتماء اليت تربط الفرد يف اجملتمع ‪.‬‬

‫‪ -‬الفقر الوقائي‪ :‬هو غياب القدرة على مقاومة الصدمات االقتصادية اخلارجية ‪.‬‬

‫‪ -3‬أسباب الفقر‬

‫يعزي ظهور الفقر يف أي جمتمع من اجملتمعات إىل عوامل اقتصادية ‪ ,‬سياسية ‪ ,‬اجتماعية ‪ ,‬ثقافية ومن‬
‫أهم تلك العوامل سوء إدارة املوارد االقتصادية وسوء توزيع الدخل والثروات والضغط السكاين والكوارث الطبيعية‬
‫وهتميش دور فئات من اجملتمع كاملرأة وسكان الريف وبصفة مباشرة نقوم بتحديد األسباب التالية ‪:‬‬

‫‪93‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ -1‬البطالة ‪ :‬فالبطالة تعترب أحد أهم أسباب الفقر < وأحد نتائجه أيضا > فازدايد البطالة معناه عدم توفر‬
‫األفراد العاطلني على أو الدخل الالزم ملعيشتهم وأهاليهم وهذا يرتتب عنه نشوء حالة من احلرمان والعجز عن‬
‫توفري املتطلبات األساسية‪.‬‬

‫‪ -2‬حجم األسرة‪ :‬إن حجم األسرة يعترب أيضا من مسببات الفقر حيث يؤدى كرب حجم األسرة وارتفاع‬
‫معدالت اإلعالة إىل زايدة األعباء على نفقات األسرة وابلتايل مواجهة العجز عن توفري كل متطلبات األسرة ذات‬
‫احلجم الكبري وقد تزداد حالة العجز هذه ابستمرار وتتفاقم وينتج عنها الفقر أبمت معناه ‪.‬‬

‫‪ -3‬التضخم ‪ :‬يؤدي التضخم إىل اخنفاض القوة الشرائية للنقود وابلتايل تتأثر الدخول احلقيقية وتصل إىل حالة‬
‫العجز عن اقتناء كل املتطلبات اليت حتتاجها وتصبح ضمن تعداد الفقراء بغض النظر عن درجة الفقر ‪.‬‬

‫‪ -4‬التنمية والفقر‬

‫تتشابك قضية الفقر يف العامل اليوم مع قضااي كثرية معاصرة وكلها تتعلق بقضااي التنمية واألوضاع املختلفة‬
‫هلا وخاصة قضااي اإلصالح االقتصادي وأسلوب احلكم واحملددات واملمارسات السياسية اليت تتعلق مبتابعة األمور‬
‫اليومية للناس يف الدول املخلفة واليت تؤدي إىل مزيد من الفقر أو إىل مزيد من التنمية والرخاء‪.‬‬

‫وقضية الفقر تعترب قضية حمرجة ومؤسفة تنتشر وتتزايد يف كثري من دول عاملنا اليوم بشكل خميف فالفقر‬
‫الذي ينتشر يف عاملنا اليوم بشكل خميف ال يقل يف حدته عن أخطار أخري يواجهها العامل مثل أخطار إنفجارات‬
‫األسلحة النووية ‪ ,‬كما أنه يشكل حتداي إلنسانية ومجيع الدول ‪.‬‬

‫إن مستقبل اإلنسانية مهدد بشكل عام بسبب تزايد وانتشار الفقر فبسببه تتعثر الكثري من مسريات‬
‫وخطط التنمية وتتزايد أيضا بسببه اهلوة بني األغنياء والفقراء مما يؤدي إىل زوال أحالم الشعوب والدول يف الوصول‬
‫إىل مستوي إنساين أفضل توافر فيه احلياة الكرمية لألفراد وخاصة فيما يتعلق ابالحتياجات األساسية مثل التعليم‬
‫والصحة و املأكل واملشرب ‪ ....‬اخل‪.‬‬

‫إن إسرتاتيجية مكافحة الفقر واستئصاله من جذوره ال ميكن أن حتقق النجاح من غري إسرتاتيجية‬
‫لالستثمار تراعي قاعدة األولوايت وحتقق النمو املتوازن‪.‬‬

‫وال خيتلف اقتصاداين على أن االستثمار حتقيق للنمو والتنمية على حد سواء فهو مصدر تراكم وخلق‬
‫القيمة املضافة واالستثمار يشمل إنشاء مؤسسات جديدة كما يشمل التوسع يف مؤسسات موجودة كما يشمل‬
‫االستثمار يف رأس املال واالستثمار يف املوارد البشرية‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫ويف الواقع فإن قرارات االستثمار ليست تصرفا معزوال فمناخ االستثمار العام له أتثري كبري على املستثمر ‪,‬‬
‫فضال عن املؤثرات التسويقية ‪ ,‬تلعب البيئة االقتصادية والتشريعية وكذا البيئة السياسية والثقافية دورا حامسا يف‬
‫توجيه قرارات االستثمار بل ويف إطالقه وتثبيطه‪.‬‬

‫فعلى الصعيد السياسي يشرتط االستثمار جوا من االستقرار السياسي فتغيري احلكومات والذي ينجر عنه‬
‫تغيري التشريعات ال جيعل املستثمرين على راحة ابل‪.‬‬

‫وعلى الصعيد االقتصادي يشرتط االستثمار توفر بنية اقتصادية مالئمة من وسائل املواصالت‬
‫واالتصاالت ومؤسسات غري بريوقراطية ومصادر اإلمداد ابخلربات واملواد وخمتلف لوازم اإلنتاج وكذا تواجد نظام‬
‫مصريف قادر على توفري التمويل الالزم للخدمات املصرفية الضرورية يف أسرع اآلجال وأبقل التكاليف‪.‬‬

‫ومع أن االستثمار هو أساس النمو وأن القضاء على الفقر أو احلد منه إىل أدين مستوي وحتقيق معدل‬
‫النمو أمران متالزمان إال أن احلديث عن هذه املفاهيم بصورة مطلقة لن يؤدي إىل الغرض املطلوب ذلك أنه قد‬
‫يتم حتقيق معدل منو مرتفع ولكن دون أن يصاحب ذلك اخنفاض من خط الفقر وال حىت احلد منه‪.‬‬

‫ومن أجل ذلك فإن مكافحة الفقر تتطلب إجراء دراسة يف كل جمتمع على حد ملعرفة أسباب الفقر‬
‫والتوزيع اجلغرايف واالجتماعي للفئات املتضررة منه فمن املالحظ أن األرايف هي املناطق األكثر حرمان من املدن‬
‫على وجه العموم ومن مث لزم االهتمام أكثر ابلتنمية الريفية يف خمتلف الربامج املتعلقة برتقية االستثمار ابتداء من‬
‫دعم البنية التحتية إىل تقدمي التحفيزات واملعوانت ( إعفاء ضرييب حمدود ‪ ,‬قروض ‪ ) ......‬وهذا ما تسعي إليه‬
‫التنمية احمللية أو بعبارة أخري جيسد دورها يف القضاء على الفقر ومن هنا تظهر عالقة التنمية احمللية ابلفقر‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪:‬التنمية املستدامة‪.‬‬


‫‪18‬‬
‫‪-1‬التنمية املستدامة‪:‬‬
‫إن مفهوم التنمية املستدامة يشري إىل معىن خيتلف عن التنمية االقتصادية‪ .‬فقد استخدم لوصف مفهوم‬
‫تسيري موردا ما من منظور احلفاظ عليه‪ ،‬مدجما بني تنظيم االستخدام و استغالل املورد بكيفية تكون الفائدة‬
‫متوازنة ألكرب عدد ممكن من األفراد‪ ،‬و ألطول مدة زمنية‪ ،‬و هكذا جاء املفهوم يف إطار إسرتاتيجية احلفاظ على‬
‫البيئة‪.‬‬

‫‪ 18‬د‪ .‬معطى هللا خري الدين و أ‪ .‬جدي عبد احلليم‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيري جامعة قاملة‪،‬التنمية الذاتية يف البلدايت‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫فالتنمية املستدامة عبارة عن تغيري احمليط احليوي‪ ،‬و تطبيق املوارد اإلنسانية و املالية‪ ،‬إلشباع احلاجات‬
‫اإلنسانية وحتسني حياة اإلنسان‪ ،‬و ألجل أن تتصف التنمية ابملستدامة‪ ،‬جيب أن أتخذ يف احلسبان العناصر‬
‫االجتماعية و كذلك االقتصادية للموارد األساسية احلية و غري احلية‪.‬‬

‫و أكثر تعاريف التنمية املستدامة تداوال يصفها أهنا تلك التنمية اليت تستجيب حلاجات األجيال الراهنة‬
‫دون تعريض قدرة األجيال القادمة للخطر ابالستجابة حلاجاهتا أيضا‪.‬‬

‫‪ -2‬املفهوم واألهداف واملتطلبات‪:‬‬

‫‪ - 1‬مفهوم التنمية املستدامة‬

‫قبل التطرق إىل مفهوم التنمية املستدامة‪ ،‬جيب إزالة اللثام عن االستدامة كنقطة مبدئية‪ ،‬حيث يعود أصل‬
‫االستدامة إىل علم االيكولوجي‪ ،‬حيث استخدمت االستدامة للتعبري عن تشكل وتطور النظم الديناميكية‪ ،‬اليت‬
‫تعرضت إىل تغريات هيكلية‪ ،‬تؤدي إىل حدوث تغري يف خصائصها وعناصرها‪ ،‬وعالقات هذه العناصر ببعضها‬
‫البعض‪ ،‬ويف املفهوم التنموي استخدم مصطلح االستدامة للتعبري عن طبيعة العالقة بني علم االقتصاد وعلم‬
‫االيكولوجي‪.‬‬

‫و نظرا حلداثة وعمومية مفهوم التنمية املستدمية‪ ،‬فقد تنوعت معانيه يف خمتلف اجملاالت العلمية والعملية‪،‬‬
‫فالبعض يتعامل مع هذا املفهوم كرؤية أخالقية‪ ،‬والبعض اآلخر كنموذج تنموي جديد‪ ،‬وهناك من يرى أبن املفهوم‬
‫عبارة عن فكرة عصرية للبلدان الغنية‪ ،‬مما أضفى على مفهوم التنمية املستدمية نوع من الغموض‪ ،‬وإلزالة ذلك‬
‫يتعني عرض خمتلف التعاريف ووجهات النظر السابقة واحلديثة‪.‬‬

‫لقد أصبح مفهوم التنمية املستدمية واسع التداول ومتعدد املعاين‪ ،‬واملشكل ليس يف غياب التعاريف‪ ،‬وإمنا يف‬
‫تعددها واختالف معانيها‪.‬‬

‫هو ترمجة ال تستجيب للمصطلح اإلجنليزي ‪ Développement Durable‬التنمية املستدامة‪:‬‬


‫الذي ميكن ترمجته أيضا ابلتنمية ( القابلة لإلدامة ) أو (املوصولة)‪ ،‬ولقد ‪Sustainable Development‬‬
‫مت اختيار مصطلح (مستدمية) ألنه املصطلح الذي يوفق بني املعىن والقواعد النحوية‪.‬‬

‫‪" :‬أبهنا ذلك النشاط الذي يؤدي إىل االرتقاء ابلرفاهية االجتماعية اكرب قدر ‪ Edwerd Barbier‬كما يعرفها‬
‫ممكن‪ ،‬مع احلرص على املوارد الطبيعية املتاحة وأبقل قدر ممكن من األضرار واإلساءة إىل البيئة ‪ ،‬ويوضح ذلك‬
‫و بيئي‪.‬‬ ‫أبن التنمية املستدامة ختتلف عن التنمية يف كوهنا أكثر تعقيدا وتداخال فيما هو اقتصادي واجتماعي‬

‫‪96‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫إن التنمية املستدامة تقوم أساسا على وضع حوافز تقلل من التلوث وحجم النفاايت واملخلفات واالستهالك‬
‫الراهن للطاقة‪ ،‬وتضع ضرائب حتد من اإلسراف يف استهالك املاء واهلواء واملوارد احليوية األخرى‪.‬‬

‫ولقد توصل تقرير بروتالند‪ 19‬عام ‪ 1987‬إىل تعريف التنمية املستدامة كاأليت " التنمية املستدامة هي عملية‬
‫‪i‬‬
‫التنمية اليت تليب أماين وحاجات احلاضر‪ ،‬دون تعريض قدرة أجيال املستقبل على تلبية حاجاهتم للخطر‪.‬‬

‫يهدف هذا املفهوم اجلديد إىل حتسني نوعية حياة اإلنسان‪ ،‬من منطلق العيش يف إطار قدرة احلمل أو القدرة‬
‫االستيعابية البيئة احمليطة ‪ ،‬وترتكز فلسفة التنمية املستدامة على حقيقة هامة‪ ،‬مفادها أن االهتمام ابلبيئة هو‬
‫األساس الصلب للتنمية جبميع جوانبها‪ ،‬فهذا النوع من التنمية هو الذي يركز على بعدين مهمني مها احلاضر‬
‫واملستقبل‪ ،‬حيث تكمن أمهية التنمية املستدامة‪ ،‬حسب هذا التعريف يف قدرهتا على إجياد التوازن بني متطلبات‬
‫التنمية لألجيال احلاضرة‪ ،‬دون أن يكون ذلك على حساب األجيال القادمة‪.‬‬

‫أما اللجنة العاملية للتنمية املستدامة‪ ،‬فقد عرفتها على أهنا‪ :‬هي التنمية اليت تفي احتياجات احلاضر دون اجملازفة‬
‫مبوارد أجيال املستقبل‪ ،‬و قد انتهت اللجنة العاملية للتنمية يف تقريرها املعنون "مستقبلنا املشرتك" إىل أن هناك‬
‫حاجة إىل طريق جديد للتنمية‪ ،‬طريق يستدمي التقدم البشري ال يف أماكن قليلة‪ ،‬أو بعض السنني بل للكرة‬
‫‪ii‬‬
‫األرضية أبسرها وصوال إىل املستقبل البعيد‪.‬‬

‫إن هذا النوع من التنمية هو الذي جيسد العالقة بني النشاط االقتصادي واستخدامه للموارد الطبيعية يف العملية‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وانعكاس ذلك على منط حياة اجملتمع‪ ،‬مبا حيقق التوصل إىل خمرجات ذات نوعية جيدة للنشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬وترشيد استخدام املوارد الطبيعية‪ ،‬مبا يؤمن استدامتها وسالمتها‪ ،‬دون أن يؤثر ذلك الرتشيد سلبا على‬
‫منط احلياة وتطوره‪.‬‬

‫و من هنا فالتنمية املستدامة تستلزم تغيري السياسات والربامج والنشاطات التنموية حبيث تبدأ من الفرد وتنتهي‬
‫ابلعامل مرورا ابجملتمع‪.‬‬

‫و املالحظ أن البعض يتعامل مع التنمية املستدامة كاجتاه جديد‪ ،‬يتناسب واهتمامات النظام العاملي اجلديد‪،‬‬
‫والبعض يرى أن التنمية املستدامة منوذج تنموي بديل خمتلف عن النموذج الصناعي الرأمسايل‪ ،‬ورمبا أسلوب‬
‫إلصالح أخطاء وعثرات هذا النموذج يف عالقته ابلبيئة‪.‬‬

‫ونالحظ إمجاال أن اإلنسان هو حمور جل التعاريف املقدمة بشأن التنمية املستدامة‪ ،‬حيث تتضمن تنمية بشرية‬
‫تؤدي إىل حتسني مستوى الرعاية الصحية والتعليم و الرفاه االجتماعي وحماربة البطالة‪ ،‬وهناك اعرتاف اليوم‬
‫ابلتنمية البشرية على اعتبار أهنا حجر أساسي للتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫نسبة إىل رئيسة وزراء النرويج ‪ ،‬رئيسة اللجنة ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫من خالل ما سبق ميكن القول أن التنمية املستدامة‪ ،‬هي التنمية اليت حتقق التوازن بني النظام البيئي واالقتصادي‬
‫واالجتماعي والتكنولوجي‪ ،‬وتساهم يف حتقيق أقصى حد من النمو يف األنظمة األربعة السابقة‪ ،‬و أن ال يكون‬
‫له أتثري جانيب على األنظمة السابقة‪ ،‬ويف جوهرها ترتكز على النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬التأكيد على ضرورة االستغالل األمثل لإلمكانيات واملوارد املتاحة يف االقتصاد؛‬


‫‪ ‬احملافظة على البيئة‪ ،‬عن طريق التقليل قدر اإلمكان من اآلاثر السلبية الناجتة عن األنشطة االقتصادية‬
‫واالجتماعية على مصادر االقتصاد وعلى البيئة؛‬
‫‪ ‬السعي لتحقيق تنمية اقتصادية متوازنة قادرة على إحداث تقارب يف مستوايت املعيشة ملختلف الفئات‪.‬‬

‫‪ - 2‬متطلبات التنمية املستدامة‬

‫لتحقيق تنمية مستدامة فعالة يتطلب األمر التوافق واالنسجام بني األنظمة التالية‪:‬‬

‫‪ ‬نظام سياسي‪ :‬يضمن الدميقراطية يف اختاذ القرار‪.‬‬


‫‪ ‬نظام اقتصادي ‪ :‬ميكن من حتقيق الفائض‪ ،‬ويعتمد على الذات‪.‬‬
‫‪ ‬نظام اجتماعي‪ :‬ينسجم مع املخططات التنموية وأساليب تنفيذها‪.‬‬
‫‪ ‬نظام إنتاجي‪ :‬يكرس مبدأ اجلدوى البيئية يف املشاريع‪.‬‬
‫‪ ‬نظام تكنولوجي‪ :‬ميكن من البحث و إجياد احللول ملا يواجهه من مشكالت‪.‬‬
‫‪ ‬نظام دويل‪ :‬يعزز التعاون وتبادل اخلربات يف مشروع التنمية‪.‬‬
‫‪ ‬نظام إداري‪ :‬مرن ميلك القدرة على التصحيح الذايت ‪.‬‬
‫‪ ‬نظام ثقايف ‪ :‬يدرب على أتصيل البعد البيئي يف كل أنشطة احلياة عامة‪ ،‬والتنمية املستدامة خاصة‪.‬‬
‫‪ - 3‬أهداف التنمية املستدامة‬

‫‪ ‬آن التنمية املستدامة عملية واعية – معقدة – طويلة األمد – شاملة‪ -‬ومتكاملة يف أبعادها االقتصادية‬
‫–االجتماعية – السياسية – الثقافية؛‬
‫‪ ‬مهما كانت غاية اإلنسان‪ ،‬إال انه جيب أن حيافظ على البيئة اليت يعيش فيها‪ ،‬لذا فان هدفه جيب أن‬
‫يكون إجراء تغريات جوهرية يف البين التحتية والفوقية‪ ،‬دون الضرر بعناصر البيئة احمليطة؛‬
‫‪ ‬هذا النموذج للتنمية ميكن مجيع األفراد من توسيع نطاق قدراهتم البشرية إىل أقصى حد ممكن‪ ،‬وتوظيف‬
‫تلك القدرات أحسن توظيف هلا يف مجيع امليادين؛‬
‫‪ ‬منوذج حيمي خيارات األجيال اليت مل تولد بعد‪ ،‬وال يستنزف قاعدة املوارد الطبيعية الالزمة لدعم التنمية يف‬
‫املستقبل‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫اثلثا‪ :‬أبعاد ومبادئ التنمية املستدامة‬

‫‪ - 1‬أبعاد التنمية املستدامة‪:‬‬

‫تستند التنمية املستدامة إيل أبعاد‪ ،‬ميكن ذكر أمهها كما يلي‪:‬‬

‫ا ‪ -‬البعد البيئي‪:‬‬

‫يوضح هذا البعد االسرتاجتيات اليت جيب توافرها واحرتامها يف جمال التصنيع‪ ،‬هبدف التسيري األمثل للرأمسال‬
‫الطبيعي‪ ،‬بدال من تبذيره واستنزافه بطريقة غري عقالنية‪ ،‬حىت ال تؤثر على التوازن البيئي‪ ،‬وذلك من خالل التحكم‬
‫يف استعمال املوارد وتوظيف تقنيات تتحكم يف إنتاج النفاايت‪ ،‬واستعمال امللواثت ونقل اجملتمع إيل عصر‬
‫‪iii‬‬
‫الصناعات النظيفة‪.‬‬

‫ومن أجل الوصول إىل صناعة نظيفة‪ ،‬تقدم األمم املتحدة اخلطوات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تشجيع الصناعة املتواصلة بيئيا يف إطار خطط مرنة؛‬


‫‪ ‬إلزام الشركات العاملية بنفس املعايري خارج وداخل أوطاهنا؛‬
‫‪ ‬التوعية بكل الوسائل ابخلسائر واألخطار النامجة عن التلوث‪ ،‬سواء املباشرة أو غري املباشرة؛‬
‫‪ ‬إدخال مفاهيم البيئة اآلمنة‪ ،‬وإلزامية احملافظة عليها‪ ،‬من طرف الفرد واجملتمع يف كافة مراحل التعليم؛‬
‫‪ ‬إشراك اجملتمعات يف آلية التنمية املستدامة جبهود وسائل اإلعالم والثقافة للجميع ؛‬
‫‪ ‬تشجيع اإلنتاج النظيف بيئيا‪ ،‬من خالل آليات السوق والسياسة الضرائبية‪.‬‬
‫إضافة إىل تبين الصناعة النظيفة مثلما سبق ذكره‪ ،‬نرى أنه من املفيد إلقاء الضوء على مفهوم املشاريع البيئية‪ :‬وهي‬
‫تلك اليت تراعي البعد البيئي كركيزة أساسية لقيامها‪ ،‬وهناك من يرى أبهنا املشاريع اليت تساهم يف التنمية االقتصادية‬
‫ابملوازاة مع احلفاظ على البيئة والعمل مع املستخدمني واجملتمع بشكل عام هبدف حتسني جودة احلياة جلميع‬
‫األطراف‪.‬‬

‫و ميكن اختصارا ذكر أهم العناصر اليت تكون ضمن البعد البيئي وهي‪:‬‬

‫‪ ‬النظم االيكولوجية؛‬
‫‪ ‬الطاقة؛‬
‫‪ ‬التنوع البيولوجي؛‬
‫‪ ‬اإلنتاجية البيولوجية؛‬
‫‪ ‬القدرة على التكيف؛‬

‫‪99‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ ‬اإلعالم والثقافة للجميع ؛‬


‫‪ ‬الصناعة النظيفة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬البعد االقتصادي‬

‫إذا كان مفهوم التنمية املستدامة ابلنسبة لدول الشمال الصناعية‪ ،‬هي السعي إىل خفض كبري ومتواصل يف‬
‫استهالك الطاقة واملوارد الطبيعية‪ ،‬وإحداث حتوالت جذرية يف األمناط احلياتية السائدة يف االستهالك واإلنتاج‪،‬‬
‫واحلد من تصدير منوذجها الصناعي إىل الدول املتخلفة‪ ،‬فإن وجهة نظر الدول الفقرية خبصوص التنمية املستدامة‪،‬‬
‫‪iv‬‬
‫تعين توظيف املوارد من أجل رفع املستوى املعيشي للسكان األكثر فقرا‪.‬‬

‫و ميكن تلخيص أهم النقاط اليت تؤخذ بعني االعتبار يف البعد االقتصادي كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬حصة االستهالك الفردي من املوارد الطبيعية؛‬


‫‪ ‬مسؤولية البلدان املتقدمة عن التلوث وعن معاجلته؛‬
‫‪ ‬تبعية البلدان النامية؛‬
‫‪ ‬املساواة يف توزيع املوارد؛‬
‫‪ ‬اإلنفاق العسكري؛‬
‫‪ ‬التفاوت يف املداخيل‪.‬‬
‫د ‪ -‬البعد االجتماعي‬

‫على الصعيد اإلنساين واالجتماعي فان التنمية املستدامة‪ ،‬تسعى إىل حتقيق معدالت منو مرتفعة‪ ،‬مع احملافظة‬
‫على استقرار معدل منو السكان‪ ،‬حىت ال تفرض ضغوطات شديدة على املوارد الطبيعية‪ ،‬ووقف تدفق األفراد إىل‬
‫املدن‪ ،‬وذلك من خالل تطوير مستوى اخلدمات الصحية والتعليمية يف األرايف ‪ ،‬وحتقيق أكرب قدر من املشاركة‬
‫الشعبية يف التخطيط للتنمية‪.‬‬
‫‪v‬‬
‫ومن هنا فالبعد االجتماعي يسوقنا إىل تسليط الضوء على النقاط التالية‬

‫‪ ‬املساواة يف التوزيع؛‬
‫‪ ‬احلراك االجتماعي؛‬
‫‪ ‬املشاركة الشعبية؛‬
‫‪ ‬التنوع الثقايف؛‬
‫‪ ‬استدامة املؤسسات؛‬
‫‪ ‬منو وتوزيع السكان؛‬

‫‪100‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ ‬الصحة والتعليم وحماربة البطالة ‪.‬‬


‫ه ‪ -‬البعد التكنولوجي‬

‫‪ ‬تطوير أنشطة البحث بتعزيز تكنولوجيا املواد اجلديدة وتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬و اعتماد‬
‫اآلليات القابلة لالستدامة؛‬
‫‪ ‬حتسني أداء املؤسسات اخلاصة‪ ،‬من خالل مدخالت معينة مستندة إىل التكنولوجيات احلديثة؛‬
‫‪ ‬استحداث أمناط مؤسسية جديدة تشمل مدن وحاضنات التكنولوجيا؛‬
‫‪ ‬تعزيز بناء القدرات يف العلوم والتكنولوجيا واالبتكار‪ ،‬بغية حتقيق أهداف التنمية املستدامة يف االقتصاد‬
‫القائم على املعرفة‪ ،‬السيّما أن بناء القدرات هو الوسيلة الوحيدة لتعزيز التنافسية‪ ،‬وزايدة النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬وخلق فرص عمل جديدة وحماربة الفقر‪.‬‬
‫‪ ‬وضع اخلطط والربامج اليت هتدف إىل حتويل اجملتمع إىل جمتمع معلومايت‪ ،‬حبيث يتم إدماج التكنولوجيات‬
‫اجلديدة يف خطط واسرتاتيجيات التنمية االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬ابملوازاة مع حتقيق أهداف عاملية‬
‫كاألهداف اإلمنائية لأللفية‪.‬‬

‫ويؤكد تقرير املوارد الطبيعية أن القاسم املشرتك هلذه األبعاد االقتصادية واالجتماعية والبيئية والتكنولوجية‪ ،‬هي أن‬
‫التنمية لكي تكون مستدمية جيب مراعاة ما يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬أن ال تتجاهل الضوابط واحملددات البيئية؛‬


‫‪ ‬أن ال تؤدى إىل دمار واستنزاف املوارد الطبيعية؛‬
‫‪ ‬تؤدى إىل تطوير املوارد البشرية‪ ،‬كمحاربة البطالة والفقر وحتسني وضعية املرأة يف اجملتمع؛‬
‫‪ ‬حتدث حتوالت يف القاعدة الصناعية السائدة‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫قـائمة المراجع‬

‫‪102‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬

‫ابللغة العربية‪:‬‬
‫‪ -1‬د‪ .‬أمحد ضياء الدين زيتون‪ .‬مبادئ يف علم اإلقتصاد‪ .‬املكتب اجلامعي احلديث‪ .‬اإلسكندرية‪. 2002‬‬

‫‪ -2‬د‪ .‬أمحد رمضان نعمة هللا‪/‬د‪ .‬حممد سيد عابد‪/‬د‪ .‬إميان عطية انصف‪ .‬النظرية اإلقتصادية الكلية‪ .‬الدار اجلامعية‪.‬‬
‫اإلسكندرية‪.2003‬‬

‫‪ -3‬أمحد هين‪ ،‬العملة و النقود‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.1999 ،‬‬

‫‪ -4‬د‪ .‬أمحد حممد مندور ‪/‬حممدي فوزي أبو السعود‪ /‬د‪ .‬عفاف ع العزيز‪ .‬النظرية اإلقتصادية اجلزئية‪ .‬الدار اجلامعية‪.‬‬
‫اإلسكندرية‪.2004.‬‬

‫‪ -5‬أمحد زكراي صيام‪ .‬مبادئ اإلستثمار‪ .‬دار املناهج للنشر و التوزيع‪ .‬األردن‪1997.‬‬

‫‪ -6‬امحد خليل‪ .‬معجم املصطلحات االقتصادية‪ /‬عريب ‪،‬فرنسي‪ ،‬اجنليزي‪ /‬دار الفكر اللبناين‪ .‬بريوت‪1979.‬‬

‫‪ –7‬د‪ .‬ادريس خضري‪ .‬مبادئ اإلقتصاد يف اإلسالم‪ .‬دار الغرب ن‪ .‬ت‪ .‬اجلزائر‪2006.‬‬

‫‪ -8‬د‪ .‬إمساعيل هاشم‪ ،‬مذكرات يف النقود و البنوك‪ ،‬النهضة العربية للطباعة و النشر‪ ،‬بريوت‪.1997 ،‬‬

‫‪ -9‬بلخريصات رشيد‪ .‬االقتصاد الكلي‪ .‬دروس و متارين‪ .‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيري جامعة سيدي بلعباس‪.‬‬
‫‪2006‬‬

‫‪ -10‬حسني بين هاين‪ ،‬اقتصادايت النقود و البنوك "أسس و مبادئ"‪،‬دار الكندي‪ ،‬عمان‪.2003،‬‬

‫‪-11‬د‪ .‬خالد واصف الوزين‪/‬د‪ .‬أمحد حسني الرفاعي‪ .‬مبادئ اإلقتصاد الكلي بني النظرية و التطبيق‪ .‬دار وائل للنشر‪.‬‬
‫عمان‪2001.‬‬

‫‪ -12‬رشيد حيمران‪ .‬مبادئ اإلقتصاد و عوامل التنمية يف اإلسالم‪ .‬دار هومة ط ن ت‪ .‬اجلزائر‪. 2003.‬‬

‫‪ –13‬د ‪.‬ع املنعم حممد مبارك‪ .‬مبادئ علم اإلقتصاد‪ .‬الدار اجلامعية‪ .‬اإلسكندرية‪1999.‬‬

‫‪ -14‬د‪ .‬ع القادر حممد ع القادر عطية‪ .‬التحليل اإلقتصادي اجلزئي بني النظرية و التطبيق‪ .‬الدار اجلامعية‪.‬‬
‫اإلسكندرية‪2003‬‬

‫‪ -15‬د‪ :‬ع القادر حممد ع القادر عطية‪ .‬النظرية االقتصادية الكلية‪ .‬الدار اجلامعية للكتب‪ .‬اإلسكندرية‪1997.‬‬

‫‪ -16‬د‪.‬م رايض الرشيد‪ /‬د‪ .‬عامر الفيتوري املقري‪ .‬مبادئ علم اإلقتصاد‪.‬منشورات ‪1995.ELGA.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ -17‬د‪ .‬حميي حممد مسعد‪ .‬الوجيز يف‪ :‬مبادئ علم اإلقتصاد‪ .‬دار اجلامعة اجلديدة‪ .‬اإلسكندرية‪.2004.‬‬

‫‪ –18‬د‪ .‬حممد خليل برعي‪ .‬مبادئ اإلقتصاد‪ .‬مكتبة هنضة الشرق‪ .‬القاهرة‪. 1984.‬‬

‫‪ -19‬د‪ .‬حممد علي الليثي‪/‬د‪ .‬نعمة هللا جنيب ‪/‬د‪ .‬اميان حمب زكي‪ .‬النظرية االقتصادية اجلزئية‪ .‬الدار اجلامعية‪.‬‬
‫اإلسكندرية‪2003‬‬

‫‪ -20‬د‪ .‬حممد علي الليثي‪ .‬النظرية االقتصادية اجلزئية‪ .‬الناشر قسم االقتصاد‪ . .‬اإلسكندرية‪.2005‬‬

‫‪ -21‬د‪ .‬حممد ع املنعم عفر‪/‬د‪ .‬أمحد فريد مصطفى‪ .‬اإلقتصاد املايل الوضعي و اإلسالمي بني النظرية و التطبيق‪ .‬مؤسسة‬
‫شباب اجلامعة‪ .‬اإلسكندرية‪1999.‬‬

‫‪ -22‬د‪ .‬محاد حممد شطا‪ .‬النظرية العامة لألجور و املرتبات‪ :‬دراسة مقارنة بني النظامني الرأمسايل‪ ،‬االشرتاكي‬

‫ديوان املطبوعات اجلامعية‪ .‬اجلزائر‪1982.‬‬

‫‪ -23‬د‪ .‬حممد انجي حسن خليفة‪ .‬النمو اإلقتصادي ‪ :‬النظرية و املفهوم‪ .‬دار القاهرة‪.2001.‬‬

‫‪ -24‬د‪ .‬حمي حممد مسعد‪ .‬ظاهرة العوملة ‪ :‬األوهام و احلقائق‪ .‬دار املطبوعات اجلامعية‪ .‬اإلسكندرية‪. 2004‬‬

‫‪ -25‬د‪ .‬حممد ع العزيز عجمية ‪/‬د‪ .‬حممد علي الليثي‪ .‬التنمية اإلقتصادية‪ :‬مفهومها ‪ -‬نظرايهتا – سياساهتا‪.‬‬

‫الدار اجلامعية‪ .‬اإلسكندرية‪2003‬‬

‫‪ -26‬د‪ .‬حممد ع العزيز عجيمة ‪/‬د‪ .‬إميان عطية انصف‪ .‬التنمية اإلقتصادية ‪ :‬دراسة نظرية و تطبيقية‪ .‬قسم اإلقتصاد‪. .‬‬
‫اإلسكندرية‪2000‬‬

‫‪ -27‬د‪ .‬حممد مدحت مصطفى‪/‬د‪ .‬سهري ع الظاهر أمحد‪ .‬النماذج الرايضية للتخطيط و التنمية اإلقتصادية‪ .‬مكتبة و‬
‫مطبعة الغشعاع الفنية‪ .‬مصر‪1999.‬‬

‫‪ -28‬د‪ .‬حممد ع العزيز عجمية‪/‬د‪ .‬صبحي اتورس قريصة‪/‬متحت حممد العقاد‪ .‬مقدمة يف التنمية و التخطيط‬

‫دار النهضة العربية‪ .‬بريوت‪1983.‬‬

‫‪ -29‬د‪ .‬حممد العريب ولد خليفة‪ .‬النظام العاملي‪ ،‬ماذا تغري فيه ؟ ‪ ،‬و أين حنن من حتوالته ‪ :‬مدخل لدراسة اهليكلة اجلديدة‬
‫للعامل من احلرب الباردة إىل األحادية القطبية‪ .‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ .‬اجلزائر‪1998.‬‬

‫‪ –30‬د‪ .‬حممد نصر مهنا‪ .‬إدارة األزمات ‪ :‬قراءة يف املنهج‪ .‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ .‬اإلسكندرية‪.2004‬‬

‫‪ -31‬مصطفى رشيد شيخي‪" ،‬االقتصاد النقدي و املصريف"‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬بريوت‪.1995 ،‬‬

‫‪104‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ -32‬د‪ .‬معطى هللا خري الدين و أ‪ .‬جدي عبد احلليم‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيري جامعة قاملة‪،‬التنمية الذاتية‬
‫يف البلدايت‪.‬‬

‫‪ -33‬د‪ .‬مسري حممد ع العزيز‪ .‬إقتصادايت االستثمار و التمويل و التحليل املايل‪ .‬مكتبة االشعاع الفنية‪.‬‬
‫اإلسكندرية‪1997‬‬

‫‪ -34‬سلمان بوذايب‪ ،‬اقتصادايت النقود و البنوك‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات و النشر و التوزيع‪،‬بريوت‪،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.1996‬‬

‫‪ -35‬د‪ .‬مسري حممد ع العزيز‪.‬التكتالت اإلقتصادية الإلقليمية يف إطار العوملة ‪:‬الكوميسا‪ -‬جمموعة ال ‪ -15‬أرواب املوحدة‬
‫‪-‬املشاركة األوروبية اإلفريقية املتوسطية‪ .‬مكتبة و مطبعة اإلشعاع الفنية‪ .‬اإلسكندرية‪2001‬‬

‫‪ –36‬ع‪.‬ر‪ ,‬الوايف‪ .‬معجم املصطلحات املتخصصة عريب فرنسي ‪ ،‬فرنسي عريب‪ .‬دار النفيس‪ .‬اجلزائر‪2003.‬‬

‫‪ -37‬عبد الوهاب األمني (التنمية االقتصادية) دار حافظ للنشر و التوزيع‪.2000 ،‬‬

‫‪ -38‬عبد القدر بلطاس‪ ،‬االقتصاد املايل و املصريف "السياسات و التقنيات احلديثة يف متويل السكن"‪ ،‬ديوان املطبوعات‬
‫اجلامعية‪.‬‬

‫‪ -39‬امليثاق الوطين‪.1976 ،‬‬

‫‪ -40‬قانون ‪ 10-90‬املؤرخ يف ‪ 1990/04/14‬و املتعلق بقانون النقد و القرض‪.‬‬

‫ابللغة الفرنسية‪:‬‬

‫‪1- Michel Mathieu, L’exploitation bancaire et risque du crédit, France, 1995.‬‬

‫خاتمة‪ :‬نرجو من هللا غز وجل أن نكون قد وفقنا في تسهيل دراسة هذا املقياس‪،‬و سوف نعرض بعض‬
‫نماذج امتحان مقياس مدخل لالقتصاد‪،‬كعصارة تدريس هذا املقياس لعدة سنوات‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫بعض نماذج امتحانات مقياس مدخل لالقتصاد مصحح‬

‫وزارة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتعليم العالي و البحث العلمي‬

‫ج ـ ـ ـ ـ ـ ــامعة جيال لي ليابس سيدي بلعباس‬

‫كلية العلوم االقـتصادية والتجارية و علوم التسيير‬

‫‪2017-2016‬‬

‫إمتحان السداس ي األول الحل النموذجي‬

‫الرصيد‪05 :‬‬ ‫مقياس‪:‬مدخل لإلقتصاد‬ ‫السنة األولي‪ :‬ل‪.‬م‪.‬د‬

‫)‪Section (1-2-3‬‬

‫اإلسم و اللقب‪Nom et Prénom :……..…………….. ……/...………………………………….... ...............................:‬‬

‫تاريخ و مكان امليالد‪............................................:‬الفوج‪ ...........:‬رقم بطاقة الطالب(ة)‪...............................…:‬‬

‫أجب عن األسئلة التالية‪:‬‬

‫[‪ 05‬ن]‬ ‫‪/1‬ما هي الصعوبات النظرية و العملية التي تواجه االقتصاديين عند حساب الدخل الوطني؟‬

‫تعريف الدخل الوطني‪ :‬هو مجموع املبالغ املنفقة‪ 0.25‬من قبل كافة األفراد و الجماعات علي استهالك السلع و‬

‫الخدمات و علي االستثمار ‪0.25‬خالل سنة‪.‬‬

‫الصعوبات النظرية و العملية‪:‬‬

‫‪ -‬طرق اختالف حساب الدخل القومي و الناتج الوطني بين الدول‪0.75.‬‬

‫‪ -‬التغير في نوعية اإلنتاج و التغير في ضرائب املبيعات و زيادة الضرائب‪0.75.‬‬

‫‪-‬عدم أخذ في الحسابات التطورات الطارئة و الغير املحسوبة مثل الزالزل و الفيضانات و اآلفات االجتماعية‪0.75.‬‬

‫‪106‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ -‬ال يستطيع قياس اآلثار الضارة علي البيئة الناتجة من قبل املصانع التلوث و تدمير األراض ي الصالحة للزراعة‪0.75.‬‬

‫‪ -‬عدم حساب األنشطة األخرى مثل االقتصاد الخفي و اقتصاد املمنوعات و األسلحة و التبييض األموال و العمالة املهاجرة‬

‫التي تشتغل في الخفاء‪0.75.‬‬

‫‪ -‬حدود اإلنتاج كما توجد بعض الخدمات يصعب معاملتها و احتسابها و ما هي مردوديتها في الدخل الوطني‪0.75.‬‬

‫[‪ 04‬ن]‬ ‫‪ /2‬هل ينطبق تعريف السوق علي جميع األسواق املعروفة في العصرالحديث ؟ مع إعطاء أمثلة‬

‫‪ -1‬تعريف السوق ‪:‬هو مكان الذي يلتقي فيه البائعون و املشترون لتبادل السلع بين البائعين و املشترين و يخضع‬

‫لضوابط و قوانين معين تسيره‪01.‬‬

‫‪ -2‬ال ينطبق تعريف السوق علي جميع األسواق املعروفة في العصر الحديث‪01.‬‬

‫‪ -3‬تعريف السوق الحديث‪ :‬ليس بالضرورة أن يكون حيزا جغرافيا فالسوق يتكون من مجموعة عناصر هي مجموعة من‬

‫املشترين سواءا أشحاص طبيعين أو منشاة وسيطة من الوسطاء الصناعيين و الحكومة‪ ،‬هم هدف كل املجهودات‬

‫التسويقية للمنشأة أو هو مجموعة طلب املستهلكين املحتملين لسلعة معينة أو خدمة‪01.‬‬

‫أمثلة‪ :‬السوق االلكترونية املعروفة بشبكة االنترنت‪،0.25‬سوق الذهب‪،0.25‬سوق املحروقات‪، 0.25‬سوق العمل‪.0.25‬‬

‫[‪ 06‬ن]‬ ‫‪ /3‬من بين السياسات االقتصادية املنتهجة لعالج ظاهرة التضخم مر اقبة اإلصدارالنقدي ؟‬

‫ب‪ -‬اذكراإلجراءات املتخذة في ذلك؟‬ ‫أ‪ -‬من املسؤول عن هذه العملية ؟‬

‫ّ‬
‫االقتصادية‪ ،‬والتي تتأثر بارتفاع أسعار السلع والخدمات‪ ،‬مع‬ ‫تعريف التضخم ‪ :‬وهو مفهوم ُيستخدم لإلشارة إلى الحالة‬

‫‪01‬‬ ‫حدوث انخفاض في القدرة الشر ّ‬


‫ائية املرتبطة بسعر صرف العملة‪ ،‬والتي تؤثر في قطاع األعمال‪.‬‬

‫‪0.5‬‬ ‫تعريف البنك املركزي‪:‬هو بنك البنوك الذي يقف على قمة الجهاز املصرفي ويشرف على جميع البنوك‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪0.5‬‬ ‫أ‪ -‬البنك املركزي هو املسؤول عن مر اقبة اإلصدارالنقدي‪.‬‬

‫ب‪ -‬اإلجراءات املتخذة في ذلك هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬رفع سعر إعادة الخصم‪ :‬يقوم البنك املركزي برفع سعر إعادة الخصم بهدف التأثير بالقدرة اإلئتمانية للمصارف من‬
‫‪01‬‬ ‫أجل تقليل حجم السيولة املتداولة في السوق‪.‬‬

‫‪ -2‬سياسة السوق املفتوحة‪ : 0.5‬يقوم البنك املركزي ببيع األوراق املالية وذلك من أجل سحب جزء من السيولة املتداولة‬
‫في السوق‪.0.5‬‬

‫‪ -3‬رفع نسبة اإلحتياطي القانوني‪ :0.5‬املصارف التجارية ملزمة بإيداع جزء من الودائع التي تستلمها من الجمهور لدى‬
‫البنك املركزي ويسمى هذا الجزء باإلحتياطي القانوني من أجل تخفيض القدرة اإلئتمانية لدى املصارف التجارية‪.0.5‬‬

‫‪ -4‬رفع سعر الفائدة‪ : 0.5‬يقوم البنك املركزي برفع سعر الفائدة لتشجيع اإلدخار بهدف امتصاص الفائض من الكتلة‬
‫النقدية‪.0.5‬‬

‫‪ /4‬وفق النظام االشتراكي املشكلة االقتصادية ترجع لتناقض بين شكل اإلنتاج الجماعي و عالقات التوزيع الفردية‬

‫[‪ 05‬ن]‬ ‫اشرح ذلك؟ ووضح كيف يعالج النظام االشتراكي املشكلة االقتصادية؟‬

‫‪ -1‬التناقض بين شكل االنتاج الجماعي و عالقات التوزيع الفردية‪ :‬ان طابع عملية اإلنتاج االجتماعي يستدعي ملكية‬

‫وسائل اإلنتاج االجتماعية ‪ ،‬غير أن ملكية وسائل اإلنتاج تظل ملكية فردية رأسمالية ال تتفق وطابع عملية اإلنتاج‬

‫‪01‬‬ ‫اإلجتماعي و عدم توزيغها علي االفراد‪.‬‬

‫كيفية عالج النظام اإلشتراكي للمشكلة اإلقتصادية‪:‬‬

‫فاملشكلة االقتصادية تعني أن ‪ ":‬املوارد محدودة و الحاجات متعددة و تصبح املسألة هي كيفية توزيع املوارد على‬
‫الحاجات للحصول على أقص ى إشباع ممكن أو أكبر عائد ممكن"‪0.5.‬‬

‫يمكن أن نجد أن عالج املشكلة اإلقتصادية ( املشكلة هي التناقض بين شكل اإلنتاج وعالقات التوزيع ) سيكون من‬
‫خالل األجوبة على األسئلة التالية ‪:‬‬

‫ماذا ننتج ‪0.25‬؟ قد أجاب النظام اإلشتراكي على هذا من خالل قيام الهيئة العليا للتخطيط و في إطار الخطة القومية‬

‫بتحديد األولويات الخاصة باملجتمع‪.0.5‬‬

‫‪108‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫كيف ننتج ‪0.25‬؟ أي اختيار أسلوب اإلنتاج‪ ،‬فإن جهاز التخطيط أيضا هو الذي يتخذ القرار النهائي في هذا املجال‪0.5‬‬

‫ملن ننتج‪ 0.25‬؟ أي كيفية توزيع الناتج باإلستناد إلى أن مبدأ العمل هو املصدر الوحيد للدخل و هنا في هذا النظام‬

‫الدولة هي التي تتخذ القرار النهائي ‪0.5 .‬‬

‫كم ننتج‪0.25‬؟ تحديد الكميلت املنتج من السلع و الخدمات‪.0.5‬‬

‫مالحظة ‪ :‬لم يتمكن النظام اإلشتراكي من معالجة املشكلة اإلقتصادية ‪،‬ألنه من الصعب إرضاء جميع األذواق و الدولة‬

‫مضطرة لوضع ترتيب متحكم فيه للحاجات على أساس أهميتها بالنسبة لألغلبية‪ ،‬وأن األسعار املحاسبية التي تحددها‬

‫الدولة ال تعكس بصدق مدى وفرة أو ندرة السلعة ‪ ،‬و بالتالي قد ال يتحقق التوزيع األمثل للموارد الذي يكفل أقص ى‬

‫إشباع ممكن لألفراد‪0.5.‬‬

‫وزارة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتعليم العالي و البحث العلمي‬

‫ج ـ ـ ـ ـ ـ ــامعة جيال لي ليابس سيدي بلعباس‬

‫كلية العلوم االقـتصادية والتجارية و علوم التسيير‬

‫مقياس‪:‬مدخل لإلقتصاد‬ ‫‪2012-2011‬‬ ‫إمتحان السداس ي األول‬

‫أجب عن األسئلة التالية‬

‫‪ -1‬وجد علم االقتصاد لحل املشكلة االقتصادية (‪04‬ن)‬

‫أ‪ -‬وضح ذلك مبينا العالقة املوجودة بينهما‬

‫‪ -2‬تعاقبت علي أوروبا عدة تيارات الفكر االقتصادي من تجاريين إلي الفزيوقراطيين إلي الكالسيك و كلهم ينصبون في‬

‫الرأسمالية‪10( .‬ن)‬

‫أ‪ -‬قيم هذه املذاهب مرتكزا عن النظرة لكل منهم حول الثروة و خصائص الرأسمالية‪.‬‬

‫‪ -3‬أعطي تعريفا موجزا ملا يلي ‪ 06(:‬ن)‬

‫أ‪ -‬فسر كل من قانون الطلب و قانون العرض‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫ب‪ -‬ما الفرق بين التنمية االقتصادية و النمو االقتصادي‪.‬‬

‫ج‪ -‬البنك املركزي‪.‬‬

‫د‪ -‬الخزينة العمومية‪.‬‬

‫وزارة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتعليم العالي و البحث العلمي‬

‫ج ـ ـ ـ ـ ـ ــامعة جيال لي ليابس سيدي بلعباس‬

‫كلية العلوم االقـتصادية والتجارية و علوم التسيير‬

‫تصحيح امتحان السداس ي األول‬

‫‪2011-2010‬‬

‫مقياس ‪:‬مدخل إلي علم االقتصاد‬

‫ميدان‪:‬علوم اقتصادية‪ ،‬تجارية وعلوم التسيير‬

‫املدة ‪ 1:30:‬سا‬ ‫السنة األولي‪LMD:‬‬

‫‪ -1‬تصنيف األنظمة االقتصادية في جدول للتفرقة بينها وفق معاييرعلمية‪ 11.5 .‬ن‬

‫النظام اإلسالمي‬ ‫النظام الرأسمالي‬ ‫النظام االشتراكي‬ ‫معيارتصنيف‬


‫األنظمة‬
‫‪0.5‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪0.5‬‬

‫الثمن العادل‬ ‫الدور الفعال للسعر‬ ‫انعدام الدور الفعال للسعر‬ ‫السعر‬

‫‪0.25‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫‪0.5‬‬

‫تحقيق اإلشباع الروحي و‬ ‫تحقيق أقص ي إشباع مادي و‬ ‫تحقيق أقص ي إشباع مادي و تكوين‬ ‫من حيث‬
‫املادي لإلنسان‬ ‫تكوين الثروات دون اإلشباع‬ ‫الثروات دون اإلشباع الروحي ‪0.25‬‬ ‫املقصد‬
‫الروحي ‪0.25‬‬
‫‪0.25‬‬ ‫‪0.5‬‬

‫‪110‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫منهج عقائدي أخالقي‬ ‫الفصل بين الدين وحلبة الحياة‬ ‫الفصل بين الدين وحلبة الحياة فال‬ ‫من حيث املنهج‬
‫مبعثه الحالل و الطيبات‬ ‫فال دخل للعقيدة و األخالق‬ ‫دخل للعقيدة و األخالق‬
‫‪0.5‬‬
‫و األمانة و الصدق‬ ‫باالقتصاد‬ ‫باالقتصاد‪0.25‬‬
‫و الطهارة‪0.25.....‬‬
‫‪0.25‬‬

‫امللكية الخاصة‬ ‫ملكية خاصة‪0.25‬‬ ‫ملكية عامة‪0.25‬‬ ‫امللكية‬


‫و العامة‪0.25‬‬
‫‪0.5‬‬

‫سوق حرة خالية من‬ ‫حرية السوق(اقتصاد‬ ‫سوق مخطط من حيث العرض و‬ ‫حركية السوق‬
‫الغش و االحتكار و‬ ‫الطلب)سوق بدون ضوابط أو‬ ‫األسعار‪0.25‬‬
‫‪0.5‬‬
‫االستغالل‪0.25‬‬ ‫حدود‪0.25‬‬

‫أسس مستنبطة من‬ ‫استنباط و استقرار البشر‪0.25‬‬ ‫استنباط و استقرار البشر‪0.25‬‬ ‫من حيث‬
‫مصادر الشريعة‬ ‫التشريع‬
‫اإلسالمية ‪.‬القرآن و السنة‬
‫‪0.5‬‬
‫و االجتهاد‪0.25‬‬

‫زكاة املال وتحريم الربا و‬ ‫الفائدة و نظام الضرائب‬ ‫الفائدة و نظام الضرائب املباشر و غير‬ ‫من حيث‬
‫التكافل االجتماعي‪0.25‬‬ ‫املباشر و غير مباشر‬ ‫مباشر‬ ‫املقومات‬

‫‪0.25‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫‪0.5‬‬

‫مشروعية الغاية‬ ‫منافسة حرة و حرية اإلنتاج‬ ‫إدارة الدولة للموارد االقتصادية و‬ ‫من حيث‬
‫و مشروعية األساليب‬ ‫عمليات اإلنتاج‬ ‫األساليب‬
‫‪0.25‬‬
‫و الوسائل‬
‫‪0.25‬‬ ‫و الوسائل‬
‫‪0.25‬‬
‫‪0.5‬‬

‫‪111‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪1.5‬ن‬ ‫‪ -2‬املشكالت النظرية و العملية التي تواجه حساب الدخل الوطني‪.‬‬

‫‪ -1‬حدود اإلنتاج ففي البلدان النامية الزراعة يشكل االستهالك الذاتي نسبة غير قليلة كما توجد بعض الخدمات ‪0.25‬‬

‫‪0.25‬‬ ‫‪ -2‬ال تأخذ حسابات الدخل الوطني األنشطة التي تتم خارج السوق‬

‫‪0.25‬‬ ‫‪ -3‬الدخل الوطني ال يستطيع قياس اآلثار الضارة علي البيئة‬

‫‪0.25‬‬ ‫‪ -4‬الدخل الوطني ال يأخذ بالحسبان التطورات الطارئة و الغير املحسوبة‬

‫‪0.25‬‬ ‫‪ -5‬التغير في نوعية اإلنتاج و التغير في الضرائب املبيعات‪.‬‬

‫‪0.25‬‬ ‫‪ -6‬طرق اختالف حساب الدخل القومي من بلد آلخر ‪.‬‬

‫‪2‬ن‬ ‫‪ -3‬مكونات اإلنفاق الوطني‪.‬‬

‫‪0.5‬‬ ‫‪-1‬اإلنفاق االستهالكي الشخص ي‬

‫‪0.5‬‬ ‫‪-2‬اإلنفاق االستثماري املحلي اإلجمالي‬

‫‪0.5‬‬ ‫‪-3‬املشتريات الحكومية للسلع و الخدمات‬

‫‪0.5‬‬ ‫‪-4‬صافي الصادرات (الصادرات‪-‬الواردات)‬

‫‪ 1.25‬ن‬ ‫‪ -4‬عناصر تكامل الدورة االقتصادية‪.‬‬

‫‪0.25‬‬ ‫‪-1‬املؤسسات(الشركات أو املشروعات)قطاع األعمال (مهمتها‪ :‬اإلنتاج)‬

‫‪0.25‬‬ ‫(مهمتها‪ :‬االستهالك ‪+‬االدخار)‬ ‫‪-2‬العائالت (األسر)‬

‫‪0.25‬‬ ‫‪-3‬املؤسسات املالية (مهمتها‪:‬االستثمار‪ +‬االدخار)‬

‫‪0.25‬‬ ‫(التبادل)‬ ‫‪-4‬الخارج‬

‫‪0.25‬‬ ‫‪-5‬اإلدارات‬

‫‪112‬‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬ ‫األستاذ‪:‬لـحول علي‬

‫‪ .2.75.‬ن‬ ‫‪ -5‬مراحل الدورة االقتصادية و أنواعها ‪.‬‬

‫أ‪ /‬مراحل الدورة االقتصادية‬

‫‪0.5‬‬ ‫‪ -‬مرحلة االنتعاش‬

‫‪0.5‬‬ ‫‪ -‬مرحلة الرواج‬

‫‪0.5‬‬ ‫‪ -‬مرحلة األزمة‬

‫‪0.5‬‬ ‫‪ -‬مرحلة الكساد‬

‫ب‪ /‬أنواعها‬

‫‪ً0.25‬‬ ‫‪ -‬دورة قصيرة األجل تتراوح ما بين ‪ 10‬إلى ‪15‬عاما‬

‫‪025‬‬ ‫‪ -‬دورة متوسطة األجل تتراوح ما بين ‪ 25‬إلى ‪ 30‬عاما‬

‫‪0.25‬‬ ‫‪ -‬دورة طويلة األجل تتراوح ما بين ‪ 60‬إلى ‪70‬عاما‬

‫‪1‬ن‬ ‫‪ -6‬آثارانهياربورصة نيويورك ‪. 1987‬‬

‫‪0.25‬‬ ‫الخسارة الكبيرة في احتياطي الشركات الكبرى للدول املعنية باألزمة‪.‬‬

‫فقدان جزء مهم من االدخار املحلي الذي كان يحتفظ به األفراد و الشركات‪0.25 .‬‬

‫‪0.25‬‬ ‫تعرض البنوك الدائنة إلى أزمة إفالس‪.‬‬

‫‪0.25‬‬ ‫بطالة خاصة في القطاع املصرفي و الشركات الكبيرة‪.‬‬

‫األستاذ‪ :‬لحول‪.‬ع‬ ‫بالتوفيق للجميع‬

‫‪113‬‬

You might also like