Professional Documents
Culture Documents
ماستر
ماستر
-المقدمة
• المبحث الرابع :اقسام مسائل الرد و مقدار ما يرد على ذوي الفروض
• المطلب األول :اقسام مسائل الرد
• المطلب الثاني :مقدار ما يرد على ذوي الفروض النسبية
-خاتمة
المقدمة
فهذا بحث في مصير ما يتبقى من مال الميت بعد سهام أصحاب الفروض ،إذا لم
يكن ثمة عاصب ،وهو ما يعرف في علم المواريث" :الرد على ذوي الفروض"،
فهي من المسائل االجتهادية التي لم يرد فيها نص من كتاب أو سنة أو إجماع؛ ولذا
قائال ،ما بين مانع ومجيز ،فضال ا عننجد منذ عصر الصحابة الخالف بينهم ا
اختالفهم فيمن يرد عليه من ذوي الفروض عند القائلين به.
ومع تنظيم القانون لمسائل األحوال الشخصية في البلدان العربية ،نجد أن القانون
اتجه في مسائل الرد إلى ثالثة اتجاهات مختلفة:
االتجاه األول :عدم العمل بالرد ،كما في القانون الموريتاني ،حيث أخذ بقول زيد
ابن ثابت .
االتجاه الثاني :العمل بالرد بدون تلفيق) ، (١كما في القانون المغربي ،فقد أخذ بقول
عثمان بن عفان فيمن يرد عليه.
االتجاه الثالث :العمل بالرد بنظام التلفيق ،مع عدم التقيد بمذهب معين ،وهذا على
قسمين:
األول :مراعاة عدم الخروج عن المذاهب السنية ،كما هو الحال في أغلب قوانين
البلدان العربية.
الثاني :األخذ من المذاهب السنية ،وغير السنية ،كما هو الحال في القانون التونسي،
حيث قسم القانون الرد إلى قسمين ،رد خاص ورد عام ،والرد الخاص يقصد به:
قصر الرد على البنت أو بنت االبن ،مع وجود ذوي الفروض غيرهما ،وكذلك مع
وجود العصبة بالنفس من األخوة وبنيهم واألعمام وبنيهم ،وهذا في االمل مع
اختالف في بعض الفروع ما يقول به اإلمامية من الشيعة .وحيث إن القضاء ال
يخرج عن اإلطار القانوني ،وجب علينا – بعد بيان أقوال الصحابة وأقوال األئمة
تهدين في الفقه اإلسالمي – الرجوع إلى المواد القانونية التي تتناول هذا الموضوع
لبيان ما عليه العمل في القضاء.
هذا وقد قسمت البحث إلى خمسة مباحث وخاتمة ،وذلك على النحو التالي:
المبحث األول :تعريف الرد و شروطه
الرد لغة :الرد في اللغة له عدة معان ،منها :الصرف يقال :رد عنه كيد
عدوه ،أي :صرف عنه كيده .الرفض يقال :رددت قوله ،إذا رفضته.
لرجوع يقال :رددت إليه حقه ،أعدته إليه .ورد المال إليه ،إذا أعاده إليه.
واالرتداد الرجوع ،ومنه المرتد.
وقد وردت مادة رد في القرآن في ستين آية بمختلف تصريف ،وكلها
في الغالب تعني الرجوع واالرتجاع والرفض والردع .ومنها قوله -
عتَ ُهم ُردَّت إِلَي ِهم ۖ قَالُوا يَا ع ُهم َو َجدُوا بِ َ
ضا َ تعالى َ { :-ولَ َّما فَتَ ُحوا َمتَا َ
ير ِم ْن أَ ْه ِل
عتُنَا ُردَّت ِإلَينَا ۖ و قوله َ :و َّد َك ِث ٌ ضا َ أَبَانَا َما نَب ِغي ۖ َٰ َه ِذ ِه ِب َ
ْال ِكتَا ِ
ب َل ْو َي ُردُّو َن ُك ْم ِم ْن َب ْع ِد ِإي َما ِن ُك ْم ُك َّف ا
ارا .
الرد اصطالحا
تعددت عبارات الفقهاء في التعريف بالرد ،لكنها بصفة عامة تدور حول
مفهوم واحد يتمثل في إرجاع ما زاد من المال حين يتبقى شيء من
التركة بعد توزيع األنصباء إلى ذوي الفروض بقدر فروضهم ،إن لم
يكن ثمة عاصب .وبذلك يكون صاحب
الفرض أخذ نصيبين من التركة أحدهما بالفرض ،والثاني بالرد .فقيل:
صرف الباقي عن الفروض على ذوي الفروض النسبية بقدر فروضهم
عند عدم العصبة .وقيل :ما فضل عن فروض ذوي الفرض ،وال
مستحق له من العصبات فيرد إليهم غير الزوجين ،بقدر حقوقهم .وقيل:
صرف ما فضل عن فروض ذوي الفروض ،وال مستحق له من
العصبات إليهم بقدر حقوقهم .
المطلب الثاني :شروط الرد
تعددّت آراء الفقهاء في الفائض من المسألة ما حكمه وعلى من يُرد إلى أقوال،
نذكرها فيما يأتي٤[:
• الرأي األول :قال علي بن أبي طالب -رضي هللا عنه :-يُرد على أصحاب
الفروض كل واحد على قدر نصابه ما عدا الزوجين.
• الرأي الثاني :قال عثمان بن عفان -رضي هللا عنه -وجابر بن يزيد :يُرد
الفائض على جميع أصحاب الفروض حتى على الزوج والزوجة.
• الرأي الثالث قال أحمد بن حنبل ،وعبد هللا بن مسعود :الرد يكون على
أصحاب الفروض ّإال ستة منهم وهم :الزوج ،والزوجة ،وابنة االبن مع ابنة
الصلب ،واألخت ألب مع األخت ألب وأم ،وأوالد األم مع األم ،والجدة مع
ذي سهم أيا ا كان.
• الرأي الرابع قال زيد بن ثابت ،ورواية عن ابن عباس -رضي هللا عنهما :-ال
يُرد الفائض على أحد من الورثة إنّما يكون لبيت المال وبه أخذ الشافعي.
• الرأي الخامس قال ابن عباس -رضي هللا عنهما -في رواية أخرى :يُرد
الفائض على أصحاب الفروض ّإال ثالثة منهم وهم الزوج ،والزوجة ،والجدة.
اختلف أهل العلم في مصير المال الزائد عن أصحاب الفروض ،إذا لم يوجد
عاصب ،على قولين:
القول األول :أن المال الزائد يرد على الورثة من أصحاب الفروض ،وهو
قول عمر ،وعثمان ،وعلي ،وابن مسعود ،وابن عباس ،وجابر بن زيد،
ومذهب أبي حنيفة ،وأحمد ،واإلباضية ،والشيعة من الزيدية واإلمامية .
القول الثاني :أن المال الزائد عن أصحاب الفروض يصرف إلى بيت مال
المسلمين ،وهو قول زيد بن ثابت ،ومذهب مالك ،والشافعي ،والظاهرية.
سبب الخالف في المسألة:
سبب الخالف أن هذه المسألة مبنية على مسألة القول بتوريث ذوي األرحام؛
ألن صحاب الفريضة بعد إحراز الفريضة صاروا من ذوي األرحام ،فمن
ذهب إلى توريث ذوي األرحام قال بالرد ،ومن ذهب إلى عدم توريث ذوي
األرحام قال بعدم الرد ،وقدم أصحاب الفروض على عامة األقرباء من ذوي
األرحام؛ لقوة قرابتهم ،التي اعتبرها الشارع سببا إلرث نصيب معين ،فكانوا
بذلك أولى من بقية القرابات كالخال والخالة ونحوهما .
األدلة :
الثاني :أن أخذ الزوج ما بقي ،ال يدل على أنه يقول بالرد على
الزوجين؛ إذ يحتمل أن هذا الزوج كان عصبة أو ذا رحم أو أعطاه
من بيت المال ال على سبيل الرد ،ويؤيد ذلك ما روي عن إبراهيم
النخعي ،قال :لم يكن أحد من أصحاب رسول هللا يرد على المرأة
والزوج شيئا ا .(.ولذا قال الجويني) لم نفرع على الرواية الشاذة عن
عثمان ،فإا لم تصح عند الفرضيين ،وهو مردود من جهة المعنى؛ ألن
سبب الرد الرحم ،وهذا ال يتحقق في الزوجين.
الثالث :قال صاحب منح الجليل :لعل اإلجماع الذي حكاه ابن يونس
وغيره ،ممن بعدهما .
القول األول :ال يرد على الزوجين مطلق اا ،وإن لم يوجد صاحب
فرض وال عاصب ،وهو قول أبي حنيفة وأحمد ،ومتأخري المالكية
والشافعية والشيعة من الزيدية وهذا ما الفتوى اليوم عند متأخري
الحنفية على خالف أصل المذهب ،حيث قالوا :بالرد على الزوجين
عند عدم المستحق لعدم بيت المال.
القول الثاني :يرد على الزوجين ،بشرط عدم وجود وارث صاحب
فرض أو عاصب ،وهو مذهب اإلباضية ،وفرق الشيعة اإلمامية
فاتفقوا في الزوج واختلفوا على الزوجة ،فقيل :يرد عليها مطلق اا،
وقيل :ال يرد عليها مطلق اا ،وقيل :يرد عليها بشرط عدم اإلمام ومع
أن اإلباضية واإلمامية اتفقا بالرد على الزوجين إال أما اختلفا في تقديم
الرد على الزوجين على ذوي األرحام ،حيث ذهب اإلباضية بتقديم
الرد على الزوجين على توريث ذوي األرحام ،واإلمامية بخالف
ذلك.
المبحث الرابع :اقسام مسائل الرد و مقدار ما يرد على ذوي الفروض
تختلف قسمة الرد في المسائل حسب وجود أصحاب الفروض ومن معهم إلى
أقسام وهي كما يأتي:
• األول :أن يكون في المسألة صنف واحد ير ُّد عليه كبنات فقط أو أخوات فقط
مع عدم وجود الزوجين؛ فتكون أصل المسألة هي عدد رؤوس الورثة ،كمن
مات عن بنتين تكون أصل المسألة.
• الثاني :أن يكون في المسألة أكثر من صنف يُرد عليه مع عدم وجود
الزوجين؛ فتكون أصل المسألة هو عدد أسهم أصحاب الفروض ،كمن مات
عن جدة وأخت ألم لكل واحدة منهما السدس ،فتكون أصل المسألة ()6
ومجموع أسهم الفروض ( ،)2فيُهمل أصل المسألة ويكون مجموع األسهم
أصالا للمسألة وهو ( )2الذي هو عدد أسهم الفروض.
• الثالث :أن يكون في المسألة صنف واحد يُرد عليه وواحد ال يرد عليه كأحد
الزوجين؛ فيكون أصل المسألة هي مخرج نصيب من ال يرد عليه ،كمن مات
عن زوجة وثالث أخوات شقيقات فللزوجة الربع ولألخوات الشقيقات الثلثان،
فيكون أصل المسألة هنا هو مخرج نصيب الزوجة وهو ( ،)4فتأخذ الزوجة
نصيبها وهو سه ٌم واح ٌد والباقي لألخوات الشقيقات.
• الرابع :أن يكون في المسألة أكثر من صنف يُرد عليه وأحد الزوجين؛ فيكون
أصل المسألة هي مخرج نصيب من ال يرد عليه ،كمن مات عن زوجة وأم
وأخوين ألم ،فللزوجة الربع ولألم السدس ولألخوين ألم الثلث ،فيكون أصل
المسألة هنا هو مخرج نصيب الزوجة وهو ( ،)4فتأخذ الزوجة سهما ا واحداا،
والباقي يكون لألم واألخوين ،فيكون لألم منه بنسة السدس فتأخذ سهما ا واحداا،
ولألخوين ألم بنسبة الثلثين فلهما سهمان.
كتب التفاسير
كتب الحديث
-١أحكام القرآن ،ألبي محمد عبدالمنعم بن عبدالرحيم المعروف "بابن الفرس
األندلسي" ت ٥٩٧هـ ،تحقيق د .طه علي بوسريح ،دار ابن حزم ،بيروت،
لبنان ،ط أولى١٤٢٧ ،هـ ٢٠٠٦م.
-٢الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول هللا rوسننه وأيامه
المشهور بـ»صحيح البخاري« المؤلف :محمد بن إسماعيل
البخاري ،ط دار إحياء الكتب العربية.
-٣سنن ابن ماجه ،المؤلف :محمد بن يزيد القزويني ،تحقيق :محمد فؤاد
عبدالباقي ،دار الريان للتراث ،مصر.
-٤سنن أبي داود ،المؤلف :سليمان بن األشعث السجستاني ،دار الريان
للتراث ،مصر١٩٨٨ ،م.
-٥كنـز العمال في سنن األقوال واألفعال ،علي بن حسام الهندي مؤسسة
الرسالة ،بيروت ١٩٨٩م.
-٦المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل إلى رسول هللا
rالمشهور بـ »صحيح مسلم« المؤلف :مسلم بن حجاج بن مسلم القشيري،
الناشر :دار أبي حيان للتوزيع والنشر.