You are on page 1of 13

‫الخطة‬

‫‪ -‬المقدمة‬

‫• المبحث األول‪ :‬تعريف الرد و شروطه‬


‫• المطلب األول‪ :‬تعريف الرد‬
‫• المطلب الثاني‪ :‬شروط الرد‬

‫• المبحث الثاني‪ :‬آراء العلماء في مسألة الرد و حكمه‬


‫• المطلب األول‪ :‬آراء العلماء في مسألة الرد‬
‫• المطلب الثاني‪ :‬حكم الرد‬

‫• المبحث الثالث‪ :‬الوارثون المردود عليهم‬


‫• المطلب األول‪ :‬الرد على أصحاب الفروض النسبية‬
‫• المطلب الثاني‪ :‬الرد على الزوجين‬

‫• المبحث الرابع‪ :‬اقسام مسائل الرد و مقدار ما يرد على ذوي الفروض‬
‫• المطلب األول‪ :‬اقسام مسائل الرد‬
‫• المطلب الثاني ‪ :‬مقدار ما يرد على ذوي الفروض النسبية‬

‫‪ -‬خاتمة‬
‫المقدمة‬

‫الحمد هللا رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على رسوله األمين‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫فهذا بحث في مصير ما يتبقى من مال الميت بعد سهام أصحاب الفروض‪ ،‬إذا لم‬
‫يكن ثمة عاصب‪ ،‬وهو ما يعرف في علم المواريث‪" :‬الرد على ذوي الفروض"‪،‬‬
‫فهي من المسائل االجتهادية التي لم يرد فيها نص من كتاب أو سنة أو إجماع؛ ولذا‬
‫قائال‪ ،‬ما بين مانع ومجيز‪ ،‬فضال ا عن‬‫نجد منذ عصر الصحابة الخالف بينهم ا‬
‫اختالفهم فيمن يرد عليه من ذوي الفروض عند القائلين به‪.‬‬
‫ومع تنظيم القانون لمسائل األحوال الشخصية في البلدان العربية‪ ،‬نجد أن القانون‬
‫اتجه في مسائل الرد إلى ثالثة اتجاهات مختلفة‪:‬‬
‫االتجاه األول‪ :‬عدم العمل بالرد‪ ،‬كما في القانون الموريتاني‪ ،‬حيث أخذ بقول زيد‬
‫ابن ثابت ‪.‬‬
‫االتجاه الثاني‪ :‬العمل بالرد بدون تلفيق)‪ ، (١‬كما في القانون المغربي‪ ،‬فقد أخذ بقول‬
‫عثمان بن عفان فيمن يرد عليه‪.‬‬
‫االتجاه الثالث‪ :‬العمل بالرد بنظام التلفيق‪ ،‬مع عدم التقيد بمذهب معين‪ ،‬وهذا على‬
‫قسمين‪:‬‬
‫األول‪ :‬مراعاة عدم الخروج عن المذاهب السنية‪ ،‬كما هو الحال في أغلب قوانين‬
‫البلدان العربية‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬األخذ من المذاهب السنية‪ ،‬وغير السنية‪ ،‬كما هو الحال في القانون التونسي‪،‬‬
‫حيث قسم القانون الرد إلى قسمين‪ ،‬رد خاص ورد عام‪ ،‬والرد الخاص يقصد به‪:‬‬
‫قصر الرد على البنت أو بنت االبن‪ ،‬مع وجود ذوي الفروض غيرهما‪ ،‬وكذلك مع‬
‫وجود العصبة بالنفس من األخوة وبنيهم واألعمام وبنيهم‪ ،‬وهذا في االمل مع‬
‫اختالف في بعض الفروع ما يقول به اإلمامية من الشيعة‪ .‬وحيث إن القضاء ال‬
‫يخرج عن اإلطار القانوني‪ ،‬وجب علينا – بعد بيان أقوال الصحابة وأقوال األئمة‬
‫تهدين في الفقه اإلسالمي – الرجوع إلى المواد القانونية التي تتناول هذا الموضوع‬
‫لبيان ما عليه العمل في القضاء‪.‬‬
‫هذا وقد قسمت البحث إلى خمسة مباحث وخاتمة‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تعريف الرد و شروطه‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الرد‬

‫الرد لغة‪ :‬الرد في اللغة له عدة معان‪ ،‬منها‪ :‬الصرف يقال‪ :‬رد عنه كيد‬
‫عدوه‪ ،‬أي‪ :‬صرف عنه كيده‪ .‬الرفض يقال‪ :‬رددت قوله‪ ،‬إذا رفضته‪.‬‬
‫لرجوع يقال‪ :‬رددت إليه حقه‪ ،‬أعدته إليه‪ .‬ورد المال إليه‪ ،‬إذا أعاده إليه‪.‬‬
‫واالرتداد الرجوع‪ ،‬ومنه المرتد‪.‬‬
‫وقد وردت مادة رد في القرآن في ستين آية بمختلف تصريف‪ ،‬وكلها‬
‫في الغالب تعني الرجوع واالرتجاع والرفض والردع‪ .‬ومنها قوله ‪-‬‬
‫عتَ ُهم ُردَّت إِلَي ِهم ۖ قَالُوا يَا‬ ‫ع ُهم َو َجدُوا بِ َ‬
‫ضا َ‬ ‫تعالى ‪َ { :-‬ولَ َّما فَتَ ُحوا َمتَا َ‬
‫ير ِم ْن أَ ْه ِل‬
‫عتُنَا ُردَّت ِإلَينَا ۖ و قوله ‪َ :‬و َّد َك ِث ٌ‬ ‫ضا َ‬ ‫أَبَانَا َما نَب ِغي ۖ َٰ َه ِذ ِه ِب َ‬
‫ْال ِكتَا ِ‬
‫ب َل ْو َي ُردُّو َن ُك ْم ِم ْن َب ْع ِد ِإي َما ِن ُك ْم ُك َّف ا‬
‫ارا ‪.‬‬
‫الرد اصطالحا‬
‫تعددت عبارات الفقهاء في التعريف بالرد‪ ،‬لكنها بصفة عامة تدور حول‬
‫مفهوم واحد يتمثل في إرجاع ما زاد من المال حين يتبقى شيء من‬
‫التركة بعد توزيع األنصباء إلى ذوي الفروض بقدر فروضهم‪ ،‬إن لم‬
‫يكن ثمة عاصب‪ .‬وبذلك يكون صاحب‬
‫الفرض أخذ نصيبين من التركة أحدهما بالفرض‪ ،‬والثاني بالرد‪ .‬فقيل‪:‬‬
‫صرف الباقي عن الفروض على ذوي الفروض النسبية بقدر فروضهم‬
‫عند عدم العصبة‪ .‬وقيل‪ :‬ما فضل عن فروض ذوي الفرض‪ ،‬وال‬
‫مستحق له من العصبات فيرد إليهم غير الزوجين‪ ،‬بقدر حقوقهم‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫صرف ما فضل عن فروض ذوي الفروض‪ ،‬وال مستحق له من‬
‫العصبات إليهم بقدر حقوقهم ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط الرد‬

‫يشترط لتحقق لرد في مسائل الميراث‪ ،‬توافرثالثة شروط‪،‬هي‪:‬‬


‫األول‪ :‬أال يستغرق أصحاب الفروض التركة؛ ألن السهام إن استغرقت أصل المسألة‬
‫لم يبق هناك مايرد على الورثة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أال يوجد عاصب‪ ،‬وال خالف على أن الرد ال يتحقق عند وجود عاصب‬
‫النسب‪ ،‬واختلفوا في العاصب بالسبب‪ ،‬فذهب جمهور الصحابة واألئمة اتهدون على‬
‫تقديم مولى العتاقة في الميراث على الرد‪ .‬بينما روي عن عمر وعلي تقديم الرد‬
‫على العاصب بالسبب‪ ،‬وهي رواية عن أحمد)‪ .(١‬قال ابن رشد )‪ :(٢‬أجمع العلماء‬
‫على أن من أعتق عبده عن نفسه فإن والءه له‪ ،‬وأنه يرثه إذا لم يكن له وارث‪ ،‬وأنه‬
‫عصبة له إذا كان هناك ورثة ال يحيطون بالمال‪ .‬الثالث‪ :‬أن يوجد صاحب فرض‪.‬‬
‫فإن ف ُقد شرط من هذه الثالث‪ ،‬فال يمكن بحال من األحوال أن يكون في المسألة‬
‫رد عند القائلين به‪ ،‬خالف اا لإلمامية من الشيعة وما ذهب إليه قانون األحوال‬
‫الشخصية التونسي‪ ،‬بالرد على الفرع الوارث المؤنث مع وجود العاصب بالنفس من‬
‫اإلخوة وأبنائهم‪ ،‬واألعمام وأبنائهم ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آراء العلماء في في مسألة الرد و حكمه‬

‫المطلب األول‪ :‬آراء العلماء في مسألة الرد‬

‫تعددّت آراء الفقهاء في الفائض من المسألة ما حكمه وعلى من يُرد إلى أقوال‪،‬‬
‫نذكرها فيما يأتي‪٤[:‬‬
‫• الرأي األول‪ :‬قال علي بن أبي طالب ‪-‬رضي هللا عنه‪ :-‬يُرد على أصحاب‬
‫الفروض كل واحد على قدر نصابه ما عدا الزوجين‪.‬‬
‫• الرأي الثاني‪ :‬قال عثمان بن عفان ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬وجابر بن يزيد‪ :‬يُرد‬
‫الفائض على جميع أصحاب الفروض حتى على الزوج والزوجة‪.‬‬
‫• الرأي الثالث قال أحمد بن حنبل‪ ،‬وعبد هللا بن مسعود‪ :‬الرد يكون على‬
‫أصحاب الفروض ّإال ستة منهم وهم‪ :‬الزوج‪ ،‬والزوجة‪ ،‬وابنة االبن مع ابنة‬
‫الصلب‪ ،‬واألخت ألب مع األخت ألب وأم‪ ،‬وأوالد األم مع األم‪ ،‬والجدة مع‬
‫ذي سهم أيا ا كان‪.‬‬
‫• الرأي الرابع قال زيد بن ثابت‪ ،‬ورواية عن ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ :-‬ال‬
‫يُرد الفائض على أحد من الورثة إنّما يكون لبيت المال وبه أخذ الشافعي‪.‬‬
‫• الرأي الخامس قال ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬في رواية أخرى‪ :‬يُرد‬
‫الفائض على أصحاب الفروض ّإال ثالثة منهم وهم الزوج‪ ،‬والزوجة‪ ،‬والجدة‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬حكم الرد‬

‫اختلف أهل العلم في مصير المال الزائد عن أصحاب الفروض‪ ،‬إذا لم يوجد‬
‫عاصب‪ ،‬على قولين‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬أن المال الزائد يرد على الورثة من أصحاب الفروض‪ ،‬وهو‬
‫قول عمر‪ ،‬وعثمان‪ ،‬وعلي‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وجابر بن زيد‪،‬‬
‫ومذهب أبي حنيفة‪ ،‬وأحمد‪ ،‬واإلباضية‪ ،‬والشيعة من الزيدية واإلمامية ‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬أن المال الزائد عن أصحاب الفروض يصرف إلى بيت مال‬
‫المسلمين‪ ،‬وهو قول زيد بن ثابت‪ ،‬ومذهب مالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬والظاهرية‪.‬‬
‫سبب الخالف في المسألة‪:‬‬
‫سبب الخالف أن هذه المسألة مبنية على مسألة القول بتوريث ذوي األرحام؛‬
‫ألن صحاب الفريضة بعد إحراز الفريضة صاروا من ذوي األرحام‪ ،‬فمن‬
‫ذهب إلى توريث ذوي األرحام قال بالرد‪ ،‬ومن ذهب إلى عدم توريث ذوي‬
‫األرحام قال بعدم الرد‪ ،‬وقدم أصحاب الفروض على عامة األقرباء من ذوي‬
‫األرحام؛ لقوة قرابتهم‪ ،‬التي اعتبرها الشارع سببا إلرث نصيب معين‪ ،‬فكانوا‬
‫بذلك أولى من بقية القرابات كالخال والخالة ونحوهما ‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬الوارثون المردود عليهم‬ ‫المبحث‬


‫اشترط القائلون بالرد على أن يكون الوارث من ذوي الفروض‪ ،‬وهؤالء‬
‫عددهم اثنا عشر وارث اا‪ ،‬اتفقوا على ثمانية منهم يرد عليهم‪ ،‬هم‪:‬‬
‫سبع من اإلناث‪ ،‬هن‪ :‬البنت‪ ،‬بنت االبن‪ ،‬األم‪ ،‬الجدة‪ ،‬األخت الشقيقة‪ ،‬األخت‬
‫ألب‪ ،‬األخت ألم‪ .‬وذكر واحد‪ ،‬أخ ألم واتفقوا على أن كال من األب والجد ال‬
‫يرد عليه؛ ألن كال منهما يأخذ الباقي بالتعصيب‪ ،‬ويطلق على هؤالء أصحاب‬
‫الفروض النسبية‪ .‬واختلفوا في الزوج‪ ،‬والزوجة في الرد عليهما‪ ،‬ويطلق‬
‫عليهما أصحاب الفروض السببية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الرد على أصحاب الفروض النسبية‬

‫اتفق األئمة المجتهدون على أن أي أحد من الثمانية‪ ،‬إذا انفرد‬


‫بالميراث‪ ،‬أخذ المال كله‪ ،‬فرضا ورداا واختلفوا عند اجتماعهم فيمن‬
‫يرد عليه‪ ،‬هل يرد على جميعهم‪ ،‬أو على البعض دون البعض‪ ،‬على‬
‫ثالثة أقوال‪ :‬القول األول‪ :‬يرد على الجميع بقدر أنصبائهم‪ ،‬وهو قول‬
‫عمر‪ ،‬وعلي‪ ،‬وعثمان‪ ،‬ومذهب أبي حنيفة‪ ،‬وأحمد‪ ،‬والزيدية من‬
‫الشيعة القول الثاني‪ :‬ال يرد على أربع مع أربع‪ ،‬فال يثبت الرد على‬
‫ابنة االبن مع وجود البنت‪ ،‬وال على األخت ألب مع وجود األخت‬
‫الشقيقة‪ ،‬وال على أوالد األم مع وجود األم‪ ،‬فإن لم يجتمعن رد عليهن‪.‬‬
‫وال يثبت الرد على الجدة مع ذي سهم‪ ،‬فإن انفردت‪ ،‬أو كانت مع أحد‬
‫الزوجين‪ ،‬يرد عليها حينئذ‪ ،‬وهذا قول عبدهللا بن مسعود‪ ،‬ومذهب‬
‫اإلباضية ‪.‬‬
‫القول الثالث‪ :‬ال يرد على اثنين مع اثنين‪ ،‬فال يثبت الرد على أوالد‬
‫األم مع وجود األم‪ ،‬وال على الجدة مع ذي سهم‪ ،‬فإن انفردت‪ ،‬أو‬
‫كانت مع أحد الزوجين‪ ،‬يرد عليها حينئذ‪ ،‬وهذا قول ابن عباس‪،‬‬
‫ورواية عن أحمد ‪.‬‬

‫األدلة ‪:‬‬

‫أدلة القول األول‪ :‬القائلين بالرد على الجميع‪:‬‬


‫استدلوا لما ذهبوا إليه بالمعقول‪:‬‬
‫أن أصحاب الفروض تساووا في االستحقاق‪ ،‬فيجب أن يتساووا فيما‬
‫يتفرع عنها ألن الفريضة لو عالت‪ ،‬لدخل النقص على الجميع ‪.‬‬
‫مناقشة الدليل‪:‬‬

‫أن السبب الذي استحق به ذوو الفروض رد الفاضل هو الرحم‪ ،‬فال‬


‫يخلو‪ :‬إما أن يدخل في هذا الفاضل كل رحم دنا أو نأى‪ ،‬أو يختص به‬
‫األقرب دون األبعد‪ ،‬فلما اتفقوا أال شيء لبنت البنت أو بنت العم أو‬
‫غيرهما من ذوي األرحام لبعدهن من البنت‪ ،‬وجب أال تدخل بنت‬
‫االبن على البنت؛ ألا أقرب رحما‪ ،‬وال األخت لألب على األخت‬
‫الشقيقة؛ ألا أقوى رحما وأوكد تعصيبا‪ ،‬وال األخت لألم على األم؛ ألنا‬
‫تتقرب‪ ،‬وال الجدة على ذوي سهم؛ الم أقرب منها رحما ا ‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬الرد على الزوجين‬ ‫المطلب‬


‫الفرع األول‪ :‬الرد على الزوجين مع وجود صاحب الفرض‬ ‫•‬
‫اختلف القائلون بالرد‪ ،‬في الرد على الزوجين مع وجود أصحاب‬ ‫•‬
‫فرض‪ ،‬على‬
‫قولين‪ :‬القول األول‪ :‬اليرد على الزوجين مع أصحاب الفروض‪ ،‬وهو‬ ‫•‬
‫قول عمر‪ ،‬وعلي‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬ومذهب أبي حنيفة‪،‬‬
‫وأحمد‪ ،‬والشيعة الزيدية‪ ،‬والشيعة اإلمامية‪ ،‬واإلباضية ‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬يرد على الزوجين مع أصحاب الفروض‪ ،‬فإذا كان في‬ ‫•‬
‫المسألة زوج أو زوجة استحقت جز اءا من المال الزائد مع باقي الورثة‬
‫من أصحاب الفروض‪ ،‬وهو قول عثمان‪ ،‬وجابر بن زيد‪ ،‬وقال به من‬
‫المعاصرين الشيخ عبد الرحمن السعدي‪.‬‬
‫األدلـة‪:‬‬

‫أدلة القول األول‪ :‬القائلين بعدم الرد على الزوجين مع أصحاب‬


‫الفروض‪ :‬استدلوا لما ذهبوا إليه باإلجماع والمعقول‪:‬‬
‫الدليل األول‪ :‬من جهة اإلجماع‪ :‬حكي عن غير واحد من أهل العلم‬
‫اإلجماع على أن الزوجين ال يرد عليهما مع أصحاب الفروض‪ ،‬ومن‬
‫ذلك ما قاله ابن يونس‪ :‬أجمع المسلمون على أنه ال يرد على زوج وال‬
‫زوجة‪ ،‬والباقي عنهما لذوي األرحام أو لبيت المال على الخالف ‪.‬‬
‫قال ابن عبد البر وأجمعوا أال يرد على زوج وال زوجة إال شيء‪،‬‬
‫روي عن عثمان ال يصح‪ ،‬ولعل ذلك الزوج أن يكون عصبة‪.‬‬
‫مناقشة الدليل‪:‬‬
‫دعوى اإلجماع على عدم الرد على الزوجين غير مسلم به؛ وذلك‬
‫لثبوت الخالف في المسألة عن عثمان بن عفان وجابر بن زيد‪ ،‬حيث‬
‫ذهبا إلى الرد على الزوجين‪.‬‬
‫الجواب على المناقشة‪:‬‬
‫يناقش من ثالثة وجوه‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن ما روي عن عثمان في ذلك أنه رد على الزوج وليس‬
‫على الزوجة‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن أخذ الزوج ما بقي‪ ،‬ال يدل على أنه يقول بالرد على‬
‫الزوجين؛ إذ يحتمل أن هذا الزوج كان عصبة أو ذا رحم أو أعطاه‬
‫من بيت المال ال على سبيل الرد‪ ،‬ويؤيد ذلك ما روي عن إبراهيم‬
‫النخعي‪ ،‬قال‪ :‬لم يكن أحد من أصحاب رسول هللا يرد على المرأة‬
‫والزوج شيئا ا ‪ .(.‬ولذا قال الجويني) لم نفرع على الرواية الشاذة عن‬
‫عثمان‪ ،‬فإا لم تصح عند الفرضيين‪ ،‬وهو مردود من جهة المعنى؛ ألن‬
‫سبب الرد الرحم‪ ،‬وهذا ال يتحقق في الزوجين‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬قال صاحب منح الجليل‪ :‬لعل اإلجماع الذي حكاه ابن يونس‬
‫وغيره‪ ،‬ممن بعدهما ‪.‬‬

‫• الفرع الثاني‪ :‬الرد على الزوجين مع عدم الوارث‬


‫اختلف القائلون بالرد‪ ،‬في مصير المال الباقي بعد فرض أحد‬
‫الزوجين‪ ،‬إن لم يوجد وارث صاحب فرض‪ ،‬وال عاصب‪ ،‬على‬
‫قولين‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬ال يرد على الزوجين مطلق اا‪ ،‬وإن لم يوجد صاحب‬
‫فرض وال عاصب‪ ،‬وهو قول أبي حنيفة وأحمد‪ ،‬ومتأخري المالكية‬
‫والشافعية والشيعة من الزيدية وهذا ما الفتوى اليوم عند متأخري‬
‫الحنفية على خالف أصل المذهب‪ ،‬حيث قالوا‪ :‬بالرد على الزوجين‬
‫عند عدم المستحق لعدم بيت المال‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬يرد على الزوجين‪ ،‬بشرط عدم وجود وارث صاحب‬
‫فرض أو عاصب‪ ،‬وهو مذهب اإلباضية‪ ،‬وفرق الشيعة اإلمامية‬
‫فاتفقوا في الزوج واختلفوا على الزوجة‪ ،‬فقيل‪ :‬يرد عليها مطلق اا‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬ال يرد عليها مطلق اا‪ ،‬وقيل‪ :‬يرد عليها بشرط عدم اإلمام ومع‬
‫أن اإلباضية واإلمامية اتفقا بالرد على الزوجين إال أما اختلفا في تقديم‬
‫الرد على الزوجين على ذوي األرحام‪ ،‬حيث ذهب اإلباضية بتقديم‬
‫الرد على الزوجين على توريث ذوي األرحام‪ ،‬واإلمامية بخالف‬
‫ذلك‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬اقسام مسائل الرد و مقدار ما يرد على ذوي الفروض‬

‫المطلب األول ‪ :‬اقسام مسائل الرد‬

‫تختلف قسمة الرد في المسائل حسب وجود أصحاب الفروض ومن معهم إلى‬
‫أقسام وهي كما يأتي‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬أن يكون في المسألة صنف واحد ير ُّد عليه كبنات فقط أو أخوات فقط‬
‫مع عدم وجود الزوجين؛ فتكون أصل المسألة هي عدد رؤوس الورثة‪ ،‬كمن‬
‫مات عن بنتين تكون أصل المسألة‪.‬‬
‫• الثاني ‪ :‬أن يكون في المسألة أكثر من صنف يُرد عليه مع عدم وجود‬
‫الزوجين؛ فتكون أصل المسألة هو عدد أسهم أصحاب الفروض‪ ،‬كمن مات‬
‫عن جدة وأخت ألم لكل واحدة منهما السدس‪ ،‬فتكون أصل المسألة (‪)6‬‬
‫ومجموع أسهم الفروض (‪ ،)2‬فيُهمل أصل المسألة ويكون مجموع األسهم‬
‫أصالا للمسألة وهو (‪ )2‬الذي هو عدد أسهم الفروض‪.‬‬
‫• الثالث ‪ :‬أن يكون في المسألة صنف واحد يُرد عليه وواحد ال يرد عليه كأحد‬
‫الزوجين؛ فيكون أصل المسألة هي مخرج نصيب من ال يرد عليه‪ ،‬كمن مات‬
‫عن زوجة وثالث أخوات شقيقات فللزوجة الربع ولألخوات الشقيقات الثلثان‪،‬‬
‫فيكون أصل المسألة هنا هو مخرج نصيب الزوجة وهو (‪ ،)4‬فتأخذ الزوجة‬
‫نصيبها وهو سه ٌم واح ٌد والباقي لألخوات الشقيقات‪.‬‬

‫• الرابع‪ :‬أن يكون في المسألة أكثر من صنف يُرد عليه وأحد الزوجين؛ فيكون‬
‫أصل المسألة هي مخرج نصيب من ال يرد عليه‪ ،‬كمن مات عن زوجة وأم‬
‫وأخوين ألم‪ ،‬فللزوجة الربع ولألم السدس ولألخوين ألم الثلث‪ ،‬فيكون أصل‬
‫المسألة هنا هو مخرج نصيب الزوجة وهو (‪ ،)4‬فتأخذ الزوجة سهما ا واحداا‪،‬‬
‫والباقي يكون لألم واألخوين‪ ،‬فيكون لألم منه بنسة السدس فتأخذ سهما ا واحداا‪،‬‬
‫ولألخوين ألم بنسبة الثلثين فلهما سهمان‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬مقدار ما يرد على ذوي الفروض‬ ‫المطلب‬


‫اتفق القائلون بالرد على أن أي أحد ممن يرد عليه من ذوي الفروض‪ ،‬إذا‬
‫انفرد بالميراث‪ ،‬أخذ المال كله‪ ،‬فرضا وردا‪.‬‬
‫وعند اجتماعهم يكون الرد لهم بقدر سهامهم‪ ،‬فمن كان له نصف أخذ النصف‬
‫مما بقي‪ ،‬ومن كان له السدس أخذ السدس مما بقي‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫في ختام هذا البحث يمكن أن ألخص أهم ما توصلت إليه من نتائج فما يأتي‪:‬‬
‫أن الخالف في الرد على ذوي الفروض مر بمرحلتين ‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬وهي مرحلة وجود بيت المال‪ ،‬وهنا اختلف الفقهاء على‬
‫قولين‪:‬‬
‫األول‪ :‬عدم الرد على ذوي الفروض‪ ،‬وأن المال الزائد عن أصحاب الفروض‬
‫يصرف إلى بيت مال المسلمين‪ ،‬وهو مذهب مالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬والظاهرية‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن المال الزائد يرد على الورثة من أصحاب الفروض‪ ،‬وهو مذهب‬
‫أبي حنيفة‪ ،‬وأحمد‪ ،‬واإلباضية‪ ،‬والشيعة من الزيدية واإلمامية‪ .‬المرحلة‬
‫الثانية‪ :‬إن لم يوجد بيت المال‪ ،‬فإن المال الزائد يرد على الورثة من أصحاب‬
‫الفروض‪ ،‬وهو ما عليه العمل والفتوى اليوم عند المالكية والشافعية وفاق اا‬
‫للحنفية والحنابلة‪.‬‬
‫‪ -٢‬أن قانون األحوال الشخصية في البلدان العربية‪ ،‬اتجه في مسائل الرد إلى‬
‫ثالثة اتجاهات مختلفة‪:‬‬
‫االتجاه األول‪ :‬عدم العمل بالرد‪ ،‬كما هو الحال في القانون الموريتاني‪ ،‬حيث‬
‫أخذ بقول زيد بن ثابت ‪.‬‬
‫االتجاه الثاني‪ :‬العمل بالرد بدون تلفيق‪ ،‬كما هو الحال في القانون المغربي‪،‬‬
‫فقد أخذ بقول عثمان بن عفان فيمن يرد عليه‪.‬‬
‫االتجاه الثالث‪ :‬العمل بالرد بنظام التلفيق‪ ،‬مع عدم التقيد بمذهب معين و هؤالء‬
‫على قسمين‪ :‬األول‪ :‬مراعاة عدم الخروج عن المذاهب السنية‪ ،‬كما هو الحال‬
‫في أغلب قوانين البلدان العربية‪ .‬الثاني‪ :‬األخذ من المذاهب السنية‪ ،‬وغير‬
‫السنية‪ ،‬كما هو الحال في القانون التونسي‪ ،‬حيث قسم القانون الرد إلى‬
‫قسمين‪ ،‬رد خاص ورد عام‪ ،‬والرد الخاص يقصد به‪ :‬قصر الرد على البنت‬
‫أو بنت االبن مع وجود ذوي الفروض غيرهما‪ ،‬وكذلك مع وجود العصبة‬
‫بالنفس من األخوة وبنوهم واألعمام وبنوهم‪ ،‬وهذا في امل مع اختالف في‬
‫بعض الفروع ما يقول به اإلمامية من الشيعة‪ -٣ .‬أن من يرد عليهم من ذوي‬
‫الفروض النسبية‪ ،‬ثمانية‪ ،‬هم‪ :‬سبع من اإلناث‪ ،‬هن‪ :‬البنت‪ ،‬بنت االبن‪ ،‬األم‪،‬‬
‫الجدة‪ ،‬األخت الشقيقة‪ ،‬األخت ألب‪ ،‬األخت ألم‪ .‬وذكر واحد‪ ،‬هو‪ :‬األخ ألم‪.‬‬
‫‪ -٤‬اتفق القائلون بالرد على أن أي أحد من هؤالء الثمانية‪ ،‬إذا انفرد‬
‫بالميراث‪ ،‬أخذ المال كله‪ ،‬فرضا وردا‪ .‬واختلفوا عند اجتماعهم‪ ،‬هل يرد على‬
‫جميعهم‪ ،‬أم يرد على البعض منهم دون البعض‪ ،‬على عدة أقوال‪ ،‬الراجح من‬
‫ذلك الرد على الجميع عند اجتماعهم‪ .‬وهذا ما عليه العمل في قانون األحوال‬
‫الشخصية ما عدا قانون األحوال التونسي‪ ،‬حيث ذهب في قسم الرد الخاص‪:‬‬
‫بالرد على الفرع الوارث المؤنث دون بقية أصحاب الفروض‪.‬‬
‫‪ -٥‬عدم الرد على الزوجين مع وجود صاحب فرض‪ ،‬وأن المال الزائد يرد‬
‫على الورثة من أصحاب الفروض ما عدا أحد الزوجين‪ ،‬وهذا ما عليه العمل‬
‫في قانون األحوال الشخصية ما عدا قانون األحوال التونسي والمغربي‪ ،‬حيث‬
‫يرد على الزوجين مع أصحاب الفروض‪ ،‬ويفترق القانون التونسي عن‬
‫القانون المغربي في مسألة أن الرد على الزوجين مع أصحاب الفروض يكون‬
‫في الرد العام دون الرد الخاص‪ -٦ .‬إن لم يترك الوارث أحد من ذوي‬
‫الفروض‪ ،‬وال من العصبة النسبية‪ ،‬وال من ذوي األرحام مع أحد الزوجين‪،‬‬
‫أخذ كل التركة فرض وردا‪ ،‬وهذا ما عليه العمل في قانون األحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬حيث يشترط للرد على الزوجين‪ ،‬ثالثة شروط‪ ،‬هي‪ -١ :‬عدم‬
‫وجود صاحب فرض‪ -٢ .‬عدم وجود عاصب‪ -٣ .‬عدم ذوي األرحـام‪.‬‬
‫بينما ذهب قانون األحوال الشخصية اليمني إلى عدم الرد على الزوجين مطلقاا‬
‫‪ -٧‬أن الرد على ذوي الفروض حال اجتماعهم يكون بقدر سهامهم‪ ،‬فمن كان‬
‫له نصف أخذ النصف مما بقي‪ ،‬ومن كان له السدس أخذ السدس مما بقي‪،‬‬
‫وهكذا‪ ،‬وعند انفرد أحدهم بالميراث‪ ،‬يأخذ المال كله‪ ،‬فرضا وردا‪ -٨ .‬أن‬
‫تأصيل المسائل في الرد‪ ،‬على عدة طرق‪ ،‬وأن للمسألة الواحدة كيفيات‬
‫متعددة‪ ،‬وأساليب شتى‪ ،‬تتفق جميعها عند قسمة التركة‪ ،‬حيث ال يتغير نصيب‬
‫الفرد في أي منها‪ .‬وهذا آخر ما قصدنا وهللا أعلم‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من علم‬
‫ال ينفع‪ ،‬وقلب ال يخشع‪ ،‬ودعاء ال يسمع‪ ،‬ونفس ال تشبع‪ ،‬أعوذ بك من شر‬
‫هؤالء األربع‪ .‬وهللا أسأل أن ينفع به‪ ،‬وهو حسبي ونعم الوكيل‪ ،‬والحمد هللا‬
‫رب العالمين‪.‬‬
‫فهرس المراجع‬

‫كتب التفاسير‬
‫كتب الحديث‬
‫‪ -١‬أحكام القرآن‪ ،‬ألبي محمد عبدالمنعم بن عبدالرحيم المعروف "بابن الفرس‬
‫األندلسي" ت ‪٥٩٧‬هـ‪ ،‬تحقيق د‪ .‬طه علي بوسريح‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬ط أولى‪١٤٢٧ ،‬هـ ‪٢٠٠٦‬م‪.‬‬
‫‪ -٢‬الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول هللا ‪ r‬وسننه وأيامه‬
‫المشهور بـ»صحيح البخاري« المؤلف‪ :‬محمد بن إسماعيل‬
‫البخاري‪ ،‬ط دار إحياء الكتب العربية‪.‬‬
‫‪ -٣‬سنن ابن ماجه‪ ،‬المؤلف‪ :‬محمد بن يزيد القزويني‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد‬
‫عبدالباقي‪ ،‬دار الريان للتراث‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -٤‬سنن أبي داود‪ ،‬المؤلف‪ :‬سليمان بن األشعث السجستاني‪ ،‬دار الريان‬
‫للتراث‪ ،‬مصر‪١٩٨٨ ،‬م‪.‬‬
‫‪ -٥‬كنـز العمال في سنن األقوال واألفعال‪ ،‬علي بن حسام الهندي مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت ‪١٩٨٩‬م‪.‬‬
‫‪ -٦‬المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل إلى رسول هللا‬
‫‪ r‬المشهور بـ »صحيح مسلم« المؤلف‪ :‬مسلم بن حجاج بن مسلم القشيري‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار أبي حيان للتوزيع والنشر‪.‬‬

You might also like