You are on page 1of 32

‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬

‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫جدلية مشروع انضمام الجزائرللمنظمة العاملية للتجارة‬


‫دراسة تحليلية حول اآلثار املحتملة عن االنضمام‬

‫د‪ .‬براهيمي بن حراث حياة‬ ‫الباحثة ‪:‬بوخاري أمنة‬


‫جامعة عبد الحميد بن باديس‪-‬مستغانم‪-‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫يستوجب التطور املستمر للمناخ االقتصادي الدولي على الدول النامية عامة‬
‫والجزائر خاصة مسايرة التطورات واالندماج في االقتصاد العاملي‪ ،‬وعليه سارعت‬
‫الجزائر إلى القيام بجملة من اإلصالحات الضخمة إلدماج االقتصاد الوطني ضمن‬
‫االقتصاد العاملي وذلك بعد قناعتها بأن االنضمام سيتيح لها فرصا أفضل في انعاش‬
‫االقتصادي الوطني وتطويره‪.‬‬
‫ومن خالل هذه الدراسة التحليلية سيتم التطرق إلى مسار انضمام الجزائر للمنظمة‬
‫العاملية للتجارة وأهم الشروط التي تم إمالؤها على الجزائر بما يتناسب مع أهداف‬
‫وقواعد املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬باإلضافة إلى رصد أهم األثار املحتملة ملشروع انضمام‬
‫الجزائر الى هذه املنظمة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬االتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة الجات‪ -‬املنظمة‬
‫العاملية للتجارة‪ -‬شروط انضمام الجزائر ‪ -‬اآلثار املحتملة النضمام الجزائر‪.‬‬

‫‪Résumé‬‬
‫‪The continued development of the international economic‬‬
‫‪climate requires the developing countries in general and Algeria in‬‬
‫‪particular to keep abreast of developments and integration into the‬‬
‫‪world economy.‬‬
‫‪Algeria has therefore embarked on a number of major reforms‬‬
‫‪of accession the national economy into the global economy,‬‬
‫‪believing that accession will give it better opportunities to revive and‬‬
‫‪develop the national economy.‬‬
‫‪Through this analytical study, the path of accession of Algeria‬‬
‫‪to the World Trade Organization and the most important conditions‬‬
‫‪that have been imposed on Algeria in line with the objectives and‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬
‫‪rules of the World Trade Organization, in addition to monitoring the‬‬
‫‪most important implications of Algeria's accession project to this‬‬
‫‪organization.‬‬
‫‪Keywords: General Agreement on Tariffs and Trade GATT -‬‬
‫‪World Trade Organization - Algeria's conditions of accession -‬‬
‫‪Potential implications of Algeria's accession.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يعتبر انشاء املنظمة العاملية للتجارة من أهم أحداث العقد االخير من القرن‬
‫العشرين و عصر ما بعد الحرب الباردة وتأتي أهمية هذه املنظمة باعتبارها تشكل ألية‬
‫من أليات العوملة التي لها أهميتها إلدارة و تنظيم النظام التجاري العاملي وعوملة االقتصاد‬
‫الى جانب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لتسيير العالم ماليا و تنمويا و تجاريا‪ ،‬وفق‬
‫أسس اقتصاد السوق الرأسمالية التي عمت العالم‪ .‬وفي اطار اقتصاد السوق و العوملة‬
‫سعت الجزائر الى مواكبة و مسايرة النظام الدولي الجديد من خالل مشروع انضمامها‬
‫الى املنظمة العاملية للتجارة و يظهر ذلك من خالل املفاوضات التي مرت بها الجزائر مع‬
‫املنظمة العاملية للتجارة و االصالحات التي مست عدة قطاعات بغية منها في تحقيق‬
‫التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫اشكالية الدراسة‪:‬‬
‫في ظل رغبة الجزائر في االنفتاح على السوق الخارجي و حتمية أقلمة اقتصادها مع‬
‫مبادئ و شروط االنضمام الى املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬فإلى أي مدى سيكون مشروع‬
‫انضمام الجزائرالى املنظمة العاملية للتجارة في صالح اقتصادها الوطني؟‬
‫فرضية الدراسة‪:‬‬
‫ملعالجة اشكالية البحث تم االعتماد على الفرضية التالية‪:‬‬
‫تتمحور أثار انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة على مدى التغير الجذري في‬
‫املنظومة االقتصادية للجزائر‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬انطالقا مما سبق سيكون هدف الدراسة معرفة مسار انضمام‬
‫الجزائرالى املنظمة العاملية للتجارة و أثارها املحتملة على االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫هدفنا من هذا البحث هو تسليط الضوء على النقاط التالية‪:‬‬
‫الخلفية التاريخية لقيام املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪130‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫دوافع انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة و مراحل املفاوضات التي‬ ‫‪-‬‬
‫مرت بها‪.‬‬
‫‪ -‬رصد األثار املحتملة ملشروع االنضمام‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫من أجل االحاطة باملوضوع فقد تم اعتماد املنهج الوصفي من خالل تناول مختلف‬
‫املفاهيم‪ ،‬و معرفة دوافع ومسار انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬
‫تقسيم الدراسة‪:‬‬
‫تم تقسيم املوضوع الى ثالث محاور‪:‬‬
‫املحور األول‪ :‬من الجات الى املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬مشروع انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬
‫املحور الثالث‪ :‬األثار املحتملة ملشروع انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬
‫املحور األول ‪ :‬من الجات الى املنظمة العاملية للتجارة‬
‫جاءت فكرة انشاء املنظمة العاملية للتجارة في ‪ 1947‬والصادرة عن ميثاق هافانا‪ ،‬اال‬
‫أن هذه املبادرة لم تلق استحسانا وال تأييدا من طرف الدول الصناعية‪ ،‬لتحل محلها في‬
‫‪ 30‬أكتوبر ‪ 1947‬االتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة املعروفة باسم الجات‬
‫والتي دخلت حيز التنفيذ ابتداء من جانفي ‪.1948‬‬

‫‪ -1‬االتفاقية العامة للتعريفات الجمركية و التجارة الجات‪:‬‬


‫‪ 1-1‬نشأة االتفاقية العامة للتعريفات الجمركية و التجارة الجات‪ :‬في مؤتمر‬
‫بريتون وودز سنة ‪ 1944‬عملت الدول الصناعية الكبرى على إعادة ترتيب األوضاع‬
‫االقتصادية العاملية بعد الحرب 'العاملية الثانية من أجل ايجاد اطار تنظيمي تعالج فيه‬
‫كل املشاكل التي خلفتها الحرب في مجال النقد واالستثمار والتجارة‪ ،‬في سنة ‪ 1948‬تم‬
‫التوقيع على امليثاق من طرف ‪ 53‬دولة من بين ‪ 56‬دولة شاركت في املؤتمر‪ ،‬و من أهم‬
‫مواده تلك التي تنص على انشاء املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫‪ -2-1‬تعريف االتفاقية العامة للتعريفات الجمركية و التجارة‪:1‬‬


‫تعرف هذه االتفاقية بـ ‪ GATT‬وهي معاهدة دولية متعددة األطراف تتضمن حقوق‬
‫والتزامات متبادلة عقدت بين حكومات الدول املوقعة عليها‪ ،‬والتي تعرف اصطالحا‬
‫باألطراف املتعاقدة بهدف تحرير العالقات التجارية الدولية السلعية‪ ،‬منطلقة من‬
‫املبادئ التي سنتها النظريات الكالسيكية وفي اطار القواعد املنبثقة عن حرية التجارة‬
‫الخارجية ومن منطلق أن التجارة الدولية هي محرك النمو‪.‬‬
‫‪ -3-1‬جوالت الجات‪ :‬تلخصت جوالت الجات في ثمانية محطات يمكن تلخيها فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫جدول رقم‪ : 01‬جوالت التجارة في ظل االتفاقية العامة للتعريفات الجمركية‬
‫و التجارة‪.‬‬
‫البلدان‬
‫الموضوعات المطروحة‬ ‫االتفاقية‬ ‫العام‬
‫المشاركة‬

‫‪23‬‬ ‫تخفيض التعريفات الجمركية‬ ‫جنيف‬ ‫‪1947‬‬

‫‪13‬‬ ‫تخفيض التعريفات الجمركية‬ ‫انسي‪-‬فرنسا‬ ‫‪1949‬‬

‫‪38‬‬ ‫تخفيض التعريفات الجمركية‬ ‫توركاي‪ -‬انكلترا‬ ‫‪1951‬‬

‫‪26‬‬ ‫تخفيض التعريفات الجمركية‬ ‫جنيف‬ ‫‪1956‬‬

‫تخفيض التعريفات الجمركية و تنسيق‬ ‫جنيف جولة‬


‫‪26‬‬ ‫‪1961-1960‬‬
‫اتفاق التعريفة مع االتحاد األوروبي‬ ‫ديلون‬

‫جنيف جولة‬
‫‪62‬‬ ‫التعريفات الجمركية المضادة لإلغراق‬ ‫‪1967-1964‬‬
‫كنيدي‬

‫تعريفات و اجراءات غير حكومية في‬ ‫جنيف جولة‬


‫‪102‬‬ ‫‪1979-1973‬‬
‫اطار العالقات التجارية‬ ‫طوكيو‬

‫تعريفات و اجراءات غير حكومية‪،‬‬


‫القواعد‪ ،‬الخدمات‪ ،‬الملكية الفكرية‪،‬‬ ‫جنيف جولة‬
‫‪123‬‬ ‫‪1994-1986‬‬
‫تسوية المنازعات‪ ،‬المنسوجات‪ ،‬الزراعة‬ ‫اورغواي‬
‫‪ ،‬انشاء منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫الدول ‪1‬‬
‫بن عمر األخضر‪ ،‬أثار تحرير التجارة العاملية للمنتجات الزراعية على القطاع الزراعي في‬
‫العربية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2007- 2006،‬ص ‪.13‬‬
‫‪132‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫املصدر‪ :‬مجلة التمويل و التنمية‪ ،‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬سبتمبر‪ ،2002‬ص ‪.06‬‬
‫ان الظروف التي أدت الى بروز اتفاقية الجات تشبه الى حد ما تلك الظروف التي أدت‬
‫الى نشأة املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬
‫‪ -2‬نشأة املنظمة العاملية للتجارة‪:‬‬
‫من أبرز النتائج الرئيسية لجولة األورغواي للمفاوضات التجارية متعددة‬
‫األطراف التي عقدت للفترة من ‪ 1993-1986‬هو اعتماد الدول املشاركة فيها االتفاقات‬
‫والقرارات التي اسفرت عنها جولة اوروغواي في اجتماعها املنعقد في أفريل ‪ 1994‬في‬
‫مراكش‪/‬املغرب انشاء املنظمة العاملية للتجارة التي دخلت حيز التطبيق عام ‪ 1995‬بعد‬
‫مصادقة ‪ 77‬دولة على اعالن اوروغواي مع ‪ 22‬اتفاقية دولية اضافة الى ‪ 7‬تفاهمات‬
‫ضمن اطار املنظمة العاملية للتجارة التي تتولى ادارة النظام التجاري في العالم باعتبارها‬
‫املرجعية الوحيدة التي تحكم قواعد و اجراءات تحرير التجارة الدولية‪.‬‬
‫لقد تم التوصل الى انشاء املنظمة العاملية للتجارة بالتراض ي وليس عن طريق‬
‫التصويت الديمقراطي والذي تشكل فيه الدول النامية الغالبية التي ستكون ملزمة‬
‫بموجب اتفاق مراكش بتنفيذ االتفاقيات والتفاهمات والبروتكوالت والقرارات الوزارية‬
‫الصادرة عن املنظمة وتعتبر املنظمة العاملية للتجارة املظلة املؤسسية املسؤولة عن‬
‫مراقبة وتنفيذ تلك االتفاقيات بعد التوقيع عليها اثر االنضمام‪.‬‬

‫‪ -1-2‬تعريف املنظمة العاملية للتجارة‪:1‬‬


‫‪ ‬من املنظور القانوني‪ :‬تمثل االطار التنظيمي واملؤسس ي الذي يحتوي كافة‬
‫االتفاقيات التي أسفرت عنها اتفاقية اورجواي‪.‬‬
‫‪ ‬من املنظور االقتصادي‪ :‬تعرف بأنها منظمة دولية تعمل على تحرير التجارة‬
‫العاملية من خالل انتقال السلع والخدمات واالشخاص بين الدول‪ ،‬وما يترتب على ذلك‬
‫من أثار اقتصادية‪ ،‬سياسية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬بيئية وحماية امللكية الفكرية‪.‬‬

‫هناك اتفاقيتين غير الزامية و هما اتفاقية املشتريات الحكومية و اتفاقية التجارة في الطائرات املدنية ‪‬‬

‫أما اتفاقية اللحوم و األلبان فقد ألغيت‪.‬‬


‫بن عمر األخضر‪ ،‬أثار تحرير التجارة العاملية للمنتجات الزراعية على القطاع الزراعي في الدول ‪1‬‬

‫العربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬


‫‪133‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫يعتبر انشاء املنظمة العاملية للتجارة من أهم أحداث القرن العشرين باعتبارها‬
‫املنظمة الدولية الوحيدة التي تعمل على تحرير التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ -2-2‬مبادئ املنظمة العاملية للتجارة‪ :‬تتمثل أهم مبادئ املنظمة العاملية للتجارة‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الدولة األكثر رعاية‪ :‬تقتض ي املادة األولى من االتفاقية على هذا املبدأ العام‬
‫الذي يعني يجب أن يقوم على أساس عدم التمييز باملعاملة وأن يلتزم بموجبه البلد‬
‫العضو بمنح بقية الدول املتعاقدة نفس املعاملة التفضيلية فيما يتعلق بالرسوم‬
‫وحقوق االستيراد والتصدير التي يمنحها ألية دولة أخرى من دول االتفاقية دون تمييز‪،‬‬
‫فمثال عندما تفتح دولة متعاقدة سوقها ملنتج وارد من دولة أخرى متعاقدة أو غير‬
‫متعاقدة فان سوق املنتج يعتبر مفتوحا في ذات الوقت من دون شروط أمام كل الدول‬
‫املتعاقدة األخرى‪.1‬و للمبدأ استثناءات للدول النامية نصت عليها االتفاقية كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬منح الدول النامية بعض االفضليات واملزايا لصناعتها الوليدة ملساعدتها في‬
‫الدخول الى أسواق الدول الصناعية املتقدمة حتى تقوى على املنافسة العاملية‪.‬‬
‫‪ -‬في حال وجود اتفاقية تجارية اقليمية كاالتحاد الجمركي االقليمي أو عند دخول‬
‫الدولة في منطقة التبادل الحر مع مجموع من الدول يكون شرط العضوية فيها الغاء‬
‫الحواجز الجمركية‪ .‬وفي مثل هذه الحاالت يتم استثناء الدولة العضو في اتفاقية الجات‬
‫من منح االعفاءات وامليزات التي التزمت بمنحها دول االتحاد الجمركي االقليمي او منطقة‬
‫التبادل الحر للدول االعضاء في الجات وفق مبدأ الدولة أكثر رعاية‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ املعاملة الوطنية‪ :‬نصت املادة الثالثة من االتفاقية الى عدم اللجوء الى‬
‫القيود غير التعريفية ( الضرائب أو الرسوم أو القوانين والقرارات واالجراءات التنظيمية‬
‫األخرى)‪ .‬لحماية املنتج املحلي والتمييز ضد املنتج املستورد فالدول املتعاقدة في الجات‬
‫ال تفرض أية شروط تمييزية لصالح املنتج املحلي على حساب املنتج األجنبي‪ .2‬فمثال منح‬

‫ابراهيم العيسوي‪ ،‬الجات و أخواتها‪ ،‬النظام الجديد للتجارة العاملية و مستقبل التنمية‬
‫العربية‪1 ،‬‬

‫مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2001 ،‬ص ‪.23‬‬
‫ابراهيم العيسوي‪ ،‬الجات و أخواتها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪2.24‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫الدول املتعاقدة تقديم اعانة للمنتج املحلي لتفضيل استخدامه على املنتج املثيل‬
‫املستورد أو فرض رسوم على املنتج املستورد تفوق ما يفرض على املنتج املحلي املثيل‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ عدم التمييز‪ :‬نصت املادة األولى من االتفاقية بانه ال يجوز ألي طرف‬
‫متعاقد في الجات أن يستخدم التعريفة الجمركية أو أي قيد اخر بطريقة تمييزية بين‬
‫األطراف املتعاقدة في الجات التي تعامل معها تجاريا‪ ،‬بمعنى أن تعامل الدول املتعاقدة في‬
‫الجات بنفس الطريقة دون تمييز فيما يتعلق باستيراد سلعة معينة‪ .‬بحيث يتساوى كل‬
‫األعضاء في ظروف املنافسة باألسواق الدولية ومن ثم اذا منحت دولة ما ميزة تجارية فان‬
‫هذا االجراء سوف يكون سائر املفعول به تلقائيا على جميع الدول األعضاء وهذا يعني‬
‫املساواة في املعامالت التجارية بين جميع الدول األعضاء‪1.‬‬

‫‪ ‬مبدأ استخدام الرسوم الجمركية كوسيلة وحيدة للحماية‪ :‬ينص هذا املبدأ‬
‫على أن حماية اإلنتاج الوطني يجب أن تتم عن طريق التعريفة الجمركية دون غيرها من‬
‫اإلجراءات الحمائية األخرى وتلتزم كل دولة متعاقدة بتجميد الرسوم الجمركية التي‬
‫تفرضها وعدم تجاوزها لسقف محدد يتم التفاوض حوله مع بقية الدول املتعاقدة‪،‬‬
‫ويمكن ألي دولة متعاقدة رفع تعريفاتها الجمركية لبعض السلع املستوردة عن طريق‬
‫تقديم تنازالت جمركية مقابلة لسلع أخرى مستوردة‪ ،‬وتتضمن اتفاقية الجات باملقابل‬
‫نصوصا ملحاربة سياسة اإلغراق التي تتبعها بعض الشركات‪ ،‬كما أعطت الحق للدول‬
‫بفرض رسوم تعويضية على مستورداتها من السلع التي تتمتع "بدعم" من قبل السلطات‬
‫في البلدان املصدرة‪.2‬‬
‫‪ ‬حظر اإلجراءات التقييدية الكمية‪ :‬يعتبر حظر استخدام اإلجراءات‬
‫التقييدية الكمية على املستوردات واحدا من النصوص األساسية التفاقية الجات إال‬

‫ان هذا املبدأ يساعد من الناحية النظرية على مساواة بين البضائع في املعاملة اال انه في املدى القصير ‪‬‬

‫يؤثر على الدول النامية الن السلع املنتجة فيها ال يمكنها ان تتساوى في املعاملة مع نفس السلع املنتجة‬
‫في الدول املتقدمة و ذلك بسبب تباين التكنولوجيا و بالتالي فان منتجات الدول املتقدمة تكون باقل‬
‫تكلفة و ذلك بسبب الوسائل و التقنيات املتطورة و بمواصفات أفضل مما يؤدي الى شراء املنتجات‬
‫املستوردة في السوق و تبقى املنتجات الوطنية املماثلة كاسدة لعدم قدرتها على املنافسة‪.‬‬
‫عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬الجات وآليات منظمة التجارة العاملية‪ ،‬من أورجواي لسياتل وحتى ‪1‬‬

‫الدوحة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪، 2005 ،‬ص ‪.19-18‬‬


‫ابراهيم العيسوي‪ ،‬الجات و أخواتها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪2.17-16‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫أن هناك استثناء لهذا الحظر (املادة ‪ )12‬يتيح للدول التي تعاني من مشاكل في ميزان‬
‫مدفوعاتها اللجوء إلى مثل هذه اإلجراءات التقييدية الكمية‪ ،‬كما أن املادة (‪ )18‬نصت‬
‫بالنسبة للدول النامية على أنه قد يتوجب عليها تطبيق إجراءات تقييدية كمية‪ ،‬إما‬
‫لوقف النزيف الكبير في احتياطاتها من االحتياط األجنبي الذي يسببه تمويل الطلب على‬
‫املستوردات الناجم عن عملية التنمية‪ ،‬أو لحماية صناعتها الوطنية الناشئة‪ ،‬شريطة‬
‫أال يكون هنالك معاملة تمييزية في تطبيق هذه اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ ‬محاربة سياسة اإلغراق‪ :‬تلزم املادة (‪ )6‬من اتفاقية الجات ‪ 1947‬األطراف‬
‫املتعاقدة في الجات بعدم تصدير منتجاتهم بأسعار أقل من السعر الطبيعي لهذه‬
‫املنتجات في بالدهم‪ ،‬إذا كان من شأن ذلك إيقاع ضرر جسيم بمصالح املنتجين املحليين‬
‫في الدولة املتعاقدة املستوردة‪ ،‬أو التهديد بوقوع مثل هذا الضرر‪.‬‬
‫و تخول االتفاقية (في املادة نفسها) الطرف املتعاقد فرض رسم تعويض ي‪ ‬إللغاء أثر‬
‫اإلغراق أو منع حدوثه أصال من جانب أية دولة أخرى‪.1‬‬
‫‪ ‬مبدأ الشفافية‪ :‬يقض ي هذا املبدأ بتعهد الدول األعضاء بنشر املعلومات‬
‫الالزمة حول القوانين واللوائح الوطنية واملمارسات الشائعة التي قد تعرقل تجارة‬
‫الخدمات و السلع‪.‬‬
‫وهناك استثناءات على هذه املبادئ تأخذ في الحسبان واقع االقتصاد العاملي‬
‫والفروقات بين الدول التي تعيق التطبيق الدقيق ملبادئ املعاملة باملثل‪.2‬‬

‫ان خلفية مبادئ املنظمة العاملية للتجارة هي تعبير حقيقي على املصالح التجارية‬
‫للدول الصناعية املتقدمة و الهيمنة على الدول النامية‪.‬‬

‫في البلد الذي ‪‬‬ ‫يقصد باإلغراق بيع السلعة في سوق التصدير بسعر أقل من السعر الذي تباع به‬
‫ينتجها و غالبا ما يتم اتباع هذا األسلوب للتغلب على املنافسة في السوق الدولية‪.‬‬
‫و يكون يعادل الفرق بين السعر الذي تباع به السلع في سوق التصدير و السعر الذي تباع به في ‪‬‬

‫موطن انتاجها مع اضافة التكاليف االخرى املرافقة لعملية التصدير من رسوم و نقل و تأمين و غيرها‬
‫إللغاء أثر االغراق و منع حدوثه من طرف أية دولة أخرى‪.‬‬
‫إبراهيم العيسوي‪ :‬الجات و أخواتها‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪1.24-23‬‬

‫إبراهيم العيسوي‪ :‬الجات و أخواتها‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪2.22‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫‪ -3-2‬أهداف املنظمة و قواعدها‪ 1:‬للمنظمة العاملية للتجارة عدة أهداف و قواعد‬


‫تمثلت فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬األهداف‪ :‬تهدف املنظمة العاملية للتجارة بصورة عامة الى تحرير التجارة‬
‫العاملية اعتمادا على املبادئ األساسية التفاقية الجات ‪ 1947‬وتتطابق أهدافها مع‬
‫أهداف الجات التي أصبحت جزء منها وقد تم توسيع األهداف ملنح املنظمة صالحية‬
‫تنظيم تجارة الخدمات الى جانب تجارة السلع‪ ،‬كما أن االهداف توضح بأنه من اجل دفع‬
‫التنمية االقتصادية من خالل توسيع التجارة البد من االهتمام بحماية التنمية و‬
‫الحفاظ عليها‪ .‬وقد أضيف هدف جديد الى االهداف العامة للمنظمة والذي ينص على‬
‫بذل الجهود االيجابية لتأمين حصول البلدان النامية وخاصة االقل نموا على نصيب‬
‫أكبر في نمو التجارة العاملية يتماش ى واحتياجات تنميتها االقتصادية‪.‬‬
‫وتعمل املنظمة لتحقيق اهدافها على تنظيم املفاوضات واتخاذ االجراءات ووضع‬
‫الترتيبات الالزمة بشأن االتفاقيات التجارية القائمة وعقد اتفاقيات جديدة اذا لزم‬
‫األمر‪.‬‬
‫القواعد الجديدة للمنظمة اتبعت املنظمة العاملية للتجارة ذات القواعد‬ ‫‪-‬‬
‫التجارية التي اقرتها الجات ‪ 1947‬للسلع والخدمات عند فرض الضرائب غير املباشرة و‬
‫من أهم القواعد هي‪:‬‬
‫عدم التمييز في تطبيق السياسات التجارية؛‬ ‫‪-‬‬
‫اعتماد قواعد املعاملة باملثل؛‬ ‫‪-‬‬
‫املعاملة الوطنية للسلع املستوردة‪ ،‬عدم استخدام القيود الكمية وأية قيود‬ ‫‪-‬‬
‫أخرى تخص االستيراد و غيرها؛‬
‫ايقاف تقديم الدعم واالعانات الحكومية للمصدرين‪ ،‬عدم اتباع سياسة‬ ‫‪-‬‬
‫االغراق؛‬
‫اعتماد ثمن السعر الجمركي للبضائع القائمة املقدمة من املستورد؛‬ ‫‪-‬‬

‫االقتصاد ‪1‬‬
‫هيفاء عبد الرحمن ياسين التكريتي ‪،‬آليات العوملة االقتصادية و أثارها املستقبلية في‬
‫العربي ‪،‬دار الحامد لنشر والتوزيع ‪،‬األردن ‪، 2009‬ص ‪.391‬‬
‫‪137‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫قيام الدول األعضاء بوضع الترتيبات والبرامج الواضحة لضبط الجودة والغاء‬ ‫‪-‬‬
‫االجراءات التي تتقاطع مع القواعد العاملية واملواصفات الدولية للسالمة الصحية‪ ،‬والتي‬
‫يمكن أن تعتبر بمثابة قيود تعيق تحرير تجارة السلع الغذائية‪.‬‬
‫أما قواعد املعامالت التجارية على الخدمات فإنها تستند على مبدأ املعاملة الوطنية ‪،‬‬
‫وفتح السوق املحلية في قطاعات تحددها الدول األعضاء وقد تمت اتفاقية تجارة‬
‫الخدمات على ستة أنواع من القيود املسموح بها بحصر مجاالت فتح السوق املحلية‬
‫للموردين االجانب للخدمات و القيود هي‪ :‬تحديد عدد موردي الخدمات االجانب‪،‬‬
‫تحديد قيمة املعامالت في الخدمات الواردة‪ ،‬الزام مورد الخدمات االجنبي بالتواجد في‬
‫السوق املحلية‪ ،‬الزام مورد الخدمات االجنبي بإنتاج كميات وقيم محددة من الخدمات‬
‫في الدول املستقبلة‪ ،‬تقييد عدد منتسبي الشركات االجنبية املوردة للخدمات‪ ،‬مشاركة‬
‫رأس املال االجنبي بنسبة معينة في مشروعات الخدمات الوطنية‪ ،‬أما اتفاقية حقوق‬
‫امللكية الفكرية فقد فرضت على كل األعضاء توفير الحماية الكافية لحقوق امللكية‬
‫والتكنولوجيا وتوفير االجراءات القضائية لرصد مخالفاتها واللجوء الى تسوية النزاعات‬
‫الدولية من خالل املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬
‫ان الهدف الرئيس ي للمنظمة العاملية للتجارة هو اجراء تخفيضات مستمرة في الرسوم‬
‫الجمركية و الغائها عن بعض السلع بغية في تشجيع نمو التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ -4-2‬اتفاقات املنظمة العاملية للتجارة‪:‬‬
‫مرت جولة االورجواي بجملة من املفاوضات اسفرت عن العديد من االتفاقيات‬
‫أهمها ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اتفاقية الزراعة‪ 1 :‬هدفها االساس ي هو تحرير التجارة الدولية في السلع‬
‫الزراعية عن طريق االجراءات التالية‪:‬‬

‫الدول ‪1‬‬
‫بن عمر األخضر‪ ،‬أثار تحرير التجارة العاملية للمنتجات الزراعية على القطاع الزراعي في‬
‫العربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪138‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬
‫الجدول رقم‪ : 02‬النسب املئوية املحددة لخفض مستوى التعريفة و الدعم‬

‫الدول النامية‪10 :‬‬ ‫الدول المتقدمة‪6 :‬‬


‫سنوات تبدأ من‬ ‫سنوات تبدأ من‬ ‫البـــــــــــــــــــــــــــــــــــيان‬
‫عام ‪2004-1995‬‬ ‫عام ‪2000-1995‬‬
‫نسبة الخفض لكل المنتجات‬
‫‪24%‬‬ ‫‪36%‬‬
‫الزراعية‬
‫التعريفات‬
‫الحد األدنى للتخفيض لكل‬
‫‪10%‬‬ ‫‪15%‬‬
‫منتج‬
‫اجمالي تخفيض الدعم الكلي‬
‫الدعم‬
‫‪13%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫للدولة لكل قطاع سنة‬
‫المحلي‬
‫األساس ‪1988-1986‬‬
‫‪24%‬‬ ‫‪36%‬‬ ‫قيمة الدعم‬ ‫دعم‬
‫‪14%‬‬ ‫‪21%‬‬ ‫حجم الدعم‬ ‫التصدير‬
‫املصدر‪ :‬األمم املتحدة‪ ،‬اللجنة االقتصادية و االجتماعية لغربي اسيا‪ ،‬تحديات و فرص النظام التجاري العاملي‪:‬‬
‫الزراعة‪ ،‬نيويورك‪ ،2003 ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪ ‬نصت االتفاقية على التزام الدول األعضاء بتحويل القيود الكمية الى تعريفات‬
‫جمركية ذات أثر حمائي معادل‪ .‬أي تحويل القيود الكمية املفروضة على الواردات من‬
‫السلع الزراعية الى قيود سعرية‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض كل التعريفات الجمركية خالل فترة معينة و مراعاة الظروف الخاصة‬
‫للدول النامية التي ال تستطيع فتح أسواقها بنفس الدرجة أو سرعة الدول املتقدمة ‪ ،‬و‬
‫تلتزم الدول بتخفيض تعريفاتها الجمركية على الواردات الزراعية بنسبة ‪ %36‬خالل ‪06‬‬
‫سنوات أما الدول النامية فان نسبة التخفيض ‪ %24‬فقط و يتم ذلك خالل ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض الدعم التي تمنحه الحكومات لإلنتاج الزراعي ويتم تخفيضه بمقدار‬
‫‪ %20‬خالل ‪ 06‬سنوات في حالة الدول املتقدمة‪ ،‬و بمقدار ‪ %13‬خالل ‪ 10‬سنوات للدول‬
‫النامية‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض دعم الصادرات من السلع الزراعية بنسبة ‪ %36‬من الدعم الذي كان‬
‫مطبقا خالل الفترة ‪ 1990-1986‬وتخفيض حجم الصادرات املدعومة بمقدار ‪%21‬‬
‫بالنسبة للدول املتقدمة أما الدول النامية فالتخفيض يكون معادال لتلثي التخفيض‬
‫الذي التزمت به الدول املتقدمة على أن ينفذ خالل ‪ 10‬سنوات‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫ب‪ -‬اتفاقية تجارة املنسوجات و املالبس‪ :‬هدفها األساس ي انهاء نظام الحصص‪،‬‬
‫ويكون انهاؤها بصورة تدريجية ضمن فترة انتقالية مدتها ‪ 10‬سنوات تبدأ من سنة ‪1995‬‬
‫وتنتهي سنة ‪ 2005‬كما هو مبين في الجول التالي‪:‬‬
‫جدول رقم ‪ : 03‬مراحل االلغاء التدريجي لنظام الحصص في املنسوجات‪.‬‬
‫نسبة التحرير‬ ‫التاريخ‬ ‫المرحلة‬

‫‪16%‬‬ ‫‪1995/01/01‬‬ ‫األولى‬

‫‪17%‬‬ ‫‪1998/01/01‬‬ ‫الثانية‬

‫‪18%‬‬ ‫‪2002/01/01‬‬ ‫الثالثة‬

‫‪49%‬‬ ‫‪2005/01/01‬‬ ‫الرابعة‬

‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحثتين بناء على ما ورد في االتفاق‪.‬‬


‫ج‪ -‬اتفاقية التجارة في الخدمات‪ :1‬تدخل ألول مرة تجارة الخدمات الى جانب تجارة‬
‫السلع في عملية تحرير التبادل التجاري‪ ،‬حيث كان موضوع تحرير تجارة الخدمات محل‬
‫خالف بين الدول املتقدمة والدول النامية‪ ،‬فمن وجهة نظر الدول النامية ترى ان تحرير‬
‫الخدمات سيؤثر سلبا على قطاع الخدمات لديها وذلك لتفوق الدول املتقدمة في هذا‬
‫الجانب و لقدرتها التنافسية العاملية مقارنة بالدول النامية‪ .‬وقد اشتملت االتفاقية‬
‫جميع الخدمات ذات الطابع التجاري التي تدخل ضمن وظائف الدولة الرئيسية وأهمها‪:‬‬
‫الخدمات املالية واملصرفية والتأمين والنقل ( البري والبحري والجوي)‪ ،‬الخدمات‬
‫االستشارية‪ ،‬املهنية‪ ،‬املقاوالت‪ ،‬البناء‪ ،‬السياحة‪ ،‬االتصاالت السلكية والالسلكية (‬
‫البريد والهاتف ووسائل االتصال الصحافة واالعالم السمعي)‪ .‬وقد حددت االتفاقية‬
‫القواعد املناسبة لتجارة الخدمات بين الدول و املتضمن كيفية تعامل الدول مع تجارة‬
‫الخدمات وازالة العوائق و فض املنازعات عند حدوث اختالف‪ .‬و تتطلب التجارة في‬
‫الخدمات انتقال مقدمي الخدمة و متلقيها وأهمها تصدير الخدمات من دولة الى اخرى‬
‫و تتم عبر أربعة وسائل‪ :‬انتقال الخدمة عبر الحدود‪ ،‬انتقال العمالة‪ ،‬انتقال املستهلك‪،‬‬
‫وحق التأسيس في البلد األخر‪.‬‬

‫االقتصاد ‪1‬‬
‫هيفاء عبد الرحمن ياسين التكريتي ‪،‬آليات العوملة االقتصادية و أثارها املستقبلية في‬
‫العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.409‬‬
‫‪140‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫كما أكدت االتفاقية على تجسيد قواعد النظام التجاري متعدد االطراف مثل‪ :‬تعميم‬
‫مبدأ الدولة األولى بالرعاية و مبدأ الشفافية و زيادة مشاركة الدول النامية‪ ،‬اضافة الى‬
‫تشجيع االعضاء على اقامة تكتالت اقليمية لتحري التجارة في الخدمات و خاصة بين‬
‫الدول النامية‪.‬‬
‫د‪ -‬اتفاقية االستثمارات املرتبطة بالتجارة‪ 1:‬أكدت االتفاقية بأن بعض شروط‬
‫االستثمار التي تطبقها الدول تؤدي الى تغيير و تشويه التجارة الدولية و لذلك فاالتفاقية‬
‫شملت على مبدأين‪ :‬األول مبدأ املعاملة الوطنية التي نصت عليها أحكام املادة (‪ )03‬من‬
‫االتفاقية والتي تمنح للمستثمرين االجانب ذات املعاملة التي تمنح للمستثمر الوطني‪.‬‬
‫أما املبدأ الثاني‪ :‬مبدأ الشفافية الذي نصت عليه املادة الخامسة من االتفاق و الذي‬
‫ينص على االلتزام باإلعالن عن تزايد االستثمارات املتصلة بالتجارة بحيث تكون معروفة‬
‫من قبل الدول األعضاء في الجات‪.‬‬
‫أما املادة ‪ 11‬فقد ركزت على عدم فرض قيود كمية على الواردات وتمثلت شروطها‬
‫في‪:‬‬
‫‪ -‬استعمال املستثمر األجنبي لنسبة محددة من املكون املحلي في املنتج النهائي؛‬
‫‪ -‬احداث توازن بين صادرات و واردات املستثمر األجنبي؛‬
‫بيع نسبة معينة من االنتاج في السوق املحلي؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الربط بين النقد األجنبي الذي يتاح لالستيراد و النقد األجنبي العائد من‬
‫التصدير؛‬
‫‪ -‬يمنح االتفاق الدول النامية فترة انتقالية مدتها ‪ 5‬سنوات و الدول األقل نموا‬
‫مدة ‪ 7‬سنوات قبل بدء تنفيذ احكامه بالنسبة إلجراءات االستثمار املحظور استخدامها‬
‫في حين يسمح للدول املتقدمة بفترة انتقالية مدتها سنتين فقط‪.‬‬
‫هـ‪ -‬اتفاقية حماية حقوق امللكية الفكرية ‪ :2‬شملت االتفاقية قواعد جديدة لحماية‬
‫هذه الحقوق ضمن اتفاقية انشاء املنظمة العاملية للتجارة تستهدف زيادة درجة الحماية‬

‫فرارحة ايمان‪ ،‬طيبي فايزة‪ ،‬أفاق التجارة الخارجية في الجزائر في ظل االنضمام الى املنظمة العاملية ‪1‬‬

‫للتجارة‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة البويرة‪ 2015-2014 ،‬ص ‪.62‬‬


‫هيفاء عبد الرحمن ياسين التكريتي ‪،‬آليات العوملة االقتصادية و أثارها املستقبلية في االقتصاد ‪2‬‬

‫العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.412‬‬


‫‪141‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫التي تتمتع بها حقوق امللكية الفكرية و زيادة مدة سريانها والزام الدول املوقعة على‬
‫االتفاقية تضمين تشريعاتها الوطنية للقواعد الجديدة للحماية وفرض العقوبات‬
‫للخارجين عليها وبموجب هذا االتفاق اشتملت اتفاقية حماية حقوق امللكية الفكرية‬
‫على‪ :‬حقوق املؤلف‪ ،‬براءات االختراع‪ ،‬املؤشرات الجغرافية ( مكان الصنع‪ ،‬الجودة‬
‫العالية للمنتج)‪ ،‬العالمات التجارية‪ ،‬التصميمات الصناعية‪ ،‬التصميمات التخطيطية‬
‫للدوائر املتكاملة( هي منتجات ذات وظيفة الكترونية) ‪ ،‬املعلومات السرية غير املفصح‬
‫عنها‪.‬‬
‫مرت مفاوضات األوروغواي بعدة اتفاقيات ولتوسيع نطاق الجات تم تناول‬
‫موضوعات لم يسبق طرحها من قبل تمثلت في اتفاقية التجارة في الخدمات‪ ،‬اتفاقية‬
‫حماية حقوق امللكية الفكرية‪ ،‬االتفاقية املتعلقة باالستثمارات األجنبية‪.‬‬
‫بقيام املنظمة العاملية للتجارة تكامل املثلث الذي تشكلت أضالعه من مؤسسات‬
‫النظام االقتصادي( صندوق النقد الدولي‪ ،‬البنك العاملي‪ ،‬املنظمة العاملية للتجارة‪ ).‬و‬
‫تعتبر اتفاقيات املنظمة العاملية للتجارة مجرد وسيلة هيمنة و ابتزاز من طرف الدول‬
‫الصناعية العظمى على الدول النامية‪.‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬مشروع انضمام الجزائرالى املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬
‫قامت الجزائر بعدة اصالحات إلدماج االقتصاد الوطني ضمن االقتصاد العاملي‬
‫واالستفادة من الفوائد التجارية التي يمنحها السوق الدولي‪ .‬حيث كانت هذه االصالحات‬
‫مواكبة لشروط و قواعد املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬
‫‪ -1‬دو افع انضمام الجزائرللمنظمة العاملية للتجارة‪:‬‬
‫يعتبر انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة ذات أولوية اقتصادية بعد‬
‫االصالحات الجدرية التي مست مختلف محددات االقتصاد الوطني التي تهدف الى‬
‫االنتقال من االقتصاد املوجه نحو اقتصاد السوق‪ ، .‬إضافة إلى قناعة الجزائر بأن‬
‫االنضمام سيتيح لها فرصا أفضل في انعاش االقتصاد الوطني وتطويره‪ ،‬وهذا عن طريق‬
‫تحرير التجارة الخارجية ومن بين دوافع الجزائر لالنضمام للمنظمة ما يلي‪:1‬‬

‫ناصر دادي عدون‪ ،‬متناوي محمد‪ ،‬انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة‪ :‬األهداف ‪1‬‬

‫و العراقيل‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،2004/03‬ص ‪.71-70‬‬


‫‪142‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫‪ ‬انعاش االقتصاد الوطني‪ :‬ينتج عن تقييد حدود التعريفة الجمركية واالمتناع‬


‫عن استعمال القيود الكمية الزيادة في حجم الواردات من الدول االعضاء‪ ،‬وبالتالي‬
‫االستفادة من التكنولوجيا الحديثة والتقنيات املتطورة املستعملة في االنتاج‪ ،‬حيث‬
‫يمكن للجزائر االستفادة من هذه االساليب كوسيلة لتطوير وتنويع االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع وتحفيز االستثمارات‪ :‬يمنح انضمام الجزائر الى املنظمة فرصة‬
‫االنتفاع من االتفاقية الخاصة باالستثمارات في مجال التجارة‪ ،‬والتي تنعكس عليها‬
‫باإليجاب خاصة مع االنتفاع من اثر الشبكات التي تكونها الشركات متعددة الجنسيات‬
‫على املستوى الجهوي والدولي‪ ،‬وما تمثله من وسائل ضرورية في تبادل السلع والخدمات‬
‫وفي استغالل الهوامش املتاحة في الربحية ومردودية عوامل االنتاج بين التكتالت والدول‪.‬‬
‫‪ ‬مسايرة التجارة الخارجية‪ :‬يدفع ضعف قطاع االنتاج الجزائري وعدم قدرته‬
‫على منافسة املنتوجات االجنبية املستوردة الى االنضمام الى املنظمة العاملية للتجارة‬
‫لالستفادة من املزايا التي تقدمها املنظمة‪ ،‬والحصول على احتياجاتها املختلفة ‪ ،‬وبذلك‬
‫تستطيع ان تساير املستجدات الحديثة الواقعة في ساحة العالقات االقتصادية‬
‫الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬االنتفاع من املزايا التي تقدم للدول االعضاء النامية باملنظمة‪ :‬وذلك‬
‫بحماية املنتوج الوطني من املنافسة عن طريق االبقاء على تعريفة جمركية مرتفعة‬
‫وكذلك مدة التحرير قد تصل الى ‪ 10‬سنوات بدال من ‪ 06‬سنوات للدول املتقدمة‪.‬‬
‫ان نية الجزائر في االندماج في االقتصاد العاملي و االستفادة من مزايا االنضمام الى‬
‫املنظمة العاملية للتجارة كان الدافع الرئيس ي وراء مشروع االنضمام‪.‬‬

‫‪ -2‬شروط انضمام الجزائرالى املنظمة العاملية للتجارة‪:‬‬

‫ضغط ‪‬‬ ‫غالبا ما يشار الى هذه الشروط على أنها ثمن تذكرة دخول الدولة الى املنظمة‪ ،‬ووسيلة‬
‫تستعملها املنظمة على الحكومات بفرض السياسات االقتصادية و االجتماعية و التشريعية‪ ،‬و بغض‬
‫النظر عن العواقب املترتبة و غلبة املصالح التجارية على مستلزمات التنمية و التطور في دول العالم‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫تملي املنظمة العاملية للتجارة جملة من الشروط للبلد الراغب في االنضمام اليها و‬
‫نذكر من هذه الشروط ما يلي‪:1‬‬
‫‪ ‬التعريفة الجمركية‪ :‬التزام الدول الراغبة باالنضمام بتعريفات جمركية‬
‫محددة في اطار االتفاق مع املنظمة‪ ،‬وال يمكن التراجع عنها اال في حاالت خاصة تحددها‬
‫قواعد املنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬الخدمات‪ :‬التزام الدول الراغبة باالنضمام بجدول يتضمن اطار زمني إلزالة‬
‫القيود املفروضة على نشاطات الخدمات‪.‬‬
‫‪ ‬تطبيق اتفاقات والتزامات املنظمة‪ :‬على الدول الراغبة في االنضمام توقيع‬
‫بروتوكول يشمل تطبيق جميع اتفاقات املنظمة‪ ،‬وذلك تطبيقا ملبدأ القبول الكلي‬
‫للنتائج‪.‬‬
‫‪ ‬التفاوض‪ :‬يحق للبلدان االعضاء في املنظمة التفاوض مع الدول الراغبة في‬
‫االنضمام‪ ،‬عن طريق تلقي هذه االخيرة طلبات من الدول الكبرى الصناعية فيما يتعلق‬
‫بقائمة السلع والخدمات املطروحة للتخفيض الجمركي‪ ،‬او تقديم الدول الراغبة في‬
‫االنضمام جدول للسلع والخدمات املعرضة للتخفيضات الجمركية‪ .‬وباالنتهاء من هذه‬
‫املرحلة تتوجه الدول الى مجلس املنظمة وبحصولها على ‪ 2/3‬من اصوات االعضاء تصبح‬
‫عضوا في املنظمة‪.‬‬
‫أملت املنظمة العاملية للتجارة مجموعة من الشروط على الجزائر بخصوص‬
‫التعريفة الجمركية و مدى تطبيق التزامات املنظمة و هذا من أجل الشروع في التفاوض‬
‫مع املنظمة‪.‬‬

‫‪ -3‬مراحل مفاوضات الجزائرمع املنظمة العاملية للتجارة‪:‬‬

‫و‪1‬‬ ‫عياش قويدر‪ ،‬ابراهيمي عبد هللا‪ ،‬اثار انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة بين التفاؤل‬
‫التشاؤم‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال افريقيا‪ ،‬عدد ‪،2‬ص ‪.61‬‬
‫‪144‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫بتاريخ ‪ 05‬جوان ‪ 1996‬تقدمت الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة بتسليم طلب‬
‫االنضمام وتقديم مذكرة تبين فيها بيان السياسة التجارية‪ ،‬بعدها دخلت الجزائر في‬
‫مفاوضات مع اعضاء املنظمة العاملية للتجارة وتلخصت هذه املفاوضات فيما يلي‪:1‬‬
‫‪ ‬جرت هذه املفاوضات سنة ‪ 1998‬حيث اجابت الجزائر على ‪ 300‬سؤال‬
‫مطروح من قبل الهيأة الدولية‪ ،‬و كانت االسئلة تتمحور حول هيكلة االقتصاد الوطني و‬
‫تطوره بغية من املنظمة في التعرف اكثر على اقتصاد الجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬امتدت املفاوضات لسنة ‪ 1999‬و قدمت الجزائر مدونة تتضمن مبادئ و‬
‫قواعد السياسة التجارية الجزائرية‪ ،‬و قدمت توضيحات اكثر عن االسئلة املطروحة‬
‫الهم الشركاء و هم اوروبا و الواليات املتحدة االمريكية ‪.‬‬
‫‪ ‬وقعت الجزائر على اتفاق الشراكة االورو متوسطية في ‪ 2002/04/19‬بعدها‬
‫اتجهت الجزائر الى مسار املفاوضات الثنائية التي استمرت ‪ 18‬شهرا وذلك من خالل‬
‫محاولة الجزائر التوفيق بين االلتزام بتحرير االقتصاد الوطني من جهة و الحفاظ على‬
‫املصلحة الوطنية من جهة اخرى‪.‬‬
‫‪ ‬بدأت في ‪ 2003/11/28‬بجنيف بوفد جزائري‪ ‬حيث تمحورت املفاوضات‬
‫حول تأهيل االطار التشريعي املنظم للتجارة الخارجية‪ ،‬محادثات متعددة االطراف حول‬
‫قطاع الفالحة‪ ،‬التطرق الى املستجدات املتعلقة بمنع استيراد الخمور من قبل البرملان‬
‫الجزائري‪.‬‬
‫‪ 2005/02/25 ‬عقدت دورة للمفاوضات و كانت تخص مسألة الحصص‪،‬‬
‫التعريفات الجمركية و مختلف املساعدات‪.‬‬
‫‪ ‬و في ‪ 2005/10/21‬دارت املفاوضات بين الجزائر و املنظمة العاملية للتجارة‬
‫لكن لم تسجل اي تطور و ذلك بسبب اصرار الدول االعضاء على الجزائر بتقديم‬

‫عياش قويدر‪ ،‬ابراهيمي عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪1.63-62‬‬

‫انعقاد مؤتمر سياتل بالواليات االمريكية املتحدة و بدأت الجزائر باملفاوضات الثنائية‪ .‬‬

‫تكون الوفد من ‪ 28‬عضو ممثلين للقطاعات االقتصادية الهامة باإلضافة الى الشركاء االجتماعيين ‪‬‬

‫برئاسة و زير التجارة السيد نور الدين بوكروح‪.‬‬


‫‪145‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬
‫توضيحات اكثر فيما يخص الجوانب املتعلقة بالسياسة التجارية الجزائرية و بدخول‬
‫سوق السلع و الخدمات‪1.‬‬

‫‪ ‬و بتاريخ ‪ 2006/06/10‬قامت الجزائر بتقديم مختلف التعديالت التي ادخلت‬


‫على بعض القوانين لتتماش ى مع شروط و قواعد املنظمة العاملية للتجارة‪ .‬و لقد شاركت‬
‫أكثر من ‪ 40‬دولة في نشاط فوج العمل الذي عقد ‪ 10‬اجتماعات رسمية و اجتماعين غير‬
‫رسميين أخرهما كان في ‪ 2012 /03/ 30‬حيث تقرر احياء دورة جديدة من املفاوضات‪.‬‬
‫‪ ‬انعقدت هذه الجولة في ‪ 2013/04/13‬بجنيف بحسب ما أعلن عنه مصدر‬
‫بوزارة التجارة الجزائرية حيث أكد وزير التجارة الجزائري أنداك مصطفى بن بادة بأن "‬
‫دراسة النظام التجاري الجزائري ال يزال متواصال في الجانب املتعلق بنظام رخص‬
‫االستيراد و العراقيل التقنية التي تواجهها التجارة و تنفيذ االجراءات الصحية و الخاصة‬
‫بالصحة النباتية و تطبيق الرسوم الداخلية و املؤسسات العمومية و عمليات‬
‫الخصخصة و االعانات و بعض الجوانب املتعلقة بحماية امللكية الفكرية التي تخص‬
‫التجارة" و تمت خالل هذه الجولة دراسة حوالي ‪ 20‬مشروع اتفاق التزام حول املسائل‬
‫املتعلقة بهذا النظام‪.‬‬
‫‪ ‬جرت هذه الجولة في ‪ 2014/03/31‬بجنيف حيث سمحت بدراسة االصالحات‬
‫التشريعية و التنظيمية ووفي هذا الصدد تلقت الجزائر ‪ 170‬سؤال جديد و طلبات‬
‫توضيح من طرف الدول االعضاء‪.‬‬
‫‪ ‬حددت هذه الجولة خالل الثالثي األول من ‪ 2015‬و حسب وزير التجارة أنداك‬
‫عمارة بن يونس أن هذا االجتماع سيكون حاسما بالنظر الى كونه سيسمح للجزائر‬
‫بتحديد تاريخ انضمامها للمنظم العاملية للتجارة‪.‬‬
‫مرت الجزائر بعدة مفاوضات من أجل االنضمام الى املنظمة العاملية للتجارة فمنذ‬
‫‪ 1996‬الى حد األن التزال املفاوضات متواصلة حول مشروع انضمام الجزائر الى املنظمة‬
‫العاملية للتجارة‪.‬‬
‫‪ -4‬الصعوبات و العر اقيل املواجهة ملسارانضمام الجزائرالى املنظمة العاملية‬
‫للتجارة‪:‬‬

‫ي‪ ،‬االندماج في االقتصاد العاملي و انعكاساته على القطاع الخاص في الجزائر‪ ،‬دار الهومة ‪1‬‬ ‫اكرام مياس‬
‫للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.238‬‬
‫‪146‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫يواجه مسار مشروع انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة عدة صعوبات‬
‫وعراقيل نذكر منها‪:‬‬
‫‪ ‬غياب رؤية استراتيجية واضحة عن دوافع و اهداف االنضمام‪ ،‬و كذا عدم‬
‫جدية الحكومات املتعاقبة بالنسبة الستقرار التشريعات الخاصة بالتجارة الخارجية‪1.‬‬

‫‪ ‬غموض شروط االنضمام حيث يتم التفاوض مع اعضائها وفق املادة ‪ 12‬و التي‬
‫ال تحتوي على شروط و قواعد محددة‪ ،‬مما فتح املجال لشروط مختلفة يتم االنضمام‬
‫على اساسها بخصوص عدة قطاعات لها عالقة بالتجارة‪ ،‬و بالتالي تتحمل الدول الراغبة‬
‫في االنضمام شروط و التزامات تزيد عن االلتزامات املتفق عليها و التي قدمتها الدول التي‬
‫انضمت خالل جولة االوروغواي‪2.‬‬

‫‪ ‬االستناد الكبير على املستوردات الفالحية وعدم احداث تغيير او تطوير في‬
‫البنية الصناعية وهذا ال يتماش ى مع قواعد االنضمام الى املنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تطبيق االصالحات و التعهدات التي قدمتها الجزائر اثر سلبا على ملفها‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة الحصول على صفة الدولة النامية حيث اصبحت هذه الصفة ال تمنح‬
‫بسهولة حتى و ان كانت الدولة الراغبة في االنضمام دولة نامية اذ يتم التفاوض مع الدول‬
‫على اساس التخلي عن صفتها كدولة نامية و هذا ما حدث مع الصين و اململكة السعودية‬
‫حيث رفضتا ذلك و تمسكت بصفة الدولة النامية‪3.‬‬

‫‪ ‬بقاء الترسانة القانونية في امليدان التجاري متأخرة وال تتساير مع العصرنة‪،‬‬


‫حيث كتفت الجهود في السنوات املاضية على التكوين والتحسيس بأهمية االنضمام الى‬
‫املنظمة والشروع في التحرير االقتصادي في حين اهمل االصالح التشريعي‪.4‬‬

‫الى ‪1‬‬ ‫فيصل بهلولي‪ ،‬التجارة الخارجية الجزائرية بين اتفاق الشراكة االورو متوسطية و االنضمام‬
‫املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،11‬ص ‪.116‬‬
‫جميلة الجوزي‪ ،‬ميزان املدفوعات الجزائري في ظل السعي لالنضمام الى املنظمة العاملية للتجارة‪2 ،‬‬

‫مجلة الباحث‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،11‬ص ‪.229‬‬


‫عائشة العانز‪ ،‬االثار املحتملة من انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة على القطاع الزراعي‪3 ،‬‬

‫مذكرة تخرج ماستر اكاديمي‪ ،‬جامعة‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،2015-2014 ،‬ص ‪.47‬‬
‫سليم سعداوي‪ ،‬الجزائر و منظمة التجارة العاملية ‪ ،‬معوقات االنضمام و افاقه‪ ،‬دار الخلدونية‪4 ،‬‬

‫الطبعة االولى‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.79-78‬‬


‫‪147‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫ان غموض شروط االنضمام و عدم تطبيق الجزائر للتعهدات التي قدمتها اثر سلبا‬
‫و عرقل مسار انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬
‫قامت الجزائر بجملة من االصالحات مست العديد من القطاعات االقتصادية‬
‫الهامة‪ ،‬غاية منها في دمج االقتصاد الوطني ضمن االقتصاد العاملي‪ .‬و في هذا السياق‬
‫مرت الجزائر بعدة مفاوضات من أجل االنضمام الى املنظمة العاملية للتجارة رغم هذا ال‬
‫تزال املفاوضات قائمة حتى األن بسبب ما تواجهه الجزائر من عراقيل تعيق مسار‬
‫االنضمام‪.‬‬

‫املحور الثالث‪ :‬االثاراملحتملة ملشروع انضمام الجزائرللمنظمة العاملية‬


‫للتجارة‪:‬‬
‫من املتوقع أن تكون هناك أثار سلبية و ايجابية ملشروع انضمام الجزائر الى‬
‫املنظمة العاملية للتجارة و يمكن معرفة هذا من خالل تحليل مكانة القطاع الزراعي و‬
‫الصناعي في االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫‪ -1‬األثار املحتملة على القطاع الزراعي ‪ :‬يعتبر القطاع الزراعي من القطاعات‬
‫الحساسة فقد حاولت الجزائر اصالح هذا القطاع عن طريق ادخال عدة تعديالت على‬
‫السياسة الزراعية ‪.‬و لكن رغم هذا ما زالت الجزائر تعاني من التبعية الغذائية‪ .‬سنحاول‬
‫تحليل االثار املحتملة على القطاع الزراعي ملشروع انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية‬
‫للتجارة‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ : 04‬مساهمة القطاع الزراعي الجزائري في الناتج املحلي االجمالي‬
‫‪. 2016-2000‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليون دوالرأمريكي‪.‬‬
‫نصيب الفرد من‬ ‫مساهمة الزراعة في‬ ‫الناتج الزراعي‬ ‫السنوات‬
‫الناتج الزراعي‬ ‫الناتج الزراعي‬
‫‪114.8‬‬ ‫‪8.27‬‬ ‫‪4451‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪162‬‬ ‫‪9.74‬‬ ‫‪5334‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪156‬‬ ‫‪9.22‬‬ ‫‪5236‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪192‬‬ ‫‪9.70‬‬ ‫‪6589‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪248‬‬ ‫‪9.41‬‬ ‫‪8032‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪240‬‬ ‫‪7.66‬‬ ‫‪7902‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪263‬‬ ‫‪7.50‬‬ ‫‪8805‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪297‬‬ ‫‪7.50‬‬ ‫‪10105‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪148‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬
‫‪323‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪11197‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪363‬‬ ‫‪9.2‬‬ ‫‪12775‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪379‬‬ ‫‪8.4‬‬ ‫‪13645‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪439‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪16106‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪489‬‬ ‫‪9.0‬‬ ‫‪18332‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪550‬‬ ‫‪9.3‬‬ ‫‪21029‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪562‬‬ ‫‪10.3‬‬ ‫‪21990‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪482‬‬ ‫‪11.7‬‬ ‫‪19274‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪456‬‬ ‫‪11.6‬‬ ‫‪18586‬‬ ‫‪2016‬‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحثتين بناءا على املعطيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التقرير االقتصادي العربي املوحد‪ ،‬صندوق النقد العربي‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬املالحق االحصائية التابعة لصندوق النقد العربي‪-2014-2012-2011-2010:‬‬
‫‪.2016‬‬
‫من الجدول أعاله نالحظ ان الناتج الزراعي سجل عام ‪ 2000‬مبلغ قدر ب ‪4451‬‬
‫مليون دوالر بنسبة مساهمة في الناتج املحلي االجمالي قدرت ب ‪ %8.27‬ليصل في‬
‫السنوات املوالية ارتفاع ملحوظ حيث بلغ سنة ‪ 2009‬مبلغ قدر ب ‪ 12775‬مليون دوالر‬
‫ليواصل االرتفاع ليصل ‪ 21990‬مليون دوالر عام ‪ 2014‬لينخفض سنة ‪ 2016‬الى ‪18586‬‬
‫مليون دوالر‪ .‬و يعود هذا التحسن املسجل في الناتج الزراعي خالل فترة الدراسة الى برامج‬
‫التمويل املوسع و سياسات االصالح التي طبقتها الجزائر في مجال تحرير أسعار السلع‬
‫الزراعية و أسعار الصرف و ازالة الرقابة و التدخل الحكومي مما شجع القطاع الخاص‬
‫على االستثمار في املجال الزراعي‪ .‬وكما هو مالحظ في الجدول فقد سجل الناتج الزراعي‬
‫مساهمة في الناتج املحلي االجمالي ارتفاع محسوس خالل سنوات الدراسة حيث سجل‬
‫نسبة قدرت ب ‪ %8.27‬سنة ‪ 2000‬ثم شهدت ارتفاع حتى سنة ‪ 2004‬قدر ب ‪ %9.41‬ثم‬
‫شهد تذبذب في النسبة حيث بلغت أدناها سنة ‪ 2008‬قدرت ب ‪ %6.6‬و يرجع هذا الى‬
‫ضالة رقعة األراض ي املزروعة باإلضافة الى النمو الكبير في قطاع الصناعة االستخراجية‬
‫و زيادة حصتها في الناتج املحلي االجمالي‪ .‬أما من سنة ‪ 2009‬الى ‪ 2016‬فقد شهدت نسبة‬
‫املساهمة تذبذب بين ارتفاع و انخفاض حيث بلغت النسبة ‪ %11.6‬سنة ‪ .2016‬اما فيما‬
‫يخص نصيب الفرد من الناتج الزراعي فقد شهد زيادات معتبرة حيث يبقى عامل‬
‫االنتاجية هو املسؤول األول اذ أن النمو الكبير الذي يتحقق في انتاج الغذاء يأتي من‬
‫خالل االرتقاء بإنتاجية وحدة املساحة من األرض و ليس من خالل املساحة املزروعة أي‬

‫‪149‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫من خالل استخدام التكنولوجيا‪ ،‬لكن يبقي نمو االنتاج الزراعي دون الطموح املطلوب‬
‫مقارنة مع املعدالت العاملية‪.‬‬
‫بعد تحليل مساهمة القطاع الزراعي الجزائري في الناتج املحلي االجمالي سنتطرق الى‬
‫رصد واقع امليزان الزراعي الجزائري‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ :05‬تطور امليزان التجاري الزراعي الجزائري خالل الفترة ‪.2015-2008‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليون دوالرامريكي‪.‬‬
‫العجز‬ ‫الواردات‬ ‫الصادرات‬ ‫السنوات‬
‫الزراعية‬ ‫الزراعية‬
‫‪7794‬‬ ‫‪7879‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪6335‬‬ ‫‪6459‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪6089‬‬ ‫‪6223‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪6659‬‬ ‫‪6807‬‬ ‫‪148‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪10931‬‬ ‫‪11245‬‬ ‫‪314‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪11535‬‬ ‫‪11934‬‬ ‫‪399‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪11395‬‬ ‫‪11798‬‬ ‫‪403‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪10803‬‬ ‫‪11210‬‬ ‫‪407‬‬ ‫‪2015‬‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحثتين بناءا على املعطيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬منظمة األغذية و الزراعة لألمم املتحدة قاعدة البيانات الزراعية ‪.2012‬‬
‫منظمة األغذية و الزراعة لألمم املتحدة قاعدة البيانات الزراعية ‪.2014‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬منظمة األغذية و الزراعة لألمم املتحدة قاعدة البيانات الزراعية ‪.2017‬‬
‫‪ -‬التقرير العربي املوحد ‪ ،‬صندوق النقد العربي‪.2010-2009-2008،‬‬
‫نالحظ من الجدول التالي أن امليزان الزراعي الجزائري يعاني من عجز كبير و ما زاد‬
‫الطين بلة ان تواصل هذا العجز خالل السنوات االخيرة‪ ،‬حيث ارتفع هذا العجز من‬
‫‪ 7794‬مليون دوالر عام ‪ 2008‬الى ‪ 11535‬مليون دوالر عام ‪ 2013‬ليصل الى ‪ 10803‬مليار‬
‫دوالر عام ‪ .2015‬ان مؤشرات الثروة الزراعية املتمثلة في االرض و املياه و قوة العمل‬
‫تشير الى أن الهوية االقتصادية للجزائر هي هوية زراعية‪ ،‬لكن املتتبع للمؤشرات الخاصة‬
‫باإلنتاج الزراعي الجزائري توضح تناقض بين الهوية الزراعية و مؤشرات االنتاج‪ .‬فهذا‬
‫القطاع عاجز عن تلبية حاجات السكان املحليين من السلع الزراعية املختلفة و كذلك‬
‫غير قادر على توفير فائض مناسب للتصدير و املنافسة في األسواق الخارجية‪ .‬كما هو‬
‫مبين في الجدول أن الجزائر تعتبر مستوردا صافيا للمنتوجات الزراعية حيث نرى أن‬

‫‪150‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫الواردات الزراعية في تزايد مستمر خالل السنوات االخيرة من ‪ 7879‬مليون دوالر سنة‬
‫‪ 2008‬الى ‪ 11210‬مليون دوالر سنة ‪.2015‬و تشكل معظم الواردات املواد الغذائية ذات‬
‫االستهالك الواسع من حبوب و حليب و سكر و زيوت‪ ،‬مقارنة مع الصادرات فهي تمثل‬
‫نسب ضئيلة مقارنة مع االمكانيات الزراعية الجزائرية حيث تتمثل معظم املواد الغذائية‬
‫املصدرة في التمور و االسماك و الزيوت و الشحوم‪ .‬و الشكل التالي يوضح اكثر منحنى‬
‫الصادرات و الواردات الزراعية الجزائرية‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪: 1‬منحنى الصادرات و الواردات الزراعية الجزائرية خالل الفترة ‪2015-2008‬‬
‫‪15000‬‬

‫‪10000‬‬
‫الصادرات الزراعية‬
‫‪5000‬‬ ‫الواردات الزراعية‬

‫‪0‬‬
‫‪2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015‬‬
‫املصد‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحثتين باالعتماد على الجدول السابق‪.‬‬
‫االثار السلبية للقطاع الزراعي‪1:‬‬ ‫‪1-1‬‬
‫يعتبر قطاع الزراعة في الجزائر رهين الظروف املناخية‪ ،‬و بالتالي فان اتفاق الغاء‬
‫الدعم سيزيد الطين بلة‪ ،‬و ستترتب عنه أثار سلبية و خيمة خاصة على املدى القصير ‪،‬‬
‫و يكمن حصر االثار السلبية املتوقعة من انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة‪:‬‬
‫‪ ‬ان تخفيض الدعم الزراعي بموجب اتفاقية الزراعة لها اثرا مباشرا على الدول‬
‫النامية و الجزائر واحدة منها‪ ،‬اذ سيؤذي انخفاض الدعم الزراعي الى ترك االراض ي‬
‫الزراعية في الدول املصدرة للحبوب مما يؤدي الى انخفاض في حجم االنتاج العاملي األمر‬
‫الذي يؤدي بدوره الى التقليل في حجم الصادرات الزراعية في األسواق العاملية و هذا ما‬
‫يجعل ارتفاع في اسعار الواردات من املنتجات الزراعية‪ .‬و باعتبار الجزائر واحدة من‬
‫الدول املستوردة للغذاء فسيكون وقع هذا االرتفاع شديدا على الجزائر باعتبارها تعاني‬
‫من عجز كبير في هذا املجال‪.‬‬

‫ماجستير‪1 ،‬‬
‫خزار محمد‪ ،‬األثار املحتملة للمنظمة العاملية على التجارة الخارجية للجزائر‪ ،‬مذكرة‬
‫جامعة الجزائر‪ ،2004-2003 ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪151‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫‪ ‬ينجم عن انضمام الجزائر املرتقب منافسة غير عادلة بين املنتوج املحلي الغير‬
‫قادر على املنافسة و املنتوج االجنبي الذي يتمتع بالجودة و التكلفة األقل و ذلك الن‬
‫االنضمام يفتح الباب على السوق الجزائرية و تصبح محل اهتمام من املزارعين االجانب‬
‫وذلك لعدم قدرة املنتجين املحليين على تغطية الطلب املحلي‪1.‬‬

‫‪ ‬من املحتمل ان يحصل تحوال لغير صالح الجزائر في التبادل التجاري بين‬
‫الجزائر و االتحاد االوروبي باعتباره الشريك االول للجزائر في التجارة الدولية‪ .‬حيث‬
‫يمكن ان تحقق صادرات املواد الغذائية و بالذات لالتحاد االوروبي انخفاض في امليزات‬
‫التجاري الزراعي بحيث الصادرات تدخل الى اسواق االتحاد االوروبي بدون رسوم‬
‫جمركية ومن ثم فان خفض او الغاء تلك االمتيازات التي كانت تحصل عليها الجزائر في‬
‫تعاملها مع االتحاد األوروبي استنادا الى قاعدة معاملة الدولة األولى بالرعاية‪.‬‬
‫‪ ‬سيحد تطبيق اتفاقية الزراعة من امكانيات نفاذ املنتجات الزراعية الجزائرية‬
‫الى األسواق الخارجية‪ ،‬نظرا لضعف حجم االنتاج القابل للتصدير من جهة وارتفاع‬
‫تكلفة االنتاج من جهة أخرى في ظل االعتماد على استيراد مدخالت االنتاج بأسعار‬
‫مرتفعة‪.‬‬
‫‪ ‬يؤدي رفع القيود على السلع املوردة الى الجزائر الى اغراق السوق املحلية‬
‫بالسلع الزراعية و الغذائية مما يؤدي الى انخفاض األسعار و تدهور الطلب على السلع‬
‫الزراعية املحلية‪.‬‬
‫‪ ‬يعتبر تطبيق اجراءات حماية الصحة والنبات‪ ،‬من اهم التحديات التي‬
‫ستواجه القطاع الزراعي الجزائري‪ ،‬بسبب االرتباط الوثيق بين املعايير الصحية والتطور‬
‫التكنولوجي الذي تفتقر اليه الجزائر‪ ،‬بسبب قلة املوارد الالزمة للقيام باألبحاث‬
‫والتطوير‪ ،‬وعليه قد تتأثر الجزائر من استخدام الدول املتقدمة لإلجراءات الصحية‬
‫كقيد على دخول املنتجات الزراعية ألسواقها خاصة على املدى البعيد‪.‬‬
‫‪ - 2-1‬األثار االيجابية للقطاع الزراعي‪2 :‬‬

‫عائشة العانز‪ ،‬األثار املحتملة من انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة على القطاع الزراعي‪1 ،‬‬

‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬


‫مذكرة ‪2‬‬‫خزندار وردة‪ ،‬تأثير انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة على املنظومة املصرفية‪،‬‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2012-2011،‬ص ‪.83‬‬
‫‪152‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫‪ ‬امكانية زيادة الصادرات الزراعية للجزائر بعد االهتمام باملواصفات القياسية‬


‫و كذلك االهتمام بالقيود البيئية‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة امكانية ارتفاع صادرات الجزائر الى أسواق الدول املتقدمة‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة الكفاءة االنتاجية للمنتجات الزراعية في الجزائر‪ ،‬بسبب زيادة املنافسة‬
‫مما يساهم في فعالية أداء املشروعات في الجزائر ‪ ،‬و ذلك ينعكس ايجابيا على الناتج‬
‫املحلي الخام و من ثم على مستوى املعيشة للذين يعتمد مداخيلهم على الزراعة‪.‬‬
‫‪ ‬ان خفض الرسوم الجمركية على مدخالت االنتاج يؤدي الى انخفاض محتمل‬
‫في تكاليف االنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬امكانية زيادة النفاذ للمنتجات الزراعية من الجزائر الى اسواق الدول‬
‫املتقدمة‪ ،‬و هذا نتيجة التفاقيات التي اعطت امكانية اكبر نسبية لصادرات الجزائر‪،‬‬
‫نتيجة االلغاء التدريجي للدعم و قيود النفاذ لألسواق‪.‬‬
‫‪ ‬االستفادة من التدرج في خفض التعريفات على الواردات الزراعية‪ ،‬و االعفاء‬
‫من تحويل القيود غير التجارية على املنتجات الزراعية الى قيود تعريفية بالنسبة الى‬
‫بعض املنتجات الزراعية‪.‬‬
‫‪ ‬من املحتمل ان يتأثر القطاع الزراعي الجزائري باإليجاب نتيجة تحرير قطاع‬
‫الخدمات ‪ ،‬حيث ان توفير خدمات التسويق و الترويج‪ ،‬و التأمينات و النقل ‪ ،‬خدمات‬
‫التدريب و التكوين ‪ ،‬يمكن ان يساهم بطريقة مباشرة في تطوير وسائل االنتاج و زيادته‪.‬‬
‫‪ ‬قد يؤدي تطبيق اتفاق االستثمار االجنبي املباشر الى دخول مستثمرين‬
‫وشركات متخصصة الى حث املزارعين على استخدام استعمال طرق ووسائل االنتاج‬
‫املتطورة قصد الرفع من مستوى االنتاج وتنافسيته‪.‬‬
‫‪ ‬قد يؤدي رفع الدعم عن املنتجات التصديرية املباشر وغير املباشر الى حدوث‬
‫فائض في املوازنة يمكن استخدامه في تمويل أنشطة أخرى‪.1‬‬
‫‪ -2‬االثاراملحتملة لالنضمام على القطاع الصناعي‪:‬‬

‫أيات هللا مولحسان‪ ،‬املنظمة العاملية للتجارة و انعكاساتها على قطاع التجارة الخارجية دراسة حالة ‪1‬‬

‫الجزائر‪ -‬مصر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،2011-2010،‬ص ‪.289‬‬


‫‪153‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫يمكن تحليل أهم االثار املحتملة على القطاع الصناعي من خالل رصد االثار السلبية‬
‫و االيجابية‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ :5‬القيمة املضافة للقطاع الصناعي الجزائري و نسبة مساهمته في الناتج املحلي‬
‫الخام ‪.2016-2000‬‬
‫اجمالي القطاع‬ ‫الصناعات التحويلية‬ ‫الصناعات‬ ‫السنوا‬
‫الصناعي‬ ‫االستخراجية‬ ‫ت‬

‫المساهم‬ ‫القيمة‬ ‫المساهم‬ ‫القيمة‬ ‫المساهم‬ ‫القيمة‬


‫ة في‬ ‫المضافة‬ ‫ة في‬ ‫المضافة‬ ‫ة في‬ ‫المضافة‬
‫الناتج‬ ‫(مليون‬ ‫الناتج‬ ‫(مليون‬ ‫الناتج‬ ‫(مليون‬
‫المحلي‬ ‫دوالر)‬ ‫المحلي‬ ‫دوالر)‬ ‫المحلي‬ ‫دوالر)‬
‫االجمالي‬ ‫االجمالي‬ ‫االجمالي‬

‫)‪(%‬‬ ‫)‪(%‬‬ ‫)‪(%‬‬

‫‪48‬‬ ‫‪25831‬‬ ‫‪7,24‬‬ ‫‪3896‬‬ ‫‪40.77‬‬ ‫‪21935‬‬ ‫‪2000‬‬

‫‪41,27‬‬ ‫‪22584,‬‬ ‫‪6,07‬‬ ‫‪3323,‬‬ ‫‪35,2‬‬ ‫‪19261‬‬ ‫‪2001‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪39,68‬‬ ‫‪22547,‬‬ ‫‪6,08‬‬ ‫‪3456‬‬ ‫‪33,6‬‬ ‫‪19091,2‬‬ ‫‪2002‬‬


‫‪2‬‬

‫‪41,9‬‬ ‫‪28448,‬‬ ‫‪5,4‬‬ ‫‪3658,‬‬ ‫‪36,5‬‬ ‫‪24790,5‬‬ ‫‪2003‬‬


‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪43,5‬‬ ‫‪37120,‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪4185,‬‬ ‫‪38,6‬‬ ‫‪32935,3‬‬ ‫‪2004‬‬


‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪49,4‬‬ ‫‪50926,‬‬ ‫‪4,2‬‬ ‫‪4347,‬‬ ‫‪45,2‬‬ ‫‪16578 ,‬‬ ‫‪2005‬‬


‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪50,35‬‬ ‫‪59058,‬‬ ‫‪3,87‬‬ ‫‪4537,‬‬ ‫‪46,48‬‬ ‫‪54521,2‬‬ ‫‪2006‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪51,45‬‬ ‫‪69029,‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5378,‬‬ ‫‪47,45‬‬ ‫‪63651 ,‬‬ ‫‪2007‬‬


‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪154‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬
‫‪49,3‬‬ ‫‪83994,‬‬ ‫‪3,8‬‬ ‫‪6540,‬‬ ‫‪45,5‬‬ ‫‪77454 ,‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪34,2‬‬ ‫‪47708‬‬ ‫‪4,2‬‬ ‫‪5814‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪41894‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪39.7‬‬ ‫‪64221‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8036‬‬ ‫‪34,7‬‬ ‫‪56185‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪40,3‬‬ ‫‪79625‬‬ ‫‪3,6‬‬ ‫‪7126‬‬ ‫‪36,7‬‬ ‫‪72500‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪38‬‬ ‫‪79351‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7785‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪71567‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪32,9‬‬ ‫‪74394‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9035‬‬ ‫‪28.9‬‬ ‫‪63359‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪24,3‬‬ ‫‪44171‬‬ ‫‪4,3‬‬ ‫‪7760‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪36411‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪20,5‬‬ ‫‪33022‬‬ ‫‪5,5‬‬ ‫‪8884‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪24138‬‬ ‫‪2016‬‬

‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحثتين باالعتماد على املعطيات التالية‪:‬‬


‫‪ -‬تقرير االقتصاد العربي املوحد ‪،‬صندوق النقد العربي‪ 2000 ،‬الى ‪.2009‬‬
‫‪ -‬تقرير االقتصاد العربي املوحد‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ 2010 ،‬الى ‪. 2016‬‬
‫ينبغي أن نشير ان الصناعة االستخراجية املتمثلة في املنتجات البترولية و الغازية ال‬
‫تدخل ضمن اتفاقيات منظمة التجارة العاملية اي ان هذا القطاع ال يستفيد من املزايا‬
‫التي تقدمها املنظمة و هذا يعني أن ‪ %97‬من صادرات الجزائر ال تستفيد من مزايا‬
‫االنضمام‪ .‬حيث نالحظ في الجدول أعاله أن القيمة املضافة للقطاع الصناعي عرفت‬
‫نتائج متذبذبة خالل الفترة ‪ 2002-2000‬و يرجع هذا الى عدة اسباب منها الى هشاشة‬
‫البنى التحتية الصناعية‪ ،‬و غياب العوامل الفنية التي تتعلق باملواصفات و املقاييس‬
‫الدولية و ضعف الجودة مما جعلها حبيسة السوق املحلي‪ .‬اال أنه و مع خالل الفترة‬
‫‪ 2008-2003‬عرفت القيمة املضافة للقطاع الصناعي زيادات معتبرة حققت أقصاها‬
‫سنة ‪ .2008‬لكن عادت و انخفضت سنة ‪ 2009‬بسبب انخفاض اسعار النفط في‬
‫االسواق العاملية جراء االزمة املالية العاملية‪ ،‬أما خالل الفترة ‪ 2016-2010‬عرفت القيمة‬
‫املضافة تذبذب بين االرتفاع و االنخفاض‪ .‬كما يتضح لنا من الجدول أن القيمة املضافة‬
‫للصناعة االستخراجية بلغت أقصاها سنة ‪ 2008‬بمبلغ قدر ب ‪ 77.454‬مليار دوالر و‬
‫يعود هذا الى ارتفاع أسعار النفط في االسواق العاملية‪ ،‬لتنخفض خالل السنوات املوالية‬

‫‪155‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫لتصل الى ‪ 24.138‬مليار دوالر سنة ‪ .2016‬هذا و تساهم الصناعة االستخراجية في الناتج‬
‫املحلي اإلجمالي خالل الفترة ‪ 2008-2002‬بنسبة تقدر بين ‪ %30‬الى ‪ %45‬اما خالل‬
‫الفترات املوالية فقد ساهمت بنسب ضئيلة و صلت ‪ %15‬سنة ‪.2016‬أما فيما يتعلق‬
‫بالقيمة املضافة للصناعة التحويلية فقد عرفت ارتفاعا محسوسا خالل الفترة ‪-2000‬‬
‫‪ 2016‬حيث بلغت سنة ‪ 2013‬اقصاها بقيمة ‪ 9.035‬مليار دوالر اما خالل سنة ‪2016‬‬
‫قدرت بمبلغ ‪ 8.884‬مليار دوالر بنسبة مساهمة في الناتج املحلي االجمالي قدرت ب ‪%5.5‬‬
‫و تبقى هذه النسب ضئيلة مقارنة بالدول العربية األخرى و يرجع ذلك الى محدودية‬
‫القاعدة االنتاجية للجزائر التي التزال ترتكز على الصناعات الخفيفة ذات القيمة‬
‫املضافة املتدنية حيث ما زالت الجزائر من الدول املصدرة للسلع األولية بشكل رئيس ي و‬
‫مستوردة للسلع املصنعة حيث انها تستورد أكثر مما تصدر‪ ،‬لكن يمكن أن تتحسن‬
‫مستقبال اذ ما تم توظيف عوائد الصناعة االستخراجية في الصناعة التحويلية‪،‬‬
‫خصوصا في الصناعة ذات القيمة املضافة العالية و املرتبطة بإنتاج النفط و الغاز‪ ،‬مثل‬
‫البتروكيماويات و الصناعة املعدنية الكثيفة‪ .‬وهذا ما يؤكد أن للصناعة االستخراجية‬
‫أثر كبير في تنمية الصناعة التحويلية‪.‬‬
‫‪ 1-2‬االثار السلبية للقطاع الصناعي‪1:‬‬

‫‪ ‬سيؤدي انضمام الجزائر للمنظمة العاملية للتجارة الى فتح السوق الجزائرية‬
‫أمام الدول األعضاء في املنظمة مما يؤدي الى اغراق السوق بالسلع األجنبية ذات الجودة‬
‫العالية و األسعار املنخفضة‪ ،‬و هو ما يؤدي الى كساد الصناعة الجزائرية بسبب تفضيل‬
‫املستهلك للمنتج األجنبي على املحلي‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد الجزائر على صادرات املحروقات التي تمثل حوالي ‪ %97‬من اجمالي‬
‫الصادرات يجعلها بعيدة عن االستفادة من املزايا التي يمنحها االنفتاح التجاري ضمن‬
‫اتفاقيات املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬كما أن صعف حجم الصادرات الصناعية يجعلها‬
‫غير قادرة للوقوف في وجه املنافسة الدولية نتيجة الرتفاع تكاليف االنتاج وعدم خبرة‬
‫املؤسسات الجزائرية في مجال التكنولوجيا والتسويق‪.‬‬

‫أيات هللا مولحسان‪ ،‬املنظمة العاملية للتجارة و انعكاساتها على قطاع التجارة الخارجية دراسة حالة ‪1‬‬

‫الجزائر‪ -‬مصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.301‬‬

‫‪156‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫‪ ‬الغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية يزيد الى شدة املنافسة بين املنتوج املحلي‬
‫و املنتوج األجنبي‪ ،‬األمر الذي يجعل املؤسسات الوطنية تتكبد خسائر ضخمة وبالتالي‬
‫خروج هذه املؤسسات من املنافسة و بالتالي يتم غلق هذه األخيرة‪ ،‬هذا ما يجعل الجزائر‬
‫تتجه الى االستيراد من الدول املتقدمة التي تتمتع بالجودة العالية وقلة التكاليف مما‬
‫يؤدي الى انخفاض الصادرات الجزائرية وبالتالي انخفاض الدخل وانخفاض حجم‬
‫العمالة وانخفاض مستوى املعيشة‪.‬‬
‫‪ 2-2‬األثارااليجابية للقطاع الصناعي‪:‬‬
‫‪ ‬من املتوقع أن يكون هناك تأثير على صادرات الجزائر من املنتجات‬
‫البتروكيمياوية‪ ،‬فتحرير التجارة العاملية ورفع القيود و الحواجز أمام دخول هذه‬
‫املنتجات الى األسواق العاملية‪ ،‬سيؤدي الى زيادة الصادرات الجزائرية ملختلف األسواق‬
‫بسبب قدرتها التنافسية‪ ،‬كما ستستفيد الجزائر من الزيادة املتوقعة في الطلب العاملي‬
‫على املنتجات الكيميائية الناجمة عن تخفيض التعريفات الجمركية بنسبة تصل الى‬
‫‪.%30‬‬
‫‪ ‬سيؤدي الغاء القيود على االستثمارات األجنبية الى دخول املؤسسات الصناعية‬
‫الجزائرية في شراكة مع املؤسسات االجنبية و مثال على هذا الشراكة بين مؤسسة‬
‫"‪ "ENAD‬واملؤسسة األملانية "‪ "HENKEL‬ملواد التنظيف‪.‬‬
‫‪ ‬يمثل تحرير الكثير من القطاعات دافعا للصناعات املحلية على رفع مستوى‬
‫االنتاج و الجودة و تحسين الكفاءة في تخصيص املوارد و من تم ارتفاع مستوى املعيشة‪.‬‬
‫‪ ‬من املحتمل أن يترتب على تخفيض الرسوم الجمركية على السلع الصناعية‬
‫االستخدام األمثل للموارد املتاحة في االقتصاد الوطني و التوسع في قاعدة تقسيم العمل‬
‫و التخصص‪ ،‬مما قد يؤدي الى تقليص التكاليف و األسعار و زيادة الطلب على السلع‬
‫الصناعية الجزائرية‪ ،‬باإلضافة الى امكانية استفادة املستهلك من املنتجات بأسعار‬
‫منخفضة من جراء خفض‬
‫الرسوم الجمركية و شدة املنافسة الدولية‪.‬‬
‫ان املتتبع ملشهد التجارة الخارجية الجزائرية يؤكد مدى سيطرة قطاع املحروقات‬
‫على اجمالي الصادرات الجزائرية‪ ،‬حيث تمثل الصادرات خارج املحروقات نسب ضئيلة‬
‫و محدودة جدا‪ .‬كما أن مؤشرات الثروة الزراعية تشير الى أن الهوية االقتصادية للجزائر‬

‫‪157‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫هوية زراعية لكن العجز الذي حققه امليزان الزراعي الجزائري خاصة في السنوات االخيرة‬
‫من الدراسة يوضح التناقض بين الهوية الزراعية و بين النتائج املحققة‪ .‬وهنا تجدر‬
‫االشارة الى أن األثار املتوقعة من مشروع انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة‬
‫تخلف أثار سلبية تؤثر على االقتصاد الجزائري و أثار ايجابية احتمال االستفادة منها اذ‬
‫تسنى للجزائر بذل جهود لتحويل املنافع املحتملة لصالحها‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫أسفرت نتائج جولة األوروجواي املنعقدة في مراكش سنة ‪ 1994‬عن انشاء املنظمة‬
‫العاملية للتجارة التي م تتولى ادارة النظام التجاري في العالم باعتبارها املرجعية الوحيدة‬
‫التي تحكم قواعد و إجراءات تحرير التجارة الخارجية‪.‬‬
‫و في هذا االطار يبقى مشروع انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة من امللفات‬
‫الغامضة حيث سعت الجزائر الى أقلمه تشريعاتها مع تلك املعمول بها عامليا‪ ،‬لكن في ظل‬
‫هشاشة النتائج االقتصادية املحققة و عدم تنويع الصادرات خارج املحروقات حيث ان‬
‫هذه االخيرة ال تستفيد من مزايا اتفاقيات األوروجواي‪ .‬و عليه فان مركز الجزائر ضعيف‬
‫السيما مع استمرار تقلبات أسعار النفط في األسواق العاملية و بالتالي تجد الجزائر‬
‫نفسها أمام تخوفات عديدة بين البقاء في معزل عن التطورات االقتصادية الحالية و بين‬
‫االنضمام الى املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬

‫االقتراحات‪:‬‬
‫بعد دراسة املوضوع يمكن ان تقترح بعض التوصيات و االقتراحات للجزائر التي‬
‫نعتقد انها تتناسب مع التطورات الحاصلة في االقتصاد الدولي‪ .‬و يمكن تلخيص هذه‬
‫االقتراحات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬على الطرف الجزائري مواصلة املفاوضات مع املنظمة العاملية للتجارة برؤى متوازنة‬
‫و براعة في التفاوض؛‬
‫‪ -‬االستمرار في تعديل و تكييف املنظومة القانونية و التشريعية بما يتالءم مع‬
‫مقتضيات االنضمام؛‬
‫‪ -‬اصالح املنظومة املصرفية و الجبائية و الجمركية؛‬
‫‪ -‬العمل على تنويع هيكل االنتاج الزراعي و الصناعي و اعادة تشكيل قائمة‬
‫الصادرات؛‬
‫‪158‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫‪ -‬مواصلة العمل في اطار التأهيل االداري للمؤسسات االقتصادية و تطوير النسيج‬


‫الصناعي الوطني؛‬
‫‪ -‬االستمرار في مراجعة السياسات االقتصادية الالزمة لتشجيع االستثمار املحلي و‬
‫األجنبي لتطوير الهياكل االنتاجية‪.‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬اكرام مياس ي‪ ،‬االندماج في االقتصاد العاملي و انعكاساته على القطاع الخاص في الجزائر‪،‬‬
‫دار الهومة للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -2‬أيات هللا مولحسان‪ ،‬املنظمة العاملية للتجارة و انعكاساتها على قطاع التجارة الخارجية‬
‫دراسة حالة الجزائر‪ -‬مصر ‪،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة باتنة‪.2011-2010،‬‬
‫‪ -3‬بن عمر األخضر‪ ،‬أثار تحرير التجارة العاملية للمنتجات الزراعية على القطاع الزراعي في‬
‫الدول العربية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪. 2007- 2006،‬‬
‫‪ -4‬جميلة الجوزي‪ ،‬ميزان املدفوعات الجزائري في ظل السعي لالنضمام الى املنظمة العاملية‬
‫للتجارة‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬العدد ‪.2012 ،11‬‬
‫‪ -5‬خزار محمد‪ ،‬األثار املحتملة للمنظمة العاملية على التجارة الخارجية للجزائر‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2004-2003 ،‬‬
‫‪ -6‬خزندار وردة‪ ،‬تأثير انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة على املنظومة املصرفية‪،‬‬
‫مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2012-2011،‬‬
‫‪ -7‬سليم سعداوي‪ ،‬الجزائر و منظمة التجارة العاملية ‪ ،‬معوقات االنضمام و افاقه‪ ،‬دار‬
‫الخلدونية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -8‬عائشة العانز‪ ،‬االثار املحتملة من انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة على القطاع‬
‫الزراعي‪ ،‬مذكرة تخرج ماستر اكاديمي‪ ،‬جامعة‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪.2015-2014 ،‬‬
‫‪ -9‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬الجات وآليات منظمة التجارة العاملية‪ ،‬من أورجواي لسياتل‬
‫وحتى الدوحة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -10‬هيفاء عبد الرحمن ياسين التكريتي ‪،‬آليات العوملة االقتصادية و أثارها املستقبلية في‬
‫االقتصاد العربي ‪،‬دار الحامد لنشر والتوزيع ‪،‬األردن ‪.2009‬‬
‫املقاالت‪:‬‬
‫‪159‬‬
‫‪ISSN : 2600-6413‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية‬
‫‪EISSN : 2353-0480‬‬ ‫املجلد‪ ،5‬العدد‪( ،12‬نوفمبر‪)2018‬‬

‫‪ -11‬ابراهيم العيسوي‪ ،‬الجات و أخواتها‪ ،‬النظام الجديد للتجارة العاملية و مستقبل التنمية‬
‫العربية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.2001 ،‬‬
‫‪ -12‬األمم املتحدة‪ ،‬اللجنة االقتصادية و االجتماعية لغربي اسيا‪ ،‬تحديات و فرص النظام‬
‫التجاري العاملي‪ :‬الزراعة‪ ،‬نيويورك‪.2003 ،‬‬
‫‪ -13‬عياش قويدر‪ ،‬ابراهيمي عبد هللا‪ ،‬اثار انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة بين‬
‫التفاؤل و التشاؤم‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال افريقيا‪ ،‬عدد ‪.2‬‬
‫‪ -14‬فرارحة ايمان‪ ،‬طيبي فايزة‪ ،‬أفاق التجارة الخارجية في الجزائر في ظل االنضمام الى املنظمة‬
‫العاملية للتجارة‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة البويرة‪.2015-2014 ،‬‬
‫‪ -15‬فيصل بهلولي‪ ،‬التجارة الخارجية الجزائرية بين اتفاق الشراكة االورو متوسطية و االنضمام‬
‫الى املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬العدد ‪.11‬‬
‫‪ -16‬مجلة التمويل و التنمية‪ ،‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬سبتمبر ‪.2002‬‬
‫‪ -17‬ناصر دادي عدون‪ ،‬متناوي محمد‪ ،‬انضمام الجزائر الى املنظمة العاملية للتجارة‪ :‬األهداف‬
‫و العراقيل‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬العدد ‪.2004/03‬‬
‫التقارير‪:‬‬
‫‪ -18‬تقرير االقتصاد العربي املوحد ‪،‬صندوق النقد العربي‪ 2000 ،‬الى ‪.2009‬‬
‫‪ -19‬تقرير االقتصاد العربي املوحد‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ 2010 ،‬الى ‪2016‬‬
‫‪ -20‬التقرير االقتصادي العربي املوحد‪ ،‬صندوق النقد العربي‪.2009 ،‬‬
‫‪ -21‬التقرير العربي املوحد‪ ،‬صندوق النقد العربي‪.2010-2009- 2008،‬‬
‫‪ -22‬املالحق االحصائية التابعة لصندوق النقد العربي‪.2016-2014-2012-2011-2010:‬‬
‫‪ -23‬منظمة األغذية و الزراعة لألمم املتحدة قاعدة البيانات الزراعية ‪.2012‬‬
‫‪ -24‬منظمة األغذية و الزراعة لألمم املتحدة قاعدة البيانات الزراعية ‪.2014‬‬
‫‪ -25‬منظمة األغذية و الزراعة لألمم املتحدة قاعدة البيانات الزراعية ‪2017‬‬

‫‪160‬‬

You might also like