You are on page 1of 18

‫املنظمة العاملية للتجارة ‪OMC‬‬

‫املقدمة‪:‬‬

‫تعد التجارة إحدى الوسائل الذي يعتمد عليها اإلنسان لتحقيق االزدهار و الرفاهية اإلجتماعية‪ ,‬فالعديد‬
‫من السلع التي نشتري‪ ,‬الخدمات التي نستعملها‪ ,‬الغذاء الذي نأكله‪ ,‬هو في الحقيقة من منتجات بلد أجنبي‪ ,‬و‬
‫مثال على تجارة األيام األخيرة أن العامل أصبح يذهب إلى العمل بسيارة‪ ,‬اشترك في صنعها أكثر من بلد‪,‬‬
‫فالطفل يركب دراجة عجالتها من ماليزيا‪ ,‬و الباقي مصنوع في الصين‪ ,‬و الرياضي يلبس حذاء جزءه السفلي‬
‫مصنوع في تايوان و الجزء الباقي مع التركيب يتم في أندونيسيا‪ ,‬و القهوة التي نشربها صباحا تأتي غالبا من‬
‫كينيا‪ ,‬كولومبيا‪ ,‬اإلكوادور‪...‬‬
‫فالتجارة أثرت على حياة البشر من خالل أشياء عديدة‪ ,‬و فتحت عقولهم على أفكار جديدة تربط بين الناس‬
‫بعالقات متشابكة تسمى بالعالقات التجارية‪ ,‬التي تعتبر مفتاح النمو اإلقتصادي‪ ,‬و هنا تدخل املنظمة العاملية‬
‫للتجارة لتقوم بإعداد القواعد و القوانين لتسير عليها النشاطات التجارية في العالم‪ ,‬و من هنـا تتبادر إلى‬
‫أذهاننا اإلشكـالية التـالية‪:‬‬
‫" ما هي حقيقة املنظمة العاملية للتجارة" ؟‬
‫في ضوء هذا اإلشكال نطرح التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬
‫ما هي املبادئ التي تقوم عليها املنظمة العاملية للتجارة‪ ,‬و ما هي األهداف التي تصبوا إليها ؟‬
‫ماهي الشروط التي يجب أن تتوفر في اقتصاد دولة ما حتى يسمح لها بالدخول في ‪omc‬‬
‫ما هي آثارها ؟‬
‫هل الجزائر مطالبة باالنضمام إلى هذا التنظيم العاملي أم ال ؟؟‬
‫في حالة انضمام الجزائر‪ ,‬ما هي االنعكاسات املترتبة على اإلقتصاد الوطني ؟؟‬
‫و لإلجابة عن هذه التساؤالت نضع الفرضيات التالية‪:‬‬
‫أهم املبادئ التي تقوم عليها املنظمة العاملية للتجارة هي عدم التمييز بين الدول األعضاء‪ ,‬و توفير حق الرعاية‬
‫للدول الفقيرة‪.‬‬
‫للمنظمة آثار إيجابية و سلبية‪.‬‬
‫ًا‬
‫الجزائر ال زالت عضو مستكشفا‪ ,‬لم يفصل بعد في قرار اإلنضمام‪.‬‬
‫في حالة اإلنضمام سيتأثر حتما اقتصادنا بفعل ظروف معينة‪.‬‬
‫و من دوافع اختيارنا لهذا املوضوع رغبتنا في اإلطالع عليه و التوسع فيه ألنه يبقى أحد أحداث الساعة‪.‬‬
‫و تتجلى أهمية املوضوع من خالل أهمية املنظمة العاملية للتجارة كتنظيم ينظم التجارة الدولية‪ ,‬و رغبة‬
‫ًا‬
‫الجزائر في أن تصبح عضو فيـه‪.‬‬
‫و اعتمدنا في دراستنا على املنهج الوصفي التحليلي من خالل سرد الحقائق التي تميز املنظمة العاملية‬
‫للتجارة‪ ,‬منتهجين في ذلك الخطة التالية‪:‬‬
‫في املبحث األول عملنا على تبيان أهم جوالت املفاوضات التجارية بتقسيمها إلى ثالث فترات‪.‬‬
‫أما في املبحث الثاني‪ ,‬فعملنا على تبيان ماهية املنظمة العاملية للتجارة ( تعريفها‪ ,‬مبادئها‪ ,‬هيكلها‪ ,‬وظائفها‪,‬‬
‫مهامها)‪ ,‬و أهم االتفاقيات الناتجة عن جولة األورجواي األخيرة‪ ,‬و أخيرا اآلثار املترتبة عليها بصفة عامة‪ ,‬وعلى‬
‫البلدان النامية بصفة خاصة‪.‬‬
‫أما في املبحث الثالث و األخير‪ ,‬عملنا على دراسة إشكالية انضمام الجزائر إلى املنظمة العاملية للتجارية‪ ,‬مع‬
‫اإلشارة إلى أهم االنعكاسات املحتملة على اإلقتصاد الوطني (القطاع الصناعي‪ ,‬الفالحي‪ ,‬قطاع‬
‫الخدمات‬
‫املبحث األول‪ -‬من الجات‪ GATT‬إلى املنظمة العاملية للتجارة ‪:OMC‬‬
‫املطلب ‪ :1‬ماهية الجات‪GATT‬‬
‫الجات هي األحرف األولى من تسمية اإلتفاقية العامة للتعريفات و التجارة ‪,"General Agreement on Traffs‬‬
‫و هي عبارة عن معاهدة دولية الهدف منها تنظيم عملية املبادالت التجارية بين الدول املتوقعة عليها‪ ,‬كما أن‬
‫فكرة قيام منظمة التجارة الدولية كانت قد طرحت ضمن مداوالت مؤتمر "بريتون وودز" الذي أقر قيام‬
‫صندوق النقد الدولي ‪ FMI‬و البنك الدولي لإلنشاء و التعمير ‪ ,BIRD‬و قد وقفت الواليات املتحدة األمريكية‬
‫ضد قيام هذه املنظمة بحجة أنها يمكن أن تنازع الكونغرس األمريكي صالحياته في توجيه التجارة الخارجية‪ ,‬و‬
‫كبديل لهذه الفكرة‪ ,‬قامت الواليات املتحدة األمريكية باتخاذ الترتيبات الالزمة و دعت إلى مؤتمر دولي في‬
‫جنيف عام ‪ 1947‬للمداولة حول التجارة الدولية‪ ,‬و في هذا املؤتمر تم التوقيع على اإلتفاقية العامة للتعريفات‬
‫و التجارة‪ ,‬التي اشتملت على املبادئ و األسس و القواعد التي تحكم النظام التجاري العاملي الجديد ملرحلة‬
‫بعد الحرب‪.‬‬
‫و لقد شارك في توقيع هذه اإلتفاقية ‪23‬دولة [‪]1‬‬
‫كان الهدف األساسي من الجات‪ ,‬هو تحرير التجارة الدولية‪ ,‬و توطيد دعائم نظام تجاري عاملي‪ ,‬يقوم على‬
‫اقتصاد األسواق الحرة و املفتوحة‪ ,‬كما كان الغرض هو العمل على إلغاء القيود الجمركية على التجارة‬
‫الدولية‪.‬‬
‫املطلب الثاني جوالت املفاوضات التجارية املتعددة األطراف‪]2[ :‬‬
‫يمكن تقسيم الفترة من ‪ 1947‬و هو تاريخ التوصل إلى اإلطار العام التفاقية الجات األصلية و حتى التوقيع‬
‫على الوثيقة النهائية لجولة أورجواي لعام ‪ 1994‬إلى ثالث فترات أو مراحل على النحو التالي‪:‬‬
‫الفترة األولى‪ :1971-1947 :‬خالل هذه الفترة تم عقد خمس جوالت للمفاوضات التجارية املتعددة‬
‫األطراف‪ ,‬في إطار السعي نحو املزيد من إزالة الحواجز الجمركية أمام التجارة الدولية‪ ,‬كان من أهمها‪:‬‬
‫جولة جنيف ‪ :1947‬و كانت ناجحة مقارنة بالجوالت األربعة التي تلتها‪ ,‬حيث تم اإلتفاق على تخفيض الرسوم‬
‫الجمركية على عدد كبير من السلع الداخلة في التجارة‬
‫جولة آنسي ‪ Annecy‬في فرنسا ‪ : 1949‬و تعتبر من الناحية العلمية أول جولة للمفاوضات التجارية املتعددة‬
‫األطراف في إطار اتفاقية الجات‬
‫جولة توركاي في إنجلترا ‪:1951-1950‬‬
‫جولة جنيف ‪1957-1954‬‬
‫جولة ديلون ‪1961-1960‬‬
‫الفترة الثانية‪ :1989-1972 :‬تبدأ مع نهاية أعمال الجولة الخامسة‪ ,‬و تستمر حتى نهاية الجولة‬
‫السابعة إلى ما قبل جولة أورجواي التاريخية‪.‬‬
‫جولة كنيدي ‪1967-1964‬‬
‫جولة طوكيو ‪1979-1973‬‬
‫الفترة الثالثة‪:1993-1979 :‬‬
‫جولة أورجواي ‪I 1986-1991‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫تعد جولة األورجواي الجولة الثامنة من جوالت الجات‪ ,‬إال أنها كانت أكثر الجوالت تعقيد و تأزم ‪ ,‬و قد‬
‫تأخرت أربع سنوات حيث كان من املقرر أن تنطلق في ‪ 1982‬و لكنها لم تبدأ إال في ‪20‬سبتمبر ‪ ,1986‬و تعد هذه‬
‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬
‫الجولة أكثر طموح و أوسع نطاق ‪ ,‬من سابقاتها نظر المتدادها لقطاعات جديدة لم تكن مشمولة في جوالت‬
‫املحادثات السابقة‪ ,‬و قد جاءت هذه الدورة في ظروف اقتصادية حاسمة’ كما أنها سعت لرسم معالم القرن‬
‫الواحد و العشرين‪ ,‬و كان الهدف من هذه الجولة تحقيق بعض األهداف األساسية التالية‪:‬‬
‫تخفيض القيود الغير جمركية‪.‬‬
‫تحرير تجارة الخدمات باإلضافة إلى التجارة السلعية‪.‬‬
‫تخفيض القيود على الواردات من املنتجات الزراعية‪.‬‬
‫جولة أورجواي ‪II[3] 1991-1994:‬‬
‫لقد بدأت املفاوضات مرة أخرى بغرض الوصول إلى حل وسط بين و‪.‬م‪.‬أ من ناحية و اإلتحاد األوروبي من‬
‫ناحية أخرى‪ ,‬حول دعم املنتجات الزراعية‪ ,‬و لقد انتقدت و‪.‬م‪.‬أ و ذلك بتأييد من أعضاء الجات بعض البرامج‬
‫األوروبية التي تساند املنتجين الزراعيين‪ ,‬و في نفس الوقت تؤثر سلبا على التجارة الدولية بصفة عامة و تجارة‬
‫و‪.‬م‪.‬أ بصفة خاصة‪ ,‬و لقد هددت و‪.‬م‪.‬أ بفرض رسوم جمركية قدرها ‪ %200‬على إيراداتها من اإلتحاد األوروبي‬
‫في حدود ما قيمة ‪300‬مليون‪.$‬‬

‫أبرز نتائج جولة أورجواي ‪:II‬‬


‫قيام منظمة التجارة العاملية كمؤسسة دولية تشرف على تطبيق اتفاقيات الجات‪ ,‬و تضع األسس للتعاون بينها‬
‫و بين صندوق النقد الدولي و البنك الدولي‪ ,‬بهدف تنسيق السياسات التجارية و املالية و اإلقتصادية للدول‬
‫األعضاء‪.‬‬
‫تحسين و دعم املنظومة القانونية بشأن اإلجراءات املعيقة للتجارة‪.‬‬
‫املزيد من التفصيل و الوضوح و األحكام في القواعد و اإلجراءات املرتبطة بتحرير التجارة سواء في االتفاقية‬
‫الرئيسية‪ ,‬أو االتفاقيات الفرعية‪ ,‬و خصوصا بالنسبة للمشاكل التي كانت غامضة و مثيرة التأويالت العديدة و‬
‫إساءة االستخدام في السابق‪.‬‬
‫إيجاد نظام متكامل لتسوية املنازعات التجارية‪ ,‬و إقامة آلية (نظام) ملواجهة السياسات التجارية للدول‬
‫األعضاء‪.‬‬
‫تعزيز خطوات تحرير التجارة من خالل املزيد من تخفيض الرسوم الجمركية و إزالة الحواجز غير الجمركية‬
‫عليها‪ ,‬و توسيع نطاق الجات ليشتمل تحرير السلع الزراعية و املنتوجات و املالبس‪ ,‬و تجارة الخدمات‪ ,‬و‬
‫الجوانب التجارية املتعلقة باالستثمار و حقوق امللكية الفكرية‪.‬‬
‫ًا‬
‫التأكيد على التزام دول العالم املتقدمة باملعاملة التفضيلية للدول النامية‪ ,‬بصفة عامة و األقل نمو على وجه‬
‫الخصوص‪.‬‬
‫ألزمت نتائج جولة أورجواي الدول الصناعية املتقدمة بتقديم العون املالي و الفني إلى الدول النامية‪ ,‬لتمكينها‬
‫من اإلستجابة للمتطلبات اإلدارية و الفنية‪ ,‬بغرض الوفاء بالتزاماتها إزاء تطبيق اإلتفاقية الجديدة‪.‬‬
‫ًا‬
‫إعطاء الفرصة للدول النامية و األقل نمو املزيد من املشاركة في النظام التجاري العاملي الجديد‪ ,‬و ذلك من‬
‫خالل الوزن املتساوي ألصوات األعضاء في منظمة التجارة العاملية‪ ,‬بغض النظر عن أوزانهم التجارية و‬
‫اإلقتصادية بصورة عامة‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬املنظمة العاملية للتجارة ‪OMC‬‬


‫لقد ظهرت فكرة إنشاء منظمة التجارة الدولية ألول مرة من قبل و‪.‬م‪.‬أ قبل بدء عمل الجات‪ ,‬حيث‬
‫أعدت الحكومة األمريكية عام ‪ 1945‬مشروعا إلنشاء منظمة دولية للتجارة‪ ,‬على غرار إنشاء صندوق النقد‬
‫الدولي و البنك العاملي‪ ,‬و لكن الكونغرس األمريكي رفض هذا املشروع‪ ,‬و كان ذلك عام ‪ ,1950‬و مع مرور‬
‫الوقت و تشعب عمليات التجارة الدولية و تطورها خاصة في الثمانينات‪ ,‬نادى البعض بإنشاء منظمة التجارة‬
‫الدولية في جولة األورجواي‪ ,‬و على الرغم من املعرضة األمريكية‪,‬إال أنها وافقت مؤخرا‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬ماهية املنظمة العاملية للتجارة ‪OMC‬‬


‫‪ "OMC " l’Organisation Mondial du Commerce‬هي النظام الدولي الوحيد الذي ينشغل بالقواعد التي تدير‬
‫التجارة بين البلدان‪ ,‬في قلب هذا النظام نجد اتفاقيات ‪ OMC‬التي تتفاوض عليها البلدان األقوى عامليا في‬
‫التجارة‪ ,‬هذه الوثائق تمثل القواعد القانونية األساسية للتجارة الدولية‪ ,‬و العقود التي على أساسها ستبني‬
‫الدول سياستها التجارية داخل الحدود املتفق عليها‪ ,‬بهدف مساعدة املنتجين للسلع و الخدمات‪ ,‬املصدرين و‬
‫املستوردين في ممارسة نشاطاتهم‪.‬‬

‫و يمكن توضيح أهم االختالفات بين ‪ OMC &GATT‬في الجدول التالي‪:‬‬


‫‪GATT‬‬ ‫‪OMC‬‬
‫يوجد بها جهات متعاقدة‬ ‫يوجد بها أعضاء‬

‫فيها نص قانوني‬ ‫منظمة مبنية على قواعد قانونية صلبة‬

‫تهتم بتجارة السلع فقط‬ ‫تهتم بتجارة السلع و الخدمات و امللكية الثقافية‬

‫نظام تسوية الخالفات أقل سرعة‪.‬‬ ‫نظام و تسوية الخالفات أكثر سرعة و ديناميكية‬

‫‪Organisation Mondial du commerce, division de l ‘information et des relation avec les média,‬‬
‫‪.2ème édition, Genève, Suisse 2001,P 14‬‬
‫مبادئ املنظمة‪ :‬هناك ثالث مبادئ أساسية بنيت عليها هذه اإلتفاقية‪:‬‬
‫املبدأ األول‪ :‬عدم التمييز بين الدول األعضاء ‪:‬معناه أن منتجات أي دولة طرف في الجات يجب أن تلقى نفس‬
‫املعاملة التي تلقاها منتجات أية دولة متعاقدة أخرى‪ ,‬و يضمن هذا املبدأ شرط املعاملة التجارية املساوية بين‬
‫الدول األطراف في الجات‪ ,‬و يمنع لجوء الحواجز التجارية بصورة انتقائية‪.‬‬
‫املبدأ الثاني‪ :‬إزالة كافة القيود على التجارة‬
‫ًا‬
‫سواء كانت تلك القيود جمركية أو غير جمركية‪ ,‬مثل الحصص الكمية‪ ,‬و لكن يستثنى من ذلك تجارة‬
‫السلع الزراعية و تجارة الدول التي تعاني من عجز جوهري مستمر في ميزان املدفوعات‪ ,‬حيث يحق لها في هذه‬
‫الحالة فرض القيود الالزمة على تجارتها‪.‬‬
‫املبدأ الثالث‪ :‬اللجوء إلى التفاوض‪:‬‬
‫وذلك لغرض فض املنازعات التجارية الدولية بدال من اللجوء إلى اإلجراءات االنتقامية التي تتسبب في تقليل‬
‫حجم التجارة الدولية‪.‬‬
‫أهداف و مهام املنظمة‪:‬‬
‫· تسهل تنفيذ و إدارة اتفاقيات "الجات" متعددة األطراف‬
‫· اإلدارة و اإلشراف على االتفاقية املنشأة لجهاز تسوية املنازعات و التي تحدد طبيعة عمل و أسلوب‬
‫تشكيل لجان التحكيم و جهاز االستئناف و حقوق و التزامات الدول في إطار الجهاز املذكور‬
‫· إدارة جهاز مراجعة السياسات الخارجية للدول األعضاء و التي يجب أن تتم وفقا للفترات الزمنية‬
‫املحددة‪( ,‬كل عامين للدول النامية‪ ,‬و كل أربعة أعوام للدول املتقدمة) بهدف معرفة أي تغيرات تتم في هذا‬
‫املضمار‪ ,‬و مدى توافقها مع أحكام "الجات" و تعميم املعلومات بهذا الشأن على جميع الدول األعضاء ضمانا‬
‫لتحقيق مبدأ الشفافية‬
‫تتعاون املنظمة على النحو املناسب مع صندوق النقد الدولي و البنك الدولي لإلنشاء و التعمير و الوكاالت‬
‫التابعة له‪.‬‬
‫ج) هيكل املنظمة‪:‬‬
‫ان املنظمة العاملية للتجارة بصفتها خلفا قويا التفاقية الغات هي بذلك تحرص على املهام التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬تعمل املنظمة على ادارة االتفاقيات التجارية التي أبرمتها مع الدول و االشراف على تنفيذ التخفيضات‬
‫التعريفية املتفق عليها‪.‬‬
‫‪ -2‬تعمل بالتنسيق مع املنظمات الدولية على ادارة شؤون االقتصاد العاملي‪.‬‬
‫‪ -3‬تعمل املنظمة على تطبيق ما ورد في اتفاقية األورغواي‪.‬‬
‫‪ - 4‬تقدم املعلومات و املساعدات التقنية للدول كما تقوم بمتابعة و تحليل البيانات التجارية التي تنتهجها‬
‫الدول‪.‬‬
‫تتكون املنظمة من أربع أجهزة رئيسية موزعة على ‪ 04‬مستويات و هي‪:‬‬
‫‪ -I‬املؤتمر الوزاري‪ :‬و هو أعلى جهاز و يمثل السلطة املطلقة للمنظمة و يجتمع كل سنتين‪.‬‬
‫‪ -II‬املجلس العام‪ :‬و هو الذي ينسق بين دورات املؤتمر يتكون من ثالث أجهزة‪:‬‬
‫املجلس العام‪.‬‬
‫جهاز فض النزاعات‪.‬‬
‫جهاز مراقبة السياسات التجارية‪.‬‬
‫‪ -III‬املجالس الخاصة بمجاالت التبادالت التجارية الكبرى و هناك ثالث مجالس‪:‬‬
‫مجلس تجارة السلع‪.‬‬
‫مجلس تجارة الخدمات‪.‬‬
‫مجلس حقوق امللكية الفكرية املتعلقة بالتجارة‪.‬‬
‫‪ -VI‬األجهزة املساعدة‪.‬‬
‫و من األحسن أن نوضح هيكل املنظمة من خالل الشكل التالي‪:‬‬
‫الشكل‪ :‬الهيكل التنظيمي للمنظمة العاملية للتجارة‪:‬‬

‫ملطلب الثاني‪ :‬أهم االتفاقيات املنظمة الناتجة عن جولة أورجواي و مؤتمر مراكش‪:‬‬
‫اتفاقيات حول السلع املصنعة‪:‬‬
‫من أهم ما توصلت عليه جولة أورجواي في مجال السلع املصنعة هو تعدد أشكال التنازالت الجمركية‬
‫املتبادلة‪ ,‬و التي قد تأخذ شكل التحرير الكامل في قطاع سلعي معين‪ ,‬بمعنى إعفاء هذا القطاع كلية من الرسوم‬
‫الجمركية أو تخفيضها بالنسب التي تحددها الدولة في جداول التزاماتها‪ ,‬و التي تم االتفاق عليها‪ ,‬و فيما يلي‬
‫محصلة التنازالت التي تقدمت بها الدول املشاركة في املفاوضات‪:‬‬
‫خفض تعريفات السلع املصنعة في الدول الصناعية و كذا مضاعفة الجزء من وارداتها من السلع الصناعية‬
‫الذي يدخل إلى أسواقها ‪.‬‬
‫تقليص حجم شريحة الواردات التي تدخل أسواق الدول الصناعية بتعريفة ‪ %15‬فأكثر‬
‫إلتزام الدول الصناعية بتوزيع التعريفات على السلع الصناعية بشرط أن ال تتجاوز الواردات الخاضعة‬
‫لرسوم تزيد عن ‪%15‬‬
‫اتفاقات الزراعة‪ :‬جعلت البلدان الصناعية كل أصناف املنتجات الزراعية مشمولة بالرسوم الخاضعة‬
‫للتقييد‪ ,‬و سوف تخفض القيود الحالية للرسوم الجمركية في خالل ‪6‬أعوام بنسبة ‪ %36‬في املتوسط‬
‫باستخدام الرسوم الجمركية لعام ‪ , 86-1988‬وقد تحولت القيود الكمية إلى رسوم جمركية يتم تخفيضها‬
‫بنفس النسبة‪ ,‬و مع ذلك فإنه من املتوقع أن تكون التخفيضات الحقيقية قليلة‪ ,‬و يرجع ذلك بصفة رئيسية‬
‫إلى أن الرسوم الجمركية املقيدة الجديدة أعلى من املعدالت الحقيقية‪.‬‬
‫كما أسفرت نتائج املباحثات حول الزراعة عن وضع إطار لإلصالح طويل األجل للتجارة في املنتجات الزراعية‬
‫يستهدف إنشاء نظام التجارة في املنتجات الزراعية يستند إلى قوى السوق ‪ ،‬و أنه من الضروري الشروع في‬
‫عملية اإلصالح من خالل التفاوض حول اإللتزامات املتعلقة بالدعم و الحماية‪ ,‬و من خالل وضع قواعد و‬
‫أنظمة معززة و أكثر فعالية للجات‪ .‬كما أجازت املادة ‪ 19‬من اإلتفاقية العامة للتجارة و التعريفات ألعضائها‬
‫باتخاذ إجراءات وقائية بهدف حماية صناعة محلية من اآلثار الناجمة عن الزيادة الغير املتوقعة في الواردات‬
‫من منتج معين‪ ,‬و التي تسبب أضرار جسيمة للصناعة‪.‬‬
‫ًا‬
‫و في نطاق تنفيذ تلك املادة‪ ,‬يضع اإلتفاق خطر ضد ما يطلق عليه إجراءات املنطقة الرمادية‪ ,‬حيث ينص‬
‫اإلتفاق على أن ال يقوم العضو بفرض أية قيود اختيارية‪ ,‬أو ترتيبات خاصة بنظم السوق أو أية إجراءات‬
‫أخرى متشابهة من شأنها تقيد الصادرات أو الواردات‪ .‬كما يؤكد االتفاق الذي تم التوصل إليه على آلية‬
‫مراجعة السياسة التجارية‪ ,‬و تشجيع هذه اآللية على مزيد من الشفافية فيما يتعلق بإعداد السياسة التجارية‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫اتفاقية اإلجراءات الصحية و النباتية‪]4[ :‬‬
‫فاإلتفاق حول هذه اإلجراءات و املرتبطة بصحة اإلنسان و الحيوان و النبات‪ ,‬جاء كجزء مكمل التفاقية‬
‫الزراعة‪ ,‬و ذلك للعالقة القوية بين املنتجات الزراعية عموما و الغذائية على وجه الخصوص و موضوع‬
‫الصحة‪.‬‬
‫و بصفة عامة فاالتفاقية تعطي الحق ألي دولة عضو للقيام بإجراءات الكفيلة بحماية صحة اإلنسان و‬
‫الحيوان و النبات‪ ,‬بشرط أن ال يساء استخدام هذه اإلجراءات ألغراض معيقة للتجارة كاألغراض‬
‫الحمائية‪ ,‬و تتضمن االتفاقية مجموعة من القواعد و املبادئ و األحكام التي تحكم عملية اللجوء إلى إتخاذ‬
‫اإلجراءات الصحية‪ ,‬بما يحول أمام تحولها إلى إجراءات معيقة للتجارة‪ ,‬و بما يحصر آثارها السلبية في هذا‬
‫اإلطار في أضيق الحدود‪.‬‬
‫و تسهيال لتحقيق لتجانس و اإلرتقاء بمستوى الحماية الصحية‪ ,‬وافقت الدول األعضاء على تسهيل سبل‬
‫ًا‬
‫تقديم املساعدات الفنية للدول األخرى و خاصة النامية و األقل نمو ‪ ,‬كما تم االتفاق على تشكيل لجنة تدابير‬
‫حماية صحة اإلنسان و الحيوان و النبات‪ .‬و قد حصلت البلدان النامية علة معاملة تفضيلية بهذا الشأن تمثل‬
‫بفترة إمهال ملدة عامين من تاريخ إنشاء املنظمة قبل اإللتزام بتطبيق أحكام و مبادئ هذه اإلتفاقية التي تمتد‬
‫ًا‬
‫إلى خمس سنوات للدول األقل نمو ‪.‬‬
‫اتفاقية املالبس و املنسوجات‪:‬‬
‫لم يكن قطاع املنسوجات و املالبس حتى جولة األورجواي تخضع ألحكام "الجات"‪ ,‬و في‬
‫عام ‪ 1962‬خضعت تجارة املنسوجات و املالبس التفاقية خاصة عرفت باسم "اتفاقية األلـيـاف املتعددة "‪MFA‬‬
‫‪ ,""Multi Fiber Agreement‬و قد مثلت هذه االتفاقية صورة من صور التمييز من قبل الدول الصناعية‬
‫املتقدمة ضد صادرات البلدان النامية من املنسوجات و املالبس التي تمتلك امليزة النسبية إلنتاجها بدرجة‬
‫معقولة‪ ,‬و على ضوء هذه اإلتفاقية كان تم تحديد حصص تصدير لكل دولة مصدرة و حصص استيراد لكل‬
‫دولة مستوردة‪ ,‬و ال يجوز تجاوز هذه الحصص‪ ,‬و قد كان هذا النظام يمثل قيدا كميا صارما على قدرات‬
‫البلدان النامية في التوسع في صناعاتها‪ ,‬و بالتالي صادراتها من املنسوجات و املالبس‪.‬‬
‫و نصت هذه اإلتفاقية على دمج هذا القطاع في "الجات" خالل فترة عشر سنوات‪ ,‬و ذلك على أربع خطوات‪,‬‬
‫تبدأ الخطوة األولى فور دخول اإلتفاقية حيز التنفيذ في ‪ ,1995/01/01‬و ذلك بدمج منتجات مختارة من قائمة‬
‫متفق عليها‪ ,‬بحيث تشكل نسبة ‪ 16%‬من الحجم الكلي للواردات من املنسوجات و املالبس في سنـة ‪1990‬؛ و‬
‫تشمل الخطوة الثانية دمج منتجات تشكل ما ال يقل عن ‪ 17%‬من حجم الواردات خالل السنوات الثالث‬
‫من ‪.1995-1998‬‬
‫أما الخطوة الثالثة فتزداد النسبة التي يتم دمجها من واردات املنسوجات و املالبس إلى ‪ 18%‬على أن يتم هذا‬
‫الدمج خالل السنوات الربع من ‪2002‬إلى‪ 1998-‬و بذلك تبقى نسبة ‪ 49%‬من الواردات سوف يجري دمجها في‬
‫"الجات"‪.‬‬
‫و في الخطوة الرابعة خالل السنوات الثالثة األخيرة املتبقية (‪ )2002-2005‬يتم بصورة موازية مع عملية‬
‫اإلدماج املشار إليها أعاله تحقيق زيادة مستمرة في الحصص الكمية املفروضة على بعض منتجات املنسوجات‬
‫و املالبس التي تضل خاضعة لقيود املقررة في اتفاقية األلياف‪ ,‬املتعددة "‪ ,"MFA‬و تتم هذه الزيادة بنسب ‪,27%‬‬
‫‪ 16% ,25%‬على التوالي‪ ,‬و سيؤدي هذا األمر بزيادة حجم الحصص املسموح بها بتصديرها إلى أسواق الدول‬
‫ًا‬
‫بصورة تصاعدية إلى الدرجة التي تؤدي إلغائه‪ ,‬و بأن تكف عن أن تكون قيد ‪.‬‬
‫اتفاقية التجارة في الخدمات‪:‬‬
‫كان إدراج التجارة في اإلتفاق إنعكاسا ألهميتها الكبيرة‪ ,‬من تحرير التجارة‪ ,‬و قد شمل اإلتفاق العام‬
‫لتجارة الخدمات عددا من اإللتزامات‪ ,‬فطبقا لشرط الدولة األولى بالرعاية‪ ,‬فإنه تحظر املعاملة التمييزية في‬
‫مواجهة مقدمي الخدمات األجانب‪ .‬كما يشير هذا الفصل إلى ضرورة اإلعالن عن جميع القوانين و النصوص‬
‫التي تعمل على تيسير زيادة مشاركة الدول النامية في تجارة الخدمات العاملية‪ ,‬و الوصول إلى قنوات توزيع و‬
‫شبكات املعلومات‪ ,‬إال أن النصوص تسمح بفرض قيود في حالة وجود صعوبات في ميزان املدفوعات‪ ,‬و حيثما‬
‫تفرض هذه القيود فينبغي أن ال تكون تمييزية و أن ال تضر األطراف اآلخرين‪ ,‬و أن ال تكون ذات طبيعة‬
‫مؤقتة‪.‬‬
‫كما أن هناك نصوص خاصة بالنفاذ في األسواق و املعاملة الوطنية و هذه ال تمثل إلتزامات عامة‪ ,‬لكنها عبارة‬
‫عن ارتباطات تتضمنها في جداول اإللتزامات الوطنية‪ ,‬في هذا اإلطار فإن املقصود من النفاد إلى األسواق‬
‫اإللغاء التدريجي للقيود املوضوعة على مقدمي الخدمات أو على إجمالي قيمة املعامالت الخدمية أو على‬
‫إجمالي عدد عمليات الخدمة أو األفراد املستخدمين‪ ,‬كذلك اإللغاء التدريجي للقيود التي تتناول الكيان‬
‫القانوني أو املشروعات املشتركة التي تقدم الخدمة‪ ,‬أو أية قيود على رأس املال األجنبي يتعلق باملستويات‬
‫القصوى للمشاركة األجنبية‪ .‬أما بالنسبة للمعاملة الوطنية فهو يلزم –من حيث املبدأ‪ -‬بمعاملة متساوية‬
‫بمقدمي الخدمات األجانب أو املحللين و حينما تعدل اإللتزامات أو يتم التراجع عنها ينبغي إجراء مفاوضات مع‬
‫األطراف ذات املصلحة لإلتفاق على األداة التعويضية‪ ,‬و في حالة عدم الوصول إلى إتفاق يتم إقرار التعويض‬
‫عن طريق التحكيم‪.‬‬
‫اتفاقية حقوق امللكية الفكرية‪:‬‬
‫يحدد اإلتفاق املعني بالتجارة املتصلة بالخدمات بحقوق امللكية الفكرية (بما في ذلك براءة اإلختراع‪,‬‬
‫التصميمات الصناعية و العالمات التجارية‪ ,‬و اإلشارات الجغرافية‪ ,‬و حقوق النشر‪ .)...‬كما أنه يطبق مبادئ‬
‫املعاملة الوطنية و الدولة األكثر رعاية في هذا املجال‪ ,‬و من املتوقع أن يعزز اإلتفاق الذي يتم تنفيذه خالل‬
‫عام واحد بالنسبة للبلدان الصناعية أحد عشر عاما بالنسبة لالقتصاديات النامية‪ ,‬و التي تمر بمرحلة انتقال‬
‫أنشطة البحث و التنمية و أن يزيد من االستثمارات‪.‬‬
‫و يتناول هذا الفصل التزامات حكومات الدول األعضاء فيما يتعلق بحماية حقوق امللكية الفكرية‪ ,‬كما يتناول‬
‫كذلك األسس التي يمكن االستناد إليها في إثبات األضرار‪ ,‬وحتى السلطات القضائية في اتخاذ إجراءات قوية و‬
‫فعالة دون تأجيل من شأنه إلحاق الضرر بصاحب الحق‪.‬‬
‫قد يؤدي بعض اإلجراءات الخاصة باالستثمار إلى تقييد و تشويه التجارة‪ ,‬لذا فقد اتفق على عدم األخذ‬
‫بإجراءات من هذا النوع و التي من شانها الحد من حرية التجارة أو التناقض على مبدأ تعميم املعاملة‬
‫الوطنية‪ ,‬أو قد تؤدي إلى قيود كمية تتعارض و مبادئ الجات‪ ,‬و لضمان مراعاة ذلك‪ ,‬تم وضع قائمة إيضاحية‬
‫مرفقة باإلتفاق‪ ,‬تتضمن إجراءات اإلستثمار املتصلة بالتجارة التجارة‪ ,‬و التي يجب العمل على إلغائها في‬
‫ًا‬
‫غضون سنتين بالنسبة للدول املتقدمة‪ ,‬و خمس سنوات بالنسبة للدول األقل نمو ‪ ,‬مع إنشاء لجنة تتولى هذه‬
‫املهمة‪.‬‬
‫‪ -‬اتفاقيات أو قواعد تنظيم التجارة الدولية‪:‬‬
‫مكافحة اإلغراق‪:‬‬
‫تكفل املادة السادسة من اإلتفاقية العامة للتعريفات و التجارة حق األطراف املتعاقدة في وضع إجراءات‬
‫ملكافحة اإلغراق توجه ضد الواردات‪ ,‬التي تكون أسعارها أقل من قيمتها العادية (القيمة السائدة في السوق‬
‫املحلية و الدول املصدرة)‪ ,‬و أن تكون اإلغراق تسبب في اإلضرار بالصناعة املحلية في الدولة املستوردة‪ ,‬و‬
‫لتطبيق هذه املادة‪ ,‬اشترط اإلتفاق ضرورة أن تقوم الدولة املستوردة بإثبات عالقة بين الواردات محل‬
‫اإلغراق و الضرر الواقع عن صناعاتها املحلية‪ ,‬و تجدر اإلشارة إلى أن من التعديالت الهامة التي شملتها‬
‫اإلتفاق النص على إجراءات مكافحة اإلغراق بعد خمس سنوات من تاريخ تطبيقها‪.‬‬
‫‪ -‬اإلتفاق حول تقدير الرسوم الجمركية‬
‫‪ -‬اإلتفاق بشأن الفحص قبل الشحن‬
‫‪ -‬اإلتفاق بشأن الدعم و اإلجراءات التعويضية‬
‫اإلتفاق بشأن قواعد املنشأ‬
‫اآلثار املترتبة على املنظمة العاملية للتجارة‪:‬‬
‫إيجابيات و سلبيات ‪: OMC‬‬
‫‪.1.1.1‬إيجابيات ‪: OMC‬‬
‫املنظمة تساهم في ترقية السلم‪.‬‬
‫ّن‬
‫الخالفات تعالج بطريقة ب اءة‪.‬‬
‫القواعد تجعل الحياة سهلة لكل واحد‪.‬‬
‫تحرير املبادالت يحقق تكاليف الحياة‪.‬‬
‫توسع تشكيلية املنتجات و النوعيات املقترحة‪.‬‬
‫التجارة تزيد من الدخل‪.‬‬
‫التجارة تنعش النمو اإلقتصادي‪.‬‬
‫املبادئ األساسية للمنظمة تزيد من الفعالية‪.‬‬
‫املنظمة تساعد الحكومات في تبني تصميم متزن للسياسات التجارية‪.‬‬
‫تعطي أكثر تأكيد و أكثر شفافية للتبادالت التجارية‪.‬‬
‫‪ -.2.1.1‬سلبيات ‪OMC‬‬
‫· املنظمة تملي على الحكومات السياسات الواجب إتباعها‪.‬‬
‫· املنظمة تطالي بالتبادل الحر مهما كان الثمن‪.‬‬
‫· املنظمة ال تنشغل إال باملصالح التجارية التي تتصدر التنمية‪.‬‬
‫· املصالح التجارية فوق حماية املحيط‪.‬‬
‫· املصالح التجارية فوق املصالح األمنية و الصحة‪.‬‬
‫· املنظمة تحطم مناصب الشغل و تعمق الفجوة بين الدول الفقيرة و الغنية‪.‬‬
‫· البلدان الصغيرة ليسوا أقوياء في املنظمة‪.‬‬
‫· املنظمة عبارة عن مجموعة من الضغوطات القوية‪.‬‬
‫· املنظمة غير ديمقراطية‪.‬‬
‫· البلدان الضعيفة تواجه قيود لإلنضمام إلى املنظمة‪.‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬الجزائر و إشكالية انضمامها إلى املنظمة العاملية للتجارة‪:‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫ًا‬
‫إن الجزائر ليست بلد عضو في املنظمة العاملية للتجارة‪ ,‬كما لم تكن جهة متعاقدة في اإلتفاقية العامة للتجارة‬
‫و التعريفة الجمركية‪ ,‬لكن بعدما شاركت في دورة األورجواي كمالحظ‪ ,‬أظهرت الجزائر إرادتها في اإلنضمام‬
‫إلى املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬
‫قرار الجزائر يترجم رغبتها في شغل مكان هام يرتكز على قواعد املبادالت التجارية الحرة في هذا التنظيم‬
‫اإلقتصادي العاملي الجديد‪ ,‬الذي يسمح بفضل النظام الجديد لتسوية الخالفات بالحماية الفعالة للمصالح‬
‫التجارية للبلدان األعضاء‪ ,‬و تسعى الجزائر من خالل هذا اإلنضمام إلى تحقيق عدة أهداف نذكر منها‪:‬‬
‫زيادة فرصها التجارية‪.‬‬
‫مواصلة أهداف السياسة التنموية في محيط يتصف بدرجة عالية من التأكد و القدرة على التنبؤ‪.‬‬
‫تدعيم عالقاتها التجارية بفضل شفافية السياسات و التطبيقات التجارية التي يضمنها الشركات األعضاء في‬
‫املنظمة‪.‬‬
‫املشاركة في ميكانيزم تسوية الخالفات باملنظمة للدفاع عن حقوقها و مصالحها التجارية‪.‬‬
‫من أجل تحقيق هذه األهداف شرعت الجزائر في التفاوض من أجل اإلنضمام العاملية للتجارة دون أن يكون‬
‫لذلك آثار سلبية وخيمة على اقتصادنا‪ ,‬و مرت هذه املفاوضات بمراحل و هي الزالت مستمرة حتى اآلن‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬مراحل املفاوضات لإلنضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة‪:‬‬
‫املرحلة األولى‪:‬‬
‫كانت الجزائر منذ ‪ 1964‬دولة مالحظة على مستوى الجات‪ ,‬لكنها لم تخطو أي خطوة لإلنضمام إليها‬
‫لألسباب التالية‪:‬‬
‫إنتهاج اإلشتراكية التي تستبعد الالمركزية و تحرير التجارة الخارجية حيث كانت تخضع هذه األخيرة الحتكار‬
‫الدولة التام‪ ,‬و هذا ما يتنافى مع شروط اتفاقية الجات التي تهدف إلى تحرير التجارة الخارجية‪.‬‬
‫استبعاد املنتجات الطاقوية من مفاوضات الجات‪ ,‬و ‪ 95%‬من صادراتنا تتمثل في املحروقات‪ ,‬و في الحقيقة‬
‫الواليات املتحدة األمريكية هي السبب في إقصاء املحروقات باعتبارها سلعة غير عاملية‪.‬‬
‫املرحلة الثانية‪:‬‬
‫لقد تقدمت الجزائر ملفا لإلنضمام إلى الجات سنة ‪ 1987‬و لكن هذا الطلب لم يقبل آنذاك لسببين هما‪:‬‬
‫غياب سياسة تجارية واضحة‪.‬‬
‫عدم اإلستقرار الذي ميز الجزائر آنذاك‪.‬‬
‫ّك‬
‫و لقد ش ل وزير التجارة لجنتين لتحضير انضمام الجزائر إلى املنظمة العاملية للتجار‪:‬‬
‫* اللجنة األولى‪ :‬و هي اللجنة الوزارية املشتركة لتحضير انضمام الجزائر و تتمثل مهمتها في تحديد العناصر‬
‫اإلستراتيجية التي تسمح بانطالق مسار املفاوضات بين الجزائر و باقي أطراف املنظمة العاملية للتجارة‪ ,‬و كذا‬
‫تحديد القطاعات‪ ,‬األقسام و املنتجات التي يجب حمايتها أو تحريرها‪ ,‬و دراسة التأثيرات السلبية و اإليجابية‬
‫لإلنضمام‪ ,‬و كذا دراسة اإلستراتيجية التي يجب ضبطها للمحافظة على مصالح الدولة الجزائرية‪.‬‬
‫* اللجنة الثانية‪ :‬لجنة تسهيل التجارة الخارجية‪ ,‬تتمثل مهمتها في اقتراح اإلجراءات العملية و تحديد قواعد و‬
‫طرق العمل في كل املجاالت التي تهتم بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالتجارة الخارجية‪.‬‬
‫و في ‪ 1995/09/25‬قدمت الحكومة الجزائرية مرة أخرى طلبا لإلنضمام للمنظمة العاملية للتجارة‪ ,‬و الذي اتبع‬
‫في جوان ‪ 1996‬بتقديم مذكرة مساعدة تناولت نضام التجارة الخارجية الجزائري التي وضع محتواها للدراسة‬
‫من طرف أعضاء املنظمة‪.‬‬
‫إن طلب اإلنضمام هذا تطلب إعداد مجموعة عمل مكلفة بدراسته‪ ,‬هذه املجموعة ال تعتبر سوى إعادة بعث‬
‫ملجموعة العمل املوجودة سابقا و املكلفة بتسيير املفاوضات بين الجزائر و الجات‪ ,‬أما املذكرة املساعدة حول‬
‫التجارة الخارجية فقد حررها نفس الخبراء الذين قادوا املفاوضات مع املؤسسات املالية الدولية بعد قرار‬
‫الجزائر القاضي بإعادة جدولة ديونها الخارجية‪ ,‬و قد تضمنت عدة فصول من بينها‪ :‬السياسات اإلقتصادية‪,‬‬
‫إطار تكوين و تطبيق السياسات املرتبطة بالتجارة الخارجية‪ ,‬و تجارة السلع‪ ,‬القواعد املكونة للعالقات‬
‫ًا‬
‫التجارية مع العالم الخارجي‪ ,‬و أخير ملحق اإلحصائيات و النشريات‪ ,‬كما يوجد بها أيضا عنصرين جديدين لم‬
‫يدرجا في اتفاقية الجات يتمثالن في‪ :‬نظام امللكية الفكرية‪ ,‬و النظام التجاري للخدمات‪ ,‬و قد أدرج في هذا‬
‫التقرير إضافة إلى ما سبق قائمة اإلتفاقيات الثنائية أو الجماعية املتعقلة بالتجارة الخارجية‪ ,‬و كذا العقود‬
‫التجارية و الجمركية‪ ,‬و اتفاقيات التكامل اإلقتصادي‪ ,‬وقد قدم هذا امللف في جوان ‪ 1997‬ملجلس املنظمة‪ ,‬و‬
‫أثار عددا من األسئلة من طرف البلدان األعضاء آنذاك‪ ,‬و الذي بلغ عددهم ‪131‬بلد حول‪ :‬الخوصصة‪,‬‬
‫األسعار املطبقة‪ ,‬املنافسة‪ ,‬سعر الصرف‪ ,‬الرسوم الجمركية و املراقبة‪ ,‬اإلستيراد و التصدير‪ ,‬و غيرهـا‪.‬‬
‫أغلب هذه األسئلة طرحها اإلتحاد األوروبي‪ ,‬و هذا شيء طبيعي بالنظر إلى حجم املبادالت التجارية بين الجزائر‬
‫و اإلتحاد األوروبي‪ ,‬فحسب إحصائيات ‪ , 1999‬اإلتحاد األوروبي يمتص ‪ 67.8%‬من الصادرات الجزائرية و‬
‫يقدم ‪ 58.5%‬مما تستورده الجزائر بتخفيض لصالح الجزائر بحوالي ‪ 2283‬مليون أورو‪ ,‬و هذه األرقام تفسر‬
‫طلب الجزائر اإلنضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة و تزامنا مع مفاوضاتها إلى اإلتحاد األوروبي‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬حددت مدة املفاوضات في هذه املرحلة من ‪18‬شهر إلى عامين‪ ,‬ابتدءا من فيفري ‪2002‬م‪,‬‬
‫اإلستراتيجية الجزائرية في املفاوضات سترتكز حول التحرير اإلقتصادي من جهة ووسائل حماية املصلحة‬
‫الوطنية من جهة أخرى‪ ,‬لتتحصل الجزائر على تذكرة اإلنخراط في املنظمة العاملية للتجارة‪ ,‬بحيث يجب أن‬
‫تتفاوض مع ‪43‬بلد عضو يشكلون مجموعة العمل‪.‬‬
‫من ‪143‬بلد عضو في املنظمة‪ ,‬الجزائر تمتلك عالقات تجارية مع ‪43‬بلد‪ ,‬مما يعرضها ألن تدفع ‪ 10‬أضعاف ثمن‬
‫التذكرة بسبب التأخر في اإلنخراط في هذا النظام التجاري العاملي‪.‬‬
‫لكن يبدو أن الـجزائـر مجبرة على التأخر‪ ,‬نظرا لطبيعة املفاوضات فحسب ما جاء في مقال نشر بجريـدة « ‪le‬‬
‫‪: » quotidien d’Oran‬‬
‫" اإلنضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة عملية طويلة نسبيا"‪ ,‬هذا ما قاله حميد تمار وزير التجارة الجزائري‪,‬‬
‫و أضاف بأن املنظمة العاملية للتجارة هي منظمة لديها خصائصها‪ ,‬و تتميز باملرونة الشديدة‪ ,‬كما أكد "عندما‬
‫نتفاوض فإن الجزائر هي التي تتفاوض‪ ,‬و كل تقصير من جهتنا سيصيب كل البلد بضرر"‪.‬‬
‫و حول رغبة الجزائر في الحصول على تذكرة االنخراط قال‪ ":‬هي تذكرة نأخذها لنتمكن من العمل في إطار‬
‫دولي وفق قواعد محددة"‪ ,‬هذه القواعد " املنظمة العاملية للتجارة هي التي تحددها" و التفاوض ال يكون مع‬
‫املنظمة العاملية للتجارة‪ ,‬و لكن مع البلدان األعضاء‪ ,‬خاصة املؤثرين منهم كالواليات املتحدة األمريكية‪,‬‬
‫اإلتحاد األوروبي‪ ,‬اليابان‪ ,‬تركيا‪ ,‬الذين يشكلون مجموعة العمل للتفاوض مع الجزائر‪" ,‬إنهم يجبروننا على‬
‫إعطاء نفس الحقوق ملجموع شركائنا"‪.‬‬
‫في هذا اإلطار ينبغي حماية اإلنتاج الوطني عن طريق تعاونيات جمركية "للتقليل من املقاييس التي ال تخضع‬
‫للتعريفة" و التي ال تستجيب للمعايير الدولية التي تميز املبادالت التجارية‪",‬هذا ما نتفاوض عليه"‪ ,‬ووضح‬
‫ًال‬
‫الوزير قائ ‪ ":‬إذا وافقنا على تعريفة ما‪ ,‬فليس لنا الحق في تغييرها إال تخفيضها"‪ ,‬و ذكر الوزير أن املفاوضات‬
‫حول التعريفات تتعلق فقط بالسلع بينما املفاوضات حول الخدمات فلها تدخالتها الخاصة بها‪.‬‬
‫كما أن هناك أمور استثنائية يمكن لها أن تعيق اندماج الجزائر في السوق العاملي مثل عدم التوازن ميزان‬
‫املدفوعات‪ ,‬مشاكل األمن‪ ,‬أو تشريعات البلدان السائرة في طريق النمو‪" ,‬هذه التشريعات جّد مهمة بالنسبة‬
‫ًا‬
‫لنا ألنها تعطينا مناخا رائع لنتمكن من التفاوض حول أمور خاصة و مختلفة تسمح لنا بأن ال نقّد م أي‬
‫امتيازات سوى التي تتماشى مع مستوى تطورنا‪ ,‬و التي تتناسب مع استراتيجيتنا التنموية‪.‬و حول األسئلة‬
‫املطروحة فريقنا أجاب بطريقة محترفة‪" ,‬فريقنا لم يكن له نظير"‪.‬‬
‫الجزائر مطالبة في هذه املرحلة إلعداد تقرير حول عملية الخوصصة‪ ,‬تقييم لعملية التنميط‪ ,‬خطة عمل‬
‫التحويل التشريعي‪ ,‬تقرير حول إجراءات الدعم الفالحي‪ ,‬معلومات حول املعايير و اإلجراءات الصحية‪ ,‬سالمة‬
‫النباتات‪ ,‬و آخر حول امللكية الفكرية‪ ,‬حول ‪ 11‬خدمة‪ ,‬فقط يتفاوض عليها "قال تمار"‪ ,‬و أكـّد أن التربية و‬
‫الصحة غير معنيين باملفاوضات إلى حّد الساعة "ألنه يوجد حاليا نقاشات كبيرة حول هذين املوضوعين"‪ ,‬و‬
‫الجـزائر تتفاوض مع تونس‪ ,‬ليبيا‪ ,‬مستقبال مع املغرب‪ ,‬فيما يتعلق بمنطقة التبادل الحّر املغاربيـة‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬االنعكاسات املحتملة على اإلقتصاد الوطني في حالة اإلنضمام الجزائر إلى ‪:OMC‬‬
‫‪ - -1‬االنعكاسات املحتملة على الصناعة الوطنية‪:‬‬
‫أ‪ -‬وضعية املؤسسات الصناعية الجزائرية‪:‬‬
‫وضعية مؤسساتنا الصناعية تبين أنها مازالت بعيدة عن إمكانية تحقيقها لألهداف اإلستراتيجية كتحسين‬
‫النوعية و تخفيض التكلفة‪ ,‬فالقطاع الصناعي مازال في حالة ركود رغم األموال التي تصرف في إعادة هيكلة و‬
‫إنعاشه‪ ,‬ومن أهم األسباب‪:‬‬
‫تقادم التجهيزات و عدم صيانتها‪.‬‬
‫صعوبة التحكم في بعض التكنولوجيات‪ ,‬حيث نالحظ غياب استراتيجية واضحة لنشر التكنولوجيا‪ ,‬فبعض‬
‫ًا‬
‫املؤسسات حتى و إن استوردت آالت ذات تكنولوجيا عالية فإنها ال تستغلها أحسن استغالل‪ ,‬نظر للتوقف‬
‫املتكرر في العمل‪ ,‬إضافة إلى غياب عمال مؤهلين إلصالحه في حالة التوقف مما يجعلها في حالة تبعية مستمرة‬
‫للخارج‪.‬‬
‫غياب محيط تنافسي قوي يحث على تحسين املنتجات باستمرار‪.‬‬
‫غياب ثقافة املؤسسة و ضعف أساليب التسيير في بعض املؤسسات الصناعية‪ ,‬عدم وجود نظام مراقبة‬
‫التسيير‪ ,‬و قسم للمحاسبة التحليلية لتحديد تكاليف بدقة و قياس اإلنحرافات‪.‬‬
‫انتشار البطالة املقنعة في املؤسسات‪ ,‬الشيء الذي يخفض من إنتاجية اليد العاملة‪.‬‬
‫ب‪ -‬التحديات الواجب مواجهتها‪:‬‬
‫نظرا لهذه الوضعية‪ ,‬فإنه على املؤسسات الجزائرية أن تواجه تحديات كبيرة لتضمن استمرارها في حالة‬
‫انضمام الجزائر إلى املنظمة العاملية للتجارة منها‪:‬‬
‫التوفيق بين العالقة سعر‪/‬نوعية‪ ,‬بمعنى تحسين نوعية و جودة املنتجات الجزائرية و إكسابها خصائص عاملية‬
‫دون أن يكلف مبالغ باهضة تؤدي إلى رفع تكلفة اإلنتاج‪ ,‬مما يؤدي إلى ارتفاع األسعار الذي سيفقد حتما‬
‫السلع الوطنية الخاصية التنافسية‪.‬‬
‫ًا‬
‫على املؤسسات الصناعية الجزائرية أن تبدع منتوجات جديدة‪ ,‬و طرق جديدة في اإلنتاج‪ ,‬ألن املنطق الصناعي‬
‫العاملي يقول‪ ":‬ابتكر أو اندثر"‪.‬‬
‫تحديد املناطق الجغرافية و املناخية التي تسمح بتحقيق األهداف املسطرة‬
‫ج‪ -‬سلبيات انضمام الجزائر إلى املنظمة العاملية للتجارة‪:‬‬
‫القطاع الصناعي خارج املحروقات يمثل ‪ 10%‬من الناتج الداخلي الخام‪ ,‬و صادرات الجزائر خارج املحروقات‬
‫ًا‬
‫تساوي ‪ 5%‬سنة ‪ 1999‬و هي اآلن منخفظة كما ذكرنا الحق ؛ هذا يعني أنها ستهمش تماما من منظمة تبنى‬
‫معامالتها على تجارة متعددة األطراف حيث أنه ال يمكن للجزائر أن تكون متعامال تجاريا فعاال في إطار هذه‬
‫املنظمة‪ ,‬ألنها لن تجد ما تصدره فتصبح بلدا مستهلكا للصنع األجنبية فقط‪.‬‬
‫ّن‬
‫القضاء على اإلنتاج الوطني و غلق املؤسسات الصناعية الوطنية غير القادرة على املنافسة‪ ,‬خاصة و أ‬
‫الدولة لن تدّع مها قانونيا‪ ,‬بل بالعكس قانون السوق يفرض عليها أن تدافع عن نفسها بنفسها‪ ,‬و الشيء‬
‫الوحيد الذي يضمن استثمارها هو ضمان موقع تنافسي قوي و دائم‪ ,‬و هذه النتيجة حتمية سترفع من معدل‬
‫البطالة الحالي (‪.)%30‬‬
‫اإلعفاءات من دفع الرسوم الجمركية على السلع املستوردة‪ ,‬سيفقد الجزائر موردا ماليا هاما‪ ,‬كما يمكن‬
‫استثماره في املؤسسات الصناعية العمومية‪.‬‬
‫هناك بعض اإلعانات تمنعها املنظمة العاملية للتجارة‪ ,‬كاإلعانات املقدمة في إطار الصندوق الخاص لترقية‬
‫الصادرات‪ ,‬ألنها عبء على الخزينة العمومية‪ ,‬و اإلعفاءات من بعض الضرائب املباشرة (كالضريبة على أرباح‬
‫الشركات‪ ,‬الدفع الجزافي‪ ,‬الرسم على النشاط املنهي)‪ .‬هذه اإلعانات و اإلمتيازات تعتمد عليها الحكومة‬
‫الجزائرية ألجل تشجيع اإلستثمارات املباشرة في التراب الوطني‪.‬‬
‫إن الجزائر في املدى القصير و املتوسط خالل العشرية األولى من هذا القرن‪ ,‬ال يمكن لها في ظل السياسات‬
‫اإلقتصادية الحالية أن تحدث تغيرا في التركيب الهيكلي و القيمي للصادرات تطورا بموجبه سلعا بديلة جديدة‬
‫تكسب من خاللها أسواق خارجية‪ ,‬و بالتالي تبقى املوارد الطاقوية األولية هي التي تشكل النسبة الكبرى من‬
‫حصيلة الصادرات الجزائرية‪.‬‬
‫د‪ -‬إيجابيات اإلنضمام‪:‬‬
‫اإلنضمام إلى ‪ OMC‬سيفرض على املؤسسات الصناعية الجزائرية توفير سلع عالية الجودة و منخفظة السعر‬
‫حتى ال يتم غلقها‪ ,‬و بالتالي ستتنوع الصادرات الجزائرية خارج قطاع املحروقات‪.‬‬
‫استفادة بعض املؤسسات من التطور التكنولوجي و الوسائل التي ساعدت الشركات األجنبية على النجاح‪.‬‬
‫السماح للجزائر بالتعامل مع أقطاب اقتصادية أخرى‪ ,‬بدل إعطاء األولوية لإلتحاد األوروبي‪.‬‬
‫جلب اإلستثمار األجنبي املباشر‪ ,‬عن طريق تشجيع الخوصصة مما يساهم في خلق مناصب عمل جديدة‪ ,‬و‬
‫تحسين مردودية املؤسسات الوطنية و استفادها من خبرة و معارف املستثمرين‪.‬‬
‫تقديم كل أنواع الحماية الجمركية أو غيرها للمؤسسات املحلية التي ال تستطيع مواجهة املؤسسات العاملية‪ ,‬و‬
‫تقديم تسهيالت لها حتى تصبح قادرة على التعايش مع املنافسة الخارجية‪ ,‬و ذلك عبر سّن قوانين تحميها‬
‫حسب طبيعة املرحلة التي وصلت إليها‪.‬‬
‫االنعكاسات املحتملة على الفالحة‪:‬‬
‫أ‪ -‬وضعية القطاع الفالحي‪:‬‬
‫اإلقتصاد الوطني صناعي أكثر منه زراعي‪ ,‬لهذا نلمس تهميشا واضحا للقطاع الفالحي‪ ,‬و الذي تسبب في‪:‬‬
‫عدم قدرة اإلنتاج الزراعي على تحقيق اإلكتفاء الذاتي‪ ,‬جعلنا في تبعية دائمة للخارج‪ ,‬فمثال يبلغ اإلنتاج املحلي‬
‫من الحليب ‪ 1‬مليار لتر سنويا‪ ,‬و هو يغطي ‪ 1/3‬من الطلب املحلي و الباقي يستورد‪ ,‬أما القمح فإننا نستورد‬
‫حوالي ‪ 80%‬من الطلب املحلي خاصة من الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬
‫الهياكل الفالحية في تقادم مستمر‪.‬‬
‫توسع العمران على حساب األراضي الزراعية الخصبة‪ ,‬كسهل متيجة مثال الذي تقلصت أراضيه الزراعية‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫تدهور إنتاج الزراعات األساسية مقارنة بمتوسط العشرية ‪ ,1999/1990‬فإنتاج الحبوب انخفض بنسبة ‪%‬‬
‫‪ 62‬سنة ‪ ,2000‬و الحبوب الجافة بنسبة ‪ ,53%‬و إنتاج الزيوت بنسبة ‪ ,23%‬و إنتاج التمور بنسبـة ‪.8%‬‬
‫ب‪ -‬التحديات الواجب مواجهتها‪:‬‬
‫ًا‬
‫عقدت وزارة الفالحة الجزائرية مؤتمر وزاريا في ‪ 2-1996/06/3‬و الذي جّس د رغبة الوزارة في مواجهة‬
‫الصعوبات و العزم على إنعاش القطاع الفالحي‪ ,‬و من أهدافه‪:‬‬
‫رفع اإلنتاج الزراعي‪.‬‬
‫تحقيق األمن الغذائي بالتخلي تدريجيا على التبعية الغذائية للعالم الخارجي‪.‬‬
‫تحديث الهياكل الزراعية‪.‬‬
‫تحقيق شروط تنمية متواصلة مع نسبة نمو سنوية تفوق نسبة النمو الديمغرافي‪.‬‬
‫اإلستثمار في السلع الزراعية التي نملك فيها امتياز النوعية كالبرتقال و الزيتون و التمور‪.‬‬
‫ًال‬
‫كما يستوجب اإلنضمام إلى ‪ :OMC‬أن تستغل الجزائر األراضي الزراعية و املناطق الرعوية استغالال أمث ‪,‬‬
‫من أجل رفع اإلنتاج و بالتالي تقليل الفاتورة املتعلقة باستيراد املواد الغذائية‪.‬‬
‫ج‪ -‬سلبيات اإلنضمام‪:‬‬
‫‪ -‬لن تخضع املنتجات الزراعية إلى أي نوع من الحماية ماعدا الرسوم الجمركية‪ ,‬و التي البد أن تخفض إلى ‪%‬‬
‫‪ 24‬كأقصى حّد خالل ‪ 10‬سنوات‪ ,‬و هذا لن يسمح للجزائر بضمان حماية كافة للمنتجات الزراعية من‬
‫املنافسة األجنبية‪ .‬كما أن أغلب وارداتنا هي سلع استهالكية‪ ,‬و الجزائر تستورد ما مقداره ‪ 3‬مليار ‪ $‬سنويا من‬
‫املواد الغذائية‪ , ,‬و نظرا لقوانين املنظمة العاملية للتجارة الصارمة املتعلقة باملواد الغذائية‪ ,‬فإنه يرتقب أن‬
‫ترتفع أسعار املواد الغذائية‪ ,‬فحسب دراسة أجرتها منظمة التعاون اإلقتصادي و التنمية باإلشتراك مع البنك‬
‫العاملي‪ ,‬فإن أسعار السلع سترتفع كما هو مبين في الجدول التالي‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ :01‬تقديرات اإلرتفاع لبعض السلع الغذائية‬

‫نسبة ارتفاع لبعض السلع الغذائية‬ ‫السـلعـة‬


‫‪9%‬‬ ‫الحبوب‬

‫‪17%‬‬ ‫القمح‬

‫‪47%‬‬ ‫السكر‬

‫‪12%‬‬ ‫الخضر‬

‫‪12%‬‬ ‫الفاكهة‬

‫‪18%‬‬ ‫اللحوم‬

‫‪41%‬‬ ‫األلبان‬
‫املصدر‪ :‬صالح صالحي‪ ,‬عن عبد الواحد العفوري‪ ,‬مجلة العلوم اإلقتصادية و علوم التسيير‪ ,‬جامعة فرحات‬
‫عباس سطيف‪ ,‬الجزائر‪ 2001 ,‬ص ‪.55‬‬

‫هذا يعني أن فاتورة املواد الغذائية للجزائر سوف ترتفع بشكل محسوس (‪ 5‬مليار ‪ $‬للدول العربية‪ ,‬ال يفل‬
‫نصيب الجزائر منها عن ‪ 300-400‬مليون‪ ,)$‬أو تبقى ثابتة مع زيادة معدالت الفقر‪.‬‬
‫د‪ -‬إيجابيات اإلنضمام‪:‬‬
‫اإلنضمام إلى ‪ OMC‬من شأنه أن يرغم الجزائر عن اإلستثمار في القطاع الزراعي للتخفيض من الفاتورة‬
‫الغذائية‪ ,‬و بالتالي سينعكس هذا القطاع شيء ما‪.‬‬
‫إعادة استغالل املناطق الريفية بشكل معقول‪ ,‬كغرس أشجار الزيتون مثال في املناطق ذات املناخ و‬
‫التضاريس املالئمين كبجاية‪ ,‬جيجل‪ ,‬تيزي وزو‪.‬‬
‫تلتزم الجزائر بتنفيذ التزاماتها في املجاالت التي جاء بها اإلتفاق النفاذ إلى األسواق و تخفيض الدعم املحلي‬
‫للصادرات على مدة ‪ 10‬سنوات بدال من ‪6‬سنوات التي تلتزم بها الدول املتقدمة‪.‬‬
‫‪ -2‬االنعكاسات على قطاع الخدمات‪:‬‬
‫أصبحت تجارة الخدمات جزء من التنظيم التجاري الدولي املتعددة األطراف‪ ,‬بحيث أصبح قطاع الخدمات‬
‫يحتل مكانة هامة في التجارة الدولية‪ ,‬و حسب تقرير مركز التجارة الدولي ‪ CCI‬ستبلغ تجارة الخدمات نفس‬
‫مستوى تجارة السلع في سنة ‪ , .2010‬على أنها تشكل حاليا ‪ 20%‬من حجم التجارة الدولية بمبلغ يزيد‬
‫عن ‪ 1200‬مليار‪.$‬‬
‫و تجارة الخدمات تثير بعض األمور غير املعروفة في تجارة السلع‪ ,‬فقد تأخذ تجارة الخدمات شكال من‬
‫األشكال التالية‪:‬‬
‫انتقال الخدمة ذاتها من دولة املورد إلى دولة املستفيد (كما في حالة البنوك و شركات التأمين)‬
‫انتقال مستهلك الخدمة من بلد تقديم الخدمة (كما في حالة الخدمات السياحية و التعليمية و الصحية)‪.‬‬
‫انتقال مواطن دولة ما ألداء خدمة في دولة أخرى (كما في حال الخبراء و املستشارين)‪ ,‬و بالرجوع إلى قطاع‬
‫الخدمات في بالدنا يمكن أن نحدد النقاط العريضة له‪.‬‬
‫أ‪ -‬وضعية قطاع الخدمات في الجزائر‪:‬‬
‫عرف هذا القطاع عدة إصالحات ملواكبة التطورات العاملية‪ ,‬لكن رغم هذه الجهود التي تبذلها السلطات‬
‫العمومية‪ ,‬مازال هذا القطاع يعاني من عدة نقائص و خاضع الحتكار الدولة في غالبيته‪ ,‬و غير قادر على‬
‫اقتحام أبواب املنافسة األجنبية‪.‬‬
‫فمازال قطاع البريد و املواصالت و النقل البحري تحت احتكار الدولة‪ ,‬أما النقل البري فقد حرر كليا‬
‫باستثناء السكك الحديدية‪ .‬و مازالت اإلستثمارات تسير بوتيرة متباطئة في قطاع النقل رغم أهميته‪.‬‬
‫أما فيما يخص القطاع املالي و املصرفي‪ ,‬فلم يشهد تغييرا كبيرا فمازال يخضع في معظمه الحتكار الدول‪ ,‬ما‬
‫عدى بنك الخواص كخليفة بنك مثال‪ ,‬و تبقى الشراكة الجزائرية مع الدول األجنبية في هذا امليدان محتشمة و‬
‫محدودة‪ ,‬ما عدى بعض البنوك الصغيرة مقارنة مع البنوك األجنبية كالبنك الجزائري التونسي و الذي يعاني‬
‫حاليا من مشكل اإلفالس‪.‬‬
‫كما أن تحويل مبلغ مالي من الجزائر إلى بلد أجنبي قد يستغرق عشرات األيام بينما يتم في بضعة أيام في بلدان‬
‫ّن‬
‫إفريقية أكثر تخلفا م ا‪ ,‬وسائل الدفع الحديثة مثل ‪ ,Smart card, muster card, visa‬تبقى غير معمول بها في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫ًا‬
‫كما أن شركات التأمين الكبرى مثل ‪ SAA‬مازالت حكر للدولة و يبقى الخواص يشكلون نسبة ضعيفة‬
‫كشركة ‪ GAM‬مثال‪.‬‬
‫ب‪ -‬التحديات الواجب مواجهتها‪:‬‬
‫إن انضمام الجزائر إلى ‪ OMC‬يتطلب منها‪:‬‬
‫· فتح فروع الخدمات للخواص من أجل بعث روح املنافسة‪.‬‬
‫· إعادة هيكلة النظام البنكي و جعله أكثر مرونة لتشجيع اإلستثمارات غير املباشرة و املباشرة‪.‬‬
‫· تطوير فرع البريد و املواصالت و تجهيزه من أجل تحسين نوعية الخدمة املقدمة‪.‬‬
‫· إعتماد األنترنت كوسيلة مساعدة في تحسين نوعية الخدمات التي تقدمها البنوك‪ ,‬البريد و املواصالت‪ ,‬و‬
‫شركات التأمين‪.‬‬
‫إصالح املنظومة التربوية و املنظومة الصحية‪ ,‬و لو أنها مازالت خارج املفاوضات بالنسبة للجزائر‪.‬‬
‫ج‪ -‬إنعكاسات سلبية‪:‬‬
‫قطاع الخدمات بصفة عامة غير قادر على مواجهة املنافسة‪ ,‬مما يعرض بعض البنوك و شركات التأمين إلى‬
‫اإلفالس‪ ,‬فمثال املصارف الدولية الكبرى تقدم أكثر من ‪ 360‬خدمة لعمالئها‪ ,‬بينما ال تقدم البنوك في الدول‬
‫النامية في أحسن األحوال أكثر من ‪ 40‬خدمة بمستويات أداء ضعيفة‪ ,‬و البنوك الجزائرية أقل من ذلك بكثير‪.‬‬
‫قطاع الخدمات في الجزائر خاصة البريد و املواصالت و النقل يسير ببطء‪ ,‬في حين أن قطاع اإلتصاالت و‬
‫املعلومات و غيرها من الخدمات املرتبطة بالتكنولوجيا تلعب دورا هاما في الناتج املحلي اإلجمالي في الدول‬
‫املتقدمة‪.‬‬
‫يقتضي اتفاق لتجارة في الخدمات بشأن مجال اإلتصال بالتزام الدولة العضو بمنح موردي الخدمات األجانب‬
‫‪-‬الذين يسمح لهم بممارسة أنشطة خدماتية في إقليم الدولة‪ -‬حق استخدام شبكة اإلتصاالت العامة بشروط‬
‫معقولة و بدون تمييز بين املورد الوطني و األجنبي‪ ,‬الشيء الذي يعطي األفضلية للمستثمر األجنبي في هذا‬
‫القطاع في حالة امتالكه لرأس مال كبير يسمح له باالستثمار على أوسع نطاق‪.‬‬
‫د‪ -‬اإليجابيات‪:‬‬
‫إمكانية نفاذ الخدمات الجزائرية إلى الخارج و بالتالي توسيع التوجه التصديري إلى الخارج‪.‬‬
‫تقوية املنافسة و الحد من االحتكارات القائمة‪.‬‬
‫يتيح اتفاق الخدمات للدول األعضاء بنقاط االتصال للدول األخرى و التي تعطي معلومات على النواحي‬
‫لتجارية و الفنية للخدمات بما في ذلك التشريعات الوطنية‪ ,‬و من شأن تلك النقاط أن تتيح فرصة اإلطالع‬
‫على التقنيات الحديثة في مجال الخدمات‪ ,‬و أيضا النفاذ إلى أسواق في تلك القطاعات‪.‬‬
‫إن استيراد الخدمات من شأنه أن يفتح املجال للحصول على بعض الخدمات‪ ,‬كالخدمات املالية التي من شأنها‬
‫ّن‬
‫أن تعزز القدرات الوطنية في مجاالت الزراعة و الصناعة‪ ,‬باإلضافة إلى أ الشروط املوضوعية في قوائم‬
‫اإللتزامات الوطنية‪ ,‬يمكن أن تحدد شكل التواجد األجنبي (مشروع مشترك أجنبي أو تحديد نسبة املساهمة‬
‫الوطنية)‪ ,‬و شروط نقل التكنولوجيا و توظيف األجانب‪ ,‬و هذا من شأنه إتاحة الفرصة الختيار األسلوب‬
‫األنسب‪.‬‬
‫املشاركة في املفاوضات املستقبلية التي تتم في مجال الخدمات‪ ,‬و التي من شأنها توسيع مجال الخدمات التي‬
‫يمكن تصديرها إلى األعضاء اآلخرين‪.‬‬
‫‪ - 3‬االنعكاسات على السياسة الجمركية‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬األثر السلبي على حماية اإلقتصاد لوطني‪:‬‬
‫بعد اإلصالحات التي شرعت فيها الجزائر في أواخر الثمانينات‪ ,‬أصبح الرسم الجمركي الوسيلة الوحيدة‬
‫لحماية اإلقتصاد الوطني من املنافسة األجنبية‪ ,‬و يمكن القول أنه حاليا تتم هذه الحماية بصفة مباشرة عن‬
‫طريق الرسم الجمركي‪ ,‬و بصفة غير مباشرة عن طريق املساعدات املقدمة في إطار إعادة هيكلة القطاع‬
‫الصناعي و القطاع الزراعي‪.‬‬
‫إال أن انضمام الجزائر إلى املنظمة العاملية للتجارة يحتم عليها قبول اللعبة التي تتضمن تخفيض و إلغاء‬
‫الرسوم الجمركية التي تقف عاتق أمام حرية التبادل التجاري‪ ,‬و بالنسبة للدول النامية‪ ,‬فإن هذا التخفيض‬
‫سيكون تدريجيا و بنسبة ‪ 24%‬خالل ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫و لقد ألغت الجزائر جميع القيود الكمية على الواردات و خفضت بشكل ملحوظ الرسوم الجمركية‪ ,‬و‬
‫خاصة خالل فترة برنامج التعديل الهيكلي‪ ,‬و تسعى حاليا إلى إلغاء معظم أشكال التقييم الجمركي اإلدارية‬
‫بقانون املالية ‪.2002‬‬
‫ب‪ -‬إنخفاض إيرادات الدولة‪:‬‬
‫شكلت الرسوم الجمركية منذ اإلستقالل موارد هامة لتمويل ميزانية الدولة‪ ,‬ضف إلى هذا الدور الذي‬
‫لعبته هذه الرسوم خالل األزمة البترولية سنة ‪ ,1986‬لتعويض الجباية البترولية حيث بلغت الجباية العادية ‪%‬‬
‫‪ 47.4‬من الجباية الكلية سنة ‪ ,1986‬و بلغت ‪ 51.2%‬سنة ‪.1987‬‬
‫و إن إلغاء الرسوم الجمركية بسبب االنضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة يعني التضحية بنسبة هامة من‬
‫إيرادات الدولة‪ ,‬و يرى بعض الخبراء أنه لتعويض هذا النقص يجب زيادة معدل الضريبة الداخلية‪ ,‬و هذا قد‬
‫ينجر عنه آثار سلبية‪.‬‬
‫ج‪ -‬التثبيت الجمركي‪ :‬على كل دولة تنظم إلى املنظمة العاملية للتجارة‪ ,‬تثبيت رسومها الجمركية يعني هذا عدم‬
‫استطاعة الدولة تطبيق رسوم جمركية نسب أكبر من تلك املحددة في قائمة التنازالت‪ ,‬و بمعنى آخر تجميد‬
‫الرسوم الجمركية ملدة ‪ 3‬سنوات أو أكثر‪.‬‬
‫و هذا ما سيطرح بعض الصعوبات‪ ,‬ألن الجزائر تقوم بتعديل رسومها الجمركية كل سنة من خالل قوانين‬
‫املالية‪ ,‬و لكن وفقا لقواعد املنظمة فلن تستطيع الجزائر تعديلها إال بعد ‪ 3‬سنوات‪ ,‬إضافة إلى أنه عندما تقدم‬
‫قائمة التنازالت بشأن تعريفتها الجمركية‪ ,‬فال يجوز لها بعد ذلك التراجع‪ ,‬قال تمار‪ ":‬إذا وافقنا على تعريفة ما‬
‫ّال‬
‫فليس لنا الحق في تغييرها إ تخفيضها"‪.‬‬
‫الخاتمة‪ :‬لقد اعتبرت املنظمة العاملية للتجارة أحسن األدوات التجارية للعوملة‪ ,‬و حسب بعض املحللين فقد‬
‫وجدت هذه املنظمة بقواعدها حتى ال تصبح العوملة عوملة متوحشة‪ ,‬و بوجودها اكتمل املثلث اإلقتصادي‬
‫الذي ال يمكن ألي دولة أن تكون خارجة‪.‬‬
‫و أن الجزائر‪ ,‬و بحكم سرعة انتشار العوملة‪ ,‬أصبح انضمامها إلى املنظمة العاملية للتجارة حتمية ال مفر منها‪,‬‬
‫َت‬
‫فإما أن نظَم ‪ ,‬و إما أن يفوتها القطار السريع و يتجاوزها العصر‪.‬‬
‫كما أن حقائق اإلقتصاد الجزائري و مستوى التطور املذهل الذي تعرفه الدول األعضاء في املنظمة خاصة‬
‫تلك العمالقة‪ ,‬يوضحان حجم التحدي و الصعوبات التي يجب أن يبذلها الجزائريون في مسيرة إصالح و تقوية‬
‫بيئة اقتصادهم و تكييفها مع تشريعات و قوانين املنظمة العاملية للتجارة‪ ,‬و بالتالي فالنقاش ليس حول‬
‫اإلنضمام أو عدمه أو حول التفاوض و قدرة الجزائر على التفاوض‪ ,‬بل على مستوى اقتصادنا‪ ,‬و هل فعال‬
‫ًا‬
‫قادر على قبول قواعد املنظمة‪ ,‬و هل يقدر على خوض املنافسة العاملية الشديدة‪ ,‬ألن ال مكان القتصاد غير‬
‫تنافسي في ظل العوملة‪.‬‬
‫و هكذا على الجزائر اإلهتمام بجدية بموضوع اإلنضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة‪ ,‬و إيجاد سبل للتخفيف‬
‫من حدة اآلثار السلبية و اإلستفادة من الفرص التي تمنحها املنظمة‪ ,‬و ال يفوتنا أن نشير إلى أن اإلمتيازات‬
‫ستتحقق على املدى الطويل‪ ,‬لذا يشكل اإلنضمام تضحية بالحاضر من أجل مستقبل زاهر‪.‬‬
‫املراجع‬
‫[‪ ]1‬عبد الواحد العفوري‪ ,‬العوملة و الجات‪-‬الفرص و التحديات‪ ,‬مكتبة مدبولي ‪ ,‬القاهرة‪ 2000 ,‬ص ‪.32‬‬
‫[‪ ]2‬محمد سيد عابد‪ ,‬التجارة الدولية‪ ,‬مكتبة و مطبعة اإلشعاع الفنية‪ ,‬جامعة اإلسكندرية ‪ 2001‬ص ‪.447‬‬
‫[‪ ]3‬محمد سيد عابد‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪ ,‬ص ‪.450‬‬
‫[‪ ]4‬عبد الواحد عفوري‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪ ,‬ص ‪.80‬‬

You might also like