Professional Documents
Culture Documents
OMC المنظمة العالمية للتجارة
OMC المنظمة العالمية للتجارة
املقدمة:
تعد التجارة إحدى الوسائل الذي يعتمد عليها اإلنسان لتحقيق االزدهار و الرفاهية اإلجتماعية ,فالعديد
من السلع التي نشتري ,الخدمات التي نستعملها ,الغذاء الذي نأكله ,هو في الحقيقة من منتجات بلد أجنبي ,و
مثال على تجارة األيام األخيرة أن العامل أصبح يذهب إلى العمل بسيارة ,اشترك في صنعها أكثر من بلد,
فالطفل يركب دراجة عجالتها من ماليزيا ,و الباقي مصنوع في الصين ,و الرياضي يلبس حذاء جزءه السفلي
مصنوع في تايوان و الجزء الباقي مع التركيب يتم في أندونيسيا ,و القهوة التي نشربها صباحا تأتي غالبا من
كينيا ,كولومبيا ,اإلكوادور...
فالتجارة أثرت على حياة البشر من خالل أشياء عديدة ,و فتحت عقولهم على أفكار جديدة تربط بين الناس
بعالقات متشابكة تسمى بالعالقات التجارية ,التي تعتبر مفتاح النمو اإلقتصادي ,و هنا تدخل املنظمة العاملية
للتجارة لتقوم بإعداد القواعد و القوانين لتسير عليها النشاطات التجارية في العالم ,و من هنـا تتبادر إلى
أذهاننا اإلشكـالية التـالية:
" ما هي حقيقة املنظمة العاملية للتجارة" ؟
في ضوء هذا اإلشكال نطرح التساؤالت الفرعية التالية:
ما هي املبادئ التي تقوم عليها املنظمة العاملية للتجارة ,و ما هي األهداف التي تصبوا إليها ؟
ماهي الشروط التي يجب أن تتوفر في اقتصاد دولة ما حتى يسمح لها بالدخول في omc
ما هي آثارها ؟
هل الجزائر مطالبة باالنضمام إلى هذا التنظيم العاملي أم ال ؟؟
في حالة انضمام الجزائر ,ما هي االنعكاسات املترتبة على اإلقتصاد الوطني ؟؟
و لإلجابة عن هذه التساؤالت نضع الفرضيات التالية:
أهم املبادئ التي تقوم عليها املنظمة العاملية للتجارة هي عدم التمييز بين الدول األعضاء ,و توفير حق الرعاية
للدول الفقيرة.
للمنظمة آثار إيجابية و سلبية.
ًا
الجزائر ال زالت عضو مستكشفا ,لم يفصل بعد في قرار اإلنضمام.
في حالة اإلنضمام سيتأثر حتما اقتصادنا بفعل ظروف معينة.
و من دوافع اختيارنا لهذا املوضوع رغبتنا في اإلطالع عليه و التوسع فيه ألنه يبقى أحد أحداث الساعة.
و تتجلى أهمية املوضوع من خالل أهمية املنظمة العاملية للتجارة كتنظيم ينظم التجارة الدولية ,و رغبة
ًا
الجزائر في أن تصبح عضو فيـه.
و اعتمدنا في دراستنا على املنهج الوصفي التحليلي من خالل سرد الحقائق التي تميز املنظمة العاملية
للتجارة ,منتهجين في ذلك الخطة التالية:
في املبحث األول عملنا على تبيان أهم جوالت املفاوضات التجارية بتقسيمها إلى ثالث فترات.
أما في املبحث الثاني ,فعملنا على تبيان ماهية املنظمة العاملية للتجارة ( تعريفها ,مبادئها ,هيكلها ,وظائفها,
مهامها) ,و أهم االتفاقيات الناتجة عن جولة األورجواي األخيرة ,و أخيرا اآلثار املترتبة عليها بصفة عامة ,وعلى
البلدان النامية بصفة خاصة.
أما في املبحث الثالث و األخير ,عملنا على دراسة إشكالية انضمام الجزائر إلى املنظمة العاملية للتجارية ,مع
اإلشارة إلى أهم االنعكاسات املحتملة على اإلقتصاد الوطني (القطاع الصناعي ,الفالحي ,قطاع
الخدمات
املبحث األول -من الجات GATTإلى املنظمة العاملية للتجارة :OMC
املطلب :1ماهية الجاتGATT
الجات هي األحرف األولى من تسمية اإلتفاقية العامة للتعريفات و التجارة ,"General Agreement on Traffs
و هي عبارة عن معاهدة دولية الهدف منها تنظيم عملية املبادالت التجارية بين الدول املتوقعة عليها ,كما أن
فكرة قيام منظمة التجارة الدولية كانت قد طرحت ضمن مداوالت مؤتمر "بريتون وودز" الذي أقر قيام
صندوق النقد الدولي FMIو البنك الدولي لإلنشاء و التعمير ,BIRDو قد وقفت الواليات املتحدة األمريكية
ضد قيام هذه املنظمة بحجة أنها يمكن أن تنازع الكونغرس األمريكي صالحياته في توجيه التجارة الخارجية ,و
كبديل لهذه الفكرة ,قامت الواليات املتحدة األمريكية باتخاذ الترتيبات الالزمة و دعت إلى مؤتمر دولي في
جنيف عام 1947للمداولة حول التجارة الدولية ,و في هذا املؤتمر تم التوقيع على اإلتفاقية العامة للتعريفات
و التجارة ,التي اشتملت على املبادئ و األسس و القواعد التي تحكم النظام التجاري العاملي الجديد ملرحلة
بعد الحرب.
و لقد شارك في توقيع هذه اإلتفاقية 23دولة []1
كان الهدف األساسي من الجات ,هو تحرير التجارة الدولية ,و توطيد دعائم نظام تجاري عاملي ,يقوم على
اقتصاد األسواق الحرة و املفتوحة ,كما كان الغرض هو العمل على إلغاء القيود الجمركية على التجارة
الدولية.
املطلب الثاني جوالت املفاوضات التجارية املتعددة األطراف]2[ :
يمكن تقسيم الفترة من 1947و هو تاريخ التوصل إلى اإلطار العام التفاقية الجات األصلية و حتى التوقيع
على الوثيقة النهائية لجولة أورجواي لعام 1994إلى ثالث فترات أو مراحل على النحو التالي:
الفترة األولى :1971-1947 :خالل هذه الفترة تم عقد خمس جوالت للمفاوضات التجارية املتعددة
األطراف ,في إطار السعي نحو املزيد من إزالة الحواجز الجمركية أمام التجارة الدولية ,كان من أهمها:
جولة جنيف :1947و كانت ناجحة مقارنة بالجوالت األربعة التي تلتها ,حيث تم اإلتفاق على تخفيض الرسوم
الجمركية على عدد كبير من السلع الداخلة في التجارة
جولة آنسي Annecyفي فرنسا : 1949و تعتبر من الناحية العلمية أول جولة للمفاوضات التجارية املتعددة
األطراف في إطار اتفاقية الجات
جولة توركاي في إنجلترا :1951-1950
جولة جنيف 1957-1954
جولة ديلون 1961-1960
الفترة الثانية :1989-1972 :تبدأ مع نهاية أعمال الجولة الخامسة ,و تستمر حتى نهاية الجولة
السابعة إلى ما قبل جولة أورجواي التاريخية.
جولة كنيدي 1967-1964
جولة طوكيو 1979-1973
الفترة الثالثة:1993-1979 :
جولة أورجواي I 1986-1991
ًا ًا
تعد جولة األورجواي الجولة الثامنة من جوالت الجات ,إال أنها كانت أكثر الجوالت تعقيد و تأزم ,و قد
تأخرت أربع سنوات حيث كان من املقرر أن تنطلق في 1982و لكنها لم تبدأ إال في 20سبتمبر ,1986و تعد هذه
ًا ًا ًا
الجولة أكثر طموح و أوسع نطاق ,من سابقاتها نظر المتدادها لقطاعات جديدة لم تكن مشمولة في جوالت
املحادثات السابقة ,و قد جاءت هذه الدورة في ظروف اقتصادية حاسمة’ كما أنها سعت لرسم معالم القرن
الواحد و العشرين ,و كان الهدف من هذه الجولة تحقيق بعض األهداف األساسية التالية:
تخفيض القيود الغير جمركية.
تحرير تجارة الخدمات باإلضافة إلى التجارة السلعية.
تخفيض القيود على الواردات من املنتجات الزراعية.
جولة أورجواي II[3] 1991-1994:
لقد بدأت املفاوضات مرة أخرى بغرض الوصول إلى حل وسط بين و.م.أ من ناحية و اإلتحاد األوروبي من
ناحية أخرى ,حول دعم املنتجات الزراعية ,و لقد انتقدت و.م.أ و ذلك بتأييد من أعضاء الجات بعض البرامج
األوروبية التي تساند املنتجين الزراعيين ,و في نفس الوقت تؤثر سلبا على التجارة الدولية بصفة عامة و تجارة
و.م.أ بصفة خاصة ,و لقد هددت و.م.أ بفرض رسوم جمركية قدرها %200على إيراداتها من اإلتحاد األوروبي
في حدود ما قيمة 300مليون.$
تهتم بتجارة السلع فقط تهتم بتجارة السلع و الخدمات و امللكية الثقافية
نظام تسوية الخالفات أقل سرعة. نظام و تسوية الخالفات أكثر سرعة و ديناميكية
Organisation Mondial du commerce, division de l ‘information et des relation avec les média,
.2ème édition, Genève, Suisse 2001,P 14
مبادئ املنظمة :هناك ثالث مبادئ أساسية بنيت عليها هذه اإلتفاقية:
املبدأ األول :عدم التمييز بين الدول األعضاء :معناه أن منتجات أي دولة طرف في الجات يجب أن تلقى نفس
املعاملة التي تلقاها منتجات أية دولة متعاقدة أخرى ,و يضمن هذا املبدأ شرط املعاملة التجارية املساوية بين
الدول األطراف في الجات ,و يمنع لجوء الحواجز التجارية بصورة انتقائية.
املبدأ الثاني :إزالة كافة القيود على التجارة
ًا
سواء كانت تلك القيود جمركية أو غير جمركية ,مثل الحصص الكمية ,و لكن يستثنى من ذلك تجارة
السلع الزراعية و تجارة الدول التي تعاني من عجز جوهري مستمر في ميزان املدفوعات ,حيث يحق لها في هذه
الحالة فرض القيود الالزمة على تجارتها.
املبدأ الثالث :اللجوء إلى التفاوض:
وذلك لغرض فض املنازعات التجارية الدولية بدال من اللجوء إلى اإلجراءات االنتقامية التي تتسبب في تقليل
حجم التجارة الدولية.
أهداف و مهام املنظمة:
· تسهل تنفيذ و إدارة اتفاقيات "الجات" متعددة األطراف
· اإلدارة و اإلشراف على االتفاقية املنشأة لجهاز تسوية املنازعات و التي تحدد طبيعة عمل و أسلوب
تشكيل لجان التحكيم و جهاز االستئناف و حقوق و التزامات الدول في إطار الجهاز املذكور
· إدارة جهاز مراجعة السياسات الخارجية للدول األعضاء و التي يجب أن تتم وفقا للفترات الزمنية
املحددة( ,كل عامين للدول النامية ,و كل أربعة أعوام للدول املتقدمة) بهدف معرفة أي تغيرات تتم في هذا
املضمار ,و مدى توافقها مع أحكام "الجات" و تعميم املعلومات بهذا الشأن على جميع الدول األعضاء ضمانا
لتحقيق مبدأ الشفافية
تتعاون املنظمة على النحو املناسب مع صندوق النقد الدولي و البنك الدولي لإلنشاء و التعمير و الوكاالت
التابعة له.
ج) هيكل املنظمة:
ان املنظمة العاملية للتجارة بصفتها خلفا قويا التفاقية الغات هي بذلك تحرص على املهام التالية:
- 1تعمل املنظمة على ادارة االتفاقيات التجارية التي أبرمتها مع الدول و االشراف على تنفيذ التخفيضات
التعريفية املتفق عليها.
-2تعمل بالتنسيق مع املنظمات الدولية على ادارة شؤون االقتصاد العاملي.
-3تعمل املنظمة على تطبيق ما ورد في اتفاقية األورغواي.
- 4تقدم املعلومات و املساعدات التقنية للدول كما تقوم بمتابعة و تحليل البيانات التجارية التي تنتهجها
الدول.
تتكون املنظمة من أربع أجهزة رئيسية موزعة على 04مستويات و هي:
-Iاملؤتمر الوزاري :و هو أعلى جهاز و يمثل السلطة املطلقة للمنظمة و يجتمع كل سنتين.
-IIاملجلس العام :و هو الذي ينسق بين دورات املؤتمر يتكون من ثالث أجهزة:
املجلس العام.
جهاز فض النزاعات.
جهاز مراقبة السياسات التجارية.
-IIIاملجالس الخاصة بمجاالت التبادالت التجارية الكبرى و هناك ثالث مجالس:
مجلس تجارة السلع.
مجلس تجارة الخدمات.
مجلس حقوق امللكية الفكرية املتعلقة بالتجارة.
-VIاألجهزة املساعدة.
و من األحسن أن نوضح هيكل املنظمة من خالل الشكل التالي:
الشكل :الهيكل التنظيمي للمنظمة العاملية للتجارة:
ملطلب الثاني :أهم االتفاقيات املنظمة الناتجة عن جولة أورجواي و مؤتمر مراكش:
اتفاقيات حول السلع املصنعة:
من أهم ما توصلت عليه جولة أورجواي في مجال السلع املصنعة هو تعدد أشكال التنازالت الجمركية
املتبادلة ,و التي قد تأخذ شكل التحرير الكامل في قطاع سلعي معين ,بمعنى إعفاء هذا القطاع كلية من الرسوم
الجمركية أو تخفيضها بالنسب التي تحددها الدولة في جداول التزاماتها ,و التي تم االتفاق عليها ,و فيما يلي
محصلة التنازالت التي تقدمت بها الدول املشاركة في املفاوضات:
خفض تعريفات السلع املصنعة في الدول الصناعية و كذا مضاعفة الجزء من وارداتها من السلع الصناعية
الذي يدخل إلى أسواقها .
تقليص حجم شريحة الواردات التي تدخل أسواق الدول الصناعية بتعريفة %15فأكثر
إلتزام الدول الصناعية بتوزيع التعريفات على السلع الصناعية بشرط أن ال تتجاوز الواردات الخاضعة
لرسوم تزيد عن %15
اتفاقات الزراعة :جعلت البلدان الصناعية كل أصناف املنتجات الزراعية مشمولة بالرسوم الخاضعة
للتقييد ,و سوف تخفض القيود الحالية للرسوم الجمركية في خالل 6أعوام بنسبة %36في املتوسط
باستخدام الرسوم الجمركية لعام , 86-1988وقد تحولت القيود الكمية إلى رسوم جمركية يتم تخفيضها
بنفس النسبة ,و مع ذلك فإنه من املتوقع أن تكون التخفيضات الحقيقية قليلة ,و يرجع ذلك بصفة رئيسية
إلى أن الرسوم الجمركية املقيدة الجديدة أعلى من املعدالت الحقيقية.
كما أسفرت نتائج املباحثات حول الزراعة عن وضع إطار لإلصالح طويل األجل للتجارة في املنتجات الزراعية
يستهدف إنشاء نظام التجارة في املنتجات الزراعية يستند إلى قوى السوق ،و أنه من الضروري الشروع في
عملية اإلصالح من خالل التفاوض حول اإللتزامات املتعلقة بالدعم و الحماية ,و من خالل وضع قواعد و
أنظمة معززة و أكثر فعالية للجات .كما أجازت املادة 19من اإلتفاقية العامة للتجارة و التعريفات ألعضائها
باتخاذ إجراءات وقائية بهدف حماية صناعة محلية من اآلثار الناجمة عن الزيادة الغير املتوقعة في الواردات
من منتج معين ,و التي تسبب أضرار جسيمة للصناعة.
ًا
و في نطاق تنفيذ تلك املادة ,يضع اإلتفاق خطر ضد ما يطلق عليه إجراءات املنطقة الرمادية ,حيث ينص
اإلتفاق على أن ال يقوم العضو بفرض أية قيود اختيارية ,أو ترتيبات خاصة بنظم السوق أو أية إجراءات
أخرى متشابهة من شأنها تقيد الصادرات أو الواردات .كما يؤكد االتفاق الذي تم التوصل إليه على آلية
مراجعة السياسة التجارية ,و تشجيع هذه اآللية على مزيد من الشفافية فيما يتعلق بإعداد السياسة التجارية
الوطنية.
اتفاقية اإلجراءات الصحية و النباتية]4[ :
فاإلتفاق حول هذه اإلجراءات و املرتبطة بصحة اإلنسان و الحيوان و النبات ,جاء كجزء مكمل التفاقية
الزراعة ,و ذلك للعالقة القوية بين املنتجات الزراعية عموما و الغذائية على وجه الخصوص و موضوع
الصحة.
و بصفة عامة فاالتفاقية تعطي الحق ألي دولة عضو للقيام بإجراءات الكفيلة بحماية صحة اإلنسان و
الحيوان و النبات ,بشرط أن ال يساء استخدام هذه اإلجراءات ألغراض معيقة للتجارة كاألغراض
الحمائية ,و تتضمن االتفاقية مجموعة من القواعد و املبادئ و األحكام التي تحكم عملية اللجوء إلى إتخاذ
اإلجراءات الصحية ,بما يحول أمام تحولها إلى إجراءات معيقة للتجارة ,و بما يحصر آثارها السلبية في هذا
اإلطار في أضيق الحدود.
و تسهيال لتحقيق لتجانس و اإلرتقاء بمستوى الحماية الصحية ,وافقت الدول األعضاء على تسهيل سبل
ًا
تقديم املساعدات الفنية للدول األخرى و خاصة النامية و األقل نمو ,كما تم االتفاق على تشكيل لجنة تدابير
حماية صحة اإلنسان و الحيوان و النبات .و قد حصلت البلدان النامية علة معاملة تفضيلية بهذا الشأن تمثل
بفترة إمهال ملدة عامين من تاريخ إنشاء املنظمة قبل اإللتزام بتطبيق أحكام و مبادئ هذه اإلتفاقية التي تمتد
ًا
إلى خمس سنوات للدول األقل نمو .
اتفاقية املالبس و املنسوجات:
لم يكن قطاع املنسوجات و املالبس حتى جولة األورجواي تخضع ألحكام "الجات" ,و في
عام 1962خضعت تجارة املنسوجات و املالبس التفاقية خاصة عرفت باسم "اتفاقية األلـيـاف املتعددة "MFA
,""Multi Fiber Agreementو قد مثلت هذه االتفاقية صورة من صور التمييز من قبل الدول الصناعية
املتقدمة ضد صادرات البلدان النامية من املنسوجات و املالبس التي تمتلك امليزة النسبية إلنتاجها بدرجة
معقولة ,و على ضوء هذه اإلتفاقية كان تم تحديد حصص تصدير لكل دولة مصدرة و حصص استيراد لكل
دولة مستوردة ,و ال يجوز تجاوز هذه الحصص ,و قد كان هذا النظام يمثل قيدا كميا صارما على قدرات
البلدان النامية في التوسع في صناعاتها ,و بالتالي صادراتها من املنسوجات و املالبس.
و نصت هذه اإلتفاقية على دمج هذا القطاع في "الجات" خالل فترة عشر سنوات ,و ذلك على أربع خطوات,
تبدأ الخطوة األولى فور دخول اإلتفاقية حيز التنفيذ في ,1995/01/01و ذلك بدمج منتجات مختارة من قائمة
متفق عليها ,بحيث تشكل نسبة 16%من الحجم الكلي للواردات من املنسوجات و املالبس في سنـة 1990؛ و
تشمل الخطوة الثانية دمج منتجات تشكل ما ال يقل عن 17%من حجم الواردات خالل السنوات الثالث
من .1995-1998
أما الخطوة الثالثة فتزداد النسبة التي يتم دمجها من واردات املنسوجات و املالبس إلى 18%على أن يتم هذا
الدمج خالل السنوات الربع من 2002إلى 1998-و بذلك تبقى نسبة 49%من الواردات سوف يجري دمجها في
"الجات".
و في الخطوة الرابعة خالل السنوات الثالثة األخيرة املتبقية ( )2002-2005يتم بصورة موازية مع عملية
اإلدماج املشار إليها أعاله تحقيق زيادة مستمرة في الحصص الكمية املفروضة على بعض منتجات املنسوجات
و املالبس التي تضل خاضعة لقيود املقررة في اتفاقية األلياف ,املتعددة " ,"MFAو تتم هذه الزيادة بنسب ,27%
16% ,25%على التوالي ,و سيؤدي هذا األمر بزيادة حجم الحصص املسموح بها بتصديرها إلى أسواق الدول
ًا
بصورة تصاعدية إلى الدرجة التي تؤدي إلغائه ,و بأن تكف عن أن تكون قيد .
اتفاقية التجارة في الخدمات:
كان إدراج التجارة في اإلتفاق إنعكاسا ألهميتها الكبيرة ,من تحرير التجارة ,و قد شمل اإلتفاق العام
لتجارة الخدمات عددا من اإللتزامات ,فطبقا لشرط الدولة األولى بالرعاية ,فإنه تحظر املعاملة التمييزية في
مواجهة مقدمي الخدمات األجانب .كما يشير هذا الفصل إلى ضرورة اإلعالن عن جميع القوانين و النصوص
التي تعمل على تيسير زيادة مشاركة الدول النامية في تجارة الخدمات العاملية ,و الوصول إلى قنوات توزيع و
شبكات املعلومات ,إال أن النصوص تسمح بفرض قيود في حالة وجود صعوبات في ميزان املدفوعات ,و حيثما
تفرض هذه القيود فينبغي أن ال تكون تمييزية و أن ال تضر األطراف اآلخرين ,و أن ال تكون ذات طبيعة
مؤقتة.
كما أن هناك نصوص خاصة بالنفاذ في األسواق و املعاملة الوطنية و هذه ال تمثل إلتزامات عامة ,لكنها عبارة
عن ارتباطات تتضمنها في جداول اإللتزامات الوطنية ,في هذا اإلطار فإن املقصود من النفاد إلى األسواق
اإللغاء التدريجي للقيود املوضوعة على مقدمي الخدمات أو على إجمالي قيمة املعامالت الخدمية أو على
إجمالي عدد عمليات الخدمة أو األفراد املستخدمين ,كذلك اإللغاء التدريجي للقيود التي تتناول الكيان
القانوني أو املشروعات املشتركة التي تقدم الخدمة ,أو أية قيود على رأس املال األجنبي يتعلق باملستويات
القصوى للمشاركة األجنبية .أما بالنسبة للمعاملة الوطنية فهو يلزم –من حيث املبدأ -بمعاملة متساوية
بمقدمي الخدمات األجانب أو املحللين و حينما تعدل اإللتزامات أو يتم التراجع عنها ينبغي إجراء مفاوضات مع
األطراف ذات املصلحة لإلتفاق على األداة التعويضية ,و في حالة عدم الوصول إلى إتفاق يتم إقرار التعويض
عن طريق التحكيم.
اتفاقية حقوق امللكية الفكرية:
يحدد اإلتفاق املعني بالتجارة املتصلة بالخدمات بحقوق امللكية الفكرية (بما في ذلك براءة اإلختراع,
التصميمات الصناعية و العالمات التجارية ,و اإلشارات الجغرافية ,و حقوق النشر .)...كما أنه يطبق مبادئ
املعاملة الوطنية و الدولة األكثر رعاية في هذا املجال ,و من املتوقع أن يعزز اإلتفاق الذي يتم تنفيذه خالل
عام واحد بالنسبة للبلدان الصناعية أحد عشر عاما بالنسبة لالقتصاديات النامية ,و التي تمر بمرحلة انتقال
أنشطة البحث و التنمية و أن يزيد من االستثمارات.
و يتناول هذا الفصل التزامات حكومات الدول األعضاء فيما يتعلق بحماية حقوق امللكية الفكرية ,كما يتناول
كذلك األسس التي يمكن االستناد إليها في إثبات األضرار ,وحتى السلطات القضائية في اتخاذ إجراءات قوية و
فعالة دون تأجيل من شأنه إلحاق الضرر بصاحب الحق.
قد يؤدي بعض اإلجراءات الخاصة باالستثمار إلى تقييد و تشويه التجارة ,لذا فقد اتفق على عدم األخذ
بإجراءات من هذا النوع و التي من شانها الحد من حرية التجارة أو التناقض على مبدأ تعميم املعاملة
الوطنية ,أو قد تؤدي إلى قيود كمية تتعارض و مبادئ الجات ,و لضمان مراعاة ذلك ,تم وضع قائمة إيضاحية
مرفقة باإلتفاق ,تتضمن إجراءات اإلستثمار املتصلة بالتجارة التجارة ,و التي يجب العمل على إلغائها في
ًا
غضون سنتين بالنسبة للدول املتقدمة ,و خمس سنوات بالنسبة للدول األقل نمو ,مع إنشاء لجنة تتولى هذه
املهمة.
-اتفاقيات أو قواعد تنظيم التجارة الدولية:
مكافحة اإلغراق:
تكفل املادة السادسة من اإلتفاقية العامة للتعريفات و التجارة حق األطراف املتعاقدة في وضع إجراءات
ملكافحة اإلغراق توجه ضد الواردات ,التي تكون أسعارها أقل من قيمتها العادية (القيمة السائدة في السوق
املحلية و الدول املصدرة) ,و أن تكون اإلغراق تسبب في اإلضرار بالصناعة املحلية في الدولة املستوردة ,و
لتطبيق هذه املادة ,اشترط اإلتفاق ضرورة أن تقوم الدولة املستوردة بإثبات عالقة بين الواردات محل
اإلغراق و الضرر الواقع عن صناعاتها املحلية ,و تجدر اإلشارة إلى أن من التعديالت الهامة التي شملتها
اإلتفاق النص على إجراءات مكافحة اإلغراق بعد خمس سنوات من تاريخ تطبيقها.
-اإلتفاق حول تقدير الرسوم الجمركية
-اإلتفاق بشأن الفحص قبل الشحن
-اإلتفاق بشأن الدعم و اإلجراءات التعويضية
اإلتفاق بشأن قواعد املنشأ
اآلثار املترتبة على املنظمة العاملية للتجارة:
إيجابيات و سلبيات : OMC
.1.1.1إيجابيات : OMC
املنظمة تساهم في ترقية السلم.
ّن
الخالفات تعالج بطريقة ب اءة.
القواعد تجعل الحياة سهلة لكل واحد.
تحرير املبادالت يحقق تكاليف الحياة.
توسع تشكيلية املنتجات و النوعيات املقترحة.
التجارة تزيد من الدخل.
التجارة تنعش النمو اإلقتصادي.
املبادئ األساسية للمنظمة تزيد من الفعالية.
املنظمة تساعد الحكومات في تبني تصميم متزن للسياسات التجارية.
تعطي أكثر تأكيد و أكثر شفافية للتبادالت التجارية.
-.2.1.1سلبيات OMC
· املنظمة تملي على الحكومات السياسات الواجب إتباعها.
· املنظمة تطالي بالتبادل الحر مهما كان الثمن.
· املنظمة ال تنشغل إال باملصالح التجارية التي تتصدر التنمية.
· املصالح التجارية فوق حماية املحيط.
· املصالح التجارية فوق املصالح األمنية و الصحة.
· املنظمة تحطم مناصب الشغل و تعمق الفجوة بين الدول الفقيرة و الغنية.
· البلدان الصغيرة ليسوا أقوياء في املنظمة.
· املنظمة عبارة عن مجموعة من الضغوطات القوية.
· املنظمة غير ديمقراطية.
· البلدان الضعيفة تواجه قيود لإلنضمام إلى املنظمة.
املبحث الثالث :الجزائر و إشكالية انضمامها إلى املنظمة العاملية للتجارة:
تمهيد:
ًا
إن الجزائر ليست بلد عضو في املنظمة العاملية للتجارة ,كما لم تكن جهة متعاقدة في اإلتفاقية العامة للتجارة
و التعريفة الجمركية ,لكن بعدما شاركت في دورة األورجواي كمالحظ ,أظهرت الجزائر إرادتها في اإلنضمام
إلى املنظمة العاملية للتجارة.
قرار الجزائر يترجم رغبتها في شغل مكان هام يرتكز على قواعد املبادالت التجارية الحرة في هذا التنظيم
اإلقتصادي العاملي الجديد ,الذي يسمح بفضل النظام الجديد لتسوية الخالفات بالحماية الفعالة للمصالح
التجارية للبلدان األعضاء ,و تسعى الجزائر من خالل هذا اإلنضمام إلى تحقيق عدة أهداف نذكر منها:
زيادة فرصها التجارية.
مواصلة أهداف السياسة التنموية في محيط يتصف بدرجة عالية من التأكد و القدرة على التنبؤ.
تدعيم عالقاتها التجارية بفضل شفافية السياسات و التطبيقات التجارية التي يضمنها الشركات األعضاء في
املنظمة.
املشاركة في ميكانيزم تسوية الخالفات باملنظمة للدفاع عن حقوقها و مصالحها التجارية.
من أجل تحقيق هذه األهداف شرعت الجزائر في التفاوض من أجل اإلنضمام العاملية للتجارة دون أن يكون
لذلك آثار سلبية وخيمة على اقتصادنا ,و مرت هذه املفاوضات بمراحل و هي الزالت مستمرة حتى اآلن.
املطلب األول :مراحل املفاوضات لإلنضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة:
املرحلة األولى:
كانت الجزائر منذ 1964دولة مالحظة على مستوى الجات ,لكنها لم تخطو أي خطوة لإلنضمام إليها
لألسباب التالية:
إنتهاج اإلشتراكية التي تستبعد الالمركزية و تحرير التجارة الخارجية حيث كانت تخضع هذه األخيرة الحتكار
الدولة التام ,و هذا ما يتنافى مع شروط اتفاقية الجات التي تهدف إلى تحرير التجارة الخارجية.
استبعاد املنتجات الطاقوية من مفاوضات الجات ,و 95%من صادراتنا تتمثل في املحروقات ,و في الحقيقة
الواليات املتحدة األمريكية هي السبب في إقصاء املحروقات باعتبارها سلعة غير عاملية.
املرحلة الثانية:
لقد تقدمت الجزائر ملفا لإلنضمام إلى الجات سنة 1987و لكن هذا الطلب لم يقبل آنذاك لسببين هما:
غياب سياسة تجارية واضحة.
عدم اإلستقرار الذي ميز الجزائر آنذاك.
ّك
و لقد ش ل وزير التجارة لجنتين لتحضير انضمام الجزائر إلى املنظمة العاملية للتجار:
* اللجنة األولى :و هي اللجنة الوزارية املشتركة لتحضير انضمام الجزائر و تتمثل مهمتها في تحديد العناصر
اإلستراتيجية التي تسمح بانطالق مسار املفاوضات بين الجزائر و باقي أطراف املنظمة العاملية للتجارة ,و كذا
تحديد القطاعات ,األقسام و املنتجات التي يجب حمايتها أو تحريرها ,و دراسة التأثيرات السلبية و اإليجابية
لإلنضمام ,و كذا دراسة اإلستراتيجية التي يجب ضبطها للمحافظة على مصالح الدولة الجزائرية.
* اللجنة الثانية :لجنة تسهيل التجارة الخارجية ,تتمثل مهمتها في اقتراح اإلجراءات العملية و تحديد قواعد و
طرق العمل في كل املجاالت التي تهتم بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالتجارة الخارجية.
و في 1995/09/25قدمت الحكومة الجزائرية مرة أخرى طلبا لإلنضمام للمنظمة العاملية للتجارة ,و الذي اتبع
في جوان 1996بتقديم مذكرة مساعدة تناولت نضام التجارة الخارجية الجزائري التي وضع محتواها للدراسة
من طرف أعضاء املنظمة.
إن طلب اإلنضمام هذا تطلب إعداد مجموعة عمل مكلفة بدراسته ,هذه املجموعة ال تعتبر سوى إعادة بعث
ملجموعة العمل املوجودة سابقا و املكلفة بتسيير املفاوضات بين الجزائر و الجات ,أما املذكرة املساعدة حول
التجارة الخارجية فقد حررها نفس الخبراء الذين قادوا املفاوضات مع املؤسسات املالية الدولية بعد قرار
الجزائر القاضي بإعادة جدولة ديونها الخارجية ,و قد تضمنت عدة فصول من بينها :السياسات اإلقتصادية,
إطار تكوين و تطبيق السياسات املرتبطة بالتجارة الخارجية ,و تجارة السلع ,القواعد املكونة للعالقات
ًا
التجارية مع العالم الخارجي ,و أخير ملحق اإلحصائيات و النشريات ,كما يوجد بها أيضا عنصرين جديدين لم
يدرجا في اتفاقية الجات يتمثالن في :نظام امللكية الفكرية ,و النظام التجاري للخدمات ,و قد أدرج في هذا
التقرير إضافة إلى ما سبق قائمة اإلتفاقيات الثنائية أو الجماعية املتعقلة بالتجارة الخارجية ,و كذا العقود
التجارية و الجمركية ,و اتفاقيات التكامل اإلقتصادي ,وقد قدم هذا امللف في جوان 1997ملجلس املنظمة ,و
أثار عددا من األسئلة من طرف البلدان األعضاء آنذاك ,و الذي بلغ عددهم 131بلد حول :الخوصصة,
األسعار املطبقة ,املنافسة ,سعر الصرف ,الرسوم الجمركية و املراقبة ,اإلستيراد و التصدير ,و غيرهـا.
أغلب هذه األسئلة طرحها اإلتحاد األوروبي ,و هذا شيء طبيعي بالنظر إلى حجم املبادالت التجارية بين الجزائر
و اإلتحاد األوروبي ,فحسب إحصائيات , 1999اإلتحاد األوروبي يمتص 67.8%من الصادرات الجزائرية و
يقدم 58.5%مما تستورده الجزائر بتخفيض لصالح الجزائر بحوالي 2283مليون أورو ,و هذه األرقام تفسر
طلب الجزائر اإلنضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة و تزامنا مع مفاوضاتها إلى اإلتحاد األوروبي.
املرحلة الثالثة :حددت مدة املفاوضات في هذه املرحلة من 18شهر إلى عامين ,ابتدءا من فيفري 2002م,
اإلستراتيجية الجزائرية في املفاوضات سترتكز حول التحرير اإلقتصادي من جهة ووسائل حماية املصلحة
الوطنية من جهة أخرى ,لتتحصل الجزائر على تذكرة اإلنخراط في املنظمة العاملية للتجارة ,بحيث يجب أن
تتفاوض مع 43بلد عضو يشكلون مجموعة العمل.
من 143بلد عضو في املنظمة ,الجزائر تمتلك عالقات تجارية مع 43بلد ,مما يعرضها ألن تدفع 10أضعاف ثمن
التذكرة بسبب التأخر في اإلنخراط في هذا النظام التجاري العاملي.
لكن يبدو أن الـجزائـر مجبرة على التأخر ,نظرا لطبيعة املفاوضات فحسب ما جاء في مقال نشر بجريـدة « le
: » quotidien d’Oran
" اإلنضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة عملية طويلة نسبيا" ,هذا ما قاله حميد تمار وزير التجارة الجزائري,
و أضاف بأن املنظمة العاملية للتجارة هي منظمة لديها خصائصها ,و تتميز باملرونة الشديدة ,كما أكد "عندما
نتفاوض فإن الجزائر هي التي تتفاوض ,و كل تقصير من جهتنا سيصيب كل البلد بضرر".
و حول رغبة الجزائر في الحصول على تذكرة االنخراط قال ":هي تذكرة نأخذها لنتمكن من العمل في إطار
دولي وفق قواعد محددة" ,هذه القواعد " املنظمة العاملية للتجارة هي التي تحددها" و التفاوض ال يكون مع
املنظمة العاملية للتجارة ,و لكن مع البلدان األعضاء ,خاصة املؤثرين منهم كالواليات املتحدة األمريكية,
اإلتحاد األوروبي ,اليابان ,تركيا ,الذين يشكلون مجموعة العمل للتفاوض مع الجزائر" ,إنهم يجبروننا على
إعطاء نفس الحقوق ملجموع شركائنا".
في هذا اإلطار ينبغي حماية اإلنتاج الوطني عن طريق تعاونيات جمركية "للتقليل من املقاييس التي ال تخضع
للتعريفة" و التي ال تستجيب للمعايير الدولية التي تميز املبادالت التجارية",هذا ما نتفاوض عليه" ,ووضح
ًال
الوزير قائ ":إذا وافقنا على تعريفة ما ,فليس لنا الحق في تغييرها إال تخفيضها" ,و ذكر الوزير أن املفاوضات
حول التعريفات تتعلق فقط بالسلع بينما املفاوضات حول الخدمات فلها تدخالتها الخاصة بها.
كما أن هناك أمور استثنائية يمكن لها أن تعيق اندماج الجزائر في السوق العاملي مثل عدم التوازن ميزان
املدفوعات ,مشاكل األمن ,أو تشريعات البلدان السائرة في طريق النمو" ,هذه التشريعات جّد مهمة بالنسبة
ًا
لنا ألنها تعطينا مناخا رائع لنتمكن من التفاوض حول أمور خاصة و مختلفة تسمح لنا بأن ال نقّد م أي
امتيازات سوى التي تتماشى مع مستوى تطورنا ,و التي تتناسب مع استراتيجيتنا التنموية.و حول األسئلة
املطروحة فريقنا أجاب بطريقة محترفة" ,فريقنا لم يكن له نظير".
الجزائر مطالبة في هذه املرحلة إلعداد تقرير حول عملية الخوصصة ,تقييم لعملية التنميط ,خطة عمل
التحويل التشريعي ,تقرير حول إجراءات الدعم الفالحي ,معلومات حول املعايير و اإلجراءات الصحية ,سالمة
النباتات ,و آخر حول امللكية الفكرية ,حول 11خدمة ,فقط يتفاوض عليها "قال تمار" ,و أكـّد أن التربية و
الصحة غير معنيين باملفاوضات إلى حّد الساعة "ألنه يوجد حاليا نقاشات كبيرة حول هذين املوضوعين" ,و
الجـزائر تتفاوض مع تونس ,ليبيا ,مستقبال مع املغرب ,فيما يتعلق بمنطقة التبادل الحّر املغاربيـة.
املطلب الثاني :االنعكاسات املحتملة على اإلقتصاد الوطني في حالة اإلنضمام الجزائر إلى :OMC
- -1االنعكاسات املحتملة على الصناعة الوطنية:
أ -وضعية املؤسسات الصناعية الجزائرية:
وضعية مؤسساتنا الصناعية تبين أنها مازالت بعيدة عن إمكانية تحقيقها لألهداف اإلستراتيجية كتحسين
النوعية و تخفيض التكلفة ,فالقطاع الصناعي مازال في حالة ركود رغم األموال التي تصرف في إعادة هيكلة و
إنعاشه ,ومن أهم األسباب:
تقادم التجهيزات و عدم صيانتها.
صعوبة التحكم في بعض التكنولوجيات ,حيث نالحظ غياب استراتيجية واضحة لنشر التكنولوجيا ,فبعض
ًا
املؤسسات حتى و إن استوردت آالت ذات تكنولوجيا عالية فإنها ال تستغلها أحسن استغالل ,نظر للتوقف
املتكرر في العمل ,إضافة إلى غياب عمال مؤهلين إلصالحه في حالة التوقف مما يجعلها في حالة تبعية مستمرة
للخارج.
غياب محيط تنافسي قوي يحث على تحسين املنتجات باستمرار.
غياب ثقافة املؤسسة و ضعف أساليب التسيير في بعض املؤسسات الصناعية ,عدم وجود نظام مراقبة
التسيير ,و قسم للمحاسبة التحليلية لتحديد تكاليف بدقة و قياس اإلنحرافات.
انتشار البطالة املقنعة في املؤسسات ,الشيء الذي يخفض من إنتاجية اليد العاملة.
ب -التحديات الواجب مواجهتها:
نظرا لهذه الوضعية ,فإنه على املؤسسات الجزائرية أن تواجه تحديات كبيرة لتضمن استمرارها في حالة
انضمام الجزائر إلى املنظمة العاملية للتجارة منها:
التوفيق بين العالقة سعر/نوعية ,بمعنى تحسين نوعية و جودة املنتجات الجزائرية و إكسابها خصائص عاملية
دون أن يكلف مبالغ باهضة تؤدي إلى رفع تكلفة اإلنتاج ,مما يؤدي إلى ارتفاع األسعار الذي سيفقد حتما
السلع الوطنية الخاصية التنافسية.
ًا
على املؤسسات الصناعية الجزائرية أن تبدع منتوجات جديدة ,و طرق جديدة في اإلنتاج ,ألن املنطق الصناعي
العاملي يقول ":ابتكر أو اندثر".
تحديد املناطق الجغرافية و املناخية التي تسمح بتحقيق األهداف املسطرة
ج -سلبيات انضمام الجزائر إلى املنظمة العاملية للتجارة:
القطاع الصناعي خارج املحروقات يمثل 10%من الناتج الداخلي الخام ,و صادرات الجزائر خارج املحروقات
ًا
تساوي 5%سنة 1999و هي اآلن منخفظة كما ذكرنا الحق ؛ هذا يعني أنها ستهمش تماما من منظمة تبنى
معامالتها على تجارة متعددة األطراف حيث أنه ال يمكن للجزائر أن تكون متعامال تجاريا فعاال في إطار هذه
املنظمة ,ألنها لن تجد ما تصدره فتصبح بلدا مستهلكا للصنع األجنبية فقط.
ّن
القضاء على اإلنتاج الوطني و غلق املؤسسات الصناعية الوطنية غير القادرة على املنافسة ,خاصة و أ
الدولة لن تدّع مها قانونيا ,بل بالعكس قانون السوق يفرض عليها أن تدافع عن نفسها بنفسها ,و الشيء
الوحيد الذي يضمن استثمارها هو ضمان موقع تنافسي قوي و دائم ,و هذه النتيجة حتمية سترفع من معدل
البطالة الحالي (.)%30
اإلعفاءات من دفع الرسوم الجمركية على السلع املستوردة ,سيفقد الجزائر موردا ماليا هاما ,كما يمكن
استثماره في املؤسسات الصناعية العمومية.
هناك بعض اإلعانات تمنعها املنظمة العاملية للتجارة ,كاإلعانات املقدمة في إطار الصندوق الخاص لترقية
الصادرات ,ألنها عبء على الخزينة العمومية ,و اإلعفاءات من بعض الضرائب املباشرة (كالضريبة على أرباح
الشركات ,الدفع الجزافي ,الرسم على النشاط املنهي) .هذه اإلعانات و اإلمتيازات تعتمد عليها الحكومة
الجزائرية ألجل تشجيع اإلستثمارات املباشرة في التراب الوطني.
إن الجزائر في املدى القصير و املتوسط خالل العشرية األولى من هذا القرن ,ال يمكن لها في ظل السياسات
اإلقتصادية الحالية أن تحدث تغيرا في التركيب الهيكلي و القيمي للصادرات تطورا بموجبه سلعا بديلة جديدة
تكسب من خاللها أسواق خارجية ,و بالتالي تبقى املوارد الطاقوية األولية هي التي تشكل النسبة الكبرى من
حصيلة الصادرات الجزائرية.
د -إيجابيات اإلنضمام:
اإلنضمام إلى OMCسيفرض على املؤسسات الصناعية الجزائرية توفير سلع عالية الجودة و منخفظة السعر
حتى ال يتم غلقها ,و بالتالي ستتنوع الصادرات الجزائرية خارج قطاع املحروقات.
استفادة بعض املؤسسات من التطور التكنولوجي و الوسائل التي ساعدت الشركات األجنبية على النجاح.
السماح للجزائر بالتعامل مع أقطاب اقتصادية أخرى ,بدل إعطاء األولوية لإلتحاد األوروبي.
جلب اإلستثمار األجنبي املباشر ,عن طريق تشجيع الخوصصة مما يساهم في خلق مناصب عمل جديدة ,و
تحسين مردودية املؤسسات الوطنية و استفادها من خبرة و معارف املستثمرين.
تقديم كل أنواع الحماية الجمركية أو غيرها للمؤسسات املحلية التي ال تستطيع مواجهة املؤسسات العاملية ,و
تقديم تسهيالت لها حتى تصبح قادرة على التعايش مع املنافسة الخارجية ,و ذلك عبر سّن قوانين تحميها
حسب طبيعة املرحلة التي وصلت إليها.
االنعكاسات املحتملة على الفالحة:
أ -وضعية القطاع الفالحي:
اإلقتصاد الوطني صناعي أكثر منه زراعي ,لهذا نلمس تهميشا واضحا للقطاع الفالحي ,و الذي تسبب في:
عدم قدرة اإلنتاج الزراعي على تحقيق اإلكتفاء الذاتي ,جعلنا في تبعية دائمة للخارج ,فمثال يبلغ اإلنتاج املحلي
من الحليب 1مليار لتر سنويا ,و هو يغطي 1/3من الطلب املحلي و الباقي يستورد ,أما القمح فإننا نستورد
حوالي 80%من الطلب املحلي خاصة من الواليات املتحدة األمريكية.
الهياكل الفالحية في تقادم مستمر.
توسع العمران على حساب األراضي الزراعية الخصبة ,كسهل متيجة مثال الذي تقلصت أراضيه الزراعية
كثيرا.
تدهور إنتاج الزراعات األساسية مقارنة بمتوسط العشرية ,1999/1990فإنتاج الحبوب انخفض بنسبة %
62سنة ,2000و الحبوب الجافة بنسبة ,53%و إنتاج الزيوت بنسبة ,23%و إنتاج التمور بنسبـة .8%
ب -التحديات الواجب مواجهتها:
ًا
عقدت وزارة الفالحة الجزائرية مؤتمر وزاريا في 2-1996/06/3و الذي جّس د رغبة الوزارة في مواجهة
الصعوبات و العزم على إنعاش القطاع الفالحي ,و من أهدافه:
رفع اإلنتاج الزراعي.
تحقيق األمن الغذائي بالتخلي تدريجيا على التبعية الغذائية للعالم الخارجي.
تحديث الهياكل الزراعية.
تحقيق شروط تنمية متواصلة مع نسبة نمو سنوية تفوق نسبة النمو الديمغرافي.
اإلستثمار في السلع الزراعية التي نملك فيها امتياز النوعية كالبرتقال و الزيتون و التمور.
ًال
كما يستوجب اإلنضمام إلى :OMCأن تستغل الجزائر األراضي الزراعية و املناطق الرعوية استغالال أمث ,
من أجل رفع اإلنتاج و بالتالي تقليل الفاتورة املتعلقة باستيراد املواد الغذائية.
ج -سلبيات اإلنضمام:
-لن تخضع املنتجات الزراعية إلى أي نوع من الحماية ماعدا الرسوم الجمركية ,و التي البد أن تخفض إلى %
24كأقصى حّد خالل 10سنوات ,و هذا لن يسمح للجزائر بضمان حماية كافة للمنتجات الزراعية من
املنافسة األجنبية .كما أن أغلب وارداتنا هي سلع استهالكية ,و الجزائر تستورد ما مقداره 3مليار $سنويا من
املواد الغذائية , ,و نظرا لقوانين املنظمة العاملية للتجارة الصارمة املتعلقة باملواد الغذائية ,فإنه يرتقب أن
ترتفع أسعار املواد الغذائية ,فحسب دراسة أجرتها منظمة التعاون اإلقتصادي و التنمية باإلشتراك مع البنك
العاملي ,فإن أسعار السلع سترتفع كما هو مبين في الجدول التالي:
17% القمح
47% السكر
12% الخضر
12% الفاكهة
18% اللحوم
41% األلبان
املصدر :صالح صالحي ,عن عبد الواحد العفوري ,مجلة العلوم اإلقتصادية و علوم التسيير ,جامعة فرحات
عباس سطيف ,الجزائر 2001 ,ص .55
هذا يعني أن فاتورة املواد الغذائية للجزائر سوف ترتفع بشكل محسوس ( 5مليار $للدول العربية ,ال يفل
نصيب الجزائر منها عن 300-400مليون ,)$أو تبقى ثابتة مع زيادة معدالت الفقر.
د -إيجابيات اإلنضمام:
اإلنضمام إلى OMCمن شأنه أن يرغم الجزائر عن اإلستثمار في القطاع الزراعي للتخفيض من الفاتورة
الغذائية ,و بالتالي سينعكس هذا القطاع شيء ما.
إعادة استغالل املناطق الريفية بشكل معقول ,كغرس أشجار الزيتون مثال في املناطق ذات املناخ و
التضاريس املالئمين كبجاية ,جيجل ,تيزي وزو.
تلتزم الجزائر بتنفيذ التزاماتها في املجاالت التي جاء بها اإلتفاق النفاذ إلى األسواق و تخفيض الدعم املحلي
للصادرات على مدة 10سنوات بدال من 6سنوات التي تلتزم بها الدول املتقدمة.
-2االنعكاسات على قطاع الخدمات:
أصبحت تجارة الخدمات جزء من التنظيم التجاري الدولي املتعددة األطراف ,بحيث أصبح قطاع الخدمات
يحتل مكانة هامة في التجارة الدولية ,و حسب تقرير مركز التجارة الدولي CCIستبلغ تجارة الخدمات نفس
مستوى تجارة السلع في سنة , .2010على أنها تشكل حاليا 20%من حجم التجارة الدولية بمبلغ يزيد
عن 1200مليار.$
و تجارة الخدمات تثير بعض األمور غير املعروفة في تجارة السلع ,فقد تأخذ تجارة الخدمات شكال من
األشكال التالية:
انتقال الخدمة ذاتها من دولة املورد إلى دولة املستفيد (كما في حالة البنوك و شركات التأمين)
انتقال مستهلك الخدمة من بلد تقديم الخدمة (كما في حالة الخدمات السياحية و التعليمية و الصحية).
انتقال مواطن دولة ما ألداء خدمة في دولة أخرى (كما في حال الخبراء و املستشارين) ,و بالرجوع إلى قطاع
الخدمات في بالدنا يمكن أن نحدد النقاط العريضة له.
أ -وضعية قطاع الخدمات في الجزائر:
عرف هذا القطاع عدة إصالحات ملواكبة التطورات العاملية ,لكن رغم هذه الجهود التي تبذلها السلطات
العمومية ,مازال هذا القطاع يعاني من عدة نقائص و خاضع الحتكار الدولة في غالبيته ,و غير قادر على
اقتحام أبواب املنافسة األجنبية.
فمازال قطاع البريد و املواصالت و النقل البحري تحت احتكار الدولة ,أما النقل البري فقد حرر كليا
باستثناء السكك الحديدية .و مازالت اإلستثمارات تسير بوتيرة متباطئة في قطاع النقل رغم أهميته.
أما فيما يخص القطاع املالي و املصرفي ,فلم يشهد تغييرا كبيرا فمازال يخضع في معظمه الحتكار الدول ,ما
عدى بنك الخواص كخليفة بنك مثال ,و تبقى الشراكة الجزائرية مع الدول األجنبية في هذا امليدان محتشمة و
محدودة ,ما عدى بعض البنوك الصغيرة مقارنة مع البنوك األجنبية كالبنك الجزائري التونسي و الذي يعاني
حاليا من مشكل اإلفالس.
كما أن تحويل مبلغ مالي من الجزائر إلى بلد أجنبي قد يستغرق عشرات األيام بينما يتم في بضعة أيام في بلدان
ّن
إفريقية أكثر تخلفا م ا ,وسائل الدفع الحديثة مثل ,Smart card, muster card, visaتبقى غير معمول بها في
الجزائر.
ًا
كما أن شركات التأمين الكبرى مثل SAAمازالت حكر للدولة و يبقى الخواص يشكلون نسبة ضعيفة
كشركة GAMمثال.
ب -التحديات الواجب مواجهتها:
إن انضمام الجزائر إلى OMCيتطلب منها:
· فتح فروع الخدمات للخواص من أجل بعث روح املنافسة.
· إعادة هيكلة النظام البنكي و جعله أكثر مرونة لتشجيع اإلستثمارات غير املباشرة و املباشرة.
· تطوير فرع البريد و املواصالت و تجهيزه من أجل تحسين نوعية الخدمة املقدمة.
· إعتماد األنترنت كوسيلة مساعدة في تحسين نوعية الخدمات التي تقدمها البنوك ,البريد و املواصالت ,و
شركات التأمين.
إصالح املنظومة التربوية و املنظومة الصحية ,و لو أنها مازالت خارج املفاوضات بالنسبة للجزائر.
ج -إنعكاسات سلبية:
قطاع الخدمات بصفة عامة غير قادر على مواجهة املنافسة ,مما يعرض بعض البنوك و شركات التأمين إلى
اإلفالس ,فمثال املصارف الدولية الكبرى تقدم أكثر من 360خدمة لعمالئها ,بينما ال تقدم البنوك في الدول
النامية في أحسن األحوال أكثر من 40خدمة بمستويات أداء ضعيفة ,و البنوك الجزائرية أقل من ذلك بكثير.
قطاع الخدمات في الجزائر خاصة البريد و املواصالت و النقل يسير ببطء ,في حين أن قطاع اإلتصاالت و
املعلومات و غيرها من الخدمات املرتبطة بالتكنولوجيا تلعب دورا هاما في الناتج املحلي اإلجمالي في الدول
املتقدمة.
يقتضي اتفاق لتجارة في الخدمات بشأن مجال اإلتصال بالتزام الدولة العضو بمنح موردي الخدمات األجانب
-الذين يسمح لهم بممارسة أنشطة خدماتية في إقليم الدولة -حق استخدام شبكة اإلتصاالت العامة بشروط
معقولة و بدون تمييز بين املورد الوطني و األجنبي ,الشيء الذي يعطي األفضلية للمستثمر األجنبي في هذا
القطاع في حالة امتالكه لرأس مال كبير يسمح له باالستثمار على أوسع نطاق.
د -اإليجابيات:
إمكانية نفاذ الخدمات الجزائرية إلى الخارج و بالتالي توسيع التوجه التصديري إلى الخارج.
تقوية املنافسة و الحد من االحتكارات القائمة.
يتيح اتفاق الخدمات للدول األعضاء بنقاط االتصال للدول األخرى و التي تعطي معلومات على النواحي
لتجارية و الفنية للخدمات بما في ذلك التشريعات الوطنية ,و من شأن تلك النقاط أن تتيح فرصة اإلطالع
على التقنيات الحديثة في مجال الخدمات ,و أيضا النفاذ إلى أسواق في تلك القطاعات.
إن استيراد الخدمات من شأنه أن يفتح املجال للحصول على بعض الخدمات ,كالخدمات املالية التي من شأنها
ّن
أن تعزز القدرات الوطنية في مجاالت الزراعة و الصناعة ,باإلضافة إلى أ الشروط املوضوعية في قوائم
اإللتزامات الوطنية ,يمكن أن تحدد شكل التواجد األجنبي (مشروع مشترك أجنبي أو تحديد نسبة املساهمة
الوطنية) ,و شروط نقل التكنولوجيا و توظيف األجانب ,و هذا من شأنه إتاحة الفرصة الختيار األسلوب
األنسب.
املشاركة في املفاوضات املستقبلية التي تتم في مجال الخدمات ,و التي من شأنها توسيع مجال الخدمات التي
يمكن تصديرها إلى األعضاء اآلخرين.
- 3االنعكاسات على السياسة الجمركية:
أ -األثر السلبي على حماية اإلقتصاد لوطني:
بعد اإلصالحات التي شرعت فيها الجزائر في أواخر الثمانينات ,أصبح الرسم الجمركي الوسيلة الوحيدة
لحماية اإلقتصاد الوطني من املنافسة األجنبية ,و يمكن القول أنه حاليا تتم هذه الحماية بصفة مباشرة عن
طريق الرسم الجمركي ,و بصفة غير مباشرة عن طريق املساعدات املقدمة في إطار إعادة هيكلة القطاع
الصناعي و القطاع الزراعي.
إال أن انضمام الجزائر إلى املنظمة العاملية للتجارة يحتم عليها قبول اللعبة التي تتضمن تخفيض و إلغاء
الرسوم الجمركية التي تقف عاتق أمام حرية التبادل التجاري ,و بالنسبة للدول النامية ,فإن هذا التخفيض
سيكون تدريجيا و بنسبة 24%خالل 10سنوات.
و لقد ألغت الجزائر جميع القيود الكمية على الواردات و خفضت بشكل ملحوظ الرسوم الجمركية ,و
خاصة خالل فترة برنامج التعديل الهيكلي ,و تسعى حاليا إلى إلغاء معظم أشكال التقييم الجمركي اإلدارية
بقانون املالية .2002
ب -إنخفاض إيرادات الدولة:
شكلت الرسوم الجمركية منذ اإلستقالل موارد هامة لتمويل ميزانية الدولة ,ضف إلى هذا الدور الذي
لعبته هذه الرسوم خالل األزمة البترولية سنة ,1986لتعويض الجباية البترولية حيث بلغت الجباية العادية %
47.4من الجباية الكلية سنة ,1986و بلغت 51.2%سنة .1987
و إن إلغاء الرسوم الجمركية بسبب االنضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة يعني التضحية بنسبة هامة من
إيرادات الدولة ,و يرى بعض الخبراء أنه لتعويض هذا النقص يجب زيادة معدل الضريبة الداخلية ,و هذا قد
ينجر عنه آثار سلبية.
ج -التثبيت الجمركي :على كل دولة تنظم إلى املنظمة العاملية للتجارة ,تثبيت رسومها الجمركية يعني هذا عدم
استطاعة الدولة تطبيق رسوم جمركية نسب أكبر من تلك املحددة في قائمة التنازالت ,و بمعنى آخر تجميد
الرسوم الجمركية ملدة 3سنوات أو أكثر.
و هذا ما سيطرح بعض الصعوبات ,ألن الجزائر تقوم بتعديل رسومها الجمركية كل سنة من خالل قوانين
املالية ,و لكن وفقا لقواعد املنظمة فلن تستطيع الجزائر تعديلها إال بعد 3سنوات ,إضافة إلى أنه عندما تقدم
قائمة التنازالت بشأن تعريفتها الجمركية ,فال يجوز لها بعد ذلك التراجع ,قال تمار ":إذا وافقنا على تعريفة ما
ّال
فليس لنا الحق في تغييرها إ تخفيضها".
الخاتمة :لقد اعتبرت املنظمة العاملية للتجارة أحسن األدوات التجارية للعوملة ,و حسب بعض املحللين فقد
وجدت هذه املنظمة بقواعدها حتى ال تصبح العوملة عوملة متوحشة ,و بوجودها اكتمل املثلث اإلقتصادي
الذي ال يمكن ألي دولة أن تكون خارجة.
و أن الجزائر ,و بحكم سرعة انتشار العوملة ,أصبح انضمامها إلى املنظمة العاملية للتجارة حتمية ال مفر منها,
َت
فإما أن نظَم ,و إما أن يفوتها القطار السريع و يتجاوزها العصر.
كما أن حقائق اإلقتصاد الجزائري و مستوى التطور املذهل الذي تعرفه الدول األعضاء في املنظمة خاصة
تلك العمالقة ,يوضحان حجم التحدي و الصعوبات التي يجب أن يبذلها الجزائريون في مسيرة إصالح و تقوية
بيئة اقتصادهم و تكييفها مع تشريعات و قوانين املنظمة العاملية للتجارة ,و بالتالي فالنقاش ليس حول
اإلنضمام أو عدمه أو حول التفاوض و قدرة الجزائر على التفاوض ,بل على مستوى اقتصادنا ,و هل فعال
ًا
قادر على قبول قواعد املنظمة ,و هل يقدر على خوض املنافسة العاملية الشديدة ,ألن ال مكان القتصاد غير
تنافسي في ظل العوملة.
و هكذا على الجزائر اإلهتمام بجدية بموضوع اإلنضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة ,و إيجاد سبل للتخفيف
من حدة اآلثار السلبية و اإلستفادة من الفرص التي تمنحها املنظمة ,و ال يفوتنا أن نشير إلى أن اإلمتيازات
ستتحقق على املدى الطويل ,لذا يشكل اإلنضمام تضحية بالحاضر من أجل مستقبل زاهر.
املراجع
[ ]1عبد الواحد العفوري ,العوملة و الجات-الفرص و التحديات ,مكتبة مدبولي ,القاهرة 2000 ,ص .32
[ ]2محمد سيد عابد ,التجارة الدولية ,مكتبة و مطبعة اإلشعاع الفنية ,جامعة اإلسكندرية 2001ص .447
[ ]3محمد سيد عابد ,مرجع سبق ذكره ,ص .450
[ ]4عبد الواحد عفوري ,مرجع سبق ذكره ,ص .80