You are on page 1of 10

‫النص األول‬

‫سورة الفرقان من آية ‪٠٧١٠٦٣٠‬‬

‫ض ه َْو ًنا َوإِ َذا َخا َطبَهم ا ْلجَ اهِلونَ َقالوا س َََلمًا َوالَّذِينَ يبيتونَ لِرَ ب ِِّه ْم سجَّ ًدا وَ قِ ِّيمَا َوالَّذِينَ‬ ‫َن الَّذِينَ َيعْ شونَ َعلَى ْاألَرْ ِ‬ ‫و ِعبَاد الرَّ حْ م ِ‬
‫َت مسْ َت َقرً ا َوم َقامًا َوالَّذِينَ إِ َذا أَن َفقوا‬ ‫يَقولونَ رَ َّب َنا اصْ ِرفْ َع َّنا َع َذابَ جَ َه َّن َم إِنَّ َع َذا َبهَا َكانَ َغرَ امًا إِ َّنهَا سَاء ْ‬
‫اخرَ َو َل َي ْقتلونَ ال َّن ْفسَ الَّتِي حَ رَّ َم َّ‬
‫ّللا إِ َّل‬ ‫ك َق َوامًا َوالَّذِينَ َل ي َْدعونَ مَعَ َّ‬
‫ّللاِ إِلَ ْيهَا َء َ‬ ‫‪ ٦٧‬لَ ْم يسْ ِرفوا َولَ ْم َي ْف َتروا َو َكانَ َب ْينَ َذلِ َ‬
‫ك َي ْلقَ أَ َنا مَا يضَا َعفْ لَه ا ْل َع َذاب ي َْو َم ا ْلقِيَا َم ِة َوي َْخل ْد فِي ِه مهَا ًنا إِ َّل مَن َتابَ َوءَامَنَ َو َع ِم َل َعم ًََل‬ ‫ِبا ْلحَ ِّق َو َل ي َْزنونَ َومَن َي ْف َع ْل َذلِ َ‬
‫ّللا غَفورً ا رَّ حِيمًا َومَن َتابَ َو َع ِم َل صَالِحً ا َفإِ َّنه يَنوب إِلَى ّللاَِّ‬ ‫ّللا َس ِّي َئات ِِه ْم حَ َس َنات َو َكانَ َّ‬ ‫ك ي َب ِّدل َّ‬‫صَالِحً ا َفأولَي َ‬
‫متابان‬
‫الكلمة‬
‫هونا‬
‫سَلما‬
‫بيتون‬
‫عذابها كان غراها‬
‫معاني المفردات‬
‫معناها‬
‫والمراد بمشول مليان الهون مصدر بمعنى اللين والره الرفق رفيقا أو يمشون هيئين في سكينة ووقار دون تكبير‬
‫سَلم المشاركة التي ل خير فيها ول شر‬
‫يقضون لينهم‬
‫الغرام الولوع بالشيء‪ ،‬يقال‪ :‬فَلن مفرم بكذا‪ ،‬كي تزول موقع به ومنه الفريم لَلزمته‪ ،‬والمراد عَليا لزما قاله في مفترق‬
‫إلى حق الكفار‪ ،‬وغير دائم في حق عصاة المؤمنين‬
‫ساءت مستقرا‬
‫ينس المستقر النار‬
‫ومقامة‬
‫ينس مكان اإلقامة هي‬
‫لم يسرقوا‬
‫ولم يفتروا‬
‫قواما‬
‫ل يزنون‬
‫يلق أناما‬
‫اإلسراف الخروج عن الحد بكثرة النفاق‬
‫الفتار‪ :‬التطبيق في النفاق‬
‫القوام الشيء بين الشيئين والمراد‪ :‬التفاق باعتقال وسطا وسط بين القتار والسراف‬
‫ل يستحلون الفروج المحرمة بغير زواج ول ملك يمين‬
‫أي يَلقي‪ ،‬واألثام‪ :‬العقاب‪ ،‬والمراد يَلقي في اآلخرة‬
‫جزاء اإلثم وهو العقوبة‬
‫دليَل حقيرا‬
‫مهان‬
‫من تاب‬
‫رجع إلى ّللا رجوعا صحيحا قويا‪.‬‬

‫من صفات عباد الرحمن‬


‫ذكر ّللا عز وجل في سورة الفرقان طرفاء من صفات المؤمنين اللين هم عباد الرحمن‪ ،‬امن صفاتهم السكينة والوقار‬
‫والتواضع في مشيتهم غير متكبرين في األرض‪ ،‬وإذا خاطبهم أهل الجهل والسفه فَل يجهلون مع من يجهل بل يتحملون ما‬
‫يقع عليه من أذى‪ ،‬ومن صفاتهم أنهم يقضون ليلهم ساهرين طائعين مجدار كما عالم من عذاب ربهم‪ ،‬متوجهين إلى ربهم‬
‫بالدعاء أن يصرف مهم هذا العذاب ألنه بنى المستقر صفاتهم أنهم إذا أنفقوا لم يخرجوا عن الحمد المشروع المباح بكثرة‬
‫النفاق أو التفكير في اإلحالي التضيق على النفس واألولد والزوجة‪ ،‬بل إنهم انا القلوا ألقوا باعتدال ويتصدقون ولكنهم فَل‬
‫يشركون معه في العبادة أحد ول يصرفون الدعاء الغيرة‪ ،‬فيتحدون ربا سواء‪ ،‬ول يقتلون النفس التي حرم ّللا لن قتلها‬
‫لقتل للناس جمعيا وإحياؤها إحياء الناس جميا (إل باحق) الذي يحق ان ككفر بعد إعان‪ ،‬أو زنا بعد إحسان أو قتل نفس‬
‫بغير المنسي‪ ،‬ول يستحلون الخروج المحرمة بغير زواج‪ ،‬أو ملك يمين‪ ،‬ومن يفعل شيئا مما ذكر يجد في اآلخرة عقابا‬
‫شديدا لما المترفت هذا العذاب إل من رجع وشاب وأتاب فيدل هذا العمل عمَل صالحا فإن ّللا ويرددون بأن يبدل ّللا‬
‫سيناتهم الماضية حسنات فضَل ومنة من ّللا تبارك وتعالى‪ .‬تقتل به بنام يل ون لوقت الحاجة‪ ،‬وهم يوحدون ّللا‬
‫ا بيان صفات عباد الرحمن‬
‫ما ترشد اليه اآليات‪:‬‬
‫فضيلة التواضع والسكينة والوقار في المشي‪.‬‬
‫من فضيلة دفع السيئة بالحسة والقول السليم من األئم فضيلة قيام الليل والخوف من عذاب النار‪.‬‬
‫الب األمر باإلعتمال في النفقة وهي الحسنة بين السيتين المحرمة الشرك وقتل النفس والزني وأنها أمهات الكبائر‪.‬‬
‫‪ -‬التوبة تجب ما قبلها‪.‬‬
‫اد ما معنى الكليات التالية‪:‬‬
‫أن غراما‬
‫ج ‪ -‬قواما‪:‬‬
‫د يلف المات‬
‫امهات من اآليات ما يدل على المعاني اآلتية‪:‬‬
‫ألن الشرك باهلل والولي وقتل النفس من كبائر اللنوبة‬
‫ب أن التوبة المحو ما قبلها‪.‬‬
‫ين ّللا عز وجل في هذه اآليات صفات عبادة من المؤمنين أذكرها؟‬

‫الحديث األول‬
‫وقفوهم انهم مسؤولون‬
‫قال رسول ّللا ‪ :‬مثل المؤمنين في توادهم وترحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو‬
‫تداعى له سائر األعضاء هذا الحديث الشريف يؤكد لنا أن المؤمنين حقا مترابطون متضامنون‪ ،‬وأنهم مثل اما اصيب‬
‫احدهم بمكروه سرى األلم إليهم جميعا كما يحدث عند إصابة عضو في جسم النسان‬
‫فسرعان ما ينتشر الخلل في الجسم كله‪ ،‬وتتأثر عملية استمرار الحياة‬
‫وهذا يلقي بظل المسؤولية الجتماعية على كل فرد في األزمة‪ ،‬إذاله لينة في صرح مجتمعه‪ ،‬وعليه أن يقدر تبعه ويتحمل‬
‫مسؤوليته نحو شه وقويه وكل من برعاهم‪ ،‬وّللا ‪ -‬بعد ذلك رقيب‬
‫عليه ان يحاسبه على موقفه من رقبته وتجاليه نحسن الشيره‬
‫الحديث الشريف‬

‫عن عبد ّللا الخطاب (رضي ّللا عنها ّللا ول ّللا ﷺ يقول ‪ :‬كلكم راع‬

‫ومسئول عن رعيته فالمام راع و‬


‫مسئول عن رعيته‬
‫والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها‪ ،‬والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن‬
‫رعب وقال ‪ :‬سمعت هؤلء‬
‫التي اقبال‪ ،‬والرجل في حال البيه راح‬
‫ومسئول عن رعيته‪ ،‬فكلكم راع مسئول عن رعيته (‪ ،)٣‬انتقال عليه واللفظ للبخاري‪ ،‬كتاب العشر‬
‫باب العيدراع في مال سيدها‪.‬‬
‫معاني بعض المفردات‪.‬‬
‫الكلمة‬
‫الراعي‬
‫اإلمام‬
‫معناها‬
‫الحافظ المؤمن الملتزم صَلح ما اؤتمن عليه‬
‫يشمل الخليفة والملك واألمير والرئيس ومن كان علي‬
‫عنهم‬
‫ويراد به کل اجير على عمل لغيره‬
‫الشرح والبيان‬
‫د وقفوه أنهم مسؤولون‬
‫اجمل المصطفى في مطلع هذا الحديث ‪ -‬ما ينتظر كل فرد من المساءلة بين يدي ّللا المال العدل‪ ،‬وذلك بقوله ‪( :‬كلكم راع‬
‫ومسئول عن رعيتها‪ ،‬فَل مجال في المجتمع المسلم للتسلية‪ ،‬أرسم‬
‫المبالة بأية تبعة‪ ،‬وليس في اإلسَلم (أنا ل يستي أو أنا غير مسؤول) ين أو المتجاورة ل والذي يتأمل أحكام اإلسَلم يرى‬
‫أن المسؤولية الدينية واألخروية يجب أن تحضر الثاني على القيام بواجباتهم‪ ،‬وعلى الحاكم المسلم ان يحاسب المقصرين ‪.‬‬
‫كان الرسول يناسب عماله وكما فعل عمر رضي ّللا عنها إذ حاسب ولته وعماله ‪ ،‬ويصر‬
‫ابنائه‪ ،‬وّللا تعالى بعد ذلك محاسب كل انسان يوم الموقف األعظم‬
‫وصدق ّللا العظيم ووقفوهم انهم مسئولون‬
‫ان المسؤولية الكبرى‬
‫وفي تحصيله عليه الصَلة والسَلم للمجمل التمثل في عبارته (كلكم راع وكلكم مسترونه هر‬
‫رمينه) يأتي دور المام األكبر‪ .‬رواه به هنا خليفة المسنين او رئيس المدونة المسؤولية مراكم‬
‫المسؤوليات ودائرة وليته أوسع الدوائر بولية عامة على كل افراد األمة التي تبطت به رضاه‬
‫فكيف ينهض بهذه التبعة؟ وما واجبات المنوطة به ؟‬

‫اول واجباته العامة وتليها ‪ :‬النظر الديرية كثرة الماء والسكن والخدمات التعليمية‪.‬‬
‫والصحية والخلقية‪ .‬شي منها او تبديدها في ل يقع‪ .‬والعلم في المراكز القيادية كافة‪،‬‬
‫ومراقبة ولكه وعانيتهم ورحم ال يقول اللوا عشرات بغالية في العراق خشيت ان‬
‫يحاسب ّللا عليها وفي حكم المام ‪ :‬كل في دائرة ال مسئولية الرجل في يقول ّللا تعالى ‪:‬‬
‫فيا أيها الذين امنوا ! وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة با مَلئكة غَلط شداد ل‬
‫يعصون ّللا ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) ويقول ايضا ألوامر أهلك بالصلوة واصطبر‬
‫عليها ل تستنك رزقات رقك والعقبة فالرجل في المحلة الرب الن واكساء وتعليم ودواء‬
‫قبل هذا كله مسؤول التربية ال العدل‪ ،‬ويكون مثال صالحا فهو ليسيروا ول تساهل مع‬
‫الزوجة ان عضت ّللا في مليس او مطعم أو سلوك ابو عبادة‪ ،‬ول يعمل بنانه وابناءه‬
‫فيصل حياهم على غواري‬
‫ويَلحظ هنا أن رة يشارك فيها الكافر والمسلم والن ولكن الذي يميز المسلم عن غيره أنه يجتهد في أن يري أولده تربية‬
‫اسَلمية ‪.‬‬
‫ّللا مطيعين األوامره‬
‫فالولد حسنة من‬
‫و من الصور المزرية تلك التي المحظها في انهم بذلك قد أساءوا إليهم‪ ،‬إذ أسهموا في تنشئتهم تنشئة غير‪.‬‬
‫ل مسئولية المراة‬
‫علم السَلم الكتساب الرزق على ل فجعل مهمة الزوج الكنبة والعمل خارج البيت‬
‫لمسئولية المرأة في والنجاب واألوضاع والخصية ّللا والرحمة واألمان في رعاية حقوق الزوج ليست ساعينة إلى تحمل‬
‫مهام تستغرق وقت المرأة وتثقل كاهلها‪ ،‬فإن علي للخدم‪ ،‬واهملت الزوج‪ ،‬وسلمت ممتلكات المنزل لألمراء المملكة‬
‫والشاعت العلي ونهار وان لفرطت في األولد وتركتهم‪.‬‬
‫تعالى ويوم ل ينفع مال ول بنون إل من أتى ّللا بقلب سليم ) على أن عمل المرأة اذا دعت الضرورة مع توفي ينكره‬
‫اإلسَلم ويلحق بمقتضيات رعاية بيت‬
‫المون‪ ،‬وعدم التفاق من مال الزوج إل باهلل‪ ،‬وأل تدخل احد منزل زوجها في عينه‪ ،‬فإن الكرات‬
‫هذه اآلداب فقد التريت من منازل الناجين يوم الحساب‬

‫‪:‬د مسئولية الجار الخادم كذلك يسأله ّللا عز وجل في فيه اعلقه الفعليه حفظ ما تحت بد ة‬
‫فالك المال سزل لزم لحظة الله‪ ،‬وإن كان طعاما راقب ما قد ان كان نقودا لتهب أو‬
‫السرقة‪ ،‬وإن كان يخدم في متجر فعليه تنظيف وجديد عرضها النفع الصاحب حدود‬
‫الشرع وهذا الوصف يشكل كل تولون امام ّللا على التقان في الصنعة مما يوجبه اإلسَلم‬
‫وعيه ّللا‪ .‬ولما كان األصل في المسلم الخادم المسلم والعامل المسلم التزاء رب المال ال‬
‫بيشه وامواله إل مسئولية البن في حال البيه لما كان األب مسؤول عن وأهله‪ ،‬وكذلك‬
‫كان فان استخلقية في مكتبه أو متجر رمه أن يخلص ول يخفي على ابيه شيئا‪ ،‬فإن ّللا‬
‫مطلع على ما في قلبه‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ويعلم خائنة األعين وما تخفي الصدورة ومنا و المان‬
‫الوصايا والحج عنه وحفظ ما يقي من المال حتى يأخذ كل وارث نصيبه فَل يخفي على‬
‫الورثة شيئا‪ ،‬فهو سيسأل عنه امام ّللا تعالى كما أن من واجه في أموال ابيه أل يتفق منها‬
‫شيئا في معصية ّللا‪ ،‬وكذلك ليس النسان ان يتصرف فيما يكتبه بما يغضب ّللا فقد روى‬
‫أن رسول ّللا ﷺ‪ ،‬قال‪ :‬ول تزول قدما عبد يوم‬

‫القيامة حتى يسأل من تربع عن شبابه فيما مساله من ابن الكتب‬


‫وكيف القلله ومن عمله ماذا عمل به ‪.‬‬
‫وهناك طوائف اخرى من الناس مسئولون عمن تجب عليهم رضايتها مسئول عن ليه وأمه عبد الكبير أو المرض والغني‬
‫مسئول عن القاربة الفقراء‪ ،‬وكل انسان مسئول عن نفسه عن عقله‪ ،‬وعن قلبه ومن جميع أعضاء جسمه وه المكلكم راع‬
‫ومسئول عن‬
‫وسيحاسبنا ّللا تعالى على ما استرعاننا‪ ،‬فينال المقصر جزاءه وعلى المحسن بثوابه‪ ،‬وصدق ّللا العظيم ومن يعمل سوءا‬
‫يجزيه ول يجد له من دون ّللا وليا ول تصيرا ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة‬
‫‪...‬‬
‫من حقائق الحديث ومفاهيمه‬
‫الشمل الحديث الشريف على حقائق كثيرة منها ما يلي‪ :‬المام مستم ان والولك مسئول عن مال ايه‬
‫ار كل مسلم مسئول‬
‫في والمرأة مسئولة عن أولدها وزوجها وبيتها‪.‬‬
‫بعض القيم والمثل والتجاهات‬
‫ا تقدير ما قرره اإلسَلم من مسئولية كل راع من رعيته‪ ،‬ومحاسبته على ذلك‬
‫احترام المام الذي يرعى مصالح الناس‪ ،‬ويتعب في سبيل اسماءهم‪ .‬العجاب بالزوج الذي يرعى بيته وزوجته واولده‪،‬‬
‫ويحرص على التربية األبناء التربية‬
‫اإلسَلمية الصحيحة‬
‫التقدير الزوجة الوفية المخلصة في المحافظة على زوجها حاضرا أو غاليا‪ ،‬والعناية بأولدها‬
‫ريتها‬
‫ل الحرص على تكريم العامل الذي يؤدي عمله بأمانه وإخَلص‪ ،‬ويصون مال من يعمل لديه‪.‬‬
‫تفضيل الخادم المسلم على غيره لما في الستعانة بالمسلم من مزايا كثيرة‪.‬‬
‫العتزاز بمن يحافظ على أموال وّللا انا كلفه بالتصرف فيها‪.‬‬
‫ان الهتمام بكل جهد يبذل التحديد المسئوليات الجتماعية والمحاسبة عليها‪.‬‬

‫‪:‬هل معنى اإليمان باليوم اآلخر‪ .‬اإليمان باليوم اآلخر معنى التصديق الجازم بإتيانه ل‬
‫عالة والعمل بموجب ذلك‪ ،‬ويدخل في ذلك اإليمان بأشراط الساعة وأماراتها التي تكون‬
‫قبلها ل محالة‪ ،‬وبالموت وما بعده من فتنة القبر وعذابه ونعيمه‪ ،‬وبالنفخ في الصور‬
‫والخروج الخَلئق من القبور‪ ،‬وما في موقف القيامة من األحوال واألفزاع‪ ،‬وتفاصيل‬
‫المعشر ونشر الصحف‪ ،‬ووضع الموازين‪ ،‬وبالصراط والحوض والشفاعة وغيرها‪،‬‬
‫وبالحبة ونعيمها الذي أعَلم النظر إلى وجه ّللا عز وجل‪ ،‬وبالنار وعذابها الذي أشده‬
‫حجبهم عن ربهم عز وجل‪ .‬اهتمام القرآن بهذا الركن وحكمته ولقد حفل القرآن الكريم‬
‫بذكر اليوم اآلخر‪ ،‬واهتم بتقريره في كل موقع‪ ،‬ونبه إليه في كل مناسبة‪ .‬وأكد وقوعه‬
‫بشتى األساليب العربية‪ ،‬ومن أنواع هذا الهتمام بهذا اليوم العظيم في كتاب ّللا‪ ،‬أنه كثيرا‬
‫ما ربط اإليمان به باإليمان باهلل عز وجل ومثاله في قوله تعالى‪( :‬وذلك يوعظ به من كان‬
‫منكم يؤمن باهلل واليوم اآلخرة "‪ .‬ومن أنواعه أيضاء الكشار القرآن من ذكر اليوم اآلخر‪،‬‬
‫حتى إنك ل تكاد تمر على صحيفة من محالف القرآن إل وتجد فيها حديثا عن اليوم‬
‫اآلخر‪ ،‬وما سيكون فيه من األحداث واألحوال وبأساليب كثيرة ومتنوعة‪ .‬ومن أنواع هذا‬
‫الهتمام أن ّللا قد سمى هذا اليوم بأسماء كثيرة ومتعددة‪ ،‬التي تدل على تحقق هذا اليوم‬
‫مثل‪ :‬الحاقة‪ ،‬والواقعة‪ ،‬والقيامة‪ ،‬وبعض هذه األسماء يدل على ما سيقع فيه من األهوال‪.‬‬
‫مثل العالية والعامة والصاخة وال‬
‫ومن أسماء اليوم اآلخر في القرآن يوم الدين‪ ،‬ويوم الحساسية‪ ،‬ويوم الجمع‪ ،‬ويوم الخلود‪ ،‬ويوم‬
‫الخروج‪ ،‬ويوم الحسرة‪ ،‬ويوم التناد‬
‫وأما حكمة ذلك الهتمام البالغ بيدا الركن فمعناه‪ :‬أن اإليبيان ياليوم اآلخر له أشد األثر في األثري‬
‫توجيه اإلنسان والضباطة والتزمه بالعمل الصالح وتقوى ّللا عز وجل ويشير إلى هذه الحكمة أسلوب القرآن في الربط‬
‫بين اإليمان باليوم اآلخر والعمل الصالح في كثير‬
‫من األحيان‪ ،‬من ذلك قوله تعالى‪ :‬وإنما يعصر مساجد ّللا من آمن باهلل واليوم اآلخري‬
‫وقال والذين يؤمنون باآلخرة يؤمنون به وهم على صَلتهم يحافظون ) "‬
‫ولعل من حكمة الهتمام البالغ بالتذكير باليوم اآلخر‪ ،‬كثرة نسيان النشر له‪ ،‬وحفلتهم عنه بسبب الناقلهم إلى األرض‪،‬‬
‫وحبهم متاع الدنيا‪ ،‬فيكون اإليمان به وبما فيه من عذاب وتعيم محققا من‬
‫الغلو في حب الدنيا‪ ،‬ودائما إلى التنافس في فعل الطاعات‪ ،‬يقول تعال ويأيها الذين آمنوا ما‬
‫لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل ّللا الباقلتهم إلى األرض أرضيت بالحياة الدنيا من‬
‫اآلخرة فما متاع الحياة الدنيا في اآلخرة إل قليل)‬
‫إنه ل شيء يرفع اإلنسان من القلة األرض ‪ -‬بعد اإليمان باهلل ‪ -‬إل اإليمان باليوم اآلخر‪ ،‬اإليمال بان كل متاع زائد يتنازل‬
‫عنه اإلنسان في الحياة الدنيات طاعة ّللا والتزامنا بأمره ‪ -‬يعوض عنه في اآلخر مناها أعلى وأخلد وأبقى‪ ،‬واإليمان في‬
‫ذات الوقت بأن كل خروج على أمر ّللا في الحياة الدنيا‬
‫من أجل متاح األرض الزائل ‪ -‬سيجاري عليه في اآلخرة هداية اليها‪.‬‬
‫وحين يؤمن اإلنسان باليوم اآلخر‪ ،‬فإنه سيوقن بأن كل نعيم في الدنيا ل يجلس إلى نعيم اآلخرة‬
‫ول يساوي من جهة أخرى خمسة واحدة من أجله في العذاب‪ ،‬وكل عذاب في الدنيا ‪ -‬في سبيل ّللا‬
‫ل يقاس إلى عذاب اآلخرة‪ ،‬ول يوازي من جهة أخرى لمسة واحدنا من أجله في النعيم‪.‬‬
‫تؤمن بأن الموت حل‪ ،‬قال تعالى وقل يشوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم‬
‫ترجعون وهو أمر مشاهد ل يجهله أحد‪ ،‬وليس فيه شك ول تردده وتؤمن أن كل من مات أو قتل أو بأي سبب كان حضه‪،‬‬
‫أن ذلك بأجلته لم ينقص منه شيئا‪ ،‬قال ّللا تعالى‪( :‬فإذا جاء أجلهم ل‬
‫يستأخرون ول يستقدمون‬
‫وتؤمن بفتنة القبر وهو مسؤال الميت بعد دفته عن ربه ودينه ونبيه‪ ،‬فيثبت ّللا الذين آمنوا بالقول الثابت فيقول المؤمن‬
‫ربي ّللا وديني اإلسَلم وتبيي محمد ‪ ،‬ويضل ّللا الظالمين‪ ،‬فيقول الكافرة‬
‫عاد هناء ل أدري‪ ،‬ويقول المنافق أو المرتاب ل أدري‪ :‬سمعت الناس يقولون شيئا فقلته وتؤمن بعذاب القبر ونعيمه‪ ،‬فأما‬
‫عذاب القبر فيكون للمقاتلين من المنافقين والكافرين‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والمَلئكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم‬
‫تقولون على ّللا غير الحق وكنتم عن آياته‬
‫استكبرون ‪ ،‬وقال تعالى في آل فرعون والنار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم‬
‫تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب‬

‫ربي صحيح مسلم من حديث زيد بن ثابت عن النبي ﷺ قال‪ :‬فقول أن ل تدافتوا الدعوت ّللا ان يسمعكم من عذاب‬
‫القبر الذي أسمع منه‪ ،‬ثم أقبل بوجهه فقال تعوذوا باهلل من عذاب الناره قالوا‪ :‬نعوذ باهلل من عذاب النار‪ ،‬فقال نعوذوا باهلل‬
‫من عذاب القبر‪ ،‬قالوا‪ :‬نعود باهلل من عذاب‬
‫وأما نعيم القير فالمؤمنين الصادقين قال ّللا عز وجل‪ :‬وإن الذين قالوا ربنا ّللا لم استقاموا تتنزل عليهم المَلئكة أل تخافوا‬
‫ول تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم‬
‫توعدون ) "‪.‬‬
‫وقال تعالى‪( :‬فلول إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن ل تبصرون‪ ،‬فلول إن كنتم غير‬
‫مدينين ‪ .‬ترجعونها إن كنتم صادقين ‪.‬‬
‫فأما إن كان من المقربين ‪ .‬فروح وريحان و جنت نعيم "‪.‬‬

‫وعن البراء بن عازب أن النبي ﷺ قال في المؤمن إذا أجاب الملكين في قبره‪ :‬البنادي مناد من السماء أن صدق عبدي‬
‫فأفرشوه من الجنة والبسوء من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة‪ ،‬قال‪ :‬فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد‬
‫بصره رواه أحمد وأبو داود من حديث البراء ابن عازب‬
‫الطويل‬

‫ولقد تواترت األخبار عن رسول ّللا ﷺ في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أعَلم وسؤال الملكين‪ ،‬فيجب‬
‫اعتقاد ثبوت ذلك واإليمان به‪ ،‬ول تتكلم في كيفيته‪ ،‬إذ ليس للعقل وقوف‬
‫على كيفيته‪ ،‬تكونه ل عهد له به في هذه الدار‪.‬‬
‫كما أن أحوال القير من أمور الغيب التي ل يدركها الحسن‪ ،‬ولو كانت تدرك باحس لغاتت فائدة‬
‫اإليمان بالغيب‪ ،‬وزالت حكمة التكليف‪ ،‬ولما الدافئ الناس‪ ،‬كما قال ‪ :‬الول أن ل تدافتوا‬
‫الدعوت ّللا أن يسمعكم من عذاب القير ما أسمع "‪ ،‬ولما كانت هذه الحكمة منتقبة في حق البهائم‬
‫سمعته وأدركه‬
‫د الشراط الساعة‬
‫ما يجب اإليمان به‪ ،‬أن تؤمن بأن الساعة ل ريب فيها‪ ،‬وأن موعدها ل يعلمه إل ّللا‪ ،‬أعضاء من‬
‫الناس كلهم‪ ،‬يقول تعالى‪( :‬يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي ل‬
‫يجلبها لوقتها إل هو تقلت في السموات واألرض ل تأتيكم إل بغتة يسئلونك كانك ج‬
‫في عنها قل إنما علمها عند ّللا ولكن أكثر الناس ل يعلمون) ‪.‬‬

‫وقد ثبت عن رسول ّللا ﷺ أحاديث كثيرة في بيان عَلمات الساعة وأشراطها وأماراتها‪ .‬قلة منح عنه عليه الصَلة‬
‫والسَلم أنه ذكر للساعة عَلمات صغری معظمها بدور حول فساد‬
‫الناس‪ ،‬وظهور الكان بينهم‪ ،‬وانحرافهم من صراط ّللا المستقيم فمن العَلمات الصغرى ما جاء في حديث جبريل ّللا ‪ .‬من‬
‫الساعة‪ ،‬فقال‪ :‬ما شغول منها بأعلم من السائل‪ ،‬قال‪ :‬فأخيري عن أماراتها ؟ قال‪ :‬أن تلد األمة ربتها‪ ،‬وأن ترى‬
‫العودة الحر الرعاء الشاة يتطاولون في البنيانه ‪.‬‬
‫ه ومن عَلمات الساعة الصغرى أن رجَل قبال الرسول ‪ :‬على الساعة ؟ فقال‪ :‬الذا ضيعت اإلمانة فانتظر الساعة‪ .‬قال ‪:‬‬
‫وكيف الضاعتها ؟ قال ‪ :‬لما اسند األمر الغير أهله فالنتظر الساعةة " واما العَلمات الكبرى وهي المارات العربية‬
‫الكبيرة التي تعقبها الساعة وانها التابع لنظام‬
‫عرات القطع سلكها‬
‫وقد جاء في األخبار الصحيحة ذكر عشر منها‪ ،‬وذلك تحديث حديقة بن السيد العفاري‪ ،‬حيث قال ‪ :‬اطلع النبي علينا ونحن‬
‫التذاكر فقال‪ :‬ما الذاكرون؟ قالوا الذكر الساعة قال ‪ :‬التهالي عموم حتى تروا لحملها عشر آيات فذكر الدخان والدجال‬
‫والدابة‪ ،‬وطلوع الشمس من مغربهاء والنزول عيسى بن مريم و يا جوج وماجوج وثَلثة صرف صف بالشرق‪ ،‬وصنف‬
‫بالمغرب‬
‫وصف بحزيرة العرب‪ ،‬واخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس على عشرهم وتتحدث على سبيل المثال عن احد هذه‬
‫اإلمارات الكبرى‪ ،‬فمن هذه األشراط ظهور الدجال والدجال منبع الكفر والضَلل وينبوع الفتن واألوجال‪ ،‬قد القوت به‬
‫األنبياء القوامها‪ ،‬وحضرت منه وقت بالنعوت الظاهرة‪ ،‬ووضعته باألوصاف الباهرة‪ ،‬وحلم منه المصطفى وقعت ألمته‬
‫نعون‬
‫ل احلى على ذي بصر‪ .‬ممن انس قال‪ :‬قال رسول وسلم ‪ ( :‬ما من نبي إل قد انذر امته األمور الكتاب‪ ،‬ال انه امور‬
‫وان ربكم ليس بأهور مكتوب بين عينيه ك ف ره "‪ .‬وعن أبي هريرة رضي ّللا عنه قال‪ :‬قال رسول ّللا ‪ :‬وال احدثكم‬
‫حديثا عن الدجال يا حداث به في قومه إنه أعور‪ ،‬وانه يجيء معه بمثل الجنة والنار‪ ،‬فالتي يقول إنها الجنة هي النار‪ ،‬وفي‬
‫انذركم کيا انذر به نوح قومه ‪ .‬ول نجاة من فتنة الدجال أل بالعلم والعمل أما العلم في أن يعلم ّللا جسد يأكل ويشرب‪ ،‬ثم‬
‫ي خسته و عجزه أمور‪ ،‬ومرسوم بين عينيه ّللا كافر‪ ،‬وأما العمل فيأن يستعيذ باهلل من فتته في التشهد األخير من كل‬
‫صَلة‪ ،‬وان يحفظ عشر ايات من أول سورة الكهف لقوله من حفظ عشر ايات‬
‫من أول سورة الكهف عصم من الدجالية ""‪.‬‬
‫ه البحث‬
‫ان اليمان بالبحث تبادل عليه الكتاب والسنة‪ ،‬والعقل والمقطرة السليمة‪ ،‬فتؤمن بقينا بال ّللا بعث من في القبور‪ ،‬وتعاد‬
‫األرواح إلى األجساد ويقوم الناس لرب العالمين‬
‫قال ّللا تعالى‪ :‬وثم انكم بعد ذلك الميتون ثم ا انكم يوم القيامة تبعثون "‪.‬‬
‫وقال النبي ‪ :‬ويحشر الناس يوم القيامة حفلة عراة عزلء "‪.‬‬
‫وقد اجمع المسلمون على شوته‪ ،‬وهو مقتضى الحكمة حيث تقتضي ان يجعل ّللا تعالى لهذه الخليقة‪ .‬معادا يجزيهم فيه‬
‫على ما كلفهم به على السنة رسلك قال ّللا تعالى ‪ :‬والحسيتم إنا خلقناكم عبنا‬
‫وانكم الينا ل ترجعون)‬
‫وقد الكر الكافرون البعث بعد الموت زاعمين أن ذلك غير ممكن‪ ،‬وهذا الزعم باطل على على‬
‫بطَلته الشرع والحس والعقل‬
‫اما من الشرع فقد قال ّللا تعالى ‪ :‬وزعم الذين كفروا أن أن تبعثوا قبل بلى وربي‬
‫تبعثن ثم لتتبنون بما عملتم وذلك على ّللا يسير ) "‪ .‬وقال تعالى‪( :‬وقال الذين كفروا ل تأتينا الساعة قل بلى وربي تتأتيتكم‬
‫علم‬
‫الغيب"‪.‬‬
‫وقد اتفقت جميع الكتب السماوية عليه‪ .‬وأما الحبس فقد ارى ّللا عباده احياء الموتى في هذه الدنيا‪ ،‬وفي سورة البقرة‬
‫خمسة امثلة على ذلك ذكر األول منها ‪ ،‬وهو ان قوم موسى حين قالوا له ‪ :‬لن نؤمن لك حتى ترى ّللا جهرة‪ ،‬قاماتهم‪.‬‬
‫ّللا تعالى ثم أحياهم‪.‬‬
‫وفي ذلك يقول ّللا تعالى مخاطبة بين اسرائيل وان قلتم يا موسى لن تؤمن لك حتى ترى ّللا جهرة فاخذتكم الصاعقة وانتم‬
‫تنظرون " ثم بعثتكم من بعد موتكم لعلكم‬
‫تشکرون‬
‫برأما بقية األمثلة فالمثال الثاني هو قصة القتيل الذي اختصم فيه بنو اسرائيل فامرهم ّللا تعالى ان‬
‫يسبحوا بقرة فيضربوه و يمن قتله‪ ،‬وكذلك قصة القوم الذين خرجوا من ديارهم‬
‫قرارة من الموت‪ ،‬خاماتهم ّللا تعالى ثم أحياهم‪ ،‬والمثال الرابع في قصة الذي من على قرية فاستبعد ان‬
‫يجيبها ّللا تعالى فأماته ّللا مائة عام ثم أحياء‪ ،‬والخامس قصة طيور ابراهيم عليه السَلم "‪.‬‬
‫واما دللة المعلق على إمكان البعث فمن وجهين‬
‫احدهما ‪ :‬ان ّللا تعالى فاطر السوات واألرض وما فيهما‪ ،‬خالقهما ابتداء‪ ،‬والقادر على ابتداء‬
‫الخلق ل يعجز عن اعادثه قال ّللا تعالى‪ ( :‬وهو الذي يبدو الخلق لم يعيده ‪.‬‬
‫وقال تعالى أمرا بالرد على من انكر احياء العظام وهي رميم وقل يحيها الذي انشأها اول‬
‫مرة وهو بكل خلق عليم"‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن األرض تكون ميتة جامدة ليس فيها الشجرة خضراء فينزل عليها المطر‪ ،‬فتهتر حضراء حية فيها من كل زوج‬
‫بهيج‪ ،‬والقادر على احيائها بعد موتها قادر على احياء الموتى‪ ،‬قال تعالي‪:‬‬
‫ونزلنا من السماء ماء مباركا فانيتنا به جنات وحب الحصيد " والنخل باسقات‬
‫لها طلع نضيد رزقا للعباد واحيينا به بلدة مينا كذلك الخروج ) "‪.‬‬
‫وان كل عاقل يعلم أن من قدر على العظيم الكبير فهو على ما دونه بكثير القدر واقدره وأن ّللا سبحانه وتعالى قد ابدع‬
‫السموات واألرض‪ ،‬على عظم شأنها وسعتها وعجيب حلقهها‪ ،‬ومن ثم فهو أقدر على ان يحيى عظاما قد صارت رميها‪،‬‬
‫قال تعال‪ ،‬أوليس الذي خلق السموات‪.‬‬
‫والرض بقدر على أن يخلق مثلهم على وهو الخلق العليم "‪ .‬العرض والحساب وقراءة الكتاب‬
‫وتؤمن بالعرض ‪ ،‬حيث يعرض الناس على ريم كما قال تعالى‪( :‬فيومنذ وقعت الواقعة‪.‬‬
‫وانشقت السماء فهي يومئذ واهية " والملك على ارجائها ويحمل عرش ربك‬
‫فوقهم يومئذ ثمانية " يومئذ تعرضون ل تخفى منكم خافية ) "‪.‬‬
‫وقال عز وجل ‪ :‬وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقتكم أول مرة"‪.‬‬
‫وتؤمن بالحساب‪ ،‬حيث ان ّللا يحاسب الخَلئق‪ ،‬ويخلو بعيده المؤمن فيقرره بالتوبة كما وصف ذلك في الكتاب والسنة‬
‫واما الكفار فَل يحاسبون محاسبة من سورن حسناته وسيتانه‪ ،‬فإنه ل حسنات‪.‬‬
‫لهم ولكن بعد أعماله فتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها‪.‬‬
‫يقول تعالى فيا ايها النسان انك كادح إلى ربك كدحا فمَلقيه (‪ )1‬فاما من أوتي‬

‫کتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مرورا واما من اولي كتابة وراء ظهره فسوف يدعوا ليورا ""‬
‫ويصلى سعيرا " انه كان في‬
‫اهله مسرور انه ظن أن أن يحور " على ان زبه كان به بصيرا به "‬

‫اوروى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي ّللا عنها أن النبي ﷺ وسلم قال ‪ :‬اليس احمد يحاسب يوم القيامة‬
‫األهلك‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسو ّللا أليس قد قال ّللا تعالى‪ :‬الوفاما من أوتي كتابه بيمينه (‪ )٧‬فسوف يحاسب حسابا يسيرابي " فقال‬
‫رسول ّللا ﷺ الها ذلك العرض‬

‫وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إل علبة‪.‬‬


‫وتؤمن بأن كل إنسان سيعطي كتاب أعماله‪ ،‬وإذا اطلع المؤمن على ما تحويه صحيفته من‬
‫التواجد وصالح األعمال من واستبشر‪ ،‬وأهل هذا السرور‪ ،‬قال ّللا تعالى و فاما من أوتي كتبه بيمينه فيقول هاؤم القرءوا‬
‫كتبيه " إلى ظني الي ملق حسابية " فهو في عالية " قطوفها دانية " كلوا واشربوا هننا بما اسلفتم في عيشة راضية في‬
‫جنة‬
‫األيام الحالية ) ‪.‬‬
‫وأما الكافر والمنافق وأهل الضَلل‪ ،‬فإنهم يؤتون كتبهم بشكالهم من وراء ظهورهم‪ ،‬وعند ذلك يدعو الكافر بالويل‬
‫والثبور‪ ،‬وعظائم األمور‪ ،‬كما قال سبحانه‪( :‬وأما من أولي كتابه بشماله فيقول يليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما‪ .‬ياليتها‬
‫كانت القاضية ‪.‬‬
‫خذوه فغلوه كم الجحيم صلوه " ما أغنى عني ماليه هلك ‪:‬‬
‫ل الميزان والصراط‬
‫وتؤمن بالميزان قال تعالى‪ ( :‬ونضع الموازين القسط اليوم القيامة فَل تظلم نفس شيئا وإن‬
‫كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين "‬
‫وقد دلت السنة النسوية على أن ميزان األعمال له كفنان حسينان مشاهدتان‪ ،‬ووزن األعمال يكون بعد القضاء الحساب‪،‬‬
‫فإن المحاسبة لتقرير األعمال‪ ،‬والوزن اإلظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحبها‪ .‬والمن والصراط وهو الجسر المنصوب‬
‫على ظهر جهنم طريقا ً إلى الجنة‪ ،‬حيث يمر جميع الناس‬
‫والعقد أن اللة والنشر علوقتان وسعرها اآلن‬
‫ويقول ّللا والعالي فإن كانا من أمل‬
‫يقول تعالى من بأولهم عذاب‬
‫القول وحمل‬
‫‪ me‬ا الناس والحجارة است تجري من تحتها النور رزاق من قبل وأنوا به منتبها وليدالية‬

‫السفاري‬
‫لها ّللا المشتري لكارات‬
‫كثيرة ماركة وّللا ورمون عليا المرحة في‬

You might also like