You are on page 1of 22

‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No.

2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬


‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫اإلعجاز العلمي يف حديث نقصان عقل املرأة‬


‫‪Scientific Miracles in Ḥadith stated that Women are Deficient in Mind‬‬

‫‪2‬‬
‫عائشة خليلة عبد الستار‬ ‫‪1‬‬
‫حممد أبو الليث اخلريآابدي‬
‫‪Aisha Khaleela Abdul Sattar‬‬ ‫‪Mohamed Mohammed Abullais Al-Khair‬‬

‫ملخص البحث‪:‬‬
‫يدور جدل كثري‪ ،‬ولغط شديد حول وضع املرأة يف اإلسالم‪ ،‬وكثريا ما يُتهم اإلسالم أبنه ينتقص من ِّ‬
‫حق املرأة يف‬ ‫ً‬
‫احلياة‪ ،‬والوجود‪ ،‬والفكر‪ .‬وتُعقد ألجل ذلك الفعاليات‪ ،‬والندوات‪ ،‬واملناظرات يف حمافل علمية مرموقة‪ .‬وأكثر ما‬
‫ينربي له العلماء فيها هو الرتكيز حول قضية اعتبارها انقصة عقل؛ مستشهدين يف هذا الباب ابحلديث الوارد يف‬
‫َيصح ما يزعمونه يف هذا الصدد من َّ‬
‫أن‬ ‫الصحيحني من أن النساء انقصات عقل ودين‪ .‬والتساؤل الرئيس املثار هنا أ ُّ‬
‫أن األمر على‬‫قاصدا َما فُ ِّه َم من احلديث؟ ْأم َّ‬
‫املرأة فعالً انقصة عقل؟! وأَحقًّا وصفها الرسول ‪ ‬بذلك‪ ،‬وهل كان ً‬
‫خالف ذلك؟! ولإلجابة عن هذه التساؤالت املثارة‪ ،‬حاول البحث مجع أقوال العلماء يف هذا الصدد‪ ،‬وذكر‬
‫التأويالت اليت حامت حول نقصان العقل والدين‪ ،‬وبيان اإلعجاز العلمي فيه من خالل العلم احلديث وأقوال علمائه‬
‫حول عقل املرأة إلثبات صحة هذا احلديث‪ .‬وقد استخدم البحث منهجني‪ ،‬ومها‪ :‬املنهج االستقرائي وذلك الستقراء‬
‫الشبهات حول هذا احلديث‪ ،‬واملنهج التحليلي وذلك لنقد تلك الشبهات والرد عليها ردا غري مباشر‪ ،‬وقد توصل‬
‫أن علماء احلديث أمجعوا على صحة حديث انقصات العقل‪ ،‬وعلى أنه ال إشكال يف مفهومه‪ ،‬حيث َّ‬
‫إن‬ ‫البحث إىل َّ‬
‫نقص الدين الوارد يف احلديث ميكن أ ْن يُقصد به نقص كمال تدين اإلنسان وضعف استقامته‪ ،‬وكذلك وصف النيب‬
‫دقيق جدًّا من الناحية العلِّمية‪ ،‬فقد أثبت علماء التشريح َّ‬
‫أن هناك‬ ‫ِّ‬
‫وصف ُمعجٌز ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪ ‬للنساء أبهنن (انقصات عقل)؛‬
‫ونقصاان يف حجم قلبها‪ ،‬وذلك مقارنةً بدماغ الرجل وقلبه‪.‬‬
‫ً‬ ‫نقصاان يف حجم دماغ املرأة‪ ،‬ويف عدد خالايه‪،‬‬
‫ً‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬اإلعجاز العلمي‪ ،‬نقصان عقل املرأة والدين‪ ،‬مكانة املرأة يف اإلسالم‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪There is a great deal of controversy about the status of women in Islam, and Islam is often‬‬
‫‪accused of denying women's rights to life existence, and thought. Pertaining to this issue, many‬‬
‫‪events, seminars and debates are organised in prestigious scientific forums. Many scholars who‬‬
‫‪have delved in this issue argue that women lack focus and, by citing the hadith stated in the As-‬‬

‫‪ 1‬أستاذ احلديث بقسم دراسات القرآن والسنة‪ ،‬كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية العاملية‬
‫‪ 2‬ابحثة دكتواه يف قسم الفقه وأصوله‪ ،‬كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية العاملية مباليزاي‬

‫‪100‬‬
e-ISSN: 2600-8394 VOL. 2 No. 2 June (1439-2018)
‫ عائشة خليلة عبد الستار‬- ‫ محمد أبو الليث الخيرآبادي‬- ‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة‬
ØaÍÊÍayn that women are deficient in mind and religion. The issue raised here is either the claim
in this regard to women is valid or otherwise. Additionally, this research will also examine
whether or not it is true that Prophet (SAW) described women as such. Is it the actual meaning
understood from the ×adith or merely an interpretation? To answer these questions, the research
tried to collect the scholars’ opinions in this regard, and the interpretations that have been made
about the deficient in mind of reason and religion in women and elucidated the scientific
miracles in it through modern science and the views of modern science scholars concerning the
mind of women to prove the validity of this ×adith. The research used two methodologies,
namely: the inductive method to extrapolate the suspicions about this ×adith, and the analytical
method to criticize and respond to those suspicions in an indirect response. The research found
that ×adith scholars are agreed upon the validity of the ×adith women are deficient in mind’ and
is not problematic in its concept. This is because, the lack of religion as mentioned in the ×adith
means perfection of human condemnation and weak rightesness. The Prophet’s (SAW)
description of women as deficient in mind is a detailed one. The anatomists also have shown that
there is a decrease in the size of a women’s brain, number of cells, and the size of her heart,
compared to the brain and heart of a man.
Key words: Scientific miracles, women are deficient in mind and religion, status of women in
Islam.

:‫املق ّدمة‬
‫ والصالة والسالم على من نزل الكتاب على قلبه‬،‫وهدى ورمحةً للعاملني‬
ً ‫احلمد لل الذي نزل الكتاب تبياانً لكل شيء‬
.‫ نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‬،‫ليكون من املنذرين‬
‫ وكثريا ما يُتهم اإلسالم أبنه‬،‫أما بعد! فإن جدال كثريا ولغطا شديدا يدور حول وضع املرأة يف اإلسالم‬
.‫ وتُعقد ألجل هذا الربامج والندوات واملناظرات يف أماكن خمتلفة‬.‫ينتقص من حق املرأة يف احلياة والوجود واحلقوق‬
‫ ويستشهد ابحلديث الوارد يف‬،‫ وأن اإلسالم يعتربها انقصة العقل‬،‫وأكثر ما جيري عليه الرتكيز هو عقل املرأة‬
‫ فهل ما يقولونه حق وصحيح؟ وهل املرأة فعال انقصة عقل؟ وهل الرسول‬.‫الصحيحني من أن النساء انقصات عقل‬
‫ وقصد ما فهموه هم من احلديث؟ أم اي ترى أن األمر على خالف ذلك؟‬،‫ وصفها بذلك حقا‬
‫ولالجابة على هذه األسئلة املثارة حاولت الباحثة مجع أقوال العلماء وبيان التأويالت اليت حامت حول‬
:‫ وذلك يف ثالث عناصر‬.‫نقصان العقل والدين‬
.‫ وما يستفاد منه‬،‫ ختريج احلديث وإشكاليته‬.1
.‫ الشبهات وأقوال العلماء يف معىن نقصان العقل والدين الواردين يف احلديث‬.2
.‫ اإلعجاز العلمي يف حديث نقصان عقل املرأة‬.3

101
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫حديث نقصان عقل املرأة‪ :‬خترجيه وإشكاليته وما يستفاد منه‬


‫أ‪ .‬ختريج احلديث‬
‫‪ )1‬رواية أيب سعيد اخلدري ‪ ‬عند اإلمام البخاري‪:‬‬
‫اللِّ‪َ ،‬ع ْن‬ ‫اض بْ ِّن َعْب ِّد َّ‬ ‫َسلَ َم‪َ ،‬ع ْن عِّيَ ِّ‬ ‫َخ ََربِِّن َزيْ ٌد ُه َو ابْ ُن أ ْ‬‫ال‪ :‬أ ْ‬ ‫َخ َربََان ُحمَ َّم ُد بْ ُن َج ْع َفر‪ ،‬قَ َ‬ ‫يد بْ ُن أَِِّب َم ْرَيَ‪ ،‬قَ َ‬
‫ال‪ :‬أ ْ‬ ‫َحدَّثَنَا َسعِّ ُ‬
‫«اي َم ْع َشَر‬ ‫ال‪َ :‬‬ ‫صلَّى‪ ،‬فَ َمَّر َعلَى النِّ َس ِّاء‪ ،‬فَ َق َ‬ ‫ِّ‬
‫َض َحى أ َْو فطْر إِّ َىل الْ ُم َ‬ ‫اللِّ ‪ِّ ‬يف أ ْ‬ ‫ول َّ‬ ‫ال‪َ :‬خَر َج َر ُس ُ‬ ‫أَِِّب َسعِّيد ا ْْلُ ْد ِّر ِّي‪ ،‬قَ َ‬
‫ال‪« :‬تُكْثِّْر َن اللَّ ْع َن‪َ ،‬وتَ ْك ُف ْر َن الْ َع ِّش َري‪َ ،‬ما‬ ‫اللِّ؟ قَ َ‬
‫ول َّ‬ ‫َّار»‪ ،‬فَ ُقلْ َن‪َ :‬وِِّبَ َاي َر ُس َ‬ ‫ص َّدقْن فَإِِِّّن أ ُِّريتُ ُك َّن أَ ْكثَر أ َْه ِّل الن ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫َ‬ ‫الن َساء! تَ َ َ‬
‫اللِّ؟‬ ‫صا ُن ِّدينِّنَا َو َع ْقلِّنَا َاي َر ُس َ‬ ‫الرج ِّل ا ْحل ِِّّ ِّ‬ ‫ات َع ْقل وِّدين أَ ْذ َهب لِّلُ ِّ‬ ‫رأَيت ِّمن َانقِّص ِّ‬
‫ول َّ‬ ‫ازم م ْن إِّ ْح َدا ُك َّن»‪ ،‬قُلْ َن‪َ :‬وَما نُ ْق َ‬ ‫ب َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ ْ َ‬
‫س إِّذَا‬ ‫ك ِّمن نُ ْق ِّ ِّ‬ ‫ال‪« :‬فَ َذلِّ ِّ‬ ‫الر ُج ِّل»؟ قُلْ َن‪ :‬بَلَى‪ ،‬قَ َ‬ ‫ف َش َه َادةِّ َّ‬ ‫ص ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬
‫صان َع ْقل َها‪ ،‬أَلَْي َ‬ ‫ْ َ‬ ‫س َش َه َادةُ الْ َم ْرأَة مثْ َل ن ْ‬ ‫ال‪« :‬أَلَْي َ‬ ‫قَ َ‬
‫ان ِّدينِّ َها»‪.3‬‬ ‫ك ِّمن نُ ْقص ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫ال‪« :‬فَ َذل ْ َ‬ ‫ص ْم»؟ قُلْ َن‪ :‬بَلَى‪ ،‬قَ َ‬ ‫ص ِّل َوََلْ تَ ُ‬ ‫ت ََلْ تُ َ‬ ‫اض ْ‬
‫َح َ‬
‫‪ )2‬رواية عبد هللا بن عمر ‪ ‬عند اإلمام مسلم‪:‬‬
‫ص َّدقْ َن َوأَ ْكثِّْر َن ِّاال ْستِّ ْغ َف َار؛ فَإِِِّّن َرأَيْتُ ُك َّن أَ ْكثَ َر‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫اللِّ ‪ ‬أَنَّهُ قَ َ‬ ‫اللِّ ب ِّن عُمر َعن رس ِّ‬ ‫ِّ‬
‫«اي َم ْع َشَر الن َساء! تَ َ‬ ‫ال‪َ :‬‬ ‫ول َّ‬ ‫عن َعْبد َّ ْ َ َ ْ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ال‪« :‬تُكْثِّْر َن اللَّ ْع َن‪َ ،‬وتَ ْك ُف ْر َن الْ َع ِّش َري‪،‬‬ ‫َّار؟ قَ َ‬‫اللِّ أَ ْكثَر أ َْه ِّل الن ِّ‬ ‫ت ْامَرأَةٌ ِّمْن ُه َّن َج ْزلَةٌ‪َ :‬وَما لَنَا َاي َر ُس َ‬ ‫أ َْه ِّل الن ِّ‬
‫ول َّ َ‬ ‫َّار»‪ ،‬فَ َقالَ ْ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ين؟ قَ َ‬ ‫اللِّ! وما نُ ْقصا ُن الْع ْق ِّل و ِّ‬
‫الد ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ات ع ْقل وِّدين أَ ْغلَ ِّ ِّ‬ ‫وما رأَيت ِّمن َانقِّ ِّ‬
‫ول َّ َ َ َ َ َ‬ ‫ت‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫ب لذي لُب مْن ُك َّن»‪ .‬قَالَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ص َ َ‬ ‫ََ َ ْ ُ ْ َ‬
‫صلِّي َوتُ ْف ِّط ُر ِّيف‬ ‫ث اللَّيَ ِّاِل َما تُ َ‬ ‫صا ُن الْ َع ْق ِّل‪َ ،‬وَتَْ ُك ُ‬‫ني تَ ْعد ُل َش َه َادةَ َر ُجل‪ ،‬فَ َه َذا نُ ْق َ‬
‫«أ ََّما نُ ْقصا ُن الْع ْق ِّل فَشهادةُ امرأَتَ ِّ ِّ‬
‫َ َ َ َْ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ين»‪.4‬‬‫الد ِّ‬‫رمضا َن‪ ،‬فَه َذا نُ ْقصا ُن ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫‪ )3‬رواية أيب هريرة ‪ ‬عند اإلمام الرتمذي‪:‬‬
‫َّار»‪،‬‬ ‫ص َّدقْن فَإِّنَّ ُك َّن أَ ْكثَر أ َْه ِّل الن ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ول َِّّ‬ ‫َع ْن أَِِّب ُهَريْ َرةَ أ َّ‬
‫ُ‬ ‫«اي َم ْع َشَر الن َساء! تَ َ َ‬ ‫ال‪َ :‬‬ ‫َّاس فَ َو َعظَ ُه ْم‪ُُ ،‬ثَّ قَ َ‬ ‫ب الن َ‬ ‫الل ‪َ ‬خطَ َ‬ ‫َن َر ُس َ‬
‫ت ِّم ْن‬ ‫«وَما َرأَيْ ُ‬ ‫ال‪َ :‬‬ ‫ال‪« :‬لِّ َكثْ َرةِّ لَ ْعنِّ ُك َّن‪ ،‬يَ ْع ِِّن َوُك ْف ِّرُك َّن الْ َع ِّش َري»‪ ،‬قَ َ‬ ‫اللِّ؟ قَ َ‬ ‫ول َّ‬ ‫ت ْامَرأَةٌ ِّمْن ُه َّن‪َ :‬وَِّلَ ذَ َاك َاي َر ُس َ‬ ‫فَ َقالَ ْ‬

‫‪ 3‬أخرجه حممد بن إمساعيل البخاري‪ ،‬اجلامع املسند الصحيح‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد زهري الناصر‪( ،‬بريوت‪ :‬دار طوق النجاة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1422‬ه )‪ ،‬كتاب احليض‪ ،‬ابب ترك احلائض الصوم‪ ،‬ح‪ ،304‬ج‪ ،1‬ص‪.68‬‬
‫‪ 4‬أخرجه مسلم بن احلجاج أبو احلسني القشريي النيسابوري‪ ،‬املسند الصحيح‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪( ،‬بريوت‪ :‬دار إحياء‬
‫الرتاث العرِب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬ابب بيان نقصان اإلميان بنقص الطاعات وبيان إطالق الكفر على كفر النعمة واحلقوق‪،‬‬
‫ح‪ ،79‬ج‪ ،1‬ص‪.86‬‬

‫‪102‬‬
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫ال‪:‬‬ ‫صا ُن ِّدينِّ َها َو َع ْقلِّ َها؟ قَ َ‬ ‫ِّ‬


‫ت ْامَرأَةٌ منْ ُه َّن‪َ :‬وَما نُ ْق َ‬
‫اب وذَ ِّوي َّ ِّ‬
‫الرأْ ِّي منْ ُك َّن»‪ .‬قَالَ ْ‬ ‫ِّ‬
‫ب ل َذ ِّوي ْاألَلْبَ َ‬
‫ات ع ْقل وِّدين أَ ْغلَ ِّ‬
‫َ‬ ‫ص َ َ‬
‫َانقِّ ِّ‬
‫َ‬
‫ِّ ‪5‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫«شهادةُ امرأَتَ ِّ ِّ‬
‫صلي» ‪.‬‬ ‫ث َو ْاأل َْربَ َع َال تُ َ‬ ‫ث إِّ ْح َدا ُك َّن الث ََّال َ‬‫ضةُ َتَْ ُك ُ‬
‫صا ُن دين ُك َّن ا ْحلَْي َ‬ ‫ني منْ ُك َّن بِّ َش َه َادة َر ُجل‪َ ،‬ونُ ْق َ‬ ‫َ َ َ َْ ْ‬
‫‪ )4‬رواية عبد هللا بن مسعود ‪ ‬عند اإلمام احلاكم‪:‬‬
‫ص َّدقْ َن َولَ ْو ِّم ْن ُحلِّيِّ ُك َّن‪ ،‬فَإِّنَّ ُك َّن أَ ْكثَ ُر‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ول َِّّ‬ ‫اللِّ بْ ِّن َم ْسعُود‪  ،‬قَ َ‬ ‫َع ْن َعْب ِّد َّ‬
‫«اي َم ْع َشَر الن َساء! تَ َ‬ ‫الل ‪َ :‬‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬
‫ال‪« :‬إِّنَّ ُك َّن تُكْثِّْر َن‬ ‫اللِّ ََْن ُن أَ ْكثَ ُر أ َْه ِّل َج َهن ََّم؟ قَ َ‬ ‫ول َّ‬ ‫ت ِّم ْن عِّلْيَ ِّة النِّ َس ِّاء‪َ :‬وِِّبَ َاي َر ُس َ‬‫ت ْامَرأَةٌ لَْي َس ْ‬ ‫أ َْه ِّل جهنَّم»‪ ،‬فَ َقالَ ِّ‬
‫ََ َ‬
‫ِّ‬
‫وره ْم ِّم َن النِّ َساء» قَالُوا‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الرأْ ِّي أَ ْغلَب ل ِّلر َج ِّال ذَ ِّوي ْاأل َْم ِّر َعلَى أ ُُم ِّ‬‫ين َو َّ‬ ‫ِّ‬
‫ص الد ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اللَّ ْع َن‪َ ،‬وتَ ْك ُف ْر َن الْ َع ِّش َري‪َ ،‬وَما ُوج َد ِّم ْن َانق ِّ‬
‫َ‬
‫ص ِّدينِّ ِّه َّن فَإِّ َّن‬ ‫ال‪« :‬أ ََّما نَ ْقص رأْيِّ ِّه َّن فَجعِّلَت َشهادةُ امرأَتَ ِّ ِّ ِّ‬
‫ني ب َش َه َادة َر ُجل‪َ ،‬وأ ََّما نَ ْق ُ‬ ‫ُ ْ َ َ َْ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ص ِّدينِّ ِّه َّن َوَرأْيِّ ِّه َّن؟ قَ َ‬ ‫َوَما نَ ْق ُ‬
‫اللُ ِّم ْن يَ ْوم َولَْي لَة َال تَ ْس ُج ُد َِّّللِّ َس ْج َدةً»‪.6‬‬ ‫إِّ ْح َد ُاه َّن تَ ْقعُ ُد َما َشاءَ َّ‬

‫ب‪ .‬إشكالية احلديث‬


‫ال إشكال يف ثبوت احلديث‪ ،‬فقد ُروي من طرق متعددة صحيحة‪ ،‬ولو ينكر احلديث من ينكره أو يضعفه أو خيجل‬
‫من ذكره‪ .‬ويكمن االختالف يف فهم احلديث وتباين النظرات فيه‪ ،‬بناءً على تفسريات ونظرايت متعددة‪ ،‬فنجد من‬
‫يقبل احلديث قبوالً اتماً مبعناه الظاهر‪ ،‬وحيتج حبال املرأة يف خمتلف اجملتمعات‪ ،‬وإبجنازات الرجال العظيمة‪ ،‬وهناك من‬
‫يستند إىل نظرية املمازحة ابعتبار أن احلديث قد قيل يف مناسبة عيد‪ ،‬وهناك من يعتمد نظرية العاطفة‪ 7‬لكون املرأة‬
‫تغلب عليها العواطف على عكس الرجال‪ ،‬وجند من يعترب أن احلديث خيرب عن واقع ال بد من تغيريه‪ ،‬كما أن هناك‬
‫من قصر نقصان العقل على احلالة اليت وردت يف احلديث‪ ،‬وال يتعداها إىل غريها‪.8‬وال ميكن فهم هذا احلديث مبعزل‬

‫‪ 5‬أخرجه حممد بن عيسى الرتمذي‪ ،‬السنن‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد شاكر وحممد فؤاد عبد الباقي‪( ،‬القاهرة‪ :‬مطبعة مصطفى الباِب احلليب‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫يسى‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫ال أَبُو ع َ‬‫‪1395‬ه ‪1975/‬م)‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬ابب ماجاء يف استكمال اإلميان وزايدته ونقصانه‪ ،‬ح‪ ،2613‬ج‪ ،5‬ص‪ ،10‬قَ َ‬
‫يب ِّم ْن َه َذا الْ َو ْج ِّه"‬ ‫يث حسن ِّ‬ ‫ِّ‬
‫يح َغ ِّر ٌ‬
‫صح ٌ‬ ‫"ه َذا َحد ٌ َ َ ٌ َ‬ ‫َ‬
‫‪6‬‬
‫أخرجه أبو عبد هللا احلاكم حممد بن عبد هللا بن حممد‪ ،‬املستدرك على الصحيحني‪ ،‬حتقيق‪:‬مصطفى عبد القادر عطا‪( ،‬بريوت‪ :‬دار‬
‫يث ص ِّحيح ِّْ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اإل ْسنَاد‪َ ،‬وََلْ‬ ‫"ه َذا َحد ٌ َ ُ‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1411 ،1‬ه‪1990/‬م)‪ ،‬ح ‪ ،2772‬ج ‪ ،2‬ص ‪ .207‬وقال احلاكم‪َ :‬‬
‫ُخيَ ِّر َجاهُ"‪ ،‬ووافقه الذهيب‪.‬‬
‫‪ 7‬انظر‪ :‬حممد أبو الليث اْلري آابدي‪ ،‬حديث "انقصات عقل ودين"‪ :‬إشكالية‪ ،‬أسباب‪ ،‬حلول‪ ،‬جملة معامل القرآن والسنة‪( ،‬كلية‬
‫دراسات القرآن والسنة‪ ،‬جامعة العلوم اإلسالمية مباليزاي‪ ،‬السنة األوىل‪ ،‬العدد األول‪2005 ،‬م)‪ ،‬ص‪.239‬‬
‫‪ 8‬عزيز حممد أبو خلف‪ ،‬رأي علماء اإلسالم يف عقل املرأة‪ ،‬هلا أون الين‪ 17( ،‬ذو القعدة‪1425 ،‬ه ‪ 29/‬ديسمرب‪2004 ،‬م)‪،‬‬
‫‪ ،http://www.lahaonline.com/mobile/articles/view/7370.htm‬االسرتجاع‪ 30 :‬ديسمرب ‪2014‬م‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬
‫ِّ‬ ‫عن آية الدَّين اليت تتضمن نصاب الشهادة‪ ،‬وذلك يف قوله تعاىل‪ :‬ﭐ﴿واستَ ْش ِّه ُدوا َش ِّه َ ِّ‬
‫يديْ ِّن من ِّر َجال ُك ْم ۖ فَإِّن ََّلْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ُخَر ٰى ﴾ [البقرة‪.]282:‬‬ ‫امهَا فَتُ َذكَِّر إِّ ْح َد ُ‬
‫ض َّل إِّ ْح َد ُ‬ ‫ِّ‬
‫ضو َن ِّمن الشُّه َداء أَن تَ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وان ر ُجلَ ْ ِّ‬
‫امهَا ْاأل ْ‬ ‫ني فَ َر ُج ٌل َو ْامَرأ ََاتن ِمَّن تَ ْر َ ْ َ َ‬ ‫يَ ُك َ َ‬

‫ج‪ .‬ما يستفاد من احلديث‬


‫‪ .1‬مشروعية خروج النساء إىل املصلى‪:‬‬
‫صلَّى فَ َمَّر َعلَى النِّ َساء" فيه مشروعية خروج‬ ‫ِّ‬ ‫اللِّ ‪ِّ ‬يف أ ْ‬
‫َض َحى أ َْو فطْر إِّ َىل الْ ُم َ‬ ‫ول َّ‬
‫"خَر َج َر ُس ُ‬
‫فقول أِب سعيد اْلدري‪َ :‬‬
‫وخاص هبن؛ ألن‬
‫ٌ‬ ‫متميز عن الرجال‬ ‫النساء إىل املصلى‪ ،‬وفيه أن النساء َل يكن خمتلطات ابلرجال‪ ،‬فمجلس النساء ٌ‬
‫يكن مع‬
‫ذهاب النيب ‪ ‬إىل النساء لوعظهن بعد وعظ الرجال يشعر أبن النساء كن على حدة من الرجال‪ ،‬وَل َّ‬
‫الرجال يف مكان واحد‪ ،‬وإال ملا احتاج النيب ‪ ‬للذهاب إليهن‪.‬‬
‫‪ .2‬استحباب وعظ النساء‪:‬‬
‫َّهن على الصدقة واالستغفار‪ ،‬وهذا‬
‫عليهن‪ ،‬وحث َّ‬
‫َّ‬ ‫وتذكريهن مبا جيب‬
‫َّ‬ ‫والنيب ‪ ‬بعدما وعظ الرجال أتى النساء لوعظهن‬
‫َّهن على الصدقة واالستغفار‪.‬‬
‫عليهن‪ ،‬وحث َّ‬
‫َّ‬ ‫وتذكريهن مبا جيب‬
‫َّ‬ ‫وتعليمهن أحكام ِّ‬
‫اإلسالم‬ ‫َّ‬ ‫يفيد استحباب وعظ النساء‪،‬‬
‫‪ .3‬اهتمام اإلسالم ابملرأة وتعليمها‪:‬‬
‫وعظ النيب ‪ ‬النساء يوم العيد يدل على اهتمامه ‪ ‬بتعليم املرأة‪ ،‬وعلى اهتمام اإلسالم بتعليم املرأة‪ ،‬وعلى اهتمام‬
‫اإلسالم ابملرأة‪ ،‬وهذا رد على من يقول أبن اإلسالم قد أمهل املرأة‪.‬‬
‫‪ .4‬مساواة املرأة للرجل يف حق التعليم‪:‬‬
‫كذلك وعظ النيب ‪ ‬النساء يوم العيد يدل أيضا على مساواة املرأة للرجل يف حق التعليم والتذكري والوعظ‪ ،‬وهذا‬
‫الدليل‪.‬‬ ‫ت للمرأة إال ما استثناه‬ ‫ت ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الر ِّ‬
‫شقائق ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫للرجل ثَبَ َ‬ ‫األحكام‪ ،‬فما ثَبَ َ‬ ‫جال يف‬ ‫ُ‬ ‫يؤكد أن النساءَ‬
‫‪ .5‬استحباب األمر ابلصدقة واالستغفار‪:‬‬
‫ص َّدقْن وأَ ْكثِّْر َن ِّاال ْستِّ ْغ َف َار‪ ،‬فَإِِِّّن َرأَيْتُ ُك َّن أَ ْكثَر أ َْه ِّل الن ِّ‬
‫َّار» استحباب األمر ابلصدقة واالستغفار‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ويف قول النيب ‪« :‬تَ َ َ َ‬
‫وأن الصدقة واالستغفار من أسباب الوقاية من النار؛ ألنه ‪ ‬أمرهن ابلصدقة واالستغفار‪ُ ،‬ث علل ذلك األمر أبهنن‬
‫أكثر أهل النار‪.‬‬
‫‪ .6‬مشروعية سؤال أهل العلم‪:‬‬

‫‪104‬‬
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫اللِّ" وعدم إنكار النيب ‪ ‬على ذلك دليل على مشروعية سؤال أهل العلم‪ ،‬وأنه‬ ‫"وِِّبَ َاي َر ُس َ‬
‫ول َّ‬ ‫وقول الصحابيات‪َ :‬‬
‫يشرع للمتعلم مراجعة العاَل فيما َل يظهر له معناه‪ ،‬ودليل على حرص الصحابيات على العلم والسؤال والتعلم‪،‬‬
‫وإقدامهن على السؤال واالستفسار وإقباهلن على جمالس العلم‪.9‬‬

‫شبهات حول احلديث وأقوال العلماء يف معىن نقصان العقل والدين الوارد ىف احلديث‬
‫أ شبهات حول احلديث‬
‫ذهب بعض املفكرين إىل رفض احلديث حبجة أنه ضعيف أو موضوع‪ ،‬وأنه حيط من درجة املرأة‪ ،‬وخيالف العقل‬
‫والتاريخ‪ ،‬وال يتفق كذلك مع روح اإلسالم ومع ما منحه للمرأة من حقوق‪ .‬واستدل هؤالء على رفض هذا احلديث‬
‫أبدلة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬سهيلة محادة تضعف رواية البخاري بقوهلا‪" :‬ومن اجلدير ابالنتباه الضعف الواضح يف احلفظ‪ ،‬فلم حيفظ‬
‫زيد الزمن‪ ،‬فطر أم أضحى أم كالمها؟"‪ُ .10‬ث تقول أبن ضعف حديث انقصات عقل ودين من حيث املنت َّ‬
‫تبني‬
‫لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬ليس من خلق الرسول ‪.‬‬
‫‪ .2‬توجد أحاديث تناقض هذا احلديث يف أن النساء أكثر أهل اجلنة‪.‬‬
‫‪ .3‬وجود أحاديث موضوعة يف تكفري العشري‪ ،‬مثل حديث‪« :‬اطلعت يف اجلنة‪ ،‬فرأيت أكثر أهلها‬
‫الفقراء‪ ،‬واطلعت يف النار فرأيت أكثر أهلها األغنياء والنساء»‪.11‬‬
‫وكذلك هي تُضعف احلديث من حيث السند لوجود زيد بن أسلم‪ ،‬سعيد املقربي وعمرو بن أِب عمر‪12‬؛‬
‫ألهنم ليسوا بثقات ‪-‬حسبما تقول‪.-‬‬

‫‪ 9‬ربيع أمحد‪ ،‬الدروس املستفادة من حديث موعظة النيب النساء يوم العيد والرد على املغرضني‪1433/12/13،‬ه‪/‬‬
‫‪ ،2012/10/28‬م ‪ ، http://www.alukah.net/sharia/0/45813/#_ftn4 ،‬اتريخ االسرتجاء ‪ 28‬ديسمرب‬
‫‪2014‬م‪.‬‬
‫‪ 10‬سهيلة محاد‪ ،‬املرأة املسلمة بني النص الديين والواقع االجتماعي‪ ،‬ملخص ورقة عمل مقدمة ملؤَتر "املرأة يف اجملتمعات العربية"‬
‫الذي نظمه املركز األعلى للبحوث جبامعة الروح القدس الكسليك ببريوت يف الفرتة من ‪ 26-23‬تشرين األول ‪ /‬أكتوبر عام ‪.2012‬‬
‫‪http://iumsonline.org/ar/Default.asp?ContentID=5466&menuID=10‬‬
‫‪ 11‬حممد انصر األلباِن‪ ،‬ضعيف اجلامع الصغري وزايدته (الفتح الكبري)‪( ،‬بريوت‪ :‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬ط‪1408 ،2‬ه‪1988/‬م)‪،‬‬
‫ص ‪.911‬‬

‫‪105‬‬
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫اثنيا‪ :‬يقول عبد الرمحن الشوارِب‪ :‬إن هذا احلديث موضوع مكذوب ومنسوب كذاب إىل رسول ‪ ‬لفساد‬
‫معناه‪ ،‬ومن عالمات الوضع يف األحاديث فساد املعىن‪.‬‬
‫واثلثاً‪ :‬أن هذا احلديث خيالف احلقائق التارخيية؛ ألن هناك أمثلة لنساء جليالت كانت هلن مكانة اجتماعية‬
‫وعلمية رفيعة‪ ،‬فقد روت أمهات املؤمنني كثرياً من أحاديث الرسول ‪ ،‬وكن مرجعاً موثوقا يف أمور الدين‪ ،‬وهذه‬
‫احلقائق ختالف صحة احلديث‪.13‬‬
‫رابعا‪ :‬أن الرسول ‪ ‬يعترب إفطار احلائض وعدم صالهتا دليالً على نقص دين املرأة‪ ،‬مع أن ذلك برتخيص‬
‫من هللا ورسوله‪ ،‬وقد رخص للمؤمن النطق بكلمة الكفر عند اإلكراه‪ ،‬إذا كان قلبه مطمئناً ابإلميان‪ .‬كما أيىب العقل‬
‫أيضاً التسليم أبن يعترب الرسول ‪ ‬شهادة املرأتني معادلة لشهادة الرجل بسبب نقص عقلها‪ ،‬فلو كان صحيحاً أن‬
‫النساء انقصات عقل ودين لوجب احلجر عليهن يف التصرف يف أمور اهلبة‪ ،‬أو على األقل عدم السماح هلن ابلتصرف‬
‫إال إبذن الزوج أو الوِل‪ .‬ولكن اإلسالم قد اعرتف أبهلية املرأة كاملة‪ ،‬فأثبت هلا حق التملك وحق التصرف يف أمواهلا‬
‫أبنواعها‪ .‬فليست األنوثة من أسباب احلر يف التشريع اإلسالمي‪ .‬ولو كان صحيحاً أن النساء انقصات عقل ودين ملا‬
‫أجاز اإلمام أبو حنيفة للمرأة أن تتوىل القضاء يف بعض األقضية‪ ،‬وملا أجاز اإلمام الطربي هلا ذلك يف مجيع احلاالت‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬يرفض التسليم أبن رسول هللا ‪ ‬قرر كوهنن أكثر أهل النار واقعاً بكفراهنن العشري وإكثارهن اللعن؛‬
‫وهو يعلم ‪-‬من دون ريب‪ -‬أن هذا ال يكون عادة إال من أقلية من النساء مثل األقلية الاليت ال يطعن أزواجهن‪ ،‬وإن‬

‫‪ 12‬تقول سهيلة محادة‪ :‬عند تتبعنا إلسناد حديث البخاري جند فيه‪:‬‬
‫• "زيد بن أسلم قيل عنه يف كتب الرتاجم‪ :‬يف حفظه شيء‪ ،‬وكان يرسل‪ ،‬ولقد أورد ابن عبد الرب يف مقدمة التمهيد ما يدل على أن‬
‫زيد بن أسلم كان يدلس‪ِ( ،‬ما يفقد أحاديثه املعنعنة حجيتها)‪ ،‬وابلتاِل فأحاديث زيد يف األسناد جديرة ابالستبعاد‪.‬‬
‫• سعيد املقربي‪ :‬قال عنه ابن حجر يف تقريب التقريب‪" :‬ثقة" تغري قبل موته أبربع سنني‪ ،‬وروايته عن عائشة وأم سلمة مرسلة‪[ .‬لقد‬
‫في‪،‬‬
‫روى عن سعيد املقربي‪ ،‬وهذا يؤكد أنه ميسرة موىل املطلب‪ ،‬وليس هو أبو إسحاق السبيعي‪ ،‬وليس عمرو بن أِب عمرو اجلَُع ُّ‬
‫والذي قال عنه الدارقطِن‪ :‬هو عمرو بن مشر انتهى وابن مشر أحد املرتوكني"‪ .‬انظر هتذيب التهذيب‪ ،‬رقم‪ ،5285‬و‪.]5286‬‬
‫• عمرو بن أِب عمرو‪ ،‬وامسه‪ :‬ميسرة موىل املطلب بن عبد هللا بن حنطب املخزومي أبو عثمان املدِن‪ .‬قال عنه يف التقريب‪" :‬ثقة رمبا‬
‫وهم" [انظر‪ :‬ابن حجر‪ :‬تقريب التقريب‪ ،)5083( ،‬ص‪ .]362 ،361‬وجاء عنه يف هتذيب التهذيب‪ :‬قال الدوري عن ابن معني‪:‬‬
‫"يف حديثه ضعف ليس ابلقوي"‪ .‬وقال ابن أِب خيثمة عن ابن معني‪" :‬ضعيف"‪ .‬املرجع السابق‪:‬‬
‫‪http://iumsonline.org/ar/Default.asp?ContentID=5466&menuID=10‬‬
‫‪ 13‬عبد الرمحن الشوارِب‪ ،‬احلقوق السياسية للمرأة يف اإلسالم‪( ،‬بريوت‪ :‬دار ابن حزم‪1997 ،‬م)‪ ،‬ص‪.113‬‬

‫‪106‬‬
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫أكثريتهن مؤمنات‪ ،‬هلن اجلنة إبذن هللا‪ ،‬فقد وعدن بذلك مثل الرجال وبنصوص خاصة يف القرآن واحلديث‪ ،‬فضالً‬
‫عن نصوص عامة‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬ويرفض التسليم ‪-‬أيضاً‪ -‬أبن يتجاوز هللا ورسوله القليل الوارد يف آية الدين يف سورة البقرة جلعل‬
‫شهادة املرأتني معادلة لشهادة رجل واحد‪ ،‬والذي مرده ‪-‬كما يفهم من روح العباردة‪ -‬إىل ما ميكن أن يطرأ على املرأة‬
‫من ذهول ونسيان بسبب املشاغل البيتية والزوجية‪ ،‬وأن يعترب ذلك دليال على نقص‪ ،‬ومن جهة أخرى يعد النسيان‬
‫عارضا بشرايً يعرض للرجال والنسا ء معا‪ .‬وذكر حممد عزة دروزة‪ :‬وكل ما ميكن التسليم به إذا صح احلديث أن يكون‬
‫قد قصد به الوعظ والتحذير‪.14‬‬
‫وسابعاً‪ :‬عدم قبوله بسبب تغري األزمان واألوضاع‪ .‬قال د‪ .‬عطاء السيد‪" :‬إن احلديث النبوي حممول على‬
‫شهادة املرأة يف الدين فقط؛ ألن اآلية الكرمية خصت ذلك يف الدين فقط‪ ،‬الحتمال نسيان املرأة بعض تفصيل‬
‫الدين‪ ،‬وسبب ذلك اختالف أوضاعهن التعليمية واالجتماعية عن أوضاع الرجال آنذاك‪ ،‬ولعل هذا النقص ينتفي‬
‫اليوم بشهادة املرأة على شيء مكتوب وموثق‪ ،‬ويف ذلك قد تعدل شهادهتا شهادة الرجل‪ ،‬وهذا النقصان الذي أراده‬
‫الرسول ‪ ‬يف احلديث"‪.15‬‬
‫وقال الشوارِب تعليقاً على احلديث‪" :‬إن إمياننا حبكمة الرسول ‪ ‬أيىب التسليم بصدور ذلك احلديث عنه‪،‬‬
‫فهذا احلديث موضوع ومنسوب كذاب إىل رسول‪ ،‬ومن عالمات الوضع يف األحاديث‪ :‬فساد املعىن‪ ،‬أي أن يكون‬
‫احلديث خيالف احلقائق التارخيية‪ .‬فهذه األحاديث اليت تسحق ابلنساء وتنسف عقوهلن‪ ،‬ال ميكن تصور صدورها عن‬
‫النيب؛ ألن الشريعة اإلسالمية منحت املرأة كثريا من احلقوق والتكري والوقار"‪.16‬‬
‫ويقول الشيخ حممد عزة دروزة معلقا على احلديث‪" :‬إن كتاب هللا وسنة رسوله ‪ ‬قررا أهلية املرأة لكل‬
‫تكليف إميان واجتماعي وتعبدي وماِل وجهادي وأخالقي كالرجل بدون َتييز‪ ،‬ورتبا عليها كل ما رتباه على الرجل‬
‫نتيجة لكل عمل تقوم به م ن ذلك ثواابً وعقااب واحدا يف الدنيا واآلخرة بدون أي َتييز‪ .‬وهذه نقطة هامة من حيث‬
‫إن مسئولية انقص العقل يف الواجبات واجلرائم اليصح أن تكون مثل اتم العقل‪ ،‬وعينا هلا نصيباً يف اإلرث‪ ،‬وأمراً‬
‫أبدائه هلا‪ ،‬وأوجبا أداء مهرها هلا‪ ،‬وقررا هلا احلق املطلق يف التصرف يف كل ما يدخل يف يدها من مال‪ ،‬مهما كان‬
‫عظيم املقدار‪ ،‬دون أي تدخل أو إشراف أو إذن من الرجل‪ ،‬مهما كان صلته هبا‪ ،‬فتبيع وتشرتي‪ ،‬وتستملك العقار‬

‫‪ 14‬حممد عزة دروزة‪ ،‬املرأة يف القرآن والسنة (بريوت‪ :‬املكتبة العصرية‪ ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.49-48‬‬
‫‪ 15‬السيد عطاء احلدود‪ ،‬التشريع اجلنائي اإلسالمي‪( ،‬كواال ملبور‪ :‬املطبعة بج‪ ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.157‬‬
‫‪ 16‬عبد الرمحن الشوارِب‪ ،‬احلقوق السياسية للمرأة يف اإلسالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.113‬‬

‫‪107‬‬
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫واألرقاء واألرضني‪ ،‬وتزرع وحت صد‪ ،‬وتستدين وتدين‪ ،‬وهتب وتقبل اهلدية‪ ،‬وتوصي وأتخذ الوصية‪ ،‬وتعتق وتكاتب‪،‬‬
‫وتؤجر وتستأجر‪ .‬وجل أمرها بيدها إذا َل تكن قاصرة‪ ،‬فتزوج نفسها بدءا ومراجعة‪ ،‬وتفتدي نفسها من زوجها‪،‬‬
‫وتصاحله وجتادل عن نفسها رسول هللا ومن دونه‪ .‬وأوجبا عليها ما أوجبا على الرجل من التفكري يف اآلراء‪ ،‬والتدبر يف‬
‫كتاب هللا والتعلم والتعليم‪ ،‬وقررا أن املؤمنني بعضهم أولياء بعض‪ .‬واعرتفا بشخصيتها يف نطاق الدولة‪ ،‬وأخذا منها‬
‫البيعة مستقلة عن الرجل‪ ،‬وأوجبا عليها األمر ابملعروف والنهي عن املنكر‪ ،‬والتعاون عن الرب والتقوى‪ ،‬والتواصي ابحلق‬
‫واملرمحة ‪ ...‬واليصح هذا إال من فرضية األهلية التامة للمرأة‪ ،‬ومساواهتا مع الرجل عقالً وخلقاً وقابلية مواهبة‬
‫وجبلة"‪.17‬‬
‫وأما مجال البنا فلم يرفض هذا احلديث وحده‪ ،‬فقال‪َ" :‬نن نتوقف أمام كثري من األحاديث اليت جاءت عن‬
‫املرأة‪ ،‬بدءً من خلقها من ضلع أعوج‪ ،‬حىت حجاهبا‪ ،‬حىت ال تظهر إال عينا واحدة‪ .‬كما نطوي كل األحاديث اليت‬
‫جاءت عن الزواج والطالق ‪ ...‬وجيب أن تعاجل يف ضوء ثواب القرآن"‪.18‬‬
‫وأود هنا أن أشري إىل أن املنطلق الذي انطلق منه أصحاب هذا االجتاه‪ ،‬ودافعوا به عن حقوق املرأة‪ ،‬هو‬
‫إثبات أن املرأة انلت حقوقها يف اإلسالم‪ .‬وأن هذا االجتاه ال يصح يف تناول موضوع شهادة املرأة يف اإلسالم؛ ألن‬
‫الشهادة ليست حقا‪ ،‬وإمنا هي واجب شرعي ملقى على عاتق املكلف‪ .‬وهذه الشهادة ليس حقا سلب من املرأة‪،‬‬
‫وإمنا هو واجب خفف عن املرأة‪ .‬وهذا احلديث ورد يف كتب الصحاح‪ ،‬وابألخص صحيح البخاري ومسلم‪ ،‬ومن‬
‫املعروف أن أئمة احلديث قد بذلوا كثرياً من الطاقة واجلهد لبيان الصحيح من الزائف‪ ،‬والضعيف من القوي‪ ،‬وللتثبت‬
‫من املنت بصدد الرواية‪ ،‬وقد اعرتفوا أبن هذا احلديث مقبول الشك يف صحته‪ ،‬وله شواهد يف القرآن تؤيده‪.19‬‬
‫‪‬‬

‫ب أقوال العلماء يف معىن نقصان العقل والدين الوارد ىف احلديث‬


‫قد تعددت األقوال حول معىن نقص العقل والدين الوارد يف احلديث الشريف‪.‬‬
‫فقد سئل الشيخ العالمة عبد العزيزبن عبد هللا بن ابز رمحه هللا عن هذا احلديث‪ ،‬فأجاب بقوله‪" :‬فقد بني‬
‫عليه الصالة والسالم أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها‪ ،‬وأن شهادهتا جترب بشهادة امرأة أخرى‪ .‬وذلك‬

‫‪ 17‬حممد عزة دروزة‪ ،‬املرأة يف القرآن والسنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.49-48‬‬


‫‪ 18‬مجال البنا‪ ،‬السنة ودورها يف الفقه اجلديد‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر اإلسالمي‪ ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.252‬‬
‫‪ 19‬إمساعيل بن عبد هللا وسيوطي بن عبد املناس‪ ،‬نظرات يف حديث "انقصات عقل ودين"‪ ،‬جملة وحدة األمة‪ ،‬رجب ‪1427‬ه‪/‬‬
‫أغسطس ‪2006‬م‪ ،‬السنة الربعة‪ :‬العدد األول‪ ،‬املعهد العاَل لوحدة األمة اإلسالمية مباليزاي‪ ،‬ص‪.105‬‬

‫‪108‬‬
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫لضبط الشهادة بسبب أهنا قد تنسى أو قد تزيد يف الشهادة‪ .‬وأما نقصان دينها فألهنا يف حال احليض والنفاس تدع‬
‫الصالة وتدع الصوم وال تقضي الصالة فهذا نقصان الدين‪ .‬ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه وإمنا هو نقص‬
‫حاصل بشرع هللا‪ .‬هو الذي شرعه هللا سبحانه رفقا هبا وتيسرا عليها ألهنا إذا صامت مع وجود احليض والنفاس‬
‫يضرها ذلك ‪ .‬فمن رمحة هللا شرع هلا تركالصيام‪ ،‬وأما الصالة فألهنا حال احليض وجد منها ما مينع الطهارة‪ .‬فمن رمحة‬
‫هللا جل وعال أن شرع هلا ترك الصالة وهكذا يف النفاس‪ُ ،‬ث شرع هلا أهنا ال تقضي ألن يف القضاء مشقة كبرية ألن‬
‫الصالة تكرر يف اليوم واليلة مخسة مرات واحليض قد تكثر أايما تبلغ سبعة أايم أو مثانية اايم وأكثر‪ ،‬والنفاس قد يبلغ‬
‫أربعني يوما فكان من رمحة هللا عليها وإحسانه إليها أن أسقط عنها الصالة أداء وقضاء وال يلزم من هذا أن يكون‬
‫نقص عقلها غي كل شيء ونقص دينها يف كل شيء وإمنا بني الرسول ‪ ‬أن نقص عقلها من جهة ما حيصل من‬
‫عدم الضبط ‪ .‬ونقص دينها من جهة ما حيصل هلا من ترك الصالة الصوم يف حال احليض والنفاس وال يلزم من هذا‬
‫أن تكون دن الرجل يف كل شيء وأن الرجل أفضل عنها يف كل شيء"‪ُ .20‬ث يقول‪" :‬قد تفوقه (أي الرجل) يف بعض‬
‫األحيان يف أشياء كثرية‪ ،‬فكم من امرأة فوق كثري من الرجال يف عقلها ودينها وضبطها‪ ،‬وإمنا ورد عن النيب ‪ ‬أن‬
‫جنس النساء دون جنس الرجال يف العقل ويف الدين من هاتني احليثيتني التني بينهما النيب ‪ .‬وقد تكثر منها‬
‫األعمال الصاحلات فرتبوا على كثري من الرجال يف عملها الثاحل ويف تقواها هلل‪...‬فال ينبغي للمؤمن أن يرميها ابلنقص‬
‫يف كل شيء وضعفالدين يف كل شيء‪ ،‬وإمنا هو ضعف خاص يف دينها وضعف يف عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة‬
‫وَنو ذلك‪ ،‬فينبغي إنصافها ومحل كالم النيب ‪ ‬على خري احملامل"‪.21‬‬
‫وعندما سئل فضيلة الشيخ حممد متوِل الشعراوي رمحه هللا عن معىن أن النساء انقصات عقل ودين‪،‬‬
‫فكانت هذه إجابة فضيلته‪:‬‬
‫معىن أن املرأه انقصات عقل ودين ما هو العقل أوالً؟‬
‫العقل من العقال‪ ،‬مبعىن أن َتسك الشيء وتربطه‪ ،‬فال تعمل كل ما تريد‪ .‬فالعقل يعِن أن َتنع نوازعك من‬
‫االنفالت‪ ،‬وال تعمل إال املطلوب فقط‪ .‬إذن فالعقل جاء لعرض اآلراء‪ ،‬واختيار الرأي األفضل‪ .‬وآفة اختيار اآلراء‬
‫اهلوى والعاطفة‪ ،‬واملرأة تتميز ابلعاطفة وهذا أمر مطلوب ملهمة املرأة معىن أن املرأه انقصات عقل ودين‪ ،‬إذن فالعقل‬

‫‪" 20‬توضيح حديث النساء انقصات عقل ودين [ابن ابز] رمحه هللا"‪،‬‬
‫‪ ،http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=5272#gsc.tab=0‬اتريخ االسرتجاء ‪28‬‬
‫ديسمرب ‪2014‬م‪.‬‬
‫‪ 21‬املرجع نفسه‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫هو الذي حيكم اهلوى والعاطفة‪ ،‬وبذلك فالنساء انقصات عقل‪ ،‬ألن عاطفتهن أزيد‪ ،‬فنحن جند األب عندما يقسو‬
‫على الولد ليحمله على منهج تربوي فإن األم هترع لتمنعه حبكم طبيعتها‪ .‬واإلنسان حيتاج إىل احلنان والعاطفة من‬
‫األم‪ ،‬وإىل العقل من األب‪ .‬وأكرب دليل على عاطفة األم حتملها ملتاعب احلمل والوالدة والسهر على رعاية طفلها‪،‬‬
‫وال ميكن لرجل أن يتحمل ما تتحمله األم وَنن مجيعاً نشهد بذلك‪.‬‬
‫معىن أن املرأه انقصات عقل ودين‪ :‬أما انقصات دين فمعىن ذلك أهنا تعفى من أشياء ال يعفى منها الرجل‬
‫أبداً‪ .‬فالرجل اليعفى من الصالة‪ ،‬وهي تعفى منها يف فرتات شهرية‪ .‬والرجل اليعفى من الصيام بينما هي تعفى‬
‫كذلك عدة أايم يف الشهر‪ .‬عىن أن املرأه انقصات عقل ودين والرجل ال يعفى من اجلهاد واجلماعة وصالة اجلمعة‪.‬‬
‫وبذلك فإن مطلوابت املرأة الدينية أقل من املطلوب من الرجل‪ .‬وهذا تقدير من هللا سبحانه وتعاىل ملهمتها وطبيعتها‪.‬‬
‫ض ُك ْم َعلَى بَ ْعض لِّ ِّلر َج ِّال‬ ‫وليس لنقص فيها‪ ،‬ولذلك حكم هللا سبحانه وتعاىل فقال‪﴿ :‬وَال تَتَمنَّوا ما فَضَّل َّ ِّ‬
‫اللُ بِّه بَ ْع َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ‬
‫ِّ‬ ‫ضلِّ ِّه إِّ َّن َّ‬ ‫ص ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ ِّ‬ ‫ص ِّ‬
‫يما﴾ [النساء‪.]32:‬‬ ‫ِّ‬
‫اللَ َكا َن ب ُك ِّل َش ْيء َعل ً‬ ‫اللَ ِّمن فَ ْ‬
‫اسأَلُوا َّ‬ ‫يب ِمَّا ا ْكتَ َس ْ َ‬
‫ْب َو ْ‬ ‫يب ِمَّا ا ْكتَ َسبُوا َوللن َساء نَ ٌ‬
‫ِّ‬
‫نَ ٌ‬
‫فال تقول‪ :‬إن املرأة غري صائمة لعذر شرعي فليس ذلك ذماً فيها؛ ألن املشرع هو الذي طلب عدم صيامها هنا‪،‬‬
‫كذلك أعفاها من الصالة يف تلك الفرتة‪ ،‬إذن فهذا ليس نقصاً يف املرأة وال ذماً‪ ،‬ولكنه وصف لطبيعتها‪.22‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬لو كان عقلها انقصا نقص ذكاء ملا نزل رسول هللا ‪ ‬على رأي أم سلمة يف أمر من أشق‬
‫األمور وأشدها يف احلديبة‪ ،‬ولكن النقص العقلي يف احلديث معناه أهنا تفعل أشياء يقف العقل عندها وتفعلها‬
‫ابلعاطفة"‪.23‬‬
‫ويقول فضيلة األستاذ الدكتور حممد أبوالليث‪ ":‬ليس املراد بنقصان العقل يف احلديث أن عقل املرأة نصف‬
‫عقل الرجل؛ ألن العقل جزء ال يتجزأ‪ ،‬إن كان فيكون كل العقل‪ ،‬وإن َل يكن فلم يكن الكل‪ ،‬ال يقال أبن عند فالن‬
‫عقال كامال‪ ،‬وعند فالن نصفه أو ربعه‪ ،‬فعندها عقل كامل ولكنها عند التعامل مع أية قضية من القضااي تنظر إليها‬
‫وفيها بعني العاطفة أكثر من نظر العقل‪ ،‬فمن هنا جتعل عاطفتها عقلها النصف أو الربع‪ ،‬مثله كمثل حيلولة األرض‬

‫‪ 22‬تفسري رائع للشيخ الشعراوي حلديث «انقصات عقل ودين»‪،‬‬


‫‪، https://www.youtube.com/watch?v=q2icRSigFOU‬‬
‫‪ 23‬إمساعيل بن عبد هللا و سيوطي بن عبد املناس‪" ،‬نظرات يف حديث انقصات عقل ودين‪ ،‬ص‪.115‬‬

‫‪110‬‬
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫دون الشمس والقمر عند الكسوف واْلسوف‪ ،‬فتجعلهما األرض النصف أو الثلث أو الربع أو ‪ ،...‬كذلك َتاما أتيت‬
‫أرض عاظفتها فتجعل مشس عقلها أو قمر عقلها النصف أو الربع ‪.24"...‬‬
‫وتقول سهيلة محاد‪ :‬إن "هذا احلديث ال يعِن أهنن انقصات عقول طول الدهر‪ ،‬أن الفرتة مؤقتة هي فرتة‬
‫احليض والنفاس‪ .‬فاملرأة يف هاتني الفرتتني َتنع من أداء بعض األمور الدينية‪ ،‬وهي الصالة والصيام والطواف ابلبيت‪،‬‬
‫فكما حيدث نقص يف دينها خالل الفرتتني‪ ،‬فكذلك حيدث نقص يف عقلها لتأثر صحتها هبا‪ .‬فتصاب ببعض‬
‫االضطراابت النفسية‪ ،‬واليت ينعكس أتثريها على عقلها‪ ،‬وهذا ما أثبته العلم احلديث"‪.25‬‬
‫وذهب الدكتور حممد علي البار إىل أن النقص العقلي يعود إىل الفرق بني اجلنسني‪ ،26‬ولكي يثبت ذلك‬
‫نقل الدكتور البار رأي الدكتور ريتشارد ديستاك من كتابه (الدماغ‪ :‬آخر احلدود) ‪The Brain: The Last‬‬
‫‪ ،Frontier‬أب ن النقص العقلي يعود إىل الفرق بني اجلنسني‪ .‬وأن الصبيان يفكرون بطريقة مغايرة لتفكري البنات‪،‬‬
‫ويرى أن املساواة االجتماعية يعتمد على معرفة الفروق بني مخ الفىت ومخ الفتاة‪ ،‬ويقول أبن األحباث العلمية تبني أن‬
‫االختالف بني اجلنسني ليس عائدا فحسب إىل الرتبية‪ ،‬وإمنا يعود أيضا إىل الرتكيب البيلوجي‪ ،‬وإىل اختالف املخ‬
‫لدى الفىت عن الفتاة‪ .‬ويظهر أن األوالد يتفوقون كثريا على البنات يف األمور البصرية‪ ،‬ويف األشياء اليت تتطلب توازان‬
‫كامال يف اجل سم‪ .‬كذلك ختزين القدرات واملعلومات يف الدماغ خيتلف يف الولد عنه يف البنت‪ ،‬ويف الفىت تتجمع‬
‫القدرات الكالمية يف مكان خمتلف عن القدارت اهلندسية والفراغية‪ ،‬بينما هي موجودة يف كال فصي املخ لدى الفتاة‪،‬‬
‫معىن ذلك أن دماغ الفىت أكثر ختصصا من مخ أخته‪ .‬وهذه الفروق كلها تؤكد االختالف والتباين بني الذكر واألنثى‪،‬‬
‫وإن كان كل منهما مؤهال خبصائص وطاقات ختدم جماله‪.27‬‬
‫وهناك من يرى أن يف حديث النيب أساليب بالغية‪ ،‬وهي صرف اللفظ عن املعىن إىل معىن آخر‪ .‬ويقول‬
‫ازِّم ِّم ْن إِّ ْح َدا ُك َّن» من‬
‫الر ُج ِّل ا ْحلَ ِّ‬
‫ب َّ‬‫ات َع ْقل وِّدين أَ ْذ َهب لِّلُ ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سالم البهنساوي‪" :‬إن قول النيب ‪« :‬ما رأَيت ِّمن َانقِّص ِّ‬
‫َ َْ ُ ْ َ‬
‫األساليب البالغية اليت يراد منها صرف اللفظ عن املعىن الظاهر إىل معىن آخر‪ ،‬والقرآين تدل على ذلك‪ ،‬فقد كان‬

‫‪ 24‬حممد أبوالليث اْلري آابدي‪" ،‬إشكالية نقصان عقل املرأة ودينها دراسة حديثية فكرية"‪ ،‬جملة وحدة األمة‪ ،‬السنة األوىل‪ ،‬العدد‬
‫الثاِن‪ ،‬شوال ‪1435‬ه‪ /‬أغسطس ‪ 2014‬م يصدرها جممع حجة اإلسالم ابجلامعة اإلسالمية دار العلوم وقف ديوبند اهلند‪ ،‬ص‪-53‬‬
‫‪.54‬‬
‫‪ 25‬سهيلة زين العابدين احلماد‪ ،‬املرأة بني اإلفراط والتفريط‪( ،‬جدة‪ :‬دار السعودية‪ ،‬د‪.‬ط‪1984 ،‬م)‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪26‬حممد على البار‪ ،‬عمل املرأة يف امليزان‪( ،‬دم‪ ،‬موقع صيد الفوائد ‪ ، www.saaid.net‬ط‪ ،2‬د‪.‬ت) ص ‪.50-49‬‬
‫‪ 27‬ينظر املرجع سابق‪ ،‬ص ‪..50-49‬‬

‫‪111‬‬
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫احلديث يف يوم عيد الفرح والسرور‪ ،‬فال يراد منه ذم النساء‪ ،‬بل تقرير ذكائهن حيث يذهْب بلب الرجل‪ ،‬على الرغم‬
‫من أن شهادة املرأة على النصف من شهادة الرجل يف بعض األمور"‪.28‬‬
‫ويف نقص تدين اإلنسان وتقواه هلل وطاعته له‪ ،‬قال اإلمام النووي رمحه هللا‪" :‬إن الدين واإلميان واإلسالم‬
‫مشرتكة يف معىن واحد‪ ،‬وإن الطاعات تسمى إمياان ودينا‪ ،‬وإذا ثبت هذا علمنا أن من كثرت عبادته زاد إميانه وطاعته‪،‬‬
‫ومن نقصت عبادته نقص دينه وطاعته"‪.29‬‬
‫إن الرسول ‪ ‬حني سئل عن نقص الدين ذكر أمراً حمدداً‪ ،‬وهو نقص الصالة والصيام يف أايم احليض‬
‫والنفاس‪ ،‬فهو من انحية نقص جزئي حمصور يف العبادة‪ ،‬بل يف بعض الشعائر فحسب‪ ،‬حيث تقوم احلائض والنفساء‬
‫أبداء مناسك احلج مجيعاً عدا الطواف ابلبيت كما أهنا ال هتجر ذكر هللا‪ ،‬والدين القيم إميان‪ ،‬وتقوى‪ ،‬تتبع اإلميان‪ُ ،‬ث‬
‫عبادات‪ُ ،‬ث أخالق ومعامالت‪.‬‬
‫وهو من انحية اثنية نقص مؤقت أي ليس دائماً يف حياة املرأة كلها‪ ،‬وإمنا يقع يف فرتات قصرية‪ُ ،‬ث إن‬
‫احليض ينقطع مع احلمل وهو تسعة أشهر متصلة‪ ،‬وينعدم مع سن اليأس‪ ،‬ومن انحية اثلثة فإن النقص ليس من‬
‫كسب املرأة واختيارها‪ ،‬واملرأة املؤمنة قد تشعر ابألسى حلرماهنا من الصالة والصيام‪ ،‬ولكنها ترضى وتصرب على أمر قد‬
‫كتبه هللا عليها‪ ،‬فيثيبها هللا على هذا الرضا وذاك الصرب‪.‬‬

‫اإلعجاز العلمي يف حديث نقصان عقل املرأة‬


‫وللعلم احلديث تفسري آخر حلديث انقصات عقل ودين‪ ،‬ويقول املهندس الكحيل‪ 30‬صاحب موقع الكحيل لإلعجاز‬
‫العلمي‪َ :‬نن نعلم من العلم احلديث أن الدماغ والقلب مها العضوان الرئيسيان املسؤوالن عن التفكري والوعي واإلدراك‬
‫والفهم واختاذ القرار والعواطف والعمليات الفكرية ‪ ...‬فالدماغ حيوي مليارات اْلالاي اليت تعمل بشكل مستمر حىت‬

‫‪ 28‬ساَل البهنساوي‪ ،‬مكانة املرآة بني اإلسالم القوانني املالية‪( ،‬الكويت‪ :‬دار القلم‪ ،‬د‪.‬ط‪1986 ،‬م‪ ،‬ص‪.139‬‬
‫‪ 29‬أبو زكراي حيي بن شرف الدين النووي‪ ،‬شرح صحيح مسلم‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار الراين للرتاث‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.68‬‬
‫‪ 30‬املهندس عبد الدائم الكحيل هو ابحث يف إعجاز القرآن والسنة‪ ،‬ابحث علمي يف املركز العاملي للقرآن الكري‪ .‬عضو اهليئة العاملية‬
‫لإلعجاز العلمي يف القرآن والسنة‪ .‬حيمل بكالوريوس يف اهلندسة امليكانيكية ودبلوم الرتبية والتأهيل الرتبوي ودبلوم دراسات علم‬
‫السوائل من جامعة دمشق‪ .‬وحيفظ القرآن الكري وعدد كبري من األحاديث النبوية الشريفة‪ .‬وهو من مواليد مدينة محص (بسورية) عام‬
‫‪1966‬م‪ ،‬ويتقن اللغة العربية واإلنكليزية‪.‬‬
‫‪http://www.kaheel7.com/ar/index.php/home/48-2010-02-03-00-24-46/86-2010-‬‬
‫‪02-26-21-45-26‬‬

‫‪112‬‬
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫أثناء النوم‪ ،‬وذلك لإلشراف على عمل اجلسم ابلكامل‪ ،‬والقلب يقوم ابإلشراف على عمل الدماغ‪ .‬ولقد أثبت العلم‬
‫احلديث أن دماغ املرأة أصغر من دماغ الرجل حبدود ‪ ،% 10‬وقلب املرأة أصغر من قلب الرجل‪ ،‬وابلتاِل هناك زايدة‬
‫يف عدد خالاي الدماغ والقلب‪ ،‬هذه الزايدة تقدر بعدة مليارات من اْلالاي!! إذاً هناك نقصان يف عدد خالاي القلب‬
‫والدماغ ابلنسبة للمرأة عن الرجل‪ .‬وحىت عندما نراعي فوارق الوزن بني الرجل واملرأة يبقى دماغ الرجل أكرب من حيث‬
‫عدد اْلالاي اليت تزيد حبدود ‪ % 4‬على عدد خالاي دماغ املرأة‪ .‬وإن نقصان عدد خالاي الدماغ عند املرأة يؤدي‬
‫الحتمال إصابتها ابلزهامير (اْلرف أو فقدان الذاكرة) أكثر من الرجل؛ ألن عدد خالاي دماغ الرجل أكثر‪ ،‬وأن سبب‬
‫مرض اْلرف هو تدمري خالاي الدماغ أثناء الكرب يف السن‪ ،‬ومبا أن دماغ املرأة أصغر فسوف تتنكس اْلالاي بشكل‬
‫أسرع‪ ،‬وتصاب املرأة ابْلرف بنسبة تبلغ ضعف نسبة اإلصابة للرجل‪ .‬ويف حبث صدر عن جامعة هارفارد سنة‬
‫‪2007‬م تقول الباحثة ‪ Jill Goldstein‬بأن هناك فروقات كبرية جداً بني عقل الرجل وعقل املرأة‪ ،‬سواء يف احلجم أو‬
‫الوزن‪ ،‬أو كيفية معاجلة املعلومات‪ ،‬كذلك هناك فروقات يف عدد خالاي كل منطقة من مناطق الدماغ‪ ،‬وبشكل عام‬
‫دماغ املرأة أصغر من دماغ الرجل‪ .‬كما وجد علماء كنديون حديثاً أن دماغ املرأة أكثر نشاطاً من دماغ الرجل‪،‬‬
‫ولذلك فإن دماغ الرجل أفضل من حيث االستقرار والراحة والنوم‪ ،‬وهكذا وجد املرأة أكثر قلقاً وانفعاالً من الرجل‬
‫وحىت أثناء النوم‪ ،‬فإن دماغ الرجل أكثر سكوانً‪ ،‬ولذلك البد للمرأة من أن تعوض ذلك من خالل اإلكثار من أعمال‬
‫اْلري مثالً ِما يؤدي لزايدة استقرار الدماغ لديها‪.31‬‬

‫‪ 31‬عبد الدائم الكحيل‪" ،‬سلسلة االفرتاءات (‪ )9‬النساء انقصات عقل ودين!"‪ ،‬موقع الكحيل لالعجاز العلمي‪،‬‬
‫‪ ، www.kaheel7.com/ar‬التصفح ‪ 15‬مايو ‪2018‬م‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫وأما دماغ الرجل فيستطيع معاجلة أكثر من قضية يف نفس الوقت‪ ،‬وهنا يتفوق على دماغ املرأة الذي يعاجل‬
‫قضية واحدة فقط‪ ،‬ولكن دماغ املرأة يتفوق على دماغ الرجل يف القدرة على حتمل األَل والصرب‪ ،‬فدماغ الرجل لديه‬
‫القدرة على صنع ردود أفعال مناسبة يف حاالت اْلوف أو الدفاع عن النفس أكثر من املرأة‪ ،‬كذلك فإن الذاكرة‬
‫القصرية لدى املرأة أقوى من الرجل‪ ،‬بينما يتفوق الرجل على املرأة يف الذاكرة الطويلة األمد‪ ،‬حيث يتمكن دماغ‬
‫الرجل من ربط األحداث والذكرايت القدمية ببعضها‬
‫بشكل أفضل؛ بينما املرأة حتتاج ملن يساعدها على ربط‬
‫األحداث املاضية‪ .‬ورمبا هذا هو سبب أن شهادة املرأة‬
‫تعدل نصف شهادة الرجل‪ .‬وابلنسبة عدد الوصالت‬
‫بني خالاي الدماغ العصبية يف دماغ املرأة أقل منها يف‬
‫دماغ الرجل‪ ،‬وهذه الوصالت بني خالاي الدماغ مهمة‬
‫جداً يف سرعة التفكري وسرعة نقل املعلومات بني خالاي‬
‫الدماغ‪ ،‬ولكن املرأة لديها يف الدماغ مناطق مسؤولة عن‬
‫املشاعر أكرب من الرجل‪ ،‬وابلتاِل تعترب املرأة أكثر عاطفية وإاثرة وقدرة على اإلغراء وإاثرة املشاعر‪ ،‬ويقول العلماء‪ :‬إن‬
‫ِّ‬
‫انقصات‬ ‫اللِّ ‪« :‬وما رأيت من‬ ‫ول َّ‬
‫املرأة أكثر قدرة على التقاط اإلشارات العاطفية أكثر من الرجل‪ ،‬ولذلك قال َر ُس ُ‬
‫أغلب لذي لب ِّمْن ُكن» وهنا إشارة علمية إىل قدرة املرأة اهلائلة يف إاثرة الرجل مع العلم أن دماغها أقل‬
‫عقل ودين َ‬
‫وأصغر‪.32‬‬
‫أما دماغ الرجل فهو قادر على معاجلة مشاكل‬
‫حمددة ودقيقة مبعزل عن بقية املشاكل واهلموم اليومية‪ ،‬بينما‬
‫جند املرأة التستطيع معاجلة مشكلة واحدة مبعزل عن بقية‬
‫املشاكل اليومية‪ .‬وابلتاِل تنخفض قدرهتا على حل املشاكل‬
‫الكبرية‪ .‬وإن دماغ املرأة أقل قدرة على التأقلم مع الظروف‬
‫الصعبة ِما جيعل املرأة تصاب ابكتئاب وقلق أكثر من‬
‫الرجل‪ .‬وهذا نقصان يف قدرة املرأة على حل املشكالت‬
‫والتأقلم مع الظروف واكتساب مزيد من السعادة‪ .‬حىت إن‬

‫‪32‬‬
‫املرجع سابق‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫دماغ املرأة ينتج مادة أقل من هرمون ‪( 33 serotonin‬دماغ الرجل ينتج ‪ % 50‬أكثر) هذا اهلرمون هو املسؤول عن‬
‫السعادة‪ ..‬وهذا نقصان آخر أيضاً‪ .‬وقد تبني دراسات الرنني املغنطيسي الوظيفي واختبارات الذكاء اليت أجريت على‬
‫الرجال والنساء أن الفص اجلداري السفلي حيوي خالاي أقل عند املرأة‪ ،‬وابلتاِل فإن قدرة املرأة على إجراء العمليات‬
‫احلسابية والرايضيات أقل من قدرة الرجل‪.34‬‬
‫وينقل لنا كذلك الدكتور مسري بو راس‪ 35‬حقائق علمية مذهلة أثبتها ابحثون غربيون من غري املسلمني‪ .‬يقول‬
‫بوراس‪" :‬الشهادة أمر متعلق ابلذاكرة اليت هي جزء من العقل وقد يعرب عن اجلزء ابلكل يف لغة العرب‪ ،‬فنقص العقل‬
‫هنا ليس نقصا شامال وإمنا مقيد ابلذاكرة‪ ،‬بل بنوع معني من الذاكرة‪ .‬ومن األسباب اليت جتعل ذاكرة الرجل أفضل‬
‫يف شهادة الدين وتبني الفروق يف الذاكرة بني املرأة والرجل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬نقص االهتمام أبمر ما سبب مهم لنسيانه والشك أن هذا األمر(التداين) له عالقة ابلتنافس وال يدخل‬
‫يف اهتمامات املرأة عادة‪ ,‬هلذا حىت لو شهد ‪-‬نقص االهتمام أبمر ما سبب مهم لنسيانه والشك أن هذا‬
‫األمر(التداين) له عالقة ابلتنافس وال يدخل يف اهتمامات املرأة عادة‪ ,‬هلذا حىت لو شهدت فعدم تذكر األمر كثريا‬
‫وتثبيته بصورة جيدة يف الذاكرة قد يؤدي إىل نسيانه "االهتمام أبمر ما وتذكره كثريا يثبته يف الذاكرة( االستدعاء‬
‫املتكرر لعصبون ‪ neurone‬يدعو إىل تكون بروتينات عديدة يف املخ تؤدي إىل وصالت عصبية جديدة مع‬
‫عصبوانت أخرى واليت هي مصدر الذاكرة البعيدة األمد‪( .‬وهناك جتربة سويدية عن الذاكرة البعيدة األمد للمرأة وهي‬
‫ذاكرة أقوى فيما خيص الكالم والصور واألحداث اليومية ذات الشق العاطفي‪ ،‬وللرجل ذاكرة أقوى فيما خيص‬
‫‪visuo-spatial‬‬ ‫التجارب املهنية واليت هلا عالقة ابملنافسة والنشاطات اجلسمية‪ ،‬أشياء رمزية ومعطيات غري لغوية‬
‫‪.36memory‬‬
‫‪ -2‬الذاكرة العاطفية قوية عند املراة اليت قد تفسر االهنيارات العصبية‪ ،‬وذلك ابسرتجاع األحداث السيئة‬
‫(وأنبه إىل أن تذكر شيء مع االهتمام بنقله والتعبري عنه غري العاطفة)‪ ،‬ويعطي العلماء لتفسري هذا األمر وتبسيطه‬
‫مثال االنتحار‪" :‬ألن حماوالت االنتحار عند املرأة عشرة أمثاهلا عند الرجل‪ ،‬فهذا تعبري عن الشعور‪ ،‬بينما نسبة‬

‫‪ 33‬السريوتونني هي أحد الناقالت العصبية وتلعب هذه املادة دورا مهما يف تنظيم مزاج األنسان (لذا يسمى أيضا هبرمون السعادة)ز‬
‫‪ 34‬املرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 35‬استشاري جراحة الكلى واملسالك البولية وأستاذ مساعد يف كلية الطب – اجلزائر‬
‫‪http://quran-m.com/container2.php?fun=artview&id=857‬‬
‫‪ 36‬مسري بوراس‪ ،‬العلم اليقني ىف شرح حديث انقصات عقل ودين‪http://quran- ،‬‬
‫‪ m.com/container2.php?fun=artview&id=85‬االسرتجاع ‪ 15‬مايو ‪2018‬م‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫االنتحار وجناحها عند الرجل أكرب بكثري وهذا هو الشعور نفسه"‪ .‬أما جتربة الصور اليت هلا أتثري عاطفي تتذكرها‬
‫النساء بنسبة ‪ %75‬ويتذكرها الرجال بنسبة ‪ 60%‬فقط ‪ Canli 2002 psychologiemagazine.‬وقد أجرى فريق‬
‫من األطباء النفسانيني األمريكان جتربة على رجال ونساء إبعطائهم صورا ذات مواضيع متعددة‪ ،‬وبعد مدة أجروا‬
‫اختبارات هلم مع عمل تصوير رنني مغناطيسي ورؤية أتثري الصور واسرتجاعها على نشاط املخ فوجدوا أن استجابة‬
‫املرأة للصور ذات الطابع العاطفي أكثر من الرجل‪.37‬وهناك دراسة أخرى أثبتت أن‪ :‬مخ املراة أكثر تنظيما لتذكر‬
‫واستقبال العواطف‪ ،‬ويكون تذكر املراة للمؤثرات العاطفية بنسبة أكرب من الرجل يف ختزين التجارب العاطفية وتشفريها‬
‫يف الذاكرة ومن الواضح أن ذاكرة املرأة أقوى من الرجل يف هذا األمر‪.‬‬
‫‪ -3‬أتثر وظائف املخ األيسر بسبب اهلرموانت األنثوية ‪ :hippocampe‬حتت أتثري اهلرموانت اجلنسية‪-‬‬
‫التستسرتون عند الرجل‪ -‬واالسرتوجني والربوجسرتون عند املرأة أي حسب الدورة الشهرية‪ .‬ولوحظ أن املخ األمين‬
‫أكثر تطورا عند الرجل حتت أتثري اهلرموانت اجلنسية‪ ،‬وتركيزه األكرب على كل ما له عالقة ابلتنافس (التستسرتون ينمي‬
‫هذا)‪ ،‬وأن املخ األيسر أكثر تطورا عند املرأة‪ ،‬ولكنها تستعمل االثنني‪ ،‬وَتيل أكثر إىل كل ما يتعلق ابلكالم‬
‫واالتصال (بفعل االسرتوجني)‪.38‬‬
‫‪ -4‬أتثر الذاكرة مبستوى اهلرموانت اجلنسية حسب الدورة الشهرية يف املرحلة اجليبية )‪(follicular stape‬‬
‫يرتفع االسرتوجني )‪ (œstradiol‬الذي له أتثري سليب على الذاكرة‪ .‬وحسب جمموعات من الباحثني االيطاليني‬
‫والربازيليني يؤثر احليض على احلالة النفسية ومزاج املرأة‪ ،‬ويعترب تقلب املزاج من أهم أسباب النسيان يف مرحلة‬
‫االسرتجاع‪ ،‬وهذا يوضح ملاذا أرشدت اآلية الكرمية إىل االستعانة بشاهدتني معا لتذكر إحدامها األخري‪.39‬‬
‫‪ -5‬اتثري احلمل والوالدة‪ :‬طبقا لدراسة اسرتالية ‪َ paththrouh life project‬تت بعد فحص ‪ 2500‬امراة‬
‫يف سن مابني ‪ 20‬و‪ 24‬سنة من سنة ‪1999‬م إىل سنة ‪2007‬م‪ .‬منهن ‪ 223‬أصبحن أمهات و‪ 72‬محلن‪،‬‬
‫أكدت الربوفسور "‪ pr hellen christensen‬أن والدة املولود يف حد ذاته تؤذي الذاكرة عند بعض النساء نتيجة‬
‫تغريات بيئية وليس نفسية"؟؟ وأثبتت أن الوالدة تؤثر بغض النظر عن السبب‪ .‬وهناك دراسة اسرتالية أخرى قام هبا‬
‫فريق من العلماء يف سيدِن نشرت نتائجها يف شبكيت ‪ BBC‬و‪ CNN‬وكان عنواهنا‪" :‬هل احلمل يؤدي إىل فقدان‬
‫الذاكرة"؟؟ وأثبتت اْلبرية جوليا هنري ‪ Psychologist‬يف هذه الدراسة أن‪" :‬احلمل حيدث اضطرااب يف الذاكرة وقد‬

‫‪ 37‬ينظر‪ :‬املرجغ السابق‪.‬‬


‫‪ 38‬ينظر‪ :‬املرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 39‬ينظر‪ :‬املرجع سابق‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫يستمر ملدة عام ورمبا أكثر‪ ،‬وهذا لتناقص عدد خالاي الذاكرة" بينما تبقى األسباب جمهولة كما يقول الدكتور هنري‬
‫في ‪Clinical and‬‬ ‫ود‪.‬راندل (تغري هرموانت اجلسم والتغري السريع يف منط احلياة؟؟)‪ ،‬وهذه الدراسة نشرت أيضا‬
‫‪40.Jounal‬‬ ‫‪of .Experimental Neuropsychology‬‬
‫ثبت أن‬ ‫‪Hormonothérapie de substitution‬‬ ‫‪ -6‬أتثري اهلرموانت بعد سن اليأس على عمل الذاكرة‬
‫النساء اليت تتعاطى هرموانت بعد سن اليأس حتدث هلن أعراض جانبية كثرية ومنها التاثري السليب على الذاكرة‪ .‬وهذه‬
‫الدراسة نشرت يف ‪ ، the medical journal of the American Academy of Neurology‬كذك نقص أيون‬
‫احلديد يف الدم يؤذي ذاكرة املرأة‪ .‬وهذا ما أثبتته جتارب أمريكية جرت جبامعة ‪ Pennsylvanie usa‬على ‪ 149‬امرأة‬
‫يف سن ما بني ‪ 18‬و‪ 35‬سنة‪ ،‬وكانت نتيجتها أن نقصان احلديد يبطئ من تفكري املرأة وذاكرهتا‪ .‬وجتدر اإلشارة إىل‬
‫أن هناك حواِل ‪ 20%‬من نساء العاَل املتقدم و‪ 40%‬من نساء العاَل الثالث مصاابت بنقص حاد يف احلديد‪ ،‬فكم‬
‫عدد الاليت يعانني من نقص معتدل؟!! وللعلم فإن من أهم أسباب النقص عوامل شبه مالزمة للمرأة يف سن اْلصوبة‬
‫‪41‬‬
‫كاحلمل والعادة الشهرية (خاصة إذا كانت مدهتا طويلة مع نزيف حاد)‬
‫‪ -8‬نقص النوم وأثره يف عدم تثبيت املعلومات‪ .‬والنوم عامل مهم جدا يف آلية الذاكرة‪ ،‬ويتم يف بعض مراحله‬
‫تثبيت وتنظيم املعلومات‪ (consolidation) ،‬والتخلص من املعلومات غري مهمة يف الذاكرة‪ .‬وال شك أن املرأة‬
‫معرضة هلذا النقص أكثر من الرجل بسبب احلمل والرضاع والسهر على األوالد وَنو ذلك‪ .‬كما أن نقص احلركة‬
‫والتمارين اجلسمانية واملشي تضعف الذاكرة‪ .‬فهذه الرايضة هي اليت تقوي وتنمي الوصالت العصبية املسؤولة عن‬
‫الذاكرة‪ .‬ويضيف إىل ذلك أتثري القلق‪ ،‬والقلق من العوامل اليت هلا أتثري سليب على الذاكرة خاصة يف مرحلة التسفري‬
‫والتمتني)‪ (consolidation‬تقول الدكتورة ‪ francoise Dorn‬والدكتورة ‪ Elisabeth Couzon‬ومها خمتصتان يف علم‬
‫النفس‪" :‬مع كل التقدم الذي عرفته املرآة ومسريهتا إال أهنا تبقى معرضة للقلق ثالث أضعاف تعرض الرجل"‪ ،‬كما‬
‫نعرف أنه عند القلق يتم إفراز هرمون الكورتيزون ‪ cortisol‬أو هرمون القلق كما يسمى‪ ،‬وأثبتت الدراسات أنه يؤذي‬
‫الذاكرة يف حالة القلق واالضطراب‪ .‬كما أثبت ‪ Robert M. Sapolsky Pr‬أن القلق يؤذي احلصني مركز الذاكرة بفعل‬
‫هرمون الكورتزون‪ .‬ويقول الكاتب الفرنسي ‪ Paul Dewandre‬وهو من املنظرين يف العالقات اإلنسانية‪" :‬إن املرأة‬
‫تقوم بعدة مهام يف نفس الوقت‪ ،‬وال تنتظر االنتهاء من واحدة حىت تبدأ األخرى‪ ،‬وهذا بفعل استعماهلا للمخني"‪،‬‬
‫ويشاطره يف هذا بعض األطباء النفسانيني ومنهم‪ Elisabeth Couzo.‬كما أظهرت الدراسة اليت قامت هبا ‪Gloria‬‬
‫‪Mark‬جبامعة كاليفورنيا أن القيام أبعمال متعددة يف نفس الوقت جيعل اإلنسان يعمل أكثر وينتج أقل‪ ،‬ويف النهاية‬

‫‪ 40‬ينظر‪:‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 41‬ينظر‪:‬املرجع السابق‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫‪e-ISSN: 2600-8394‬‬ ‫‪VOL. 2 No. 2‬‬ ‫)‪June (1439-2018‬‬
‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة ‪ -‬محمد أبو الليث الخيرآبادي ‪ -‬عائشة خليلة عبد الستار‬

‫َنصل على مستوى عال من القلق واجلهد والضغط‪ .‬وتظهر دراسة أخرى أن تفوق ملكة تعدد املهام ابلنسبة للمرأة له‬
‫"عالقة حببها لفعل أشياء متعددة يف نفس الوقت"‪ .‬وحسب قول ابحث آخر فان ظروف احلياة هي اليت جتعل القلق‬
‫يسيطر على كل كيان املرأة فهي‪" :‬فريسة ألنواع متعددة من القلق )‪ (Stress de multi-taches‬كما تقول ‪Elisabeth‬‬
‫‪Couzon.‬وال ميكن تفسري قيامها أبشياء كثرية يف نفس الوقت حببها لفعل هذا مع كل العواقب املعروفة‪ .‬ومن ذلك‬
‫أيضا األمراض النفسية والعصبية‪ .‬وقد ثبت أن ‪ 5/4‬االهنيارات تصيب النساء‪ ،‬وغِن عن البيان ما هلذه االهنيارات‬
‫العصبية من أتثري سليب على الذاكرة‪.‬كما أن بعض األدوية كمضادات االكتئاب تؤدي إىل نقص يف الوسائط العصبية‬
‫)‪ (acétylcholine‬اليت هلا دور كبري يف التذكر"‪.42‬‬
‫ِما سبق تبني أن نقصان عقل املرأة ال يعِن أهنا أقل من الرجل‪ ،‬بل تتفوق على الرجل ابإلميان والعمل‬
‫اب َهلُْم َرُّهبُْم‬
‫استَ َج َ‬
‫الصاحل‪ ،‬وأن هللا سبحانه وتعاىل َل مييز بني الرجل واملرأة إال ابلعمل الصاحل‪ ،‬حيث قال تعاىل‪﴿ :‬فَ ْ‬
‫ض ُكم ِّمن بَ ْعض﴾ [آل عمران‪.]195 :‬‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫أَِِّن َال أُض ُ‬
‫يع َع َم َل َعامل من ُكم من ذَ َكر أ َْو أُنثَى بَ ْع ُ‬

‫اخلامتة‬
‫من خالل ما تطرقنا إليه يف هذا البحث ميكننا أن نقول أبن النتائج اليت توصلنا إليها من خالل هذا البحث هي‪:‬‬
‫‪ .1‬احلديث الوارد يف املسألة متفق على صحته‪ ،‬وال إشكال يف ذلك‪.‬‬
‫‪ .2‬نقص الدين الوارد يف احلديث ميكن أن يعِن نقص تدين اإلنسان كتقوى هللا وطاعته له‪.‬‬
‫‪ .3‬إن وصف النيب ‪ ‬للنساء أبهنن (انقصات عقل) دقيق جداً من الناحية العلمية‪ ،‬حيث إن العلماء أثبتوا أن‬
‫هناك نقصاان يف حجم دماغ املرأة‪ ،‬ونقصاان يف عدد خالاي دماغ املرأة‪ ،‬ونقصاان يف حجم القلب وعدد‬
‫خالاي القلب‪ ،‬وذلك مقارنة بدماغ وقلب الرجل‪.‬‬
‫‪ .4‬إن الدماغ والقلب مها املسؤوالن عن التفكري واإلدراك والعمليات احلسابية‪ ،‬وكذلك الفقه والتأمل والفهم‪،‬‬
‫وابلتاِل فإن نقصان حجم وعدد خالاي القلب والدماغ لدى املرأة يؤدي ابلنتيجة إىل نقصان كفاءة ومستوى‬
‫اإلدراك والقدرة على اختاذ القرار والقدرة على العمليات احلسابية وغري ذلك‪.‬‬

‫‪ 42‬مسري بوراس‪ " ،‬لعلم اليقني يف شرح حديث انقصات عقل ودين"‪ ،‬موقع موسوعة اإلعجاز العلمي يف القرآن والسنة‪ ،‬اتريخ نشر‬
‫املقال ‪،14353 2010/6/16 :‬‬
‫‪http://quran-m.com/container2.php?fun=artview&id=857‬‬

‫‪118‬‬
e-ISSN: 2600-8394 VOL. 2 No. 2 June (1439-2018)
‫ عائشة خليلة عبد الستار‬- ‫ محمد أبو الليث الخيرآبادي‬- ‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة‬

‫أغلب لذي لب ِّمنْ ُكن» فهذا‬ ِّ


َ ‫ «وما رأيت من انقصات عقل ودين‬:‫ وخطابه للنساء‬ ‫ ويف قول النيب‬.5
‫الكالم يتطابق مع ما كشفه العلماء مؤخراً من أن دماغ املرأة يتميز بقدرته على إاثرة مشاعر الرجل والتقاط‬
‫أغلب لذي لب‬
َ « :‫ وهذا ما عرب عنه النيب بقوله‬،‫الرسائل العاطفية أكثر من قدرة الرجل وهنا املرأة تتفوق‬
‫ على الرغم من نقصان حجم دماغ املرأة فإن لديه القدرة على التغلب على دماغ‬:ً‫ وهذا يعمي علميا‬،»‫ِّمنْ ُكن‬
.‫الرجل الذكي والكامل بسبب هذه امليزة اليت يتميز هبا دماغها‬

‫املصادر واملراجع‬
AbË Khalaf, ÑAzÊz MuÍammad. (29December 2014/17 dhilÍijjah 1425). Ra’y ÑUlamÉ’ al-Islam
Fi Ñql al-Mar’a, LahÉ Online, http://www.lahaonline.com/articles/view/7370.htm

AÍmad, RabiÑ. (2012/10/28-1433/12/13), al-DurËs al-MustafÉdah Min MawÑiÐat al-AnabÊ Al-


NisÉ wa al-raddu ÑalÉ al-MughriÌÊn, http://www.alukah.net/sharia/0/45813/#_ftn4

Al-×ammÉd, Suhaila, Al-Mar’a al-Muslaimah Baina Al-NaÎÎu al-DÊni Wa al-WÉaqiÑ al-


ijthimaÑi, Waraqah Muqaddamah li Mu’tamar “Al-Mar’ah Fi al-MujtamaÑÉt al-ÑArabiyyah”,
Al-Marka al-AÑlÉ lil BuÍËth bi JÉmiÑat al-RËÍ al-Quds al-Kaslik, BeirËt, 23-24 October 2012.
http://dr-suhaila-z-hammad.blogspot.my/2012/12/blog-post_24.html.

Al-×ammÉd, Suhaila.(1984). Al-Mar’a Baina al-IfrÉÏ Wa al-TafrÊÏ, Jiddah: DÉr al-Saudiyyah.

Al-×Ékim, MuÍammad bin ÑAbdullah bin MuÍammad. (1990/1411). Al-Mustadrik ÑAlÉal-


ØaÍiÍain, TaÍqÊq: MuÎÏafÉ ÑAbdulqÉdir ÑAÏÉ’, BeirËt: DÉr al-Kutb al-ÑIlmiyyah.

Al-×udËd, al-Sayyid ÑAÏÉ’. (n.d). Al-TashriÑ al-JinÉÊ al-IslÉmÊ, Kuala Limpur: MaÏabaaÑt
baj.

Al-BÉr, Mohamed Ali. (n.d) Ómal al Mar’a fÊ MÊzÉn. (2nd edn.) Øaid al-fawÉid,
www.saaid.net.

Al-BahansÉwÊ. (1986). MakÉnat al-Mar’a Baina al-IslÉm wa al-QawÉnÊn al-ÑÓlamiyyah. Al-


Kuwait: DÉar al-Qalam.

Al-BannÉ, JamÉl. (n.d). al-Sunnah Wa DawruhÉ Fi al-Fiqh al-JadÊd. Al-QÉhirah: DÉr al-Fikr
al-IslÉmÊ.

Al-BÉnÊ, MuÍammad NÉÎir, (1988/1408). ÖaÑÊf al-JÉmiÑ al-ØaghÊr Wa ZiyÉdatihÊ. (2nd


edn.). Bayrūt: Maktab al-IslÉmÊ.

119
e-ISSN: 2600-8394 VOL. 2 No. 2 June (1439-2018)
‫ عائشة خليلة عبد الستار‬- ‫ محمد أبو الليث الخيرآبادي‬- ‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة‬
Al-BukhÉri, MuÍammad bin IsmaÑÊl Abu ÑAbdullah. (1422). Al-JÉmiÑ al-Musnad al-ØaÍÊÍ al-
MukhtaÎar Min UmËru RasËlullahi Salla Allallah Ñalaihi wasallama Wa SunanihÊ Wa
AyyÉmihÊ. Taḥqīq: MuÍammad Zuhair al-NÉÎir. (1st edn.). (n.p.): DÉrÏËq al-NajÉt.

Al-Khair ÓbaÉdi, MuÍammad Abu al-Laith. (2015). Hadith “NÉqiÎÉt ÑAql wa Din”:
IshkÉliyÉah, ‘AsbÉab, ×ulËl, Majallah MaÑÉlim al-QuraÉn wa al-Sunnah, Kulliah DirÉsaÉt al-
QurÉn wa al-Sunnah, JÉmiÑah al-ÑulËm al-IslÉmiyyah bi MÉalÊziyÉ, al-Sanah al-ËlÉ, al-
ÑAdad al-‘Awwal.

Al-Khair ÓbÉdi, MuÍammad Abu al-Laith. IshkÉliyyah NuqÎÉn al-‘Aql wa DÊnuha DirÉsaÉ
×adÊthiyyah Fikriyyah, Majallah Wahdat al-Ummah, al-Sanah al-ÕlÉ, al-ÑAdad al-ThÉnÊ,
ShawwÉl 2014/1435, India: MajmaÑ ×ujjat al-IslÉm, al-JÉmiÑa al-Islamiyyah Waqf Dioband.

Al-KuÍail, ÑAbdul al-DÉim, Silsilat al-IftirÉ’Ét (9) al-NisÉ’ NÉqiÎÉt ÑAql Wa Din, MawqiÑ al-
KuÍail lil-iÑjÉza al-ÑilmÊ, www.kaheel7.com/ar

Al-NaisÉbËrÊ, Muslim bin al-×ajjaj al-QushairÊ. (n.d). Al-Musnad al-ØaÍÊÍ al-MukhtaÎar


binaql al-Ñadl Ñan al-Ñadl IlÉ RasËlullahi Øalla Allah ÑAlaihi Wa Sallama. TaÍqÊq:
MuÍammad FuÉd ÑAbd al-BÉqÊ, BeirËt: DÉr IÍyÉ’ al-TurÉth al-ÑArabÊ.

Al-NawaÊ, AbË Zakariyyah YaÍyÉ Bin Sharaf al-Din. (n.d). SharaÍ ØaÍÊÍ al-Muslim, al-
QÉhirÉ: DÉr al-Rayyan lill TurÉth.

Al-ShaÑrawÊ, MuÍammad MutawallÊ, ThafsÊr RÉiÑ lil Shaikh al-ShaÑrawÊ li ×adith


“NÉqiÎÉt ‘Aql Wa Din”, https://www.youtube.com/watch?v=q2icRSigFOU

Al-ShuwÉribÊ, ÑAbdul RahmÉn. (1997). Al-×uqËq al-SiyÉsiyyah lil-Mar’a fÊ al-IslÉm,


BeirËt: DÉr Ibn ×azam.

Al-Tirmidhi, MuÍammad bin ÑÔsÉ bin ÖaÍÉk. (1975/1395). Sunan Al-Tirmidhi, TaÍqÊq:
Ahmad ShÉkir & Muhammad Fouad ÑAbd al-BÉqÊ, (2nd edn.) (N.P): MaÏbaÑah MuÎÏafÉ al-
BÉbÊ al-×alaÊ.

BourÉs, SamÊr.(2010/6/16 ). Al-Ñilm al-YaqÊn FÊ SharaÍ ×adith NaqiÎÉt ‘Aql Wa Din,


MawsËÑah al-IÑujÉz al-ÑIlmÊ lil QurÉn wa al-Sunnah. http://quran-m.com/quran/article/2601.

DarËzah, MuÍammad ÑIzzat,(n.d). Al-Mara’a Fi al-QurÉn wa al-Sunnah, BeirËt: Al-Maktabah


al-ÑAÎriyyah.

Ibn BÉz, (nd). ThawÌiÍ ×adith al-NisÉ NaqiÉÎÉt ÑAql Wa din, [Ibn Baz] RaÍimahullahi,
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=5272#gsc.tab=0

Hossam Moussa Mohamed Shousha, The Concept of State and Its Necessary Existence
considering the Noble Qur’an and the Present Reality, Al-Risalah: Journal of Islamic Revealed

120
e-ISSN: 2600-8394 VOL. 2 No. 2 June (1439-2018)
‫ عائشة خليلة عبد الستار‬- ‫ محمد أبو الليث الخيرآبادي‬- ‫اإلعجاز العلمي في حديث نقصان عقل المرأة‬
Knowledge and Human Sciences (ARJIHS) e-ISSN: 2600-8394, Vol 2 No 1 (2018), Special
Issue.
ÑAbdullah, Ibn IsmaÑil & SuyËÏÊ, ÑAbdul ManÉs, NaÌarÉtin FÊ ×adith “NÉqiÎÉt ÑAql Wa
Din”, Majallah WaÍdat al-Ummah, Vol 4, No 1, August 2006, Al-MaÑhad al-ÑÓlamÊ lil
waÍdatul Ummah, International Islamic University Malaysia.

121

You might also like