You are on page 1of 3

‫[الورقة األخيرة]‬

‫الســــــــالم‬
‫ﺍﻟﺴﻼﻡ‪ :‬ﺭؤﻳﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫رؤية إسالمية‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺃﻣﺤﺰﻭﻥ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻉ‪386‬‬ ‫(*)‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫حممد أحمزون‬ ‫■ ■أ‪ .‬د‪.‬‬
‫ﻻ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬

‫اعـتُـــدِ َي عليهــا أو فــن أهلها‪ ،‬وإلخــاء الطريق ممن‬


‫ْ‬ ‫أســماء اهلل احلســنى‪.‬‬
‫الســام اســم مــن‪2019‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ إن‬
‫ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬

‫وصـد عـــن سبيلها‪ ،‬ولقتال الطغاة الذين‬


‫َّ‬ ‫مت ذاته مــن العيب‪ ،‬وقف أمامهـــا‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪ :‬والســام هو الذي َس ِــل‬
‫ﻳﻮﻧﻴﻮ‬

‫ال يســمحون بحرية العقيدة ومينعون الناس من الدخول‬ ‫وأفعاله من الشر(((‪.‬‬


‫وصفاته من النقص‪78،‬‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬

‫وبغيره‪ ،‬فجاء اإلسالم فــي دين الله تعالى‪ ،‬ولقتال من يقاتل املســلمني ويتعدى‬
‫‪973978‬‬‫وكانت العرب ُت ِّيي بالســام‬
‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬

‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ بل جعلها عليهم‪ ،‬وإلنقاذ املستضعفني في األرض‪ ،‬وتأديب الناكثني‬


‫املســلمني خاصة؛‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬بالســام بني ﺑﺤﻮﺙ‬
‫وجعل التحية‬
‫ﻧﻮﻉ‬

‫‪ Arabic‬السالم‪ ،‬ويدخلون للعهود‪ ،‬املعتدين على احلدود‪ .‬ومبا أن اإلســام ســام‬


‫حتية أهل اجلنة‪ ،‬حيث يتلقى املؤمنون‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬

‫الســام‪ .‬وهذا ما مع النفس والضمير‪ ،‬سالم مع العقل واملنطق‪ ،‬سالم مع‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ :‬يســمعون فيها إال‬
‫‪IslamicInfo‬‬ ‫اجلنة بســام‪ ،‬وال‬
‫ﻗﻮﺍﻋﺪ‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ‬
‫إلى‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ‬
‫فإن الدخول‬ ‫ﺍﻟﺴﻼﻡ‪،‬‬
‫الوجود كله‪،‬‬ ‫واألحياء‪ ،‬ﺗﺤﻴﺔ‬
‫ســام مع‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻤﻰ‪،‬‬ ‫جترد من‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ‬
‫الناس‬ ‫للســام بأنــه‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ‪،‬‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬التعريــف االصطالحيﺍﻟﻤﻨﻬﺞ‬
‫يفســر‬
‫البشرية تدخل في عالم كله‬ ‫كاف ليجع َل‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/973978‬‬
‫اإلســام وح َده ٍ‬ ‫احملنة في الدار اآلخرة‪.‬‬
‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫مــن معانــي الســام‪ :‬االنقيــاد واالستســام للحــق‪ ،‬سلم وسالم‪.‬‬
‫بح ْسن‬
‫على أن اإلســام أوجب على املســلم التحلي ُ‬ ‫واألمن من العقاب والعذاب في الدنيا واآلخرة‪ ،‬والسالمة‬
‫ملــن اتبع هدى اللــه تعالى‪ .‬وبهذا ال ينفك الســام عن ا ُ‬
‫خللُق‪ ،‬وجعل من صفات عباد الرحمن أن ال يقابلوا سفه‬
‫اإلسالم‪ .‬وملا كان اإلسالم َعلَماً على دين أمة محمد ‪ ،#‬اجلهال بالقول السيئ؛ بل يعفوا ويصفحوا ويجنحوا إلى‬
‫َّ‬
‫فــإن الفطرة الصحيحة التي هــي اجلِ ِبلة املتهيئة لقبول املوادعــة واملتاركة‪ ،‬ومييلــوا إلى القول الســديد‪َ :‬‬
‫{وإ َذا‬
‫ـجا ِهلُو َن قَالُوا َس ً‬
‫الما} [الفرقان‪.]٦٣ :‬‬ ‫َخاط ََب ُه ُم ا ْل َ‬ ‫الدين؛ يقع منها السالم موقع القبول والرضا‪.‬‬
‫واإلســام في القــرآن الكرمي له ضميمتــان‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫على أن اإلســام دين السالم؛ ألنه دعا إلى التعارف‬
‫بني الشــعوب والتعــاون بينها‪ ،‬وقدم ضمانــات ومبادئ دار الســام التي هي اجلنة لدى أكثر املفســرين‪ ،‬وسبل‬
‫إلقرار الســام العاملــي‪ .‬واألصل في عالقة املســلمني الســام التي هي دين الله الذي شــرعه لعباده(((‪ .‬ومن‬
‫ض لدفع الشــر‪ .‬اتبع سبل السالم دخل دار السالم بسالم‪.‬‬‫بغيرهــم هــو الســل ُم‪ ،‬واحلــرب عــارِ ٌ‬
‫للدفاع عــن الدعوة إذا‬ ‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕَد إال‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ اجلها‬
‫اإلســا ُم‬ ‫‪2023‬فرض‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬ ‫©ومــا‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ‬
‫املغرب‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ‬
‫اإلنسانية‪ ،‬مكناس ‪-‬‬ ‫ﻭﻳﻤﻨﻊ‬
‫والعلوم‬ ‫اآلداب‬‫ﻓﻘﻂ‪،‬‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲبكلية‬ ‫ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫التاريخ اإلسالمي‬ ‫(*) أستاذ‬
‫((( الطيب البوهايل‪ :‬مفهوم السالم يف القرآن الكريم واحلديث النبوي الرشيف‪ ،‬ص ‪.199‬‬ ‫واآلثار‪ ،‬ص ‪.41‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬ ‫اهلل ﺃﻭ‬
‫احلسنى‪ :‬املعاين‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‬ ‫حممدﺣﻘﻮﻕ‬
‫أحمزون‪ :‬أسامء‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ‬
‫(((‬

‫العدد ‪386‬‬ ‫‪78‬‬


‫[الورقة األخيرة]‬

‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬
‫الســــــــالم‬
‫ﺃﻣﺤﺰﻭﻥ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ‪ .(2019) .‬ﺍﻟﺴﻼﻡ‪ :‬ﺭؤﻳﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ‪.‬ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ‪ ،‬ﻉ‪ .78 ،386‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/973978‬‬
‫رؤية إسالمية‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬

‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ‪")*(.‬ﺍﻟﺴﻼﻡ‪ :‬ﺭؤﻳﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ‪".‬ﺍﻟﺒﻴﺎﻥﻉ‪ .78 :(2019) 386‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻣﺤﺰﻭﻥ‪،‬‬
‫■ ■أ‪ .‬د‪ .‬حممد أحمزون‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/973978‬‬

‫اعـتُـــدِ َي عليهــا أو فــن أهلها‪ ،‬وإلخــاء الطريق ممن‬


‫ْ‬ ‫إن الســام اســم مــن أســماء اهلل احلســنى‪.‬‬
‫وصـد عـــن سبيلها‪ ،‬ولقتال الطغاة الذين‬
‫َّ‬ ‫والســام هو الذي َس ِــلمت ذاته مــن العيب‪ ،‬وقف أمامهـــا‬
‫ال يســمحون بحرية العقيدة ومينعون الناس من الدخول‬ ‫وصفاته من النقص‪ ،‬وأفعاله من الشر(((‪.‬‬
‫وكانت العرب ُت ِّيي بالســام وبغيره‪ ،‬فجاء اإلسالم فــي دين الله تعالى‪ ،‬ولقتال من يقاتل املســلمني ويتعدى‬
‫وجعل التحية بالســام بني املســلمني خاصة؛ بل جعلها عليهم‪ ،‬وإلنقاذ املستضعفني في األرض‪ ،‬وتأديب الناكثني‬
‫حتية أهل اجلنة‪ ،‬حيث يتلقى املؤمنون السالم‪ ،‬ويدخلون للعهود‪ ،‬املعتدين على احلدود‪ .‬ومبا أن اإلســام ســام‬
‫اجلنة بســام‪ ،‬وال يســمعون فيها إال الســام‪ .‬وهذا ما مع النفس والضمير‪ ،‬سالم مع العقل واملنطق‪ ،‬سالم مع‬
‫يفســر التعريــف االصطالحي للســام بأنــه جترد من الناس واألحياء‪ ،‬ســام مع الوجود كله‪ ،‬فإن الدخول إلى‬
‫كاف ليجع َل البشرية تدخل في عالم كله‬
‫اإلســام وح َده ٍ‬ ‫احملنة في الدار اآلخرة‪.‬‬
‫مــن معانــي الســام‪ :‬االنقيــاد واالستســام للحــق‪ ،‬سلم وسالم‪.‬‬
‫بح ْسن‬
‫على أن اإلســام أوجب على املســلم التحلي ُ‬ ‫واألمن من العقاب والعذاب في الدنيا واآلخرة‪ ،‬والسالمة‬
‫ملــن اتبع هدى اللــه تعالى‪ .‬وبهذا ال ينفك الســام عن ا ُ‬
‫خللُق‪ ،‬وجعل من صفات عباد الرحمن أن ال يقابلوا سفه‬
‫اإلسالم‪ .‬وملا كان اإلسالم َعلَماً على دين أمة محمد ‪ ،#‬اجلهال بالقول السيئ؛ بل يعفوا ويصفحوا ويجنحوا إلى‬
‫َّ‬
‫فــإن الفطرة الصحيحة التي هــي اجلِ ِبلة املتهيئة لقبول املوادعــة واملتاركة‪ ،‬ومييلــوا إلى القول الســديد‪َ :‬‬
‫{وإ َذا‬
‫ـجا ِهلُو َن قَالُوا َس ً‬
‫الما} [الفرقان‪.]٦٣ :‬‬ ‫َخاط ََب ُه ُم ا ْل َ‬ ‫الدين؛ يقع منها السالم موقع القبول والرضا‪.‬‬
‫واإلســام في القــرآن الكرمي له ضميمتــان‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫على أن اإلســام دين السالم؛ ألنه دعا إلى التعارف‬
‫بني الشــعوب والتعــاون بينها‪ ،‬وقدم ضمانــات ومبادئ دار الســام التي هي اجلنة لدى أكثر املفســرين‪ ،‬وسبل‬
‫إلقرار الســام العاملــي‪ .‬واألصل في عالقة املســلمني الســام التي هي دين الله الذي شــرعه لعباده(((‪ .‬ومن‬
‫ض لدفع الشــر‪ .‬اتبع سبل السالم دخل دار السالم بسالم‪.‬‬‫بغيرهــم هــو الســل ُم‪ ،‬واحلــرب عــارِ ٌ‬
‫للدفاع عــن الدعوة إذا‬ ‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕَد إال‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ اجلها‬
‫اإلســا ُم‬ ‫‪2023‬فرض‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬ ‫©ومــا‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ‬
‫املغرب‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ‬
‫اإلنسانية‪ ،‬مكناس ‪-‬‬ ‫ﻭﻳﻤﻨﻊ‬
‫والعلوم‬ ‫اآلداب‬‫ﻓﻘﻂ‪،‬‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲبكلية‬ ‫ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫التاريخ اإلسالمي‬ ‫(*) أستاذ‬
‫((( الطيب البوهايل‪ :‬مفهوم السالم يف القرآن الكريم واحلديث النبوي الرشيف‪ ،‬ص ‪.199‬‬ ‫واآلثار‪ ،‬ص ‪.41‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬ ‫اهلل ﺃﻭ‬
‫احلسنى‪ :‬املعاين‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‬ ‫حممدﺣﻘﻮﻕ‬
‫أحمزون‪ :‬أسامء‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ‬
‫(((‬

‫العدد ‪386‬‬ ‫‪78‬‬


‫[الورقة األخيرة]‬

‫الســــــــالم‬
‫رؤية إسالمية‬
‫(*)‬
‫■ ■أ‪ .‬د‪ .‬حممد أحمزون‬

‫اعـتُـــدِ َي عليهــا أو فــن أهلها‪ ،‬وإلخــاء الطريق ممن‬


‫ْ‬ ‫إن الســام اســم مــن أســماء اهلل احلســنى‪.‬‬
‫وصـد عـــن سبيلها‪ ،‬ولقتال الطغاة الذين‬
‫َّ‬ ‫والســام هو الذي َس ِــلمت ذاته مــن العيب‪ ،‬وقف أمامهـــا‬
‫ال يســمحون بحرية العقيدة ومينعون الناس من الدخول‬ ‫وصفاته من النقص‪ ،‬وأفعاله من الشر(((‪.‬‬
‫وكانت العرب ُت ِّيي بالســام وبغيره‪ ،‬فجاء اإلسالم فــي دين الله تعالى‪ ،‬ولقتال من يقاتل املســلمني ويتعدى‬
‫وجعل التحية بالســام بني املســلمني خاصة؛ بل جعلها عليهم‪ ،‬وإلنقاذ املستضعفني في األرض‪ ،‬وتأديب الناكثني‬
‫حتية أهل اجلنة‪ ،‬حيث يتلقى املؤمنون السالم‪ ،‬ويدخلون للعهود‪ ،‬املعتدين على احلدود‪ .‬ومبا أن اإلســام ســام‬
‫اجلنة بســام‪ ،‬وال يســمعون فيها إال الســام‪ .‬وهذا ما مع النفس والضمير‪ ،‬سالم مع العقل واملنطق‪ ،‬سالم مع‬
‫يفســر التعريــف االصطالحي للســام بأنــه جترد من الناس واألحياء‪ ،‬ســام مع الوجود كله‪ ،‬فإن الدخول إلى‬
‫كاف ليجع َل البشرية تدخل في عالم كله‬
‫اإلســام وح َده ٍ‬ ‫احملنة في الدار اآلخرة‪.‬‬
‫مــن معانــي الســام‪ :‬االنقيــاد واالستســام للحــق‪ ،‬سلم وسالم‪.‬‬
‫بح ْسن‬
‫على أن اإلســام أوجب على املســلم التحلي ُ‬ ‫واألمن من العقاب والعذاب في الدنيا واآلخرة‪ ،‬والسالمة‬
‫ملــن اتبع هدى اللــه تعالى‪ .‬وبهذا ال ينفك الســام عن ا ُ‬
‫خللُق‪ ،‬وجعل من صفات عباد الرحمن أن ال يقابلوا سفه‬
‫اإلسالم‪ .‬وملا كان اإلسالم َعلَماً على دين أمة محمد ‪ ،#‬اجلهال بالقول السيئ؛ بل يعفوا ويصفحوا ويجنحوا إلى‬
‫َّ‬
‫فــإن الفطرة الصحيحة التي هــي اجلِ ِبلة املتهيئة لقبول املوادعــة واملتاركة‪ ،‬ومييلــوا إلى القول الســديد‪َ :‬‬
‫{وإ َذا‬
‫ـجا ِهلُو َن قَالُوا َس ً‬
‫الما} [الفرقان‪.]٦٣ :‬‬ ‫َخاط ََب ُه ُم ا ْل َ‬ ‫الدين؛ يقع منها السالم موقع القبول والرضا‪.‬‬
‫واإلســام في القــرآن الكرمي له ضميمتــان‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫على أن اإلســام دين السالم؛ ألنه دعا إلى التعارف‬
‫بني الشــعوب والتعــاون بينها‪ ،‬وقدم ضمانــات ومبادئ دار الســام التي هي اجلنة لدى أكثر املفســرين‪ ،‬وسبل‬
‫إلقرار الســام العاملــي‪ .‬واألصل في عالقة املســلمني الســام التي هي دين الله الذي شــرعه لعباده(((‪ .‬ومن‬
‫ض لدفع الشــر‪ .‬اتبع سبل السالم دخل دار السالم بسالم‪.‬‬‫بغيرهــم هــو الســل ُم‪ ،‬واحلــرب عــارِ ٌ‬
‫ومــا فرض اإلســا ُم اجلها َد إال للدفاع عــن الدعوة إذا‬
‫(*) أستاذ التاريخ اإلسالمي بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬مكناس ‪ -‬املغرب‪.‬‬
‫((( الطيب البوهايل‪ :‬مفهوم السالم يف القرآن الكريم واحلديث النبوي الرشيف‪ ،‬ص ‪.199‬‬ ‫((( حممد أحمزون‪ :‬أسامء اهلل احلسنى‪ :‬املعاين واآلثار‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫العدد ‪386‬‬ ‫‪78‬‬


‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like