‫كتابات أبو الحق‬

‫سادس عشر من أول‬

‫‪2024‬‬

‫إلك َو حشه يابو (إّن الدماء التي)‬

‫وكما متوقع بالضبط‪ ،‬فقد قامت الدنيا ولم تقعد إثر عدوان إيران على أربيل عبر قصف‬
‫بصواريخ وبمسيرات تسببت بقتل مواطنين مدنيين وتدمير بيوتهم‪ .‬ورغم أّن الهجمات لم تقتل‬
‫أمريكيًا واحدًا وال ربع جندي بيشمرَك اوي حتى‪ ،‬لكن المهم هنا هو أّن رد الفعل العراقي كان‬
‫صلبًا لم يعرف اللين والتزلف فقد أطلق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عبارته الغاضبة‬
‫التي شفت صدور العراقيين عربًا وأكرادًا بعد طول إنتظار إذ توجه من فوره ألربيل وعاين‬
‫مواقع الهجمات البربرية موقعيًا وأصدر تصريحًا ذا مغزى يعرف معانيه كل عراقي عاصر‬
‫تفجير المستنصرية ذاك في العام ‪ 1980‬فقال " إن الدماء التي نزفت في أربيل لن تذهب‬
‫سدى" مما حدا بالحكومة اإليرانية لتعزيز الحماية حول مدينة (خّر مشهر) خوفًا من أن يكرر‬
‫التاريخ نفسه‪ ،‬والتكرار ينفع الحمار كما معلوم‪ .‬إضافًة لما سبق‪ ،‬فقد شفع رئيس الوزراء‬
‫العراقي قراره ذاك بإرسال ‪ 3‬فرق مدرعة لترابط على الحدود تحضيرًا لهجمة مفاجئة قد‬
‫تمسك بآبار النفط اإليرانية في منطقة الفكه وتم فرض إنذار (ج) بكل القواعد الجوية العراقية‬
‫ونقل صواريخ أرض ‪-‬أرض لقواعد اإلطالق المصوبة لجهة الجارة الشرقية مما خلق توترًا‬
‫شديدًا على طول الخط الحدودي وبجانبيه‪.‬‬
‫أما الحوزة النجفية وأختيها (العتبتين الحسينية العباسية) فقد بادرت هذه المؤسسات الشيعية‬
‫الثالث (وفي خروج مثير عن المألوف) بالتنديد بحوزة قم وطهران بأقسى العبارات متضمنة‬
‫ترديد المثل المعروف" كومة حجار وال هيج جار"‪ ،‬وأنحى ممثل السيد علي السيستاني (الشيخ‬
‫عبد المهدي الكربالئي) وألول مرة بتاريخ الحوزة النجفية بالالئمة على حوزة قم ومعها الدولة‬
 ‫والحكومة اإليرانيتين باعتبار هذه المؤسسات هي مرجعية الحرس الثوري اإليراني ومن‬
‫يشرعن للحرس الثوري كل جرائمه في البلدان اإلسالمية العربية‪.‬‬
‫وفي محافظتي النجف وكربالء‪ ،‬تولت مليشيات أنصار المرجعية وكتائب سيد الشهداء مهمة‬
‫طرد جميع الزوار اإليرانيين المقيمين بفنادق المتعة وإجبارهم على غسل أقدام وجوارب‬
‫حرس الحدود العراقيين كشرط جزائي ملزم قبل ختم جوازاتهم وذلك وفق شعار (العين بالعين‬
‫والجواريب بالجواريب)‪.‬‬
‫وفي محافظات (الديوانية والسماوة) خرجت جموع عشائر المنطقة منددة بالعدوان وهي تهتف‬
‫" بالبنطلون أو بالشروال ‪ -‬الكاكه يبقه أخويه يا قاءاني يا إبن الزمال " وتم إنزال كل اليافطات‬
‫ولوحات الداللة المرورية في عموم هاتين المحافظتين وتغيير عناوينها من(الديوانية)‬
‫إلى(القادسية) ومن(السماوة) إلى (المثنى)‪ ،‬والعاقل يفتهم‪ .‬أما في البصرة فقد سجلت هذه‬
‫النصوص أعلى نسبة للمسجات المتبادلة بين المواطنين‪( :‬أضاعوني وأّي فتى أضاعوا ليوم‬
‫كريهٍة وسّد اد ثغر) و (وفي الليلة الظلماء ُيفتقد البدر) بينما إقتصرت مراسالت المثقفين من‬
‫األهالي في المحافظات العربية السنية لمعارفهم في محافظات الوسط والجنوب على عبارة‬
‫كارتونية مشهورة وذات مغزى تقول‪:‬‬
‫( ‪ – ) I Told You… I Told You‬بالمقابل‪ -‬فقد سّج لت مؤسسة (َك الوب) اإلحصائية أعلى‬
‫نسبة توظيف لهذه العبارة في بغداد ضمن مراسالت البعثيين للفيليين الكرد هناك " يجيك يوم‬
‫تعوف السمن وأكله‪ ،‬ويجيك يوم تنبش خراك بعود "‪.‬‬
‫أما في طرف المعتدي‪ ،‬فقد وافقت الحكومة اإليرانية على مطالب عاجلة وجهها رئيس إقليم‬
‫كردستان (مسرور برزاني) مفادها تعويض ضحايا القصف واعتبارهم شهداءًا وتخصيص‬
‫رواتب لهم ولعوائلهم إسوًة بما هو لالجئي مخيم (رفحا) وتعهدت الحكومة اإليرانية بصرف‬
‫التعويضات وفق قاعدة (الفصل المربع) لكل فرد بعوائل الضحايا وبالدوالر األمريكي‪.‬‬
‫أما على الصعيد الدولي‪ ،‬فقد وجهت القيادة المركزية الوسطى (السنتكوم)حاملة الطائرات ( يو‬
‫إس إس جيرالد فورد) بالتوجه صوب البحر الهندي ومالزمة المياه اإلقليمية اإليرانية قبالة‬
‫ميناء ( بندر خميني) وتوجيه ضربات صاروخية لمدينة ( كرمنشاه) التي إنطلقت هجمات‬
‫الحرس الثوري منها‪ ،‬فكانت الحصيلة لهذا الرد الصاعق تدمير جميع مقرات المعتدين ومعها‬
‫مئات األبنية الحكومية والخدمية وكل مرافق الخدمات للبنية التحتية‪ ،‬وسنوافيكم بآخر األخبار‬
‫أوًال بأول وبمطلع نشرتنا اإلخبارية القادمة‪ ،‬فحتى ذلك الحين نستودعكم هللا‪.‬‬