You are on page 1of 302

‫فوائد المحاضرة األولى ‪ /‬مادة الحديث‬

‫أول من صنف في الحديث النبوي هو‬ ‫⚡‬


‫اإلمام «مالك»‪ ،‬فصنف كتابه الموطأ‪.‬‬

‫كانوا يجمعون الحديث‪ ،‬ويدونونه‪،‬‬ ‫⚡‬


‫ويذكرونه بإسناده‪.‬‬
‫مثل أن يقول المحدث‪ :‬حدثنا فالن‪ ،‬عن فالن‪،‬‬
‫عن فالن؛ إلى أن يصل باإلسناد إلى النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وكان هذا الزمن يسمونه زمن الرواية‪.‬‬

‫واستمر األمر على هذا‪ ،‬إلى أن جاء اإلمام‬ ‫⚡‬


‫البخاري عليه رحمة هللا بعد اإلمام مالك‪ ،‬فصنف‬
‫كتابه الصحيح‪.‬‬
‫ثم جاء اإلمام مسلم وصنف الجامع الصحيح‬ ‫⚡‬
‫أيضا‪.‬‬

‫ثم جاء بعدهم أصحاب السنن األربعة‪ ،‬اإلمام‬ ‫⚡‬


‫أبو داود السجستاني‪ ،‬واإلمام الترمذي‪،‬‬
‫والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬

‫لما بعد الناس عن زمن الرسالة والنبوة‪،‬‬ ‫⚡‬


‫طالت األسانيد جدا‪ ،‬فأصبح العلماء يصنفون كتبا‬
‫يحذفون منها األسانيد اختصارا‪ ،‬لئال يطول‬
‫الكتاب‪ ،‬واعتاضوا عن ذكر اإلسناد بعزو‬
‫الحديث إلى الكتب التي أخرجته‪.‬‬

‫أحاديث األحكام‪ :‬هي األحاديث المتعلقة‬ ‫⚡‬


‫بالفقه‪ ،‬أو بالحالل والحرام‪.‬‬
‫أول من صنف في أحاديث األحكام‪ ،‬هو‬ ‫⚡‬
‫اإلمام «عبد الغني المقدسي»‪ ،‬المتوفى على‬
‫رأس القرن السادس الهجري‪ ،‬سنة ستمائة من‬
‫الهجرة‪.‬‬

‫أيضا ممن ألف في هذا النوع من التصانيف‬ ‫⚡‬


‫«المجد بن تيمية»‪ ،‬وهو جد شيخ اإلسالم «ابن‬
‫تيمية»‪« ،‬عبد السالم بن تيمية الحران»‪ .‬ألف‬

‫️⬅‬
‫كتاب [منتقى األخبار]‬
‫شرح هذا الكتاب [نيل األوطار]‪ ،‬لإلمام‬

‫️⬅‬
‫الشوكاني عليه رحمة هللا‪.‬‬
‫وكتاب[بلوغ المرام] للحافظ بن حجر‬

‫️⬅‬
‫العسقالني‪.‬‬
‫وكتاب [سبل السالم في شرح بلوغ المرام]‪،‬‬
‫لإلمام الصنعاني عليه رحمة هللا‪.‬‬

‫ما يميز كتاب [عمدة األحكام] عن غيره‪:‬‬ ‫⚡‬


‫أنه أخصر هذه الكتب‪ ،‬وأصغرها حجما‪،‬‬ ‫️⬅‬
‫️⬅‬
‫فيكون نافعا للمبتدئ‪.‬‬
‫أن اإلمام الحافظ «عبد الغني المقدسي»‬
‫عليه رحمة هللا‪ ،‬لما صنف هذا الكتاب اشترط‬
‫على نفسه أن ال يذكر في هذا الكتاب إال‬

‫️⬅‬
‫األحاديث المتفق عليها‪.‬‬
‫أن األحاديث التي جاءت فيه في أعلى‬
‫درجات الصحة‪.‬‬

‫اإلمام «عبدالغني المقدسي» ينسب إلى‬ ‫⚡‬


‫مذهب اإلمام أحمد‪ ،‬فهو من أئمة الحنابلة‪ ،‬ومن‬
‫كبار محدثيه‪.‬‬

‫من أشهر مؤلفات اإلمام عبد الغني‬ ‫⚡‬


‫المقدسي‪:‬‬
‫كتاب [الكمال في أسماء الرجال]‪ ،‬وهو‬ ‫️⬅‬
‫ٌ‬
‫كتاب جمع فيه تراجم رجال الكتب الستة‪ .‬وهو‬
‫الكتاب الذي بين أيدينا‪.‬‬

‫والكتب الستة هي‪ :‬البخاري‪ ،‬ومسلم‪ ،‬والترمذي‪،‬‬


‫وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجة‪.‬‬

‫يوجد كتب شروح كثيرة لشرح هذا‬ ‫⚡‬


‫الكتاب[الكمال في أسماء الرجال]‪ ،‬ومن‬
‫الشروح الجيدة لهذا الكتاب‪ ،‬كتاب [تيسير العالم‬
‫شرح عمدة األحكام]‪ ،‬للشيخ «عبد هللا بن‬
‫عبدالرحمن البسام» عليه رحمة هللا‪،‬وهو مطبو ٌع‬
‫في مجلدين‪.‬‬
‫وهذا الكتاب إن شاء هللا هو الذي نعتمده في‬
‫الشرح بين أيدينا‪.‬‬
‫بين المؤلف عليه رحمة هللا لشيخ «عبد هللا‬ ‫⚡‬
‫بن عبدالرحمن البسام» أنه جمع هذه األحاديث‬
‫التي اتفق عليها اإلمامان البخاري ومسلم‪.‬‬
‫وهذا فيه إشارة إلى علو درجة األحاديث‬
‫المذكورة في هذا المتن‪.‬‬

‫ابتدأ المصنف كتابه هذا [بكتاب الطهارة]‪،‬‬ ‫⚡‬


‫وذكر فيه عدة أحاديث‪.‬‬

‫⚡‬
‫️⬅‬
‫الطهارة‪:‬‬

‫️⬅‬
‫في اللغة‪ :‬هي النظافة‪.‬‬
‫وفي االصطالح‪ :‬هي رفع الحدث‪ ،‬وزوال‬
‫الخبث‪.‬‬

‫⚡‬
‫️⬅‬
‫ورفع الحدث يكون‬
‫بالوضوء‪ ،‬هذا إذا كان الحدث حدثا أصغرا؛‬
‫كالبول‪ ،‬والغائط‪ ،‬والريح‪.‬‬
‫ويكون بالغسل إذا كان الحدث حدثا أكبرا؛‬ ‫️⬅‬
‫كالجنابة‪ ،‬والحيض‪ ،‬والنفاس‪.‬‬

‫زوال الخبث‪ :‬أي زوال النجاسات‪.‬‬ ‫⚡‬


‫وزوال النجاسات يكون بغسلها أو بإزالتها‪ ،‬سوا ًء‬
‫كانت النجاسة على البدن‪ ،‬أو كانت على الثوب‪،‬‬
‫أو على بقعة المصلي‪.‬‬
‫«بقعته»‪ :‬أي األماكن التي يسجد فيها‪.‬‬

‫⚡‬
‫️⬅‬
‫إزالة النجاسة‬
‫بالماء‪ ،‬هذا ما يسمى باالستنجاء‪.‬‬

‫️⬅ أو بالحجارة‪ ،‬أو ما يقوم مقام الحجارة‪ ،‬وهو‬


‫ما يسمى باالستجمار‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فوائد المحاضرة الثانية‪ /‬مادة الحديث‬
‫األعمال ال تقبل إال بنية‪ ،‬ولذلك ذكر‬ ‫⚡‬
‫المصنف هذا الحديث "إنما األعمال بالنيات" في‬
‫أول كتاب الطهارة‪ ،‬وألن هذا الحديث يدخل في‬
‫كل با ٍ‬
‫ب من أبواب العلم‪ ،‬ذلك لتعلقه بالنية‪.‬‬
‫ضا تنبيها منه إلى أن الوضوء يحتاج إلى‬ ‫وأي ً‬
‫نية‪ ،‬والغسل كذلك يحتاج إلى نية‪ ،‬وكذلك‬
‫الصالة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬وسائر العبادات‪.‬‬

‫أن يقف المرء عند كل عمل ويقول‪ :‬نويت‬ ‫⚡‬


‫أن أفعل كذا‪ ،‬أو أنوي بعملي هذا كذا وكذا؛ فإن‬
‫هذا ممنوع‪.‬‬
‫بل عده بعض أهل العلم من البدع‪.‬‬

‫هذا الحديث يعدل ربع العلم‪ ،‬ألنه مع ثالثة‬ ‫⚡‬


‫ث أخرى عليها مدار االسالم‪( ،‬‬‫أحادي ٍ‬
‫وبعضهم قال‪ :‬هو ثلث العلم‪.‬وعللوا ذلك بأن‬ ‫️⬅‬
‫األعمال ال تخرج عن كونها إما باللسان‪ ،‬وإما‬

‫️⬅‬
‫بالقلب‪ ،‬وإما بالجوارح‪.‬‬
‫وبعضهم قال‪ :‬إن هذا الحديث يعدل نصف‬
‫العلم‪.‬‬
‫وعللوا ذلك بأن األعمال إما ظاهرة وإما باطنة‪،‬‬
‫وهذا الحديث إنما يحكي عن األعمال الباطنة‪.‬‬

‫النية معناها‪ :‬القصد‪.‬‬‫⚡‬


‫لغرض ما‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫هي انبعاث القلب نحو ما يراه موافقا‬

‫⚡‬
‫من جلب نفع أو دفع ضر‬
‫النية في الشرع‪ :‬فهي العزم على فعل‬
‫العبادة تقربا هلل عز وجل‪.‬‬

‫ال يثاب المرء على عمل إال بنية‪ ،‬وال يقبل‬ ‫⚡‬
‫منه العمل إال بنية‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫⚡‬
‫الفرق بين إنما األعمال بالنيات‪ ،‬وإنما لكل‬

‫️⬅‬
‫امرٍئ ما نوى‪.‬‬

‫️⬅‬
‫فاألول‪ :‬اشترط النية في العمل‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬اشترط تعيين المنوي‪.‬‬

‫⚡ الهجرة‪:‬‬
‫️⬅ هي ترك المكان الذي هو فيه‪ ،‬أو ترك‬

‫️⬅ والمقصود بها شرعا هو الهجرة من دار‬


‫األوطان‪.‬‬

‫الكفر إلى دار اإلسالم‪ ،‬إلى هللا عز وجل‬


‫ورسوله‪.‬‬

‫ذكر النبي صلى هللا عليه وسلم المرأة بعد‬ ‫⚡‬


‫الدنيا‪ ،‬قال العلماء‪ :‬هذا من باب ذكر الخاص بعد‬
‫العام استصغارا لشأن هذا األمر‪.‬‬
‫قال النبي ﷺ‪" :‬فهجرته إلى ما هاجر‬ ‫⚡‬
‫إليه"‪.‬‬
‫فلم يكرر ذكر الدنيا وال ذكر المرأة‪ ،‬استصغارا‬
‫لشأن الدنيا والمرأة‪ ،‬فلم يذكرهما‪.‬‬

‫ً‬
‫صحة وفسادا‪.‬‬ ‫مدار األعمال على النيات‬ ‫⚡‬
‫فمن قصد بعمله الرياء أثم؛ ومن قصد وجه هللا‬
‫عز وجل كمل ثوابه‪.‬‬

‫⚡‬
‫أن النية محلها القلب‪ ،‬والتلفظ بها أم ٌر غير‬
‫مشروع‪ ،‬حتى عده بعض أهل العلم من البدع‪.‬‬

‫️⬅‬
‫عدا‪:‬‬
‫التلفظ بها عند الحج أو العمرة‪ ،‬لبيك اللهم‬

‫️⬅‬
‫حجا‪ ،‬لبيك اللهم عمرة‪.‬‬
‫عند ذبح الهدي‪ :‬وثبت عن النبي ﷺ أنه‬
‫تلفظ بها عند ذبح الهدي‪ ،‬فقال‪" :‬اللهم هذا منك‬
‫وإليك‪ ،‬اللهم هذا عن محمد وآل بيته"‪.‬‬
‫وجوب الحذر من الرياء والسمعة‪ ،‬والعمل‬ ‫⚡‬
‫ألجل الناس والدنيا‪ ،‬ألن هذا من محبطات‬
‫األعمال‪.‬‬

‫وجوب االعتناء بأعمال القلوب ومراقبتها‬ ‫⚡‬


‫وتصحيحها‪ ،‬والنية من أعمال القلوب‪.‬‬

‫الهجرة من بالد الشرك إلى بالد اإلسالم‬ ‫⚡‬


‫هي من أفضل العبادات هلل عز وجل إذا قصد‬
‫بذلك وجه هللا تبارك وتعالى‪.‬‬

‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ال‬ ‫⚡‬


‫يقبل هللا صالة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ"‪.‬‬
‫هذا الحديث إنما يدل على نفي صحة الصالة‪.‬‬
‫القاعدة عند أهل العلم أن النفي المجرد‬‫⚡‬
‫️⬅‬
‫يُحمل على واح ٍد من ثالثة أمور‪:‬‬
‫إما أن يُحمل على نفي الحقيقة والوجود؛‬
‫يعني أقول‪ :‬إن فالنا لم يصل؛‬

‫️⬅‬
‫فليست هناك صالة موجودة في الوجود تراها‪.‬‬
‫وإما أن يحمل على نفي الصحة‪ ،‬إما بفقد‬
‫بركن من األركان‪ ،‬كما‬
‫ٍ‬ ‫شرطٍ من الشروط‪ ،‬أو‬

‫️⬅‬
‫في هذا الحديث‪.‬‬
‫أو أن يحمل على نفي الكمال‪ ،‬بأن يأتي‬
‫اإلنسان بصالة بشروطها وأركانها‪ ،‬لكنه يأتي‬
‫بأشياء ُتنقص ثواب هذه الصالة‪.‬‬

‫الحدث‪ :‬هو وصف قائم بالبدن يمنع من‬ ‫⚡‬


‫الصالة ونحوها‪.‬‬

‫️⬅‬
‫والحدث نوعان‪:‬‬
‫بول أو غائطٍ أو‬
‫الحدث األصغر‪ :‬يكون من ٍ‬
‫ريح‪.‬‬
‫الحدث األكبر‪ :‬يكون من جنابة‪ ،‬أو حيض‪،‬‬ ‫️⬅‬
‫أو نفاس‪.‬‬

‫⚡‬
‫️⬅‬
‫الوصف‪:‬‬
‫الوصف الحكمي‪ :‬هو الذي يحدث بأحد‬
‫نواقض الوضوء‪ ،‬فينتقد بها الوضوء حكما‪ ،‬مع‬

‫️⬅‬
‫أنك لم تراه‪.‬‬
‫الوصف الحقيقي‪ :‬هو الذي تراه بعينيك‪.‬‬

‫✨فوائد من هذا الحديث‬

‫⚡ الوضوء شرط لصحة الصالة‪ ،‬فمن لم‬


‫يتوضأ ال تصح صالته‪.‬‬

‫جاءت كلمة صالة نكرة في سياق النفي‪،‬‬ ‫⚡‬


‫فكل شي ٍء يسمى صالة تشترط له الطهارة‬
‫الحدث سوا ٌء كان أصغر أو أكبر هو ناق ٌد‬ ‫⚡‬
‫للوضوء‪ ،‬وإن كان في الصالة فإنه يبطل‬
‫الصالة‪.‬‬

‫المراد بعدم القبول في الحديث هو عدم‬ ‫⚡‬


‫صحة الصالة‪.‬‬

‫الويل‪ :‬هو الهالك والعذاب‪.‬‬‫⚡‬


‫⚡ هذا الحديث له قصة‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "وي ٌل‬
‫لألعقاب من النار"‪.‬‬
‫أن الصحابة رضي هللا عنهم كانوا في سفر‪،‬‬
‫فنزلوا منزال‪ ،‬وقد ضاقت عليهم الصالة‪ ،‬أي‬
‫ضاق عليهم الوقت‪ ،‬فأخذوا في الوضوء‬
‫واستعجلوا فيه حتى يدركوا الوقت‪،‬‬
‫فمن استعجالهم وسرعتهم في الوضوء‪ ،‬أنهم‬
‫أخذوا يمسحون األعقاب دون قصد منهم لذلك‪،‬‬
‫فلم يقصدوا المسح‪ .‬فرأى النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم ذلك‪ ،‬فصاح فيهم وقال‪" :‬وي ٌل لألعقاب من‬
‫النار"‪.‬‬

‫واألعقاب‪ :‬هي مؤخرة األقدام‪،‬أي الجزء‬ ‫⚡‬


‫األخير في القدم الذي يمشي عليه اإلنسان‪.‬‬

‫✨‬
‫فوائد هذا الحديث‬

‫⚡ وجوب االعتناء بأعضاء الوضوء‪ ،‬وعدم‬


‫اإلخالل بشي ٍء منها‪.‬‬

‫⚡‬
‫الوعيد الشديد للمخل في الطهارة‪.‬‬

‫⚡ اإلخالل في الطهارة له صورتان‪:‬‬


‫️⬅‬
‫اإلهمال في الوضوء‪ ،‬بعدم استيعاب‬

‫️⬅‬
‫أعضاء الوضوء عند الوضوء‪.‬‬
‫اإلهمال في توقي النجاسة‪.‬‬

‫⚡ ال بد من غسل األعضاء في الوضوء وال‬


‫يجزئ المسح‪.‬‬

‫إذا توضأ أحدكم"‪ :‬أي إذا أراد أحدكم الوضوء‪،‬‬


‫أو إذا شرع في الوضوء‪.‬‬

‫في قوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إذا توضأ‬ ‫⚡‬


‫أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم ليستنثر"‪ .‬نستدل‬

‫️⬅‬
‫على ثالث مسائل‪:‬‬

‫️⬅‬
‫وجوب االستنشاق‪ ،‬وكذلك المضمضة‪.‬‬
‫صفة االستنشاق‪( :‬صفة كمال‪ -‬صفة‬
‫إجزاء)‬
‫«االستنثار»‪ ،‬وهو إخراج الماء الذي دخل‬ ‫️⬅‬
‫مع االستنشاق‪.‬‬
‫والراجح أنه سنة وليس بواجب‪.‬‬

‫االستجمار هو إزالة حكم الخارج‪ ،‬وليس‬ ‫⚡‬


‫إزالة الخارج بالكلية‪.‬‬

‫وجوب االستنشاق‪ ،‬واستحباب االستنثار‪،‬‬ ‫⚡‬


‫على الراجح من أقوال العلم‪.‬‬

‫⚡‬
‫وجوب اإليتار في االستجمار‪.‬‬

‫⚡ أن االستجمار مشروع مطلقا‪ ،‬وليس من‬


‫الدين تركه‪.‬‬
‫ولكن الماء أفضل في اإلنقاء ألنه يزيل النجاسة‪،‬‬
‫ال يزيل الحكم فقط‪ ،‬إنما يزيله أصل النجاسة‪.‬‬
‫وجوب االحتياط‪.‬‬ ‫⚡‬
‫ألن النبي صلى هللا عليه وسلم أمر بغسل اليد‬
‫احتياطيا في قوله‪" :‬فإنه ال يدري أين باتت يده"‪.‬‬

‫وجوب الوضوء من النوم من باب أولى‪،‬‬ ‫⚡‬


‫ألنه إذا كان ال يدري أين باتت يده‪ ،‬فهو كذلك ال‬
‫يدري هل خرج منه شي ٌء أم ال‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فوائد وتلخيص المحاضرة الثالثة‪ /‬مادة الحديث‬

‫🔸‬ ‫🔸‬
‫استكمال باب الطهارة‬
‫الحديث الخامس‬
‫عن أبي هريرة رضي هللا‪ ،‬عنه أن رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬ال يبولن أحدكم في‬
‫الماء الدائم الذي ال يجري ثم يغتسل فيه"‪.‬‬
‫وعند اإلمام مسلم قال‪" :‬ال يغتسل أحدكم في‬ ‫🔸‬
‫الماء الدائم وهو جنب"‪.‬‬

‫هذا الحديث(األول) فيه نه ٌي واض ٌح شديد‪،‬‬ ‫️🖊‬


‫وذلك اللتصاق الفعل المضارع بنون التوكيد‬
‫الثقيلة‪.‬‬

‫️🖊‬
‫قال‪" :‬ال يبولن"‪.‬‬

‫️⬅‬
‫النهي وار ٌد من وجهين‪:‬‬
‫األول‪ :‬النهي عن البول في الماء الراكد‪،‬‬

‫️⬅‬
‫سوا ًء اغتسل فيه أو ال‬
‫البول في الماء الراكد ثم االغتسال فيه‪ ،‬فال‬
‫شك أنه أشد قبحا‪.‬‬

‫⭐ تذكرة ️⤵‬
‫أحوال الماءثالثة ‪:‬‬
‫‪-‬الطهور‪ :‬على طبيعته‪ ،‬هو الذي يجوز رفع‬
‫الحدث به‪ ،‬فإذا تغير سلبت طهوريته‪.‬‬
‫‪-‬لو أن ماء تغير بطاهر فهو طاهر‪ ،‬يزيل‬
‫الخبث‪ ،‬وال يرفع الحدث‪.‬‬
‫‪ -‬وإن تغير بنجاس ٍة فهو نجس‪ ،‬ال يزيل الخبث‪،‬‬
‫وال يرفع الحدث‪ ،‬ألنه في أصله نجس‪.‬‬

‫إذا سقطت النجاسة في الكثير من الماء‬ ‫️🖊‬


‫(مقدار قلتين‪ ،‬ووضح العلماء بالتقريب مئتي‬
‫كيلو) فينظر؛ هل تغير أم ال؟‬
‫فإذا تغير بالنجاسة فهو نجس باإلجماع‪ .‬وإن لم‬

‫️🖊‬
‫يتغير فهو طهور باإلجماع‪.‬‬
‫إذا سقطت النجاسة في القليل‪:‬‬
‫فإن تغير فهو نجس باإلجماع‪.‬‬
‫وإن لم يتغير فهو محل خالف بين أهل العلم‪،‬‬

‫️🖊‬
‫وقول جمهور أهل العلم أنه نجس‪.‬‬
‫ال يجوز لإلنسان أن يبول في الماء ثم‬
‫يغتسل فيه‪ ،‬إال إذا كان الماء كثيرا جاريا‪ ،‬فال‬
‫بأس‪ .‬مع أن األفضل اجتنابه‪.‬‬
‫حرص الشارع على كمال الطهارة‪ ،‬والبعد‬ ‫️🖊‬
‫️🖊‬
‫عن وسائل تنجيس المياه‪.‬‬
‫النهي عن كل شيء من شأنه األذى‬
‫واالعتداء‪ ،‬وهذا من محاسن الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫🔸 الحديث السادس🔸الحديث السابع🔸‬


‫️⬅ حديث أبي هريرة أيضا رضي هللا عنه‪ ،‬أن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬إذا شرب‬
‫الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا"‪.‬‬

‫️⬅‬
‫ولمسلم‪" :‬أوالهن بالتراب"‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وقد جاء في الحديث السابع‪ ،‬حديث عبدهللا‬
‫بن مغفل‪ ،‬أن رسول هللا ﷺ قال‪" :‬إذا ولغ‬
‫الكلب في اإلناء‪ ،‬فاغسلوه سبعا‪ ،‬وعفروه الثامنة‬
‫بالتراب"‪.‬‬

‫⃣️‪ 1‬إذا شرب الكلب في إناء أحدكم"‬


‫هذا الحديث أصل في االستدالل على نجاسة‬

‫️🖊‬
‫الكلب‪.‬‬
‫نجاسة الكلب نجاسة مغلظة‪ ،‬ذلك ألنه لم‬
‫يشرع تسبيع الغسالت وال التتريب إال في لعاب‬

‫️🖊‬
‫الكلب‪.‬‬
‫الجمهور على أن الكلب نجس‪ ،‬خالفا‬

‫️🖊‬
‫للمالكية‪.‬‬
‫الكلب ال يجوز امتالكه من غير حاجة‪.‬‬
‫والحاجة‪ :‬إما أن تكون للحراسة‪ ،‬أو للصيد‪ ،‬أو‬

‫️🖊‬
‫للحرث‪.‬‬
‫اإلنسان إذا اقتنى كلبا لغير حاجة نقص من‬

‫️🖊‬
‫أجره كل يوم قيراط‪.‬‬
‫نهى الشرع عن بيع الكلب‪ ،‬وبين أن ثمن‬

‫️🖊‬
‫الكلب خبيث‪.‬‬
‫الفرق بين الشرب والولوغ هو أن الولوغ‬
‫فيه زيادة‪ ،‬وهو تحريك اللسان داخل اإلناء‪ ،‬حتى‬
‫وإن لم يشرب‪.‬‬
‫أجمع العلماء على أن النجاسة تعم جميع‬ ‫️🖊‬
‫الكالب يعني كل الكالب نجسة‪ .‬حتى المشروع‬

‫️🖊‬
‫اقتناؤه‪ ،‬ككلب الصيد وكلب الحرث‪.‬‬
‫فليغسله‪ :‬الفاء هنا مصاحبة لفعل األمر تدل‬
‫على الوجوب‪ ،‬ليبين أنه البد من الغسل‪ ،‬وال‬

‫️🖊‬
‫يكفي النضح أو المسح‪.‬‬
‫دل تعدد هذه الروايات أنه يجوز أن تكون‬
‫غسلة التراب في األولى‪ ،‬أو تكون في الوسطى‪،‬‬
‫أو في األخيرة‪.‬‬
‫وقال العلماء األولى أن تكون في األولى‪،‬‬
‫للرواية التي جاءت عند اإلمام مسلم‪« :‬أوالهن‬

‫️🖊‬
‫بالتراب»‪.‬‬
‫التراب وحده ال يكفي‪ ،‬إنما يكون ممزوجا‬
‫بالماء‪ ،‬ألنه قال‪« :‬إحداهن»‪.‬‬
‫أي إحدى هذه الغسالت تكون بالتراب‪.‬‬

‫🔸 أحاديث الوضوء 🔸‬
‫كيفية وضوء النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫عن حمران مولى عثمان بن عفان‪ ،‬أنه رأى‬
‫عثمان دعا بوضو ٍء‪ ،‬فأفرغ على يديه من إنائه‪،‬‬
‫فغسلهما ثالث مرات‪،‬ثم أدخل يمينه في‬
‫الوضوء‪ ،‬ثم تمضمض واستنشق واستنثر‪ ،‬ثم‬
‫غسل وجهه ثالثا‪ ،‬ويديه إلى المرفقين ثالثا‪ ،‬ثم‬
‫مسح برأسه‪ ،‬ثم غسل كلتا رجليه ثالثا‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫"رأيت النبي صلى هللا عليه وسلم توضأ نحو‬
‫وضوئي هذا وقال‪" :‬من توضأ نحو وضوئي‬
‫هذا‪ ،‬ثم صلى ركعتين ال يحدث فيهما نفسه‪ ،‬غفر‬
‫هللا له ما تقدم من ذنبه"‪.‬‬

‫الوضوء بالفتح‪ :‬هو الماء المستعمل في‬


‫َ‬ ‫️🖊‬
‫الوضوء‪.‬‬
‫والوُ ضوء بالضم‪ :‬هو الفعل‪ ،‬أي العمل الذي‬

‫️🖊‬
‫يقوم به‪.‬‬
‫«فأفرغ على يده من إنائه»‪.‬‬
‫هذا يبين أن هناك نه ٌي عن غمس اليدين في‬

‫️🖊‬
‫اإلناء قبل غسلهما‪.‬‬
‫المضمضة‪ :‬هي إدخال الماء في الفم‪،‬‬

‫️🖊‬
‫وإدارته داخل الفم‪.‬‬
‫االستنشاق‪ :‬هو أن يستنشق الماء إلى داخل‬

‫️🖊‬
‫منخره‪.‬‬

‫️🖊‬
‫االستنثار‪ :‬هو إخراج الماء الذي استنشقه‪.‬‬
‫حد الوجه‪ :‬من األذن إلى األذن عرضا‪،‬‬
‫ومن منبت الشعر المعتاد إلى أسفل الذقن‪ ،‬أو‬

‫️🖊‬
‫أسفل اللحية‪.‬‬
‫المرفقان هما‪ :‬مفصل الذراع من العضد‪،‬‬
‫وهما داخالن في الغسل أيضا‪.‬‬

‫«ثم مسح برأسه» اختلف العلماء‪ ،‬هل الباء‬ ‫️🖊‬


‫هنا للتبعيض‪ ،‬أي مسح جزءا من الرأس‪ ،‬أي‬
‫بعض الرأس‪.‬‬
‫أم هي لإللصاق؟ ليلصق المسح بالرأس كله‪.‬‬

‫️🖊‬
‫والراجح أن الباء لإللصاق‪.‬‬
‫ال يسن غسل الرأس؛ فالرأس ال يكون لها‬

‫️🖊‬
‫إال المسح‪.‬‬
‫«ثم صلى ركعتين ال يحدث فيهما نفسه‬
‫غفر هللا له ما تقدم من ذنبه»‪.‬‬
‫بعض أهل العلم قال‪ :‬ومن منا لم تحدث نفسه‪،‬‬
‫ولم تأتيه خاطرةٌ من خواطر الدنيا تخطر بباله؟!‬
‫قالوا‪ :‬أن المقصود أنه من جاءته تلك الخواطر‬
‫فإنه يدفعها‪ ،‬وال يسترسل معها‪ ،‬فإن دفعها ولم‬
‫يسترسل معها‪ ،‬هذا الذي لم تحدثه نفسه‪ ،‬ذلك‬

‫️🖊‬
‫ألنه لم يستسلم لخواطره‪.‬‬
‫تحديث النفس ينقص من أجر الصالة‪ ،‬وال‬
‫يبطلها‪ ،‬يعني كلنا يأتيه الخواطر‪ ،‬فلو قلنا بأن‬
‫تحديث النفس يبطل الصالة‪ ،‬ال تجد صال ًة‬
‫إلنسان أبدا‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫صحيحة‬
‫غفران ما تقدم من الذنوب له شروط كما‬ ‫️🖊‬
‫جاء في الحديث‪:‬‬
‫‪ -‬الشرط األول‪ :‬أن يتوضأ على الكيفية‬
‫المذكورة‪ ،‬ألنه قال "من توضأ نحو وضوئي‬
‫هذا"‪ ،‬يعني مثل وضوئي هذا أو قريبا من‬
‫وضوئي هذا‪.‬‬
‫‪ -‬الشرط الثاني‪ :‬أن يصلي ركعتين ال يحدث‬
‫فيهما نفسه‪.‬‬

‫️🖊‬
‫‪ -‬الشرط الثالث‪ :‬أال تنقص الصالة عن ركعتين‪.‬‬
‫أي الذنوب التي تكفر؟ هل هي الصغائر أم‬
‫الكبائر؟‬
‫ٌ‬
‫خالف بين أهل العلم‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ظاهر الحديث يدل على أنه يغفر له حتى‬
‫الكبائر‪.‬‬
‫لكن الجمهور على أن الحسنات تكفر الصغائر‬
‫من السيئات فقط‪.‬‬
‫‪ -‬ومع هذا؛ فإننا ال نحجر واسعا‪ ،‬فإن فضل هللا‬

‫️🖊‬
‫عز وجل عظيم‪ ،‬ورحمته وسعت كل شيء‪.‬‬

‫️🖊‬
‫وجوب الترتيب في غسل األعضاء‪.‬‬
‫تواضع الخلفاء الراشدين‪.‬‬
‫الخليفة؛ أمير المؤمنين‪ ،‬يأتي بماء‪ ،‬ويعلم‬
‫أصحابه كيف كان وضوء النبي صلى هللا عليه‬

‫️🖊‬
‫وسلم‪.‬‬
‫التعليم بالفعل أقوى من التعليم بالقول‪ ،‬ألن‬
‫اإلنسان إذا شاهد ثبتت الصورة في ذهنه‪،‬‬

‫️🖊‬
‫بخالف ما يسمع فقط‪.‬‬
‫مولى لعثمان رضي هللا عنه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حمران‪ :‬كان‬
‫وأعتقه عثمان بن عفان رضي هللا عنه‪.‬‬

‫عن عمرو بن يحيى المازني‪ ،‬عن أبيه‬ ‫️⬅️⬅‬


‫قال‪ :‬شهدت عمرو بن أبي الحسن سأل عبد هللا‬
‫بن زيد عن وضوء النبي ﷺ‪ ،‬فدعا بتور من‬
‫ماء‪ ،‬فتوضأ لهم وضوء النبي ﷺ‪ ،‬فأكفأ على‬
‫يديه من التور فغسل يديه ثالثا‪،‬‬
‫ثم أدخل يده في التور فمضمض واستنشق‬
‫واستنثر ثالثا بثالث غرفات؛‬
‫ثم أدخل يده في التور فغسل وجهه ثالثا؛‬
‫ثم أدخل يده فغسلهما مرتين إلى المرفقين؛‬
‫ثم أدخل يديه فمسح بهما رأسه‪ ،‬فأقبل بهما وأدبر‬
‫مر ًة واحدة‪ ،‬ثم غسل رجليه"‪.‬‬

‫التور‪ :‬هو ما يشبه الطست‪ ،‬أي اإلناء‬ ‫️🖊‬


‫️🖊‬
‫الكبير‪.‬‬
‫«فتوضأ لهم وضوء النبي صلى هللا عليه‬

‫️🖊‬
‫وسلم»‬
‫«فأكفأ على يديه من التور»‪.‬‬
‫يعني أمال اإلناء‪ ،‬لم يغمس يديه في اإلناء‪.‬‬
‫هذا الحديث ال يختلف عن حديث عثمان‬ ‫️🖊‬
‫رضي هللا عنه‪ ،‬إال أنه هنا يبين العدد في‬

‫️🖊‬
‫المضمضة واالستنشاق‪.‬‬
‫« ثالثا بثالث غرفات»‪.‬‬
‫من السنة؛ أخذ غرفة واحدة‪ ،‬تمضمض‬
‫واستنشق بغرفة‪،‬‬
‫ثم تمضمض واستنشق بغرفة‪،‬‬

‫️🖊‬
‫ثم تمضمض واستنشق بغرفة‪.‬‬
‫في الوضوء الغسلة األولى هي الفرض‪ ،‬أي‬
‫هي الركن‪ ،‬والثانية والثالثة سنة‪ ،‬فهذا جائز‪ ،‬أن‬
‫يفاضل بين األعضاء‪ ،‬يغسل هذا ثالث مرات‪،‬‬
‫وهذا مرتين‪ ،‬وهذا مرة واحدة‪.‬‬
‫إال في مسح الرأس‪ ،‬فإنه يمسح الرأس مرة‬
‫واحدة‪ ،‬وكذلك األذنين مرة واحدة‪ ،‬كما جاء ذلك‬

‫️🖊‬
‫عن النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫مسح الرأس المسنون‪ ،‬أن يكون من مقدمة‬
‫الرأس إلى القفا‪ ،‬ثم ردهما‪.‬‬
‫جواز استعمال اآلنية من النحاس في‬ ‫️🖊‬
‫التطهر‪.‬‬

‫حديث عائشة رضي هللا تبارك عنها‬ ‫️⬅️⬅‬


‫وعن أبيها وعن صحابة رسول هللا ﷺ‪.‬‬
‫قالت‪" :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي‬
‫شأنه كله"‪.‬‬

‫يعجبه التيمن‪ :‬أي أنه كان يستحسن أن يبدأ‬ ‫️🖊‬


‫️🖊‬
‫باليمين في لبسه لنعله‪ ،‬وفي لبسه لثوبه‪.‬‬
‫وفي شأنه كله صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫في أكله‪ ،‬وشربه‪ ،‬وإعطائه‪ ،‬وأخذه‪ ،‬وكل شي ٍء‬

‫️🖊‬
‫كان يحب فيه التيامن‪.‬‬
‫إال ما استثني من ذلك‪ ،‬أال وهو االستجمار‬
‫واالستنجاء‪ ،‬فإنه يجعله باليسار‪ ،‬وكذلك الخلع‪،‬‬
‫إذا أراد أن يخلع‬
‫️🖊‬
‫نعله‪ ،‬أو ثوبه‪.‬‬
‫تقديم التيامن في أطيب األشياء؛ كل شي ٍء‬

‫️🖊‬
‫طيب يحب فيه التيامن‪.‬‬
‫وجعل اليسار للمستقذر من األشياء‪.‬‬

‫️⬅️⬅ عن نعيم المجمر‪ ،‬عن أبي هريرة‬


‫رضي هللا عنه‪ ،‬عن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫أنه قال‪" :‬إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا‬
‫محجلين من آثار الوضوء‪ ،‬فمن استطاع منكم أن‬
‫يطيل غرته فليفعل"‪.‬‬

‫في هذا الحديث يبشر النبي صلى هللا عليه‬ ‫️🖊‬


‫وفضل؛ حيث‬
‫ٍ‬ ‫وسلم أمته بأن لهم عالمات شر ٍ‬
‫ف‬
‫يدعون يوم القيامة‪ ،‬أي ينادون يوم القيامة؛ أيها‬

‫️🖊‬
‫الغر المحجلون‪.‬‬
‫األغر‪ :‬هو الفرس الذي في وجهه بياض‪،‬‬
‫أبيض الوجه‪.‬‬
‫المحجل من البهائم أو األفراس‪ :‬هو الذي‬ ‫️🖊‬
‫️🖊‬
‫كانت أطراف أرجله بيضاء‪.‬‬
‫وصف النبي صلى عليه وسلم أمته أن‬
‫وجوههم وأطرافهم تتألأل نورا وضيا ًء يوم‬
‫القيامة من أثر الوضوء‪.‬‬
‫هذه العالمة يعرف بها النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫أمته يوم القيامة‪.‬‬

‫«فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل»‬ ‫️🖊‬


‫العلماء قالوا هذه الزيادة التي هي «من استطاع‬
‫أن يطيل غرته»‪ ،‬هذه زيادة مدرجة‪ ،‬أي ليست‬
‫من كالم النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬إنما هي من‬
‫كالم أبي هريرة رضي هللا عنه‪.‬‬
‫‪ -‬علق بعض أهل العلم أن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم ال يأمر بالمستحيل‪ ،‬ألن هذا غير ممكن‪،‬‬
‫فاإلشكال في «الغرة»‪ ،‬ألن الوجه ال يزاد عليه‪،‬‬
‫ألنه ال يتسع ألكثر مما هو عليه‪.‬‬
‫في لفظ اإلمام مسلم‪.‬‬ ‫️🖊‬
‫قال‪" :‬تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ‬
‫الوضوء"‪.‬‬
‫العلماء قالوا‪ :‬إن قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫"تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء"‪،‬‬
‫يحمل على الوضوء الذي أمر هللا عز وجل به‬

‫️🖊‬
‫في كتابه‪.‬‬
‫فضيلة هذه األمة‪ ،‬حيث حباها هللا عز وجل‬

‫️🖊‬
‫بهذه المنقبة العظيمة يوم القيامة‪.‬‬
‫اإلنسان إذا توضأ‪ ،‬خرجت خطاياه من‬

‫️🖊‬
‫أعضاء وضوئه مع آخر قطر الماء‪.‬‬
‫الحث على إتقان الوضوء وإسباغه‪ ،‬ألن‬

‫️🖊‬
‫الحلية تبلغ من المؤمن حيث يبلغ الوضوء‪.‬‬
‫إثبات التحلي ألهل الجنة رجاال ونساء‪ ،‬وإن‬
‫كان الذهب والحرير محر ٌم على الرجال في‬
‫الدنيا‪ ،‬إال أن هللا عز وجل يحليهم به في الجنة‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فوائد وتلخيص المحاضرة الرابعة‪/‬مادة الحديث‬

‫💠 باب دخول الخالء واالس ِتطابة 💠‬


‫️◾ والخالء‪ :‬من الخلو‪ ،‬وهو المكان المعد‬
‫لقضاء الحاجة‪ ،‬وسمي بذلك‪ :‬ألن اإلنسان يخلو‬
‫به عن غيره‪.‬‬

‫وكذلك االستطابة‪ :‬فهي من الطيب‪ ،‬أي‬ ‫️◾‬


‫تنظيف السبيلين من الخارج منهما‪،‬‬
‫وتشمل استعمال الماء والحجر‪ ،‬فإن كان بالماء‬
‫ً‬
‫استجمارا‬ ‫سمي استنجا ًء‪ ،‬وإن كان بالحجر سمي‬

‫️✳‬
‫أو استطابة‪.‬‬
‫حديث أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪:‬‬
‫”إن النبي ﷺ كان إذا دخل الخالء قال‪ :‬اللهم‬
‫️✳‬ ‫إني أعوذ بك من ال ُخبُث والخبائث“‪.‬‬
‫‪ -‬الخبث‪ :‬جمع خبيث‪.‬‬
‫‪ -‬والخبائث‪ :‬جمع خبيثة‪،‬‬
‫وهي االستعاذة من ذكران الشياطين وإناثهم‪،‬‬
‫ذلك ألن الخالء مح ٌل للشياطين فالشياطين تألف‬
‫الخبث ألنها خبيثة‪،‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫ومن الفوائد التي تستنبط من هذا الحديث‪:‬‬
‫أواًل ‪ :‬استحباب ذكر هَّللا عز وجل‬
‫واالستعاذة عند دخول الخالء‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬أن رسول هللا ﷺ بش ٌر ال يملك‬ ‫🖊‬


‫لنفسه نف ًعا وال ً‬
‫ضرا‪ ،‬ألنه يستعيذ باهلل من شر‬
‫الخبث والخبائث‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬كمال توحيد النبي ﷺ‪ ،‬حيث إنه لم‬ ‫ً‬ ‫🖊‬


‫يلجأ ألح ٍد إال هَّللا عز وجل‪ ،‬إنما لجأ إليه سبحانه‬
‫وتعالى‪.‬‬
‫راب ًعا‪ :‬إثبات وجود الشياطين‪ ،‬وأن لهم‬ ‫🖊‬
‫تأثي ٌر على بني آدم‪ ،‬وكذلك اإلشارة إلى أن‬
‫الخالء مسكن الشياطين ومأواهم‪.‬‬

‫خام ًسا ‪ :‬عموم مُلك هللا سبحانه وتعالى‬ ‫🖊‬


‫وقوته‪ ،‬هذه الشياطين القوية الخفية جعل هللا عز‬
‫وجل لها سلطة ولها قوة لكن قوة هللا عز وجل‬
‫فوق قوتها وسلطة هللا عز وجل فوق سلطتها‪،‬‬
‫ولهذا استعاذ النبي ﷺ باهلل عز وجل من‬
‫الخبث والخبائث‪.‬‬

‫عن أبي أيوب األنصاري رضي هللا عنه‬ ‫️✳‬


‫قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪” :‬إذا أتيتم الغائط فال‬

‫️✳‬‫تستقبلوا القبلة بغائطٍ وال ٍ‬


‫بول وال تستدبروها‬
‫ولكن شرقوا أو غربوا“‪.‬‬
‫‪ -‬إذا أتيتم الغائط‪ :‬أي إذا أردتم أن تذهبوا لمكان‬
‫الغائط‪ ،‬وهو المكان المطمئن المنخفض من‬
‫األرض‪ ،‬وكانوا يأتون إليه لقضاء الحاجة‪.‬‬
‫‪ -‬فال تستقبلوا القبلة بغائطٍ وال ٍ‬
‫بول‪ :‬والغائط هنا‪:‬‬
‫المقصود به هو الخارج المستقذر من الدبر‬
‫‪ -‬أي ال تجعلوها خلف ظهوركم وال أمامكم‪.‬‬

‫والعلة من تجنب استقبال القبلة أو‬ ‫️♦‬


‫استدبارها في قضاء الحاجة‪ :‬من أجل تعظيم‬

‫🔷‬
‫القبلة واحترامها‬

‫🖊‬
‫من الفوائد التي تستنبط من هذا الحديث‪:‬‬
‫أواًل ‪ :‬النهي عن استقبال القبلة أو استدبارها‬

‫🖊‬
‫حال قضاء الحاجة‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬األمر باالنحراف عن القبلة في حال‬
‫قضاء الحاجة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تعظيم الكعبة المشرفة‪ ،‬واحترامها‬ ‫ً‬ ‫🖊‬
‫وهذه حكمة النهي‪ ،‬ألن النبي ﷺ نهى من‬

‫🖊‬
‫أجل هذا التعظيم‪.‬‬
‫راب ًعا‪ :‬جواز استقبال الشمس أو القمر‪،‬‬
‫بخالف البعض الذين قالوا إنه ال يجوز استقبال‬

‫🖊‬
‫الشمس أو القمر‪.‬‬
‫خام ًسا‪ :‬أن اإلنسان إذا رأى من نفسه أنه‬
‫فعل فعاًل‬
‫🖊‬
‫مقصرا فيه فليستغفر هللا عز وجل‪.‬‬‫ً‬
‫ساد ًسا واألخيرة‪ :‬أن هذا الحديث عا ٌم في‬
‫النهي عن استقبال القبلة واستدبارها‪ ،‬سوا ًء كان‬

‫️⛔‬
‫ذلك خارج البنيان أو داخل البنيان‪.‬‬
‫وهذه مسألة خالفية بين أهل العلم‪.‬‬

‫️✳ عن عبد هللا بن عمر بن الخطاب رضي هللا‬


‫عنه قال‪” :‬رقيت يو ًما على بيت حفصة فرأيت‬
‫النبي ﷺ يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر‬
‫️✳‬
‫الكعبة“‪.‬‬
‫قوله مستدبر الكعبة‪ :‬هذا هو اإلشكال ألنه‬ ‫🔹‬
‫يعارض حديث أبي أيوب في قوله‪ :‬وال‬
‫تستدبروها‪.‬‬

‫ومن هنا اختلف العلماء في كيفية الجمع بين‬ ‫️⛔‬


‫هذين الحديثين‪ ،‬وطب ًعا مسألة استقبال القبلة‬
‫واستدبارها اختلف العلماء فيها وفيها ثالثة أقوال‬
‫ألهل العلم‪:‬‬

‫️✖‬
‫✪ القول األول‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬إنه ال يجوز استقبال القبلة وال‬
‫استدبارها مطل ًقا‪ ،‬ال في البنيان وال خارج‬
‫البنيان‪ ،‬لحديث أبي أيوب‬

‫💎‬
‫✪ والقول الثالث‪:‬‬
‫هذا هو قول التفصيل فقالوا‪:‬‬
‫إن حديث أبي أيوب إنما هو نه ٌي مطلق‪،‬‬ ‫️◾‬
‫يُحمل على قضاء الحاجة في الصحراء‪ ،‬أي‬

‫️◾‬
‫عندما ال يكون بينه وبين القبلة حائل‪.‬‬
‫وحديث ابن عمر يتكلم عن داخل البنيان‪،‬‬
‫ففرقوا بين الصحراء وبين البنيان فقالوا بعدم‬
‫جواز االستقبال أو االستدبار في الصحراء‪،‬‬
‫وجواز ذلك داخل البنيان لحديث ابن عمر رضي‬
‫هللا عنه‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫استنبط العلماء فوائد من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى جواز تبسط اإلنسان في بيت قريبه‪،‬‬

‫🖊‬
‫ال سيما إذا كان من محارمه‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن بيوت أزواج النبي ﷺ مل ٌ‬
‫ك‬

‫🖊‬
‫لهن‪ ،‬وذلك ألنه أضاف البيت إلى حفصة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬هي حسن تعليم النبي ﷺ‬
‫ألصحابه ولألمة‪ ،‬وذلك ألنه لما ذكر الممنوع لم‬
‫يترك األمر مغل ًقا إنما ذكر الجائز بعده‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬االستدالل بفعل النبي ﷺ ألنه‬ ‫🖊‬
‫من سننه‪ ،‬من سنن النبي ﷺ‪ ،‬وسنة النبي‬
‫ﷺ إما قولية وإما فعلية وإما تقريرية‪.‬‬
‫عن أنس بن مالك رضي هللا عنه أنه قال‪:‬‬ ‫️✳‬
‫”كان رسول هللا ﷺ يدخل الخالء‪ ،‬فأحمل أنا‬

‫️✳‬
‫وغال ٌم نحوي إدوا ًة من ماء‪ ،‬وعنز ًة فيس َتنجي‬
‫بالماء“‪.‬‬
‫‪ -‬العنزة‪ :‬الحربة الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬واإلداو َة‪ :‬إنا ٌء صغي ٌر من جلدٍ‪.‬‬
‫‪ -‬أنس بن مالك رضي هللا عنه هو خادم النبي‬
‫حرا ما كان عب ًدا‪ ،‬إنما كان ً‬
‫حرا‬ ‫ﷺ‪ ،‬وكان ً‬
‫أعطته إياه أمه رضي هللا عنها‪ ،‬حين قدم‬
‫المدينة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنسان لما يقضي حاجته يتوضأ ويصلي‪،‬‬
‫فكان يضع هذه العنزة ستر ًة له ويصلي إليها‪،‬‬
‫عندما يصلي في الصحراء‪.‬‬
‫🔷‬
‫🖊‬
‫وهنا استنبط العلماء فوائد من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬جواز استخدام األحرار ألن أن ًسا‬
‫فجواز استخدام األحرار في‬ ‫والغالم كانا حرين‪َ ،‬‬

‫🖊‬
‫األعمال الشخصية‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬جواز االستنجاء بالماء دون التراب‬
‫أو الحجارة‪.‬‬
‫وال شك أن االستنجاء بالماء أفضل‪ ،‬ألنه يزيل‬
‫أثر النجاسة‪ ،‬أما التراب أو الحجارة ال يزيل‬
‫األثر‪ ،‬إنما يزيل عين النجاسة ويبقى أثرها‪ ،‬فإنما‬

‫🖊‬
‫هي إزالة لحكم النجاسة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أنه ينبغي لإلنسان إذا أراد أن يقضي‬
‫حاجته أن يستعد بطهوره عند قضاء الحاجة‪،‬‬
‫لئال يحوجه ذلك إلى القيام فيت َلوث بسبب قيامه‪.‬‬

‫الحارس بن ربعي األنصاري‬


‫عن أبي قتادة َ‬ ‫️✳‬
‫رضي هللا عنه‪ ،‬أن النبي ﷺ قال‪” :‬ال يُمسكن‬
‫️✳‬
‫أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول‪ ،‬وال يتمسح من‬
‫الخالء بيمينه‪ ،‬وال يتنفس في اإلناء“‪.‬‬
‫‪ -‬هنا قالوا‪ :‬أن النهي لعلة تكريم اليمنى‪.‬‬
‫ضا إن من علل النهي أنه لمظنة وقوع‬ ‫‪-‬وقالوا أي ً‬

‫️⛔‬
‫النجاسة عليها‪.‬‬
‫واختلف العلماء في مسألة النهي عن مسك‬
‫الذكر باليمين‪ ،‬هل هو على التحريم أم هو على‬

‫️▪‬
‫الكراهة‪.‬‬
‫فجمهور أهل العلم‪ :‬على أن النهي هنا‬
‫للكراهة‪ .‬وقالوا ألن هذا من اآلداب وليس من‬

‫️▪‬
‫باب العبادات‪.‬‬
‫خال ًفا للظاهرية أنهم يقولون بالتحريم‬
‫وجعلوا ذلك من باب العبادات‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد التي استنبطها أهل العلم‪:‬‬
‫أواًل ‪ :‬تكريم اليمين على الشمال‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬النهي عن التنفس في اإلناء وكذلك‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫االستنجاء باليمين‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اهتمام النبي ﷺ بمسائل النظافة‬ ‫ً‬

‫🖊‬
‫العامة‪ ،‬وهذا من ديننا‪ ،‬النظافة من اإليمان‪.‬‬
‫راب ًعا‪ :‬أن الشريعة الغراء ما تركت من‬
‫خير إال ودل َتنا عليه‪ ،‬وما تركت من ٍ‬
‫شر إال‬ ‫ٍ‬

‫️✳‬
‫ون َهتنا عنه‪.‬‬
‫حديث عبد هللا بن عباس رضي هللا عنه‪:‬‬
‫قال‪” :‬مر النبي ﷺ بقبرين فقال‪ :‬إنهما‬
‫كبير‪ ،‬أما أحدهما فكان ال‬‫ٍ‬ ‫ليعذبان وما يعذبان في‬
‫يستتر من البول‪ ،‬وأما اآلخر فكان يمشي‬
‫رطبة فشقها نصفين فغرز‬ ‫ً‬ ‫بالنميمة‪ ،‬فأخذ جريد ًة‬

‫️✳‬
‫قبر واحد ًة‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول هللا لم فعلت‬‫في كل ٍ‬

‫🔹‬
‫هذا؟ قال‪ :‬لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا“‪.‬‬
‫وهذا الحديث فيه شي ٌء أال وهو اطالع‬
‫النبي ﷺ على شي ٍء من األمور الغيبية‪.‬‬
‫قال‪” :‬إنهما ليُعذبان‪ ،‬وما يعذبان في كبير"‪،‬‬ ‫🔳‬
‫ولكن اإلشكالية أنه قد جاء في بعض الروايات‬
‫كما عند اإلمام البخاري‪،‬‬

‫🔅‬
‫قال‪ :‬وإنه لكبير‪ .‬فكيف نجمع بين هذا وهذا؟‬
‫قالوا في األولى‪ :‬إنهما ليعذبان وما يعذبان‬
‫كبيرا يشق عليهما التحرز‬‫ً‬ ‫في كبير يعني‪ :‬ليس‬

‫🔅‬
‫منه‪.‬‬
‫أما الرواية األخرى قال‪:‬‬
‫وإنه لكبير‪ :‬أي أنه كبي ٌر من جهة الذنب‪ ،‬وليس‬

‫🔳‬
‫كبيرا من جهة المشقة والتحرز منه‪.‬‬ ‫ً‬
‫مسألة وضع الجريدة‪ ،‬أو وضع الشجر‪ ،‬أو‬
‫شيء من هذا على القبور‪ ،‬العلماء لما قالوا إن‬
‫خاص بالنبي ﷺ ذكروا لذلك أمور‪:‬‬
‫️⬅‬
‫ٌ‬ ‫هذا أم ٌر‬
‫قالوا إن النبي ﷺ إنما فعل هذا ألن هللا‬
‫عز وجل أطلعه على شي ٍء من علم الغيب‪ ،‬أنهما‬
‫يعذبان‪ ،‬ولم يعلم أح ٌد غير النبي ﷺ بشي ٍء‬
‫من األمور الغيبية‪.‬‬
‫️⬅‬
‫️⬅‬
‫أنه لم يفعل ذلك مع غيرهم من الناس‪.‬‬
‫أنه لم يثبت عن أحد من الصحابة رضي هللا‬

‫🔷‬
‫عنهم فعل هذا األمر بعد النبي ﷺ‪.‬‬

‫🖊‬
‫استنبط العلماء فوائد من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬هي إثبات عذاب القبر‪ ،‬وهو مذهب‬
‫أكثر هذه األمة خال ًفا للمعتزلة الذين ينكرون‬

‫🖊‬
‫عذاب القبر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن الغيب ال يعلمه إال هللا سبحانه‬
‫وتعالى‪ ،‬وال يُطلِع عليه أح ٌد من خلقه إال من شاء‬

‫🖊‬
‫من خلقه سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬وجوب التنزه من البول‪ ،‬وأن عدم‬

‫🖊‬
‫التنزه من البول يكون سب ًبا في العذاب‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنه إذا كان الذي ال يستنزه من‬

‫🖊‬
‫يستبرئ من بوله يُعذب في قبره‪.‬‬‫ِ‬ ‫بوله‪ ،‬أو ال‬
‫الخامسة‪ :‬تحريم النميمة‪ ،‬والنميمة من كبائر‬
‫لترتب العذاب على وقوعها‪.‬‬ ‫الذنوب‪ ،‬وذلك َ‬
‫السادسة‪ :‬رأفة النبي ﷺ بأمته أحيا ًء‬ ‫🖊‬
‫وأموا ًتا‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أنه ال يستحب أن يوضع على القبر‬ ‫🖊‬
‫ٌ‬
‫خاص بالنبي‬ ‫الجريد أو الشجر؛ ألن هذا‬

‫🖊‬
‫ﷺ‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬حرص الصحابة على العلم‪.‬‬

‫💠 باب السواك 💠‬
‫️◾ والسواك‪ :‬يطلق على الفعل‪ ،‬وهو التسوك‪،‬‬

‫️◾ والسواك‪ٌ :‬‬


‫ويطلق على عود األراك الذي يتسوك به‪.‬‬
‫سنة مطلقة‪ ،‬تتأكد في مواضع‬

‫️✳ حديث أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬عن‬


‫معينة‪.‬‬

‫النبي ﷺ قال‪” :‬لوال أن أشق على أمتي‬


‫ألمرتهم بالسواك عند كل صالة“‪✳️.‬‬
‫وقال‪ :‬عن حذيفة بن اليمان رضي هللا عنه‬ ‫️✳‬
‫قال‪” :‬كان رسول هللا ﷺ إذا قام من الليل‬
‫️✳‬ ‫يشوص فاه بالسواك“‪.‬‬

‫في حديث عائشة رضي عنها‪ :‬عن عائشة‬ ‫️✳‬


‫رضي هللا عنها قالت‪” :‬دخل عبد الرحمن بن أبي‬
‫بكر الصديق رضي هللا عنه‪ ،‬على النبي ﷺ‬
‫وأنا مسندته إلى صدري‪ ،‬ومع عبد الرحمن‬
‫رطب يستن به‪ ،‬فأبده رسول هللا ﷺ‬ ‫ٌ‬ ‫سوا ٌ‬
‫ك‬
‫بصره‪ ،‬فأخذت السواك فقضمته‪ ،‬وطيبته ثم‬
‫دفعته إلى النبي ﷺ‪ ،‬فاستن به‪ ،‬فما رأيت‬
‫رسول هللا ﷺ استن استنا ًنا قط أحسن منه‪،‬‬
‫فما عدا أن فرغ رسول هللا ﷺ‪ ،‬رفع يده أو‬
‫إصبعه ثم قال في الرفيق األعلى ً‬
‫️✳‬
‫ثالثا ثم قضى‪،‬‬
‫وكانت تقول‪ :‬مات بين حاقنتي وذاقنتي“‪.‬‬
‫حديث أبي موسى األشعري رضي هللا عنه‬ ‫️✳‬
‫قال‪” :‬أتيت النبي ﷺ وهو يستاك بسواكٍ‬

‫️✳‬
‫ب قال‪ :‬وطرف السواك على لسانه وهو‬ ‫رط ٍ‬
‫يقول أع‪ ،‬أع والسواك في ِفي ِه كأنه يتهوع“‪.‬‬

‫واستنبط العلماء أي ً‬
‫ضا فوائد من هذه‬ ‫🔷‬
‫األحاديث‪ ،‬أحاديث هذا الباب‪:‬‬

‫األولى‪ :‬وهو تأكد استحباب السواك عند‬ ‫🖊‬


‫🖊‬
‫الصالة‪ ،‬وكذلك عند تغير رائحة الفم‪،‬‬
‫الثانية‪ :‬أن االستياك يكون بالسواك الرطب‪،‬‬
‫والرطب إما أن يكون جدي ًدا رط ًبا كما ذكرت‪،‬‬
‫وإما أن يوضع معه شي ٌء من الماء حال‬

‫🖊‬
‫االستياك لترطيبه‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثالثة‪ :‬استحباب إصالح السواك وتهيئته‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬جواز االستياك بسواك الغير إذا تم‬
‫تطهيره وتنظيفه‪.‬‬
‫الخامسة ‪ :‬إثبات العلو هلل عز وجل‪ ،‬وذلك‬ ‫🖊‬
‫برفع النبي ﷺ إصبعه إلى األعلى‪ ،‬وكذلك‬
‫بقوله بل الرفيق األعلى‪ ،‬بل الرفيق األعلى‪.‬‬

‫🖊‬
‫فهذا فيه إثبات لصف ِة العلو هلل عز وجل‪.‬‬

‫🖊‬
‫السادسة‪ :‬مشروعية المبالغة في ال َتسوك‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أن التسوك يكون باستعمال السواك‬
‫على اللسان وعلى األسنان‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فوائد وتلخيص المحاضرة الخامسة‪ /‬مادة‬


‫الحديث‬

‫💠 [باب‪ :‬المسح على الخفين] 💠‬


‫🔸 والمسح على الخفين من األفعال التي‬

‫🔸الخفان‪ :‬هما ما يلبس على الرجل من جل ٍد‬


‫وردت عن النبي صلى هللا عليه وسلم بالتواتر‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫ونحوه لسترهما إما تدفئة لهما أو وقاية لهما‪.‬‬
‫‪ -‬وأما ما يكون من القطن أو الصوف‪ ،‬فتسمى‪:‬‬

‫️✳‬
‫جوارب أو يسمى جور ًبا‪.‬‬
‫عن المغيرة بن شعبة رضي عنه قال‪:‬‬
‫سفر‪،‬‬
‫"كنت مع النبي صلى هللا عليه وسلم في ٍ‬

‫️✳‬
‫فأهويت ألنزع خفيه‪ ،‬فقال‪ :‬دعهما فإني أدخلتهما‬

‫️✳‬
‫طاهرتين‪ ،‬فمسح عليهما"‪.‬‬
‫وقال عن حذيفة بن اليمان قال‪" :‬كنت مع‬

‫️✳‬
‫سفر فبال وتوضأ‬‫النبي صلى هللا عليه وسلم في ٍ‬

‫️✳‬
‫ومسح على خفيه"‪.‬‬
‫حديث علي بن أبي طالب رضي هللا عنه‬
‫في مسألة التأقيت في المسح فقال‪ :‬إن النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم و ّقت في المسح أنه جعل‬

‫️✳‬
‫يو ًما وليلة للمقيم‪ ،‬وثالثة أيام بلياليهن‬

‫️⭐‬
‫للمسافر‪.‬‬

‫🔸‬
‫ومن شروط المسح على الخفين‪:‬‬

‫🔸‬
‫أن يلبس الخفين بعد كمال الطهارة المائية‪.‬‬
‫طهارة عينهما‪.‬‬
‫🔸‬
‫🔷‬
‫وسترهما لغالب محل الفرض‪.‬‬

‫🖊‬
‫واستنبط العلماء فوائد من هذه األحاديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬قالوا جواز المسح على الخفين في‬

‫🖊‬
‫السفر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬قالوا جواز معاونة المتوضئ‪ .‬هذا‬

‫🖊‬
‫لقول المغيرة‪" :‬فأهويت ألنزع خفيه"‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬وكذلك استدلوا بأفضلية المسح على‬

‫🖊‬
‫الخفين لمن كان الب ًسا للخف‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬اشتراط كمال الطهارة المائية‬

‫🖊‬
‫لجواز المسح على الخفين‪.‬‬

‫⛔‬
‫الخامسة‪ :‬جواز المسح في الحضر أي ً‬
‫ضا‪.‬‬
‫وقد اختلف العلماء في مسألة المسح على‬
‫الخفين‪ :‬هل المسح أفضل أم الغسل أفضل‪.‬‬

‫💠 ٌباب في المذي وغيره 💠‬


‫️◾ والمذي‪ :‬هو سائ ٌل يخرج من الذكر عند‬
‫هيجان الشهوة‪.‬‬
‫وهو يختلف عن المني‪ ،‬فإن المني يخرج‬ ‫️◾‬
‫بشهوةٍ‪ ،‬وتدفق ويشعر به اإلنسان‪ ،‬لكن المذي‬

‫⛔‬
‫يخرج وقد ال يشعر به‪.‬‬

‫️✔‬
‫والفرق بين المني وبين المذي‪:‬‬

‫️✔‬
‫ٌ‬
‫نجس‪.‬‬ ‫أن المذي‬

‫️✳‬
‫والمني طاهر‪.‬‬
‫ذكر عن علي بن أبي طالب رضي هللا‬
‫عنه‪ ،‬قال‪" :‬كنت رجاًل ّ‬
‫مذا ًء فاستحييت أن أسأل‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم؛ لمكان ابنته‬

‫🔺‬
‫مني‪ ،‬فأمرت المقداد بن األسود فسأله‪.‬‬

‫🔺‬
‫فقال‪" :‬يغسل ذكره ويتوضأ"‪.‬‬

‫️✳‬ ‫🔺‬
‫وللبخاري قال‪" :‬اغسل ذكرك وتوضأ"‪.‬‬

‫🔸‬
‫ولمسلم قال‪" :‬توضأ وانضح فرجك"‪.‬‬
‫هل المعنى أن يغسل ما أصاب ذكره منه‪،‬‬
‫أي‪ :‬موطن النجاسة الذي أصاب الفرج فقط‪ ،‬أم‬
‫يغسل الفرج (الذكر) كله؟‬
‫للعلماء في هذه المسألة قوالن‪:‬‬
‫األول‪ :‬قالوا إن عليه غسل المحل فقط الذي‬
‫أصابته النجاسة‪ ،‬وهذا قول جمهور أهل العلم‪.‬‬
‫اآلخر‪ :‬هو قول الحنابلة وبعض المالكية‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫إنه يغسل الذكر كاماًل ‪.‬‬
‫⛔‬
‫🔹‬
‫والفرق بين الغسل والنضح‪:‬‬
‫أن الغسل هو جريان الماء على العضو‪،‬‬
‫بعصر‪ ،‬أو ما شابه‬
‫ٍ‬ ‫وانفصاله إما بنفسه‪ ،‬وإما‬

‫🔹‬
‫ذلك‪.‬‬
‫أما النضح‪ :‬فهو الرش وهو غمر المكان‬

‫️✳‬
‫للماء دون انفصال‪.‬‬
‫حديث عباد بن تميم قال عن عبّاد بن تميم‬
‫عن عبد هللا بن زيد بن عاصم المازني رضي‬
‫ش ِك َي إلى النبي صلى هللا عليه‬‫هللا عنه قال‪ُ " :‬‬
‫وسلم الرج ُل الذي يُخيّل إليه أنه يجد الشيء في‬

‫️✳‬
‫الصالة‪ ،‬فقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ال‬
‫ينصرف حتى يسمع صو ًتا أو يجد ً‬
‫️♦‬ ‫️♦‬
‫ريحا"‪.‬‬
‫قاعدة عند الفقهاء‬
‫وهي أن [اليقين ال يزول بالشك واألصل بقاء ما‬

‫🔹‬
‫كان على ما كان]‪.‬‬
‫واستنبط العلماء بعض الفوائد من هذه‬

‫🖊‬
‫األحاديث السابقة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬فضيلة علي بن أبي طالب رضي‬
‫هللا عنه ومنقبته‪ ،‬لمكانته من النبي صلى هللا عليه‬

‫🖊‬
‫وسلم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أنهم قالوا بجواز التوكيل في‬
‫االستفتاء‪ ،‬كما وكل عل ٌي رضي هللا عنه المقداد‬

‫🖊‬
‫أن يستفتي له النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬استنبطوا جواز التصريح مما‬

‫🖊‬
‫يستحيا ذكره للعلم بحكمه‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬قالوا بقبول خبر الواحد في األحكام‬
‫الشرعية؛ ألن عل ًيا رضي هللا عنه أرسل المقداد‬
‫وهو واحد‪ ،‬وسأل النبي وعاد باإلجابة فقبلها‬
‫عل ٌي منه‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬نجاسة المذي ووجوب غسل‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫الذكر منه‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬قالوا إنه ال يكفي إزالة المذي‬
‫باالستجمار‪ ،‬يعني‪ :‬بالحجارة أو بالتراب بل ال بد‬
‫من الماء؛ ألن النجاسة إذا خرجت وتعدت محل‬
‫خروجها‪ ،‬فال يجزئ فيها االستجمار‪ ،‬إنما ال‬

‫🖊‬
‫تزول إال بالغسل‪ ،‬وال ترفع إال بالغسل‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أن األصل البناء على اليقين‪ ،‬فإذا‬
‫تيقن أنه خرج منه شيء ينصرف‪ ،‬إذا شك فال‬

‫🖊‬
‫يخرج‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثامنة‪ :‬أن الشيطان يوسوس للقلب السليم‬
‫التاسعة‪ :‬أن مجرد الشك في الحدث ال يبطل‬
‫الوضوء وال الصالة‪ ،‬إنما ال يكون ذلك إال‬

‫🖊‬
‫باليقين‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬أنه يحرم االنصراف من الصالة‬
‫لغير سبب‪ ،‬مجرد الشك يحرم معه االنصراف‬
‫من الصالة‪.‬‬
‫حديث أم قيس بنت محصن األسدية رضي‬ ‫️✳‬
‫بابن لها صغير لم يأكل‬ ‫هللا عنها‪" :‬أنها أتت ٍ‬
‫الطعام‪ ،‬إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫فأجلسه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في‬

‫️✳‬
‫حجره‪ ،‬فبال على ثوبه‪ ،‬فدعا بما ٍء فنضحه على‬

‫️✳‬
‫ثوبه ولم يغسله"‪.‬‬
‫حديث عائشة أم المؤمنين رضي هللا عنها‬
‫بصبي‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ُ" :‬أ‬
‫ٍ‬

‫️✳‬
‫فبال على ثوبه فدعا بما ٍء فأتبعه إياه"‪.‬‬
‫ولمسلم‪ :‬فأتبعه بوله ولم يغسله‪.‬‬
‫ٍ‬

‫وفرق العلماء بين بول الغالم وبول‬ ‫💢‬


‫الجارية؛ ألن النبي صلى هللا عليه وسلم أمر أن‬

‫🔷‬
‫بول الغالم ينضح‪ ،‬وبول الجارية يغسل‪.‬‬
‫واستنبط العلماء فوائد من هذين الحديثين‪:‬‬
‫أواًل ‪ :‬نجاسة بول الغالم حتى وإن كان لم‬ ‫🖊‬
‫يأكل الطعام‪ ،‬ألن النضح والغسل يدل على‬

‫🖊‬
‫نجاسة البول‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬قالوا إن بول الغالم الذي لم يأكل‬

‫🖊‬
‫الطعام لشهوة ينضح‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تواضع النبي صلى هللا عليه وسلم‬ ‫ً‬

‫️✳‬
‫وكريم أخالقه‪.‬‬
‫حديث أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪:‬‬
‫"جاء أعراب ٌي فبال في طائفة المسجد‪ ،‬فزجره‬
‫الناس‪ ،‬فنهاهم النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فلما‬

‫️✳‬
‫قضى بوله أمر النبي صلى هللا عليه وسلم بذنو ٍ‬
‫ب‬
‫من ماء فُأهريق عليه"‪.‬‬
‫وتتمثل حكمة النبي صلى هللا عليه وسلم في‬ ‫🔸‬
‫هذا الموقف في مسألة المفاسد التي ستقع بسبب‬

‫️✖‬
‫زجر الصحابة لهذا الرجل‪.‬‬
‫ومن هذه المفاسد التي تحصل هي‪:‬‬
‫قطع البول خو ًفا منهم‪ ،‬فقد يتضرر هذا‬ ‫🔅‬
‫🔅‬
‫الرجل بذلك‪.‬‬

‫🔅‬
‫وقد يخاف منهم فيتحرك فتنكشف عورته‪.‬‬
‫وقد ينتشر البول في أنحاء المسجد فتتلوث‬
‫بقعة أكثر في المسجد‪.‬‬
‫فكان هذا اتقا ًء للمفاسد من النبي صلى هللا عليه‬

‫️✔‬
‫وسلم‪ ،‬وكذلك جل ًبا للمصالح‪.‬‬

‫🔅‬
‫ومن هذه المصالح‪:‬‬

‫🔷‬
‫تأليف قلب هذا األعرابي‪.‬‬
‫استنبط العلماء فوائد من هذا الحديث من‬

‫🖊‬
‫هذه الفوائد‪:‬‬
‫أواًل ‪ :‬بيان مدى جهل األعرابي باألحكام‬
‫الشرعية‪ ،‬وذلك بسبب البعد عن المدن وأماكن‬

‫🖊‬
‫التعليم‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬رحمة النبي صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫وسماحة خلقه‪ ،‬وبعد نظره‪ ،‬وتقديره لمآالت‬
‫األمور كما فعل مع األعرابي صلى هللا عليه‬

‫🖊‬
‫وسلم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬نجاسة البول‪ ،‬وأنه يجب تطهير‬ ‫ً‬
‫النجاسات ألن النبي صلى هللا عليه وسلم أمر‬

‫🖊‬
‫بإراقة الماء عليه‪.‬‬
‫راب ًعا‪ :‬أنه عند تزاحم المفاسد‪ ،‬ترتكب أخفها‬

‫🖊‬
‫ً‬
‫ضررا‪.‬‬

‫🖊‬
‫خام ًسا‪ :‬تعظيم المساجد وبيان حرمتها‪.‬‬
‫ساد ًسا‪ :‬بيان غيرة الصحابة رضي هّٰللا‬
‫عنهم‪ ،‬وأنهم ال يتركون األمر بالمعروف والنهي‬

‫🖊‬
‫عن المنكر أب ًدا‪.‬‬
‫ساب ًعا‪ :‬أن اإلنسان لمّا ينهى عن المنكر‬
‫ينهى عن المنكر بغير منكر؛ فالمقصود من‬
‫النهي عن المنكر إزالته‪ ،‬أي‪ :‬إزالة المنكر‪ ،‬ال‬
‫تأنيب الفاعل على فعله وتبكيته‪.‬‬

‫خصال الفطرة‪:‬‬ ‫🔹‬


‫هّٰللا‬
‫عن أبي هريرة رضي عنه‪ ،‬قال‪ :‬سمعت‬ ‫️✳‬
‫رسول هّٰللا صلى هّٰللا عليه وسلم يقول‪" :‬الفطرة‬

‫️✳‬
‫خمس‪ ،‬الختان واالستحداد‪ ،‬وقص الشارب‪،‬‬ ‫ٌ‬

‫️◾‬
‫وتقليم األظفار ونتف اإلبط"‪.‬‬
‫والختان هو‪ :‬قطع الجلدة التي فوق حشفة‬
‫الذكر بالنسبة للرجل‪ ،‬وبالنسبة لألنثى هي‪ :‬قطع‬

‫️◾‬
‫الجلدة الزائدة في فرجها‪.‬‬
‫االستحداد‪ :‬هو استعمال الحديدة وهو ما‬

‫️◼‬
‫يسمى بالموس لحلق شعر العانة‪.‬‬
‫شعر العانة‪ :‬هو الشعر النابت حول القبل‬

‫️◾‬
‫حول عند الرجل والمرأة‪.‬‬
‫الشارب‪ :‬هو الشعر النابت فوق الشفة العليا‬
‫لإلنسان عند الرجل‪.‬‬
‫يعني‪ :‬قص الشارب يكون إما بالقصر‪ ،‬أو‬
‫بالجز‪ ،‬أو يكون بالحف‪ ،‬أو اإلنهاك كما تعددت‬

‫️✖‬
‫الروايات بذلك‪.‬‬
‫ولكن ال يكون بالحلق‪.‬‬
‫يعني حلق الشارب بالموس مُثلة؛ ينبغي أن‬

‫️◾‬
‫يؤدب فاعله‪.‬‬
‫نابتة على أصابع‬‫ٌ‬ ‫األظفار ‪ :‬هي ما تكون‬

‫️◾‬
‫القدمين واليدين‪.‬‬
‫نتف اإلبْط‪ ْ :‬قد فرق النبي صلى هّٰللا عليه‬
‫وسلم بين العانة وبين اإلبط‪ ،‬فجعل للعانة الحلق‪،‬‬
‫ولإلبط النتف يؤدى إلى ضعف أصول الشعر‬
‫فيقل نموه‪ ،‬لكن إن كانت هناك مشقة في نتف‬

‫🔷‬
‫اإلبط فيزال‪.‬‬
‫الفوائد التي استنبطها العلماء من هذه‬

‫🖊‬
‫األحاديث أو حديث الفطرة‪:‬‬
‫هّٰللا‬
‫األولى‪ :‬أن فطرة عز وجل تدعو إلى‬

‫🖊‬
‫خير‪.‬‬
‫كل ٍ‬
‫الثانية‪ :‬أن من الفطرة هذه الخمس وليست‬
‫محصورة في هذه الخمس‪.‬‬

‫💠 باب الغسل من الجنابة 💠‬


‫[والغسل] في اللغة‪ :‬هو تعميم البدن بالماء‪.‬‬ ‫️◾‬
‫️◾‬
‫هذا هو الغسل المجزيء‪.‬‬
‫الجنابة‪ ،‬قيل‪ :‬إنها من البعد‪ ،‬وهي تطلق‬

‫️✳‬
‫على المجامع أو من خرج منهالمني‪.‬‬
‫حديث أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬إن‬
‫النبي صلى هّٰللا عليه وسلم لقيه في بعض طرق‬
‫المدينة وهو جنب‪ ،‬فقال‪ :‬فانخنست منه‪ ،‬فذهبت‬
‫فاغتسلت ثم جئت‪ ،‬فقال‪" :‬أين كنت يا أبا‬
‫هريرة؟" قال‪ :‬كنت جن ًبا فكرهت أن أجالسك وأنا‬
‫هّٰللا‬
‫على غير طهارة‪ ،‬فقال‪" :‬سبحان ! إن المسلم‬

‫️✳‬
‫ال ينجس"‪.‬‬
‫وفي رواية "والمؤمن ال ينجس"‪.‬‬

‫️◾‬
‫‪ -‬فانخنست منه‪ ،‬أي‪ :‬اختبأت منه‪.‬‬
‫"إن المؤمن ‪-‬أو المسلم‪ -‬ال ينجس"‪.‬‬
‫أي‪ :‬أن عين أعضائه ليست نجسة ال حكما وال‬
‫عينا‪.‬‬
‫إنما الجنابة حدث‪ ،‬والحدث سواء كان أصغر أو‬

‫️⬅‬
‫أكبر فإنه ال يكون سب ًبا في نجاسة المؤمن‪.‬‬
‫ومن هنا استدل العلماء من هذا الحديث‬
‫على أن اآلدمية‪ ،‬يعني‪ :‬مطل ًقا سوا ًء كان مؤم ًنا‬
‫كافرا ح ًيا كان أم مي ًتا فإنه طاهر‪ ،‬وإنما‬ ‫ً‬ ‫أو‬
‫َّ‬
‫عز‬ ‫نجاسة الكافر التي ذكرت في القرآن قول هّٰللا‬
‫ٌ‬
‫نجاسة‬ ‫وجل‪ِ{ :‬إ َّن َما ْال ُم ْش ِر ُك َ‬
‫ون َن َج ٌ‬
‫س} إنما هي‬
‫معنوية‪ ،‬نجاسة اعتقاد‪ ،‬نجاسة الشرك وال سيما‬
‫اآلدمي مطل ًقا ال ينجس‪.‬‬
‫وقد استنبط العلماء فوائد من هذا الحديث‪.‬‬ ‫🔷‬
‫🖊 األولى‪ :‬أن الجنابة ليست نجاسة‪.‬‬
‫🖊 الثانية‪ :‬جواز تأخير الغسل من الجنابة‪.‬‬
‫🖊 الثالثة‪ :‬تعظيم أهل الفضل والعلم‪،‬‬

‫🖊 الرابعة‪ :‬هي بطالن عقائد الفرق الضالة ال‬


‫واستحباب مجالستهم على أفضل الهيئات‪.‬‬

‫عليه‬ ‫هّٰللا‬‫سيما الصوفية‪ ،‬بادعائهم أن النبي صلى‬


‫وسلم يعلم الغيب‪ ،‬يعني‪ :‬بين في هذا الحديث أن‬
‫النبي صلى هّٰللا عليه وسلم ال يعلم الغيب والدليل‬

‫🖊‬
‫أنه سأل أبا هريرة‪" :‬أين كنت يا أبا هريرة؟"‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬حسن خلق وأدب أبي هريرة‬
‫رضي هّٰللا عنه ألنه لم يرد أن يجالس النبي صلى‬
‫هّٰللا عليه وسلم وهو على هذه الهيئة‪.‬‬
‫السادسة ‪ :‬استحباب التسبيح عند التعجب‬
‫هّٰللا‬
‫🖊‬
‫واالستغراب‪ ،‬كما قال النبي صلى عليه‬
‫وسلم‪" :‬سبحان هللا"‪.‬‬

‫وصف غسل النبي ﷺ‬ ‫🔹‬


‫هّٰللا‬
‫عن عائشة رضي عنها قالت‪ :‬كان‬
‫هّٰللا‬ ‫هّٰللا‬
‫️✳‬
‫رسول صلى عليه وسلم إذا اغتسل من‬
‫الجنابة‪ ،‬غسل يديه ثم توضأ وضوءه للصالة‪ ،‬ثم‬
‫يغتسل ثم يخلل بيديه شعره حتى إذا ظن أنه قد‬
‫أروى بشرته أفاض عليه الماء ثالث مرات‪ ،‬ثم‬
‫غسل سائر جسده‪.‬‬
‫هّٰللا‬
‫وكانت تقول‪" :‬كنت أغتسل أنا ورسول صلى‬
‫هّٰللا عليه وسلم من إنا ٍء واحد نغترف منه‬
‫️✳‬
‫️✳‬
‫جمي ًعا"‪.‬‬
‫وعن ميمونة بنت الحارث رضي هّٰللا عنها‪،‬‬
‫زوج النبي صلى هّٰللا عليه وسلم‪ ،‬أنها قالت‪:‬‬
‫"وضعت لرسول هّٰللا صلى هّٰللا عليه وسلم‬
‫وضوء الجنابة‪ ،‬فأكفأ بيمينه على يساره مرتين‬
‫أو ثالثة‪ ،‬ثم غسل فرجه ثم ضرب يده باألرض‬
‫أو الحائط مرتين أو ثالثة‪ ،‬ثم تمضمض‬
‫واستنشق وغسل وجهه وذراعيه‪ ،‬ثم أفاض على‬
‫رأسه الماء‪ ،‬ثم غسل سائر جسده‪ ،‬ثم تنحى‬

‫️✳‬
‫فغسل رجليه‪ ،‬قالت فأتيته بخرق ٍة فلم يردها‪،‬‬
‫فجعل ينفض الماء بيديه‪.‬‬

‫هذان الحديثان‪ :‬هما األصل في صفة الغسل‬ ‫📌‬


‫من الجنابة‪ ،‬وقد جاء فيهما صفة الكمال في‬
‫غسل النبي صلى هّٰللا عليه وسلم‪.‬‬
‫العلماء يقدمون حديث عائشة رضي هّٰللا‬ ‫🔻‬
‫عنها‪ ،‬قالوا‪ :‬إن حديث عائشة مقدم على حديث‬

‫🌀‬
‫ميمونة‪.‬‬
‫الغسل الكامل‪ :‬أن يأتي اإلنسان بمستحباته‬

‫🌀‬
‫وسننه‪.‬‬
‫والغسل المجزئ‪ :‬أن ينوي بقلبه أنه سيرفع‬
‫بذلك الحدث‪ ،‬ويعمم جسده بالماء مع المضمضة‬

‫🌀‬
‫واالستنشاق على الراجح من أقوال أهل العلم‪.‬‬
‫هّٰللا‬
‫الغسل الكامل‪ :‬حكته عائشة رضي عنها‬
‫في صفة غسل النبي في الحديث الذي روته‪،‬‬

‫🔶‬
‫وحديث ميمونة متم ٌم له‪.‬‬
‫ضا على‬ ‫واستدل العلماء من هذا الحديث أي ً‬

‫🖊‬
‫أمرين‪:‬‬
‫األول‪ :‬جواز نظر الرجل لجميع بدن‬

‫🖊‬
‫امرأته‪ ،‬والمرأة إلى جميع بدن زوجها‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬قالوا إن فضل طهور المرأة يرفع‬
‫الحدث‪ ،‬وال يفقد الماء الطهورية بذلك‪.‬‬
‫🔷‬
‫🖊‬
‫استنبط العلماء فوائد من هذين الحديثين‪:‬‬
‫صفة كمال الغسل‪ :‬الحديثان فيهما صفة‬
‫كمال الغسل‪ ،‬من صفات كمال الغسل ‪ -‬أن يبدأ‬
‫فيه بالبسملة‪.‬‬
‫‪ -‬ثم البداءة بالوضوء‪.‬‬
‫‪ -‬وتخليل اللحية والرأس‪.‬‬
‫‪ -‬والبداءة باليمين في الغسل‪ ،‬في غسل الرأس‬
‫وسائر الجسد‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك غسل الفرج قبل الوضوء‪.‬‬
‫‪ -‬وغسل القدمين بعد الخروج من المغتسل‪ ،‬هذا‬
‫إذا كان المكان فيه ما يلوثه‪.‬‬
‫‪ -‬كل هذه صفات كمال في الغسل‪.‬‬

‫أن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫️✳‬


‫️✳‬
‫يا رسول هللا أيرقد أحدنا وهو جنب؟ قال‪" :‬نعم‬

‫🔷‬
‫إذا توضأ أحدكم فليرقد وهو جنب"‪.‬‬
‫من الفوائد المستنبطة‪:‬‬
‫جواز السؤال عما يستحيا من ذكره بلفظ‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫التصريح‪.‬‬

‫🖊‬
‫جواز نوم الجنب قبل الغسل إذا توضأ‪.‬‬
‫كراهية النوم بال غسل‪ ،‬وال وضوء‪.‬‬

‫️✳ عن أم سلمة زوج النبي صلى هللا عليه‬


‫وسلم قالت‪" :‬جاءت أم سليم رضي هللا عنها‬
‫امرأة أبي طلحة‪ ،‬إلى رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول هللا إن هللا ال يستحي من‬
‫غسل إذا هي‬
‫ٍ‬ ‫الحق‪ .‬فهل على المرأة من‬

‫️✳‬
‫احتلمت؟ فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫"نعم إذا هي رأت الماء"‪.‬‬

‫وقد استنبط العلماء فوائد من هذا الحديث‬ ‫🔷‬


‫🖊 إثبات صفة الحياء هلل عز وجل إثبا ًتا يليق‬
‫وهي‪:‬‬

‫بجالله وكماله‪.‬‬
‫صالح نساء الصحابة فلم يمنعهن الحياء‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫من التثقف في الدين‪.‬‬
‫النائم معفو فيما يرى‪ :‬فقد يرى اإلنسان أنه‬
‫ٌ‬
‫معفو عنه طالما‬ ‫يجامع أو يحتلم‪ ،‬أو يزني فهذا‬

‫🖊‬
‫هو نائم‪.‬‬

‫🖊‬
‫ٌ‬
‫متعلق برؤية الماء‪.‬‬ ‫الغسل‬
‫ويستحب لإلنسان إذا أراد أن يذكر شيئا‬
‫يستحي منه‪ ،‬أن يقدم له بمقدمة حتى يلطف ذلك‬
‫على أذن السامع‪.‬‬

‫ضا رضي هللا عنها قالت‪:‬‬ ‫حديث عائشة أي ً‬ ‫️✳‬


‫كنت أغسل الجنابة من ثوب رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فيخرج إلى الصالة وإن بقع الماء‬
‫في ثوبه‪.‬‬

‫️✳‬
‫وفي لفظٍ لمسلم‪ :‬لقد كنت أفركه من ثوب رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم فر ًكا فيصلي فيه‪.‬‬
‫وهذا الحديث دل على أن المني‪:‬‬ ‫🔘‬
‫️▪‬
‫️▪‬
‫إذا كان رط ًبا يغسل‪.‬‬
‫وإذا كان جا ًفا يفرك‪.‬‬

‫️⛔ وهنا اختلف العلماء‪:‬‬


‫هل المني طاهر أم نجس؟‬

‫💢‬
‫على قولين ألهل العلم‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬قالوا بنجاسة المني‪.‬‬
‫وهو قول الحنفية والمالكية‪ .‬واستدلوا بأنها كانت‬

‫💢‬
‫تغسله‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬وهو قول الجمهور بأنه طاهر‪،‬‬
‫والدليل أنه يفرك‪.‬‬
‫والفرك ال يزيل األثر بالكلية إنما يبقى األثر‪. .‬‬

‫🔹‬
‫🖊‬
‫استنبط العلماء فوائد من هذا الحديث‪:‬‬
‫جواز استخدام الرجل المرأته‪ ،‬وذلك يتمثل‬
‫في غسل عائشة رضي هللا عنها لثوب النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫جواز اطالع المرأة على ما يخرج من‬ ‫🖊‬
‫زوجها‪ ،‬لما ثبت ذلك من رؤية عائشة رضي هللا‬

‫🖊‬
‫عنها في ثوب النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫طهارة المني؛ ألنها كانت تفركه من ثوب‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم ويصلي النبي صلى‬

‫🖊‬
‫هللا عليه وسلم في ثوبه‪.‬‬
‫استحباب إزالته عن الثوب فيغسل إذا كان‬
‫رط ًبا ويفرك إن كان جا ًفا‪.‬‬

‫ثم جاء في أحاديث أبي هريرة رضي هللا‬ ‫️✳‬


‫عنه قال‪ :‬إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬

‫️✳‬
‫قال‪ ":‬إذا جلس بين شعبها األربع ثم جهدها فقد‬

‫️✳‬
‫وجب الغسل"‪.‬‬

‫🖊‬
‫وفي لفظ مسلم‪ ،‬قال‪" :‬وإن لم ينزل"‪.‬‬
‫هذا الحديث يبين أن موجبات الغسل هي‬
‫الجماع‪.‬‬
‫وبين كذلك أن مجرد اإليالج موجب‬ ‫🖊‬
‫️✳‬
‫للغسل‪ ،‬وإن لم ينزل كما في رواية اإلمام مسلم‪.‬‬
‫حديث أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين‬
‫بن علي رضي هللا عنه‪ ،‬أنه كان هو وأبوه عند‬
‫جابر بن عبد هللا رضي هللا عنهما‪ ،‬وعنده قوم‬
‫فسألوه عن الغسل فقال‪ :‬يكفيك صا ٌع‬
‫فقال رج ٌل‪ :‬ما يكفيني‬
‫ً‬
‫شعرا‬ ‫فقال جابر‪ :‬كان يكفي من هو أوفر منك‬
‫وخي ٌر منك (يريد رسول هللا صلى هللا عليه‬

‫🔘‬
‫وسلم) ثم أمنا في ثوب‪.‬‬

‫️✳‬
‫وفي لفظٍ ‪" :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم يفرغ الماء على رأسه ً‬
‫️▪‬
‫ثالثا"‬

‫️▪‬
‫والصاع‪ :‬أربعة أمداد‪.‬‬
‫والمد‪ :‬هو ملء كفي الرجل المعتدل‪.‬‬

‫️▪‬
‫وهذا قلي ٌل بالنسبة لما يستعمله الناس اليوم‪.‬‬
‫وقد قدر العلماء الصاع بخمسة أرطال‬
‫وثلث بالعراقي‪.‬‬
‫وحجمه تقري ًبا ما يقارب ثالث لترات‪.‬‬ ‫️▪‬
‫🔷 وقد استنبط العلماء فوائد‪:‬‬
‫🖊 مشروعية التقليل من استعمال الماء في‬

‫🖊 استدلوا كذلك على كثرة شعر النبي صلى‬


‫الغسل إذا كان هذا ساب ًغا للغسل‪.‬‬

‫هللا عليه وسلم وكثافته‪ ،‬وهذا من عالمة رجولته‬

‫🖊‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫🖊‬
‫وجوب الغسل من الجنابة‪.‬‬
‫جواز اإلنكار على من يخالف السنة‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فوائد وتلخيص المحاضرة السادسة‪ /‬مادة الحديث‬

‫💠 باب التيمم 💠‬
‫️◾ والتيمم في اللغة‪ :‬هو القصد‪.‬‬
‫️◾‬
‫يقال‪ :‬تيمم الشيء‪ ،‬أي‪ :‬قصده‪.‬‬
‫وشر ًعا‪ :‬هو التعبد هلل عز وجل بتطهير‬
‫الوجه والكفين بالتراب على صف ٍة مخصوصة‪.‬‬
‫وهو بد ٌل عن الماء في حالة عدم وجوده أو تعذر‬

‫️◾‬
‫استعماله‪.‬‬
‫والتيمم من الخصائص التي اختص هللا عز‬
‫وجل بها أمة النبي صلى هللا عليه وسلم بخالف‬
‫األمم السابقة‪.‬‬

‫حديث عمران بن حصين رضي هللا عنه‬ ‫️✳‬


‫وفيه‪" :‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم رأى‬
‫رجاًل معتزاًل لم يصل في القوم‪ ،‬فقال‪ :‬يا فالن ما‬
‫منعك أن تصلي في القوم؟ فقال‪ :‬يا رسول هللا‬

‫️✳‬
‫أصابتني جنابة وال ماء‪ ،‬فقال‪ :‬عليك بالصعيد‬

‫️◾‬
‫فإنه يكفيك"‪.‬‬
‫الصعيد‪ :‬هو كل ما تصاعد على األرض‬
‫رمل‪ ،‬أو حجارةٍ‪ ،‬أو طين‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫من ترابٍ‪ ،‬أو‬
‫"عن عمار بن ياسر رضي هللا عنه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫️✳‬
‫بعثني النبي صلى هللا عليه وسلم في حاجةٍ‪،‬‬
‫فأجنبت فلم أجد الماء‪ ،‬فتمرغت في الصعيد كما‬
‫تمرغ الدابة‪ ،‬ثم أتيت النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫فذكرت ذلك له‪ ،‬فقال‪" :‬إنما كان يكفيك أن تقول‬
‫ً‬
‫ضربة‬ ‫بيديك هكذا"‪ ،‬ثم ضرب بيديه األرض‬

‫️✳‬
‫واحدة‪ ،‬ثم مسح الشمال على اليمين‪ ،‬وظاهر‬
‫كفيه ووجهه"‪.‬‬

‫عن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنهما (هو‬ ‫️✳‬


‫جابر بن عبد هللا بن حرام) أن النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬أعطيت خم ًسا لم يعطهن أح ٌد‬
‫شهر‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫من األنبياء قبلي‪ :‬نصرت بالرعب مسيرة‬
‫رجل‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫وطهورا‪ ،‬فأيما‬ ‫وجعلت لي األرض مسج ًدا‬
‫من أمتي أدركته الصالة فليصل‪ ،‬وأحلت لي‬
‫المغانم‪ ،‬ولم ت ِح ُّل ألحد قبلي‪ ،‬وأعطيت الشفاعة‪،‬‬
‫️✳‬
‫وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة‪ ،‬وبعثت إلى‬

‫🔹‬
‫الناس عامة"‪.‬‬
‫قال‪ :‬وأعطيت الشفاعة‪.‬‬

‫🔸‬
‫والشفاعة أنواع‪:‬‬
‫"أعطيت الشفاعة"‪ ،‬وهي الشفاعة العظمى‬

‫🔸‬
‫التي يعتذر عنها جميع األنبياء يوم القيامة‪.‬‬
‫وكذلك شفاعته صلى هللا عليه وسلم في‬

‫🔸‬
‫دخول أمته الجنة‪.‬‬
‫رجل من الكفار‬
‫ٍ‬ ‫ضا شفاعته في‬ ‫وكذلك أي ً‬
‫وهو عمه "أبو طالب" أن يخفف هللا عز وجل‬

‫🔷‬
‫عنه العذاب‪.‬‬

‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الباب‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن التيمم يقوم مقام الغسل من‬

‫🖊‬
‫الجنابة عند عدم وجود الماء‪ ،‬أو تعذر استعماله‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن اإلنكار يكون على المخالف‬
‫برفق ولين‪.‬‬
‫ٍ‬
‫الثالثة‪ :‬إقرار النبي صلى هللا عليه وسلم‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫ألصحابه في اجتهادهم‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن المجتهد إذا اجتهد وأخطأ‪،‬‬
‫وتبين له ذلك ‪-‬أنه أخطأ‪ -‬بعد فعل العبادة؛ فليس‬

‫🖊‬
‫عليه إعادة العبادة‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬تفضيل النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫على سائر األنبياء‪ ،‬وكذلك تفضيل أمة النبي‬

‫🖊‬
‫صلى هللا عليه وسلم على سائر األمم‪.‬‬
‫مكان ما لم‬
‫ٍ‬ ‫السادسة‪ :‬إباحة الصالة في أي‬
‫ُستثن كما قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬ ‫ي َ‬
‫ً‬
‫وطهورا" إال ما‬ ‫"جعلت لي األرض مسج ًدا‬
‫استثناه النبي صلى هللا عليهوسلم‪،‬م وكذلك إباحة‬
‫التطهر بتربتها‪.‬‬

‫💠 باب الحيض 💠‬
‫والحيض‪ :‬هو دم طبيع ٍة وجبلة يخرج من‬ ‫️◾‬
‫ت مخصوصة‪ ،‬وله أحكا ٌم‬ ‫رحم المرأة في أوقا ٍ‬

‫️◾‬
‫مخصوصة‪.‬‬
‫مرض‪،‬‬‫ٍ‬ ‫ومعنى دم طبيعة‪ :‬أي أنه ليس دم‬
‫وله أحكا ٌم؛ ألنه إذا أصاب المرأة فإنها ال‬
‫تصلي‪ ،‬وال تصوم‪ ،‬وكذلك ال يأتيها الزوج في‬
‫موضع الدم‪.‬‬

‫حديث عائشة رضي هللا تبارك وتعالى عنها‬ ‫️✳‬


‫حبيش سألت النبي‬
‫ٍ‬ ‫قالت‪" :‬إن فاطمة بنت أبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فقالت‪ :‬إني ُأستحاض فال‬
‫ٌ‬
‫عرق‬ ‫أطهر؛ أفأدع الصالة؟ فقال‪" :‬ال‪ ،‬إن ذلك‬

‫️✳‬
‫ولكن دعي الصالة قدر األيام التي كنت تحيضين‬

‫🔺‬
‫فيها‪ ،‬ثم اغتسلي وصلي"‪.‬‬
‫وفي رواية قال‪" :‬وليس بالحيضة‪ ،‬فإذا‬

‫️✳‬
‫أقبلت الحيضة‪ ،‬فاتركي الصالة فيها‪ ،‬فإذا ذهب‬
‫قدرها فاغسلي عنك الدم وصلي"‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي هللا عنها‪" :‬أن أم حبيبة‬ ‫️✳‬
‫استحيضت سبع سنين‪ ،‬فسألت رسول هللا صلى‬

‫️✳‬
‫هللا عليه وسلم عن ذلك‪ ،‬فأمرها أن تغتسل فكانت‬
‫تغتسل لكل صالة"‪.‬‬

‫وعن عائشة رضي هللا عنها قالت‪" :‬كنت‬ ‫️✳‬


‫أغتسل أنا ورسول هللا صلى هللا عليه وسلم من‬
‫ٌ‬
‫جنب‪،‬‬ ‫إنا ٍء واحد كالنا‬
‫قالت‪ :‬وكان يأمرني فأ ّتزر‪ ،‬فيباشرني وأنا‬
‫حائض‪.‬‬

‫️✳‬
‫قالت‪" :‬وكان يخرج رأسه إليّ ‪ ،‬وهو معكتف‬
‫فأغسله وأنا حائض"‪.‬‬

‫وعن عائشة رضي هللا عنها قالت‪" :‬كان‬ ‫️✳‬


‫️✳‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يتكئ في حجري‬
‫وأنا حائض فيقرأ القرآن"‪.‬‬
‫واالستحاضة‪ :‬دم فساد‪ ،‬وهو جريان الدم‬ ‫🔸‬
‫وسيالنه في غير أوانه‪.‬‬

‫️▪‬
‫والمستحاضة على أنواع‪:‬‬
‫منها المعتادة‪.‬‬

‫️▪‬
‫هي التي لها عادةٌ معلومة‪ .‬بموعد معلوم‪.‬‬
‫ومنها المميزة‪.‬‬
‫هي التي تستطيع أن تفرق بين الدماء‪ ،‬فتعلم دم‬
‫الحيض بصفاته‪ ،‬وتعلم دم االستحاضة بصفاته‪،‬‬
‫فتستطيع أن تفرق هل هذا هو دم حيض أم دم‬

‫️▪‬
‫استحاضة؟‬
‫ومنها المتحيرة‪.‬‬
‫هي التي ال تستطيع أن تفرق بين الدماء وأي ً‬
‫ضا‬
‫قد يكون ليس لها عادة‪ ،‬فال تعلم لها أيام في‬
‫مسألة الحيض‪.‬‬

‫🔷 الفوائد في هذا الباب 🔷‬


‫أواًل ‪ :‬التفريق بين دم الحيض ودم‬ ‫🖊‬
‫االستحاضة‬
‫‪ -‬فالحيض‪ :‬طبيعة وجبلة‪.‬‬

‫🖊‬
‫ٌ‬
‫مرض وفساد‪.‬‬ ‫‪ -‬واالستحاضة‪:‬‬
‫الثانية‪ :‬أن دم الحيض يمنع من الصالة‬
‫والصيام والجماع‪.‬‬

‫🖊‬
‫بخالف دم االستحاضة ال يمنع من ذلك‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬جواز اغتسال الزوجين من الجنابة‬

‫🖊‬
‫من إنا ٍء واحد‪ ،‬وأن الماء ال يفسد بذلك‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬جواز مباشرة الحائض فيما دون‬

‫🖊‬
‫الفرج‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬طهارة الحائض وجواز لمسها‬

‫🖊‬
‫ومباشرتها‪.‬‬

‫🖊‬
‫السادسة‪ :‬أن خروج جزء من جسد المعتكف‬
‫السابعة‪:‬‬ ‫خارج المعتكف ال يبطل اعتكافه‪.‬‬
‫أن الحائض تقضي الصيام وال تقضي الصالة؛‬
‫وذلك لرفع المشقة والحرج‪ ،‬ألن الصالة أم ٌر‬
‫متكرر يوم ًيا بخالف الصيام فصيام الفرض هو‬

‫🖊‬
‫شه ٌر في السنة‪.‬‬
‫المسترشد للعلم يُعلَّم‪ ،‬واإلنكار‬
‫ِ‬ ‫الثامنة‪ :‬أن‬
‫يكون على المجادل والمتعنت‪.‬‬

‫💠 كتاب الصالة 💠‬
‫💠 باب المواقيت 💠‬
‫️◾ والصالة في اللغة‪ :‬هي الدعاء‬
‫وأفعال‬
‫ٍ‬ ‫أقوال‬
‫ٍ‬ ‫️◾ وفي الشرع‪ :‬هي عبادةٌ ذات‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫معلومة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم‪.‬‬
‫ٌ‬
‫صلة بين العبد‬ ‫ٌ‬
‫مشتقة من الصلة؛ ألنها‬ ‫‪ -‬وهي‬
‫وربه‪.‬‬
‫‪ -‬وهي العبادة الوحيدة التي فرضت على النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم من رب العزة بدون واسطة‬
‫ليلة اإلسراء والمعراج‪.‬‬

‫والمواقيت‪ :‬جمع ميقات‪ ،‬والمواقيت‪:‬‬ ‫️◾‬


‫️⬅‬
‫‪ -‬إما أن تكون‪:‬‬
‫مواقيت مكانية‪:‬‬
‫هي التي تتعلق بأمر المناسك‪ ،‬أي‪ :‬مناسك الحج‬
‫والعمرة‪ .‬وهي األماكن التي ال يجوز للحاج أو‬

‫️⬅‬
‫المعتمر أن يتجاوزها دون إحرام‪.‬‬
‫مواقيت زمانية‪:‬‬
‫هي المتعلقة بزمن أداء العبادة‪.‬‬
‫والمقصود بها هنا المواقيت الزمانية التي تتعلق‬
‫بأمر الصالة‪ ،‬التي تؤدى فيها الصالة‪ .‬وهي من‬
‫شروط صحة الصالة‪ ،‬فال تصح الصالة قبل‬
‫دخول وقتها وكذلك ال تؤخر عن وقتها إال بعذر‪.‬‬
‫حديث أبي عمرو الشيباني قال‪ :‬حدثني‬ ‫️✳‬
‫صاحب هذه الدار وأشار بيده إلى دار عبد هللا بن‬
‫مسعود رضي هللا عنه قال‪" :‬سألت النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ :‬أي األعمال أحب إلى هللا عز‬
‫وجل؟ قال‪" :‬الصالة على وقتها"‪ .‬قلت‪ :‬ثم أي؟‬
‫قال‪" :‬بر الوالدين"‪ .‬قلت‪ :‬ثم أي؟ قال‪" :‬الجهاد‬

‫️✳‬
‫في سبيل هللا"‪ ،‬قال‪ :‬حدثني بهنّ رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم ولو استزدته لزادني"‪.‬‬

‫🔸‬
‫️◾‬
‫فائدة‬
‫الصحابي‪ :‬هو من رأى النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم وآمن به ومات على ذلك هذا يسمى‬

‫️◾‬
‫صحابي‪ .‬بخالف التابعين‪،‬‬
‫التابعون‪ :‬هم الذين رأوا أصحاب النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬لكنهم لم يروا النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬لكن منهم من عاصر النبي أي‬
‫عاش في زمن النبي صلى هللا عليه وسلم لكنه لم‬
‫يراه فهذا يكون أقرب إلى الصحابة لكن لعدم‬
‫الرؤية؛ عُدوا من التابعين أو من كبار التابعين‬

‫️◾‬
‫ولذلك يقال لهم طبقة المخضرمين‪.‬‬
‫"بر الوالدين"‪ .‬والبر‪ :‬كثرة الخير‪ ،‬ويكون‬
‫ذلك بكثرة اإلحسان إليهما سوا ًء كان ذلك قواًل أو‬
‫فعاًل أو بذاًل للمال والنفس وبكل شيء‪.‬‬
‫والجهاد‪ :‬هو القتال لتكون كلمة هللا عز‬ ‫️◾‬
‫وجل هي العليا‪ ،‬والجهاد قد يجب على اإلنسان‬

‫️◾‬
‫وقد يكون الجهاد تطو ًعا‪.‬‬
‫والجهاد ال يجب على اإلنسان إال في‬
‫ت معينة‪ ،‬أربع حاالت يجب على اإلنسان‬ ‫حاال ٍ‬
‫فيها الجهاد‪:‬‬
‫أواًل ‪ :‬إذا التقى الصفان‪ ،‬أي إذا تواجه العدو‬
‫معك‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬عند استنفار اإلمام‪.‬‬
‫أي إذا أمر اإلمام أو الحاكم الناس أن يخرجوا‬
‫للقتال هنا يجب عليهم‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬إذا حضر العدو ببلده‪.‬‬
‫هنا وجب على جميع أهل البلدة صد العدوان‪،‬‬
‫والدفاع عن أنفسهم‪.‬‬
‫الحالة الرابعة‪ :‬إذا احتيج إليه في القتال‪ ،‬كأن‬
‫يكون من أصحاب المهارات أو الخبرات في‬
‫الحرب‪ ،‬وخبرته أو مهارته يحتاج إليها الجيش‪.‬‬

‫🔹‬
‫🖊‬
‫الفوائد من هذا الحديث‬
‫أواًل ‪ :‬حرص الصحابة على العلم‪.‬‬
‫‪-‬كانوا يسألون النبي صلى هللا عليه وسلم على‬

‫🖊‬
‫العلم من أجل العمل به‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إثبات صفة المحبة هلل عز وجل لقوله‪:‬‬

‫🖊‬
‫"أحب األعمال إلى هللا"‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬فضيلة الصالة على وقتها وأنها‬
‫أحب األعمال إلى هللا عز وجل‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬بر الوالدين من أفضل األعمال‬ ‫🖊‬
‫وأحبها إلى هللا عز وجل وهو مقد ٌم على جميع‬

‫🖊‬
‫الحقوق‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬فضيلة الجهاد في سبيل هللا عز‬

‫🖊‬
‫وجل‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن األعمال تتفاضل في محبة هللا‬
‫عز وجل فكلما كان العمل أحب إلى هللا عز‬
‫وجل فهو أفضل‪.‬‬

‫عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪" :‬لقد كان‬ ‫️✳‬


‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يصلي الفجر‬
‫فيشهد معه نسا ٌء من المؤمنات متلفعات‬

‫️✳‬
‫بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد‬
‫من الغلس"‪.‬‬

‫ومتلفعات أي‪ :‬ملتحفات أو متلففات‪.‬‬ ‫️◾‬


‫ٌ‬
‫متلفعات‬ ‫والمروط هي‪ :‬األكسية‪ .‬أي‬ ‫️◾‬
‫◾‬
‫بأكسيتهن‪.‬‬
‫والغلس‪ ،‬هو‪ :‬اختالط ظلمة آخر الليل ببداية‬
‫نور الصبح‪ ،‬أي‪ :‬بالضوء اليسير‪.‬‬

‫🔹‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫أواًل ‪ :‬استحباب المبادرة بصالة الفجر إذا‬

‫🖊‬
‫تيقن دخول وقتها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬جواز حضور النساء صالة‬

‫🖊‬
‫الجماعة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن المشروع في حق المرأة إذا‬
‫خرجت من بيتها أن تتستر‪.‬‬

‫حديث جابر بن عبد هللا رضي هللا عنهما‬ ‫️✳‬


‫قال‪" :‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم يصلي‬
‫الظهر بالهاجرة‪ ،‬والعصر‪ :‬والشمس نقية‪،‬‬
‫والمغرب إذا وجبت‪ ،‬والعشاء أحيا ًنا وأحيا ًنا‪ ،‬إذا‬
‫رآهم اجتمعوا عجل‪ ،‬وإذا رآهم أبطؤوا أخر‪،‬‬

‫️✳‬
‫والصبح كان النبي صلى هللا عليه وسلم يصليها‬

‫◾‬
‫بغلس"‪.‬‬
‫الهاجرة‪ :‬هي شدة الحر بعد زوال الشمس‪.‬‬

‫🔹 الفوائد من هذا الحديث‬


‫🖊 األولى‪ :‬بيان أفضلية الصالة على وقتها‪.‬‬
‫🖊 الثانية‪ :‬أن من السنة ترك السنة مؤق ًتا للرفق‬

‫🖊 الثالثة‪ :‬أن صالة الجماعة وإن ُأ ِّخ َرت َأ ْو َلى‬


‫بالناس‪.‬‬

‫من الصالة في أول وقتها‪.‬‬

‫حديث أبي المنهال سيار بن سالمة‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫️✳‬


‫دخلت أنا وأبي على أبي برزة األسلمي فقال له‬
‫أبي‪ :‬ح ِّدثنا كيف كان رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم يصلي المكتوبة؟‬
‫فقال‪ :‬كان يصلي الهجير‪ ،‬وهي التي تدعونها‬
‫األولى حين تدحض الشمس‪ ،‬ويصلي العصر ثم‬
‫يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة‬
‫والشمس حية‪.‬‬
‫ونسيت ما قال في المغرب‪ ،‬وكان َيس َت ِحب أن‬
‫يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة‪ ،‬وكان يكره‬
‫النوم قبلها والحديث بعدها‪ ،‬وكان ينفتل من‬

‫️✳‬
‫صالة الغداة حين يعرف الرجل جليسه‪ ،‬وكان‬
‫يقرأ بالستين إلى المائة"‪.‬‬

‫🔹‬
‫🖊‬
‫الفوائد من هذا الحديث‬
‫األولى‪ :‬حرص السلف على العلم‪ ،‬والتساؤل‬

‫🖊‬
‫عنه للعمل به‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬بيان كيفية أن النبي صلى هللا عليه‬

‫🖊‬
‫وسلم كان يصلي المكتوبات في أول وقتها‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬استحباب تأخير العشاء وكراهية‬
‫تسمية العشاء بالعتمة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬كراهية النوم قبل العشاء والحديث‬ ‫🖊‬
‫️✳‬
‫بعدها‪.‬‬
‫حديث علي رضي هللا عنه أن النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم قال يوم الخندق‪" :‬مأل هللا قبورهم‬
‫نارا كما شغلونا عن الصالة الوسطى‬ ‫وبيوتهم ً‬

‫🔺‬
‫حتى غابت الشمس"‪.‬‬
‫وفي لفظٍ لمسلم‪" :‬شغلونا عن الصالة‬
‫الوسطى صالة العصر‪ ،‬ثم صالها بين المغرب‬

‫🔺‬
‫والعشاء"‪.‬‬
‫وله عن عبد هللا بن مسعود قال‪ :‬حبس‬
‫المشركون رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن‬
‫صالة العصر حتى احمرت الشمس أو اصفرت‪،‬‬
‫فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬شغلونا‬
‫عن الصالة الوسطى‪ ،‬صالة العصر؛ مأل هللا‬

‫️✳‬
‫أجوافهم‪ ،‬وقبورهم ً‬
‫نارا"‪ ،‬أو قال‪" :‬حشى هللا‬
‫أجوافهم‪ ،‬وقبورهم ً‬
‫نارا"‪.‬‬
‫الصالة الوسطى‪ ،‬المقصود بها‪ :‬صالة‬ ‫️◾‬
‫🔸‬
‫العصر‪.‬‬
‫وهنا استنبط العلماء‪:‬‬
‫‪ -‬جواز الدعاء على الكفار على سبيل العموم‪،‬‬
‫وال يجوز لعن المعين من الكفرة؛ ألن هللا عز‬
‫وجل ربما يهديه لإليمان قبل موته‪.‬‬

‫🔶‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‬
‫األولى‪ :‬إذا كان األمر غير مألوفٍ‪ ،‬فينبغي‬
‫لإلنسان أن يعلل؛ كما دعا النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم عليهم وهذا أمر غير مألوف‪ ،‬فعلل‪ :‬ألنهم‬

‫🖊‬
‫شغلوه عن الصالة الوسطى حتى غابت الشمس‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬فضيلة صالة العصر‪ ،‬وأنها هي‬

‫🖊‬
‫الصالة الوسطى‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬جواز قضاء الصلوات بعد خروج‬
‫وقتها إذا كان ذلك لعذر‪.‬‬
‫وعن عبد هللا بن عباس رضي هللا عنهما‬ ‫️✳‬
‫قال‪ :‬أعتم النبي صلى هللا عليه وسلم بالعشاء‪،‬‬
‫فخرج عمر فقال‪ :‬الصالة يا رسول هللا‪ ،‬رقد‬
‫النساء والصبيان‪ .‬فخرج النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم ورأسه يقطر يقول‪" :‬لوال أن أشق على‬

‫️✳‬
‫أمتي‪ ،‬أو على الناس ألمرتهم بهذه الصالة هذه‬

‫️◾‬
‫الساعة"‪.‬‬
‫فهذا يدل على أن األفضل في صالة العشاء‬
‫هو التأخير ما لم يشق ذلك على الناس‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫💠‬ ‫💠‬
‫فوائد وتلخيص المحاضرة السابعة‪ /‬مادة الحديث‬

‫️✳‬
‫باب في شي ٍء من مكروهات الصالة‬
‫عن عائشة رضي هللا عنها أن النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم قال‪" :‬إذا أقيمت الصالة وحضر‬

‫️✳‬ ‫️⚫‬
‫بالع َشا ِء"‪.‬‬
‫الع َشا ُء فابدؤوا َ‬
‫َ‬
‫قال‪ :‬وعن ابن عمر نحوه‪.‬‬
‫ولمسلم عن عائشة رضي هللا عنها‬
‫ٍ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫️✳‬
‫قالت‪ :‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬

‫️✳‬
‫يقول‪" :‬ال صالة بحضرة الطعام وال وهو يدافعه‬
‫األخبثان"‪.‬‬

‫والمكروه عند األصوليين‪ :‬هو ما يثاب‬ ‫️◾‬


‫تاركه امتثااًل وال يعاقب فاعله‪.‬‬
‫‪ -‬والمكروهات ال تخل بأمر الصالة من حيث‬

‫🔸‬
‫الصحة ولكنها تخل بها من حيث الكمال‪.‬‬
‫العشاء على ال ِعشاء عذ ٌر في‬
‫يكون تقديم َ‬

‫️⬅‬
‫التخلف عن الجماعة‪ ،‬ولكن بشروط‪:‬‬
‫ٌ‬
‫حاجة إلى الطعام بحيث لو‬ ‫أن تكون هناك‬

‫️⬅‬
‫تركه اإلنسان وصلى انشغل به عن الصالة‪.‬‬
‫أال يكون ذلك ديد ًنا له بحيث ال يعتاد أن‬
‫يكون وقت الطعام في وقت الصالة‪.‬‬
‫أال يجره ذلك لخروج وقت الصالة ويكون‬ ‫️⬅‬
‫سب ًبا في فواتها عليه‪.‬‬
‫العشاء فقط إذا قدم‪،‬‬ ‫ً‬
‫قاصرا على َ‬ ‫وهذا األمر ليس‬
‫ضا كل ما يشوش على‬ ‫ولكن يتعلق بهذا األمر أي ً‬
‫ريح‪،‬‬
‫بول‪ ،‬أو ٍ‬‫اإلنسان ويشغله عن الصالة من ٍ‬

‫🔷‬
‫أو غائطٍ أو غير ذلك‪.‬‬

‫🖊‬
‫فوائد في هذا الباب‪:‬‬
‫األولى‪ :‬كراهية الصالة عند حضور‬
‫الطعام للمحتاج إليه وكذلك في حالة مدافعة‬

‫🖊‬
‫األخبثين‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تقديم حق هللا عز وجل باالنصراف‬

‫🖊‬
‫عما يشغله عن العبادة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬حضور القلب والخشوع مطلوبان‬

‫🖊‬
‫لكمال الصالة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬مراعاة حفظ صحة اإلنسان؛ ذلك‬
‫ألن حبس البول‪ ،‬والريح‪ ،‬والغائط‪ ،‬قد يضر به‪.‬‬
‫💠 باب أوقات النهي 💠‬
‫️◾ وأوقات النهي عن الصالة ثالثة هي‪:‬‬
‫🔘 الوقت األول‪ :‬من بعد صالة الفجر حتى‬

‫🔘 الوقت الثاني‪ :‬عندما تكون الشمس في‬


‫ترتفع الشمس قدر الرمح‪.‬‬

‫منتصف السماء وينتهي هذا بزوالها‪ ،‬أي ب َميالنها‬

‫🔘‬
‫ناحية الغرب‪ ،‬وهذا يعرف بفيء الزوال‪.‬‬
‫الوقت الثالث‪ :‬من بعد صالة العصر إلى‬
‫أن يكتمل غروب الشمس‪.‬‬

‫عن عبد هللا بن عباس رضي هللا عنهما قال‪:‬‬ ‫️✳‬


‫شهد عندي رجا ٌل مرضيون وأرضاهم عندي‬
‫عمر أن النبي صلى هللا عليه وسلم نهى عن‬
‫الصالة بعد الصبح حتى تطلع الشمس وبعد‬

‫️✳‬
‫العصر حتى تغرب‪.‬‬
‫وما في معناه من الحديث‪.‬‬
‫عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه عن‬ ‫️✳‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬ال صالة‬

‫️✳‬
‫بعد الصبح حتى ترتفع الشمس وال صالة بعد‬
‫العصر حتى تغيب الشمس"‪.‬‬

‫حديث عقبة بن عامر رضي هللا عنه أن‬ ‫️✳‬


‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬ثالث أوقا ٍ‬
‫ت أو‬
‫ت نهانا رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫ثالث ساعا ٍ‬
‫وسلم أن نصلي فيهن أو نقبر فيهن موتانا (إحدى‬

‫️✳‬
‫هذه األوقات وهذا هو الشاهد على الوقت الثالث)‬
‫قال‪" :‬إحداها أن يقوم قائم الظهيرة"‪.‬‬

‫أوقات النهي‪:‬‬ ‫🔸‬


‫‪ -‬النهي عن الصالة بعد الصبح حتى تطلع‬
‫الشمس‪.‬‬
‫‪ -‬وبعد العصر حتى تغرب الشمس‪.‬‬
‫‪ -‬الوقت الذي عند الظهيرة عندما تكون الشمس‬

‫️▪‬
‫في كبد السماء‪.‬‬
‫وهذا النهي عن الصالة فيه إنما هو‬

‫️▪‬
‫ٌ‬
‫مختص بالنوافل المطلقة‪،‬‬
‫أما بالنسبة لقضاء الفوائت أو الصلوات‬
‫ٌ‬
‫سبب فال يشملها هذا النهي‪.‬‬ ‫التي لها‬

‫💠 باب قضاء الفوائت وترتيبها 💠‬


‫️✳ عن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنهما أن‬
‫عمر بن الخطاب رضي هللا عنه جاء يوم الخندق‬
‫بعدما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش‬
‫وقال‪" :‬يا رسول هللا ما كدت أصلي العصر حتى‬
‫كادت الشمس تغرب‪ ،‬فقال النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ :‬وهللا ما صليتها‪ ،‬قال‪ :‬فقمنا إلى بطحان‬

‫️✳‬
‫فتوضأ للصالة وتوضأنا لها فصلى العصر بعدما‬
‫غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب"‪.‬‬
‫الحديث يبين أن [[ الفوائت تقضى مرتبة ]]‬ ‫◾‬
‫وهذا مذهب جمهور أهل العلم‪.‬‬
‫والترتيب هو األصل‪ ،‬أن تصلى الصلوات‬
‫مرتبة وال يخل بالترتيب إال في حاالت‬
‫الضرورة‪.‬‬

‫🔶‬
‫◾‬
‫حاالت الضرورة لها أحوال مثل‪:‬‬
‫أن ينسى اإلنسان الترتيب فيصلي المغرب‬
‫يصل العصر‪ ،‬فهنا‬
‫ِ‬ ‫مثاًل ثم يتذكر بعده أنه لم‬

‫◾‬
‫يصلي العصر وال إعادة عليه‪.‬‬
‫ضا‪ :‬ضيق الوقت‪،‬‬ ‫ومن هذه الحاالت أي ً‬
‫بمعنى أنه إذا ضاق الوقت عن الصالة ولم َ‬
‫يبق‬
‫ٌ‬
‫وقت إال ألدائها فإن راعينا الترتيب هنا خرج‬
‫وقت الصالة‪.‬‬

‫الفوائد المستنبطة من هذا الباب‪:‬‬ ‫🔷‬


‫استدل العلماء أنه يجوز سب الكفار على‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫العموم ال على التعيين‪.‬‬
‫قالوا بجواز الحلف‪ ،‬أن يحلف الصادق‬
‫دون أن يستحلف مثل ما قال النبي صلى هللا‬

‫🖊‬
‫عليه وسلم‪" :‬وهللا ما صليتها"‪.‬‬
‫أن الفوائت تقضى مرتبة كما فعل النبي‬

‫🖊‬
‫صلى هللا عليه وسلم وصلى الفوائت مرتبة‪.‬‬
‫جواز قضاء الفوائت جماعة لمن لم يصلِّها‪.‬‬

‫ٌ‬
‫🖊‬
‫قال العلماء بجواز تسلية اإلنسان لغيره‬
‫طمأنينة‬ ‫لتهوين المصيبة عليه؛ ألن في تسليته‬
‫لخاطر‪.‬‬

‫💠 فضل صالة الجماعة ووجوبها 💠‬


‫️✳حديث عبد هللا بن عمر رضي هللا عنه أن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬صالة‬
‫️✳‬
‫بسبع وعشرين‬
‫ٍ‬ ‫الجماعة أفضل من صالة الفذ‬
‫درجة"‪.‬‬

‫حديث أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال‬ ‫️✳‬


‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬صالة الرجل‬
‫في الجماعة تضعَّف على صالته في بيته وفي‬
‫سوقه خم ًسا وعشرين ضع ًفا؛ وذلك أنه إذا توضأ‬
‫فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد ال يخرجه‬
‫ُ‬
‫يخط خطو ًة إال رفعت له بها درجة‬ ‫إال الصالة لم‬
‫وحط عنه بها خطيئة‪ ،‬فإذا صلى لم تزل المالئكة‬
‫تصلي عليه ما دام في مصاله‪ ،‬اللهم صل عليه‪،‬‬

‫️✳‬
‫اللهم اغفر له‪ ،‬اللهم ارحمه‪ .‬وال يزال في صال ٍة‬
‫ما انتظر الصالة"‪.‬‬

‫حديث أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال‬ ‫️✳‬


‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أثقل الصالة‬
‫على المنافقين صالة العشاء وصالة الفجر‪ ،‬ولو‬
‫حبوا‪ .‬ولقد هممت‬‫يعلمون ما فيهما ألتوهما ولو ً‬
‫أن آمر بالصالة فتقام ثم آمر رجاًل فيصلي‬
‫برجال معهم حز ٌم من‬
‫ٍ‬ ‫بالناس ثم أنطلق معي‬

‫️✳‬
‫قوم ال يشهدون الصالة فأحرِّ ق عليهم‬
‫ب إلى ٍ‬ ‫حط ٍ‬
‫بيوتهم بالنار"‪.‬‬

‫وقد اختلف العلماء في حكم صالة الجماعة‬ ‫️⛔‬


‫️▪‬
‫على أقوال‪:‬‬
‫فمنهم من قال إنها ٌ‬
‫️▪‬
‫سنة مؤكدة‪.‬‬

‫️▪‬
‫ومنهم من قال إنها فرض كفاية‪.‬‬

‫️▪‬
‫ومنهم من قال إنها فرض عين‪.‬‬
‫شرط لصحة‬ ‫ٌ‬ ‫ومنهم من قال‪ :‬بل هي‬

‫️⬅‬
‫الصالة‪.‬‬
‫استدل العلماء على وجوب صالة الجماعة‬
‫على غير النساء والذرية‪ ،‬أي على الرجال‬
‫والعاقلين األحرار‪.‬‬
‫البالغين َ‬
‫💠 باب حضور النساء المسجد 💠‬
‫️✳ حديث عبد هللا بن عمر رضي هللا عنه عن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬إذا استأذنت‬
‫أحدكم امرأته إلى المسجد‪ ،‬فال يمنعها"‪ .‬فقال‬
‫بالل بن عبد هللا‪ :‬وهللا لنمنعهن‪ .‬قال‪ :‬فأقبل عليه‬
‫عبد هللا‪ ،‬فسبه س ًبا سيًئ ا ما سمعته سبه مثله قط‪،‬‬

‫️✳‬
‫وقال‪ :‬أخبرك عن رسول هللا صلى هللا عليه‬

‫🔷‬
‫وسلم وتقول‪" :‬وهللا لنمنعهن!"‪.‬‬

‫◾‬
‫هنا بيّن في هذا الحديث أمرين‪:‬‬
‫اوال‪ :‬أن المرأة ال ينبغي لها أن تخرج من‬
‫بيت زوجها إال بإذنه حتى ولو كان من أجل‬

‫◾‬
‫العبادة التي هي حق هللا عز وجل على العباد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن الرجل ال ينبغي له أن يمنع‬
‫زوجته من المسجد إذا استأذنته ما لم يكن هناك‬
‫مفسدة أو ضرر‪.‬‬
‫أما إذا كان هناك ضرر ومفسدة فهنا يحق له‬

‫️✳‬
‫المنع‪.‬‬
‫حديث عائشة رضي هللا عنها أنها قالت‪:‬‬
‫"لو علم النبي صلى هللا عليه وسلم ما أحدث‬

‫️✳‬
‫النساء ‪-‬أي في المساجد‪ -‬لمنعهن المساجد كما‬

‫️✳‬
‫ت بنو إسرائيل"‪.‬‬ ‫ُم ِن َع ْ‬

‫️✳‬
‫في لفظ مسلم قال‪" :‬ال تمنعوا إماء هللا‬
‫مساجد هللا"‪.‬‬

‫فوائد مستنبطة من هذا الباب‪:‬‬‫🔷‬


‫🖊 األولى‪ :‬بيان فضل صالة الجماعة على‬

‫🖊 الثانية‪ :‬إحسان الوضوء‪ ،‬والخروج من أجل‬


‫صالة الفرد‪.‬‬

‫🖊 الثالثة‪ :‬ثواب منتظر الصالة كثواب من هو‬


‫الصالة ال غيرها يكون سب ًبا في مضاعفة األجر‪.‬‬

‫في الصالة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫واجبة‬ ‫الرابعة‪ :‬بيان أن صالة الجماعة‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫على الرجال البالغين‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬درء المفاسد مقدم على جلب‬
‫المصالح‪ ،‬وذلك يظهر في قول النبي صلى هللا‬

‫🖊‬
‫عليه وسلم‪" :‬لوال النساء والذرية"‪.‬‬

‫🖊‬
‫السادسة‪ :‬فضل صالتي العشاء‪ ،‬والفجر‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أن المنافقين ال يقصدون بعبادتهم‬

‫🖊‬
‫إال الرياء‪ ،‬والسمعة‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬استحباب إذن الرجل لزوجته‬

‫🖊‬
‫بالذهاب للمسجد ما لم يكن هناك ضرر أو فتنة‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬ينبغي اختيار األلفاظ الالئقة عند‬

‫🖊‬
‫أمر من األمور‪.‬‬
‫االعتراض على ٍ‬
‫العاشرة واألخيرة‪ :‬جواز الشدة في اإلنكار‬
‫على من اعترض على سنة النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وعدم جواز خروج المرأة إال بإذن‬
‫زوجها‪.‬‬
‫💠 باب السنن الراتبة 💠‬
‫💠 وتأكيد ركعتي سنة الفجر وفضلها 💠‬
‫️✳ حديث عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما‬
‫قال‪" :‬صليت مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫ركعتين قبل الظهر‪ ،‬وركعتين بعدها‪ ،‬وركعتين‬
‫بعد الجمعة‪ ،‬وركعتين بعد المغرب‪ ،‬وركعتين‬
‫بعد العشاء"‪.‬‬
‫‪ -‬وفي لفظٍ ‪" :‬فأما المغرب والعشاء والجمعة‬
‫ففي بيته"‪.‬‬
‫‪ -‬وفي لفظٍ للبخاري أن ابن عمر رضي هللا عنه‬
‫قال‪" :‬حدثتني حفصة أن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم كان يصلي سجدتين خفيفتين بعدما يطلع‬
‫ً‬
‫️✳‬
‫ساعة ال أدخل على النبي فيها"‪.‬‬ ‫الفجر‪ ،‬وكانت‬
‫وعن عائشة قالت رضي هللا عنها‪" :‬لم يكن‬ ‫️✳‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على شي ٍء من‬
‫النوافل أشد تعاه ًدا منه على ركعتي الفجر"‪.‬‬

‫️✳‬
‫‪ -‬وفي لفظٍ لمسلم‪" :‬ركعتا الفجر خي ٌر من الدنيا‬
‫وما فيها"‪.‬‬

‫سنن مؤكدة‪ ،‬فهي أشد‬‫والسنن الراتبة هي ٌ‬ ‫️◾‬


‫◾‬
‫تأكي ًدا من غيرها‪.‬‬
‫والسنن على مراتب‪:‬‬
‫‪-‬أعالها في الدرجة السنن الراتبة‪،‬‬
‫وهي التي تسبق صالة الفريضة وتعقبها‪.‬‬
‫وقيل إنما هي شرعت لجبر خلل الفرائض‬
‫ونقصها‪.‬‬
‫‪-‬وأقل هذه السنن النفل المطلق‪.‬‬
‫وهو الذي يتعبد به اإلنسان هلل سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫فوائد مستنبطة من هذه األحاديث ‪:‬‬ ‫🔹‬


‫األولى‪ :‬استحباب المواظبة على السنن‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫الرواتب‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬رحمة هللا عز وجل بعباده حيث‬
‫شرع لهم من النوافل ما ُت َك َّم ُل به نقص‬

‫🖊‬
‫الفرائض‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬استحباب صالة النوافل في البيت‪،‬‬
‫لقول النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أفضل صالة‬

‫🖊‬
‫المرء في بيته إال الصالة المكتوبة"‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬بيان أن السنة تخفيف ركعتي‬

‫🖊‬
‫الفجر‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬حرص ابن عمر رضي هللا عنه‬

‫🖊‬
‫على تعلم العلم الشرعي‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬في األحاديث دلي ٌل على تفاضل‬
‫العبادات‪.‬‬

‫💠 باب األذان واإلقامة 💠‬


‫واألذان في اللغة‪ :‬هو اإلعالم‪.‬‬ ‫️◾‬
‫وشر ًعا‪ :‬هو اإلعالم بدخول وقت الصالة‪.‬‬

‫️✳‬
‫واألذان هو شعار أهل اإلسالم‪.‬‬
‫عن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪ُ" :‬أ ِم َر‬
‫️✳‬ ‫بال ٌل أن يشفع األذان‪ ،‬ويوتر اإلقامة"‪.‬‬
‫ٌ‬
‫حديث موقوف‪ ،‬ولكن سياق‬ ‫وهذا الحديث هو‬
‫الكالم يبين أن هذا الحديث له حكم الرفع؛ ألنه‬
‫قال‪" :‬أمر بالل"‪.‬‬

‫وقد اختلف العلماء في حكم األذان‬ ‫️⛔‬


‫واإلقامة‪:‬‬
‫‪ -‬فمنهم من قال‪ :‬هو فرض كفاية‪،‬‬
‫‪ -‬ومنهم من قال‪ :‬إنهما ٌ‬
‫سنة‪.‬‬

‫✅‬
‫بصيغ مختلفة‬
‫ٍ‬ ‫وقد ورد األذان‬
‫والذي عليه الجمهور‪ ،‬وهو ما عليه عمل‬
‫الناس اليوم‪ ،‬وهو أذان بالل رضي هللا عنه‪.‬‬
‫عن أبي جحيفة وهب بن عبد هللا السوائي‬ ‫️✳‬
‫قال‪" :‬أتيت النبي صلى هللا عليه‪ ،‬وهو في قب ٍة له‬
‫أدم قال‪ :‬فخرج بال ٌل بوضوء‪ ٍ،‬فمن‬ ‫حمراء من ٍ‬
‫ناضح‪ ،‬ونائل فخرج النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫حلة حمراء حتى كأني أنظر إلى بياض‬ ‫وعليه ٌ‬
‫ساقيه قال‪ :‬فتوضأ وأذن بالل قال‪ :‬فجعلت أتتبع‬
‫فاه ها هنا‪ ،‬وها هنا يقول يمي ًنا‪ ،‬وشمااًل‬
‫ت له‬ ‫حي على الصالة حي على الفالح‪ ،‬ثم ُر ِك َز ْ‬

‫️✳‬
‫عنزة‪ ،‬فتقدم وصلى الظهر ركعتين‪ ،‬ثم لم يزل‬
‫يصلي ركعتين حتى رجع إلى المدينة"‪.‬‬

‫ذكر حديث عبد هللا بن عمر عن رسول هللا‬ ‫️✳‬


‫صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪" :‬إن بالاًل يؤذن‬

‫️✳‬
‫بليل‪ ،‬فكلوا‪ ،‬واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم"‪.‬‬
‫وعن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه‬ ‫️✳‬
‫️✳‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إذا‬

‫🔷‬
‫سمعتم المؤذن‪ ،‬فقولوا مثلما يقول"‬

‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الباب‪:‬‬
‫فرق بين األذان‬‫األولى‪ :‬بيان أن هناك ٌ‬

‫🖊‬
‫واإلقامة‪ ،‬وأنهما ليسا على صف ٍة واحدة‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثانية‪ :‬استحباب شفع األذان‪ ،‬ووتر اإلقامة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬جواز إعانة المتوضئ سوا ًء كان‬

‫🖊‬
‫ذلك بتقريب الماء له‪ ،‬أو بصبه عليه‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬مشروعية التفات المؤذن يمي ًنا‪،‬‬
‫وشمااًل في الحيعلتين‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬مشروعية قصر الصالة في‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫السفر‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬مشروعية اتخاذ السترة أمام‬
‫المصلي‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أن المسافر إذا وصل إلى بلده‪،‬‬ ‫🖊‬
‫فعليه إتمام الصالة‪ ،‬لقوله‪" :‬حتى رجع إلى‬

‫🖊‬
‫المدينة"‪ ،‬فعندما رجع أتم الصالة‪.‬‬
‫ْن في مسج ٍد‬‫الثامنة ‪ :‬جواز اتخاذ مؤذ َني ِ‬

‫🖊‬
‫واحد‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬خصوصية جواز األذان قبل دخول‬

‫🖊‬
‫الوقت في صالة الفجر‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬جواز اتخاذ المؤذن األعمى؛ ألن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم كان قد اتخذ عبد هللا‬
‫بن أم مكتوم وكان رجاًل أعمى‪.‬‬
‫الفائدة الحادية عشر‪ :‬جواز العمل بخبر‬ ‫🖊‬
‫الواحد إذا كان ثقة‪ ،‬كما قال‪" :‬فكلوا‪ ،‬واشربوا‬

‫🖊‬
‫حتى يؤذن ابن أم مكتوم"‪ ،‬وهو واحد‪.‬‬
‫الثانية عشر‪ :‬استحباب متابعة المؤذن‪ ،‬وأن‬
‫تقول مثل ما يقول‪.‬‬
‫الثالثة عشر‪ :‬ورد التفريق بين األذان‪،‬‬ ‫🖊‬
‫واإلقامة وعليه فإن متابعة اإلمام‪ ،‬والترديد‬
‫يكونان في األذان دون اإلقامة‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فوائد وتلخيص المحاضرة الثامنة‪ /‬مادة الحديث‬

‫💠 باب استقبال القبلة 💠‬


‫️◾ والقبلة‪ :‬هي ما يتجه إليه اإلنسان‪،‬‬
‫ٌ‬
‫️◾ والكعبة هي أول بي ٍ‬
‫شرط من شروط صحة الصالة‪.‬‬ ‫واستقبال القبلة‬
‫ت وضع للناس‪ ،‬وقد‬
‫كانت الكعبة قبلة األنبياء‪ ،‬وكان المصلون‬
‫يستقبلونها في كل ملة‪ ،‬لكن لما حصل التحريف‬
‫في كتب اليهود والنصارى‪ ،‬صاروا يتوجهون‬

‫️◾‬
‫إلى بيت المقدس‪ ،‬وحرفوا دينهم‪.‬‬
‫ض هللا عز وجل استقبال القبلة‬‫فر َ‬
‫في ديننا َ‬
‫ً‬
‫شهرا‪.‬‬ ‫بعد الهجرة بستة عشر‬
‫قال بعض أهل العلم‪ :‬إن التوجه إلى القبلة‬ ‫🔻‬
‫له حكمة‪ ،‬وهي أنه لما كان المصلي متج ًها بقلبه‬
‫في صالته مقباًل على ربه جل وعال‪ ،‬فكان من‬
‫المناسب أي ً‬
‫ضا أن يتجه ببدنه إلى بيت هللا عز‬

‫️♦‬
‫وجل‪.‬‬
‫والحكمة من ذلك أن يتفق الظاهر‬
‫والباطن‪ ،‬فالباطن يتجه إلى هللا عز وجل‪ ،‬والبدن‬
‫يتجه إلى بيته جل وعال‪.‬‬

‫ٌ‬
‫شرط من‬ ‫يستثنى من كون استقبال القبلة‬ ‫🔲‬
‫شروط صحة الصالة أمور‪:‬‬

‫"العاجز" أي‪ :‬الذي يعجز عن استقبال القبلة‬ ‫🖊‬


‫حبس‪ ،‬أو صلبٍ‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬ ‫سوا ًء كان ذلك لمرض‪ ،‬أو‬
‫غير ذلك من األمور التي ال يمكنه معها استقبال‬

‫🖊‬
‫القبلة‪ ،‬فإنها تسقط عنه‪.‬‬
‫الخائف أي ً‬
‫ضا يسقط عنه استقبال القبلة‪.‬‬
‫صالة النافلة في السفر‪ ،‬فإنه ال يشترط فيها‬ ‫🖊‬
‫استقبال القبلة‪ ،‬بل يصلي اإلنسان إلى جهة سيره‪.‬‬

‫حديث ابن عمر رضي هللا عنه‪" :‬أن رسول‬ ‫️✳‬


‫هللا صلى هللا عليه وسلم كان يسبح على ظهر‬

‫️✳‬
‫راحلته حيث كان وجهه يومئ برأسه‪ ،‬وكان ابن‬
‫عمر يفعله"‪.‬‬
‫ومعنى أنه كان يسبح أي يصلي نفاًل ‪.‬‬
‫وفي رواية‪" :‬كان يوتر على بعيره"‪.‬‬ ‫️✳‬
‫️✳‬
‫أي‪ :‬يصلي الوتر على بعيره‪.‬‬
‫ولمسلم‪" :‬غير أنه ال يصلي عليها‬
‫ٍ‬
‫المكتوبة"‪.‬‬

‫️✳‬
‫أي‪ :‬ال يصلي على الراحلة إال النافلة‪.‬‬
‫وللبخاري‪" :‬إال الفرائض"‪.‬‬
‫من باب توكيد أن الصالة على الراحلة‪ :‬تكون‬

‫🔷‬
‫للنافلة دون الفريضة‬
‫هناك فوائد تستنبط من هذا الحديث‪:‬‬
‫🖊‬
‫🖊‬
‫األولى‪ :‬جواز صالة النافلة على الراحلة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬التسهيل على األمة في النفل؛ لئال‬

‫🖊‬
‫ٌ‬
‫عائق عنه‪.‬‬ ‫يعوقهم‬
‫الثالثة‪ :‬أنه ال تصلى النافلة على الراحلة إال‬

‫🖊‬
‫في السفر‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن قبلة المسافر في النافلة هي جهة‬

‫🖊‬
‫سيره‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن المتنفل على الراحلة ال يلزمه‬

‫🖊‬
‫الركوع وال السجود؛ إنما يكتفي باإليماء‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬التفريق بين الفرض والنفل؛ ألنه‬
‫كان يصلي على الراحلة النافلة‪ ،‬أما الفريضة‬

‫🖊‬
‫فال‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أن الوتر ليس بواجب‪.‬‬

‫️✳ عن ابن عمر قال‪" :‬بينما الناس بقبا ٍء في‬


‫ت فقال‪ :‬إن النبي صلى‬ ‫صالة الصبح إذ جاءهم آ ٍ‬
‫ٌ‬
‫قرآن‪ ،‬وقد أمر‬ ‫هللا عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة‬
‫️✳‬
‫أن يستقبل الكعبة‪ ،‬فاستقبلوها‪ ،‬وكانت وجوههم‬
‫إلى الشام‪ ،‬فاستداروا إلى الكعبة"‪.‬‬

‫حديث أنس بن سيرين قال‪" :‬استقبلنا أن ًسا‬ ‫️✳‬


‫حين قدم من الشام‪ ،‬فلقيناه بعين التمر‪ ،‬فرأيته‬
‫حمار ووجهه من ذا الجانب (يعني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫يصلي على‬
‫عن يسار القبلة)‪ ،‬فقلت‪ :‬رأيتك تصلي لغير‬

‫️✳‬
‫القبلة‪ ،‬فقال‪ :‬لوال أني رأيت رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم يفعله ما فعلته"‪.‬‬

‫🔹‬
‫🖊‬
‫فوائد مستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬قبول خبر الواحد بشرط أن يكون‬
‫عداًل ‪ ،‬والصحابة كلهم عدول‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬وجوب األمر بالمعروف والنهي عن‬ ‫🖊‬
‫المنكر؛ ذلك ألن االستمرار في الصالة جهة بيت‬
‫ً‬
‫منكرا‪ ،‬فأنكر‬ ‫المقدس بعد نسخ الحكم يكون‬
‫الصحابي ذلك ووجهه إلى المعروف‪.‬‬
‫ٌ‬
‫إثبات لصفة العلو‬ ‫الثالثة‪ :‬نزول القرآن فيه‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫هلل عز وجل‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن من استقبل القبلة خطًأ بعد‬

‫🖊‬
‫االجتهاد ال إعادة عليه‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن الحركة لمصلحة الصالة ال‬

‫🖊‬
‫تؤثر في صحتها‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬من عادة السلف استقبال آل‬

‫🖊‬
‫الشرف والعلم؛ لقوله "استقبلنا أن ًسا"‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬جواز الصالة على الحمار‪ ،‬وهذا‬
‫حيوان طاهر؛ ألنه لو كان نج ًسا‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫يدل أن الحمار‬

‫🖊‬
‫ما صحت الصالة عليه‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬حرص السلف على العلم‪ ،‬وذلك‬
‫واض ٌح في سؤال أنس بن سيرين ألنس بن مالك‬

‫🖊‬
‫رضي هللا عنه‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬فعل الرسول حجة ولذلك أخذ به‬
‫أنس قال‪" :‬لوال أني رأيت رسول هللا يفعله ما‬
‫فعلته"‪.‬‬
‫🖊‬
‫🖊‬
‫العاشرة‪ :‬حرص الصحابة على اتباع السنة‪.‬‬
‫الحادية عشر‪ :‬األصل في العبادة التوقيف؛‬
‫ألن أنس رضي هللا عنه قال‪" :‬لوال أني رأيت‬
‫رسول هللا يفعله ما فعلته"‪.‬‬

‫💠 باب الصفوف 💠‬
‫والصفوف من خصائص هذه األمة‪ ،‬وقد تعبد هللا‬

‫🔸‬
‫عز وجل األمة بالصفوف في موضعين‪:‬‬
‫الموضع األول‪ :‬هو الصالة وأعني بها‬

‫🔸‬
‫صالة الجماعة‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬عندما يصفون في الجهاد‪.‬‬
‫وقد علل النبي صلى هللا عليه وسلم ذلك األمر؛‬
‫بأنهم بهذا يتشبهون بالمالئكة‪.‬‬

‫حديث أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪:‬‬ ‫️✳‬


‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬سووا‬
‫️✳‬
‫صفوفكم؛ فإن تسوية الصفوف من تمام الصالة"‪.‬‬

‫◾‬
‫معان‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫تسوية الصفوف هنا تحتمل ثالثة‬
‫األول‪ :‬تسويته بمعنى عدم الميالن فيه‪،‬‬

‫◾‬
‫وذلك بأن يكون الصف مستقي ًما ال اعوجاج فيه‪.‬‬
‫فرج فيه‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫والثاني‪ :‬تسويته بعدم وجود‬

‫◾‬
‫فتكون التسوية هنا بمعنى إكمال الشيء‪.‬‬
‫والمعنى الثالث‪ :‬أن التسوية بمعنى إكمال‬
‫الصف األول فاألول‪ ،‬وهذا قد جاء في حديث‬
‫جابر "صفوا كما تصف المالئكة عند ربها"‪.‬‬

‫وتسوية الصفوف ٌ‬
‫سنة وليس بواجب‪ ،‬وهذا‬ ‫️▪‬
‫قول جماهير أهل العلم‪ ،‬وهو مشهور مذهب‬
‫اإلمام أحمد‪.‬‬
‫حديث النعمان بن بشير رضي هللا عنه قال‪:‬‬ ‫️✳‬
‫سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪:‬‬

‫️✳‬
‫"لتسوُّ ن صفوفكم‪ ،‬أو ليُخالفن هللا بين وجوهكم"‪.‬‬

‫ولمسلم‪" :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه‬


‫ٍ‬ ‫️✳‬
‫يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح‪،‬‬
‫حتى رأى أن قد عقلنا عنه‪ ،‬ثم خرج يو ًما فقام‬
‫حتى كاد أن يكبر‪ ،‬فرأى رجاًل باد ًيا صدره من‬

‫️✳‬
‫الصف فقال‪ :‬عباد هللا لتسوُّ ن صفوفكم‪ ،‬أو‬
‫ليخالفن هللا بين وجوهكم"‪.‬‬

‫🔹‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬مشروعية الصفوف في صالة‬
‫الجماعة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أنه إذا كان األمر بتسوية الصفوف‬ ‫🖊‬
‫من تمامها‪ ،‬أي‪( :‬كمالها) فهذه مسئولية اإلمام‪،‬‬

‫🖊‬
‫والمأمومين أي ً‬
‫ضا‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن العلة من تمام تسوية الصف هي‬

‫🖊‬
‫موافقة المالئكة في صفوفهم‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬تسوية النبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫🖊‬
‫بقوله‪ ،‬وبيده‪ ،‬وبعصاه‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬جواز كالم اإلمام بين اإلقامة‬
‫وقبل الصالة‪ ،‬ال سيما إذا كان ذلك في مصلحة‬

‫🖊‬
‫الصالة‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن اإلمام ال يكبر للصالة حتى‬
‫يرى أن الصفوف قد استوت‪.‬‬

‫حديث أنس بن مالك رضي هللا عنه "أن‬ ‫️✳‬


‫جدته مُليكة دعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫لطعام صنعته له فأكل منه‪ ،‬ثم قال‪ :‬قوموا‬
‫ٍ‬
‫حصير لنا قد‬
‫ٍ‬ ‫فألص ِّل لكم‪ .‬قال ٌ‬
‫أنس‪ :‬فقمت إلى‬
‫اسود من طول ما لُ ِبس‪ ،‬فنضحته بما ٍء‪ ،‬فقام عليه‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وصففت أنا‬

‫️✳‬
‫واليتيم وراءه‪ ،‬والعجوز من ورائنا‪ ،‬فصلى لنا‬

‫️✳‬
‫ركعتين‪ ،‬ثم انصرف"‪.‬‬
‫ولمسلم "أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫ٍ‬

‫️✳‬
‫صلى به وبأمه‪ ،‬قال‪ :‬فأقامني عن يمينه‪ ،‬وأقام‬

‫️✳‬
‫المرأة خلفنا"‪.‬‬
‫عن عبد هللا بن عباس رضي هللا عنه قال‪:‬‬
‫"بت عند خالتي ميمونة‪ ،‬فقام النبي صلى هللا‬

‫️✳‬
‫عليه وسلم يصلي من الليل‪ ،‬فقمت عن يساره‪،‬‬
‫فأخذ برأسي‪ ،‬فأقامني عن يمينه"‪.‬‬

‫قوله‪" : ،‬فقام النبي صلى هللا عليه وسلم من‬ ‫️▪‬


‫الليل‪ ،‬فقمت عن يساره‪ ،‬فأخذ برأسي‪ ،‬فأقامني‬
‫عن يمينه"‪.‬‬
‫فبين هنا أن اإلمام إذا كان معه مأمو ٌم واحد‬
‫فمكان المأموم عن يمين اإلمام‪.‬‬
‫واختلف العلماء في هذا األمر هل هذا هو‬ ‫️⛔‬
‫🔻‬
‫األفضل؟ أم هذا هو الواجب؟‬
‫فالجمهور على أن هذا هو األفضل‪،‬‬
‫واإلمام أحمد عليه رحمة هللا يقول‪ :‬إن هذا هو‬

‫🔹‬
‫الواجب‪.‬‬

‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذين الحديثين‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تعظيم الصحابة لرسول هللا صلى‬

‫🖊‬
‫هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تواضع النبي صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬

‫🖊‬
‫ويظهر هذا في إجابته الدعوة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬جواز مصافة الصبي‪ ،‬وأن الصبي‬

‫🖊‬
‫ال يقطع الصف‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن المرأة تكون ص ًفا خلف اإلمام‬
‫حتى ولو كان من محارمها‪ ،‬أي‪ :‬ال تقف‬
‫بجواره؛ إنما تكون ص ًفا خلفه‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬جواز الجماعة في صالة النافلة؛‬ ‫🖊‬
‫ألن النبي صلى هللا عليه وسلم صلى بهم نفاًل ‪،‬‬

‫🖊‬
‫وجمعهم فيه‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬جواز بيات اإلنسان عند الرجل‬

‫🖊‬
‫وأهله إذا كان من محارم المرأة‪.‬‬

‫🖊‬
‫السابعة‪ :‬مشروعية قيام الليل‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أن قيام المأموم عن يسار اإلمام ال‬

‫🖊‬
‫يبطل الصالة‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬جواز الحركة لفعل ما هو أفضل‬
‫في الصالة‪.‬‬

‫💠 باب اإلمامة 💠‬
‫‪ -‬والمراد باإلمامة‪ ،‬أي‪ :‬أحكام اإلمامة‪.‬‬
‫فإنه يشرع لنا أن يكون لنا إما ٌم نأتم به في‬
‫الصلوات المفروضة‪ ،‬وفي النوافل أي ً‬
‫ضا‪.‬‬
‫حديث أبي هريرة رضي هللا عنه أن النبي‬ ‫️✳‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬أما يخشى الذي يرفع‬

‫️✳‬
‫حمار‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫رأسه قبل اإلمام أن يحول هللا رأسه رأس‬

‫❌‬
‫أو يجعل هللا صورته صورة حمار"‪.‬‬
‫ومسابقة اإلمام في الصالة محرمة‬

‫❌‬
‫باإلجماع‪.‬‬
‫وبعض أهل العلم قد أبطل صالة من سبق‬
‫االمام متعم ًدا ذلك‪ ،‬وهذا مشهور مذهب اإلمام‬

‫🔻‬
‫أحمد‪.‬‬
‫وجمهور أهل العلم يقولون بأنها ال تبطل‬
‫سوا ًء سبق عم ًدا أو نسيا ًنا‪.‬‬

‫حديث أبي هريرة رضي هللا عنه عن النبي‬ ‫️✳‬


‫صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬إنما جعل اإلمام ليؤتم‬
‫به‪ ،‬فال تختلفوا عليه فإذا كبر فكبروا‪ ،‬وإذا ركع‬
‫فاركعوا‪ ،‬وإذا قال سمع هللا لمن حمده‪ ،‬فقولوا‬
‫️✳‬
‫اللهم ربنا لك الحمد‪ ،‬وإذا سجد فاسجدوا‪ ،‬وإذا‬
‫صلى جال ًسا فصلوا جلو ًسا أجمعون"‪.‬‬

‫حديث عائشة رضي عنها قالت‪" :‬صلى‬ ‫️✳‬


‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهو شاكٍ ‪،‬‬
‫فصلى جال ًسا‪ ،‬وصلى وراءه قو ٌم قيا ًما‪ ،‬فأشار‬
‫إليهم أن اجلسوا‪ ،‬فلما انصرف قال‪ :‬إنما جعل‬
‫اإلمام ليؤتم به‪ ،‬فإذا ركع فاركعوا‪ ،‬وإذا رفع‬
‫فارفعوا‪ ،‬وإذا قال سمع هللا لمن حمده‪ ،‬فقولوا‬

‫️✳‬
‫ربنا لك الحمد‪ ،‬وإذا صلى جال ًسا فصلوا جلو ًسا‬
‫أجمعون"‪.‬‬

‫🔹‬
‫🖊‬
‫ضا تستنبط من هذا الحديث‪:‬‬ ‫هناك فوائد أي ً‬
‫األولى‪ :‬وجوب متابعة المأموم لإلمام‪،‬‬
‫وتحريم المسابقة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬النهي عن االختالف على اإلمام؛‬ ‫🖊‬
‫لقول النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬فال تختلفوا‬

‫🖊‬
‫عليه"‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن اإلمام إذا صلى جال ًسا‪ ،‬صلى‬
‫المأمومون جلو ًسا؛ اقتدا ًء به‪ ،‬ولو كانوا قادرين‬

‫🖊‬
‫على القيام‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن الحكمة في جعل اإلمام هي‬

‫🖊‬
‫االقتداء والمتابعة‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬جواز اإلشارة في الصالة؛‬
‫لمصلحتها كما فعل النبي صلى هللا عليه وسلم أن‬
‫أشار إليهم أن اجلسوا‪.‬‬

‫حديث عبد هللا بن يزيد الخطمي األنصاري‬ ‫️✳‬


‫رضي هللا عنه قال‪ :‬حدثني البراء وهو غير‬
‫كذوب قال‪" :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫يحن أح ٌد منا‬
‫إذا قال سمع هللا لمن حمده‪ ،‬لم ِ‬
‫️✳‬
‫ظهره حتى يقع رسول هللا ساج ًدا‪ ،‬ثم نقع سجو ًدا‬
‫بعده"‪.‬‬

‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه أن رسول‬ ‫️✳‬


‫هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬إذا أمن اإلمام‬

‫️✳‬
‫فأمنوا‪ ،‬فإنه من وافق تأمينه تأمين المالئكة غفر‬
‫له ما تقدم من ذنبه"‪.‬‬
‫(وقول آمين) بمعنى‪ :‬اللهم استجب‪ ،‬كأن المؤمِّن‬
‫قد شارك الداعي في الدعاء‪ ،‬ولما أمن على‬
‫داع‪ ،‬والمؤمن‬
‫دعائه فكأن الذي يقرأ الفاتحة ٍ‬
‫مشار ٌ‬
‫ك له في هذا‪.‬‬
‫والسنة في قول‪« :‬آمين» أن يمدها‪ ،‬يقول‪ :‬آم ٓين‬
‫بمد العارض للسكون‪.‬‬

‫حديثا آخر عن أبي هريرة رضي هللا عنه‬ ‫ً‬ ‫️✳‬


‫أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬إذا‬
‫صلى أحدكم للناس فليخفف‪ ،‬فإن فيهم الضعيف‬
‫️✳‬
‫والسقيم وذا الحاجة‪ ،‬وإذا صلى أحدكم لنفسه‪،‬‬
‫فليطول ما شاء"‪.‬‬

‫وحديث أبي مسعود األنصاري البدري‬ ‫️✳‬


‫رضي هللا عنه قال‪" :‬جاء رج ٌل إلى رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم فقال‪ :‬إني ألتأخر عن صالة‬
‫الصبح من أجل فالن مما يطيل بنا‪ ،‬فقال‪ :‬فما‬
‫رأيت النبي صلى هللا عليه وسلم غضب في‬
‫موعظ ٍة قط أشد مما غضب يومئذٍ؛ فقال‪ :‬يا أيها‬

‫️✳‬
‫الناس‪ ،‬إن منكم منفرين‪ ،‬فأيكم أ َّم الناس فليوجز‪،‬‬
‫فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة"‪.‬‬
‫‪ -‬التخفيف المطلوب أو المأمور به هو‪ :‬الذي ال‬
‫يخل باألركان‪ ،‬هذا ال بأس به‪ ،‬والتطويل الذي ال‬
‫ضا ال بأس به‪.‬‬ ‫يبلغ به المشقة‪ ،‬أو فوت الطاقة أي ً‬

‫فوائد مستنبطة من هذه األحاديث في‬ ‫🔹‬


‫الباب‪.‬‬
‫األولى‪ :‬مشروعية التأمين لإلمام والمأموم‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫والمنفرد‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن المالئكة تؤمن على دعاء‬

‫🖊‬
‫المصلين‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬من فضيلة التأمين أنه سبب في‬

‫🖊‬
‫مغفرة الذنوب‪.‬‬

‫🖊‬
‫الرابعة‪ :‬مشروعية الجهر بالتأمين‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬وجوب التخفيف على اإلمام إذا‬

‫🖊‬
‫كان يصلي للناس‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬مشروعية التطويل إذا صلى‬

‫🖊‬
‫لنفسه‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أن األحكام تختلف بحسب أحوال‬

‫🖊‬
‫الناس‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬جواز التأخر عن صالة الجماعة؛‬
‫لتطويل اإلمام تطوياًل مماًل ‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬صراحة الصحابة قال‪ :‬إني ألتأخر‬ ‫🖊‬
‫عن الصالة من أجل فالن‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬جواز الغضب عند الموعظة‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫كغضب النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫الحادية عشر‪ :‬حسن تعليم النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم ألصحابه‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فوائد وتلخيص المحاضرة التاسعة‪ /‬مادة الحديث‬

‫💠‬
‫💠‬
‫باب صفة صالة النبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫️✳ حديث أبي هريرة رضي هللا عنه قال فيه‪:‬‬


‫"كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إذا كبر في‬
‫الصالة سكت هنيهة قبل أن يقرأ‪ ،‬فقلت‪ :‬يا‬
‫رسول هللا بأبي أنت وأمي‪ ،‬أرأيت سكوتك بين‬
‫التكبير والقراءة؛ ما تقول؟ قال‪" :‬أقول‪ :‬اللهم‬
‫باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق‬
‫والمغرب‪ ،‬اللهم نقني من خطاياي كما ينقى‬

‫️✳‬
‫الثوب األبيض من الدنس‪ ،‬اللهم اغسلني من‬

‫️◾‬
‫خطاياي بالثلج والماء والبرد"‪.‬‬
‫«فالصالة»‪ :‬أقوا ٌل وأفعا ٌل مفتتحة بالتكبير‬
‫مختتمة بالتسليم‪ ،‬أو نقول‪ :‬تحريمها التكبير‬

‫◾‬
‫وتحليلها التسليم‪.‬‬
‫وقد ثبت أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان‬

‫️▪‬
‫له سكتتان في الصالة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬قبل قراءة الفاتحة‪ ،‬وهذا بعد تكبيرة‬

‫️▪‬
‫اإلحرام في الركعة األولى فقط‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬في كل الركعات‪ ،‬وهذا يكون قبل‬
‫الركوع وبعد االنتهاء من القراءة‪.‬‬

‫🔹‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من الحديث‪:‬‬

‫🖊‬
‫األولى‪ :‬إثبات التكبير في الصالة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن الصالة ليس في أركانها سكوت‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم كغيره‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫محتا ٌج إلى مغفرة الذنوب‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن دعاء االستفتاح يكون ً‬
‫سرا بدليل‬
‫سؤال أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬ما تقول‬

‫🖊‬
‫ً‬
‫جهرا لعلمه‪.‬‬ ‫فيها؟ فلو كان‬
‫الخامسة‪ :‬حرص الصحابة على العلم‪.‬‬

‫️✳ حديث عائشة رضي هللا عنها قالت‪" :‬كان‬


‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يفتتح الصالة‬
‫بالتكبير‪ ،‬والقراءة بالحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وكان‬
‫إذا ركع لم يشخص رأسه‪ ،‬ولم يصوبه‪ ،‬ولكن‬
‫بين ذلك‪ ،‬وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم‬
‫يسجد حتى يستوي قائ ًما‪ ،‬وكان إذا رفع رأسه‬
‫من السجدة لم يسجد حتى يستوي قاع ًدا‪ ،‬وكان‬
‫يقول في كل ركعتين التحية‪ ،‬وكان يفرش رجله‬
‫اليسرى‪ ،‬وينصب رجله اليمنى‪ ،‬وكان ينهى عن‬
‫عقبة الشيطان‪ ،‬وينهى أن يفترش الرجل ذراعيه‬
‫️✳‬
‫افتراش السبع‪ ،‬وكان يختم الصالة بالتسليم"‪.‬‬

‫️◾ في الصالة كان النبي صلى هللا عليه وسلم‬


‫في أغلب أحيانه ال يجهر بالبسملة وال‬

‫️◾‬
‫باالستعاذة‪.‬‬
‫ركن من أركان الصالة‪ ،‬والتسليمة‬‫ٌ‬ ‫التسليم‬
‫ٌ‬
‫ركن باتفاق أهل العلم‪.‬‬ ‫األولى‬
‫واختلفوا في التسليمة الثانية هل هي سنة أم‬
‫ركن من أركان‬‫ٌ‬ ‫ركن؟ والصحيح أن التسليمتان‬ ‫ٌ‬

‫️✳‬
‫الصالة‪.‬‬
‫حديث عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما‬
‫"أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان يرفع يديه‬
‫حذو منكبيه إذا افتتح الصالة‪ ،‬وإذا كبر للركوع‪،‬‬
‫وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك‪ ،‬وقال‪:‬‬

‫️✳‬
‫سمع هللا لمن حمده‪ ..‬ربنا ولك الحمد‪ ،‬وكان ال‬
‫يفعل ذلك في السجود"‬
‫هناك قاعدة‪ ،‬تبين المواطن التي يرفع فيها‬ ‫️♦‬
‫اإلنسان يديه عند التكبيرات‪،‬‬
‫هذه القاعدة تعرف بها مواطن الرفع من عدمه‪.‬‬
‫القاعدة تقول‪[[ :‬أن كل تكبيرة من التكبيرات‬
‫يسبقها سجود أو يلحقها سجود؛ ال ترفع فيها‬
‫اليدين‪ ،‬وكل تكبيرة ال يسبقها سجود وال يعقبها‬
‫سجود؛ ترفع فيها اليدين]]‪.‬‬
‫تكبيرة اإلحرام‪ ،‬وهذه هي الركن وما بعدها هي‬
‫تكبيرات االنتقال‪ ،‬وهي من واجبات الصالة‪.‬‬

‫حديث ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال‬ ‫️✳‬


‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أمرت أن أسجد‬
‫ُ‬
‫أعظم‪ :‬على الجبهة‪ ،‬وأشار بيده إلى‬ ‫على سبعة‬

‫️✳‬
‫أنفه‪ ،‬واليدين‪ ،‬والركبتين‪ ،‬وأطراف القدمين"‪.‬‬
‫بعض أهل العلم قالوا‪ :‬إن اإلشارة إلى‬ ‫️◾‬
‫األنف هنا هذا من كالم الراوي‪ ،‬فالوجوب‪ :‬أن‬

‫✅‬
‫يكون السجود على الجبهة واألنف يكون نافلة‪.‬‬
‫لكن الصحيح أن الوجوب أن يكون‬

‫❎‬
‫السجود على الجبهة واألنف م ًعا‪.‬‬
‫حاجزا بين الجبهة واألرض‪،‬‬‫ً‬ ‫وأال يجعل‬
‫كما يفعل أهل البدع من الرافضة أنهم يجعلون‬
‫ً‬
‫تربة معينة أو حجارة‬ ‫بينهم وبين األرض‬
‫معينة‪ ..‬هذا ال ينبغي‪.‬‬

‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه‪" :‬كان‬ ‫️✳‬


‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إذا قام إلى‬
‫الصالة يكبر حين يقوم‪ ،‬ثم يكبر حين يركع‪ ،‬ثم‬
‫يقول‪ :‬سمع هللا لمن حمده‪ .‬حين يرفع صلبه من‬
‫الركوع‪ ،‬ثم يقول وهو قائم‪ :‬ربنا لك الحمد‪ ،‬ثم‬
‫يكبر حين يهوي ساج ًدا ثم يكبر حين يرفع‬
‫رأسه‪ ،‬ثم يكبر حين يسجد‪ ،‬ثم يكبر حين يرفع‬
‫رأسه‪ ،‬ثم يفعل ذلك في صالته كلها حتى‬

‫️✳‬
‫يقضيها‪ ،‬ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد‬
‫الجلوس"‪.‬‬

‫حديث مطرف بن عبد هللا رضي هللا عنه‬ ‫️✳‬


‫قال‪" :‬صليت أنا وعمران بن حصين خلف علي‬
‫بن أبي طالب رضي هللا عنه‪ ،‬فكان إذا سجد‬
‫كبر‪ ،‬وإذا رفع رأسه كبر‪ ،‬وإذا نهض من‬
‫بيدي‬
‫َ‬ ‫الركعتين كبر‪ ،‬فلما قضى الصالة أخذ‬
‫عمران بن حصين فقال‪ :‬قد ذكرني هذا صالة‬

‫️✳‬
‫محم ٍد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬أو قال صلى بنا‬
‫صالة محم ٍد صلى هللا عليه وسلم"‪.‬‬

‫◾‬
‫وقد اختلف العلماء في حكم تكبيرات االنتقال‬
‫هل هي واجب من واجبات الصالة؟ أم هي سنة‬

‫️✔‬
‫من سنن الصالة؟‬
‫فالجمهور على أنها سنة من سنن الصالة‪.‬‬
‫خال ًفا لإلمام أحمد‪ ،‬وأهل الظاهر الذين يقولون‬
‫بوجوبها‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذه األحاديث‪:‬‬

‫🖊‬
‫األولى‪ :‬أن الصالة ال تنعقد إال بالتكبير‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم لم يكن‬

‫🖊‬
‫يجهر باالستعاذة وال بالبسملة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬وجوب الركوع والرفع منه‪،‬‬

‫🖊‬
‫واالعتدال في القيام بعده‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬وجوب السجود والرفع منه‪،‬‬

‫🖊‬
‫واالعتدال بعده جال ًسا‪.‬‬

‫🖊‬
‫الخامسة‪ :‬وجوب التشهد بعد كل ركعتين‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬مشروعية افتراش المصلي رجله‬
‫اليسرى‪ ،‬ونصب اليمنى في جلسات الصالة غير‬
‫التشهد األخير‪ ،‬ومشروعية التورك فيه (أي‪ :‬في‬
‫التشهد األخير)‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬النهي عن مشابهة الشيطان في‬ ‫🖊‬
‫جلوسه؛ ألن النبي صلى هللا عليه وسلم نهى عن‬

‫🖊‬
‫عقبة الشيطان‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬النهي عن التشبه بالسبع في جلسته‬

‫🖊‬
‫فيالصالة‪.‬ة‬

‫🖊‬
‫التاسعة‪ :‬وجوب ختم الصالة بالتسليم‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬استحباب رفع اليدين عند تكبيرة‬
‫اإلحرام‪ ،‬وعند الركوع‪ ،‬وعند الرفع منه‪( ،‬هذه‬
‫الثالثة مواضع التي ذكرت في األحاديث)‪ ،‬لكن‬
‫قد جاء موطن رابع في حديث آخر وهو عند‬

‫🖊‬
‫القيام للثالثة‪ ،‬تصبح أربعة مواطن‪.‬‬
‫الحادية عشر‪ :‬أن الرفع يكون حذو المنكبين‬

‫🖊‬
‫أو األذنين‪ ،‬أي‪ :‬مقابل للمنكبين أو األذنين‪.‬‬
‫الثانية عشر‪ :‬وجوب السجود على األعضاء‬

‫🖊‬
‫السبعة‪.‬‬
‫الثالثة عشر‪ :‬أن األنف تاب ٌع للجبهة‪.‬‬
‫الرابعة عشر‪ :‬أن يكبر لإلحرام حال القيام‪،‬‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫للقادر عليه‪.‬‬
‫الخامسة عشر‪ :‬أن تكبيرات االنتقال تكون‬
‫حال االنتقال وليس بعد إتمام االنتقال؛ لقوله‪:‬‬
‫حين يركع‪ ،‬حين يسجد‪ ،‬أي خالل ما يركع أو‬

‫🖊‬
‫خالل ما يسجد‪ ،‬يعني‪ :‬بين ذلك وبين ذلك‪.‬‬
‫السادسة عشر‪ :‬أن الخلفاء كانوا ً‬
‫أئمة للناس‬

‫🖊‬
‫‪.‬‬
‫السابعة عشر‪ :‬مشروعية جهر اإلمام‬

‫🖊‬
‫بالتكبير‪.‬‬
‫الثامنة عشر‪ :‬أن العمل بالعلم من أسباب‬
‫رسوخه وبقائه‪.‬‬

‫حديث البراء بن عازب رضي هللا عنه‬ ‫️✳‬


‫فقال‪" :‬رمقت الصالة مع محم ٍد صلى هللا عليه‬
‫وسلم؛ فوجدت قيامه‪ ،‬فركعته‪ ،‬فاعتداله بعد‬
‫ركوعه‪ ،‬فسجدته‪ ،‬فجلسته بين السجدتين‪،‬‬
‫فسجدته‪ ،‬فجلسته ما بين التسليم واالنصراف‬

‫🔺‬
‫قري ًبا من السواء"‪.‬‬

‫️✳‬
‫وفي رواية البخاري قال‪« :‬ما خال القيام‬

‫️▪‬
‫والقعود قري ًبا من السواء»‪.‬‬
‫قال‪" :‬مع محمد" وتسمية النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم باسمه المجرد حال النداء هذا منه ٌي‬

‫❌‬
‫عنه‪.‬‬
‫أن تقول‪ :‬يا محمد‪ .‬هذا ن َهى هللا عز وجل‬

‫️✔‬
‫عنه‪.‬‬
‫أما حال اإلخبار (أن تخبر عنه)‪ ،‬فإنه‬
‫يجوز ذكره مجر ًدا كما جاء في هذا الحديث‬
‫وغيره‪.‬‬

‫🔹‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أفضلية مساواة أركان الصالة في‬
‫ً‬
‫قصيرا‪.‬‬ ‫المقدار‪ ،‬بأن ال يجعل رك ًنا طوياًل ورك ًنا‬
‫الثانية‪ :‬أن هذه األحاديث تدل على ثبوت‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫الطمأنينة في األركان ووجوبها‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬حرص الصحابة رضي هللا عنهم‬

‫🖊‬
‫على تتبع أفعال النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬كمال حفظ الشريعة‪ ،‬وذلك بحفظ‬
‫أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم لها ونقلها‬
‫إلينا‪.‬‬

‫حديث ثابت البناني‪ ،‬قال‪ :‬عن أنس بن مالك‬ ‫️✳‬


‫رضي هللا عنه قال‪" :‬إني ال آلو أن أصلي بكم‬
‫كما كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يصلي‬
‫بنا"‪.‬‬
‫أنس يصنع شيًئ ا ال أراكم‬
‫قال ثابت‪" :‬فكان ٌ‬
‫تصنعونه كان إذا رفع رأسه من الركوع انتصب‬
‫قائ ًما حتى يقول القائل قد نسي‪ ،‬وإذا رفع رأسه‬

‫️✳‬
‫من السجدة مكث حتى يقول القائل قد نسي"‪.‬‬
‫جلسة االستراحة‪ ،‬وجلسة االستراحة تكون‬ ‫️▪‬
‫بين الرّ كعة األولى وبين الرّ كعة الثانية‪ ،‬وتكون‬
‫ضا بين الثالثة والرابعة‪.‬‬‫أي ً‬
‫جلسة خفيفة‪ ،‬لم يثبت فيها ذك ٌر معين عن‬ ‫ٌ‬ ‫هي‬

‫️⛔‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وقد اختلف العلماء في هذه الجلسة هل هي‬

‫◾‬
‫سنة من سنن الصالة؟ أم أنها فعلت للحاجة؟‬

‫️▪‬
‫قوالن ألهل العلم في هذه المسألة‪:‬‬
‫قول يقول‪ :‬إنها ليست سنة‪ ،‬وهو مشهور‬

‫️▪‬
‫مذهب الحنابلة‪.‬‬
‫وقو ٌل يقول‪ :‬بسنيتها‪.‬‬
‫(وهذا آخر الروايتين عن اإلمام أحمد رحمه‬
‫هللا)‪.‬‬
‫قد ذكر الخاّل ل أن اإلمام أحمد رجع عن قوله‬
‫األول أنها ليست بسنة‪ ،‬إلى حديث مالك بن‬
‫الحويرث أنها سنة‪.‬‬
‫حديث عبد هللا بن مالك بن بحينة‪" :‬أن النبي‬ ‫️✳‬
‫️✳‬
‫صلى هللا عليه وسلم كان إذا صلى فرّ ج بين يديه‬
‫حتى يبدو بياض إبطيه"‪.‬‬

‫المجافاة سنة من سنن الصالة‪ ،‬وهذا باتفاق أهل‬

‫❓‬
‫العلم‪ ،‬لكن الخالف‪:‬‬
‫هل هذه السنة خاصة بالرجال؟ أم أن النساء‬
‫يستحب لهن المجافاة أي ً‬
‫ضا؟‬

‫◾‬
‫️▪‬
‫قوالن ألهل العلم‪:‬‬
‫خاص بالرجال‪ ،‬وهذا مشهور‬‫ٌ‬ ‫األول‪ :‬أنه‬

‫️▪‬
‫مذهب الحنابلة‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬أنه يستوي فيه النساء والرجال‪،‬‬
‫بشرط أن تصلي المرأة في معزل عن الرجال‪،‬‬
‫أما إذا كانت في حضرة الرجال‪ ،‬فإنها ال تجافي‬
‫بل تستر نفسها‪( ،‬ال تجافي هذا أستر لها)‪.‬‬
‫حديث أبي مسلمة سعيد بن يزيد قال‪:‬‬ ‫️✳‬
‫"سألت أنس بن مالك رضي هللا عنه‪ :‬أكان النبي‬

‫️✳‬
‫صلى هللا عليه وسلم يصلي في نعليه؟ قال‪ :‬نعم"‪.‬‬

‫️✳ 🔺 وقد جاء في سنن أبي داود من حديث‬


‫شداد بن أوس أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪:‬‬

‫️✳‬
‫"خالفوا اليهود‪ ،‬فإنهم ال يصلون في نعالهم وال‬
‫خفافهم"‪.‬‬

‫حديث أبي قتادة األنصاري رضي هللا عنه‪:‬‬ ‫️✳‬


‫"أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كان يصلي‬
‫وهو حام ٌل أمامة بنت زينب بنت رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم"‪.‬‬

‫️✳‬
‫‪ -‬وألبي العاص بن الربيع بن عبد شمس‪" :‬فإذا‬
‫سجد وضعها‪ ،‬وإذا قام حملها"‪.‬‬
‫وفي هذا الحديث يبين األعمال التي يباح‬ ‫️◾‬
‫للمرء فعلها في الصالة من حمل الصبي‬
‫ضا جواز ترك بعض السنن‬ ‫ووضعه‪ ،‬ويبين أي ً‬
‫للحاجة‪.‬‬

‫حديث أنس رضي هللا عنه عن النبي صلى‬ ‫️✳‬


‫️✳‬
‫هللا عليه وسلم قالوا‪" :‬اعتدلوا في السجود‪ ،‬وال‬
‫يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب"‪.‬‬

‫هذا الحديث يأمر فيه النبي صلى هللا عليه‬ ‫️◾‬


‫وسلم باالعتدال في السجود‪ ،‬واالعتدال فيه يكون‬
‫باتباع السنة‪.‬‬

‫🔹‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذه األحاديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬مشروعية تطويل القيام بعد‬
‫الركوع‪ ،‬وتطويل الجلوس بعد السجود‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن صالة النبي صلى هللا عليه وسلم‬ ‫🖊‬
‫أكمل صالة‪ ،‬وأتم صالة‪ ،‬وأخف صالة‪،‬‬
‫فليحرص اإلنسان أن يجعل صالته مثل صالة‬

‫🖊‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثالثة ‪ :‬استحباب جلسة االستراحة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬جواز التعليم بالفعل‪ ،‬فإنه أبقى في‬
‫ذهن المتعلم كما قال أصلي لكم صالة رسول‬

‫🖊‬
‫هللا‪.‬‬

‫🖊‬
‫الخامسة‪ :‬جواز فعل العبادة من أجل التعليم‪.‬‬
‫سنة من سنن الصالة‬‫السادسة‪ :‬المجافاة ٌ‬

‫🖊‬
‫الفعلية في السجود طب ًعا‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬استحباب الصالة في النعال لمن‬

‫🖊‬
‫ضرر أو مفسدة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أتيح له ذلك دون‬
‫الثامنة‪ :‬جواز دخول المسجد بالنعل بعد‬

‫🖊‬
‫تنظيفه من األقذار‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬جواز الحركة في الصالة للحاجة‪،‬‬
‫وجواز حمل الصبي في الصالة‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬كراهية التشبه بالحيوانات في‬ ‫🖊‬
‫الصالة‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فوائد وتلخيص المحاضرة العاشرة ‪ /‬مادة‬


‫الحديث‬

‫💠‬
‫💠‬
‫باب «وجوب الطمأنينة في الركوع‬

‫️◾‬
‫والسجود»‬
‫والطمأنينة هي‪ :‬السكون بحيث يعود كل‬

‫️◾‬
‫مفصل إلى مقره‪.‬‬
‫ٍ‬
‫واالطمئنان يكون بشيئين‪:‬‬
‫عضو إلى‬
‫ٍ‬ ‫‪ -‬إما يكون بالسكون بحيث يعود كل‬
‫مكانه‪.‬‬
‫‪ -‬وإما أن يكون بأداء الذكر الواجب‪ ،‬فما من‬
‫ركن في الصالة إال وفيه ذك ٌر‪ ،‬إما التسبيح‬
‫ٍ‬
‫كالسجود مثاًل فيه التسبيح‪ ،‬والركوع فيه‬
‫التسبيح‪ ،‬والرفع منه فيه سمع هللا لمن حمده‪،‬‬
‫وهكذا‪.‬‬

‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه أن رسول‬ ‫️✳‬


‫هللا صلى هللا عليه وسلم دخل المسجد فدخل‬
‫رج ٌل فصلى‪ ،‬ثم جاء فسلم على النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فرد النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫السالم‪ ،‬فقال‪ :‬ارجع فصل فإنك لم تصل‪ ،‬فرجع‬
‫الرجل فصلى كما كان صلى‪ ،‬ثم جاء فسلم على‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فقال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ :‬وعليك السالم‪ ،‬ثم قال‪ :‬ارجع‬
‫ثالثا‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬والذي‬‫فصل فإنك لم تصل ً‬
‫بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني‪ ،‬فقال صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ :‬إذا قمت إلى الصالة فكبر‪ ،‬ثم‬
‫اقرأ ما تيسر معك من القرآن‪ ،‬ثم اركع حتى‬
‫تطمئن راك ًعا‪ ،‬ثم ارفع حتى تعتدل قائ ًما‪ ،‬ثم‬
‫️✳‬
‫اسجد حتى تطمئن ساج ًدا‪ ،‬ثم ارفع حتى تطمئن‬
‫جال ًسا‪ ،‬ثم افعل ذلك في صالتك كلها"‪.‬‬
‫هذا الحديث هو األصل في بيان أركان الصالة‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫هناك فوائد مستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫الفائدة األولى‪ :‬مشروعية الصالة عند‬

‫🖊‬
‫دخول المسجد‪ ،‬وهذا ما يسمى بتحية المسجد‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬بيان حرص النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم على أمته‪ ،‬حيث كان يراقب الداخل إلى‬

‫🖊‬
‫المسجد وينظر ماذا يفعل‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬مشروعية السالم على من في‬

‫🖊‬
‫المسجد‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬وجوب إعادة العبادة إذا فعلها العبد‬

‫🖊‬
‫على وج ٍه ال يجزئ‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬إثبات رسالة النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم في قوله‪" :‬والذي بعثك بالحق"‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬ترسيخ قاعدة عدم جواز تأخير‬ ‫🖊‬
‫البيان عن وقت الحاجة؛ ألن النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم عندما رآه لم يسكت إنما نصحه‪،‬‬

‫🖊‬
‫وقال‪" :‬ارجع فصل"‪ ،‬ولم يؤخر هذا البيان‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬جواز القسم بدون استقسام‪ ،‬كما‬
‫فعل خالد‪ ،‬ولم ينكر عليه النبي (والذي بعثك‬

‫🖊‬
‫بالحق)‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬يحسن بالمرء أن يطلب علم ما‬
‫يجهل‪ ،‬كما قال خالد للنبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫🖊‬
‫(علمني)‪ ،‬وهذا في أمور الدين‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬وجوب التكبير عند الدخول في‬
‫الصالة‪ ،‬وال يجزئ غيره تكبيرة اإلحرام بلفظ‬

‫🖊‬
‫(هللا أكبر)‬
‫العاشرة‪ :‬وجوب الركوع والطمأنينة فيه‪،‬‬
‫ووجوب الرفع منه واالعتدال بعده‪ ،‬وكذلك‬
‫وجوب السجود والطمأنينة فيه‪.‬‬
‫الثانية عشر‪ :‬يتساوى الفرض والنفل في‬ ‫🖊‬
‫الواجبات واألركان لقوله‪" :‬افعل ذلك في‬

‫🖊‬
‫صالتك كلها"‪.‬‬
‫الثالثة عشر‪ :‬أن أركان الصالة ال تسقط‬
‫سهوا وال جهاًل ‪.‬‬
‫🖊‬
‫ً‬
‫الرابعة عشر‪ :‬في هذا الحديث دلي ٌل على‬
‫وجوب الترتيب؛ لقول النبي صلى هللا عليه‬

‫🖊‬
‫وسلم‪ :‬ثم افعل كذا‪ ،‬ثم افعل كذا‪.‬‬
‫الخامسة عشر‪ :‬مشروعية حسن التعليم‬
‫واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬

‫💠 «باب القراءة في الصالة» 💠‬


‫ً‬
‫حديثا عن عبادة بن الصامت قال فيه‪ :‬إن‬ ‫️✳‬
‫لمن لم يقرأ بأم الكتاب"‪✳️.‬‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬ال صالة‬
‫وهذا الحديث من األحاديث التي يستدل بها أهل‬
‫العلم على وجوب قراءة الفاتحة في الصالة‪.‬‬
‫وقوله‪« :‬ال صالة» تشمل كل صالة سوا ًء كانت‬
‫ضا أو جنازة أو غير ذلك من‬ ‫نفاًل أو فر ً‬
‫الصلوات‪.‬‬
‫وقوله‪« :‬ال صالة» هي‪ :‬نفي لصحة الصالة إذا‬
‫لم يُقرأ فيها بفاتحة الكتاب‪.‬‬
‫والنفي كما ذكرت قبل ذلك أنه يتوجه لثالثة‬
‫أشياء‪:‬‬
‫إما لنفي الوجود‬
‫وإما لنفي الصحة‬

‫◾‬
‫وإما لنفي الكمال‪.‬‬
‫وقوله‪« :‬يطول الصالة» يحتمل أنه يراد به‬
‫تطويل القراءة‪ ،‬ويحتمل أنه‬
‫يراد بذلك تطويل الصالة كلها‪ ،‬أي في الركوع‬
‫والسجود‪.‬‬
‫والعلماء قد تكلموا في تطويل النبي صلى‬ ‫️◾‬
‫هللا عليه وسلم في الركعة األولى‪ ،‬وقالوا‪ :‬إطالة‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم في الركعة األولى‬

‫🔅‬
‫لوجهين‪:‬‬
‫الوجه األول‪ :‬من أجل أن يدرك من لم يكن‬
‫ً‬
‫متأخرا‪ ،‬فيدرك النبي‬ ‫ً‬
‫حاضرا الصالة‪ ،‬أي جاء‬

‫🔅‬
‫صلى هللا عليه وسلم في الصالة‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أن اإلنسان عندما يشرع في‬
‫ً‬
‫نشيطا يكون بقوته؛ فناسب أن‬ ‫العبادة يكون‬

‫🔷‬
‫يكون أول الصالة أطول من آخرها‪.‬‬

‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬مشروعية القراءة بعد الفاتحة في‬

‫🖊‬
‫الركعتين األوليين‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬مشروعية إطالة الركعة األولى على‬

‫🖊‬
‫الثانية‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬استحباب اإلسرار في الظهر مع‬
‫جواز الجهر لقصد التعليم‪.‬‬
‫عن جبير بن مطعم قال‪" :‬سمعت النبي‬ ‫️✳‬
‫️✳‬
‫صلى هللا عليه وسلم يقرأ في المغرب‬
‫بالطور"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن المشروع هو الجهر بالقراءة في‬

‫🖊‬
‫صالة المغرب‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬جواز إطالة القراءة فيها‪ ،‬والقراءة‬
‫بطوال المفصل‪.‬‬

‫حديث البراء بن عازب رضي هللا عنه‪" :‬أن‬ ‫️✳‬


‫النبي صلى هللا عليه وسلم كان في سفر‪ ،‬فصلى‬
‫{وال ِّت ِ‬
‫ين‬ ‫العشاء اآلخرة‪ ،‬فقرأ في إحدى الركعتين َ‬
‫الز ْي ُت ِ‬
‫َو َّ‬
‫️✳‬
‫ون} [التين‪ ،]١ :‬قال‪ :‬فما سمعت أح ًدا‬
‫أحسن صو ًتا أو قراء ًة منه"‪.‬‬
‫هنا اجتمع في قراءة النبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫️❇‬
‫ثالثة أمور‪:‬‬
‫األول‪ :‬التخفيف‪ ،‬أنه قرأ بقصار المفصل‪،‬‬
‫الز ْي ُتون}ِ‪.‬‬ ‫{وال ِّت ِ‬
‫ين َو َّ‬
‫️❇‬
‫َ‬

‫️❇‬
‫الثاني‪ :‬حسن األداء‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬حسن الصوت كذلك‪.‬‬

‫🔷 الفوائد المستنبطة‪:‬‬
‫🖊 األولى‪ :‬أن السنة في العشاء الجهر بالقراءة‬

‫🖊 الثانية‪ :‬أنه يجوز فيها القراءة بقصار‬


‫ً‬
‫وسفرا‪.‬‬ ‫ً‬
‫حضرا‬

‫🖊 الثالثة‪ :‬حسن صوت النبي صلى هللا عليه‬


‫المفصل‪ ،‬كما سيأتي‪.‬‬

‫وسلم‪ ،‬فقد كان صلى هللا عليه وسلم أحسن الناس‬


‫قراء ًة‪.‬‬
‫حديث عائشة رضي هللا عنها "أن رسول‬ ‫️✳‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم بعث رجاًل على سريةٍ‪،‬‬
‫فكان يقرأ ألصحابه في صالته‪ ،‬فيختم ب {قُ ْل‬
‫ه َُو هَّللا ُ َأ َح ٌد}‪ ،‬فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬سلوه ألي شي ٍء‬
‫يصنع ذلك؟ فسألوه فقال‪ :‬ألنها صفة الرحمن عز‬
‫وجل‪ ،‬فأنا أحب أن أقرأ بها‪ ،‬فقال رسول هللا‬

‫️✳‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أخبروه أن هللا تعالى‬
‫يحبه"‪.‬‬

‫هنا نقف مع فعل الصحابة أنهم كانوا إذا‬ ‫️♦‬


‫أشكل عليهم أم ٌر‪ ،‬فإنهم كانوا يردونه إلى رسول‬

‫️▪‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم ليبين لهم‪.‬‬
‫فماذا نفعل نحن اآلن بعد موت النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم؟‬
‫الجواب‪ :‬إننا نرد ذلك إلى كتاب هللا‪ ،‬وسنة‬
‫رسوله صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد‪:‬‬
‫األولى‪ :‬فضل سورة اإلخالص‪ ،‬وقد ثبت‬
‫أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬إنها تعدل‬

‫🖊‬
‫ثلث القرآن"‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن أمير القوم هو إمامهم؛ فينبغي أن‬

‫🖊‬
‫يكون من أهل العلم والفضل‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثالثة‪ :‬تفاضل آيات القرآن‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن األعمال يكتب ثوابها بسبب ما‬

‫🖊‬
‫يصاحبها من ني ٍة صالحة‪.‬‬

‫🖊‬
‫الخامسة‪ :‬إثبات صفة المحبة هلل عز وجل‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬جواز أو مشروعية بشرى المؤمن‬
‫قال‪" :‬أخبروه أن هللا يحبه"‪.‬‬

‫عن جابر رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا‬ ‫️✳‬


‫بسب ِِّح اسْ َم‬ ‫عليه وسلم قال لمعاذ‪" :‬فلوال صليت َ‬
‫س َوض َُحا َها‪َ ،‬واللَّي ِْل ِإ َذا‬ ‫مْ‬ ‫َّ‬
‫ش‬ ‫ال‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ى‪،‬‬‫ل‬‫َ‬ ‫عْ‬‫ِّك اَأْل‬
‫َرب َ‬
‫ِ‬
‫️✳‬
‫َي ْغ َشى‪ ،‬فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو‬
‫الحاجة"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬جواز الغضب عند الموعظة؛ ألن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم في هذا الحديث قيل‬
‫إنه غضب غض ًبا شدي ًدا‪ ،‬ووعظ معاذ وهو‬

‫🖊‬
‫غضبان‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬األفضل أن يراعي اإلمام حال‬

‫🖊‬
‫المأمومين‪ ،‬هذا بالنسبة للطول والقصر‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬مشروعية القراءة في العشاء بأوسط‬
‫المفصل‪ ،‬كما قال النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫«سبِّح اسْ َم َرب َ َأْل‬
‫ِّك ا عْ َلى‪َ ،‬وال َّشمْ ِ‬
‫🖊‬
‫س َوض َُحا َها»‪.‬‬ ‫َ ِ‬
‫الرابعة‪ :‬حسن تعليم النبي صلى هللا عليه‬

‫🖊‬
‫وسلم للصحابة ولألمة‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬جواز االنفصال عن اإلمام‬
‫للحاجة‪.‬‬
‫💠‬
‫💠‬
‫« باب ترك الجهر ببسم هللا الرحمن‬
‫الرحيم»‬

‫هذا الحديث قال فيه عن أنس بن مالك‬ ‫️✳‬


‫رضي هللا عنه "أن النبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫️✳‬
‫وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون الصالة بالحمد هلل‬

‫️✳‬
‫رب العالمين"‪.‬‬
‫رواية قال‪" :‬صليت مع رسول هللا صلى هللا‬
‫بكر وعمر وعثمان‪ ،‬فلم أسمع‬ ‫عليه وسلم وأبي ٍ‬

‫️✳‬
‫أح ًدا منهم يقرأ بسم هللا الرحمن الرحيم"‪.‬‬
‫ولمسلم "صليت خلف النبي صلى هللا عليه‬
‫ٍ‬
‫بكر وعمر وعثمان رضي هللا عنهم‪،‬‬ ‫وسلم وأبي ٍ‬
‫فكانوا يستفتحون الصالة بالحمد هلل رب‬
‫العالمين‪ ،‬ال يذكرون بسم هللا الرحمن الرحيم في‬
‫أول قراءةٍ‪ ،‬وال في آخرها"‪.‬‬
‫قول الجمهور قالوا‪ :‬باستحباب قراءتها‪،‬‬ ‫🔸‬
‫️⛔‬
‫يبسمل قبل أن يقرأ‪.‬‬
‫واختلفوا في الجهر بها هل يجهر بها أم ال؟‬
‫‪ -‬فالشافعية يقولون‪ :‬بمشروعية الجهر بها‪.‬‬
‫‪ -‬وقال األحناف والحنابلة باإلسرار أي يسر بها؛‬
‫ألن هذا كان أغلب أحوال النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم كما دلت األحاديث على ذلك‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬مشروعية قراءة البسملة بعد‬

‫🖊‬
‫االستفتاح والتعوذ‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثانية‪ :‬أن تكون قراءتها ً‬
‫سرا‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثالثة‪ :‬أن البسملة ليست آية من الفاتحة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن الترك قد يكون سنة‪ ،‬كما أن‬
‫الفعل سنة أي ً‬
‫ضا‪.‬‬

‫💠 «باب سجود السهو» 💠‬


‫حديثا عن محمد بن سيرين عن أبي‬ ‫ً‬ ‫ذكر فيه‬‫️✳‬
‫هريرة رضي هللا عنه قال‪" :‬صلى بنا رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم إحدى صالتي العشي‪ ،‬قال‬
‫ابن سيرين‪ :‬سماها أبو هريرة ولكني نسيت أنا‪،‬‬
‫قال‪ :‬فصلى بنا ركعتين ثم سلم‪ ،‬فقام إلى خشب ٍة‬
‫ٌ‬
‫غضبان‪،‬‬ ‫معروض ٍة في المسجد فاتكأ عليها كأنه‬
‫ووضع يده اليمنى على اليسرى‪ ،‬وشبك بين‬
‫َّرعانُ (وفي رواية‬
‫أصابعه‪ ،‬وخرجت الس َ‬
‫السُّرعان) من أبواب المسجد فقالوا‪ :‬قصرت‬
‫بكر وعمر فهابا أن‬
‫الصالة‪ ،‬وفي القوم أبو ٍ‬
‫يكلماه‪ ،‬وفي القوم رج ٌل في يديه طول يقال له‪:‬‬
‫(ذو اليدين)‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول هللا أنسيت أم‬
‫قصرت الصالة؟ قال‪ :‬لم أنس ولم تقصر‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أكما يقول ذو اليدين؟‬
‫فقالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فتقدم فصلى ما ترك‪ ،‬ثم سلم ثم كبر‬
‫وسجد مثل سجوده أو أطول‪ ،‬ثم رفع رأسه‬
‫فكبر‪ ،‬ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم‬
‫️✳‬
‫رفع رأسه وكبر‪ ،‬فربما سألوه‪ :‬ثم سلم؟ قال‪:‬‬
‫ف ُنبِّئت أن عمران بن حصين قال‪ :‬ثم سلم"‪.‬‬

‫عن عبد هللا بن بحينة‪ ،‬وكان من أصحاب‬ ‫️✳‬


‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أن النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم صلى بهم الظهر‪ ،‬فقام في الركعتين‬
‫األوليين ولم يجلس‪ ،‬فقام الناس معه حتى إذا‬

‫️✳‬
‫قضى الصالة وانتظر الناس تسليمه‪ ،‬كبر وهو‬
‫جالس‪ ،‬فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم"‪.‬‬

‫🔸‬
‫وسجود السهو له أسباب ثالثة‪:‬‬

‫🔸‬
‫إما أن يكون بسبب زيادة في الصالة‪.‬‬

‫🔸‬
‫نقص فيها‪.‬‬
‫وإما أن يكون بسبب ٍ‬
‫أو أن يكون بسبب شكٍ فيها‪ ،‬فشرع السهو‬
‫جبرا للنقصان‪ ،‬وإرغا ًما للشيطان‪ ،‬ورضا ًء‬
‫ً‬
‫للرحمن‪.‬‬
‫وسجود السهو قد اختلف فيه أهل العلم متى‬ ‫️⛔‬
‫يكون؟‬
‫‪ -‬فمنهم من قال‪ :‬يكون بعد السالم مطل ًقا‪ ،‬وهذا‬
‫مذهب األحناف‪.‬‬
‫‪ -‬ومنهم من قال‪ :‬يكون قبل السالم مطل ًقا‪ ،‬وهو‬
‫قول الشافعية‪.‬‬
‫‪ -‬وهناك قو ٌل بالتفصيل قالوا‪ :‬إن كان عن ٍ‬
‫نقص‪،‬‬
‫فيكون بعد السالم‪ ،‬وإن كان عن زيادة أو شكٍ‬
‫يكون قبله‪ ،‬وهذا مذهب الحنابلة‪.‬‬

‫🔸‬
‫️▪‬
‫تشبيك األصابع له ثالث حاالت‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬إما أن يكون قبل الصالة‪،‬‬

‫️▪‬
‫فهذا منه ٌي عنه للحديث الذي ذكرته‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬إما أن يكون التشبيك أثناء‬
‫ً‬
‫كراهة‪ ،‬إن لم يكن‬ ‫الصالة؛ فهذا أشد نه ًيا‪ ،‬وأشد‬
‫محر ًما‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬أن يكون بعد الصالة‪ ،‬فهذه‬ ‫️▪‬
‫الحالة ثبت أن النبي صلى هللا عليه وسلم فعلها‬
‫كما جاء في حديث ذي اليدين‪ ،‬فجوزه بعض‬
‫أهل العلم‪ ،‬وقال‪ :‬إن التشبيك بعد انتهاء الصالة‬
‫جائز‪.‬‬
‫وقالوا‪ :‬إن التشبيك في غير هذه المواضع فهو‬
‫جائز مطل ًقا‪.‬‬

‫هنا استدل العلماء بهذا الحديث على‬ ‫️⬅‬


‫وجوب التشهد األوسط‪ ،‬واستدلوا على أن‬
‫النقصان في الصالة يكون السهو له قبل السالم‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬جواز السهو من األنبياء في األفعال‬
‫البالغية؛ وهذا للتشريع‪ ،‬أما األقوال البالغية‬
‫فالسهو فيها ممتنع؛ وهذا لكمال الرسالة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬الخروج من الصالة قبل إتمامها‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫سهوا‪ ،‬أو مع غلبة الظن أنها صحيحة ال يبطلها‪.‬‬ ‫ً‬
‫الثالثة‪ :‬أن الكالم لمصلحة الصالة من‬

‫🖊‬
‫الناس؛ ال يبطلها‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬وجوب سجود السهو لمن سها في‬

‫🖊‬
‫الصالة بزياد ٍة أو نقصان‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن سجود السهو ال يتعدد‪ ،‬ولو‬
‫تعددت أسبابه‪.‬‬
‫فهنا لما ترك النبي صلى هللا عليه وسلم التشهد‬
‫األوسط‪ ،‬وترك الجلوس له؛ هنا تعددت‬

‫🖊‬
‫األسباب‪ ،‬لكن سجود السهو كان واح ًدا‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬جواز تشبيك اليدين بعد الصالة‬

‫🖊‬
‫في المسجد‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬مشروعية التكبير لسجود السهو؛‬

‫🖊‬
‫ألنه كبر ثم سجد‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أنه ال تشهد بعد سجود السهو؛ بل‬
‫يكون التسليم بعده‪.‬‬
‫💠 «باب المرور بين يدي المصلي» 💠‬
‫جهيم عبد هللا بن الحارث بن‬
‫ٍ‬ ‫️✳ حديث أبي‬
‫الصمة األنصاري رضي هللا عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬لو يعلم المار‬

‫️✳‬
‫بين يدي المصلي ماذا عليه من اإلثم لكان يقف‬
‫أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه"‬

‫والمرور الممنوع بين يدي المصلي أن‬ ‫️◾‬


‫يكون المصلي يصلي لسترة‪ ،‬يعني جعل بينه‬
‫وبين القبلة سترة‪ ،‬فيحرم أن يمر أح ٌد بينه وبين‬

‫️◾‬
‫السترة‪.‬‬
‫واألمر الثاني‪ :‬أال تكون هناك سترة‪ ،‬فهنا‬
‫اختلف العلماء في الحد الذي يحرم عليه المرور‬
‫فيه‪،‬‬
‫‪ -‬فقال بعضهم ثالثة أذرع‪ ،‬تكون من مكان‬
‫األقدام إلى األمام‪،‬‬
‫‪ -‬وبعضهم قال إذا كان راك ًعا يمد يديه إلى اإلمام‬
‫فهذه بمقدار الثالثة أذرع‪،‬‬
‫‪ -‬وقيل إن هذه المسافة التي يحرم المرور فيها‪،‬‬
‫هي ما بينه وبين محل سجوده‪ ،‬وهذا هو األقرب‬
‫السجود‪.‬‬
‫وهذا األمر سوا ًء كان المصلي في صالة نافلة‪،‬‬
‫أو كان في صالة فريضة‪.‬‬

‫حديث أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه‬ ‫️✳‬


‫قال‪ :‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫يقول‪" :‬إذا صلى أحدكم إلى شي ٍء يستره من‬

‫️✳‬
‫الناس‪ ،‬فأراد أح ٌد أن يجتاز بين يديه فليدفعه‪ ،‬فإن‬
‫أبى فليقاتله فإنما هو شيطان"‪.‬‬

‫الفوائد المستنبطة‪:‬‬ ‫🔷‬


‫األولى‪ :‬أن للمصلي حرمة‪ ،‬ويجب مراعاة‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫حرمته‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أنه ال يحرم المرور بعد مكان‬

‫🖊‬
‫السجود إن كان يصلي لغير سترة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬المرور بين يدي المصلي من كبائر‬

‫🖊‬
‫الذنوب‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬ينبغي على المصلي أال يصلي في‬

‫🖊‬
‫طريق الناس‪.‬‬

‫🖊‬
‫الخامسة‪ :‬مشروعية السترة للمصلي‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬جواز دفع الصائل‪ ،‬وأن دفعه‬

‫🖊‬
‫يكون باألسهل فاألسهل‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬العمل في مصلحة الصالة ال‬
‫يبطلها‪.‬‬

‫حديث ابن عباس عن عبد هللا بن عباس‬ ‫️✳‬


‫حمار‬
‫ٍ‬ ‫رضي هللا عنه قال‪" :‬أقبلت راك ًبا على‬
‫أتان‪ ،‬وأنا يومئذ قد ناهزت االحتالم‪ ،‬ورسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم يصلي بالناس ِب ِمنى إلى‬
‫فمررت بين يدي بعض الصف‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫جدار‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫غير‬

‫️✳‬
‫فنزلت فأرسلت األتان ترتع‪ ،‬ودخلت في الصف‪،‬‬
‫فلم ينكر ذلك علي أح ٌد"‪.‬‬

‫وعن عائشة رضي هللا عنها قالت‪" :‬كنت‬ ‫️✳‬


‫أنام بين يدي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫ورجالي في قبلته‪ ،‬فإذا سجد غمزني‪ ،‬فقبضت‬

‫️✳‬
‫رجلي‪ ،‬فإذا قام بسطتهما‪ ،‬والبيوت يومئ ٍذ ليس‬
‫فيها مصابيح"‪.‬‬

‫هذان الحديثان يتعلقان بمسألة قطع الصالة‪،‬‬ ‫️◾‬


‫وقطع الصالة يحتمل بطالنها‪ ،‬ويحتمل نقصان‬
‫أجرها‪ ،‬وهذا بالنسبة لمرور الحمار والمرأة أمام‬
‫المصلي‪.‬‬
‫‪ -‬فالجمهور على عدم قطع الصالة يعني بمرور‬
‫الحمار والمرأة‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذه األحاديث‪:‬‬

‫🖊‬
‫األولى‪ :‬جواز ركوب الحمير وأنها طاهرة‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثانية‪ :‬مشروعية اتخاذ السترة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن المرور بين يدي المصلي في‬

‫🖊‬
‫صالة الجماعة ال يبطلها‪.‬‬

‫🖊‬
‫الرابعة‪ :‬أن سترة اإلمام سترة من خلفه‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬جواز نوم المرأة أمام زوجها وهو‬

‫🖊‬
‫يصلي‪.‬‬

‫🖊‬
‫السادسة‪ :‬أن لمس المرأة ال ينقض الوضوء‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬ينبغي على اإلنسان أن يزيل ما‬
‫يمنع كمال السجود؛ ألن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم كان يغمزها فتقبض رجليها‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فوائد وتلخيص المحاضرة الحادية عشر ‪ /‬مادة‬
‫الحديث‬

‫«باب جامع» 💠‬
‫ٌ‬ ‫💠‬
‫والمراد بالباب الجامع‪ ،‬أي الذي يجمع أحكا ًما‬
‫متعددة ال تدخل تحت با ٍ‬
‫ب بعينه؛ ذلك ألن‬
‫الحديث الواحد ربما يستدل به على أكثر من‬
‫ب مختلف عن‬ ‫حكم يندرج في با ٍ‬
‫حكم‪ ،‬وكل ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اآلخر؛ لذا ناسب أن يكون القول فيه الباب‬
‫الجامع‪ ،‬أي الجامع لعدة أحاديث‪ ،‬وتلك األحاديث‬
‫ٌ‬
‫خاصة باألحكام‪.‬‬

‫حديث أبي قتادة رضي هللا عنه‪ ،‬وهو‬ ‫️✳‬


‫الحارث بن ربعي األنصاري قال‪ :‬قال رسول هللا‬

‫️✳‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إذا دخل أحدكم المسجد‪،‬‬
‫فال يجلس حتى يصلي ركعتين"‪.‬‬
‫🔹‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬مشروعية تحية المسجد؛ بل قال‬

‫🖊‬
‫بعض أهل العلم بوجوبها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬النهي عن الجلوس لداخل المسجد‬

‫🖊‬
‫حتى يصلي ركعتين‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬جواز صالة تحية المسجد في أى‬
‫وقتٍ‪ ،‬وإن كان الوقت وقت نهيٍ؛ ألنها من‬

‫🖊‬
‫الصلوات ذوات األسباب‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنه ال يجزئ صالة أقل من‬
‫ً‬
‫ركعة‬ ‫ركعتين‪ ،‬فإذا دخل المسجد‪ ،‬فصلى الوتر‬
‫واحدة مثاًل ‪ ،‬فإنها ال تجزئه‪.‬‬
‫🖊‬
‫الخامسة‪ :‬أن هذا فيه تعظي ٌم للمساجد‪.‬‬

‫️✳ حديث زيد بن أرقم رضي هللا عنه قال‪:‬‬


‫"كنا نتكلم في الصالة‪ ،‬يكلم الرجل منا صاحبه‪،‬‬
‫{وقُومُوا‬
‫وهو إلى جنبه فى الصالة‪ ،‬حتى نزلت َ‬
‫هَّلِل ِ َقا ِن ِت َ‬
‫️✳‬
‫ين} [البقرة‪ ،]٢٣٨ :‬فأمرنا بالسكوت‪،‬‬

‫️◾‬
‫ونهينا عن الكالم"‪.‬‬
‫وقد أجمع العلماء على أن من تكلم في‬
‫صالته عام ًدا لغير مصلحة الصالة‪ ،‬فإن صالته‬
‫تبطل بذلك‪.‬‬

‫واختلفوا في الساهي والجاهل والمكره‬ ‫️◾‬


‫والمتكلم لمصلحتها‪ ،‬فمنهم من قال ببطالنها‪،‬‬
‫ومنهم من قال بصحتها‪.‬‬

‫🔹‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬في الحديث دلي ٌل على وجود النسخ‪،‬‬
‫بحكم آخر‪ ،‬وذلك‬
‫ٍ‬ ‫والنسخ هو إلغاء الحكم األول‬
‫في قول الصحابي‪" :‬كنا نتكلم في الصالة حتى‬
‫{وقُومُوا هَّلِل ِ َقا ِن ِت َ‬
‫🖊‬
‫ين} فأمرنا بالسكوت"‪.‬‬ ‫نزلت َ‬
‫الثانية‪ :‬أن الكالم في الصالة مبط ٌل لها‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن إطالق العموم‪ ،‬قد يراد به‬ ‫🖊‬
‫الخصوص‪ ،‬كقوله‪" :‬أمرنا بالسكوت عن‬
‫الكالم"‪ ،‬فليس المراد به كل كالم؛ بل السكوت‬
‫عن كالم اآلدميين؛ ذلك ألنه مطالب في الصالة‬
‫بالكالم‪ ،‬أي مطالب بالقراءة في الصالة‪ ،‬فيكون‬
‫إطالق العموم هنا قد يراد به الخصوص‪.‬‬

‫حديث عبد هللا بن عمر‪ ،‬وأبي هريرة‬ ‫️✳‬


‫رضي هللا عنهم‪ ،‬عن رسول هللا صلى هللا عليه‬

‫️✳‬
‫وسلم أنه قال‪" :‬إذا اشتد الحر فأبردوا عن‬
‫الصالة‪ ،‬فإن شدة الحر من فيح جهنم"‪.‬‬
‫هنا في حديث عبد هللا بن عمر يبين رفق النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم باألمة‪ ،‬وحرصه على أن‬
‫ً‬
‫️▪‬
‫خالية مما يشغلهم ويؤرقهم‪.‬‬ ‫يؤدوا العبادات‬
‫ٌ‬
‫ومتعلق‬ ‫ٌ‬
‫متعلق بالفصول‬ ‫واشتداد الحر يكون‬
‫باألوقات‪ ،‬فاشتداد الحر في فصل الصيف‪،‬‬
‫بخالف اشتداد الحر في فصل الشتاء‪ ،‬فاشتداد‬
‫الحر في فصل الصيف قد ال يطيقه اإلنسان‪،‬‬
‫بخالف إذا اشتد الحر في وقت الشتاء فقد يطيقه‪،‬‬
‫وهنا اشتداد الحر يكون في وقت الظهيرة‪ ،‬في‬
‫وقت أذان الظهر‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن أمر الدين مبن ٌي على السهولة‬

‫🖊‬
‫واليسر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬مراعاة العبادة في ذاتها‪ ،‬أولى من‬
‫مراعاة العبادة في وقتها‪ ،‬وهذا بشرط أال يخرج‬

‫🖊‬
‫الوقت‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬إثبات وجود النار؛ ألنه قال‪" :‬إن‬

‫🖊‬
‫شدة الحر من فيح جهنم"‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنه يشرع للمصلي أن يؤدي العبادة‬
‫شاغل عنها‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫بعي ًدا عن كل‬
‫حديث أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪:‬‬ ‫️✳‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬من نسي‬
‫صال ًة فليصلها إذا ذكرها‪ ،‬ال كفارة لها إال ذلك‪،‬‬
‫{وَأ ِق ِم ال َّ‬
‫صاَل َة لِ ِذ ْك ِري} [طه‪:‬‬ ‫وتال قوله تعالى‪َ :‬‬

‫🔺‬
‫‪."]١٤‬‬

‫️✳‬
‫ولمسلم "من نسي صال ًة‪ ،‬أو نام عنها‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬وجوب قضاء الصالة على الناسي‬

‫🖊‬
‫والنائم عند ذكرها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬وجوب المبادرة إلى فعلها وعدم‬

‫🖊‬
‫التراخي بعد ذكرها‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬عدم ترتب اإلثم على من أخر‬
‫لعذر‪ ،‬ما لم يفرط‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫العبادة‬
‫الرابعة‪ :‬أن الكفارة المذكورة في الحديث‬ ‫🖊‬
‫إثم ارتكبه‪ ،‬لكن المعنى أنه ال يجزئ‬
‫ليست عن ٍ‬
‫عنها بد ٌل‪ ،‬بل ال بد من اإلتيان بها‪.‬‬

‫حديث جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه قال‬ ‫️✳‬


‫فيه‪" :‬إن معاذ بن جبل رضي هللا عنه كان‬
‫يصلي مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم العشاء‬

‫️✳‬
‫اآلخرة‪ ،‬ثم يرجع إلى قومه‪ ،‬فيصلي بهم تلك‬
‫الصالة"‪.‬‬

‫🔹‬
‫🖊‬
‫وقد استنبط العلماء من هذا الحديث فوائد‪:‬‬

‫🖊‬
‫األولى‪ :‬جواز إمامة المتنفل بالمفترض‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬حرص الصحابة على تلقي العلم من‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم؛ وذلك لحرص معاذ‬
‫رضي هللا عنه على الصالة خلف النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬جواز انتظار اإلمام‪ ،‬وهذا إذا كان ال‬‫🖊‬
‫يشق على المأمومين كما كان يفعل قوم معاذ‬

‫🖊‬
‫رضي هللا عنه‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬جواز ائتمام المتنفل بالمفترض‬
‫قيا ًسا من باب أولى؛ ألن معاذ كان يصلي‬
‫فريضة مع النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ويأتي‬
‫يصلي نافلة‪ ،‬فكانوا يأتمون به‪ ،‬فالمتنفل‬
‫بالمفترض من باب أولى‪.‬‬

‫حديث أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪:‬‬ ‫️✳‬


‫"كنا نصلي مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬

‫️✳‬
‫في شدة الحر‪ ،‬فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن‬
‫جبهته من األرض‪ ،‬بسط ثوبه فسجد عليه"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫ً‬
‫عذرا في‬ ‫األولى‪ :‬أن شدة الحر ال تكون‬
‫التخلف عن الجماعة‪ ،‬وهذا لمن قدر عليه؛ ألن‬
‫الصحابة رضي هللا عنهم كانوا يسجدون في شدة‬
‫الحر‪ ،‬ويبسطون الثوب فيسجدوا عليه‪ ،‬وما‬

‫🖊‬
‫تخلفوا عن صالة الجماعة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬وجوب تمكين أعضاء السجود من‬

‫🖊‬
‫األرض‪.‬‬
‫متصل بالساجد‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الثالثة‪ :‬جواز السجود على‬
‫يعني‪ :‬اإلنسان يستطيع أن يمد رداءه ويسجد‬
‫عليه‪ ،‬أو غترته يبسطها على األرض ويسجد‬

‫🖊‬
‫عليها‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬مشروعية صالة الجماعة‪.‬‬

‫️✳ حديث أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال‬


‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ال يصلي‬
‫أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه‬
‫شيء"‪.‬‬
‫ينبغي على المصلي أن يكون على أحسن هيئة‬
‫حال الصالة‪.‬‬
‫قال هللا عز وجل‪َ { :‬يا َب ِني آدَ َم ُخ ُذوا‬ ‫🔺‬
‫ِزي َن َت ُك ْم ِعندَ ُك ِّل َمسْ ِجدٍ} [األعراف‪ ]٣١ :‬وإن من‬

‫️✳‬
‫حسن الهيئة أن يستر اإلنسان عورته في‬
‫الصالة‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‬
‫األولى‪ :‬النهي عن الصالة بدون ستر‬

‫🖊‬
‫العاتق‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثانية‪ :‬استحباب ستر العاتقين في الصالة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أنه ينبغي للمصلي أن يكون على‬
‫هيئ ٍة حسنة حال الصالة‪.‬‬

‫حديث جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه‪ ،‬عن‬ ‫️✳‬


‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬من أكل ثو ًما أو‬
‫بصاًل فليعتزلنا‪ ،‬أو ليعتزل مسجدنا‪ ،‬وليقعد في‬
‫بيته"‪.‬‬ ‫️✳‬
‫ٌ‬
‫خضرات من بقول فوجد‬ ‫"وُأ ِت َي بقدر فيه‬‫️✳‬
‫ريحا‪ ،‬فسأل فأخبر بما فيها من البقول‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫لها ً‬
‫قربوها (أي إلى بعض أصحابه كان معه)‪ ،‬فلما‬

‫️✳‬
‫رآه كره أكلها‪ ،‬قال‪ :‬كل فإني أناجي من ال‬
‫تناجي"‪.‬‬

‫جابر رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا‬‫ٍ‬ ‫عن‬ ‫️✳‬


‫عليه وسلم قال‪" :‬من أكل البصل أو الثوم أو‬
‫الكراث‪ ،‬فال يقربن مسجدنا‪ ،‬فإن المالئكة تتأذى‬

‫️✳‬
‫مما يتأذى منه اإلنسان"‪.‬‬
‫وفي رواية "بنو آدم"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬جواز أكل الثوم والبصل والكراث‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن من أكل من هذه البقول ذوات‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫الروائح الكريهة‪ ،‬فال يدخلن المسجد‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬كراهية حضور من ابتلي بشرب‬

‫🖊‬
‫الدخان من باب أولى‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬تجنب كل ما يؤذي بني آدم؛ ألن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم نهى عن اإليذاء‬
‫بالرائحة‪ ،‬فغيرها من باب أولى‪.‬‬

‫💠 باب التشهد 💠‬
‫ٌ‬
‫مأخوذ من الشهادة‪ ،‬أي شهادة أن ال إله‬ ‫والتشهد‬
‫إال هللا‪ ،‬وأن محم ًدا رسول هللا‪.‬‬

‫🔻‬
‫️▪‬
‫والفقهاء يعنون بالتشهد أمرين‪:‬‬
‫األمر األول‪ :‬يعنون به اللفظ‪ ،‬وهو التحيات‬
‫وما يتبعها من الصالة على النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬يعنون به الجلسة‪ ،‬وهي التي‬ ‫️▪‬
‫️◾‬
‫تكون بعد الركعة الثانية‪ ،‬أو في آخر الصالة‪.‬‬
‫والعلماء على أن أصح صيغ التشهد هي‬
‫صيغة عبد هللا بن مسعود‪ ،‬وإن كانوا قد اتفقوا‬
‫على جواز الصيغ جمي ًعا‪ ،‬إال أن أصح هذه‬
‫الصيغ هو حديث ابن مسعود رضي هللا عنه‪.‬‬

‫حديث ابن مسعود رضي هللا عنه‪ .‬قال‬ ‫️✳‬


‫فيه‪" :‬علمني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫التشهد‪ ،‬وكفي بين كفيه كما يعلمني السورة من‬
‫القرآن‪ :‬التحيات هلل والصلوات والطيبات‪ ،‬السالم‬
‫عليك أيها النبي ورحمة هللا وبركاته‪ ،‬السالم‬

‫️✳‬
‫علينا وعلى عباد هللا الصالحين‪ ،‬أشهد أن ال إله‬

‫️✳‬
‫إال هللا‪ ،‬وأشهد أن محم ًدا عبده ورسوله"‪.‬‬
‫وفي لفظٍ قال‪" :‬إذا قعد أحدكم للصالة‪،‬‬
‫فليقل‪ :‬التحيات هلل‪ ،"...‬وفيه‪" :‬فإنكم إذا فعلتم‬
‫صالح في‬
‫ٍ‬ ‫ذلك‪ ،‬فقد سلمتم على كل عب ٍد هلل‬
‫️✳‬
‫السماء واألرض"‪ .‬وفيه‪" :‬فليتخير من المسألة ما‬
‫شاء"‪.‬‬

‫هنا في قول عبد هللا بن مسعود رضي هللا‬ ‫️◾‬


‫عنه‪" :‬علمني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫التشهد كما يعلمني السورة من القرآن"‪ ،‬هذا إن‬
‫دل إنما يدل على أن التشهد توقيف ٌي‪ ،‬ومعنى‬
‫توقيف ٌي أي ال يجوز الزيادة فيه‪ ،‬وال النقصان‬
‫منه؛ ذلك ألن الزيادة في العبادة كالنقصان منها‪.‬‬

‫حتى أن العلماء قالوا‪ :‬ال يجوز التلفيق بين‬ ‫🔻‬


‫األحاديث التي وردت فيه‪ ،‬ذكرت أنه جاءت‬
‫روايات في التشهد يعني تشهد عمر رضي هللا‬
‫عنه‪ ،‬وتشهد ابن مسعود‪ ،‬وتشهد جابر رضي هللا‬
‫عنه‪ ،‬فهنا ال يجوز التلفيق‪ ،‬يعني ال يجوز أن‬
‫نأتي بلفظٍ ورد في حديث عمر مثاًل ‪ٌ ،‬‬
‫لفظ زائد‬
‫أزيده أنا في صيغة ابن مسعود‪ ،‬ال يصح هذا‪.‬‬
‫فالعلماء على جواز التلفيق في األفعال‪،‬‬ ‫️◾‬
‫وعدم جوازه في األقوال‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‬
‫األولى‪ :‬عناية النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫بالتشهد‪ ،‬وأنه كان يعلمه كما يعلم السورة من‬

‫🖊‬
‫القرآن‪.‬‬
‫مستحق للتعظيم‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫الثانية‪ :‬أن هللا عز وجل‬

‫🖊‬
‫وأنه يتقرب إليه بالطيبات‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬إثبات نبوة النبي صلى هللا عليه‬

‫🖊‬
‫وسلم‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنه ينبغي لإلنسان أن يقدم نفسه في‬
‫الدعاء على غيره‬
‫اغ ِفرْ لِي َولِ َوالِدَ يَّ َولِ ْلمُْؤ ِم ِن َ‬
‫ين}‬ ‫{ر َّب َنا ْ‬
‫قال تعالى‪َ :‬‬
‫[إبراهيم‪ ]٤١ :‬اآلية‪.‬‬
‫💠‬
‫💠‬
‫باب كيفية الصالة على النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم‬

‫حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى قال‪" :‬لقيني‬ ‫️✳‬


‫كعب بن عجرة فقال‪ :‬أال أهدي لك هدية؟ إن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم خرج علينا فقلنا‪ :‬يا‬
‫رسول هللا قد علمنا كيف نسلم عليك‪ ،‬فكيف‬
‫نصلي عليك؟‬
‫صل على محم ٍد وعلى آل‬‫ِ‬ ‫فقال‪ :‬قولوا اللهم‬
‫محمدٍ‪ ،‬كما صليت على إبراهيم وعلى آل‬
‫إبراهيم إنك حمي ٌد مجيد‪ ،‬وبارك على محمد‬

‫️✳‬
‫وعلى آل محمد‪ ،‬كما باركت على إبراهيم وعلى‬
‫آل إبراهيم إنك حمي ٌد مجيد"‪.‬‬

‫قال بعض أهل العلم إن الصالة من اآلدميين‬ ‫️◾‬


‫هي الدعاء‪ ،‬ومن المالئكة هي االستغفار‪ ،‬ومن‬
‫هللا عز وجل هي الثناء على النبي صلى هللا عليه‬

‫🔷‬
‫وسلم في المأل األعلى‪.‬‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫‪ .‬األولى‪ :‬أن الصالة على النبي صلى هللا عليه‬

‫🖊‬
‫ركن في التشهد األخير‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وسلم‬
‫الثانية‪ :‬أن السلف كانوا يتهادون مسائل‬

‫🖊‬
‫العلم‪ ،‬ويجعلونها من أعظم الهدايا‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن من حق النبي صلى هللا عليه‬

‫🖊‬
‫وسلم الصالة والسالم عليه‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن من أكمل الصيغ في الصالة‬
‫على النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬تلك التي علمها‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم للصحابة‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فوائد وتلخيص المحاضرة الثانية عشر ‪ /‬مادة‬


‫الحديث‬
‫💠 باب الدعاء بعد التشهد األخير 💠‬
‫️✳ حديث أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪" :‬كان‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يدعو في‬
‫صالته‪ ،‬ويقول‪ :‬اللهم إني أعوذ بك من عذاب‬

‫️✳‬
‫القبر‪ ،‬ومن عذاب النار‪ ،‬ومن فتنة المحيا‬
‫والممات‪ ،‬ومن فتنة المسيح الدجال"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫فوائد هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬مشروعية الدعاء بعد التشهد‬
‫األخير‪ ،‬والتعوذ من هذه األربع‪ :‬عذاب القبر‪،‬‬
‫وعذاب النار‪ ،‬وفتنة المحيا والممات‪ ،‬وفتنة‬

‫🖊‬
‫المسيح الدجال‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬رحمة النبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫🖊‬
‫بأمته في أمره لهم باالستعاذة من هذه األربع‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬حاجة النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫كبشر إلى أن يعيذه هللا عز وجل من الفتن‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أي ً‬
‫ضا‬
‫🖊‬
‫🖊‬
‫الرابعة‪ :‬إثبات عذاب القبر‪.‬‬

‫🖊‬
‫الخامسة‪ :‬إثبات عذاب النار‪.‬‬

‫🖊‬
‫السادسة‪ :‬خطورة فتنة المحيا والممات‪.‬‬

‫🖊‬
‫السابعة‪ :‬خطر فتنة المسيح الدجال‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أن هللا عز وجل هو ملجأ ومالذ‬

‫🔺‬
‫الداعين‪.‬‬
‫{و َقا َل َر ُّب ُك ُم ْادعُو ِني َأسْ َت ِجبْ‬
‫قال تعالى‪َ :‬‬
‫َل ُك ْم} [غافر‪.]٦٠ :‬‬

‫عن عبد هللا بن عمرو بن العاص عن أبي‬ ‫️✳‬


‫بكر الصديق رضي هللا عنه أنه قال لرسول هللا‬ ‫ٍ‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪" :‬علمني دعا ًء أدعو به في‬
‫صالتي‪ ،‬قال‪ :‬قل‪ :‬اللهم إني ظلمت نفسي ظل ًما‬
‫ً‬
‫كثيرا‪ ،‬وال يغفر الذنوب إال أنت‪ ،‬فاغفر لي‬

‫️✳‬
‫مغفر ًة من عندك وارحمني‪ ،‬إنك أنت الغفور‬
‫الرحيم"‪.‬‬
‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬حرص الصحابة رضي هللا عنهم‬

‫🖊‬
‫على ما ينفعهم‪ ،‬ويقربهم إلى هللا تعالى‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن أفضل الدعاء ما يكون في‬

‫🖊‬
‫الصالة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أنه يستحسن للعبد إذا دعا‪ ،‬أن يبدأ‬

‫🖊‬
‫باعترافه وعجزه وتقصيره‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن الدعاء في الصالة يشمل‬
‫الفريضة‪ ،‬ويشمل كذلك النافلة‪.‬‬

‫عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪" :‬ما‬ ‫️✳‬


‫صلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بعد أن‬
‫نزلت عليه إذا جاء نصر هللا والفتح إال يقول‬

‫️✳‬
‫فيها‪ :‬سبحانك اللهم ربنا وبحمدك‪ ،‬اللهم اغفر‬
‫لي"‪.‬‬
‫وفي لفظٍ "كان رسول هللا صلى هللا‬‫️✳ 🔺‬
‫️✳‬
‫عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده‪،‬‬
‫سبحانك اللهم ربنا وبحمدك‪ ،‬اللهم اغفر لي"‪.‬‬

‫وقد استدل بعض أهل العلم بهذه السورة‬ ‫️⬅‬


‫على أنه ينبغي على اإلنسان في آخر حياته‪ ،‬أن‬
‫يكثر من الحمد والتسبيح واالستغفار‪.‬‬

‫وفي لفظٍ "كان رسول هللا صلى هللا‬ ‫️✳🔺‬


‫️✳‬
‫عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده‪،‬‬
‫سبحانك اللهم ربنا وبحمدك‪ ،‬اللهم اغفر لي"‪.‬‬
‫ٌ‬
‫كلمات جامعة في ذكر هللا عز وجل‬ ‫هذه‬
‫وتنزيهه‪ ،‬وذكر محامده‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد‪:‬‬
‫األولى‪ :‬استحباب هذا الدعاء في الركوع‬
‫والسجود‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬إثبات نزول القرآن على النبي صلى‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬مبادرة النبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫🖊‬
‫في االمتثال لألمر‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬استحباب ختم األعمال والعبادات‬

‫🖊‬
‫نقص‪.‬‬
‫باالستغفار؛ ليتدارك ما حصل فيها من ٍ‬
‫الخامسة‪ :‬فضيلة االستغفار‪ ،‬ومشروعية‬
‫طلبه في كل وقت‪.‬‬

‫💠 باب الوتر 💠‬
‫️▪ (والوتر)‪ :‬هو الفرد والمقصود به الركعات‬
‫التي تصلى‪ ،‬فتكون ركعة‪ ،‬أو ثالث‪ ،‬أو خمس‪،‬‬
‫أو سبع‪ ،‬أو تسع‪ ،‬أو إحدى عشر‪ ،‬وهو ما يختم‬
‫به اإلنسان صالة الليل‪.‬‬
‫ووقت الوتر من صالة العشاء إلى طلوع‬ ‫️▪‬
‫الفجر‪ ،‬وهو من السنن المؤكدة التي ال ينبغي‬
‫تركها‪.‬‬
‫وقد قال بعض أهل العلم بوجوبه‪.‬‬

‫وهناك ٌ‬
‫فرق بين الوتر‪ ،‬وبين قيام الليل‪،‬‬ ‫💢‬
‫وبين التهجد‪.‬‬
‫‪ -‬فالوتر‪ٌ :‬‬
‫سنة خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬وقيام الليل‪ :‬نف ٌل مطلق‪.‬‬
‫‪ -‬والتهجد‪ :‬صالة الليل‪.‬‬

‫ويستحب صالة الوتر في أول الليل لمن‬ ‫️▪‬


‫خشي أال يقوم في آخره؛ أما من علم أنه سيقوم‬
‫في آخر الليل‪ ،‬أو غلب على ظنه ذلك‪ ،‬فيستحب‬

‫🔺‬
‫له تأخير الوتر‪.‬‬
‫لقول النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬اجعلوا‬
‫آخر صالتكم من الليل ً‬
‫وترا"‪.‬‬
‫حديث عبد هللا بن عمر رضي هللا عنه قال‪:‬‬ ‫️✳‬
‫"سأل رج ٌل النبي صلى هللا عليه وسلم وهو على‬
‫المنبر‪ ،‬فقال‪ :‬ما ترى في صالة الليل؟ قال‪ :‬مثنى‬
‫مثنى‪ ،‬فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحد ًة‪،‬‬

‫️✳‬
‫فأوترت له ما صلى‪ ،‬وأنه كان يقول‪ :‬اجعلوا‬
‫آخر صالتكم بالليل ً‬
‫وترا"‪.‬‬

‫حديث عائشة رضي هللا عنها قالت‪" :‬من‬ ‫️✳‬


‫كل الليل قد أوتر رسول هللا صلى هللا عليه‬

‫️✳‬
‫وسلم‪ ،‬من أول الليل‪ ،‬وأوسطه‪ ،‬وآخره‪ ،‬فانتهى‬
‫وتره إلى السحر"‪.‬‬

‫حديث عائشة أي ً‬
‫ضا قالت رضي هللا عنها‪:‬‬ ‫️✳‬
‫"كان رسول هللا صلى سلم يصلي من الليل ثالث‬

‫️✳‬
‫بخمس‪ ،‬ال يجلس في‬
‫ٍ‬ ‫عشرة ركعة‪ ،‬يوتر من ذلك‬
‫شي ٍء إال في آخرها"‪.‬‬
‫الفوائد المستنبطة من هذه األحاديث التي‬ ‫🔷‬
‫🖊‬
‫وردت في باب الوتر‪:‬‬
‫األولى‪ :‬حرص الصحابة على العلم؛ وذلك‬

‫🖊‬
‫بسؤالهم النبي صلى هللا عليه وسلم في كل شيء‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬جواز سؤال الخطيب على المنبر‪،‬‬
‫الرجل سأل النبي صلى هللا عليه وسلم وهو على‬

‫🖊‬
‫المنبر‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثالثة‪ :‬أن نهاية وقت الوتر صالة الصبح‪.‬‬

‫🖊‬
‫الرابعة‪ :‬استحباب ختم صالة الليل بالوتر‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن الوقت واس ٌع في صالة الوتر‪،‬‬

‫🖊‬
‫فهو من أول الليل إلى آخره‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم قد‬
‫يزيد على إحدى عشرة ركعة؛ لقولها‪" :‬ثالث‬

‫🖊‬
‫عشرة ركعة" في بعض الروايات‪.‬‬
‫بخمس مجموع ٍة‬
‫ٍ‬ ‫السابعة‪ :‬جواز اإليتار‬
‫سالم إال في آخرها‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫بدون‬
‫💠 «باب الذكر عقب الصالة» 💠‬
‫️▪ والذكر عقب الصلوات مأمو ٌر به بنص‬

‫🔺 لقول هللا تعالى‪َ { :‬فِإ َذا َق َ‬


‫القرآن‪.‬‬
‫ض ْي ُت ُم ال َّ‬
‫صاَل َة‬
‫َٰ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫َ ِق َيا ًما َوقعُو ًدا َو َعلى ُجن ِ‬
‫وبك ْم} [النساء‪:‬‬ ‫فاذكرُوا‬ ‫َ ْ ُ هَّللا‬
‫‪.]١٠٣‬‬
‫حال قاع ًدا‪ ،‬أو ماش ًيا‪ ،‬أو على‬
‫أي‪ :‬على أي ٍ‬

‫️▪‬
‫جنبٍ‪.‬‬
‫والذكر بعد الصلوات من السنن المؤكدة‪،‬‬
‫فيبدأ اإلنسان باالستغفار بعد انتهائه من الصالة؛‬

‫️▪‬
‫خلل‪.‬‬
‫من أجل ما حصل في الصالة من ٍ‬
‫ثم بعد ذلك يقول‪" :‬اللهم أنت السالم ومنك‬
‫السالم تباركت يا ذا الجالل واإلكرام"‪ ،‬وهذا‬
‫ثنا ٌء على هللا عز وجل‪.‬‬
‫حديث عبد هللا بن عباس رضي هللا عنه‪:‬‬ ‫️✳‬
‫"أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس‬
‫من المكتوبة كان على عهد رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم"‪.‬‬
‫عباس‪" :‬كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا‬ ‫ٍ‬ ‫قال ابن‬
‫سمعته"‪.‬‬

‫️✳‬
‫وفي لفظٍ ‪" :‬ما كنا نعرف انقضاء صالة رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم إال بالتكبير"‪.‬‬

‫هل يرفع اإلنسان صوته بالذكر أم ال؟‬ ‫️⬅‬


‫اختلف أهل العلم في هذه المسألة على ثالثة‬

‫🌀‬
‫أقوال‪:‬‬
‫القول األول‪:‬‬
‫أن الجهر بالذكر عقب الصلوات منه ٌي عنه‪،‬‬
‫‪ -‬وهذا قول اإلمام مالك‪ ،‬واإلمام أبي حنيفة‪،‬‬

‫🌀‬
‫واإلمام الشافعي‪ ،‬ورواية لإلمام أحمد‪.‬‬
‫القول الثاني‪:‬‬
‫قالوا إن الجهر بالذكر سنة؛ ألنه هو الثابت عن‬

‫🔺‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫كما في حديث ابن عباس هنا‪ ،‬واألحاديث‬
‫األخرى مثل قوله‪" :‬ما كنا نعرف انقضاء صالة‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم إال بالتكبير"‪.‬‬
‫مما يدل على أنه كان يرفع صوته وكذلك‬
‫الصحابة‪.‬‬
‫‪ -‬وهذا اختيار الشيخ تقي الدين‪ ،‬وهي الرواية‬
‫الثانية عن اإلمام أحمد‪ ،‬وعليه كثي ٌر من أهل‬

‫🌀‬
‫العلم‪.‬‬
‫القول الثالث‪:‬‬
‫أن الجهر بالذكر بعد الفريضة جائ ٌز‪ ،‬ليس سنة‪،‬‬
‫ضا عن اإلمام‬‫وليس منه ًيا عنه‪ ،‬وهي رواية أي ً‬
‫أحمد‪.‬‬

‫حديث وارد مولى المغيرة بن شعبة قال‪:‬‬ ‫️✳‬


‫"أملى عليّ المغيرة بن شعبة في كتا ٍ‬
‫ب إلى‬
‫معاوية أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان يقول‬
‫في دبر كل صال ٍة مكتوبة‪ :‬ال إله إال هللا وحده ال‬
‫شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪ ،‬وهو على كل‬
‫شي ٍء قدير‪ ،‬اللهم ال مانع لما أعطيت‪ ،‬وال مُعطٍ‬
‫لما منعت‪ ،‬وال ينفع ذا الجد منك الجد‪ ،‬ثم وفدت‬

‫️✳‬
‫بعد ذلك على معاوية‪ ،‬فسمعته يأمر الناس‬

‫🔺‬
‫بذلك"‪.‬‬
‫قال وفي لفظٍ ‪" :‬كان ينهى عن قيل وقال‬
‫وعن إضاعة المال‪ ،‬وكثرة السؤال‪ ،‬وكان ينهى‬

‫️✳‬
‫ومنع وهات"‪.‬‬
‫َ‬ ‫عن عقوق األمهات‪ ،‬ووأد البنات‬

‫🔷 الفوائد المستنبطة‪:‬‬
‫🖊 األولى‪ :‬استحباب الذكر بعد الصلوات‬

‫🖊 الثانية‪ :‬مشروعية رفع الصوت بالذكر‪.‬‬


‫المكتوبة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬استحباب الثناء على هللا عز وجل‪،‬‬ ‫🖊‬
‫بما يكون فيه من التوحيد هلل عز وجل كما جاء‬

‫🖊‬
‫في حديث المغيرة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬النهي عن الخصال الذميمة‪ ،‬التي‬

‫🖊‬
‫تشتمل على المفاسد الدينية والدنيوية‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬حث المسلم على تعلق قلبه باهلل‬

‫🖊‬
‫تبارك وتعالى ال بغيره؛ ألنه هو المعطي المانع‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬مسارعة الصحابة إلى تنفيذ ما‬
‫علموه من سنة النبي صلى هللا عليه وسلم؛ وذلك‬
‫ألمر معاوية الناس للعمل بالحديث لما بلغه‪.‬‬

‫حديث سُميّ مولى أبي بكر بن عبد‬ ‫️✳‬


‫صالح‬
‫ٍ‬ ‫الرحمن بن الحارث بن هشام‪ ،‬عن أبي‬
‫السمان‪ ،‬عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪" :‬إن‬
‫فقراء المهاجرين أتوا رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم فقالوا‪ :‬يا رسول هللا ذهب أهل الدثور‬
‫بالدرجات العلى‪ ،‬والنعيم المقيم‪ ،‬فقال‪ :‬وما ذاك؟‬
‫قال‪ :‬قالوا‪ :‬يصلون كما نصلي‪ ،‬ويصومون كما‬
‫نصوم‪ ،‬ويتصدقون وال نتصدق‪ ،‬ويعتقون وال‬
‫نعتق‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أفال‬
‫أعلمكم شيًئ ا تدركون به من سبقكم‪ ،‬وتسبقون به‬
‫من بعدكم‪ ،‬وال يكون أح ٌد أفضل منكم إال من‬
‫صنع مثلما صنعتم؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول هللا‪،‬‬
‫قال‪ :‬تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صالة‬
‫ً‬
‫ثالثا وثالثين مرة‪.‬‬
‫قال أبو صالح‪ :‬فرجع فقراء المهاجرين إلى‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول‬
‫هللا سمع إخواننا أهل األموال بما فعلنا‪ ،‬ففعلوا‬
‫مثله‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ذلك‬
‫فضل هللا يؤتيه من يشاء"‪.‬‬
‫قال سمي‪ :‬فحدثت بعض أهلي بهذا الحديث‪،‬‬
‫فقال‪ :‬وهمت إنما قال‪ :‬تسبح هللا ً‬
‫ثالثا وثالثين‪،‬‬
‫ثالثا وثالثين‪ ،‬وتكبر هللا ً‬
‫ثالثا‬ ‫وتحمد هللا ً‬
‫وثالثين‪ ،‬فرجعت إلى أبي صالح‪ ،‬فذكرت له‬
‫ذلك فأخذ بيدي فقال‪ :‬قل‪ :‬هللا أكبر‪ ،‬وسبحان هللا‪،‬‬

‫️✳‬
‫والحمد هلل‪ ،‬هللا أكبر‪ ،‬وسبحان هللا‪ ،‬والحمد هلل‪،‬‬
‫حتى تبلغ من جميعهن ً‬
‫ثالثا وثالثين"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬حرص الصحابة وتنافسهم في‬

‫🖊‬
‫أعمال الخير‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬فضل الذكر المذكور في الحديث‬

‫🖊‬
‫التسبيح‪ ،‬والتكبير‪ ،‬والتحميد عقب الصلوات‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن فضل هللا يؤتيه من يشاء من‬

‫🖊‬
‫عباده‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬إثبات تفاضل الناس فيما بينهم‪.‬‬

‫💠 « باب الخشوع في الصالة» 💠‬


‫️▪ والخشوع أثنى هللا عز وجل على أصحابه‪،‬‬
‫فقد أثنى سبحانه وتعالى على عباده الذين هم في‬
‫صالتهم خاشعون؛ ألنهم يرثون الفردوس هم‬
‫فيها خالدون؛ ذلك الستحضارهم القلوب في‬

‫🔺‬
‫عبادتهم وخشوعهم فيها‪.‬‬
‫ولقد نهى النبي صلى هللا عليه وسلم عن‬
‫شاغل يشغل عن الصالة فقال‪" :‬ال صالة في‬
‫ٍ‬ ‫كل‬
‫حضرة طعام‪ ،‬وال وهو يدافعه األخبثان"‪.‬‬

‫حديث عائشة رضي هللا عنها "أن النبي‬ ‫️✳‬


‫صلى هللا عليه وسلم صلى في خميص ٍة لها‬
‫أعال ٌم‪ ،‬فنظر إلى أعالمها نظر ًة‪ ،‬فلما انصرف‬
‫جهم‪ ،‬وأتوني‬
‫قال‪ :‬اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي ٍ‬
‫جهم‪ ،‬فإنها ألهتني آن ًفا عن‬
‫️✳‬
‫بأنبجانية أبي ٍ‬
‫الصالة"‪.‬‬

‫وما العلة في ذلك؟‬ ‫️▪‬


‫جهم قد أهداها إلى النبي صلى هللا‬
‫العلة أن أبا ٍ‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فأمر بها النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫أن ترد إليه‪ ،‬وأن يأتوا بأنبجانية أبي جهم‪،‬‬
‫ٌ‬
‫غليظ‪ ،‬ليس فيه أعال ٌم وال‬ ‫واألنبجانية هي كسا ٌء‬
‫خطوط‪.‬‬

‫وإنما أمر النبي صلى هللا عليه وسلم بذلك؛‬ ‫️▪‬


‫حتى ال يقع في قلب أبي جهم أن النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم رد عليه الهدية‪ ،‬فينكسر قلبه إنما رد‬
‫إليه هذه وطلب منه أنبجانيته؛ ليجبر قلبه بذلك‪،‬‬
‫وعلل أنها ألهتني عن الصالة آن ًفا لألعالم التي‬
‫فيها‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬حرص النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫على حضور قلبه في الصالة؛ وذلك إلزالته ما‬

‫🖊‬
‫يلهيه‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ينبغي على المرء أن يزيل كل ما‬
‫يلهيه عن عبادته‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬حسن خلق النبي صلى هللا عليه‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫وسلم‪ ،‬وحرصه على جبر خواطر أصحابه‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنه ينبغي لإلنسان إذا فعل فعاًل‬
‫ً‬
‫معذورا‪ ،‬كما فعل‬ ‫مستغر ًبا أن يبين العلة؛ ليكون‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم في رد الهدية‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ألنها ألهتني آن ًفا عن الصالة‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬جواز النظر إلى القبلة في‬ ‫🖊‬
‫الصالة‪ ،‬وترك محل السجود‪ ،‬الخميصة كانت‬
‫في قبلة النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫💠 باب الجمع بين الصالتين في السفر 💠‬


‫️✳ حديث عبد هللا بن عباس رضي هللا عنه‬
‫قال‪" :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يجمع‬
‫في السفر بين صالة الظهر والعصر إذا كان‬

‫️✳‬
‫سير‪ ،‬ويجمع بين المغرب‬‫على ظهر ٍ‬
‫والعشاء"‪.‬‬
‫تقديم‪ ،‬فيصلي‬
‫ٍ‬ ‫والجمع إما أن يكون جمع‬ ‫️⬅‬
‫العصر مع الظهر في وقت الظهر‪.‬‬
‫تقديم‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫وكذلك يجمع بين المغرب والعشاء جمع‬
‫فيصلي العشاء مع المغرب في وقت المغرب‪.‬‬

‫أو يكون جمع تأخير فيصلي المغرب مع‬ ‫️⬅‬


‫العشاء في وقت العشاء‪ ،‬ويصلي الظهر مع‬
‫العصر في وقت العصر‪ ،‬هذا جمع التأخير‪،‬‬
‫وهذا من رفق الشريعة ويسرها‪.‬‬

‫وقد اختلف العلماء في جواز الجمع بين‬ ‫️⛔‬


‫الصالتين‪:‬‬
‫‪ -‬فذهب كثي ٌر من أهل العلم إلى جوازه منهم‬
‫اإلمام الشافعي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬واإلمام الثوري‪.‬‬
‫‪ -‬وذهب بعضهم إلى عدم جواز الجمع‪ ،‬وقالوا‪:‬‬
‫إن الجمع المقصود في األحاديث إنما هو الجمع‬
‫الصوري‪.‬‬

‫(والجمع الصوري)‪ :‬هو أن يصلي الظهر‬ ‫️▪‬


‫في آخر وقته‪ ،‬وقد يكون قد دخل وقت العصر‪،‬‬
‫فيصلي العصر في أول وقته‪ ،‬هذا يسمى جم ًعا‬
‫صور ًيا‪ ،‬وكذلك في المغرب والعشاء‪.‬‬
‫وهذا القول قول اإلمام أبو حنيفة‪ ،‬واإلمام الحسن‬
‫البصري‪ ،‬والنخعي‪.‬‬

‫‪ -‬وبعضهم قال يجوز جمع التأخير دون التقديم‬


‫كالظاهرية (اإلمام ابن حزم الظاهري)‪ ،‬وهذه‬
‫الرواية أي ً‬
‫ضا في مذهب اإلمام مالك‪.‬‬

‫واستدلوا على ذلك بورود بعض الروايات‬ ‫️◾‬


‫بدون لفظ التقديم‪ ،‬إنما الجمع كان جمع تأخير‪.‬‬
‫ٌ‬
‫سبب لجمع‬ ‫واختلفوا أي ً‬
‫ضا هل السفر‬ ‫❓‬
‫التقديم والتأخير أم ال؟‬
‫ٌ‬
‫سبب للجمع‪ ،‬فذهب‬ ‫‪ -‬فبعضهم قال‪ :‬إن السفر‬
‫ٌ‬
‫سبب في الجمع بين‬ ‫الجمهور إلى أن السفر‬
‫الصلوات‪.‬‬

‫‪ -‬وبعضهم قال‪ :‬ال السفر ليس سب ًبا للجمع بين‬


‫الصلوات؛ إنما السبب للجمع هو النسك‪ ،‬والجمع‬
‫يكون للنسك ال للسفر‪ ،‬وقالوا‪ :‬أال يجمع إال في‬
‫عرفة‪ ،‬الظهر والعصر في عرفة يجمع وهذا‬
‫للنسك‪ ،‬وهذا قول اإلمام أبي حنيفة‪.‬‬

‫‪ -‬وبعضهم قال ال يجمع إال لحاجة‪ ،‬أي إذا جد به‬


‫السير‪.‬‬
‫✓ لكن األحاديث الثابتة تدل على أن الجمع في‬
‫السفر جائ ٌز مطل ًقا؛ ذلك ألن السفر موطن مشقة‬
‫في النزول‪ ،‬وفي السير وغير ذلك‪ ،‬وأن الجمع‬
‫بين الصلوات رخصة ما جعلت إال للتيسير‪.‬‬

‫وقد وردت أحاديث تدل على أن النبي‬ ‫️▪‬


‫صلى هللا عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر‬
‫ف وال مطر‪،‬‬‫والمغرب والعشاء‪ ،‬من غير خو ٍ‬
‫ف وال سفر»‪.‬‬‫وفي رواية «من غير خو ٍ‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬جواز الجمع بين صالتي الظهر‬

‫🖊‬
‫والعصر‪ ،‬وبين صالتي المغرب والعشاء‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثانية‪ :‬جواز جمع التقديم والتأخير‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬األحاديث تدل على أن الفجر ال‬
‫يجمع مع غيره؛ بل الجمع يكون بين الظهر‬
‫والعصر‪ ،‬وبين المغرب والعشاء‪.‬‬

‫💠 «باب قصر الصالة في السفر» 💠‬


‫حديث عبد هللا بن عمر قال‪" :‬صحبت‬ ‫️✳‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فكان ال يزيد في‬

‫️✳‬
‫بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‬ ‫السفر عن ركعتين‪ ،‬وأبا ٍ‬
‫كذلك"‪.‬‬

‫والسفر الذي يبيح القصر‪ :‬أي قصر‬ ‫️⛔‬


‫🔸‬
‫الصالة اختلف العلماء فيه‪:‬‬

‫🔺‬
‫سفر يقصر فيه الصالة‪.‬‬ ‫بعضهم قال‪ :‬كل ٍ‬
‫ض َر ْب ُت ْم‬‫{وِإ َذا َ‬
‫واستدلوا بقول هللا عز وجل‪َ :‬‬
‫صرُوا ِم َن‬ ‫ْس َع َل ْي ُك ْم ُج َنا ٌح َأن َت ْق ُ‬ ‫ِفي اَأْلرْ ِ‬
‫ض َف َلي َ‬
‫صاَل ِة} [النساء‪.]١٠١ :‬‬
‫🔸‬
‫ال َّ‬
‫وقالوا إن هناك سف ٌر مقي ٌد بمسافة‪ ،‬وقد‬
‫وردت أحاديث تدل أن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم قصر في مسافة أربع برد (وهي ستة عشر‬
‫فرسخا‪ ،‬وهو تحدي ًدا ما يقرب من ثالث ٍة وثمانين‬ ‫ً‬
‫كيلو متر)‪ ،‬وهذا قول جمهور أهل العلم‪.‬‬
‫وقالوا ‪ :‬إن هناك سف ٌر مقيد بالعرف‪ ،‬كل ما‬ ‫🔸‬
‫يطلق عليه في العرف سفر‪ ،‬فهذا تقصر فيه‬
‫الصالة‪ ،‬وهذا اختيار شيخ اإلسالم‪.‬‬

‫السفر هنا له حاالت كما ذكرت‪:‬‬ ‫️⬅‬


‫◾ الحالة األولى‪ :‬اشتداد السفر وجدة السير‬
‫فيه‪ ،‬وهذا الذي ذكر في الحديث (إذا جد به‬

‫◾‬
‫السير كان يقصر الصالة)‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬أن يمكث المسافر في بل ٍد مد ًة‬

‫◾‬
‫ال يعلمها‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬أن يمكث فيه مدة دون حد‬
‫اإلقامة‪.‬‬

‫وحد اإلقامة اختلف فيها أهل العلم‪:‬‬ ‫️⛔‬


‫أقلها أنه يمكث فيه أربعة أيام‪ ،‬فهنا يشمل حاالت‬
‫السفر الثالث‪.‬‬
‫وهذه المسألة من المسائل التي اختلف فيها‬ ‫️⛔‬
‫أهل العلم‪ ،‬وهي هل القصر واجب‪ ،‬أم رخصة‬

‫🔸‬
‫يستحب إتيانها؟‬
‫فالجمهور على جواز اإلتمام في السفر‬
‫وقالوا‪ :‬إن القصر أفضل؛ ألنه من فعل النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬مشروعية قصر الصالة الرباعية‬

‫🖊‬
‫في السفر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬يسر الشريعة في التخفيف على‬

‫🖊‬
‫الناس حال المشقة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬قصر الصالة من سنة النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬وهو ما كان عليه الخلفاء من‬
‫بعده‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن السفر يكون على إطالقه‪ ،‬فما‬ ‫🖊‬
‫سفرا‪ ،‬يباح فيه القصر‪.‬‬ ‫كان في عرف الناس ً‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فوائد وتلخيص المحاضرة الثالثة عشر ‪ /‬مادة‬


‫الحديث‬

‫💠 «باب الجمعة» 💠‬
‫️◾ ويوم الجمعة يو ٌم اختصه هللا عز وجل‬
‫بخصائص ليست لغيره من األيام‪:‬‬
‫فأعظم ما في هذا اليوم صالة الجمعة‪ ،‬وهذه‬
‫الصالة لها فضائل عظيمة‪ ،‬واختصاصات ليست‬
‫لغيرها من الصلوات‪.‬‬

‫وكذلك يوم الجمعة اختصه هللا عز وجل‬ ‫🔷‬


‫بأشياء ليست لغيره‪:‬‬
‫فيستحب في فجر الجمعة قراءة السجدة‬ ‫🔹‬
‫🔹‬
‫واإلنسان‪.‬‬
‫وكذلك استحباب قراءة سورة الكهف في‬

‫🔹‬
‫يومه‪.‬‬
‫وكذلك أمر هللا عز وجل في هذا اليوم‬
‫بترك البيع‪ ،‬والذهاب إلى الجمعة‪ ،‬وقد حرم‬

‫🔹‬
‫العلماء البيع بعد أذان الجمعة الثاني‪.‬‬
‫وفي هذا اليوم ساعة إجابة ليست لغيره من‬
‫األيام‪.‬‬
‫خصائص كثيرة ليوم الجمعة‪ ،‬واختصاصات‬
‫خصها هللا عز وجل لهذا اليوم‪ ،‬ليست لغيره من‬
‫األيام‪.‬‬

‫حديث عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما أن‬ ‫️✳‬


‫️✳‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬من جاء‬
‫منكم الجمعة فليغتسل"‪.‬‬
‫واختلف العلماء في هذا الغسل‪ ،‬فمنهم من‬ ‫️⛔‬
‫️✔‬
‫قال بوجوبه‪ ،‬ومنهم من قال باستحبابه‪.‬‬
‫والصحيح من كالم أهل العلم أن غسل‬
‫ٌ‬
‫مستحب‬ ‫الجمعة‬

‫حديث عبد هللا بن عمر اآلخر قال‪" :‬كان‬ ‫️✳‬


‫️✳‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يخطب خطبتين‬
‫وهو قائ ٌم‪ ،‬يفصل بينهما بجلوس"‪.‬‬
‫ٌ‬
‫شرط؛ لصحة‬ ‫هذا الحديث يبين أن الخطبتين‬
‫الجمعة‪.‬‬
‫وهو قول جماهير أهل العلم‪.‬‬

‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪ ،‬والذي‬ ‫🔷‬


‫🖊 األولى‪ :‬استحباب الغسل لصالة الجمعة‪.‬‬
‫قبله‪:‬‬

‫🖊 الثانية‪ :‬أن األفضل أن يكون الغسل قبيل‬


‫الذهاب للجمعة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫داللة على‬ ‫الثالثة‪ :‬وهذا الحديث أي ً‬
‫ضا فيه‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫استحباب أخذ الزينة عند الذهاب للمساجد‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬وجوب الخطبتين‪ ،‬وأنهما شرط‬

‫🖊‬
‫لصحة الجمعة‪.‬‬

‫🖊‬
‫الخامسة‪ :‬استحباب القيام للخطيب‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬استحباب الفصل بين الخطبتين‬
‫بجلوس‪.‬‬

‫حديث جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه قال‪:‬‬ ‫️✳‬


‫"جاء رج ٌل والنبي صلى هللا عليه وسلم يخطب‬
‫الناس يوم الجمعة‪ ،‬فقال‪ :‬صليت يا فالن؟ قال‪:‬‬

‫️✳‬
‫ال‪ ،‬قال‪ :‬قم فاركع ركعتين"‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬قال‪" :‬فصل ركعتين"‪.‬‬

‫استدل العلماء بهذا الحديث على عدة أمور‪:‬‬ ‫🔶‬


‫أول هذه األمور‪ :‬جواز كالم الخطيب‬ ‫🔸‬
‫للمأمومين‪ ،‬وجواز رد المأموم عليه‪ ،‬أو جواز‬

‫🔸‬
‫كالم المأموم لإلمام‪ ،‬وهو يخطب يوم الجمعة‪.‬‬
‫األمر الثاني‪ :‬أنه يجوز للخطيب أن يقطع‬
‫خطبته؛ للنصيحة؛ أو لبيان بعض األمور غير‬

‫🔸‬
‫المتعلقة بالخطبة‪.‬‬
‫األمر الثالث‪ :‬أنه يجوز قضاء السنن؛ ألنه‬
‫لما دخل سليك الغطفاني وجلس‪ ،‬والنبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم قد أمر أنه "إذا دخل أحدكم‬
‫المسجد‪ ،‬فال يجلس حتى يصلي ركعتين" هنا لما‬
‫جلس فوت محل الركعتين‪ ،‬فهنا لما أمره النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم أن يقوم ويركع‪ ،‬فاستنبط‬
‫العلماء من هذا أنه يجوز قضاء السنن‪.‬‬

‫وقد اختلف العلماء فيمن دخل المسجد‪،‬‬ ‫️⛔‬


‫والخطيب يخطب‪ ،‬هل يصلي أم ال؟‬
‫‪ -‬قول جمهور أهل العلم أن المشروع له هو‬
‫صالة الركعتين‪ ،‬أي تحية المسجد‪.‬‬

‫️✔‬
‫‪ -‬وبعضهم قال‪ :‬يجلس وال يصلي‪.‬‬
‫قول الجمهور أقوى‬

‫🔷 الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬


‫🖊 األولى‪ :‬مشروعية خطبتي الجمعة‪.‬‬
‫🖊 الثانية‪ :‬تأكد استحباب ركعتي تحية المسجد‪.‬‬
‫🖊 الثالثة‪ :‬مشروعية قضاء السنن‪.‬‬
‫🖊 الرابعة‪ :‬جواز كالم اإلمام للمأمومين أثناء‬

‫🖊 الخامسة‪ :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم ما‬


‫الخطبة والعكس‪.‬‬

‫ًئ‬
‫ترك شي ا من أمور الدين إال وبينه‪ ،‬ولم يسكت‬

‫🖊‬
‫عليه‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬عدم مشروعية الزيادة عن‬
‫ركعتين واإلمام يخطب‪.‬‬
‫حديث أبي هريرة رضي هللا عنه أن النبي‬ ‫️✳‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬إذا قلت لصاحبك‬

‫️✳‬
‫أنصت يوم الجمعة‪ ،‬واإلمام يخطب‪ ،‬فقد لغوت"‪.‬‬

‫🔅 وهذا الحديث أص ٌل من األصول في‬


‫وجوب اإلنصات للخطيب وهو يخطب‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬وجوب اإلنصات للخطيب يوم‬

‫🖊‬
‫الجمعة‪ ،‬وتحريم الكالم حال الخطبة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أنه يستثنى من هذا‪:‬‬
‫‪ -‬من كلمه اإلمام‪ ،‬أو كلم اإلمام‪.‬‬
‫‪ -‬ومن كان ال يسمع‪.‬‬
‫بكالم واجب‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ -‬ومن تكلم‬
‫واختلف العلماء في رد السالم‪ ،‬وتشميت‬ ‫️⛔‬
‫العاطس‪ ،‬فقالوا‪ :‬على الراجح أنه يعتبر كال ًما‬
‫واج ًبا إن لم يقم به غيره‪.‬‬

‫حديث سهل بن سع ٍد رضي هللا عنه قال‬ ‫️✳‬


‫فيه‪" :‬إن رجااًل تماروا في منبر رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم من أي عو ٍد هو؟ فقال سهل‪ :‬من‬
‫طرفاء الغابة‪ ،‬وقد رأيت رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم قام عليه فكبر‪ ،‬وكبر الناس وراءه‬
‫وهو على المنبر‪ ،‬ثم ركع فنزل القهقرى‪ ،‬حتى‬
‫سجد في أصل المنبر‪ ،‬ثم عاد حتى فرغ من آخر‬
‫صالته‪ ،‬ثم أقبل على الناس فقال‪ :‬يا أيها الناس‬
‫إني صنعت هذا لتأتموا بي‪ ،‬ولتعلَّموا‬
‫️✳‬ ‫صالتي"‪.‬‬
‫🔺‬
‫وفي لفظٍ ‪" :‬فصلى وهو عليها‪ ،‬ثم كبر‬

‫️✳‬
‫عليها‪ ،‬ثم ركع وهو عليها‪ ،‬ثم نزل القهقرة"‪.‬‬

‫🔷 الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬


‫🖊 األولى‪ :‬أنه يجب على اإلنسان أن ينشغل‬
‫بما ينفعه‪ ،‬فهناك أشيا ٌء العلم بها ال يفيد‪ ،‬والجهل‬
‫بها ال يضر‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬جواز ارتفاع اإلمام عن المأمومين‬ ‫🖊‬


‫فى الصالة؛ لحاجة كالتعليم مثاًل ‪ ،‬وهذا فعله‬

‫🖊‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم لما صلى على المنبر‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬جواز الحركة اليسيرة للحاجة في‬
‫الصالة؛ ألن النبي صلى هللا عليه وسلم نزل من‬
‫على المنبر‪ ،‬أو نزل القهقرى‪ ،‬وسجد في أصل‬
‫المنبر‪ ،‬أو سجد على األرض‪.‬‬
‫🖊‬
‫الرابعة‪ :‬أن من حسن التعليم التعليم بالفعل؛‬

‫🖊‬
‫ألنه أبلغ في الثبوت في الذهن‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬جواز إقامة الصالة؛ من أجل‬

‫🖊‬
‫تعليم الناس‪ ،‬هذا ال ينافي اإلخالص‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬جواز اتخاذ المنبر‪.‬‬

‫️✳ حديث أبي هريرة رضي هللا عنه أن رسول‬


‫هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬من اغتسل يوم‬
‫الجمعة ثم راح في الساعة األولى‪ ،‬فكأنما قرب‬
‫بدنة‪ ،‬ومن راح في الساعة الثانية‪ ،‬فكأنما قرب‬
‫بقرة‪ ،‬ومن راح في الساعة الثالثة‪ ،‬فكأنما قرب‬
‫كب ًشا أقر ًنا‪ ،‬ومن راح في الساعة الرابعة‪ ،‬فكأنما‬
‫قرب دجاجة‪ ،‬ومن راح في الساعة الخامسة‪،‬‬

‫️✳‬
‫فكأنما قرب بيضة‪ ،‬فإذا خرج اإلمام حضرت‬
‫المالئكة يستمعون الذكر"‪.‬‬

‫كيف تحسب الساعة األولى؟‬


‫جمهور أهل العلم أن الساعات األولى تبدأ من‬

‫️✖‬
‫أول النهار‪.‬‬
‫خال ًفا لإلمام مالك كما ذكرت‪ ،‬الذي يقول‬

‫️✔‬
‫إن هذه الساعات تبدأ بعد الزوال‪.‬‬
‫وقول الجمهور أقوى‪.‬‬

‫❓ لكن متى يكون أول النهار؟ هل يكون من‬


‫طلوع الفجر؟ أم من طلوع الشمس؟‬
‫‪ -‬المذهب عند الحنابلة‪ :‬أنه من طلوع الفجر‪.‬‬
‫‪ -‬والقول الثاني‪ :‬أنه من طلوع الشمس‪.‬‬
‫فنحسب على القول الثاني أنه من طلوع الشمس‪،‬‬
‫فلو قلنا إن الشمس تطلع في السادسة مثاًل ‪،‬‬
‫والجمعة في الثانية عشرة‪ ،‬إذن نقسم هذه الفترة‬
‫على خمسة أقسام‪ ،‬فتكون هذه هي الساعات‬
‫الخمس‪.‬‬
‫والساعة ليست هي الساعة المعروفة بالستين‬
‫دقيقة؛ بل هي البرهة أو الفترة من الزمن‪.‬‬
‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬فضل االغتسال يوم الجمعة‪ ،‬وأنه‬

‫🖊‬
‫يكون قبل الذهاب إلى الصالة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬فضيلة التبكير إلى الجمعة مع‬

‫🖊‬
‫االغتسال لها‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬عدل هللا عز وجل في ترتيب الثواب‬

‫🖊‬
‫على المجيء إلى الجمعة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أفضلية البدنة على البقرة‪ ،‬والبقرة‬
‫على الشاة‪ ،‬وكذلك أفضلية الكبش األقرن على‬

‫🖊‬
‫غيره من الغنم‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬عناية هللا بعباده‪ ،‬وذلك بوجود‬
‫المالئكة على أبواب المساجد‪ ،‬يكتبون األول‬

‫🖊‬
‫فاألول‪.‬‬

‫🖊‬
‫السادسة‪ :‬أن المالئكة تستمع لخطبة اإلمام‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬يستدل من قوله‪" :‬إذا خرج اإلمام"‬
‫أن اإلمام يدخل مباشر ًة قبل الخطبة‪.‬‬
‫حديث سلمة بن األكوع رضي هللا عنه‬ ‫️✳‬
‫وكان من أصحاب الشجرة قال‪" :‬كنا نصلي مع‬

‫️✳‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم صالة الجمعة‪ ،‬ثم‬

‫🔺‬
‫ننصرف وليس للحيطان ظ ٌل نستظل به"‪.‬‬
‫وفي لفظ‪" :‬كنا نجمع مع رسول هللا صلى‬

‫️✳‬
‫هللا عليه وسلم إذا زالت الشمس‪ ،‬ثم نرجع فنتتبع‬
‫الفيء"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬ظاهر الحديث يدل على جواز‬

‫🖊‬
‫صالة الجمعة قبل الزوال‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثانية‪ :‬استحباب التبكير لصالة الجمعة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬جواز فعل اإلنسان ما هو أرفق به؛‬
‫لقوله‪" :‬فنتتبع الفيء"‪ ،‬أي يبحثون عن الظل؛‬
‫ليستظلوا به‪.‬‬
‫حديث أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪:‬‬ ‫️✳‬
‫"كان النبي صلى هللا عليه وسلم يقرأ في صالة‬

‫️✳‬
‫الفجر يوم الجمعة {الم َتنزيلُ} (أي سورة‬
‫(أي‬ ‫ان}"‬ ‫نس‬
‫َ‬
‫ِإْل ِ‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ٰ‬
‫ى‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َأ‬ ‫السجدة)‪َ { ،‬ه ْل‬
‫سورة اإلنسان)‪.‬‬

‫💠 باب صالة العيدين 💠‬


‫️♦ والفقهاء يذكرون باب العيدين بعد باب‬
‫ً‬
‫الجمعة مباشرة؛ ألن بين هاتين الصالتين شب ٌه‪،‬‬
‫وبينهما كثي ٌر من األحكام المشتركة‪ ،‬فإن هيئتهما‬
‫متقاربة‪:‬‬
‫‪ -‬ففيهما خطبتان‪.‬‬
‫‪ -‬والصالة فيهما ركعتان‪.‬‬
‫‪ -‬ولهما يجتمع الناس وهكذا‪.‬‬

‫وصالة العيد في قول جماهير أهل العلم‬ ‫️⛔‬


‫أنها سنة‪ ،‬أو فرض كفاية‪ ،‬ولم يقل بوجوبها إال‬
‫شيخ اإلسالم عليه رحمة هللا‪ ،‬بل أنه أوجبها على‬
‫ضا؛ لما ذكر في األحاديث‪.‬‬ ‫النساء أي ً‬

‫حديث عبد هللا بن عمر قال‪" :‬كان النبي‬ ‫️✳‬


‫️✳‬
‫بكر وعمر‪ ،‬يصلون‬‫صلى هللا عليه وسلم وأبو ٍ‬
‫العيدين قبل الخطبة"‪.‬‬

‫وخطبة العيد تخالف خطبة الجمعة‪ ،‬أو‬ ‫🔶‬


‫🔸‬
‫تفترق عنها بأربعة أشياء‪:‬‬
‫الفرق األول‪ :‬أن خطبة العيد بعد الصالة‪،‬‬

‫🔸‬
‫وخطبة الجمعة قبل الصالة‪.‬‬
‫الفرق الثاني‪ :‬أن خطبة العيد سنة‪ ،‬وخطبة‬

‫🔸‬
‫الجمعة شرط لصحة صالة الجمعة‪.‬‬
‫الفرق الثالث‪ :‬أن خطبة العيد ال يجب‬
‫استماعها‪ ،‬فيجوز الكالم فيها والخطيب يخطب‪،‬‬
‫بخالف الجمعة‪ ،‬فإنه يجب اإلنصات فيها لإلمام‪.‬‬
‫الفرق الرابع‪ :‬هو ما يتعلق بموضوع‬ ‫🔸‬
‫الخطبة‪ ،‬فإن خطبة العيد يستحب إذا كان في عيد‬
‫الفطر‪ ،‬أن يتكلم فيها اإلمام عن صدقة الفطر‬
‫صا‪ ،‬وعن الصدقة عمو ًما‪ ،‬أما في‬‫خصو ً‬
‫األضحى فيستحب أن يتكلم عن أحكام األضحية‪،‬‬
‫بل ويتأكد ذلك‪ ،‬فالحاصل أن موضوع خطبة‬
‫العيد محدد‪ ،‬بخالف خطبة الجمعة‪ ،‬وقد ذكر هذه‬
‫الفروق الموفق بن قدامة في [الكافي في الفرق‬
‫بين خطبة العيد وخطبة الجمعة]ّ‪.‬‬

‫حديث البراء بن عازب رضي هللا عنه قال‪:‬‬ ‫️✳‬


‫"خطبنا النبي صلى هللا عليه وسلم يو َم األضحى‬
‫صال َتنا‪ ،‬و َن َس َك‬ ‫صلّى َ‬ ‫بعدَ الصال ِة‪ ،‬فقال‪َ :‬من َ‬
‫ُك‪ ،‬و َمن َن َس َك َق ْب َل‬ ‫أصاب ال ُّنس َ‬
‫َ‬ ‫ُن ُس َكنا‪ ،‬ف َق ْد‬
‫يار خا ُل‬‫ُك له‪َ ،‬فقا َل أبو بُرْ دَ َة بنُ ِن ٍ‬ ‫الصَّال ِة‪ ،‬فال ُنس َ‬
‫ت‬ ‫ال َبراء بن عازب‪ :‬يا َرسو َل هَّللا ِ‪ ،‬إ ِّني َن َس ْك ُ‬
‫أك ٍل‬‫ت أنَّ اليو َم َي ْو ُم ْ‬ ‫وع َر ْف ُ‬
‫شاتي َق ْب َل الصَّال ِة‪َ ،‬‬
‫ون شاتي أوَّ َل ما ي ُْذ َب ُح في‬ ‫ْت أنْ َت ُك َ‬ ‫شرْ بٍ‪ ،‬وَأحْ َبب ُ‬ ‫و ُ‬
‫ْت َق ْب َل أنْ آ ِت َي الصَّال َة‪،‬‬ ‫ت شاتي و َت َغ َّدي ُ‬ ‫َب ْي ِتي‪َ ،‬ف َذ َبحْ ُ‬
‫ك شاةُ َلحْ ٍم قا َل‪ :‬يا َرسو َل هَّللا ِ‪ ،‬فإنَّ‬ ‫قا َل‪ :‬شا ُت َ‬
‫أحبُّ إ َليَّ ِمن شا َتي ِ‬
‫ْن‪،‬‬ ‫ِع ْندَ ي َعنا ًقا َلنا َج َذ َع ًة هي َ‬
‫أ َف َتجْ ِزي َع ِّني؟ قا َل‪َ :‬ن َع ْم و َلنْ َتجْ ِز َ‬
‫️✳‬
‫أح ٍد‬
‫ي عن َ‬
‫ك"‪.‬‬ ‫َبعْ دَ َ‬

‫حديث جُن ُدب أو جُندَ ب بن عبد هللا البجلي‬ ‫️✳‬


‫رضي هللا عنه قال‪" :‬صلى رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم يوم النحر‪ ،‬ثم خطب ثم ذبح‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ُصلِّ َي‪َ ،‬ف ْل َي ْذ َبحْ ُأ ْخرى َمكا َنها‪،‬‬
‫َمن َذ َب َح َق ْب َل أنْ ي َ‬
‫️✳‬
‫و َمن َل ْم َي ْذ َبحْ ‪َ ،‬ف ْل َي ْذ َبحْ باسْ ِم هَّللا ِ"‪.‬‬

‫حديث جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه قال‪:‬‬ ‫️✳‬


‫"شهدت مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫الصالة يوم العيد‪ ،‬فبدأ بالصالة قبل الخطبة‪ ،‬بال‬
‫بالل‪ ،‬فأمر‬
‫ٍ‬ ‫أذان وال إقامة‪ ،‬ثم قام متوكًئ ا على‬
‫ٍ‬
‫بتقوى هللا تعالى‪ ،‬وحث على طاعته‪ ،‬ووعظ‬
‫الناس وذ َّكرهم‪ ،‬ثم مضى حتى أتى النساء‬
‫فوعظهن وذكرهن‪ ،‬فقال‪ :‬يا معشر النساء‬
‫تصدقن‪ ،‬فإنكن أكثر حطب جهنم‪ ،‬فقامت امرأةٌ‬
‫من سطة النساء سفعاء الخدين‪ ،‬فقالت‪ :‬ل َم يا‬
‫رسول هللا؟ فقال ألنكن تكثرن الشكاة‪ ،‬وتكفرن‬

‫️✳‬
‫العشير‪ ،‬قال‪ :‬فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين‬
‫بالل من أقرطتهن وخواتمهن"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫في ثوب‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫ٌ‬
‫مقدمة على خطبة العيد‪،‬‬ ‫األولى‪ :‬أن الصالة‬

‫🖊‬
‫وهذه سنة النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن من فعل العبادة قبل دخول وقتها‬
‫ولو جاهاًل ‪ ،‬فعليه إعادتها‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تخصيص النبي صلى هللا عليه وسلم‬ ‫🖊‬
‫أبا بردة بإجزاء العناق‪ ،‬وال تجزئ عن أح ٍد‬
‫غيره؛ ذلك ألنه ال يجزئ في األضحية إال ما بلغ‬

‫🔺‬
‫السن المحدد شر ًعا‪.‬‬
‫لقول النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ال‬
‫تذبحوا إال مسنة"‪.‬‬
‫والمسن في اإلبل هو ما له خمس سنوات‪ ،‬وفي‬
‫البقر ما له سنتان‪ ،‬وفي الماعز ما له سنة‪ ،‬وفي‬

‫🖊‬
‫الضأن ما له ستة أشهر‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن اإلنسان إذا أخطأ وذبح قبل‬
‫الصالة‪ ،‬فعليه أن يذبح أخرى مكانها‪ ،‬ويدور‬
‫ذلك بين الوجوب واالستحباب في حكم‬

‫🖊‬
‫األضحية‪.‬‬

‫🖊‬
‫الخامسة‪ :‬وجوب التسمية عند الذبح‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أنه ال أذان‪ ،‬وال إقامة لصالة‬

‫🖊‬
‫العيد‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬جواز إفراد النساء بموعظةٍ‪ ،‬إذا‬
‫ت ال يسمعن الوعظ‪ ،‬أو كن محتاجا ٍ‬
‫ت‬ ‫كن بعيدا ٍ‬
‫لتذكير يخصهن‪.‬‬
‫ٍ‬
‫🖊‬
‫🖊‬
‫الثامنة‪ :‬أن النساء كن يخرجن لصالة العيد‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬أن كثرة الشكوى‪ ،‬وكفران العشير‪،‬‬

‫🖊‬
‫ٌ‬
‫سبب من أسباب دخول النساء النار‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬أن الصدقة من أسباب النجاة من‬

‫🖊‬
‫النار‪.‬‬
‫الحادية عشر‪ :‬جواز تصدق المرأة من مالها‬
‫بغير إذن زوجها‪.‬‬

‫حديث أم عطية نسيبة األنصارية؛ قالت‪:‬‬ ‫️✳‬


‫"أمرنا (تعني النبي صلى هللا عليه وسلم) أن‬

‫️✳‬
‫نخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور‪ ،‬وأمر‬

‫🔺‬
‫َّض أن يعتزلن مصلى المسلمين"‪.‬‬ ‫ال ُحي َ‬
‫وفي لفظٍ ‪" :‬كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد‪،‬‬
‫خر َج البكر من خدرها‪ ،‬وحتى نخرج‬ ‫حتى ُن ِ‬

‫️✳‬
‫الحيض‪ ،‬فيكبرن بتكبيرهم‪ ،‬ويدعون بدعائهم‪،‬‬
‫يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته"‪.‬‬
‫استدل بعض أهل العلم بهذا الحديث على‬ ‫️◾‬
‫وجوب صالة العيد على األعيان‪ ،‬كاإلمام أبي‬
‫حنيفة رحمه هللا‪ ،‬وهو اختيار شيخ اإلسالم ابن‬
‫تيمية‪.‬‬

‫والمسألة فيها خالف‪:‬‬ ‫️⛔‬


‫فبعضهم قال‪ :‬إنها فرض كفاية‪ ،‬وهو مشهور‬
‫المذهب‪.‬‬
‫ومنهم من قال‪ :‬إنها ٌ‬
‫سنة مؤكدة كالشافعية‬
‫والمالكية‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬وجوب صالة العيد‪ ،‬حتى أن شيخ‬

‫🖊‬
‫اإلسالم قال‪ :‬بوجوبها على النساء كما ذكرت‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬مشروعية خروج الحيض إلى‬
‫مصلى العيد؛ ليشهدن الخير‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬وجوب اجتناب الحيض لمكان‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫الصالة‪.‬‬

‫🖊‬
‫الرابعة‪ :‬يشرع للحائض الدعاء والذكر‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن يوم العيد يوم برك ٍة وطهره‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فوائد وتلخيص المحاضرة الرابعة عشر‪ /‬مادة‬


‫الحديث‬

‫💠 «باب صالة الكسوف» 💠‬


‫️✳ حديث عائشة رضي هللا عنها قالت‪" :‬إن‬
‫الشمس خسفت على عهد رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فبعث مناد ًيا ينادي‪ :‬الصالة جامعة‪،‬‬

‫️✳‬
‫ت في‬ ‫فاجتمعوا‪ .‬وتقدم فكبر‪ ،‬وصلى أربع ركعا ٍ‬
‫ركعتين‪ ،‬وأربع سجداتٍ"‪.‬‬
‫حديث أبي مسعود عقبة بن عامر‬ ‫️✳‬
‫األنصاري البدري رضي هللا عنه قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إن الشمس‬
‫والقمر آيتان من آيات هللا‪ ،‬يخوف هللا بها عباده‪،‬‬
‫وإنهما ال ينكسفان لموت أح ٍد من الناس وال‬
‫لحياته‪ ،‬فإذا رأيتم منها شيًئ ا فصلوا‪ ،‬وادعوا هللا‬
‫️✳‬ ‫حتى ينكشف ما بكم"‪.‬‬

‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث والذي‬‫🔷‬


‫🖊 األولى‪ :‬ثبوت وجود الخسوف على عهد‬
‫قبله‪:‬‬

‫🖊 الثانية‪ :‬استحباب الصالة عند الخسوف‪.‬‬


‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫🖊 الثالثة‪ :‬مشروعية النداء لصالة الخسوف‬

‫🖊 الرابعة‪ :‬مشروعية االجتماع لها‪.‬‬


‫بالصالة جامعة‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن صالة الخسوف أربع ركوعا ٍ‬
‫ت‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫في ركعتين‪.‬‬
‫آية من آيات هللا عز‬ ‫السادسة‪ :‬أن الخسوف ٌ‬
‫ٌ‬
‫كونية‬ ‫وجل وهي كونية‪ ،‬أي آيات هللا عز وجل‬
‫وشرعية التي تدل على كمال قدرته سبحانه‬

‫🖊‬
‫وتعالى‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أن هذه اآليات إنما هي لتخويف‬

‫🔺‬
‫العباد‪.‬‬
‫{و َما ُنرْ ِس ُل ِباآْل َيا ِ‬
‫ت ِإاَّل َت ْخ ِوي ًفا}‬ ‫قال تعالى‪َ :‬‬

‫🖊‬
‫[اإلسراء‪.]٥٩ :‬‬
‫الثامنة‪ :‬مشروعية الدعاء عند رؤية‬

‫🖊‬
‫الخسوف‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬إنكار ما كان يعتقده أهل الجاهلية‬
‫عظيم أو‬
‫ٍ‬ ‫من أن كسوف الشمس يكون لموت‬

‫🖊‬
‫لحياته‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬أن صالة الكسوف مشروعة لمن‬
‫يرى ذلك‪.‬‬
‫لقول النبي‪" :‬فإذا رأيتم ذلك" معنى هذا أنه‬ ‫🔺‬
‫🖊‬
‫ليس بكالم أهل الفلك‪.‬‬
‫الحادية عشر‪ :‬السنة أن يصلي الناس‪،‬‬
‫ويدعون هللا حتى ينجلي هذا الكسوف‪.‬‬

‫عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪" :‬خسفت‬ ‫️✳‬


‫الشمس على عهد رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فقام رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫فصلى بالناس فأطال القيام‪ ،‬ثم ركع فأطال‬
‫الركوع‪ ،‬ثم قام فأطال القيام‪ ،‬وهو دون القيام‬
‫األول‪ ،‬ثم ركع فأطال الركوع‪ ،‬وهو دون‬
‫الركوع األول‪ ،‬ثم سجد فأطال السجود‪ ،‬ثم فعل‬
‫في الركعة الثانية مثلما فعل في الركعة األولى‪،‬‬
‫ثم انصرف وقد تجلت الشمس‪ ،‬فخطب الناس‬
‫فحمد هللا وأثنى عليه‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن الشمس والقمر‬
‫آيتان من آيات هللا‪ ،‬ال ينخسفان لموت أح ٍد وال‬
‫لحياته‪ ،‬فإذا رأيتم ذلك فادعوا هللا وكبروا وصلوا‬
‫وتصدقوا‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا أمة محم ٍد وهللا ما من أح ٍد‬
‫أغير من هللا أن يزني عبده أو تزني أمته‪ ،‬يا أمة‬
‫محم ٍد وهللا لو تعلمون ما أعلم‪ ،‬لضحكتم قلياًل ‪،‬‬
‫️✳‬
‫🔺‬
‫ً‬
‫كثيرا"‪.‬‬ ‫ولبكيتم‬

‫️✳‬
‫ت وأربع‬ ‫وفي لفظٍ " فاستكمل أربع ركعا ٍ‬
‫سجدات"‪.‬‬

‫وقد اختلف العلماء هل لصالة الكسوف‬ ‫️⛔‬


‫خطبة أم ال؟ وهناك قوالن ألهل العلم‪:‬‬

‫القول األول‪:‬‬ ‫🌀‬


‫قالوا إن صالة الكسوف ال خطبة لها‪ ،‬وقالوا إن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم ذكر في الحديث‬
‫الدعاء والصالة والتكبير والصدقة‪ ،‬وما ذكر‬
‫الخطبة‪ ،‬وإن ما فعله النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫من خصائصه‪.‬‬
‫وبعض أهل العلم قال‪ :‬إنما هي موعظة‪ ،‬وليست‬
‫بخطبة‪.‬‬

‫القول الثاني‪:‬‬‫🌀‬
‫🔺‬
‫قالوا باستحباب الخطبة للكسوف‪.‬‬
‫لقول عائشة رضي هللا عنها‪" :‬أنه خطب‬
‫الناس‪ ،‬وحمد هللا وأثنى عليه"‪ .‬وحمد هللا والثناء‬
‫عليه‪ ،‬هذا من شروط الخطبة‪.‬‬

‫‪ -‬وقد فصل بعض أهل العلم أنه إذا احتيج إلى‬


‫الخطبة‪ ،‬وموعظة الناس فُعلت‪ ،‬كما فعل النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم في تبيين خطأ ما كان يعتقده‬
‫أهل الجاهلية‪ ،‬وإن لم يكن هناك حاجة‪ ،‬فهنا‬
‫يكون االقتصار على الصالة واالستغفار‬
‫والدعاء‪.‬‬
‫عن أبي موسى األشعري رضي هللا عنه‬ ‫️✳‬
‫قال‪" :‬خسفت الشمس في زمن النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فقام فز ًعا يخشى أن تكون الساعة‪،‬‬
‫وركوع‬
‫ٍ‬ ‫قيام‬
‫حتى أتى المسجد فقام يصلي بأطول ٍ‬
‫وسجود‪ ٍ،‬ما رأيته يفعله في صال ٍة قط‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫إن هذه اآليات التي يرسلها هللا تعالى ال تكون‬
‫لموت أح ٍد وال لحياته‪ ،‬ولكن هللا يرسلها يخوف‬
‫بها عباده‪ ،‬فإذا رأيتم منها شيًئ ا فافزعوا إلى ذكره‬
‫️✳‬ ‫ودعائه واستغفاره"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذه األحاديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬إثبات حدوث الكسوف في عهد‬

‫🖊‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬مشروعية صالة الكسوف عند‬
‫حدوث أسبابه (أي عند ظهوره)‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬مشروعية اإلطالة في صالة‬ ‫🖊‬
‫الكسوف‪ ،‬وأن تكون كل ركعة أدنى من التي‬

‫🖊‬
‫قبلها‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬مشروعية الخطبة والتذكير بعد‬

‫🖊‬
‫الصالة‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬بيان عظم فاحشة الزنا‪ ،‬وأنه من‬

‫🖊‬
‫أسباب العقوبة‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬بيان شدة خوف النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم من هللا عز وجل؛ وذلك لكمال علمه‬

‫🖊‬
‫باهلل تبارك وتعالى وبقدرته وعظمته‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬بيان أن الحكمة من اآليات هي‬
‫تخويف الناس‪ ،‬ال لموت أح ٍد وال لحياته‪.‬‬

‫💠 «باب صالة االستسقاء» 💠‬


‫️◾ (واالستسقاء)‪ :‬هو طلب السقيا من هللا عز‬
‫وجل‪ ،‬وطلب السقيا هو طلب نزول المطر‪.‬‬
‫🔶‬
‫🔸‬
‫واالستسقاء له صور ثالثة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن يكون دعا ًء في دبر الصالة‪،‬‬
‫وأن يسأل هللا عز وجل السقيا (أي نزول‬

‫🔸‬
‫المطر)‪.‬‬
‫الصورة الثانية‪ :‬أن يستسقي اإلمام على‬

‫🔸‬
‫المنبر كما سيأتي معنا‪.‬‬
‫الصورة الثالثة‪ :‬أن يخرج الناس فيصلوا‬
‫صالة االستسقاء‪.‬‬

‫حديث عبد هللا بن زيد بن عاصم المازني‬ ‫️✳‬


‫رضي هللا عنه قال‪" :‬خرج النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم يستسقي‪ ،‬فتوجه إلى القبلة يدعو‪ ،‬وحول‬

‫️✳‬
‫رداءه‪ ،‬ثم صلى ركعتين جهر فيهما‬

‫️✳‬ ‫🔺‬
‫بالقراءة"‪.‬‬
‫وفي لفظٍ ‪" :‬أتى المصلى"‪.‬‬
‫حديث أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪:‬‬ ‫️✳‬
‫ب كان‬ ‫"إن رجاًل دخل المسجد يوم الجمعة من با ٍ‬
‫نحو دار القضاء‪ ،‬ورسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم قائ ٌم يخطب‪ ،‬فاستقبل رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم قائ ًما‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا رسول هللا هلكت‬
‫األموال وانقطعت السبل‪ ،‬فادع هللا يغيثنا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فرفع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يديه‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬اللهم أغثنا‪ ،‬اللهم أغثنا‪ ،‬اللهم أغثنا‪ ،‬قال‬
‫ب وال‬ ‫أنس‪ :‬فال وهللا ما نرى في السماء من سحا ٍ‬ ‫ٌ‬
‫ت وال دار‪،‬‬‫قزعة‪ ،‬وما بيننا وبين سلع من بي ٍ‬
‫سحابة مثل الترس‪ ،‬فلما‬ ‫ٌ‬ ‫قال‪ :‬فطلعت من ورائه‬
‫توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت‪ ،‬قال‪ :‬فال‬
‫وهللا ما رأينا الشمس سب ًتا‪ ،‬قال‪ :‬ثم دخل رج ٌل‬
‫من ذلك الباب في الجمعة المقبلة‪ ،‬ورسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم قائ ٌم يخطب الناس‪ ،‬فاستقبله‬
‫قائ ًما فقال‪ :‬يا رسول هللا هلكت األموال‪،‬‬
‫وانقطعت السبل‪ ،‬فادع هللا يمسكها عنا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فرفع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يديه ثم‬
‫قال‪ :‬اللهم حوالينا وال علينا‪ ،‬اللهم على اآلكام‪،‬‬
‫والظراب‪ ،‬وبطون األودية‪ ،‬ومنابت الشجر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس‪ ،‬قال شري ٌ‬
‫ك‪:‬‬

‫️✳‬
‫فسألت أنس بن مالك‪ :‬أهو الرجل األول؟‬
‫قال‪ :‬ال أدري"‪.‬‬
‫‪( -‬الظراب)‪ :‬الجبال الصغار‪.‬‬
‫‪( -‬واآلكام)‪ :‬جمع أكمة‪ ،‬وهي أعلى من الرابية‪،‬‬
‫ودون الهضبة‪.‬‬
‫‪( -‬ودار القضاء)‪ :‬دار عمر بن الخطاب رضي‬
‫هللا عنه سميت بذلك؛ ألنها بيعت في قضاء دينه‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬مشروعية صالة االستسقاء عند‬

‫🖊‬
‫وجود سببها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬مشروعية إقامتها في مصلى العيد‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬مشروعية استقبال القبلة حال‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫الدعاء‪.‬‬
‫ً‬
‫استبشارا‬ ‫الرابعة‪ :‬مشروعية قلب الرداء‬

‫🖊‬
‫بتبدل الحال‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬الجهر في صالة االستسقاء‬

‫🖊‬
‫بالقراءة‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬جواز االستسقاء في خطبة‬

‫🖊‬
‫الجمعة‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬مشروعية رفع الخطيب يديه في‬

‫🖊‬
‫دعاء االستسقاء يوم الجمعة‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬جواز تكليم الخطيب يوم الجمعة‪،‬‬

‫🖊‬
‫وهو على المنبر‪.‬‬

‫🖊‬
‫التاسعة‪ :‬استحباب اإللحاح في الدعاء‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬جواز طلب الدعاء ممن ترجى‬
‫إجابته‪ ،‬أو إجابة دعائه من أهل الخير والصالح‪.‬‬
‫الحادية عشر‪ :‬بيان معجزة من معجزات‬
‫ٌ‬
‫🖊‬
‫وكرامة من كراماته‬ ‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫الدالة على نبوته وصدق رسالته‪.‬‬

‫💠 «باب صالة الخوف» 💠‬


‫🔷 من هذه الصفات التي اختصت بها صالة‬

‫🔹 أنها تصلى لغير القبلة‪.‬‬


‫الخوف‪:‬‬

‫🔹 وأنه يجوز فيها مسابقة اإلمام‪.‬‬


‫🔹 وكذلك أنه يجوز فيها التراخي عن اإلمام‬

‫🔹 الخاصية الرابعة‪ :‬أنها تجوز فيها الحركة‬


‫(أي يسبق اإلمام المأموم)‪.‬‬

‫🔴 هذه الصفات كلها مستثناة؛ ألجل الحاجة‬


‫الكثيرة‪ ،‬بالركض‪ ،‬أو المشي أثناء الصالة‪.‬‬

‫أال وهي الخوف‪.‬‬


‫حديث عبد هللا بن عمر بن الخطاب رضي‬ ‫️✳‬
‫هللا عنه قال‪" :‬صلى بنا رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم صالة الخوف في بعض أيامه‪ ،‬التي لقي‬
‫ٌ‬
‫وطائفة بإزاء‬ ‫ٌ‬
‫طائفة معه‪،‬‬ ‫فيها العدو‪ ،‬فقامت‬
‫العدو‪ ،‬فصلى بالذين معه ركعة‪ ،‬ثم ذهبوا وجاء‬

‫️✳‬
‫اآلخرون فصلى بهم ركعة‪ ،‬وقضت الطائفتان‬
‫ً‬
‫ركعة ركعة"‪.‬‬

‫ت‬
‫حديث يزيد بن رومان عن صالح بن خوا ِ‬ ‫️✳‬
‫بن جبير عمَّن صلى مع رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم صالة ذات الرقاع (يقصد بها صالة‬
‫ٌ‬
‫وطائفة وجاه‬ ‫ً‬
‫طائفة صفت معه‪،‬‬ ‫الخوف)‪" :‬أن‬
‫ً‬
‫ركعة‪ ،‬ثم ثبت قائ ًما‪،‬‬ ‫العدو‪ ،‬فصلى بالذين معه‬
‫فأتموا ألنفسهم‪ ،‬ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو‪،‬‬
‫وجاءت الطائفة األخرى فصلى بهم الركعة التي‬

‫️✳‬
‫بقيت ثم ثبت جال ًسا‪ ،‬وأتموا ألنفسهم ثم سلم بهم"‪.‬‬
‫حديث جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه قال‪:‬‬ ‫️✳‬
‫"شهدت مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫صف خلف‬‫ٌ‬ ‫صالة الخوف‪ ،‬فصففنا صفين‪،‬‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬والعدو بيننا‬
‫وبين القبلة‪ ،‬فكبر النبي وكبرنا جمي ًعا‪ ،‬ثم ركع‬
‫وركعنا جمي ًعا‪ ،‬ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا‬
‫جمي ًعا‪ ،‬ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه‪،‬‬
‫وقام الصف المؤخر في نحر العدو‪ ،‬فلما قضى‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم السجود‪ ،‬وقام الصف‬
‫الذي يليه‪ ،‬انحدر الصف المؤخر بالسجود‬
‫وقاموا‪ ،‬ثم تقدم الصف المؤخر‪ ،‬وتأخر الصف‬
‫المقدم‪ ،‬ثم ركع النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫وركعنا جمي ًعا‪ ،‬ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا‬
‫جمي ًعا‪ ،‬ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه‪،‬‬
‫ً‬
‫مؤخرا في الركعة األولى‪ ،‬وقام‬ ‫الذي كان‬
‫الصف المؤخر في نحور العدو‪ ،‬فلما قضى النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم السجود والصف الذي يليه‪،‬‬

‫️✳‬
‫انحدر الصف المؤخر بالسجود‪ ،‬فسجدوا ثم سلم‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم وسلمنا جمي ًعا"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬مشروعية صالة الخوف عند وجود‬
‫سببها‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬جواز العمل الكثير في الصالة‬ ‫🖊‬


‫للضرورة‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثالثة‪ :‬وجوب المحافظة على الصالة في وقتها‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬وجوب صالة الجماعة على‬

‫🖊‬
‫ً‬
‫وسفرا‪ ،‬في حال األمن والخوف‪.‬‬ ‫ً‬
‫حضرا‬ ‫الرجال‬

‫🖊‬
‫الخامسة‪ :‬أن صالة الجماعة تدرك بركعة‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬جواز انفراد المأموم عن إمامه‬
‫لعذر‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬وجوب اتخاذ الحذر من األعداء‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫بكل الوسائل‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬حسن تنظيم اإلسالم وعدالته‪ ،‬وذلك‬
‫يظهر في تقدم الصف الثاني مكان األول‪،‬‬
‫ورجوع األول مكان الثاني؛ حتى يستوي ك ٌل‬
‫منهم في الصالة خلف النبي صلى هللا عليه‬

‫🖊‬
‫وسلم‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬تعدد صفات صالة الخوف حسب‬
‫الحال التي كان عليها المسلمون‪.‬‬

‫💠 «كتاب الجنائز» 💠‬
‫️✳ حديث أبي هريرة رضي هللا عنه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ٌ‬
‫«باب في الصالة على الغائب‪ ،‬وعلى القبر»‪.‬‬

‫"نعى النبي صلى هللا عليه وسلم النجاشي في‬

‫️✳‬
‫اليوم الذي مات فيه‪ ،‬وخرج بهم إلى المصلى‪،‬‬
‫فصف بهم وكبر أرب ًعا"‪.‬‬
‫ضا رضي هللا عنه‪" :‬أن النبي‬ ‫عن جابر أي ً‬ ‫️✳‬
‫️✳‬
‫صلى هللا عليه وسلم صلى على النجاشي‪ ،‬فكنت‬

‫️⛔‬
‫في الصف الثاني أو الثالث"‪.‬‬
‫فصالة الجنازة على الغائب قد اختلف فيها‬
‫أهل العلم‪:‬‬
‫‪ -‬فمنهم من منع مطل ًقا كاألحناف والمالكية‪.‬‬
‫‪ -‬ومنهم من أجازها كالحنابلة‪.‬‬
‫‪ -‬ومنهم من فصل كشيخ اإلسالم عليه رحمة‬
‫هللا‪ ،‬أنه‪ :‬إذا كان الميت قد صلي عليه‪ ،‬فإنها‬
‫تسقط‪ .‬وإن لم يكن قد صُلي عليه فتشرع‪ ،‬كما‬
‫فعل النبي صلى هللا عليه وسلم مع النجاشي؛ ألنه‬
‫قوم نصارى فلم يُص َل عليه‪.‬‬‫مات بأرض ٍ‬

‫وكذلك مسألة الصفوف أي ً‬


‫ضا‪:‬‬ ‫️⛔‬
‫‪ -‬استدل أهل العلم بلفظة "كنت في الصف الثاني‬
‫أو الثالث" على أن السنة في صالة الجنازة أن‬
‫تكون صفو ًفا‪ ،‬خال ًفا لمن قال بعدم جوازها‪.‬‬
‫حديث عبد هللا بن عباس رضي هللا عنهما‪:‬‬ ‫️✳‬
‫️✳‬
‫قبر‬
‫"أن النبي صلى هللا عليه وسلم صلى على ٍ‬
‫بعد ما ُدفن‪ ،‬فكبر عليه أرب ًعا"‪.‬‬

‫🖊‬
‫الفوائد‪:‬‬
‫األولى‪ :‬ثبوت صالة الجنازة على الغائب‪،‬‬

‫🖊‬
‫وتتأكد إن كان لم يُص َل عليه‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬مشروعية الصالة صفو ًفا خلف‬

‫🖊‬
‫اإلمام‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ثبوت آية من آيات النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬بإخباره بموت النجاشي في اليوم‬

‫🖊‬
‫الذي مات فيه‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬بيان فضيلة النجاشي رضي هللا‬

‫🖊‬
‫عنه‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬جواز نعي الميت‪ ،‬وهو اإلخبار‬
‫بموته‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬بيان جواز الصالة على الميت بعد‬ ‫🖊‬
‫🖊 السابعة‪ :‬صفة الصالة على الميت بعد دفنه‪،‬‬
‫دفنه‪.‬‬

‫كصفة الصالة عليه قبل دفنه‪ ،‬وهي أربع‬


‫تكبيرات‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فوائد وتلخيص المحاضرة الخامسة عشر ‪ /‬مادة‬


‫الحديث‬

‫«باب في الكفن» 💠‬
‫ٌ‬ ‫💠‬
‫️✳ حديث عائشة رضي هللا تبارك وتعالى عنها‬
‫وفيه‪" :‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كفن‬

‫️✳‬
‫بيض سحولية‪ ،‬ليس فيها‬‫ب يماني ٍة ٍ‬
‫في ثالثة أثوا ٍ‬
‫ٌ‬
‫قميص وال عمامة"‪.‬‬
‫وقد اختلفوا في المرأة هل هي مثل الرجل‬ ‫️⛔‬
‫أم تزيد؟‬

‫🔹‬
‫قوالن ألهل العلم‪:‬‬

‫🔹‬
‫األول قال‪ :‬إن المرأة مثل الرجل تما ًما‪.‬‬
‫والقول الثاني‪ :‬وهو مشهور المذهب أنها‬
‫تكفن في خمسة أثوابٍ‪ ،‬يعني زياد ًة عن الرجل‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬مشروعية تكفين الرجل في ثالثة‬

‫🖊‬
‫بيض‪ ،‬ليس فيها قميص وال عمامة‪.‬‬ ‫ب ٍ‬ ‫أثوا ٍ‬
‫الثانية‪ :‬كرامة بني آدم على هللا عز وجل‪،‬‬
‫وهذا يظهر في باب تغسيل الميت‪ ،‬ودفنه‪،‬‬

‫🖊‬
‫وإكرامه‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬جواز الزيادة في الكفن على لفاف ٍة‬
‫واحدة؛ ذلك ألن األصل أن يكفن فيما يستر بدنه‪،‬‬
‫فإن كان ثو ًبا واح ًدا‪ ،‬فهذا هو األصل أما الزيادة‬
‫فهي من باب السنية كما ذكرت‪.‬‬

‫💠‬
‫💠‬
‫ٌ‬
‫«باب في صفة تغسيل الميت وتشييع‬
‫الجنازة»‬

‫حديث أم عطية األنصارية قالت‪" :‬دخل‬ ‫️✳‬


‫علينا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حين توفيت‬
‫ابنته زينب‪ ،‬فقال‪ :‬اغسلنها ً‬
‫ثالثا أو خم ًسا أو‬
‫أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بما ٍء وسدر‪ ،‬واجعلن‬
‫كافور‪ ،‬فإذا‬
‫ٍ‬ ‫كافورا‪ ،‬أو شيًئ ا من‬
‫ً‬ ‫في اآلخرة‬

‫️✳‬
‫فرغتن فآذنني‪ ،‬فلما فرغنا آذناه‪ ،‬فأعطانا ِحقوه‪،‬‬

‫🔺‬
‫يعني إزاره‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬أشعرنها إياه"‪،‬‬

‫️✳‬
‫وفي رواية‪" :‬أو سب ًعا‪ ،‬وقال‪ :‬ابدأن‬
‫بميامنها‪ ،‬ومواضع الوضوء منها"‪.‬‬
‫و ُغسل الميت أصله كغسل الحي تما ًما‪،‬‬ ‫️⬅‬
‫الفرض فيه تعميم البدن بالماء‪ ،‬والوتر أي‬
‫الثالث غسالت إنما هي سنة‪ ،‬أما إذا خرج من‬
‫الميت شي ٌء‪ ،‬فإنه يغسل خمس أو سبع حتى‬
‫ينقى‪.‬‬

‫حديث عبد هللا بن عباس رضي هللا عنه‬ ‫️✳‬


‫واقف بعرفة‪ ،‬إذ وقع عن‬ ‫ٌ‬ ‫قال‪" :‬بينما رج ٌل‬
‫راحلته فوقصته‪ ،‬أو قال‪ :‬فأوقصته‪ ،‬فقال النبي‬
‫وسدر‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬اغسلوه بما ٍء‬
‫وكفنوه في ثوبين‪ ،‬وال تحنطوه وال تخمروا‬

‫🔺‬
‫رأسه‪ ،‬فإنه يبعث يوم القيامة ملب ًيا"‪.‬‬

‫️✳‬
‫وفي رواية‪" :‬وال تخمروا وجهه ورأسه"‪.‬‬

‫🔷 الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬


‫األولى‪ :‬وجوب تغسيل الميت‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن النساء ال يغسلهن إال النساء‪،‬‬
‫ويستثنى من ذلك الزوج‪ ،‬فيجوز له أن يغسل‬
‫زوجته‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن من السنة في الغسل أن يبدأ بمواضع‬
‫الوضوء وبالميامن‪.‬‬
‫وتر‪،‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن من السنة أن يقطع الغسل على ٍ‬
‫أي يكون ثالث غسالت‪ ،‬أو خمس‪ ،‬أو سبع‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬ثبوت التبرك بمالبس النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم وآثاره‪ ،‬وهذا من خصائصه صلى هللا‬

‫🖊‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فال يتبرك بغيره‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬جواز استعمال السدر‪ ،‬أو ما يقوم‬

‫🖊‬
‫مقامه في التنظيف في الغسل‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬استحباب تطييب الميت في آخر‬
‫غسالته‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أن من السنة ضفر شعر المرأة المتوفاة‪،‬‬
‫قرون خلفها‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وجعله ثالث‬
‫التاسعة‪ :‬جواز تغسيل المحرم‪ ،‬أي الذي‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫مات على إحرامه‪.‬‬

‫🖊‬
‫العاشرة‪ :‬مشروعية تكفين المحرم‪.‬‬
‫الحادية عشر‪ :‬عدم جواز تطييب الميت‬
‫المحرم وتحنيطه‪ ،‬أي وضع األشياء التي فيها‬

‫🖊‬
‫الطيب والحنوط‪.‬‬
‫الثانية عشر‪ :‬أن اإلحرام ال يبطل بالموت؛‬

‫🖊‬
‫بل يظل باق ًيا على إحرامه‪.‬‬
‫األخيرة‪ :‬فضل من مات محر ًما‪ ،‬وأن عمله‬
‫ال ينقطع حيث إنه يبعث يوم القيامة ملب ًيا‪.‬‬

‫عن أم عطية األنصارية رضي هللا عنها‬ ‫️✳‬


‫️✳‬
‫قالت‪" :‬نهينا عن اتباع الجنائز‪ ،‬ولم يعزم‬
‫علينا"‪.‬‬

‫والقاعدة عند جماهير األصوليين‪ [[ :‬أن‬ ‫️♦‬


‫الصحابي إذا قال‪ :‬أمرنا أو نهينا‪ ،‬فإن ذلك‬
‫محمو ٌل على الرفع ]] أي مرفو ٌع للنبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم؛ ذلك ألن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫هو اآلمر أو هو الناهي‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬نهي النساء عن اتباع الجنائز سوا ًء‬

‫🖊‬
‫كان ذلك قبل الدفن‪ ،‬أو عند القبر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن النهي هنا للتنزيه‪ ،‬أما إذا تحققت‬
‫المفسدة‪ ،‬فيكون حرا ًما‪ ،‬يرجع إلى األصل‪.‬‬

‫حديث أبي هريرة رضي هللا عنه عن النبي‬ ‫️✳‬


‫صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬أسرعوا بالجنازة‪،‬‬
‫ً‬
‫️✳‬
‫صالحة فخي ٌر تقدمونها إليه‪ ،‬وإن تك‬ ‫فإنها إن تك‬
‫سوى ذلك فش ٌر تضعونه عن رقابكم"‪.‬‬

‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬ ‫🔷‬


‫األولى‪ :‬استحباب اإلسراع بتجهيز الميت‬ ‫🖊‬
‫والسير به‪ ،‬مع مراعاة عدم المشقة على الناس‪،‬‬

‫🖊‬
‫وال بما يضر الميت‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن القبر للميت الصالح خي ٌر له من‬

‫🖊‬
‫بقائه في الدنيا‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬استحباب مفارقة الشر وأهله‪ ،‬قال‪:‬‬
‫"فش ٌر تضعونه عن أعناقكم"‪.‬‬

‫💠 ٌباب في موقف اإلمام من الميت 💠‬


‫يبين في هذا الباب المكان الذي يقف فيه اإلمام‬
‫حذاء الميت‪ ،‬وهنا ذكر موقف اإلمام إذا كان‬

‫️✳‬
‫الميت امرأة‬
‫عن سمرة بن جندب رضي هللا عنه قال‪:‬‬

‫️✳‬
‫"صليت وراء النبي صلى هللا عليه وسلم على‬
‫امرأ ٍة ماتت في نفاسها‪ ،‬فقام في وسطها"‪.‬‬
‫أي لما قام يصلي عليها‪ ،‬قام عند وسطها وهذا‬
‫ألمرين‪:‬‬

‫األمر األول‪ :‬أنه أستر للمرأة‪ ،‬فإنهم على‬ ‫🔅‬


‫عهد النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬لم يكن يوضع‬
‫على النساء شي ٌء‪ ،‬يستر جسدهن من الخشب‬
‫ونحوه‪ ،‬وقد جاء أن أول من وضع ذلك هي‬
‫أسماء رضي هللا عنها‪ ،‬لما رأت نساء الحبشة‬
‫يضعون عليهن شيًئ ا من الخشب مثل الهرم؛ لكي‬
‫يستر أجسادهن‪.‬‬

‫األمر الثاني‪ :‬لكي يميز النساء من الرجال‪،‬‬ ‫🔅‬


‫فالوقوف عند جنازة الرجل تكون عند رأسه‪،‬‬
‫والمرأة عند وسطها‪ ،‬وهنا للتفريق من حيث‬
‫دارا ً‬
‫خيرا‬ ‫الدعاء في الضمير‪ ،‬فتقول‪ :‬اللهم أبدله ً‬
‫ً‬
‫خيرا من أهله‪ .‬وأما إذا عرفت‬ ‫من داره وأهاًل‬
‫دارا ً‬
‫خيرا‬ ‫أن الميت امرأة فتقول‪" :‬اللهم أبدلها ً‬
‫ً‬
‫خيرا من أهلها" وهكذا‪.‬‬ ‫من دارها‪ ،‬وأهاًل‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬

‫🖊‬
‫األولى‪ :‬مشروعية صالة الجنازة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬مشروعية وقوف اإلمام في صالة‬

‫🖊‬
‫الجنازة عند وسط المرأة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن نفاس المرأة وحيضها‪ ،‬ال يمنع‬
‫من الصالة عليها‪.‬‬

‫وهناك فائدةٌ أخرى في هذا الباب وهي‪ :‬أن‬


‫ً‬
‫🔸‬
‫حديثا في موقف‬ ‫المصنف لم يذكر في هذا الباب‬
‫اإلمام على الرجل؛ ذلك ألنه ال يوجد في‬
‫الصحيحين حديث في موقف اإلمام على الرجل‪،‬‬
‫والمصنف قد شرط على نفسه أو قد اقتصر في‬
‫كتابه هذا على ما ورد في الصحيحين‪.‬‬
‫لكن روي عند اإلمام أحمد والترمذي وأبي‬ ‫🔺‬
‫داود من حديث أنس رضي هللا عنه "أنه صلى‬
‫على جنازة رجل‪ ،‬فقام عند رأسه‪ ،‬وعلى جنازة‬
‫امرأة فقام عند وسطها فقيل له‪ :‬أهكذا كان يفعل‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم؟ فقال‪ :‬نعم"‪.‬‬

‫💠‬
‫💠‬
‫ٌ‬
‫«باب في تحريم التسخط بالفعل والقول»‬

‫ً‬
‫صبورا عند‬ ‫‪ -‬والمؤمن الحق هو الذي يكون‬
‫شكورا عند السراء‪ ،‬راض ًيا بقضاء هللا‬
‫ً‬ ‫الضراء‪،‬‬
‫تبارك وتعالى وقدره‪ ،‬فإذا أصابه ض ٌر‪ ،‬صبر‬
‫واحتسب األجر عند هللا عز وجل‪ ،‬ولم يتسخط ال‬
‫بقلبه وال بقوله وال بفعله‪.‬‬
‫‪ -‬والصبر إنما يكون عند الصدمة األولى‪ ،‬وقد‬
‫نهى النبي صلى هللا عليه وسلم عن التسخط‪ ،‬بل‬
‫وبرئ ممن تسخط على قضاء هللا وقدره‪.‬‬

‫حديث أبي موسى رضي هللا عنه قال‪ :‬عن‬ ‫️✳‬


‫أبي موسى عبد هللا بن قيس رضي هللا عنه‪" :‬أن‬

‫️✳‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم برئ من الصالقة‬
‫والحالقة والشاقة"‪.‬‬

‫حديث عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه‬ ‫️✳‬


‫قال‪ :‬عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪:‬‬

‫️✳‬
‫"ليس منا من ضرب الخدود‪ ،‬وشق الجيوب‪،‬‬
‫ودعا بدعوى الجاهلية"‪.‬‬

‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬ ‫🔷‬


‫األولى‪ :‬تحريم التسخط على أقدار هللا عز‬ ‫🖊‬
‫وجل‪ ،‬وأنه من كبائر الذنوب؛ ألن النبي صلى‬

‫🖊‬
‫هللا عليه وسلم تبرأ من فاعله‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثانية‪ :‬وجوب الصبر على المصائب‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثالثة‪ :‬ضعف النساء‪ ،‬وقلة تحملهن‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن الدعاء بالويل والثبور من‬
‫الجهل‪ ،‬إذ ال يستفيد الداعي به سوى الدعاء على‬
‫نفسه‪ ،‬وإشعال األحزان‪.‬‬

‫عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬قال‬ ‫️✳‬


‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في مرضه الذي‬
‫لم يقم منه‪" :‬لعن هللا اليهود والنصارى‪ ،‬اتخذوا‬

‫️✳‬
‫قبور أنبيائهم مساجد‪ ،‬قالت‪ :‬لوال ذلك ألبرز‬
‫قبره‪ ،‬غير أنه خشي أن يُتخذ مسج ًدا"‪.‬‬

‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬ ‫🔷‬


‫األولى‪ :‬تحريم بناء المساجد على القبور‪،‬‬ ‫🖊‬
‫وأن من فعل ذلك فهو من شرار الخلق عند هللا‬

‫🖊‬
‫عز وجل‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬جواز التحدث عند المريض ومعه‬

‫🖊‬
‫ما لم يؤذه ذلك‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬جواز التحدث بما شاهده اإلنسان من‬
‫العجائب‪ ،‬حتى وإن كانت حرا ًما‪ ،‬إال أن يكون‬

‫🖊‬
‫في ذلك إغرا ٌء بالحرام‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬كمال نصح النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وإنكاره للمنكر‪ ،‬فلم يصرفه ما يقاسيه من‬

‫🖊‬
‫األلم في مرضه عن ذلك‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬بيان تعظيم النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم لجانب التوحيد‪ ،‬وتحذيره من الشرك‬

‫🖊‬
‫ووسائله‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬لعن من اتخذ القبور مساجد‪ ،‬وأن‬
‫اتخاذ القبور مساجد من كبائر الذنوب‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬الحكمة في عدم إبراز قبر النبي‬‫🖊‬
‫صلى هللا عليه وسلم هو خشية أن يتخذ مسج ًدا‪.‬‬

‫حديث أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال‬ ‫️✳‬


‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬من شهد‬
‫ٌ‬
‫قيراط‪ ،‬ومن‬ ‫الجنازة حتى يصلى عليها فله‬

‫️✳‬
‫شهدها حتى تدفن فله قيراطان‪ ،‬قيل‪ :‬وما‬

‫🔺‬
‫القيراطان؟ قال‪ :‬مثل الجبلين العظيمين"‪.‬‬

‫️✳‬
‫ولمسلم قال‪" :‬أصغرهما مثل جبل‬
‫ٍ‬
‫أحد"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬فضيلة اتباع الجنازة‪ ،‬والصالة‬

‫🖊‬
‫عليها ودفنها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن الجزاء بقدر العمل‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬كرامة المسلم على هللا عز وجل‪،‬‬ ‫🖊‬
‫حيث أثاب من اتبع جنازته‪ ،‬وصلى عليها ودفنها‬
‫بهذا األجر العظيم‪.‬‬

‫💠 «كتاب الزكاة» 💠‬
‫‪( -‬والزكاة) في اللغة‪ :‬هي النماء والزيادة‪،‬‬
‫ويطلق عليها التطهير‪.‬‬
‫مال‬ ‫ٌ‬
‫واجب في ٍ‬ ‫‪( -‬وفي الشرع)‪ :‬هي ٌ‬
‫حق‬
‫مخصوص‪ ،‬لطائف ٍة مخصوصة‪ ،‬في وق ٍ‬
‫ت‬
‫مخصوص‪.‬‬

‫المال المخصوص‪ :‬هو المال الذي بلغ‬ ‫️⬅‬


‫️⬅‬
‫النصاب‪.‬‬
‫والطائفة المخصوصة‪ :‬هم الذين ذكروا في‬
‫اآلية في سورة التوبة‪.‬‬
‫ات لِ ْلفُ َق َرا ِء َو ْال َم َسا ِك ِ‬
‫ين‬ ‫{ِإ َّن َما الصَّدَ َق ُ‬ ‫🔺‬
‫ب‬‫ين َع َل ْي َها َو ْال ُمَؤ لَّ َف ِة قُلُو ُب ُه ْم َو ِفي الرِّ َقا ِ‬
‫َو ْال َعا ِملِ َ‬
‫يل} [التوبة‪:‬‬ ‫ْن الس َِّب ِ‬ ‫يل هَّللا ِ َواب ِ‬ ‫ين َو ِفي َس ِب ِ‬ ‫َو ْال َغ ِ‬
‫ار ِم َ‬
‫‪.]٦٠‬‬
‫هؤالء الذين ذكروا في اآلية التي هي الطائفة‬

‫️⬅‬
‫المخصوصة‪.‬‬
‫(ووقت مخصوص)‪ .‬يعني هو مرور‬ ‫ٌ‬ ‫قال‪:‬‬
‫الحول‪ ،‬أن يمر الحول على المال‪.‬‬

‫🔷‬
‫🔹‬
‫الزكاة لوجوبها شروط‪ ،‬هذه الشروط‪:‬‬
‫أولها‪ :‬اإلسالم فإنها ال تجب على الكافر‪،‬‬
‫وإن كان مطال ًبا بفروع الشريعة‪ ،‬إذن اإلسالم‬

‫🔹‬
‫أول شرط من شروط وجوب الزكاة‪.‬‬

‫🔹‬
‫الشرط الثاني‪ :‬بلوغ النصاب‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬تمام الملك إال في أربعة‬

‫🔹‬
‫أموال‪.‬‬
‫الشرط الرابع‪ :‬هو مرور الحول‪.‬‬
‫‪ -‬اإلسالم‪ ،‬بلوغ النصاب‪ ،‬تمام الملك‪ ،‬مرور‬
‫الحول‪.‬‬

‫حديث عبد هللا بن عباس رضي هللا عنهما‬ ‫️✳‬


‫قال‪" :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لمعاذ‬
‫بن جبل حين بعثه إلى اليمن‪ :‬إنك ستأتي قو ًما‬
‫أهل كتابٍ‪ ،‬فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن‬
‫ال إله إال هللا‪ ،‬وأن محم ًدا رسول هللا‪ ،‬فإن هم‬
‫أطاعوا لك بذلك‪ ،‬فأخبرهم أن هللا قد فرض‬
‫يوم وليلة‪ ،‬فإن هم‬‫ت في كل ٍ‬ ‫عليهم خمس صلوا ٍ‬
‫أطاعوا لك بذلك‪ ،‬فأخبرهم أن هللا قد فرض‬
‫ً‬
‫صدقة تؤخذ من أغنيائهم‪ ،‬فترد على‬ ‫عليهم‬
‫فقرائهم‪ ،‬فإن هم أطاعوا لك بذلك‪ ،‬فإياك وكرائم‬

‫️✳‬
‫أموالهم‪ ،‬واتق دعوة المظلوم‪ ،‬فإنه ليس بينها‬
‫وبين هللا حجاب"‪.‬‬

‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬ ‫🔷‬


‫األولى‪ :‬جواز إرسال الدعاة للدعوة إلى‬ ‫🖊‬
‫🔺‬
‫اإلسالم‪ ،‬وتبصيرهم بحال المدعوين‪.‬‬
‫كما قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إنك‬
‫ستأتي قوم أهل الكتاب"‪ ،‬أي عندهم عل ٌم وشبه‬

‫🖊‬
‫ومثل هذا‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬جواز االستعداد بالحجج والعلم؛‬

‫🖊‬
‫لمجادلة أعداء الدين ورد شبههم‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬االبتداء في الدعوة باألهم فاألهم‪،‬‬
‫قال‪ :‬ادعهم إلى عبادة هللا فإن هم أطاعوا لذلك‬
‫فأخبرهم كذا‪ ،‬فإن هم أطاعوا لذلك فأخبرهم كذا‪،‬‬

‫🖊‬
‫إذن االبتداء في الدعوة باألهم فاألهم‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن األساس الذي ال تصح الدعوة‬

‫🖊‬
‫بدونه‪ ،‬هو توحيد هللا عز وجل‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬فرضية الصلوات الخمس‪ ،‬وأنها‬
‫هي المرتبة الثانية بعد توحيد هللا عز وجل‪ ،‬وهي‬
‫أوكد العبادات البدنية‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬كذلك فرضية الزكاة‪ ،‬وقد جاءت‬ ‫🖊‬
‫في المرتبة الثالثة بعد التوحيد وبعد الصالة‪،‬‬

‫🖊‬
‫وهي كذلك أوكد العبادات المالية‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أن الحكمة من الزكاة هي سد‬
‫حاجة الفقراء‪ ،‬تؤخذ من أغنيائهم وترد على‬

‫🖊‬
‫فقرائهم‪.‬‬
‫ف‬‫الثامنة‪ :‬جواز صرف الزكاة إلى صن ٍ‬
‫واحد من األصناف الثمانية‪ ،‬قال‪" :‬وترد على‬

‫🖊‬
‫فقرائهم"‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬مشروعية صرف الزكاة في‬

‫🖊‬
‫المكان الذي وجبت فيه‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬أن الداعي ال ينتقل من دعو ٍة إلى‬

‫🖊‬
‫أخرى حتى يطاع في التي قبلها‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬قال في فرضية الصلوات‬
‫هنا أن هللا افترض عليهم خمس صلوات‪ ،‬هذا‬
‫يدل على عدم وجوب صالة الوتر؛ ذلك ألنها‬
‫متكررة في اليوم والليلة‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬أنه ال يحل للساعي الذي‬ ‫🖊‬
‫يجمع أموال الزكاة أن يأخذ أفضل األموال‪ ،‬بل‬

‫🖊‬
‫يأخذ من أوسطها‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬تحذير الساعي أال يستخدم‬

‫🖊‬
‫سلطانه في ظلم الناس‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬أنه ال يحل للساعي أن يأخذ‬
‫نقائص األموال؛ ألنه بذلك يظلم الفقراء‪ ،‬كما أنه‬

‫🖊‬
‫ال يجوز أن يأخذ من كرائم األموال‪.‬‬
‫الخامسة عشرة‪ :‬من كمال عدل هللا عز‬

‫🖊‬
‫وجل استجابته لدعوة المظلوم‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬إثبات العلم والسمع والقدرة‬
‫هلل تبارك وتعالى؛ ألن ذلك من لوازم استجابة‬

‫🖊‬
‫الدعاء‪.‬‬
‫السابعة عشرة‪ :‬إثبات حكمة النبي صلى هللا‬

‫🖊‬
‫عليه وسلم في إرشاد الدعاة عند توجيههم‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬بيان فضل معاذ بن جبل‬
‫رضي هللا عنه؛ حيث كان أهاًل لدعوة أهل‬
‫اليمن‪ ،‬ولهذه المهمة العظيمة التي كلفه النبي‬

‫🖊‬
‫صلى هللا عليه وسلم بها‪.‬‬
‫األخيرة‪ :‬هي بيان حجية قبول خبر اآلحاد‬
‫خبر الواحد‪.‬‬

‫حديث أبي سعي ٍد الخدري رضي هللا عنه‬ ‫️✳‬


‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ليس‬
‫أواق صدقة‪ ،‬وال في ما دون‬
‫ٍ‬ ‫فيما دون خمس‬

‫️✳‬
‫أوسق‬
‫ٍ‬ ‫خمس زو ٍد صدقة‪ ،‬وال فيما دون خمسة‬
‫صدقة"‪.‬‬

‫اختلف العلماء في تقدير الصاع‪ ،‬فقدر ما‬ ‫️⛔‬


‫بين االثنين كيلو‪ ،‬والثالثة كيلو جرامات‪.‬‬
‫يعني تقري ًبا اثنين كيلو جرام وأربعمائة مثاًل إلى‬

‫️⬅‬
‫ثالثة كيلو جرامات‪.‬‬
‫فإذا حسبناها تقري ًبا نقول‪ :‬الخمسة أوسق‬
‫نضربها في الستين صاع‪ ،‬فتساوي ثالثمائة‪،‬‬
‫نضربها في مقدار الصاع‪ ،‬فتقري ًبا ما بين‬
‫الستمائة وخمسين كيلو جرام إلى سبعمائة كيلو‬
‫أرزا أو ً‬
‫قمحا أو‬ ‫جرام من الحبوب‪ ،‬سواء كان ً‬
‫ما شابه ذلك‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬وجوب الزكاة في الفضة واإلبل‬

‫🖊‬
‫والحبوب إذا بلغت النصاب‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أنه ال زكاة فيما دون النصاب؛ لقول‬
‫أوسق صدقة"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫النبي‪" :‬ليس فيه ماء دون خمس‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فوائد وتلخيص المحاضرة السادسة عشر ‪ /‬مادة‬


‫الحديث‬
‫حديث أبي هريرة رضي هللا عنه‪ ،‬وفيه أن‬ ‫️✳‬
‫️✳‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬ليس على‬

‫🔺‬
‫المسلم في عبده وال فرسه صدقة"‪.‬‬

‫️✳‬
‫قال‪ :‬وفي لفظٍ ‪" :‬إال زكاة الفطر في‬
‫الرقيق"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬عدم وجوب الزكاة فيما اختصه‬

‫🖊‬
‫خيل‪.‬‬
‫رقيق أو ٍ‬‫ٍ‬ ‫المسلم لنفسه من‬
‫الثانية‪ :‬إذا كان الرقيق والخيل مع َّدين‬

‫🖊‬
‫للتجارة‪ ،‬فتجب الزكاة فيهما‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬وجوب زكاة الفطر على الرقيق‪،‬‬

‫🖊‬
‫وإن لم يكن للتجارة‪ ،‬كما ذكرنا أنها زكاة أبدان‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬حكمة التشريع وسهولته‪ ،‬وما فيه‬
‫من مصالح المسلمين‪.‬‬
‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه أن رسول‬ ‫️✳‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬العجماء جبا ٌر‪،‬‬

‫️✳‬
‫والبئر جبار‪ ٌ،‬والمعدن جبا ٌر‪ ،‬وفي الركاز‬
‫الخمس"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن جناية البهيمة هدر؛ ذلك ألنها‬
‫ليست أهاًل للتضمين‪ ،‬إال أن يكون حصل من‬

‫🖊‬
‫مالكها اعتداء أو تفريط كما ذكرنا‪.‬‬
‫ف حصل بسبب البئر أو‬ ‫الثانية‪ :‬أن كل تل ٍ‬
‫المعدن‪ ،‬فال ضمان فيه على أحد إال أن يحصل‬

‫🖊‬
‫منه تع ٍد أو تفريط‪.‬‬
‫ك لواجده‪ ،‬وال يلزمه‬‫الثالثة‪ :‬أن الركاز مل ٌ‬

‫🖊‬
‫تعريفه بخالف اللقطة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬وجوب إخراج الخمس من الركاز‬
‫فور وجوده‪.‬‬
‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪" :‬بعث‬ ‫️✳‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عمر على‬
‫جميل‪ ،‬وخالد بن الوليد‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫الصدقة فقيل‪ :‬منع ابن‬
‫والعباس عم النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فقال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ما ينقم ابن‬
‫جميل إال أن كان ً‬
‫فقيرا فأغناه هللا تعالى‪ ،‬وأما‬ ‫ٍ‬
‫خال ٌد فإنكم تظلمون خال ًدا‪ ،‬فقد احتبس أدراعه‬
‫وأعتاده في سبيل هللا‪ ،‬وأما العباس فهي علي‬

‫️✳‬
‫ومثلها‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا عمر أما شعرت أن عم الرجل‬
‫صنو أبيه"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬مشروعية بعث اإلمام السعاة؛‬

‫🖊‬
‫لقبض الزكاة من أصحاب األموال‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬فضل عمر بن الخطاب رضي هللا‬
‫عنه حيث كان موضع ثقة النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬جواز شكاية من امتنع من دفع‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫الزكاة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬جواز توبيخ الممتنع من أداء‬

‫🖊‬
‫الواجبات بال عذر‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬مشروعية الدفاع عن المظلوم؛‬
‫قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬انصر أخاك‬

‫🖊‬
‫ظال ًما أو مظلو ًما"‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬بيان فضيلة خالد بن الوليد رضي‬

‫🖊‬
‫هللا عنه‪.‬‬

‫🖊‬
‫السابعة‪ :‬بيان جواز تحمل الزكاة عن الغير‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬تعظيم حق العم؛ لكونه صنو األب‪،‬‬

‫🖊‬
‫يعني‪ :‬مثل األب‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬كمال صلة النبي صلى هللا عليه‬

‫🖊‬
‫وسلم ألقاربه‪ ،‬وكرمه في التحمل عنهم‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬بيان أن األشياء الموقوفة في سبيل‬
‫هللا عز وجل ليس عليها زكاة؛ إنما الزكاة تكون‬
‫في ريعها إذا مر عليه الحول‪.‬‬
‫حديث عبد هللا بن زيد بن عاصم المازني‬ ‫️✳‬
‫رضي هللا عنه قال‪" :‬لما أفاء هللا على نبيه يوم‬
‫حنين قسم في الناس‪ ،‬وفي المؤلفة قلوبهم‪ ،‬ولم‬ ‫ٍ‬
‫يعط األنصار شيًئ ا‪ ،‬فكأنهم وجدوا في أنفسهم إذ‬
‫لم يصبهم ما أصاب الناس‪ ،‬فخطبهم فقال‪ :‬يا‬
‫معشر األنصار ألم أجدكم ضالاًل فهداكم هللا بي؟‬
‫ً‬
‫وعالة فأغناكم هللا‬ ‫وكنتم متفرقين فألفكم هللا بي؟‬
‫بي؟ كلما قال شيًئ ا قالوا‪ :‬هللا ورسوله أمنُّ ‪.‬‬
‫قال‪ :‬ما يمنعكم أن تجيبوا رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم؟ قالوا‪ :‬هللا ورسوله أمنُّ ‪ ،‬قال‪ :‬لو شئتم‬
‫لقلتم‪ :‬جئتنا كذا وكذا‪ ،‬أال ترضون أن يذهب‬
‫الناس بالشاة والبعير‪ ،‬وتذهبون بالنبي إلى‬
‫رحالكم؟ لوال الهجرة لكنت امرًأ من األنصار‪،‬‬
‫ولو سلك الناس واد ًيا وشع ًبا لسلكت وادي‬
‫األنصار وشعبها‪ ،‬األنصار شعا ٌر والناس دثار‪،‬‬
‫️✳‬
‫إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني‬
‫على الحوض"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن المؤمنين هم أصحاب الحق في‬
‫رزق هللا تعالى‪ ،‬مما أفاء هللا على النبي صلى هللا‬

‫🖊‬
‫عليه وسلم‪ ،‬أو من الغنائم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬جواز إعطاء المؤلفة قلوبهم من‬

‫🖊‬
‫الغنيمة‪ ،‬بحسب رأي اإلمام واجتهاده‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬جواز حرمان من وُ ِثق بدينه إذا كان‬
‫مصلحة عامة‪ ،‬كما فعل النبي صلى هللا‬‫ٌ‬ ‫في هذا‬

‫🖊‬
‫عليه وسلم مع األنصار‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬مشروعية الموعظة والخطبة؛‬
‫لبيان ما ُأشكل على الناس كما فعل النبي مع‬

‫🖊‬
‫األنصار لما وجدوا في أنفسهم‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أنه ال لوم على المرء في حزنه‬
‫على ما حصل له‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬حسن رعاية النبي صلى هللا عليه‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫وسلم ألصحابه‪ ،‬وحكمته في معالجة األمور‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬تواضع النبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫🖊‬
‫واعترافه بالجميل‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬بيان فضل األنصار‪ ،‬وبيان أن‬
‫المهاجرين أفضل من األنصار؛ ألن النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم لم يتخ َل عن وصف نفسه‬

‫🖊‬
‫بالهجرة‪ ،‬مع شدة محبته لألنصار‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬إثبات البعث يوم القيامة‪ ،‬وإثبات‬
‫الحوض للنبي صلى هللا عليه وسلم يوم القيامة‪.‬‬

‫💠 «باب صدقة الفطر» 💠‬


‫‪( -‬وصدقة الفطر)‪ :‬سميت بصدقة الفطر من باب‬
‫إضافة الشيء إلى وقته‪.‬‬
‫كما يقال‪ :‬صالة العصر‪ ،‬وصالة الفجر وهكذا‪.‬‬
‫الزكاة نوعان‪:‬‬ ‫️⭐‬
‫أموال‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ -‬زكاة‬
‫‪ -‬وزكاة أبدان‪.‬‬
‫كبير‬
‫ٍ‬ ‫بدن ُتخرج عن كل‬
‫وزكاة الفطر‪ :‬زكاة ٍ‬
‫حر أو مملوكٍ ‪ ،‬وهي‬
‫ذكر أو أنثى‪ٍ ،‬‬‫وصغير‪ٍ ،‬‬
‫ٍ‬
‫ٌ‬
‫وطعمة‬ ‫طهرةٌ للصائم من اللغو والرفث‪،‬‬
‫للمساكين‪.‬‬

‫عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما قال‪:‬‬ ‫️✳‬


‫"فرض رسول هللا صلى هللا عليه وسلم صدقة‬
‫الفطر‪ ،‬أو قال‪ :‬صدقة رمضان على الذكر‬
‫واألنثى‪ ،‬والحر والمملوك‪ ،‬صا ًعا من ٍ‬
‫تمر‪ ،‬أو‬

‫️✳‬
‫شعير‪ .‬قال‪ :‬فعدل الناس به نصف‬
‫ٍ‬ ‫صا ًعا من‬

‫🔺‬
‫صاع من ب ٍُر على الصغير والكبير"‪.‬‬
‫ٍ‬

‫️✳‬
‫وفي لفظٍ "أن تؤدى قبل خروج الناس إلى‬
‫الصالة"‪.‬‬
‫وزكاة الفطر لها ثالثة أوقات العلماء‬ ‫️⬅‬
‫✅‬
‫يقولون‪:‬‬
‫وقت وجوب واستحباب‪ :‬وهو أن يكون بعد‬

‫✅‬
‫صالة الفجر يوم العيد‪ ،‬وقبل صالة العيد‪.‬‬
‫جواز ورخصة قبل‬ ‫ٍ‬ ‫والوقت الثاني‪ :‬وقت‬

‫🔻‬
‫العيد بيوم أو يومين‪.‬‬
‫وقد جاء في حديث ابن عمر "أن الفقراء‬
‫بيوم أو يومين‪ ،‬فيعطيهم‬
‫كانوا يأتونه قبل العيد ٍ‬
‫الزكاة"‪.‬‬
‫واليوم واليومين هذا يكون بحسب اختالف‬
‫صا فيكون يو ًما‪ ،‬وإن‬‫الشهر‪ ،‬فإن كان الشهر ناق ً‬
‫كان الشهر تا ًما فإنه يكون قبلها بيومين‪.‬‬

‫والوقت الثالث قالوا‪ :‬وقت قضا ٍء وهو إذا‬ ‫✅‬


‫صلى المرء صالة العيد ولم يكن قد أخرجها‪،‬‬
‫فيجب عليه أن يخرجها سوا ًء كان ناس ًيا أو‬
‫متعم ًدا‪ ،‬لكن ال شك أن المتعمد عليه إثم‪.‬‬
‫وإن شئت فقل في هذه األوقات‪:‬‬ ‫️⬅‬
‫بيوم أو‬
‫جواز‪ :‬وهو قبل العيد ٍ‬
‫ٍ‬ ‫‪ -‬األول وقت‬
‫يومين‪.‬‬
‫‪ -‬والوقت الثاني‪ :‬وقت وجوب وهو بعد غروب‬
‫شمس آخر يوم من رمضان‪.‬‬
‫‪ -‬ووقت أفضلية ووجوب أي ً‬
‫ضا‪ :‬وهو بعد الفجر‬
‫يوم العيد‪ ،‬وقبل صالة العيد‪.‬‬

‫حديث أبي سعي ٍد الخدري رضي هللا عنه‬ ‫️✳‬


‫قال‪" :‬كنا نعطيها في زمان النبي صلى هللا عليه‬
‫طعام‪ ،‬أو صا ًعا من ٍ‬
‫تمر‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬ ‫وسلم صا ًعا من‬
‫شعير‪ ،‬أو صا ًعا من أقطٍ ‪ ،‬أو صا ًعا‬
‫ٍ‬ ‫صا ًعا من‬
‫من زبيبٍ‪ ،‬فلما جاء معاوية وجاءت السمراء‬
‫قال‪ :‬أرى ُم ًدا من هذا يعدل مدين‪ .‬قال أبو سعيد‪:‬‬

‫️✳‬
‫أما أنا فال أزال أخرجه كما كنت أخرجه على‬
‫عهد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"‪.‬‬
‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫ٌ‬
‫واجبة على كل فر ٍد‬ ‫األولى‪ :‬أن زكاة الفطر‬

‫🖊‬
‫من المسلمين‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن مقدارها صا ٌع من طعام‪،‬‬

‫🖊‬
‫والطعام المقصود هو قوت أهل البلدة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ظاهر الحديث يبين أن األفضل‬
‫صاع من كل األنواع‪ ،‬يعني حتى من‬ ‫ٍ‬ ‫إخراج‬
‫البُر‪ ،‬خال ًفا لمن قال‪ :‬إن نصف الصاع يجزئ‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬وجوب إخراج زكاة الفطر قبل‬ ‫🖊‬
‫صالة العيد‪ ،‬واألفضل أن تكون في صباح يوم‬

‫🖊‬
‫العيد‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن إخراج غير الطعام في زكاة‬

‫🖊‬
‫الفطر ال يجزئ في الفطر‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن مخالفة ولي األمر في رأيه في‬
‫ً‬
‫خروجا عليه ال‬ ‫أمر من األمور الدينية‪ ،‬ال تعد‬
‫ٍ‬
‫سيما مع وجود الدليل‪.‬‬
‫💠 «كتاب الصيام» 💠‬
‫‪( -‬والصيام)‪ :‬في اللغة هو اإلمساك عن الشيء‪.‬‬
‫‪ -‬وفي الشرع‪ :‬هو اإلمساك عن المفطرات من‬
‫طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس؛ تعب ًدا‬
‫هلل تبارك وتعالى‪.‬‬

‫حديث أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال‬ ‫️✳‬


‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ال تقدموا‬

‫️✳‬
‫يوم‪ ،‬وال يومين إال رج ٌل كان‬
‫رمضان بصوم ٍ‬
‫يصوم صو ًما‪ ،‬فليصمه"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫يوم‬
‫األولى‪ :‬النهي عن سبق رمضان بصوم ٍ‬
‫أو يومين‪.‬‬
‫بيوم أو‬
‫الثانية‪ :‬جواز الصوم قبل رمضان ٍ‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫بصوم معين‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫يومين لمن كان له عادة‬
‫الثالثة‪ :‬حكمة الشرع في تمييز فرائض‬
‫العبادات من نوافلها‪.‬‬

‫حديث عبد هللا بن عمر قال‪ :‬سمعت رسول‬ ‫️✳‬


‫هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪" :‬إذا رأيتموه‬

‫️✳‬
‫فصوموا‪ ،‬وإذا رأيتموه فأفطروا‪ ،‬فإن غم عليكم‬
‫فاقدروا له"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة‪:‬‬
‫ٌ‬
‫معلق برؤية‬ ‫األولى‪ :‬أن وجوب الصوم‬
‫الهالل‪ ،‬وكذلك الفطر من رمضان‪ ،‬وال دخل فيه‬

‫🖊‬
‫للحساب الفلكي‪.‬‬
‫قطر أو‬
‫لغيم أو ٍ‬‫الثانية‪ :‬إن لم يظهر الهالل ٍ‬
‫غير ذلك‪ ،‬فالواجب إتمام عدة الشهر ثالثين‪.‬‬
‫🖊‬
‫الثالثة‪ :‬أن من انفرد برؤية الهالل‪ ،‬لزمه‬
‫الصوم لقول النبي صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫"صوموا لرؤيته"‪.‬‬

‫حديث أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول هللا‬ ‫️✳‬


‫️✳‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪" :‬تسحروا‪ ،‬فإن في السحور‬
‫بركة"‪.‬‬
‫(السحور)‪ :‬بالفتح هو الطعام الذي يؤكل‪،‬‬
‫‪َ -‬‬
‫بخالف السُحور الذي هو الفعل‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬استحباب السحور ومتابعة النبي‬

‫🖊‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثانية‪ :‬السحور فيه بركة دنيوية ودينية‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬كمال الشريعة في المحافظة على‬
‫األبدان وعدلها في الحث على العبادات‪.‬‬
‫عن أنس بن مالك رضي هللا عنه‪ ،‬وعن زيد‬ ‫️✳‬
‫بن ثابت رضي هللا عنه قال‪" :‬تسحرنا مع رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ثم قام إلى الصالة‪ ،‬قال‬

‫️✳‬
‫ٌ‬
‫أنس‪ :‬قلت لزيدٍ‪ :‬كم كان بين األذان والسحور؟‬
‫قال‪ :‬قدر خمسين آية"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أفضلية تأخير السحور إلى قبيل‬

‫🖊‬
‫الفجر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬بيان أن بين سحور النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم وصالة الفجر‪ ،‬قدر قراءة الخمسين‬

‫🖊‬
‫آية‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬حرص الصحابة على االجتماع‬

‫🖊‬
‫بالنبي صلى هللا عليه وسلم؛ ليتعلموا منه‪.‬‬

‫🖊‬
‫الرابعة‪ :‬بيان كرم النبي وتواضعه‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬مشروعية المبادرة بصالة الفجر‬
‫حيث قربت من وقت اإلمساك‪.‬‬
‫عن عائشة رضي هللا عنها‪ ،‬وأم سلمة‬ ‫️✳‬
‫رضي هللا عنهما "أن رسول هللا صلى هللا عليه‬

‫️✳‬
‫ٌ‬
‫جنب من أهله‪ ،‬ثم‬ ‫وسلم كان يدركه الفجر وهو‬
‫يغتسل ويصوم"‪.‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث ‪:‬‬
‫األولى‪ :‬صحة صوم الجنب‪ ،‬وإن لم يغتسل‬

‫🖊‬
‫إال بعد طلوع الفجر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬يقاس على الجماع االحتالم من باب‬
‫أولى؛ ذلك ألن الجماع يكون باختيار بخالف‬

‫🖊‬
‫االحتالم‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ال فرق بين الصوم الواجب‪ ،‬والنفل‬

‫🖊‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬جواز الجماع في ليالي رمضان‪،‬‬
‫أو في ليالي الصيام‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬بيان فضل نساء النبي صلى هللا‬ ‫🖊‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وما كن عليه من العلم باألحكام‬

‫🖊‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬جواز ذكر ما يُستحيا منه‬

‫🖊‬
‫للمصلحة‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أن فعل النبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫🖊‬
‫حجة‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬جواز تأخير الغسل من الجنابة‪.‬‬

‫️✳ حديث أبي هريرة رضي هللا عنه أن النبي‬


‫صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬من نسي وهو صائ ٌم‬

‫️✳‬
‫فأكل أو شرب‪ ،‬فليتم صومه‪ ،‬فإنما أطعمه هللا‬
‫عز وجل وسقاه"‪.‬‬

‫️♦ لكن هنا مسألة ️♦‬


‫هل يقاس على األكل والشرب نسيا ًنا‬ ‫❓‬
‫الجماع؟ يعني إذا أكل أو شرب ناس ًيا هل يقاس‬
‫عليه إذا جامع ناس ًيا؟‬

‫اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين‪:‬‬ ‫️⛔‬


‫‪ -‬األول‪ :‬أن الجماع ناس ًيا مفس ٌد للصوم‪ ،‬وهذا‬

‫🔺‬
‫من مفردات مذهب الحنابلة‪.‬‬
‫واستدلوا بأن الحديث اقتصر على األكل‬
‫والشرب دون الجماع‪ ،‬قال‪" :‬من أكل أو شرب‬
‫ناس ًيا"‪ ،‬ولم يذكر الجماع‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن الجماع‬
‫مفس ٌد للصوم‪.‬‬

‫‪ -‬القول الثاني‪ :‬قول جمهور أهل العلم أن الجماع‬


‫ناس ًيا ال يفسد الصيام‪ ،‬هذا قول األحناف‬
‫والشافعية وشيخ اإلسالم‪.‬‬
‫واستدلوا بعموم اآلية قول هللا عز وجل‪:‬‬ ‫🔺‬
‫{ر َّب َنا اَل ُتَؤ ا ِخ ْذ َنا ِإن َّن ِسي َنا َأ ْو َأ ْخ َطْأ َن ۚا} [البقرة‪:‬‬
‫َ‬
‫‪.]٢٨٦‬‬

‫🔷‬
‫🖊‬
‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن الصوم ال يبطل باألكل والشرب‬
‫نسيا ًنا‪ ،‬ويقاس عليهما باقي المفطرات‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬عدم اإلثم على من أكل أو شرب‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫ناس ًيا‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن الصوم ال ينقص باألكل والشرب‬
‫نسيا ًنا‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬سعة رحمة هللا تعالى بعفوه عن‬ ‫🖊‬
‫عباده‪.‬‬

‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪" :‬بينما‬ ‫️✳‬


‫ٌ‬
‫جلوس عند النبي صلى هللا عليه وسلم إذ‬ ‫نحن‬
‫جاءه رج ٌل فقال‪ :‬يا رسول هللا هلكت‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫مالك؟ قال‪ :‬وقعت على امرأتي وأنا صائم‪ ،‬وفي‬
‫رواية‪( :‬أصبت أهلي في رمضان)‪ ،‬فقال رسول‬
‫ً‬
‫رقبة تعتقها؟‬ ‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬هل تجد‬
‫قال‪ :‬ال‬
‫قال‪ :‬فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟‬
‫قال‪ :‬ال‪ ،‬فقال‪ :‬هل تجد إطعام ستين مسكي ًنا؟ قال‪:‬‬
‫ال‪ .‬قال‪ :‬فسكت النبي صلى هللا عليه وسلم فبينا‬
‫نحن على ذلك إذ ُأ ِتي النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫بعرق فيه تم ٌر (والعرق المكتل)‪ .‬قال‪ :‬أين‬
‫ٍ‬
‫السائل؟ قال‪ :‬أنا‪ .‬قال‪ :‬خذ هذا فتصدق به‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أعلى أفقر مني يا رسول هللا؟ فوهللا ما بين‬
‫ت أفقر من أهل‬ ‫البتيها (يريد الحرتين) أهل بي ٍ‬

‫️✳‬
‫بيتي‪ ،‬فضحك النبي صلى هللا عليه وسلم حتى‬
‫بدت أنيابه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أطعمه أهلك"‪.‬‬

‫الفوائد المستنبطة من هذا الحديث‪:‬‬ ‫🔷‬


‫األولى‪ :‬عظم اإلثم في جماع الصائم في‬ ‫🖊‬
‫🖊‬
‫نهار رمضان‪ ،‬إذ أنه من الفواحش المهلكات‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن الواطئ عم ًدا تجب عليه الكفارة‪،‬‬

‫🖊‬
‫والكفارة على الترتيب‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثالثة‪ :‬أن الكفارة ال تسقط مع اإلعسار‪.‬‬

‫🖊‬
‫الرابعة‪ :‬جواز التكفير من الغير‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬جواز األكل من الكفارة إذا كفر‬
‫عنه غيره‪ ،‬وهذه هي الحالة الوحيدة التي‬
‫استثناها أهل العلم أن يأكل الرجل من كفارته‪،‬‬

‫🖊‬
‫أن يكفر عنه غيره‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن سد الحاجة مقد ٌم على الكفارة‬
‫في قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أطعمه‬

‫🖊‬
‫أهلك"‪.‬‬

‫🖊‬
‫السابعة‪ :‬بيان سهولة الشريعة‪.‬‬

‫🖊‬
‫الثامنة‪ :‬عدم تعنيف من أذنب إذا جاء تائ ًبا‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬جواز الحلف على غلبة الظن‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬حسن خلق النبي صلى هللا عليه‬ ‫🖊‬
‫وسلم‪ ،‬وبيان كرمه ورحمته بأمته‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

You might also like