You are on page 1of 2

‫ط‬‫خ‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ال‬

‫إنجاز األستاذ‪ :‬الطيب إبراهيم‬ ‫زوءة الأوى‪ :‬ا واع اب‬ ‫األولى باكالوريا‪ :‬الشعب العلمية‬

‫المحور الثانى‪ :‬الخطاب الصحا ىف‬


‫بطــــــــاقة تقــــــــنية‪:‬‬
‫موضوع الخطاب الصحافي‪ :‬هو الخبر‪ ،‬يعرضه الصحافي وفق شروط اخالقية ومهنية‪ ،‬توجب عليه الدقة واألمانة‬
‫والمسؤولية ويعالجه شرحا وتفسيرا وتحليال ونقدا بكل حرية‪ .‬ومهما كان الخبر هاما ومثيرا فليست له قيمه على االطالق‬
‫ما لم يكن صحيحا ومطابقا للواقع‪.‬‬
‫وظـــــــــائفه‪:‬‬
‫واالكتشاف‪ ،‬إذ إن الصحافة تسمح للمرء بان يكون على علم بكثير مما يقع في العالم‪.‬‬ ‫التعرف ا‬
‫ُّ‬ ‫* وظيفة‬
‫باالنتماء للجماعة‪.‬‬
‫* وظيفة تمتين الروابط االجتماعية؛ بحيث يخلق فرص التحدث والمناقشة واإلحساس ا‬
‫* وظيفة تنمية حس المواطنة؛ بإثارة قضايا وأفكار تشجع على الحوار الديمقراطي بين الناس‪.‬‬
‫* وظيفة تشكيل الرأي العام؛ من خالل استهداف إقناع اآلخرين والتأثير فيهم‪.‬‬
‫* وظيفة تشكيل السلطة المضاد؛ (السلطة الرابعة) من خالل فرض وسائل اإلعالم لفهمها الخاص للقضايا والوقائع‪.‬‬

‫‪ -‬المالحــــــــــــــــــــــــــظة‪:‬‬
‫فرضية النص‪ :‬انطالقا من العنوان والفقرتين األولى واألخيرة‪.‬‬
‫* مجتمع‪ :‬بنية اجتماعية مهيكلة (تراتبية ‪ -‬تقسيم العمل – نظام‪ )...‬تضم مجموعة من الناس يعيشون في موقع معين‪،‬‬
‫تكون منظومة تتغير وتتطور باستمرار‪،‬‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬ا‬
‫ويشكلون نظاما نصف مغلق‪ ،‬تنظمه شبكة من العالقات الثقافية ا‬
‫وتحكمه قوانين وقيم مشترك‪ ،‬تحدد هوية ذلك المجتمع‪.‬‬
‫االمتثال‬
‫االجتماعية‪ ،‬عبر ا‬
‫واالستقرار على حياته ا‬ ‫يمكنه من إضفاء النظام ا‬‫* مدني‪ :‬صفة تكشف عن بعد أساسي لإلنسان‪ ،‬ا‬
‫لمبادئ وأسنن وقيم وقوانين تشرف عليها سلطة عمومية ومؤسسات مختلفة‪ .‬والمدنية تميز اإلنسان عن الحيوان عندما‬
‫يتعالى عن الهمجية والبربرية‪ .‬يقول ابن خلدون في مقدمته‪( :‬اإلنسان مدني بطبعه والتو ُّحش دأبه السباع)‪.‬‬
‫طبي باألساس‪.‬‬ ‫* فعــــال‪ :‬صيغة مبالغة‪ ،‬تبين نجاعة الشيء وقوة حضوره‪ ،‬وهو مصطلح ا‬
‫* فـــــــي‪ :‬إحالة مكانية‪.‬‬
‫* المغرب‪ :‬بلد يقع في أقصى غرب شمال إفريقيا‪ ،‬تحده شماال إسبانيا‪ ،‬وجنوبا موريتانيا‪ ،‬وشرقا الجزائر وغربا المحيط‬
‫سناي على المذهب المالكي‪ ،‬لغته الرسمية هي العربية وأضيفت إليه األمازيغية بعد‬ ‫األطلسي‪ ،‬سكانه يدينون باإلسالم ال ُّ‬
‫خطاب أجدير في ‪ 17‬اكتوبر ‪ ،2001‬نظام حكمه ملكي دستوري‪ ،‬وعاصمته اإلدارية هي الرباط‪ ،‬عملته الدرهم المغربي‪،‬‬
‫وشعاره (هللا ‪ -‬الوطن – الملك)‪ ،‬أما شعاره الحيوان‪ ،‬فهو أسد االطلس‪ ،‬نشيده الوطني (منبت األحرار)‪ ،‬ورايته ثوب أحمر‬
‫تتوسطه نجمة خماسية خضراء متشابكة وفارغة من الداخل‪.‬‬
‫في الفقرة األولى من النص حدد الكاتب مفهوم المجتمع المدني‪ ،‬وتشكل الفقرة األخيرة امتدادا لها واستخالصا لكيفية بناء‬
‫المجتمع المدني‪ ،‬فتناولت المفهوم بشكل عام‪ .‬أما العنوان فقد تحدث عن المجتمع المدني في المغرب‪ ،‬ومن ثم فالعالقة هي‬
‫عالقة الخاص بالعام‪.‬‬
‫‪ -‬الفـــــــــــــــهم‪:‬‬
‫تحديد الكاتب معنى المجتمع المدني مبرزا مميزاته وخصائصه‪ ،‬وإشارته إلى المعايير التي تجعل من‬
‫االستقالل‪ ،‬رغم التحديات التي واجهها‪.‬‬
‫المغرب المعاصر بلدا منخرطا في المدنية منذ ا‬
‫‪-‬‬
‫❶ محاولة الكاتب تحديد مفهوم المجتمع المدني ومدى ارتباطه بالحركية والتطور‪.‬‬
‫❷ المحددات التي تميز المجتمع المدني وتبعده عن العبثية والفوضى وأشكال الميز‪.‬‬
‫❸ نجاح المجتمع المغربي في تخطي العديد من العراقيل التي وقفت حجر عثرة في انخراطه في المدنية‪ ،‬مما جعل منه‬
‫أرضية خصبة للمدنية التي لم تستلب‪.‬‬
‫❹ المكاسب المادية والمعنوية التي قادت المغرب نحو المدنية‪ ،‬هي نتيجة انفتاح المجتمع‪ ،‬ومدى وعيه ونضاله المستمر‪،‬‬
‫ونظام حكمه الديمقراطي‪.‬‬
‫‪ -‬التحـــــــــــليل‪:‬‬
‫لقد أورد الكاتب في النص حقلين داللين هما‪:‬‬
‫الحقـــــــل الفكــــــــــــري‬ ‫الحقــــــــل االجتمـــــاعي‬
‫ااصطالح‪ ،‬مفهوم‪ ،‬قيم‪ ،‬مواثيق‪ ،‬فكريا‪ ،‬اإلدراك‪ ،‬العقلية‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬مجتمع عربي‪ ،‬العالم الثالث‪ ،‬العالم األول‪،‬‬
‫المهيمنة‪ ،‬العجز الفكري‪ ،‬استالب فكري‪ ،‬اإليديولوجية‪،‬‬ ‫القانون‪ ،‬قبلي‪ ،‬عرقي‪ ،‬طائفي‪ ،‬حقوق االنسان‪ ،‬ميز‪ ،‬العمال‪،‬‬
‫االتجاهات الفكرية‪ ،‬اآلراء المعتدلة‪،‬‬ ‫ا‬ ‫النظريات‪،‬‬ ‫مالكي األرض‪ ،‬عبيد‪ ،‬الشعب‪ ،‬السلطة‪ ،‬الخرافات‪،‬‬
‫المتطرفة‪،‬‬ ‫األسطورة‪ ،‬تستعبد‪ ،‬تعايشت‪ ،‬ديمقراطي‪ ،‬الشرائح‬
‫االجتماعية‪ ،‬أجيال‪...‬‬

‫االجتماعي والحقل الفكري متالزمان‪ ،‬وبينهما عالقة اتصال‪ ،‬فكل مجتمع يحدده فكر معين ويشكل وعيا مشتركا‬ ‫الحقل ا‬
‫يحركه‪.‬‬
‫لقد ركز الكاتب في النص على فئة الشباب باعتبارها ثروة وثورة‪ ،‬فهي كنز البلد الذي يعول عليه مستقبال لحمل المشعل‬
‫التنموي‪ ،‬إن استوعبوا دورهم وأهميتهم‪ ،‬وهم يستطيعون قلب الموازين باستغالل فتوتهم واندفاعهم‪ .‬والشباب المغربي‬
‫االستثناءات‪.‬‬
‫االتجاهات والنظريات السائدة في المجتمعات دون أن ينجرف ما خال بعض ا‬ ‫تعايش مع مختلف ا‬
‫خطاب النص حجاجي يتوخى اإلقناع‪ ،‬لذلك استعمل الكاتب مجموعة من الحجج أهمها‪:‬‬
‫* حجة التعريف‪ :‬عندما قدم تعريفا للمجتمع المدني‪ ،‬محددا مميزاته‪ ،‬وخصائصه‪.‬‬
‫تقيم فعال أو حدثا أو قاعدة‪ ،‬تبعا لنتائجها اإليجابية أو السلبية‪ ،‬وتتضح عندما حدد معايير‬
‫* الحجة النفعية‪ :‬وهي التي ا‬
‫المجتمع المدني‪ ،‬وقدم المؤهالت التي تجعل من المغرب بلدا يمكن أن تنجح فيه المدنية‪.‬‬
‫* حجة الشاهد‪ :‬وذلك بربط الموضوع المعالج بالسياق الذي يحتويه‪ ،‬فاستشهد الكاتب بالعالم العربي‪ ،‬والمجتمعات المتقدمة‪،‬‬
‫االستقالل المغربي‪.‬‬
‫وعهد الحماية في المغرب‪ ،‬وثلث قرن‪ ،‬والعالم الثالث‪ ،‬وفترة ا‬
‫* حجة المثال‪ :‬وتستخدم لتوضيح قاعدة معروفة ومسلم بها إلعطائها مصداقية (الحديث عن محددات المجتمع المدني‪ ،‬وما‬
‫يبعد المجتمعات عن المدنية)‪ .‬وبذلك استطاع الكاتب أن يدافع عن وجهة نظره المتمثلة في محاولة إقناعنا بأن المغرب‬
‫االستنباطي الذي ينطلق‬ ‫أرضية خصبة يمكن أن تنجح فيه المدنية‪ .‬وحتى يت اسم خطابه بالحيادية والموضوعية اعتمد المنهج ا‬
‫من العام نحو الخاص‪ ،‬إذ قدم تعريفا للمجتمع المدني وحدد خصائصه‪ ،‬ثم انتقل إلى الحديث عن المدنية في المغرب اعتمادا‬
‫على ما سبقت اإلشارة إليه ( من هذه المنطلقات‪ ،)...‬هذا التدرج استدراج للمتلقي من أجل قبول الفكرة المعروضة‪ ،‬فجعل‬
‫للموضوع مقدمة وفرشا عاما‪ ،‬وخلص إلى نتيجة‪ ،‬فبنى النص بشكل منطقي ومنهج استنباطي‪ ،‬غابت فيه الذاتية إذ قلل من‬
‫استعمال ضمير المتكلم (يمكن أن أقول‪ ...‬يمكن أن نشير‪...‬أن نلقي‪ ...‬فسندرك‪ ...‬شعبنا‪ )...‬فطغى الضمير الذي أحال على‬
‫جماعة المتكلمين إلضفاء الموضوعية على الخطاب‪.‬‬
‫الخطاب الصحافي بناء محكم يعتمد منهجية يجب أن تكون مضبوطة‪ ،‬وفي النص بعض تجلياته‪ ،‬فقد عرض الكاتب‬
‫موضوعه وناقشه وخلص إلى نتيجة‪ ،‬وهذا البناء المتسلسل ال يربك المتلقي إذ يتلمس تسلسال وترابطا في أفكار النص‪.‬‬
‫كما أن النص يتسم بالوحدة الموضوعية إذ عالج الموضوع نفسه (المجتمع المدني) منذ البداية إلى النهاية‪ ،‬كما أن‬
‫الخطاب الصحافي يجب أن يكون قصير الحجم العتبارات أهمها رفع الملل الناتج عن التطويل‪ .‬وبذلك يجب أن يتفادى‬
‫واالختصار الم اخل‪ ،‬لذلك يكتفي الكاتب أحيانا بنقط الحذف‪ ،‬أو يتوسل بألفاظ وعبارات عامة (كل أشكال‬ ‫التطويل الم امل ا‬
‫الميز‪ ...‬العقود الثالثة ونيف‪ )...‬دون الدخول في التفاصيل‪.‬‬
‫ومما يميز النص والخطاب الصحافي عموما هو الطابع التقريري الواصف الذي يحدد هدفه بلغة مباشرة سهلة الفهم‪،‬‬
‫والعامى‪ ...‬وإرضاء‬
‫ا‬ ‫على اعتبار أنه خطاب موجه للعموم‪ ،‬والمجتمع فسيفساء وخليط؛ فيه األمي والجاهل والنخبوي والبسيط‬
‫كل هذه الفئات يقتضي تنويع الخطاب‪ .‬لذلك حضر السرد والوصف واإلقناع‪ .‬ومادام الخطاب موجها لفئات متفاوتة اإلدراك‬
‫االستمالة فتارة يستعمل الحجج الفكرية المنطقية‪ ،‬وتارة يستهدف المشاعر واألحاسيس‪ ،‬وبذلك‬ ‫فإنه يتأرجح بين اإلقناع و ا‬
‫فالخطاب إما موجه للعقل وإما موجه للقلب‪.‬‬

You might also like