Professional Documents
Culture Documents
الخطاب الصحافي
الخطاب الصحافي
إنجاز األستاذ :الطيب إبراهيم زوءة الأوى :ا واع اب األولى باكالوريا :الشعب العلمية
-المالحــــــــــــــــــــــــــظة:
فرضية النص :انطالقا من العنوان والفقرتين األولى واألخيرة.
* مجتمع :بنية اجتماعية مهيكلة (تراتبية -تقسيم العمل – نظام )...تضم مجموعة من الناس يعيشون في موقع معين،
تكون منظومة تتغير وتتطور باستمرار، واالجتماعية ،ا
ويشكلون نظاما نصف مغلق ،تنظمه شبكة من العالقات الثقافية ا
وتحكمه قوانين وقيم مشترك ،تحدد هوية ذلك المجتمع.
االمتثال
االجتماعية ،عبر ا
واالستقرار على حياته ا يمكنه من إضفاء النظام ا* مدني :صفة تكشف عن بعد أساسي لإلنسان ،ا
لمبادئ وأسنن وقيم وقوانين تشرف عليها سلطة عمومية ومؤسسات مختلفة .والمدنية تميز اإلنسان عن الحيوان عندما
يتعالى عن الهمجية والبربرية .يقول ابن خلدون في مقدمته( :اإلنسان مدني بطبعه والتو ُّحش دأبه السباع).
طبي باألساس. * فعــــال :صيغة مبالغة ،تبين نجاعة الشيء وقوة حضوره ،وهو مصطلح ا
* فـــــــي :إحالة مكانية.
* المغرب :بلد يقع في أقصى غرب شمال إفريقيا ،تحده شماال إسبانيا ،وجنوبا موريتانيا ،وشرقا الجزائر وغربا المحيط
سناي على المذهب المالكي ،لغته الرسمية هي العربية وأضيفت إليه األمازيغية بعد األطلسي ،سكانه يدينون باإلسالم ال ُّ
خطاب أجدير في 17اكتوبر ،2001نظام حكمه ملكي دستوري ،وعاصمته اإلدارية هي الرباط ،عملته الدرهم المغربي،
وشعاره (هللا -الوطن – الملك) ،أما شعاره الحيوان ،فهو أسد االطلس ،نشيده الوطني (منبت األحرار) ،ورايته ثوب أحمر
تتوسطه نجمة خماسية خضراء متشابكة وفارغة من الداخل.
في الفقرة األولى من النص حدد الكاتب مفهوم المجتمع المدني ،وتشكل الفقرة األخيرة امتدادا لها واستخالصا لكيفية بناء
المجتمع المدني ،فتناولت المفهوم بشكل عام .أما العنوان فقد تحدث عن المجتمع المدني في المغرب ،ومن ثم فالعالقة هي
عالقة الخاص بالعام.
-الفـــــــــــــــهم:
تحديد الكاتب معنى المجتمع المدني مبرزا مميزاته وخصائصه ،وإشارته إلى المعايير التي تجعل من
االستقالل ،رغم التحديات التي واجهها.
المغرب المعاصر بلدا منخرطا في المدنية منذ ا
-
❶ محاولة الكاتب تحديد مفهوم المجتمع المدني ومدى ارتباطه بالحركية والتطور.
❷ المحددات التي تميز المجتمع المدني وتبعده عن العبثية والفوضى وأشكال الميز.
❸ نجاح المجتمع المغربي في تخطي العديد من العراقيل التي وقفت حجر عثرة في انخراطه في المدنية ،مما جعل منه
أرضية خصبة للمدنية التي لم تستلب.
❹ المكاسب المادية والمعنوية التي قادت المغرب نحو المدنية ،هي نتيجة انفتاح المجتمع ،ومدى وعيه ونضاله المستمر،
ونظام حكمه الديمقراطي.
-التحـــــــــــليل:
لقد أورد الكاتب في النص حقلين داللين هما:
الحقـــــــل الفكــــــــــــري الحقــــــــل االجتمـــــاعي
ااصطالح ،مفهوم ،قيم ،مواثيق ،فكريا ،اإلدراك ،العقلية المجتمع المدني ،مجتمع عربي ،العالم الثالث ،العالم األول،
المهيمنة ،العجز الفكري ،استالب فكري ،اإليديولوجية، القانون ،قبلي ،عرقي ،طائفي ،حقوق االنسان ،ميز ،العمال،
االتجاهات الفكرية ،اآلراء المعتدلة، ا النظريات، مالكي األرض ،عبيد ،الشعب ،السلطة ،الخرافات،
المتطرفة، األسطورة ،تستعبد ،تعايشت ،ديمقراطي ،الشرائح
االجتماعية ،أجيال...
االجتماعي والحقل الفكري متالزمان ،وبينهما عالقة اتصال ،فكل مجتمع يحدده فكر معين ويشكل وعيا مشتركا الحقل ا
يحركه.
لقد ركز الكاتب في النص على فئة الشباب باعتبارها ثروة وثورة ،فهي كنز البلد الذي يعول عليه مستقبال لحمل المشعل
التنموي ،إن استوعبوا دورهم وأهميتهم ،وهم يستطيعون قلب الموازين باستغالل فتوتهم واندفاعهم .والشباب المغربي
االستثناءات.
االتجاهات والنظريات السائدة في المجتمعات دون أن ينجرف ما خال بعض ا تعايش مع مختلف ا
خطاب النص حجاجي يتوخى اإلقناع ،لذلك استعمل الكاتب مجموعة من الحجج أهمها:
* حجة التعريف :عندما قدم تعريفا للمجتمع المدني ،محددا مميزاته ،وخصائصه.
تقيم فعال أو حدثا أو قاعدة ،تبعا لنتائجها اإليجابية أو السلبية ،وتتضح عندما حدد معايير
* الحجة النفعية :وهي التي ا
المجتمع المدني ،وقدم المؤهالت التي تجعل من المغرب بلدا يمكن أن تنجح فيه المدنية.
* حجة الشاهد :وذلك بربط الموضوع المعالج بالسياق الذي يحتويه ،فاستشهد الكاتب بالعالم العربي ،والمجتمعات المتقدمة،
االستقالل المغربي.
وعهد الحماية في المغرب ،وثلث قرن ،والعالم الثالث ،وفترة ا
* حجة المثال :وتستخدم لتوضيح قاعدة معروفة ومسلم بها إلعطائها مصداقية (الحديث عن محددات المجتمع المدني ،وما
يبعد المجتمعات عن المدنية) .وبذلك استطاع الكاتب أن يدافع عن وجهة نظره المتمثلة في محاولة إقناعنا بأن المغرب
االستنباطي الذي ينطلق أرضية خصبة يمكن أن تنجح فيه المدنية .وحتى يت اسم خطابه بالحيادية والموضوعية اعتمد المنهج ا
من العام نحو الخاص ،إذ قدم تعريفا للمجتمع المدني وحدد خصائصه ،ثم انتقل إلى الحديث عن المدنية في المغرب اعتمادا
على ما سبقت اإلشارة إليه ( من هذه المنطلقات ،)...هذا التدرج استدراج للمتلقي من أجل قبول الفكرة المعروضة ،فجعل
للموضوع مقدمة وفرشا عاما ،وخلص إلى نتيجة ،فبنى النص بشكل منطقي ومنهج استنباطي ،غابت فيه الذاتية إذ قلل من
استعمال ضمير المتكلم (يمكن أن أقول ...يمكن أن نشير...أن نلقي ...فسندرك ...شعبنا )...فطغى الضمير الذي أحال على
جماعة المتكلمين إلضفاء الموضوعية على الخطاب.
الخطاب الصحافي بناء محكم يعتمد منهجية يجب أن تكون مضبوطة ،وفي النص بعض تجلياته ،فقد عرض الكاتب
موضوعه وناقشه وخلص إلى نتيجة ،وهذا البناء المتسلسل ال يربك المتلقي إذ يتلمس تسلسال وترابطا في أفكار النص.
كما أن النص يتسم بالوحدة الموضوعية إذ عالج الموضوع نفسه (المجتمع المدني) منذ البداية إلى النهاية ،كما أن
الخطاب الصحافي يجب أن يكون قصير الحجم العتبارات أهمها رفع الملل الناتج عن التطويل .وبذلك يجب أن يتفادى
واالختصار الم اخل ،لذلك يكتفي الكاتب أحيانا بنقط الحذف ،أو يتوسل بألفاظ وعبارات عامة (كل أشكال التطويل الم امل ا
الميز ...العقود الثالثة ونيف )...دون الدخول في التفاصيل.
ومما يميز النص والخطاب الصحافي عموما هو الطابع التقريري الواصف الذي يحدد هدفه بلغة مباشرة سهلة الفهم،
والعامى ...وإرضاء
ا على اعتبار أنه خطاب موجه للعموم ،والمجتمع فسيفساء وخليط؛ فيه األمي والجاهل والنخبوي والبسيط
كل هذه الفئات يقتضي تنويع الخطاب .لذلك حضر السرد والوصف واإلقناع .ومادام الخطاب موجها لفئات متفاوتة اإلدراك
االستمالة فتارة يستعمل الحجج الفكرية المنطقية ،وتارة يستهدف المشاعر واألحاسيس ،وبذلك فإنه يتأرجح بين اإلقناع و ا
فالخطاب إما موجه للعقل وإما موجه للقلب.