You are on page 1of 130

‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ملزمة‬
‫التربية اإلسالمية‬
‫‪202 1‬‬

‫للصف األول المتوسط‬

‫‪2021‬‬
‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫الفهرس‬
‫الوحدة األولى‪:‬‬
‫الصفحة‬
‫الدرس األول‪ :‬سورة الفجر‬
‫‪9‬‬
‫الدرس الثاني‪ :‬أهمية القرآن في حياة اإلنسان‬
‫‪11‬‬
‫الدرس الثالث‪ :‬من سن سنة حسنة‬
‫‪13‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬ثمار العبادات‬
‫‪15‬‬
‫الدرس الخامس‪ :‬ثبات الرسول صلى هللا عليه وسلم أمام تعنت المشركين وإغراءهم‬
‫‪18‬‬
‫الدرس السادس‪ :‬أداء األمانة‬
‫‪21‬‬
‫الوحدة الثانية‪:‬‬
‫الدرس األول‪ :‬سورة البروج‬
‫‪24‬‬
‫الدرس الثاني‪ :‬القرآن الكريم‬
‫‪26‬‬
‫الدرس الثالث‪ :‬الصدق والكذب‬
‫‪28‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الطهارة‬
‫‪31‬‬
‫الدرس الخامس‪ :‬هجرة النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪33‬‬
‫الدرس السادس‪ :‬النظافة‬
‫‪36‬‬

‫‪2‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫الوحدة الثالثة‪:‬‬
‫الدرس األول‪ :‬سورة اإلنشقاق‬
‫‪38‬‬
‫الدرس الثاني‪ :‬القرآن الكريم نزوله وموضوعاته‬
‫‪40‬‬
‫الدرس الثالث‪ :‬النهي عن الحسد‬
‫‪42‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الوضوء‬
‫‪44‬‬
‫الدرس الخامس‪ :‬أبو بكر الصديق‬
‫‪46‬‬
‫الدرس السادس‪ :‬السخرية واللمز والتنابز‬
‫‪49‬‬
‫الوحدة الرابعة‪:‬‬
‫الدرس األول‪ :‬سورة المطففين‬
‫‪51‬‬
‫الدرس الثاني‪ :‬القصص القرآني‬
‫‪54‬‬
‫الدرس الثالث‪ :‬أحب األعمال إلى هللا‬
‫‪56‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬فريضة الصالة‬
‫‪58‬‬
‫الدرس الخامس‪ :‬اإلمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي هللا عنهم‬
‫‪59‬‬
‫الدرس السادس‪ :‬التعاون‬
‫‪61‬‬
‫الوحدة الخامسة‪:‬‬
‫الدرس األول‪ :‬سورة اإلنفطار‬
‫‪63‬‬
‫الدرس الثاني‪ :‬إسماعيل عليه السالم‬

‫‪3‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪66‬‬
‫الدرس الثالث‪ :‬تقوى هللا وحسن المعاملة‬
‫‪68‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬أهمية الصالة‬
‫‪70‬‬
‫الدرس الخامس‪ :‬اإلمام زين العابدين‬
‫‪72‬‬
‫الدرس السادس‪ :‬السرقة‬
‫‪74‬‬

‫من أحكام التالوة‬


‫علم التجويد‬

‫التجويد‪ :‬في اللغة ‪ :‬التحسين‬


‫وفي االصطالح هو علم يعرف به إعطاء كل حرف حقه ومستحقه من األحكام ‪.‬‬
‫ُ‬
‫صون اللسان ِمنَ الخطأ في كالم هللا تعالى ‪.‬‬ ‫و غايته ‪:‬‬
‫المد‪:‬هو إطالة الصوت بقدر معلوم بحرف من أحرف المد ‪.‬‬
‫‪ -‬أحرف المد هي‪:‬‬
‫األلف الساكنة المفتوح ما قبلها مثل ‪ :‬قاْل‪.‬‬
‫الواو الساكنة المضموم ما قبلها مثل ‪ :‬يقول‪.‬‬
‫الياء الساكنة المكسور ما قبلها مثل‪ :‬قيل‪.‬‬
‫المد األصلي‪ :‬هو أن نمدَّ حروف المدّ الثالثة (األلف ‪ ،‬والواو‪ ،‬والياء) مدّا‬
‫ص وليس بعده همزة أو سكون مثل ‪( :‬قاْلُوا‪َ (،‬كاْنَ )‪،‬األلف‬
‫طبيعيا فال نزيدُ وال نُن ِق ُ‬

‫‪4‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫الساكنة المفتوح ما قبلها ‪ ،‬والياء الساكنة المكسور ما قبلها والواو الساكنة الساكنة‬
‫ت بعدها همزة أو سكون ويُمدُّ مقدار حركتين‪.‬‬ ‫المضموم ما قبلها ولم يأ ِ‬
‫النص القرآني اآلتي ذاكرا السبب‪ ،‬قال‬ ‫ّ‬ ‫ي ( الطبيعي) في‬ ‫مثال‪ :‬عي ِّن المدَّ األصل ّ‬
‫صلَ َح ِم ْن آبَائِ ِه ْم َوأ َ ْز َو ِ‬
‫اج ِه ْم َوذُ ِ ّريَّاتِ ِه ْم ۖ ﴾‬ ‫تعالى﴿ َجنَّتُ َع ْد ٍن يَ ْد ُخلُونَ َها َو َمن َ‬
‫(الرعد‪)23:‬‬
‫الحل ‪:‬‬
‫أ‪-‬يوجد المد في كلمة (جنآت) ‪ :‬ألن األلف الساكنة مفتوح ما قبلها ‪.‬‬
‫ب‪ -‬يوجد المد في كلمة (يدخلونها) وفيها مدان ‪:‬‬
‫‪ -1‬الواو الساكنة مضموم ما قبلها‬
‫‪ -2‬األلف الساكنة مفتوح ما قبلها فهما مدان طبيعيان ‪.‬‬
‫ج‪ -‬وفي كلمة (وأزواجهم) فإن األلف الساكنة مفتوح ما قبلها فهي مد طبيعي ‪.‬‬
‫االالاللللتتبتن‬
‫التمرينات‬

‫‪ ‬ت – ‪ - 1‬عين المد األصلي في النصوص القرآنية وأذكر السبب‪:‬‬


‫ار الَّذِينَ َكفَ ُروا َيا َو ْيلَنَا‬
‫ص ُ‬‫صةٌ أ َ ْب َ‬
‫َاخ َ‬
‫يش ِ‬ ‫ب ْال َو ْعد ُ ْال َح ُّق فَإِذَا ِه َ‬ ‫‪ -‬قال تعالى‪َ ( :‬وا ْقت َ َر َ‬
‫ظا ِل ِمينَ ) ( األنبياء ‪.) 97:‬‬ ‫قَ ْد ُكنَّا ِفي َغ ْفلَ ٍة ِم ْن َٰ َهذَا َب ْل ُكنَّا َ‬
‫‪ ‬الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬فإذا‪ :‬األلف ساكنة ما قبلها مفتوح‬
‫‪ -‬شاخصة‪ :‬األلف ساكنة ما قبلها مفتوح‬
‫‪ -‬أبصار‪ :‬األلف ساكنة ما قبلها مفتوح‬
‫‪ -‬الذين‪ :‬الياء ساكنة ما قلبها مكسور‬
‫‪ -‬كفروا‪ :‬الواو ساكنة ما قبلها مضموم‬
‫‪ -‬كنا‪ :‬األلف ساكنة ما قبلها مفتوح‬
‫‪ -‬ظالمين‪ :‬الياء ساكنة ما قبلها مكسور‬
‫ق ۚ ت َ َعالَ َٰى َع َّما يُ ْش ِر ُكونَ ) ( النحل ‪)3:‬‬ ‫ض ِب ْال َح ّ ِ‬
‫ت َو ْاأل َ ْر َ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫‪ -‬قال تعالى‪َ ( :‬خلَقَ ال َّ‬

‫‪5‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ ‬الجواب‪:‬‬
‫‪ -2‬السماوات‪ :‬األلف ساكنة ما قبلها مفتوح‬
‫‪ -‬تعالى‪ :‬األلف ساكنة ما قبلها مفتوح‬
‫‪ -‬عما‪ :‬األلف ساكنة ما قبلها مفتوح‬
‫‪ -‬يشركون‪ :‬الواو ساكنة ما قبلها مضموم‬
‫ين ) ( النحل ‪)4/‬‬ ‫َصي ٌم ُمبِ ٌ‬‫طفَ ٍة فَإِذَا ُه َو خ ِ‬ ‫سانَ ِم ْن نُ ْ‬ ‫‪ -‬قال تعالى‪َ ( :‬خلَقَ ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫‪ ‬الجواب‪:‬‬
‫‪ -3‬اإلنسان‪ :‬األلف ساكنة ما قبلها مفتوح‬
‫‪ -‬خصيم‪ :‬الياء ساكنة ما قبلها مكسور‬
‫‪ -‬مبين‪ :‬الياء ساكنة ما قبلها مكسور‬
‫ِف ٌء َو َمنَا ِف ُع َو ِم ْن َها تَأ ْ ُكلُونَ ) ( النحل ‪) 5/‬‬ ‫ام َخلَقَ َها ۗ لَ ُك ْم ِفي َها د ْ‬ ‫‪ -‬قال تعالى‪َ ( :‬و ْاأل َ ْن َع َ‬
‫‪ ‬الجواب‪:‬‬
‫‪ -4‬األنعام‪ :‬األلف ساكنة ما قبلها مفتوح‬
‫‪ -‬خلقها‪ :‬األلف ساكنة ما قبلها مفتوح‬
‫فيها‪ :‬الياء ساكنة ما قبلها مكسور‬
‫‪ +‬األلف ساكنة ما قبلها مفتوح‬
‫‪ -‬منافع‪ :‬األلف ساكنة ما قبلها مفتوح‬
‫‪ -‬منها‪ :‬األلف ساكنة ما قبلها مفتوح‬
‫‪ -‬تأكلون‪ :‬الواو ساكنة ما قبلها مضموم‬
‫‪ ‬ت‪ - 2 -‬عين األلف الساكنة المفتوح ما قبلها في النصوص القرآنية اآلتية‪:‬‬
‫َّللاِ َو َال َينقُضُونَ ْال ِميثَاقَ )‪ (.‬الرعد ‪) 20:‬‬ ‫‪ -‬قال تعالى‪ ( :‬الَّذِينَ يُوفُونَ ِب َع ْه ِد َّ‬
‫‪ ‬الجواب‪ :‬الميثاق‬
‫‪ -‬قال تعالى‪ ﴿:‬فَ َو َر ِبّ َك لَنَ ْسأَلَنَّ ُه ْم أ َ ْج َم ِعينَ (‪َ )92‬ع َّما َكانُوا يَ ْع َملُونَ (‪( ﴾)93‬الحجر)‬
‫‪ ‬الجواب‪ :‬عما‪ ،‬كانوا‬
‫سنَ ِة ۖ َو َجاد ِْل ُهم ِبالَّتِي ِه َ‬
‫ي‬ ‫ظ ِة ْال َح َ‬
‫سبِي ِل َر ِبّ َك ِب ْال ِح ْك َم ِة َو ْال َم ْو ِع َ‬
‫ع ِإلَ َٰى َ‬ ‫‪ -‬قال تعالى‪ ﴿:‬ا ْد ُ‬
‫س ِبي ِل ِه ۖ َو ُه َو أ َ ْعلَ ُم ِب ْال ُم ْهت َ ِدينَ ﴾ (النحل ‪)125:‬‬ ‫ض َّل َعن َ‬ ‫س ُن ۚ ِإ َّن َرب ََّك هُ َو أ َ ْعلَ ُم ِب َمن َ‬
‫أ َ ْح َ‬
‫‪ ‬الجواب‪ :‬والموعظة‪ ،‬إلى‬
‫صبَ ْرت ُ ْم لَ ُه َو َخي ٌْر‬
‫عوقِ ْبتُم بِ ِه ۖ َولَئِن َ‬‫عاقَ ْبت ُ ْم فَعَاقِبُوا بِ ِمثْ ِل َما ُ‬ ‫‪ -‬قال تعالى ‪َ ( :‬وإِ ْن َ‬
‫صا ِب ِرينَ ) ( النحل ‪) 126 :‬‬ ‫ِلّل َّ‬
‫‪ ‬الجواب‪ :‬عاقبتم‪ ،‬فعاقبوا‪ ،‬ما‬
‫‪ ‬ت‪ -3-‬عين كال من الياء الساكنة المكسور ما قبلها والواو الساكنة المضموم‬
‫ما قبلها في النصوص القرآنية التالية‪:‬‬
‫َّللاَ َم َع الَّذِينَ اتَّقَوا َّوالَّذِينَ ُهم ُّم ْح ِسنُونَ ) ( النحل ‪) 12:‬‬ ‫‪ -‬قال تعالى‪ِ ( :‬إ َّن َّ‬

‫‪6‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ ‬الجواب‪ :‬الذين‪ ،‬الذين‪ ،‬محسنون‪.‬‬


‫سوال )‬ ‫ث َّ‬
‫َّللاُ َر ُ‬ ‫‪ -‬قال تعالى‪َ ( :‬و ِإذَا َرأ َ ْو َك ِإ ْن يَت َّ ِخذُون ََك ِإ َّال هُ ُزوا أ َ َٰ َهذَا الَّذِي بَ َع َ‬
‫(الفرقان‪) 41 :‬‬
‫‪ ‬الجواب‪ :‬يتخذونك‪ ،‬هزؤا‪.‬‬

‫ب أ َ َّن أ َ ْكث َ َر ُه ْم يَ ْس َمعُونَ أ َ ْو يَ ْع ِقلُونَ ۚ إِ ْن هُ ْم إِ َّال َك ْاأل َ ْنعَ ِام ۖ بَ ْل هُ ْم‬


‫س ُ‬‫‪ -‬قال تعالى ‪ ( :‬أ َ ْم ت َ ْح َ‬
‫سبِيال ) ( الفرقان ‪) 44:‬‬ ‫أَ َ‬
‫ض ُّل َ‬
‫‪ ‬الجواب‪ :‬يسمعون‪ ،‬يعقلون‪.‬‬
‫ي خَا ِو َيةٌ َعلَ َٰى‬ ‫ب َكفَّ ْي ِه َعلَ َٰى َما أَنفَقَ فِي َها َو ِه َ‬ ‫ص َب َح يُقَ ِلّ ُ‬
‫ط ِبث َ َم ِر ِه فَأ َ ْ‬‫‪ -‬قال تعالى ‪َ ( :‬وأ ُ ِحي َ‬
‫ع ُرو ِش َها َو َيقُو ُل َيا لَ ْيتَنِي لَ ْم أ ُ ْش ِر ْك ِب َر ِبّي أ َ َحدا ) (الكهف‪) 42 :‬‬ ‫ُ‬
‫‪ ‬الجواب‪ :‬أحيط‪ ،‬فيها‪ ،‬عروشها‪.‬‬

‫القلقلة‪ :‬هي ارتجاج مخرج الحرف الساكن عند النطق به‪ .‬وحروف القلقلة خمسة‬
‫مجموعة في كلمتي (قطب جد) وتقسم إلى قسمين هما ‪:‬‬
‫‪ -1‬قلقلة صغرى‪ :‬وهي أن تكون حروف القلقلة في وسط الكلمة وتكون نبرتها‬
‫أقل قوة من القلقلة الكبرى مثال‪ :‬يقدر‪ -‬يطبع ‪ -‬نجوى ‪ -‬إبراهيم ‪ -‬يدرأ‪.‬‬
‫‪ -2‬قلقلة كبرى ‪ :‬وهي أن تكون حروف القلقلة في آخر الكلمة متحركة ثم نقف‬
‫عليها بالسكون وتكون نبرتها أكثر قوة من القلقة الصغرى ‪.‬‬

‫اصدار الملزمة‬ ‫مثال‪:‬‬


‫ق ) (الفلق ‪)1:‬‬ ‫ب ْالفَلَ ِ‬
‫عوذُ بِ َر ِّ ِ‬ ‫‪ -1‬قال تعالى ‪( :‬قُ ْل أ َ ُ‬
‫‪2021‬‬ ‫ب ) (الفلق ‪) 3:‬‬ ‫ق ِإ َذا َوقَ َ‬
‫‪ -2‬قال تعالى ‪َ ( :‬و ِم ْن ش ِ َِّر غَا ِس ٍ‬
‫َّللاُ ِم ْن َو َرائِ ِه ْم ُم ِحيط) (البروج ‪)20:‬‬ ‫‪ -3‬قال تعالى ‪َ ( :‬و ه‬
‫ت ْالب ُُروجِ) (البروج ‪) 1:‬‬ ‫اء َذا ِ‬‫س َم ِ‬‫‪ -4‬قال تعالى ‪َ ( :‬وال ه‬
‫‪ -5‬قال تعالى ‪َ ( :‬وقَا َل الهذِينَ َكفَ ُروا ه َْل نَدُلُّ ُك ْم َعلَ ٰى َر ُج ٍل يُنَ ِبِّئ ُ ُك ْم ِإ َذا ُم ِ ِّز ْقت ُ ْم ُك هل ُم َم هز ٍ‬
‫ق‬
‫ق َجدِي ٍد) (سبأ‪)7:‬‬ ‫ِإنه ُك ْم لَ ِفي خ َْل ٍ‬

‫‪7‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫مثال ‪ :‬عين أحرف القلقلة في اآلية القرانية مع ذكر السبب‪ :‬قال تعالى‪َ ( :‬ي ْو َم ن ْ‬
‫َط ِوي‬
‫ب ۚ َك َما بَدَأْنَا أ َ َّو َل خ َْل ٍ‬
‫ق نُّ ِعيدُهُ ۚ َوعْدا َعلَ ْينَا ۚ إِنَّا ُكنَّا فَا ِع ِلينَ )‪.‬‬ ‫س ِِج ِّل ِل ْل ُكت ُ ِ‬
‫ي ِ ال ّ‬ ‫س َما َء َك َ‬
‫ط ّ‬ ‫ال َّ‬
‫(االنبياء ‪) 104 :‬‬
‫‪ ‬الجواب‪ :‬الطاء الساكنة في كلمة نطوي ‪ ،‬قلقلة صغرى ‪ ،‬والباء‬
‫المكسورة في كلمة (للكتب) حكمها قلقلة كبرى عند الوقوف عليها‬
‫بالسكون ألنها جاءت آخر الكلمة ‪.‬‬

‫أمثلة على القلقلة في وسط الكلمة وفي آخرها‪:‬‬


‫القلقة في آخر الكلمة‬ ‫الحرف القلقلة في وسط الكلمة‬
‫قل أعوذ برب الفلق‬ ‫إقرأ بإسم‬ ‫قـ‬
‫واله من ورائهم محيط‬ ‫الذي أطعمهم من جوع‬ ‫طـ‬
‫ومن شر غاسق إذا وقب‬ ‫والعاديات ضبحا‬ ‫بـ‬
‫والسماء ذات البروج‬ ‫إن إلى ربك الرجعى‬ ‫حـ‬
‫إن هللا يفعل ما يريد‬ ‫وما أدراك ما هي‬ ‫د‬

‫تمرينات على أحرف القلقة‬


‫االلبا‬

‫‪ ‬ت‪ - 1-‬عين أحرف القلقلة ونوعها في النصوص القرآنية اآلتية‪:‬‬


‫‪ -‬قال تعالى ‪َ ( :‬ال أ ُ ْق ِس ُم ِبيَ ْو ِم ْال ِقيَا َم ِة ) ( القيامة‪) 1:‬‬
‫‪ ‬الجواب‪ :‬أقسم‪ :‬قلقلة صغرى‪.‬‬
‫ام ٍر َيأْتِينَ ِمن ُك ِّل‬
‫ض ِ‬‫وك ِر َجاال َو َعلَ َٰى ُك ِّل َ‬‫اس ِب ْال َح ّجِ َيأْت ُ َ‬
‫‪ -‬قال تعالى ‪َ ( :‬وأَذِّن فِي النَّ ِ‬
‫ق) ( الحج ‪) 27:‬‬ ‫فَ ّجٍ َع ِمي ٍ‬
‫‪ ‬الجواب‪ :‬عميق‪ :‬قلقلة كبرى‪.‬‬
‫ير) ( فاطر ‪) 13:‬‬ ‫‪ -‬قال تعالى ‪َ ( :‬والَّذِينَ ت َ ْدعُونَ ِمن دُونِ ِه َما يَ ْم ِل ُكونَ ِمن قِ ْ‬
‫ط ِم ٍ‬
‫‪ ‬الجواب‪ :‬قطمير‪ :‬قلقلى صغرى‪.‬‬
‫ب) ( الفجر ‪) 13:‬‬ ‫عذَا ٍ‬‫ط َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫صبَّ َعلَ ْي ِه ْم َرب َُّك َ‬
‫‪ -‬قال تعالى ‪( :‬فَ َ‬
‫‪ ‬الجواب‪ :‬عذاب‪ :‬قلقلى كبرى‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ت ْال َوقُو ِد )‪ ( )(5‬البروج )‬ ‫اب ْاأل ُ ْخدُو ِد )‪(4‬النَّ ِ‬


‫ار ذَا ِ‬ ‫‪ -‬قال تعالى ‪( :‬قُتِ َل أ َ ْ‬
‫ص َح ُ‬
‫‪ ‬الجواب‪ :‬األخدود‪ :‬قلقلة كبرى ‪ -‬الوقود‪ :‬قلقلة كبرى‪.‬‬

‫‪ ‬ت‪– 2-‬‬
‫أ‪ -‬عرف القلقلة الكبرى ومثل لها‪.‬‬
‫‪ ‬الجواب‪ :‬القلقلة الكبرى هي أن تكون حروف القلقلة في آخر الكلمة‬
‫لمتحركة ثم نقف عليها بالسكون وتكون نبرتها أكثر قوة من القلقلة‬
‫الصغرى مثل قوله تعالى‪( :‬فصب عليهم ربك سوط عذاب)‬
‫ب‪-‬عرف القلقلة الصغرى و مثل لها‪.‬‬
‫و هي ان تكون حروف القلقلة وسط الكلمة و تكون نبرتها اقل قوة من‬
‫القلقلة الكبرى مثل قوله تعالى ‪َ ( :‬ال أ ُ ْق ِس ُم بِيَ ْو ِم ْال ِقيَا َم ِة )‬
‫ج‪ -‬ما الفرق بين القلقلة الصغرى والقلقلة الكبرى وضح ذلك باالمثلة ؟‬
‫القلقلة الكبرى‬ ‫القلقلة الصغرى‬
‫‪ -1‬حروفها في اخر الكلمة‬ ‫‪ -1‬حروفها في وسط الكلمة‬
‫متحركة تقف عليها بالسكون‬ ‫‪ -2‬نبرتها اقل قوة‬
‫‪ -2‬نبرتها اكثر قوة‬ ‫ض ْب ًحا )‬
‫ت َ‬ ‫( َو ْال َعا ِديَا ِ‬
‫ق)‬‫ب ْالفَلَ ِ‬‫عوذ ُ ِب َر ّ ِ‬ ‫(قُ ْل أ َ ُ‬ ‫(الهذِي أ َ ْ‬
‫ط َع َم ُهم ِ ِّمن ُجوعٍ َوآ َمنَ ُهم‬
‫ت ْالبُ ُروجِ)‬ ‫س َماء ذَا ِ‬ ‫( َوال َّ‬ ‫ِ ِّم ْن خ َْوفٍ )‬

‫آداب تالوة القرآن الكريم‬


‫أن يكون طاهرا مستقبال القبلة وإن يجلس في أدب ووقار فضال عن طهارة‬ ‫‪o‬‬
‫المكان والملبس‪.‬‬
‫االستعاذة باهلل من الشيطان الرجيم ومن ثم البسملة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫ال بد ان يستشعر القارئ هيبة ربه وعظمة القرآن الكريم وان تخشع نفسه عند‬ ‫‪o‬‬
‫التالوة ويقرأ بهدوء ورزانة‪.‬‬
‫أن يشعر القارئ بأنه مخاطب بالنص القرآني‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫التزا ُم الخشوعِ عند التالوة و أن يتجنب القارئ كل ما يخل بقدسية القرآن‬ ‫‪o‬‬
‫الكريم كالضحك واللغو والعبث واللهو أو اإلنشغال عن القراء ة بأي أمور‬
‫جانبية فال يسهو مع من يسهو وال يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن وعلى‬

‫‪9‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫القارئ أن يترجم المثل العليا والخلق السوي والسلوك الحسن إلى واقع الحياة‬
‫اليومية‪.‬‬
‫التالوة بالتدبر والتفكر واستحضار القلب وتفهم معاني القرآن وأسراره‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫تحسين الصوت بالتالوة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫إذا مر بأية فيها دعاء دعا وإذا مر بآية فيها رحمة طلبها وإذا مر بآية فيها‬ ‫‪o‬‬
‫استغفار استغفر‪.‬‬
‫أن يجتهد في أن يتصف قارئه بصفات أهل القرآن وأخالقهم‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫الوحدة األولى‬
‫الدرس األول‪ :‬سورة الفجر‬

‫ايات الحفظ ( ‪) 14 – 1‬‬ ‫﷽‬


‫س ِر ﴿‪َ ﴾٤‬ه ْل فِي َٰذَ ِلكَ‬ ‫ش ْف ِع َوا ْل َوتْ ِر ﴿‪َ ﴾۳‬واللَّ ْي ِل إِذَا يَ ْ‬ ‫عش ٍْر ﴿‪َ ﴾۲‬وال َّ‬ ‫َوا ْلفَ ْج ِر ﴿‪َ ﴾۱‬ولَيَا ٍل َ‬
‫ت ا ْل ِع َما ِد ﴿‪ ﴾٧‬الَّتِي لَ ْم‬ ‫ف فَعَ َل َربُّكَ ِبعَا ٍد ﴿‪ ﴾٦‬إِ َر َم ذَا ِ‬ ‫س ٌم ِلذِي ِح ْج ٍر ﴿‪ ﴾٥‬أَلَ ْم ت َ َر َك ْي َ‬ ‫قَ َ‬
‫ص ْخ َر بِا ْل َوا ِد ﴿‪َ ﴾۹‬وفِ ْرع َْو َن ذِي‬ ‫ِين َجابُوا ال َّ‬ ‫يُ ْخلَقْ ِمثْلُ َها فِي ا ْلبِ َال ِد ﴿‪َ ﴾۸‬وث َ ُمو َد الَّذ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم‬ ‫ب َ‬ ‫ص َّ‬ ‫سا َد ﴿‪ ﴾۱۲‬فَ َ‬ ‫طغَ ْوا فِي ا ْلبِ َال ِد ﴿‪ ﴾۱۱‬فَأ َ ْكث َ ُروا فِي َها ا ْلفَ َ‬ ‫ْاأل َ ْوتَا ِد ﴿‪ ﴾۱۰‬الَّذ َ‬
‫ِين َ‬
‫سا ُن إِذَا َما ا ْبت َ َالهُ َربُّهُ‬ ‫صا ِد ﴿‪ ﴾۱٤‬فَأ َ َّما ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ب ﴿‪ ﴾۱۳‬إِ َّن َربَّكَ لَبِا ْل ِم ْر َ‬ ‫عذَا ٍ‬ ‫ط َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫َربُّكَ َ‬
‫علَ ْي ِه ِر ْزقَهُ فَيَقُو ُل‬ ‫فَأَك َْر َمهُ َونَعَّ َمهُ فَيَقُو ُل َربِي أَك َْر َم ِن ﴿‪َ ﴾۱٥‬وأ َ َّما إِذَا َما ا ْبت َ َالهُ فَقَد ََر َ‬
‫علَ َٰى َطعَ ِام‬
‫ون َ‬‫ض َ‬ ‫ون ا ْليَتِي َم ﴿‪َ ﴾۱٧‬و َال ت َ َحا ُّ‬ ‫َربِي أ َ َهانَ ِن ﴿‪ ﴾۱٦‬ك ََّال ۖ بَ ْل َال تُك ِْر ُم َ‬
‫ون ا ْل َما َل ُحبًّا َج ًّما ﴿‪ ﴾۲۰‬ك ََّال‬ ‫اث أَك اْال لَ ًّما ﴿‪َ ﴾۱۹‬وت ُ ِحبُّ َ‬ ‫ون الت ُّ َر َ‬ ‫ين ﴿‪َ ﴾۱۸‬وتَأ ْ ُكلُ َ‬ ‫س ِك ِ‬ ‫ا ْل ِم ْ‬
‫صفًّا ﴿‪َ ﴾۲۲‬و ِجي َء َي ْو َم ِئ ٍذ‬ ‫صفًّا َ‬ ‫ض َدكًّا َدكًّا ﴿‪َ ﴾۲۱‬و َجا َء َربُّكَ َوا ْل َملَكُ َ‬ ‫ت ْاأل َ ْر ُ‬ ‫ِإذَا ُد َّك ِ‬
‫الذك َْر َٰى ﴿‪ ﴾۲۳‬يَقُو ُل َيا لَ ْيتَنِي قَد َّْمتُ ِل َح َياتِي‬ ‫سانُ َوأ َنَّ َٰى لَهُ ِ‬ ‫ِب َج َهنَّ َم ۚ َي ْو َم ِئ ٍذ يَتَذَك َُّر ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫س‬ ‫ق َوثَاقَهُ أ َ َح ٌد ﴿‪َ ﴾۲٦‬يا أَيَّت ُ َها النَّ ْف ُ‬ ‫عذَا َبهُ أ َ َح ٌد ﴿‪َ ﴾۲٥‬و َال يُو ِث ُ‬ ‫ِب َ‬ ‫﴿‪ ﴾۲٤‬فَ َي ْو َم ِئ ٍذ َال يُ َعذ ُ‬
‫اض َيةا َم ْر ِضيَّةا ﴿‪ ﴾۲۸‬فَا ْد ُخ ِلي فِي ِع َبادِي ﴿‪﴾۲۹‬‬ ‫ار ِج ِعي ِإلَ َٰى َر ِب ِك َر ِ‬ ‫ا ْل ُم ْط َم ِئنَّةُ ﴿‪ْ ﴾۲٧‬‬
‫َوا ْد ُخ ِلي َجنَّ ِتي ﴿‪﴾۳۰‬‬
‫صدق هللا العظيم‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫معاني الكلمات‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫فجر كل يوم‪.‬‬ ‫والفجر‬

‫الليالي العشر األُول من ذي الح ّجة‬ ‫وليا ٍل عشر‬

‫مقبال أو مدبرا‪.‬‬ ‫يسر‬


‫والليل إذا ِ‬

‫لذي عقل‪.‬‬ ‫لذي ِحجر‬

‫هي عاد األولى ‪ (.‬قوم هود )‬ ‫بعاد‬

‫أهل إرم التي كانت بناياتها عالية ترفعها‬ ‫إرم ذات العماد‬
‫َ‬
‫األعمدة الطويلة‪.‬‬

‫قطعوا الصخر ونحتوا في الصخور‬ ‫جابوا الصخر بالوا ِد‬


‫بيوتا بوادي القرى‪.‬‬

‫صاحب األوتاد وهي أربعةُ أوتاد يُشد ُ‬ ‫ذي األوتاد‬


‫ورجلي َمن يُعذَّب‪.‬‬
‫إليها يدي ِ‬

‫ظلموا العباد ‪.‬‬ ‫طغوا في البالد‬

‫أكثروا في البالد الظلم والجور والقتل و‬ ‫فأكثروا فيها الفساد‬


‫سائر المعاصي و االثام‬

‫نوع عذاب‪.‬‬ ‫سوط عذاب‬

‫يرصد أعمال العباد ليجزيهم عليها‪.‬‬ ‫لبالمرصاد‬

‫اختبره وامتحنه ‪.‬‬ ‫ابتاله‬


‫أكرمه بالمال والجاه ونّعمه بالخيرات‪.‬‬ ‫وأكرمه ونّعمه‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ي من مزايا على غيري ‪.‬‬


‫فضّلني لما لد ّ‬ ‫أكرمن‬
‫ِ‬

‫ضيقه ولم يوسعه عليه‪.‬‬ ‫فقدر عليه رزقه‬

‫أذلّني بالفقر ولم يشكر هللا على ما وهبه‪.‬‬ ‫أهانن‬


‫ِ‬

‫الميراث ‪.‬‬ ‫التراث‬

‫أكال كثيرا شديدا ‪.‬‬ ‫أكال ل َّما‬

‫حبّا شديدا كثيرا مع الحرص والشره ‪.‬‬ ‫حبّا ّجما‬

‫المؤمنة اآلمنة من العذاب‪.‬‬ ‫أيتها النفس المطمئنة‬

‫إلى جواره في الجنة‪.‬‬ ‫إرجعي إلى ربّك‬

‫المعنى العام للسورة‪:‬‬

‫ش ْف ِع َوا ْل َوتْ ِر ﴿‪َ ﴾۳‬واللَّ ْي ِل إِذَا يَ ْ‬


‫س ِر‬ ‫قال تعالى ‪َ ( :‬وا ْلفَ ْج ِر ﴿‪َ ﴾۱‬ولَيَا ٍل َ‬
‫عش ٍْر ﴿‪َ ﴾۲‬وال َّ‬
‫َٰ‬
‫س ٌم ِلذِي ِح ْج ٍر ﴿‪)﴾٥‬‬‫﴿‪َ ﴾٤‬ه ْل فِي ذَ ِلكَ قَ َ‬
‫األول من ذي الح ّجة وما‬‫أقسم هللا سبحانه بوقت الفجر‪ ،‬والليالي الع ْشر َ‬
‫فيها من بركة ‪ ،‬وبكل ش ْفع وفرد‪ ،‬وبالليل إذا يَ ْسري بظالمه ‪ ،‬أليس في األقسام‬
‫ع لك ّل أصحاب العقول بعظمة هللا ووحدانيتهُ ؟‬
‫المذكورة إقنا ٌ‬
‫أَلَ ْم ت َ َر َك ْي َ‬
‫ف فَ َع َل َربُّكَ بِ َعا ٍد ﴿‪ِ ﴾٦‬إ َر َم ذَا ِ‬
‫ت ا ْل ِع َما ِد ﴿‪ ﴾٧‬الَّتِي لَ ْم يُ ْخ َلقْ ِمثْلُ َها ِفي ا ْل ِب َال ِد‬
‫﴿‪﴾۸‬‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ألم تر ‪ -‬أيها الرسول‪ -‬كيف فعل ربّك بقوم عاد‪ ،‬قبيلة إرم‪ ،‬ذات القوة واألبنية‬
‫المرفوعة على األعمدة‪ ،‬التي لم يُخلق مثلها في البالد ل ِع َ‬
‫ظم األجساد وقوة البأس‪.‬‬
‫ص ْخ َر ِبا ْل َوا ِد ﴿‪﴾۹‬‬ ‫َوث َ ُمو َد الَّذ َ‬
‫ِين َجابُوا ال َّ‬
‫وكيف فعـل بثمود‪ ،‬قـوم صالح‪ ،‬الذين قطعوا الصخر بالوادي واتّخذوا منه‬
‫بيوتا ؟‬
‫َوفِ ْرع َْو َن ذِي ْاأل َ ْوتَا ِد ﴿‪﴾۱۰‬‬
‫كيف فعل بفرعون َم ِلك «مصر»‪ ،‬صاحب الجنود الذين ثبَّتوا ُمل َكهُ ‪َّ ،‬‬
‫وقووا‬
‫له أمره؟‬
‫س ْو َ‬
‫ط‬ ‫علَ ْي ِه ْم َربُّكَ َ‬
‫ب َ‬
‫ص َّ‬ ‫ِين َطغَ ْوا فِي ا ْلبِ َال ِد ﴿‪ ﴾۱۱‬فَأ َ ْكث َ ُروا فِي َها ا ْلفَ َ‬
‫سا َد ﴿‪ ﴾۱۲‬فَ َ‬ ‫الَّذ َ‬
‫صا ِد ﴿‪﴾۱٤‬‬ ‫عذَا ٍ‬
‫ب ﴿‪ ﴾۱۳‬إِ َّن َربَّكَ لَبِا ْل ِم ْر َ‬ ‫َ‬
‫هؤالء الذين استبدُّوا‪ ،‬وظلموا في بالد هللا‪ ،‬فأكثروا فيها الظلم والفساد‪ ،‬فأنزل‬
‫إن ربّك ‪-‬أيها الرسول‪ -‬لبالمرصا ِد ل َمن يعصيه‪،‬‬ ‫عليهم ربّك عذابا شديدا‪َّ .‬‬
‫عزيز مقتدر‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أخذَ‬
‫يُمهله قليال ثم يأخذه ْ‬
‫سانُ ِإذَا َما ا ْبت َ َال ُه َربُّهُ فَأَك َْر َمهُ َونَعَّ َمهُ فَ َيقُو ُل َر ِبي أَك َْر َم ِن ﴿‪﴾۱٥‬‬ ‫فَأ َ َّما ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫ط له رزقه‪ ،‬وجعله في أطيب‬‫فأ ّما اإلنسان إذا ما اختبره ربّه بالنعمة‪ ،‬وبس َ‬
‫أكرمن ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أن ذلك لكرامته عند ربّه‪ ،‬فيقول‪ :‬ربّي‬‫فيظن ّ‬
‫ُّ‬ ‫عيش‪،‬‬
‫علَ ْي ِه ِر ْزقَهُ فَ َيقُو ُل َربِي أ َ َهانَ ِن ﴿‪﴾۱٦‬‬
‫َوأ َ َّما ِإذَا َما ا ْبت َ َال ُه فَقَد ََر َ‬
‫فيظن ّ‬
‫أن ذلك لهوانِه‬ ‫ُّ‬ ‫اختبر هللاُ اإلنسانَ ‪ ،‬فضيَّق عليه رزقه‪،‬‬
‫َ‬ ‫وأ ّما إذا ما‬
‫أهانن‬
‫ِ‬ ‫على هللا‪ ،‬فيقول‪ :‬ربّي‬
‫ين ﴿‪َ ﴾۱۸‬وتَأ ْ ُكلُ َ‬
‫ون‬ ‫علَ َٰى َطعَ ِام ا ْل ِم ْ‬
‫س ِك ِ‬ ‫ض َ‬
‫ون َ‬ ‫ون ا ْليَتِي َم ﴿‪َ ﴾۱٧‬و َال ت َ َحا ُّ‬
‫ك ََّال ۖ بَ ْل َال تُك ِْر ُم َ‬
‫اث أَك اْال لَ ًّما ﴿‪َ ﴾۱۹‬وت ُ ِحبُّ َ‬
‫ون ا ْل َما َل ُحبًّا َج ًّما ﴿‪﴾۲۰‬‬ ‫الت ُّ َر َ‬
‫يظن هذا اإلنسان‪ ،‬بل اإلكرام بطاعة هللا‪ ،‬واإلهانة بمعصيته‪،‬‬ ‫األمر كما ّ‬
‫ُ‬ ‫ليس‬
‫ث بعضكم بعضا على‬ ‫وأنتم ال تكرمونَ اليتيم‪ ،‬وال تحسنونَ معاملته‪ ،‬وال َي ُح ُّ‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫إطعام المسكين‪ ،‬وتأكلون حقوق اآلخرين في الميراث أكال شديدا ‪ ،‬وتحبّونَ‬


‫المال حبّا مفرطا فتطمعونَ وتبخلون‪.‬‬
‫صفًّا ﴿‪َ ﴾۲۲‬و ِجي َء‬ ‫صفًّا َ‬‫ض َدكًّا َد ًّكا ﴿‪َ ﴾۲۱‬و َجا َء َربُّكَ َوا ْل َملَكُ َ‬ ‫ت ْاأل َ ْر ُ‬ ‫ك ََّال إِذَا ُد َّك ِ‬
‫الذك َْر َٰى ﴿‪ ﴾۲۳‬يَقُو ُل يَا لَ ْيتَنِي قَد َّْمتُ‬‫سا ُن َوأَنَّ َٰى لَهُ ِ‬ ‫يَ ْو َمئِ ٍذ ِب َج َهنَّ َم ۚ يَ ْو َمئِ ٍذ يَتَذَك َُّر ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫ِل َحيَاتِي ﴿‪﴾۲٤‬‬
‫ضها‬
‫سر بع ُ‬‫األرض و َك َّ‬
‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ما هكذا ينبغي ْ‬
‫أن يكونَ حالكم‪ .‬فإذا زلزل ِ‬
‫خل ِقه‪ ،‬والمالئكة صفوفا صفوفا‪ ،‬وجي َء‬ ‫بعضا‪ ،‬وجاء أمر ربّك للقضاء بين ْ‬
‫شرور أعماله فيندم عليها ‪،‬‬
‫َ‬ ‫الكافر‬
‫ُ‬ ‫يتذكر‬
‫ُ‬ ‫في ذلك اليوم العظيم بجهنَم‪ ،‬يومئذ‬
‫فرط فيهما في الدنيا‪ ،‬وفات أوانهما حينها‬ ‫والينفعه الندم والتوبة ساعتها وقد َّ‬
‫يتمنى لوكان عمل عمال صالحا في حياته ينفعه آلخرته‪.‬‬
‫ق َوثَاقَهُ أ َ َح ٌد ﴿‪﴾۲٦‬‬
‫عذَابَهُ أ َ َح ٌد ﴿‪َ ﴾۲٥‬و َال يُوثِ ُ‬ ‫فَيَ ْو َمئِ ٍذ َال يُعَذ ُ‬
‫ِب َ‬
‫ففي ذلك اليوم العصيب ال يستطي ُع أحدٌ وال يقدر ْ‬
‫أن يُعذب مثل تعذيب هللا من‬
‫عصاه‪ ،‬وال يستطي ُع أحدٌ ْ‬
‫أن يوثِقَ مث َل وثاق هللا‪ ،‬وال يبلغ أحدٌ مبلغه في ذلك‪.‬‬
‫اض َيةا َم ْر ِضيَّةا ﴿‪ ﴾۲۸‬فَا ْد ُخ ِلي فِي‬ ‫س ا ْل ُم ْط َمئِنَّةُ ﴿‪ْ ﴾۲٧‬‬
‫ار ِج ِعي ِإلَ َٰى َر ِب ِك َر ِ‬ ‫َيا أَيَّت ُ َها النَّ ْف ُ‬
‫ِع َبادِي ﴿‪َ ﴾۲۹‬وا ْد ُخ ِلي َجنَّ ِتي ﴿‪﴾۳۰‬‬
‫النفس المطمئنة إلى ذِكر هللا واإليمان به‪ ،‬وبما أعدَّه من النعيم‬
‫ُ‬ ‫يا أيتها‬
‫رضي‬
‫َ‬ ‫للمؤمنين‪ ،‬إرجعي الى ربّك راضية بإكرام هللا لك‪ ،‬وهللا سبحانه قد‬
‫عنك‪ ،‬فادخلي في ِعداد عباد هللا الصالحين‪ ،‬وادخلي معهم جنتي‪.‬‬
‫أهم ما ترشد إلية السورة ‪:‬‬
‫‪ -‬قدرة هللا تعالى وبطشه ال يستطيع أن ينفذ منها الكافرون مهما بلغت قوتهم كقوم‬
‫(عاد) ‪.‬‬
‫‪ -‬هللا تعالى يختبر االنسان في السراء‪ ،‬فوجب عليه شكر هللا لتدوم النعم ‪ ،‬ويختبره‬
‫في الضراء ‪ ،‬وعلى االنسان الصبر ليثيبه هللا على صبره ويعطيه افضل الجزاء ‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب اكرام اليتامى والحض على اطعام الجياع من فقراء ومساكين ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ -‬وجوب اعطاء المواريث لمستحقيها ذكورا وإناثا صغارا أو كبارا ‪.‬‬


‫‪ -‬التنديد بحب المال الذي يحمل على منع الحقوق ‪ ،‬ويزن االمور بميزانه قوة‬
‫وضعفا ‪.‬‬
‫‪ -‬جزاء المؤمنين المطمئنة قلوبهم بااليمان جنات النعيم ‪.‬‬
‫المناقشة‬
‫‪۱‬ـ لماذا أقس َم هللا بالش ْفع والوتر؟‬
‫أي أن هللا تعالى أقسم بالزوج والفرد‪ ،‬أي أنه أقسم بكل شيء خلقه وأقسم بنفسه‬
‫فكل األشياء التي خلقها هللا تعالى هي زوج (كالذكر واألنثى) (السالب والموجب)‬
‫وهو ما يسمى بالشفع وبنفسه ألنه فرد أي الوتر ألن هللا تعالى وحده ال شريك له‬
‫‪(-2‬أَلَ ْم ت َ َر َك ْي َ‬
‫ف فَعَ َل َربُّكَ ِبعَا ٍد (‪ِ )6‬إ َر َم ذَا ِ‬
‫ت ا ْل ِع َما ِد (‪ ))7‬الفجر‬
‫ماذا فعل هللا سبحانه وتعالى بقوم (عاد) ؟‬
‫أي ألم يبلغك يا محمد ويصل إلى علمك‪ ،‬ماذا فعل هللا تعالى يقوم (عاد) وهي قبيلة‬
‫(إرم) الذين كانوا يسكنون باألحالف بين عمان وحضرموت وهي قبيلة لم يخلق‬
‫هللا تعالى مثلها في قوتهم وشدتهم وكانوا يتميزون بضخامة أجسامهم وقد أهلكهم‬
‫هللا تعالى بأن أرسل عليهم ريحا صرصرا شديدة العذاب‪ ،‬والقصد من هذه اآلية‬
‫تخويف أهل مكة بما صنع هللا تعالی (بعاد)‬

‫‪ -۳‬ماذا فعل هللا بقوم فرعون ؟‬


‫هو فرعون الطاغية حاكم مصر وجنوده الذين كانوا يعذبون الناس ويشدونهم‬
‫باألوتاد وقد أغرقهم هللا تعالى بعد تكذيبهم للنبي موسى (عليه السالم)‬
‫ص ْخ َر بِا ْل َوا ِد ﴿‪( ﴾۹‬الفجر )‬ ‫‪َ -4‬وث َ ُمو َد الَّذ َ‬
‫ِين َجابُوا ال َّ‬
‫أي قوم جابوا الصخر بالواد ؟ ومن نبيهم ؟‬
‫هم قبيلة ثمود الذين قطعوا صخر الجبال ونحتوا بيوتا بوادي القري‪ ،‬ووادي حجر‬
‫على طريق الشام‪ ،‬ونبيهم صالح (عليه السالم)‪ ،‬وهؤالء أهلكوا (بالصيحة)‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ -٥‬ما واجب المسلم والمسلمة تجاه اليتيم؟‬


‫اكرامه و حسن معاملته‬

‫‪ -٦‬ماذا يفعل اإلنسان المؤمن إذا ما اختبره ربه بالنعمة ؟ وما الذي يفعله‬
‫الكافر إذا ما قدر هللا عليه رزقه ؟‬
‫أن اإلنسان إذا ما أختبره ربه بالنعمة وبسط له الرزق وجعله في أطيب عيش فيظن‬
‫ذلك لكرامة عند هللا تعالى‪ ،‬وأما الكافر الذي يضيق عليه رزقه فيظن أن ذلك‬
‫لهوانه على هللا‪ ،‬وال يعلم اإلنسان أن هللا يختبره أيشكر على النعمة التي أعطيت له‬
‫أم يصبر على الفقر الذي هو فيه ألن رضا هللا تعالى تكون بطاعته والتقرب إليه‬
‫بالشكر والصبر والعمل الصالح‬

‫النفس مطمئنة ؟‬
‫ُ‬ ‫‪ -٧‬متى تكو ُن‬
‫تكون النفس مطمئنة بذكر هللا واإليمان به ويوعد هللا التي ال يلحقها خوف‪ ،‬وال‬
‫فزع وهي كلمة تقال عند أحتضار الناس عند الموت بأن ترجع إلى ربها وجنته‬
‫راضية بما أعطاها هللا من النعم حينما أدخلها جنته مع األبرار الصالحين‬
‫‪ -8‬لماذا ورد ذكر األمم السابقة ؟‬
‫ألن في ذكرهم عبرة و عظة لمن يستمع الى ايات هللا تعالى فقد أهلكت تلك االمم و‬
‫هم أيضا سيهلكون وسيبعث الجميع من بعد موتهم أحياء كما تدب الحياة في‬
‫األرض الميتة فليبصروا ذلك وليتفكروا بنعمة هللا تعالى عليهم‬
‫ين ﴿‪﴾۱۸‬‬ ‫علَ َٰى َط َع ِام ا ْل ِم ْ‬
‫س ِك ِ‬ ‫ض َ‬
‫ون َ‬ ‫ون ا ْل َيتِي َم ﴿‪َ ﴾۱٧‬و َال ت َ َحا ُّ‬
‫‪ -9‬ك ََّال ۖ َب ْل َال تُك ِْر ُم َ‬
‫ون ا ْل َما َل ُحبًّا َج ًّما ﴿‪( ﴾۲۰‬الفجر )‬ ‫اث أَك اْال لَ ًّما ﴿‪َ ﴾۱۹‬وت ُ ِحبُّ َ‬ ‫َوتَأ ْ ُكلُ َ‬
‫ون الت ُّ َر َ‬
‫إكرام اإلنسان بطاعة هللا وأهانته بمعصيته هللا فما هي هذه المعاصي ؟‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫يخاطب سبحانه وتعالى الكافرين ويذكرهم بمعاصيهم فيقول لهم أنتم ال تكرمون‬
‫اليتيم ‪ ،‬وال تحسنون معاملته وال يحث بعضكم بعضا على إطعام المسكين وتأكلون‬
‫حلوق اآلخرين في الميراث أكال شديدا ‪ ،‬وتحبون المال حبا مفرطا فتطمعون‬
‫وتبخلون‬
‫صفًّا ﴿‪َ ﴾۲۲‬و ِجي َء‬ ‫صفًّا َ‬ ‫ض َدكًّا َدكًّا ﴿‪َ ﴾۲۱‬و َجا َء َربُّكَ َوا ْل َملَكُ َ‬ ‫ت ْاأل َ ْر ُ‬ ‫‪ -10‬ك ََّال إِذَا ُد َّك ِ‬
‫الذك َْر َٰى ﴿‪ ﴾۲۳‬يَقُو ُل يَا لَ ْيتَنِي قَد َّْمتُ‬ ‫سا ُن َوأَنَّ َٰى لَهُ ِ‬ ‫يَ ْو َمئِ ٍذ ِب َج َهنَّ َم ۚ يَ ْو َمئِ ٍذ يَتَذَك َُّر ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫ِل َحيَاتِي ﴿‪﴾۲٤‬‬
‫متى يذكر الكافر شرور اعماله فيندم عليها ؟‬
‫في اليوم العظيم بجهنم‪ ،‬يتذكر الكافر شرور اعماله فيندم عليها‪ ،‬وال ينفعه الندم‬
‫والتوبة ساعتها وقد فرط فيهما في الدنيا وفات أوانهما حينها يتمنى لو كان عمل‬
‫عمال صالحا في حياته ينفعه ألخرته‬
‫اضيَةا َم ْر ِضيَّةا ﴿‪﴾۲۸‬‬ ‫س ا ْل ُم ْط َمئِنَّةُ ﴿‪ْ ﴾۲٧‬‬
‫ار ِج ِعي إِلَ َٰى َر ِب ِك َر ِ‬ ‫‪ -11‬يَا أَيَّت ُ َها النَّ ْف ُ‬
‫فَا ْد ُخ ِلي فِي ِعبَادِي ﴿‪َ ﴾۲۹‬وا ْد ُخ ِلي َجنَّتِي ﴿‪﴾۳۰‬‬
‫متى تكون النفس مطمئنة ؟ و كيف يخاطبها هللا تعالى ؟‬
‫تكون النفس مطمئنة إلى ذكر هللا واإليمان به ‪ ،‬وبما أعده من النعيم للمؤمنين ‪،‬‬
‫فيخاطبها هللا ويقول ‪ :‬ارجعي إلى ربك راضية بإكرام هللا لك ‪ .‬وهللا سبحانه قد‬
‫رضي عنك ‪ ،‬فادخلي في عداد عباد هللا الصالحين ‪ ،‬وادخلي معهم جنتي‬

‫‪ ‬ضع عالعة (صح) أمام العبارة الصحيحة وعالمة خطأ أمام العبارة الغير‬
‫صحيحة وصحح الخطأ إن وجد‪.‬‬
‫‪ -‬اقسم هللا سبحانه وتعالى بوقت الفجر والليالي العشر األولى من ذي العقدة‪ .‬خطأ‬
‫‪ ‬الجواب‪ :‬الليالي العشر األولى من ذي الحجة‪.‬‬
‫‪ -‬الذين جابوا الصخر بالواد هم قوم نبي هللا صالح‪ .‬صح‬
‫‪ -‬أمر هللا سبحانه وتعالى بإكرام اليتيم وحسن معامالته‪ .‬صح‬
‫‪ -‬في يوم القيامة يتذكر الكافر شرور أعماله فيندم عليها‪ .‬صح‬
‫‪ -‬النفس المؤمنة المطمئنة يدخلها هللا الجنة‪ .‬صح‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫الدرس الثاني‪ :‬أهمية القرآن الكريم في حياة اإنسان‬


‫يعيش عيشةَ السعداء ْ‬
‫أن‬ ‫َ‬ ‫أن يحيا حياة هانئة ‪ْ ،‬‬
‫وأن‬ ‫ال بدّ لإلنسان الذي يريد ْ‬
‫استحضار لعظمة هللا‪ ،‬وقراءته‬
‫ٌ‬ ‫يحيا مع القرآن الكريم والذكر الحكيم ففيه‬
‫عبادة وفي آياته ِشفاء لصدور المؤمنين واستذكارللذنوب والندم عليها‪.‬‬
‫فالقرآن الكريم يمثّل نظام الحياة الكريمة ودستورها وذلك من خالل آياته‬
‫الكريمة ‪ ،‬إذ ّ‬
‫ينظم حياة اإلنسان فينظم األسرة والعالقة بالوالدين قال تعالى ‪:‬‬
‫سانا ۚ ِإ َّما يَ ْبلُغ ََّن ِعندَ َك ْال ِك َب َر أ َ َحدُ ُه َما أ َ ْو‬
‫ض َٰى َرب َُّك أ َ َّال ت َ ْعبُدُوا ِإ َّال إِيَّاهُ َو ِب ْال َوا ِلدَي ِْن ِإ ْح َ‬‫َوقَ َ‬
‫ف َو َال ت َ ْن َه ْر ُه َما َوقُل لَّ ُه َما قَ ْوال َك ِريما ( االسراء ‪) 23:‬‬ ‫ِك َال ُه َما فَ َال تَقُل لَّ ُه َما أ ُ ّ ٍ‬
‫ق نَّ ْح ُن ن َْر ُزقُ ُه ْم‬ ‫و عالقة األب باألبناء قال تعالى ‪َ :‬و َال ت َ ْقتُلُوا أ َ ْو َالدَ ُك ْم َخ ْشيَةَ ِإ ْم َال ٍ‬
‫طئا َكبِيرا‪( .‬االسراء ‪) 31 :‬‬ ‫َوإِيَّا ُك ْم إِ َّن قَتْلَ ُه ْم َكانَ ِخ ْ‬

‫س َٰى أَن‬ ‫وف فَإِن َك ِر ْهت ُ ُمو ُه َّن فَ َع َ‬ ‫و العالقة بالزوجة قال تعالى ‪َ :‬و َعا ِش ُرو ُه َّن ِب ْال َم ْع ُر ِ‬
‫َّللاُ فِي ِه َخيْرا َكثِيرا‪( .‬النساء ‪) 19:‬‬ ‫شيْئا َو َي ْج َع َل َّ‬‫ت َ ْك َر ُهوا َ‬
‫و العالقة بالمؤمنين قال تعالى ‪ :‬إِنَّ َما ْال ُمؤْ ِمنُونَ إِ ْخ َوة ٌ فَأ َ ْ‬
‫ص ِل ُحوا بَيْنَ أَخ ََو ْي ُك ْم َواتَّقُوا‬
‫َّللاَ لَعَلَّ ُك ْم ت ُ ْر َح ُمونَ ‪( .‬الحجرات ‪) 10:‬‬
‫َّ‬

‫وينظم تعامالت اإلنسان من‬‫ّ‬ ‫ّ‬


‫وينظ ُم العالقات بين المسلمين وغيرهم كالجيران‬
‫سك بتعاليمه حياة‬ ‫بيعٍ وشراءٍ وميراث وزواج وغيره ويضمن القرآن الكريم تم ّ‬
‫الشر وكيفية‬
‫ّ‬ ‫ض ُح آياته مكامنَ‬
‫سعيدة يسودها التكافل والتعاون والتسامح ‪ ،‬فتو ّ‬
‫غض البصر وأسباب العفّة ‪ ،‬ومواطن الخير وكيفية اكتسابها ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اجتنابها من‬
‫تخبرنا بقصص األولين وماح ّل بهم لالتعاظ ‪،‬وتوجهنا إلى الخير‬ ‫ُ‬ ‫فآياته الكريمة‬
‫الشر وترشدنا الى سبيل طاعة هللا وعبادته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وتبعدنا عن‬
‫القرآن الكريم مصدر سعادة الإلنسان في الدنيا واآلخرة‪:‬‬
‫ينظم القرآن حياة من إلتزم بتعاليمه في الدنيا ويكون في اآلخرة سببا لسعادته ايضا‬
‫ألنه يأتي شفيعا لمن عمل بتعاليمه ورتله ولم يهجره فهو غذاء الروح الذي يعيد‬
‫النفس اإلنسانية إلى رحاب الرحمة اإللهية واإلطمئنان قال تعالى‪﴿ :‬الَّذِينَ آ َمنُوا‬
‫وب﴾‪ ( .‬الرعد ‪) 28:‬‬ ‫ط َمئِ ُّن ْالقُلُ ُ‬
‫َّللاِ ت َ ْ‬
‫َّللاِ أ َ َال بِ ِذ ْك ِر َّ‬ ‫َوت َ ْ‬
‫ط َم ِئ ُّن قُلُوبُ ُهم ِب ِذ ْك ِر َّ‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫يعيش اإلنسان ‪ ،‬فعلى اإلنسان أيّا كان ومتى كان ‪،‬‬


‫َ‬ ‫من غير القرآن ال يم ُكن ْ‬
‫أن‬
‫أن يتعلّم األحكام التي تتعلق بالقرآن الكريم ألنّه ليس لإلنسان‬‫ي مكان كان ْ‬‫وفي أ ّ‬
‫يلتزم ِّغنى عنه ‪ْ ،‬‬
‫وأن يتعامل مع كتاب هللا العزيز بكل‬ ‫َ‬ ‫تقديس وخشوعٍ ‪ ،‬وأ ْن‬
‫ٍ‬
‫ماجاء فيه من أحكام وتعاليم‪.‬‬
‫المناقشة ‪:‬‬
‫ين أهميةَ القرآن الكريم في حياتنا ؟‬
‫‪ -۱‬ب ْ‬
‫يمثل القران الكريم نظام الحياة الكريمة و دستورها وذلك من خالل اياته الكريمة‬
‫فمن غير القران ال يمكن ان يعيش االنسان فعلى االنسان أيا كان و متى ان يتعلم‬
‫احكام القران الكريم ألنه ليس لالنسان غنى عنه‬

‫اصدار الملزمة‬ ‫كيف نظم القرآنُ الكريم حياة المسلمين ؟‬


‫‪َ -۲‬‬
‫‪2021‬‬ ‫ينظم القران حياة االنسان من خالل ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تنظيم األسرة والعالقة بالوالدين قال تعالى ‪:‬‬
‫سانا ۚ ِإ َّما يَ ْبلُغ ََّن ِعندَ َك ْال ِكبَ َر أ َ َحدُ ُه َما أ َ ْو‬ ‫ض َٰى َرب َُّك أ َ َّال ت َ ْعبُد ُوا ِإ َّال إِيَّاهُ َوبِ ْال َوا ِلدَي ِْن إِ ْح َ‬
‫﴿ َوقَ َ‬
‫ف َو َال ت َ ْن َه ْر ُه َما َوقُل لَّ ُه َما قَ ْوال َك ِريما﴾ ( االسراء ‪) 23 :‬‬ ‫ِك َال ُه َما فَ َال تَقُل لَّ ُه َما أ ُ ّ ٍ‬
‫ق نَّ ْح ُن ن َْر ُزقُ ُه ْم‬ ‫ب‪ -‬عالقة األب باألبناء قال تعالى ‪َ ﴿ :‬و َال ت َ ْقتُلُوا أ َ ْو َالدَ ُك ْم َخ ْش َيةَ ِإ ْم َال ٍ‬
‫طئا َك ِبيرا﴾‪( .‬االسراء ‪) 31 :‬‬ ‫َو ِإيَّا ُك ْم ِإ َّن َقتْ َل ُه ْم َكانَ ِخ ْ‬

‫ج‪ -‬العالقة بالزوجة قال تعالى ‪َ ﴿ :‬و َعا ِش ُروهُ َّن بِ ْال َم ْع ُر ِ‬
‫وف فَإِن َك ِر ْهت ُ ُمو ُه َّن فَعَ َ‬
‫س َٰى‬
‫َّللاُ فِي ِه َخيْرا َكثِيرا﴾‪( .‬النساء ‪) 19:‬‬ ‫أَن ت َ ْك َر ُهوا َ‬
‫شيْئا َويَ ْجعَ َل َّ‬
‫د‪ -‬العالقة بالمؤمنين قال تعالى ‪ ﴿ :‬إِنَّ َما ْال ُمؤْ ِمنُونَ ِإ ْخ َوة ٌ فَأ َ ْ‬
‫ص ِل ُحوا بَيْنَ أَخ ََو ْي ُك ْم‬
‫َّللاَ لَ َعلَّ ُك ْم ت ُ ْر َح ُمونَ ﴾‪( .‬الحجرات ‪) 10:‬‬
‫َواتَّقُوا َّ‬
‫وينظ ُم العالقات بين المسلمين وغيرهم كالجيران‬ ‫ه‪ّ -‬‬
‫و‪ّ -‬‬
‫ينظم تعامالت اإلنسان من بيعٍ وشراءٍ وميراث وزواج وغيره‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫اذكر آيةا قرآنيةا تأمرنا بطاعة الوالدين ‪.‬‬


‫‪ْ -۳‬‬
‫سانا ۚ ِإ َّما يَ ْبلُغ ََّن ِعندَ َك ْال ِكبَ َر أ َ َحدُ ُه َما أ َ ْو‬
‫ض َٰى َرب َُّك أ َ َّال ت َ ْعبُدُوا ِإ َّال إِيَّاهُ َو ِب ْال َوا ِلدَي ِْن ِإ ْح َ‬‫َوقَ َ‬
‫ف َو َال ت َ ْن َه ْر ُه َما َوقُل لَّ ُه َما قَ ْوال َك ِريما ( االسراء ‪) 23 :‬‬ ‫ِك َال ُه َما فَ َال تَقُل لَّ ُه َما أ ُ ّ ٍ‬

‫القرآن الكريم لتعامالت اإلنسان ‪.‬‬


‫ِ‬ ‫تنظيم‬
‫ِ‬ ‫‪ -٤‬تكل ْم على‬
‫ينظم تعامالت اإلنسان من بيعٍ وشراءٍ وميراث وزواج وغيره ويضمن القرآن‬ ‫ّ‬
‫ض ُح‬
‫سك بتعاليمه حياة سعيدة يسودها التكافل والتعاون والتسامح ‪ ،‬فتو ّ‬ ‫الكريم تم ّ‬
‫غض البصر وأسباب العفّة ‪ ،‬ومواطن الخير‬ ‫ّ‬ ‫الشر وكيفية اجتنابها من‬
‫ّ‬ ‫آياته مكامنَ‬
‫تخبرنا بقصص األولين وماح ّل بهم لالتعاظ‬
‫ُ‬ ‫وكيفية اكتسابها ‪ ،‬فآياته الكريمة‬
‫الشر وترشدنا الى سبيل طاعة هللا وعبادته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪،‬وتوجهنا إلى الخير وتبعدنا عن‬
‫‪ (( -5‬القرآن الكريم مصدر سعادة اإلنسان في الدنيا واآلخرة)) ناقش ذلك ‪.‬‬
‫ألنه ينظم حياة من التزم بتعاليمه في الدنيا ويكون في اآلخرة سببا لسعادته ايضا‬
‫ألنه يأتي شفيعا لمن عمل بتعاليمه ورتله ولم يهجره فهو غذاء الروح الذي يعيد‬
‫النفس اإلنسانية إلى رحاب الرحمة اإللهية واالطمئنان قال تعالى ‪( :‬الَّذِينَ آ َمنُوا‬
‫وب)‪ ( .‬الرعد ‪) 28/‬‬ ‫ط َمئِ ُّن ْالقُلُ ُ‬
‫َّللاِ ت َ ْ‬
‫َّللاِ أ َ َال بِ ِذ ْك ِر َّ‬ ‫َوت َ ْ‬
‫ط َمئِ ُّن قُلُوبُ ُهم ِب ِذ ْك ِر َّ‬

‫الحث على تالوة القران الكريم‬


‫ص َالة َ َوأَنفَقُوا ِم َّما َرزَ ْقنَا ُه ْم ِس ًّرا‬
‫َّللاِ َوأَقَا ُموا ال َّ‬ ‫قال تعالى ‪ِ ( :‬إ َّن الَّذِينَ يَتْلُونَ ِكت َ َ‬
‫اب َّ‬
‫ض ِل ِه ۚ إِنَّهُ‬ ‫ور (‪ِ )29‬ليُ َو ِفّيَ ُه ْم أ ُ ُج َ‬
‫ور ُه ْم َويَ ِزيدَ ُهم ِ ّمن فَ ْ‬ ‫ارة لَّن تَبُ َ‬ ‫َو َع َالنِيَة يَ ْر ُجونَ تِ َج َ‬
‫ور (‪)30‬‬ ‫ش ُك ٌ‬ ‫َغفُ ٌ‬
‫ور َ‬
‫و قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬
‫(اقرؤوا القرآن فإنه يجيء يوم القيامة شفيعا لصاحبه )‪.‬‬
‫المسلم ‪ ،‬وتزيدُ‬
‫ِ‬ ‫درجات‬
‫َ‬ ‫ب إلى هللا تعالى‪ ،‬فتَرف ُع‬
‫تقر ٌ‬
‫وفي تالوة القرآن وقراءته ّ‬
‫فى ثوابه وفي تهذيب أخالقه ‪ ،‬في تنقية عقيدته وسلوكه ونطقه من ك ّل ما ال‬
‫يليق‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫المناقشة ‪:‬‬
‫كيف يكونُ التعام ُل مع كتاب هللا العزيز؟‬
‫‪َ -1‬‬
‫يكون التعامل مع كتاب هللا العزيز بكل تقديس وخشوع وان يلتزم بما جاء فيه من‬
‫أحكام وتعاليم‪.‬‬

‫صف حياةَ من يتمسكُ بالقرآن الكريم ؟‬


‫ْ‬ ‫‪-2‬‬
‫أن القرآن الكريم مصدر سعادة اإلنسان ألنه ينظم حياة من ألتزم بتعليمه في الدنيا‬
‫وفي اآلخرة يأتي شفيعا لمن عمل به ولم يهجره‪ ،‬والقرآن الكريم هو غذاء الروح‬
‫الذي يعيد النفس اإلنسانية الى رحاب الرحمة اإللهية واألطمئنان‬

‫‪ -3‬لقد حث رسو ُل هللا صلى هللا عليه وسلم على تالوة القران وضح ذلك ‪ ،‬و بين‬
‫اثر تالوته؟‬
‫حيث قال رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم)‪(( :‬اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة‬
‫شفيعا ألصحابه) فقراءة القرآن وتالوته تقرب إلى هللا تعالى فترفع درجات المسلم‬
‫وتزيد في ثوابه وفي تهذيب أخالقه وفي تنقية عقيدته وسلوكه ونطقه من كل ما ال‬
‫يليق‬
‫الدرس الثالث‪ :‬الحديث الشريف‬
‫من سن سنة حسنة أو سيئة‬
‫سنَّةا حسنةا ‪ ،‬فلَهُ‬ ‫سلَّ َم ‪َ :‬م ْن َّ‬
‫سن في اإلسالم ُ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللاِ َ‬ ‫قَا َل َر ُ‬
‫سو ُل َّ‬
‫ص من ْ أ ُجورهم شي ٌء‪ .‬و َم ْن‬ ‫أن ينقُ َ‬
‫ير ْ‬
‫غ ِ‬‫من َ‬
‫أج ُرها وأ َج ُر َمن عَم َل بها ب ْعده ‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬
‫وز ُرها ْ‬
‫ووز ُر َم ْن عم َل بِها من بعده ِم ْن‬ ‫كان علي ِه ْ‬ ‫سنَّةا سيئةا َ‬ ‫سن في اإلسالم ُ‬ ‫َّ‬
‫أوزارهم شيء‬ ‫ِ‬ ‫نقص ِم ْن‬
‫أن ي َ‬ ‫غير ْ‬
‫ِ‬
‫صدق رسول هللا‬

‫معاني المفردات‪:‬‬
‫‪ -‬سن سنة‪ :‬وضع طريقة‪ ،‬شرع شريعة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ -‬الوزر‪ :‬اإلثم‬
‫المعنى العام للحديث الشريف‪:‬‬
‫سن في اإلسالم سنَّة حسنة فلَهُ‬
‫في قول الرسول( صلى هللا عليه وسلم) ‪َ ( :‬م ْن َّ‬
‫اجرها وأ َج ُر‬
‫ُ‬
‫حث على عم ِل‬‫أجورهم شيء) ‪ٌّ ،‬‬ ‫من ُ‬ ‫أن ينقُص ْ‬ ‫َير ْ‬ ‫َمن َعمل بها ب ْعده ْ‬
‫من غ ِ‬
‫وتحبيب لنا في الخير ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الخير‪ ،‬وترغيب ٌفيه‬

‫يسير سيرة حسنة صالحة فيقتدي به الناس او يبتكر‬ ‫ُ‬ ‫أن الشخص الذي‬ ‫ويبيّن َّ‬
‫طريقة نافعة للبشرية ‪ ،‬وموافقة لتعاليم الدين ‪ ،‬فله أجرها وأجور ك ّل من اقتدى‬
‫أن ينقص من أجورهم شيء فهم يثابون على‬ ‫به وعمل بها بعده ‪ ،‬من غير ْ‬
‫عملهم ويصل بقدر مجموع أجورهم إلى الشخص الذي وضع تلك الطريقة‬
‫الصحيحة التي عملوا بها‪ .‬ونالوا الثواب باتّباعه واالقتداء به‪.‬‬

‫سنّة سيئة ‪ ،‬كان عليه‬ ‫و في قوله ( صلى هللا عليه وسلم ) ‪( :‬ومنَ َّ‬
‫سن في اإلسالم ُ‬
‫وزرها ْ‬
‫ووز ُر‬
‫أن ينقص من أوزارهم شيء ) ينهانا عن عمل الشر‬ ‫َم ْن ِعمل بها من بعده من غير ْ‬
‫الشخص الذي يتّخذ ِّ‬
‫َ‬ ‫ويكرهه إلينا ويحذّرنا من سوء عاقبته ‪ ،‬ويبيّن لنا ّ‬
‫أن‬
‫مضرة‪ ،‬أو يبتدع طريقة مخالفة للدين مفسدة للناس ‪ .‬يتح ّمل وزرها‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫سيرة سيئة‬
‫ف ذلك من أوزارهم ‪.‬‬ ‫أن يخفّ َ‬
‫و اوزار كل من اتّبعه وعمل بها‪ ،‬من غير ْ‬

‫لذا وجب علينا عند الشروع للقيام بعم ٍل ما أن نفكر في ما سنفعله وما يتركه‬
‫من أثار‪ ،‬وأن نبادر لكل عم ٍل فيه خير فأن كنا سباقين في ذلك كان لنا اجرا‬
‫مضاعفا‪ ،‬إذ سنكون سببا الن يقتدي بنا االخرون لفعل الخير ‪ ،‬وأن نبتعد عن‬
‫أقتراف السيئات وابتداعها‪.‬‬
‫أهم ما يرشد اليه الحديث الشريف‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫والمشرعين الذين يقودون األ ّمة ويو ّجهونها‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬


‫الدين اإلسالمي المفكرين‬ ‫‪ -1‬يُ َح َّمل‬
‫الخير والهدى ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫األخيار الذين يرشدون الناس إلى‬ ‫َ‬ ‫مسؤولية كبيرة ‪ ،‬فيثيب‬
‫والتزام أوامر هللا تعالى واالبتعاد ع ّما نهى عنه ويضاعف لهم الثواب ويعاقب‬
‫األشرار على إضاللهم الناس وفتْن ِتهم بأفكارهم وتشريعاتهم السيئة المخالفة‬
‫للدين ‪.‬‬
‫َّ‬
‫ونميز الدعوة إلى الهدى من‬ ‫أن نُ َح ّك ِم عقولَنا‬
‫‪ -2‬يدعونا الحديث الشريف إلى ْ‬
‫الدعوة إلى الضالل ‪.‬‬
‫‪ -3‬الدين اإلسالمي يدعو إلى الخير وإلى ك ّل ما فيه صالح الفرد والمجتمع‪ ،‬وينهى‬
‫عن الشرو عن كل ما يضر الفرد و المجتمع و هو دين يحاسب الفرد على كل‬
‫الثواب‬
‫َ‬ ‫فيضاعف‬
‫ُ‬ ‫عمل يعمله ويحاسبه على تأثير ذلك العمل في المجتمع ‪،‬‬
‫العذاب للضالّينَ ال ُمضلّين‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫للصالحينَ ال ُمصلحينَ ‪ ،‬ويُضا ِع ُ‬
‫المناقشة ‪:‬‬
‫المفكرين والمشر َ‬
‫عين تجاه الناس ؟‬ ‫َ‬ ‫‪ -1‬ما مسؤوليةُ‬

‫والمشرعين الذين يقودون األ ّمة ويو ّجهونها‬


‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الدين اإلسالمي المفكرين‬ ‫يُ َح َّمل‬
‫الخير والهدى ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫األخيار الذين يرشدون الناس إلى‬
‫َ‬ ‫مسؤولية كبيرة ‪ ،‬فيثيب‬
‫والتزام أوامر هللا تعالى واالبتعاد ع ّما نهى عنه ويضاعف لهم الثواب ويعاقب‬
‫األشرار على إضاللهم الناس وفتْنتِهم بأفكارهم وتشريعاتهم السيئة المخالفة‬
‫للدين ‪.‬‬
‫سنةا‬
‫سن في اإلسالم ُ‬ ‫‪ -2‬بي ْن معنى قو ِل النبي (صلى هللا عليه وسلم ) ‪َ ( :‬م ٍن َ‬
‫سنةا سيئةا ‪).‬‬
‫حسنةا‪...‬ومن سن في اإلسالم ُ‬
‫وتحبيب لنا في الخير ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌّ‬
‫حث ( صلى هللا عليه وسلم )على عم ِل الخير‪ ،‬وترغيب ٌفيه‬
‫و ينهانا (صلى هللا عليه وسلم ) عن عمل الشر ويكرهه إلينا ويحذّرنا من سوء‬
‫مضرة‪ ،‬أو يبتدع طريقة‬
‫َّ‬ ‫الشخص الذي يتّخذ ِّ سيرة سيئة‬
‫َ‬ ‫عاقبته ‪ ،‬ويبيّن لنا ّ‬
‫أن‬
‫مخالفة للدين مفسدة للناس ‪ .‬يتح ّمل وزرها‪ ،‬و اوزار كل من اتّبعه وعمل بها‪ ،‬من‬
‫ف ذلك من أوزارهم ‪.‬‬‫أن يخفّ َ‬
‫غير ْ‬

‫‪2‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ -3‬ما عاقبةُ الذي يتخذُ في حياته سيرةا سيئة فيقلده الناس في ذلك ؟‬
‫مضرة‪ ،‬أو يبتدع طريقة مخالفة للدين مفسدة‬
‫َّ‬ ‫الشخص الذي يتّخذ ِّ سيرة سيئة‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫أن‬
‫أن يخفّ َ‬
‫ف ذلك‬ ‫للناس ‪ .‬يتح ّمل وزرها‪ ،‬و اوزار كل من اتّبعه وعمل بها‪ ،‬من غير ْ‬
‫من أوزارهم‬
‫اضرب أمثلةا على ذلك ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫‪ -4‬يدعو اإلسالم إلى الخير وينهى عن الشر ‪،‬‬
‫هو دين يحاسب الفرد على كل عمل يعمله ويحاسبه على تأثير ذلك العمل في‬
‫العذاب للضالّينَ‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫الثواب للصالحينَ ال ُمصلحينَ ‪ ،‬ويُضا ِع ُ‬
‫َ‬ ‫فيضاعف‬
‫ُ‬ ‫المجتمع ‪،‬‬
‫ال ُمضلّين‬

‫الدرس الرابع‪ :‬ثمار العبادات‬

‫العبادات من أعظم ما يتقربّ به العبد إلى هللا تعالى ‪ ،‬وبها ينال محبّة هللا‬
‫سبحانه وتعالى ومرضاته ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬

‫فهذا أمر لك ِّل الناس بعبادة هللا الواحد فهو خالقهم المنعم عليهم ‪ ،‬واألمر بالعبادة‬
‫كذلك يعني االمتثال ألوامره ‪-‬سبحانه‪ -‬واجتناب نواهيه‪ .‬لقد بيِّن سبحانه و‬
‫تعالى سبب وجوب عبادته وحده بأنه أنعم علينا بكل أصناف العطايا فخلقنا‬

‫‪2‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫بعد العدم ومنحنا السمع والبصر والفؤاد وأنعم علينا بإحسانه الظاهر والباطن‪،‬‬
‫فجعل األرض فراشا ً نستقر عليها وننتفع بها ‪ ،‬وأنزل من السماء ما ًء فأحيا‬
‫فمن علينا بأنواع الطعام‬ ‫به األرض وأخرج من الثمرات ما نتقوت به ه‬
‫والشراب‪ ،‬فهذه النعم الكثيرة التي ال تع ِّد وال تحصى الب هد من أن تقاب َل بالشكر‬
‫والعرفان‪ ،‬فعلينا عبادة هللا تعالى وامتثال أوامره وطاعته بكل حبِّ وخشوع‬
‫ورضا بها شكرا ً لنعمه واعترافا ً بفضله وكرمه وتطهيرا ً ألنفسنا من الذنوب‪.‬‬
‫س ِإ هال‬ ‫ثم بيِّن هللا تعالى لنا غاية خلقه لنا قال تعالى ‪َ ( :‬و َما َخلَ ْقتُ ْال ِج هن َو ْ ِ‬
‫اْل ْن َ‬
‫ُون) ( الذاريات ‪) 56 :‬‬‫ِل َي ْعبُد ِ‬
‫أن أوجب عليهم هذه العبادات‬ ‫ان ِمن فضل هللا تعالى ورحمته بعباده ْ‬
‫وبر بالوالدين‪.‬‬
‫وصيام وزكاة وح ِّج وجهاد ِّ‬
‫ٍ‬ ‫من صالةٍ‬
‫يتضح مما تقدم ْ‬
‫أن‪:‬‬
‫العبادة‪:‬‬
‫هي الخضوع التام هلل تعالى ‪،‬برغب ٍة ومحبّة وتعظيم له تعالى ‪ .‬فالعبادة‬
‫تتضمن عنصرين هما ‪ :‬الحبّ التام والخضوع الكامل فمن أحبّ ولم يخض ْع‬
‫فليس بعابـد ومن خضع ولم يحبّ فليس بعابـد‪ ،‬إذ العبـادة غاية الحبّ في غاية‬
‫الذ ّل واالفتقار والطاعة واالنقياد ‪.‬‬
‫وما بعث ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬األنبياء (عليهم السالم) إالّ بالدعوة إلى عبادةهللا‬
‫ي هللا صالح دعا (ثمود) إلى‬ ‫مقرين بعبوديتهم هلل تعالى فنب ُّ‬ ‫الواحد األحد ّ‬
‫عبادة هللا ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫غ ْي ُرهُ ۖ قَ ْد َجا َءتْكُم‬ ‫َّللاَ َما لَكُم ِم ْن إِ َٰلَ ٍه َ‬
‫صا ِل احا ۗ قَا َل يَا قَ ْو ِم ا ْعبُدُوا َّ‬ ‫( َوإِلَ َٰى ث َ ُمو َد أ َ َخا ُه ْم َ‬
‫سو َها‬‫َّللاِ ۖ َو َال ت َ َم ُّ‬
‫ض َّ‬ ‫بَ ِينَةٌ ِمن َّر ِب ُك ْم ۖ َٰ َه ِذ ِه نَاقَةُ َّ‬
‫َّللاِ لَ ُك ْم آيَةا ۖ فَذَ ُرو َها تَأ ْ ُك ْل فِي أ َ ْر ِ‬
‫اب أ َ ِلي ٌم ) ( االعراف ‪)73:‬‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫سوءٍ فَيَأ ْ ُخذَ ُك ْم َ‬ ‫ِب ُ‬

‫ودعا هود (ع) الى عبادة هللا تعالى‬

‫‪2‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫َّللاَ َما لَكُم ِم ْن إِ َٰلَ ٍه َ‬


‫غ ْي ُرهُ ۚ‬ ‫قال تعالى ‪َ ( :‬وإِلَ َٰى عَا ٍد أ َ َخا ُه ْم ُهوداا ۗ قَا َل يَا قَ ْو ِم ا ْعبُدُوا َّ‬
‫ون ) ( االعراف ‪) 65:‬‬ ‫أَفَ َال تَتَّقُ َ‬
‫وهللا تعالى يقول لحبّيبه المصطفى‪َ ( :‬وا ْعبُ ْد َرب ََّك َحت َّ َٰى يَأْتِيَ َك ْاليَ ِق ُ‬
‫ين ) (الحجر ‪) 99:‬‬
‫وكلما زادت معرفة العبد بعظمة هللا ازداد حبّا له وتعبّدا ‪ ،‬ومن عرف ربّه‬
‫أحبّه فك ّل نعمة هي من هللا ‪ ،‬والنفس اإلنسانية تحبّ من يحسن إليها ‪ ،‬فكيف ال‬
‫يحبّ العبد ربّه وال يعبده وهو خير المنعمين سبحانه على شؤون خلقه‪.‬‬

‫إن العبادة غذا ٌء للروح ‪ .‬فاإلنسان جسدٌ وروح جسد غذاؤه الطعام والشراب فإذا‬ ‫ّ‬
‫ترك الجسد الطعام اصابه القلق والجوع واأللم ‪ .‬وكذلك الروح لها غذاؤها من‬
‫وذكر له فإذا ُح ِرمت الروح غذاؤها أصابها ما يّصيب الجسد‬ ‫ٍ‬ ‫تعبّد هللا سبحانه‬
‫عند الجوع فيتخبّط ويصيبُه الجزع والهلع واالنحراف‪.‬‬
‫ظه‬‫وإذا أدى العبدُ األمانة بتنفيذ ما أمره هللا به وطاعته وعبادته أثابه هللا بأن يحف َ‬
‫خير‪ِّ.‬ويوفقه لكل خير‬
‫والصالة ُ أعظ ُم العبادات ‪ ،‬وهي‪ ،‬أو ُل ما يُسأل عنه العبد ‪ ،‬وهي عمود الدين‬
‫و َم ْن أدّاها على وجهها الصحيح غفر هللا له ذنوبه ‪ ،‬وكذا الدعا ُء عبادة إذا‬
‫يستجيب‬
‫ُ‬ ‫تحققت شروطه بإخالص النّية والتو ّجه إلى هللا بقلب سليم‪،‬عند ذاك‬
‫هللا الدعاء ويدفع البالء ‪.‬‬
‫والصدقةُ عبادة ٌ من أعطاها لوجه هللا تعالى وطمعا في رضاه دفعت عنه هذه‬
‫الصدقة البالء والمصائب وهكذا سائر العبادات فلكل عبادة أثر ينعكس على‬
‫أصلحت فيما بينك وبين ربّك وأنت تحت‬ ‫َ‬ ‫النفس فيمنحها السعادة والرضا‪ .‬فاذا‬
‫سلطانه ‪ ،‬أصلح هللا فيما بينك وبين الناس ‪ ،‬فتسعد في حياتك‬
‫أنواع العبادات‪ :‬العبادة انواع فمنها‬
‫‪ -‬ما كان قوال‪ :‬كالدعاء والتسبيح‬
‫‪ -‬ماكان عمال‪ :‬كالصالة و الزكاة و الحج‪.‬‬
‫الشر وأهله أو نية قلبية لعمل‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬ماكان شعورا‪ :‬نحو حبّ الخير وأهله وبُغض‬
‫الخير‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫يتّضح لنا أن العبادة اس ٌم جام ٌع لك ّل ما يحبّه هللا ويرضاه من األقوال واألعمال‬


‫الباطنة والظاهرة ‪ ،‬فقول اإلنسان إن كان في رضا هللا وطاعته ‪ ،‬هو عبادة‬
‫كذكر هللا وتسبيحه واستغفاره والدعاء والتعامل بالحسنى وإصالح ذات البين‪،‬‬

‫واألمر بالمعروف والنهي عن المنكروالجهاد والنصيحة والوقوف بوجه‬


‫إن كان خالصا هلل فهو عبادة‪.‬‬ ‫الباطل ك ّل هذا ْ‬
‫و كذلك عمل األنسان إن كان في رضا هللا وطاعته فهو عبادة‪ ،‬فالصالة والزكاة‬
‫وبر الوالدين وصلة األرحام‪ ،‬والوفاء بالعهود‪،‬‬ ‫والصيام والح ّج وأداء األمانة ّ‬
‫الجار واليتيم والمسكين ‪ ،‬وعيادة المريض ‪ ،‬و إماطة األذى‬ ‫ِ‬ ‫واإلحسان إلى‬
‫وأمثال ذلك كلّه من العبادة ‪.‬‬
‫أن حبُّ هللا تعالى وحبُّ رسو ِله الكريم وحبّ آله األطهار وصحبه‬ ‫كذلك ّ‬
‫والشكر ِلنَ ِع ِمه‪،‬‬
‫َ‬ ‫كمه‪،‬‬
‫والصبر ل ُح ِ‬
‫َ‬ ‫األخيارعبادة ‪ ،‬وخَشيةَ هللا والتوبة إليه ‪،‬‬
‫والخوف من عذابه ك ّل‬ ‫َ‬ ‫والرضا بقضائِه ‪ ،‬والتو ّك َل عليه ‪ ،‬والرجا َء لرحمتِه‬
‫أن ك َّل قول وعمل ونية فيه نفع اجتماعي و فيه‬ ‫ذلك عبادة ‪ ،‬نستنج من ذلك َّ‬
‫مرضاة هللا عبادة‪ .‬وأمثا ُل ذلك هي من العبادات هلل‬

‫لماذا نعبد هللا‪:‬‬


‫ُ‬
‫الرازق‬ ‫ُ‬
‫الخالق‬ ‫يستحق العبادة ‪ ،‬ألنّه هو‬
‫ُّ‬ ‫أوال ‪ :‬ال أحد في الكون سوى هللا تعالى‬
‫العدم الذي أمدَّنا بكل النعم‬
‫ِ‬ ‫الموجدُ من‬
‫ينجو أحدٌ من عذاب يوم القيامة ‪ ،‬إالّ من كان يعبد ُ هللا َّ‬
‫حق عبادته‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ثانيا ‪ :‬لن‬
‫إن هللا لم يخل ْقنا إالّ لعبادته وطاعته ‪ ،‬فقال تعالى‪:‬‬
‫ثالثا ‪َّ :‬‬

‫نس ِإ َّال ِل َي ْعبُد ِ‬


‫ُون ) ( الذاريات ‪) 56:‬‬ ‫( َو َما َخلَ ْقتُ ْال ِج َّن َو ْ ِ‬
‫اإل َ‬
‫رابعا ‪ :‬الن هللا تعالى محبّ لعباده وهو المتفضل عليهم‪ ،‬وعبادتنا له تزيد من‬
‫محبته الينا ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ي عنا وعن عبادتنا ‪ ،‬إنما أراد ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪-‬‬ ‫أن هللا غن ٌّ‬ ‫البدّ من ْ‬
‫أن نعرف ّ‬
‫سنا ويط ّهرها من دَ َر ِن الخطايا بعبادت ِه فيصلح حالنَا ‪.‬‬ ‫ان يُهذّ َ‬
‫ب نفو َ‬ ‫ْ‬
‫ثمرة العبادة‬
‫للعبادة ثمار تجع ُل حياة َ المسلم هادئة ‪ ،‬كلّها ربّانية ‪ ،‬فتراهُ راضيا قنوعا متسامحا‬
‫يصدر عنه من قو ٍل أو فع ٍل‬ ‫ُ‬ ‫وصبورا ؛ يرجو رضا هللا في كل ما‬
‫(فَ َم ْن َي ْع َم ْل ِمثْقَا َل ذَ َّرةٍ َخيْرا َي َرهُ )‪َ (7‬و َم ْن َي ْع َم ْل ِمثْقَا َل ذَ َّرةٍ ش ًَّرا َي َرهُ )‪ ) (8‬الزلزلة‬
‫وأ ّكدَ ذلك ر َ‬
‫سو ُل هللا ( صلى هللا عليه وسلم ) فقال ‪( :‬اتقوا النار ولو بش ِ‬
‫ق تمرة) ‪.‬‬
‫أن تلقى أخاكَ بوج ٍه طليق)‪.‬‬‫تحقرن من المعروف شيئا ا ولو ْ‬
‫َّ‬ ‫وقولُه ‪( :‬ال‬
‫فك ُّل شيءٍ يُس َج ُل في صحيف ِة أعمالنا ونجزى عليه ‪ ،‬فمن أراد الجزاء الحسن‪،‬‬
‫تفانى وأخلص في عبادته ‪.‬‬
‫ومن ثمار العبادة ‪ ،‬كذلك صال ُح النفس ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫َاء َو ْال ُم ْن َك ِر ۗ‬
‫ص َالة َ ت َ ْن َه َٰى َع ِن ْالفَ ْحش ِ‬
‫ص َالة َ ۖ ِإ َّن ال َّ‬ ‫ي ِإلَي َْك ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب َوأَقِ ِم ال َّ‬ ‫وح َ‬ ‫(اتْ ُل َما أ ُ ِ‬
‫صنَعُونَ ) ( العنكبوت ‪) 45 :‬‬ ‫َّللاِ أ َ ْكبَ ُر ۗ َو َّ‬
‫َّللاُ يَ ْعلَ ُم َما ت َ ْ‬ ‫َولَ ِذ ْك ُر َّ‬
‫وتصبر وتبتعدُ عن‬
‫ُ‬ ‫وتعفـو‬
‫ُ‬ ‫النفس ‪ ،‬وتستقي ُم فتحنو وترح ُم‬
‫ُ‬ ‫العبادة تتهذّ ُ‬
‫ب‬
‫طعم السعاد ِة وتُس ِعد ُ من حولك ‪.‬‬
‫َ‬ ‫والشر‪ ،‬ومن ث َّم ت ُ ِ‬
‫درك‬ ‫ّ‬ ‫فعل المنكر‬
‫وفي الحديث الشريف قوله ( صلى هللا عليه وسلم ) ‪:‬‬
‫الفحشاء والمنكر لم يزد ْد ِم َن هللا إال بعدا )‬
‫ِ‬ ‫( َم ْن لم تنههُ صالتُه ِ‬
‫عن‬
‫تترك هذه العبادة أثرها‬ ‫َ‬ ‫وكذا سائر العبادات ‪ ،‬فال يتقبّ ُل هللا عبادة من دون ْ‬
‫أن‬
‫في تهذيب النفس فال تُقب ُل صالة ال تمنعك من ارتكاب المنكر‪ ،‬واليقب ُل صو ٌم‬
‫وانت تنا ُل من الناس بلسانك ويدك ‪ ،‬والتقب ُل زكاة ٌ أو صدقةٌ وأنت ت َ ُم ّن ُعلى‬
‫ّقت عليه ‪.‬‬
‫َمن تصد َ‬

‫المناقشة‪:‬‬
‫هللا سبحانه وتعالى بعبادته؟‬
‫‪ -١‬لماذا أمرنا َ‬

‫‪2‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ُ‬
‫الرازق‬ ‫ُ‬
‫الخالق‬ ‫يستحق العبادة ‪ ،‬ألنّه هو‬
‫ُّ‬ ‫أ‪ -‬ال أحد في الكون سوى هللا تعالى‬
‫العدم الذي أمدَّنا بكل النعم‬
‫ِ‬ ‫الموجدُ من‬
‫ينجو أحدٌ من عذاب يوم القيامة ‪ ،‬إالّ من كان يعبد ُ هللا َّ‬
‫حق عبادته‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ب‪ -‬لن‬
‫إن هللا لم يخل ْقنا إالّ لعبادته وطاعته ‪ ،‬فقال تعالى‪:‬‬
‫ج‪َّ -‬‬

‫نس ِإ َّال ِليَ ْعبُد ِ‬


‫ُون ) ( الذاريات ‪) 56/‬‬ ‫( َو َما َخلَ ْقتُ ْال ِج َّن َو ْ ِ‬
‫اإل َ‬
‫د‪ -‬الن هللا تعالى محبّ لعباده وهو المتفضل عليهم‪ ،‬وعبادتنا له تزيد من‬
‫محبته الينا ‪.‬‬

‫ت ؟ اذكرها مع األمثلة ‪.‬‬


‫ع العبادا ِ‬
‫‪ ٢‬ما أنوا ُ‬
‫‪ -‬ما كان قوال‪:‬‬
‫أ‪-‬ذكر هللا و تسبيحه واستغفاره‬
‫ب‪-‬الدعاء و التعامل بالحسنى‬
‫ج‪-‬االمر بالمعروف و النهي عن المنكر‬
‫د‪-‬الجهاد والنصيحة و الوقوف بوجه الباطل‬
‫‪ -‬ماكان عمال‪:‬‬
‫أ‪-‬فالصالة والزكاة والصيام والح ّج‬
‫وبر الوالدين وصلة األرحام‬
‫ب‪-‬وأداء األمانة ّ‬
‫الجار واليتيم والمسكين‬
‫ِ‬ ‫ج‪-‬الوفاء بالعهود‪ ،‬واإلحسان إلى‬
‫د‪-‬عيادة المريض ‪ ،‬و إماطة األذى‬
‫‪ -‬ماكان شعورا‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ا‪-‬حبُّ هللا تعالى وحبُّ رسو ِله الكريم وحبّ آله األطهار وصحبه‬
‫األخيار‬
‫ب‪-‬خَشيةَ هللا والتوبة إليه‬
‫والشكر ِلنَ ِع ِمه‪ ،‬والرضا بقضا ِئه‬
‫َ‬ ‫كمه‪،‬‬
‫الصبر ل ُح ِ‬
‫َ‬ ‫ج‪-‬‬
‫والخوف من عذابه‬
‫َ‬ ‫د‪-‬التو ّك َل عليه ‪ ،‬والرجا َء لرحمتِه‬

‫سه ِم َن الذنوب؟‬ ‫كيف ي ّ‬


‫ط ِه ُر اإلنسانُ نف َ‬ ‫‪َ -٣‬‬
‫بعبادة هللا سبحانه و تعالى‬

‫‪ -٤‬ما ثمرةُ عباد ِة هللا ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬؟‬


‫أ‪ -‬تجع ُل حياة َ المسلم هادئة ‪ ،‬كلّها ربّانية ‪ ،‬فتراهُ راضيا قنوعا متسامحا وصبورا ؛‬
‫يصدر عنه من قو ٍل أو فع ٍل‬
‫ُ‬ ‫يرجو رضا هللا في كل ما‬
‫وتصبر‬
‫ُ‬ ‫وتعفـو‬
‫ُ‬ ‫النفس ‪ ،‬وتستقي ُم فتحنو وترح ُم‬
‫ُ‬ ‫ب‪-‬صال ُح النفس فالعبادة تهذّ ُ‬
‫ب‬
‫والشر‬
‫ّ‬ ‫وتبتعدُ عن فعل المنكر‬
‫‪ -5‬ناقش (إن هللا غني عنا وعن عبادتنا) ‪.‬‬
‫الن هللا سبحانه وتعالى أراد أن يهذب نفوسنا ويطهرها من درن الخطايا بعبادته‬
‫فيصلح حالنا‬
‫‪ -6‬ما هي أعظم العبادات ؟‬
‫الصالة هي أعظم العبادات وهي أول ما يسأل عنه الفرد وهي عمود الدين فمن‬
‫أداها على وجهها الصحيح غفر هللا له ذنوبه ‪.‬‬

‫‪ -7‬في الحديث الشريف قوله (صلى هللا عليه وسلم) (من لم تنه صالته عن‬
‫الفحشاء والمنكر لم يزد من هللا اال بعدا) ناقش ذلك‬

‫‪3‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ان هللا سبحانه وتعالى ال يتقبل عبادة دون ان تترك هذه العبادة أثرها في تهذيب‬
‫النفس فال تقبل صالة ال تمنعك من ارتكاب المنكر وال يقبل صوم وأنت تنال من‬
‫الناس بلسانك ويدك وال تقبل زكاة أو صدقة وأنت تمن على من تصدقت عليه‬

‫‪ ‬ضع عالمة صح أمام العبارة الصحيحة وعالمة خطأ‪ ،‬أمام العبارة الغير‬
‫صحيحة وصحح الخطأ إن وجد‪:‬‬
‫‪ -‬إن العبادة هلل وحده خوفا من ناره فقط‪ .‬خطا‬
‫‪ ‬إن العبادة هلل تجعل حياة المسلم هادئة وتصلح النفس وتهذبها وتبعد عن‬
‫فعل المنكر والشر إضافة للخوف من ناره في اآلخرة ‪.‬‬
‫‪ -‬أمر هللا الناس بعبادته تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه‪ .‬صح‬
‫‪ -‬إن الصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر ‪ .‬صح‬
‫‪ -‬إن من ثمار العبادة صالح النفس ‪ .‬صح‬
‫‪ -‬يقبل هللا الصالة حتى لو ارتكبت معها المعاصي‪ .‬خطا‬
‫‪ ‬ألن هللا ال يقبل عبادة ال تترك أثرا في تهذيب النفس فال تقبل صالة ال تنهى‬
‫صاحبها عن الفحشاء والمنكر‪.‬‬

‫الدرس الخامس‪ :‬من السيرة النبوية الشريفة‬


‫مراحل الدعوة االسالمية‬
‫ثبات الرسول صلى هللا عليه وسلم أمام تعنت المشركين وإغرائهم‬

‫بعث هللا سبحانه وتعالى نبيه الكريم محمدا ً بن عبد هللا بن عبد المطلب (صلى هللا‬
‫عليه وسلم)رسوال إلى الناس كافة ‪،‬هاديا ً ومبشرا ً ونذيرا ‪ ،‬من أجل إعالء كلمة‬
‫هللا والقضاء على الشرك وعبادة اْلصنام واألوثان ونبذ الوثنية‪ ،‬ومن أجل إبراز‬
‫المثل العليا‪.‬‬
‫وجاءت رسالتهُ (صلى هللا عليه وسلم ) متممةً لرساالت األنبياء السابقين ‪ ،‬إذ إنها‬
‫ُ‬
‫تتفق ‪ ،‬من‬ ‫كلها‬

‫‪3‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫حيث مضمونها الحقيقي ‪ ،‬في الدعوة إلى توحيد هللا وعبادته وحده ‪ ،‬ورفع شأن‬
‫ت الدعوة بمرحلتين هما‪-:‬‬‫مر ِ‬
‫اْلنسان وبناء المجتمع األفضل ‪ ،‬وقد ِّ‬
‫‪ -‬الدعوة سرا‪ :‬استجاب النبي صلى هللا عليه وسلم ألمر هللا وأخذ يدعو إلى عبادة‬
‫هللا وحده ونبذ األصنام‪ ،‬ولكنه كان يدعو إلى ذلك سرأ فلم يكن يظهر الدعوة في‬
‫مجالس قريش‪ ،‬ولم يكن يدعو إال من كانت تشده إليه صلة أو قرابة أو معرفة‬
‫سابقة فكان من اوائل من دخل في االسالم زوجه (خديحة بنت خويلد) وابن عمه‬
‫علي بن أبى طالب وصاحبه أبو بكر رضي هللا عنهم‪ ،‬ولما زاد عدد المسلمين على‬
‫ثالثين اختار لهم الرسول صلى هللا عليه وسلم دار أحدهم وهو (األرقم بن أبي‬
‫األرقم) يلتقون فيها سرا لإلرشاد والتعليم والعبادة‪.‬‬
‫‪ -‬الجهر بالدعوة ‪ :‬ولما كان العام الثالث من البعثة النبوية أمره هللا عز وجل‬
‫ص َد ْع ِب َما ت ُ ْؤ َم ُر َوأَع ِْر ْ‬
‫ض ع َِن ٱ ْل ُمش ِْر ِك َ‬
‫ين)‬ ‫بإظهار الدعوة في قوله تعالى‪( :‬فَٱ ْ‬
‫الحجر‪.‬‬
‫فصدع لحكم ربه‪ ،‬وراح يدعو الناس جهارا‪ .‬وأمره هللا سبحانه وتعالى أن يبدأ‬
‫بذويه وأهل قرابته وعشيرته‬
‫ِيرت َ َك ْاأل َ ْق َربِينَ ﴿‪ )﴾٢١٤‬الشعراء‪ .‬فكان الجهر بالدعوة إيذانا‬
‫عش َ‬‫قال تعالى ( َوأ َ ْنذ ِْر َ‬
‫بجهاد الكفار والباطل علنا‪.‬‬
‫قريش تحارب الدعوة‪:‬‬
‫كان رد الفعل من قريش أمام الرسول صلى هللا عليه وسلم هو اإلدبار والتنكر‬
‫لدعوته إذ إنهم أبوا أن يتركوا عبادة األصنام التي ورثوها عن آبائهم‪ .‬وحاول‬
‫الرسول تنبيههم إلى ضرورة تحرير العقل والمنطق في تفكيرهم‪ .‬وأوضح لهم أن‬
‫آلهتهم التى يعكفون على عبادتها ال تنفعهم وال تضرهم شيئا‪ .‬ولما عاب النبي محمد‬
‫آلهتهم وسفه أحالمهم وأنكر عليهم تقليدهم آلبائهم اشتدت ضراوة معادات قريش‬
‫للدعوة وازداد عداؤهم للمسلمين‪ ،‬واستمر هدا العداء حتى بعد انتقال الدعوة إلى‬
‫المدينة المنورة (يثرب)‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫أسباب مقاومة قريش للدعوة‪:‬‬


‫ا ّن من أسباب مقاومة قريش للدعوة اإلسالمية أنهم وجدوها تستهدف شركهم‬
‫ووثنيتهم‪ ،‬وفيها قضاء على التقاليد التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم‪ ،‬و أن‬
‫الدعوة نسبت الجهل لآلباء واألوالد‪ ،‬بحيث وجدت قريش فيها رفعا لشأن الضعفاء‬
‫من الحلفاء واألرقاء ومساواتهم بالسادة األقوياء من قريش‪ ،‬و أن فيها تهديدا‬
‫مباشرا لمراكز األقوياء ومصالحهم اإلقتصادية واإلجتماعية والقبلية‬
‫ثبات النبي صلى هللا عليه وسلم أمام أذى قريش‪:‬‬
‫لقى الرسول صلى هللا عليه وسلم وأصحابه الكرام من قومهم الكفار عذابا شديدا‬
‫وايذاءا قاسيا‪،‬وقد قابله النبي صلى هللا عليه وسلم بالعظيم من التحدي‪،‬والشديد من‬
‫الثبات ‪ ،‬وأعطى الرسول صلى هللا عليه وس وأهل بيته وصحبّه درسا لألجيال في‬
‫قوة التحدي والثبات ‪ .‬ومن ذلك ما قام به أهل قريش إذ تجمع أهل قريش ذات مرة‬
‫ووثبوا إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وثبة رجل واحد وأحاطوا به يقولون ‪:‬‬
‫أنت الذي تقول كذا وكذا‪....‬مما كان يقوله الرسول من عيب دينهم وآلهتهم فيقول‬
‫(نعم أنا الذي يقول ذلك) ويقين رجل منهم وهر (عقة ابن ابي معيط) فأخذ بجمع‬
‫ردائه يريد خنقه فقام أبو بكر رضي هللا عنه ودفعه عن النبي (ص) وقال ‪ :‬أتقتلون‬
‫رجال أن يقول ربي هللا؟‪ .‬ولما رأى المشركون ثبات النبي صلى اله عليه وسلم‬
‫على دينه وإصراره على دعوته ذهبوا إلى عمه ونصيره ( أبى طالب )؛ ألنه كان‬
‫مدافع عنه ولمكانته عندهم جاؤوا اليه وقالوا له ‪ :‬يا ابا طالب إن ابن أخيك قد سب‬
‫آلهتنا‪ ،‬وعاب ديننا وسفّه أحالمنا وضلل آبائنا ‪ ،‬فإما ان ت ّكفه عنا وإما ْ‬
‫أن تخلي‬
‫بيننا وبينه وعرضوا عليه إغراءات مادية للرسول صلى هللا عليه وسلم وبعث أبو‬
‫طالب إلى ابن أخيه محمد بعد ان رد الكفار ردا جميال فكلمه في األمر فقال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬يا عم وهللا لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر فى‬
‫يساري على أن أترك هذا األمر حتى يظهره هللا او أهلك دونه ماتركته‪ .‬وقال له‬
‫أبو طالب ‪ :‬اذهب يا ابن أخي‪ ،‬فوهللا ال أسلمك لشيء أبدا‪.‬فكان أبو والعون لرسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫ثباتُ النبي محمد (ص) أما َم اإلشاعات واألراجيف‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ي وأصحابه‬‫قوة هذه الدعوة الجديدة وصمود النب ِّ‬ ‫ظم على قريش ِّ‬ ‫ما َع ُ‬
‫ظم عليها شان هذا الكتاب الذي أخذ لُبِّها وأوقعها في َحيْرة‪،‬‬
‫أمام أذاهم ‪ .‬فقدع ُ‬

‫أتهمت الرسول صلى هللا عليه وسلم بتهم باطلة ونعت بنعوت كاذبة‪ .‬فتولى القران‬
‫الكريم الدفاع عن الرسول الكريم والرد على الكفار والمشركين ‪ ،‬إذ اإتهم الكفار‬
‫الرسول بأن القرآن من تعليم رجل فى اليمامة يقال له (الرحمن) ‪ ،‬فجاءت اآليات‬
‫ير ْاأل َ َّو ِل َ‬
‫ين ا ْكتَتَبَ َها فَ ِه َي ت ُ ْملَ َٰى‬ ‫اط ُ‬ ‫تبين اتهاماتهم وأراجيفهم قال تعالى‪َ ( :‬وقَالُوا أ َ َ‬
‫س ِ‬
‫علَ ْي ِه بُك َْرةا َوأ َ ِصي ال) ( الفرقان‪)5:‬‬
‫َ‬
‫كما اتهموه باالفتراء وأنّه شاعر‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫اث أَحْ َال ٍم بَ ِل ْافت َ َراهُ بَ ْل ُه َو شَا ِع ٌر فَ ْليَأْتِنَا بِآيَ ٍة َك َما أ ُ ْر ِ‬
‫س َل ْاأل َ َّولُ َ‬
‫ون)‬ ‫(بَ ْل قَالُوا أ َ ْ‬
‫ضغَ ُ‬
‫(االنبياء ‪)5 :‬‬
‫واتهموه صلى هللا عليه وسلم بالجنون ‪ ،‬قال تعالى ‪ ﴿:‬ث ُ َّم ت َ َولَّ ْوا َع ْنهُ َوقَالُوا ُم َعلَّ ٌم‬
‫َم ْجنُ ٌ‬
‫ون ﴿‪ ﴾﴾١٤‬الدخان‬
‫واتهموه بالسحرقال تعالى‪( :‬فَقَا َل ِإ ْن َٰ َهذَا ِإ َّال ِس ْح ٌر يُؤْ ث َ ُر ﴿‪ ) ﴾٢٤‬المدثر‬
‫واتّهموه بالكهانة والجنون ‪ ،‬فتولّى هللا تعالى الدفاع عن رسوله الكريم قال تعالى ‪:‬‬
‫ت َر ِبّ َك ِب َكا ِه ٍن َو َال َم ْجنُ ٍ‬
‫ون (‪ ))29‬الطور‬ ‫(فَذَ ِ ّك ْر فَ َما أ َ َ‬
‫نت بِ ِن ْع َم ِ‬
‫و قال تعالى ‪َ ﴿ :‬و َما هُ َو بِقَ ْو ِل شَا ِع ٍر ۚ قَ ِليال َما تُؤْ ِمنُونَ ﴿‪﴾ ﴾٤١‬الحاقة‬
‫ثم مارست قريش سال َح االستهزاء ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫َاك ْال ُم ْست َ ْه ِزئِينَ ) (الحجر ‪) 95:‬‬
‫(إِنها َكفَ ْين َ‬
‫ي محمدا (صلى هللا عليه وسلم ) و لم يفت‬‫ي سالحٍ لتواجه به النب َّ‬
‫ولم تترك قريش أ ّ‬
‫ي بل زادهُ صالبة وثباتا ‪.‬‬ ‫ض ِد النب ّ‬
‫ذلك في َع ُ‬
‫ثبات النبي صلى هللا عليه وسلم أمام المقاطعة االقتصادية‪:‬‬
‫ْ‬
‫ورأت‬ ‫القلوب‬
‫َ‬ ‫ينير النفوس ويستميل ُ‬
‫ع ُ‬ ‫وزادَ في رعب قريش َّ‬
‫أن اإلسالم شر َ‬
‫ْ‬
‫وكتبت‬ ‫كثيرا من رجالها يشر ُح هللا صدورهم لإلسالم ‪ .‬فاجتمعت قريش‬

‫‪3‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫دت فيها أالّ تبي َع شيئا إلى بني هاشم ‪ ،‬وال‬


‫صحيفة لمقاطعة بني هاشم ‪.‬وتع ّه ْ‬
‫ت الصحيفة في الكعبة ‪.‬‬ ‫تبتاع منهم شيئا وعلّق ِ‬
‫َ‬
‫ثالث سنين‬ ‫ي محمد والمسلمون في ِش ْعب أبي طالب وأقاموا على ذلك‬ ‫عزل النب ُّ‬
‫و ُ‬
‫أن تلينَ لهم قناة ُ ‪ ،‬وفي‬
‫حتى أصابهم اإلجهاد وبلغ منهم الحرمان ُ ك َّل مبلغ دون ْ‬
‫االثناء توفيت السيدة خديجة ‪ ،‬وتوفي ع ُّم الرسول (ابو طالب) (عليهما السالم)‪،‬‬
‫بعام الحزن ‪.‬‬
‫فحزن رسول هللا حزنا شديدا فس ّمي ذلك العام ِ‬
‫بنقض‬
‫ِ‬ ‫نفر من قريش‪ ،‬فتنادوا‬‫أن انتفض ّ‬ ‫ت المقاطعة االقتصادية إلى ْ‬ ‫واستمر ِ‬
‫ْ‬
‫ظهرت‬ ‫تلك الصحيفة الباغية ‪ِ ،‬ل َما وجدوا فيها من ظلم وجوروعندها‬
‫إن الصحيفة قد أكلتها دودة األرض ولم يبقَ منها سوى‬ ‫معجزة هللا تعالى ‪ ،‬إذ ّ‬
‫اسم هللا تعالى ‪ ،‬وبهذا خاب سال ٌح آخر من أسلحة قريش‪.‬‬

‫الدرس السادس‪ :‬أداء األمانة‬

‫تعريف األمانة بمفهومها العام‪:‬‬


‫األمانةُ ‪ :‬هي الوديعة ‪ ،‬واألمانة ضد الخيانة ‪.‬‬
‫يتصرف اإلنسان فيه من مال ِه ِّ‬ ‫ّ‬ ‫و هى بالمعنى االخالقي ‪:‬الوفا ُء والتعفّ ُ‬
‫ف ع ّما‬
‫وغيره ‪ ،‬واالحتكام إلى الضمير اليقظ ‪ ،‬والرعاية لك ّل مافي اإلنسان من شيءٍ‬
‫ي ‪ .‬واألمانة ‪ ،‬كذلك أدا ُء الحقوق والمحافظة عليها ‪ ،‬فالمسل ُم‬ ‫سي او معنو ّ‬ ‫ح ّ‬
‫حق هللا في العبادة ويحف ُ‬
‫ظ جوار َحهُّ عن‬ ‫يُعطي ك َّل ذي حق حقَّه ‪ ،‬ويؤدي َّ‬
‫وأساس من‬
‫ٌ‬ ‫الحرام ويردّ الودائ َع ‪ .‬واألمانةُ ُخلُ ٌق جليل من أخال ِ‬
‫ق اإلسالم‬
‫أُسسه‪.‬‬
‫منوها بشأنها‪،‬حاثّا‬
‫عن األمان ِة في أكثر من موطن ّ‬ ‫تحدث القرآن الكريم ِ‬
‫ت السمواتُ‬ ‫ُ‬
‫اإلنسان بينما رفض ِ‬ ‫على صيانتها ‪ ،‬فهي فريضةٌ عظيمة ح َمل َها‬
‫ْ‬
‫يحملنَها لعظمها وثقلها ‪ ،‬يقول سبحانه وتعالى ‪:‬‬ ‫واألرض والجبا ُل ْ‬
‫أن‬ ‫ُ‬
‫ض َوا ْل ِجبَا ِل فَأَبَ ْي َن أَن يَ ْح ِم ْلنَ َها َوأ َ ْ‬
‫شفَ ْق َن‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬‫علَى ال َّ‬‫ضنَا ْاأل َ َمانَةَ َ‬‫(إِنَّا ع ََر ْ‬
‫وال) (االحزاب ‪) 72 :‬‬ ‫َان َظلُو اما َج ُه ا‬‫سانُ إِنَّهُ ك َ‬
‫اإلن َ‬ ‫ِم ْن َها َو َح َملَ َها ْ ِ‬

‫‪3‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫وقد أمرنا هللا بأداء األمانات ‪،‬قال تعالى ‪:‬‬


‫اس أ َ ْن ت َ ْح ُك ُموا‬ ‫َّللاَ َيأ ْ ُم ُر ُك ْم أ َ ْن ت ُ َؤدُّوا ْاأل َ َمانَا ِ‬
‫ت ِإلَ َٰى أ َ ْه ِل َها َو ِإذَا َحك َْمت ُ ْم َب ْي َن النَّ ِ‬ ‫( ِإ َّن َّ‬
‫يرا ) ( النساء ‪) 58 :‬‬ ‫س ِميعاا َب ِص ا‬ ‫َان َ‬ ‫َّللاَ ك َ‬ ‫َّللاَ ِن ِع َّما َي ِع ُ‬
‫ظ ُك ْم ِب ِه ۗ ِإ َّن َّ‬ ‫ِبا ْل َع ْد ِل ۚ ِإ َّن َّ‬
‫وجعل نبّينا األكرم األمانةَ دليال على إيمان المرء و ُح ْس ِن ُخلُق ِه فقال‪ (:‬ال إيمانَ ل َم ْن‬
‫ال أمانةَ له ‪ ،‬وال دِينَ لمن ال عهد له)‬
‫أنواع األمانات‪:‬‬
‫فروض الدين‬
‫َ‬ ‫يلتزم المسل ُم التكاليف الشرعية‪ .‬فيؤدي‬
‫َ‬ ‫األمانة في العبادة‪ :‬أي ْ‬
‫أن‬
‫كما ينبغي ويحافظ ِّعلى الصالة والصيام وبر الوالدين وغير ذلك من الفروض‬
‫التي علينا ْ‬
‫أن نؤدّيَها بأمانة هلل ربّ العالمين‪.‬‬
‫أن أعضا َء جسده كلّها‬ ‫أن يعلم ّ‬ ‫األمانة في حفظ أعضاء الجسم ‪ :‬على المسلم ْ‬
‫فالعين أمانةٌ‬
‫ُ‬ ‫ب هللا سبحانه‬ ‫غض ُ‬ ‫أن يحافظ عليها وال ّ‬
‫يوظفها فيما يُ ِ‬ ‫أمانات يجب عليه ْ‬ ‫ٌ‬
‫ع الحرام ‪،‬‬ ‫أن ي ّجنبَها سما َ‬ ‫عن الحرام‪ ،‬واألُذُن أمانةُ يجب عليه ْ‬‫أن يغُضَّها ِ‬ ‫عليه ْ‬
‫يسير بها إلى الحرام ‪...‬‬
‫ُ‬ ‫واليدُ أمانةٌ فال تمتدُّ إلى الحرام ‪ ،‬واألقدام أمانة ٌفال‬
‫وح ْف ُ‬
‫ظ األمانة في ِحفظ النفس من الهالك بإبعادها عن موار ِد الهلك ِة واألذى ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫التدخين‪ْ،‬لضراره بالصحة‪ ،‬وينأى عن كل ما يؤذي النفس‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فيبتع ُد ِ‬
‫عن‬
‫أن تؤدي األمانة إلى أصحابها عندما يطلبونها‬ ‫‪ -‬األمانة في حفظ الودائع‪ :‬ومعناها ْ‬
‫كما هي وذلك ما فعله نبينا الكريم مع المشركين الذين كانوا يتركون ودائعهم عنده‬
‫ع ِرف النبي محمد صلى هللا عليه وسلم بصدق ِه وأمانتِه بين أه ِل‬ ‫ظها لهم قد ُ‬ ‫ليحف َ‬
‫مكة ‪ ،‬لذلك كانوا يلقِّبونه ‪ ،‬قبل البعثة‪ ،‬بالصادق األمين ‪ ،‬وحينما هاجر الرسول‬
‫ي ابن ابي طالب ابن عمه بإعادة‬ ‫من مكةَ المكرم ِة إلى المدينة المنورة ِّك َ‬
‫لف عل ه‬
‫الودائع واألمانات إلى المشركين التي تركوها عند رسول هللا‬
‫‪ -‬األمانة في العمل‪ :‬من األمانات ْ‬
‫أن يؤُدي المر ُء ما عليه على خير وجه ‪ ،‬فالعام ُل‬
‫ت ‪ ،‬ويجتهد ُ‬
‫والطالب يؤدي ما عليه من واجبا ٍ‬
‫ُ‬ ‫قن عمله ويُؤديه بإخالص ودقّة ‪،‬‬
‫يُتِ ُ‬

‫‪3‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫في تحصيل علومه ودراسته ويخفّ ُ‬


‫ف عن والديه األعباء ‪ ،‬وهكذا يؤدي ك ُّل أمريءٍ‬
‫بنجاح ‪.‬‬
‫فيعرف ق ْد َر الكلمة‬
‫ُ‬ ‫أن يلتزم المسلم الكلمة الجــادّة‪،‬‬ ‫‪ -‬االمانة في الكالم‪ :‬من األمانة ْ‬
‫دخل صاحبها الجنّة وتجعله من أهل التقوى ‪ ،‬كما قال هللا‬ ‫وأهميتَها ‪ ،‬فالكلمةُ قد ت ُ ِ‬
‫صلُ َها‬ ‫َّللاُ َمث َ اال َك ِل َمةا َطيِبَةا َك َ‬
‫ش َج َر ٍة َطيِبَ ٍة أ َ ْ‬ ‫ب َّ‬ ‫ض َر َ‬ ‫سبحانه وتعالى ‪ ( :‬أَلَ ْم ت َ َر َك ْي َ‬
‫ف َ‬
‫اء (‪ ))24‬ابراهيم‬ ‫س َم ِ‬ ‫ثَا ِبتٌ َوفَ ْر ُ‬
‫ع َها فِي ال َّ‬
‫وقد ينطق اإلنسان بكلمة الكفر ُفيصير من أهل النار‪ ،‬وضربّ هللا سبحانه مثال فقال‬
‫ق ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض َما لَ َها ِم ْن قَ َر ٍار‬ ‫اجتُثَّتْ ِم ْن فَ ْو ِ‬
‫ش َج َر ٍة َخ ِبيث َ ٍة ْ‬
‫تعالى ‪َ ( :‬و َمث َ ُل َك ِل َم ٍة َخ ِبيث َ ٍة َك َ‬
‫) (ابراهيم ‪) 26 :‬‬
‫)‪.‬‬ ‫بين نبينا األكرم أهمية الكلمة وأثرها فقال ‪( :‬الكلمةُ ِ ِّ‬
‫الطيبةُ صدقة‬ ‫وقد ّ‬
‫إنسان مسؤول عن شيءٍ أو أشياء يعُّد أمانةً في عنقه ‪،‬‬‫ٍ‬ ‫أمانة المسؤولية‪ :‬كل‬
‫سواء كان حاكما أو والدا ً أو ابنا ً ‪ ،‬وسواء أكان رجالً أم امرأة ً فهو راعٍ ومسؤول‬
‫عن رعيته ‪ .‬قال الرسول (صلى هللا عليه وسلم ) ( كلِّكم راعٍ وكلِّكم مسؤول عن‬
‫آثار تلك األمانة ‪.‬‬
‫ت بأمانة لجنينا َ‬ ‫رعيت ِه ) فلوأدِّى ك ُّل مسؤو ٍل ما عليه من واجبا ٍ‬
‫في كل شيءٍ فنرى العمران والتطور‪ ،‬فيزدهر البلد ‪ ،‬ولو أدِّى المدرس والطالب‬
‫ما عليهما فستظهر اآلثار اْليجابية في الفرد والمجتمع‬
‫نسان ‪ ،‬وهي األمانة في حفظ األسرار‪.‬فالمسلم يحف ُ‬
‫ظ‬ ‫وثمة أمانة مهمة لدى كل ا ٍ‬
‫اليغش‬
‫ُّ‬ ‫سر اخيه وال يخونُه وال يفشي أسراره ‪ .‬وكذلك األمانةُ في البيع فالمسل ُم‬
‫أحدا ً وال يغدر به وال يخونه ‪ ،‬ولألمانة فضلها وعندما تسو ُد بين الناس يتحقِّق‬
‫لهم الخير ‪ ،‬ويعِّمه ُم ُالحبِّ وقد اثنى هللا على عباد ِه المؤمنين لحفظهم االمانة فقال‬
‫تعالى ‪َ ( :‬والهذِينَ هُ ْم ِأل َ َمانَاتِ ِه ْم َو َع ْه ِد ِه ْم َراعُونَ ) ( المعارج ‪) 32 :‬‬
‫ت واألرض‪ .‬و ك ُّل‬‫ضها السماوا ِ‬ ‫ُ‬
‫يفوز األمناء برضا ربهم وبجن ٍة عر ُ‬ ‫وفي اآلخرة‬
‫أداء األمانة وال يؤدي ما يجب عليه من أمانة فهو خائن وهللا تعالى‬
‫إنسان ال يلتز ُم ِ‬
‫ٍ‬
‫ال يُحبِّ الخائنين ‪ .‬قال تعالى ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫َان َخ َّوانًا أَثِي ًما )‬ ‫َّللا َال يُ ِح ُّ‬


‫ب َم ْن ك َ‬ ‫ون أ َ ْنفُ َ‬
‫س ُه ْم ۚ إِ َّن َّ َ‬ ‫ِين يَ ْختَانُ َ‬
‫( َو َال ت ُ َجا ِد ْل ع َِن الَّذ َ‬
‫(النساء ‪) 107 :‬‬
‫وقد أمرنا هللا تعالى بعدم الخيانة ‪ ،‬فقال تعالى ‪( :‬يَا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُوا َال ت َ ُخونُوا َّ‬
‫َّللاَ‬
‫ون ) ( االنفال ‪) 27 :‬‬ ‫سو َل َوت َ ُخونُوا أ َ َمانَاتِ ُك ْم َوأ َ ْنت ُ ْم ت َ ْعلَ ُم َ‬
‫الر ُ‬
‫َو َّ‬
‫وقد أمرنا نبُّينا بأداء األمانة مع الناس جميعاً‪ ،‬وأالِّ نخون من خاننا فقال (صلى هللا‬
‫ي‬‫ائتمنك‪ ،‬وال ت َ ُخ ْن َمن خانك)‪ .‬وكذلك بيِّن النب ُّ‬
‫َ‬ ‫عليه وسلم ) ‪( :‬أ ِد األمانةَ إلى من‬
‫ب بسببها في النار‪ ،‬وخيانته‬ ‫( صلى هللا عليه وسلم ) أن خائنَ األمان ِة سوف يُعذِّ ُ‬
‫خائن األمانة يوم القيامة مذلوالً‬
‫ُ‬ ‫ستكون خزيا ً وندامة يوم القيامة ‪ ،‬وسوف يأتي‬
‫ُ‬
‫عليه الخزي والندامة ‪.‬‬
‫ت المنافق ‪،‬يقول حبيبُنا‬ ‫ت اإليمان‪ ،‬والخيانةُ إحدى صفا ِ‬ ‫اذن ‪ :‬األمانة من عالما ِ‬
‫ّث كذب ‪ ،‬واذا وعدَ‬ ‫المصطفى ( صلى هللا عليه وسلم )( آيةُ المنافق ثالث ‪ :‬اذا حد َ‬
‫أخلف وإذا‬
‫َ‬
‫اؤتمنَ خان ) فال تضيع األمانة‪ ،‬ففيها تسعد النفوس وتطمئن ويعُّم‬
‫العد ُل واإلخالص وتقوى العالقات ويصلح ال ُمجتمع ويزدهر ‪ ،‬واألهم‬
‫ُ‬
‫يقترن‬ ‫أن نسمى بالمسلمين فاإلسالم ليس اسما‬ ‫من ذلك كله سنستحق ْ‬
‫سلوك و ُخلُق صال ٌح أمرنا هللا تعالى به فيميزنا به ‪ ،‬و َمن‬‫ٌ‬ ‫بنا إنما هو‬
‫فليس بمسلم‪.‬‬
‫َ‬ ‫اإلسالم‬
‫ِ‬ ‫ق‬‫صف ب ُخلُ ِ‬
‫كان ال يت ّ ُ‬
‫المناقشة‪:‬‬

‫‪ ‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪( :‬ال إيمان لمن ال أمانة له وال دين لمن ال عهد‬
‫له) وضح ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬جعل نبينا األكرم األمانة دليال على إيمان المرء وحسن خلقه‪.‬‬
‫‪ ‬لقب النبي محمد صلى هللا عليه وسلم قبل البعثة بالصادق األمين وضح ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬ألنه كان يؤدي األمانة الى أصحابها من المشركين اللذين يتركون ودائعهم‬
‫عنده ليحفظها لهم ‪ .‬وعندما هاجر الرسول من مكة الى المدينة المنورة‬
‫كلف علي بن ابي طالب رضي هللا عنه بإعادة الودائع واألمانات الى‬
‫المشركين التي تركوها عند رسول هللا (ص) ‪.‬‬
‫‪ ‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪( :‬أد األمانة الى من ائتمنك وال تخن من‬

‫‪3‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫خانك) ناقش ذلك‪.‬‬


‫‪ ‬أمرنا نبينا بأداء األمانة مع الناس جميعا وال نخون من خاننا حيث بين نبينا‬
‫صلى هللا عليه وسلم أن خائن األمانة سوف يعذب بسببها في النار ويأتي‬
‫خائن األمانة يوم القيامة مذلوال عليه الخزي والندامة ‪.‬‬
‫‪ ‬قال نبينا االعظم صلى هللا عليه وسلم‪( :‬آية المنافق ثالث‪ :‬اذا حدث كذب‪،‬‬
‫وإذا وعد اخلف واذا أؤتمن خان) ناقش ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬ان األمانة هي أحد عالمات اإليمان والخيانة من صفات المنافق فال تضيع‬
‫األمانة ففيها تسعد النفوس وتطمئن ويعم العدل واإلخالص وتقوى‬
‫العالقات ويصلح المجتمع ويزدهر‪.‬‬
‫‪ ‬أجسامنا امانة كيف نحافظ عليها؟‬
‫‪ ‬أمرنا هللا سبحانه وتعالى في حفظ أعضاء الجسم فالعين أمانة على المسلم‬
‫يجب ان يغضها عن الحرام واألذن امانة يجب ان يجنبها سماع الحرام ‪.‬‬
‫واليد أمانة فال تمتد الى الحرام واالقدام امانة فال يسير بها الى الحرام‪.‬‬
‫‪ ‬هل تقتصر األمانة على رد الودانع فقط ؟‬
‫‪ ‬كال‪ ،‬فاإلنسان مسؤول عن كل شيء له وعليه فالجسم وأعضاؤه أمانة عنده‬
‫فعليـه أن يحافظ عليها كذلك العمل الذي يقوم به عليه أن يتقنه باإلضافة‬
‫الى العبادة الصحيحة التي يحب على اإلنسان أن يقوم بها‪.‬‬

‫تذكر أهميةَ حفظ األمانة ؟‬ ‫ُ‬ ‫اذكر آيةً قرآنية‬ ‫● ْ‬


‫َّللاَ يَأ ْ ُم ُر ُك ْم أ َ ْن ت ُ َؤدُّوا ْاأل َ َمانَا ِ‬
‫ت ِإلَ َٰى أ َ ْه ِل َها َو ِإذَا َح َك ْمت ُ ْم بَيْنَ‬ ‫قال تعالى ‪ِ ( :‬إ َّن َّ‬
‫صيرا )‬ ‫س ِميعا َب ِ‬ ‫َّللاَ َكانَ َ‬ ‫اس أ َ ْن ت َ ْح ُك ُموا ِب ْال َع ْد ِل ِإ َّن َّ‬
‫َّللاَ نِ ِع َّما َي ِع ُ‬
‫ظ ُك ْم ِب ِه ۗ ِإ َّن َّ‬ ‫النَّ ِ‬
‫(النساء ‪) 58 :‬‬
‫ب نبُّينا محمد صلى هللا عليه وسلم ألمانته ؟ وكيف تكون أمانة‬ ‫● بماذا لقّ َ‬
‫المسلم بالكلمة ؟‬
‫لقب النبي محمد صلى هللا عليه وسلم قبل البعثة بالصادق األمين ويجب ْ‬
‫أن يلتزم‬
‫فيعرف ق ْد َر الكلمة وأهميتَها ‪ ،‬فالكلمةُ قد ت ُ ِ‬
‫دخل صاحبها‬ ‫ُ‬ ‫المسلم الكلمة الجــادّة‪،‬‬
‫الجنّة وتجعله من أهل التقوى‬
‫اذكر حديثا ً نبويّا ً شريفا ً في عالما ِ‬
‫ت المنافق ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫●‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬آية المنافق ثالث‪ :‬اذا حدث كذب‪ ،‬وإذا وعد‬
‫اخلف واذا أؤتمن خان)‬

‫‪3‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫الوحدة الثانية‪:‬‬
‫الدرس األول‪ :‬سورة البروج‬

‫الر ِح ِيم‬
‫الر ْح َم ِن َّ‬ ‫ِب ْس ِم َّ‬
‫َّللاِ َّ‬
‫اب‬ ‫ص َح ُ‬ ‫عو ِد )‪َ (2‬وشَا ِه ٍد َو َم ْش ُهو ٍد )‪(3‬قُ ِت َل أ َ ْ‬ ‫ت ْالبُ ُروجِ )‪َ (1‬و ْال َي ْو ِم ْال َم ْو ُ‬ ‫اء ذَا ِ‬ ‫س َم ِ‬ ‫َوال َّ‬
‫ت ْال َوقُو ِد )‪ِ (5‬إ ْذ هُ ْم َعلَ ْي َها قُعُودٌ )‪َ (6‬وهُ ْم َعلَى َما َي ْف َعلُونَ‬ ‫ار ذَا ِ‬ ‫ْاأل ُ ْخدُو ِد )‪(4‬النَّ ِ‬
‫يز ْال َح ِمي ِد )‪(8‬الَّذِي لَهُ‬ ‫اَّللِ ْال َع ِز ِ‬
‫ش ُهود ٌ )‪َ (7‬و َما نَقَ ُموا ِم ْن ُه ْم ِإ َّال أ َ ْن يُؤْ ِمنُوا ِب َّ‬ ‫ِب ْال ُمؤْ ِم ِنينَ ُ‬
‫ش ِهيدٌ )‪ِ (9‬إ َّن الَّذِينَ فَتَنُوا ْال ُمؤْ ِمنِينَ‬ ‫َيءٍ َ‬ ‫َّللاُ َعلَى ُك ِّل ش ْ‬ ‫ض َو َّ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫ُم ْلكُ ال َّ‬
‫ق )‪ِ (10‬إ َّن الَّذِينَ آ َمنُوا‬ ‫اب ْال َح ِري ِ‬ ‫اب َج َهنَّ َم َولَ ُه ْم َعذَ ُ‬ ‫ت ث ُ َّم لَ ْم َيتُوبُوا فَلَ ُه ْم َعذَ ُ‬ ‫َو ْال ُمؤْ ِمنَا ِ‬
‫ير )‪ِ (11‬إ َّن‬ ‫ار ذَ ِل َك ْالفَ ْو ُز ْال َك ِب ُ‬ ‫ات ت َ ْج ِري ِم ْن ت َ ْحتِ َها ْاأل َ ْن َه ُ‬ ‫ت لَ ُه ْم َجنَّ ٌ‬
‫صا ِل َحا ِ‬ ‫َو َع ِملُوا ال َّ‬
‫ور ْال َود ُودُ )‪(14‬ذُو‬ ‫ئ َويُ ِعيد ُ )‪َ (13‬و ُه َو ْالغَفُ ُ‬ ‫شدِيد ٌ )‪ِ (12‬إنَّهُ ُه َو يُ ْب ِد ُ‬ ‫ش َر ِب َّك لَ َ‬ ‫ط َ‬ ‫بَ ْ‬
‫ِيث ْال ُجنُو ِد )‪(17‬فِ ْر َع ْونَ‬ ‫اك َحد ُ‬ ‫ْال َع ْر ِش ْال َم ِجيدُ )‪(15‬فَعَّا ٌل ِل َما يُ ِريدُ )‪(16‬ه َْل أَت َ َ‬
‫يط )‪(20‬بَ ْل ُه َو‬ ‫َّللاُ ِم ْن َو َرائِ ِه ْم ُم ِح ٌ‬ ‫ب )‪َ (19‬و َّ‬ ‫َوث َ ُمودَ )‪(18‬بَ ِل الَّذِينَ َكفَ ُروا فِي ت َ ْكذِي ٍ‬
‫آن َم ِجيدٌ )‪(21‬فِي لَ ْوحٍ َم ْحفُوظٍ )‪(22‬‬ ‫قُ ْر ٌ‬

‫شرح المفردات الصعبة‪:‬‬


‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫البُرج البناء الكبيرالذي يظهرمن بعيد‬ ‫البُروج‬
‫والمراد من البُروج في اآلية‪ :‬كواكب‬

‫‪4‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ثابتة غيرسيِّارة هي منازل الشمس‬


‫والقمر‪.‬‬
‫ال ِش ِّق العظيم في األرض كالخندق‪.‬‬ ‫األخدود‬

‫لُ ِعن وهلك‪.‬‬ ‫قتل‬

‫ماعابوا وما كرهوا‪.‬‬ ‫وما نقموا‬

‫عذاب جهنم ‪.‬‬ ‫عذاب الحريق‬


‫األخذ بشدة‪.‬‬
‫البطش‬
‫أي يبدأ الخلق ثم يفنيهم ‪ ،‬ثم يعيدهم‬
‫يبدي ويعيد‬
‫أحياء ‪.‬‬
‫المجيد‬
‫المستحق لصفات الكمال والعلو‪.‬‬

‫المعنى العام للسورة‪:‬‬


‫اء ذَا ِ‬
‫ت ا ْلبُ ُروجِ )‪)(1‬‬ ‫س َم ِ‬
‫قال تعالى ‪َ ( :‬وال َّ‬
‫بالسماء البديعة وما فيها من نجوم ِلينبهنا على ما فيها من دقِّ ِة‬
‫ِ‬ ‫س َم هللا تعالى‬
‫أق َ‬
‫أن الذي خلَقها أج ُّل وأعظم‪.‬‬
‫نعلم ِّ‬
‫الصنع ‪ ،‬وبالغِ الحكمة ‪ِ ،‬ل َ‬
‫والبُروج اثنا عشر برجا‪ ،‬وهي ‪:‬ذات المنازل المعروفة للكواكب‪ ،‬إذ‬
‫شهر في واحد من هذه البُروج ‪ ،‬وقد اهتم العربُّ اهتماما ً‬ ‫الشمس ك ِّل ٍ‬
‫ُ‬ ‫تح ُّل‬
‫ت األمم التي سبقتهم وكانوا أحو َج‬ ‫كبيرا ً بمعرفة هذه النجوم ‪ ،‬ومن قب ِلهم اهتم ِ‬
‫الناس إلى معرفتها ‪ ،‬ومواقع طلوعها وغروبها‪ ،‬ألنهم يحتاجون إليها في السفَر‬
‫وهلكت تجارتُهم‬
‫ْ‬ ‫ت قوافلُهم‪،‬‬ ‫برا ً وبحرا ً ‪ ،‬إذ يهتدون ليالً بها ‪ ،‬فلوالها لضلِّ ْ‬
‫ِّ‬
‫ومواشيهم ‪،‬فأقسم هللا بها ألننا نراها ونشاهدُها دائما ً ‪ ،‬ولنا فيها مصال ُح ومناف ُع‬
‫س َم أ َج ُّل وأعظ ُم ‪.‬‬
‫سم عظيم ‪ ،‬والذي أق َ‬ ‫للناس في هذه الحياة ‪ ،‬وهو قَ َ‬

‫‪4‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫( َوا ْليَ ْو ِم ا ْل َم ْوعُو ِد )‪َ (2‬وشَا ِه ٍد َو َم ْ‬


‫ش ُهو ٍد )‪) (3‬‬
‫ت للحساب‪،‬‬ ‫اليو ُم الموعود هو يوم القيامة الذي و َع َدنا هللاُ به ‪ ،‬وإنِّه ال ب ِّد آ ٍ‬
‫والشاهد هو الرسول (صلى هللا عليه وسلم) لقوله تعالى ‪( :‬يَا أَيُّ َها النهبِ ُّ‬
‫ي ِإنها‬
‫ِيرا (‪ ))45‬األحزاب‬ ‫س ْلن َ‬
‫َاك شَا ِهدًا َو ُمبَ ِ ِّ‬
‫ش ًرا َونَذ ً‬ ‫أ َ ْر َ‬
‫وفسره بعض العلماء بأنه يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة وقيل هو يوم القيامة‬
‫وبهذا يوجه هللا تعالى أنظارنا إلى ما في هذا الكون الواسع الكبير من العظمة‪،‬‬
‫يستحق ْ‬
‫أن يُعبد ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لنعتبر ونتعظ ‪ ،‬ونعلم ِّ‬
‫أن هللا الذي خلق هذا الكون هو الذي‬
‫ت ا ْل َوقُو ِد )‪(5‬إِ ْذ ُه ْم َ‬
‫علَ ْي َها قُعُو ٌد )‪َ (6‬و ُه ْم‬ ‫اب ْاأل ُ ْخدُو ِد )‪(4‬النَّ ِار َذا ِ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫( قُتِ َل أ َ ْ‬
‫ش ُهو ٌد )‪) (7‬‬ ‫ين ُ‬ ‫علَى َما يَ ْفعَلُ َ‬
‫ون بِا ْل ُم ْؤ ِمنِ َ‬ ‫َ‬
‫أصحاب األخدود ولعنهم ‪ ،‬فهم قوم كفرة شقِّوا في األرض شقا ً‬
‫َ‬ ‫قات َل هللاُ‬
‫مستطيال كالخندق ‪ ،‬وملؤوهُ بالنيران ‪ ،‬وأرادوا إجبار المؤمنين على الكفرباهلل‬
‫فلما رفض المؤمنون الكفر أحرقوهم بالنار فقُتل هؤالء المجرمون ولُعنوا ‪ ،‬فقد‬
‫أن تأخذهم‬ ‫كانوا جلوسا ً حو َل النار ‪ ،‬يشهدون كيف يتعذب المؤمنون من دون ْ‬
‫بهم رحمة وشفقة ‪.‬‬
‫ت‬
‫اوا ِ‬ ‫يز ا ْل َح ِمي ِد )‪(8‬الَّذِي لَهُ ُم ْلكُ ال َّ‬
‫س َم َ‬ ‫( َو َما نَقَ ُموا ِم ْن ُه ْم ِإ َّال أ َ ْن يُ ْؤ ِمنُوا ِب َّ‬
‫اَّللِ ا ْل َع ِز ِ‬
‫علَى ُك ِل ش َْيءٍ ش َِهي ٌد )‪)(9‬‬ ‫َّللاُ َ‬‫ض َو َّ‬ ‫َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫ب عندهم ‪ ،‬وال انتقموا منهم ‪ ،‬إالّ ألنّهم آمنوا باهلل‬
‫وما كان للمؤمنين من ذ ْن ٍ‬
‫العزيز الحمي ِد ‪ ،‬مالك السموات واألرض وما بينهما‪ ،‬ثم بيّنَ هللا تعالى أنّه َّ‬
‫مطل ٌع‬ ‫ِ‬
‫على أعمال عباده ‪ ،‬ال تخفى عليه خافية من شؤونهم ‪ ،‬فهو عليم بما فعلوه‬
‫بالمؤمنين ‪ ،‬وتوعدهم بأنهم سيالقون جزاء ماعملوه‬
‫عذَ ُ‬
‫اب‬ ‫اب َج َهنَّ َم َولَ ُه ْم َ‬ ‫ت ث ُ َّم لَ ْم يَتُوبُوا فَلَ ُه ْم َ‬
‫عذَ ُ‬ ‫ِين فَتَنُوا ا ْل ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫ين َوا ْل ُم ْؤ ِمنَا ِ‬ ‫(إ َّن الَّذ َ‬
‫يق )‪)(10‬‬ ‫ا ْل َح ِر ِ‬
‫ّ‬
‫إن الذين أرادوا إجبار المؤمنين والمؤمنات على الكفر وأحرقوهم بالنار‬
‫عذاب جهنم‪ ،‬ولهم‬
‫ُ‬ ‫ليصرفوهم عن دين هللا‪ ،‬ثم لم يتوبوا‪ ،‬فلهم في اآلخرة‬

‫‪4‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫العذاب الشديد المحرق ‪ ،‬وفي هذا تحذير لكل الكفرة الذين يؤذون المؤمنين‬
‫بأنهم سيواجهونَ عذاب السعير‪.‬‬

‫ت لَ ُه ْم َجنَّاتٌ ت َ ْج ِري ِم ْن ت َ ْحتِ َها ْاأل َ ْن َه ُ‬


‫ار ذَ ِلكَ ا ْلفَ ْو ُز‬ ‫(إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُوا َوع َِملُوا ال َّ‬
‫صا ِل َحا ِ‬
‫ير )‪)(11‬‬ ‫ا ْل َك ِب ُ‬
‫ان الذين صدَّقوا هللاَ ورسولَه ‪ ،‬وعملوا األعما َل الصالحات‪ ،‬لهم جناتُ تجري‬
‫من تحت قصورها األنهار‪ ،‬ذلك الفوز العظيم‪.‬‬
‫ور ا ْل َودُو ُد )‪(14‬‬
‫ِئ َويُ ِعي ُد )‪َ (13‬و ُه َو ا ْلغَفُ ُ‬ ‫(إِ َّن بَ ْط َ‬
‫ش َربِكَ لَ َ‬
‫شدِي ٌد )‪(12‬إِنَّهُ ُه َو يُ ْبد ُ‬
‫ذُو ا ْلعَ ْر ِش ا ْل َم ِجي ُد )‪(15‬فَعَّا ٌل ِل َما يُ ِري ُد )‪)(16‬‬
‫وأعداء رسله انتقا ٌم شديدٌ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ظلَم ِة‬
‫انتقام هللا ِمنَ الجبابرة وال َ‬
‫َ‬ ‫خطاب عام أي ‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫هذا‬
‫الخالق القادر ‪ ،‬الذي يبدأ الخلق من العدم‪ ،‬ثم يعيد ُهم أحيا َء بعد‬ ‫ُ‬ ‫فاهلل تعالى هو‬
‫الموت ‪ ،‬وهو الذي يستُر الذنب ويغفره فال يعاقب به ‪ ،‬ويحبُّ أولياءه ويحبّونه‬
‫ت ‪ ،‬الذي وس َع السموات واألرض‬ ‫‪،‬صاحب العرش العظيم الذي هو أعظ ُم المخلوقا ِ‬ ‫ُ‬
‫( َه ْل أَتَاكَ َحد ُ‬
‫ِيث ا ْل ُجنُو ِد )‪ِ (17‬ف ْرع َْو َن َوث َ ُمو َد )‪)(18‬‬
‫أن أخبر هللا تعالى نبيَّه الكريم بقصة أصحاب األخدود وما وعدهم هللا به‬ ‫وبعد ْ‬
‫من جزاء ‪ ،‬قال لرسوله الكريم يواسيه بأسلوب االستفهام للتشويق هل بلغك‬
‫‪-‬أيها الرسول‪ -‬خبر الجموع الكافرة المكذّبة ألنبيائها وماذا ح ّل بها ؟ هم‬
‫فرعون وقومه الذين كذّبوا موسى (ع ) ‪ ،‬وقوم (ثمود) الذين كذّبوا صالحا (ع)‪،‬لقد‬
‫بأس وشدّة ‪ ،‬و كانوا أشدَّ بأسا ‪ ،‬وأقوى من قومك ‪ ،‬ومع ذلك فقد أخذهم‬ ‫كانوا أولي ٍ‬
‫ي ٍ مقتدر‪.‬‬
‫هللا تعالى بذنوبهم أخذ قو ّ‬
‫ط )‪(20‬بَ ْل ُه َو قُ ْر ٌ‬
‫آن َم ِجي ٌد‬ ‫َّللاُ ِم ْن َو َرائِ ِه ْم ُم ِحي ٌ‬ ‫(بَ ِل الَّذ َ‬
‫ِين َكفَ ُروا فِي ت َ ْكذِي ٍ‬
‫ب )‪َ (19‬و َّ‬
‫)‪(21‬فِي لَ ْوحٍ َم ْحفُوظٍ )‪)(22‬‬
‫ار قريش لم يتّعظوا بما ح َّل بأولئك الكفرة المكذّبين ‪ ،‬بل هم أشدّ منهم‬
‫كن كفّ َ‬
‫ل َّ‬
‫ُكفرا وطغيانا وهللا تعالى قادر عليهم ‪ ،‬وال يعجزونه ‪ ،‬ألنهم في قبضته في‬
‫ّ‬
‫شيء‪.‬إن مانتلوهُ عليك هو‬ ‫حين وزمان ‪ ،‬وال يخفى عليه منهم ومن أعمالهم‬ ‫ك ّل ٍ‬
‫عر وسحرفهو‬ ‫القرآن العظيم ‪ ،‬وليس كما زعم المكذّبون المشركون بأنّه ِش ٌ‬

‫‪4‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫كتاب رفي ُع الشرف والمكانة ‪ ،‬قد سما على سائر الكتب السماوية ‪ ،‬في إعجازه‬‫ٌ‬
‫ونَظمه وص ّحة معانيه ‪ .‬إنه قرآن عظيم كريم‪ ،‬في لوح محفوظ‪ ،‬ال ينالُه تبدي ٌل‬
‫وال تحريف‪.‬‬

‫أهم ما ترشد اليه السورة‪:‬‬


‫‪-1‬وجوب االيمان بالبعث والحساب ‪.‬‬
‫‪ -2‬عظمة هللا وقدرتُه وإحاطتُه بكل شئ‬
‫بيان ما يبتلى به المؤمنون في هذه الحياة ويصبرون ‪ ،‬فيكون جزاؤهم‬ ‫‪ُ -3‬‬
‫الجنة ‪.‬‬
‫بتجارب من سبق كقصة أصحاب األخدود ففي قصص‬ ‫َ‬ ‫وجوب االتّعاظ‬
‫ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫القرآن ِعظة و ِعبرة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ومحفوظ اليناله تبدي ٌل أو تحريف‬ ‫ٌ‬
‫معجز المثي َل له‬ ‫‪ّ -5‬‬
‫إن القرآنَ الكريم‬
‫المناقشة‪:‬‬
‫‪ ‬لماذا أقسم هللا سبحانه وتعالى بالسماء ذات البروج ؟‬
‫‪ ‬أقسم هللا تعالى بالسماء البديعة وما فيها من نجوم لينبهنا على ما فيها من‬
‫دقة الصنع‪ ،‬وبالغ الحكمة‪ ،‬لنعلم أن الذي خلقها أجل وأعظم‪.‬‬
‫‪ ‬هل يبطش هللا سبحانه وتعالي بالناس اجمعين؟‬
‫‪ ‬هذا خطاب عام أي‪ :‬إنتقام هللا من الجبابرة والظلمة وأعداء رسله انتقام‬
‫شديد‪ .‬فاهلل تعالى هو الخالق القادر‪.‬‬
‫‪ ‬ما جزاء من صدقوا باهلل ورسوله؟‬
‫‪ ‬إن الذين صدقوا باهلل ورسوله‪ ،‬وعملوا الصالحات‪ ،‬لهم جنات تجري من‬
‫تحتها قصورها االنهار‪.‬‬
‫مصيرهم‬‫ُ‬ ‫أصحاب اإلخدود ‪ ،‬وما‬ ‫َ‬ ‫■ لماذا َ‬
‫لعن هللا‬
‫النهم قوم كفرة شقِّوا في األرض شقا ً مستطيال كالخندق ‪ ،‬وملؤوهُ بالنيران‬
‫وأرادوا إجبار المؤمنين على الكفرباهلل فلما رفض المؤمنون الكفر أحرقوهم‬
‫بالنار فقُتل هؤالء المجرمون ولُعنوا‬
‫باليوم الموعود ؟‬‫ِ‬ ‫■ ما المقصو ُد‬
‫ت للحساب‪ ،‬والشاهد هو‬ ‫هو يوم القيامة الذي و َع َدنا هللاُ به ‪ ،‬وإنِّه ال ب ِّد آ ٍ‬

‫‪4‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫س ْلن َ‬
‫َاك شَا ِهدًا‬ ‫ي ِإنها أ َ ْر َ‬
‫الرسول (صلى هللا عليه وسلم) لقوله تعالى ‪( :‬يَا أَيُّ َها النهبِ ُّ‬
‫ِيرا (‪ ))45‬األحزاب‬ ‫َو ُمبَ ِ ِّ‬
‫ش ًرا َونَذ ً‬
‫‪ ‬ضع عالمة صح أمام العبارة الصحيحة وعالمة خطأ‪ ،‬إمام العبارة الغير‬
‫صحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬لم تهتم األمم بمواقع النجوم والبروج قبل أسفارهم وتنقلهم‪ .‬خطأ‬
‫تهتم األمم بمواقع النجوم والبروج قبل أسفارهم وتنقلهم‪.‬‬
‫‪ -‬اليوم الموعود هو يوم الحساب‪ .‬صح‬
‫‪ -‬خلق هللا الموجودات من العدم‪ .‬صح‬
‫‪ -‬أصحاب األخدود لعنهم هللا وتاب عليهم‪ .‬خطأ‬
‫يتب عليهم‬
‫‪ -‬قوم (ثمود) الذين كذبوا هود (ع) ‪ .‬خطأ ‪ -‬ثمود قوم صالح‬

‫أكمل اآليات اآلتية ‪:‬‬


‫)والسماء ذات البروج ‪ )١(.‬واليوم الموعود (‪ ( ٢‬وشاهد ومشهود (‪ )٣‬قُت َل‬
‫النار ذات الوقود(‪ )٥‬إذ هم عليها قعود (‪ )٦‬وهم على ما‬ ‫اصحاب األخدود (‪ِ )٤‬‬
‫يفعلون بالمؤمنين شهود (‪ )٧‬وما نقموا منهم إال أن يؤمنوا باهلل العزيز الحميد‬
‫(‪ )8‬الذي له ملك السموات واألرض وهللا على كل شئ شهيد (‪)9‬‬

‫الدرس الثاني‪ :‬القرآن الكريم‬

‫تعريف القرآن الكريم‪:‬‬


‫المكتوب في‬
‫ُ‬ ‫نز ُل على نبيِّ ِه محم ٍد (صلى هللا عليه وسلم )‬‫عج ُز ال ُم ه‬
‫وحي هللا ال ُم ِ‬
‫ُ‬ ‫هو‬
‫المصاحف ‪ ،‬المنقو ُل عنه بالتواتر‪ ،‬المتعهب ُد بتالوته‪ ،‬المبدو ُء بسورة الفاتحة‪،‬‬
‫والمختوم بسورة الناس ‪.‬‬

‫ومعنى المنقول بالتواتر ‪،‬قد نقله جمع من الناس الثقات يستحيل كذبهم ‪ ،‬ومعنى‬
‫المتعبد بتالوته ‪ ،‬ان تالوة القران الكريم عبادة يؤجر االنسان عليها ‪.‬‬
‫تعريف اآلية‪ :‬هي جزء من السورة ومن اآليات تتألف السور وتختم كل اية بعدد‬
‫يحمل تسلسل االية في السورة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫لف السورة من مجموعة من اآليات الكريمة ‪ ،‬تنتهي كل آية‬ ‫تعريف السورة‪ :‬تتأ ُ‬
‫ت في السورة ‪ .‬ولكل سورة اسم أو‬ ‫برقم خاص بها ورقم آخر آية يب ُ‬
‫ِّين عد َد اآليا ِ‬
‫وأقصر سور ٍة هي الكوثر‪ ،‬وأطو ُل سور ٍة هي البقرة ‪.‬‬‫ُ‬ ‫أكثر‪،‬‬
‫س َو ِر القرآن مائة وأربّ َع عشرة َ سورة (‪ ، )١١٤‬وعددُ أجزائ ِه ثالثون‬
‫عددُ ُ‬
‫جزء‪.‬‬
‫سور القرآن الكريم تبدأ ُ بالبسملة (بسم هللا الرحمن الرحيم) ما عدا سورة‬‫ُ‬ ‫جميع‬
‫ِّ‬
‫وألن البسملة‬ ‫التوبة التي تخلو من البسملة ألن هللا تعالى يتبرأ ُ فيها ِمنَ الكافرين ‪،‬‬
‫تتض ِّم ُن الرحمة لذلك لم تبدأ سورة التوبة بالبسملة‬
‫أسماء القرآن الكريم وصفاته‪:‬‬
‫لقد س ّمى هللا تعالى القرآنَ بأسماء كثيرة منها‪:‬‬
‫ش ُِر ْال ُمؤْ ِم ِنينَ‬ ‫‪ -‬القرآن‪ :‬في قَ ْوله تعالى‪ِ ( :‬إ َّن َٰ َهذَا ْالقُ ْرآنَ َي ْهدِي ِللَّ ِتي ِه َ‬
‫ي أ َ ْق َو ُم َويُبَ ّ‬
‫ت أ َ َّن لَ ُه ْم أ َ ْجرا َك ِبيرا) ( االسراء ‪)9 :‬‬ ‫الَّذِينَ َي ْع َملُونَ ال َّ‬
‫صا ِل َحا ِ‬
‫‪ -‬الكتاب‪ :‬قال تعالى‪( :‬لَقَ ْد أ َ ْنزَ ْلنَا ِإلَ ْي ُك ْم ِكتَابا فِي ِه ِذ ْك ُر ُك ْم أَفَ َال ت َ ْع ِقلُونَ ) (االنبياء ‪)10:‬‬
‫ار َك الَّذِي ن ََّز َل ْالفُ ْرقَانَ َعلَ َٰى َع ْب ِد ِه ِل َي ُكونَ ِل ْل َعالَ ِمينَ نَذِيرا)‬
‫‪ -‬الفرقان‪ :‬قال تعالى‪( :‬ت َ َب َ‬
‫(الفرقان ‪)1:‬‬
‫‪ -‬الذكر‪ :‬قال تعالى‪( :‬إِنَّا ن َْح ُن ن ََّز ْلنَا ال ِذّ ْك َر َوإِنَّا لَهُ لَ َحافِ ُ‬
‫ظونَ )( الحجر ‪)9:‬‬
‫صف هللا تعالى القرآن الكريم بأوصافٍ كثيرة منها ‪:‬‬ ‫و َ‬
‫اس قَ ْد َجا َء ُكم بُ ْرهَان ِ ِّمن هر ِبِّ ُك ْم َوأَنزَ ْلنَا ِإلَ ْي ُك ْم نُ ً‬
‫ورا‬ ‫‪ -‬نور ‪ ،‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أَيُّ َها النه ُ‬
‫ُّم ِبينًا ) ( النساء ‪) 174 :‬‬
‫‪ -‬موعظة و شفاء و هدى و رحمة ‪ ،‬قال تعالى ‪( :‬يَا أَيُّ َها النه ُ‬
‫اس قَ ْد َجا َءتْ ُكم‬
‫صدُو ِر َو ُهدًى َو َر ْح َمة ِلِّ ْل ُمؤْ ِمنِينَ ) ( يونس‬
‫ظة ِ ِّمن هر ِبِّ ُك ْم َو ِشفَاء ِلِّ َما فِي ال ُّ‬
‫هم ْو ِع َ‬
‫‪)57:‬‬

‫‪4‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ -‬بشرى ‪ ،‬قال تعالى ‪( :‬قُ ْل َم ْن َكانَ َعد ًُّوا ِل ِجب ِْري َل فَإِنههُ ن هَزلَهُ َعلَ ٰى قَ ْلبِ َك بِإ ِ ْذ ِن ه‬
‫َّللاِ‬
‫ص ِ ِّدقًا ِل َما بَيْنَ يَ َد ْي ِه َو ُهدًى َوبُ ْش َر ٰى ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ ) ( البقرة ‪) 97 :‬‬
‫ُم َ‬

‫المناقشة‪:‬‬
‫‪ -1‬ما هي صفات القرآن الكريم ؟‬
‫وصف هللا تعالى القرآن بأوصاف كثيرة‪:‬‬
‫ور الَّذِي أ ُ ْن ِز َل َم َعهُ)‬‫عز وج ّل‪َ ( :‬وات َّ َبعُوا النُّ َ‬ ‫النُّور‪ :‬فقد قال ّ‬
‫ظةٌ ِم ْن َر ِبّ ُك ْم)‬ ‫ال َموعظة‪ :‬إذ قال تعالى‪َ ( :‬يا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫اس قَ ْد َجا َءتْ ُك ْم َم ْو ِع َ‬
‫ال َح ّق‪ :‬قال تعالى‪َ ( :‬وإِنَّهُ لَ َح ُّق ْاليَ ِق ِ‬
‫ين)‬
‫يم)‬ ‫سبْعا ِمنَ ْال َمثَانِي َو ْالقُ ْرآنَ ْالعَ ِظ َ‬ ‫َاك َ‬ ‫العظيم‪ :‬قال تعالى‪َ ( :‬ولَقَ ْد آت َ ْين َ‬

‫َ‬
‫القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫رف‬
‫‪ -۲‬ع ِ‬
‫المكتوب‬
‫ُ‬ ‫عج ُز ال ُم ه‬
‫نز ُل على نبيِّ ِه محم ٍد (صلى هللا عليه وسلم )‬ ‫وحي هللا ال ُم ِ‬
‫ُ‬ ‫هو‬
‫في المصاحف ‪ ،‬المنقو ُل عنه بالتواتر‪ ،‬المتعهب ُد بتالوته‪ ،‬المبدو ُء بسورة الفاتحة‪،‬‬
‫والمختوم بسورة الناس ‪.‬‬

‫أقصر سورة وما أطو ُل سورة في القرآن الكريم ؟‬


‫ُ‬ ‫‪ -۳‬ما‬
‫أقصر سورةٍ هي الكوثر‪ ،‬وأطو ُل سورةٍ هي البقرة‬
‫ُ‬

‫للقرآن الكريم مستشهدا ا بآي ٍة كريمة‬ ‫ِ‬ ‫اذكر ثالثةَ أسماء‬


‫‪ْ -٤‬‬
‫‪ -‬الكتاب‪ :‬قال تعالى‪( :‬لَقَ ْد أ َ ْنزَ ْلنَا إِلَ ْي ُك ْم ِكتَابا فِي ِه ِذ ْك ُر ُك ْم أَفَ َال ت َ ْع ِقلُونَ ) (االنبياء‪)10:‬‬
‫ار َك الَّذِي ن ََّز َل ْالفُ ْرقَانَ َعلَ َٰى َع ْب ِد ِه ِليَ ُكونَ ِل ْل َعالَ ِمينَ نَذِيرا)‬ ‫‪ -‬الفرقان‪ :‬قال تعالى‪( :‬تَبَ َ‬
‫(الفرقان ‪)1:‬‬
‫ظونَ )( الحجر ‪)9:‬‬ ‫‪ -‬الذكر‪ :‬قال تعالى‪ِ ( :‬إنَّا ن َْح ُن ن ََّز ْلنَا ال ِذّ ْك َر َو ِإنَّا لَهُ لَ َحافِ ُ‬

‫‪ ‬ضع عالمة صح‪ ،‬أمام العبارة الصحيحة‪ ،‬وعالمة خطأ‪ ،‬أمام العبارة غير‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬يبدأ القران الكريم بسورة الفاتحة ويختم بسورة اإلخالص‪ .‬خطأ‬
‫يختم بسورة الناس‬
‫‪ -‬عدد سور القرآن ‪ 100‬سورة‪ .‬خطأ‬

‫‪4‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫عدد سور القران ‪114‬‬


‫‪ -‬اآلية أصغر جزء في السورة‪ .‬صح‬
‫‪ -‬جميع السور تبدأ بالبسملة‪ .‬خطأ‬
‫جميع السور تبدأ بالبسملة ماعدا سورة التوبة‬

‫الدرس الثالث‪ :‬من الحديث الشريف (الصدق والكذب)‬


‫للشرح والحفظ‪:‬‬

‫ْق يَ ْهدِي إِلَى‬ ‫ْق‪ ،‬فَ ِإ َّن ِ‬


‫الصد َ‬ ‫الصد ِ‬ ‫علَ ْي ُك ْم بِ ِ‬
‫َّللاِ ﷺ‪َ :‬‬ ‫سو ُل َّ‬ ‫سعُو ٍد قَا َل‪ :‬قَا َل َر ُ‬ ‫ع َِن ا ْب ِن َم ْ‬
‫ْق َحتَّى‬ ‫الصد َ‬ ‫ق ويَت َ َح َّرى ِ‬ ‫ص ُد ُ‬ ‫ا ْلبِ ِر‪ ،‬وإِ َّن ا ْلبِ َّر يَ ْهدِي إِلَى ا ْل َجنَّ ِة‪ ،‬و َما يَ َزا ُل َّ‬
‫الر ُج ُل يَ ْ‬
‫ور‪ ،‬وإِ َّن ا ْلفُ ُج َ‬
‫ور‬ ‫ِب يَ ْهدِي إِلَى ا ْلفُ ُج ِ‬ ‫ِب‪ ،‬فَ ِإ َّن ا ْل َكذ َ‬
‫َّللاِ ِصدِيقاا‪ ،‬وإِيَّا ُك ْم وا ْل َكذ َ‬
‫ب ِع ْن َد َّ‬ ‫يُ ْكت َ َ‬
‫َّللاِ َكذَّاباا‪.‬‬
‫ب ِع ْن َد َّ‬ ‫ِب َحتَّى يُ ْكت َ َ‬‫ِب ويَت َ َح َّرى ا ْل َكذ َ‬ ‫يَ ْهدِي إِلَى النَّ ِار‪ ،‬و َما يَ َزا ُل َّ‬
‫الر ُج ُل يَ ْكذ ُ‬
‫علَ ْي ِه‪.‬‬ ‫ُمتَّفَ ٌ‬
‫ق َ‬

‫معاني المفردات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫الزموا الصدق وتمسكوا به‪.‬‬ ‫عليكم بالصدق‬

‫يوصل ‪.‬‬ ‫يهدي‬

‫اسم جامع للخير كله ‪ .‬العمل‬ ‫البر‬


‫ّ‬
‫الصالح‪.‬‬

‫يطلب ‪ ،‬يقصد ‪.‬‬ ‫يتحرى‬

‫كثير الصدق‬ ‫صديقا‬

‫تباعدوا عن الكذب ‪ ،‬واحذروا‬ ‫إياكم والكذب‬

‫‪4‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫الكذب‪.‬‬

‫الفساد ‪ ،‬واألعمال السيئة‬ ‫الفجور‬

‫كثير الكذب‬ ‫كذّابا‬

‫المعنى العام للنص‪:‬‬


‫والكذب أص ُل‬
‫ُ‬ ‫صدق والكذب صفتان متضادتان فالصدق أص ُل ك ّل فضيلة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ال‬
‫ُ‬
‫الصادق يحبُّه الناس ويحترمونه ويثقون به ويأتمنونه على ِّكل‬ ‫ُ‬
‫واإلنسان‬ ‫رذيلة‬
‫أموالهم وأعراضهم وأسرارهم ‪ ،‬ويحظى بمنزل ٍة رفيعة في المجتمع ‪ ،‬وينا ُل‬
‫رضا هللا ّ‬
‫عز وج ّل‪.‬‬
‫فيحتقره الناس ‪ ،‬وال يطمئنونَ إلى ما يقوله ‪ ،‬وال يثقون به‪،‬وال‬ ‫ُ‬ ‫الكاذب‬
‫ُ‬ ‫اما‬
‫يعتمدونَ عليه ‪ ،‬وال يأتمنونهُ على شيء ‪ ،‬وهو مكروهٌ عند هللا والناس أجمعين‬
‫وهو ممقوت عند هللا و رسوله ‪ ،‬قال تعالى ‪( :‬قُ ْل ِإ هن الهذِينَ يَ ْفت َ ُرونَ َعلَى ه ِ‬
‫َّللا‬
‫ْال َكذ َ‬
‫ِب َال يُ ْف ِل ُحونَ ) ( يونس ‪) 69 :‬‬
‫س َك‬
‫وفي حديث الصدق والكذب يأمرنا نبيُّنا محمد (صلى هللا عليه وسلم)أن نتم ّ‬
‫أن الصدقَ يهدي إلى كل الخير النافعة للفرد‬ ‫ق في أقوالنا وأفعالنا ‪ ،‬مبَّينا لنا َّ‬ ‫بالصد ِ‬
‫والمجتمع التى تقربُّ اإلنسان من رحم ِة هللا ورضوانه‪.‬‬
‫ق يعلو ق ْدره في المجتمع ‪ ،‬ويجعله ُ في ِعدا ِد‬ ‫وإن اإلنسان المتمسم َك بالصد ِ‬ ‫ّ‬
‫ت ال ُخلد التي َو َعدَ‬ ‫أنعم هللا عليهم برحمته‪ ،‬ورف َع منزلَتهم في جنا ِ‬ ‫الصديقينَ الذين َ‬
‫المتّقين‪.‬‬
‫الكذب‬
‫َ‬ ‫عن الكذب ‪ ،‬ويحذ ُرنا سوء عاقبته مبيّنا َّ‬
‫أن‬ ‫وينهانا (صلى هللا عليه وسلم ) ِ‬
‫ق ِّ‬
‫يجر إلى الفسو ِ‬
‫ُّ‬
‫المستمر على الكذب يجعله‬ ‫ِّ‬ ‫والمعاصي ‪ ،‬وك ِِّل أعمال الشر والفساد‪ِّ .‬‬
‫وإن اْلنسانَ‬
‫ب‬
‫ب منَ هللا وعذا ٍ‬ ‫هللاُ في زمرة الكذِّابين‪ .‬الذين طردهم هللا من رحمته وباؤوا بغض ٍ‬
‫بالمرء كذبا ً أن يُ ِحدث بك ِِّل ماسمع)‬
‫ِ‬ ‫ي ‪( :‬كفى‬
‫ث آخر‪ ،‬قال النب ُّ‬ ‫مهين ‪ .‬وفي حدي ٍ‬
‫في هذا الحديث الشريف يحثنا النبي( صلى هللا عليه وسلم) على االبتعاد عن كل ما‬
‫من شأنه أن يوقعنا في الكذب‪ .‬ويحذرنا من التورط فيه‪.‬‬
‫أن نم ّحص ما نسمعه من كالم تمحيصا دقيقا ْ‬
‫وأن نتبّينَ الصدقَ من‬ ‫فيجب ْ‬
‫نتحدث به ‪ ،‬أو ننقلَهُ لغيرنا ‪َّ ،‬‬
‫فإن المر َء يسم ُع كالما كثيرا ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الكذب قب َل ْ‬
‫أن‬

‫‪4‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫وأخبارا مختلفة ‪ ،‬فيها الصحيح وفيها المكذوب‪ْ .‬‬


‫فإن ت ّح َ‬
‫دث بكل ما سمعه من‬
‫ب‪،‬‬
‫خبر مكذو ٍ‬
‫ث او ٍ‬ ‫التور ِط في نق ِل حدي ٍ‬
‫ّ‬ ‫ينجو من‬
‫َ‬ ‫وتمييز ‪ ،‬فلن‬
‫ٍ‬ ‫تمحيص‬
‫ٍ‬ ‫غير‬
‫فيعد بذلك كاذبا‬
‫ق في جميع أقوالنا النه سبب‬
‫لذا أمرنا رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم ) بالصد ِ‬
‫للنجاةِ في الحياة الدنيا وفي اآلخرة ‪.‬‬

‫أهم ما يرشد اليه الحديث‪:‬‬


‫‪ -‬الدين اإلسالمي يأمر بالصدق وينهى عن الكذب‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنسان الصادق يحظى برضا هللا تعالى وترتفع مكانته في المجتمع ويثق به‬
‫الناس ويحترمونه‪.‬‬
‫‪ -‬الكذاب مطرود من رحمة هللا تعالى محتقر عند الناس‪ ،‬ال يثقون به وال يأتمنونه‬
‫على شيء‪.‬‬
‫‪ -‬من أهم ما يبني المجتمع ويشيع الثقة والطمأنينة فيه أن يتمسك أبناؤه بالصدق في‬
‫أقوالهم وأفعالهم‪.‬‬
‫‪ -‬على المرء أن يحكم عقلة فيما يسمعه وأن يتأكد من صحته ويتوثق فيه قبل‬
‫التحدث به‪.‬‬
‫المناقشة (‪:)1‬‬
‫‪ ‬أكمل الفراغات االتية بما يناسبها‪:‬‬
‫‪ ‬الصدق والكذب صفتان متضادتان فالصدق أصل كل فضيلة والكذب اصل‬
‫كل رذيلة‪.‬‬
‫‪ ‬اإلنسان الصادق يحبه الناس ويحترمونه ويثقون به و يأتمنونه على‬
‫أموالهم و أعراضهم وأسرارهم ويحضى بمنزلة رفيعة في المجتمع وينال‬
‫رضا هللا عز وجل‪.‬‬
‫‪ ‬اإلنسان الكاذب يحتقره الناس وال يطمئنون الى ما يقوله ‪.‬‬

‫المناقشة (‪: )2‬‬

‫‪5‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ -1‬إلى أي شيء يهدي الصدق؟ و ما عاقبته؟ والى أي شيء يهدى الكذب؟ وما‬
‫عاقتبته؟‬
‫‪ ‬الصدق يهدي إلى أعمال الخير النافعة للفرد والمجتمع التي تقري اإلنسان‬
‫من رحمة هللا تعالى ورضوانه أما الكذب فإنه يجر إلى الفسوق والمعاصي‬
‫وكل أعمال الشر والفساد واإلنسان المستمر في الكذب يطرد من رحمة هللا‬
‫تعالى ويكون محتقرا عند الناس‪.‬‬
‫يكذب المسلم؟‬
‫َ‬ ‫اإلسالمي ْ‬
‫أن‬ ‫ُّ‬ ‫‪ -2‬لماذا ال يرتضي الدينُ‬
‫ق ِّ والمعاصي ‪ ،‬وك ِِّل أعمال الشر والفساد‪ِّ .‬‬
‫وإن‬ ‫يجر إلى الفسو ِ‬
‫الكذب ُّ‬
‫َ‬ ‫أل َّن‬
‫المستمر على الكذب يجعله هللاُ في زمرة الكذِّابين‪ .‬الذين طردهم هللا‬
‫ِّ‬ ‫اْلنسانَ‬
‫ب مهين ‪.‬‬ ‫ب منَ هللا وعذا ٍ‬‫من رحمته وباؤوا بغض ٍ‬
‫‪ -3‬يطلب الدين من المسلم أن يحكم عقله فبيما بسمعة لماذا؟‬
‫‪ ‬لالبتعاد عن كل ما من شأنه ان يوقعنا في الكذب فيجب أن نمحص ما‬
‫نسمعه من كالم وأن نبين الصدق من الكذب قبل أن نتحدث به أو ننقله‬
‫لغيرنا‪.‬‬
‫‪ -4‬في الحديث الشريف حث لنا على أمور ما هي؟‬
‫‪-‬الدين اإلسالمي يأمر بالصدق وينهى عن الكذب‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنسان الصادق يحظى برضا هللا تعالى وترتفع مكانته في المجتمع ويثق به‬
‫الناس ويحترمونه‪.‬‬
‫‪ -‬الكذاب مطرود من رحمة هللا تعالى محتقر عند الناس‪ ،‬ال يثقون به وال يأتمنونه‬
‫على شيء‪.‬‬
‫‪ -‬من أهم ما يبني المجتمع ويشيع الثقة والطمأنينة فيه أن يتمسك أبناؤه بالصدق في‬
‫أقوالهم وأفعالهم‪.‬‬
‫‪ -‬على المرء أن يحكم عقلة فيما يسمعه وأن يتأكد من صحته ويتوثق فيه قبل‬
‫التحدث به‪.‬‬
‫‪ -5‬ما أثر التمسك بالصدق في المجتمع؟‬

‫‪5‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ ‬تسود الثقة والطمأنينة في ذلك المجتمع وبذلك يرقى ويتقدم‪.‬‬

‫الدرس الرابع‪ :‬الطهارة‬


‫تعريف الطهارة‪:‬‬
‫عن األقذار والنجاسات ‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫والتنزهُ ِ‬ ‫النظافةُ‬

‫ث المانعين من الصالة ونحوها ‪ ،‬عن البدن‬ ‫شرعا ً ‪ :‬زوا ُل النجاس ِة وال َخبَ ِ‬
‫بالماء أو التراب الطاهرين ُال ُمباحين ‪ .‬ويشترط في الطهارة النيِّةُ في القلب‪.‬‬
‫النجاسة ‪:‬‬
‫يتنزهَ عنها ويزيلَها ويغس َل ما أصابه‬ ‫أن ِّ‬ ‫هي القذارة التي يجب على المسلم ْ‬
‫طهر ثيابه منها ‪ ،‬قال تعالى ‪َ ( :‬وثِيَابَ َك فَ َ‬
‫ط ِ ِّه ْر ) ( المدثر‪)4 :‬‬ ‫منها ‪ ،‬ويُ َ‬
‫ومن هذه النجاسات ما ياتي ‪:‬‬
‫البول ‪ ،‬الغائط ‪ ،‬والدم ‪ ،‬والخمر ‪ ،‬ولحم الخنزير ‪ ،‬والميتة‪ ،‬والكلب‪.‬‬
‫أقسام الطهارة‪:‬‬
‫ُ‬
‫وتكون‬ ‫الشرك والمعاصي ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬الطهارة المعنوية ‪[:‬الباطنية] ‪ :‬وهي الطهارة ُ ِمنَ‬
‫تقوم طهارة ُ‬ ‫أن َ‬ ‫ي من طهارة البدن ‪ ،‬بل اليمك ُن ْ‬ ‫بالتوحيد واألعمال الصالحة‪ ،‬وه ّ‬
‫نجس الشرك‪ ،‬قال تعالى‪( :‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا إِنَّ َما ْال ُم ْش ِر ُكونَ نَ َج ٌ‬
‫س‬ ‫البدن مع وجود ِ‬
‫ف يُ ْغنِي ُك ُم َّ‬
‫َّللاُ ِمن‬ ‫س ْو َ‬ ‫ام ِه ْم َٰ َهذَا ۚ َوإِ ْن ِخ ْفت ُ ْم َع ْيلَة فَ َ‬ ‫فَ َال يَ ْق َربُوا ْال َم ْس ِجدَ ْال َح َر َ‬
‫ام بَ ْعدَ َع ِ‬
‫َّللاَ َع ِلي ٌم َح ِكي ٌم ) ( التوبة ‪) 28 :‬‬ ‫ض ِل ِه ِإن شَا َء ۚ ِإ َّن َّ‬ ‫فَ ْ‬
‫س ‪ ،‬فيجب ْ‬
‫أن يُطهر‬ ‫ي ( صلى هللا عليه وسلم ) إن المؤمنَ ال ين ُج ُ‬ ‫و قا َل النب ُّ‬
‫ُ‬
‫المؤمن قل َبه من‬
‫ويطهر نفسه وقلبه من‬
‫َ‬ ‫والشك وذلك باإلخالص والتوحيد‪،‬‬‫ِ‬ ‫الشرك‬
‫ِ‬ ‫نجاس ِة‬
‫والغش وا ِلكبَ ِر والعُ ْجب والرياء‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والحقد وال ِغ ّل‬
‫وآثار الحس ِد ِ‬
‫ِ‬ ‫أقذار المعاصي‪،‬‬ ‫ِ‬

‫‪5‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫شطر‬
‫ُ‬ ‫ب والمعاصي جميعا ‪.‬وهذه الطهارة هي‬
‫وذلك بالتوبة الصادقة من الذنو ِ‬
‫اإليمان األول‬
‫‪ -‬الطهارة الحسية ‪[ :‬الظاهرية]‪ :‬وهي الطهارة ُ من الحدث والنجاسة ‪ ،‬وهذا هو‬
‫شطر اإليمان) وتكون بما شرع هللا‬ ‫ُ‬ ‫شطر اإليمان الثاني‪ ،‬قال النبُّي الكريم (الطهور‬
‫ُ‬
‫بالماء‬
‫ِ‬ ‫من الوضوء والغسل أو التيمم عند فَ ْق ِد الماء‪.‬وتكون الطهارة ُ‬
‫والتراب‪،‬والطهارة بالماء هي األصل فك ُّل ماءٍ نزل من السماء أو خرج من‬
‫طهور يُط ّهر من األحداث واألخباث ‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫ق على خلقته‪ ،‬فهو َ‬ ‫األرض وهو با ٍ‬
‫ماء المطر ‪ ،‬ومياه العيون‪ ،‬واآلبار‪،‬واألنهار‪ ،‬واألودية‪ ،‬والثلوج الذائبة ‪،‬‬
‫الطهور ماؤهُ )‪.‬‬
‫ُ‬ ‫و البحار و قال )صلى هللا عليه وسلم ) في ماء البحر (هو‬
‫تعذر‬
‫ّ‬ ‫التراب الطاهر‪ ،‬وهو بدي ُل الطهارة بالماء إذا‬
‫ُ‬ ‫الطهارة ُ بالصعيد أي ‪:‬‬
‫ضرر باستعماله بسبب المرض أو غيره‪ ،‬فيقو ُم‬ ‫ٍ‬ ‫خوف‬
‫َ‬ ‫إما النعدام الماء ‪،‬أو‬
‫وجدَ الماء ‪ ،‬ولم يتعذّر‬
‫التراب الطاهر مقام الماء بالتيمم‪.‬ويبطل التي ّمم اذا ِ‬
‫استعماله لمرض أو خوف ‪.‬‬
‫حكم الطهارة‪:‬‬
‫الطهارة واجبة على كل مكلّف (مسلم ‪ ،‬عاقل ‪ ،‬بالغ ) ‪ ،‬إذ ال تصح العبادات من‬
‫ّ‬
‫دونها ‪ ،‬وهي مشروعة بنصوص القرآن و السنّة‪.‬‬
‫الحكمة من الطهارة‪:‬‬
‫صن صاحبها من أمراض كثيرة‪.‬‬ ‫ـ ّ‬
‫الطهارة تح ّ‬
‫ـ موافقة الفطرة الميّالة إلى حب النّظافة و النافرة من النّجاسة‪.‬‬
‫ـ االستعداد لمقابلة هللا تعالى بأحسن صورة‪.‬‬
‫ـ تميز المسلم و تحفظ كرامته ‪ ،‬و تكسبه احترام الناس‪.‬‬
‫ـ نيل محبة هللا و ثوابه‬
‫المناقشة‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ف كالا من الطهارة والنجاسة‪.‬‬ ‫‪-۱‬عر ْ‬


‫عن األقذار والنجاسات ‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫والتنزهُ ِ‬ ‫الطهارة ‪ :‬النظافةُ‬
‫يتنزهَ عنها ويزيلَها ويغس َل ما‬
‫أن ِّ‬‫الجناسة ‪ :‬هي القذارة التي يجب على المسلم ْ‬
‫طهر ثيابه منها‬
‫أصابه منها ‪ ،‬ويُ َ‬
‫‪ -۲‬عدد النجاسات ‪.‬‬
‫البول ‪ ،‬الغائط ‪ ،‬والدم ‪ ،‬والخمر ‪ ،‬ولحم الخنزير ‪ ،‬والميتة‪ ،‬والكلب‪.‬‬
‫‪ -٣‬ما أقسام الطهارة ؟‬
‫الطهارة المعنوية و الطهارة الحسية‬
‫‪ -٤‬ما المقصود بالطهارة المعنوية ؟‬
‫ُ‬
‫وتكون بالتوحيد واألعمال الصالحة‪،‬‬ ‫الشرك والمعاصي ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وهي الطهارة ُ ِمنَ‬
‫ي من طهارة البدن‬ ‫وه ّ‬

‫ضع عالمة (صح) أما َم العبارة الصحيحة وعالمة (خطأ) أما َم‬
‫العبارة غير الصحيحة ‪.‬‬
‫‪ -۱‬الصعيد هو الماء الطاهر‪.‬‬
‫خطأ ‪ .‬الصعيد هو التراب الطاهر‬
‫‪ -۲‬التوحيد يحقق الطهارة المعنوية‪ .‬صح‬
‫‪ -۳‬التيمم يكون عند وجود الماء‪.‬‬
‫خطأ ‪ .‬التيمم يكون عند عدم وجود الماء‪.‬‬
‫‪ -٤‬ال يشترط في الطهارة النية في القلب‪.‬‬
‫خطا ‪ .‬يشترط في الطهارة النية في القلب‬

‫عرف الطهارة شرعا‪:‬‬


‫‪ ‬هي إرتفاع الحدث وما في معناه ‪ ،‬وزوال الخبث ‪.‬‬
‫‪ ‬ما هي أنواع الطهارة‪:‬‬
‫‪ ‬طهارة معنوية‪ ،‬وطهارة حسية‬
‫‪ ‬ما هي أقسام الطهارة الحسية؟‬
‫‪ ‬طهارة الحدث‪ ،‬وطهارة الخبث‬
‫‪ ‬ما هي أنواع طهارة الحدث‪:‬‬
‫‪ ‬الحدث األصغر والحدث األكبر‬
‫‪ ‬ما هو حكم الطهارة؟‬
‫‪ ‬حكمها واجبة على كل مكلف‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫الدرس الخامس‪ :‬من السيرة النبوية‬


‫مؤامرة قتل النبي صلى هللا عليه وسلم و هجرته الى يثرب‬

‫س َرهللاُ لالسالم طريقا الى أهل يثرب ‪ .‬تتابع المسلمون إلى يثرب‬ ‫بعد ْ‬
‫أن ي َّ‬
‫ْ‬
‫وأصبحت للمسلمين قوة في خارج مكة‪.‬‬ ‫تخلصا من أذى قريش ‪.‬‬
‫أدركت قريش ان خروج الرسول (ص) الى يثرب سيجعل المسلمين قوة ال يمكن‬
‫القضاء عليها فاجتمعت في (دار الندوة) وقررت ان تأخذ من كل قبيلة شابا جلدا‬
‫ويعطى كل منهم سيفا صارما فيضربوا النبي ضربة رجل واحد فال يقدر بنو هاشم‬
‫على المطالبة بدمه ‪.‬‬
‫وفي ليلة المؤامرة أمر هللا ‪ -‬سبحانه وتعالى‪ -‬نبيّه بالهجرة الى يثرب وخرج (صلى‬
‫هللا عليه وسلم) من بين المؤتمرين بعد أن ترك عليا في فراشه ويؤدي فيما بعد‬
‫أمانات الرسول وودائعه إلى أهلها واصطحب الرسول (صلى هللا عليه وسلم ) أبا‬
‫بكر‬
‫وأقاما في غار (جبل ثور) ثالثة أيام‪.‬‬
‫و انطلق المشركون يطلبون النبي و عندما وصل المشركون إلى غار (جبل ثور)‬
‫سمع أبو بكر وقع أقدام المشركين فهمس يحدث النبي (صلى هللا عليه وسلم ) قائال‪:‬‬
‫لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا ‪ ،‬فأجاب (صلى هللا عليه وسلم ) إجابة المؤمن‬
‫الواثق‪ :‬يا أبا بكر ما ظنّك باثنين هللا ثالثهما هللا ؟ وأعمى هللا أبصار المشركين‪،‬‬
‫ي و صاحبه ووصال يثرب سالمين وس ّميت يثرب بالمدينة المنورة‬ ‫وحفظ النب َّ‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم في المدينة‪:‬‬
‫لم يعد النبي صلى هللا عليه وسلم والمسلمون يالقون ما كانوا يالقونه من االذى‬
‫والتعذيب في مكة فانصرف الرسول لبناء المجتمع الجديد من خالل فآخى بين‬
‫المهاجرين واألنصار‪ ،‬وبنى مسجدا ً ‪.‬‬
‫إالِّ ِّ‬
‫أن دعوته لم تكن لتقتصرعلى المدينة فال ب هد من نشر الدعوة في خارج المدينة‬
‫وتبليغها إالى الناس كافة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫فإن قريشا ً أرادت القضاء على الدعوة في المدينة التي باتت تهدد‬
‫ومن جهة ثانية ه‬
‫أن يقوى أمر الدعوة في الجزيرة فكان بين‬ ‫مصالح قريش وتجارتهم مباشرة ً قبل ْ‬
‫ي صلى هللا عليه وسلم‬
‫قريش حروب ثبت فيها النب ُّ‬
‫ٍ‬ ‫النبي وبين‬
‫المناقشة‪:‬‬
‫‪ -۱‬ماذا دار في اجتماع (دار الندوة )‪ ،‬وما قرارهم األخير ؟‬
‫اجتمعت قريش في (دار الندوة) وقررت ان تأخذ من كل قبيلة شابا جلدا ويعطى‬
‫كل منهم سيفا صارما فيضربوا النبي ضربة رجل واحد فال يقدر بنو هاشم على‬
‫المطالبة بدمه ‪.‬‬
‫النبي (ص)؟‬
‫ُّ‬ ‫‪َ -۲‬م ْن بقي َ في فراش النبي (ص)‪ ،‬وماذا طلب منه‬
‫ترك عليا في فراشه ويؤدي فيما بعد أمانات الرسول وودائعه إلى أهلها‬
‫‪َ -3‬م ْن كان صاحب النبي في الغار‪ ،‬وماذا قال للنبي ِ ؟‬
‫أبو بكر الصديق وهمس يحدث النبي (صلى هللا عليه وسلم ) قائال‪ :‬لو نظر أحدهم‬
‫تحت قدميه لرآنا ‪ ،‬فأجاب (صلى هللا عليه وسلم ) إجابة المؤمن الواثق‪ :‬يا أبا بكر‬
‫ما ظنّك باثنين هللا ثالثهما هللا ؟‬
‫‪ -٤‬ماذا كان عمل الرسول (صلى هللا عليه وسلم) في المدينة ‪ ،‬وكيف بنى‬
‫المجتمع الجديد؟‬
‫آخى بين المهاجرين واألنصار‪ ،‬وبنى مسجدا ً ‪.‬إالِّ ِّ‬
‫أن دعوته لم تكن لتقتصرعلى‬
‫المدينة فال ب هد من نشر الدعوة في خارج المدينة وتبليغها إالى الناس كافة‪.‬‬

‫ثبات النبي صلى هللا عليه وسلم والمسلمين في معركة بدر الكبرى‪:‬‬
‫بعد ان فشلت قريش في قتل الرسول (صلى هللا عليه وسلم) وتمت الهجرة الى‬
‫المدينة صادرت كل ما يملكه المسلمون في مكة ‪ ،‬وبعد ان حاول الرسول التعرض‬
‫لقافلة قريش التجارية ردا على ذلك‪ ،‬جمعت قريش أمرها على مواجهة الرسول‪.‬‬
‫واحتدم القتال بين المسلمين والمشركين وأبلى المسلمون بالء حسنا على الرغم من‬

‫‪5‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫قلّة عددهم يدفعهم إيمانهم باهلل ويضاعف قوتهم ‪ ،‬فكان الن ُ‬


‫صر حليف الفئة القليلة‬
‫المؤمنة الصابرة ‪ ،‬وأيَّد هللا المسلمين وانحسر القتال عن نصر كبير حققّه‬
‫المسلمون في أول مواجه ٍة حربيّة لهم مع الكفار‪.‬‬
‫أسباب إنتصار المسلمين‪:‬‬
‫‪ -‬تأييد هللا سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫‪ -‬إيمان وثبات المسلمين ‪.‬‬
‫ثبات النبي صلى هللا عليه وسلم والمسلمين في أحد‪:‬‬
‫قررت قريش الثأر لقتالها وهزيمتها في (بدر) وخرجت في مكة في ثالثة اآلف‬
‫مقاتل‪ ،‬وبعد أن تشاور الرسول صلى هللا عليه وسلم مع أصحابه الكرام خرج مع‬
‫ألف منهم ‪ .‬وأشتبك المسلمون مع المشركين وكان النصر حليف المسلمين وأنهزم‬
‫المشركون ال يلوون على شيء‪ ،‬إال أن الرماة الذين وضعهم النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم على جبل أحد لحماية ظهر المؤمنين خالفوا أمر النبي وتركوا مواقعهم ونزل‬
‫الكثير منهم من الجبل ظنا منهم أن المعركة قد انتهت بالنصر‪ .‬فأستغل المشركون‬
‫الموقف والتفوا على من بقي من الرماة فقتلوهم وهجموا على المسلمين من الخلف‬
‫وتراجع المسلمون وداخلهم الرعب‪ ،‬وهنا تبدوا صالبة النبي حيث ثبت في مكانه‬
‫يقاتل أعداء هللا وخضب وجهة الطاهر بالدم من شج فيه فيمسح الرسول الدم وهو‬
‫يقول ‪ " :‬كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم "‪ ،‬كما تبرز‬
‫أهمية طاعة القيادة الرشيدة وعدم مخالفة توجيهاتها السديدة‪ .‬فلو أن الرماة التزموا‬
‫بالتعليمات ونفذوا األمر بدقة لما تمكن منهم عدوهم‪ .‬ولما ألحق بهم إصابات فادحة‬
‫كادت تغير وجه التأريخ‪ ،‬وتجلى في هذه المعركة مظهر رائع للتضحية والفداء من‬
‫الصحابة الذين تجمعوا حول النبي صلى هللا عليه وسلم يحمونه ويفتدونة بحياتهم‬
‫وقد استشهد معظمهم ‪.‬‬
‫ثبات النبي (ص) في معركة حنين‪:‬‬
‫هيّأ هللا سبحانه لنبيه (صلى هللا عليه وسلم ) ) فتح مكة ‪ ،‬ودانت قريش باإلسالم‬
‫ودخل الناس‬
‫لكن أشراف قبيلتي (هوازن وثقيف) في الطائف ساءهم‬ ‫في دين هللا أفواجا ّ‬

‫‪5‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫انتصاراإلسالم فحشدوا حشودا كبيرة وأزمعوا المسيرإلى رسول هللا واستئصال‬


‫الدعوة فخرج إليهم الرسول في اثني عشر ألفا من المسلمين‪.‬‬
‫وعندما وصل المسلمون الذين أصابهم الغرور وأعجبتهم كثرتهم الى وادي‬
‫ي‬‫وفر الناس راجعين ‪ ،‬وثبت النب ُّ‬
‫حنين ‪ ،‬والتقوا الكفارانكشف المسلمون َّ‬
‫ي ال كذب أنا ابن عبد المطلب ‪.‬‬ ‫محمد يقاتل وهو يصيح ‪:‬أنا النب ُّ‬
‫فعاد إليه المسلمون ‪ ،‬وقذف هللا الرعب في قلوب المشركين وأيّد رسوله‬
‫بنصره ‪ ،‬فانهزم المشركون وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون وعند عودته‬
‫قال له بعض الصحابة‪ :‬يا رسول هللا ادعُ على ثقيف‪،‬فقال داعيا لهم ال عليهم‬
‫ت بهم) وقد هدى هللا ثقيف بعد ذلك بقليل‬ ‫(الّلهم اه ِد ثقيفا وأ ِ‬
‫الخاتمة‬
‫إلرساء دعائم اإلسالم وبناء المجتمع الجديد بإنسانه‬
‫ِ‬ ‫استمر النبي في دعوتِه‬
‫األفضل في إيمانه و ُخلقه وعمله حتى توفاه هللا اليه‪ .‬وكان عمره آنذاك ثالثا وستين‬
‫سنة‪.‬‬
‫إن سيرة النبي وثباته وصبره هي دروس تعلمنا الصبر على المكاره والشدائد ‪،‬كما‬
‫تعلمنا الرحمة والتسامح والثبات أمام األعداء والعزم الذي ال يلين وال تزيده القسوة‬
‫إالّ قوة‪.‬‬
‫المناقشة ‪:‬‬
‫‪ -۱‬ما أسباب انتصار المسلمين في معركة بدر الكبرى ؟‬
‫‪ -‬تأييد هللا سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫‪ -‬إيمان وثبات المسلمين ‪.‬‬
‫‪ -۲‬بي ْن أثر مخالفة الرماة ألمر رسول هللا ( ص ) بتركهم مواقعهم من الجبل‬
‫في نتيجة معركة أحد‪.‬‬
‫أستغل المشركون الموقف والتفوا على من بقي من الرماة فقتلوهم وهجموا على‬
‫المسلمين من الخلف وتراجع المسلمون وداخلهم الرعب‬
‫‪َ -۳‬م ِن الذين ساءهم انتصار المسلمين ؟ وما كان قرارهم في استئصال الدعوة ؟‬

‫‪5‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫قبيلتي (هوازن وثقيف) في الطائف ساءهم انتصاراإلسالم فحشدوا حشودا كبيرة‬


‫وأزمعوا المسيرإلى رسول هللا واستئصال الدعوة‬
‫النبي ثابتا ا في أرض المعركة‬
‫ُّ‬ ‫بقي‬
‫‪ -٤‬بعد أن انكشف المسلمون في معركة حنين َ‬
‫مع القلة من المؤمنين‪.‬وضح ذلك ‪.‬‬
‫ي ال كذب أنا ابن عبد المطلب ‪.‬‬
‫ي محمد يقاتل وهو يصيح ‪:‬أنا النب ُّ‬ ‫وثبت النب ُّ‬
‫فعاد إليه المسلمون ‪ ،‬وقذف هللا الرعب في قلوب المشركين وأيّد رسوله‬
‫بنصره ‪ ،‬فانهزم المشركون وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون‬
‫‪ -٥‬ماذا دعا رسو ُل هللا ( ص ) لثقيف ؟‬
‫اصدار الملزمة‬ ‫الّلهم اه ِد ثقيفا وأ ِ‬
‫ت بهم‬
‫‪2021‬‬
‫الدرس السادس‪ :‬التهذيب‬
‫النظافة‬

‫تعريف النظافة‪:‬‬
‫هي النقاء من الدَنَس والقذارة ‪ ،‬مادية أو حسية مثل ‪ :‬طهارة الثوب والبدن والمكان‬
‫أو معنوية‪ ،‬مثل‪ :‬اإلستقامة في السلوك واألخالق والنزاهة والبَّراء من النقيصة‪،‬‬
‫وتخليص النفس من كل الشوائب والضغائن والعيوب‬
‫وقد جعل اإلسالم من النظافة والطهارة ركنا ركينا ‪ ،‬وأصال من الشريعة والدين‬
‫شأن اإلنسان‬
‫ألن أثر النظافة عميق في إعالء ِ‬ ‫وعدها من صميم رسالته ؛ ّ‬
‫واحترامه‪ ،‬فضال عن تمكينه من النهوض بأعباء الحياة ‪ .‬واألدلة على‬
‫أن جعل النظافة مفتاحا وطريقا‬ ‫هذا االهتمام واضحة وكثيرة لع ّل من أبرزها ْ‬
‫لركن من أهم أركانه‪ ،‬فالصالة هذه العبادة األساس‪ ،‬والفريضة الجليلة التُقبل‬
‫من العبد اال إذا تط ّهر لها‪ ،‬وأزال عن جسم ِه وثوبه ومكانه النجاسة التي تُعدّ‬
‫المصدر الرئيس للجراثيم والسبيل الم ّمهد لألمراض واألوبئة من هذا نفهم ّ‬
‫أن‬ ‫َ‬
‫الوضوء (وهو الطهارة) من أهم شروط الصالة إذ اليص ّح القيا ُم إليها وأداؤها‬
‫غير وضوء‪.‬‬ ‫من ِ‬

‫‪5‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫سلُوا ُو ُجو َه ُك ْم َوأ َ ْي ِد َي ُك ْم‬ ‫ص َال ِة فَا ْغ ِ‬


‫ِين آ َمنُوا ِإذَا قُ ْمت ُ ْم ِإلَى ال َّ‬ ‫قال تعالى ‪َ ( :‬يا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ط َّه ُروا ۚ‬ ‫س ُك ْم َوأ َ ْر ُجلَ ُك ْم ِإلَى ا ْل َك ْع َب ْي ِن ۚ َو ِإن كُنت ُ ْم ُجنُباا فَا َّ‬ ‫س ُحوا ِب ُر ُءو ِ‬ ‫ام َ‬
‫ق َو ْ‬ ‫ِإلَى ا ْل َم َرا ِف ِ‬
‫سا َء فَلَ ْم‬ ‫الن َ‬ ‫ست ُ ُم ِ‬ ‫سفَ ٍر أ َ ْو َجا َء أ َ َح ٌد ِمنكُم ِم َن ا ْلغَائِ ِط أ َ ْو َال َم ْ‬ ‫علَ َٰى َ‬ ‫ض َٰى أ َ ْو َ‬
‫َو ِإن كُنتُم َّم ْر َ‬
‫س ُحوا ِب ُو ُجو ِه ُك ْم َوأ َ ْيدِيكُم ِم ْنهُ ۚ َما يُ ِري ُد َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫ام َ‬‫ص ِعيداا َط ِيباا فَ ْ‬ ‫ت َ ِجدُوا م َكا اء فَت َ َي َّم ُموا َ‬
‫ون) (‬ ‫شك ُُر َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم ت َ ْ‬‫علَ ْيكُم ِم ْن َح َرجٍ َو َٰلَ ِكن يُ ِري ُد ِليُ َط ِه َر ُك ْم َو ِليُ ِت َّم ِن ْع َمتَهُ َ‬ ‫ِل َي ْج َع َل َ‬
‫المائدة ‪)6:‬‬
‫ٌ‬
‫شرط من شروط ص َحة الصالة ‪ ،‬وبه تت ّم النظافة لألعضاء التي‬ ‫فالوضوء‬
‫تتعرض للغبار واألوساخ أكثر من غيرها ‪ ،‬فضال عن طهارة الثياب ‪ ،‬كما‬
‫ُ‬
‫أمر البدّ منه ‪ ،‬فاذا توافرت هذه الشروط فالصالة صحيحة‪،‬‬‫أن طهارة المكان ٌ‬‫ّ‬
‫وبتوافرها تت ّم النظافة ويتحقق الهدف منها والذي منها حفظ الصحة والوقاية‬
‫من األمراض‪.‬‬
‫ولع ّل نظرة لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية ّ‬
‫تبين األهمية االستثنائية‬
‫للنظافة‪ ،‬والحض عليها‪ ،‬قال هللا تعالى لنبيّه األكرم ‪:‬‬
‫َيا أَيُّ َها ا ْل ُم َّد ِث ُر )‪(1‬قُ ْم فَأ َ ْنذ ِْر )‪َ (2‬و َربَّكَ فَ َك ِب ْر )‪َ (3‬و ِث َيا َبكَ فَ َط ِه ْر )‪ (4‬المدثر‬
‫فإن المؤمن طيب‬ ‫بالتطهر ِمنَ النجاسات والمستقذرات ّ‬ ‫ّ‬ ‫وواض ٌح األ ُمر البيّن‬
‫أن يحم َل الخبيث‪.‬‬ ‫طاهر ‪ ،‬ال يليق منه ْ‬
‫وان يتزيّنوا لدى ذهابهم‬ ‫أن يتط ّهروا ‪ْ ،‬‬ ‫وأمر هللا سبحانه وتعالى الناس ْ‬
‫إلى‪،‬المساجد فيلبسوا أفخر ثيابهم وأطهرها عند ك ّل صالة فقال لإلنسان الذي فطره‬
‫يتعلق به باطنا وظاهرا ‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫على نظاف ِة وطهارةِ كل ما‬
‫س ِرفُوا ۚ ِإنَّهُ َال يُ ِح ُّ‬
‫ب‬ ‫يَا بَنِي آ َد َم ُخذُوا ِزينَت َ ُك ْم ِعن َد ك ُِل َم ْ‬
‫س ِج ٍد َو ُكلُوا َواش َْربُوا َو َال ت ُ ْ‬
‫ين (‪ )31‬االعراف‬ ‫ا ْل ُم ْ‬
‫س ِرفِ َ‬
‫اهتمام ‪ ،‬وجاءت طائفة من‬
‫ٍ‬ ‫و أكدَّ نبينا األعظم سنن الفطرة فاهتم بالنظافة أيّما‬
‫األحاديث الشريفة لتشارك اآليات القرآنية الكريمة في أهمية النظافة وعلو شأنها‬
‫الطهور شطر اإليمان)‪ ،‬والمراد ّ‬
‫بالطهور هنا (‬ ‫فقال صلى هللا عليه وسلم ‪ّ ( :‬‬
‫الوضوء)‬
‫والمراد باإليمان ( الصالة) ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ّ‬
‫الن هللا س ّمى الصالة في القرآن إيمانا ‪ ،‬فقال تعالى ‪:‬‬
‫اس لَ َر ُء ٌ‬
‫وف َّر ِحي ٌم (‪﴾ )143‬البقرة‬ ‫َّللاَ ِبالنَّ ِ‬
‫َّللاُ ِليُ ِضي َع إِي َمانَ ُك ْم ۚ إِ َّن َّ‬ ‫﴿ َو َما ك َ‬
‫َان َّ‬
‫وهذا يد ّل على فضل الوضوء ‪ ،‬ألنه مفتاح الصالة‪ ،‬فال تص ّح من دونه‪ ،‬وكذلك‬
‫يد ّل على عظم شأن الصالة ‪ ،‬إذ س ّماها الحبّيب المصطفى إيمانا فيكون معنى قوله‪:‬‬
‫( الطهور شطر اإليمان) أي (الوضوء نصف الصالة )‪ .‬وقوله ‪( :‬تنظفوا ّ‬
‫فإن‬
‫اإلسالم نظيف)‬
‫إذن النظافة عنوان المسلم ‪ .‬وهنا النقصد نظافة الفرد المسلم فقط فالنظافة‬
‫شاملة للحياة بكاملها ‪ ،‬وهي عنصر أساس في حياة الفرد والمجتمع‪ ،‬وهذا‬
‫ي والمدرسة والمسكن والحدائق العامة فالمحافظة‬ ‫يدفعنا إلى تأكيد نظافة الح ّ‬
‫على نظافة هذه األماكن واجب على المسلمين جميعا‪.‬‬
‫أن نؤ ّكد نظافة المدرسة وهذه الكلمة ( النظافة) يرددّها الطالب‬
‫ويهمنا كثيرا ْ‬
‫والمدرسون وال عيب فيمن يرددها ‪ ،‬لكن العيب فيمن يرددّها بالكالم ‪ ،‬وال‬
‫يسندها بالفعل ‪ ،‬الن نظافة المدرسة تعدل نظافة البيت‪ ،‬فالمدرسة هي البيت‬
‫الثاني للطالب جميعا ‪ ،‬ونظافتها يجب أن تماثل نظافته‪ ،‬ويشمل ذلك نظافة‬
‫الصفوف ومقاعدها وباحة المدرسة وجدرانها وحماماتها وحدائقها والنظافة‬
‫التي يريدها هللا من عباده ليست مقصورة على الجوانب المادية فقط مثل‬
‫طهارة البدن والثوب والمكان وغير ذلك من المظاهر المادية ‪ ،‬وانما هي عامة‬
‫تشمل المظاهر المعنوية أيضا فاإلنسان الذي ال يكذب يوصف بأنه نظيف‬
‫اللسان والذي ال تمتد يده الى حق غيره يوصف بأنه نظيف اليد ‪ ،‬وكذلك نظافة‬
‫االخالق والعمل بال غش والوفاء والصدق فكل هذه من نظافة المسلم روحا‬
‫مثلما يجب عليه أن يكون نظيف البدن‪.‬‬
‫المناقشة‬
‫‪ -۱‬ما معنى النظافة المعنوية؟‬
‫اإلستقامة في السلوك واألخالق والنزاهة والبَّراء من النقيصة‪ ،‬وتخليص النفس‬
‫من كل الشوائب والضغائن والعيوب‬
‫اذكر آية قرآنية كريمة تحث على النظافة ‪.‬‬
‫‪ْ -۲‬‬

‫‪6‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫سلُوا ُو ُجو َه ُك ْم َوأ َ ْي ِد َي ُك ْم‬ ‫ص َال ِة فَا ْغ ِ‬ ‫ِين آ َمنُوا ِإذَا قُ ْمت ُ ْم ِإلَى ال َّ‬ ‫قال تعالى ‪َ ( :‬يا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ط َّه ُروا ۚ‬ ‫س ُك ْم َوأ َ ْر ُجلَ ُك ْم ِإلَى ا ْل َك ْع َب ْي ِن ۚ َو ِإن كُنت ُ ْم ُجنُباا فَا َّ‬ ‫س ُحوا ِب ُر ُءو ِ‬ ‫ام َ‬
‫ق َو ْ‬ ‫ِإلَى ا ْل َم َرا ِف ِ‬
‫سا َء فَلَ ْم‬ ‫ست ُ ُم ِ‬
‫الن َ‬ ‫سفَ ٍر أ َ ْو َجا َء أ َ َح ٌد ِمنكُم ِم َن ا ْلغَائِ ِط أ َ ْو َال َم ْ‬ ‫علَ َٰى َ‬ ‫ض َٰى أ َ ْو َ‬
‫َو ِإن كُنتُم َّم ْر َ‬
‫س ُحوا ِب ُو ُجو ِه ُك ْم َوأ َ ْيدِيكُم ِم ْنهُ ۚ َما يُ ِري ُد َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫ام َ‬‫ص ِعيداا َط ِيباا فَ ْ‬ ‫ت َ ِجدُوا م َكا اء فَت َ َي َّم ُموا َ‬
‫ون) (‬ ‫شك ُُر َ‬ ‫علَ ْيكُم ِم ْن َح َرجٍ َو َٰلَ ِكن يُ ِري ُد ِليُ َط ِه َر ُك ْم َو ِليُ ِت َّم ِن ْع َمتَهُ َ‬
‫علَ ْي ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم ت َ ْ‬ ‫ِل َي ْج َع َل َ‬
‫المائدة ‪)6:‬‬

‫اذكر حديثا ا نبويا ا شريفا ا يحث على النظافة ‪.‬‬


‫‪ْ -۳‬‬
‫فقال صلى هللا عليه وسلم ‪ّ ( :‬‬
‫الطهور شطر اإليمان)‬

‫الوحدة الثالثة‪:‬‬
‫الدرس األول‪ :‬سورة اإلنشقاق‬

‫ايات الحفظ (‪) 15- 1‬‬


‫الر ِح ِيم‬
‫الر ْح َم ِن َّ‬ ‫بِ ْس ِم َّ‬
‫َّللاِ َّ‬
‫ت َما‬ ‫َّت )‪َ (3‬وأ َ ْلقَ ْ‬ ‫ض ُمد ْ‬ ‫ت )‪َ (2‬و ِإذَا ْاأل َ ْر ُ‬ ‫ت )‪َ (1‬وأ َ ِذن ْ‬
‫َت ِل َر ِبّ َها َو ُحقَّ ْ‬ ‫شقَّ ْ‬‫س َما ُء ا ْن َ‬‫ِإذَا ال َّ‬
‫ان ِإنَّ َك َكا ِد ٌح ِإلَى َر ِب َّك َك ْدحا‬ ‫س ُ‬ ‫ت )‪(5‬يَا أَيُّ َها ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫َت ِل َر ِبّ َها َو ُحقَّ ْ‬ ‫ت )‪َ (4‬وأ َ ِذن ْ‬ ‫فِي َها َوتَخَلَّ ْ‬
‫ُ‬
‫سابا يَسِيرا )‪(8‬‬ ‫ب ِح َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف يُ َحا َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫ي ِكتَابَهُ ِبيَ ِمينِ ِه )‪(7‬فَ َ‬ ‫فَ ُم َالقِي ِه )‪(6‬فَأ َ َّما َم ْن أوتِ َ‬
‫ُ‬
‫عو‬ ‫ف يَ ْد ُ‬ ‫س ْو َ‬ ‫ظ ْه ِر ِه )‪(10‬فَ َ‬ ‫ي ِكتَابَهُ َو َرا َء َ‬ ‫ب ِإلَى أ َ ْه ِل ِه َم ْس ُرورا )‪َ (9‬وأ َ َّما َم ْن أوتِ َ‬ ‫َويَ ْنقَ ِل ُ‬
‫ظ َّن أ َ ْن لَ ْن‬ ‫س ِعيرا )‪(12‬إِنَّهُ َكانَ فِي أ َ ْه ِل ِه َم ْس ُرورا )‪ِ (13‬إنَّهُ َ‬ ‫صلَى َ‬ ‫ثُبُورا )‪َ (11‬ويَ ْ‬
‫ق )‪َ (16‬واللَّ ْي ِل َو َما‬ ‫صيرا )‪(15‬فَ َال أ ُ ْق ِس ُم ِبال َّ‬
‫شفَ ِ‬ ‫ور )‪(14‬بَلَى ِإ َّن َربَّهُ َكانَ ِب ِه بَ ِ‬ ‫يَ ُح َ‬
‫ق )‪(19‬فَ َما لَ ُه ْم َال يُؤْ ِمنُونَ‬ ‫طبَقا َع ْن َ‬
‫طبَ ٍ‬ ‫سقَ )‪(18‬لَت َ ْر َكبُ َّن َ‬ ‫سقَ )‪َ (17‬و ْالقَ َم ِر ِإذَا ات َّ َ‬ ‫َو َ‬
‫آن َال يَ ْس ُجدُونَ )‪(21‬بَ ِل الَّذِينَ َكفَ ُروا يُ َك ِذّبُونَ )‪َ (22‬و َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫ئ َعلَ ْي ِه ُم ْالقُ ْر ُ‬ ‫)‪َ (20‬و ِإذَا قُ ِر َ‬
‫ت‬‫صا ِل َحا ِ‬ ‫ب أ َ ِل ٍيم )‪(24‬إِ َّال الَّذِينَ آ َمنُوا َو َع ِملُوا ال َّ‬ ‫ش ْرهُ ْم بِعَذَا ٍ‬ ‫أ َ ْعلَ ُم بِ َما يُوعُونَ )‪(23‬فَبَ ِ ّ‬
‫ون )‪(25‬‬ ‫لَ ُه ْم أ َ ْج ٌر َغي ُْر َم ْمنُ ٍ‬

‫‪6‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫اصدار الملزمة‬
‫‪2021‬‬ ‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫أطاعت أمر ربّها ووجب عليها ان تطيع‬ ‫ت‬‫أذنت لربّها وحقّ ْ‬

‫أخرجت مابداخلها من أموات وكنوز‪.‬‬ ‫ألقت مافيها وتخلّ ْ‬


‫ت‬

‫مجتهدٌ في العمل ‪.‬‬ ‫كادح إلى ربّك‬

‫ق ربّك بعد موتك وبعملك‪،‬‬


‫أي ‪ُ :‬مال ٍ‬ ‫فمالقيه‬
‫خيره وشره‪.‬‬

‫ظن ْ‬
‫أن لن يُبعث ‪.‬‬ ‫يرجع ‪ ،‬أي ّ‬ ‫يحور‬

‫ُحمرةعند مغيب الشمس ‪.‬‬ ‫الشفق‬

‫أي ‪ :‬وما جمع ‪ ،‬فالليل يض ُّم ك ّل شيء‬ ‫والليل وما وسق‬

‫أي ‪ :‬اكتمل وصار بدرا‬ ‫سق‬


‫والقمر إذا ات ّ‬

‫أي ستتغيرأحوالكم بعد حال الموت‪ ،‬ثم‬ ‫طبقا عن طبق‬


‫الحياة‪ ،‬ثم ما بعدهما من أحوال القيامة ‪.‬‬

‫فكيف ال يؤمنون مع هذه األدلة الكثيرة‬ ‫فما لهم ال يؤمنون‬


‫تُتلى عليهم‪.‬‬

‫أي ‪ :‬تلُ َ‬
‫ي عليهم وسمعوه‬ ‫وإذا قُ ِر َ‬
‫ئ عليهم القرآن‬

‫أي ‪ :‬غير مقطوع‬ ‫أجر غير ممنون‬


‫لهم ٌ‬

‫تعرف على سورة االنشقاق ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ -‬تسميتها ‪ :‬يقال لها ‪ :‬انشقّت ؛ ألنها تتحدّث عن انشقاق ال ّ‬


‫سماء يوم القيامة‪ ،‬و‬
‫سورة االنشقاق مكية عدد آياتها خمس وعشرون آية تقع بين سورتي المطفّفين‬
‫والبروج‪،‬رتبتها في المصحف ‪ ،84‬تقع في الجزء ‪ ،3‬الحزب ‪ ،59‬الجزء ‪ ، 04‬بها‬
‫سجدة في الركعة ‪. 21‬‬
‫المعنى العام ‪:‬‬
‫شقَّتْ )‪َ (1‬وأ َ ِذنَتْ ِل َر ِب َها َو ُحقَّتْ )‪َ (2‬و ِإذَا ْاأل َ ْر ُ‬
‫ض ُمدَّتْ‬ ‫قال تعالى ‪ِ ( :‬إذَا ال َّ‬
‫س َما ُء ا ْن َ‬
‫)‪َ (3‬وأ َ ْلقَتْ َما فِي َها َوت َ َخلَّتْ )‪َ (4‬وأ َ ِذنَتْ ِل َر ِب َها َو ُحقَّتْ )‪) (5‬‬
‫َّ‬
‫وتفطرت يوم القيامــــة‪ ،‬وأطاعت أمر ربها فيما أمرها به من‬ ‫اذا السماء تصدَّعت‪،‬‬
‫ْ‬
‫وأطاعت حكمه‪.‬‬ ‫االنشقاق‪ ،‬واستسلمت ألمر ربّها‬
‫اذا األرض بُسطت َو ُوسعت ‪ ،‬ودكـت جبالها في ذلك اليوم واستوت وقذفت‬
‫ما في بطنها من األموات‪ ،‬وتخلَّ ْ‬
‫ت عنهم‪ ،‬وانقادت بخشوع لربها فيما أمرهـا به‪،‬‬
‫ْ‬
‫وأطاعت حكمه ‪.‬‬ ‫واستمعت ألمر ربّها‬
‫ح ِإلَى َر ِبكَ َك ْد احا فَ ُم َال ِقي ِه )‪) (6‬‬ ‫قال تعالى ‪َ ( :‬يا أَيُّ َها ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫سانُ ِإنَّكَ كَا ِد ٌ‬
‫خير أو ّ‬
‫ش ٍر‪ ،‬ثم تالقي هللا‬ ‫يا أيها اإلنسان إنك ساعٍ إلى هللا‪ ،‬وعامل أعمالك من ٍ‬
‫فشر‪.‬‬
‫شرا ٌ‬ ‫فخير‪ ،‬وان كان ّ‬
‫ٌ‬ ‫يوم القيامة‪ ،‬فيجازيك بعملك ‪ ،‬إن كان خيرا‬
‫ِيرا )‪(8‬‬
‫ساباا َيس ا‬
‫ب ِح َ‬
‫س ُ‬
‫ف يُ َحا َ‬ ‫قال تعالى ‪( :‬فَأ َ َّما َم ْن أُو ِت َي ِكتَا َبهُ ِب َي ِمي ِن ِه )‪(7‬فَ َ‬
‫س ْو َ‬
‫ورا )‪) (9‬‬ ‫س ُر ا‬ ‫ب ِإلَى أ َ ْه ِل ِه َم ْ‬
‫َو َي ْنقَ ِل ُ‬
‫فأما من أعطي صحيفة أعماله بيمينه‪ ،‬وهو مؤمن بربّه‪ ،‬فسوف يحاسب حسابا‬
‫سهال ويرجع الى أهله في الجنة مسرورا‬
‫ورا )‪(11‬‬‫ف يَ ْدعُو ثُبُ ا‬ ‫قال تعالى ‪َ ( :‬وأ َ َّما َم ْن أُوتِ َي ِكتَابَهُ َو َرا َء َظ ْه ِر ِه )‪(10‬فَ َ‬
‫س ْو َ‬
‫ورا )‪(13‬إِنَّهُ َظ َّن أ َ ْن لَ ْن يَ ُح َ‬
‫ور )‪(14‬‬ ‫س ُر ا‬ ‫َان فِي أ َ ْه ِل ِه َم ْ‬
‫يرا )‪(12‬إِنَّهُ ك َ‬ ‫صلَى َ‬
‫س ِع ا‬ ‫َويَ ْ‬
‫يرا )‪) (15‬‬ ‫َان ِب ِه بَ ِص ا‬ ‫بَلَى ِإ َّن َربَّهُ ك َ‬
‫ي صحيفة أعماله من وراء ظهره‪ ،‬وهو الكافر باهلل‪ ،‬فسوف‬ ‫أ ّما من أُعط ّ‬
‫حرها‪ .‬إنه كان في أهله في الدنيا‬
‫يدعو بالهالك والثبور‪ ،‬ويدخل النار مقاسيا ّ‬

‫‪6‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫مسرورا مغرورا‪ ،‬ال يف ّكر في العواقب‪ ،‬إنّهُ َّ‬


‫ظن ْ‬
‫أن لن يرجع إلى خالقه ّحيا‬
‫للحساب‪ .‬بلى سيعيده هللا كما بدأه ويجازيه على أعماله‪ّ ،‬‬
‫إن ربّهُ كان به بصيرا‬
‫عليما بحاله من يوم خلقه إلى أن َب َعثَه‪.‬‬
‫ق‬ ‫ق )‪َ (17‬وا ْلقَ َم ِر إِذَا ات َّ َ‬
‫س َ‬ ‫ق )‪َ (16‬واللَّ ْي ِل َو َما َو َ‬
‫س َ‬ ‫شفَ ِ‬ ‫قال تعالى ‪( :‬فَ َال أ ُ ْق ِ‬
‫س ُم ِبال َّ‬
‫ق )‪) (19‬‬ ‫)‪(18‬لَت َ ْر َكبُ َّن َطبَقاا ع َْن َطبَ ٍ‬
‫يقسم هللا تعالى باحمرار األفـــــق عند الــغـــروب‪ ،‬وبالليل وما جمع من الدواب‬
‫ستمرون‪ -‬أيها الناس‪-‬‬
‫ّ‬ ‫والحشرات والهوام وغير ذلك‪ ،‬وبالقمر إذا تكامل نوره‪،‬‬
‫بأطوار متعددة وأحوال متباينة‪ِ :‬منَ النطفة إلى العلقة إلى ال ُمضغة إلى نفخ‬
‫ٍ‬
‫الروح إلى الموت الى البعث والنشور‬
‫ُون )‪(21‬‬ ‫س ُجد َ‬ ‫علَ ْي ِه ُم ا ْلقُ ْرآ ُن َال يَ ْ‬‫ئ َ‬ ‫ون )‪َ (20‬وإِذَا قُ ِر َ‬ ‫قال تعالى ‪( :‬فَ َما لَ ُه ْم َال يُ ْؤ ِمنُ َ‬
‫ب أ َ ِل ٍيم‬ ‫ُون )‪(23‬فَبَ ِ‬
‫ش ْر ُه ْم بِعَذَا ٍ‬ ‫َّللاُ أ َ ْعلَ ُم بِ َما يُوع َ‬‫ون )‪َ (22‬و َّ‬ ‫ِين َكفَ ُروا يُ َك ِذبُ َ‬ ‫بَ ِل الَّذ َ‬
‫ون )‪)(25‬‬ ‫غ ْي ُر َم ْمنُ ٍ‬ ‫ت لَ ُه ْم أ َ ْج ٌر َ‬
‫صا ِل َحا ِ‬ ‫ع ِملُوا ال َّ‬‫ِين آ َمنُوا َو َ‬ ‫)‪(24‬إِ َّال الَّذ َ‬
‫ي شيء يمنعهم من اإليمان باهلل واليوم اآلخر بعدما ُوضحت لهم اآليات؟‬ ‫فأ ُّ‬
‫وما لهم إذا قرئ عليهم القرآن ال يسجدون هلل‪ ،‬وال يسل ُمون بما جاء فيه؟ انما‬
‫سجيّة الذين كفروا التكذيب ومخالفة الحق‪ .‬وهللا أعلم بما يكتمون في صدورهم‬
‫شرهم ‪-‬أيها الرسول‪ّ -‬‬
‫بأن‬ ‫حق‪ ،‬فب ّ‬
‫بأن ما جاء به القرآن ّ‬
‫من العناد مع علمهم ّ‬
‫هللا‪ّ -‬‬
‫عز وج ّل‪ -‬قد أعدَّ لهم عذابا موجعا‪ ،‬لكن الذين آمنوا باهلل ورسوله وأد َّْوا‬
‫أجر في اآلخرة غير مقطوعٍ وال منقوص ‪.‬‬ ‫ما فرضه هللا عليهم‪ ،‬لهم ٌ‬

‫أهم ما ترشد اليه السورة ‪:‬‬


‫تقرير عقيدة المعاد ببيان أحوال الكون يوم القيامة وانقياد الكون لمشيئة‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫هللا وأمره بخشوع‪.‬‬
‫خير‬
‫ق ربّه بما كان يعمله من ٍ‬ ‫بيان حتمية لقاء اإلنسان ربِّه وأنّه مال ٍ‬
‫‪ُ -2‬‬
‫ش ٍر وسيجزى على عمله‪.‬‬ ‫و ّ‬
‫‪ -3‬أه َل اإليمان والتقوى يُحاسبون حسابا يسيرا ويفوزون ويعودون إلى‬

‫‪6‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫أهلهم في الجنة مسرورين ‪ ،‬فقد منعوا أنفسهم في الدنيا عن الحرام‬


‫والشهوات‪.‬‬
‫عذاب ُمقيم ‪ ،‬إذ كذّبوا بالبعث والنشور وتناسوا‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -٤‬أهل الكفرهالكون‪ ،‬ولهم‬
‫اآلخرة‪.‬فانكبّوا على الدنيا‪،‬و فرحوا بشهواتها وملذاتها وحرامها مع ترك‬
‫طاعة هللا سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫أن ينتهي‬ ‫ان اإلنسان ُمقبل على أحوا ٍل وأهوا ٍل وحا ٍل بعد حا ٍل إلى ْ‬ ‫بيان ّ‬
‫‪ُ -٥‬‬
‫إلى جنّ ٍة أو نار‪.‬‬
‫علَ ْي ِه ُم ْالقُ ْر ُ‬
‫آن‬ ‫‪ -٦‬مشروعيةُ السجو ِد عند تالوة هذه اآلية وهي ‪َ :‬‬
‫(و ِإذَا قُ ِر َ‬
‫ئ َ‬
‫َال يَ ْس ُجدُونَ )‪)(21‬‬

‫إن هللا تعالى عالم بما يخفي اإلنسان في قلبه وما تُحدَث به نفسه ‪.‬‬‫‪ّ -٧‬‬
‫أن ال نُضمر في قلوبنا إالّ اإليمان وال تحمل نفوسنا إالّ الخير فال غ ّل‬
‫فعلينا ْ‬
‫شك وال عداء وال بغضاء ‪.‬‬ ‫وال حسد وال ّ‬
‫المناقشة‬
‫‪ -۱‬بي ْن أحوال يوم القيامة الواردة في السورة ؟‬
‫بأطوار متعددة وأحوال متباينة‪ِ :‬منَ النطفة إلى العلقة إلى ال ُمضغة إلى‬
‫ٍ‬ ‫سيمر الناس‬
‫نفخ الروح إلى الموت الى البعث والنشور‬

‫‪ -۲‬أيهما أفضل ‪ ،‬سرور الدنيا أم سرور اآلخرة ؟‬


‫سرور االخرة‬
‫كل َ‬
‫من المؤمن والكافر يوم القيامة ؟‬ ‫‪ -۳‬كيف يكون حال ٍ‬
‫أه َل اإليمان والتقوى يُحاسبون حسابا يسيرا ويفوزون ويعودون إلى أهلهم‬
‫في الجنة مسرورين ‪ ،‬فقد منعوا أنفسهم في الدنيا عن الحرام والشهوات‪.‬‬
‫عذاب ُمقيم ‪ ،‬إذ كذّبوا بالبعث والنشور وتناسوا‬
‫ٌ‬ ‫‪ -٤‬أهل الكفرهالكون‪ ،‬ولهم‬
‫اآلخرة‪.‬فانكبّوا على الدنيا‪،‬و فرحوا بشهواتها وملذاتها وحرامها مع ترك‬

‫‪6‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫طاعة هللا سبحانه وتعالى ‪.‬‬


‫وجوب تزكية النفس وما تضمر القلوب ؟‬
‫َ‬ ‫‪ -٤‬عل ْل‬
‫ال ّن هللا تعالى عالم بما يخفي اإلنسان في قلبه وما تُحدَث به نفسه ‪.‬‬
‫أن ال نُضمر في قلوبنا إالّ اإليمان وال تحمل نفوسنا إالّ الخير فال غ ّل‬
‫فعلينا ْ‬
‫شك وال عداء وال بغضاء‬ ‫وال حسد وال ّ‬
‫‪ -٥‬بماذا أقسم الباري ‪-‬عز وجل‪ -‬في السورة ؟‬
‫يقسم هللا تعالى باحمرار األفـــــق عند الــغـــروب‪ ،‬وبالليل وما جمع من الدواب‬
‫والحشرات والهوام وغير ذلك‪ ،‬وبالقمر إذا تكامل نوره‬
‫‪ -٦‬بي ِن األطوار التي يمر بها اإلنسان ؟‬
‫ِمنَ النطفة إلى العلقة إلى ال ُمضغة إلى نفخ الروح إلى الموت الى البعث والنشور‬
‫‪ -٧‬بي ِن الم َّد وأنواعَه في السورة ‪.‬‬
‫نوع المد‬ ‫الكلمة‬
‫مد متصل‬ ‫السماء‬
‫مد منفصل‬ ‫يا أيها‬
‫مد طبيعي‬ ‫كدح‬
‫مد بدل‬ ‫أوتي‬
‫مد طبيعي‬ ‫بيمينه‬
‫مد طبيعي‬ ‫يحاسب‬
‫مد طبيعي‬ ‫حسابا‬
‫مد عارض‬ ‫يسيرا‬
‫مد منفصل‬ ‫الى اهله‬
‫مد متصل‬ ‫وراء‬
‫مد طبيعي‬ ‫يدعو‬
‫مد عارض‬ ‫سعيرا‬
‫مد عارض‬ ‫مسرورا‬
‫مد عارض‬ ‫بصير‬
‫مد عارض‬ ‫يؤمنون‬
‫مد بدل‬ ‫القران‬
‫مد عارض‬ ‫يسجدون‬

‫‪6‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫مد طبيعي‬ ‫كفروا‬


‫مد عارض‬ ‫يكذبون‬
‫مد عارض‬ ‫يوعون‬
‫مد عارض‬ ‫أليم‬
‫مد بديل‬ ‫امنوا‬
‫مد طبيعي‬ ‫عملوا‬
‫مد طبيعي‬ ‫الصالحات‬
‫مد طبيعي‬ ‫غير‬
‫مدعارض‬ ‫ممنون‬

‫‪ -8‬ب ْ‬
‫ين أهم ما ترشد إليه السورة‪.‬‬
‫تقرير عقيدة المعاد ببيان أحوال الكون يوم القيامة وانقياد الكون لمشيئة هللا‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫وأمره بخشوع‪.‬‬
‫خير و ّ‬
‫ش ٍر‬ ‫ق ربّه بما كان يعمله من ٍ‬ ‫بيان حتمية لقاء اإلنسان ر ِبّه وأنّه مال ٍ‬
‫‪ُ -2‬‬
‫وسيجزى على عمله‪.‬‬
‫‪ -3‬أه َل اإليمان والتقوى يُحاسبون حسابا يسيرا ويفوزون ويعودون إلى أهلهم في‬
‫الجنة مسرورين ‪ ،‬فقد منعوا أنفسهم في الدنيا عن الحرام والشهوات‪.‬‬
‫عذاب ُمقيم ‪ ،‬إذ كذّبوا بالبعث والنشور وتناسوا‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -٤‬أهل الكفرهالكون‪ ،‬ولهم‬
‫اآلخرة‪.‬فانكبّوا على الدنيا‪،‬و فرحوا بشهواتها وملذاتها وحرامها مع ترك طاعة هللا‬
‫سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫أن ينتهي‬ ‫ان اإلنسان ُمقبل على أحوا ٍل وأهوا ٍل وحا ٍل بعد حا ٍل إلى ْ‬ ‫بيان ّ‬
‫‪ُ -٥‬‬
‫إلى جنّ ٍة أو نار‪.‬‬
‫ئ َعلَ ْي ِه ُم ْالقُ ْر ُ‬
‫آن َال‬ ‫‪ -٦‬مشروعيةُ السجو ِد عند تالوة هذه اآلية وهي ‪َ :‬‬
‫(و ِإذَا قُ ِر َ‬
‫يَ ْس ُجدُونَ )‪)(21‬‬

‫إن هللا تعالى عالم بما يخفي اإلنسان في قلبه وما تُحدَث به نفسه ‪.‬‬‫‪ّ -٧‬‬
‫أن ال نُضمر في قلوبنا إالّ اإليمان وال تحمل نفوسنا إالّ الخير فال غ ّل وال‬
‫فعلينا ْ‬
‫شك وال عداء وال بغضاء‬ ‫حسد وال ّ‬

‫‪6‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ضع عالمة صح أمام العبارة الصحيحة ‪ ،‬وعالمة رخطأ أمام العبارة غير‬
‫الصحيحة ‪.‬‬
‫‪ -1‬وإذا األرض مدت ‪ ،‬يقصد بها الزالزل والبراكين على األرض ‪ .‬خطأ‬
‫وإذا األرض مدت ‪ ،‬يقصد بها بسطت ووسعت‬
‫‪ -٢‬الذي يعطي صحيفة أعماله وراء ظهره هو االنسان المؤمن ‪ .‬خطأ‬
‫الذي يعطي صحيفة أعماله وراء ظهره هو االنسان الكافر‬
‫‪-3‬يعيد هللا كل الناس ليوم الحساب ‪ .‬صح‬
‫اصدار الملزمة‬
‫‪ -4‬اإلنسان المؤمن يحاسب حسابا عسيرا ‪ .‬خطأ‬
‫‪2021‬‬ ‫اإلنسان المؤمن يحاسب حسابا يسيرا‬
‫‪-5‬ان أهل اإليمان يدخلون الجنة ‪ .‬وأهل الكفر يدخلون النار ‪ .‬صح‬

‫الدرس الثاني‪ :‬القرآن الكريم نزوله وموضوعاته‬

‫القرآن الكريم‪:‬‬
‫من أنزله؟ نزل به الروح األمين جبريل عليه السالم على رسول هللا محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫كيف نزل؟ وأنه نزل من ّجما أي متفرقا على رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم ) ) في‬
‫ث وعشرين سنة‪،‬ثالث عشرة سنة منها في مكة المكرمة وسميت السورالتي‬ ‫ثال ٍ‬
‫نزلت في مكة‬
‫بالسور المكية‬
‫لماذا نزل؟ نزل ليهتدي به الناس فينظم حياتهم ويخرجهم من الظلمات الى النور‪.‬‬
‫أول ما انزل من القرآن وقوله تعالى ‪. :‬‬

‫‪6‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫(اقرأ باسم ربك الذي خلق • خلق اإلنسان من علق • إقرأ وربك األكرم • الذي‬
‫علم بالقلم • علم اإلنسان ما لم يعلم )‬
‫موضوعات السور المكية‪:‬‬
‫‪ -١‬توحيد هللا ووجوب عبادته وحده الشريك له وبيان صفاته فهو الخالق‬
‫الرازق الرحمن ‪.‬‬
‫ت السور المكية عن أهوال يوم القيامة ‪ ،‬وعن الجنة ونعيمها للمؤمنين‬ ‫‪ -٢‬تحدّث ِ‬
‫والنار وعذابها للكافرين‪.‬‬
‫ّث السور المكية عن قصص األنبياء وصبرهم وتح ّملهم األذى من أقوامهم‬ ‫‪ -٣‬تتحد ُ‬
‫‪ ،‬وماذا ح ّل بأقوامهم حين عصوا ّ‬
‫الرسل واالنبياء‬
‫نزول القرآن منجما‪ :‬المقصود به أن نزل متفرقا على رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم حيث نزل القرآن الكريم في (‪ )٢٣‬سنة ‪.‬‬
‫أ ّما السنوات العشر المتبقية من الثالث والعشرين سنة ‪ ،‬فقد نزل فيها القرآن‬
‫الكريم في المدينة المنورة لذلك سميت هذه السور بالمدنية‬
‫موضوعات السور المدنية‪:‬‬
‫‪-1‬المعامالت من بيعٍ ‪ ،‬وشراءٍ ‪ ،‬زواج ‪ ،‬وأخالق ‪ ،‬وتحريم الخمر‪ ،‬والربّا‪،‬‬
‫والسرقة‪.‬‬
‫‪ -٢‬العبادات من الصالة ‪ ،‬والصوم ‪ ،‬والح ّج ‪ ،‬والزكاة ‪.‬‬
‫‪ -٣‬وجوب الجهاد في سبيل هللا ‪ ،‬وقتال الكفار‬
‫طريقة نزول القرآن الكريم‪:‬‬
‫أن القرآن الكريم نزل متدرجا فكان القسم األول منه في مكة‬ ‫يتّض ُح مما تقدم ّ‬
‫وأقوامهم قبل الهجرة يبي ُّن للناس أخبار من سبق من األنبياء (عليهم السالم)‬
‫لالتعاظ وأخذ العبرة ‪ ،‬ويخبرهم عن هللا الخالق المستحق للعبادة وحده وعن‬
‫الجنة والنار ‪ ،‬ليثبّت إيمانهم باهلل تعالى ويحذرهم من الكفر‪ ،‬وبعد الهجرة إلى‬
‫المدينة حيث استقر اإليمان في النفوس ‪ ،‬جاءت السور ّ‬
‫تنظم حياتهم ‪ ،‬فتعلمهم‬
‫شعائر هللا وعبادته من صالة وصوم وحج وزكاة وأخالق وجهاد للكفار‬

‫‪7‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫تنوعت‬ ‫وتحذير من المنافقين هكذا ‪-‬أوالدنا األعزاء ‪ ،-‬ترون ّ‬


‫أن القرآن الكريم ّ‬
‫موضوعاته‪ ،‬فهو دستور حياة ّ‬
‫ينظم حياتنا‪ ،‬فمن التزم تعاليمه وأخذ العبرة من‬
‫قصصه ‪ ،‬نال سعادة الدارين في الدنيا واآلخرة ‪.‬‬
‫المناقشة ‪:‬‬
‫‪َ -1‬م ْن نزل القرآن الكريم إلى نبينا ؟ وما أول ما نزل من اآليات الكريمة ؟‬
‫نزل به الروح األمين جبريل عليه السالم و كانت أول االيات (اقرأ باسم ربك‬
‫الذي خلق • خلق اإلنسان من علق • إقرأ وربك األكرم • الذي علم بالقلم • علم‬
‫اإلنسان ما لم يعلم )‬
‫‪ -۲‬ما مدة نزول القرآن الكريم ؟‬
‫ث وعشرين سنة‬ ‫ثال ٍ‬
‫‪ -۳‬عن ماذا تحدثت السورالتي نزلت في مكة ؟ وعن ماذا تحدثت التي نزلت في‬
‫المدينة ؟‬
‫تحدثت السور المكية عن ‪:‬‬
‫‪ -١‬توحيد هللا ووجوب عبادته وحده الشريك له وبيان صفاته فهو الخالق‬
‫الرازق الرحمن ‪.‬‬
‫ت السور المكية عن أهوال يوم القيامة ‪ ،‬وعن الجنة ونعيمها للمؤمنين‬ ‫‪ -٢‬تحدّث ِ‬
‫والنار وعذابها للكافرين‪.‬‬
‫ّث السور المكية عن قصص األنبياء وصبرهم وتح ّملهم األذى من أقوامهم‬ ‫‪ -٣‬تتحد ُ‬
‫‪ ،‬وماذا ح ّل بأقوامهم حين عصوا ّ‬
‫الرسل واالنبياء‬
‫و تحدثت السور المدنية عن ‪:‬‬
‫‪-1‬المعامالت من بيعٍ ‪ ،‬وشراءٍ ‪ ،‬زواج ‪ ،‬وأخالق ‪ ،‬وتحريم الخمر‪ ،‬والربّا‪،‬‬
‫والسرقة‪.‬‬
‫‪ -٢‬العبادات من الصالة ‪ ،‬والصوم ‪ ،‬والح ّج ‪ ،‬والزكاة ‪.‬‬
‫‪ -٣‬وجوب الجهاد في سبيل هللا ‪ ،‬وقتال الكفار‬

‫‪7‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ -٤‬عن ماذا تحد َ‬


‫ث القرآن الكريم ؟‬
‫يبي ُّن للناس أخبار من سبق من األنبياء (عليهم السالم)‬
‫لالتعاظ وأخذ العبرة ‪ ،‬ويخبرهم عن هللا الخالق المستحق للعبادة وحده وعن‬
‫الجنة والنار ‪ ،‬ليثبّت إيمانهم باهلل تعالى ويحذرهم من الكفر‪ ،‬وبعد الهجرة إلى‬
‫المدينة حيث استقر اإليمان في النفوس ‪ ،‬جاءت السور ّ‬
‫تنظم حياتهم ‪ ،‬فتعلمهم‬
‫شعائر هللا وعبادته من صالة وصوم وحج وزكاة وأخالق وجهاد للكفار‬
‫وتحذير من المنافقين‬

‫الدرس الثالث‪ :‬من الحديث الشريف‬


‫(في النهي النهي عن الحسد )‬

‫نص الحفظ‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال "إياكم والحسد فإن الحسد يأكل‬
‫الحسنات كما تأكل النار الحطب"‬
‫صدق رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫‪ -‬الحسد‪ :‬تمني زوال النعمة عن صاحبها‪.‬‬
‫‪ -‬إياكم والحسد‪ :‬إحذروا الحسد وتباعدوا عنه‬
‫‪ -‬يأكل الحسنات‪ :‬يذهبها‬
‫المعنى العام ‪:‬‬
‫ُ‬
‫المؤمن ألخيه‬ ‫المؤمن يفر ُح حينما يرى أخاه بخير‪ ،‬فقد علَّمنا ديننُا ّ‬
‫أن يُحبَّ‬
‫ولكن بعض الناس تغلب عليه األنانية والحرص‪ ،‬فيدفعه‬ ‫ّ‬ ‫ما يُحبّ لنفسه ‪،‬‬

‫‪7‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ّ‬
‫وكأن ما ناله ذلك الشخص قد‬ ‫جشعه إلى االستياء إذا ما رأى غيره بخير ‪،‬‬
‫أخذه منه فيحسده على ما آتاه هللا من فضله ‪ ،‬ويتمنى زوال النعمة عنه‬
‫ان صاحبها‬ ‫وتلك صفة مذمومة ‪ ،‬ال يرتضيها الدين اإلسالمي‪ ،‬فضال عن ّ‬
‫يجره شعوره ذلك إلى أن يعمل على‬ ‫يظ ُّل قلقا ممتلئا قلبه غيضا ونقمة‪ ،‬وقد ّ‬
‫إزالة النعمة عن غيره‪ ،‬ومثل هذا التصرف يؤدّي إلى التفرقة بين أبناء المجتمع‬
‫ى‬
‫وغرس الشقاق بينهم‪ .‬والحسد يحمل العبد على أن يحتقر أخاه ‪،‬ألنه ما تمن ّ‬
‫الّزوال تلك النعمة عنه ألنّه احتقره واستصغره واستكثر تلك النعمة عليه‪،‬وهذا‬
‫ينافى خلق اإلسالم الذي جاء به رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم ) والذي يأمرنا‬
‫بالمحبة‬
‫واالحترام والتآخي ‪.‬‬
‫ان ّأول معصي ٍة هلل إنما هي الحسد الذي أدى إلى االزدراء والكبر‪ ،‬ثم أدى‬
‫الطرد من رحمة هللا‪ ،‬وذلك عندما خلق‬ ‫ّت إلى ّ‬‫إلى المعصية‪ ،‬والمعصية أد ْ‬
‫هللا تعالى آدم عليه وعلى نبينا الصالة والسالم ‪ :‬فعندما أمرهللا تعالى المالئكة‬
‫بالسجود آلدم سجدوا إال إبليس أبى واستكبر‪ ،‬فقد حسد إبليس آدم (ع )على‬
‫وجره هذا الكبر إلى االمتناع عن‬ ‫ّ‬ ‫ما انعم هللا ‪ ،‬عليه واستصغر آدم وتكبر ‪،‬‬
‫السجود ألمر هللا فطرد هللا تعالى ابليس ولعنه‪.‬‬
‫ومن يحسد الناس على ما آتاهم هللا من فضله ‪ ،‬فإنّما يتشبّه بإبليس عليه اللعنة‪،‬‬
‫وتحبط أعماله ‪ ،‬فالحسد يُذ ِهب الحسنات كما تحرق النار الحطب‪.‬‬
‫أهم ما يرشد إليه الحديث‪-:‬‬
‫يطلب من المؤمن أن يطهر قلبه من االنانية والحقد والحسد‬
‫ُ‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫أن الدين االسالمي‬
‫وأن يحبُّ ألخيه ما يحبّ لنفسه‪.‬‬
‫‪ -٢‬انه يأمر بكل ما يوثق صالت الود والتعاون بين أبناء المجتمع ‪ ،‬وينهى‬
‫عن كل ما من شأنه إعادة التفرقة والشقاق بينهم‪.‬‬
‫‪ -٣‬ان هللا تعالى يحاسب المر َء على كل ما يسيء به الى غيره ‪ ،‬سواء أكان‬
‫ظاهرا ‪ ،‬ما اقترفته جوارحه‪ ،‬أو ما أضمره قلبه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ -٤‬ما اصاب االنسان من خير أصابه بإذن هللا وما فاته من الخير فاته بإذن‬
‫هللا والحاسد ُ يرفض ما أراده هللا وقدّره‪.‬‬
‫المناقشة‪:‬‬

‫ما أول معصية هلل وما كانت نتيجتها؟‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬إن أول معصية هلل هي الحسد الذي أدى الى األزدراء والكبر وبعد ذلك‬
‫أدى الى المعصية‪ ،‬حيث خلق هللا تعالى آدم (عليه السالم) فأمر المالئكة‬
‫بالسجود له فسجدوا إال إبليس أبى وأستكير فقد حسد إبليس آدم (عله‬
‫السالم) وأستصغره وتكبر عليه فوقعت المعصية وكانت النتيجة البعد‬
‫والطرد من رحمة هللا ولعنته‪.‬‬
‫أمرنا انبي صلى هللا عليه وسلم باإلبتعاد عن الحسد لماذا؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الن الشخص الحاسد يظل قلبه ممتلئ غيضا ونقمة وقد يجره شعوره ذلك‬
‫الى ان يعمل على ازالة النعمة عن غيره ومثل هذا التصرف يؤدي الى‬
‫التفرقة بين ابناء المجتمع وغرس الشقاق بينهم‪.‬‬
‫هل الحرص واألنانية مباح في اإلسالم؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الحرص واألنانية صفة مذمومة ألنها تدفع الى الحسد وتمني زوال النعمة‬
‫من الغير ويقود المجتمع الى الفرقة‪.‬‬
‫لماذا شبه الرسول صلى هللا عليه وسلم فعل الحاسد بفعل النار؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ألن الحسد يذهب بالحسنات فتمحقها كما تحرق النار الحطب‪.‬‬
‫تمني زوال النعمة لآلخرين إلى ماذا يؤدي؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬يؤدي الى الحسد حيث يحمل الحسد العبد ان يحتقر اخاه ويتمنى زوال‬
‫النعمة عنه النه يحتقره ويستصغره ويستكثر تلك النعمة عليه وهذا ينافي‬
‫خلق االسالم ويؤدي الى شقاق وفرقة المجتمع ‪.‬‬

‫الدرس الرابع‪ :‬الوضوء‬

‫ّب في ك ّل شيء ‪ .‬والنفس اإلنسانية تسعى اليه ‪ ،‬بل‬


‫أمر محب ٌ‬ ‫ال ّ‬
‫تطهر والنظافة ٌ‬
‫تنظف أجسامها ‪ ،‬أال ترى ّ‬
‫أن قلبك يشعر باالرتياح‬ ‫حتى الحيوانات التي التعقل ّ‬

‫‪7‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫فتأنس إليه‪،‬ويعجبك التحدّث معه ‪ ،‬وعندما‬


‫ُ‬ ‫عندما ترى شخصا نظيفا ومرتبا ‪،‬‬
‫ّ‬
‫تشمئز منه‬ ‫واليتطهر سيحصل العكس فإنك‬‫ّ‬ ‫يت ّحدث إليك من اليلتزم النظافة‬
‫وتنفرعنه ‪ ،‬وتسعى إلى إنهاء الحديث معه ‪.‬‬
‫وإلن ديننا الحنيف دين التطهر والنظافة وجب علينا التزام النظافة ‪ ،‬في كل‬
‫شيء ‪ ،‬وتطهير القلب من األحقاد والحسد كما يجب تطهيرالعقـل من وساوس‬
‫الشيطان واألفكار الخبيثة وتطهير اللسان عن قول الكالم الفاحش واأللفاظ‬

‫السيئة ‪ .‬وتطهير القلب والعقل واللسان يكون باالستغفار إلى هللا تعالى والتوبة‬
‫عن الذنوب والسعي إلى اجتنابها أ ّما تطهيرالجسد والثياب وموضع السجود‪،‬‬
‫فيكون بإزالة النجاسات عنها وتنظفيها ‪.‬‬
‫والوضوء طهارة روحية وبدنية ‪.‬فلو سأل أحدكم ‪ :‬لماذا يجب الوضوء؟‬
‫سنقول له ‪ :‬عندما نتأ ّهب إلى لقاءٍ معين أو زيارة أسرية فإننا نسعى الى‬
‫ارتداء طاهر الثياب وجميلها‪ ،‬وكلما كان الشخص الذي نريد لقاءه مهما ازداد‬
‫اهتمامنا بمظهرنا‪ ،‬فكيف بنا ونحن نسعى إلى لقاء هللا تعالى في الصالة التي‬
‫هي صلة العبد بربّه ولقاؤه بالخالق العظيم؛ ليناجيه ويحدّثه فيسمعه ويدعوه‬
‫فيجيبه ‪ ،‬وقد بيـِّن اْلمام الرضا ابن اْلمام موسى بن جعفـر (عليهما السالم )‬
‫سبب الوضوء فقال ‪:‬‬
‫قــام بين يدي ِ الجبـّـاروعند مناجاته‬ ‫(( إنّما أُمر بالوضوء‪،‬ليكون العبـد ُ طاهــرا إذا َ‬
‫األدناس والنّجا َ‬
‫ســـ ِة ‪ ،‬م َع ما فيــ ِه من‬ ‫ِ‬ ‫ـــرهُ‪ ،‬نقيـّــا ِمنَ‬
‫إيّاه ‪ ،‬مطيعـــا له في ما أ َم َ‬
‫وطـــر ِد النّعاس وتذكيـــ ِة الفـــــؤاد بيـــنَ يـــدي الجبّــار))‬
‫ْ‬ ‫ذَهـــاب الك َ‬
‫ســـ ِل‬
‫وجب الوضوء على الوجه واليدين‪ ،‬والرأس والرجلين ‪ّ ،‬‬
‫ألن العبد إذا قام‬ ‫َ‬ ‫إنّما‬
‫بين يدي الجبّار‪ ،‬فإنه بوجهه يسجد ويخضع ‪ ،‬وبيده يسأل ويرغب ويرهب ‪،‬‬
‫درس‬
‫ٌ‬ ‫وبرأسه يستقبل في ركوعه وسجوده‪ ،‬وبرجليه يقوم ويقعد وفي الوضوء‬
‫جميل لنا يبي ُّن ضرورة ّ‬
‫التطهر والنظافة ‪.‬‬
‫القلب من ك ّل إثم وحقـد واستعداد‬
‫َ‬ ‫وفي الوضوء تهيئة للنفس اإلنسانية ‪ّ ،‬‬
‫لتطهر‬
‫للقاء الباري في أفضل هيئة ‪ ،‬واستشعار لهيبة اللقاء وعظمة الخالق وإدراك‬
‫لعظمة الدين الذي ينقّي اإلنسان من ك ّل دَ َر ٍن ووسخ‬

‫‪7‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫تعريف الوضوء‪:‬‬
‫لغة ‪ :‬الحسن و النظافة‬
‫اصطالحا ‪ :‬التعبّد هلل َّ‬
‫عز وج ّل بتطهير األعضاء األربعة (اليدين والوجه‬
‫والقدمين والرأس )‪.‬‬
‫ص َال ِة فَا ْغ ِ‬
‫سلُوا ُو ُجو َه ُك ْم‬ ‫ِين آ َمنُوا ِإذَا قُ ْمت ُ ْم ِإلَى ال َّ‬‫يقول هللا تعالى ‪( :‬يَا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫س ُك ْم َوأ َ ْر ُجلَ ُك ْم ِإلَى ا ْل َك ْعبَ ْي ِن ۚ)(المائدة ‪)6:‬‬
‫س ُحوا ِب ُر ُءو ِ‬‫ام َ‬
‫ق َو ْ‬ ‫َوأ َ ْي ِد َي ُك ْم ِإلَى ا ْل َم َرا ِف ِ‬
‫ت األعضاء التي يجب‬
‫صالة ‪ ،‬وبيّن ِ‬
‫ت الوضو َء لل ّ‬
‫هذه اآلية الكريمة أوجب ِ‬
‫غسلها أو مسحها في الوضوء ‪.‬‬
‫مشروعيته ‪ :‬ال تصح الصلة من غير وضوء‬
‫حكمه ‪ :‬للوضوء حكمان فهو إما ‪:‬‬
‫ـ واجب ‪ :‬عند ‪ :‬الصالة (الفريضة أو النافلة) ‪ّ ،‬‬
‫الطواف ‪ ،‬و لمس المصحف ‪.‬‬
‫‪ -‬مستحب ‪ :‬عند النّوم ‪ ،‬قراءة القرآن مشافهة ‪ ،‬الغضب ‪ ،‬حضور مجالس العلم‬
‫فرائضه‪ :‬سبع هي‪:‬‬
‫الرأس ‪5 -‬‬‫‪ 1‬النيّة ‪ 2 -‬غسل الوجه ‪ 3 -‬غسل اليدين إلى المرفقين ‪ 4 -‬مسح ّ‬
‫الرجلين إلى الكعبين ‪ 6 -‬الدّلك تمرير اليد على العضو بعد صب الماء قبل‬‫غسل ّ‬
‫جفافه ‪ 7 -‬المواالة (الفور) ‪ ،‬أي متابعة أفعال الوضوء فال يقع بينها فاصل‪.‬‬
‫سننه‪ 1 :‬غسل اليدين إلى الكوعين ‪ 2 -‬المضمضة ‪ - 3 -‬االستنشاق ‪ 4 -‬االستنثار‬
‫الرأس ‪ 6 -‬مسح باطن األذنين وظاهرهم ‪ 7 -‬ترتيب الفرائض‪.‬‬‫‪ 5 -‬رد مسح ّ‬
‫شروط الوضوء ‪:‬‬
‫‪ -١‬اإلسالم ‪.‬‬
‫‪ -٢‬العقــــل‪.‬‬
‫‪ -٣‬البــلوغ ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ -٤‬النيـــة ‪.‬‬
‫فإن كان نجسا ال يجوز الوضوء به ‪.‬‬‫‪ -٥‬أن يكون الماء طهورا ‪ْ ،‬‬
‫مجنون ‪ ،‬وال من صغير ال يميّز‪ .‬وال ممن لم ين ِو الوضوء ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫فال يصح الوضوء من‬
‫أو غسل أعضاءه ‪ ،‬ليزيل عنها نجاسة أو وسخا‬
‫ـ مبطالت الوضوء‪:‬‬
‫‪ -1‬الريح أو البول أو الغائط‬
‫‪ -٢‬النو ُم الغالب على حاستي السمع والبصر ‪.‬‬
‫سكر والجنون ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬ك ّل ما أذهب العقل‪ ،‬كاإلغماء وال ُّ‬
‫وجبت إعادة الوضوء‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫حصلت واحدة من هذه األمور‬ ‫فاذا‬
‫ض ُل الوضوء عند مس القرآن وقراءته ‪ ،‬ألنّه أفض ُل األذكار كما يُستحبُّ‬ ‫ويف ّ‬
‫الوضوء عند كل صالة وعند الدعاء‬
‫كيفيته ‪ :‬كيف أتوضأ؟‬

‫المناقشة‪:‬‬
‫صف شعورك عندما ترى شخصا ا مرتبا ا ونظيفا ا ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫‪-۱‬‬
‫فتأنس إليه‪،‬ويعجبك‬
‫ُ‬ ‫يشعر قلبك باالرتياح عندما ترى شخصا نظيفا ومرتبا ‪،‬‬
‫التحدّث معه‬
‫‪ -2‬كيف يكون تطهير القلب والعقل واللسان ؟‬

‫‪7‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫تطهير القلب والعقل واللسان يكون باالستغفار إلى هللا تعالى والتوبة‬
‫عن الذنوب والسعي إلى اجتنابها‬

‫أوجب هللا تعالى الوضوء على الوجه ؟‬


‫َ‬ ‫‪ -۳‬لماذا‬
‫ّ‬
‫ألن العبد إذا قام بين يدي الجبّار‪ ،‬فإنه بوجهه يسجد ويخضع‬

‫‪ -٤‬لماذا نتوضأ ؟‬
‫قــام بين يدي ِ الجبـّـاروعند مناجاته إيّاه ‪ ،‬مطيعـــا له في‬ ‫ليكون العبـد ُ طاهــرا إذا َ‬
‫ســـ ِة ‪ ،‬م َع ما فيــ ِه من ذَهـــاب الك َ‬
‫ســـ ِل‬ ‫األدناس والنّجا َ‬
‫ِ‬ ‫ـــرهُ‪ ،‬نقيـّــا ِمنَ‬
‫ما أ َم َ‬
‫وطـــر ِد النّعاس وتذكيـــ ِة الفـــــؤاد بيـــنَ يـــدي الجبّــار‬
‫ْ‬

‫اصدار الملزمة‬ ‫‪ -٥‬ما شرو ُ‬


‫ط الوضوء ؟‬

‫‪2021‬‬ ‫‪ -١‬اإلسالم ‪.‬‬


‫‪ -٢‬العقــــل‪.‬‬
‫‪ -٣‬البــلوغ ‪.‬‬
‫‪ -٤‬النيـــة ‪.‬‬
‫‪ -٥‬أن يكون الماء طهورا ‪ْ ،‬‬
‫فإن كان نجسا ال يجوز الوضوء به ‪.‬‬

‫‪ -٦‬ما ُمبطالت الوضوء ؟‬


‫‪ -1‬الريح أو البول أو الغائط‬
‫‪ -2‬النو ُم الغالب على حاستي السمع والبصر ‪.‬‬
‫‪ -3‬ك ّل ما أذهب العقل‪ ،‬كاإلغماء وال ُّ‬
‫سكر والجنون ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫الدرس الخامس‪ :‬من سير الصحابة الكرام‬


‫أبو بكر الصديق‬

‫أبو بكر الصديق‪:‬‬


‫ي ‪ ،‬يتّصل نسبه مع‬‫ي ‪ ،‬القريش ّ‬
‫نسبه‪ :‬هو عبد هللا بن عثمان بن أبي قحافة ‪ ،‬التيم ّ‬
‫(مرة) س ّمي قبل اإلسالم بالعتيق لجمال وجهه‬‫رسول هللا في جدّه السادس ّ‬
‫وألن النبي (صلى هللا عليه وسلم ) ب ّ‬
‫شره‬ ‫ّ‬ ‫واطلق عليه في اإلسالم العتيق لكرمه ‪،‬‬
‫بالعتق من النار‬
‫مولده و نشأته‪ :‬ولد بمكة ‪ ،‬بعد عام الفيل بسنتين ‪ ،‬وكان منشأه بمكة ال يخرج‬
‫منها إّال للتجارة وكان ذا ما ٍل جزيل ‪ ،‬وصاحب جاه ‪ ،‬يحبّه قومه ويسمعون له وقد‬
‫لفض مشاكل الدم بينَ األُسر‬
‫ّ‬ ‫عهد إليه بمهمة الديّات (ومهمة صاحبها السعي‬‫ُ‬
‫القريشية وغيرها بالصلح والديّة)‬
‫ثبت عنه بأنّه كان في الجاهلية عزوفا عن ك ّل رذيلة ‪ ،‬بعيدا عن ك ّل‬
‫وقد َ‬
‫عرف عنه من أخالق كريمة وصفات‬ ‫إثم‪ .‬وقد كان صاحب النبي قبل البعثة لما ُ‬
‫سامية‪.‬‬
‫اسالمه و جهاده ‪:‬‬
‫أسلم أبو بكر رضي هللا عنه وكان من أوائل الرجال تصديقا للنبي ‪ .‬منذ إسالمه‬
‫ي ك َّل المالزمة ‪ ،‬صحبه منذ إسالمه حتى وفاته إال فيما أذن له في‬
‫الزم النب َّ‬
‫الخروج فيه من ح ّج وجهاد‪ .‬وشهد معه المشاهد كلّها وهاجر معه‪ ،‬وترك عياله‬
‫وأوالده رغبة في هللا ورسوله وهو رفيقه في الغار قال تعالى ‪:‬‬
‫ِين َكفَ ُروا ثَانِ َي اثْنَ ْي ِن إِ ْذ هُ َما فِي ا ْلغَ ِار ِإ ْذ‬ ‫َّللاُ إِ ْذ أ َ ْخ َر َجهُ الَّذ َ‬
‫ص َرهُ َّ‬ ‫ص ُروهُ فَقَ ْد نَ َ‬ ‫(إِ َّال ت َ ْن ُ‬
‫علَ ْي ِه َوأَيَّ َدهُ ِب ُجنُو ٍد لَ ْم ت َ َر ْو َها‬
‫س ِكينَتَهُ َ‬ ‫َّللاَ َمعَنَا ۖ فَأ َ ْن َز َل َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫اح ِب ِه َال ت َ ْح َز ْن إِ َّن َّ‬
‫ص ِ‬‫يَقُو ُل ِل َ‬
‫يز َح ِكي ٌم)‬‫َّللاُ ع َِز ٌ‬ ‫س ْفلَ َٰى ۗ َو َك ِل َمةُ َّ‬
‫َّللاِ ِه َي ا ْلعُ ْليَا ۗ َو َّ‬ ‫ِين َكفَ ُروا ال ُّ‬ ‫َو َجعَ َل َك ِل َمةَ الَّذ َ‬
‫(التوبة‪)40 :‬‬

‫‪7‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ي صلى هللا عليه وسلم عائشة ابنة أبي بكر‪ ،‬وفي معركة (تبوك)‬ ‫تزوج النب ُّ‬
‫وقد ّ‬
‫تبرع‬
‫ّ‬
‫بماله كلّه ووضعه أمام النبي فقال له الرسول‪ :‬ماذا أبقيت ألهلك؟ فقال له أبقيت لهم‬
‫هللا ورسوله‪ .‬وقد أسلم على يده عدد من األولين السابقين منهم (عثمان‬
‫بن عفان و سعد بن ابي وقاص) وغيرهما كثير واشترى عددا من األرقّاء انقاذا‬
‫لهم من العذاب وأعتقهم أمثال بالل الحبّشي وغيره وعندما أسري بالرسول من‬
‫المسجد الحرام إلى المسجد االقصى ‪ ،‬قال ابو بكر عندما وثق أن الرسول هو‬
‫القائل ‪ :‬وهللا ألن كان قد قاله لقد صدق ‪ .‬ومن يومها دعوه بالصديق‬
‫خالفته‪:‬‬
‫ي ( صلى هللا عليه وسلم )‬ ‫ي يشير إلى فضل ابي بكر وعندما توفي النب ُّ‬ ‫كان النب ُّ‬
‫خرج‬
‫ق ومكذّب‪ ،‬ووقف بجانب المنبر‪ ،‬وقال‬ ‫أبو بكر إلى الناس وهم بين مصدّ ٍ‬
‫فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد هللا‪،‬‬ ‫للناس‪( :‬أيها الناس من كان يعبد محمدا ّ‬
‫س ُل ۚ‬
‫الر ُ‬‫سو ٌل قَ ْد َخلَتْ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ُّ‬ ‫ي ال يموت ‪ ،‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َما ُم َح َّم ٌد إِ َّال َر ُ‬ ‫فإن هللا ح ٌّ‬‫ّ‬
‫ش ْيئ اا ۗ‬ ‫ع ِقبَ ْي ِه فَلَ ْن يَض َُّر َّ‬
‫َّللاَ َ‬ ‫علَ َٰى َ‬‫علَ َٰى أ َ ْعقَا ِب ُك ْم ۚ َو َم ْن يَ ْنقَ ِل ْب َ‬
‫أَفَ ِإ ْن َماتَ أ َ ْو قُتِ َل ا ْنقَلَ ْبت ُ ْم َ‬
‫ين ) ( ال عمران ‪) 144 :‬‬ ‫َّللاُ الشَّا ِك ِر َ‬ ‫سيَ ْج ِزي َّ‬ ‫َو َ‬
‫وعندما سمع المسلمون هذا عادوا إلى رشدهم ‪ ،‬واستسلموا لقضاء هللا‬
‫وبويع لخالفة المسلمين وولي أمرهم ‪ ،‬ولقد سعى الى نشر االسالم بما سيَّره‬
‫نحو العراق والشام من الجيوش التي استطاعت تحريرهما ‪ ،‬ونشر الدعوة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫من أعماله الجليلة أنّه وافق على جمع القرآن الكريم بمشورة عمر بن الخطاب‬
‫فضال عما اتّصف به من التواضع والحلم واللين دون ضعف‪ ،‬ومن الزهد والورع‬
‫والتقوى‬
‫مأثورات من أخالقه ‪.‬‬
‫‪ -١‬تنازل أبو بكر عن قطعة أرض ٍكان يملكها لبيت المال‪ ،‬مقابل ما أخذه من‬
‫راتب في خالفته‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫طلب إليه أسامة‬ ‫‪ -٢‬خرج أبو بكر ماشيا مودعا الجيش ‪ ،‬وأسامة راكب وحينما َ‬
‫ت قدماي في سبيل هللا)‪.‬‬‫اغبر ْ‬
‫ّ‬ ‫ي إذا‬
‫الركوب ‪ ،‬قال (ما عل ّ‬
‫‪ -٣‬قال رسول هللا‪ْ :‬منَ أصبح منكم صائما؟ قال أبو بكر‪ :‬أنا قال‪ :‬ف َمن‬
‫تب َع منكم جنازة ؟ قال أبو بكر‪ :‬أنا‪ ،‬قال ف َمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال‬
‫ابو بكر أنا ‪ ،‬قال ف َمن عاد اليوم منكم مريضا ؟ قال أبو بكر‪:‬أنا ‪ ،‬فقال رسول هللا‬
‫أمرىء إالّ دخل الجنة))‬
‫ٍ‬ ‫((ما اجتمعنَ في‬

‫وفاته‪:‬‬
‫ي أبو بكر سنة ‪١٣‬هـ ودُفن الى جانب رسول هللا (ص) في المدينة‬ ‫توف ّ‬
‫سس فيها الدولة وحمى العقيدة‬ ‫المنورة ‪ .‬ودامت خالفته سنتين وثالثة أشهر أ ّ‬
‫المناقشة‪:‬‬
‫‪ -۱‬ما اسم أبي بكر ؟ ولماذا سم َي بالعتيق ؟ اذكراألسماء التي اشتُهر بها ‪.‬‬
‫ي ‪ ،‬يتّصل نسبه مع‬‫ي ‪ ،‬القريش ّ‬‫هو عبد هللا بن عثمان بن أبي قحافة ‪ ،‬التيم ّ‬
‫(مرة) س ّمي قبل اإلسالم بالعتيق لجمال وجهه‬ ‫رسول هللا في جدّه السادس ّ‬
‫وألن النبي (صلى هللا عليه وسلم ) ب ّ‬
‫شره‬ ‫ّ‬ ‫واطلق عليه في اإلسالم العتيق لكرمه ‪،‬‬
‫بالعتق من النار‬

‫‪ -۲‬بماذا اشتُهر أبو بكر قبل البعثة المحمدية ؟‬


‫ثبت عنه بأنّه كان في الجاهلية عزوفا عن ك ّل رذيلة ‪ ،‬بعيدا عن ك ّل‬
‫َ‬
‫عرف عنه من أخالق كريمة وصفات‬ ‫إثم‪ .‬وقد كان صاحب النبي قبل البعثة لما ُ‬
‫سامية‪.‬‬

‫‪ -۳‬اذكر بعضا ا ممن أسلم على يدي أبي بكر‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫أسلم على يده عدد من األولين السابقين منهم (عثمان بن عفان و سعد بن ابي‬
‫وقاص) وغيرهما‬
‫‪ -٤‬ما فعل أبو بكر إزاء الرقيق المعذَّبين ؟ وما ثوابه ؟‬
‫واشترى عددا من األرقّاء انقاذا لهم من العذاب وأعتقهم أمثال بالل الحبّشي‬

‫مثالين يدالن على ُحسن أخالق أبي بكر‪.‬‬


‫ِ‬ ‫اذكر‬
‫‪ْ -٥‬‬
‫‪ -١‬تنازل أبو بكر عن قطعة أرض ٍكان يملكها لبيت المال‪ ،‬مقابل ما أخذه من‬
‫راتب في خالفته‪.‬‬
‫‪ -٢‬خرج أبو بكر ماشيا مودعا الجيش ‪ ،‬وأسامة راكب وحينما َ‬
‫طلب إليه أسامة‬
‫ت قدماي في سبيل هللا)‪.‬‬‫اغبر ْ‬
‫ّ‬ ‫ي إذا‬
‫الركوب ‪ ،‬قال (ما عل ّ‬

‫أروع مثال في االستشهاد من أجل العقيدة‬


‫‪ -‬سمية و ياسر‪:‬‬
‫ومن هؤالء المؤمنين الذين تلقّوا التعذيب بقلب مؤمن صابر ثابت الشهيد‬
‫(ياسر بن عامر العنسي ) (رض)‪ ،.‬وزوجه الصحابية (سميّة بنت خياط)(رض)‬
‫لقد كانت سميّة من رقيق أبي حذيفة المخزومي أحد رجال العصرالجاهلي‬
‫أن أعتقها إلى حليفه (ياسر بن عامر) وولدت له‬ ‫زوجها أبو حذيفة بعد ْ‬ ‫وقد ّ‬
‫ابنهما ع ّمار‪.‬وقد سبقها ع ّمار إلى اإلسالم ‪ ،‬وتبعته أ ّمه ثم أبوه ‪ .‬وقد كان إيمانهم‬
‫صادقا فنذرا أنفسهم للدين الجديد ‪ ،‬فكانوا أوفياء له حتى الموت‬
‫‪ -‬حرق دار ياسر‪:‬‬
‫وصلت أخبار إسالم ياسر إلى أبي جهل (عمرو بن هشام) ‪ ،‬المعروف‬
‫ْ‬
‫فثارت ثائرته ‪ ،‬وطغت عليه جهالته واشتد عليه حنقه‬ ‫بعدائه الشديد للنبي ودينه‬
‫وحقده ‪ ،‬فجمع فتية من عبيده واتجه إلى دار ياسر فاشعل النيران فيها‪ .‬وقبض‬
‫على ياسر وسميّة وابنهما ع ّمار‬
‫‪ -‬ثبات آل ياسر‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫انطلق المشركون يمارسون صنوف التعذيب مع آل ياسر ‪ ،‬اذ استعمل‬


‫المشركون النار والحديد ‪ ،‬والسياط التي كانت تلهب أجسامهم‪ ،‬والحجارة‬
‫ع الحديد‪ ،‬ثم ألقوهم في‬
‫الحمراء الملتهبة فوق صدورهم ‪ ،‬وألبسهم الكفار أدر َ‬
‫الشمس حتى بلغ منهم الجهد ك َّل مبلغ ؛ لكنهم ظلّوا ثابتين متحملين العذاب‬
‫وكان الرسو ُل يتألم من تعذيب المشركين ألصحابه ‪ ،‬فيقول ‪(( :‬أبشروا‬
‫فإن موعدكم الجنة)) ‪ .‬ويزداد غضب المشركين وتتوالى السياط على‬ ‫آل ياسر ّ‬
‫أن ال إله إالّ‬
‫أجساد آل ياسر الذين يزدادون إيمانا وصالبة ويرددّون ‪(( :‬نشهد ْ‬
‫أن محمدا رسول هللا ونشهد ان وعده الحق))‬ ‫هللا ونشهدُ ّ‬
‫‪ -‬أول شهيد في االسالم ‪:‬‬
‫تخاطب سميّة عدو هللا أبا جهل بصوتها البطولي ‪ ،‬قائلة ‪ ( :‬ليس هناك ماهو أحبّ‬
‫إلينا من الموت الذي يريحنا من النظر إلى وجهك ويذهب بنا إلى نعيم اآلخرة) ‪.‬‬
‫سحقا‬ ‫ويغضب أبو جهل وير ُكل س ّمية بكل قواه ‪ ،‬لكنها تردّد بصوتها الشجاع ( ُ‬
‫آللهتك وتعسا لك ‪ .‬هللا أكبر والعزة لإلسالم ) ‪ .‬إنها قوة اإليمان تش ُّع في‬
‫سر‬ ‫النفوس فال تعود ُ تخشى شيئا وال تعود يرهبها شيء‪َّ ،‬‬
‫لكن أبا جهل ال يفه ُم َّ‬
‫هذا التحدي البطولي من مخلوق يحسبه ضعيفا ال يدانيه‪ ،‬فيأخذُ حربة ويطعنها‬
‫فتفيض روحها الطاهرة إلى بارئها شاكية ظلم اإلنسان ألخيه‬ ‫ُ‬ ‫اللعين في قلبها‬
‫اإلنسان ولتس ّجل اسمها خالدا في صحيفة الجهاد اإلسالمي بوصفها ّأول شهيدةٍ‬
‫في اإلسالم‬
‫‪ -‬ثاني شهيد في االسالم ‪:‬‬
‫عدو هللا وياعدّو‬
‫ويغضب ياسر لمقتل زوجته س ّمية ويصرخ قائال ‪ :‬يا َّ‬
‫اإلسالم‪َ ،‬من يغفر لك في ذلك اليوم الذي ال تنفع فيه شفاعة الشافعين؟ ويهتف‬
‫عمار هنيئا أل ّمي سبقتنا بالفوز بنعيم هللا‪.‬‬
‫ويشتُّد العذاب ويشتُّد الثبات ‪ ،‬ويشتد غضب أبي جهل وتثور نفسه على هؤالء‬
‫الذين يفضّلون الموت على حياة يفقدون معها عقيدتهم الحقّة ولو أنهم ذكروا‬
‫محمدا ودينه بسوء ‪ ،‬لما أصابهم العذاب وال األذى‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫وتخيب ك ّل محاوالت أبي جهل في ثني هؤالء الصابرين عن عقيدتهم‪،‬‬ ‫ُ‬


‫ثاني شهي ٍد في‬
‫فيضربّ بطنَ ياسر بأقدامه ‪ ،‬فتصعدُ روحه إلى بارئها ليصبح َ‬
‫اإلسالم ‪ ،‬وليكتب اس ُمه في سجل الخالدين من الصديقين والشهداء بعد ْ‬
‫أن قدّم‬
‫فإن قيمة اإلنسان‬‫مع أهله أروع األمثلة على الثبات والتضحية من أج ِل الدين ‪ّ ،‬‬
‫س َب َّن الَّذِينَ قُتِلُوا فِي َ‬
‫سبِي ِل َّ‬
‫َّللاِ‬ ‫تهون اذا هانت عليه دعوة هللا ‪ ،‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َال ت َ ْح َ‬
‫أ َ ْم َواتا ۚ َب ْل أ َ ْح َيا ٌء ِعندَ َر ِبّ ِه ْم يُ ْرزَ قُونَ (‪ )169‬ال عمران‬
‫المناقشة‪:‬‬
‫‪َ -۱‬من أو ُل شهي ٍد في اإلسالم ؟‬
‫سمية بنت خياط‬
‫اذكر مثاال على الثبات والتضحية في سبيل هللا ‪.‬‬
‫‪ْ -۲‬‬
‫انطلق المشركون يمارسون صنوف التعذيب مع آل ياسر ‪ ،‬اذ استعمل‬
‫المشركون النار والحديد ‪ ،‬والسياط التي كانت تلهب أجسامهم‪ ،‬والحجارة‬
‫ع الحديد‪ ،‬ثم ألقوهم في‬
‫الحمراء الملتهبة فوق صدورهم ‪ ،‬وألبسهم الكفار أدر َ‬
‫الشمس حتى بلغ منهم الجهد ك َّل مبلغ ؛ لكنهم ظلّوا ثابتين متحملين العذاب‬

‫‪ -۳‬اذكْر آيةا ِم َن القرآن الكريم تظهر مكانة الشهداء عند هللا ‪.‬‬
‫َّللاِ أ َ ْم َواتا ۚ َب ْل أ َ ْح َيا ٌء ِعندَ َر ِبّ ِه ْم‬ ‫سبَ َّن الَّذِينَ قُتِلُوا فِي َ‬
‫س ِبي ِل َّ‬ ‫قال تعالى ‪َ ( :‬و َال ت َ ْح َ‬
‫يُ ْرزَ قُونَ (‪ )169‬ال عمران‬
‫قريش الدعوة اإلسالمية ؟‬ ‫ُ‬ ‫كيف حاربت‬ ‫‪َ -٤‬‬
‫وصلت أخبار إسالم ياسر إلى أبي جهل (عمرو بن هشام) ‪ ،‬المعروف‬
‫ْ‬
‫فثارت ثائرته ‪ ،‬وطغت عليه جهالته واشتد عليه حنقه‬ ‫بعدائه الشديد للنبي ودينه‬
‫وحقده ‪ ،‬فجمع فتية من عبيده واتجه إلى دار ياسر فاشعل النيران فيها‪ .‬وقبض‬
‫على ياسر وسميّة وابنهما ع ّمار‬

‫الدرس السادس‪ :‬السخرية واللمز والتنابز باأللقاب‬

‫‪8‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫أنزل هللا تعالى علينا كتابه الكريم يدعونا فيه إلى الخير الذي ينفعنا في‬
‫يضرنا اآلن وغدا‪.‬‬‫ّ‬ ‫العاجل واآلجل ‪ ،‬وينهانا عن الشر الذي‬
‫ي ينبغي أن يكون حريصا‬ ‫يحرص على السالمة ‪،‬ويُريد التقدّم والرق ّ‬
‫ُ‬ ‫وك ّل مجتمع‬
‫على التآخي والتعاون بعيدا عن ك ّل ما يؤثر سلبا في المجتمع ‪.‬‬
‫ي مجتمع ‪ ،‬شيوعُ جملة من األخالق القبيحة الخبيثة التي‬ ‫ومما يؤث ّ ُر سلبا في أ ّ‬
‫تبتعد عنها النفوس السليمة واألذواق المستقيمة ‪.‬‬
‫ومن أشد هذه االخالق قبحا وسوءا ‪ ،‬السخرية واإلستهزاء باآلخرين التي تكاد‬
‫أن تكون بمستوى المرض الخطير الذي يثير األحقاد ‪ ،‬ويدعو لألحقاد والعداوة‬
‫والبغضاء ‪ ،‬ويُو ِه ُن بناء المجتمع القوي المتماسك‬
‫السخرية ‪:‬‬
‫هي االنتقاص واإلستهانة باآلخرين وتحقيرهم ‪،‬والتنبيه على عيوبهم‬
‫ونقائصهم على وجه يُضحكُ منه ‪ ،‬وقد يكون ذلك بالمحاكاة في القول أو‬
‫الفعل‪ ،‬وقد يكون باإلشارة واإليماء ‪ ،‬وهي ظل ٌم قبي ٌح من اإلنسان ألخيه اإلنسان‬
‫وعدوان على كرامته ‪.‬‬
‫ف يرمي صاحبها الساخر إلى اإليذاء والتحقير والتنبيه‬ ‫س ٌ‬
‫تصرف متع ّ‬
‫ٌ‬ ‫والسخرية‬
‫ان يحبّ ألخيه مايحبّ لنفسه وأن يكره له ما‬‫على العيوب وأن على المسلم ّ‬
‫أن يعامله اآلخرون ‪.‬‬‫يكره لنفسه وأن يعامله بمثل ما يحبُّ ْ‬
‫ب فقد يكون العداوة ‪ ،‬أو الت ّكبر على اآلخرين‪،‬أو‬ ‫وللسخرية أكثر من سب ٍ‬
‫التسلية غير المؤدبة ‪ ،‬أو الرغبة في تحطيم مكان ِة شخص ما ‪.‬‬
‫ان من يسخر‬‫وعلى من يمارس هذه العادة المستهجنة أن يضع في حسابه ّ‬
‫ويشكره على كمال خلقته وعدم النقص‬‫َ‬ ‫منه لنقص في خ َْلق ِه هكذا ‪ ،‬أن يحمدَ هللا‬
‫في جسده ‪ ،‬أو عقله ‪ ،‬إذ قد يُصاب هو‪ -‬في يوم من األيام‪ -‬بنقص في شيءٍ‬
‫متعلّق بجسده ‪ ،‬أو أهله ‪،‬أو ماله فهل يقبل بسخرية اآلخرين منه وليعلم اإلنسان‬
‫ُ‬
‫أحسن منه خلقة ومكانة‬ ‫انه مهما بلغ من كمال الخلقة والمكانة فهناك من هو‬
‫وأفض ُل منه وأغنى منه ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫نحن المسلمون عن‬ ‫والسخرية بالناس من سمات الكفّار والمنافقين ‪ .‬وقد نُهيِنا ‪ُ ،‬‬
‫ط ّ ِو ِعينَ ِمنَ ْال ُمؤْ ِم ِنينَ ِفي‬ ‫شبه بهم ‪ ،‬قال سبحانه وتعالى ‪( :‬الَّذِينَ َي ْل ِم ُزونَ ْال ُم َّ‬ ‫الت ّ‬
‫اب‬ ‫َّللاُ ِم ْن ُه ْم َولَ ُه ْم َ‬
‫عذ َ ٌ‬ ‫ت َوالَّذِينَ َال يَ ِجدُونَ ِإ َّال ُج ْهدَ ُه ْم فَ َي ْسخ َُرونَ ِم ْن ُه ْم ۙ َ‬
‫س ِخ َر َّ‬ ‫صدَقَا ِ‬
‫ال َّ‬
‫أ َ ِلي ٌم ) ( التوبة ‪) 79 :‬‬
‫ذنب عظيم مناف للدين والمروءة‬ ‫ومما تقّدم يتبي ُّن لنا أ ّن السخرية بالناس ٌ‬
‫واألخالق ‪ ،‬فضال عن ّ‬
‫ان عاقبتها وخيمة في الدنيا واآلخرة‪ ،‬فقد يُبتلى الساخر‬
‫عذاب هللا القائل ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ينتظره‬
‫ُ‬ ‫في الدنيا بمث ِل ما سخر به ‪ ،‬وفي اآلخرة‬
‫( ِإ َّن الَّذِينَ أ َ ْج َر ُموا َكانُوا ِمنَ الَّذِينَ آ َمنُوا َي ْ‬
‫ض َح ُكونَ )‪َ (29‬و ِإذَا َم ُّروا ِب ِه ْم َيتَغَا َم ُزونَ‬
‫)‪َ (30‬و ِإذَا ا ْنقَلَبُوا ِإلَى أ َ ْه ِل ِه ُم ا ْنقَلَبُوا فَ ِك ِهينَ )‪ )(31‬المطففين‬
‫ي آخر يُحذّر هللا من االستهزاء والسخرية بالضعفاء والمساكين‬ ‫نص قرآن ّ‬
‫وفي ّ‬
‫ويقرب من الشيطان‬
‫ُ‬ ‫واإلستهانة بهم وإذاللهم إذ ّ‬
‫إن ذلك كله يُ ِبعدُ عن هللا‬
‫وحزبه‪ ،‬وصدق هللا العظيم القائل ‪:‬‬
‫س ْخ ِريًّا َحت َّ َٰى أ َ ْن َ‬
‫س ْو ُك ْم ِذك ِْري َو ُك ْنت ُ ْم ِم ْن ُه ْم ت َ ْ‬
‫ض َحك َ‬
‫ُون)‬ ‫(فَات َّ َخ ْذت ُ ُمو ُه ْم ِ‬
‫( المؤمنون ‪)110:‬‬
‫لماذا إذن ينبغي أالّ يتجرأ أحدٌ على االستهزاء بمن يرى من الناس إذا كان ّ‬
‫رث‬
‫أخلص ضميرا‬
‫ُ‬ ‫ق في محادثته ‪ ،‬فلعلّه‬
‫الحال ‪ ،‬أو عاه ٍة في بدنه ‪ ،‬او غير لب ٍ‬
‫وانقى قلبا من آخرين فيظلم نفسه بتحقير َمن وقّره هللا واالستهزاء بمن ّ‬
‫عظمه‬
‫هللا‪.‬‬
‫وثمة صفة ذميمة أخرى تدعى ( اللّمز) وهو اآلذى بالقول ولو كان اشارة‬
‫ق‬
‫مرض أو إتهامه بخل ٍ‬‫ٍ‬ ‫باسم يد ُل على عاه ٍة فيه أو‬
‫صغيرة ‪ ،‬كتسمية الشخص ٍ‬
‫سيء ‪.‬‬
‫حق ويتحقق هذا العدوان عندما يعيب‬ ‫والّلمز هو عدوان على اآلخرين بغير ّ‬
‫طعن‬
‫ٍ‬ ‫ي ٍ هو أشدُّ من‬
‫اإلنسان أخاه في وجهه بكالم ولو بالخفاء ‪ ،‬ورب لمز خف ّ‬
‫صريح وأعمق جرحا في النفس مما يؤدي إلى تنامي الحقد والضغينة وقطع‬
‫األخوة وهو بهذا عدوان على غيرنا ‪ ،‬قال هللا تعالى‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أواصر‬

‫‪8‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫سى أ َ ْن يَكُونُوا َخ ْي ارا‬ ‫ع َ‬ ‫س َخ ْر قَو ٌم ِم ْن قَ ْو ٍم َ‬ ‫ِين آ َمنُوا ال يَ ْ‬ ‫قال هللا تعالى‪ ﴿ :‬يَا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫س ُك ْم َوال‬‫سى أ َ ْن َيك َُّن َخ ْي ارا ِم ْن ُه َّن َو َال ت َ ْل ِم ُزوا أ َ ْنفُ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ساءٍ َ‬ ‫سا ٌء ِم ْن نِ َ‬ ‫ِم ْن ُه ْم َوال ِن َ‬
‫ان َو َم ْن لَ ْم َيت ُ ْب فَأُولَ ِئكَ ُه ُم‬ ‫ق َب ْع َد اإلي َم ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫س ُم ا ْلفُ ُ‬‫س اال ْ‬ ‫ب ِبئْ َ‬ ‫تَنَا َب ُزوا ِباأل ْلقَا ِ‬
‫ون ﴾‬ ‫ظا ِل ُم َ‬‫ال َّ‬

‫أن أخاك‬‫أي‪ :‬ال تلمزوا أخوانكم ‪ ،‬ولكنه سبحانه عّبربـ (أنفسكم ) تنبيها على ّ‬
‫ِك‪ ،‬وتكرهُ له ما تكره‬ ‫في الدين هو بمنزلة نفسك فينبغي ْ‬
‫أن تحبَّ له ما تحبُّ لنفس َ‬
‫لنفسك وتعامله بمثل ما تحبّ ان يُعاملك به‪.‬‬
‫أ ّما التنابز باأللقاب فهو أمر نهى هللا تعالى المؤمنين عنه‪ ،‬واللقب هو االسم‬
‫بذم أو بمدحٍ يُذكر تارة للتعريف وتارة للتنقص‪.‬فإذا كان للتنقص فال‬ ‫الذي يُش ِع ُر ٍ‬
‫اسم أو‬‫يجوز أن يُذكر به ‪ ،‬لذلك اليسمح بأن يدعو المر ُء صاحبهَ بما يكر ُهه ِمن ٍ‬
‫األلقاب فيها ذ ُّم‬
‫َ‬ ‫ألن التنابزَ باأللقاب ِمنَ الم ّحرمات ومن الظلم ؛ ّ‬
‫ألن تلك‬ ‫صف ٍة َّ‬
‫وصف به‬
‫َ‬ ‫يرغب اإلنسان ْ‬
‫أن يُ‬ ‫ُ‬ ‫تحقير أو شي ٌء مما ال‬
‫ٌ‬ ‫او استهزاء أو‬
‫كرمه هللا وأكرم غيره من الناس بلسان ناطق أن‬ ‫فعلى المسلم الذي َّ‬
‫يجعله ال ينطق إال بالجميل والحسن من الكالم ‪ ،‬فال يسخر وال يلمز‬
‫حق أخيه المسلم عليه أن يستر‬‫أن من ّ‬ ‫وال يتنابز وليعرف ك ّل مسلم ّ‬
‫أن يكون ناصحا‬ ‫وإن كانت نقيصه فيجب عليه ْ‬ ‫عيوبه وال يفضحها ْ‬
‫بالسر ال فاضحا بالعلن وال ناشرا للعيوب ال بصريحِ الكالم وال برمزه ودالالته‬
‫س ِل َم المسلمون من لسانه ويده)‬
‫المغلفة ‪ .‬قال صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬المسلم من َ‬
‫تضمنت اآلية الكريمة النهي عن ثالثة أمور وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬النهي عن السخرية‪.‬‬
‫‪ -2‬النهي عن سب الغير‪.‬‬
‫‪ -3‬النهي عن التنابز باأللقاب‪.‬‬
‫الفرق بين السخرية واالستهزاء‪:‬‬
‫إن بين السخرية واالستهزاء فرقا من جهتين ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫األولى السخرية تكون بالفعل وبالقول‪،‬واالستهزاء ال يكون إال بالقول‪.‬‬


‫الثانية أن السخرية يسبقها عمل من أجله يسخر بصاحبه أما األستهزاء فال يسبقه‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬فاالستهزاء يكون بالقول المصحوب بسوء النية‪ ،‬وهو إظهار الجد وإخفاء‬
‫الهزل فيه‪.‬‬
‫المناقشة‪:‬‬

‫يرتقي المجتمع إذا ابتعد أفراده عن أخالق ذميمة عددها ؟‬ ‫‪‬‬


‫السخرية واللمز و التنابز‬
‫عرف السخرية‪ ،‬وما أثرها على المجتمع؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬السخرية هي اإلنتقاص واإلستهانة باآلخرين والتنبيه على عيوبهم‬
‫ونقائصهم على وجه يضحك منه اآلخرين وهي بمستوى المرض الخطير‬
‫الذي يثير األحقاد ويدعو للعداوة والبغضاء ويوهن بناء المجتمع المتماسك‬
‫القوي‪.‬‬
‫الذين يسخرون بالمؤمنين يسخر هللا منهم‪ ،‬إستشهد بآية قرآنية؟‬ ‫‪‬‬
‫ت َوالَّذِينَ َال‬ ‫ط ّ ِو ِعينَ ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ فِي ال َّ‬
‫صدَقَا ِ‬ ‫‪ ‬قال تعالى‪ :‬الَّذِينَ يَ ْل ِم ُزونَ ْال ُم َّ‬
‫اب أ َ ِلي ٌم ‪.‬‬
‫عذ َ ٌ‬ ‫َّللاُ ِم ْن ُه ْم َولَ ُه ْم َ‬ ‫َي ِجدُونَ ِإ َّال ُج ْهدَ ُه ْم فَيَ ْسخ َُرونَ ِم ْن ُه ْم ۙ َ‬
‫س ِخ َر َّ‬
‫ما هو اللمز؟ وما أثره في المجتمع؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬اللمز هو الذي يكسر عينه على جليسه‪ ،‬ويشير بعينِه ورأسه وبحاجبَيه‬
‫(سخرية به) يؤدي الى تنامي الحقد والضغينة وقطع اواصر االخوة‪.‬‬

‫الوحدة الرابعة‪:‬‬
‫الدرس األول‪ :‬سورة المطففين‬

‫‪8‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ايات الحفظ ( ‪)12 – 1‬‬


‫الر ِح ِيم‬
‫الر ْح َم ِن َّ‬ ‫ِب ْس ِم َّ‬
‫َّللاِ َّ‬
‫اس يَ ْست َ ْوفُونَ )‪َ (2‬و ِإذَا َكالُو ُه ْم أ َ ْو‬ ‫ط ِفّ ِفينَ )‪(1‬الَّذِينَ ِإذَا ا ْكتَالُوا َعلَى النَّ ِ‬ ‫َو ْي ٌل ِل ْل ُم َ‬
‫ظ ُّن أُولَئِ َك أَنَّ ُه ْم َم ْبعُوثُونَ )‪ِ (4‬ليَ ْو ٍم َع ِظ ٍيم )‪(5‬يَ ْو َم يَقُو ُم‬ ‫َوزَ نُو ُه ْم يُ ْخس ُِرونَ )‪(3‬أ َ َال يَ ُ‬
‫اك َما ِس ِ ّجي ٌن‬ ‫ين )‪َ (7‬و َما أ َ ْد َر َ‬ ‫ار لَ ِفي ِس ِ ّج ٍ‬ ‫اب ْالفُ َّج ِ‬‫ب ْالعَالَ ِمينَ )‪َ (6‬ك َّال إِ َّن ِكت َ َ‬ ‫اس ِل َر ّ ِ‬ ‫النَّ ُ‬
‫ّين )‪(11‬‬ ‫اب َم ْرقُو ٌم )‪َ (9‬و ْي ٌل يَ ْو َمئِ ٍذ ِل ْل ُم َك ِذّبِينَ )‪(10‬الَّذِينَ يُ َك ِذّبُونَ بِيَ ْو ِم ال ِد ِ‬ ‫)‪ِ (8‬كت َ ٌ‬
‫ير ْاأل َ َّو ِلينَ )‪(13‬‬ ‫اط ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ب بِ ِه إِ َّال ُك ُّل ُم ْعت َ ٍد أَثِ ٍيم )‪(12‬إِذَا تُتْلَى َعلَ ْي ِه آيَاتُنَا قَا َل أ َ َ‬ ‫َو َما يُ َك ِذّ ُ‬
‫َك َّال بَ ْل َرانَ َعلَى قُلُوبِ ِه ْم َما َكانُوا يَ ْك ِسبُونَ )‪َ (14‬ك َّال إِنَّ ُه ْم َع ْن َربِّ ِه ْم يَ ْو َمئِ ٍذ‬
‫صالُو ْال َج ِح ِيم )‪(16‬ث ُ َّم يُقَا ُل َهذَا الَّذِي ُك ْنت ُ ْم بِ ِه ت ُ َك ِذّبُونَ‬ ‫لَ َم ْح ُجوبُونَ )‪(15‬ث ُ َّم إِنَّ ُه ْم لَ َ‬
‫اك َما ِع ِلّيُّونَ )‪ِ (19‬كت َ ٌ‬
‫اب‬ ‫اب ْاألَب َْر ِار لَ ِفي ِع ِلّ ِيّينَ )‪َ (18‬و َما أ َ ْد َر َ‬ ‫)‪َ (17‬ك َّال ِإ َّن ِكت َ َ‬
‫علَى ْاأل َ َرا ِئ ِك‬ ‫ار لَ ِفي نَ ِع ٍيم )‪َ (22‬‬ ‫َم ْرقُو ٌم )‪(20‬يَ ْش َهدُهُ ْال ُمقَ َّربُونَ )‪ِ (21‬إ َّن ْاألَب َْر َ‬
‫ق َم ْخت ُ ٍ‬
‫وم‬ ‫ف ِفي ُو ُجو ِه ِه ْم نَض َْرة َ النَّ ِع ِيم )‪(24‬يُ ْسقَ ْونَ ِم ْن َر ِحي ٍ‬ ‫ظ ُرونَ )‪(23‬ت َ ْع ِر ُ‬ ‫َي ْن ُ‬
‫سونَ )‪َ (26‬و ِمزَ ا ُجهُ ِم ْن ت َ ْس ِن ٍيم )‪(27‬‬ ‫)‪ِ (25‬ختَا ُمهُ ِم ْس ٌك َوفِي ذَ ِل َك فَ ْل َيتَنَافَ ِس ْال ُمتَنَافِ ُ‬
‫ض َح ُكونَ‬ ‫ب ِب َها ْال ُمقَ َّربُونَ )‪ِ (28‬إ َّن الَّذِينَ أ َ ْج َر ُموا َكانُوا ِمنَ الَّذِينَ آ َمنُوا َي ْ‬ ‫َعيْنا يَ ْش َر ُ‬
‫)‪َ (29‬و ِإذَا َم ُّروا ِب ِه ْم يَتَغَا َم ُزونَ )‪َ (30‬و ِإذَا ا ْنقَلَبُوا ِإلَى أ َ ْه ِل ِه ُم ا ْنقَلَبُوا فَ ِك ِهينَ )‪(31‬‬
‫ضالُّونَ )‪َ (32‬و َما أ ُ ْر ِسلُوا َعلَ ْي ِه ْم َحافِ ِظينَ )‪(33‬فَ ْال َي ْو َم‬ ‫َو ِإذَا َرأ َ ْوهُ ْم قَالُوا ِإ َّن َهؤ َُال ِء لَ َ‬
‫ب‬‫ظ ُرونَ )‪(35‬ه َْل ث ُ ّ ِو َ‬ ‫ض َح ُكونَ )‪َ (34‬علَى ْاأل َ َرائِ ِك َي ْن ُ‬ ‫ار َي ْ‬ ‫الَّذِينَ آ َمنُوا ِمنَ ْال ُكفَّ ِ‬
‫ار َما َكانُوا َي ْف َعلُونَ )‪(36‬‬ ‫ْال ُكفَّ ُ‬

‫شرح المفردات الصعبة ‪:‬‬

‫هال ٌك و َع ٌ‬
‫ذاب‬ ‫وي ٌل‬

‫الناس حقوقهم بالمكيا ِل و‬


‫َ‬ ‫الذين يبخسونَ‬ ‫المطففون‬
‫الميزان‬

‫‪8‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫اشتروا بالكي ِل ‪.‬‬ ‫اكتالوا‬


‫يأخذون أكثر من حقهم‪.‬‬ ‫يستوفون‬

‫باعوا غيرهم بالكيل‪.‬‬ ‫كالوهم‬

‫ينقصونَ المكيا َل والميزان‬ ‫يخسرون‬

‫أعمالهم ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫صحيفة‬ ‫كتاب الفجار‬
‫َ‬

‫في مكان سحيق وضيق‪ .‬وسجين مشتق‬ ‫ين‬


‫س ِ ّج ٍ‬
‫من السجن‬

‫متجاوز الحدِّ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫فاجر‬
‫ٍ‬ ‫معت ٍد‬

‫اإلثم‪..‬‬
‫كثير ِ‬‫ِ‬ ‫أَ ٍ‬
‫ثيم‬

‫أَع َ‬
‫ْمى قلوبهم‪.‬‬ ‫َرانَ على قلوبهم‬

‫صحيفَةَ أ ْع َما ِله ْم‪.‬‬ ‫اب األ َ ِ‬


‫برار‬ ‫ِكت َ َ‬

‫األ ِس َّرةِ‪.‬‬ ‫األ َ َر ِ‬


‫ائك‬

‫مسطور‪ ،‬مكتوب اليزيد فيه أحد وال‬ ‫كتاب مرقوم‬


‫ٌ‬
‫ينقص منه أحد‬

‫منغمس في اآلثام مكثر منها ‪.‬‬ ‫أثيم‬

‫ما ّ‬
‫سطره األولون ِمن القصص‬ ‫األولين‬
‫أساطير ّ‬
‫ُ‬
‫واألخبار‪.‬‬

‫في موضعٍ يسمى عليين في أعلى الجنة‪.‬‬ ‫في عليين‬

‫المقربون من أهل السماء ‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ضره‬
‫يح ُ‬ ‫يشهده المقربون‬

‫‪9‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫لفي جنات النعيم‪.‬‬ ‫لفي نعيم‬

‫ما آتا ُهم ربُّهم من صنوف النعيم‪.‬‬ ‫ينظرون‬

‫حسنه وبريقه وتأللؤه‪.‬‬ ‫تعرف في وجوههم نظرة النعيم‬

‫شراب خالص‪.‬‬ ‫ق‬


‫رحي ٍ‬

‫الم ْس ِك‪.‬‬
‫آخر شربها يفوح برائحة ِ‬ ‫ختامه ِم ْسك‬

‫عين في الجنة‬ ‫ت َ ْسنيم‬

‫تعريف السورة‪ :‬سورة المطففين مكية عدد آياتها ‪ 36‬تقع في الربع الرابع من‬
‫المصحف الشريف (في جزء عم ) بين سورتي االنفطار و االنشقاق‪.‬‬
‫المعنى العام للسورة‪:‬‬
‫ون )‪َ (2‬و ِإذَا‬ ‫ست َ ْوفُ َ‬ ‫علَى النَّ ِ‬
‫اس يَ ْ‬ ‫ِين ِإذَا ا ْكتَالُوا َ‬
‫ين )‪(1‬الَّذ َ‬ ‫قال تعالى ‪َ :‬و ْي ٌل ِل ْل ُم َ‬
‫ط ِف ِف َ‬
‫ون )‪ِ (4‬ليَ ْو ٍم ع َِظ ٍيم‬ ‫ظ ُّن أُولَئِكَ أَنَّ ُه ْم َم ْبعُوث ُ َ‬
‫ون )‪(3‬أ َ َال يَ ُ‬ ‫كَالُو ُه ْم أ َ ْو َو َزنُو ُه ْم يُ ْخس ُِر َ‬
‫ين )‪(6‬‬ ‫ب ا ْل َعالَ ِم َ‬ ‫)‪(5‬يَ ْو َم يَقُو ُم النَّ ُ‬
‫اس ِل َر ِ‬
‫والعذاب الشديدين الذين يبخسون المكيال والميزان‬
‫َ‬ ‫يتوعّد هللا تعالى بالهالك‬
‫وينقصون فيه ‪ ،‬الذين إذا اشتروا من الناس مايوزن ‪ ،‬يوفون ألنفسهم كامل‬
‫الوزن ‪ ،‬وإذا باعوا الناس موزونا ‪ ،‬يُ ْنقصون في المكيال والميزان ويبخسون‬
‫أن هللا تعالى باعثهم ومحاسبهم على‬‫الناس أشياءهم ‪ .‬أال يعتقد أولئك المطففون َّ‬
‫أعمالهم في يوم عظيم الهول؟ يوم يقوم الناس بعد موتهم بين يدي هللا‪ ،‬فيحاسبهم‬
‫على القليل والكثير‪ ،‬وهم فيه خاضعون هلل ربّ العالمين فما بالك بمن يبيع‬
‫بضاعة مغشوشة أو تالفة أومنتهية الصالحية إنّهم سيالقون مصير المطففين‬
‫ذاته‪.‬‬
‫اب َم ْرقُو ٌم )‪(9‬‬ ‫ين )‪َ (7‬و َما أَد َْراكَ َما ِ‬
‫س ِجي ٌن )‪ِ (8‬كت َ ٌ‬ ‫اب ا ْلفُ َّج ِار لَ ِفي ِ‬
‫س ِج ٍ‬ ‫ك ََّال إِ َّن ِكت َ َ‬

‫‪9‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ٌ‬
‫سجن‬ ‫حقّا ّ‬
‫إن مصير الفُ َّجار ومأواهم لفي ضيق ‪ ،‬وما أدراك ما هذا الضيق؟ إنّه‬
‫مقيم وعذاب أليم‪ ،‬وهذا مصير مكتوب مفروغ منه‪ ،‬ال يزاد فيه وال يُنقص‬
‫ب ِب ِه إِ َّال ُك ُّل‬
‫ين )‪َ (11‬و َما يُ َك ِذ ُ‬ ‫ون ِبيَ ْو ِم ال ِد ِ‬ ‫ين )‪(10‬الَّذ َ‬
‫ِين يُ َك ِذبُ َ‬ ‫َو ْي ٌل يَ ْو َمئِ ٍذ ِل ْل ُم َك ِذ ِب َ‬
‫علَى‬ ‫ين )‪(13‬ك ََّال بَ ْل َر َ‬
‫ان َ‬ ‫ير ْاأل َ َّو ِل َ‬ ‫اط ُ‬ ‫علَ ْي ِه آيَاتُنَا قَا َل أ َ َ‬
‫س ِ‬ ‫ُم ْعت َ ٍد أَثِ ٍيم )‪(12‬إِذَا تُتْلَى َ‬
‫ون )‪(15‬ث ُ َّم‬ ‫ون )‪(14‬ك ََّال إِنَّ ُه ْم ع َْن َر ِب ِه ْم يَ ْو َمئِ ٍذ لَ َم ْح ُجوبُ َ‬ ‫سبُ َ‬ ‫قُلُو ِب ِه ْم َما كَانُوا يَ ْك ِ‬
‫ون )‪(17‬‬ ‫صالُو ا ْل َج ِح ِيم )‪(16‬ث ُ َّم يُقَا ُل َهذَا الَّذِي ُك ْنت ُ ْم ِب ِه ت ُ َك ِذبُ َ‬ ‫إِنَّ ُه ْم لَ َ‬
‫ثم توعد هللا المكذبين الذين يكذّبون بوقوع يوم الجزاء ‪ ،‬بالعذاب الشديد‪ ،‬وما‬
‫يكذب به إال ك ّل ظالم كثير اإلثم‪ ،‬إذا تتلى عليه آيات القرآن قال‪ :‬هذه قصص‬
‫األولين ‪ .‬فلهم الويل على تكذيبهم ‪ ،‬إنه هو كالم هللا تعالى ووحيه‬
‫وأكاذيب ّ‬
‫إلى نبيه‪ ،‬وإنما غشيت قلوبهم كثرة ما يرتكبون من الذنوب فلم يصدقوا ‪.‬‬
‫وليس األمر كما زعم الكفار‪ ،‬بل إنهم يوم القيامة عن رؤية ربّهم‪ -‬ج ّل وعال‪-‬‬
‫حرها‪ ،‬ثم يقال لهم‪ :‬هذا الجزاء الذي‬
‫لمحجوبون‪ ،‬ثم إنهم لداخلو النار يقاسون ّ‬
‫كنتم به تكذبون‪.‬‬
‫اب َم ْرقُو ٌم‬ ‫ين )‪َ (18‬و َما أَد َْراكَ َما ِع ِليُّ َ‬
‫ون )‪ِ (19‬كت َ ٌ‬ ‫اب ْاأل َ ْب َر ِار لَ ِفي ِع ِل ِي َ‬
‫ك ََّال ِإ َّن ِكت َ َ‬
‫ون )‪(21‬‬ ‫ش َه ُد ُه ا ْل ُمقَ َّربُ َ‬
‫)‪َ (20‬ي ْ‬
‫بر ربّه بطاعته في أداء فرائضه ‪،‬‬‫بار‪ ،‬وهو المؤمن الذي ّ‬ ‫األبرار ‪ :‬جمع ّ‬
‫واجتناب نواهيه ‪ ،‬وكان صادقا في ذلك ‪ .‬إن كتاب أعمال هؤالء األبرار في‬
‫عليين َو َما أ َ ْد َر َ‬
‫اك يا رسولنا َما عليُّونَ ؟ انّه موض ٌع في أعلى الجنان‪.‬‬
‫إن كتاب األبرار ‪-‬وهم المتّقون‪ -‬لفي المراتب العالية في الجنة‪ .‬وما أدراك ‪ -‬ما‬ ‫ّ‬
‫هذه المراتب العالية ؟ مصير األبرار ونعيمه مكتوب مفروغ منه‪ ،‬ال يزاد فيه‬
‫ط ِلع عليه المقربّون من مالئكة ك ّل سماء‬ ‫وال يُنقص‪َ ،‬ي َّ‬
‫ض َرةَ‬
‫ف فِي ُو ُجو ِه ِه ْم نَ ْ‬ ‫ون )‪(23‬ت َ ْع ِر ُ‬ ‫ظ ُر َ‬‫علَى ْاأل َ َرائِ ِك يَ ْن ُ‬ ‫ا َّن ْاأل َ ْب َر َ‬
‫ار لَ ِفي نَ ِع ٍيم )‪َ (22‬‬
‫سكٌ َوفِي ذَ ِلكَ فَ ْليَتَنَافَ ِس‬ ‫وم )‪ِ (25‬ختَا ُمهُ ِم ْ‬ ‫يق َم ْخت ُ ٍ‬‫سقَ ْو َن ِم ْن َر ِح ٍ‬‫النَّ ِع ِيم )‪(24‬يُ ْ‬
‫ون )‪(28‬‬ ‫ب ِب َها ا ْل ُمقَ َّربُ َ‬ ‫ع ْيناا يَش َْر ُ‬
‫سنِ ٍيم )‪َ (27‬‬ ‫ون )‪َ (26‬و ِم َزا ُجهُ ِم ْن ت َ ْ‬‫س َ‬ ‫ا ْل ُمتَنَافِ ُ‬
‫األسرة ينظرون إلى ربهم‬
‫َّ‬ ‫ّ‬
‫إن أه َل الصدق والطاعة لفي الجنة يتنعمون‪ ،‬على‬
‫وإلى ما أعدَّ لهم من خيرات‪ ،‬ترى في وجوههم بهجة النعيم‪ ،‬يُ ْسقَون من ٍ‬
‫خمر‬

‫‪9‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫صافية محكم إناؤهـــــا‪ ،‬آخره رائحة مسك‪ ،‬وفي ذلك النعيم المقيم فليتسابق‬
‫المتسابقون‪ .‬وهذا الشراب مزاجه وخلطه من عين في الجنة ت ُ ْع َرف لعلوها بـ‬
‫المقربون‪ ،‬ويتلذذوا بها‬
‫ّ‬ ‫«تسنيم»‪ ،‬عين أعدّت ‪ ،‬ليشرب منها‬
‫ُون )‪َ (29‬وإِذَا َم ُّروا بِ ِه ْم يَتَغَا َم ُز َ‬
‫ون‬ ‫ض َحك َ‬ ‫ِين آ َمنُوا يَ ْ‬‫ِين أ َ ْج َر ُموا كَانُوا ِم َن الَّذ َ‬ ‫ا َّن الَّذ َ‬
‫ين )‪َ (31‬وإِذَا َرأ َ ْو ُه ْم قَالُوا إِ َّن َهؤ َُال ِء‬ ‫)‪َ (30‬وإِذَا ا ْنقَلَبُوا إِلَى أ َ ْه ِل ِه ُم ا ْنقَلَبُوا فَ ِك ِه َ‬
‫ين )‪(33‬فَا ْليَ ْو َم الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُوا ِم َن ا ْل ُكفَّ ِار‬ ‫علَ ْي ِه ْم َحافِ ِظ َ‬
‫سلُوا َ‬ ‫ون )‪َ (32‬و َما أ ُ ْر ِ‬ ‫ضالُّ َ‬‫لَ َ‬
‫ب ا ْل ُكفَّا ُر َما كَانُوا يَ ْفعَلُ َ‬
‫ون‬ ‫ون )‪َ (35‬ه ْل ث ُ ِو َ‬ ‫ظ ُر َ‬‫علَى ْاأل َ َرائِ ِك يَ ْن ُ‬ ‫ُون )‪َ (34‬‬ ‫ض َحك َ‬ ‫يَ ْ‬
‫)‪(36‬‬
‫ا ّن الذين أجرموا كانوا في الدنيا يستهزئون بالمؤمنين‪ ،‬وإذا ّ‬
‫مروا بهم‬
‫يتغامزون سخرية بهم‪ ،‬وإذا رجع الذين أجرموا إلى أهلهم وذويهم تف ّكهوا‬
‫معهم بالسخرية من المؤمنين‪ .‬وإذا رأى هؤالء الكفار المؤمنين‪ ،‬وقد اتبعوا‬
‫الهدى قالوا ‪ّ :‬‬
‫إن هؤالء لتائهون في اتباعهم محمدا ‪ ،‬وما بُ َ‬
‫عث هؤالء‬
‫المجرمون رقباء على المؤمنين‪ .‬فيوم القيامة يسخر الذين آمنوا باهلل ورسوله‬
‫وهم على األ ِس َّرةِ الفاخرة جالسين من الكافرين ‪ .‬وينظر المؤمنون إلى ما‬
‫أعطاهم هللا من الكرامة والنعيم في الجنة‪ ،‬هل جوزي الكفّار بمثل جزاء‬
‫المؤمنين ؟ كال‪ ،‬سينالون العذاب جزاء ما كانوا يفعلونه في الدنيا من الشرور‬
‫واآلثام‬
‫أهم ما ترشد السورة‪:‬‬
‫‪ -1‬حرمةُ الغش عند الوزن والبيع وأخذ زيادة عليه ؛ أو انقاص الوزن عمدا‬
‫ولو شيئا قليال لتحقيق الربّح الحرام ‪.‬‬
‫ووجوب العمل بما يُرضي هللا ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫التذكير بالبعث والجزاء‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ظ ُم يوم القيامة ‪ ،‬يوم يقوم الناس لربّ العالمين ‪ ،‬ليحكم بينهم ويجزي كال‬ ‫‪ِ -3‬ع َ‬
‫بعمله خيرا او شرا‪.‬‬
‫كتاب الفجار من أهل النار في سجين ‪ ،‬وهو موضع أسفل األرض‬ ‫َ‬ ‫‪َّ -٤‬‬
‫إن‬
‫السابعة ‪ ،‬إلى يوم القيامة وسيالقون مصير أعمالهم السيئة‪.‬‬
‫أن لهم عذابا عظيما‪.‬‬‫عدَ هللا المكذبين به وبآياته ولقائه ّ‬
‫‪ -5‬تو ّ‬
‫التحذير من اقتراف الذنوب وعدم التوبة منها ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-٦‬‬

‫‪9‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ -7‬األشقياء يوم القيامة محجوبون عن نعيم هللا ورحمته أ ّما السعداء األتقياء‬
‫فوجوههم يومئ ٍذ نضرة إلى ربّها ناظرة‪.‬‬
‫الترغيب في العمل الصالح للحصول على نعيم الجنة والتنديد باإلجرام‬ ‫ُ‬ ‫‪-8‬‬
‫والمجرمين والدعوة إلى التنافس في أعمال الخير وما يُرضي هللا‪.‬‬
‫‪ -9‬سيالقي المشركون عقاب إيذائهم للمؤمنين ‪ ،‬وسخريتهم منهم في الدنيا‪.‬‬
‫‪ -10‬أ َ ّن المؤمنين سيتنعمون في جنان هللا ‪ ،‬وسيسخرون من المشركين‬
‫فذلك يوم الفوز العظيم ‪.‬‬
‫‪ -11‬إكرا ُم هللا ألوليائه ‪ ،‬وإهانته تعالى ألعدائه ‪.‬‬
‫المناقشة‪:‬‬

‫‪ ‬من هم المطففون وماذا أعد هللا لهم في اآلخرة؟‬


‫‪ ‬المطففون الذين يبخسون المكيال والميزان وينقصون فيه‪.‬‬
‫‪ ‬ماذا أعد هللا للمكذبين بيوم الجزاء؟ وماذا وعد األبرا؟‬
‫‪ ‬توعد هللا المكذبين بوقوع يوم الجزاء‪ ،‬بالعذاب الشديد‪.‬‬
‫‪ ‬ماذا يقصد بالتسنيم؟ ومن هم واردوه في الجنة؟‬
‫‪ ‬عين في الجنة تعرف لعلوها بالتسنيم‪.‬‬
‫‪ ‬من الذين تكون وجوههم إلى ربها ناظرة؟‬
‫‪ ‬هم أهل الصدق والطاعة وهم المؤمنون في الجنة‪.‬‬
‫‪ ‬ما جزاء الكفار؟ وهل يجزون بمثل جزاء المؤمنين؟‬
‫‪ ‬سينالون العذاب بما كانوا يفعلونه في الدنيا من الشرور واآلثام‬
‫‪ ‬ضع عالمة صح أمام العبارة الصحيحة‪ ،‬وعالمة خطأ أمام العبارة غير‬
‫الصحيحة وصحح الخطأ إن وجد‪:‬‬
‫‪ -1‬أحل هللا للمطففين بأخذ زيادة قليلة‪ .‬خطأ‬
‫حذر هللا من ذلك ووعد بالعذاب الشديد‪.‬‬
‫‪ -2‬كتاب أهل النار في سجين‪ ،‬وهو موضع في األعلى‪ .‬خطأ‬
‫سجن مقيم وعذاب أليم‬
‫‪ -3‬المكذبون بآيات هللا ولقائه لهم عذاب عظيم‪ .‬صح‬
‫‪ -4‬الذين يسخرون من المؤمنين سيعاقبهم هللا في الحياة الدنيا‪ .‬صح‬
‫‪ -5‬األشقياء يوم القيامة محجوبون عن نعيم هللا ورحمته‪ .‬صح‬

‫‪9‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫الدرس الثاني‪ :‬القصص القرآني‬

‫يعدُّ القصص القرآني نهرا متدفقا وبحرا فياضا بالعبر والعظات التي نتنسم‬
‫شذاها ‪ ،‬ونقتبس ضياها ونقتدي بهداها ‪ ،‬ففيها العظة والعبرة والهداية والرحمة‬
‫ّ‬
‫المنزل‬ ‫ق هذا الكتاب المبين‬ ‫ُ‬
‫تنطق بصد ِ‬ ‫إن حججها ساطعات ‪ ،‬وآياتها بينات‬ ‫إذ ّ‬
‫ب رسوله األمين صلى هللا عليه وسلم‬ ‫من عند ربّ العالمين ‪ ،‬على قل ِ‬
‫ص ِب َما أ َ ْو َح ْينَا ِإلَي َْك َٰ َهذَا ْالقُ ْرآنَ َو ِإ ْن ُك ْن َ‬
‫ت‬ ‫سنَ ْالقَ َ‬
‫ص ِ‬ ‫ص َعلَي َْك أ َ ْح َ‬
‫قال تعالى ‪( :‬ن َْح ُن نَقُ ُّ‬
‫ِم ْن قَ ْب ِل ِه لَ ِمنَ ْالغَا ِف ِلينَ ﴿‪ ) ﴾٣‬يوسف‬
‫ولقد أدرك الناس مدى تأثير القصة في التعليم والتربية ‪ ،‬وكان من السهل‬
‫فهم المقاصد والمطالب بطريق السرد القصصي‪ ،‬وكان من السهل أيضا سبر‬
‫أغوار النفس إليقاظها وتربيتها وتوجيهها‪.‬‬
‫فليس غريبا على القرآن إذن أن يدخل ميدان القصة من القمة ‪ ،‬ويطرق‬
‫أنواعا ويسلك ميادين فيعرض لتكوين السموات واألرض في الحياتين الدنيوية‬
‫واألخروية ويعرض قضية الحياة والموت وتاريخ اإلنسان وصراعه الداخلي‬
‫والخارجي مع نفسه ومع عدوه الشيطان ‪.‬‬

‫تعريف القصة‪:‬‬
‫هي اإلخبار عن أحوال األمم الماضية والوقائع الحاضرةوالحوادث السابقة‪.‬‬
‫خصائص القصة القرانية‪:‬‬
‫‪ -1‬القصة القرآنية حقيقية في وقوعها وصادقة في خبرها ‪ ،‬فليست خياال وال‬
‫كذبا‪.‬‬
‫‪ -2‬حسنَ االختيار بعرض الوجه األحسن من القصة ‪ ،‬واإلعـراض ع ّما ال‬
‫خير فيه فضال عن الشر ‪ ،‬ولذلك تسمى القصص القرآنية أحسن القصص‪،‬‬
‫وهذه خاصة للقرآن بخالف المعهود في الكتب األخرى ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ -3‬التفاوت في العرض طوال وقصرا ‪ ،‬فمثال ‪ :‬سورة نوح في قصة واحدة‬


‫وهذه القصة ذُ ْ‬
‫كرت في آي ٍة واحدة هي قوله تعالى ‪:‬‬

‫طغَى ْال َما ُء َح َم ْلنَا ُك ْم فِي ْال َج ِ‬


‫اريَ ِة ﴿‪ ) ﴾١١‬الحاقة‬ ‫( ِإنَّا لَ َّما َ‬
‫‪ -4‬التقطي ُع بعرض المشاهد منفصلة غير متصلة ‪.‬‬
‫تكرار القصة لفظا ومعنى ‪ ،‬أو التكرار بالمعنى‪ ،‬والثاني هو وجه من وجوه‬
‫ُ‬ ‫‪-5‬‬
‫البالغة ودليل على اإلعجاز‬

‫لماذا نقرأ القصص القرآني ‪:‬‬


‫‪1‬ـ للتفكر في عظمة هللا وكتابه الذي يبيّن إعجاز القرآن بإخباره عن أمم سابقة‬
‫ص لَعَلَّ ُه ْم يَتَفَ َّك ُرونَ (‪ )176‬االعراف‬ ‫ص ْالقَ َ‬
‫ص َ‬ ‫قال تعالى ‪ :‬فَا ْق ُ‬
‫ص ِ‬
‫ص ِه ْم ِعب َْرة ٌ‬ ‫برة ألولي األلباب‪ ،‬قال تعالى‪( :‬لَقَ ْد َكانَ فِي قَ َ‬
‫ص ِ‬ ‫‪ -2‬في هذه القصص ِع َ‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫صي َل ُك ِّل َ‬ ‫ب ۗ َما َكانَ َحدِيثا يُ ْفت َ َر َٰى َو َٰلَ ِكن ت َ ْ‬
‫صدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَ ْي ِه َوت َ ْف ِ‬ ‫ِّألُو ِلي ْاأل َ ْلبَا ِ‬
‫َو ُهدى َو َر ْح َمة ِلّقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ (‪ )111‬يوسف‬
‫ت األم ُم السابقة بسببها واجتناب‬ ‫تحذير من اقتراف الذنوب التي أُهلك ِ‬ ‫ٌ‬ ‫‪-3‬‬
‫بمصير مشاب ٍه لمصيرتلك األمم ‪ ،‬وأخ ِذ ال ِعبرة وال ِعظة من أحوالهم‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الوقوع‬

‫‪ -٤‬معرفةُ قدرة هللا تعالى في معاقبة المخالفين‪ ،‬بحسب ما تقتضيه حكمته‬


‫مي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فمنهم من أهلك بريح عاتية ‪ ،‬ومنهم من أغرق في البحر‪ ،‬ومنهم من ُر َ‬
‫بحجارةٍ من سجي ٍل ‪ ،‬وغيرها من العقوبات ‪.‬‬

‫رف ِسيَ ِر األنبياء ‪ ،‬وقَصص القرآن ‪ ،‬إقامة للح ّج ِة على الناس ببعث‬
‫‪ -٥‬تعّ ُ‬
‫ت األمم أنبياءها ؟ وما وقع لهم في حال‬ ‫الرسل‪ ،‬وإنزال الكتب‪ ،‬وكيف قابل ِ‬
‫الكفر وفي حال االستجابة؟‬

‫‪9‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫المناقشة‪:‬‬
‫صص القرآني نهرا ا متدفقا ا ؟‬
‫َ‬ ‫‪ -۱‬لماذا يُعد القَ‬
‫يعد القصص القرآني نهرا متدفقا وبحرا فياضا ألن فيه الموعظة والعبرة والهداية‬
‫والرحمة وألن فيها حجج ساطعات وآيات بينات تنطق بصدق هذا الكتاب المبين‬
‫المنزل من عند رب العالمين على قلب رسوله األمين صلى هللا عليه وسلم‬
‫أثر القصة في التربية والتعليم ؟‬
‫‪ -۲‬ما ُ‬
‫لها أثر بحيث يسهل فهم المقاصد والمطالب بطريقة السرد القصصي‪.‬‬

‫اذكر أه َّم خصائص القص ِة القرآنية ؟‬


‫‪ْ -۳‬‬
‫‪ -1‬القصة القرآنية حقيقية في وقوعها وصادقة في خبرها ‪ ،‬فليست خياال وال‬
‫كذبا‪.‬‬
‫‪ -2‬حسنَ االختيار بعرض الوجه األحسن من القصة ‪ ،‬واإلعـراض ع ّما ال‬
‫خير فيه فضال عن الشر ‪ ،‬ولذلك تسمى القصص القرآنية أحسن القصص‪،‬‬
‫وهذه خاصة للقرآن بخالف المعهود في الكتب األخرى ‪.‬‬
‫‪ -3‬التفاوت في العرض طوال وقصرا ‪ ،‬فمثال ‪ :‬سورة نوح في قصة واحدة‬
‫وهذه القصة ذُ ْ‬
‫كرت في آي ٍة واحدة هي قوله تعالى ‪:‬‬

‫طغَى ْال َما ُء َح َم ْلنَا ُك ْم فِي ْال َج ِ‬


‫ار َي ِة ﴿‪ ) ﴾١١‬الحاقة‬ ‫( ِإنَّا لَ َّما َ‬

‫‪ -4‬التقطي ُع بعرض المشاهد منفصلة غير متصلة ‪.‬‬


‫تكرار القصة لفظا ومعنى ‪ ،‬أو التكرار بالمعنى‪ ،‬والثاني هو وجه من وجوه‬
‫ُ‬ ‫‪-5‬‬
‫البالغة ودليل على اإلعجاز‬

‫الدرس الثالث‪:‬من الحديث الشريف‬


‫أحب األعمال إلى هللا‬

‫صلَّى‬ ‫سأ َ ْلتُ النَّ ِب َّي َ‬


‫َّللاِ بن مسعو ٍد رضي هللا عنه‪ ،‬قَا َل‪َ :‬‬ ‫ع ْب ِد َّ‬‫عن أبي عبد الرحمن َ‬
‫ي؟‬‫علَى َو ْقتِ َها»‪ ،‬قَا َل‪ :‬ث ُ َّم أ َ ٌّ‬ ‫َّللاِ؟ قَا َل‪« :‬ال َّ‬
‫صالَةُ َ‬ ‫ي ال َع َم ِل أ َ َح ُّ‬
‫ب ِإلَى َّ‬ ‫سلَّ َم‪ :‬أ َ ُّ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫هللاُ َ‬

‫‪9‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫َّللاِ»‪.‬‬
‫سبِي ِل َّ‬
‫الج َها ُد فِي َ‬ ‫الوا ِل َد ْي ِن»‪ ،‬قَا َل‪ :‬ث ُ َّم أ َ ٌّ‬
‫ي؟ قَا َل‪ِ « :‬‬ ‫قَا َل‪« :‬ث ُ َّم ِب ُّر َ‬

‫معاني المفردات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫في وقتها المعلوم‪.‬‬ ‫على وقتها‬

‫إسدا ُء الخير واإلحسان إليهما‬ ‫بر الوالدين‬


‫ُّ‬
‫وإطاعتُهما وإرضاؤهما بتنفيذ ما‬
‫يريدانه ‪ ،‬ما لم يكن إثما‪.‬‬

‫والنفس في سبيل هللا‪.‬‬


‫ِ‬ ‫بذ ُل الما ِل‬ ‫الجهادُ في سبيل هللا‬

‫المعنى العام ‪:‬‬


‫ي ( صلى هللا عليه وسلم ) أن أحب األعما ِل إلى‬ ‫في هذا الحديث الشريف يبيِّن النب ُّ‬
‫هللا تعالى ثالثة ‪:‬‬
‫وبر الوالدين‪ ،‬والجهاد ‪،‬في سبيل هللا ‪.‬‬ ‫الصالة على وقتها ِّ‬
‫وقدهم الصالة على بر الوالدين والجهاد في سبيل هللا تعظيما ً لشأنها‪ .‬وإشارة‬
‫مصدر الكماالت النفسية ‪ ،‬ففيها يستم ِّد اْلنسان من هللا روحا ً عالية ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫إلى أنها‬
‫بأن يتهصف‬ ‫ويُشرق قلبه بنوره ‪ ،‬فمن أدِّاها بخشوع وحافظ عليها ‪ ،‬كان جديرا ً ْ‬
‫بالصفات الطيبة جميعا ً‬

‫وهي تز ِّكي النفس ‪ ،‬وتسمو بصاحبها ‪ ،‬وتوجهه إلى هللا وحده ‪ ،‬وتمأل قلبه‬
‫تضر به وبالناس ويقف عند‬‫ُّ‬ ‫بخشيته ‪ ،‬فيبتع ُد عن األعمال ال ُمنكرة ‪ ،‬التي‬
‫يصدر عنه اال المنفعة والخير لنفسه ولغيره‪.‬قال تعالى ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫احدود الدين ‪ ،‬وال‬
‫ص َالةَ ت َ ْن َه ٰى ع َِن ا ْلفَحْ ش ِ‬
‫َاء‬ ‫ب َوأَقِ ِم ال َّ‬
‫ص َالةَ ۖ ِإ َّن ال َّ‬ ‫ي ِإلَ ْيكَ ِم َن ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫وح َ‬ ‫(اتْ ُل َما أ ُ ِ‬
‫ون ) ( العنكبوت ‪) 45 :‬‬ ‫صنَعُ َ‬ ‫َّللا أ َ ْكبَ ُر ۗ َو َّ‬
‫َّللاُ يَ ْعلَ ُم َما ت َ ْ‬ ‫َوا ْل ُم ْنك َِر ۗ َولَ ِذ ْك ُر َّ ِ‬

‫‪9‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ومحافظة المسلم على أداء الصالة في وقتها المعلوم ‪ ،‬دليل على قوة إيمانه‬
‫وامتثاله ألوامر هللا تعالى ‪.‬‬
‫تعالى‪.‬فالوالدان‬
‫ِ‬ ‫بر الوالدين ثاني األعمال التي هي أحبُّ األعمال إلى هللا‬ ‫وجعل ِّ‬
‫ويتحمالن ك هل مشقِّ ٍة من أجله ‪ ،‬ويستعذبان التعب في‬
‫ِ‬ ‫اللذان يربيِّان الول َد‬
‫ِ‬ ‫هما‬
‫أن قَ َرنَ‬
‫مبرتهما ‪ْ ،‬‬
‫سبيله‪ .‬ولقد بلغ اهتما ُم الدين اْلسالمي بالوالدين ولزوم ه‬
‫اْلحسان إليهما بتوحيد هللا تعالى وعبادته في كثير من اآليات القرآنية الكريمة‪.‬‬
‫سانًا ۚ إِ َّما يَ ْبلُغَ َّن ِعندَكَ‬ ‫ض ٰى َربُّكَ أ َ َّال ت َ ْعبُدُوا ِإ َّال ِإيَّاهُ َو ِبا ْل َوا ِل َدي ِْن ِإحْ َ‬
‫قال تعالى ‪َ ( :‬وقَ َ‬
‫ف َو َال ت َ ْن َه ْر ُه َما َوقُل لَّ ُه َما قَ ْو ًال ك َِري ًما‬ ‫ا ْل ِكبَ َر أ َ َح ُد ُه َما أ َ ْو ِك َالهُ َما فَ َال تَقُل لَّ ُه َما أ ُ ّ ٍ‬
‫يرا‬
‫ص ِغ ً‬‫ار َح ْم ُه َما َك َما َربَّيَانِي َ‬ ‫ب ْ‬ ‫الرحْ َم ِة َوقُل َّر ّ ِ‬ ‫ض لَ ُه َما َجنَا َح الذُّ ِ ّل ِم َن َّ‬ ‫اخ ِف ْ‬ ‫(‪َ )23‬و ْ‬
‫(‪ )24‬االسراء‬
‫عز وج ِّل ‪ ،‬إعالنا ً لقيمة هذا‬ ‫ت اآلية الكريمة بِ ِّر الوالدين بعبادة هللا ِّ‬ ‫قد قرن ِ‬
‫ال ِب ِّر عند هللا ‪ ،‬وتوكيد أثره الطيب في سعادة األسرة ‪،‬وبناء المجتمع السعيد‪.‬‬
‫وسمو أخالقه‬ ‫ِّ‬ ‫وبر الوالدين واْلحسانَ إليهما ‪ ،‬دليل على حسن تربية الفرد‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫ومؤشر على ص ِّحة بنية األسرة ‪ ،‬ومتانة العالقة بين أفرادها‪.‬‬
‫ثالث أحبِّ األعمال الى هللا تعالى ‪ ،‬فهو الجها ُد في سبيل هللا ‪ ،‬ذلك ألنِّه‬ ‫ُ‬ ‫أ ِّما‬
‫دين هللا وتنفيذ أحكامه‪،‬‬ ‫الوسيلة لنشر الدين وحفظه ‪ ،‬وإزاحة العوائق عن إقامة ِ‬
‫وصيان ِة المسلمين ومقدساتهم ودفع االعتداء عنهم ضد الطامعين في بالدهم‬
‫وخيراتهم‬
‫َّللا ۚ ٰ َذ ِل ُك ْم‬ ‫اال َو َجا ِهدُوا بِأ َ ْم َوا ِل ُك ْم َوأ َ ْنفُ ِ‬
‫س ُك ْم فِي َ‬
‫سبِي ِل َّ ِ‬ ‫قال تعالى ‪( :‬ا ْن ِف ُروا ِخفَافًا َوثِقَ ً‬
‫ون ﴿‪ )﴾٤١‬التوبة‬ ‫َخي ٌْر لَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنت ُ ْم ت َ ْعلَ ُم َ‬
‫ُون‬ ‫غي ُْر أُو ِلي ال َّ‬
‫ض َر ِر َوا ْل ُم َجا ِهد َ‬ ‫ين َ‬ ‫ُون ِم َن ا ْل ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫ست َ ِوي ا ْلقَا ِعد َ‬ ‫و قال تعالى ‪َّ ( :‬ال يَ ْ‬
‫علَى‬
‫س ِه ْم َ‬ ‫ِين ِبأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأَنفُ ِ‬
‫َّللاُ ا ْل ُم َجا ِهد َ‬
‫ض َل َّ‬‫س ِه ْم ۚ فَ َّ‬ ‫َّللا ِبأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأَنفُ ِ‬
‫س ِبي ِل َّ ِ‬
‫فِي َ‬
‫علَى ا ْلقَا ِعد َ‬
‫ِين‬ ‫َّللاُ ا ْل ُم َجا ِهد َ‬
‫ِين َ‬ ‫ض َل َّ‬ ‫سنَ ٰى ۚ َوفَ َّ‬ ‫َّللاُ ا ْل ُح ْ‬
‫ع َد َّ‬‫ِين د ََر َجةً ۚ َوك اُال َو َ‬ ‫ا ْلقَا ِعد َ‬
‫أَجْ ًرا ع َِظي ًما) (النساء ‪) 95:‬‬
‫والجهاد في سبيل هللا ليس مقصو ًرا على مقاتلة الكافرين ‪ ،‬إنِّما يكون ببذل‬
‫المستطاع من مال ونفس ومركز وجاه وتفكير وقلم ولسان في سبيل إعالء‬

‫‪9‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫كلمة هللا وحفظ دينه ونشره بين الناس ‪ ،‬وتعليمه ‪ ،‬وحماية المسلمين وبالدهم‬
‫م ِّمن يريد بهم وبأرضهم ومقدساتهم وأعراضهم سو ًءا قال الرسول صلى هللا عليه‬
‫وآله وصحبه وسلم) (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)‬
‫ويجب أن يكون جهادًا خالصا ً لوجه هللا تعالى ال ينال األبرياء والمسلمين‬
‫ُ‬

‫أهم ما يرشد اليه الحديث‪:‬‬


‫وبر الوالدين‪ ،‬والجهاد في‬‫‪ -١‬هذ ه األشياء الثالثة‪ :‬الصالة ُ على وقتها ‪ّ ،‬‬
‫اليبر والديه اللذين هما أقرب الناس إليه وأكثرهم فضال عليه‪ ،‬ال‬ ‫ُّ‬ ‫سبيل والذي‬
‫يُرتجى منه خير لآلخرين‪ .‬وال يرتجى التضحية والبذل ممن ال يضحي من‬
‫يغار على ِحماه ‪ ،‬وال يدافع عنه‪.‬‬ ‫أجل دين ِه ‪ ،‬وال ُ‬
‫‪ -٢‬اهتما ُم الدين اإلسالمي باألسرة‪ .‬وال غرابةَ في ذلك ‪،‬فاألسرة ُ نواة ُ المجتمع‪،‬‬
‫وبصالحها يصل ُح المجتم ُع ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ويعز ُز مكانتها ‪ ،‬وما تركته‬ ‫ويصون حقوقَها ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫خير ما يحمي األمة ‪،‬‬ ‫‪ -٣‬الجهادَ ُ‬
‫وتجرأ عليها أعداؤها و ُهضمت حقوقها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫َت وذلّ ْ‬
‫ت‪،‬‬ ‫أمة راغبة عنهُ ‪ ،‬اال هان ْ‬
‫‪ -٤‬الدين اإلسالمي ‪ ،‬مثلما يؤ ّكد توحيد هللا وعبادته على المسلمين يدعوهم‬
‫إلى ما يقو ُم به صالح الفرد واألسرةِ والمجتمعِ‪ .‬فانه يريد ُ لهم أن يظلّوا أقوياء‬
‫أعزة مرهوبا جانبهم ‪ .‬ويخشى األعداء صولتهم ليتمكنوا من إعالء كلمة هللا‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وصيانة كرامتهم وحفظ ديارهم‬
‫المناقشة‪:‬‬

‫‪ ‬الدفاع عن االرض والعرض والمقدسات واجب ‪ ،‬تحدث عن ذلك واستشهد‬


‫بآية كريمة عن وجوب الجهاد ‪.‬‬
‫ثالث أحبِّ األعمال الى هللا تعالى ‪ ،‬فهو الجها ُد في سبيل هللا ‪ ،‬ذلك ألنِّه‬ ‫ُ‬ ‫هو‬
‫دين هللا وتنفيذ أحكامه‪،‬‬ ‫الوسيلة لنشر الدين وحفظه ‪ ،‬وإزاحة العوائق عن إقامة ِ‬
‫وصيان ِة المسلمين ومقدساتهم ودفع االعتداء عنهم ضد الطامعين في بالدهم‬
‫وخيراتهم و قال تعالى ‪ ( :‬هال يَ ْست َ ِوي ْالقَا ِعدُونَ ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ َغي ُْر أُو ِلي الض َهر ِر‬
‫َّللاُ ْال ُم َجا ِهدِينَ بِأ َ ْم َوا ِل ِه ْم‬ ‫َّللا بِأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأَنفُ ِس ِه ْم ۚ فَ ه‬
‫ض َل ه‬ ‫َو ْال ُم َجا ِهدُونَ فِي َ‬
‫سبِي ِل ه ِ‬
‫َّللاُ ْال ُم َجا ِهدِينَ َعلَى‬ ‫ض َل ه‬ ‫َّللاُ ْال ُح ْسن َٰى ۚ َوفَ ه‬
‫َوأَنفُ ِس ِه ْم َعلَى ْالقَا ِعدِينَ َد َر َجةً ۚ َو ُك ًّال َو َع َد ه‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ْالقَا ِعدِينَ أ َ ْج ًرا َع ِظي ًما) (النساء ‪) 95:‬‬

‫ْ‬
‫يكون الجهاد ؟‬ ‫يجب أن‬
‫ُ‬ ‫كيف‬ ‫‪‬‬
‫يكون ببذل المستطاع من مال ونفس ومركز وجاه وتفكير وقلم ولسان في‬
‫سبيل إعالءكلمة هللا وحفظ دينه ونشره بين الناس ‪ ،‬وتعليمه ‪ ،‬وحماية‬
‫المسلمين وبالدهم م ِّمن يريد بهم وبأرضهم ومقدساتهم وأعراضهم سو ًءا‬
‫في الحديث الشريف بيان ألحب األعمال إلى هللا تعالى‪ ،‬وما هي؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الصالة في وقتها ‪ -‬بر الوالدين ‪ -‬الجهاد في سبيل هللا‬
‫ما خير ما يحمي األمة ويصون حقوقها ويعزز مكانتها؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الجهاد خير ما يحمي االمة ويصون حقوقها ويعزز مكانتها وماتركته امة‬
‫ضمت حقوقها‪.‬‬ ‫راغبة عنه اال هانت وذلّت‪ ،‬وتجرأ عليها االعداء و ُه ِ‬
‫لم إهتم الدين اإلسالمي باألسرة؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬إهتم الدين اإلسالمي باالسرة الن االسرة هي نواة المجتمع وبصالحها‬
‫يصل ُح المجتمع‪.‬‬

‫الدرس الرابع‪ :‬فريضة الصالة‬

‫فريضة الصالة‪:‬‬
‫الصالة ُ لغة ‪ :‬الدعا ُء‪ ،‬ورج ٌل صلَّى إذا دعا ‪.‬‬
‫ت الصالة ليلة اإلسراء والمعراج ‪ .‬فالصلوات المفروضات في‬ ‫وقد فُرض ِ‬
‫اليوم والليلة خمس صلوات‪.‬‬
‫ركن من أركان اإلسالم‪ ،‬وهي فريضٌة واجبةٌ على ك ّل مسلم عاقل فال‬ ‫ٌ‬ ‫والصالة ُ‬
‫ي‬‫وتجب على البالغ ذكرا كان أو انثى‪ ،‬أما الصب ّ‬
‫ُ‬ ‫تجب على المجنون الفاقد لعقله‬‫ُ‬
‫الذي لم يبلغ ال ُحلُم فهو غير مكلَّف شرعا بأي تكليف‪ ،‬ومع ذلك فإنّه فيما يتعلق‬
‫أن يأمره بأداء الصالة‪ ،‬وال شئ على ولي‬ ‫طلب من ولي أمره ِّ أمره ْ‬ ‫بالصالة قد ُ‬
‫امره اكثر من األمر حتى يبلغ الصبي عشر سنين‪،‬فحينئذ يُطلب من ولي األمر ان‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫يضرب ولده ْ‬
‫إن هو لم يمتثل لألمر ولم يصل ‪ ،‬ك ُّل ذلك يد ّل على ما للصالة من‬ ‫َ‬
‫أهمية ومكانة في اإلسالم‬
‫فضل الصالة‬
‫الصالة هي الركن الثاني من أركان اإلسالم بعد ركن الشهادتين ‪ ،‬فقد قال‬
‫خمس‪ :‬شهادة‬‫ٍ‬ ‫رسول هللا (صلى هللا عليه وآله وصحبه وسلم) «بُني اإلسال ُم على‬
‫أ ْن ال إله إال هللا ّ‬
‫وأن محمدا رسو ُل هللا‪ ،‬وإقام الصالة ‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬والح ّج‪،‬‬
‫الناس يوم القيامة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫سب به‬‫وصوم رمضان» وهي ّأول ما يحا َ‬
‫سب به العب ُد يوم‬‫(أو ُل شيءٍ م ِّما يُحا َ‬
‫وعن رسول هللا ( صلى هللا عليه وسلم) يقول ِّ‬
‫القيامة صالتُه المكتوبة) و (الصالة عمود الدين) وهي أحبُّ األعمال إلى هللا‬
‫سبحانه ‪.‬‬
‫والصالة ُ تمحو الخطايا وتُذ ِه ُ‬
‫ب السيئات‪ ،‬فَ ْ‬
‫عن رسول هللا (ص) يقول ‪:‬‬
‫ت ‪ ،‬هل يبقى ِمن‬‫خمس ِّمرا ٍ‬
‫َ‬ ‫أن نهرا ً بباب أحدكم َيغت ِس ُل منهُ ك ِّل ٍ‬
‫يوم‬ ‫أرأيتم لو ه‬
‫ت الخمس ِيمحو هللا بهن‬ ‫فذلك مث ُل الصلوا ِ‬
‫َ‬ ‫َد َرن ِه شيء ) ؟ قالوا ‪ :‬ال ‪ .‬قال ‪« :‬‬
‫نهر يغسل األدران ‪ ،‬فيها تمحى الذنوب وتطهر النفوس وتنهى‬ ‫الخطايا »‪ .‬كمثل ٍ‬
‫عن الفحشاء والمنكر‪.‬‬
‫المناقشة‪:‬‬

‫ما معنى الصالة ومتى فرضت؟‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬الصالة هي الدعاء‪ ،‬وفرضت ليلة اإلسراء‪.‬‬
‫الصالة ركن من أركان اإلسالم فعلى من وجبت؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وجبت علة كل مسلم عاقل بالع ذكر أنثى‬
‫ما أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الصالة‬
‫لماذا شبه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الصالة بالنهر؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ألنه بالوضوء للصالة الخمس تمحى الذنوب وتطهر النفوس‬
‫هل تجب الصالة على المجنون؟‬ ‫‪‬‬
‫كال‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫الدرس الخامس‪ :‬اإلمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي هللا عنهم‬

‫إسمه‪:‬‬
‫بن هاشم القرشي الهاشمي‪،‬‬ ‫بن عبد المطلب ِ‬ ‫ي بن أبي طالب ِ‬ ‫هو الحسن بُن عل ّ‬
‫سبط رسول هللا وريحانته ‪ .‬س ّماهُ رسو ُل هللا (الحسن) ولم يكن هذا االس ُم‬
‫معروفا قبل اإلسالم‪.‬‬
‫كنيته‪:‬‬
‫أبو محمد ‪ ،‬ولقبه ‪ :‬المجتبى‬
‫والدته‪:‬‬
‫ولد الحسن في الخامس عشر من شهر رمضان سنة ثالث من الهجرة‬
‫وهو االبن ال ِبكر لفاطمة الزهراء البتول (عليها السالم) بنت رسول هللا‬
‫وكان الحسن أشبهَ الناس برسول هللا (ص) وعند والدته أخذ النبي( ص)‬
‫الحسن إلى صدره وضّمه وأعطاه لسانه فكان أو ُل غذاء يأخذهُ الحسن هو‬
‫أن‬‫بكبش وحلق رأسه وأمر ْ‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫وعق عنه رسول هللا يوم سابعه‬ ‫ريق النبي (ص)‬ ‫ُ‬
‫‪.‬أدرك‬
‫َ‬ ‫يُتصدّقَ بزنة شعره فضة ‪ ،‬وأذّن في أذُنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى‬
‫ِمن حياةِ جدّه ثمان سنوات‬
‫من محبة الرسول هللا صلى هللا عليه وسلم له‪:‬‬
‫كان رسو ُل هللا ( صلى هللا عليه وسلم) يضع الحسن في حبوته ويقول ‪( :‬من‬
‫أحبّني فليحبّه‬
‫فليبلّ ُغ الشاهد ُ الغائب)‬
‫ابناي وابنا ابنتي‪ ،‬الِّلهم إنِّي أحبِّهما‬
‫َ‬ ‫وعن الحسن والحسين ‪ ،‬قال رسول هللا (هذان‬
‫ي‪ ،‬فاذا سج َد وث َ َ‬
‫ب‬ ‫فأحبِّهما وأحبِّ َمن يحبِّهما) وذات مرة كان رسول هللا يصل ِّ‬
‫أن دعوهما ‪،‬‬ ‫أشار إليهم ْ‬
‫َ‬ ‫الحسن والحسين على ظهره‪ ،‬فاذا أرادوا ْ‬
‫أن يمنعوهما‬
‫فاذا قضى الصالة وضعهما في ِحجره ‪ ،‬وقال‪َ ( :‬من أحبِّني فليحبِّ هذين) وقال‬
‫ب أهل الجنة) (هما ريحانتاي من الدنيا)‪.‬‬ ‫ُ‬
‫(الحسن والحسين سيدا شبا ِ‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫من محبة الصحابة له‪:‬‬


‫عن عقبة بن حارث ‪ ،‬قال‪ :‬صلِّى بنا أبو بكر العصر ثم خرج الحسن بن علي‬
‫ي‪،‬‬‫ي ليس شبيها بعل ِّ‬ ‫فأخذه فحمله على عنقه ودار به وهو يقول بأبي شبيه بالنب ِّ‬
‫وعلي يضحك ‪.‬وكان عمر بن الخطاب إذا رأى الحسن والحسين (عليهما السالم)‬
‫هش وضحك وض ِّمهما الى صدره‪ ،‬فيقول الناس كم تشمهما؟ فيقول‪(:‬إنهما ريحانتا‬ ‫ِّ‬
‫ي بن ابي طالب‬ ‫رسول هللا) وفي حصار الخليفة عثمان بن عفان أرسل اْلمام عل ُّ‬
‫ولديه الحسن والحسين لحمايته والدفاع عنه فيخرج عثمان بن عفان من حصاره‬
‫فيرى الحسن والحسين واقفين في باب داره يدافعان عنه فيض ِّمهما إلى صدره‬
‫ريقت قطرة من دمكما في سبيل عثمان ‪ ،‬ماذا‬ ‫ويش ِّمهما ويقول‪( :‬وي َح عثمان إذا أ ُ ْ‬
‫يقول عثمان لرسول هللا ان قال له أُوذي ولداي بسببك يا عثمان ‪ ،‬ناشدتكما هللا‬
‫عودا إلى أبيكما)‪.‬‬
‫أوالده‪:‬‬
‫للحسن اثنا عشر ولدا منهم الحسن المثنى وزيد وعلي وعمر والقاسم‬
‫وعبد هللا وأبو بكر وعثمان استشهد بعضهم مع عمهم الحسين في واقعة ّ‬
‫الطف‬
‫من مناقبه‪:‬‬
‫كان الحسن سيدا وحليما ذا سكينة ووقار وحشمة‪ ،‬جوادا ممدوحا ورعا ‪،‬‬
‫فاضال ‪ : ،‬وكان الحسن ال يردّ اإلساءة لمن يُسيء إليه فيقول للمسيء‪ (:‬إني‬
‫بأن اس َبك ‪ ،‬ولكن موعدي وموعدك هللا ‪،‬‬ ‫وهللا ال أمحو عنك شيئا مما قلت ْ‬
‫كنت صادقا جزاك هللا بصدقك ‪ ،‬وإن كنت كاذبا فاهلل أشدّ نقمة)‪ .‬وقد ح َّج‬ ‫فإن َ‬
‫الحسن ماشيا خمسا وعشرين ح ّجة وكان يقول ‪( :‬إنّي الستحي من ربّي‬
‫ت ‪ :‬كان‬ ‫مرا ٍ‬‫وناصف ماله في الدنيا ثالث ّ‬
‫َ‬ ‫أن ألقاهُ ولم أمشي الى بيته)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫عز وج ّل ْ‬
‫بنصف ما يملكُ جميعا‬
‫ِ‬ ‫يتصدّق‬
‫من اقواله‪:‬‬
‫كان الحسن يقول لبنيه وبني أخيه ‪( :‬تعلّموا العلم ّ‬
‫فإن لم تستطيعوا حفظه‪،‬‬
‫فاكتبوه وضعوه في بيوتكم)‪.‬‬
‫أن يصاحبوك به ‪.‬‬ ‫وقوله‪ :‬صاحب الناس بمث ِل ما تحبّ ْ‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫وقوله ‪ ُ:‬غس ُل اليد قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي اله ّم ‪.‬‬
‫قوم يوشك أن تكونوا كبار‬‫وقوله يخاطب الصغار‪ :‬تعلموا العلم‪ ،‬فانكم صغار ٍ‬
‫آخرين‪.‬‬
‫من كرمه‪:‬‬
‫سمع الحسن (ع) رجالً يسأ ُل هللا أن يرزقَه عشرة آالف درهم‪ ،‬فانصرف وأرسلها‬
‫اليه‪.‬‬
‫كان الحسن اشترى من أح ٍد بستانا ً ثم افتقر البائع ‪،‬ير ِّد إليه البستان يردفه بالثمن‬
‫قط ‪ ،‬وكان اليُعطي أحدا ً عطيةً إال شفَعَها‬ ‫ع ِرف عنه أنه ما قال (ال) لسائل ِّ‬ ‫معه ‪،‬و ُ‬
‫بمثلها‪.‬‬
‫خالفته ‪:‬‬
‫ي بن أبي طالب إذ بايعه أكثر من أربعين ألفٍ‬ ‫تولى الحسن بعد استشهاد والده عل ّ‬
‫ومكثت خالفته ستة أشهر وخمسة أيام على الحجاز واليمن‬ ‫ْ‬ ‫من أه ِل الكوفة ‪.‬‬
‫والعراق وما وراءها من خراسان‪.‬وحفاظا على وحدة المسلمين وحقنا لدمائهم ‪،‬عقد‬
‫مع معاوية اتفاقا يتولى بموجبه معاوية الحكم بشروط منها ‪ :‬أن يكون الحسن‬
‫حاكما بعد موت معاوية‪ ،‬وأن مات الحسن (ع) األمر للحسين) ع( و ان يعيش اهل‬
‫ي بن أبي‬‫يستمر العطاء من بيت المال لهم كما في زمن أبيه عل ّ‬
‫ّ‬ ‫العراق آمنين‪ ،‬وأن‬
‫طالب وقد ارتحل الحسن(ع ) عن الكوفة إلى المدينة المنورة‬
‫وفاته ‪:‬‬
‫استشهد الحسن في المدينة مسموما ً في السابع من صفر في سنة خمسين من‬
‫‪،‬ودفِن في (البقيع) ‪،‬وتعطلت لموته‬
‫الهجرة‪ ،‬وله من العُ ُمر ست وأربعون سنة ُ‬
‫أيام حزنا ً عليه‪.‬‬
‫األسواق سبعة ٍ‬
‫وقد ذكر ثعلبة بن أبي مالك ‪( :‬شهدت الحسن يوم مات ودفن في البقيع فرأيت‬
‫البقيع ولو طرحت فيه إبرة ما وقعت إال على رأس إنسان)‪.‬‬
‫المناقشة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ ‬ما معنى قول ثعلبة بن أبي مالك (شهدت الحسن يوم مات ‪ )....‬؟‬
‫استشهد الحسن في المدينة مسموما ً في السابع من صفر في سنة خمسين من‬
‫‪،‬ود ِفن في (البقيع) ‪،‬فتعطلت لموته‬ ‫الهجرة‪ ،‬وله من العُ ُمر ست وأربعون سنة ُ‬
‫أيام حزنا ً عليه‬
‫األسواق سبعة ٍ‬
‫‪ ‬لماذا طلب عثمان بن عفان من الحسن والحسين (عليهما السالم)‬
‫العودة إلى أبيهما ؟‬
‫ي بن ابي طالب ولديه‬ ‫ألن في حصار الخليفة عثمان بن عفان أرسل اْلمام عل ُّ‬
‫الحسن والحسين لحمايته والدفاع عنه فيخرج عثمان بن عفان من حصاره فيرى‬
‫الحسن والحسين واقفين في باب داره يدافعان عنه فيض ِّمهما إلى صدره ويش ِّمهما‬
‫ريقت قطرة من دمكما في سبيل عثمان ‪ ،‬ماذا يقول‬ ‫ويقول‪( :‬وي َح عثمان إذا أ ُ ْ‬
‫عثمان لرسول هللا ان قال له أُوذي ولداي بسببك يا عثمان ‪ ،‬ناشدتكما هللا عودا‬
‫إلى أبيكما)‪.‬‬

‫‪ ‬ماذا فعل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عند والدة الحسن؟‬
‫‪ّ ‬‬
‫عق النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬عنه في اليوم السابع من والدته و حلق‬
‫شعره وأمر أن يُتصدق بوزن شعره من الفضة‪.‬‬

‫‪ ‬أذكر بعضا من صفات الحسن بن علي‪.‬‬


‫‪ ‬اإللتزام‪ ،‬الكرم‪ ،‬الجود‬
‫‪ ‬كيف كان الحسن عليه السالم يواجه من أساء إليه؟‬
‫‪ ‬باإلحسان إليهم‬

‫الدرس السادس‪ :‬التعاون‬

‫هو تقديم العون والمساعدة للفرد أو المجتمع ‪،‬وبذلك ال يكون اإلنسان منفردا‪،‬‬
‫فالفرد يحتاج إلى الناس ‪ ،‬والناس تحتاج إليه حتى تسير الحياة للجميع‪ ،‬بأفضل‬
‫صورة وبأحسن حال وطبيعة اإلنسان أنّه يميل الى االجتماع بغيره ‪ ،‬طلبا‬
‫لألمان ‪ ،‬ولقضاء مصالحه ‪،‬ونيل ما يطلبه ويسعى إليه‪.‬‬
‫وهذه األمور ال يمكن أن تتحقّق اال بتعاون اإلنسان مع غيره ‪ّ ،‬‬
‫ألن التعاون‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ضرورة من ضرورات الحياة التي ال يمكن االستغناء عنها ‪.‬‬


‫وقد أمر هللا سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالتعاون بشرط أن يكون قائما‬
‫على البر والتقوى ‪،‬ونهاهم عن التناصر على الباطل ‪ ،‬والتعاون على المآثم‬
‫والمحارم‬
‫أنواع التعاون‪:‬‬
‫والتعاون نوعان ‪ :‬األول ‪ :‬مما أمر هللا وأمر رسوله به‪ ،‬وهو التعاون على البر‬
‫والتقوى و البر هو فعل الخيرات ‪ ،‬والتعاون في العلم‪،‬والتعاون لتفريج كربات‬
‫المهمومين وسد حاجات المعوزين ‪.‬‬
‫ومن أمثال‬
‫حرمه هللا ورسوله ِ‬
‫و الثاني ‪ :‬التعاون على اإلثم والعدوان وهذا الذي ّ‬
‫هذا النوع ‪ :‬اإلعانة على الباط ِل ‪ ،‬والمساعدة على المعاصي‪،‬‬
‫أو أخذ ما ٍل بغير ّ‬
‫حق‪ ،‬أو ظلم أح ٍد ‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫وقد أمر هللا تعالى باتّباع النوع األول ‪ ،‬ونهى عن التآزر لفعل النوع الثاني‬

‫اإلثْ ِم َو ْالعُ ْد َو ِ‬
‫ان ۚ‬ ‫قال تعالى ‪َ ( :‬وت َ َع َاونُوا َعلَى ْال ِب ِ ّر َوالت َّ ْق َو َٰى ۖك َو َال ت َ َع َاونُوا َعلَى ْ ِ‬
‫ب ) (المائدة ‪)2:‬‬ ‫شدِيد ُ ْال ِعقَا ِ‬ ‫َواتَّقُوا َّ‬
‫َّللاَ ۖ ِإ َّن َّ‬
‫َّللاَ َ‬
‫الحق سبحانه يأمر عباده المؤمنين بالتعاون‬ ‫َّ‬ ‫النص الكريم ّ‬
‫أن‬ ‫ّ‬ ‫وواضح من‬
‫ق جمعيا بأن‬ ‫ت والتخلّي ِعن األثام ‪ ،‬واألمر واضح أنه ْ‬
‫للخل ِ‬ ‫على فعل الخيرا ِ‬
‫ضهم بعضا ‪ ،‬ويتكاتفون على ما قضى به رب العباد ويعملون به ‪،‬‬ ‫يُ ُ‬
‫عين بع ُ‬
‫إذ يجب علينا أن نتدانى ونتقاربّ حدّ التو ّحد والتآلف بيننا إلنجاز ما أمرنا هللا‬
‫تعاون وتماسك مثلما الجسد الواحد ضمن الرابط األعظم لديننا اإلسالمي‬ ‫ٍ‬ ‫من‬
‫وكثير بإخوانه الذين يشدون أزره ويحمون ظهره‬ ‫ٌ‬ ‫العظيم ‪ .‬فالمرء قلي ٌل بنفسه‪،‬‬
‫فيقوى بهم ‪،‬فمصدر هذه القوة إنما هو التعاون الذي يجمع بين الناس في الرأي‬
‫والعمل ‪ ،‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫س ْ‬
‫رت آحادا‬ ‫وإذا افترقن تك ّ‬ ‫سرا‬
‫تأبى الرما ُح اذا اجتمعنَ تك ّ‬
‫أشر ‪.‬وقد جاء في الحديث‬
‫ومن غير ذلك نعود مثلما كانت حالة الجاهلية أو ّ‬
‫الشريف ‪ ( :‬ال ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) ‪ ،‬وما‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫أحوجنا إلى تدبّر ديننا لنتعرف الى منهجه الصائب فَ ِ‬


‫نمد ُ يد العون للناس ‪ ،‬قال‬
‫المصطفى‪ ( :‬المسل ُم أخو المسلم اليظلمه وال يسلمه ومن كان في حاجةأخيه كان‬
‫فرج هللا عنه بها كربة‬ ‫فرج عن مسلم كربّة ّ‬
‫هللا في حاجته ‪ ،‬ومن ّ‬
‫من ُكر ِ‬
‫ب يوم القيامة ‪ ،‬ومن ستر مسلما ستره هللا يوم القيامة)‬
‫إذن ‪ ،‬رابطة الدين تتالشى أمامها رابطة النسب والقومية والوطنية والحزبية‪،‬‬
‫وسائر صور التعصب ‪.‬والبدّ من أن نثقَ ّ‬
‫بأن أمرعباد الرحمن ال يستقي ُم وال‬
‫عدوهم اال بالتضامن اإلسالمي‬‫ال تنتظ ُم مصالحهم ‪ ،‬وال تجتم ُع كلمتهم وال يهاجم ّ‬
‫الذي حقيقته ومرتكزه التعاون على البر والتقوى والتكامل والتناصر والتناصح‬
‫ان هذا من أه ّم الواجبات اإلسالمية‬ ‫ّ‬
‫بالحق والصبر عليه‪ .‬والشك في ّ‬ ‫والتواصي‬
‫والفرائض الالزمة‬
‫علَ ْي ُك ْم إِ ْذ‬ ‫َّللاِ َج ِميعاا َو َال تَفَ َّرقُوا ۚ َوا ْذك ُُروا نِ ْع َمتَ َّ‬
‫َّللاِ َ‬ ‫قال تعالى ‪َ ( :‬وا ْعت َ ِص ُموا ِب َح ْب ِل َّ‬
‫شفَا ُح ْف َر ٍة ِم َن‬
‫علَ َٰى َ‬ ‫ف بَ ْي َن قُلُو ِب ُك ْم فَأ َ ْ‬
‫صبَ ْحت ُ ْم بِنِ ْع َمتِ ِه إِ ْخ َواناا َو ُك ْنت ُ ْم َ‬ ‫ُك ْنت ُ ْم أ َ ْعدَا اء فَأَلَّ َ‬
‫َٰ‬
‫ُون ) (ال عمران ‪)103 :‬‬ ‫النَّ ِار فَأ َ ْنقَذَ ُك ْم ِم ْن َها ۗ َكذَ ِلكَ يُبَ ِي ُن َّ‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم آيَاتِ ِه لَعَلَّ ُك ْم ت َ ْهتَد َ‬

‫فوائده‪:‬‬
‫ني ُل محبّة هللا ورضاه ‪ ،‬ويُعدّ ثمرة من ثمرات توطيد األخوة اإلسالمية ‪ ،‬وتقاسم‬
‫الحمل ‪ ،‬وتخفيف العبء وإزالة الضغائن والحقد والحسد من القلوب ‪ ،‬وجعل الفرد‬ ‫ِ‬
‫سره‬
‫يشعر بالسعادة ‪ ،‬إلى جانب أنه يكسب حبّ الخير لآلخرين ‪،‬ويس ّهل العمل ويي ّ‬
‫‪ ،‬ويحقّق القضاء على األنانية و حب الذات‬
‫من صور التعاون على البر و التقوى‪:‬‬
‫المشرف بالكثير من المواقف الدالة على التعاون‬
‫ّ‬ ‫قد حفل تاريخنا اإلسالمي‬
‫بين األخوة المسلمين ومن أبرز هذه الصور‪:‬‬
‫حفر الخندق حول المدينة المنورة ‪ :‬فقد كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫ُ‬
‫يشارك‬
‫الصحابة في حفر الخندق وكان المسلمون يرقبونه وهم في خض ّم عملهم ‪ ،‬وينقل‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫أغبر شعر صدره وكان (ع) يرتجز بكلمات ابن رواحة ‪،‬‬
‫َّ‬ ‫تراب الخندق حتى‬
‫وهو ينقل التراب‪.‬‬
‫وال تصدّقنا وال صلّينـا‬ ‫أنت ما اهتدينا‬ ‫الل َّهم لوال ّ‬
‫إن الَقيْنــا‬‫األقدام ْ‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫وثبّ ِ‬ ‫لن سكينـــة علينـــا‬‫فانـزَ ْ‬
‫ْ‬
‫وإن أرادوا فتنـة أ َبيْنـــا‬ ‫إن االُلى قد َبغَوا علينــا‬
‫ّ‬
‫التعاون في بناء المسجد األول‪:‬‬
‫كانت أو ُل خطوة خطاها النبي (صلى هللا عليه وسلم) بعد الهجرة هي إقامة المسجد‬
‫ي في (قباء) ففي المكان الذي بركت ْفيه ناقته (القصواء) أمررسول هللا ببناء‬ ‫النبو ّ‬
‫ي‬
‫المسجد ليكون بيت هللا ومركز العبادة وواسطة الهداية والتوبة ‪ ،‬وقد ِعمل فيه النب ُّ‬
‫األعظم بيده فشارك أصحابه في حمل الحجارة حتى كان يبدو عليه الجهد وقد‬
‫رغب أصحابه أن يكفّوه بأنفسهم فأبى ان يكون إالّ واحدا منهم‪ ،‬فكان ينقل اللبن‬‫َ‬
‫والحجارة ‪.‬‬
‫أن األمر ال يختلف‬‫ولو نظرنا إلى مجتمعات أخرى ‪،‬كمجتمع النحل مثال‪ ،‬وجدنا ّ‬
‫كثيرا ‪ ،‬فعمل مجتمع النحل قائم على التعاون بين أفراده وهذا األنموذج على‬
‫صغر مكوناته عظيم الفائدة لنا ‪ -‬نحن المسلمين‪-‬‬

‫المناقشة‪:‬‬
‫رف التعاون ‪ .‬ولماذا يمي ُل االنسا ُن الى االجتماع بغيره ؟‬
‫‪-1‬ع ِ‬
‫التعاون ‪ :‬هو تقديم المعونة والمساعدة للفرد والمجتمع وان االنسان يميل بطبعه‬
‫الى االجتماع بغيره طلبا لالمان ولقضاء مصالحه ونيل مطالبه‪.‬‬
‫اذكر آيةا قرآنية تأمرنا بالتعاون مع اآلخرين ؟‬
‫‪ْ -2‬‬
‫علَ ْي ُك ْم ِإ ْذ‬ ‫َّللاِ َج ِميعاا َو َال تَفَ َّرقُوا ۚ َوا ْذ ُك ُروا ِن ْع َمتَ َّ‬
‫َّللاِ َ‬ ‫قال تعالى ‪َ ( :‬وا ْعت َ ِص ُموا بِ َح ْب ِل َّ‬
‫شفَا ُح ْف َر ٍة ِم َن‬
‫علَ َٰى َ‬‫ص َب ْحت ُ ْم بِ ِن ْع َم ِت ِه ِإ ْخ َواناا َو ُك ْنت ُ ْم َ‬ ‫ف َب ْي َن قُلُو ِب ُك ْم فَأ َ ْ‬
‫ُك ْنت ُ ْم أ َ ْعدَا اء فَأَلَّ َ‬
‫َٰ‬
‫ُون )‬ ‫النَّ ِار فَأ َ ْنقَذَ ُك ْم ِم ْن َها ۗ َكذَ ِلكَ يُ َب ِينُ َّ‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم آ َيا ِت ِه لَ َعلَّ ُك ْم ت َ ْهتَد َ‬
‫اذكر شيئا ا عن هذا‬ ‫‪َ -3‬ح ْف ُر الخندق حول المدينة من أعظم صور التعاون ‪ْ .‬‬
‫التعاون؟‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫لقد كان رسول هللا (ص) يشارك الصحابة في حفر الخندق وكان المسلمين‬
‫يراقبونه وهم في خضم عملهم ينقل تراب الخندق حتى اغبر شعر صدره ‪ .‬لقد كان‬
‫هذا الموقف من المواقف الدالة على التعاون بين االخوة المسلمين‬
‫‪ -٤‬تحدث عن مسجد قباء وكيف كان أختيار موضعه ؟‬
‫ان أول خطوة خطاها النبي (ص) بعد الهجرة هي أقامه مسجد وكان اختيار موقعه‬
‫في المكان الذي بركت فيه ناقته (القصواء) وقد عمل فيه النبي االعظم بيده مشارك‬
‫الصحابة في حمل الحجارة حتى كان يبدو عليه الجهد وقد رغب اصحابه ان يكفوه‬
‫بانفسهم فأبى اال يكون واحدا منه‪.‬‬

‫الوحدة الخامسة‪:‬‬
‫الدرس األول‪ :‬سورة اإلنفطار‬

‫ايات الحفظ (‪)8-1‬‬


‫الر ِح ِيم‬
‫الر ْح َم ِن َّ‬
‫َّللاِ َّ‬
‫س ِم َّ‬
‫ِب ْ‬
‫ت )‪َ (3‬و ِإذَا‬ ‫ار فُ ِ ّج َر ْ‬‫ت )‪َ (2‬وإِذَا ْالبِ َح ُ‬ ‫ب ا ْنتَث َ َر ْ‬ ‫ت )‪َ (1‬و ِإذَا ْال َك َوا ِك ُ‬ ‫س َما ُء ا ْنفَ َ‬
‫ط َر ْ‬ ‫ِإذَا ال َّ‬
‫س ُ‬
‫ان َما غ ََّر َك‬ ‫ت )‪(5‬يَا أَيُّ َها ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ت َوأ َ َّخ َر ْ‬ ‫س َما قَدَّ َم ْ‬ ‫ت نَ ْف ٌ‬ ‫ت )‪َ (4‬ع ِل َم ْ‬ ‫ور بُ ْعثِ َر ْ‬ ‫ْالقُبُ ُ‬
‫ورةٍ َما شَا َء َر َّكبَ َك )‪(8‬‬ ‫ص َ‬ ‫ي ُ‬ ‫اك فَعَدَلَ َك )‪(7‬فِي أ َ ِّ‬ ‫بِ َربِ َّك ْال َك ِر ِيم )‪(6‬الَّذِي َخلَقَ َك فَ َ‬
‫س َّو َ‬
‫ّين )‪َ (9‬وإِ َّن َعلَ ْي ُك ْم لَ َحافِ ِظينَ )‪ِ (10‬ك َراما َكاتِبِينَ )‪(11‬يَ ْعلَ ُمونَ‬ ‫َك َّال بَ ْل ت ُ َك ِذّبُونَ بِال ِد ِ‬
‫صلَ ْونَ َها‬ ‫ار لَ ِفي َج ِح ٍيم )‪(14‬يَ ْ‬ ‫ار لَ ِفي نَ ِع ٍيم )‪َ (13‬وإِ َّن ْالفُ َّج َ‬ ‫َما ت َ ْفعَلُونَ )‪(12‬إِ َّن ْاألَب َْر َ‬
‫ّين )‪(17‬ث ُ َّم َما‬ ‫اك َما يَ ْو ُم ال ِد ِ‬ ‫ّين )‪َ (15‬و َما هُ ْم َع ْن َها بِغَائِبِينَ )‪َ (16‬و َما أ َ ْد َر َ‬ ‫يَ ْو َم ال ِد ِ‬
‫شيْئا َو ْاأل َ ْم ُر يَ ْو َمئِ ٍذ ِ ََّّللِ )‪(19‬‬ ‫س ِلنَ ْف ٍس َ‬ ‫ّين )‪(18‬يَ ْو َم َال ت َ ْم ِلكُ نَ ْف ٌ‬ ‫اك َما يَ ْو ُم ال ِد ِ‬ ‫أ َ ْد َر َ‬

‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫انشقت‪.‬‬ ‫انفطرت‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫تساقطت‪.‬‬ ‫انتثرت‬

‫اختلطت ببعضها فاختلط عذبها‬ ‫ف ّجرت‬


‫بمالحها ‪.‬‬

‫قُلب ترابها وبُعث موتاها‪.‬‬ ‫بعثرت‬

‫وجرأك على‬
‫ّ‬ ‫ما الذي خدعك‬ ‫ما غرك بربّك‬
‫عصيان ربّك ‪.‬‬

‫أي جعلك مستوي الخلقة سالم‬ ‫فسواك‬


‫ّ‬
‫األعضاء‪.‬‬

‫جعلك معتدل الخلق متناسب‬ ‫فَ َعدَلك‬


‫األعضاء‬

‫وإن عليكم لمالئكة حافظين ألعمالكم‪.‬‬ ‫َّ‬


‫وإن عليكم لحافظين‬

‫كراما على هللا تعالى يكتبون أعمالكم‪.‬‬ ‫كراما كاتبين‬

‫المؤمنون المتقون الصادقون‬ ‫االبرار‬

‫الكافرون‬ ‫الف ّجار‬

‫حرها يوم القيامة‪.‬‬


‫يقاسون ّ‬ ‫صلونُها َ‬
‫يوم الدين‬ ‫َي ْ‬

‫أي بمخرجين ‪.‬‬ ‫وما ُه ْم عنها بغائبينَ‬

‫التملك لنفسها أو لغيرها نفعا‬ ‫لنفس شيئا‬


‫نفس ٍ‬‫ٌ‬ ‫ال تملكُ‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫تعريف السورة‪ :‬اإلنفطار سورة م ّكية ‪ ،‬عدد آياتها ‪ ، 19‬ترتيبها في المصحف ‪82‬‬
‫نزلت بعد سورة النّازعات‪.‬‬
‫العنى العام للسورة‪:‬‬
‫سا َع ِة‪َ ،‬و َما‬
‫ام ال َّ‬
‫ب ِق َي َ‬
‫اح ُ‬
‫ص ِ‬‫ب ال َك ْو ِني الَّذِي يُ َ‬
‫ور ِة َح ْو َل اال ْن ِقالَ ِ‬
‫س َ‬ ‫يدور ِم ْح َو ُر ال ُّ‬
‫س ٍام ‪.‬‬‫ث ِج َ‬ ‫ير ِم ْن أ َ ْحدَا ٍ‬ ‫ُث في ذَ ِل َك ال َي ْو ِم الخ ِ‬
‫َط ِ‬ ‫َي ْحد ُ‬
‫ابتدأت السورة الكريمة ببيان مشاهد االنقالب الذي يحدث في الكون‪ ،‬من‬
‫انفطارالسماء وانتثار الكواكب ‪ ،‬وتفجير البحار ‪ ،‬وبعثرة القبور‪ ،‬وما يعقب‬
‫ذلك من الحساب والجزاء‬
‫ب ا ْنتَث َ َرتْ )‪َ (2‬وإِذَا ا ْلبِ َحا ُر‬
‫س َما ُء ا ْنفَ َط َرتْ )‪َ (1‬وإِذَا ا ْلك ََوا ِك ُ‬
‫قال تعالى ‪ ( :‬إِذَا ال َّ‬
‫س َما قَ َّد َمتْ َوأ َ َّخ َرتْ )‪)(5‬‬ ‫ع ِل َمتْ نَ ْف ٌ‬ ‫ور بُ ْعثِ َرتْ )‪َ (4‬‬ ‫فُ ِج َرتْ )‪َ (3‬وإِذَا ا ْلقُبُ ُ‬
‫إذا السماء انشقت‪ ،‬واخت َّل نظامها‪ ،‬وإذا الكواكب تساقطت‪ ،‬وإذا البحار‬
‫اختلطت ببعضها فاختلط عذبها بمالحها ‪ ،‬وأصبحت بحرا واحدا ‪.‬‬
‫وإذا القبور قُلب ترابها ‪،‬وبُعث موتاها ‪،‬حينئذ تعل ُم ك ُّل ٍ‬
‫نفس جميع أعمالها‪ ،‬ما‬
‫تقدَّم منها‪ ،‬وما تأ ّخر‪ ،‬صالحها وشرها فتجزى بها‬

‫س َّواكَ فَ َع َدلَكَ )‪(7‬فِي أَي ِ‬


‫غ َّركَ ِب َر ِبكَ ا ْلك َِر ِيم )‪(6‬الَّذِي َخلَقَكَ فَ َ‬
‫سانُ َما َ‬ ‫يا أَيُّ َها ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫ور ٍة َما شَا َء َر َّك َبكَ )‪(8‬‬ ‫ص َ‬ ‫ُ‬
‫‪،‬متهاون في طاعة هللا ‪ ،‬فتسأل عن الذي‬
‫ٍ‬ ‫إنسان ُمن ِك ٍر للبعث‬
‫ٍ‬ ‫هذه اآلية تخاطب ك َّل‬
‫ي شيءٍ خدعه حتى عصاه‬ ‫جعله يغت َ ُّر على خالقه ‪ ،‬ويُن ِكر عظمته ‪ ،‬فا ّ‬
‫وتجرأ على مخالفة أمره‪ ،‬مع إحسانه إليه وعطفه عليه ؟ وهذا توبيخ وعتاب‬
‫ّ‬
‫كانّه قال ‪ :‬كيف قابلت إحسان ربّك بالعصيان ‪ ،‬ورأفته بك بالتمرد والطغيان‬
‫اليس هو الجواد كثير الخير المستحق للشكر والطاعة؟ اليس هو الذي‬
‫خلقك وأوجدك من العدم ‪ ،‬فجعلك سويّا سالم األعضاء‪ ،‬تسمع وتعقل وت ُ ِ‬
‫بصر‬
‫وجعلك معتدل القامة منتصبا في أحسن األشكال ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ي صورة‬‫ور َّكبك ألداء وظائفك‪ ،‬في أي صور ٍة شاءها َخلَقَك؟ أي ر ّكبك في أ ّ‬


‫شاءها واختارها لك من الصور الحسنة العجيبة وكرمك ولم يجعل شكلك‬
‫كالحيوان‬
‫ين )‪(11‬يَ ْعلَ ُم َ‬
‫ون‬ ‫علَ ْي ُك ْم لَ َحافِ ِظ َ‬
‫ين )‪ِ (10‬ك َرا اما كَاتِ ِب َ‬ ‫ين )‪َ (9‬وإِ َّن َ‬ ‫ك َّال بَ ْل ت ُ َك ِذبُ َ‬
‫ون ِبال ِد ِ‬
‫ون )‪(12‬‬ ‫َما ت َ ْفعَلُ َ‬
‫ليس األمر كما تقولون من أنكم في عبادتكم غير هللا ُم ِحقّون‪ ،‬بل تكذبون‬
‫بيوم الحساب والجزاء‪ّ .‬‬
‫وإن عليكم لمالئكة كرام على هللا يراقبون أعمالكم‬
‫خير‬
‫ويكتبونها‪ ،‬ال يفوتهم من أعمالكم وأسراركم شيء‪ ،‬يعلمون ما تفعلون من ٍ‬
‫شر‬‫او ّ‬

‫ا َّن ْاأل َ ْب َر َ‬
‫ار لَ ِفي نَ ِع ٍيم )‪(13‬‬
‫إن المؤمنين األتقياء القائمين بحقوق هللا وحقوق عباده لفي نعيم هللا وجناته‪.‬‬
‫ع ْن َها ِبغَا ِئبِ َ‬
‫ين‬ ‫صلَ ْونَ َها َي ْو َم ال ِد ِ‬
‫ين )‪َ (15‬و َما ُه ْم َ‬ ‫َو ِإ َّن ا ْلفُ َّج َ‬
‫ار لَ ِفي َج ِح ٍيم )‪(14‬يَ ْ‬
‫)‪(16‬‬
‫إن الفُ َّجار الذين قَ َّ‬
‫صروا في حقوق هللا وحقوق عباده لفي جحيم‪ ،‬يصيبهم‬ ‫ّ‬
‫لهبها يوم الجزاء‪ ،‬وما هم عن عذاب جهنم بغائبين ال بخروج وال بموت‬
‫ين )‪(18‬‬ ‫ين )‪(17‬ث ُ َّم َما أَد َْراكَ َما َي ْو ُم ال ِد ِ‬‫َو َما أَد َْراكَ َما َي ْو ُم ال ِد ِ‬
‫وما أدراك ما عظمة يوم الحساب‪ ،‬ثم ما أدراك ما عظمةُ يوم الحساب؟ يوم‬
‫الحساب ال يقدر أحد ٌ على نفع أحد‪ ،‬واألمر في ذلك اليوم هلل وحده الذي ال‬
‫يقهره قاهر‪ ،‬وال ينازعه أحد‪.‬‬
‫وتجرد النفوس‬
‫ّ‬ ‫ت السورة الكريمة بتصوير ضخامة يوم القيامة وهوله ‪،‬‬ ‫واختتم ِ‬
‫وتفرد هللا ج ّل وعال بالحكم والسلطان‬
‫ّ‬ ‫يومئذ من ك ّل حو ٍل وقوة‬
‫ش ْيئ اا َو ْاأل َ ْم ُر يَ ْو َمئِ ٍذ ِ ََّّللِ )‪(19‬‬
‫س ِلنَ ْف ٍس َ‬
‫ي ْو َم َال ت َ ْم ِلكُ نَ ْف ٌ‬

‫أهم ما ترشد اليه السورة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫أن يحسِنَ اختيار آخرته‪ ،‬وذلك‬ ‫‪-1‬أهوا َل يوم القيامة رهيبةٌ‪ ،‬وعلى اإلنسان ْ‬
‫بأن يعمل آلخرته بما فيه نجاته وتحصيل نعيم اآلخرة‪.‬‬
‫‪2‬ـ قدرة َ هللا تعالى وعظمته التضاهيها قدرة ‪،‬فهو الذي خلق من العدم وتفضل‬
‫علينا بك ّل النعم فـلو شاء لجعلنا كالبهائـم‪.‬‬
‫والجن التي توسوس بارتكاب ك ّل عمل‬ ‫ّ‬ ‫الحذر من وساوس شياطين اإلنس‬ ‫ُ‬ ‫‪3‬ــ‬
‫قبيح ‪.‬‬
‫اإلعتراف بفضل هللا علينا‪ ،‬وجزيل نعمه وشكره وطاعته‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪4‬ــ‬
‫راقب أعماله وتكتبها لتُعرض يوم الحساب‬ ‫ُ‬ ‫‪ -5‬لكل إنسان مالئكة كراما ت ُ‬
‫نفس أعمالها‪ ،‬فتوزن األعمال وينال اإلنسان جزاء عمله‪ ،‬فا ّما إلى‬ ‫فترى ك ّل ٍ‬
‫جنّة وأ َ ّما إلى نار‪.‬‬
‫التحذير من التكذيب بالبعث والجزاء‪ ،‬فإنه أكبر عامل من عوامل الشر‬ ‫ُ‬ ‫‪6‬ــ‬
‫والفساد في الدنيا وأكبر سبب موجب للعذاب يوم القيامة‪.‬‬
‫أن ينفع أحد‪ ،‬ولن يجدَ الظالمون من‬ ‫عجز اإلنسان يوم القيامة ‪،‬فاليقدر ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪7‬ــ‬
‫شفيعٍ لهم‪.‬‬
‫المناقشة‪:‬‬

‫صف أهوال يوم القيامة الواردة في السورة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬تصف اآلية الكريمة مشاهد من اإلنقالب الكوني من إشفاق السماء‬
‫وإختالل نظمها والكواكب تتساقط والبحار تنفجر ويختلط عذبها بمالحها‬
‫وتصبح بحرا واحدا وتتبعثر القبور ويقلب ترابها ويبعث موتاها‪.‬‬
‫كيف يخالف اإلنسان ربه وهو خالقه بأجمل صورة؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬يخالف اإلنسان ربه في عبادة غير هللا بل يكذب بيوم الحساب والجزاء‪.‬‬
‫ما مصير كل من األبرار والفجار وبين حال الفريقين؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬مصير األبرار أن المؤمنين القائمين بحقوق هللا وحقوق عباده لفي نعيم‬
‫وجنات‪ ،‬ومصير الفجار الجحيم‪ ،‬يصيبهم لهبها يوم الجزاء وما هم عن‬
‫عذاب جهنم بغائبين‪.‬‬
‫من أكبر عوامل الفساد في ادنيا التكذيب باعث والجزاء‪ ،‬ما نتائجه؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬أن التكذيب بالبعث و الجزاء من أكبر عوامل الشر والفساد في الدنيا وأكبر‬
‫سبب موجب للعذاب يوم القيامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ ‬ضع عالمة صح أما العبارة الصحيحة‪ ،‬وعالمة خطأ أمام العبارة الخاطئة‬
‫وصحح إن وجد الخطأ‪.‬‬
‫‪ -‬إنفطار السماء وإنتثار الكواكب من عالمات يوم القيامة‪ .‬صح‬
‫‪ -‬الطبيعة هي التي أوجدتنا على هذه الصورة‪ .‬خطأ‬
‫هللا هو الذي خلقنا وأوجدنا من العدم‪.‬‬
‫‪ -‬إن الفجار المقصرين بحقوق هللا‪ ،‬يعاقبون في مدة قصيرة‪ .‬خطأ‬
‫الفجار المكذبين بيوم الدين لهم عذاب مقيم في جهنم‪.‬‬
‫‪ -‬توجد مالئكة كرام يراقبون أعمالنا ويكتبونها‪ .‬صح‬

‫الدرس الثاني‪ :‬إسماعيل عليه السالم‬

‫قال تعالى ‪ِ ( :‬إنَّا أ َ ْو َح ْينَا ِإلَي َْك َك َما أ َ ْو َح ْينَا ِإلَ َٰى نُوحٍ َوالنَّبِ ِيّينَ ِمن بَ ْع ِد ِه ۚ َوأ َ ْو َح ْينَا ِإلَ َٰى‬
‫َارونَ‬ ‫س َوه ُ‬ ‫ُّوب َويُونُ َ‬ ‫س َٰى َوأَي َ‬ ‫اط َو ِعي َ‬‫وب َو ْاأل َ ْسبَ ِ‬ ‫يم َو ِإ ْس َما ِعي َل َوإِ ْس َحاقَ َويَ ْعقُ َ‬ ‫ِإب َْرا ِه َ‬
‫سلَ ْي َمانَ ۚ َوآت َ ْينَا دَ ُاوودَ زَ بُور) ( النساء ‪)163 :‬‬ ‫َو ُ‬

‫اَّللِ َو َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَ ْينَا َو َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَ َٰى ِإب َْرا ِه َ‬


‫يم َو ِإ ْس َما ِعي َل‬ ‫قال تعالى ‪( :‬قُولُوا آ َمنَّا ِب َّ‬
‫ي النَّبِيُّونَ ِم ْن َر ِبّ ِه ْم َال‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وب َو ْاأل َ ْس َب ِ‬
‫َو ِإ ْس َحاقَ َو َي ْعقُ َ‬
‫س َٰى َو َما أوتِ َ‬ ‫س َٰى َو ِعي َ‬ ‫ي ُمو َ‬ ‫اط َو َما أوتِ َ‬
‫نُفَ ِ ّر ُق َبيْنَ أ َ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َون َْح ُن لَهُ ُم ْس ِل ُمونَ ) ( البقرة ‪) 136 :‬‬

‫‪ -‬اسمه و نسبه ‪:‬‬


‫إسماعيل بن إبراهيم (خليل هللا ) ‪.‬‬
‫ور َد اسم إسماعيل في القرآن اثنتاعشرة مرة ‪.‬مقرونا ً بالمدح والثناء وبيان‬
‫بعض خصائصه وشمائله ‪ ،‬فقد ِّ‬
‫من هللا عليه بالهداية إلى صراط المستقيم‪ ،‬واجتباه‬
‫للنبوة من أجل دعوة الناس إلى التوحيد‪ ،‬وإرشادهم إلى الخير والفالح ‪ ،‬كما أسبغ‬ ‫ِّ‬
‫بارا ً بأبيه ابراهيم‬
‫عليه القرآن المجيد صفات الصبر والحلم والصالح‪.‬وكان ِّ‬
‫مشاركا ً له في إنجاز أعماله الرسالية‪ ،‬مقتضيا ً شريعت ِه ‪،‬سائرا ً على نهجه ‪ ،‬صابرا ً‬
‫على األذى في سبيل هللا‪ .‬حمله أبوه وهو طفل رضيع ‪ ،‬وأسكنه وأُمه (هاجر)‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫في وا ٍد غير ذي زرعٍ ( وادي مكة)‪ ،‬فنشأ هناك متح ِّمالً آالم الغربة والوحشة‪،‬‬
‫ومصاعب الحياة ومرارة العيش وقد أمر هللا أَباه إبراهيم أن يضعه وأ ُ َمه‬
‫في هذا المكان البعيد ‪،‬وتو ِّجه أبوه إبراهيم إلى هللا سبحانه أن يرزقهما قائال ‪:‬‬
‫غي ِْر ذِي زَ ْرعٍ ِع ْن َد بَ ْيتِ َك ْال ُم َح هر ِم َربهنَا ِليُ ِقي ُموا‬ ‫( َربهنَا ِإ ِنِّي أ َ ْس َك ْنتُ ِم ْن ذُ ِ ِّريهتِي بِ َوا ٍد َ‬
‫ت لَ َعله ُه ْم يَ ْش ُك ُرونَ )‬
‫ار ُز ْق ُه ْم ِمنَ الث ه َم َرا ِ‬ ‫اج َع ْل أ َ ْفئِ َدة ً ِمنَ النه ِ‬
‫اس ت َ ْه ِوي ِإلَ ْي ِه ْم َو ْ‬ ‫ص َالة َ فَ ْ‬‫ال ه‬
‫( ابراهيم ‪)37:‬‬
‫وظلِّت هاجر وطفلها إسماعيل هناك ‪ ،‬ولما طال الوقت بهاجروطفلها‪،‬واشت ِّد‬
‫هاجرتفتش في‬
‫ُ‬ ‫الحر‪ ،‬عطش إسماعيل وصار يطلب من أُمه الماء ‪ ،‬فقامت‬ ‫ِّ‬
‫الوادي وتبحث في موضع السعي وهي تنادي ‪ ( :‬هل في الوادي ِمن أنيس؟)‪.‬‬
‫ت السراب‬ ‫وكان إسماعيل قد غاب عنها ثم صعدت على الصفا ‪ ،‬ورأ ِ‬
‫في الوادي ‪ ،‬فظنِّته الماء من جديد‪،‬ونزلت تسعى ولما بلغت ذلك الموضع‪،‬‬
‫وهو المروة ‪،‬غاب عنها إسماعيل من جديد‪ ،‬ثم رأت لمع السراب في موضع‬
‫الصفا من جديد وبينما كانت على المروة نظرت إلى اسماعيل فرأت الماء‬
‫يخرج من تحت رجليه ‪ ،‬وتكريما ً لها صار من مناسك الح ِّج فيما بعد‪ .‬فك ِّل َمن‬
‫يح ُّج إلى بيت هللا الحرام‪ ،‬عليه أن يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط‪،‬‬
‫وهذا تكريم من هللا سبحانه لهاجر‪ ،‬لصبرها على حكمه‪ .‬ولما أوحى هللا إلى‬
‫إبراهيم ببناء البيت الحرام ‪ .‬ش همرهو وولده إسماعيل) ع(عن سا ِع َدي الج ِّد‬
‫وأخذا يرفعان من قواعده حتى أتِّما البناء‪ ،‬وقد عهد هللا إليهما أن يط ِّهراه ِمن‬
‫وأن يدعو الطائفين والعاكفين والركع السجود إلى زيارته‬ ‫ك ِّل ما اليليق به ‪ْ ،‬‬
‫ُ‬
‫صادق الوعد ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫وقد ذكر هللا اسماعي َل في آيتين وصفه فيهما بأنِّه‬
‫س ً‬
‫وال نَ ِبيًّا ( ‪َ )54‬و َكانَ‬ ‫صادِقَ ْال َو ْع ِد َو َكانَ َر ُ‬‫ب ِإ ْس َما ِعي َل ۚ ِإنههُ َكانَ َ‬ ‫( َوا ْذ ُك ْر فِي ْال ِكتَا ِ‬
‫ضيًّا(‪) )55‬مريم‬ ‫الز َكاةِ َو َكانَ ِع ْن َد َر ِبِّ ِه َم ْر ِ‬ ‫يَأ ْ ُم ُر أ َ ْهلَهُ ِبال ه‬
‫ص َالةِ َو ه‬
‫نسب الرسول محمد صلى هللا‬
‫ُ‬ ‫عشر ولدا ً ‪ ،‬وإليه يمت ُّد‬
‫َ‬ ‫ولقد ولد ‪،‬السماعيل اثنا‬
‫عليه وسلم‬
‫عاش إسماعيل بعد أن قدِّم إلى البشر على مدى الزمان ‪ ،‬أروع األمثلة‬
‫في الصبر على حكم هللا‪ ،‬والدعوة الى هللا ‪ ،‬الواحد‪.‬وظ ِّل بارا ً بوالدته حتى‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫توفيت تلك المرأة الصابرة الصالحة ‪ ،‬التي تقبِّلت ما فرضه هللا سبحانه عليها‬
‫من غربة ووحشة بقلب يملؤه اْليمان ‪ ،‬وحين توفِّيت ‪ ،‬دفنها ابنها إسماعيل‬
‫إلى جانب البيت الشريف وهو المكان ال ُمس ِّمى اليوم بحجر اسماعيل‪.‬‬
‫وبعد وفاته دُفن هناك أيضا ً إلى جانب أ ِّمه في ُحجر ٍة أخرى‪ ،‬بعد أن‬
‫قدهم لنا من سيرة حياته ‪ ،‬ما يمأل قلوبنا باْليمان ‪ ،‬والصبر‪ ،‬والشجاعة‪،‬‬
‫وبرالوالدين‬
‫ِّ‬
‫المناقشة‪:‬‬

‫من هو إسماعيل عليه السالم؟‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬هو إبن نبي هللا إبراهيم عليه السالم‪.‬‬
‫في أي واد أسكنه هللا ومن أمره وأباه بالبناء؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬أسكنه وأمه هاجر في واد غير ذي زرع‪ ،‬وأوحى هللا إلى أبيه إبراهيم ببناء‬
‫البيت الحرام حيث شمر هو وولده وأخذا يرفعان من قواعده حتى أتما‬
‫البناء‪.‬‬
‫بماذا كان يتصف سيدنا إسماعيل عليه السالم؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬بالصبر والحكم واإلصالح وقد كان بارا بأبيه وشاركه في إنجاز أعماله‬
‫الرسالية كمشاركته في رفع قواعد البيت الحرام‪.‬‬
‫السعي بين الصفا والمروة من مناسك الحج‪ ،‬من أين جاءت ولماذا؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬يرجع بدء السعي بين الصفا والمروة إلى زمن النبي إبراهيم‪ ،‬حيث تعتبر‬
‫هاجر أول من سعى بين الصفا والمروة‪ ،‬حينما كانت تلتمس الماء البنها‬
‫النبي إسماعيل‪ ،‬فكانت تصعد على جبل الصفا ثم تنزل حتى تصل جبل‬
‫كررت ذلك سبعة أشواط‪ ،‬حتى وجدت الماء عند موضع‬ ‫المروة‪ ،‬وقد َّ‬
‫زمزم‪ ،‬فشربت وأرضعت ولدها‪ .‬فلما جاء اإلسالم جعل ذلك من مناسك‬
‫الحج والعمرة‪.‬‬
‫أين دفن إسماعليه ووالدته عليهما السالم؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬دفنا إلى جانب البيت الشريف وهو المكان المسمى اليوم بحجر إسماعيل‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪ :‬من الحديث الشريف‬


‫تقوى هللا وحسن المعاملة‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫نص الحفظ‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ( :‬اتق هللا حيثما كنت‪ ،‬وأتبع السيئة الحسنة‬
‫تمحها ‪ ،‬وخالق الناس بخلق حسن )‬
‫رواه الترمذي وقال‪ :‬حديث حسن‬

‫معاني المفردات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ا ْ‬
‫متثل أوامره واجتنبْ نواهيه‪.‬‬ ‫ق هللا‬
‫ات ِ‬

‫كنت ‪ ،‬وعلى أيّة حال ٍة‬


‫في أي مكان َ‬ ‫كنت‬
‫حيثما َ‬
‫وجدت‪.‬‬

‫اعمل بعد اإلساءة عمال صالحا‬ ‫أتْبعِ السيئة الحسنة تم ُحها‬


‫يذهب أثر اإلساءة ‪.‬‬

‫سن‬ ‫ْ‬
‫عامل ُهم بسلوكٍ َح َ‬ ‫الناس بِ ُخلق َح َسن‬
‫َ‬ ‫خَا ِلق‬

‫المعنى العام‪:‬‬
‫في هذا الحديث الشريف يأمرنا الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) ) ناصحا ومرشدا‬
‫نحترس‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫من غضب هللا بطاعته وخشيته والتزام أوامره ‪ ،‬وفعل ما أمر به ‪ ،‬وترك ما‬
‫سرا وعالنية مع غيرنا أو منفردين‬
‫نهى عنه ‪ ،‬أينما كنا ‪ًّ ،‬‬
‫صرنا في عمل‬ ‫وإذا ما بدرت منّا سيئةٌ أو مخالفةٌ ‪ ،‬أو وقعنا في خطأ ‪ ،‬أو ق َّ‬
‫ع إلى طاعة هللا والتوب ِة إليه واستغفاره وعم ِل الصالحات‪،‬‬ ‫ما ‪ ،‬فعلينا أن نُسار َ‬
‫ت يُ ْذ ِه ْب َن‬ ‫ط َرفَي ِ النَّ َه ِار َو ُزلَفاا ِم َن اللَّ ْي ِل ۚ إِ َّن ا ْل َح َ‬
‫سنَا ِ‬ ‫فر عنّا سيئاتِنا ( َوأَقِ ِم ال َّ‬
‫ص َالةَ َ‬ ‫لي ّك َ‬
‫ين ) ( هود ‪) 114 :‬‬ ‫ت ۚ َٰذَ ِلكَ ِذك َْر َٰى ِللذَّا ِك ِر َ‬
‫سيِئ َا ِ‬
‫ال َّ‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫صرنا في‬‫ويسري هذا على أعمالنا الدنيوية ‪ ،‬وعالقتنا باآلخرين‪ .‬فإذا ما ق ّ‬


‫عم ٍل من أعمالنا الوظيفية أو في عالقاتنا االجتماعية ‪ ،‬أو بدرت منّا إساءة إلى‬
‫أثر ذلك التقصير وتلك اإلساءة ‪،‬أَن نعمل على تالفي‬ ‫خير ما يزي ُل َ‬ ‫أحد ّ‬
‫فإن َ‬
‫وأن نسامح َمن‬‫التقصير بالعمل المخلص ‪ ،‬والتعويض عنه بالجد والمثابرة ‪ْ ،‬‬
‫أسأ إلينا ‪ ،‬ونُصلح عالقتنا به بالمعاملة الحسنة ‪.‬‬
‫أن نعام َل الناس بال ُحسنى‪،‬‬ ‫ويأمرنا الرسول في هذا الحديث الشريف ‪ْ ،‬‬
‫نحترم آراءهم‬
‫َ‬ ‫فنقابلهم بوجو ٍه طلق ٍة مستبشرة‪ ،‬ونبذل لهم المعروف ‪ ،‬وأن‬
‫نتكبر على أحد ‪ ،‬وال نفع ُل معهم شيئا ال نحبّ ْ‬
‫أن يفعلوه معنا‬ ‫ُ‬ ‫ومشاعرهم ‪ ،‬وال‬
‫َ‬
‫التعاون‪ .‬وإذا ما تحلّى‬
‫ُ‬ ‫صر المحب ِة ‪ ،‬ويسود ُ‬
‫‪ ،‬وبذلك تجتم ُع القلوب ‪ ،‬وتقوى أوا ُ‬
‫بخير وطمأنين ٍة‬
‫ٍ‬ ‫أفرادُ المجتمع بهذه الصفا ِ‬
‫ت العالية ‪ ،‬عاشوا‬
‫أهم ما يرشد اليه الحديث‪:‬‬
‫ُّ‬
‫يستحق به العقوبة ‪،‬‬ ‫ويذكره ‪ ،‬يبتعد ُ َعن كل ما‬
‫َ‬ ‫‪َ -1‬م ْن يخشى هللا ّ‬
‫عز وج ّل ‪،‬‬
‫من فع ٍل أوقول ‪ ،‬وال يعمل إال الصالحات‬
‫اإلنسان في عمله‪ْ .‬‬
‫وأن‬ ‫ُ‬ ‫ص‬ ‫التقصير واإلساءة ‪ْ ،‬‬
‫أن يُخ ِل َ‬ ‫ِ‬ ‫خير ما يزي ُل َ‬
‫أثر‬ ‫‪ُ -٢‬‬
‫يحسّنَ موقفَه ‪ ،‬ويتالفى تقصيره وإساءته ‪ ،‬بالعم ِل الصالحِ وب ُح ْس ِن المعاملة‪.‬‬‫ِ‬
‫أبناء المجتمع ‪ُ ،‬حس ُن المعاملة ‪ ،‬والتزا ُم‬ ‫أحسن ما يبني العالقةَ الطيبة بين ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-٣‬‬
‫مكارم األخالق‬
‫ِ‬
‫المناقشة‪:‬‬

‫‪ ‬في الحديث الشريف ثالثة أوامر عبر عن واحدة منها بعبارة من عندك‬
‫موضحا المراد منه بايجاز‪:‬‬
‫أن نعام َل الناس بال ُحسنى‪،‬‬ ‫يأمرنا الرسول في هذا الحديث الشريف ‪ْ ،‬‬
‫نحترم آراءهم‬
‫َ‬ ‫فنقابلهم بوجو ٍه طلق ٍة مستبشرة‪ ،‬ونبذل لهم المعروف ‪ ،‬وأن‬
‫أن يفعلوه معنا‬ ‫نتكبر على أحد ‪ ،‬وال نفع ُل معهم شيئا ال نحبّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ومشاعرهم ‪ ،‬وال‬
‫َ‬
‫التعاون‪ .‬وإذا ما تحلّى‬
‫ُ‬ ‫صر المحب ِة ‪ ،‬ويسود ُ‬
‫‪ ،‬وبذلك تجتم ُع القلوب ‪ ،‬وتقوى أوا ُ‬
‫بخير وطمأنين ٍة‬
‫ٍ‬ ‫ت العالية ‪ ،‬عاشوا‬ ‫أفرادُ المجتمع بهذه الصفا ِ‬
‫الحديث الشريف على نصائ َح وإرشادات‪ .‬بي ْن أثرها في حيا ِة‬ ‫ُ‬ ‫● اشتم َل‬
‫الفر ِد والجماعة‬
‫ُّ‬
‫يستحق به العقوبة ‪،‬‬ ‫ويذكره ‪ ،‬يبتعدُ َعن كل ما‬
‫َ‬ ‫عز وج ّل ‪،‬‬ ‫‪َ -1‬م ْن يخشى هللا ّ‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫من فع ٍل أوقول ‪ ،‬وال يعمل إال الصالحات‬


‫اإلنسان في عمله‪ْ .‬‬
‫وأن‬ ‫ُ‬ ‫ص‬ ‫التقصير واإلساءة ‪ْ ،‬‬
‫أن يُخ ِل َ‬ ‫ِ‬ ‫خير ما يزي ُل َ‬
‫أثر‬ ‫‪ُ -٢‬‬
‫يحسّنَ موقفَه ‪ ،‬ويتالفى تقصيره وإساءته ‪ ،‬بالعم ِل الصالحِ وب ُح ْس ِن المعاملة‪.‬‬
‫ِ‬
‫بناء المجتمع ‪ُ ،‬حس ُن المعاملة ‪ ،‬والتزا ُم‬ ‫أحسن ما يبني العالقةَ الطيبة بين أ ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-٣‬‬
‫مكارم األخالق‬
‫ِ‬

‫اذكر ثالثةَ أمثل ٍة‬


‫الناس بال ُحسنى‪ْ .‬‬
‫َ‬ ‫● امرنا نبينا صلى هللا عليه وسلم ْ‬
‫أن نعام َل‬
‫لهذ ِه المعاملة‬
‫نحترم آراءهم‬
‫َ‬ ‫ان نقابلهم بوجو ٍه طلق ٍة مستبشرة‪ ،‬ونبذل لهم المعروف ‪ ،‬وأن‬
‫نتكبر على أحد‬
‫ُ‬ ‫ومشاعرهم ‪ ،‬وال‬
‫َ‬

‫الدرس الرابع‪ :‬أهمية الصالة‬

‫أهمية الصالة‪:‬‬
‫‪-١‬إقامة الصالة وتأديتها أمتثال ألمر هللا تعالى وطاعة له ‪.‬‬
‫استشعار عظم ِة الخالق وخشيته وكان رسول هللا وأهل بيته (صلوات هللا عليهم‬ ‫ُ‬ ‫‪-٢‬‬
‫وسالمه) يتغير لونهم ‪ ،‬وترتجف أوصالهم من خَشية هللا وعظمته‬
‫ي بن الحسين زين العابدين أنّه كان إذا‬ ‫وي عن عل ّ‬ ‫عند الصالة ‪ ،‬كما ُر َ‬
‫ْ‬
‫وارتجفت أطرافهُ‪ ،‬فقي َل له ‪ :‬فيم ذلك ؟ فقال ‪ :‬ويحكم ‪،‬‬ ‫اصفر وجهه‬‫َّ‬ ‫توضأ‬
‫سأقف ؟‬
‫ُ‬ ‫ي َم ْن‬
‫أتدرونَ بينَ يَدَ ْ‬
‫وتدريب على الصبر ‪ ،‬فقد كان األنبيا ُء‬
‫ٌ‬ ‫‪٣‬ــ في الصالةِ تذلي ٌل للشدائد والمحن ‪،‬‬
‫يفزعونَ إلى الصال ِة عندَ الشدائد‪.‬‬
‫فهي واحةٌ روحيةٌ يفي ُء‬ ‫آثارها في الطمأنين ِة وراح ِة النفس ‪َ ،‬‬ ‫‪ -٤‬الصالة ُ تحقّ ُق َ‬
‫إليها المسل ُم ‪ ،‬ليتفيأ ظاللَها الوارفةَ ‪ ،‬فيجدُ فيها عالجا لمشكال ِته النفسيّة ‪،‬‬
‫ويتخلّى بها عن ُه ِ‬
‫موم الحياة‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ب َوأ َ ِق ِم ال َّ‬
‫ص َالة َ‬ ‫ي ِإلَي َْك ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫وح َ‬ ‫تهذيب للسلوك ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬اتْ ُل َما أ ُ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -٥‬الصالة ُ‬
‫صنَعُونَ )‬ ‫َّللاُ َي ْعلَ ُم َما ت َ ْ‬ ‫َاء َو ْال ُم ْن َك ِر َولَ ِذ ْك ُر َّ‬
‫َّللاِ أ َ ْك َب ُر َو َّ‬ ‫ص َالة َ ت َ ْن َه َٰى َع ِن ْالفَ ْحش ِ‬
‫ِإ َّن ال َّ‬
‫(العنكبوت ‪) 45:‬‬
‫يستحضرفيها المصلّي‬
‫ُ‬ ‫بالمعروف واإلحسان ‪ .‬فالصالة ُ‬
‫ِ‬ ‫ومفهو ُم اآلية أنّها ُ‬
‫تأمر‬
‫خمس مرات في اليوم والليلة في األقل‪ ،‬كفيلةٌ ْ‬
‫بان ترفَعَهُ إلى‬ ‫َ‬ ‫قلبَه مع هللاِ تعالى‬
‫هي عنه‬‫ب ما نُ َ‬ ‫االستقام ِة وامتثا ِل أوامر هللا تعالى ‪ْ ،‬‬
‫وأن تردَ َعهُ عن ارتكا ِ‬
‫فالعبدُ إذا انقط َع الى هللا تعالى يناجي ِه بلسان ِه وقلب ِه‪ ،‬ويستله ُم منه الهداية والقوة‪،‬‬
‫سيبتعدُ عن حبائل الشيطان وسوء الخلق‪،‬ويبتعد عن معصية هللا ‪ ،‬فإن استطا َ‬
‫ع‬
‫ت المحرمةَ ‪ّ ،‬‬
‫فإن لهُ‬ ‫أن يؤثروا فيه ‪ ،‬فيزيّنوا له الشهوا ِ‬ ‫اإلنس ْ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫الجن أو‬ ‫ُ‬
‫ياطين‬ ‫ش‬
‫في لقائ ِه اآلخر القريب مع هللا تعالى ما يطردُ عنه هذه الوساوس واألوهام ‪.‬‬
‫ت المفروض ِة خمس مرات في اليوم والليلة‪.‬‬ ‫تكرار الصلوا ِ‬
‫ِ‬ ‫ولع ّل ذلك من حكم ِة‬
‫ومما يؤسف له بعض ما نراهُ في المجتمع اإلسالمي ِمن كثر ِة المصلّينَ‬
‫والمنكرات‪،‬وسبب ذلك أنهم لم يقيموا‬
‫ُ‬ ‫الفواحش‬
‫َ‬ ‫وهم على رغم ذلك ‪ ،‬يرتكبونَ‬
‫صلوا ِتهم على منهج هللا تعالى فصالتُهم تفتقدُ أه ّم مكوناتها األساسية أال وهو‬
‫للنفس والسلوك ‪،‬‬‫ِ‬ ‫ع المهذّب‬‫يترتب عليه الخشو ُ‬
‫ُ‬ ‫ضور القلب في الصالة الذي‬ ‫ُ‬ ‫ُح‬
‫أن تنهى‬ ‫‪،‬ألن الصالة َ البدّ ْ‬
‫ّ‬ ‫تؤثر في سلو ِكهم فتفقد قيمتَها‬
‫ُ‬ ‫فإن صالتهم ال‬ ‫ومن ث ّم ّ‬
‫ْ‬
‫ليست‬ ‫ّ‬
‫‪،‬ألن قلو َبهم‬ ‫تقربهم ِمنَ هللا تعالى‬
‫الفحشاء والمنكر ‪ ،‬وهكذا صالة لن ّ‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫ِ‬
‫أن تكونَ صالتُنا مشتملة على الخشوع لنحيا حياة‬ ‫يجب ْ‬
‫ُ‬ ‫معهُ (ج َّل وعال) ‪ .‬ولهذا‬
‫صالحة وسعيدة‬
‫المناقشة‪:‬‬
‫‪ -۱‬متى تكو ُن الصالةُ واجبةا على المسلم والمسلمة ؟(نشاط)‬
‫الصالة فريضة واجبة على كل مسلم عاقل بالغ ذكر او انثی‬

‫أركان اإلسالم ؟ استشه ْد بحدي ٍ‬


‫ث شريف ‪(.‬نشاط)‬ ‫ِ‬ ‫‪ -۲‬هل الصالةُ رك ٌن من‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫نعم ان الصالة هي الركن الثاني من اركان االسالم بعد ركن الشهادتين وهي‬
‫فريضة واجبة ‪ .‬قال رسول هللا (ص) (بني اإلسالم على خمس شهادة ان ال هللا إال‬
‫هللا وأن محمدا رسول هللا وإقامة الصالة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان)‬

‫‪ -۳‬تكل ْم على أحب األعما ِل إلى هللا ‪.‬‬


‫أحب األعمال الى هللا تعالى ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الصالة على أوقاتها‬
‫‪ - ٢‬بر الوالدين‬
‫‪ - ۴‬الجهاد في سبيل هللا‬

‫بنهر مبينا ا عظيم أثرها ‪.‬اذكر الحديث‬


‫‪-٤‬شبه رسول هللا الصلوات الخمس ٍ‬
‫الشريف وبين معناه ؟‬

‫‪ -٥‬متى تكون الصالة مقبولة ؟‬


‫إذا كانت نيتها خالصة هللا تعالى ومطبقة لما جاء به رسول هللا محمد (ص)‬

‫‪ -٦‬تحدث عن اهمية الصالة‬


‫‪ -١‬استشعار عظمة الخالق وخشيته ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬في الصالة تذليل للشدائد والمحن وتدريب على الصبر‬
‫‪ - ٣‬الصالة تحقق آثارها في الطمأنينة وراحة النفس‬
‫‪ - 4‬الصالة تهذيب للسلوك‬
‫ه ‪ -‬أمتثال ألمر هللا تعالى وطاعة له ‪.‬وهي أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫الدرس الخامس‪ :‬اإلمام زين العابدين‬

‫إسمه ونسبه‪:‬‬
‫ب بالس ّجاد‪،‬لكثرةِ سجود ِه هلل ‪،‬وكذلك زين‬
‫ي بن أبي طالب لق َ‬ ‫ي ُ‬
‫بن الحسين بن عل ّ‬ ‫عل ّ‬
‫العابدين النشغال ِه بالعبادة على أحسن وجه ولد اإلمام السجاد سنة ‪ 38‬هـ‪.‬‬

‫أخالقه و كرمه ‪:‬‬


‫الطعام مع أ ّمه‪،‬‬
‫َ‬ ‫ومن جمي ِل ُخلُقه أنّه كان ال يأك ُل‬
‫كان تقيّا عابدا ورعا ‪ِ ،‬‬
‫ي‪،‬‬ ‫أن أمدَّ يدي إلى لقم ٍة فأسبقَ أم ّ‬ ‫سئ َل عن ذلك ‪ ،‬قال أخشى ْ‬ ‫وعندما ُ‬
‫فقراء المدينة‬
‫ِ‬ ‫الطعام إلى‬
‫َ‬ ‫ومن كرمه أنّه كانَ ِ‬
‫يحم ُل‬ ‫وأكون بذلك قد عققتُها ‪ِ .‬‬
‫ُ‬
‫واأليتام ويقدّ ُم لهم‬
‫َ‬ ‫متخفيا في الليل ‪ ،‬لكي ال يعرفهُ أحد‪ ،‬وكان يتفقدُ األرام َل‬
‫الطعام فلما استشهد وانقطعت عنهم تلك المساعدات ع ِلموا أن الذي كان يحمل‬
‫سبّهُ رج ٌل‬
‫ي بن الحسين كما كان حليما ومتسامحا ‪ ،‬فقد َ‬ ‫لهم الطعام هو اإلمام عل ّ‬
‫إياك أعني ‪ .‬فقال اإلمام ‪:‬‬ ‫ت اإلما ُم ‪ ،‬فقال الرجل ‪َ :‬‬ ‫س َك َ‬
‫ذات ّمر ٍة‪ ،‬ف َ‬
‫َ‬
‫غضي‬‫وعنك أ ُ ِ‬
‫َ‬
‫عبادته‪:‬‬
‫قال ابنه الباقر كان قيا ُم أبي في صالته قيام العبد الذليل بين يدي‬
‫الملك الجليل ‪ ،‬وكانت أعضاؤه ترتعد ُ من خَشية هللا ّ‬
‫عز وج ّل‪ ،‬ويتبدّ ُل لونُه‪،‬‬
‫وكان يصلّي صالة َ مودّعٍ يرى أنّهُ ال يصلّي بعدها أبدا ‪ .‬ولقد كان يُ ِكثر ِمنَ‬
‫الصوم والصالةِ والته ّج ِد والدعاء زاهدا تقيا ورعا‪ .‬ورحم هللا الشاعر الذي‬ ‫ِ‬
‫أنشد فيه ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫الطاهر العل ُم‬


‫ُ‬ ‫ي‬
‫ي النق ُّ‬‫هذا التق ُّ‬ ‫ابن خَير عبا ِد هللاِ كلّــهــم‬
‫هذا ُ‬
‫بـ ّجد ِه أنبيـا ُء هللا قـد ُختــموا‬ ‫كنت جاهلهُ‬‫إن َ‬ ‫ابن فاطمةَ ْ‬
‫هذا ُ‬
‫دوره في كشف الحقائق و تثبيت الدين ‪:‬‬
‫الطف التي استُش ِه َد فيها أبوهُ اْلما ُم الحسين و مرض اْلمام في‬ ‫شهد اْلمام مأساة َ ِّ‬
‫أثناء الواقعة مرضا ً جعله طريح الفراش ال يقوى على الحراك فأسر مع من أسر‬
‫ونُقلوا سبايا إلى الشام‪ .‬وبهذا حفظ هللا االمام زين العابدين وذريهته‪ ،‬فكان علما ً ِمن‬
‫أعالم التُقى والعبادةِ والزه ِد ‪ ،‬وعندما وصلوا إلى الشام دنا شيخ من اْلمام الس ِّجاد‬ ‫ِ‬
‫وقا َل له ‪ :‬الحم ُد هلل الذي أهلك ُكم ‪ ،‬وأمكنَ الخليفةَ منكم ‪.‬‬
‫أقرأت القرآن ؟ قال الرجل‪ :‬بلى ‪ .‬قال اْلمام أقرأت ( ٰ َذ ِلكَ‬ ‫َ‬ ‫فأجابَهُ اْلمام يا شيخ‬
‫علَ ْي ِه أَجْ ًرا إِ َّال‬ ‫سأَلُ ُك ْم َ‬ ‫ت قُ ْل َال أ َ ْ‬ ‫صا ِل َحا ِ‬ ‫ِين آ َمنُوا َوع َِملُوا ال َّ‬ ‫َّللاُ ِعبَا َدهُ الَّذ َ‬ ‫ش ُر َّ‬ ‫الَّذِي يُبَ ِ ّ‬
‫ُور)‬‫شك ٌ‬ ‫غفُو ٌر َ‬ ‫َّللا َ‬‫سنًا إِ َّن َّ َ‬ ‫سنَةً نَ ِز ْد لَهُ فِي َها ُح ْ‬ ‫ف َح َ‬ ‫ا ْل َم َو َّدةَ فِي ا ْلقُ ْربَ ٰى ۗ َو َم ْن يَ ْقت َ ِر ْ‬
‫ين‬‫س ِك َ‬ ‫ت َذا ا ْلقُ ْربَ ٰى َحقَّهُ َوا ْل ِم ْ‬ ‫( الشورى ‪ ) 23 :‬قال بلى‪ .‬قال االمام ‪ :‬أقرأت (فَآ ِ‬
‫ون)‬ ‫َّللا ۖ َوأُو ٰلَئِكَ ُه ُم ا ْل ُم ْف ِل ُح َ‬ ‫ُون َوجْ هَ َّ ِ‬ ‫ِين يُ ِريد َ‬ ‫سبِي ِل ۚ ٰ َذ ِلكَ َخي ٌْر ِللَّذ َ‬ ‫َواب َْن ال َّ‬
‫سو ِل‬ ‫لر ُ‬ ‫سهُ َو ِل َّ‬ ‫ّلِل ُخ ُم َ‬ ‫ش ْي ٍء فَأ َ َّن ِ َّ ِ‬ ‫غنِ ْمت ُ ْم ِم ْن َ‬ ‫(الروم ‪ ) 38 :‬و قوله ( َوا ْعلَ ُموا أَنَّ َما َ‬
‫اّلِل َو َما أ َ ْن َز ْلنَا‬
‫س ِبي ِل ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم آ َم ْنت ُ ْم ِب َّ ِ‬ ‫ين َواب ِْن ال َّ‬ ‫سا ِك ِ‬ ‫َو ِلذِي ا ْلقُ ْربَ ٰى َوا ْليَتَا َم ٰى َوا ْل َم َ‬
‫ِير ) (االنفال ‪:‬‬ ‫ش ْي ٍء قَد ٌ‬ ‫علَ ٰى ُك ِ ّل َ‬ ‫َّللاُ َ‬
‫ان ۗ َو َّ‬ ‫ان يَ ْو َم ا ْلتَقَى ا ْل َج ْمعَ ِ‬ ‫ع ْب ِدنَا يَ ْو َم ا ْلفُ ْرقَ ِ‬ ‫علَ ٰى َ‬ ‫َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫نحن وهللا القربى في هذ ِه اآليا ِ‬ ‫‪ )41‬قال الشيخ ‪ :‬نعم قرأتُ ذلك ‪ .‬قال اْلمام ‪ُ :‬‬
‫ج ا ْل َجا ِه ِليَّ ِة‬ ‫أقرأت قولهَ تعالى ‪َ ( :‬وقَ ْر َن فِي بُيُوتِك َُّن َو َال تَبَ َّرجْ َن تَبَ ُّر َ‬ ‫َ‬ ‫ثم قال اْلمام ‪:‬‬
‫َّللاُ ِليُ ْذ ِه َ‬
‫ب‬ ‫سولَهُ ۚ ِإنَّ َما يُ ِري ُد َّ‬ ‫الزكَاةَ َوأ َ ِط ْع َن َّ َ‬
‫َّللا َو َر ُ‬ ‫ين َّ‬ ‫ص َالةَ َوآتِ َ‬ ‫ْاألُولَ ٰى ۖ َوأَقِ ْم َن ال َّ‬
‫يرا) (االحزاب ‪ )33 :‬قال ‪ :‬بلى قرأت ‪،‬‬ ‫ت َويُ َط ِ ّه َر ُك ْم ت َ ْط ِه ً‬ ‫س أ َ ْه َل ا ْلبَ ْي ِ‬ ‫الرجْ َ‬ ‫ع ْن ُك ُم ِ ّ‬ ‫َ‬
‫فقال اْلمام نحن أهل البيت الذين خصهم هللا بالتطهير‪ .‬قال الشيخ ‪ :‬باهللِ عليكم أنتم‬
‫ف الشي ُخ على ما مضى ِمن قو ِله ‪،‬‬ ‫شك ‪.‬فأ ِس َ‬ ‫غير ِّ‬ ‫لنحن هُم ِمن ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُهم ؟ قال ‪ :‬إنِّا‬
‫وتبرأ إلى هللاِ ِمن أعدائِهم ‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫دوره العلمي‪:‬‬
‫ث‬
‫سعى اْلمام بعد واقع ِة كربالء وعودته إلى المدينة إلى نشر األحادي ِ‬
‫ق عد ٍد ِمنَ المسلمين بلغ اثنين وسبعينَ‬
‫والعلوم اْلسالمية عن طري ِ‬
‫ِ‬ ‫النبويِّة‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫رجالً ‪ ،‬نذكر ثالثةً منهم ‪:‬‬


‫‪ -١‬سعيد بن المسيب وقال عنه اْلمام السجاد (سعيد أعل ُم الناس بما تقِّدمه‬
‫اآلثار‪ ،‬وأفه ُمهم في زمانه)‬
‫ِ‬ ‫ِمنَ‬
‫‪ -٢‬أبو حمزة الثمالي وقال فيه اْلمام الرضا (أبو حمزة سلمان زمانه)‪.‬‬
‫علم‬
‫عن ِ‬‫مستغن َ‬
‫ٍ‬ ‫(ليس على وجه ِ األرض َمن هو‬
‫َ‬ ‫‪ -٣‬سعي ُد بن جبير ‪ ،‬وقيل َ عنه‬
‫ابن جبير ) ‪.‬‬
‫اثاره‪:‬‬
‫‪ -١‬الصحيفةُ الس ِّجادية ‪ :‬وتبدو هذه الصحيفة من األدعي ِة المأثورة عن األئم ِة‬
‫(عليهم السالم) ساطعةً كالشمس استخدمها الس ِّجا ُد كوسيل ٍة لتوعية الناس ‪،‬‬
‫وتهذيبهم وتربيتهم روحيا ً واجتماعياً‪.‬‬
‫ت شريفةً في حق هللا والوالدين‬ ‫‪ -٢‬رسالةُ الحقوق ‪ :‬وهي التي جمعت روايا ٍ‬
‫واألخوان والزوجة واألبناء والجار والصديق والكبير والصغير والخصم و حق‬
‫النفس وواجباتها‪.‬‬
‫استشهاده‪:‬‬
‫ويثير مخاوفَهم ‪ .‬وقد أدركوا ه‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫ق الظالمين ‪،‬‬ ‫ان ما تقدِّم ذكره كان يُؤر ِ‬
‫إيقاف مسيرةِ اْلمام ال تت ِّم بإرهابِه ‪ ،‬إنما بتصفيته وقتله ‪ ،‬وهكذا فقد اغتيل في‬ ‫َ‬
‫الخامس والعشرين من محرم الحرام سنة (‪9٥‬هـ) وقد دُفن في مقبرة ائمة‬
‫ُس إليه واستُش ِهد َ‬
‫س ِّم د ه‬
‫البقيع عليهم السالم في المدينة المنورة من خال ِل ُ‬
‫كما استُش ِه َد غالبيةُ آل بيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ .‬فسالم عليه ‪ ،‬وعلى‬
‫األئم ِة ال ُهداةِ‬
‫الميامين من آبائه وأبنائه‪ ،‬سال ًما دائ ًما مع الخالدين‬
‫المناقشة‪:‬‬

‫علي بن الحسين بالسجاد وبزين العابدين ‪ ،‬عل ْل ذلك ؟‬ ‫ُّ‬ ‫‪ ‬لق َ‬


‫ب اإلما ُم‬
‫ب بالس ّجاد‪،‬لكثرةِ سجود ِه هلل ‪،‬وكذلك زين العابدين النشغال ِه بالعبادة على‬ ‫لق َ‬
‫أحسن وجه‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫‪ ‬تحدث عن أخالق اإلمام السجاد وعن عبادته‪.‬‬


‫‪ ‬كان تقيا ورعا ومن جميل خلقه أنه كان ال يأكل الطعام مع أمه وعندما سئل‬
‫عن ذلك قال‪ :‬أخشى أن أمد يدي إلى لقمة فأسبق أمي وأكون بذلك عققتها‪.‬‬
‫‪ -‬ومن كرمه أنه كان يتفقد األرامل واأليتام ويقدم لهم الطعام متخفيا في الليل كي‬
‫ال يعرفه احد‪ ،‬فلما مات وانقطعت عنهم تلك المساعدات علموا أن الذي كان يحمل‬
‫لهم الطعام هو اإلمام علي بن الحسين (عليهم السالم) ‪ ،‬كان حليما ومتسامحا فقد‬
‫سبه رجل ذات مرة فسكت اإلمام ‪ ،‬فقال الرجل إياك أعني ‪ ،‬فقال اإلمام وعنك‬
‫أغضي‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬أذكر حادثة توضح دور اإلمام في كشف الحقائق للناس‪.‬‬
‫‪ ‬عندما وصل مع السبايا إلى بالد الشام دنا شيخ من اإلمام وقال له الحمد هلل‬
‫الذي أهلككم وأمكن الخليفة منكم فأجابه اإلمام يا شيخ أقرأت القرآن ؟ قال‬
‫الرجل‪ :‬بلى ‪ .‬قال اإلمام عليه السالم‪ :‬وآت ذي القربى حقه‪.‬‬
‫‪ ‬ما الدور العلمي الذي قام به اإلمام عليه السالم‪ ،‬وما آثاره العلمية‪ ،‬ومن هم‬
‫تالمذته؟‬
‫‪ ‬سعى اإلمام بعد واقعة الطف كربالء وعودته إلى المدينة إلى نشر األحاديث‬
‫والعلوم اإلسالمية بواسطة عدد من المسلمين قد وصل عددهم إلى أثنين‬
‫وسبعين رجال منهم‪ :‬سعيد بن المسيب وأبو حمزة الثمالي وسعيد بن جبير ‪.‬‬
‫آثاره العلمية‪ :‬الصحيفة السجادية‪ ،‬رسالة الحقوق‪.‬‬
‫‪ ‬كيف استشهد اإلمام السجاد عليه السالم‪.‬‬
‫‪ ‬حاول الظالمون إيقاف مسيرة اإلمام العلمية بتصفيته وقتله بعد أن عجزوا‬
‫في إرهابه ‪ .‬لذا اغتيل من خالل دس السم له واستشهد كما استشهد غالبية‬
‫آل بيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬

‫الدرس السادس‪ :‬السرقة‬

‫تصيب المجتمعات ‪،‬‬


‫ُ‬ ‫ت الذميمة التي‬
‫ت واآلفا ِ‬
‫السرقة صفة ِمن أسوأ الصفا ِ‬
‫وهي عمل قبيح نهى هللا عنها‪.‬‬
‫تعريف السرقة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫الغيرالمنقول من غير رضاه)) ويتبي ُّن لنا منَ التعريف ّ‬


‫أن‬ ‫ِ‬ ‫و السرقة ‪((:‬أخذُ ما ِل‬
‫السرقةَ تنطوي على أكثر من معنى ‪ ،‬فهي أخذُ شيءٍ ليس ِمن حقّ َك ‪ ،‬ونقله من‬
‫التصرف به‬
‫ّ‬ ‫مكان آخر بنيّة‬
‫ٍ‬ ‫مكانه المحفوظ فيه إلى‬
‫تعرض أمنَ األفراد والمجتمعات للخطر‪،‬‬ ‫والسرقة جريمة من الجرائم التي ّ‬
‫اإلقدام على‬
‫َ‬ ‫والنقاء فيه‪ ،‬إذ ّ‬
‫إن‬ ‫ِ‬ ‫وهي تفتُكُ بالمسلم ‪ ،‬وتقت ُل رو َح األمان ِة والنب ِل‬
‫أن السارق يسلكُ سبال دنيئ ِة للحصول‬ ‫انتهاك أموا ِل اآلخرين وممتلكاتهم تعني ّ‬ ‫ِ‬
‫ق شريف‪.‬‬ ‫ت اكتسابه عن طري ٍ‬ ‫على المال الذي يتطلب جهدا وصبرا في محاوال ِ‬
‫ْ‬
‫وزجرت بشدة َمن‬ ‫ت الشريعة ُاإلسالمية المسلم من السرقة ‪،‬‬ ‫ولهذا حذّر ِ‬
‫سه سرقةَ أموا ِل اآلخرين ومقتنياتهم بال وجه ّ‬
‫حق‪.‬‬ ‫تسو ُل لهُ نف ُ‬
‫ّ‬
‫وقد وردَ في القرآن الكريم حكم ّ‬
‫أن َمن سرقَ شيئا تقطع يدهُ زجرا لصاحبها‪،‬‬
‫وحفظا ألموال الناس وأمنهم‪.‬‬
‫والسرقةُ نقيض األمانة التي هي فضيلةٌ من الفضائل التي يسعى المجتمع‬
‫إلى تحقيقها ‪ ،‬وهي تدفع السارق ‪،‬غالبا إلى االنسحاب من مجتمعه ‪ ،‬واالبتعاد‬
‫عنه لشعور السارق بالذنب ‪ ،‬وهذا يؤدي إلى عدم توافق السارق اجتماعيا مع‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫أن سوء التربية األسرية ‪ ،‬وعدم التزامها النهج اإلسالمي القويم‬ ‫وواضح َّ‬
‫تعود أبناءها منذ الصغر على احترام ِم ْلكية اآلخرين‪ ،‬تدف ُع إلى أناني ٍة‬ ‫والتي لم ّ‬
‫ت االستحواذ على كل‬ ‫تهيمن على سلوك السارق ‪ ،‬فيندفع إلى محاوال ِ‬ ‫ُ‬ ‫مفرط ٍة‬
‫ت جراءة ُ أصحاب النفوس‬ ‫استمر ْ‬
‫ّ‬ ‫وإن كانت مملوكة لغيره ‪ ،‬إذا‬ ‫األشياء لنفسه ْ‬
‫ت التهمة‬ ‫أمرهم الى القضاء ‪ ،‬وثبت ِ‬ ‫ورفع ُ‬ ‫الخبيثة على سرقة أموال الناس‪ُ ،‬‬
‫بضوابطها المعروفة شرعا‪ ،‬فحينئذ تُقط ُع هذه اليد اآلثمة التي ال ترتضي‬
‫طعُوا أ َ ْي ِد َي ُه َما َجزَ اء ِب َما َك َ‬
‫س َبا‬ ‫ارقَةُ فَا ْق َ‬
‫س ِ‬‫ار ُق َوال َّ‬
‫س ِ‬
‫الكسب الحالل‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬وال َّ‬
‫يز َح ِكي ٌم ) ( المائدة ‪)38 :‬‬ ‫َّللاُ َع ِز ٌ‬ ‫نَ َكاال ِمنَ َّ‬
‫َّللاِ َو َّ‬
‫أمر السارق أقام عليه‬
‫ومن أجل ذلك كان الحبيب المصطفى متى ُرفِ َع إليه ُ‬
‫علت منزلته أو شرف نسبه ‪ ،‬وأعلنها‬ ‫ْ‬ ‫الحدّ ولم يكن يجامل في ذلك أحدا مهما‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫ان فاطمة بنتُ محم ٍد سرقت لقطعتُ يدها)‬ ‫صريحة مدوية فقال ( لو ّ‬
‫وحاشاها ْ‬
‫أن تفعل ‪ ،‬إنما أراد رسول هللا بيان عدالة اإلسالم‪.‬‬
‫ي‬ ‫ظ ِم جريمة السرقة ‪ ،‬وأثرها السييء نذكر َّ‬
‫أن النب ّ‬ ‫وللوقوف على مدى ِع َ‬
‫الكريم عندما كان يأخذ البيعة على َمن أراد الدخول في اإلسالم‪ ،‬كان يؤ ّكد ُ‬
‫أمر مستحبّ في اإلسالم ‪ ،‬ولها‬ ‫أمور هي نقيض ك َّل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ضرورة َ االبتعاد عن‬
‫ب العدوان على أموال الناس بالسرقة ‪ ،‬فقد كان‬ ‫أثرها المذموم‪ ،‬ومنها تجنّ ُ‬
‫يقول صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬بايعوني على أال تُشركوا باهلل شيئا ‪ ،‬وال تسرقوا وال‬
‫تزنوا‪)..‬‬
‫ي في إيمانه ال يجرؤ على ارتكاب‬ ‫وكان صلى هللا عليه وسلم يُخبر َّ‬
‫أن المؤمنَ القو َّ‬
‫اآلثام وهو مؤمن ‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬ال يزني الزاني حين يزني وهو‬
‫مؤمن ‪ ،‬وال يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ‪ ،‬وال يسرق حين يسرق وهو‬
‫إن السرقة حرام ألنها اعتدا ٌء على حقوق اآلخرين ‪ .‬بأخذ أموالهم ِخفية من‬ ‫مؤمن ) ّ‬
‫مكان يحفظ فيه ‪ ،‬وهو عم ٌل باطل من كبائر الذنوب‪ ،‬فينهش الشعور بالخجل واإلثم‬ ‫ٍ‬
‫روح السارق من الداخل ‪ ،‬فيكون مهموما دائما ‪ .‬ولذلك من الضروري تنمية‬
‫واألبناء داخل نطاق األسرة المسلمة وتمتين روابط‬ ‫ِ‬ ‫العالقات الوثيقة بينَ األه ِل‬
‫المحبّة والصدق والتفاهم وحرية التعبير‪ ،‬حتى يسهل على األبناء طلب مابهم حاجة‬
‫اليه من الوالدين أو بقية‬
‫أفراد األسرة دون تردّد اوخوفٍ ‪.‬‬
‫ان اإلسالم ‪ ،‬ديننا الحنيف يعلمنا احترام أموال الناس ‪،‬ويؤكد عدم االعتداء‬
‫أن نتصدّقَ عن صاحب‬ ‫عليها بالسرقة أو الغصب‪ .‬واإلسالم الذي يربّينا على ْ‬
‫نعثرعليه ‪ ،‬لنردّها إليه حتى ال يضيع مال ألحد هو اإلسالم نفسه‬ ‫(اللقطة) إذا لم ْ‬
‫الذي يضع عقوبة قطع يد السارق كي ال يتجاوز على حقوق الناس وممتلكاتهم‬
‫وهو الذي يعلمنا أن اليد ثمينة ما دامت أمينة فإن خانت هانت ووجب قطعها‪.‬‬
‫الشبان والناشئةُ هذه الدروس ويفهموها جيدا‪.‬فإنهم لن يترددّوا‬
‫ُ‬ ‫يلتقط‬
‫ِ‬ ‫واذا لم‬
‫في سرقة جهود غيرهم بـ (الغش) في االمتحانات والسطو على انجازات‬
‫االحتفاظ بحقيبة نقود أو قطعة ذهبية ‪ ،‬وغير‬
‫ِ‬ ‫يتورعونَ عن‬ ‫ّ‬ ‫زمالئهم‪ ،‬وال‬
‫ذلك مما يعثرون عليه في شارع أو سيارة‪ ،‬وال يتوانونَ عن مغافلة أصحاب‬
‫إن اللقمة الحالل والكسب الحالل والمال‬ ‫المحالت ليسرقوا ماتق ُع عليه أيديهم ‪ّ .‬‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫يتذوقه‪،‬‬
‫أن ّ‬ ‫الحالل والفوز الحالل ك ّل له طع ُمه اللذيذ الذي ال يستطيع السارق ْ‬
‫أطيب وأزكى من مائدة حرام نتلذّذ‬ ‫ُ‬ ‫هي‬
‫خبز نكسبها عن طريق حالل ‪َ ،‬‬ ‫فكسرة ُ ٍ‬
‫بها لوقت محدود لندفع ثمنها الحقا ولوقت طويل ‪ .‬ويبقى العال ُج األكبر آلفة‬
‫السرقة بدءا من القضاء على العوامل المسببّة لها‪ .‬وانتهاء باتّباع قيم اإلسالم‬
‫ُ‬
‫نكون‬ ‫وأوامره و ُمثُله العليا التي عن طريق االقتداء بها ‪ ،‬والسير عليها ‪،‬‬
‫مسلمين مثلما يريدنا ديننا العظيم ‪.‬‬

‫المناقشة ‪:‬‬
‫اآلثار السيئةُ في المجتمع إذا لم يعاقب السارق؟‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬ما‬
‫تعرض أمنَ األفراد والمجتمعات للخطر‪،‬‬ ‫السرقة جريمة من الجرائم التي ّ‬
‫والنقاء فيه‬
‫ِ‬ ‫وهي تفتُكُ بالمسلم ‪ ،‬وتقت ُل رو َح األمان ِة والنب ِل‬
‫ذكر آيةا قرآنيةا في عقوبة السارق ؟‬ ‫‪ ‬ا ْ‬
‫َّللاِ‬ ‫طعُوا أ َ ْي ِديَ ُه َما َجزَ اء ِب َما َك َ‬
‫سبَا نَ َكاال ِمنَ َّ‬ ‫ارقَةُ فَا ْق َ‬
‫س ِ‬‫ار ُق َوال َّ‬
‫س ِ‬‫قال تعالى‪َ ( :‬وال َّ‬
‫َّللاُ َع ِز ٌ‬
‫يز َح ِكي ٌم )‬ ‫َو َّ‬
‫ذكر حديثا ا نبويا ا شريفا ا في عقوبة السارق ؟‬ ‫‪ ‬ا ْ‬
‫ان فاطمة بنتُ محم ٍد سرقت لقطعتُ‬ ‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ( لو ّ‬
‫يدها)‬
‫‪ ‬ما أثر التربية األسرية للفرد لإلبتعاد عن هذا الذنب الكبير؟‬
‫‪ ‬ان سوء التريية األسرية وعدم التزام النهج اإلسالمي القويم والتي لم تعود‬
‫ابناؤها منذ الصغر على احترام ملكية االخرين تدفع الى انانية مفرطة‬
‫تهيمن على سلوك السارق فيندفع الى محاوالت االستحواذ على كل األشياء‬
‫لنفسه وإن كانت مملوكة لغيره لذلك من الضروري تنمية العالقات الوثيقة‬
‫بين االهل واألبناء داخل نطاق االسرة المسلمة وتمتين روابط المحبة‬
‫والصدق والتفاهم وحرية التعبير حتى يسهل على االبناء طلب حاجاتهم من‬
‫الوالدين او بقية افراد االسرة دون التجاوز على حقوق الناس وممتلكاتهم ‪.‬‬
‫‪ ‬هل يتذوق السارق ما يسرق مثل من يعمل اإلنسان في الحالل؟‬
‫‪ ‬كال ألن السرقة نقيض األمانة وهي تدفع السارق الى االنسحاب من‬
‫مجتمعه واالبتعاد عنه لشعور السارق بالذنب وعدم توافقه إجماعيا مع‬
‫اآلخرين على عكس اللقمة الحالل والكسب الحالل الذي يكون طعمه لذيذ‬
‫ال يستطيع السارق ان يتذوقه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األول متوسط ‪2021‬‬ ‫التربية اإلسالمية‬

‫اصدار الملزمة‬
‫‪2021‬‬

‫‪1‬‬

You might also like