You are on page 1of 47

‫اجمللدرقم ‪ /.01‬العدد‪ :‬خاص‪ )2021(.‬ص‪209-.

162‬‬ ‫اجمللة نظرة على القانون االجتماعي‬


‫عدد خاص ‪ :‬احلق يف السكن‬

‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬

‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫‪The extent to which job housing responds to the standard of‬‬


‫‪stable housing‬‬
‫*‪1‬‬
‫راشدي حدهوم دليلة‬
‫أستاذة محاضرة "أ" بكلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫جامعة وهران ‪ – 2‬محمد بن أحمد‬
‫رئيسة فرقة بمخبر القانون االجتماعي‬
‫البريد االلكتروني‪dalilarachedi74@gmail.com :‬‬

‫تاريخ القبول‪2021/09/ 01 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2021/08/21 :‬‬

‫ملخص‪ :‬لقد جتاوز احلق يف السكن املدلول املادي املتمثل يف احلق يف املأوى إىل املدلول‬
‫اإلنساين الذي يتطلب استيفاء حد أدىن من املعايري‪ ،‬أمهها االستقرار يف السكن أو كما‬
‫يسمى باحليازة اآلمنة للسكن‪.‬‬
‫ويعترب السكن الوظيفي من أهم الصيغ يف جمال السكن واملتوجه أساسا لضمان استمرارية‬
‫املرافق العامة واملؤسسات‪ ،‬ويتميز بنظام قانوين خاص قد يؤثر على االستقرار الوظيفي‬
‫واالجتماعي للموظف وأسرته‪ ،‬مع أن املشرع قد أقر حاالت وشروط للتنازل عن السكنات‬
‫الوظيفية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬السكن الوظيفي‪ -‬القضاء‪ -‬التنازل‪ -‬االستقرار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫‪Abstract: The right to housing transcended the material‬‬


‫‪connotation; the right to shelter, to the human connotation, that‬‬
‫‪requires meeting minimum standards, the most important of‬‬
‫‪which, is stability in housing, or as it is called secure possession‬‬
‫‪in housing.‬‬
‫‪Job housing is one of the most important formulas in the field‬‬
‫‪of housing. It aims mainly to ensure the continuity of public‬‬
‫‪institutions.‬‬
‫‪It is characterized by a special legal system that may affect the‬‬
‫‪employee’s job, social, and his family’s stability, although the‬‬
‫‪conditions for the relinquishment of legislator has approved‬‬
‫‪cases and such housing.‬‬
‫‪Keywords: job housing – judiciary-assignment-stability‬‬

‫راشدي حدهوم دليلة‪dalilarachedi74@mail.com :‬‬

‫‪.1‬مقدمة‬
‫عملت الصكوك واملواثيق الدولية على إضفاء معىن ومفهوم أدق للحق‬
‫يف السكن ليتجاوز املدلول أو املبىن املادي املتمثل يف احلق يف املأوى إىل املبىن اإلنساين‬
‫الذي يتأسس على حد أدىن من املعايري املتمثلة أساسا يف القدرة على حتمل التكلفة‪،‬‬
‫الصالحية للسكن وتوفري اخلدمات‪ ،‬املوقع املالئم‪ ،‬واملالئمة الثقافية‪...‬وهي معايري تصب‬
‫يف إطار احلق يف السكن الالئق الذي تتجه الدول إىل إعماله‬
‫يف دساتريها وتشريعاهتا يف إطار سياساهتا لتوفري السكن‪ ،‬إال أن هناك حتديا آخر‬
‫إىل جانب توفري السكن الالئق أال وهو مواجهة خطر انعدام االستقرار يف املسكن‬
‫املستقر‪.‬‬ ‫السكن‬ ‫أو‬ ‫للمسكن‪،‬‬ ‫اآلمنة‬ ‫احليازة‬ ‫انعدام‬ ‫أو‬
‫اجمللد رقم ‪ /01‬العددخاص‪ )2021(.‬ص‪.-...‬‬ ‫اجمللة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫عدد خاص ‪ :‬احلق يف السكن‬

‫ذلك أن االتفاقيات الدولية اليت اعتمدهتا التشريعات الوطنية كمرجعية تلزم الدول‬
‫على االعرتاف باحلق يف السكن الالئق‪ ،‬ولكن إحقاقه يكون تدرجييا مبا يتالءم والتوجهات‬
‫السياسية واإلمكانات االقتصادية‪ ،‬وحثت الدول ألجل بلوغ ذلك على ضرورة جتنب‬
‫انتهاك احلق يف املسكن يف أهم صوره أال وهو التشرد واإلخالء القسري‪ ،‬وحرصت على‬
‫اختاذها لإلجراءات والتدابري القانونية لضمان االستقرار واألمن‬
‫يف املسكن بتأمني تنوع الصيغ القانونية لشغل السكن أو الشغل القانوين للسكن سواء عن‬
‫طريق امللكية أو احليازة‪ 1،‬وهو األمر الذي اعتمدته الدول يف سياساهتا للسكن‪ ،‬فباإلضافة‬
‫إىل اعتبار احلق يف السكن من حقوق اإلنسان األساسية‪ ،‬فهو آلية إلعمال احلقوق‬
‫األخرى كاحلق يف احلياة‪ ،‬والكرامة اإلنسانية‪ ،‬واألمان والصحة‪ ،‬واخلصوصية‪ ،‬وعدم املعاملة‬
‫القاسية ولإلنسانية‪ ،‬وهذا جيعل معاجلة انتهاكات املسكن أمر مستعجل وذي أولوية‪.‬‬
‫ورغم جهود اجلزائر يف جمال سياسة السكن املعتمدة على توفري السبل القانونية‬
‫الكفيلة بضمان احلق يف السكن‪ ،‬إال أن احلماية التشريعية هلذا احلق مل تكن متناسبة مع‬
‫االلتزامات القانونية الدولية يف هذا اإلطار‪ ،‬فقد استحدث التعديل الدستوري لسنة ‪2016‬‬
‫ألول مرة ‪ 2‬بعض جوانب االلتزام باحلق يف السكن بصورة ال ترقى إىل أمهية هذا احلق‬
‫وأولويته‪ ،‬بالنظر إىل عدم دقته يف االعرتاف صراحة باحلق‬
‫يف السكن‪ ،‬حيث أقر عمل الدولة على تشجيع إجناز املساكن دون حتديد من هو املسئول‬
‫عن هذا اإلجناز‪ ،‬وبني كذلك حرص الدولة على تسهيل أو متكني حصول الفئات‬
‫احملرومة على السكن‪ ،‬دون حتديد أية مسؤولية أو التزام مباشر عن توفري السكن‪ ،‬وحذا‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫لسنة‬ ‫الدستوري‬ ‫التعديل‬ ‫حذوه‬

‫‪3‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫واملالحظ أن اجلزائر قد عددت من صيغ وسبل احلصول على السكن مبا يتناسب‬
‫واملستوى املادي واالجتماعي لألفراد وحىت مكان معيشتهم يف الريف‬
‫أو املدينة‪ ،‬وإىل جانب هذه اإلطار القانوين املكرس للحصول على السكن وضمان نوعيته‪،‬‬
‫هناك إطار قانوين خاص يرتبط أساسا مبباشرة وظيفة أو منصب عمل يسمى بالسكن‬
‫الوظيفي يتميز بطبيعة قانونية خاصة‪ ،‬واليت أفرزت بدورها وضعيات قانونية مرتاكمة‬
‫شائكة غذهتا أزمة السكن اليت تعيشها اجلزائر‪ ،‬إذ أن التنوع يف سياسة السكن والتدابري‬
‫التحفيزية إلجناز السكنات والتسهيالت املالية مل يشفع للطلبات املتزايدة على السكن‬
‫أدى‬ ‫ما‬ ‫مستوياهتم‬ ‫اختالف‬ ‫على‬ ‫املواطنني‬ ‫لكل‬ ‫بالنسبة‬
‫إىل إشكاالت ونزاعات مستمرة تتعلق أساسا باالستقرار يف السكن الوظيفي‪.‬‬
‫وتتمثل النصوص القانونية اليت رمست اإلطار العام للسكن الوظيفي أساسا‬
‫يف املرسوم التنفيذي ‪ 10/89‬احملدد لكيفيات شغل املناصب املمنوحة بسبب ضرورة‬
‫اخلدمة امللحة أو لصاحل اخلدمة وشروط قابلية منح هذه املساكن وهو أول قانون ينظم‬
‫السكن الوظيفي أضفى الشرعية والصبغة القانونية على هذه السكنات ‪ 4،‬إضافة‬
‫إىل القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 17‬ماي ‪ 1989‬احملدد لقائمة الوظائف واملناصب‬
‫اليت ختول حق االمتياز يف املساكن حبكم ضرورة اخلدمة أو لصاحل اخلدمة وشروط قابلية‬
‫‪5‬‬
‫منح هذه املساكن‪.‬‬
‫ويدفعنا هذا إىل التساؤل من خالل هذه الورقة البحثية عن مدى تأثري الطبيعة‬
‫اخلاصة للسكن الوظيفي يف أحقية العون يف االستقرار يف السكن واحليازة اآلمنة له؟‬
‫وجنيب على ذلك من خالل التطرق إىل الطبيعة القانونية اخلاصة للسكن الوظيفي(أوال)‪،‬‬
‫وإىل مدى أحقية العون يف االستقرار يف السكن الوظيفي(ثانيا)‪.‬‬
‫اجمللد رقم ‪ /.01‬عدد خاص(‪ )2021‬ص‪....-...‬‬ ‫اجمللة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫عدد خاص‪ :‬احلق يف السكن‬

‫‪.2‬الطبيعة القانونية الخاصة للسكن الوظيفي‬


‫إن تسميته بالسكن الوظيفي يدل على أنه يرتبط أساسا بالوظيفة أو منصب العمل‬
‫الذي يشغله الشخص مهما كانت طبيعة هذه الوظيفة أو مستواها‪ ،‬واملقصود بالوظيفة‬
‫عما إذا كان اهليئة املستخدمة‬
‫العمل يف إطار تسيري أو خدمة مرافق عامة‪ ،‬بغض النظر ّ‬
‫ذات طابع إداري أو اقتصادي‪ ،‬لذلك فقد وضع له املشرع تأطريا قانونيا خاصا يضفي‬
‫عليه املشروعية ويبعده عن اإلطار العام للحق يف السكن الذي يكتسي طابعا حقوقيا‬
‫إنسانيا اجتماعيا‪ ،‬ويتعلق األمر أساسا باملرسوم التنفيذي ‪ 10/89‬املذكور ‪ 1989‬حيث‬
‫تنص مادته األوىل على ما يلي‪ " :‬حتدد أحكام هذا املرسوم كيفيات شغل املساكن‬
‫املمنوحة لضرورة اخلدمة امللحة‪ ،‬أو لصاحل اخلدمة وشروط قابلية منح هذه املساكن"‪ ،‬وليس‬
‫هناك تعريف قانوين للسكن الوظيفي أما فقها فهو السكن الذي يشغله املوظف بسبب‬
‫واجباته الوظيفية‪ ،‬وهو من أولويات املوظف ألن هدفه الرئيسي تسهيل أداء الوظائف‬
‫العامة‪.‬‬
‫وسنبني فيما يلي الطبيعة اخلاصة للسكن الوظيفي بفعل ارتباطه بالوظيفة من خالل‬
‫التطرق أوال إىل األسباب اليت من أجلها يتم منح السكن الوظيفي‪ ،‬وثانيا‬
‫إىل اآللية القانونية حليازة السكن الوظيفي بناء على حق االمتياز‪.‬‬
‫‪.1.2‬أسباب وشروط وآلية االستفادة من السكن الوظيفي‬
‫ليس السكن الوظيفي صيغة قانونية كتلك الصيغ العامة اليت اعتمدهتا الدولة إلتاحة‬
‫السكن للمواطنني‪ ،‬فال ميكن إتاحة السكن الوظيفي للشخص إال إذا كان موظفا فهو‬
‫امتياز متنحه الدولة للموظفني واألعوان الذين يقومون بتسيري املرفق العام ضمانا لسريه‬
‫احلسن وتأمني استمراريته‪ ،‬باإلضافة إىل الرفع من املستوى الفين واإلداري للموظفني‬
‫وكفاءهتم‪ ،‬لذلك حدد له املشرع إطارا قانوين خاصا يرسم حدوده ويبني شروطه وحاالت‬
‫وإجراءات منحه‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫‪.1.1.2‬أسباب وشروط االستفادة من السكن الوظيفي‬


‫تنص املادة ‪ 11‬من املرسوم التنفيذي ‪ 10/89‬على أن "القصد من االمتياز هو‬
‫شغل مسكن ميكن أن يستجيب لضرورة اخلدمة امللحة أو يتسم مبنفعة لصاحل اخلدمة"‪،‬‬
‫وبالتايل فقد حصرت منح السكن الوظيفي يف حالتني‪ ،‬وإن كانت تشرتكان يف طبيعتهما‬
‫فإن بعض أحكامهما ختتلف ومها‪:‬‬
‫‪ -1‬االمتياز املقدم لضرورة اخلدمة امللحة‪.‬‬
‫‪ -2‬االمتياز املقدم منفعة لصاحل اخلدمة‪.‬‬
‫يقتضي منح السكن الوظيفي إذا وجود عالقة بني العون واإلدارة حيث يتحمل‬
‫العون مسؤوليات أو التزامات‪ ،‬وبالنظر إىل طبيعتها حيصل على امتياز هذا السكن الذي‬
‫متتلكه أو حتوزه اإلدارة‪ ،‬إمنا ال يشرتط خضوع هذه العالقة لقانون الوظيفة العمومية‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫فيمكن أن يكون خاضع لقانون خاص كالقضاة الذين خيضعون للقانون األساسي للقضاء‬
‫أو أن يتم يف إطار مهمة انتخابية‪ ،‬كما قد ختتلف اإلدارة التابع هلا فقد تكون الدولة أو‬
‫الوالية أو البلدية أو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري‬
‫أو اقتصادي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تخصيص المسكن لضرورة الخدمة الملحة أو االمتياز المقدم لضرورة الخدمة‪:‬‬
‫تقضي املادة ‪ 12‬من املرسوم املذكور على أن حالة الضرورة امللحة تتوفر يف حالة توفر‬
‫سببني‪:‬‬
‫اجمللد‪ /.......‬العدد‪ )2021(...........‬ص‪.....-...‬‬ ‫اجمللة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫السبب األول‪ :‬يتمثل يف أن العون ال ميكنه أداء مهامه دون السكن يف العمارة اليت ميارس‬
‫فيها وظائفه أو يف عمارة ملحقة هبا ويتطلب حضوره املستمر أي ليال وهنارا‪ ،‬ومثاله مدير‬
‫الثانوية أو مدير املؤسسة العقابية أو مدير مؤسسة بنكية‪...‬‬
‫السبب الثاين‪ :‬يرجع إىل أن طبيعة املنصب الذي يشغله العون يقتضي تبعات خاصة‬
‫ويرتتب عليه استعدادا للعمل دون أن يكون ساكنا يف العمارة‪ ،‬ومثاله أعضاء احلكومة‬
‫والوالة‪...‬‬
‫فشروط قيام هذه احلالة تستلزم توفر أحد السببني‪ :‬احلضور الدائم واملستمر أو منصب‬
‫سلطة يشغله العون وليس من الضروري توفر السببني معا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تخصيص السكن لمنفعة أو صالح الخدمة أو االمتياز المقدم لصالح الخدمة‪:‬‬
‫اهلدف من وراء منح السكن الوظيفي يف هذه احلالة خمتلف‪ ،‬ويقوم على أساس أن‬
‫السكن الوظيفي ميثل دفعا قويا للسري احلسن للمصلحة‪ ،‬دون أن يكون ضروريا ألداء‬
‫الوظيفة ذاهتا كما تقضي بذلك املادة من املرسوم التنفيذي ‪ 10/89‬املذكور‪ ،‬بأنه يكون‬
‫هناك ختصيص للخدمة أو تشجيع لربوز كفاءات إضافية ولو كان السكن غري ضروري‬
‫ضرورة ملحة ملمارسة الوظيفة‪ ،‬وهنا ال يشرتط احلضور الدائم‬
‫أو املستمر للوظيفة وبالتايل يستدعي األمر عدم إحلاق السكن مبقر الوظيفة‪ ،‬حيث يرمي‬
‫السكن الوظيفي يف هذه احلالة بصورة غري مباشرة إىل التطلع للسري احلسن للوظيفة من‬
‫خالل متكني املوظفني من حتسني مردودية اخلدمة وتطوير كفاءاهتم وتشجيعهم على األداء‬
‫اجليد هلا‪ ،‬باعتبار أمهية نوعية املورد البشري يف الرفع من قيمة األداء يف العمل‪ ،‬ولن يكون‬
‫ذلك إال بتوفري السكن الالئق الذي يضمن األمان واالستقرار‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫وعلى هذا األساس تتميز مميزات السكن الوظيفي يف‪:‬‬


‫‪ /1‬ارتباطه بالوظيفة‪:‬‬
‫ترتبط كلتا احلالتني اللتان متنحان احلق يف احلصول على السكن الوظيفي بالوظيفة فاهلدف األول‬
‫منها هو السري احلسن للمرفق العام وضمان استمرارية الوظيفة‪ 7،‬أكثر منه طابع اجتماعي إنساين يتعلق‬
‫حبقوق اإلنسان‪ ،‬مع اإلشارة إىل األولوية اليت تتمتع هبا الفئة األوىل من املستفيدين وهي لضرورة اخلدمة‬
‫حيث يتطلب األمر احلضور والتواجد املستمر للموظف يف مقر عمله أو العتبار السلطة اليت يشغلها‬
‫لذلك يتواجد السكن الوظيفي يف هذه احلالة يف مقر العمل أو مرتبط به‪ ،‬أما يف حالة السكن لصاحل‬
‫اخلدمة فالسكن غري ضروري وإمنا حمفز ومشجع على األداء اجليد للخدمة‪.‬‬
‫‪ /2‬التحديد القانوني للمناصب والوظائف‪:‬‬
‫ليس كل األعوان يف اإلدارات ومؤسسات الدولة معنيني بالسكن الوظيفي‪ ،‬باملقابل مل خيول‬
‫املشرع لإلدارة السلطة التقديرية يف منح السكنات سواء يف حالة الضرورة امللحة أو لصاحل اخلدمة‪ ،‬وإمنا‬
‫حدد الوظائف واملناصب اليت يستفيد أصحاهبا من امتياز السكن الوظيفي على أساس القرار الوزاري‬
‫املشرتك املؤرخ يف ‪ 17‬ماي ‪ 1989‬املعدل واملتمم بالقرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 05‬فيفري ‪،2002‬‬
‫يف احلالتني من خالل امللحقني "أ" و "ب"‪ ،‬ولقد حدد امللحقني بدقة الوظائف واملناصب املستفيدة من‬
‫السكنات الوظيفية على سبيل احلصر‪ ،‬حيث حدد امللحق "أ" قائمة ﺍلﻭﻅائﻑ ﻭﺍلمناصﺏ ﺍلتي تخﻭل‬
‫ﺍمتياﺯ ﺍلسكﻥ بسبﺏ ﺍلضﺭﻭﺭﺓ ﺍلملحة للخﺩمة‪ ،‬ﺃما ﺍلملحق "ب" فحﺩﺩ قائمة ﺍلﻭﻅائﻑ ﻭﺍلمناصﺏ‬
‫ﺍلتي تخﻭل ﺍلحﻕ فـي ﺍمتياﺯ ﺍلسكﻥ لصالح ﺍلخﺩمة‪ ،‬سواء يف املصاحل املركزية واجلماعات احمللية وبعض‬
‫املؤسسات واملصاحل املتخصصة‪ ،‬كما جاء القرار الوزاري املشرتك ل ‪ 2002‬املذكور ليوسع من دائرة‬
‫االستفادة من السكن الوظيفي إىل بعض املناصب‪ ،‬من بينها حق كل القضاة يف احلصول على السكن‬
‫الوظيفي للضرورة امللحة بعدما كان مقتصرا على القضاة الذين ميارسون مناصب نوعية‪ 8،‬ونعتقد أن هذا‬
‫التحديد يهدف أساسا إىل إضفاء املشروعية على منح هذه السكنات واحلد من التالعبات يف منحها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫‪ /3‬المقابل المالي والمصاريف‪:‬‬


‫إ ّن منح السكن الوظيفي يتم بناء على سند امتياز ومقابل االستفادة من هذا السكن فإن هناك‬
‫شروط مالية طبقا ملا تنص عليه املادة ‪ 16‬فقرة ‪ 2‬من املرسوم ‪ ،10/89‬حيث يتحمل املستفيد يف حالة‬
‫السكن لصاحل اخلدمة دفع مثن إجيار املسكن‪ ،‬فيرتتب عليه دفع إتاوة حتدد نسبتها على أساس راتبه‬
‫اخلاص‪ ،‬دون أن تتعدى القيمة اإلجيارية للمسكن املشغول ويتم التحصيل من طرف اهليئة املستخدمة‪،‬‬
‫وحيسب وفقا للقواعد اليت تضبط اإلجيار املطبق على املساكن واحملالت اليت متلكها الدولة واجلماعات‬
‫‪9‬‬
‫احمللية واملؤسسات واهليئات التابعة للدولة‪.‬‬
‫على خالف السكن لضرورة اخلدمة الذي يتم منحه جمانا‪ ،‬فال يلزم العون بدفع أي مقابل لشغل‬
‫‪10‬‬
‫املسكن إال أنه ال يستفيد من جمانية املصاريف االستهالكية املتمثلة يف املاء والكهرباء والغاز واهلاتف‪،‬‬
‫فإن مل يكن املسكن ملك للهيئة املستخدمة تتحمل هذه األخرية دفع إجياره طبقا للمادة ‪ 16‬فقرة ‪1‬‬
‫املذكورة‪ ،‬وأكدت احملكمة العليا يف هذا الصدد أن شاغل السكن الوظيفي يتحمل وحده تسديد اإلجيار‬
‫‪11‬‬
‫املستحق‪.‬‬
‫‪.2.1.2‬اآللية القانونية لالستفادة من السكن الوظيفي‬
‫يتم االستفادة من السكن الوظيفي بناء على سند قانوين هو سند االمتياز فال ميكن للعون شغل‬
‫السكن الوظيفي بأية صفة من الصفات دون هذا السند وإال اعترب شاغال دون حق طبقا للمادة ‪ 2‬من‬
‫املرسوم التنفيذي ‪ ،10/89‬ويعترب سند االمتياز الرخصة القانونية اليت ختول للعون شغل السكن الوظيفي‬
‫واالنتفاع به طبقا للمادة ‪ 6‬من املرسوم ‪ ،10/89‬فبغري هذا السند يتعرض شاغلي السكن الوظيفي إىل‬
‫إجراء الطرد من السكن سواء كانوا من املنتسبني الشرعيني من السكن وفقدوا صفة استفادهتم أو من ذوي‬
‫حقوقهم أو من الغري شاغلني غري شرعيني أصال احلائزين بطرق غري قانونية‪ ،‬وهذا ما قررته احملكمة العليا‬
‫وكذا جملس الدولة يف قراراهتما العديدة يف احلكم بالطرد‪ ،‬ففي حالة شغل السكن الوظيفي ألسباب‬
‫أجنبية متاما عن اخلدمة فال يتعلق األمر حبق امتياز وإمنا قد يكون إجيارا ومن بني هذه القرارات‪ ،‬قرار جملس‬
‫الدولة رقم ‪ 12334‬صادر يف ‪ 17‬فيفري ‪ 2004‬الذي قرر أن " السكن حمل النزاع هو سكن إلزامي‬
‫يقع بإكمالية آيت بومجعة ببوفاريك أجنز ليشغله املوظفون والعاملون يف هذه املؤسسة فقط ‪...‬وأنه ال ميكن‬
‫‪9‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫شغله إال مبقتضى امتياز عمال بأحكام املادة ‪ 2‬وما يليها من املرسوم التنفيذي ‪ 10/89‬وأن املستأنف ال‬
‫يثبت بأنه حيوز سند االمتياز وأن اجلهة القضائية للدرجة األوىل وبنطقها بطرد املستأنف من السكن املتنازع‬
‫‪12‬‬
‫عليه مل تقم سوى بتطبيق أحكام املادة ‪ 10‬من املرسوم التنفيذي ‪."10/89‬‬
‫ويتمثل سند االمتياز يف قرار االمتياز وهو قرار إداري تصدره اهليئة التابعة هلا السكن الوظيفي‪ ،‬من‬
‫رئيس مصلحة األمالك العمومية إذا كان امللك تابعا للدولة‪ ،‬أو من الوايل إذا تعلق مبلك الوالية‪ ،‬أو من‬
‫رئيس اجمللس الشعيب الوطين إذا كان تابعا للبلدية‪ ،‬أو من مدير املؤسسة إذا كان السكن تابعا ملؤسسة‬
‫عمومية‪.‬‬
‫أوال‪-‬الطبيعة القانونية لسند االمتياز‪:‬‬
‫لقد أثري جدال قضائي وتعارض بشأن تكييف العالقة بني العون املستفيد من السكن الوظيفي‬
‫واإلدارة املاحنة للسكن‪ ،‬فقد اعترب تارة عالقة إجيارية ختضع ألحكام عقد اإلجيار املدين‪ ،‬واعترب تارة أخرى‬
‫عقد إداري‪ ،‬ما متخض عنه إدخال منازعات السكن الوظيفي يف نطاق تنازع االختصاص القضائي بني‬
‫القضاء العادي والقضاء اإلداري‪ ،‬ساهم فيه نص املادة ‪ 7‬مكرر من قانون اإلجراءات املدنية قبل إلغاءه‬
‫مبوجب قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ‪ 13،09/08‬وقبل ذلك أكد القضاء مرارا على أن امتياز السكن‬
‫الوظيفي ال ميكن اعتباره عالقة إجيار ختضع للقانون العادي اعتبارا بأن عقد االمتياز الذي مينح مبوجبه‬
‫‪14‬‬
‫السكن الوظيفي يعترب عقدا إداريا طبقا ألحكام املرسوم التنفيذي ‪.10/89‬‬
‫إن القرار اإلداري هو ذلك التصرف أو العمل القانوين التنفيذي الصادر عن السلطة اإلدارية‬
‫املختصة بإرادهتا املنفردة والذي يلحق األذى بذاته‪ ،‬بقصد إحداث آثارا قانونية‪ ،‬وهي إنشاء مركز أو مراكز‬
‫قانونية حتقيقا للمصلحة العامة ويف إطار الوظيفة اإلدارية للدولة‪ .‬فهل تتوفر هذه العناصر واخلصائص يف‬
‫سند االمتياز؟‬
‫باستقراء التصرف القانوين املتمثل يف سند االمتياز املخول لالستفادة من السكن الوظيفي و طبقا‬
‫ملا ورد يف املواد ‪ 1،3،4،5‬من املرسوم التنفيذي ‪ 10/89‬خنلص إىل أنه قرار إداري حيث يتميز بكل‬
‫‪15‬‬
‫مميزاته طبقا ملا ورد يف الفقه والتشريع‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫‪ -1‬أنه تصرف يصدر باإلرادة املنفردة للهيئة املستخدمة‪ ،‬وليس إلرادة املستفيد أو موافقته حمل اعتبار‬
‫يف نشوء التصرف وبالتايل فهو ليس عقدا الذي يتطلب تطابق إرادتني‪ ،‬كما ميكن لإلدارة نفسها‬
‫إلغاءه بنفس طريقة إنشاءه‪.‬‬
‫‪ -2‬له طابع تنفيذي باعتباره ينشأ مركزا قانونيا جديدا لصاحل املستفيد منه‪.‬‬
‫‪ -3‬يصدر عن سلطة إدارية ومفاد ذلك أنه السلطة اإلدارية اليت يعمل لديها العون أصدرت قرار‬
‫االمتياز وأنشأت مركزا قانونيا جديدا هو شغل السكن الوظيفي لصاحله أكانت الدولة أو‬
‫اجلماعات احمللية أو املؤسسات ذات الطابع اإلداري‪ ،‬هبدف حتقيق املصلحة العامة ويف نطاق‬
‫الوظيفة اإلدارية للدولة‪.‬‬
‫‪ -4‬يلحق األذى بذاته‪ ،‬وهذا يستشف من خالل أن قرار االمتياز الذي يتضمن كيفية منح حق‬
‫السكن الوظيفي حيدد إمكانية إلغاءه يف إطار توفر الشروط القانونية‪.‬‬
‫ويثور التساؤل يف هذه النقطة حول سند االمتياز املمنوح من طرف اهليئات العمومية االقتصادية؟‬
‫طبقا للمادتني ‪ 55‬و‪ 56‬من القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية ‪ 16،01/88‬فإن‬
‫املؤسسات العمومية ذات الطابع االقتصادي عند تسيريها ملرفق عام وينصب نشاطها عليه‪ ،‬أو تسيري‬
‫مبان عامة أو جزء من األمالك االصطناعية تكون مؤهلة ملمارسة صالحيات السلطة العامة كما هو احلال‬
‫يف إطار سند االمتياز اإلداري فهي تقوم بنشاط إداري وفقا للمفهوم املادي‪ ،‬فاملعيار العضوي مل يعد‬
‫وحيدا يف حتديد طبيعة النزاع‪ ،‬وكمثال عن ذلك املؤسسة الوطنية للمالحة اجلوية نشاطها يتعلق بتسيري‬
‫مرفق عام باسم ولصاحل الدولة وهو السهر على األمن اجلوي وعندما تصدر قرار مبنح سكن وظيفي لصاحل‬
‫أعواهنا كما يف إلغاءه‪ ،‬فيخضع ذلك ألحكام القانون ‪.10/89‬‬
‫ثانيا‪ -‬إجراءات منح سند االمتياز‬
‫يتطلب منح السكن الوظيفي إجراءات وترتيبات قانونية ال يستقيم سند االمتياز إال باتباعها‪،‬‬
‫وختتلف إجراءات منح االمتياز والسلطة املاحنة له باختالف اجلهة املالكة أو اليت حتوز حق انتفاع املساكن‪.‬‬
‫أ‪ .‬السكن ملك للدولة أو الجماعات المحلية أو المؤسسة‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫وهو األصل فيكون منح املساكن اليت متلكها الدولة ناجتا عن مقرر يصدره رئيس مصلحة شؤون‬
‫أمالك الدولة واألمالك العقارية يف الوالية‪ ،‬بعد استشارة املسئول الذي وضع العون حتت سلطته" كما يتم‬
‫ذلك مبوجب قرار صادر من الوايل أو رئيس اجمللس الشعيب البلدي أو مدير املؤسسات حسب اهليئة اليت‬
‫احمللية‬ ‫اجلماعات‬ ‫سواء‬ ‫السكن‪،‬‬ ‫متلك‬
‫‪17‬‬
‫أو املؤسسات ذات الطابع اإلداري أو االقتصادي حبسب احلالة‪.‬‬
‫تكون هذه القرارات يف شكل كتايب وذلك تسهيال لعملية الرقابة على إجراء منح السكن الوظيفي‬
‫اليت تتم من طرف مديرية أمالك الدولة واألمالك العقارية املختصة إقليميا‪ ،‬وتنصب على التأكد من مدى‬
‫أحقية العون يف امتياز السكن الوظيفي طبقا للمنصب أو الوظيفة املشغولة‪ ،‬كما يتم التأكد من عدم‬
‫استفادته من سكن على مستوى الوالية‪ ،‬مث حيرر مدير أمالك الدولة قرار منح االمتياز بالنسبة للمساكن‬
‫اليت متلكها الدولة أو حتوز حق انتفاعها‪.‬‬
‫تش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمل الرقاب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة أيض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا املس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاكن التابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة للمؤسس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات العمومي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ذات الط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابع‬
‫اإلداري‪ ،‬حيـ ـ ـ ــث يؤش ـ ـ ـ ــر رئ ـ ـ ـ ــيس مص ـ ـ ـ ــلحة ش ـ ـ ـ ــؤون أم ـ ـ ـ ــالك الدول ـ ـ ـ ــة واألم ـ ـ ـ ــالك العقاري ـ ـ ـ ــة عل ـ ـ ـ ــى مق ـ ـ ـ ــرر‬
‫االمتي ـ ـ ـ ـ ـ ــاز الص ـ ـ ـ ـ ـ ــادر م ـ ـ ـ ـ ـ ــن م ـ ـ ـ ـ ـ ــدير املؤسس ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬وتعت ـ ـ ـ ـ ـ ــرب ه ـ ـ ـ ـ ـ ــذه الرقاب ـ ـ ـ ـ ـ ــة إلزاميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ي ـ ـ ـ ـ ـ ــؤدي ختلفه ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫إىل ع ـ ـ ـ ــدم م ـ ـ ـ ــنح امتي ـ ـ ـ ــاز الس ـ ـ ـ ــكن‪ ،‬وه ـ ـ ـ ــذا يف إط ـ ـ ـ ــار الرقاب ـ ـ ـ ــة عل ـ ـ ـ ــى االس ـ ـ ـ ــتعمال احلس ـ ـ ـ ــن لألم ـ ـ ـ ــالك‬
‫الوطني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ 18،‬كم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا خيض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرار ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوايل‬
‫أو رئـ ـ ـ ـ ـ ــيس اجمللـ ـ ـ ـ ـ ــس الشـ ـ ـ ـ ـ ــعيب البلـ ـ ـ ـ ـ ــدي يف مـ ـ ـ ـ ـ ــنح امتيـ ـ ـ ـ ـ ــاز السـ ـ ـ ـ ـ ــكن الـ ـ ـ ـ ـ ــوظيفي إىل رقابـ ـ ـ ـ ـ ــة اجمللـ ـ ـ ـ ـ ــس‬
‫الشعيب الوالئي أو البلدي حسب احلالة‪.‬‬
‫وبالنّسبة للمؤسسات واهليئات ذات الطابع االقتصـادي فقـد أحالـت املـادة ‪ 7‬مـن املرسـوم ‪10/89‬‬
‫بشــأن مــنح االمتيــاز إىل القــانون األساســي والنظــام الــداخلي اخلاصــني هبــا‪ ،‬وبــالرجوع إىل األنظمــة الداخليــة‬
‫هل ــذه املؤسس ــات جن ــدها ال تتع ــرض المتي ــاز الس ــكن ال ــوظيفي لص ــاحل أعواهن ــا‪ ،‬م ــع اإلش ــارة إىل أن ه ــؤالء‬
‫خيض ــعون لق ــانون عالق ــات العم ــل باعتب ــارهم عم ــاال أج ـراء‪ ،‬ولتفس ــري امل ــادة ‪ 7‬امل ـذكورة نرج ــع إىل الق ــانون‬
‫‪ 01/88‬سابق الذكر والذي يقضي يف املادتني ‪ 55‬و ‪ 56‬بالطبيعـة اإلداريـة للنشـاط الـذي تقـوم بـه هـذه‬
‫املؤسسات يف حالتني‪ ،‬عندما تكون مؤهلة لتسـيري مبـان عامـة أو جـزء مـن األمـالك االصـطناعية‪ ،‬أو مؤهلـة‬
‫‪12‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫ملمارســة صــالحيات الســلطة العامــة متارســها باســم ولصــاحل الدولــة وبالتــايل ختضــع للقواعــد العامــة يف هــذا‬
‫‪19‬‬
‫اإلطار‪ ،‬ويطبق عليها بشأن منح السكن الوظيفي لضرورة اخلدمة أو لصاحل اخلدمة املرسوم ‪.10/89‬‬
‫ب‪ .‬السكن محل حق انتفاع للدولة أو الجماعات المحلية أو المؤسسة‪:‬‬
‫إذا كانت الدولة أو الوالية أو البلدية ليست مالكة هلذه السكنات‪ ،‬فيمكنها حيازهتا عن طريق‬
‫االنتفاع‪ ،‬حيث تقوم اإلدارة أو اهليئة اليت يتبعها العون بإبرام اتفاقيات مع ديوان الرتقية والتسيري العقاري‪،‬‬
‫حيث أشار املرسوم التنفيذي ‪ 142/08‬إىل أنه ميكن االستفادة من السكن العمومي اإلجياري بطريق‬
‫استثنائي عندما يتعلق األمر بضرورة التكفل بطلب حملي ذي منفعة عامة أو ناتج عن وضعية استثنائية أو‬
‫احلاجة‬ ‫فيكيف‬ ‫اهلشة‪،‬‬ ‫املساكن‬ ‫على‬ ‫القضاء‬ ‫حال‬ ‫يف‬
‫‪20‬‬
‫إىل السكن الوظيفي بأنه طلب ذي منفعة عامة ويصطلح عليه بالسكن االجتماعي العمومي الوظيفي‪،‬‬
‫حيث وبغض النظر عن اإلجراءات املعتمدة يف منح السكن العمومي اإلجياري‪ ،‬يتم تقدمي طلب مرفق‬
‫بتقرير من الوايل أو السلطة املركزية املختصة موجه للحكومة اليت تفصل يف الطلب بعد إجراء املراقبة املسبقة‬
‫‪21‬‬
‫لدى البطاقة الوطنية للسكن للقوائم االمسية لألشخاص املعنيني بالطلب‪.‬‬
‫ويف حالة موافقة احلكومة يصدر ترخيص من الوزير املكلف بالسكن بتخصيص السكن‪ ،‬ويف هذه‬
‫احلالة تعترب اهليئة املستخدمة حائزة للسكنات بناء على حق انتفاع‪ ،‬وتسري على العالقة بن اهليئة‬
‫املستخدمة والديوان عالقة إجيار يف حالة السكن الوظيفي لضرورة اخلدمة امللحة‪ ،‬وبني العون والديوان يف‬
‫حالة السكن الوظيفي لصاحل اخلدمة‪ ،‬ونشري إىل أن ختصيص السكن العمومي اإلجياري كسكن وظيفي ال‬
‫يغري من طبيعته كسكن إجياري يف تطبيق اآلثار النامجة املتعلقة بالتنازل عن السكن الوظيفي يف هذا الشأن‬
‫‪22‬‬
‫فغالبا ما يسبغ عليها عبارة "سكنات غري قابلة للتنازل"‪.‬‬
‫‪ .2.2‬إنهاء االستفادة من السكن الوظيفي‬
‫أشار املشرع صراحة إىل الطبيعة املؤقتة لشغل السكن الوظيفي يف املادة ‪ 8‬من املرسوم التنفيذي‬
‫‪ 10/89‬حيث تعد امتيازات املساكن مؤقتة‪ ،‬وميكن إلغاء االمتياز بفسخه ألسباب تتعلق بالعون بانتهاء‬
‫مهامه الوظيفية يف اهليئة املاحنة‪ ،‬أو ألسباب تتعلق باملسكن حالة بيعه أو إعادة ختصيصه‪ ،‬وهذا يعكس‬

‫‪13‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫الطبيعة اخلاصة للسكن الوظيفي وغرضه املتمثل يف ضمان حسن سري املرافق العامة و حتقيق منافع لصلح‬
‫اخلدمة‪ ،‬سواء تعلق األمر بالسكن لضرورة اخلدمة أو لصاحل اخلدمة‪.‬‬
‫‪.1.2.2‬انتهاء المهام الوظيفية للعون‬
‫إ ّن العالقة الوظيفية هي األساس لالستفادة من السكن الوظيفي وشغله‪ ،‬وبالتايل يشغل العون‬
‫السكن طول مدة ممارسة الوظيفة يف املنصب الذي خيوله االستفادة طبقا للمادة ‪ 8‬من املرسوم التنفيذي‬
‫‪ 10/89‬فمدة االستفادة حمدودة مبدة شغل املعنيني هلذه املناصب‪ ،‬إال أن املشرع مل يبني صراحة حاالت‬
‫انتهاء الوظيفة اليت تشكل مربرا لفقدان السكن الوظيفي‪ ،‬وبالرجوع إىل النصوص اخلاصة جند أن هذه‬
‫احلاالت حمددة على سبيل احلصر يف القانون األساسي للوظيفة العمومية ‪ 03/06‬أو القانون ‪11/90‬‬
‫املعدل واملتمم املتعلق بعالقات العمل‪ ،‬أو حاالت انقطاع عالقة العمل ملسريي املؤسسات يف املرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 290/90‬يف املؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬وتتمثل أساسا يف الوفاة‪ ،‬االستقالة املقبولة‪،‬‬
‫التقاعد‪ ،‬والعزل‪ 23،...‬ويؤدي انقضاء العالقة بني العون و املؤسسة اليت منحته السكن الوظيفي إىل حق‬
‫هذه األخرية يف اسرتجاع السكن بعد إلغاء قرار االمتياز‪.‬‬
‫وينطبق إهناء االستفادة من السكن الوظيفي بالنسبة للسكن لضرورة اخلدمة أو لصاحل اخلدمة أي‬
‫بالنسبة للوظائف واملناصب املتضمنة يف القرار الوزاري املشرتك املعدل املؤرخ يف ‪ 17‬ماي ‪ 1989‬يف‬
‫ملحقيه أ وب وقد استقر االجتهاد القضائي سواء يف احملكمة العليا أو جملس الدولة يف عدة قرارات على‬
‫الوظيفي‬ ‫السكن‬ ‫من‬ ‫االستفادة‬ ‫إهناء‬
‫يف حالة انقضاء العالقة الوظيفية أو عالقة العمل ألسباب الوفاة‪ ،‬التقاعد‪ ،‬العزل من املنصب‪ ،‬كما قضت‬
‫‪24‬‬
‫بأن هذا ميكن اهليئة املستخدمة من اسرتجاع املساكن بعد إخالءها‪.‬‬
‫ونشري إىل أن حق امتياز السكن الوظيفي يبقى قائما يف احلاالت اليت ال تؤدي إىل إهناء عالقة‬
‫العمل‪ ،‬وهو حال تعليق أو وقف عالقة العمل بصفة مؤقتة كما يف حالة تعليق ممارسة الوظيفة لصدور قرار‬
‫تأدييب أو حكم قضائي‪ 25...‬أما إذا تغري منصب العون يف نفس اهليئة املستخدمة وكان املنصب اجلديد‬
‫ال خيوله االستفادة طبقا للقرار الوزاري املشرتك املذكور فإنه جيرد من السكن الوظيفي‪ ،‬وإال فحق االمتياز‬
‫يبقى قائما‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫وتثري مسألة نقل العون أو املوظف إىل مكان عمل آخر عدة نزاعات قضائية‪ ،‬وذلك سواء كان‬
‫النقل إجباريا لضرورات املصلحة‪ ،‬أو إراديا بناء على طلب املوظف‪ ،‬أو حىت النقل يف إطار اخلضوع لعقوبة‬
‫تأديبية‪ ،‬حيث عادة ما يتمسك العون بالسكن الوظيفي بعد حتويله إىل العمل يف مكان آخر ما يؤدي‬
‫إىل مطالبة هيئته املستخدمة بإخالء السكن‪ ،‬وهو األمر الذي يستجيب له القضاء باعتبار الطابع الوظيفي‬
‫للمسكن‪ ،‬مادام أن منصب املوظف خيوله من حق االستفادة من سكن وظيفي آخر من هيئته املستخدمة‬
‫اجلديدة‪ ،‬وأن طبيعة نشاط اإلدارة يقتضي منح السكن للموظف الذي سيستخلف ذاك الذي مت نقله يف‬
‫حالة السكن املمنوح لضرورة اخلدمة‪ ،‬أو لصاحل املوظف صاحب احلق يف حالة السكن املمنوح لصاحل‬
‫‪26‬‬
‫اخلدمة‪.‬‬
‫‪.2.2.2‬بيع السكن الوظيفي أو إعادة تخصيصه‬
‫يدخل السكن الوظيفي سواء التابع للدولة أو اجلماعات احمللية أو املؤسسات ضمن أمالك الدولة‬
‫وبالتايل فال يكون حمال للتصرف فهو خمصص للمرافق العامة‪ ،‬وعلى ذلك ال ميكن التصرف يف املساكن‬
‫املمنوحة لضرورة اخلدمة امللحة أو لصاحل اخلدمة‪ ،‬وطبقا للقانون ‪ 01/81‬املتضمن التنازل عن األمالك‬
‫العقارية التابعة للقطاع العام‪ 27‬يف املادة ‪ 3‬فقرة ‪ 5‬حيث أن مساكن اخلدمة واملساكن املخصصة ملمارسة‬
‫الوظيفة تعد غري قابلة للتنازل فهي موجهة للمنفعة العامة‪ ،‬إال أن املرسوم ‪ 10/89‬والقرار الوزاري املشرتك‬
‫املؤرخ يف ‪ 17‬ماي ‪ 1989‬املعدل واملتمم أجاز بيع وإعادة ختصيص هذه املساكن وذلك بإهناء امتياز‬
‫السكن الوظيفي وفقا للمادة ‪ 8‬منه‪ ،‬و قد نص املشرع يف املادة ‪ 10‬من املرسوم ‪ 454/91‬احملدد لشروط‬
‫إدارة األمالك اخلاصة والعامة التابعة للدولة وتسيريها ويضبط تقنيات ذلك‪ 28،‬على بيع املمتلكات العقارية‬
‫التابعة لألمالك اخلاصة للدولة بعد إلغاء ختصيصها لصاحل املنفعة العامة‪ ،‬كما ميكن التنازل عن السكن‬
‫‪29‬‬
‫الوظيفي ببيعه للمستفيدين منه بعد إلغاء االمتياز‪.‬‬
‫ويعترب إعادة ختصيص السكن الوظيفي سبب إلهناء االمتياز‪ ،‬ويقصد بالتخصيص إدراج املال العام‬
‫خلدمة مرفق عام‪ ،‬حيث يقوم شخص معنوي عام بتخصيص عقار أو منقول مملوك له لصاحل هيئة تابعة‬
‫له‪ 30،‬كتخصيص عقارات مملوكة للوالية للجامعة من أجل ممارسة التعليم‪ ،‬وقد حدد املشرع شروط‬
‫وإجراءات التخصيص يف املواد ‪ 3‬و ‪ 5‬من املرسوم التنفيذي ‪ 454/91‬سالف الذكر ويتم إلغاء‬

‫‪15‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫التخصيص لكل عقار كان خمصصا للخدمة العمومية أو املؤسسة العمومية ومل يعد مفيدا‪ ،‬أو بقي غري‬
‫مستعمل ملدة ‪ 3‬سنوات على األقل ويتم تسليمه تلقائيا إلدارة األمالك الوطنية طبقا ملا ورد يف املادة ‪7‬‬
‫من نفس املرسوم‪.‬‬
‫وباعتبار السكن الوظيفي من األمالك اخلاصة التابعة للدولة أو اجلماعات احمللية ومت ختصيصها‬
‫لصاحل اهليئة املستخدمة ملنفعة عامة‪ ،‬وباستقراء املادة ‪ 8‬من املرسوم التنفيذي ‪ 10/89‬جندها تقضي بأن‬
‫إهناء امتياز السكن الوظيفي يكون بإعادة التخصيص‪ ،‬ونتيجة ذلك ميكن إلغاء حق االمتياز على السكن‬
‫الوظيفي عن طريق إلغاء التخصيص لزوال وجه املصلحة أو عدم استعمال السكن ملدة طويلة‪ ،‬فاملقصود‬
‫أن انتهاء امتياز السكن الوظيفي لضرورة اخلدمة أو لصاحل اخلدمة يكون بإلغاء ختصيصه و إعادة‬
‫‪31‬‬
‫التخصيص ملنفعة أخرى‪.‬‬
‫طبقا لقاعدة توازي األشكال تتم إجراءات إلغاء االمتياز بنفس األشكال اليت مت منحه هبا‪ ،‬حسب‬
‫ما ورد يف املادة ‪ 8‬املذكورة‪ ،‬وختتلف باختالف اجلهة املاحنة للسكن الوظيفي حسب ما ورد يف املواد من‬
‫‪ 3‬إىل ‪ 7‬من نفس املرسوم‪ ،‬فيصدر مدير اهليئة املستخدمة مقرر اإللغاء ويرسله إىل مديرية أمالك الدولة‬
‫واألمالك العقارية‪ ،‬ويتم إصدار مقرر فسخ االمتياز بالنسبة لألمالك اليت حتوزها أو تنتفع هبا الدولة ويصدر‬
‫رئيس املؤسسة مقرر الفسخ ويؤشر عليه رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية للوالية‬
‫بالنسبة املؤسسات ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫ويتم إلغاء االستفادة من االمتياز بالنسبة للمساكن التابعة للوالية أو البلدية عن طريق قرار صادر‬
‫الوايل‬ ‫من‬
‫أو رئيس اجمللس الشعيب البلدي حسب احلالة بنفس األشكال اليت مت هبا منح االمتياز‪ ،‬و رغم أن املشرع‬
‫أحال بشأن خضوع املساكن املمنوحة التابعة للمؤسسات واهليئات ذات الطابع االقتصادي‪ ،‬بالنسبة‬
‫إللغاء االمتياز كما يف منحه للقانون األساسي والنظام الداخلي املتعلقني هبا‪ ،‬إال أنه خبصوص التنازل عن‬
‫هذه السكنات فيطبق نفس القانون الساري على املؤسسات ذات طابع إداري طبقا للمادة ‪ 7‬من املرسوم‬
‫‪ ، 10/89‬ويتم إهناء وفسخ االمتياز بنفس طريقة منحه‪ ،‬مبوجب مقرر يصدره رئيس املؤسسة ويؤشر عليه‬
‫رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية للوالية‪ ،‬حيث أن املؤسسة العمومية رغم طابعها‬
‫‪16‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫االقتصادي تقوم عند منح السكن الوظيفي بنشاط إداري وفقا للمادتني ‪ 55‬و‪ 56‬من القانون ‪01/88‬‬
‫كما ذكرنا سابقا‪.‬‬
‫‪.3‬مدى أحقية العون في االستقرار في السكن الوظيفي‬
‫إذا كان السكن الوظيفي امتياز يستفيد منه العون يف اإلدارات واملؤسسات العمومية خالل ممارسته‬
‫الوظيفة‪ ،‬فإن هذا االمتياز قد ينقلب بني ليلة وضحاها إىل حمنة له و(أو) لذويه يف حالة إهناء االستفادة‬
‫من هذا السكن‪ ،‬مما قد يثري إشكال انعدام ضمان استقراره االجتماعي يف السكن الوظيفي‪ ،‬فمادام أن‬
‫حيازة املوظف للسكن مؤقتة ستجعله مهددا طيلة حياته الوظيفية بشبح الطرد من السكن بفقدان احليازة‬
‫له‪ ،‬باملقابل ضيق املشرع من نطاق احلصول على السكن الوظيفي لصاحل شاغليه بالنظر إىل طبيعته‬
‫القانونية باعتبار قاعدة عدم جواز التصرف يف األمالك الوطنية العمومية‪ ،‬ونتساءل يف هذا اإلطار عن‬
‫مدى احلماية القانونية املقررة لصاحل العون يف االستقرار يف السكن الوظيفي‪.‬‬
‫‪.1.3‬مدى الحماية القانونية للعون في وضعية إنهاء حق االمتياز على السكن الوظيفي‬
‫من خالل استقراء النزاعات العديدة املطروحة أمام القضاء بشأن السكن الوظيفي جند أن‬
‫موضوعها يرتكز غالبا على مسألة إخالء السكنات الوظيفية ألجل اسرتجاعها للهيئة املستخدمة‪،‬‬
‫ويتجسد ذلك عن طريق الطرد من السكن وإمكان املطالبة بالتعويض عن شغل السكن بطريقة غري‬
‫شرعية‪.‬‬
‫‪.1.1.3‬الطرد تدبير قانوني استعجالي إلسترجاع المساكن الوظيفية‬
‫أوال‪ :‬مضمون الطرد‪:‬‬
‫يؤدي إلغاء امتياز السكن الوظيفي سواء يف حالة انتهاء العالقة الوظيفية بأي شكل من األشكال‪،‬‬
‫أو إعادة ختصيص السكن وبيعه‪ ،‬إىل طلب إخالء السكن الوظيفي ويتم ذلك يف إطار إجراءات قانونية‬
‫نص عليها املرسوم التنفيذي ‪ 10/89‬املذكور‪ ،‬حيث تتضمن املادة ‪ 8‬فقرة ‪ 2‬ضرورة التنبيه باإلخالء عن‬
‫طريق إعذار يف أجل ‪ 3‬أشهر ويتعني على الشاغلني إخالء األماكن خالل هذا األجل‪ ،‬ويف حالة عدم‬
‫امتثاهلم يتعرضون إلجراء الطرد بناءا على طلب املصلحة أو السلطة املعنيتني‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 10‬من نفس‬

‫‪17‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫املرسوم‪ ،‬حيث يتعني على الشاغلني الذين ال حيوزون على سند امتياز أصال أو الذين مت إلغاء سند‬
‫امتيازهم إخالء السكن يف ظرف ‪ 3‬أشهر وإال تعرضوا للطرد فالسكن مت منحه بسبب الوظيفة فإذا زالت‬
‫الوظيفة زال حق االنتفاع‪ ،‬وأن شغله يف هذه احلالة دون حق وال سند يعترب تعديا وهو ما يفسر اعتبار‬
‫‪32‬‬
‫القضاء االستعجايل خمتصا‪.‬‬
‫ولكن هل تكتفي اإلدارة بالطرد أو ميكن هلا املطالبة بالتعويض؟ يف احلقيقة يتعرض الشاغلني‬
‫املذكورين باإلضافة إىل طلب الطرد يف حالة استمرارهم شغل السكن دون سند امتياز إىل عقوبات‬
‫مالية كما أشارت إىل ذلك املادة ‪ 8‬فقرة ‪ 2‬وبينتها املادة ‪ 10‬من نفس املرسوم‪ ،‬حيث يلزم الشاغلني بدفع‬
‫أقساط أو إتاوة اإلجيار عن املدة اليت استمروا فيها بشغل السكن‪ ،‬مزيدا بنسبة ‪ 50‬باملئة عن الستة‬
‫شهور األوىل‪ ،‬ونسبة ‪ 100‬باملئة فيما زاد عن ذلك‪ ،‬وعمليا يتم ذلك إداريا يف حالة نقل وحتويل العون‬
‫إىل مكان عمل آخر‪،‬عن طريق االقتطاع من األجر فقد جرى العمل على مستوى بعض مديريات أمالك‬
‫الدولة أن أمني خزينة الدولة يبعث بسند التحصيل إىل اخلزينة اليت انتقل إليها العون ألجل االقتطاع املباشر‬
‫من األجر‪ ،‬أما يف احلاالت األخرى كاالستقالة والوفاة والتقاعد‪ ،‬فال جند دعوى للمطالبة بدفع بدل‬
‫اإلجيار‪ ،‬وخيص ذلك حاليت السكن الوظيفي لضرورة اخلدمة امللحة أو لصاحل اخلدمة‪ ،‬مادام أن املشرع مل‬
‫حيدد نوعا معينا‪.‬‬
‫أما بالنسبة للتعويض فال جند اجتهاد قضائي يقضي بذلك‪ ،‬وهذا يرجع غالبا إىل اختصاص القضاء‬
‫االستعجايل املختص يف دعوى الطرد‪ ،‬الذي يرفض البث يف قضايا التعويض باعتبارها متس بأصل احلق‪.‬‬
‫واملالحظ عدم إحاطة املشرع تنظيم إهناء االستفادة من امتياز السكن الوظيفي بالعناية الكافية‪،‬‬
‫حيث أن ذلك يرتتب عليه آثارا اجتماعية نامجة عن الطرد‪ ،‬فقد اقتصر املشرع على ترتيب اجلزاء على‬
‫العون دون حتديد حقوق شاغلي السكن يف هذه احلالة كما هو احلال بالنسبة لورثته يف حالة الوفاة‬
‫املفاجئة للعون‪ ،‬وإذا كان انتهاء املهام سبب منطقي إلهناء االمتياز فإن بيع السكن وإلغاء التخصيص‬
‫وإعادة ختصيصه مرة أخرى دون أية محاية‪ ،‬يطرح غموضا ويعترب تعسفا يف حق العون‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬طبيعة دعوى الطرد‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫يؤول االختصاص يف دعاوى الطرد من السكن الوظيفي إىل قاضي االستعجال وذلك بناء على ما استقر‬
‫عليه االجتهاد القضائي‪ ،33‬ومل يعرف املشرع حالة االستعجال وإمنا اكتفى باإلشارة إليها من خالل املادة‬
‫‪ 299‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ‪ ،09/08‬لذلك خيضع حتديده حالة حبالة للقاضي‬
‫اإلستعجايل‪ ،‬وقد أقر هذا األخري اختصاصه بالبث يف بعض قضايا الطرد من السكن الوظيفي لتوفر‬
‫شروط االستعجال واملتمثلة أساسا يف عنصر االستعجال‪ ،‬عدم املساس بأصل احلق و أال يكون اهلدف‬
‫منها االعرتاض على تنفيذ قرار إداري أو يتعلق النزاع بالنظام العام ‪ ،‬وفيما يلي تفسري هلذه الشروط‬
‫بإسقطاها على قضايا الطرد من السكن الوظيفي طبقا ملا انتهى إليه االجتهاد القضائي‪:‬‬
‫*توافر عنصر االستعجال‪ :‬يأخذ يف عنصر االستعجال مبعيار دفع الضرر الذي ال ميكن جربه‪ ،‬ويتبني أن‬
‫قاضي االستعجال قد أقر باختصاصه يف حاالت الطرد حني‪:‬‬
‫‪ -‬انعدام سند االمتياز من السكن الوظيفي‪ :‬باعتبار أن االمتياز هو الرخصة القانونية لشغل السكنات‬
‫الوظيفية‪ ،‬وأن رفض إخالء هذه السكنات يعترب تعديا خيتص قاضي االستعجال بوضع حد له‪ ،‬وأقر يف‬
‫حاالت أخرى بأن عنصر االستعجال يتوفر يف حالة اليت ميكن أن ينجر عن التأخري يف صدور حكم‬
‫‪34‬‬
‫بشأهنا ضرر ال ميكن إصالحه‪.‬‬
‫‪ -‬حالة انتهاء العالقة الوظيفية‪ :‬يعترب انتهاء العالقة الوظيفية حتت أي شكل من األشكال‪ ،‬سبب إللغاء‬
‫االمتياز كما أسلفنا وينجم عنه طرد شاغله‪ ،‬ألن احتالل املسكن وشغله يف هذه احلالة أصبح دون سند‬
‫شرعي وهو ما يقتضي ضرورة السرعة يف اسرتجاع السكن للحاجة املاسة للهيئة املستخدمة له للمنفعة‬
‫العامة بوضعه حتت تصرف شاغل جديد‪ ،‬كمن يستخلف املوظف يف منصبه‪ ،‬ويف هذه احلالة استنبط‬
‫قاضي االستعجال عنصر االستعجال من حاجة اهليئة املستخدمة للسكن وأن انتهاء مربر شغل املنصب‬
‫‪35‬‬
‫لصاحل اهليئة املستخدمة قد انتفى وهو سبب كاف لطلب الطرد مبوجب االستعجال‪.‬‬
‫* عدم مساس دعوى الطرد بأصل الحق‪ :‬حيث أن رفع دعوى الطرد من السكن الوظيفي ال تتطلب‬
‫نزاع جدي أمام قاضي املوضوع‪ ،‬فبمجرد توجيه إنذار باإلخالء للشاغل الذي انتهت عالقته الوظيفية‬
‫وألغي سند امتيازه‪ ،‬أو الشاغل الذي ال حيوز على سند االمتياز‪ ،‬وانتهت املدة احملددة يف اإلنذار ترفع‬

‫‪19‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫دعوى أمام القضاء االستعجايل‪ ،‬إال يف حالة إثارة الشاغل لدفع متعلق مبلكيته للسكن جراء التنازل عنه‪،‬‬
‫فهنا يقضي قاضي االستعجال بعدم االختصاص النوعي‪.‬‬
‫* أال يكون الهدف من الدعوى االعتراض على تنفيذ قرار إداري وعدم تعلق النزاع بالنظام العام‪ :‬ال‬
‫تتضمن دعوى الطرد من السكن الوظيفي ما يعيق تنفيذ قرار إداري أو مساس بالنظام العام‪ ،‬بل العكس‬
‫هتدف إىل تنفيذ قرار إداري يتعلق بإلغاء االمتياز‪ ،‬كما ال متس إطالقا النظام العام‪.‬‬
‫إن اختصاص القاضي اإلداري االستعجايل يف دعاوى الطرد يؤدي إىل تطبيق قواعد وأحكام القضاء‬
‫االستعجايل اليت تتميز بالسرعة من حيث الفصل يف أقرب اآلجال وختفيض آجال التكليف باحلضور‪،‬‬
‫وعدم قابلية األوامر االستعجالية للطعن‪ ،‬واعتبارها معجلة النفاذ بكفالة أو بدوهنا رغم كل طرق‬
‫الطعن‪ 36...،‬ويرتتب على ذلك آثارا وهي مباغتة ومفاجأة شاغل السكن سواء العون أو ذوي حقوقه يف‬
‫حالة وفاته بطردهم دون أدىن تدابري إلسكاهنم أو تعويضهم يف مثل هذه احلاالت‪.‬‬
‫نستنتج مما سبق عرضه أن االجتهاد القضائي قرر الطابع االستعجايل لدعوى الطرد حيث يتم مبوجب أمر‬
‫استعجايل‪ ،‬فأعطى بذلك أولوية يف محاية اإلدارة بتحقيق السرعة يف اسرتجاع السكن بالنظر إىل طبيعة‬
‫نشاطها‪ ،‬ويف الوقت نفسه جتريد شاغل السكن الوظيفي الذي قد يكون العون أو ذوي حقوقه من أدىن‬
‫محاية اجتماعية يف املأوى‪.‬‬
‫‪ .2.1.3‬أية حماية قانونية لشاغل السكن الوظيفي من آثار الطرد؟‬
‫لقد اجتهت الدولة يف العقد األخري إىل تطهري حظرية السكن الوظيفي من الشغل واحليازة غري القانونية‬
‫هلذه السكنات هبدف اسرتجاعها‪ ،‬خصوصا تلك التابعة للقطاعات الوزارية الكربى كالرتبية والصحة‬
‫والعمل والتشغيل والنقل والتكوين املهين واجلماعات احمللية وهيآت الضمان االجتماعي والسكن‬
‫والعمران‪ ...‬وبعض املؤسسات االقتصادية العمومية كسونلغاز ونفطال والبنوك العمومية‪ ،‬و بينت التقارير‬
‫املنجزة من جلان البحث والتحري املنشأة يف هذا اإلطار إحصاء أكثر من ‪ 14‬ألف سكن وظيفي‬
‫مشغول بطريقة غري قانونية أي خمالف للهدف الذي منح من أجله‪ ،‬سواء كان الشاغل للسكن هو‬
‫املستفيد أصال أو ذوي حقوقه وانتهى حقه يف االمتياز لسبب من األسباب‪ ،‬أو أجنيب متاما عن اهليئة‬

‫‪20‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫املستخدمة املالكة للسكن وحازه بطريق غري قانوين باإلعارة أو اإلجيار‪...‬أي حائز دون سند امتياز أو‬
‫‪37‬‬
‫سند للتنازل عن السكن يف إطار القانون املعمول به‪.‬‬
‫وبادرت اإلدارة بإرسال إعذارات إلخالء السكنات الوظيفية من شاغليها دون سند قانوين‪ ،‬مث اللجوء إىل‬
‫القضاء للبث يف قضايا الطرد اليت تتم بصفة استعجالية‪ ،‬فشملت عمليات الطرد يف الواقع أعداد كبرية‬
‫وكان ضحيتها أحيانا فئات هشة وحمرومة‪ ،‬من مسنني جتاوزوا سن ‪ 65‬سنة‪ ،‬وأطفال وذوي احتياجات‬
‫خاصة‪ ،‬دون أدىن اعتبار للحماية القانونية اليت ينص عليها أمسى القوانني يف هذا اإلطار وهو الدستور‬
‫الذي حيرص على محاية األسرة كمجموع وهذه الفئات على اخلصوص يف املادة ‪ 71‬منه‪ ،‬بقوهلا " حتظى‬
‫األسرة حبماية الدولة واجملتمع‪ .‬حقوق الطفل حممية من طرف الدولة واألسرة‪....‬تسعى الدولة إىل ضمان‬
‫املساعدة واحلماية للمسنني" واملادة ‪ 72‬بقوهلا " تعمل الدولة على ضمان إدماج الفئات احملرومة ذات‬
‫االحتياجات اخلاصة يف احلياة االجتماعية‪ "...‬و أولوية الفئة احملرومة بتسهيل احلصول على سكن يف املادة‬
‫‪ 63‬منه‪ 38،‬فالدولة ال توفر يف مثل هذه احلاالت أماكن خاصة إليواء هذه األسر‪ ،‬ويف يف ظل ارتفاع‬
‫تكاليف اإلجيار واخنفاض القدرة املالية هلؤالء األشخاص وعجزهم على تلبية مثل هذه التكاليف تصبح‬
‫‪39‬‬
‫هذه األسر عرضة للتفكك األسري والتشرد بسبب انعدام املأوى‪.‬‬
‫ونبني يف ما يلي بعض النقاط القانونية اليت تعكس ضعف احلماية من آثار الطرد يف هذا اجملال‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عدم مراعاة الحاجة إلى السكن عند إجراء الطرد‪ :‬إن التأخر و التماطل املسجلني يف معاجلة‬
‫ملفات السكنات الوظيفية لعقود من الزمن أدى إىل تراكم وتعقد الوضعيات‪ ،‬حيث أن هذه السكنات‬
‫خصوصا لضرورة اخلدمة تبقى حمتلة من الشاغلني املنتهي حقهم يف هذا االمتياز لفرتة طويلة وتنتقل‬
‫حيازهتا إىل ذوي حقوقهم‪ ،‬كما ميكن أن تصبح عرضة للمضاربة بكراءها أو حىت ببيعها وتصبح يف يد‬
‫غرباء عن اإلدارة واهليئات العمومية‪ ،‬ويعترب هذا من قبيل اإلخالل اخلطري بالسري العادي للمؤسسات‬
‫والنظام العام حني تكون واقعة باملؤسسة أو مبحاذاهتا‪ ،‬وكذا إساءة إىل هذا االمتياز اإلداري‪.‬‬
‫ولقد ساوى القانون يف إجراء الطرد بني الشاغل الطفيلي دون سند والشاغل الذي انقضى سند امتيازه‬
‫وذوي حقوقه وهو يف أمس احلاجة هلذا السكن‪ ،‬وانتهجت اهليئات املستخدمة من إدارات وغريها يف‬

‫‪21‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫حقهم نفس اإلجراءات‪ ،‬وهو ما اعتربه البعض قسوة وعدم عرفان يف حق العون أو املوظف الذي قضى‬
‫عقودا من الزمن خدمة للمرفق العام‪.‬‬
‫وتداركا لآلثار واالنعكاسات السلبية إلجراء الطرد الذي أصبح ظاهرة اجتماعية‪ ،‬ويف ظل اخنفاض الفرص‬
‫القانونية والقدرات املالية لبعض املوظفني يف اقتناء سكنات ضمن الصيغ املختلفة للسكن‪ 40،‬بادرت بعض‬
‫الوزارات الختاذ ترتيبات قانونية قبل إجراء الطرد تتمثل يف دراسة امللفات كل على حدة وإجراء التحقيق‬
‫‪41‬‬
‫الالزم للتأكد من عدم امتالك الشاغل بدون حق لسكن آخر يؤويه من خالل البطاقة الوطنية للسكن‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عدم المساواة في التعامل مع الملفات‬
‫إن احلق يف السكن يستدعي توفري القدر الكايف من أمن احليازة القانوين بصرف النظر عن نوعها‪ ،‬حيث‬
‫جيب أن ينعم مجيع األشخاص بدرجة من أمن احليازة تكفل احلماية القانونية من اإلخالء القسري‬
‫واملضايقات والتهديدات األخرى‪ ،‬إال أنه جيب التمييز يف هذا الصدد بني األشخاص الشاغلني للسكن‬
‫الوظيفي وهم يف حاجة ماسة إليه‪ ،‬واألشخاص املتحايلني الطفيليني الذين ال يشكل طردهم من السكن‬
‫الوظيفي مساسا حبقهم‪ ،‬وقد حتول بالنسبة هلم من كونه مكسبا اجتماعيا غرضه حتقيق االستقرار الوظيفي‬
‫يف مستوى الئق‪ ،‬إىل مكسب اقتصادي مثني حمال للمتاجرة والتأجري من الباطن بالرغم من حظر النصوص‬
‫‪42‬‬
‫القانونية والتنظيمية لذلك‪ ،‬كونه يف األساس ملكية عمومية‪.‬‬
‫و يف حني ال تتواىن بعض اإلدارات عن الشروع يف تصفية وضعية السكنات املمنوحة لضرورة الخدمة ‪-‬‬
‫‪43‬‬
‫السكنات اإللزامية‪ -‬املشغولة بطرقة غري عادية وغري قانونية كقطاع الرتبية باعتبارها غري قابلة للتنازل‪،‬‬
‫تتغاضى أسالك أخرى عن إجراء الطرد لعقود من الزمن‪ ،‬رغم وحدة القانون املطبق عليها‪ ،‬ممّا خيل‬
‫بالتطبيق السليم للقانون ومبدأ املساواة وتكافؤ الفرص الذي تنص عليه املادة ‪ 37‬من التعديل الدستوري‬
‫‪44‬‬
‫األخري‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عدم جواز التمسك بحق البقاء أو إعادة اإلسكان‪ :‬قرر القضاء يف أحكام عديدة عد أحقية‬
‫شاغل السكن الوظيفي‪ ،‬يف التمسك باحلق يف البقاء يف كل األحوال حىت لو كان صاحب حق امتياز‬
‫وانتهى امتيازه لسبب من األسباب‪ 45،‬وكونه يسدد بانتظام مقابل االنتفاع ال يؤهله للمكوث يف السكن‬

‫‪22‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫الوظيفي‪ 46،‬ونشري إىل غياب أي نص قانوين يكفل محاية شاغل السكن من الطرد وحقه يف التمسك‬
‫بالبقاء إال ما ورد يف القانون األساسي العام للعامل ‪ 12/78‬الذي كان ساريا على املوظفني والعمال يف‬
‫املؤسسات العمومية‪ 47،‬حيث منح محاية معتربة للشاغلني الشرعيني للسكنات الوظيفية يف حالة العجز أو‬
‫املرض أو اإلحالة للتقاعد‪ ،‬فكفل هلم احلق يف البقاء يف هذه السكنات أو يف سكن الئق يف إطار ما‬
‫يضمنه القانون‪ ،‬كما يستفيد من ذلك األشخاص املكفولني من طرفهم‪ ،‬إال أنه استثىن من التمسك حبق‬
‫البقاء املساكن املرتبطة بسري اخلدمة‪ ،‬ويقصد املشرع بذلك حسب اعتقادنا السكن لضرورة اخلدمة بالنظر‬
‫‪48‬‬
‫إىل الطبيعة اخلاصة هلذه السكنات وارتباطها عموما مبقر اهليئة املستخدمة‪.‬‬
‫وخارج إطار السكن الوظيفي يكفل القانون ‪ 01/81‬امللغى احلق يف البقاء لألشخاص املستأجرين‬
‫لألمالك العقارية ذات االستعمال السكين غري الراغبني يف الشراء‪ ،‬وكذا لألطفال يف حالة وفاة وليهم شرط‬
‫أن تتوفر فيهم الشروط احملددة واملتمثلة أساسا يف شغل السكن بصفة شرعية‪ ،‬وأداء االلتزامات اإلجيارية‬
‫‪49‬‬
‫وعدم امتالك عقارات لالستعمال السكين‪.‬‬
‫وقد حظيت فئة املسنني عموما باحلق يف البقاء يف حاالت مماثلة‪ ،‬حيث حيظر القانون طرد فئة املسنني‬
‫مثال ويكفل هلم التمسك حبق البقاء يف السكن يف عقد اإلجيار املدين‪ ،‬واملربم يف ظل القانون السابق‬
‫مبوجب القانون ‪ 05/07‬على خالف الفئات األخرى طبقا للمادة ‪ 507‬مكرر فقرة ‪ 2‬من القانون‬
‫‪50‬‬
‫املدين‪.‬‬
‫ومن جهة ثانية ال يستفيد األشخاص املطرودين من السكن الوظيفي من أية أولوية إلعادة إسكاهنم من‬
‫خالل الصيغ املعدة للطبقة احملرومة‪،‬كما هو احلال يف السكن العمومي اإلجياري فبالرجوع إىل املرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 142/08‬املذكور الذي حيدد قواعد منح السكن العمومي اإلجياري‪ ،‬واملوجه أساسا إىل الفئات‬
‫االجتماعية احملرومة واملعوزة بالنظر إىل مداخيلها سواء كانت ال متلك سكن أو تقطن يف سكن غري الئق‪،‬‬
‫ال جنده يشري إىل األشخاص ضحايا الطرد من السكن الوظيفي ضمن املعيار املتعلق بظروف السكن‬
‫والذي يعتمد عليه باملوازاة مع معايري أخرى ملنح السكن واليت أشارت إليها املادتني ‪ 34‬و ‪ 35‬منه‪.‬‬
‫وباملقابل منح احلق للمقيم يف السكن الوظيفي املطالبة بالسكن العمومي اإلجياري‪ ،‬إذا كان يستويف‬
‫الشروط املتطلبة لالستفادة منه‪ ،‬واملوضحة يف املواد ‪ 4 ،3‬و‪ 5‬من نفس املرسوم املتعلقة باإلقامة والدخل‬
‫‪23‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫العائلي الشهري‪ ،‬والسن‪ ،‬وجعلت اإلقامة يف السكن الوظيفي دون حتديد لطبيعة السكن سواء لضرورة‬
‫اخلدمة أو لصاحل اخلدمة‪ ،‬ضمن آخر فئة يف معايري التنقيط املتعلقة بظروف السكن املستند إليها ملنح‬
‫السكن العمومي اإلجياري‪ 51،‬وهذا اعرتاف من املشرع بأن السكن الوظيفي غري حمقق لالستقرار وأمن‬
‫حيازة املسكن‪ ،‬فقد يكون املستفيد منه عرضة للطرد بإهناء قرار االمتياز يف أي وقت‪ ،‬يف حني أن املقصود‬
‫باحلق يف السكن الالئق ليس ضمان جمانية السكن لكل املواطنني دون استثناء‪ ،‬وإمنا وضع التدابري الالزمة‬
‫للحيلولة دون التشرد وعمليات اإلخالء القسري‪ ،‬بالرتكيز على الفئات الضعيفة وضمان أمن حيازة‬
‫املسكن‪ ،‬فما الفائدة من أن يكون للشخص سكن مستقل ومالئم ماديا ومعنويا إن كان مهددا باإلخالء‬
‫‪52‬‬
‫يوميا‪.‬‬
‫ويف هذا الصدد أشارت املقررة األممية اخلاصة املعنية بالسكن الالئق كعنصر من عناصر احلق يف مستوى‬
‫معيشي مناسب وباحلق يف عدم التمييز‪ ،‬يف تقرير هلا عند زيارهتا للجزائر من ‪ 9‬إىل ‪ 19‬متوز ‪ ،2011‬إىل‬
‫"استفحال ظاهرة الطرد من املساكن منذ اعتماد قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ‪...،09/08‬وأهنا تشعر‬
‫بقلق إزاء ارتفاع عدد األشخاص املطرودين الذين أصبحوا دون مأوى ومل تتخذ إجراءات وتدابري بشأهنم‪،‬‬
‫‪53‬‬
‫وقد مشلت عمليات الطرد مسنني تتجاوز أعمارهم ‪ 60‬سنة"‪.‬‬
‫‪.2.3‬التنازل عن السكن الوظيفي لصالح العون المستفيد بين التقييد والتجاوز‬
‫رغم أن املشرع أقر إمكانية التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة واجلماعات احمللية‪ 54،‬إال أن‬
‫النصوص القانونية والتنظيمية استثنت هذه السكنات من ضمن األمالك العقارية العمومية القابلة للتنازل‬
‫من خالل القانون ‪ 01/81‬املتعلق بالتنازل عن األمالك العقارية ذات االستعمال السكين أو املهين أو‬
‫التجاري أو احلريف التابعة للدولة واجلماعات احمللية ومكاتب الرتقية والتسيري العقاري واملؤسسات واهليئات‬
‫واألجهزة العمومية والذي كان يرمي إىل متكني كل جزائري من احلصول على سكن الئق‪ 55،‬الذي أحال‬
‫إليه املرسوم التنفيذي ‪ 10/89‬بشأن التنازل عن السكن الوظيفي‪ ،‬واستثناء حدد املشرع شروطا ومعايري‬
‫للتنازل عنه والقصد احملافظة على األمالك العمومية وطبيعتها املستهدفة ضمان واستمرارية املرافق العامة‪.‬‬
‫‪.1.2.3‬تقييد التنازل عن السكن الوظيفي‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫حاول املشرع املوازنة بني املصلحة العامة اليت تقتضيها ضمان سريورة املرفق العام واملصلحة اخلاصة‬
‫للعون يف االستقرار واحليازة اآلمنة للسكن‪ ،‬فقرر أصال عدم جواز التنازل عن السكن الوظيفي واستثناءا‬
‫‪56‬‬
‫قيد التنازل بشروط وإجراءات‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األصل عدم جواز التنازل عن السكن الوظيفي‪:‬‬
‫إ ّن طبيعة السكن الوظيفي واعتباره جزء من أمالك الدولة الضرورية ملمارسة الوظيفة سواء كانت‬
‫تابعة للدولة أو اجلماعات احمللية أو للمؤسسات العمومية‪ ،‬جتعل منه غري قابل للتصرف وبالتايل للتنازل‬
‫لصاحل األشخاص الشاغلني له ‪ ،‬فقد استثين من األمالك اليت جيوز التنازل عنها يف ااملادة ‪ 3‬الفقرة ‪ 5‬من‬
‫القانون ‪ 01/81‬سالف الذكر‪ ،‬وعرب عنه مبساكن اخلدمة املرتبطة مبباين الدولة أو املساكن الضرورية‬
‫ملمارسة الوظائف‪ ،‬كما استثناها املرسوم التنفيذي ‪ 57 269/03‬الذي حيدد شروط وكيفيات التنازل عن‬
‫األمالك العقارية التابعة للدولة لدواوين الرتقية والتسيري العقاري املوضوعة حيز االستغالل قبل أول يناير‬
‫‪ 2004‬يف املادة ‪ 2‬فقرهتا الثالثة‪ ،‬وعرب عنها بالسكنات املنجزة لغرض سري املصاحل واهليئات العمومية‬
‫للدولة واجلماعات احمللية واليت ال ميكن أن تكون حمل تنازل طبقا للمادة ‪ 162‬من قانون املالية لسنة‬
‫‪ ،1992‬وبعدها املرسوم التنفيذي ‪ 153/18‬حيدد شروط وكيفيات التنازل عن األمالك العقارية التابعة‬
‫للدولة ولدواوين الرتقية والتسيري العقاري يف املادة ‪ 2‬فقرة ‪ 3‬اليت استثنت السكنات املنجزة لغرض سري‬
‫املصاحل واهليئات العمومية للدولة واجلماعات اإلقليمية باإلضافة إىل األمالك العقارية التابعة للجماعات‬
‫احمللية من تطبيق أحكام هذا املرسوم ‪ 58‬و وهو ما كرسه بوضوح املرسوم التنفيذي ‪ 10/89‬حيث تعد غري‬
‫قابلة للتنازل السكنات املمنوحة لضرورة اخلدمة امللحة‪ ،‬والسكنات الواقعة يف اهليئة املستخدمة واملرتبطة هبا‬
‫‪59‬‬
‫ارتباطا ال يقبل القسمة‪.‬‬
‫أ‪ .‬عدم جواز التنازل عن السكن الممنوح لضرورة الخدمة‪:‬‬
‫طبقا ملا ينص عليه املرسوم ‪ 10/89‬يف مادته ‪ 6014‬فإن املساكن املمنوحة لضرورة اخلدمة امللحة‬
‫غري قابلة للتنازل إطالقا بقوهلا"ال تكون املساكن املمنوحة لضرورة اخلدمة قابلة ألن تباع ملن يسكنها" وهو‬
‫ما استثنته املادة ‪ 3‬من القانون ‪ 01/81‬املذكور بأن املساكن الضرورية ملمارسة الوظائف ممنوعة من التنازل‬
‫عنها لفائدة شاغليها الساكنني‪ ،‬وهو أمر منطقي وقد استند املشرع يف ذلك إىل طبيعة السكن وكذا‬
‫‪25‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫املناصب والوظائف املستفيدة منها اليت تكون مؤقتة وختضع للنقل والتحويل بصفة دورية يف كل‬
‫القطاعات‪ ،‬وأكد على ذلك القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 5‬ماي ‪ 1989‬املعدل بالقرار الوزاري‬
‫املشرتك املؤرخ ‪ 5‬فيفري ‪ 2002‬يف املادة الثالثة منه بقوله" ال تكون قابلة للتنازل عليها ملن يشغلوهنا‬
‫املساكن الواردة يف القائمة أ" واملقصود هبا املساكن املمنوحة للضرورة امللحة للخدمة‪.‬‬
‫وتطبيقا لذلك استقر القضاء على عدم قابلية السكنات الوظيفية تأسيسا على اعتبارها ممنوحة‬
‫لضرورة اخلدمة وصدرت قرارات قضائية بذلك أمهها القرار رقم ‪ 13382‬الصدر عن جملس الدولة بتاريخ‬
‫‪ 20‬جانفي ‪ "2004‬إن موضوع النزاع يتعلق بإلزام اإلدارة املسرية للسكن الوظيفي الذي يشغله املستأنف‬
‫يف إطار وظيفته‪ ،‬بصفته أستاذ التكوين املهين مبستغامن بالتنازل عن املسكن املذكور لفائدته‪ ،‬لكن ينبغي‬
‫مالحظة أن التنازل يكون رضائيا وتتم التسوية إداريا‪...‬خاصة إذا كانت أصال غري قابلة للتنازل بالنظر إىل‬
‫طبيعتها القانونية كما هو الشأن يف قضية احلال عمال باملواد ‪ 8‬و‪ 10‬و‪ 14‬من املرسوم ‪ ."10/89‬ويف‬
‫قرار آخر حتت رقم ‪ 13494‬مؤرخ يف جانفي ‪ 2004‬أكد جملس الدولة أنه" يستخلص أن ضرورة‬
‫استعادة املسكن جمللس قضاء األغواط املستفاد منه قانونا تكون مؤقتة ‪.....‬طاملا أن الطابع الوظيفي‬
‫للسكن حمل النزاع قائم وأن مقرر املنح مت إبطاله‪ ....‬وأن القضاة قد جعلوا ضمن القائمة أ اليت ال ميكن‬
‫التنازل عن السكنات الوظيفية لشاغليها"‪.‬‬
‫ﻭيف نفس السياق صدرت تعليمة عن وزارة املالية رقم ‪ 3918‬مؤرخة يف ‪ 22‬جويلية ‪ 2000‬تؤكد‬
‫على ما يلي" مبوجب مذكريت املذكورة املشار إليها مت تذكريكم بالغاية املوجودة من ختصيص اإلثين عشر‬
‫مسكن املسلمة من طرف الصندوق الوطين للتوفري واالحتياط لفائدة وزارة املالية‪ ،‬وكذا اإلطار القانوين‬
‫املنظم لتسيري هذه العقارات واحلماية املقررة هلا واملتعلقة أساسا بعدم قابلية التنازل عن هذه احملالت‬
‫السكنية‪ ،‬وعليه يطلب من مديري أمالك الدولة للواليات اختاذ اإلجراءات القانونية الكفيلة بإلغاء مجيع‬
‫العقود اإلدارية اليت كانت حمل نقل ملكية السكنات الوظيفية اليت مت التنازل عنها"‪.‬‬
‫ويف وقت سابق قررت احملكمة العليا عدم إمكانية التنازل عن السكن الوظيفي املمنوح لضرورة‬
‫اخلدمة ففي قرار هلا بتاريخ ‪ 1988/08/16‬حتت رقم ‪ 55826‬جاء فيه"مىت كان من املقرر قانونا أنه ال‬
‫جيوز التنازل عن مساكن اخلدمة اليت هي جزء من البنايات اليت تستعملها الدولة واجلماعات احمللية‬
‫‪26‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫واهليئات واألجهزة العمومية وكذلك املساكن الضرورية ملمارسة الوظائف‪ ،‬ومن مث فإن القرار اإلداري‬
‫املخالف هلذا املبدأ يعد خمالفا للقانون كما كان من الثابت يف قضية احلال أن البنك املركزي يطعن يف‬
‫صحة عقد بيع انصب على شقة وظيفية ضرورية ألعمال املرفق العام مىت كان كذلك استوجب إبطال‬
‫‪61‬‬
‫عقد البيع"‪.‬‬
‫ب‪ .‬عدم جواز التنازل عن السكن الممنوح لصالح الخدمة الواقع في نطاق الهيئة المستخدمة أو‬
‫المرتبط بها ارتباطا ال يقبل القسمة‪:‬‬
‫أشارت املادة ‪ 15‬من املرسوم ‪ 10/89‬إىل أن املساكن املمنوحة لصاحل اخلدمة الواقعة يف نطاق‬
‫اهليئة املستخدمة أو املرتبطة ارتباطا ال يقبل القسمة بالعقارات اليت تستعملها هذه اهليئة ال تكون قابلة ألن‬
‫تباع ملن يسكنها"‪ ،‬وهو ما أكده القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 17‬ماي ‪ 1989‬املعدل واملتمم‪ ،‬بأن‬
‫املساكن الواردة يف القائمة ب‪-‬أي املساكن املمنوحة لصاحل اخلدمة‪ -‬والواقعة يف رحاب اهليئة أو املرتبطة‬
‫ارتباطا ال يقبل القسمة بالعقارات اليت تستعملها هذه اهليئة ال تكون قابلة للتنازل عنها لشاغليها"‪.‬‬
‫لقد تأسس املشرع يف عدم قابلية التنازل عن السكن الوظيفي يف هذه احلالة على معيار موقع‬
‫السكن‪ ،‬فوجوده داخل اهليئة املستخدمة أو ارتباطه بعقاراهتا ارتباطا وثيقا بشكل يستحيل معه القسمة‬
‫جيعل املسكن ضمن األمالك العمومية التابعة للدولة واجلماعات احمللية طبقا ملا تنص عليه املادة ‪ 16‬من‬
‫القانون ‪ 30/90‬املتضمن األمالك الوطنية املعدل واملتمم أن األمالك الوطنية العمومية االصطناعية تشمل‬
‫"‪...‬املباين العمومية اليت تأوي املؤسسات الوطنية وكذا العمارات اإلدارية املصممة واملهيأة إلجناز مرفق‬
‫‪62‬‬
‫عام‪ "...‬وهي أمالك ال ميكن التصرف فيها وال أن تكون حمل ملكية خاصة حبكم طبيعتها أو غرضها‪،‬‬
‫وبالتايل خترج عن األمالك اخلاصة للدولة اليت جيوز التصرف فيها والتنازل عنها‪.‬‬
‫وقد أكدت عدة قرارات قضائية على عدم جواز بيع السكنات الوظيفية الواقعة داخل اهليئة‬
‫املستخدمة‪ ،‬فهي غري قابلة للتنازل عنها‪ ،‬من بينها قرار جمللس الدولة حتت رقم ‪ 13897‬مؤرخ يف‬
‫‪ ،2004/02/17‬بقوله"أن األمر يتعلق مبسكن وظيفي يقع يف حي متصل مبتقنة الكيفان وهذه املساكن‬
‫‪63‬‬
‫خمصصة إليواء املوظفني العاملني هبذه املدرسة‪ ،‬ومنه فإنه غري قابل للتنازل عنه"‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫ويف قرار آخر رقم ‪ 13058‬مؤرخ يف ‪ 20‬أفريل ‪ 2004‬بقوله" السكن حمل النزاع هو سكن‬
‫وظيفي يقع داخل املؤسسة الرتبوية حتت وصاية البلدية وإن إبقاء املستأنف شاغال لسكن وظيفي من شأنه‬
‫عرقلة املؤسسة الرتبوية يف تأدية مهامها على أحسن صورة‪.‬‬
‫واعتربت احملكمة العليا يف قرار هلا رقم ‪ 141580‬مؤرخ يف ‪ 10‬فيفري ‪ 1999‬ب"أن وجود‬
‫حائط يفصل بني البنايتني ال يشكل انفصاال وال تغيريا يف الطبيعة القانونية للسكن املتنازع عليه مادام هذا‬
‫املسكن من سكنات اخلدمة وضروري ملمارسة الوظيفة"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االستثناء جواز التنازل عن السكن الوظيفي بشروط وقيود‬
‫بالنظر إىل طبيعته اخلاصة املزدوجة على اعتبار أنه من األمالك العمومية واملخصص للوظيفة‪ ،‬قيد‬
‫املشرع التنازل عن السكن الوظيفي بشروط وقيود تتعلق أساسا بأهلية شاغل السكن من جهة‪ ،‬وبتقدير‬
‫اإلدارة لعدم مساس التنازل بالسري احلسن للمرفق العام من جهة أخرى‪.‬‬
‫أ‪ .‬شروط التنازل عن السكن الوظيفي‪:‬‬
‫حدد امل شرع شروطا إلمكانية التنازل عن السكنات الوظيفية لشاغليها الشرعيني مبوجب املرسوم‬
‫التنفيذي املذكور ‪ 10/89‬يف املادة ‪ 15‬من املرسوم ‪ 10/89‬يف فقرهتا الثانية "إذا وقعت هذه املساكن‬
‫املستخدمة‬ ‫اهليئة‬ ‫نطاق‬ ‫خارج‬
‫أو توفرت يف ساكنها شروط حتدد بقرار وزاري مشرتك بني وزارة املالية والوزير املكلف باإلسكان ووزير‬
‫الداخلية والبيئة بعد استشارة السلطات واهليئات املعنية وتكون قابلة للتنازل عنها مبوجب القانون‬
‫‪ ،"... 01/81‬وبينت املادة ‪ 4‬من القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 17‬ماي ‪ 1987‬بأن املساكن الواردة‬
‫يف املادة األوىل الواردة يف القائمة ب والواقعة خارج رحاب اهليئة قابلة للتنازل عنها ملن يشغلوهنا ضمن‬
‫احرتام أحكام املادة ‪ 15‬من املرسوم ‪."...10/89‬‬
‫واملقصود باملساكن الواردة يف القائمة ب هي املساكن املمنوحة لصاحل اخلدمة‪ ،‬إال أنه لالستفادة‬
‫من التنازل عن هذه املساكن تتطلب املادة ‪ 15‬املذكورة شروطا حددهتا املادة ‪ 5‬من القرار الوزاري‬
‫‪64‬‬
‫املشرتك املذكور اليت حتيل إىل املادة ‪ 5‬من القانون ‪:01/81‬‬
‫‪28‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫‪ -‬أن يكون الشاغل شخص طبيعي‪ ،‬متمتع باجلنسية اجلزائرية‪ ،‬ويشغل بصفة دائمة وشخصية ومستويف‬
‫لاللتزامات اإلجيارية عند تاريخ التنازل‪.‬‬
‫‪ -‬امتالك شاغل السكن لسند قانوين خيول له شغل املسكن صادر من السلطة املختصة ويتمثل يف سند‬
‫‪65‬‬
‫االمتياز‪ ،‬أو سند إجيار إذا كان السكن غري مملوك للدولة أو اجلماعات احمللية أو املؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪-‬استيفاء فرتة ‪ 7‬سنوات عمل يف اهليئة املستخدمة‪.‬‬
‫فينبغي إىل جانب ذلك استصدار وثيقة تثبت دفع مستحقات اإلجيار تصدرها املصلحة املسرية من طرف‬
‫مديرية أمالك الدولة أو ديوان الرتقية والتسيري العقاري‪ ،‬باإلضافة إىل تقدمي نسخة من بطاقة هوية‬
‫الطالب‪ 66،‬وتتم كيفيات التنازل بنفس األشكال املنصوص عليها قانونا املتعلقة بالتنازل عن األمالك‬
‫العقارية ذات االستعمال السكين التابعة للدولة ولدواوين الرتقية والتسيري العقاري‪ ،‬من حيث صيغة وكيفية‬
‫وإجراءات الشراء وقيمته التجارية طبقا ملا ينص عليه املرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬املعدل واملتمم‬
‫واملرسوم التنفيذي ‪ 153/18‬املذكورين‪ ،‬فيربم عقد بيع تعده مصاحل أمالك الدولة بني الطالب ومالك‬
‫العقا ر موضوع التنازل يوضح فيه على اخلصوص مثن التنازل واملدة بالنسبة للبيع بالتقسيط ‪...‬ويتم تسجيل‬
‫‪67‬‬
‫املشرتون لألمالك العقارية يف البطاقة الوطنية للسكن‪.‬‬
‫ب‪-‬حق االعتراض على طلب التنازل عن السكن الوظيفي‪:‬‬
‫قد تبدو هذه الشروط بسيطة متكن كل شاغل لسكن وظيفي يستوفيها من املطالبة حبقه يف التنازل‬
‫له عن هذا السكن‪ ،‬إال أن املشرع مل جيعله حق مكتسبا وإمنا خيضع للسلطة التقديرية للهيئة املالكة أو‬
‫لإلدارة‬ ‫ميكن‬ ‫حيث‬
‫أو اهليئة اليت ترتبط هبا هذه املساكن االعرتاض على بيع هذه األخرية رغم توفر الشروط ألسباب جدية‬
‫تتصل حبسن سري املصاحل طبقا للمادة ‪ 4‬فقرة ‪ 2‬من القرار الوزاري املشرتك املذكور‪.‬‬
‫ويتطلب القانون‪ 68‬أن يكون هذا التحفظ أي االعرتاض ذو طابع استثنائي‪ ،‬وتبدو االستثنائية من خالل‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلذن املسبق‪ :‬وجوب تلقي املوافقة املسبقة من السلطة الوزارية الوصية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫‪ -‬اإلعالم‪ :‬ضرورة إبالغ هذا التحفظ إىل علم الشاغلني هلذه املساكن واملؤسسات واهليئات املكلفة‬
‫بالبيع‪.‬‬
‫‪ -‬تأقيت االعرتاض‪ :‬عدم جتاوز مدة االعرتاض سنتني يتم جتديدها عند احلاجة بنفس األشكال‪.‬‬
‫ويفهم من تقرير هذا االعرتاض أن املشرع منح اإلدارة حق تقدير مدى مالئمة التنازل عن‬
‫السكنات لتحقيق مصلحة املرفق العام من عدمه‪ ،‬فقد استقر االجتهاد القضائي على وجوب موافقة اهليئة‬
‫املستخدمة على التنازل وعدم إمكانية إلزامها‪ 69،‬إال أن املتمعن يف هذا اإلجراء جيده غامضا من حيث‬
‫مفهومه وطبيعته القانونية يف إغفال توضيح إجراءاته وكيفياته وتوقيته‪ ،‬وإن كانت اإلدارة ملزمة بتربير قرار‬
‫االعرتاض أم ال‪.‬‬
‫وعموما فإن االجتهاد القضائي للمحكمة العليا قرر ضرورة تسبيب اإلدارة لقرارها بالرفض‪ ،‬وعدم قبول‬
‫طلب املواطن التنازل عن ذمة عقارية إجيارية لعدم توافر الشروط القانونية أو ألن العقار غري قابل‬
‫‪70‬‬
‫للتنازل‪.‬‬
‫‪.2.2.3‬المرونة والتشديد في التعامل مع ملف التنازل عن السكن الوظيفي‬
‫لقد جنم عن تعدد القوانني املتعلقة بالتنازل عن األمالك العقارية التابعة الدولة وخضوعها للتعديل‪،‬‬
‫وعدم وضوح تلك املتعلقة بالسكن الوظيفي تباين يف التعامل مع موضوع التنازل عن السكن الوظيفي‬
‫لصاحل اخلدمة‪ ،‬فقد خضع ذلك ملعايري غري موضوعية يكتنفها املرونة تارة والتشديد تارة أخرى‪ ،‬وتباين يف‬
‫معاجلة طلبات التنازل بني القطاعات واألماكن مبا يتوافق و تقدير املسئولني‪ ،‬حيث تفرض بعض اإلدارات‬
‫شروطا تتغاضى عنها إدارات أخرى‪ ،‬و جيدر التنويه إىل أن بعض مصاحل أمالك الدولة تطالب بصفة‬
‫تلقائية طالب التنازل بشهادة عدم االستفادة من إعانة مالية من الدولة يف جمال السكن وبتصريح شريف‬
‫بعدم اكتساب ملك تابع للدولة‪ ،‬وهنا يثور التساؤل فيما إذا كان عدم امتالك شاغل السكن الوظيفي‬
‫الراغب يف شراءه مللك عقاري‪ ،‬وعدم استفادته من إعانات الدولة يف جمال السكن هو شرط لالستفادة‬
‫من التنازل؟‬

‫‪30‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫باستقراء النصوص القانونية املتعلقة بالتنازل جند أن املشرع مل يستقر على موقف واحد‪ ،‬حيث ال‬
‫يشرتط آخر مرسوم تنفيذي متعلق بالتنازل ‪ 153/18‬على الراغب يف التنازل‪ ،‬شرط عدم امتالك سكن‬
‫لالستفادة من التنازل عن السكن الوظيفي‪ ،‬أو عدم استفادته من اإلعانة املالية للدولة يف جمال السكن‪،‬‬
‫وإمنا استثناه فقط من االستفادة من االمتيازات يف جمال شراء السكن املتعلقة خبصم مبالغ اإلجيار املدفوعة‬
‫والتخفيض على السعر‪ 71،‬بعد أن كان املرسوم التنفيذي ‪ 153/13‬املذكور قد قرر إقصاء املرتشحني يف‬
‫حالة اكتساهبم ملك عقاري من الدولة أو استفادهتم من إعانتها املالية يف جمال السكن‪ ،‬حيث يتم التأكد‬
‫من ذلك من خالل البطاقة الوطنية للسكن‪ 72،‬ولإلشارة فقد أقصى القانون السابق رقم ‪ 01/81‬شاغل‬
‫السكن املالك ألي عقار مبين أو غري مبين خاص باالستعمال السكين من احلق يف التنازل عن السكن‬
‫‪73‬‬
‫الوظيفي‪.‬‬
‫وخبصوص قابلية السكن الوظيفي لصاحل اخلدمة للتنازل يثور اإلشكال املتعلق حبالة السكن‬
‫العمومي اإلجياري املخصص بصفة استثنائية للمنفعة عامة أي منفعة الوظيفة‪ ،‬حيث أن ختصيص هذا‬
‫السكن التابع لدواوين الرتقية والتسيري العقاري يكون بصفة مؤقتة طبقا للمادة ‪ 9‬من املرسوم ‪142/08‬‬
‫احملدد لقواعد منح السكن العمومي اإلجياري املذكور‪ ،‬وهذه الطبيعة املزدوجة تطرح التباسا على املستوى‬
‫العملي يف إطار عملية التنازل حيث أن إجراءات إيداع طلب التنازل واهليئة املخولة دراسته‪ ،‬وكذا الطعن‬
‫يف القرار بسبب رفض التنازل تكون أمام هيئات تابعة لديوان الرتقية والتسيري العقاري‪ ،‬يف حني خيضع‬
‫تنظيم مسألة التنازل عن السكن الوظيفي التابع للدولة لشروط وإجراءات أخرى خاصة تتعلق بالسكن‬
‫‪74‬‬
‫الوظيفي وتتكفل بدراسة الطلب هيئات خمتلفة‪.‬‬
‫وهبذا اخلصوص صدرت مذكرة عن الوزير األول حتت رقم ‪ 364‬مؤرخة يف ‪2009/07/20‬‬
‫تقضي بتجميد التنازل عن السكنات ذات الطابع االجتماعي املخصصة لإلدارات واملؤسسات واهليئات‬
‫العمومية‪ ،‬ونتساءل عن مشروعية هذه القرارات وعن مدى اعتبارها تعبري عن اإلدارة لسلطتها التقديرية يف‬
‫‪75‬‬
‫حق االعرتاض‪.‬‬
‫ففي نفس السياق عمدت بعض اإلدارات املركزية أو الالمركزية إىل تفسري احلق يف االعرتاض بوضع‬
‫بند "عدم القابلية للتنازل" ضمن قرار منح االمتياز بغرض قطع الطريق أمام الشاغل على طلب التنازل‬

‫‪31‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫أصال‪ ،‬يف حني قررت قطاعات أخرى التنازل عن هذه السكنات لصاحل أعواهنا بناء على تعليمات وزارية‬
‫بشرط عدم امتالكهم مللك عقاري‪ ،‬وهذا يبني أن مسألة التنازل عن السكن الوظيفي ختضع بدرجة أوىل‬
‫إىل تقدير اإلدارة‪ ،‬أكثر منها إىل النصوص والقوانني‪.‬‬
‫وقد أدى استخدام حق االعرتاض على التنازل عن السكن الوظيفي لصاحل اخلدمة إىل زيادة‬
‫النزاعات أمام القضاء‪ ،‬وغالبا عرب القضاء عن ذلك بكون أن التنازل عن السكن الوظيفي يف حالة توفر‬
‫شروطه ينبغي أن يكون رضائيا وتتم تسويته إداريا وليس عن طريق القضاء‪ ،‬وخيضع إلرادة التعاقد لدى‬
‫‪76‬‬
‫اهليئة املستخدمة ال غري‪ ،‬وأن االحتالل الالشرعي للسكن الوظيفي ال يكسب احملتل احلق فيه‪.‬‬
‫ويرى املعنيني أن هذا يشكل مساسا مببدأ املساواة أمام القانون و يف احلقوق وتكافؤ الفرص بني‬
‫املواطنني املكرس يف الدستور‪ ،‬فمبدأ املساواة أمام القانون يقتضي إخضاع املواطنني املتواجدين يف أوضاع‬
‫متماثلة إىل قواعد مماثلة وإخضاعهم لقواعد خمتلفة كلما تواجدوا يف أوضاع خمتلفة‪ 77،‬وجبد انعكس ذلك‬
‫سلبا بتغذية املمارسات امللتوية للحصول على هذه السكنات خرقا للقانون‪.‬‬
‫وينظر القضاء يف القرارات اإلدارية املتضمنة التنازل عن السكن الوظيفي بعد الطعن فيها فيقرر‬
‫إلغائها بناء على عدم شرعيتها‪ ،‬ومن أهم أشكال خرق القانون يف عملية التنازل عن السكن الوظيفي عدم‬
‫املشروعية اخلارجية لقرار التنازل املتعلقة باختصاص مصدر القرار وبشكل القرار وإجراءات إصداره‪ ،‬الناجم‬
‫عن عدم االختصاص وعدم احرتام اإلجراءات يف منح قرار التنازل عن السكن الوظيفي‪ ،‬حيث يتطلب‬
‫القانون أن يتم التنازل بنفس األشكال اليت منح هبا حق االمتياز ومن نفس اجلهة املختصة طبقا ملا ذكر‪،‬‬
‫إىل أنه يف الواقع حتدث جتاوزات‪ ،‬فال جيوز لوزير الربيد واملواصالت إلغاء ختصيص مساكن وظيفية تابعة‬
‫ألمالك الدولة‪ ،‬والتنازل عنها لصاحل شاغليها ألن ذلك من اختصاص وزير املالية‪ ،‬بالنظر إىل الطابع‬
‫‪78‬‬
‫الوطين ملؤسسة الربيد واملواصالت‪.‬‬
‫وقد تطلب قانون املالية لسنة ‪ 2016‬يف مادته ‪ 50‬بالنسبة لألمالك العقارية التابعة للجماعات‬
‫احمللية مصادقة السلطة الوصية على مداوالت اجملالس الشعبية الوالئية والبلدية فيما يتعلق بإجراء التنازل‬
‫حىت يكون قانونيا‪ 79،‬إال أن املمارسة أبانت عن التنازل على سكنات وظيفية دون مراعاة هذا اإلجراء‬
‫األساسي‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫أما عدم املشروعية الداخلية لقرار التنازل فتتعلق مبوضوع التصرف املتعلق باالحنراف يف السلطة‬
‫وخمالفة وجتاوز القانون يف منح قرار التنازل ألجل حتقيق أغراض غري مشروعة‪ ،‬بسبب عدم أحقية الشاغل‬
‫أصال يف امتياز السكن الوظيفي وشغله دون وجه حق‪ ،‬أو ألن طبيعة السكن الوظيفي غري قابل للتنازل‪،‬‬
‫ويف قطاعات عديدة وعلى سبيل املثال ال احلصر على مستوى قطاع الرتبية‪ ،‬تفاقمت وضعية السكنات‬
‫الوظيفية بسبب شغلها من أناس حىت غرباء عن القطاع‪ ،‬ومتكنوا من احلصول على مقررات غري قانونية‬
‫لالستفادة من هذه السكنات‪ ،‬وهذا أدى إىل إثقال كاهل ميزانية الدولة يف نفقات مقاضاة هؤالء‬
‫‪80‬‬
‫األشخاص‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫لقد أدت الطبيعة القانونية اخلاصة للسكن الوظيفي إىل غموض وعدم انسجام النصوص القانونية‬
‫يف ضبط أحقية املوظف يف االستقرار يف السكن الوظيفي‪ ،‬سواء من خالل محايته من آثار الطرد الذي‬
‫يكون مبصوما بتعسف اإلدارة وإن كان قانونيا‪ ،‬أو من خالل رفع الغموض عن احلق يف التنازل عن‬
‫السكن الوظيفي بالنسبة للسكن املمنوح لصاحل اخلدمة‪ ،‬وإذا اعتربنا أن سريورة واستمرارية املرفق العام‬
‫أولوية األولويات باعتبارها هتدف إىل املصلحة العامة‪ ،‬فإن احلق يف االستقرار يف السكن واألمن يف حيازته‬
‫للعون هو حق إنساين واجتماعي مقدس جدير باحلماية القانونية‪ ،‬فيلزم تفعيل آليات احلماية للموظفني‬
‫وعائالهتم من شبح الطرد من السكن الوظيفي خصوصا يف حاالت الوفاة أو العجز والتقاعد‪ ،‬بتخصيص‬
‫مثال حصة من السكن االجتماعي لفائدهتم يف حالة عدم امتالكهم سكن أو عدم استفادهتم من إعانة يف‬
‫هذا اجملال مبا يكفل االنتصاف القانوين‪.‬‬
‫ومن الناحية التشريعية ينبغي إعادة النظر يف السكن الوظيفي خصوصا السكن املوجه لصاحل‬
‫اخلدمة ضمن املنظومة القانونية للسكن الذي توفره الدولة يف خمتلف صيغه‪ ،‬وإذا كان ملف السكن‬
‫الوظيفي من بني امللفات اليت يكثر فيها الفساد اإلداري بشىت أشكاله‪ ،‬ويثقل كاهل اخلزينة العمومية حيث‬
‫أضحت بعض السكنات الوظيفية عرضة للمضاربة واالحتالل غري الشرعي على كل املستويات وقد يكون‬
‫فحري بالسلطة التنفيذية والقضائية أن‬
‫ّ‬ ‫ذلك من أناس غرباء‪ ،‬والذي يكيف قانونا بأنه نوع من التعدي‪،‬‬
‫تتحلى باإلرادة واجلرأة يف تطهريه بشكل يعيد هلذا االمتياز دوره يف حسن سري املرفق العام‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫إن أبعاد التنازل عن السكن الوظيفي هي اجتماعية أكثر منها اقتصادية‪ ،‬فاملغزى ال يقتصر على‬
‫الربح‪ ،‬وإمنا يتمثل يف حرص الدولة على متكني العون من االستقرار االجتماعي قبل الوظيفي‪ ،‬وهي مسألة‬
‫حتكمها النصوص القانونية املتعلقة بالتنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ودواوين الرتقية والتسيري‬
‫العقاري‪ ،‬لذا ينبغي توضيحها مبا ينسجم مع اإلطار القانوين للسكن الوظيفي‪ ،‬ويكفل رفع اللبس‬
‫والغموض يف تفسريها تكريسا للمبدأ الدستوري املتمثل يف املساواة أمام القانون وتكافؤ الفرص‪ ،‬وحبذا لو‬
‫مت ضبط منح السكن الوظيفي وإخالءه والتنازل عنه ببطاقية وطنية خاصة للسكن الوظيفي‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫أهم النصوص القانونية التشريعية والتنظيمية المعتمد عليها‪:‬‬
‫‪ -‬املرسوم الرآسي رقم ‪ 442/20‬مؤرخ يف ‪ 30‬ديسمرب ‪ 2020‬يتعلق بإصدار التعديل الدستوري‬
‫املصادق عليه يف استفتاء أول نوفمرب ‪ 2020‬جريدة رمسية عدد ‪ 82‬مؤرخة يف ‪ 30‬ديسمرب ‪.2020‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 01/16‬املؤرخ يف ‪ 06‬مارس ‪ 2016‬املتضمن التعديل الدستوري ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 14‬مؤرخة‬
‫يف ‪ 7‬مارس ‪.2016‬‬
‫‪ -‬القانون العضوي رقم ‪ 11/04‬املؤرخ يف ‪ 6‬سبتمرب ‪ 2004‬املتضمن القانون األساسي للقضاء‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬‬
‫العدد ‪ 57‬مؤرخة يف ‪ 8‬سبتمرب ‪.2004‬‬
‫‪ -‬رأي اجمللس الدستوري رقم ‪/12‬ر‪.‬ق‪/‬مد‪ 01/‬مؤرخ يف ‪ 13‬يناير ‪ 2001‬يتعلق بالرقابة على دستورية‬
‫القانون املتضمن القانون األساسي لعضو الربملان‪ ،‬جريدة رمسية العدد ‪ 9‬لسنة ‪.2001‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 09/08‬مؤرخ يف ‪ 23‬فرباير ‪ 2009‬املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ ،05/07‬املعدل واملتمم للقانون املدين‪ ،‬جريدة رمسية العدد ‪ 31‬لسنة ‪.2007‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 18/15‬مؤرخ يف ‪ ،2015/12/30‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 72‬لسنة ‪ ،2015‬املعدل لقانون املالية‬
‫‪ 2001‬يف مادته ‪ ،41‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 80‬لسنة ‪.2000‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 16/84‬املؤرخ يف ‪ 30‬جوان ‪ ، 1984‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ ،27‬املعدل واملتمم‪ ،‬واملرسوم‬
‫‪ 96/81‬مؤرخ يف ‪ 1981/5/16‬املتعلق مبنح املساكن يف العمارات التابعة للدولة واجلماعات احمللية‬
‫واملؤسسات العمومية واملؤسسات االشرتاكية أو اليت تنتفع هبا‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫‪ -‬القانون ‪ 30/90‬مؤرخ يف ‪ 1990/12/01‬املتعلق بقانون األمالك الوطنية‪ ،‬جريدة رمسية ‪ 52‬لسنة‬


‫‪.1990‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 01/81‬املتعلق بالتنازل عن األمالك العقارية ذات االستعمال السكين أو املهين أو التجاري أو‬
‫احلريف التابعة للدولة واجلماعات احمللية ومكاتب الرتقية والتسيري العقاري واملؤسسات واهليئات واألجهزة‬
‫العمومية مؤرخ يف ‪ ، 1981/02/07‬جريدة رمسية عدد ‪ 06‬مؤرخة يف ‪.1981/02/10‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي ‪ 10/89‬احملدد لكيفيات شغل املناصب املمنوحة بسبب ضرورة اخلدمة امللحة أو‬
‫لصاحل اخلدمة وشروط قابلية منح هذه املساكن املؤرخ يف املؤرخ يف ‪ 07‬فرباير ‪ ،1989‬جريدة رمسية عدد‬
‫‪ 06‬لسنة ‪.1989‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي ‪ 153/13‬املؤرخ يف ‪ 15‬أبريل ‪ 2013‬يعدل ويتمم املرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬
‫جريدة رمسية عدد ‪ 22‬مؤرخة يف ‪ 25‬أبريل ‪ ،2013‬حيدد شروط وكيفيات التنازل عن األمالك العقارية‬
‫التابعة للدولة ولدواوين الرتقية والتسيري العقاري املستلمة أو املوضوعة حيز االستغالل قبل أول يناير‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي ‪ 211/15‬مؤرخ يف ‪ 11‬أوت ‪ ،2015‬جريدة رمسية عدد ‪ 44‬لسنة ‪- ،2015‬‬
‫يعدل ويتمم املرسوم التنفيذي ‪ 269/03‬مؤرخ يف ‪ 07‬أوت ‪ -2003‬حيدد شروط وكيفيات التنازل عن‬
‫األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الرتقية والتسيري العقاري املستلمة أو املوضوعة حيز االستغالل قبل‬
‫أول يناير ‪.2004‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي ‪ 142/08‬مؤرخ يف ‪ 11‬ماي ‪ ،2008‬احملدد لقواعد منح السكن العمومي‬
‫اإلجياري‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ 24‬مؤرخة يف ‪ 11‬ماي ‪.2008‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي ‪ 153/18‬مؤرخ يف ‪ 04‬يونيو ‪ 2018‬حيدد شروط وكيفيات التنازل عن األمالك‬
‫العقارية التابعة للدولة واألمالك املسرية من طرف دواوين الرتقية والتسيري العقاري‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬العدد ‪ 33‬مؤرخة‬
‫يف ‪ 06‬يونيو ‪ -2018‬ألغى املرسوم التنفيذي ‪.269/03‬‬
‫‪ -‬القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 17‬ماي ‪ 1989‬احملدد لقائمة الوظائف واملناصب اليت ختول حق‬
‫االمتياز يف املساكن حبكم ضرورة اخلدمة أو لصاحل اخلدمة وشروط قابلية منح هذه املساكن جريدة رمسية‬

‫‪35‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫عدد ‪ 21‬مؤرخة يف ‪ 24‬ماي ‪ 1989‬معدل ومتمم بالقرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 5‬فيفري ‪2002‬‬
‫‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ 20‬مؤرخة يف ‪ 20‬مارس ‪.2002‬‬
‫‪ -‬منشور رقم ‪ 112‬مؤرخ يف ‪ 07‬أفريل ‪ 2001‬يتعلق بااللتزام بتطبيق وتنفيذ اإلجراءات املتعلقة بتسيري‬
‫السكنات الوظيفية اإللزامية‪ ،‬النشرة الرمسية لوزارة الرتبية الوطنية‪ ،‬العدد ‪ ،446‬أفريل ‪.2001‬‬
‫‪ -‬منشور وزاري رقم ‪ 81‬املؤرخ يف ‪ 17‬سبتمرب ‪ 2014‬صادر عن وزارة الرتبية حيدد كيفيات وشروط‬
‫االستفادة من السكن االجتماعي العمومي الوظيفي املخصص لواليات اجلنوب‪ ،‬النشرة الرمسية للرتبية‬
‫الوطنية‪ ،‬العدد ‪ ،572‬أكتوبر ‪.2014‬‬
‫‪ -‬التعليمة رقم ‪ 04588‬الصادرة عن املديرية العامة للميزانية بتاريخ ‪ 11‬نوفمرب ‪.1992‬‬
‫المؤلفات‪:‬‬
‫‪ -‬ذيب عبد السالم‪ ،‬عقد اإلجيار املدين‪ ،‬دراسة نظرية وتطبيقية من خالل الفقه واجتهاد احملكمة العليا‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪ ،‬الديوان الوطين لألشغال الرتبوية‪.2001،‬‬
‫‪ -‬أمحد حميو ‪ ،‬املنازعات اإلدارية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪.1992 ،‬‬
‫‪ -‬بربارة عبد الرمحن‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬طبعة ثانية ‪.2009‬‬
‫‪ -‬عمر محدي باشا‪ ،‬ليلى زروقي‪ ،‬املنازعات العقارية ‪ ،‬طبعة جديدة يف ضوء آخر التعديالت وأحدث‬
‫األحكام‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الطبعة ‪.2010 ،12‬‬
‫األطروحات‪:‬‬
‫‪ -‬أمحد عبادة‪ ،‬احلق يف السكن الالئق يف ضوء القانون الدويل حلقوق اإلنسان والتشريع اجلزائري‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف العلوم‪ ،‬ختصص القانون الدويل حلقوق اإلنسان‪ ،‬جامعة اجلياليل اليابس‬
‫سيدي بلعباس‪ ،‬السنة اجلامعية ‪.2019/2018‬‬
‫المقاالت‪:‬‬
‫‪ -‬بوشنافة مجال‪ ،‬السكن الوظيفي بني إهناء االستفادة منه ومدى جواز التنازل عنه دراسة حتليلية على‬
‫ضوء النصوص التشريعية واالجتهاد القضائي اجلزائري‪ ،‬جملة دراسات وأحباث‪ ،‬اجمللد ‪ ،3‬العدد ‪،5‬‬
‫ص‪.64-47.‬‬

‫‪36‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫‪ -‬شوقي قاسم‪ ،‬صباح سليماين‪ ،‬إشكالية توزيع السكن العمومي اإلجياري يف اجلزائر‪ :‬عوامل التأزم‬
‫وتداعياته السوسيوجمالية‪ ،‬جملة الباحث يف العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ،11‬العدد ‪،2019 ،4‬‬
‫ص‪.148-135 .‬‬
‫‪ -‬علي بن شعبان ‪ ،‬النظام القانوين للتنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الرتقية والتسيري‬
‫العقاري‪ ،‬جملة تشريعات التعمري والبناء‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ديسمرب‪ ،2017 ،‬ص‪.146-128.‬‬
‫‪ -‬القطيب حممد‪ ،‬تسيري السكن العمومي اإلجياري يف اجلزائر‪ ،‬جملة تشريعات العمل والتعمري‪ ،‬العدد‬
‫السادس‪ ،2018 ،‬اجمللد ‪ 2‬العدد ‪ ،6‬ص‪.70-49.‬‬
‫‪- -‬تقرير املقررة اخلاصة "راكيل رونلك" يف زيارة للجزائر بتاريخ من ‪ 9‬إىل ‪ 19‬متوز ‪.2011‬‬

‫مقاالت في مواقع إلكترونية‬


‫‪ -‬صفية نسناس‪ ،‬حتقيقات السلطات تفضي لطرد مستغلي السكنات الوظيفية‪ ،‬احتادية الرتبية تؤكد عدم‬
‫امتالكهم لسكنات بصيغ أخرى‪ ،‬صادر يف ‪ ،2015/10/11‬موقع جريدة احملور اليومي‪ ،‬مت الدخول يف‬
‫‪ ،2021/01/19‬على الساعة ‪.12:00‬‬
‫‪ -‬مقال بعنوان "اخلرب‪ ،‬احلكومة تأمر باسرتجاع أكثر من ‪ 14‬ألف سكن"‪ ،‬بتاريخ ‪،2019/11/25‬‬
‫موقع األخبار اجلزائر ‪ 48‬تاريخ الدخول‪ 2021/08/18 ،‬على الساعة ‪.21.45‬‬
‫‪ -‬مقال بعنوان " احلكومة تسرتجع ‪ 14‬ألف منزل‪...‬هل تعود أزمة السكن إىل الواجهة يف اجلزائر" ‪،‬‬
‫منشور بتاريخ ‪ 2019/11/26‬على املوقع اإلخباري سبوتنيك عريب‪https://sptnkne.ws/A5fC،‬‬

‫تاريخ الدخول ‪ 2021/08/20‬الساعة ‪.22.00‬‬


‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ 1‬كانت االتفاقية الدولية للقضاء على مجيع أشكال التمييز العنصري أول اتفاقية استخدمت مصطلح احلق يف السكن‬
‫سنة ‪ ،1965‬ويف سنة ‪ 2000‬اعتمدت جلنة حقوق اإلنسان يف دورهتا ‪ 56‬القرار ‪ 9/2000‬اليت أنشأت مبوجبه والية‬
‫املقرر اخلاص املع ين بالسكن الالئق‪ ،‬كعنصر من عناصر احلق يف مستوى معيشي مناسب وباحلق يف عدم التمييز يف هذا‬
‫السياق‪ ،‬تقرير املقررة اخلاصة املعنية بالسكن الالئق املوثق يف ‪ ، 2014 /08/07‬وقد صادقت اجلزائر على العديد من‬

‫‪37‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫املعاهدات وثيقة الصلة باحلق يف السكن أمهها العهد الدويل اخلاص باحلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪،‬واالتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على مجيع أشكال التمييز العنصري واتفاقية حقوق الطفل‪UNDoc : A/69/274 ...‬‬
‫‪ 2‬بعد إغفاله يف التعديالت الدستورية السابقة على خالف حقوق أخرى كاحلق يف الرعاية الصحية والتعليم والعمل‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 67‬من القانون رقم ‪ 01/16‬املؤرخ يف ‪ 06‬مارس ‪ 2016‬املتضمن التعديل الدستوري بقوهلا‪ ":‬تشجع الدولة‬
‫على إجناز املساكن‪ .‬تعمل الدولة على تسهيل حصول الفئات احملرومة على سكن"‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 14‬مؤرخة يف ‪ 7‬مارس‬
‫‪ ،2016‬وحذا حذوه التعديل الدستوري اجلديد مبوجب املرسوم الرآسي رقم ‪ 442/20‬مؤرخ يف ‪ 30‬ديسمرب ‪2020‬‬
‫يتعلق بإصدار التعديل الدستوري املصادق عليه يف استفتاء أول نوفمرب ‪ 2020‬يف املادة ‪ 63‬بقوهلا " تسهر الدولة على‬
‫مؤرخة يف ‪ 30‬ديسمرب‬ ‫متكني املواطن من‪ -....:‬احلصول على سكن ال سيما الفئات احملرومة"‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪82‬‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ 4‬جريدة رمسية العدد ‪ 06‬مؤرخة يف ‪ ،1989/02/08‬وقبل ذلك كان هذا األخري منظم مبوجب القوانني اليت حتكم‬
‫األمالك الوطنية للدولة من ضمنها القانون رقم ‪ 16/84‬املؤرخ يف ‪ 30‬جوان ‪ ، 1984‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ ،27‬املعدل واملتمم‪،‬‬
‫واملرسوم ‪ 96/81‬مؤرخ يف ‪ 1981/5/16‬املتعلق مبنح املساكن يف العمارات التابعة للدولة واجلماعات احمللية واملؤسسات‬
‫العمومية واملؤسسات االشرتاكية أو اليت تنتفع هبا‪.‬‬
‫‪ 5‬جريدة رمسية عدد ‪ 21‬مؤرخة يف ‪ 24‬ماي ‪ 1989‬ص‪ 562 .‬معدل ومتمم بالقرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪05‬‬
‫فيفري ‪ ، 2002‬جريدة رمسية عدد ‪ 20‬مؤرخة يف ‪ 20‬مارس ‪ ، 2002‬معدل ومتمم بالقرار الوزاري املشرتك مؤرخ يف‬
‫‪ 6‬تشري املادة ‪ 20‬من القانون العضوي رقم ‪ 11/04‬املؤرخ يف ‪ 6‬سبتمرب ‪ 2011‬املتضمن القانون األساسي للقضاء يف‬
‫املادة ‪ 20‬إىل " يلزم القاضي باإلقامة بدائرة اختصاص اجمللس القضائي الذي ينتمي إليه كلما وفر له السكن‪ .‬تلزم الدولة‬
‫بتوفري سكن وظيفي للقاضي يكون مالئما ملهامه وغري قابل للتنازل أو تدفع له بدل اإلجيار يف انتظار توفري السكن‪"...‬‬
‫‪ 7‬لذلك أشار املشرع إىل حق هؤالء يف بدل اإلجيار خصوصا بالنسبة للسكن للضرورة امللحة‪ ،‬وضرورة توفري بدل اإلجيار‬
‫إىل حني توفري السكن املالئم‪.‬‬
‫‪ 8‬امللحقني أ و ب من القرار املذكور‪ ،‬بعد أن كان القرار الوزاري املشرتك السابق املؤرخ يف ‪ 24‬ماي ‪ 1989‬يدرج‬
‫أصحاب املناصب النوعية من القضاة ضمن السكن للضرورة امللحة‪ ،‬وغريهم من القضاة ضمن السكن لصاحل اخلدمة‪.‬‬
‫‪ 9‬يف إطار املرسوم ‪ 98/89‬املؤرخ يف ‪ 20‬جوان ‪ ،1989‬جريدة رمسية عدد ‪ 26‬مؤرخة يف ‪.1989‬‬
‫‪ 10‬التعليمة رقم ‪ 04588‬الصادرة عن املديرية العامة للميزانية‪ ، DGB/DEBRC//RC‬وزارة االقتصاد‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪ 11‬نوفمرب ‪ ،1992‬تتعلق بالتنازل عن السكن الوظيفي‪ ،‬اإلجراءات والرقابة‪ ،‬ص‪،2 .‬ويستفيد من جمانية املصاريف إذا‬
‫كان السكن لضرورة اخلدمة ملحقا باملؤسسة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫‪ 11‬حتدد نسبة اإلتاوة ب ‪ 10‬باملئة من راتبه اخلاص مع زيادة ‪ 5‬باملئة يف حالة التأخر يف التحصيل‪ ،‬أما حساب القيمة‬
‫اإلجيارية للمسكن والعناصر املكونة هلا فيتم طبقا للمادة ‪ 31‬من املرسوم ‪ 98/89‬املؤرخ يف ‪ 20‬جوان ‪ ،1989‬ج‪.‬ر‪.‬‬
‫عدد ‪ 26‬لسنة ‪ ، 1989‬يرجع إىل ذيب عبد السالم‪ ،‬عقد اإلجيار املدين‪ ،‬دراسة نظرية وتطبيقية من خالل الفقه واجتهاد‬
‫احملكمة العليا‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬الديوان الوطين لألشغال الرتبوية‪ ،2001،‬ص‪ ،193 ،192.‬وقد أكدت احملكمة العليا يف‬
‫هذا الصدد أن شاغل السكن الوظيفي يتحمل وحده تسديد اإلجيار املستحق‪،‬قرار احملكمة العليا‪ ،‬ملف رقم ‪،126083‬‬
‫مؤرخ يف ‪ 24‬أكتوبر ‪.1995‬‬
‫‪ 12‬قرار غري منشور صادر عن الغرفة األوىل‪.‬‬
‫‪ 13‬تدارك املشرع اللبس مبوجب القانون ‪ 09/08‬مؤرخ يف ‪ 25‬فرباير ‪ 2009‬اإلجراءات املدنية واإلدارية يف املواد‬
‫‪ 802 ، 800،801‬وحذف من االستثناءات اليت تعود الختصاص القضاء العادي املنازعات اليت تكون الدولة أو الوالية‬
‫أو البلدية أو املؤسسات ذات الطابع اإلداري املتعلقة باإلجيارات السكنية‪...‬من خالل املادة ‪ 802‬بعد أن كانت املادة ‪7‬‬
‫مكرر من قانون اإلجراءات السابق األمر ‪ 157/66‬املؤرخ يف ‪ 08‬يونيو ‪ 1966‬تدرجها فيه‪.‬‬
‫‪ 14‬وقد أدى اللبس يف تفسري املادة ‪ 7‬مكرر املذكورة إىل تنازع االختصاص بني القضاء اإلداري والعادي خبصوص‬
‫املنازعات املتعلقة بإجيار السكنات الوظيفية‪ ،‬حيث استقر االجتهاد القضائي بداية على أن عقود ختصيص السكن‬
‫الوظيفي تدخل ضمن االستثناءات املقرر يف املادة ‪ 7‬مكرر ق‪.‬إج‪.‬م‪ .‬الذي أدخل املنازعات املتعلقة باإلجيارات للقضاء‬
‫العادي‪ ،‬قرار رقم ‪ ،206421‬مؤرخ يف ‪ ،1999/6/8‬والقرار رقم ‪ ،228601‬مؤرخ يف ‪ ،2000/03/14‬ذيب عبد‬
‫السالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ ، 214.‬وبعدها أكدت احملكمة العليا‪،‬غ‪.‬اج يف قرار صادر يف ‪ 2008/01/16‬بأن‬
‫االختصاص يؤول للقض اء اإلداري نوعيا بالفصل يف املنازعات ذات الصلة باالمتياز املنصب على سكن ممنوح بسبب‬
‫الضرورة امللحة للخدمة أو لصاحل اخلدمة‪ ،‬ملف رقم ‪ ،401235‬قضية مدير القطاع الصحي ببوسعادة ضد(م‪.‬ش)‪ ،‬وأكد‬
‫جملس الدولة يف عدة قرارات بأن خمتص منها القرار رقم ‪ 13271‬صادر يف ‪ " 2004/02/17‬بأن السكن مرتبط‬
‫مبزاولة الوظيفة فقط وليس له أي طابع اجتماعي وال يتعلق بعالقة املؤجر باملستأجر الذي خيضع للقضاء العادي ‪ ،‬مما جيعل‬
‫اختصاص القضاء اإلداري ثابت للنظر يف هذه الدعوى‪ ،‬ليستبعد معه الدفع املثار حول عدم االختصاص النوعي"‪.‬‬
‫‪ 15‬لالطالع حول تعريف القرار اإلداري‪ ،‬راجع أمحد حمبو ‪ ،‬املنازعات اإلدارية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪.1992 ،‬‬
‫‪ 16‬القانون ‪ 01/88‬املؤرخ يف ‪ ،1988/01/12‬املثضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬جريدة‬
‫رمسية العدد ‪ 02‬مؤرخة يف ‪ 13‬يناير ‪.1988‬‬
‫‪ 17‬املادة ‪ 3‬املرسوم التنفيذي ‪ 10/89‬املذكور‪.‬‬
‫‪ 18‬املادة ‪ 24‬منم القانون ‪ 30/90‬مؤرخ يف ‪ 1990/12/01‬املتعلق بقانون األمالك الوطنية‪ ،‬جريدة رمسية ‪ 52‬لسنة‬
‫‪.1990‬‬
‫‪39‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫‪ 19‬املالحظ انعدام النص على امتياز السكن الوظيفي يف األنظمة الداخلية للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬واالكتفاء‬
‫بالنص على ذلك يف العقود اليت تربطها مبستخدميها املنتفعني من السكن‪.‬‬
‫‪ 20‬منشور وزاري رقم ‪ 81‬املؤرخ يف ‪ 17‬سبتمرب ‪ 2014‬صادر عن وزارة الرتبية حيدد كيفيات وشروط االستفادة من‬
‫السكن االجتماعي العمومي الوظيفي املخصص لواليات اجلنوب‪ ،‬النشرة الرمسية للرتبية الوطنية‪ ،‬العدد ‪ ،572‬أكتوبر‬
‫‪ ،2014‬ص‪.153-150 .‬‬
‫‪ 21‬املادة ‪ 9‬من املرسوم التنفيذي ‪ 142/08‬مؤرخ يف ‪ 11‬ماي ‪ ،2008‬احملدد لقواعد منح السكن العمومي اإلجياري‪،‬‬
‫جريدة رمسية عدد ‪ 24‬مؤرخة يف ‪ 11‬ماي ‪ ،2008‬يرجع بشأن البطاقة الوطنية للسكن إىل املواد من ‪ 59‬إىل ‪ 62‬من‬
‫نفس املرسوم‪ ،‬يرجع يف هذا الصدد إىل املنشور الوزاري رقم ‪ 81‬لوزارة الرتبية املذكور‪ ،‬حيدد األسالك املعنية‪ ،‬صيغ‬
‫االستفادة‪ ،‬احلاالت اليت ال حيق فيها االستفادة‪ ،‬إجراءات دراسة امللفات‪ ،‬ومقاييس الرتتيب‪ ،‬و مقال للقطيب حممد‪ ،‬تسيري‬
‫السكن العمومي اإلجياري يف اجلزائر‪ ،‬جملة تشريعات العمل والتعمري‪ ،‬العدد السادس‪ ،2018 ،‬ص‪ ،56 ،55.‬طلب وزير‬
‫الداخلية واجلماعات احمللية موجه إىل احلكومة بغرض ختصيص ‪ 30‬مسكن عمومي إجياري كسكنات وظيفية غري قابلة‬
‫للتنازل لفائدة املستخدمني املعينني يف الوالية املنتدبة اجلديدة لتيميمون بوالية أدرار سنة ‪ ،2015‬مقرر وزير السكن‬
‫والعمران واملدينة رقم ‪ 906‬أخ و‪ /76/‬وس ع م‪/‬م ع س‪/‬م ت ع‪ 2016/‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمرب ‪ 2016‬املبلغ إىل كل من‬
‫وايل والية أدرار واملدير العام لديوان الرتقية والتسيري العقاري لوالية أدرار من أجل التنفيذ‪.‬‬
‫‪ 22‬فال يطبق عليه األحكام اخلاصة بالتنازل عن السكن الوظيفي‪ ،‬يرجع إىل املنشور الوزاري رقم ‪ 81‬لوزارة الرتبية املذكور‬
‫ص‪.150.‬‬
‫املادة ‪ 66‬من القانون ‪ 11/90‬جريدة رمسية ‪ 17‬لسنة ‪ ،1990‬املادة ‪ 216‬من األمر ‪ 03/06‬املؤرخ يف ‪ 15‬يوليو‬
‫‪ 23 23 ،2006‬القانون ‪ 11/90‬مؤرخ يف ‪ 21‬أبريل ‪،1990‬جريدة رمسية عدد‪ 17‬مؤرخة يف ‪ 25‬أبريل ‪ 1990‬يف‬
‫املادة ‪ ، 66‬واملواد من ‪ 10‬إىل ‪ 15‬من املرسوم التنفيذي ‪ 290/90‬مؤرخ يف ‪ 1990/09/29‬يتعلق بالنظام اخلاص‬
‫بعالقات العمل مبسريي املؤسسات‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪42‬مؤرخة يف ‪ 03‬أكتوبر ‪.1990‬‬
‫‪ 24‬قرار م‪.‬ع‪ .‬غرفة اجتماعية بتاريخ ‪ ،2011/06/02‬ملف رقم ‪ ،622133‬قضية (ب‪.‬ح) ضد الصندوق الوطين‬
‫للتأمينات االجتماعية‪ ،‬وكالة معسكر‪ ،‬الذي قضى بأنه " ال حق يف البقاء يف السكن الوظيفي إذا كانت عالقة العمل بني‬
‫املستخدم والعامل قد انتهت ألي سبب من األسباب من بينها وفاة العامل"‪ ،‬قرار منشور‪ ،‬جملة احملكمة العليا العدد‬
‫‪،2011/02‬ص‪ ،206.‬و قرارات جمللس الدولة عن الغرفة األوىل غري منشورة‪ ،‬رقم ‪ 13058‬الغرفة األوىل مؤرخ يف‬
‫‪ 2004/04/20‬جاء فيه " السكن الذي منحته الوالية ملدير احلماية املدنية يدخل يف إطار حكم ضرورة اخلدمة ومن‬
‫مث جيب إخالؤه بعد هناية مهام شاغل السكن الذي أحيل على التقاعد‪ ،‬وقرار آخر رقم ‪ 7627‬مؤرخ يف‬

‫‪40‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫‪ 2003/05/30‬ب" أن املستأنف ان حيتالن مسكن استفادة املرحومة وهو يعد سكن وظيفي منح هلا يف إطار ضرورة‬
‫املصلحة والكائن باملركز الطيب ببومرداس ‪"...‬فاملستفيدة بالسكن الوظيفي قد توفيت وبعد وفاهتا مل يبق هلا احلق يف‬
‫االستفادة وانقطعت عالقة العمل" مأخوذة عن مقال لبوشنافة مجال‪ ،‬السكن الوظيفي بني إهناء االستفادة منه ومدى‬
‫جواز التنازل عنه دراسة حتليلية على ضوء النصوص التشريعية واالجتهاد القضائي اجلزائري‪ ،‬جملة دراسات وأحباث‪ ،‬اجمللد‬
‫‪ ،3‬العدد ‪ ،5‬ص‪.50.‬‬
‫‪ 25‬قرار رقم ‪ ،28243‬صادر عن احملكمة العليا‪ ،‬غ‪.‬اج‪ .‬بتاريخ ‪ ،1983/02/21‬يف قضية (خ‪.‬م) ضد(ش‪.‬م) الذي‬
‫قضى بأنه مىت نص القانون بأنه ال ميكن بوجه االستعجال القضاء بطرد بواب من سكن خمصص ملهنته ما دام رب العمل‬
‫هو الذي طلب إهناء عالقة العمل‪ ،‬فإن القضاء خبالف ذلك يعد خرقا للقانون للمساس بأصل احلق‪ .‬إن أحكام املادة ‪4‬‬
‫من قانون ‪ 1939/01/13‬متنح االختصاص لقاضي ااستعجال يف حالة واحدة بطرد البواب وهي حالة عند ارتكابه خطأ‬
‫جسيم أثناء قيامه بعمله‪ ،‬غري أنه ليس بالنصوص اجلديدة ما يعادل أحكام هذه املادة ‪ .‬لذلك يستوجب نقض‬
‫القرار‪ ،"....‬اجمللة القضائية‪ ،‬العدد ‪،1989 ،1‬ص‪.174.‬‬
‫‪ 26‬خصوصا بالنسبة ملناصب العمل اليت تتميز باحلركية اجلغرافية كسلك القضاة‪ ،‬قرار جملس الدولة رقم ‪ 13494‬صادر‬
‫بتاريخ ‪ 2004/02/20‬قضى مبا يلي" إن املستأنف كان قد استفاد من مسكن وظيفي يف إطار عمله بصفته رئيس‬
‫حمكمة األغواط سابقا وأنه مبقتضى قرار صادر عن وزارة العدل املستأنف عليها حاليا مت نقله إىل جملس اجللفة إال أنه بقي‬
‫يشغل السكن حمل النزاع لدائرة اختصاص جملس األغواط املستفيد منه قانونا ال ميكن للمستأنف االحتجاج بالبقاء فيه بعد‬
‫أن مت نقله إىل والية أخرى طاملا أن الطابع الوظيفي للسكن قائم‪.‬‬
‫‪ 27‬جريدة رمسية العدد ‪ 3‬لسنة ‪.1981‬‬
‫‪ 28‬مؤرخ يف ‪ ،1991/11/23‬جريدة رمسية العدد ‪ 60‬لسنة ‪.1991‬‬
‫‪29‬هو ما سنتناوله يف اجلزء الثاين من القسم الثاين من هذا املقال‪.‬‬
‫‪ 30‬بوشنافة مجال‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.52.‬‬
‫‪31‬يرجع إىل نفس املرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ 32‬خيتص القضاء االستعجايل استثناء يف املنازعات املتعلقة باإلجيار يف حاالت بينها القانون أو استقر عليها االجتهاد‬
‫القضائي‪ :‬وتعد حالة انعدام سند اإلجيار أو انتهاء أجل سند اإلجيار وكان هذا األخري مرتبطا بعقد العمل‪ ،‬حاالت أقرها‬
‫االجتهاد‪ ،‬ذيب عبد السالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.207،208،209.‬‬
‫‪33‬بربارة عبد الرمحن‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬ص ‪ ،225‬ذيب عبد السالم‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.208 .‬‬

‫‪41‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫‪ 34‬أمر استعجايل صادر عن جملس قضاء عنابة الغرفة اإلدارية بتاريخ ‪ 10‬أفريل ‪" 2005‬حيث أن املدعي طلب إصدار‬
‫أمر استعجايل بطرد املدعى عليه من السكن الذي حيتله‪...‬حيث يتبني من ملف القضية أن املدعى عليه أقام فيه بصفة‬
‫غري شرعية مما يتعني احلكم عليه بالطرد من السكن وتسليمه شاغرا للمدعي"‪.‬‬
‫‪ 35‬قرار احملكمة العليا‪ ،‬غ‪.‬إج‪ .‬رقم ‪ 30161‬صادر بتاريخ ‪ ،1983/02/07‬يف قضية (ج ع) ضد (و‪.‬ك غ) الذي‬
‫قضى بأنه مىت كان من املقرر قانونا أن الطلبات اليت يكون الغرض منها استصدار أمر بإثبات احلالة أو باإلنذار واختاذ‬
‫إجراء مستعجل آخر يف أي موضوع كان دون املساس حبقوق األطراف تقدم إىل رئيس اجلهة القضائية املختصة الذي‬
‫يصدر أمره بشأهنا‪ ،‬فإن استقالة العامل من منصبه يفقده حق شغل سكن وظيفي كان قد وضع حتت تصرفه لفرتة مؤقتة‬
‫ومرتبطة مبمارسة مهامه لدى الشركة املستخدمة‪ .‬لذلك يستوجب رفض الطعن موضوعا ما دامت جهة القضاء‬
‫االستعجايل صرحت باختصاصها وأمرت الطاعن باخلروج من السكن الوظيفي بعد إهناء مهامه وهي بذلك طبقت القانون‬
‫تطبيقا سليما"‪ ،‬اجمللة القضائية‪ ،‬العدد األول‪ ،1989 ،‬ص‪ ،168.‬وقرار جملس الدولة صادر عن الغرفة األوىل رقم‬
‫‪ 235399‬مؤرخ يف ‪ 2000/05/16‬جاء " ولكن حيث أنه من الثابت يف دعوى احلال أن الطاعن كان حيتل السكن‬
‫املتنازع حوله بسبب وظيفته وعن طريق مقرر منح استفادة منه‪ ،‬ومن النيابة العامة وإدارة أمالك الدولة‪ ،‬وأن الطاعن قدم‬
‫استقالته‪ ،‬وبالتايل جعل حدا للسبب الذي كان حيتل مبوجبه السكن ‪ ،‬وأن طبيعة نشاط اإلدارة يقتضي السرعة يف اسرتجاع‬
‫السكنات الوظيفية جلعلها حتت تصرف من يستخلف املوظف الذي أهنا عالقة العمل وعليه يتعني القول أن قاضي‬
‫االستعجال كان خمتصا للفصل يف دعوى احلال"‪ ،‬غري منشور‪ ،‬نقال عن ذيب عبد السالم‪ ،‬املرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.208،209.‬‬
‫‪ 36‬املواد ‪ ،303 ،301 ،299‬قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ‪.09/08‬‬
‫‪ 37‬موقع األخبار اجلزائر ‪ 48‬مقال بعنوان "اخلرب‪ ،‬احلكومة تأمر باسرتجاع أكثر من ‪ 14‬ألف سكن"‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪ ،2019/11/25‬تاريخ الدخول‪ 2021/08/18 ،‬على الساعة ‪ ،21.45‬وأيضا املوقع اإلخباري سبوتنيك عريب‪،‬‬
‫مقال منشور بتارخ بعنوان " احلكومة تسرتجع ‪ 14‬ألف منزل‪...‬هل تعود أزمة السكن إىل الواجهة يف اجلزائر" تاريخ‬
‫الدخول ‪ 2021/08/20‬الساعة ‪.22.00‬‬
‫‪ 38‬يرجع إىل نص التعديل الدستوري ل ‪ 2020‬املشار إليه يف املواد ‪.72 ،71 ،63‬‬
‫‪ 39‬وباستقراء تعريف جلنة احلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية يف تعليقها العام رقم ‪ 7‬ميكن إعتبار بعض حاالت‬
‫الطرد إخالءا قسريا فقد عرفته "بوصفه طردا مؤقتا أو دائما ألفراد أو أسر و‪/‬أو جمتمعات حملية ضد إرادهتم من املنازل و‪/‬أو‬
‫من األراضي اليت يشغلوهنا دون أن توفر هلم أشكال مناسبة من احلماية القانونية أو غريها من أشكال احلماية وتيسر هلم‬
‫سبل احلصول عليها‪ ،‬يرجع إىل أمحد عبادة‪ ،‬احلق يف السكن الالئق يف ضوء القانون الدويل حلقوق اإلنسان والتشريع‬

‫‪42‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫اجلزائري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف العلوم‪ ،‬ختصص القانون الدويل حلقوق اإلنسان‪ ،‬جامعة اجلياليل اليابس‬
‫سيدي بلعباس‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،2019/2018‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.15.‬‬
‫‪ 40‬حيث تشرتط املادة ‪ 4‬من املرسوم التنفيذي ‪ 142/08‬املتعلق بقواعد منح السكن العمومي اإلجياري‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪24‬‬
‫مؤرخة يف ‪ 11‬ماي ‪ ،2008‬املوجه أساسا للفئة احملرومة‪ ،‬لالستفادة من هذه الصيغة من السكنات عدم جتاوز الدخل‬
‫العائلي ‪ 2400‬دج‪ ،‬وتتطلب الصيغ األخرى شروط مالية قد ال يتحملها املوظفني من ذوي الدخل املتوسط‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫شهد قطاع الرتبية يف السنوات األخرية طردا متزايدا ألعوان الرتبية والتعليم من السكن الوظيفي اإللزامي بسبب إهناء‬
‫حق امتيازهم‪ ،‬واحتالل الغرباء هلذه السكنات املتواجدة يف الوسط الرتبوي وأدى إىل اختاذ تعليمات وزارية ملعاجلة امللفات‬
‫كل على حدة‪ ،‬حيث ال يتم الطرد إال بناء على حتقيق‪ ،‬يرجع بشأن بعض األرقام واإلحصائيات إىل مقال لصفية نسناس‪،‬‬
‫حتقيقات السلطات تفضي لطرد مستغلي السكنات الوظيفية‪ ،‬احتادية الرتبية تؤكد عدم امتالكهم لسكنات بصيغ أخرى‪،‬‬
‫صادر يف ‪ ،2015/10/11‬جريدة احملور اليومي‪ ،‬مت الدخول يف ‪ ،2021/01/19‬على الساعة ‪.12:00‬‬
‫‪ 42‬وهو املالحظ كذلك بالنسبة لصيغة السكن العمومي اإلجياري‪ ،‬يرجع إىل شوقي قاسم‪ ،‬صباح سليماين‪ ،‬إشكالية‬
‫توزيع السكن العمومي اإلىجاري يف اجلزائر‪ :‬عوامل التأزم وتداعياته السوسيوجمالية‪ ،‬جملة الباحث يف العلوم االجتماعية‬
‫‪42‬‬
‫واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ،11‬العدد ‪ 4‬ص‪.145.‬‬
‫‪43‬منشور رقم ‪ 112‬مؤرخ يف ‪ ،2001/04/07‬يتعلق بااللتزام بتطبيق وتنفيذ االجراءات املتعلقة بتسيري السكنات‬
‫الوظيفية اإللزامية‪ ،‬النشرة الرمسية للرتبية الوطنية‪ ،‬العدد ‪ ،446‬أفريل‪ ،2001 ،‬الصادرة عن وزارة الرتبية الوطنية‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫بأي‬
‫تنص املادة ‪ 37‬على أن "كل املواطنني سواسية أمام القانون‪ ،‬وهلم احلق يف محاية متساوية وال ميكن أن يتذرع ّ‬
‫متييز يعود سببه إىل املولد‪ ،‬أو العرق أو اجلنس‪ ،‬أو الرأي أو أي شرط أو ظرف آخر‪ ،‬شخصي أو اجتماعي"‪.‬‬
‫‪ 45‬ملف رقم ‪ ،622133‬قرار بتاريخ ‪،2011/06/02‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمحكمة العليا‪ ،‬جملة احملكمة‬
‫العليا‪ ،‬العدد الثاين ‪.2011‬‬
‫‪ 46‬ملف رقم ‪ 290786‬قرار بتاريخ ‪ ، 2005/02/16‬صادر عن الغرفة االجتماعية‪ ،‬جملة احملكمة العليا العدد األول‬
‫‪ ،2005‬ص‪.125.‬‬
‫‪ 47‬املادة ‪ 2‬من القانون ‪ ،12/78‬املتضمن القانون األساسي للعامل املؤرخ يف ‪ 5‬أوت ‪ ،1978‬جريدة رمسية ‪ 32‬مؤرخة‬
‫يف ‪ 8‬أوت ‪.1978‬‬
‫‪ 48‬طبقا ملا ورد يف املادة ‪ 186‬من قانون ‪ 12/78‬مؤرخ يف ‪ ،1978‬ومل يلغى هذا احلكم طبقا للمادة ‪ 157‬من‬
‫القانون ‪ 11/90‬املتعلق بعالقات العمل مؤرخ يف ‪ 21‬أفريل ‪.1990‬‬
‫‪ 49‬املادتان ‪ 7‬و‪ 10‬فقرة ‪ 1‬و‪ 2‬من القانون ‪ ،01/81‬واملادتان ‪ 11‬و‪ 12‬من املرسوم ‪ ،147/76‬وطبقا للقرار رقم‬
‫‪ 83438‬املؤرخ يف ‪ ، 1993/09/26‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬جاء فيه "‪...‬إن السكن حمل النزاع الذي كان مؤجر من قبل ديوان‬
‫‪43‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫الرتقية والتسيري العقا ري للمرحوم (م‪.‬م) الذي ترك بعد وفاته زوجته اليت أسكنت معها املدعي ‪ ،‬والذي تكفل هبا وحتمل‬
‫دفع اإلجيار‪...‬إن قضاة املوضوع ملا اعتربوا أن املدعي الذي مل يثبت بأنه من عائة املستأجر الشرعي‪ ،‬ال يستفيد حبق البقاء‬
‫‪ ،‬إهنم طبقوا أحكام املادة ‪ 1‬من املرسوم ‪ ،147/76‬اجمللة القضائية العدد ‪ 2‬لسنة ‪ ،1994‬ص‪ ،184 .‬يرجع يف هذا‬
‫الصدد إىل مقال للقطيب حممد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.60.‬‬
‫‪ 50‬املؤرخ يف ‪ 13‬ماي ‪ 2007‬املعدل واملتمم للقانون املدين‪،‬جريدة رمسية عدد ‪ 31‬لسنة ‪...." ،2007‬غري أن‬
‫األشخاص الطبيعيني البالغني ‪ 60‬سنة كاملة عند نشر هذا القانون والذين هلم احلق يف البقاء يف األمكنة املعدة للسكن‬
‫وفقا للتشريع السابق يبقون يتمتعون هبذا احلق إىل حني وفاهتم‪"...‬‬
‫‪ 51‬املادة ‪ 35‬من املرسوم التنفيذي ‪ 142/08‬تنص على"‪...‬حتدد وتقيم املعايري املرتبطة بظروف السكن‬
‫كاآليت‪ -............:‬طالب سكن يقيم يف سكن وظيفي ‪ 15‬نقطة"‪.‬‬
‫‪ 52‬أمحد عبادة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ 139.‬و ص‪.283.‬‬
‫‪ 53‬تقرير املقررة اخلاصة "راكيل رونلك" يف زيارة للجزائر بتاريخ من ‪ 9‬إىل ‪ 19‬متوز ‪.2011‬‬
‫‪ 54‬املادة ‪ 41‬من قانون املالية لسنة ‪ ،2001‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 8‬مؤرخة يف ‪ ،2000/12/24‬مت تعديل املادة يف قانون‬
‫‪ 18/15‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ 2016‬مؤرخ يف ‪ ،2015/12/30‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 72‬لسنة ‪ 2015‬يف املادة ‪.50‬‬
‫‪ 55‬القانون ‪ 01/81‬مؤرخ يف ‪ ، 1981/02/07‬جريدة رمسية عدد ‪ 06‬مؤرخة يف ‪ ،1981/02/10‬واملرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 44/81‬مؤرخ يف ‪ ،1981/03/21‬حيدد شروط و كيفيات هذا التنازل‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ 12‬مؤرخة‬
‫يف ‪ ،1981/03/24‬وقد مت إلغاء هذا املرسوم وكل نصوصه التطبيقية مبوجب املادة ‪ 40‬من القانون ‪ 06/2000‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 23‬ديسمرب ‪ 2000‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2001‬وقررت بأن األمالك العقارية اليت كانت موضوع طلبات‬
‫اكتساب اليت مت إيداعها قبل ‪ 31‬ديسمرب ‪ 2000‬تبقى خاضعة ألحكام القانون ‪ ،01/81‬جريدة رمسية عدد ‪ 80‬مؤرخة‬
‫يف ‪ 24‬ديسمرب ‪ ، 2000‬يرجع إىل عمر محدي باشا‪ ،‬ليلى زروقي‪ ،‬املنازعات العقارية ‪ ،‬طبعة جديدة يف ضوء آخر‬
‫التعديالت وأحدث األحكام‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الطبعة ‪ ،2010 ،12‬وقد اعترب الكاتب أن إلغاء القانون مت بسبب املنازعات‬
‫العديدة أمام اإلدارة أو القضاء املتعلقة بالطعون‪ ،‬وأن اإلرادة السياسية اعتربته وسيلة من وسائل هنب أموال الدولة‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪ 279،280‬وما يليهما‪.‬‬
‫‪ 56‬لقد كرس املشرع التنازل عن األمالك العقارية اخلاصة للدولة من بينها ذات االستعمال السكين وفئة املوظفني قصد‬
‫امتصاص مشكل السكن‪ ،‬وكذا تدعيم خزينة الدولة طبقا للمادة ‪ 65‬من القانون ‪ 22/03‬املؤرخ يف ‪ 28‬ديسمرب‬
‫‪ ،2003‬املتضمن قانون املالية لسنة‪ ،2004‬جريدة رمسية عدد ‪ 83‬مؤرخة يف ‪ 29‬ديسمرب ‪.2003‬‬

‫‪44‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫‪ 57‬معدل ومتمم مؤرخ يف ‪ ،2003/08/07‬جريدة رمسية عدد ‪ 48‬ل‪ ،2003/08/13‬وقد مت إلغاؤه مبوجب املرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 153/18‬املذكور‪.‬‬
‫‪ 58‬مؤرخ يف ‪ 4‬يونيو ‪ ،2018‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 33‬مؤرخة يف ‪ ،2018 /06/06‬ألغى املرسوم ‪ 269/03‬يف املادة ‪24‬‬
‫منه‪.‬‬
‫‪ 59‬املادتان ‪ 14‬و‪ 15‬فقرة ‪ ،1‬وقد أحالت املادة ‪ 14‬بشأن عدم جواز التنازل عن السكن لضرورة اخلدمة إىل املادة ‪3‬‬
‫من القانون ‪ 01/81‬امللغى‪.‬‬
‫‪ 60‬أحالت املادة إىل القانون ‪ 01/81‬مؤرخ يف ‪ 7‬فرباير ‪ ،1981‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6‬مؤرخة يف ‪ 10‬فرباير ‪.1981‬‬
‫‪ 61‬أشار إليه بوشنافة مجال‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬نقال عن محدي باشا عمر‪ ،‬القضاء العقاري يف ضوء أحدث القرارات‬
‫الصادرة عن جملس الدولة واحملكمة العليا‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.63.‬‬
‫‪ 62‬وفق ما تنص عليه املادة ‪ 4‬من القانون ‪ 30/90‬املذكور‪.‬‬
‫‪ 63‬قرار غري منشور الغرفة األوىل‪ ،‬جملس الدولة‪.‬‬
‫‪64‬والشروط الواردة يف القانون ‪ 01/81‬هي نفسها الواردة يف املادة ‪ 11‬من املرسوم التنفيذي ‪ 369/03‬املذكور واملادة‬
‫‪ 12‬من املرسوم التنفيذي ‪ ، 153/18‬يرجع أيضا إىل علي بن شعبان ‪ ،‬النظام القانوين للتنازل عن األمالك العقارية‬
‫التابعة للدولة ولدواوين الرتقية والتسيري العقاري‪ ،‬جملة تشريعات التعمري والبناء‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ديسمرب‪،2017 ،‬‬
‫ص‪.133.‬‬
‫‪ 65‬يرجع إىل التعليمة رقم ‪ 04588‬املذكورة‪ ،‬وقد جاء يف قرار رقم ‪ 89198‬مؤرخ يف ‪ 1992/12/06‬أنه" من‬
‫املقررقانونا أنه يشرتط للرتشح لشراء ملك من أمالك الدولة توفر شرطني متالزمني مها احليازة على سند أوال وشغل األمكنة‬
‫بصفة مستمرة ثانيا"‪ ،‬اجمللة القضائية العدد ‪ 2‬لسنة ‪ ،1992‬ص‪ ،195 .‬يرجع إىل علي بن شعبان‪ ،‬املرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.130.‬‬
‫‪ 66‬املادة ‪ 5‬من القانون ‪ 01/81‬واملادة ‪ 11‬من املرسوم التنفيذي ‪ 69/03‬املذكور و املادة ‪ 12‬من املرسوم التنفيذي‬
‫‪ 153/18‬املذكور‪.‬‬
‫‪ 67‬يطبق القانون ‪ 01/81‬على التنازل عن السكن الوظيفي بالنسبة للسكنات اليت كانت موضوع طلب اكتساب مت‬
‫إيداعها قبل تاريخ ‪ 31‬ديسمرب‪ ،2000‬أما بعد هذا التاريخ فتخضع للمرسوم التنفيذي ‪ 369/03‬املذكور والذي يطبق‬
‫على العقارات اليت دخلت حيز االستغالل قبل تاريخ ‪ ،2004/01/01‬املعدل واملتمم مبوجب املرسوم التنفيذي‬
‫‪ 211/15‬مؤرخ يف ‪ 11‬أوت ‪ ،2015‬جريدة رمسية عدد ‪ 44‬لسنة ‪ ،2015‬والذي مت متديد العمل به لغاية ‪31‬‬
‫ديسمرب ‪ ،2017‬ويطبق املرسوم التنفيذي ‪ 153/18‬على عمليات التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ودواوين‬

‫‪45‬‬
‫مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر‬ ‫راشدي حدوهم دليلة‬
‫قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي‬

‫الرتقية والتسيري العقاري مبا فيها السكنات الوظيفية‪ ،‬وقد استثنت األمالك العقارية التابعة للجماعات احمللية من تطبيق‬
‫هذه القوانني على أن حيدد كيفية التنازل عنها مبوجب نص الحق‪.‬‬
‫‪ 68‬املادة ‪ 4‬فقرة ‪ 2‬و‪ 3‬من القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 17‬ماي ‪ 1989‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ 69‬قرار رقم ‪ 13819‬صادر عن جملس الدولة مؤرخ يف ‪ 17‬فيفري ‪ ،2004‬الذي قرر بأن املستأجر للشقة حمل النزاع‬
‫والقطاع الصحي لس وق أهراس غري ملزم بالتنازل لصاحل املستأنف‪ ،‬ألن التنازل يكون رضائيا وتتم تسويته إداريا دون اللجوء‬
‫إىل القضاء"‪ ،‬جملس الدولة الغرفة األوىل غري منشور نقال عن بوشنافة مجال‪ ،‬املرجع السابق ص‪.59.‬‬
‫‪ 70‬قرار الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا الصادر بتاريخ ‪ 1997/03/26‬حتت رقم ‪" 116647‬غري منشور" مأخوذ عن‬
‫عمر محدي باشا‪ ،‬ليلى زروقي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.283 .‬‬
‫‪ 71‬املادة ‪ 10‬من املرسوم التنفيذي ‪ 153/18‬املذكور‪ ،‬وهذا يبني أن الوثيقتني املطلوبتني من مصاحل أمالك الدولة‬
‫املتعلقتني على التوايل بعدم االستفادة من إعانة مالية يف جمال السكن‪ ،‬وتصريح شريف بعدم اكتساب ملك تابع للدولة يتم‬
‫تقدميهما من أجل متكني املرتشح من االستفادة من االمتيازات املالية لشراء السكن يف إطار التنازل واملتمثلة يف خصم‬
‫مبالغ اإلجيار وختفيض السعر‪ ،‬وهو نفس الشرط الذي كان وضعه املرسوم التنفيذي ‪ 269/03‬جريدة رمسية عدد ‪22‬‬
‫مؤرخة يف ‪ 25‬أبريل ‪ ،2013‬بناء على املادة ‪ 10‬منه‪ ،‬واملواد من ‪ 4‬إىل ‪ 7‬كذلك تتعلق باالمتيازات املمنوحة للراغب يف‬
‫الشراء يف إطار التنازل من خصم مبالغ اإلجيار والتخفيض‪.‬‬
‫‪ 72‬املنشأة مبوجب املادة ‪ 59‬من املرسوم التنفيذي ‪ 142/08‬املذكور‪ ،‬يرجع للمرسوم التنفيذي ‪ 153/13‬املؤرخ يف ‪15‬‬
‫أبريل ‪ 2013‬املعدل واملتمم للمرسوم التنفيذي ‪ 269/03‬املذكور‪.‬‬
‫‪ 73‬املادة ‪ 9‬من القانون ‪ ،01/81‬يرجع إىل قرار رقم ‪ 821/137‬مؤرخ يف ‪" ،1997/04/13‬من املقرر قانونا أنه ال‬
‫يسمح ببيع أكثر من سكن ملك للدولة يف كامل الرتاب الوطين لشخص واحد‪ .‬وملا كان ثابتا يف قضية احلال أن املستأنف‬
‫قدم تصريح كاذب يؤكد فيه بأنه ليس له مسكن آخر غري السكن املوجود مبدينة القل املراد شرائه‪ ،‬فإن القضاة بقضائهم‬
‫بإبطال قرار البيع طبقوا صحيح القانون" ‪ ،‬جملة قضائية عدد ‪ 01‬لسنة ‪ ،1997‬ص‪.111.‬‬
‫‪ 74‬تطبق على كيفيات التنازل على األمالك العقارية التابعة للدولة املواد من ‪ 12‬إىل ‪ 17‬من املرسوم التنفيذي ‪153/18‬‬
‫املذكور‪ ،‬فيتم إيداع طلب التنازل أمام جلنة الدائرة املنصبة من طرف الوايل هلذا الغرض ويكلف بدراسة الطعون يف قرارات‬
‫الرفض اللجنة الوالئية أو املقاطعة اإلدارية‪ ،...‬أما بالنسبة لألمالك املسرية من طرف ديوان الرتقية والتسيري العقاري فتطبق‬
‫املواد من ‪ 18‬إىل ‪ 22‬من املرسوم التنفيذي ‪ ،153/18‬فيتم إيداع طلب التنازل أمام جلنة ديوان الرتقية والتسيري العقاري‬
‫ويكلف بدراسة الطعون جلنة الطعون التابعة ملديرية الوالية املكلفة بالسكن‪...‬‬

‫‪46‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬العدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪.. -..‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫‪75‬‬
‫رغم أن النصوص القانونية املتعلقة بالتنازل وضحت شروطا واضحة وصرحية‪ ،‬وكذا خبصوص ممارسة حق االعرتاض‬
‫على التنازل عن السكن الوظيفي الذي جيب ممارسته يف إطار القانون‪ ،‬وقد طالب العديد من الباحثني يف اجملال بضرورة‬
‫رفع التجميد عن التنازل عن هذا الصنف من السكنات‪.‬‬
‫‪ 76‬القرار رقم ‪ 13819‬مؤرخ يف ‪ 17‬فرباير ‪ 2004‬املذكور‪.‬‬
‫‪ 77‬راجع إرساء هذا املبدأ من طرف اجمللس الدستوري يف رأي له حتت رقم ‪/12‬ر‪.‬ق‪/‬مد‪ 01/‬مؤرخ يف ‪ 13‬يناير ‪2001‬‬
‫يتعلق بالرقابة على دستورية القانون املتضمن القانون األساسي لعضو الربملان‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 9‬لسنة ‪،2001‬ص‪.5.‬‬
‫‪ 78‬قرار الغرفة اإلدارية جمللس قضاء قسنطينة‪ ،‬صادر بتاريخ ‪ ،2000/12/30‬ملف رقم ‪.99/137‬‬
‫‪ 79‬املادة ‪ 50‬من القانون ‪ 18/15‬مؤرخ يف ‪ ،2015/12/30‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 72‬لسنة ‪ ،2015‬املعدل لقانون املالية‬
‫‪ 2001‬يف مادته ‪ ،41‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 80‬لسنة ‪.2000‬‬
‫‪ 80‬منشور رقم ‪ 112‬مؤرخ يف ‪ 07‬أفريل ‪ 2001‬يتعلق بااللتزام بتطبيق وتنفيذ اإلجراءات املتعلقة بتسيري السكنات‬
‫الوظيفية اإللزامية‪ ،‬النشرة الرمسية لوزارة الرتبية الوطنية‪ ،‬العدد ‪ ،446‬أفريل ‪ ،2001‬ص‪.28.‬‬

‫‪47‬‬

You might also like