Professional Documents
Culture Documents
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر- قراءة على ضوء النصوص القانونية والاجتهاد القضائي
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر- قراءة على ضوء النصوص القانونية والاجتهاد القضائي
ملخص :لقد جتاوز احلق يف السكن املدلول املادي املتمثل يف احلق يف املأوى إىل املدلول
اإلنساين الذي يتطلب استيفاء حد أدىن من املعايري ،أمهها االستقرار يف السكن أو كما
يسمى باحليازة اآلمنة للسكن.
ويعترب السكن الوظيفي من أهم الصيغ يف جمال السكن واملتوجه أساسا لضمان استمرارية
املرافق العامة واملؤسسات ،ويتميز بنظام قانوين خاص قد يؤثر على االستقرار الوظيفي
واالجتماعي للموظف وأسرته ،مع أن املشرع قد أقر حاالت وشروط للتنازل عن السكنات
الوظيفية.
الكلمات املفتاحية :السكن الوظيفي -القضاء -التنازل -االستقرار.
1
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
.1مقدمة
عملت الصكوك واملواثيق الدولية على إضفاء معىن ومفهوم أدق للحق
يف السكن ليتجاوز املدلول أو املبىن املادي املتمثل يف احلق يف املأوى إىل املبىن اإلنساين
الذي يتأسس على حد أدىن من املعايري املتمثلة أساسا يف القدرة على حتمل التكلفة،
الصالحية للسكن وتوفري اخلدمات ،املوقع املالئم ،واملالئمة الثقافية...وهي معايري تصب
يف إطار احلق يف السكن الالئق الذي تتجه الدول إىل إعماله
يف دساتريها وتشريعاهتا يف إطار سياساهتا لتوفري السكن ،إال أن هناك حتديا آخر
إىل جانب توفري السكن الالئق أال وهو مواجهة خطر انعدام االستقرار يف املسكن
املستقر. السكن أو للمسكن، اآلمنة احليازة انعدام أو
اجمللد رقم /01العددخاص )2021(.ص.-... اجمللة نظرة على القانون االجتماعي
عدد خاص :احلق يف السكن
ذلك أن االتفاقيات الدولية اليت اعتمدهتا التشريعات الوطنية كمرجعية تلزم الدول
على االعرتاف باحلق يف السكن الالئق ،ولكن إحقاقه يكون تدرجييا مبا يتالءم والتوجهات
السياسية واإلمكانات االقتصادية ،وحثت الدول ألجل بلوغ ذلك على ضرورة جتنب
انتهاك احلق يف املسكن يف أهم صوره أال وهو التشرد واإلخالء القسري ،وحرصت على
اختاذها لإلجراءات والتدابري القانونية لضمان االستقرار واألمن
يف املسكن بتأمني تنوع الصيغ القانونية لشغل السكن أو الشغل القانوين للسكن سواء عن
طريق امللكية أو احليازة 1،وهو األمر الذي اعتمدته الدول يف سياساهتا للسكن ،فباإلضافة
إىل اعتبار احلق يف السكن من حقوق اإلنسان األساسية ،فهو آلية إلعمال احلقوق
األخرى كاحلق يف احلياة ،والكرامة اإلنسانية ،واألمان والصحة ،واخلصوصية ،وعدم املعاملة
القاسية ولإلنسانية ،وهذا جيعل معاجلة انتهاكات املسكن أمر مستعجل وذي أولوية.
ورغم جهود اجلزائر يف جمال سياسة السكن املعتمدة على توفري السبل القانونية
الكفيلة بضمان احلق يف السكن ،إال أن احلماية التشريعية هلذا احلق مل تكن متناسبة مع
االلتزامات القانونية الدولية يف هذا اإلطار ،فقد استحدث التعديل الدستوري لسنة 2016
ألول مرة 2بعض جوانب االلتزام باحلق يف السكن بصورة ال ترقى إىل أمهية هذا احلق
وأولويته ،بالنظر إىل عدم دقته يف االعرتاف صراحة باحلق
يف السكن ،حيث أقر عمل الدولة على تشجيع إجناز املساكن دون حتديد من هو املسئول
عن هذا اإلجناز ،وبني كذلك حرص الدولة على تسهيل أو متكني حصول الفئات
احملرومة على السكن ،دون حتديد أية مسؤولية أو التزام مباشر عن توفري السكن ،وحذا
3
. 2020 لسنة الدستوري التعديل حذوه
3
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
واملالحظ أن اجلزائر قد عددت من صيغ وسبل احلصول على السكن مبا يتناسب
واملستوى املادي واالجتماعي لألفراد وحىت مكان معيشتهم يف الريف
أو املدينة ،وإىل جانب هذه اإلطار القانوين املكرس للحصول على السكن وضمان نوعيته،
هناك إطار قانوين خاص يرتبط أساسا مبباشرة وظيفة أو منصب عمل يسمى بالسكن
الوظيفي يتميز بطبيعة قانونية خاصة ،واليت أفرزت بدورها وضعيات قانونية مرتاكمة
شائكة غذهتا أزمة السكن اليت تعيشها اجلزائر ،إذ أن التنوع يف سياسة السكن والتدابري
التحفيزية إلجناز السكنات والتسهيالت املالية مل يشفع للطلبات املتزايدة على السكن
أدى ما مستوياهتم اختالف على املواطنني لكل بالنسبة
إىل إشكاالت ونزاعات مستمرة تتعلق أساسا باالستقرار يف السكن الوظيفي.
وتتمثل النصوص القانونية اليت رمست اإلطار العام للسكن الوظيفي أساسا
يف املرسوم التنفيذي 10/89احملدد لكيفيات شغل املناصب املمنوحة بسبب ضرورة
اخلدمة امللحة أو لصاحل اخلدمة وشروط قابلية منح هذه املساكن وهو أول قانون ينظم
السكن الوظيفي أضفى الشرعية والصبغة القانونية على هذه السكنات 4،إضافة
إىل القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف 17ماي 1989احملدد لقائمة الوظائف واملناصب
اليت ختول حق االمتياز يف املساكن حبكم ضرورة اخلدمة أو لصاحل اخلدمة وشروط قابلية
5
منح هذه املساكن.
ويدفعنا هذا إىل التساؤل من خالل هذه الورقة البحثية عن مدى تأثري الطبيعة
اخلاصة للسكن الوظيفي يف أحقية العون يف االستقرار يف السكن واحليازة اآلمنة له؟
وجنيب على ذلك من خالل التطرق إىل الطبيعة القانونية اخلاصة للسكن الوظيفي(أوال)،
وإىل مدى أحقية العون يف االستقرار يف السكن الوظيفي(ثانيا).
اجمللد رقم /.01عدد خاص( )2021ص....-... اجمللة نظرة على القانون االجتماعي
عدد خاص :احلق يف السكن
5
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
السبب األول :يتمثل يف أن العون ال ميكنه أداء مهامه دون السكن يف العمارة اليت ميارس
فيها وظائفه أو يف عمارة ملحقة هبا ويتطلب حضوره املستمر أي ليال وهنارا ،ومثاله مدير
الثانوية أو مدير املؤسسة العقابية أو مدير مؤسسة بنكية...
السبب الثاين :يرجع إىل أن طبيعة املنصب الذي يشغله العون يقتضي تبعات خاصة
ويرتتب عليه استعدادا للعمل دون أن يكون ساكنا يف العمارة ،ومثاله أعضاء احلكومة
والوالة...
فشروط قيام هذه احلالة تستلزم توفر أحد السببني :احلضور الدائم واملستمر أو منصب
سلطة يشغله العون وليس من الضروري توفر السببني معا.
ثانيا :تخصيص السكن لمنفعة أو صالح الخدمة أو االمتياز المقدم لصالح الخدمة:
اهلدف من وراء منح السكن الوظيفي يف هذه احلالة خمتلف ،ويقوم على أساس أن
السكن الوظيفي ميثل دفعا قويا للسري احلسن للمصلحة ،دون أن يكون ضروريا ألداء
الوظيفة ذاهتا كما تقضي بذلك املادة من املرسوم التنفيذي 10/89املذكور ،بأنه يكون
هناك ختصيص للخدمة أو تشجيع لربوز كفاءات إضافية ولو كان السكن غري ضروري
ضرورة ملحة ملمارسة الوظيفة ،وهنا ال يشرتط احلضور الدائم
أو املستمر للوظيفة وبالتايل يستدعي األمر عدم إحلاق السكن مبقر الوظيفة ،حيث يرمي
السكن الوظيفي يف هذه احلالة بصورة غري مباشرة إىل التطلع للسري احلسن للوظيفة من
خالل متكني املوظفني من حتسني مردودية اخلدمة وتطوير كفاءاهتم وتشجيعهم على األداء
اجليد هلا ،باعتبار أمهية نوعية املورد البشري يف الرفع من قيمة األداء يف العمل ،ولن يكون
ذلك إال بتوفري السكن الالئق الذي يضمن األمان واالستقرار.
7
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
8
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
شغله إال مبقتضى امتياز عمال بأحكام املادة 2وما يليها من املرسوم التنفيذي 10/89وأن املستأنف ال
يثبت بأنه حيوز سند االمتياز وأن اجلهة القضائية للدرجة األوىل وبنطقها بطرد املستأنف من السكن املتنازع
12
عليه مل تقم سوى بتطبيق أحكام املادة 10من املرسوم التنفيذي ."10/89
ويتمثل سند االمتياز يف قرار االمتياز وهو قرار إداري تصدره اهليئة التابعة هلا السكن الوظيفي ،من
رئيس مصلحة األمالك العمومية إذا كان امللك تابعا للدولة ،أو من الوايل إذا تعلق مبلك الوالية ،أو من
رئيس اجمللس الشعيب الوطين إذا كان تابعا للبلدية ،أو من مدير املؤسسة إذا كان السكن تابعا ملؤسسة
عمومية.
أوال-الطبيعة القانونية لسند االمتياز:
لقد أثري جدال قضائي وتعارض بشأن تكييف العالقة بني العون املستفيد من السكن الوظيفي
واإلدارة املاحنة للسكن ،فقد اعترب تارة عالقة إجيارية ختضع ألحكام عقد اإلجيار املدين ،واعترب تارة أخرى
عقد إداري ،ما متخض عنه إدخال منازعات السكن الوظيفي يف نطاق تنازع االختصاص القضائي بني
القضاء العادي والقضاء اإلداري ،ساهم فيه نص املادة 7مكرر من قانون اإلجراءات املدنية قبل إلغاءه
مبوجب قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية 13،09/08وقبل ذلك أكد القضاء مرارا على أن امتياز السكن
الوظيفي ال ميكن اعتباره عالقة إجيار ختضع للقانون العادي اعتبارا بأن عقد االمتياز الذي مينح مبوجبه
14
السكن الوظيفي يعترب عقدا إداريا طبقا ألحكام املرسوم التنفيذي .10/89
إن القرار اإلداري هو ذلك التصرف أو العمل القانوين التنفيذي الصادر عن السلطة اإلدارية
املختصة بإرادهتا املنفردة والذي يلحق األذى بذاته ،بقصد إحداث آثارا قانونية ،وهي إنشاء مركز أو مراكز
قانونية حتقيقا للمصلحة العامة ويف إطار الوظيفة اإلدارية للدولة .فهل تتوفر هذه العناصر واخلصائص يف
سند االمتياز؟
باستقراء التصرف القانوين املتمثل يف سند االمتياز املخول لالستفادة من السكن الوظيفي و طبقا
ملا ورد يف املواد 1،3،4،5من املرسوم التنفيذي 10/89خنلص إىل أنه قرار إداري حيث يتميز بكل
15
مميزاته طبقا ملا ورد يف الفقه والتشريع.
10
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
-1أنه تصرف يصدر باإلرادة املنفردة للهيئة املستخدمة ،وليس إلرادة املستفيد أو موافقته حمل اعتبار
يف نشوء التصرف وبالتايل فهو ليس عقدا الذي يتطلب تطابق إرادتني ،كما ميكن لإلدارة نفسها
إلغاءه بنفس طريقة إنشاءه.
-2له طابع تنفيذي باعتباره ينشأ مركزا قانونيا جديدا لصاحل املستفيد منه.
-3يصدر عن سلطة إدارية ومفاد ذلك أنه السلطة اإلدارية اليت يعمل لديها العون أصدرت قرار
االمتياز وأنشأت مركزا قانونيا جديدا هو شغل السكن الوظيفي لصاحله أكانت الدولة أو
اجلماعات احمللية أو املؤسسات ذات الطابع اإلداري ،هبدف حتقيق املصلحة العامة ويف نطاق
الوظيفة اإلدارية للدولة.
-4يلحق األذى بذاته ،وهذا يستشف من خالل أن قرار االمتياز الذي يتضمن كيفية منح حق
السكن الوظيفي حيدد إمكانية إلغاءه يف إطار توفر الشروط القانونية.
ويثور التساؤل يف هذه النقطة حول سند االمتياز املمنوح من طرف اهليئات العمومية االقتصادية؟
طبقا للمادتني 55و 56من القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية 16،01/88فإن
املؤسسات العمومية ذات الطابع االقتصادي عند تسيريها ملرفق عام وينصب نشاطها عليه ،أو تسيري
مبان عامة أو جزء من األمالك االصطناعية تكون مؤهلة ملمارسة صالحيات السلطة العامة كما هو احلال
يف إطار سند االمتياز اإلداري فهي تقوم بنشاط إداري وفقا للمفهوم املادي ،فاملعيار العضوي مل يعد
وحيدا يف حتديد طبيعة النزاع ،وكمثال عن ذلك املؤسسة الوطنية للمالحة اجلوية نشاطها يتعلق بتسيري
مرفق عام باسم ولصاحل الدولة وهو السهر على األمن اجلوي وعندما تصدر قرار مبنح سكن وظيفي لصاحل
أعواهنا كما يف إلغاءه ،فيخضع ذلك ألحكام القانون .10/89
ثانيا -إجراءات منح سند االمتياز
يتطلب منح السكن الوظيفي إجراءات وترتيبات قانونية ال يستقيم سند االمتياز إال باتباعها،
وختتلف إجراءات منح االمتياز والسلطة املاحنة له باختالف اجلهة املالكة أو اليت حتوز حق انتفاع املساكن.
أ .السكن ملك للدولة أو الجماعات المحلية أو المؤسسة:
11
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
وهو األصل فيكون منح املساكن اليت متلكها الدولة ناجتا عن مقرر يصدره رئيس مصلحة شؤون
أمالك الدولة واألمالك العقارية يف الوالية ،بعد استشارة املسئول الذي وضع العون حتت سلطته" كما يتم
ذلك مبوجب قرار صادر من الوايل أو رئيس اجمللس الشعيب البلدي أو مدير املؤسسات حسب اهليئة اليت
احمللية اجلماعات سواء السكن، متلك
17
أو املؤسسات ذات الطابع اإلداري أو االقتصادي حبسب احلالة.
تكون هذه القرارات يف شكل كتايب وذلك تسهيال لعملية الرقابة على إجراء منح السكن الوظيفي
اليت تتم من طرف مديرية أمالك الدولة واألمالك العقارية املختصة إقليميا ،وتنصب على التأكد من مدى
أحقية العون يف امتياز السكن الوظيفي طبقا للمنصب أو الوظيفة املشغولة ،كما يتم التأكد من عدم
استفادته من سكن على مستوى الوالية ،مث حيرر مدير أمالك الدولة قرار منح االمتياز بالنسبة للمساكن
اليت متلكها الدولة أو حتوز حق انتفاعها.
تش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمل الرقاب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة أيض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا املس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاكن التابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة للمؤسس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات العمومي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ذات الط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابع
اإلداري ،حيـ ـ ـ ــث يؤش ـ ـ ـ ــر رئ ـ ـ ـ ــيس مص ـ ـ ـ ــلحة ش ـ ـ ـ ــؤون أم ـ ـ ـ ــالك الدول ـ ـ ـ ــة واألم ـ ـ ـ ــالك العقاري ـ ـ ـ ــة عل ـ ـ ـ ــى مق ـ ـ ـ ــرر
االمتي ـ ـ ـ ـ ـ ــاز الص ـ ـ ـ ـ ـ ــادر م ـ ـ ـ ـ ـ ــن م ـ ـ ـ ـ ـ ــدير املؤسس ـ ـ ـ ـ ـ ــة ،وتعت ـ ـ ـ ـ ـ ــرب ه ـ ـ ـ ـ ـ ــذه الرقاب ـ ـ ـ ـ ـ ــة إلزاميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ي ـ ـ ـ ـ ـ ــؤدي ختلفه ـ ـ ـ ـ ـ ــا
إىل ع ـ ـ ـ ــدم م ـ ـ ـ ــنح امتي ـ ـ ـ ــاز الس ـ ـ ـ ــكن ،وه ـ ـ ـ ــذا يف إط ـ ـ ـ ــار الرقاب ـ ـ ـ ــة عل ـ ـ ـ ــى االس ـ ـ ـ ــتعمال احلس ـ ـ ـ ــن لألم ـ ـ ـ ــالك
الوطني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة 18،كم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا خيض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرار ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوايل
أو رئـ ـ ـ ـ ـ ــيس اجمللـ ـ ـ ـ ـ ــس الشـ ـ ـ ـ ـ ــعيب البلـ ـ ـ ـ ـ ــدي يف مـ ـ ـ ـ ـ ــنح امتيـ ـ ـ ـ ـ ــاز السـ ـ ـ ـ ـ ــكن الـ ـ ـ ـ ـ ــوظيفي إىل رقابـ ـ ـ ـ ـ ــة اجمللـ ـ ـ ـ ـ ــس
الشعيب الوالئي أو البلدي حسب احلالة.
وبالنّسبة للمؤسسات واهليئات ذات الطابع االقتصـادي فقـد أحالـت املـادة 7مـن املرسـوم 10/89
بشــأن مــنح االمتيــاز إىل القــانون األساســي والنظــام الــداخلي اخلاصــني هبــا ،وبــالرجوع إىل األنظمــة الداخليــة
هل ــذه املؤسس ــات جن ــدها ال تتع ــرض المتي ــاز الس ــكن ال ــوظيفي لص ــاحل أعواهن ــا ،م ــع اإلش ــارة إىل أن ه ــؤالء
خيض ــعون لق ــانون عالق ــات العم ــل باعتب ــارهم عم ــاال أج ـراء ،ولتفس ــري امل ــادة 7امل ـذكورة نرج ــع إىل الق ــانون
01/88سابق الذكر والذي يقضي يف املادتني 55و 56بالطبيعـة اإلداريـة للنشـاط الـذي تقـوم بـه هـذه
املؤسسات يف حالتني ،عندما تكون مؤهلة لتسـيري مبـان عامـة أو جـزء مـن األمـالك االصـطناعية ،أو مؤهلـة
12
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
ملمارســة صــالحيات الســلطة العامــة متارســها باســم ولصــاحل الدولــة وبالتــايل ختضــع للقواعــد العامــة يف هــذا
19
اإلطار ،ويطبق عليها بشأن منح السكن الوظيفي لضرورة اخلدمة أو لصاحل اخلدمة املرسوم .10/89
ب .السكن محل حق انتفاع للدولة أو الجماعات المحلية أو المؤسسة:
إذا كانت الدولة أو الوالية أو البلدية ليست مالكة هلذه السكنات ،فيمكنها حيازهتا عن طريق
االنتفاع ،حيث تقوم اإلدارة أو اهليئة اليت يتبعها العون بإبرام اتفاقيات مع ديوان الرتقية والتسيري العقاري،
حيث أشار املرسوم التنفيذي 142/08إىل أنه ميكن االستفادة من السكن العمومي اإلجياري بطريق
استثنائي عندما يتعلق األمر بضرورة التكفل بطلب حملي ذي منفعة عامة أو ناتج عن وضعية استثنائية أو
احلاجة فيكيف اهلشة، املساكن على القضاء حال يف
20
إىل السكن الوظيفي بأنه طلب ذي منفعة عامة ويصطلح عليه بالسكن االجتماعي العمومي الوظيفي،
حيث وبغض النظر عن اإلجراءات املعتمدة يف منح السكن العمومي اإلجياري ،يتم تقدمي طلب مرفق
بتقرير من الوايل أو السلطة املركزية املختصة موجه للحكومة اليت تفصل يف الطلب بعد إجراء املراقبة املسبقة
21
لدى البطاقة الوطنية للسكن للقوائم االمسية لألشخاص املعنيني بالطلب.
ويف حالة موافقة احلكومة يصدر ترخيص من الوزير املكلف بالسكن بتخصيص السكن ،ويف هذه
احلالة تعترب اهليئة املستخدمة حائزة للسكنات بناء على حق انتفاع ،وتسري على العالقة بن اهليئة
املستخدمة والديوان عالقة إجيار يف حالة السكن الوظيفي لضرورة اخلدمة امللحة ،وبني العون والديوان يف
حالة السكن الوظيفي لصاحل اخلدمة ،ونشري إىل أن ختصيص السكن العمومي اإلجياري كسكن وظيفي ال
يغري من طبيعته كسكن إجياري يف تطبيق اآلثار النامجة املتعلقة بالتنازل عن السكن الوظيفي يف هذا الشأن
22
فغالبا ما يسبغ عليها عبارة "سكنات غري قابلة للتنازل".
.2.2إنهاء االستفادة من السكن الوظيفي
أشار املشرع صراحة إىل الطبيعة املؤقتة لشغل السكن الوظيفي يف املادة 8من املرسوم التنفيذي
10/89حيث تعد امتيازات املساكن مؤقتة ،وميكن إلغاء االمتياز بفسخه ألسباب تتعلق بالعون بانتهاء
مهامه الوظيفية يف اهليئة املاحنة ،أو ألسباب تتعلق باملسكن حالة بيعه أو إعادة ختصيصه ،وهذا يعكس
13
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
الطبيعة اخلاصة للسكن الوظيفي وغرضه املتمثل يف ضمان حسن سري املرافق العامة و حتقيق منافع لصلح
اخلدمة ،سواء تعلق األمر بالسكن لضرورة اخلدمة أو لصاحل اخلدمة.
.1.2.2انتهاء المهام الوظيفية للعون
إ ّن العالقة الوظيفية هي األساس لالستفادة من السكن الوظيفي وشغله ،وبالتايل يشغل العون
السكن طول مدة ممارسة الوظيفة يف املنصب الذي خيوله االستفادة طبقا للمادة 8من املرسوم التنفيذي
10/89فمدة االستفادة حمدودة مبدة شغل املعنيني هلذه املناصب ،إال أن املشرع مل يبني صراحة حاالت
انتهاء الوظيفة اليت تشكل مربرا لفقدان السكن الوظيفي ،وبالرجوع إىل النصوص اخلاصة جند أن هذه
احلاالت حمددة على سبيل احلصر يف القانون األساسي للوظيفة العمومية 03/06أو القانون 11/90
املعدل واملتمم املتعلق بعالقات العمل ،أو حاالت انقطاع عالقة العمل ملسريي املؤسسات يف املرسوم
التنفيذي 290/90يف املؤسسات العمومية االقتصادية ،وتتمثل أساسا يف الوفاة ،االستقالة املقبولة،
التقاعد ،والعزل 23،...ويؤدي انقضاء العالقة بني العون و املؤسسة اليت منحته السكن الوظيفي إىل حق
هذه األخرية يف اسرتجاع السكن بعد إلغاء قرار االمتياز.
وينطبق إهناء االستفادة من السكن الوظيفي بالنسبة للسكن لضرورة اخلدمة أو لصاحل اخلدمة أي
بالنسبة للوظائف واملناصب املتضمنة يف القرار الوزاري املشرتك املعدل املؤرخ يف 17ماي 1989يف
ملحقيه أ وب وقد استقر االجتهاد القضائي سواء يف احملكمة العليا أو جملس الدولة يف عدة قرارات على
الوظيفي السكن من االستفادة إهناء
يف حالة انقضاء العالقة الوظيفية أو عالقة العمل ألسباب الوفاة ،التقاعد ،العزل من املنصب ،كما قضت
24
بأن هذا ميكن اهليئة املستخدمة من اسرتجاع املساكن بعد إخالءها.
ونشري إىل أن حق امتياز السكن الوظيفي يبقى قائما يف احلاالت اليت ال تؤدي إىل إهناء عالقة
العمل ،وهو حال تعليق أو وقف عالقة العمل بصفة مؤقتة كما يف حالة تعليق ممارسة الوظيفة لصدور قرار
تأدييب أو حكم قضائي 25...أما إذا تغري منصب العون يف نفس اهليئة املستخدمة وكان املنصب اجلديد
ال خيوله االستفادة طبقا للقرار الوزاري املشرتك املذكور فإنه جيرد من السكن الوظيفي ،وإال فحق االمتياز
يبقى قائما.
14
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
وتثري مسألة نقل العون أو املوظف إىل مكان عمل آخر عدة نزاعات قضائية ،وذلك سواء كان
النقل إجباريا لضرورات املصلحة ،أو إراديا بناء على طلب املوظف ،أو حىت النقل يف إطار اخلضوع لعقوبة
تأديبية ،حيث عادة ما يتمسك العون بالسكن الوظيفي بعد حتويله إىل العمل يف مكان آخر ما يؤدي
إىل مطالبة هيئته املستخدمة بإخالء السكن ،وهو األمر الذي يستجيب له القضاء باعتبار الطابع الوظيفي
للمسكن ،مادام أن منصب املوظف خيوله من حق االستفادة من سكن وظيفي آخر من هيئته املستخدمة
اجلديدة ،وأن طبيعة نشاط اإلدارة يقتضي منح السكن للموظف الذي سيستخلف ذاك الذي مت نقله يف
حالة السكن املمنوح لضرورة اخلدمة ،أو لصاحل املوظف صاحب احلق يف حالة السكن املمنوح لصاحل
26
اخلدمة.
.2.2.2بيع السكن الوظيفي أو إعادة تخصيصه
يدخل السكن الوظيفي سواء التابع للدولة أو اجلماعات احمللية أو املؤسسات ضمن أمالك الدولة
وبالتايل فال يكون حمال للتصرف فهو خمصص للمرافق العامة ،وعلى ذلك ال ميكن التصرف يف املساكن
املمنوحة لضرورة اخلدمة امللحة أو لصاحل اخلدمة ،وطبقا للقانون 01/81املتضمن التنازل عن األمالك
العقارية التابعة للقطاع العام 27يف املادة 3فقرة 5حيث أن مساكن اخلدمة واملساكن املخصصة ملمارسة
الوظيفة تعد غري قابلة للتنازل فهي موجهة للمنفعة العامة ،إال أن املرسوم 10/89والقرار الوزاري املشرتك
املؤرخ يف 17ماي 1989املعدل واملتمم أجاز بيع وإعادة ختصيص هذه املساكن وذلك بإهناء امتياز
السكن الوظيفي وفقا للمادة 8منه ،و قد نص املشرع يف املادة 10من املرسوم 454/91احملدد لشروط
إدارة األمالك اخلاصة والعامة التابعة للدولة وتسيريها ويضبط تقنيات ذلك 28،على بيع املمتلكات العقارية
التابعة لألمالك اخلاصة للدولة بعد إلغاء ختصيصها لصاحل املنفعة العامة ،كما ميكن التنازل عن السكن
29
الوظيفي ببيعه للمستفيدين منه بعد إلغاء االمتياز.
ويعترب إعادة ختصيص السكن الوظيفي سبب إلهناء االمتياز ،ويقصد بالتخصيص إدراج املال العام
خلدمة مرفق عام ،حيث يقوم شخص معنوي عام بتخصيص عقار أو منقول مملوك له لصاحل هيئة تابعة
له 30،كتخصيص عقارات مملوكة للوالية للجامعة من أجل ممارسة التعليم ،وقد حدد املشرع شروط
وإجراءات التخصيص يف املواد 3و 5من املرسوم التنفيذي 454/91سالف الذكر ويتم إلغاء
15
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
التخصيص لكل عقار كان خمصصا للخدمة العمومية أو املؤسسة العمومية ومل يعد مفيدا ،أو بقي غري
مستعمل ملدة 3سنوات على األقل ويتم تسليمه تلقائيا إلدارة األمالك الوطنية طبقا ملا ورد يف املادة 7
من نفس املرسوم.
وباعتبار السكن الوظيفي من األمالك اخلاصة التابعة للدولة أو اجلماعات احمللية ومت ختصيصها
لصاحل اهليئة املستخدمة ملنفعة عامة ،وباستقراء املادة 8من املرسوم التنفيذي 10/89جندها تقضي بأن
إهناء امتياز السكن الوظيفي يكون بإعادة التخصيص ،ونتيجة ذلك ميكن إلغاء حق االمتياز على السكن
الوظيفي عن طريق إلغاء التخصيص لزوال وجه املصلحة أو عدم استعمال السكن ملدة طويلة ،فاملقصود
أن انتهاء امتياز السكن الوظيفي لضرورة اخلدمة أو لصاحل اخلدمة يكون بإلغاء ختصيصه و إعادة
31
التخصيص ملنفعة أخرى.
طبقا لقاعدة توازي األشكال تتم إجراءات إلغاء االمتياز بنفس األشكال اليت مت منحه هبا ،حسب
ما ورد يف املادة 8املذكورة ،وختتلف باختالف اجلهة املاحنة للسكن الوظيفي حسب ما ورد يف املواد من
3إىل 7من نفس املرسوم ،فيصدر مدير اهليئة املستخدمة مقرر اإللغاء ويرسله إىل مديرية أمالك الدولة
واألمالك العقارية ،ويتم إصدار مقرر فسخ االمتياز بالنسبة لألمالك اليت حتوزها أو تنتفع هبا الدولة ويصدر
رئيس املؤسسة مقرر الفسخ ويؤشر عليه رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية للوالية
بالنسبة املؤسسات ذات الطابع اإلداري.
ويتم إلغاء االستفادة من االمتياز بالنسبة للمساكن التابعة للوالية أو البلدية عن طريق قرار صادر
الوايل من
أو رئيس اجمللس الشعيب البلدي حسب احلالة بنفس األشكال اليت مت هبا منح االمتياز ،و رغم أن املشرع
أحال بشأن خضوع املساكن املمنوحة التابعة للمؤسسات واهليئات ذات الطابع االقتصادي ،بالنسبة
إللغاء االمتياز كما يف منحه للقانون األساسي والنظام الداخلي املتعلقني هبا ،إال أنه خبصوص التنازل عن
هذه السكنات فيطبق نفس القانون الساري على املؤسسات ذات طابع إداري طبقا للمادة 7من املرسوم
، 10/89ويتم إهناء وفسخ االمتياز بنفس طريقة منحه ،مبوجب مقرر يصدره رئيس املؤسسة ويؤشر عليه
رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية للوالية ،حيث أن املؤسسة العمومية رغم طابعها
16
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
االقتصادي تقوم عند منح السكن الوظيفي بنشاط إداري وفقا للمادتني 55و 56من القانون 01/88
كما ذكرنا سابقا.
.3مدى أحقية العون في االستقرار في السكن الوظيفي
إذا كان السكن الوظيفي امتياز يستفيد منه العون يف اإلدارات واملؤسسات العمومية خالل ممارسته
الوظيفة ،فإن هذا االمتياز قد ينقلب بني ليلة وضحاها إىل حمنة له و(أو) لذويه يف حالة إهناء االستفادة
من هذا السكن ،مما قد يثري إشكال انعدام ضمان استقراره االجتماعي يف السكن الوظيفي ،فمادام أن
حيازة املوظف للسكن مؤقتة ستجعله مهددا طيلة حياته الوظيفية بشبح الطرد من السكن بفقدان احليازة
له ،باملقابل ضيق املشرع من نطاق احلصول على السكن الوظيفي لصاحل شاغليه بالنظر إىل طبيعته
القانونية باعتبار قاعدة عدم جواز التصرف يف األمالك الوطنية العمومية ،ونتساءل يف هذا اإلطار عن
مدى احلماية القانونية املقررة لصاحل العون يف االستقرار يف السكن الوظيفي.
.1.3مدى الحماية القانونية للعون في وضعية إنهاء حق االمتياز على السكن الوظيفي
من خالل استقراء النزاعات العديدة املطروحة أمام القضاء بشأن السكن الوظيفي جند أن
موضوعها يرتكز غالبا على مسألة إخالء السكنات الوظيفية ألجل اسرتجاعها للهيئة املستخدمة،
ويتجسد ذلك عن طريق الطرد من السكن وإمكان املطالبة بالتعويض عن شغل السكن بطريقة غري
شرعية.
.1.1.3الطرد تدبير قانوني استعجالي إلسترجاع المساكن الوظيفية
أوال :مضمون الطرد:
يؤدي إلغاء امتياز السكن الوظيفي سواء يف حالة انتهاء العالقة الوظيفية بأي شكل من األشكال،
أو إعادة ختصيص السكن وبيعه ،إىل طلب إخالء السكن الوظيفي ويتم ذلك يف إطار إجراءات قانونية
نص عليها املرسوم التنفيذي 10/89املذكور ،حيث تتضمن املادة 8فقرة 2ضرورة التنبيه باإلخالء عن
طريق إعذار يف أجل 3أشهر ويتعني على الشاغلني إخالء األماكن خالل هذا األجل ،ويف حالة عدم
امتثاهلم يتعرضون إلجراء الطرد بناءا على طلب املصلحة أو السلطة املعنيتني ،طبقا للمادة 10من نفس
17
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
املرسوم ،حيث يتعني على الشاغلني الذين ال حيوزون على سند امتياز أصال أو الذين مت إلغاء سند
امتيازهم إخالء السكن يف ظرف 3أشهر وإال تعرضوا للطرد فالسكن مت منحه بسبب الوظيفة فإذا زالت
الوظيفة زال حق االنتفاع ،وأن شغله يف هذه احلالة دون حق وال سند يعترب تعديا وهو ما يفسر اعتبار
32
القضاء االستعجايل خمتصا.
ولكن هل تكتفي اإلدارة بالطرد أو ميكن هلا املطالبة بالتعويض؟ يف احلقيقة يتعرض الشاغلني
املذكورين باإلضافة إىل طلب الطرد يف حالة استمرارهم شغل السكن دون سند امتياز إىل عقوبات
مالية كما أشارت إىل ذلك املادة 8فقرة 2وبينتها املادة 10من نفس املرسوم ،حيث يلزم الشاغلني بدفع
أقساط أو إتاوة اإلجيار عن املدة اليت استمروا فيها بشغل السكن ،مزيدا بنسبة 50باملئة عن الستة
شهور األوىل ،ونسبة 100باملئة فيما زاد عن ذلك ،وعمليا يتم ذلك إداريا يف حالة نقل وحتويل العون
إىل مكان عمل آخر،عن طريق االقتطاع من األجر فقد جرى العمل على مستوى بعض مديريات أمالك
الدولة أن أمني خزينة الدولة يبعث بسند التحصيل إىل اخلزينة اليت انتقل إليها العون ألجل االقتطاع املباشر
من األجر ،أما يف احلاالت األخرى كاالستقالة والوفاة والتقاعد ،فال جند دعوى للمطالبة بدفع بدل
اإلجيار ،وخيص ذلك حاليت السكن الوظيفي لضرورة اخلدمة امللحة أو لصاحل اخلدمة ،مادام أن املشرع مل
حيدد نوعا معينا.
أما بالنسبة للتعويض فال جند اجتهاد قضائي يقضي بذلك ،وهذا يرجع غالبا إىل اختصاص القضاء
االستعجايل املختص يف دعوى الطرد ،الذي يرفض البث يف قضايا التعويض باعتبارها متس بأصل احلق.
واملالحظ عدم إحاطة املشرع تنظيم إهناء االستفادة من امتياز السكن الوظيفي بالعناية الكافية،
حيث أن ذلك يرتتب عليه آثارا اجتماعية نامجة عن الطرد ،فقد اقتصر املشرع على ترتيب اجلزاء على
العون دون حتديد حقوق شاغلي السكن يف هذه احلالة كما هو احلال بالنسبة لورثته يف حالة الوفاة
املفاجئة للعون ،وإذا كان انتهاء املهام سبب منطقي إلهناء االمتياز فإن بيع السكن وإلغاء التخصيص
وإعادة ختصيصه مرة أخرى دون أية محاية ،يطرح غموضا ويعترب تعسفا يف حق العون.
ثانيا :طبيعة دعوى الطرد:
18
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
يؤول االختصاص يف دعاوى الطرد من السكن الوظيفي إىل قاضي االستعجال وذلك بناء على ما استقر
عليه االجتهاد القضائي ،33ومل يعرف املشرع حالة االستعجال وإمنا اكتفى باإلشارة إليها من خالل املادة
299من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،09/08لذلك خيضع حتديده حالة حبالة للقاضي
اإلستعجايل ،وقد أقر هذا األخري اختصاصه بالبث يف بعض قضايا الطرد من السكن الوظيفي لتوفر
شروط االستعجال واملتمثلة أساسا يف عنصر االستعجال ،عدم املساس بأصل احلق و أال يكون اهلدف
منها االعرتاض على تنفيذ قرار إداري أو يتعلق النزاع بالنظام العام ،وفيما يلي تفسري هلذه الشروط
بإسقطاها على قضايا الطرد من السكن الوظيفي طبقا ملا انتهى إليه االجتهاد القضائي:
*توافر عنصر االستعجال :يأخذ يف عنصر االستعجال مبعيار دفع الضرر الذي ال ميكن جربه ،ويتبني أن
قاضي االستعجال قد أقر باختصاصه يف حاالت الطرد حني:
-انعدام سند االمتياز من السكن الوظيفي :باعتبار أن االمتياز هو الرخصة القانونية لشغل السكنات
الوظيفية ،وأن رفض إخالء هذه السكنات يعترب تعديا خيتص قاضي االستعجال بوضع حد له ،وأقر يف
حاالت أخرى بأن عنصر االستعجال يتوفر يف حالة اليت ميكن أن ينجر عن التأخري يف صدور حكم
34
بشأهنا ضرر ال ميكن إصالحه.
-حالة انتهاء العالقة الوظيفية :يعترب انتهاء العالقة الوظيفية حتت أي شكل من األشكال ،سبب إللغاء
االمتياز كما أسلفنا وينجم عنه طرد شاغله ،ألن احتالل املسكن وشغله يف هذه احلالة أصبح دون سند
شرعي وهو ما يقتضي ضرورة السرعة يف اسرتجاع السكن للحاجة املاسة للهيئة املستخدمة له للمنفعة
العامة بوضعه حتت تصرف شاغل جديد ،كمن يستخلف املوظف يف منصبه ،ويف هذه احلالة استنبط
قاضي االستعجال عنصر االستعجال من حاجة اهليئة املستخدمة للسكن وأن انتهاء مربر شغل املنصب
35
لصاحل اهليئة املستخدمة قد انتفى وهو سبب كاف لطلب الطرد مبوجب االستعجال.
* عدم مساس دعوى الطرد بأصل الحق :حيث أن رفع دعوى الطرد من السكن الوظيفي ال تتطلب
نزاع جدي أمام قاضي املوضوع ،فبمجرد توجيه إنذار باإلخالء للشاغل الذي انتهت عالقته الوظيفية
وألغي سند امتيازه ،أو الشاغل الذي ال حيوز على سند االمتياز ،وانتهت املدة احملددة يف اإلنذار ترفع
19
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
دعوى أمام القضاء االستعجايل ،إال يف حالة إثارة الشاغل لدفع متعلق مبلكيته للسكن جراء التنازل عنه،
فهنا يقضي قاضي االستعجال بعدم االختصاص النوعي.
* أال يكون الهدف من الدعوى االعتراض على تنفيذ قرار إداري وعدم تعلق النزاع بالنظام العام :ال
تتضمن دعوى الطرد من السكن الوظيفي ما يعيق تنفيذ قرار إداري أو مساس بالنظام العام ،بل العكس
هتدف إىل تنفيذ قرار إداري يتعلق بإلغاء االمتياز ،كما ال متس إطالقا النظام العام.
إن اختصاص القاضي اإلداري االستعجايل يف دعاوى الطرد يؤدي إىل تطبيق قواعد وأحكام القضاء
االستعجايل اليت تتميز بالسرعة من حيث الفصل يف أقرب اآلجال وختفيض آجال التكليف باحلضور،
وعدم قابلية األوامر االستعجالية للطعن ،واعتبارها معجلة النفاذ بكفالة أو بدوهنا رغم كل طرق
الطعن 36...،ويرتتب على ذلك آثارا وهي مباغتة ومفاجأة شاغل السكن سواء العون أو ذوي حقوقه يف
حالة وفاته بطردهم دون أدىن تدابري إلسكاهنم أو تعويضهم يف مثل هذه احلاالت.
نستنتج مما سبق عرضه أن االجتهاد القضائي قرر الطابع االستعجايل لدعوى الطرد حيث يتم مبوجب أمر
استعجايل ،فأعطى بذلك أولوية يف محاية اإلدارة بتحقيق السرعة يف اسرتجاع السكن بالنظر إىل طبيعة
نشاطها ،ويف الوقت نفسه جتريد شاغل السكن الوظيفي الذي قد يكون العون أو ذوي حقوقه من أدىن
محاية اجتماعية يف املأوى.
.2.1.3أية حماية قانونية لشاغل السكن الوظيفي من آثار الطرد؟
لقد اجتهت الدولة يف العقد األخري إىل تطهري حظرية السكن الوظيفي من الشغل واحليازة غري القانونية
هلذه السكنات هبدف اسرتجاعها ،خصوصا تلك التابعة للقطاعات الوزارية الكربى كالرتبية والصحة
والعمل والتشغيل والنقل والتكوين املهين واجلماعات احمللية وهيآت الضمان االجتماعي والسكن
والعمران ...وبعض املؤسسات االقتصادية العمومية كسونلغاز ونفطال والبنوك العمومية ،و بينت التقارير
املنجزة من جلان البحث والتحري املنشأة يف هذا اإلطار إحصاء أكثر من 14ألف سكن وظيفي
مشغول بطريقة غري قانونية أي خمالف للهدف الذي منح من أجله ،سواء كان الشاغل للسكن هو
املستفيد أصال أو ذوي حقوقه وانتهى حقه يف االمتياز لسبب من األسباب ،أو أجنيب متاما عن اهليئة
20
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
املستخدمة املالكة للسكن وحازه بطريق غري قانوين باإلعارة أو اإلجيار...أي حائز دون سند امتياز أو
37
سند للتنازل عن السكن يف إطار القانون املعمول به.
وبادرت اإلدارة بإرسال إعذارات إلخالء السكنات الوظيفية من شاغليها دون سند قانوين ،مث اللجوء إىل
القضاء للبث يف قضايا الطرد اليت تتم بصفة استعجالية ،فشملت عمليات الطرد يف الواقع أعداد كبرية
وكان ضحيتها أحيانا فئات هشة وحمرومة ،من مسنني جتاوزوا سن 65سنة ،وأطفال وذوي احتياجات
خاصة ،دون أدىن اعتبار للحماية القانونية اليت ينص عليها أمسى القوانني يف هذا اإلطار وهو الدستور
الذي حيرص على محاية األسرة كمجموع وهذه الفئات على اخلصوص يف املادة 71منه ،بقوهلا " حتظى
األسرة حبماية الدولة واجملتمع .حقوق الطفل حممية من طرف الدولة واألسرة....تسعى الدولة إىل ضمان
املساعدة واحلماية للمسنني" واملادة 72بقوهلا " تعمل الدولة على ضمان إدماج الفئات احملرومة ذات
االحتياجات اخلاصة يف احلياة االجتماعية "...و أولوية الفئة احملرومة بتسهيل احلصول على سكن يف املادة
63منه 38،فالدولة ال توفر يف مثل هذه احلاالت أماكن خاصة إليواء هذه األسر ،ويف يف ظل ارتفاع
تكاليف اإلجيار واخنفاض القدرة املالية هلؤالء األشخاص وعجزهم على تلبية مثل هذه التكاليف تصبح
39
هذه األسر عرضة للتفكك األسري والتشرد بسبب انعدام املأوى.
ونبني يف ما يلي بعض النقاط القانونية اليت تعكس ضعف احلماية من آثار الطرد يف هذا اجملال:
أوال :عدم مراعاة الحاجة إلى السكن عند إجراء الطرد :إن التأخر و التماطل املسجلني يف معاجلة
ملفات السكنات الوظيفية لعقود من الزمن أدى إىل تراكم وتعقد الوضعيات ،حيث أن هذه السكنات
خصوصا لضرورة اخلدمة تبقى حمتلة من الشاغلني املنتهي حقهم يف هذا االمتياز لفرتة طويلة وتنتقل
حيازهتا إىل ذوي حقوقهم ،كما ميكن أن تصبح عرضة للمضاربة بكراءها أو حىت ببيعها وتصبح يف يد
غرباء عن اإلدارة واهليئات العمومية ،ويعترب هذا من قبيل اإلخالل اخلطري بالسري العادي للمؤسسات
والنظام العام حني تكون واقعة باملؤسسة أو مبحاذاهتا ،وكذا إساءة إىل هذا االمتياز اإلداري.
ولقد ساوى القانون يف إجراء الطرد بني الشاغل الطفيلي دون سند والشاغل الذي انقضى سند امتيازه
وذوي حقوقه وهو يف أمس احلاجة هلذا السكن ،وانتهجت اهليئات املستخدمة من إدارات وغريها يف
21
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
حقهم نفس اإلجراءات ،وهو ما اعتربه البعض قسوة وعدم عرفان يف حق العون أو املوظف الذي قضى
عقودا من الزمن خدمة للمرفق العام.
وتداركا لآلثار واالنعكاسات السلبية إلجراء الطرد الذي أصبح ظاهرة اجتماعية ،ويف ظل اخنفاض الفرص
القانونية والقدرات املالية لبعض املوظفني يف اقتناء سكنات ضمن الصيغ املختلفة للسكن 40،بادرت بعض
الوزارات الختاذ ترتيبات قانونية قبل إجراء الطرد تتمثل يف دراسة امللفات كل على حدة وإجراء التحقيق
41
الالزم للتأكد من عدم امتالك الشاغل بدون حق لسكن آخر يؤويه من خالل البطاقة الوطنية للسكن.
ثانيا :عدم المساواة في التعامل مع الملفات
إن احلق يف السكن يستدعي توفري القدر الكايف من أمن احليازة القانوين بصرف النظر عن نوعها ،حيث
جيب أن ينعم مجيع األشخاص بدرجة من أمن احليازة تكفل احلماية القانونية من اإلخالء القسري
واملضايقات والتهديدات األخرى ،إال أنه جيب التمييز يف هذا الصدد بني األشخاص الشاغلني للسكن
الوظيفي وهم يف حاجة ماسة إليه ،واألشخاص املتحايلني الطفيليني الذين ال يشكل طردهم من السكن
الوظيفي مساسا حبقهم ،وقد حتول بالنسبة هلم من كونه مكسبا اجتماعيا غرضه حتقيق االستقرار الوظيفي
يف مستوى الئق ،إىل مكسب اقتصادي مثني حمال للمتاجرة والتأجري من الباطن بالرغم من حظر النصوص
42
القانونية والتنظيمية لذلك ،كونه يف األساس ملكية عمومية.
و يف حني ال تتواىن بعض اإلدارات عن الشروع يف تصفية وضعية السكنات املمنوحة لضرورة الخدمة -
43
السكنات اإللزامية -املشغولة بطرقة غري عادية وغري قانونية كقطاع الرتبية باعتبارها غري قابلة للتنازل،
تتغاضى أسالك أخرى عن إجراء الطرد لعقود من الزمن ،رغم وحدة القانون املطبق عليها ،ممّا خيل
بالتطبيق السليم للقانون ومبدأ املساواة وتكافؤ الفرص الذي تنص عليه املادة 37من التعديل الدستوري
44
األخري.
ثالثا :عدم جواز التمسك بحق البقاء أو إعادة اإلسكان :قرر القضاء يف أحكام عديدة عد أحقية
شاغل السكن الوظيفي ،يف التمسك باحلق يف البقاء يف كل األحوال حىت لو كان صاحب حق امتياز
وانتهى امتيازه لسبب من األسباب 45،وكونه يسدد بانتظام مقابل االنتفاع ال يؤهله للمكوث يف السكن
22
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
الوظيفي 46،ونشري إىل غياب أي نص قانوين يكفل محاية شاغل السكن من الطرد وحقه يف التمسك
بالبقاء إال ما ورد يف القانون األساسي العام للعامل 12/78الذي كان ساريا على املوظفني والعمال يف
املؤسسات العمومية 47،حيث منح محاية معتربة للشاغلني الشرعيني للسكنات الوظيفية يف حالة العجز أو
املرض أو اإلحالة للتقاعد ،فكفل هلم احلق يف البقاء يف هذه السكنات أو يف سكن الئق يف إطار ما
يضمنه القانون ،كما يستفيد من ذلك األشخاص املكفولني من طرفهم ،إال أنه استثىن من التمسك حبق
البقاء املساكن املرتبطة بسري اخلدمة ،ويقصد املشرع بذلك حسب اعتقادنا السكن لضرورة اخلدمة بالنظر
48
إىل الطبيعة اخلاصة هلذه السكنات وارتباطها عموما مبقر اهليئة املستخدمة.
وخارج إطار السكن الوظيفي يكفل القانون 01/81امللغى احلق يف البقاء لألشخاص املستأجرين
لألمالك العقارية ذات االستعمال السكين غري الراغبني يف الشراء ،وكذا لألطفال يف حالة وفاة وليهم شرط
أن تتوفر فيهم الشروط احملددة واملتمثلة أساسا يف شغل السكن بصفة شرعية ،وأداء االلتزامات اإلجيارية
49
وعدم امتالك عقارات لالستعمال السكين.
وقد حظيت فئة املسنني عموما باحلق يف البقاء يف حاالت مماثلة ،حيث حيظر القانون طرد فئة املسنني
مثال ويكفل هلم التمسك حبق البقاء يف السكن يف عقد اإلجيار املدين ،واملربم يف ظل القانون السابق
مبوجب القانون 05/07على خالف الفئات األخرى طبقا للمادة 507مكرر فقرة 2من القانون
50
املدين.
ومن جهة ثانية ال يستفيد األشخاص املطرودين من السكن الوظيفي من أية أولوية إلعادة إسكاهنم من
خالل الصيغ املعدة للطبقة احملرومة،كما هو احلال يف السكن العمومي اإلجياري فبالرجوع إىل املرسوم
التنفيذي 142/08املذكور الذي حيدد قواعد منح السكن العمومي اإلجياري ،واملوجه أساسا إىل الفئات
االجتماعية احملرومة واملعوزة بالنظر إىل مداخيلها سواء كانت ال متلك سكن أو تقطن يف سكن غري الئق،
ال جنده يشري إىل األشخاص ضحايا الطرد من السكن الوظيفي ضمن املعيار املتعلق بظروف السكن
والذي يعتمد عليه باملوازاة مع معايري أخرى ملنح السكن واليت أشارت إليها املادتني 34و 35منه.
وباملقابل منح احلق للمقيم يف السكن الوظيفي املطالبة بالسكن العمومي اإلجياري ،إذا كان يستويف
الشروط املتطلبة لالستفادة منه ،واملوضحة يف املواد 4 ،3و 5من نفس املرسوم املتعلقة باإلقامة والدخل
23
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
العائلي الشهري ،والسن ،وجعلت اإلقامة يف السكن الوظيفي دون حتديد لطبيعة السكن سواء لضرورة
اخلدمة أو لصاحل اخلدمة ،ضمن آخر فئة يف معايري التنقيط املتعلقة بظروف السكن املستند إليها ملنح
السكن العمومي اإلجياري 51،وهذا اعرتاف من املشرع بأن السكن الوظيفي غري حمقق لالستقرار وأمن
حيازة املسكن ،فقد يكون املستفيد منه عرضة للطرد بإهناء قرار االمتياز يف أي وقت ،يف حني أن املقصود
باحلق يف السكن الالئق ليس ضمان جمانية السكن لكل املواطنني دون استثناء ،وإمنا وضع التدابري الالزمة
للحيلولة دون التشرد وعمليات اإلخالء القسري ،بالرتكيز على الفئات الضعيفة وضمان أمن حيازة
املسكن ،فما الفائدة من أن يكون للشخص سكن مستقل ومالئم ماديا ومعنويا إن كان مهددا باإلخالء
52
يوميا.
ويف هذا الصدد أشارت املقررة األممية اخلاصة املعنية بالسكن الالئق كعنصر من عناصر احلق يف مستوى
معيشي مناسب وباحلق يف عدم التمييز ،يف تقرير هلا عند زيارهتا للجزائر من 9إىل 19متوز ،2011إىل
"استفحال ظاهرة الطرد من املساكن منذ اعتماد قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ...،09/08وأهنا تشعر
بقلق إزاء ارتفاع عدد األشخاص املطرودين الذين أصبحوا دون مأوى ومل تتخذ إجراءات وتدابري بشأهنم،
53
وقد مشلت عمليات الطرد مسنني تتجاوز أعمارهم 60سنة".
.2.3التنازل عن السكن الوظيفي لصالح العون المستفيد بين التقييد والتجاوز
رغم أن املشرع أقر إمكانية التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة واجلماعات احمللية 54،إال أن
النصوص القانونية والتنظيمية استثنت هذه السكنات من ضمن األمالك العقارية العمومية القابلة للتنازل
من خالل القانون 01/81املتعلق بالتنازل عن األمالك العقارية ذات االستعمال السكين أو املهين أو
التجاري أو احلريف التابعة للدولة واجلماعات احمللية ومكاتب الرتقية والتسيري العقاري واملؤسسات واهليئات
واألجهزة العمومية والذي كان يرمي إىل متكني كل جزائري من احلصول على سكن الئق 55،الذي أحال
إليه املرسوم التنفيذي 10/89بشأن التنازل عن السكن الوظيفي ،واستثناء حدد املشرع شروطا ومعايري
للتنازل عنه والقصد احملافظة على األمالك العمومية وطبيعتها املستهدفة ضمان واستمرارية املرافق العامة.
.1.2.3تقييد التنازل عن السكن الوظيفي:
24
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
حاول املشرع املوازنة بني املصلحة العامة اليت تقتضيها ضمان سريورة املرفق العام واملصلحة اخلاصة
للعون يف االستقرار واحليازة اآلمنة للسكن ،فقرر أصال عدم جواز التنازل عن السكن الوظيفي واستثناءا
56
قيد التنازل بشروط وإجراءات.
أوال :األصل عدم جواز التنازل عن السكن الوظيفي:
إ ّن طبيعة السكن الوظيفي واعتباره جزء من أمالك الدولة الضرورية ملمارسة الوظيفة سواء كانت
تابعة للدولة أو اجلماعات احمللية أو للمؤسسات العمومية ،جتعل منه غري قابل للتصرف وبالتايل للتنازل
لصاحل األشخاص الشاغلني له ،فقد استثين من األمالك اليت جيوز التنازل عنها يف ااملادة 3الفقرة 5من
القانون 01/81سالف الذكر ،وعرب عنه مبساكن اخلدمة املرتبطة مبباين الدولة أو املساكن الضرورية
ملمارسة الوظائف ،كما استثناها املرسوم التنفيذي 57 269/03الذي حيدد شروط وكيفيات التنازل عن
األمالك العقارية التابعة للدولة لدواوين الرتقية والتسيري العقاري املوضوعة حيز االستغالل قبل أول يناير
2004يف املادة 2فقرهتا الثالثة ،وعرب عنها بالسكنات املنجزة لغرض سري املصاحل واهليئات العمومية
للدولة واجلماعات احمللية واليت ال ميكن أن تكون حمل تنازل طبقا للمادة 162من قانون املالية لسنة
،1992وبعدها املرسوم التنفيذي 153/18حيدد شروط وكيفيات التنازل عن األمالك العقارية التابعة
للدولة ولدواوين الرتقية والتسيري العقاري يف املادة 2فقرة 3اليت استثنت السكنات املنجزة لغرض سري
املصاحل واهليئات العمومية للدولة واجلماعات اإلقليمية باإلضافة إىل األمالك العقارية التابعة للجماعات
احمللية من تطبيق أحكام هذا املرسوم 58و وهو ما كرسه بوضوح املرسوم التنفيذي 10/89حيث تعد غري
قابلة للتنازل السكنات املمنوحة لضرورة اخلدمة امللحة ،والسكنات الواقعة يف اهليئة املستخدمة واملرتبطة هبا
59
ارتباطا ال يقبل القسمة.
أ .عدم جواز التنازل عن السكن الممنوح لضرورة الخدمة:
طبقا ملا ينص عليه املرسوم 10/89يف مادته 6014فإن املساكن املمنوحة لضرورة اخلدمة امللحة
غري قابلة للتنازل إطالقا بقوهلا"ال تكون املساكن املمنوحة لضرورة اخلدمة قابلة ألن تباع ملن يسكنها" وهو
ما استثنته املادة 3من القانون 01/81املذكور بأن املساكن الضرورية ملمارسة الوظائف ممنوعة من التنازل
عنها لفائدة شاغليها الساكنني ،وهو أمر منطقي وقد استند املشرع يف ذلك إىل طبيعة السكن وكذا
25
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
املناصب والوظائف املستفيدة منها اليت تكون مؤقتة وختضع للنقل والتحويل بصفة دورية يف كل
القطاعات ،وأكد على ذلك القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف 5ماي 1989املعدل بالقرار الوزاري
املشرتك املؤرخ 5فيفري 2002يف املادة الثالثة منه بقوله" ال تكون قابلة للتنازل عليها ملن يشغلوهنا
املساكن الواردة يف القائمة أ" واملقصود هبا املساكن املمنوحة للضرورة امللحة للخدمة.
وتطبيقا لذلك استقر القضاء على عدم قابلية السكنات الوظيفية تأسيسا على اعتبارها ممنوحة
لضرورة اخلدمة وصدرت قرارات قضائية بذلك أمهها القرار رقم 13382الصدر عن جملس الدولة بتاريخ
20جانفي "2004إن موضوع النزاع يتعلق بإلزام اإلدارة املسرية للسكن الوظيفي الذي يشغله املستأنف
يف إطار وظيفته ،بصفته أستاذ التكوين املهين مبستغامن بالتنازل عن املسكن املذكور لفائدته ،لكن ينبغي
مالحظة أن التنازل يكون رضائيا وتتم التسوية إداريا...خاصة إذا كانت أصال غري قابلة للتنازل بالنظر إىل
طبيعتها القانونية كما هو الشأن يف قضية احلال عمال باملواد 8و 10و 14من املرسوم ."10/89ويف
قرار آخر حتت رقم 13494مؤرخ يف جانفي 2004أكد جملس الدولة أنه" يستخلص أن ضرورة
استعادة املسكن جمللس قضاء األغواط املستفاد منه قانونا تكون مؤقتة .....طاملا أن الطابع الوظيفي
للسكن حمل النزاع قائم وأن مقرر املنح مت إبطاله ....وأن القضاة قد جعلوا ضمن القائمة أ اليت ال ميكن
التنازل عن السكنات الوظيفية لشاغليها".
ﻭيف نفس السياق صدرت تعليمة عن وزارة املالية رقم 3918مؤرخة يف 22جويلية 2000تؤكد
على ما يلي" مبوجب مذكريت املذكورة املشار إليها مت تذكريكم بالغاية املوجودة من ختصيص اإلثين عشر
مسكن املسلمة من طرف الصندوق الوطين للتوفري واالحتياط لفائدة وزارة املالية ،وكذا اإلطار القانوين
املنظم لتسيري هذه العقارات واحلماية املقررة هلا واملتعلقة أساسا بعدم قابلية التنازل عن هذه احملالت
السكنية ،وعليه يطلب من مديري أمالك الدولة للواليات اختاذ اإلجراءات القانونية الكفيلة بإلغاء مجيع
العقود اإلدارية اليت كانت حمل نقل ملكية السكنات الوظيفية اليت مت التنازل عنها".
ويف وقت سابق قررت احملكمة العليا عدم إمكانية التنازل عن السكن الوظيفي املمنوح لضرورة
اخلدمة ففي قرار هلا بتاريخ 1988/08/16حتت رقم 55826جاء فيه"مىت كان من املقرر قانونا أنه ال
جيوز التنازل عن مساكن اخلدمة اليت هي جزء من البنايات اليت تستعملها الدولة واجلماعات احمللية
26
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
واهليئات واألجهزة العمومية وكذلك املساكن الضرورية ملمارسة الوظائف ،ومن مث فإن القرار اإلداري
املخالف هلذا املبدأ يعد خمالفا للقانون كما كان من الثابت يف قضية احلال أن البنك املركزي يطعن يف
صحة عقد بيع انصب على شقة وظيفية ضرورية ألعمال املرفق العام مىت كان كذلك استوجب إبطال
61
عقد البيع".
ب .عدم جواز التنازل عن السكن الممنوح لصالح الخدمة الواقع في نطاق الهيئة المستخدمة أو
المرتبط بها ارتباطا ال يقبل القسمة:
أشارت املادة 15من املرسوم 10/89إىل أن املساكن املمنوحة لصاحل اخلدمة الواقعة يف نطاق
اهليئة املستخدمة أو املرتبطة ارتباطا ال يقبل القسمة بالعقارات اليت تستعملها هذه اهليئة ال تكون قابلة ألن
تباع ملن يسكنها" ،وهو ما أكده القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف 17ماي 1989املعدل واملتمم ،بأن
املساكن الواردة يف القائمة ب-أي املساكن املمنوحة لصاحل اخلدمة -والواقعة يف رحاب اهليئة أو املرتبطة
ارتباطا ال يقبل القسمة بالعقارات اليت تستعملها هذه اهليئة ال تكون قابلة للتنازل عنها لشاغليها".
لقد تأسس املشرع يف عدم قابلية التنازل عن السكن الوظيفي يف هذه احلالة على معيار موقع
السكن ،فوجوده داخل اهليئة املستخدمة أو ارتباطه بعقاراهتا ارتباطا وثيقا بشكل يستحيل معه القسمة
جيعل املسكن ضمن األمالك العمومية التابعة للدولة واجلماعات احمللية طبقا ملا تنص عليه املادة 16من
القانون 30/90املتضمن األمالك الوطنية املعدل واملتمم أن األمالك الوطنية العمومية االصطناعية تشمل
"...املباين العمومية اليت تأوي املؤسسات الوطنية وكذا العمارات اإلدارية املصممة واملهيأة إلجناز مرفق
62
عام "...وهي أمالك ال ميكن التصرف فيها وال أن تكون حمل ملكية خاصة حبكم طبيعتها أو غرضها،
وبالتايل خترج عن األمالك اخلاصة للدولة اليت جيوز التصرف فيها والتنازل عنها.
وقد أكدت عدة قرارات قضائية على عدم جواز بيع السكنات الوظيفية الواقعة داخل اهليئة
املستخدمة ،فهي غري قابلة للتنازل عنها ،من بينها قرار جمللس الدولة حتت رقم 13897مؤرخ يف
،2004/02/17بقوله"أن األمر يتعلق مبسكن وظيفي يقع يف حي متصل مبتقنة الكيفان وهذه املساكن
63
خمصصة إليواء املوظفني العاملني هبذه املدرسة ،ومنه فإنه غري قابل للتنازل عنه".
27
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
ويف قرار آخر رقم 13058مؤرخ يف 20أفريل 2004بقوله" السكن حمل النزاع هو سكن
وظيفي يقع داخل املؤسسة الرتبوية حتت وصاية البلدية وإن إبقاء املستأنف شاغال لسكن وظيفي من شأنه
عرقلة املؤسسة الرتبوية يف تأدية مهامها على أحسن صورة.
واعتربت احملكمة العليا يف قرار هلا رقم 141580مؤرخ يف 10فيفري 1999ب"أن وجود
حائط يفصل بني البنايتني ال يشكل انفصاال وال تغيريا يف الطبيعة القانونية للسكن املتنازع عليه مادام هذا
املسكن من سكنات اخلدمة وضروري ملمارسة الوظيفة".
ثانيا :االستثناء جواز التنازل عن السكن الوظيفي بشروط وقيود
بالنظر إىل طبيعته اخلاصة املزدوجة على اعتبار أنه من األمالك العمومية واملخصص للوظيفة ،قيد
املشرع التنازل عن السكن الوظيفي بشروط وقيود تتعلق أساسا بأهلية شاغل السكن من جهة ،وبتقدير
اإلدارة لعدم مساس التنازل بالسري احلسن للمرفق العام من جهة أخرى.
أ .شروط التنازل عن السكن الوظيفي:
حدد امل شرع شروطا إلمكانية التنازل عن السكنات الوظيفية لشاغليها الشرعيني مبوجب املرسوم
التنفيذي املذكور 10/89يف املادة 15من املرسوم 10/89يف فقرهتا الثانية "إذا وقعت هذه املساكن
املستخدمة اهليئة نطاق خارج
أو توفرت يف ساكنها شروط حتدد بقرار وزاري مشرتك بني وزارة املالية والوزير املكلف باإلسكان ووزير
الداخلية والبيئة بعد استشارة السلطات واهليئات املعنية وتكون قابلة للتنازل عنها مبوجب القانون
،"... 01/81وبينت املادة 4من القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف 17ماي 1987بأن املساكن الواردة
يف املادة األوىل الواردة يف القائمة ب والواقعة خارج رحاب اهليئة قابلة للتنازل عنها ملن يشغلوهنا ضمن
احرتام أحكام املادة 15من املرسوم ."...10/89
واملقصود باملساكن الواردة يف القائمة ب هي املساكن املمنوحة لصاحل اخلدمة ،إال أنه لالستفادة
من التنازل عن هذه املساكن تتطلب املادة 15املذكورة شروطا حددهتا املادة 5من القرار الوزاري
64
املشرتك املذكور اليت حتيل إىل املادة 5من القانون :01/81
28
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
-أن يكون الشاغل شخص طبيعي ،متمتع باجلنسية اجلزائرية ،ويشغل بصفة دائمة وشخصية ومستويف
لاللتزامات اإلجيارية عند تاريخ التنازل.
-امتالك شاغل السكن لسند قانوين خيول له شغل املسكن صادر من السلطة املختصة ويتمثل يف سند
65
االمتياز ،أو سند إجيار إذا كان السكن غري مملوك للدولة أو اجلماعات احمللية أو املؤسسات العمومية.
-استيفاء فرتة 7سنوات عمل يف اهليئة املستخدمة.
فينبغي إىل جانب ذلك استصدار وثيقة تثبت دفع مستحقات اإلجيار تصدرها املصلحة املسرية من طرف
مديرية أمالك الدولة أو ديوان الرتقية والتسيري العقاري ،باإلضافة إىل تقدمي نسخة من بطاقة هوية
الطالب 66،وتتم كيفيات التنازل بنفس األشكال املنصوص عليها قانونا املتعلقة بالتنازل عن األمالك
العقارية ذات االستعمال السكين التابعة للدولة ولدواوين الرتقية والتسيري العقاري ،من حيث صيغة وكيفية
وإجراءات الشراء وقيمته التجارية طبقا ملا ينص عليه املرسوم التنفيذي رقم 269/03املعدل واملتمم
واملرسوم التنفيذي 153/18املذكورين ،فيربم عقد بيع تعده مصاحل أمالك الدولة بني الطالب ومالك
العقا ر موضوع التنازل يوضح فيه على اخلصوص مثن التنازل واملدة بالنسبة للبيع بالتقسيط ...ويتم تسجيل
67
املشرتون لألمالك العقارية يف البطاقة الوطنية للسكن.
ب-حق االعتراض على طلب التنازل عن السكن الوظيفي:
قد تبدو هذه الشروط بسيطة متكن كل شاغل لسكن وظيفي يستوفيها من املطالبة حبقه يف التنازل
له عن هذا السكن ،إال أن املشرع مل جيعله حق مكتسبا وإمنا خيضع للسلطة التقديرية للهيئة املالكة أو
لإلدارة ميكن حيث
أو اهليئة اليت ترتبط هبا هذه املساكن االعرتاض على بيع هذه األخرية رغم توفر الشروط ألسباب جدية
تتصل حبسن سري املصاحل طبقا للمادة 4فقرة 2من القرار الوزاري املشرتك املذكور.
ويتطلب القانون 68أن يكون هذا التحفظ أي االعرتاض ذو طابع استثنائي ،وتبدو االستثنائية من خالل
ما يلي:
-اإلذن املسبق :وجوب تلقي املوافقة املسبقة من السلطة الوزارية الوصية.
29
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
-اإلعالم :ضرورة إبالغ هذا التحفظ إىل علم الشاغلني هلذه املساكن واملؤسسات واهليئات املكلفة
بالبيع.
-تأقيت االعرتاض :عدم جتاوز مدة االعرتاض سنتني يتم جتديدها عند احلاجة بنفس األشكال.
ويفهم من تقرير هذا االعرتاض أن املشرع منح اإلدارة حق تقدير مدى مالئمة التنازل عن
السكنات لتحقيق مصلحة املرفق العام من عدمه ،فقد استقر االجتهاد القضائي على وجوب موافقة اهليئة
املستخدمة على التنازل وعدم إمكانية إلزامها 69،إال أن املتمعن يف هذا اإلجراء جيده غامضا من حيث
مفهومه وطبيعته القانونية يف إغفال توضيح إجراءاته وكيفياته وتوقيته ،وإن كانت اإلدارة ملزمة بتربير قرار
االعرتاض أم ال.
وعموما فإن االجتهاد القضائي للمحكمة العليا قرر ضرورة تسبيب اإلدارة لقرارها بالرفض ،وعدم قبول
طلب املواطن التنازل عن ذمة عقارية إجيارية لعدم توافر الشروط القانونية أو ألن العقار غري قابل
70
للتنازل.
.2.2.3المرونة والتشديد في التعامل مع ملف التنازل عن السكن الوظيفي
لقد جنم عن تعدد القوانني املتعلقة بالتنازل عن األمالك العقارية التابعة الدولة وخضوعها للتعديل،
وعدم وضوح تلك املتعلقة بالسكن الوظيفي تباين يف التعامل مع موضوع التنازل عن السكن الوظيفي
لصاحل اخلدمة ،فقد خضع ذلك ملعايري غري موضوعية يكتنفها املرونة تارة والتشديد تارة أخرى ،وتباين يف
معاجلة طلبات التنازل بني القطاعات واألماكن مبا يتوافق و تقدير املسئولني ،حيث تفرض بعض اإلدارات
شروطا تتغاضى عنها إدارات أخرى ،و جيدر التنويه إىل أن بعض مصاحل أمالك الدولة تطالب بصفة
تلقائية طالب التنازل بشهادة عدم االستفادة من إعانة مالية من الدولة يف جمال السكن وبتصريح شريف
بعدم اكتساب ملك تابع للدولة ،وهنا يثور التساؤل فيما إذا كان عدم امتالك شاغل السكن الوظيفي
الراغب يف شراءه مللك عقاري ،وعدم استفادته من إعانات الدولة يف جمال السكن هو شرط لالستفادة
من التنازل؟
30
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
باستقراء النصوص القانونية املتعلقة بالتنازل جند أن املشرع مل يستقر على موقف واحد ،حيث ال
يشرتط آخر مرسوم تنفيذي متعلق بالتنازل 153/18على الراغب يف التنازل ،شرط عدم امتالك سكن
لالستفادة من التنازل عن السكن الوظيفي ،أو عدم استفادته من اإلعانة املالية للدولة يف جمال السكن،
وإمنا استثناه فقط من االستفادة من االمتيازات يف جمال شراء السكن املتعلقة خبصم مبالغ اإلجيار املدفوعة
والتخفيض على السعر 71،بعد أن كان املرسوم التنفيذي 153/13املذكور قد قرر إقصاء املرتشحني يف
حالة اكتساهبم ملك عقاري من الدولة أو استفادهتم من إعانتها املالية يف جمال السكن ،حيث يتم التأكد
من ذلك من خالل البطاقة الوطنية للسكن 72،ولإلشارة فقد أقصى القانون السابق رقم 01/81شاغل
السكن املالك ألي عقار مبين أو غري مبين خاص باالستعمال السكين من احلق يف التنازل عن السكن
73
الوظيفي.
وخبصوص قابلية السكن الوظيفي لصاحل اخلدمة للتنازل يثور اإلشكال املتعلق حبالة السكن
العمومي اإلجياري املخصص بصفة استثنائية للمنفعة عامة أي منفعة الوظيفة ،حيث أن ختصيص هذا
السكن التابع لدواوين الرتقية والتسيري العقاري يكون بصفة مؤقتة طبقا للمادة 9من املرسوم 142/08
احملدد لقواعد منح السكن العمومي اإلجياري املذكور ،وهذه الطبيعة املزدوجة تطرح التباسا على املستوى
العملي يف إطار عملية التنازل حيث أن إجراءات إيداع طلب التنازل واهليئة املخولة دراسته ،وكذا الطعن
يف القرار بسبب رفض التنازل تكون أمام هيئات تابعة لديوان الرتقية والتسيري العقاري ،يف حني خيضع
تنظيم مسألة التنازل عن السكن الوظيفي التابع للدولة لشروط وإجراءات أخرى خاصة تتعلق بالسكن
74
الوظيفي وتتكفل بدراسة الطلب هيئات خمتلفة.
وهبذا اخلصوص صدرت مذكرة عن الوزير األول حتت رقم 364مؤرخة يف 2009/07/20
تقضي بتجميد التنازل عن السكنات ذات الطابع االجتماعي املخصصة لإلدارات واملؤسسات واهليئات
العمومية ،ونتساءل عن مشروعية هذه القرارات وعن مدى اعتبارها تعبري عن اإلدارة لسلطتها التقديرية يف
75
حق االعرتاض.
ففي نفس السياق عمدت بعض اإلدارات املركزية أو الالمركزية إىل تفسري احلق يف االعرتاض بوضع
بند "عدم القابلية للتنازل" ضمن قرار منح االمتياز بغرض قطع الطريق أمام الشاغل على طلب التنازل
31
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
أصال ،يف حني قررت قطاعات أخرى التنازل عن هذه السكنات لصاحل أعواهنا بناء على تعليمات وزارية
بشرط عدم امتالكهم مللك عقاري ،وهذا يبني أن مسألة التنازل عن السكن الوظيفي ختضع بدرجة أوىل
إىل تقدير اإلدارة ،أكثر منها إىل النصوص والقوانني.
وقد أدى استخدام حق االعرتاض على التنازل عن السكن الوظيفي لصاحل اخلدمة إىل زيادة
النزاعات أمام القضاء ،وغالبا عرب القضاء عن ذلك بكون أن التنازل عن السكن الوظيفي يف حالة توفر
شروطه ينبغي أن يكون رضائيا وتتم تسويته إداريا وليس عن طريق القضاء ،وخيضع إلرادة التعاقد لدى
76
اهليئة املستخدمة ال غري ،وأن االحتالل الالشرعي للسكن الوظيفي ال يكسب احملتل احلق فيه.
ويرى املعنيني أن هذا يشكل مساسا مببدأ املساواة أمام القانون و يف احلقوق وتكافؤ الفرص بني
املواطنني املكرس يف الدستور ،فمبدأ املساواة أمام القانون يقتضي إخضاع املواطنني املتواجدين يف أوضاع
متماثلة إىل قواعد مماثلة وإخضاعهم لقواعد خمتلفة كلما تواجدوا يف أوضاع خمتلفة 77،وجبد انعكس ذلك
سلبا بتغذية املمارسات امللتوية للحصول على هذه السكنات خرقا للقانون.
وينظر القضاء يف القرارات اإلدارية املتضمنة التنازل عن السكن الوظيفي بعد الطعن فيها فيقرر
إلغائها بناء على عدم شرعيتها ،ومن أهم أشكال خرق القانون يف عملية التنازل عن السكن الوظيفي عدم
املشروعية اخلارجية لقرار التنازل املتعلقة باختصاص مصدر القرار وبشكل القرار وإجراءات إصداره ،الناجم
عن عدم االختصاص وعدم احرتام اإلجراءات يف منح قرار التنازل عن السكن الوظيفي ،حيث يتطلب
القانون أن يتم التنازل بنفس األشكال اليت منح هبا حق االمتياز ومن نفس اجلهة املختصة طبقا ملا ذكر،
إىل أنه يف الواقع حتدث جتاوزات ،فال جيوز لوزير الربيد واملواصالت إلغاء ختصيص مساكن وظيفية تابعة
ألمالك الدولة ،والتنازل عنها لصاحل شاغليها ألن ذلك من اختصاص وزير املالية ،بالنظر إىل الطابع
78
الوطين ملؤسسة الربيد واملواصالت.
وقد تطلب قانون املالية لسنة 2016يف مادته 50بالنسبة لألمالك العقارية التابعة للجماعات
احمللية مصادقة السلطة الوصية على مداوالت اجملالس الشعبية الوالئية والبلدية فيما يتعلق بإجراء التنازل
حىت يكون قانونيا 79،إال أن املمارسة أبانت عن التنازل على سكنات وظيفية دون مراعاة هذا اإلجراء
األساسي.
32
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
أما عدم املشروعية الداخلية لقرار التنازل فتتعلق مبوضوع التصرف املتعلق باالحنراف يف السلطة
وخمالفة وجتاوز القانون يف منح قرار التنازل ألجل حتقيق أغراض غري مشروعة ،بسبب عدم أحقية الشاغل
أصال يف امتياز السكن الوظيفي وشغله دون وجه حق ،أو ألن طبيعة السكن الوظيفي غري قابل للتنازل،
ويف قطاعات عديدة وعلى سبيل املثال ال احلصر على مستوى قطاع الرتبية ،تفاقمت وضعية السكنات
الوظيفية بسبب شغلها من أناس حىت غرباء عن القطاع ،ومتكنوا من احلصول على مقررات غري قانونية
لالستفادة من هذه السكنات ،وهذا أدى إىل إثقال كاهل ميزانية الدولة يف نفقات مقاضاة هؤالء
80
األشخاص.
خاتمة:
لقد أدت الطبيعة القانونية اخلاصة للسكن الوظيفي إىل غموض وعدم انسجام النصوص القانونية
يف ضبط أحقية املوظف يف االستقرار يف السكن الوظيفي ،سواء من خالل محايته من آثار الطرد الذي
يكون مبصوما بتعسف اإلدارة وإن كان قانونيا ،أو من خالل رفع الغموض عن احلق يف التنازل عن
السكن الوظيفي بالنسبة للسكن املمنوح لصاحل اخلدمة ،وإذا اعتربنا أن سريورة واستمرارية املرفق العام
أولوية األولويات باعتبارها هتدف إىل املصلحة العامة ،فإن احلق يف االستقرار يف السكن واألمن يف حيازته
للعون هو حق إنساين واجتماعي مقدس جدير باحلماية القانونية ،فيلزم تفعيل آليات احلماية للموظفني
وعائالهتم من شبح الطرد من السكن الوظيفي خصوصا يف حاالت الوفاة أو العجز والتقاعد ،بتخصيص
مثال حصة من السكن االجتماعي لفائدهتم يف حالة عدم امتالكهم سكن أو عدم استفادهتم من إعانة يف
هذا اجملال مبا يكفل االنتصاف القانوين.
ومن الناحية التشريعية ينبغي إعادة النظر يف السكن الوظيفي خصوصا السكن املوجه لصاحل
اخلدمة ضمن املنظومة القانونية للسكن الذي توفره الدولة يف خمتلف صيغه ،وإذا كان ملف السكن
الوظيفي من بني امللفات اليت يكثر فيها الفساد اإلداري بشىت أشكاله ،ويثقل كاهل اخلزينة العمومية حيث
أضحت بعض السكنات الوظيفية عرضة للمضاربة واالحتالل غري الشرعي على كل املستويات وقد يكون
فحري بالسلطة التنفيذية والقضائية أن
ّ ذلك من أناس غرباء ،والذي يكيف قانونا بأنه نوع من التعدي،
تتحلى باإلرادة واجلرأة يف تطهريه بشكل يعيد هلذا االمتياز دوره يف حسن سري املرفق العام.
33
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
إن أبعاد التنازل عن السكن الوظيفي هي اجتماعية أكثر منها اقتصادية ،فاملغزى ال يقتصر على
الربح ،وإمنا يتمثل يف حرص الدولة على متكني العون من االستقرار االجتماعي قبل الوظيفي ،وهي مسألة
حتكمها النصوص القانونية املتعلقة بالتنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ودواوين الرتقية والتسيري
العقاري ،لذا ينبغي توضيحها مبا ينسجم مع اإلطار القانوين للسكن الوظيفي ،ويكفل رفع اللبس
والغموض يف تفسريها تكريسا للمبدأ الدستوري املتمثل يف املساواة أمام القانون وتكافؤ الفرص ،وحبذا لو
مت ضبط منح السكن الوظيفي وإخالءه والتنازل عنه ببطاقية وطنية خاصة للسكن الوظيفي.
قائمة المراجع
أهم النصوص القانونية التشريعية والتنظيمية المعتمد عليها:
-املرسوم الرآسي رقم 442/20مؤرخ يف 30ديسمرب 2020يتعلق بإصدار التعديل الدستوري
املصادق عليه يف استفتاء أول نوفمرب 2020جريدة رمسية عدد 82مؤرخة يف 30ديسمرب .2020
-القانون رقم 01/16املؤرخ يف 06مارس 2016املتضمن التعديل الدستوري ج.ر .عدد 14مؤرخة
يف 7مارس .2016
-القانون العضوي رقم 11/04املؤرخ يف 6سبتمرب 2004املتضمن القانون األساسي للقضاء ،ج.ر.
العدد 57مؤرخة يف 8سبتمرب .2004
-رأي اجمللس الدستوري رقم /12ر.ق/مد 01/مؤرخ يف 13يناير 2001يتعلق بالرقابة على دستورية
القانون املتضمن القانون األساسي لعضو الربملان ،جريدة رمسية العدد 9لسنة .2001
-القانون 09/08مؤرخ يف 23فرباير 2009املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية.
-القانون ،05/07املعدل واملتمم للقانون املدين ،جريدة رمسية العدد 31لسنة .2007
-القانون 18/15مؤرخ يف ،2015/12/30ج.ر .عدد 72لسنة ،2015املعدل لقانون املالية
2001يف مادته ،41ج.ر .عدد 80لسنة .2000
-القانون رقم 16/84املؤرخ يف 30جوان ، 1984ج.ر .عدد ،27املعدل واملتمم ،واملرسوم
96/81مؤرخ يف 1981/5/16املتعلق مبنح املساكن يف العمارات التابعة للدولة واجلماعات احمللية
واملؤسسات العمومية واملؤسسات االشرتاكية أو اليت تنتفع هبا.
34
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
35
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
عدد 21مؤرخة يف 24ماي 1989معدل ومتمم بالقرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف 5فيفري 2002
،جريدة رمسية عدد 20مؤرخة يف 20مارس .2002
-منشور رقم 112مؤرخ يف 07أفريل 2001يتعلق بااللتزام بتطبيق وتنفيذ اإلجراءات املتعلقة بتسيري
السكنات الوظيفية اإللزامية ،النشرة الرمسية لوزارة الرتبية الوطنية ،العدد ،446أفريل .2001
-منشور وزاري رقم 81املؤرخ يف 17سبتمرب 2014صادر عن وزارة الرتبية حيدد كيفيات وشروط
االستفادة من السكن االجتماعي العمومي الوظيفي املخصص لواليات اجلنوب ،النشرة الرمسية للرتبية
الوطنية ،العدد ،572أكتوبر .2014
-التعليمة رقم 04588الصادرة عن املديرية العامة للميزانية بتاريخ 11نوفمرب .1992
المؤلفات:
-ذيب عبد السالم ،عقد اإلجيار املدين ،دراسة نظرية وتطبيقية من خالل الفقه واجتهاد احملكمة العليا،
الطبعة األوىل ،الديوان الوطين لألشغال الرتبوية.2001،
-أمحد حميو ،املنازعات اإلدارية ،ديوان املطبوعات اجلامعية.1992 ،
-بربارة عبد الرمحن ،شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،منشورات بغدادي ،طبعة ثانية .2009
-عمر محدي باشا ،ليلى زروقي ،املنازعات العقارية ،طبعة جديدة يف ضوء آخر التعديالت وأحدث
األحكام ،دار هومة ،الطبعة .2010 ،12
األطروحات:
-أمحد عبادة ،احلق يف السكن الالئق يف ضوء القانون الدويل حلقوق اإلنسان والتشريع اجلزائري ،أطروحة
مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف العلوم ،ختصص القانون الدويل حلقوق اإلنسان ،جامعة اجلياليل اليابس
سيدي بلعباس ،السنة اجلامعية .2019/2018
المقاالت:
-بوشنافة مجال ،السكن الوظيفي بني إهناء االستفادة منه ومدى جواز التنازل عنه دراسة حتليلية على
ضوء النصوص التشريعية واالجتهاد القضائي اجلزائري ،جملة دراسات وأحباث ،اجمللد ،3العدد ،5
ص.64-47.
36
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
-شوقي قاسم ،صباح سليماين ،إشكالية توزيع السكن العمومي اإلجياري يف اجلزائر :عوامل التأزم
وتداعياته السوسيوجمالية ،جملة الباحث يف العلوم االجتماعية واإلنسانية ،اجمللد ،11العدد ،2019 ،4
ص.148-135 .
-علي بن شعبان ،النظام القانوين للتنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الرتقية والتسيري
العقاري ،جملة تشريعات التعمري والبناء ،العدد الرابع ،ديسمرب ،2017 ،ص.146-128.
-القطيب حممد ،تسيري السكن العمومي اإلجياري يف اجلزائر ،جملة تشريعات العمل والتعمري ،العدد
السادس ،2018 ،اجمللد 2العدد ،6ص.70-49.
- -تقرير املقررة اخلاصة "راكيل رونلك" يف زيارة للجزائر بتاريخ من 9إىل 19متوز .2011
1كانت االتفاقية الدولية للقضاء على مجيع أشكال التمييز العنصري أول اتفاقية استخدمت مصطلح احلق يف السكن
سنة ،1965ويف سنة 2000اعتمدت جلنة حقوق اإلنسان يف دورهتا 56القرار 9/2000اليت أنشأت مبوجبه والية
املقرر اخلاص املع ين بالسكن الالئق ،كعنصر من عناصر احلق يف مستوى معيشي مناسب وباحلق يف عدم التمييز يف هذا
السياق ،تقرير املقررة اخلاصة املعنية بالسكن الالئق املوثق يف ، 2014 /08/07وقد صادقت اجلزائر على العديد من
37
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
املعاهدات وثيقة الصلة باحلق يف السكن أمهها العهد الدويل اخلاص باحلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،واالتفاقية
الدولية للقضاء على مجيع أشكال التمييز العنصري واتفاقية حقوق الطفلUNDoc : A/69/274 ...
2بعد إغفاله يف التعديالت الدستورية السابقة على خالف حقوق أخرى كاحلق يف الرعاية الصحية والتعليم والعمل.
3املادة 67من القانون رقم 01/16املؤرخ يف 06مارس 2016املتضمن التعديل الدستوري بقوهلا ":تشجع الدولة
على إجناز املساكن .تعمل الدولة على تسهيل حصول الفئات احملرومة على سكن" ،ج.ر .عدد 14مؤرخة يف 7مارس
،2016وحذا حذوه التعديل الدستوري اجلديد مبوجب املرسوم الرآسي رقم 442/20مؤرخ يف 30ديسمرب 2020
يتعلق بإصدار التعديل الدستوري املصادق عليه يف استفتاء أول نوفمرب 2020يف املادة 63بقوهلا " تسهر الدولة على
مؤرخة يف 30ديسمرب متكني املواطن من -....:احلصول على سكن ال سيما الفئات احملرومة" ،جريدة رمسية عدد 82
.2020
4جريدة رمسية العدد 06مؤرخة يف ،1989/02/08وقبل ذلك كان هذا األخري منظم مبوجب القوانني اليت حتكم
األمالك الوطنية للدولة من ضمنها القانون رقم 16/84املؤرخ يف 30جوان ، 1984ج.ر .عدد ،27املعدل واملتمم،
واملرسوم 96/81مؤرخ يف 1981/5/16املتعلق مبنح املساكن يف العمارات التابعة للدولة واجلماعات احمللية واملؤسسات
العمومية واملؤسسات االشرتاكية أو اليت تنتفع هبا.
5جريدة رمسية عدد 21مؤرخة يف 24ماي 1989ص 562 .معدل ومتمم بالقرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف 05
فيفري ، 2002جريدة رمسية عدد 20مؤرخة يف 20مارس ، 2002معدل ومتمم بالقرار الوزاري املشرتك مؤرخ يف
6تشري املادة 20من القانون العضوي رقم 11/04املؤرخ يف 6سبتمرب 2011املتضمن القانون األساسي للقضاء يف
املادة 20إىل " يلزم القاضي باإلقامة بدائرة اختصاص اجمللس القضائي الذي ينتمي إليه كلما وفر له السكن .تلزم الدولة
بتوفري سكن وظيفي للقاضي يكون مالئما ملهامه وغري قابل للتنازل أو تدفع له بدل اإلجيار يف انتظار توفري السكن"...
7لذلك أشار املشرع إىل حق هؤالء يف بدل اإلجيار خصوصا بالنسبة للسكن للضرورة امللحة ،وضرورة توفري بدل اإلجيار
إىل حني توفري السكن املالئم.
8امللحقني أ و ب من القرار املذكور ،بعد أن كان القرار الوزاري املشرتك السابق املؤرخ يف 24ماي 1989يدرج
أصحاب املناصب النوعية من القضاة ضمن السكن للضرورة امللحة ،وغريهم من القضاة ضمن السكن لصاحل اخلدمة.
9يف إطار املرسوم 98/89املؤرخ يف 20جوان ،1989جريدة رمسية عدد 26مؤرخة يف .1989
10التعليمة رقم 04588الصادرة عن املديرية العامة للميزانية ، DGB/DEBRC//RCوزارة االقتصاد ،بتاريخ
11نوفمرب ،1992تتعلق بالتنازل عن السكن الوظيفي ،اإلجراءات والرقابة ،ص،2 .ويستفيد من جمانية املصاريف إذا
كان السكن لضرورة اخلدمة ملحقا باملؤسسة.
38
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
11حتدد نسبة اإلتاوة ب 10باملئة من راتبه اخلاص مع زيادة 5باملئة يف حالة التأخر يف التحصيل ،أما حساب القيمة
اإلجيارية للمسكن والعناصر املكونة هلا فيتم طبقا للمادة 31من املرسوم 98/89املؤرخ يف 20جوان ،1989ج.ر.
عدد 26لسنة ، 1989يرجع إىل ذيب عبد السالم ،عقد اإلجيار املدين ،دراسة نظرية وتطبيقية من خالل الفقه واجتهاد
احملكمة العليا ،الطبعة األوىل ،الديوان الوطين لألشغال الرتبوية ،2001،ص ،193 ،192.وقد أكدت احملكمة العليا يف
هذا الصدد أن شاغل السكن الوظيفي يتحمل وحده تسديد اإلجيار املستحق،قرار احملكمة العليا ،ملف رقم ،126083
مؤرخ يف 24أكتوبر .1995
12قرار غري منشور صادر عن الغرفة األوىل.
13تدارك املشرع اللبس مبوجب القانون 09/08مؤرخ يف 25فرباير 2009اإلجراءات املدنية واإلدارية يف املواد
802 ، 800،801وحذف من االستثناءات اليت تعود الختصاص القضاء العادي املنازعات اليت تكون الدولة أو الوالية
أو البلدية أو املؤسسات ذات الطابع اإلداري املتعلقة باإلجيارات السكنية...من خالل املادة 802بعد أن كانت املادة 7
مكرر من قانون اإلجراءات السابق األمر 157/66املؤرخ يف 08يونيو 1966تدرجها فيه.
14وقد أدى اللبس يف تفسري املادة 7مكرر املذكورة إىل تنازع االختصاص بني القضاء اإلداري والعادي خبصوص
املنازعات املتعلقة بإجيار السكنات الوظيفية ،حيث استقر االجتهاد القضائي بداية على أن عقود ختصيص السكن
الوظيفي تدخل ضمن االستثناءات املقرر يف املادة 7مكرر ق.إج.م .الذي أدخل املنازعات املتعلقة باإلجيارات للقضاء
العادي ،قرار رقم ،206421مؤرخ يف ،1999/6/8والقرار رقم ،228601مؤرخ يف ،2000/03/14ذيب عبد
السالم ،املرجع السابق ،ص ، 214.وبعدها أكدت احملكمة العليا،غ.اج يف قرار صادر يف 2008/01/16بأن
االختصاص يؤول للقض اء اإلداري نوعيا بالفصل يف املنازعات ذات الصلة باالمتياز املنصب على سكن ممنوح بسبب
الضرورة امللحة للخدمة أو لصاحل اخلدمة ،ملف رقم ،401235قضية مدير القطاع الصحي ببوسعادة ضد(م.ش) ،وأكد
جملس الدولة يف عدة قرارات بأن خمتص منها القرار رقم 13271صادر يف " 2004/02/17بأن السكن مرتبط
مبزاولة الوظيفة فقط وليس له أي طابع اجتماعي وال يتعلق بعالقة املؤجر باملستأجر الذي خيضع للقضاء العادي ،مما جيعل
اختصاص القضاء اإلداري ثابت للنظر يف هذه الدعوى ،ليستبعد معه الدفع املثار حول عدم االختصاص النوعي".
15لالطالع حول تعريف القرار اإلداري ،راجع أمحد حمبو ،املنازعات اإلدارية ،ديوان املطبوعات اجلامعية.1992 ،
16القانون 01/88املؤرخ يف ،1988/01/12املثضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية ،جريدة
رمسية العدد 02مؤرخة يف 13يناير .1988
17املادة 3املرسوم التنفيذي 10/89املذكور.
18املادة 24منم القانون 30/90مؤرخ يف 1990/12/01املتعلق بقانون األمالك الوطنية ،جريدة رمسية 52لسنة
.1990
39
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
19املالحظ انعدام النص على امتياز السكن الوظيفي يف األنظمة الداخلية للمؤسسات العمومية االقتصادية ،واالكتفاء
بالنص على ذلك يف العقود اليت تربطها مبستخدميها املنتفعني من السكن.
20منشور وزاري رقم 81املؤرخ يف 17سبتمرب 2014صادر عن وزارة الرتبية حيدد كيفيات وشروط االستفادة من
السكن االجتماعي العمومي الوظيفي املخصص لواليات اجلنوب ،النشرة الرمسية للرتبية الوطنية ،العدد ،572أكتوبر
،2014ص.153-150 .
21املادة 9من املرسوم التنفيذي 142/08مؤرخ يف 11ماي ،2008احملدد لقواعد منح السكن العمومي اإلجياري،
جريدة رمسية عدد 24مؤرخة يف 11ماي ،2008يرجع بشأن البطاقة الوطنية للسكن إىل املواد من 59إىل 62من
نفس املرسوم ،يرجع يف هذا الصدد إىل املنشور الوزاري رقم 81لوزارة الرتبية املذكور ،حيدد األسالك املعنية ،صيغ
االستفادة ،احلاالت اليت ال حيق فيها االستفادة ،إجراءات دراسة امللفات ،ومقاييس الرتتيب ،و مقال للقطيب حممد ،تسيري
السكن العمومي اإلجياري يف اجلزائر ،جملة تشريعات العمل والتعمري ،العدد السادس ،2018 ،ص ،56 ،55.طلب وزير
الداخلية واجلماعات احمللية موجه إىل احلكومة بغرض ختصيص 30مسكن عمومي إجياري كسكنات وظيفية غري قابلة
للتنازل لفائدة املستخدمني املعينني يف الوالية املنتدبة اجلديدة لتيميمون بوالية أدرار سنة ،2015مقرر وزير السكن
والعمران واملدينة رقم 906أخ و /76/وس ع م/م ع س/م ت ع 2016/بتاريخ 28نوفمرب 2016املبلغ إىل كل من
وايل والية أدرار واملدير العام لديوان الرتقية والتسيري العقاري لوالية أدرار من أجل التنفيذ.
22فال يطبق عليه األحكام اخلاصة بالتنازل عن السكن الوظيفي ،يرجع إىل املنشور الوزاري رقم 81لوزارة الرتبية املذكور
ص.150.
املادة 66من القانون 11/90جريدة رمسية 17لسنة ،1990املادة 216من األمر 03/06املؤرخ يف 15يوليو
23 23 ،2006القانون 11/90مؤرخ يف 21أبريل ،1990جريدة رمسية عدد 17مؤرخة يف 25أبريل 1990يف
املادة ، 66واملواد من 10إىل 15من املرسوم التنفيذي 290/90مؤرخ يف 1990/09/29يتعلق بالنظام اخلاص
بعالقات العمل مبسريي املؤسسات ،جريدة رمسية عدد 42مؤرخة يف 03أكتوبر .1990
24قرار م.ع .غرفة اجتماعية بتاريخ ،2011/06/02ملف رقم ،622133قضية (ب.ح) ضد الصندوق الوطين
للتأمينات االجتماعية ،وكالة معسكر ،الذي قضى بأنه " ال حق يف البقاء يف السكن الوظيفي إذا كانت عالقة العمل بني
املستخدم والعامل قد انتهت ألي سبب من األسباب من بينها وفاة العامل" ،قرار منشور ،جملة احملكمة العليا العدد
،2011/02ص ،206.و قرارات جمللس الدولة عن الغرفة األوىل غري منشورة ،رقم 13058الغرفة األوىل مؤرخ يف
2004/04/20جاء فيه " السكن الذي منحته الوالية ملدير احلماية املدنية يدخل يف إطار حكم ضرورة اخلدمة ومن
مث جيب إخالؤه بعد هناية مهام شاغل السكن الذي أحيل على التقاعد ،وقرار آخر رقم 7627مؤرخ يف
40
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
2003/05/30ب" أن املستأنف ان حيتالن مسكن استفادة املرحومة وهو يعد سكن وظيفي منح هلا يف إطار ضرورة
املصلحة والكائن باملركز الطيب ببومرداس "...فاملستفيدة بالسكن الوظيفي قد توفيت وبعد وفاهتا مل يبق هلا احلق يف
االستفادة وانقطعت عالقة العمل" مأخوذة عن مقال لبوشنافة مجال ،السكن الوظيفي بني إهناء االستفادة منه ومدى
جواز التنازل عنه دراسة حتليلية على ضوء النصوص التشريعية واالجتهاد القضائي اجلزائري ،جملة دراسات وأحباث ،اجمللد
،3العدد ،5ص.50.
25قرار رقم ،28243صادر عن احملكمة العليا ،غ.اج .بتاريخ ،1983/02/21يف قضية (خ.م) ضد(ش.م) الذي
قضى بأنه مىت نص القانون بأنه ال ميكن بوجه االستعجال القضاء بطرد بواب من سكن خمصص ملهنته ما دام رب العمل
هو الذي طلب إهناء عالقة العمل ،فإن القضاء خبالف ذلك يعد خرقا للقانون للمساس بأصل احلق .إن أحكام املادة 4
من قانون 1939/01/13متنح االختصاص لقاضي ااستعجال يف حالة واحدة بطرد البواب وهي حالة عند ارتكابه خطأ
جسيم أثناء قيامه بعمله ،غري أنه ليس بالنصوص اجلديدة ما يعادل أحكام هذه املادة .لذلك يستوجب نقض
القرار ،"....اجمللة القضائية ،العدد ،1989 ،1ص.174.
26خصوصا بالنسبة ملناصب العمل اليت تتميز باحلركية اجلغرافية كسلك القضاة ،قرار جملس الدولة رقم 13494صادر
بتاريخ 2004/02/20قضى مبا يلي" إن املستأنف كان قد استفاد من مسكن وظيفي يف إطار عمله بصفته رئيس
حمكمة األغواط سابقا وأنه مبقتضى قرار صادر عن وزارة العدل املستأنف عليها حاليا مت نقله إىل جملس اجللفة إال أنه بقي
يشغل السكن حمل النزاع لدائرة اختصاص جملس األغواط املستفيد منه قانونا ال ميكن للمستأنف االحتجاج بالبقاء فيه بعد
أن مت نقله إىل والية أخرى طاملا أن الطابع الوظيفي للسكن قائم.
27جريدة رمسية العدد 3لسنة .1981
28مؤرخ يف ،1991/11/23جريدة رمسية العدد 60لسنة .1991
29هو ما سنتناوله يف اجلزء الثاين من القسم الثاين من هذا املقال.
30بوشنافة مجال ،املرجع السابق ،ص.52.
31يرجع إىل نفس املرجع ،نفس الصفحة.
32خيتص القضاء االستعجايل استثناء يف املنازعات املتعلقة باإلجيار يف حاالت بينها القانون أو استقر عليها االجتهاد
القضائي :وتعد حالة انعدام سند اإلجيار أو انتهاء أجل سند اإلجيار وكان هذا األخري مرتبطا بعقد العمل ،حاالت أقرها
االجتهاد ،ذيب عبد السالم ،املرجع السابق ،ص.207،208،209.
33بربارة عبد الرمحن ،شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،منشورات بغدادي ،ص ،225ذيب عبد السالم ،املرجع
السابق ،ص.208 .
41
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
34أمر استعجايل صادر عن جملس قضاء عنابة الغرفة اإلدارية بتاريخ 10أفريل " 2005حيث أن املدعي طلب إصدار
أمر استعجايل بطرد املدعى عليه من السكن الذي حيتله...حيث يتبني من ملف القضية أن املدعى عليه أقام فيه بصفة
غري شرعية مما يتعني احلكم عليه بالطرد من السكن وتسليمه شاغرا للمدعي".
35قرار احملكمة العليا ،غ.إج .رقم 30161صادر بتاريخ ،1983/02/07يف قضية (ج ع) ضد (و.ك غ) الذي
قضى بأنه مىت كان من املقرر قانونا أن الطلبات اليت يكون الغرض منها استصدار أمر بإثبات احلالة أو باإلنذار واختاذ
إجراء مستعجل آخر يف أي موضوع كان دون املساس حبقوق األطراف تقدم إىل رئيس اجلهة القضائية املختصة الذي
يصدر أمره بشأهنا ،فإن استقالة العامل من منصبه يفقده حق شغل سكن وظيفي كان قد وضع حتت تصرفه لفرتة مؤقتة
ومرتبطة مبمارسة مهامه لدى الشركة املستخدمة .لذلك يستوجب رفض الطعن موضوعا ما دامت جهة القضاء
االستعجايل صرحت باختصاصها وأمرت الطاعن باخلروج من السكن الوظيفي بعد إهناء مهامه وهي بذلك طبقت القانون
تطبيقا سليما" ،اجمللة القضائية ،العدد األول ،1989 ،ص ،168.وقرار جملس الدولة صادر عن الغرفة األوىل رقم
235399مؤرخ يف 2000/05/16جاء " ولكن حيث أنه من الثابت يف دعوى احلال أن الطاعن كان حيتل السكن
املتنازع حوله بسبب وظيفته وعن طريق مقرر منح استفادة منه ،ومن النيابة العامة وإدارة أمالك الدولة ،وأن الطاعن قدم
استقالته ،وبالتايل جعل حدا للسبب الذي كان حيتل مبوجبه السكن ،وأن طبيعة نشاط اإلدارة يقتضي السرعة يف اسرتجاع
السكنات الوظيفية جلعلها حتت تصرف من يستخلف املوظف الذي أهنا عالقة العمل وعليه يتعني القول أن قاضي
االستعجال كان خمتصا للفصل يف دعوى احلال" ،غري منشور ،نقال عن ذيب عبد السالم ،املرجع السابق،
ص.208،209.
36املواد ،303 ،301 ،299قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية .09/08
37موقع األخبار اجلزائر 48مقال بعنوان "اخلرب ،احلكومة تأمر باسرتجاع أكثر من 14ألف سكن" ،بتاريخ
،2019/11/25تاريخ الدخول 2021/08/18 ،على الساعة ،21.45وأيضا املوقع اإلخباري سبوتنيك عريب،
مقال منشور بتارخ بعنوان " احلكومة تسرتجع 14ألف منزل...هل تعود أزمة السكن إىل الواجهة يف اجلزائر" تاريخ
الدخول 2021/08/20الساعة .22.00
38يرجع إىل نص التعديل الدستوري ل 2020املشار إليه يف املواد .72 ،71 ،63
39وباستقراء تعريف جلنة احلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية يف تعليقها العام رقم 7ميكن إعتبار بعض حاالت
الطرد إخالءا قسريا فقد عرفته "بوصفه طردا مؤقتا أو دائما ألفراد أو أسر و/أو جمتمعات حملية ضد إرادهتم من املنازل و/أو
من األراضي اليت يشغلوهنا دون أن توفر هلم أشكال مناسبة من احلماية القانونية أو غريها من أشكال احلماية وتيسر هلم
سبل احلصول عليها ،يرجع إىل أمحد عبادة ،احلق يف السكن الالئق يف ضوء القانون الدويل حلقوق اإلنسان والتشريع
42
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
اجلزائري ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف العلوم ،ختصص القانون الدويل حلقوق اإلنسان ،جامعة اجلياليل اليابس
سيدي بلعباس ،السنة اجلامعية ،2019/2018املرجع السابق ،ص.15.
40حيث تشرتط املادة 4من املرسوم التنفيذي 142/08املتعلق بقواعد منح السكن العمومي اإلجياري ،ج.ر .عدد 24
مؤرخة يف 11ماي ،2008املوجه أساسا للفئة احملرومة ،لالستفادة من هذه الصيغة من السكنات عدم جتاوز الدخل
العائلي 2400دج ،وتتطلب الصيغ األخرى شروط مالية قد ال يتحملها املوظفني من ذوي الدخل املتوسط.
41
شهد قطاع الرتبية يف السنوات األخرية طردا متزايدا ألعوان الرتبية والتعليم من السكن الوظيفي اإللزامي بسبب إهناء
حق امتيازهم ،واحتالل الغرباء هلذه السكنات املتواجدة يف الوسط الرتبوي وأدى إىل اختاذ تعليمات وزارية ملعاجلة امللفات
كل على حدة ،حيث ال يتم الطرد إال بناء على حتقيق ،يرجع بشأن بعض األرقام واإلحصائيات إىل مقال لصفية نسناس،
حتقيقات السلطات تفضي لطرد مستغلي السكنات الوظيفية ،احتادية الرتبية تؤكد عدم امتالكهم لسكنات بصيغ أخرى،
صادر يف ،2015/10/11جريدة احملور اليومي ،مت الدخول يف ،2021/01/19على الساعة .12:00
42وهو املالحظ كذلك بالنسبة لصيغة السكن العمومي اإلجياري ،يرجع إىل شوقي قاسم ،صباح سليماين ،إشكالية
توزيع السكن العمومي اإلىجاري يف اجلزائر :عوامل التأزم وتداعياته السوسيوجمالية ،جملة الباحث يف العلوم االجتماعية
42
واإلنسانية ،اجمللد ،11العدد 4ص.145.
43منشور رقم 112مؤرخ يف ،2001/04/07يتعلق بااللتزام بتطبيق وتنفيذ االجراءات املتعلقة بتسيري السكنات
الوظيفية اإللزامية ،النشرة الرمسية للرتبية الوطنية ،العدد ،446أفريل ،2001 ،الصادرة عن وزارة الرتبية الوطنية.
44
بأي
تنص املادة 37على أن "كل املواطنني سواسية أمام القانون ،وهلم احلق يف محاية متساوية وال ميكن أن يتذرع ّ
متييز يعود سببه إىل املولد ،أو العرق أو اجلنس ،أو الرأي أو أي شرط أو ظرف آخر ،شخصي أو اجتماعي".
45ملف رقم ،622133قرار بتاريخ ،2011/06/02صادر عن الغرفة االجتماعية للمحكمة العليا ،جملة احملكمة
العليا ،العدد الثاين .2011
46ملف رقم 290786قرار بتاريخ ، 2005/02/16صادر عن الغرفة االجتماعية ،جملة احملكمة العليا العدد األول
،2005ص.125.
47املادة 2من القانون ،12/78املتضمن القانون األساسي للعامل املؤرخ يف 5أوت ،1978جريدة رمسية 32مؤرخة
يف 8أوت .1978
48طبقا ملا ورد يف املادة 186من قانون 12/78مؤرخ يف ،1978ومل يلغى هذا احلكم طبقا للمادة 157من
القانون 11/90املتعلق بعالقات العمل مؤرخ يف 21أفريل .1990
49املادتان 7و 10فقرة 1و 2من القانون ،01/81واملادتان 11و 12من املرسوم ،147/76وطبقا للقرار رقم
83438املؤرخ يف ، 1993/09/26الغرفة اإلدارية ،جاء فيه "...إن السكن حمل النزاع الذي كان مؤجر من قبل ديوان
43
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
الرتقية والتسيري العقا ري للمرحوم (م.م) الذي ترك بعد وفاته زوجته اليت أسكنت معها املدعي ،والذي تكفل هبا وحتمل
دفع اإلجيار...إن قضاة املوضوع ملا اعتربوا أن املدعي الذي مل يثبت بأنه من عائة املستأجر الشرعي ،ال يستفيد حبق البقاء
،إهنم طبقوا أحكام املادة 1من املرسوم ،147/76اجمللة القضائية العدد 2لسنة ،1994ص ،184 .يرجع يف هذا
الصدد إىل مقال للقطيب حممد ،املرجع السابق ،ص.60.
50املؤرخ يف 13ماي 2007املعدل واملتمم للقانون املدين،جريدة رمسية عدد 31لسنة ...." ،2007غري أن
األشخاص الطبيعيني البالغني 60سنة كاملة عند نشر هذا القانون والذين هلم احلق يف البقاء يف األمكنة املعدة للسكن
وفقا للتشريع السابق يبقون يتمتعون هبذا احلق إىل حني وفاهتم"...
51املادة 35من املرسوم التنفيذي 142/08تنص على"...حتدد وتقيم املعايري املرتبطة بظروف السكن
كاآليت -............:طالب سكن يقيم يف سكن وظيفي 15نقطة".
52أمحد عبادة ،املرجع السابق ،ص 139.و ص.283.
53تقرير املقررة اخلاصة "راكيل رونلك" يف زيارة للجزائر بتاريخ من 9إىل 19متوز .2011
54املادة 41من قانون املالية لسنة ،2001ج.ر .عدد 8مؤرخة يف ،2000/12/24مت تعديل املادة يف قانون
18/15املتضمن قانون املالية لسنة 2016مؤرخ يف ،2015/12/30ج.ر .عدد 72لسنة 2015يف املادة .50
55القانون 01/81مؤرخ يف ، 1981/02/07جريدة رمسية عدد 06مؤرخة يف ،1981/02/10واملرسوم
التنفيذي رقم 44/81مؤرخ يف ،1981/03/21حيدد شروط و كيفيات هذا التنازل ،جريدة رمسية عدد 12مؤرخة
يف ،1981/03/24وقد مت إلغاء هذا املرسوم وكل نصوصه التطبيقية مبوجب املادة 40من القانون 06/2000املؤرخ
يف 23ديسمرب 2000املتضمن قانون املالية لسنة ،2001وقررت بأن األمالك العقارية اليت كانت موضوع طلبات
اكتساب اليت مت إيداعها قبل 31ديسمرب 2000تبقى خاضعة ألحكام القانون ،01/81جريدة رمسية عدد 80مؤرخة
يف 24ديسمرب ، 2000يرجع إىل عمر محدي باشا ،ليلى زروقي ،املنازعات العقارية ،طبعة جديدة يف ضوء آخر
التعديالت وأحدث األحكام ،دار هومة ،الطبعة ،2010 ،12وقد اعترب الكاتب أن إلغاء القانون مت بسبب املنازعات
العديدة أمام اإلدارة أو القضاء املتعلقة بالطعون ،وأن اإلرادة السياسية اعتربته وسيلة من وسائل هنب أموال الدولة ،ص.
279،280وما يليهما.
56لقد كرس املشرع التنازل عن األمالك العقارية اخلاصة للدولة من بينها ذات االستعمال السكين وفئة املوظفني قصد
امتصاص مشكل السكن ،وكذا تدعيم خزينة الدولة طبقا للمادة 65من القانون 22/03املؤرخ يف 28ديسمرب
،2003املتضمن قانون املالية لسنة ،2004جريدة رمسية عدد 83مؤرخة يف 29ديسمرب .2003
44
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
57معدل ومتمم مؤرخ يف ،2003/08/07جريدة رمسية عدد 48ل ،2003/08/13وقد مت إلغاؤه مبوجب املرسوم
التنفيذي 153/18املذكور.
58مؤرخ يف 4يونيو ،2018ج.ر .عدد 33مؤرخة يف ،2018 /06/06ألغى املرسوم 269/03يف املادة 24
منه.
59املادتان 14و 15فقرة ،1وقد أحالت املادة 14بشأن عدم جواز التنازل عن السكن لضرورة اخلدمة إىل املادة 3
من القانون 01/81امللغى.
60أحالت املادة إىل القانون 01/81مؤرخ يف 7فرباير ،1981ج.ر عدد 6مؤرخة يف 10فرباير .1981
61أشار إليه بوشنافة مجال ،املرجع السابق ،نقال عن محدي باشا عمر ،القضاء العقاري يف ضوء أحدث القرارات
الصادرة عن جملس الدولة واحملكمة العليا ،دون طبعة ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،اجلزائر ،2005 ،ص.63.
62وفق ما تنص عليه املادة 4من القانون 30/90املذكور.
63قرار غري منشور الغرفة األوىل ،جملس الدولة.
64والشروط الواردة يف القانون 01/81هي نفسها الواردة يف املادة 11من املرسوم التنفيذي 369/03املذكور واملادة
12من املرسوم التنفيذي ، 153/18يرجع أيضا إىل علي بن شعبان ،النظام القانوين للتنازل عن األمالك العقارية
التابعة للدولة ولدواوين الرتقية والتسيري العقاري ،جملة تشريعات التعمري والبناء ،العدد الرابع ،ديسمرب،2017 ،
ص.133.
65يرجع إىل التعليمة رقم 04588املذكورة ،وقد جاء يف قرار رقم 89198مؤرخ يف 1992/12/06أنه" من
املقررقانونا أنه يشرتط للرتشح لشراء ملك من أمالك الدولة توفر شرطني متالزمني مها احليازة على سند أوال وشغل األمكنة
بصفة مستمرة ثانيا" ،اجمللة القضائية العدد 2لسنة ،1992ص ،195 .يرجع إىل علي بن شعبان ،املرجع السابق،
ص.130.
66املادة 5من القانون 01/81واملادة 11من املرسوم التنفيذي 69/03املذكور و املادة 12من املرسوم التنفيذي
153/18املذكور.
67يطبق القانون 01/81على التنازل عن السكن الوظيفي بالنسبة للسكنات اليت كانت موضوع طلب اكتساب مت
إيداعها قبل تاريخ 31ديسمرب ،2000أما بعد هذا التاريخ فتخضع للمرسوم التنفيذي 369/03املذكور والذي يطبق
على العقارات اليت دخلت حيز االستغالل قبل تاريخ ،2004/01/01املعدل واملتمم مبوجب املرسوم التنفيذي
211/15مؤرخ يف 11أوت ،2015جريدة رمسية عدد 44لسنة ،2015والذي مت متديد العمل به لغاية 31
ديسمرب ،2017ويطبق املرسوم التنفيذي 153/18على عمليات التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ودواوين
45
مدى استجابة السكن الوظيفي لمعيار السكن المستقر راشدي حدوهم دليلة
قراءة على ضوء النصوص القانونية واالجتهاد القضائي
الرتقية والتسيري العقاري مبا فيها السكنات الوظيفية ،وقد استثنت األمالك العقارية التابعة للجماعات احمللية من تطبيق
هذه القوانني على أن حيدد كيفية التنازل عنها مبوجب نص الحق.
68املادة 4فقرة 2و 3من القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف 17ماي 1989املعدل واملتمم.
69قرار رقم 13819صادر عن جملس الدولة مؤرخ يف 17فيفري ،2004الذي قرر بأن املستأجر للشقة حمل النزاع
والقطاع الصحي لس وق أهراس غري ملزم بالتنازل لصاحل املستأنف ،ألن التنازل يكون رضائيا وتتم تسويته إداريا دون اللجوء
إىل القضاء" ،جملس الدولة الغرفة األوىل غري منشور نقال عن بوشنافة مجال ،املرجع السابق ص.59.
70قرار الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا الصادر بتاريخ 1997/03/26حتت رقم " 116647غري منشور" مأخوذ عن
عمر محدي باشا ،ليلى زروقي ،املرجع السابق ،ص.283 .
71املادة 10من املرسوم التنفيذي 153/18املذكور ،وهذا يبني أن الوثيقتني املطلوبتني من مصاحل أمالك الدولة
املتعلقتني على التوايل بعدم االستفادة من إعانة مالية يف جمال السكن ،وتصريح شريف بعدم اكتساب ملك تابع للدولة يتم
تقدميهما من أجل متكني املرتشح من االستفادة من االمتيازات املالية لشراء السكن يف إطار التنازل واملتمثلة يف خصم
مبالغ اإلجيار وختفيض السعر ،وهو نفس الشرط الذي كان وضعه املرسوم التنفيذي 269/03جريدة رمسية عدد 22
مؤرخة يف 25أبريل ،2013بناء على املادة 10منه ،واملواد من 4إىل 7كذلك تتعلق باالمتيازات املمنوحة للراغب يف
الشراء يف إطار التنازل من خصم مبالغ اإلجيار والتخفيض.
72املنشأة مبوجب املادة 59من املرسوم التنفيذي 142/08املذكور ،يرجع للمرسوم التنفيذي 153/13املؤرخ يف 15
أبريل 2013املعدل واملتمم للمرسوم التنفيذي 269/03املذكور.
73املادة 9من القانون ،01/81يرجع إىل قرار رقم 821/137مؤرخ يف " ،1997/04/13من املقرر قانونا أنه ال
يسمح ببيع أكثر من سكن ملك للدولة يف كامل الرتاب الوطين لشخص واحد .وملا كان ثابتا يف قضية احلال أن املستأنف
قدم تصريح كاذب يؤكد فيه بأنه ليس له مسكن آخر غري السكن املوجود مبدينة القل املراد شرائه ،فإن القضاة بقضائهم
بإبطال قرار البيع طبقوا صحيح القانون" ،جملة قضائية عدد 01لسنة ،1997ص.111.
74تطبق على كيفيات التنازل على األمالك العقارية التابعة للدولة املواد من 12إىل 17من املرسوم التنفيذي 153/18
املذكور ،فيتم إيداع طلب التنازل أمام جلنة الدائرة املنصبة من طرف الوايل هلذا الغرض ويكلف بدراسة الطعون يف قرارات
الرفض اللجنة الوالئية أو املقاطعة اإلدارية ،...أما بالنسبة لألمالك املسرية من طرف ديوان الرتقية والتسيري العقاري فتطبق
املواد من 18إىل 22من املرسوم التنفيذي ،153/18فيتم إيداع طلب التنازل أمام جلنة ديوان الرتقية والتسيري العقاري
ويكلف بدراسة الطعون جلنة الطعون التابعة ملديرية الوالية املكلفة بالسكن...
46
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01العدد :خاص ( ،)2021ص .. -..
عدد خاص :الحق في السكن
75
رغم أن النصوص القانونية املتعلقة بالتنازل وضحت شروطا واضحة وصرحية ،وكذا خبصوص ممارسة حق االعرتاض
على التنازل عن السكن الوظيفي الذي جيب ممارسته يف إطار القانون ،وقد طالب العديد من الباحثني يف اجملال بضرورة
رفع التجميد عن التنازل عن هذا الصنف من السكنات.
76القرار رقم 13819مؤرخ يف 17فرباير 2004املذكور.
77راجع إرساء هذا املبدأ من طرف اجمللس الدستوري يف رأي له حتت رقم /12ر.ق/مد 01/مؤرخ يف 13يناير 2001
يتعلق بالرقابة على دستورية القانون املتضمن القانون األساسي لعضو الربملان ،ج.ر .عدد 9لسنة ،2001ص.5.
78قرار الغرفة اإلدارية جمللس قضاء قسنطينة ،صادر بتاريخ ،2000/12/30ملف رقم .99/137
79املادة 50من القانون 18/15مؤرخ يف ،2015/12/30ج.ر .عدد 72لسنة ،2015املعدل لقانون املالية
2001يف مادته ،41ج.ر .عدد 80لسنة .2000
80منشور رقم 112مؤرخ يف 07أفريل 2001يتعلق بااللتزام بتطبيق وتنفيذ اإلجراءات املتعلقة بتسيري السكنات
الوظيفية اإللزامية ،النشرة الرمسية لوزارة الرتبية الوطنية ،العدد ،446أفريل ،2001ص.28.
47