Professional Documents
Culture Documents
إشكالية التنازل عن السكنات الاجتماعية الوظيفية قراءة في أحكام المرسوم التنفيذي رقم 06-208 والنصوص ذات الصلة
إشكالية التنازل عن السكنات الاجتماعية الوظيفية قراءة في أحكام المرسوم التنفيذي رقم 06-208 والنصوص ذات الصلة
عبداهلل قادية
1رئيسة فرقة السياسات االجتماعية والتنمية االقتصادية –خمرب القانون االجتماعي –جامعة وهران -2
كلية احلقوق والعلوم السياسية –جامعة معسكر-
ملخص:
يرتبط السكن الوظيفي ارتباطا وثيقا بالوظيفة اليت تعترب األساس القانوين والفعلي لشغله أو
استحقاقه,وبني جمرد شغل السكن الوظيفي أو أحقية إستحقاقه ومتلكه،تثور إشكالية التنازل عن السكنات
الوظيفية اليت ختتلف مناقشتها –أي اشكالية التنازل-بالنظر إىل أمهية الوظيفة املطلوب شغلها وعالقتها
حبسن سري وانتظام املرفق العام و طبيعة السكنات املخصصة والشروط املطلوبة إلمتام التنازل من عدمه.
هتدف الورقة البحثية املقدمة إىل تسليط الضوء على بعض اإلشكاالت اليت قد يثريها تطبيق
النصوص املنظمة لذلك السيما املرسوم التنفيذي رقم 208-06الذي حيدد كيفيات حتويل حق إجيار
السكنات ذات الطابع االجتماعي املخصصة لإلدارات واملؤسسات واهلياات العمومية وحتديد ما إذا كانت
اهلياات املسؤولة على تطبيقه قد استجابت ملضمون النص،بعد حتديد ماهية السكنات الوظيفية وطرق
ختصيصها.
كلمــات مفتاحيــة :السكككنات الوظيفيككة ،.التنككازل ،.حتويككل حككق االجيككار ،.ديكوان اليقيككة والتسككيري العقككاري،.
السكنات ذات الطابع االجتماعي.
Abstract:
1
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
230 -210 ص،)2021( خاص: ع ــدد/ 01 المجلد رقم
الحق في السكن:عدد خاص
:مقدمة
يعترب السكن الوظيفي أحد أهم احلقوق العينية املتصلة بالوظيفة أو العمل فال ميكن احلديث عن السكن
إذ يرتبط السكن الوظيفي إرتباطا وثيقا، الوظيفي إال يف إطار عالقة التبعية مهما كانت طبيعة العمل
لكن األكيد أن السكن،باخلدمات االجتماعية اليت تشكل أهم احلقوق اليت يتمتع هبا العامل كما املوظف
الوظيفي ينبثق أو يتفرع عن احلق يف السكن الذي نصت عليه خمتلف التشريعات الوضعية والشريعة
االسالمية السباقة لتنظيم احلقوق االجتماعية حيث اعتربته من أهم متطلبات العيشة الراضية لإلنسان
1
.واستوجبت حرمته ومحايته فهو ميثل السعادة كما أخربنا به الرسول الكرمي صلى اهلل عليه وسلم
2
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
إن متكني املواطنني من احلصول على السكن ال سيما الفاات احملرومة منهم،يعترب من أهم أ انشغاالت
الدولة وهو ما تضمنه الدستور اجلزائري يف أخر تعديالته،2إذ نص على التمكني من السكن بعد التمكني
من املاء الصاحل للشرب والرعاية الصحية.
من جهته عرف تنظيم احلق يف السكن تطورا معتربا يف خمتلف الصكوك الدولية،السيما اإلعالن العاملي
حلقوق اإلنسان الذي نص يف مادته الك 25فقرة 1على ما يلي ((:لكل شخص حق يف مستوى معيشة
كامل يكفي لضمان الصحة والرفاهة له وألسرته خاصة على صعيد املأكل وامللبس واملسكن,))...كما
أكدت املادة 1/11من العهد الدويل للحقوق االقتصادية واالجتماعية على أن الدولة عليها أن تقر حبق
مواطنيها يف مستوى معيشي كاف يوفر ما يفي من احلاجة للغذاء والكساء واملأوى .وقد تغريت النظرة
للسكن لتنتقل من اعتباره جمرد جدران وسقف إىل سكن الئق ومالئم يتضمن كل مستلزمات احلياة
الكرمية وحيفظ الكرامة املادية واملعنوية لإلنسان خاصة وأن وجود السكن املالئم من شأنه أن يساعد على
ضمان توفر جمموعة من احلقوق اإلنسانية األخرى كاحلق يف الصحة،ما جعل املفهوم اجلديد يدر ضمن
العديد من اإلتفاقيات الدولية .السياق الذي جعل اجلمعية العامة لألمم املتحدة تصدر قرارا بشأن السكن
املالئم تكرر فيه احلاجة إىل إختاذ التدابري الالزمة على املستويني الوطين والدويل لتعزيز حق مجيع األشخاص
3
يف مستوى معيشي كاف مبا يف ذلك السكن املالئم.
يرتبط السكن عموما بإشكالية اعتباره حق تقع على الدولة مسؤولية توفريه أو جمرد موضوع متكني،تسهر
ذات الدولة على تسهيل أو دعم احلصول عليه،لتتوسط اإلشكالية مسؤولية طرف أخر يتمثل يف اهلياة أو
املؤسسة التابع هلا العامل أو املوظف عندما يتعلق األمر بالسكن الوظيفي مبناسبة مطالبتها بتوفري أحد
احلقوق العينية اليت تؤسسها اخلدمات االجتماعية أو أنه ضرورة ملحة تستدعيها طبيعة اخلدمة،السبب
الذي جيعله يرتبط ارتباطا وثيقا بالوظيفة اليت تكون سببا يف منحه أو احلصول عليه وهو ما جعل تنظيمه
يتم مبوجب نصوص ختتلف متاما عن تلك اليت تنظم احلق يف السكن وصيغه املختلفة.
إن تنظيم السكنات الوظيفية وختصيصها كان موضوع نصوص قانونية متفرقة أمهها املرسوم التنفيذي رقم
10-89الذي حيدد كيفيات شغل املساكن املمنوحة بسبب ضرورة اخلدمة امللحة أو لصاحل اخلدمة
وشروط قابلية منح هذه املساكن 4واملرسوم التنفيذي رقم 584-93الذي حيدد شروط ختصيص املساكن
3
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
اليت متوهلا اخلزينة العمومية مبواردها أو تضمنها واملرسوم التنفيذي رقم 208- 06الذي حيدد كيفيات
6
حتويل حق إجيار السكنات ذات الطابع االجتماعي املخصصة لإلدارات واملؤسسات واهلياات العمومية.
تتناول إشكالية الورقة البحثية املقدمة قراءة قانونية يف أحكام املرسوم التنفيذي رقم 208-06ألسباب
عدة أمهها طبيعة السكنات الوظيفية اليت مت ختصيصها واليت تعترب سكنات من صيغة العمومي االجياري أو
كما كان يصطلح على تسميتها بالسكنات االجتماعية اإلجيارية والسبب الثاين هو إقرار حق التنازل
لشاغلها بشروط تبدو أنا حمددة لكنها يف احلقيقة متغرية وهو ما قد يتعارض مع املبادئ القانونية
املتعارف عليها ومع اهلدف األساسي من إقرار السكنات الوظيفية وصوال إىل اإلشكال األساسي موضوع
القراءة وهو رفض املؤجر املتمثل يف ديوان اليقية والتسيري العقاري تطبيق حتويل احلق يف االجيار ومن مثة
التنازل ،بعد اقراره قانونا .
غري أن هذه القراءة لن تتم دون التطرق ملضامني املرسوم التنفيذي رقم 10-89السالف ذكره العتباره
النص املرجعي يف حتديد معايري وضوابط االستفادة من السكنات الوظيفية واملرسوم التنفيذي رقم -08
142احملدد لقواعد منح السكن العمومي اإلجياري،ونصوص أخرى كما سيتم توضيحه يف منت الورقة
البحثية.
إستجابة ملضمون اإلشكالية وهبدف إثراء القراءة القانونية موضوع الورقة البحتية ارتأينا اعتماد اخلطة أدناه:
.1السكنات العمومية االيجارية والسكنات الوظيفية:الماهية ومعايير التحديد
. 1.1ماهية السكنات العمومية االجيارية ومعايري حتديدها ومنحها
.2.1ماهية السكنات الوظيفية ومعايري حتديدها ومنحها
2تخصيص السكنات ذات الطابع االجتماعي لالدارات والهيئات العمومية
.1.2األساس القانوين للتخصيص
.2.2العالقة اإلجيارية بني ديوان اليقية والتسيري العقاري واملستفيد من ختصيص السكن الوظيفي
.3أثر تطبيق أحكام المرسوم التنفيذي رقم 208-06على أطراف العالقة
.1.3إنتفاء طابع السكن الوظيفي واالثار القانونية امليتبة عليه
.1.1.3اجراءات حتويل احلق يف االجيار بني املوظف واالدارة
.2.1.3اجراءات حتويل احلق يف االجيار بني املوظف وديوان اليقية والتسيري العقاري
4
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
.3.1.3االستفادة من التنازل
.4اإلشكاالت التي يثيرها ديوان الترقية والتسيير العقاري عند تطبيق المرسوم التنفيذي رقم -06
208
5
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
تعرب هذه الصيغة عن الدعم املايل املباشر للدولة على اعتبار أن املستفيد ال يساهم إطالقا يف تكلفة
السكن الذي يتحصل عليه بعد إثبات استحقاقه وفقا للمعايري احملددة وبعد استنفاذ إجراءات الطعن،
ليتحول إىل مستأجر شرعي مببلغ إجيار ال تطبق عليه قواعد السوق مراعاة حملدودية مداخيل هذه الفاة.
أم ككا أهم إمتيك ك ككازات هذه الصيغة هي إمكانية إنتقك ككال حق اإلجيار من الشاغل األصلي إىل أصوله أو فروعه
ممن يستوفون الشروط القانونية لإلستفادة من السكن العمومي اإلجياري وقد فصل املرسوم التنفيذي رقم
310-16احملدد لشروط نقل حق اإلجيار املتعلق بالسكن العمومي اإلجياري الذي تسريه دواوين اليقية
والتسيري العقاري 12يف كيفيات تطبيق ذلك .كما ميكن أن يتحول شاغل السكن األصلي إىل مالك
13
للسكن من خالل إستفادته من إجراء التنازل الذي ضبط كيفياته املرسوم التنفيذي رقم 153-18
حيدد شروط وكيفيات التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة واألمالك املسرية من طرف دواوين اليقية
والتسيري العقاري.
.2.1ماهية السكنات الوظيفية ومعايير تحديدها واإلستفادة منها
ال خيتلف اثنان على األمهية القانونية واالقتصادية للحقوق العينية اليت قد يتمتع هبا العامل أو املوظف عند
تأديته ملهامه ،ملا لذلك من أثر اجيايب مباشر على أدائه ومردوديته يف العمل واليت يتصدرها السكن الوظيفي
باألولوية.
ومع ذلك مل تقر خمتلف التشريعات ومنها التشريع اجلزائري باحلق يف السكن الوظيفي بصفة مباشرة كما مل
تقم بتعريفه مبعزل عن اخلدمات االجتماعية وامنا اعتربته أهم خمرجات اخلدمات االجتماعية اليت يتحدد
هدفها العام باملسامهة يف رفع مستوى املعيشة للعامل ولعائلته من خالل حتسني الرفاهية املادية واملعنوية
عن طريق تكملة أجر العمل على شكل خدمات يف جماالت الصحة والسكن والثقافة واليويج وهو ما
نصت عليه املادة 180من القانون 1412-78اليت تعترب سارية املفعول إعماال ملا تضمنته األحكام
اخلتامية للقانون 11-90املتعلق بعالقات العمل ال سيما املادة 157منه .من جهتها أشارت املادة
185من نفس القانون على امكانية استفادة العامل من املسكن الوظيفي عند نصها على ضرورة مشاركته
يف حتمل مصاريفه مع اهلياة املستخدمة كما اعتربت حق البقاء فيه له ولعائلته مضمونا ويستمر هذا
الضمان حىت بعد وفاته .15ومن دون اإلخالل بأمهية السكن الوظيفي اليت ترتبط بدورها بضرورات تقدمي
اخلدمة وضمان سريورهتا واستمراريتها وتكيفها.
6
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
ومع هذا فإن عدم النص املباشر على السكن الوظيفي كحق له ما يربره من الناحية القانونية والعملية
فاإلعياف باحلقوق وضمانا مسؤولية يفيض حتملها مبجرد إفراغها يف نصوص قانونية وهو ما قد يتطلب
إمكانيات مالية ومادية معتربة وحىت ال يقع احملظور فضلت خمتلف الدول املزاوجة بني أكثر من طريقة
لتوفري السكن الوظيفي ميكن إمجاهلا فيما يلي:
-إحلاق السكنات مبقر الوظيفية أو نطاقها االقليمي وهو ما جيعل املؤسسة أو اهلياة تتحمل عبئ
توفريها مسبقا نظرا لألمهية امللحة اليت يستدعيها تسيري املرفق أو تقدمي اخلدمة،
-اعتبار السكن الوظيفي من األولويات املسطرة يف برنامج اخلدمات االجتماعية والسعي لتنفيذه
مبختلف الطرق املمكنة وحبسب اإلمكانيات املالية املتوفرة .
-جلوء اهلياات واالدرات العمومية إىل طلب ختصيص حصص سكنية من صيغ السكنات املتاحة
16
وهذا بعد التنسيق بني اهلياات املركزية حسب احلالة.
تسفر الطرق املعتمدة من أجل توفري السكنات الوظيفية إىل اختالف يف النظام القانوين املطبق عليها وهو
ما يؤدي بالتبعية إىل صياغة عدد من النصوص القانونية الناظمة هلذا احلق ومن ذلك املرسوم التنفيذي
رقم 10-89املنظم لكيفيات شغل املساكن املمنوحة بسبب ضرورة اخلدمة امللحة أو لصاحل اخلدمة
وشروط قابلية منح هذه املساكن وهو ما يتوافق متاما مع الطريقة األوىل واملرسوم التنفيذي رقم 208-06
وهو ما حيمل اشارة اىل اللجوء اىل الطريقة الثالثة يف حني تبقى امكانية توفري هذا النوع من السكنات عن
طريق تدخل اخلدمات االجتماعية مسألة نسبية.
وعليه يعترب املرسوم التنفيذي رقم 10-89االطار القانوين العام املنظم للسكنات الوظيفية وحلدود منحها
أو عدم التنازل عنها وقد فصل النص يف شروط وكيفيات منح هذه املساكن وقابلية التنازل أو عدم التنازل
عنها ،واملهم يف دراستنا هلذه اجلزئية أن النص يقتصر يف تطبيقه على املساكن اليت حتوزها الدولة أو
اجلماعات احمللية أو املؤسسات العمومية ذات الطابع االداري أو اهلياات أو املؤسسات العمومية ذات
الطابع االقتصادي ،مما يستنتج منه طبيعة العالقة القانونية اليت تربط املستفيد من السكن الوظيفي باهلياة
اليت يتبعها واليت تكون يف جمملها عالقة الئحية هدفها حسن تنظيم وتسيري املرفق العام االداري
واالقتصادي وهو ما يؤسس لسبب تنظيم هذا النوع من السكنات املتمثل يف ضرورة اخلدمة امللحة أو
17
صاحل اخلدمة.
7
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
أما عن السياق الذي حددت فيه حاالت ضرورة اخلدمة فكان املادة 12من املرسوم 10-89اليت نصت
على حالتني كاأليت:
-إذا كان العون ال يستطيع أداء اخلدمة دون أن يكون ساكنا يف العمارة اليت ميارس فيها وظائفه أو
يف عمارة ملحقة هبا وكان حضوره مطلوبا ليال ونارا،
-إذا كان العون يشغل منصب سلطة يقتضي تبعيات خاصة وييتب عليه استعداد دائم دون أن
يكون مع ذلك ساكنا يف أماكن عمله،
وقد أردفت املادة 13من نفس القانون حاالت تقتضي ختصيص سكنات وظيفية عندما يتعلق األمر
بصاحل اخلدمة مفسرة ذلك بأن توفري السكن الوظيفي للعون من شأنه أن يتيح أفضل أداء للخدمة أو
يشجع على بروز كفاءات إضافية يف نواح معينة ولو مل تتوفر الضرورة امللحة كما يف احلاالت األوىل.
وعلى ذلك ربط النص املنظم للسكن الوظيفي معايري ختصيصه واستحقاقة بضرورة اخلدمة امللحة واملنفعة
لصاحل اخلدمة وهو ما يؤسس لألهداف املنتظرة من تقرير مبادئ حسن سري وانتظام املرافق العامة وتقدمي
اخلدمة عموما.
من جهته حدد نفس القانون اهلياات املسؤولة على حترير السند القانوين الذي يؤسس لإلستفادة من شغل
السكن الوظيفي بصفة قانونية واملتمثل يف سند االمتياز 18الذي حيرر حسب احلالة إما يف شكل مقرر
يصدره رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية 19يف الوالية بالنسبة للمساكن اململوكة للدولة
،أو مقرر يصدره الوايل أو رئيس اجمللس الشعيب البلدي عندما تكون املساكن تابعة للجماعات احمللية
ومقرر يصدره مدير املؤسسة العمومية مؤشر عليه من قبل رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة يف
20
املؤسسات العمومية ذات الطابع االداري.
وتأكيدا لوصف السكن وطبيعته اليت ترتبط بضرورات تقدمي اخلدمة أو الوظيفة ولصاحلها حدد القانون
بدقة الطرف الذي يتحمل األعباء املالية للسكن الوظيفي،إال أنه فرق بني من يدفع مستحقات املساكن
املمنوحة بسبب ضرورة اخلدمة واملساكن املخصصة بسبب صاحل اخلدمة ،حيث تقع األعباء على عاتق
اهلياة املستخدمة يف احلالة األوىل سواءا كانت تعود هلا ملكية السكن أو وفرته عن طريق استاجاره من
طرف أخر ،يف حني يقع دفع اإلجيار على الشاغل أي املوظف إذا كان ختصيصه لصاحل اخلدمة على أن
8
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
يتم حتصيله من قبل اهلياة املستخدمة.وهي احلالة اليت تثار فيها عدة تساؤالت حول مدى احتفاظ السكن
بطابعه الوظيفي.
أما عن انتقال ملكية السكنات لشاغليها يف اطار تطبيق أحكام املرسوم رقم 10-89فقد بثت املادتني
14و 15يف املسألة عندما اعتربت غري قابل للتنازل املساكن الواقعة يف نطاق اهلياة أو مرتبطة ارتباطا ال
يقبل القسمة بالعقارات اليت تستعملها هذه اهلياة ,كما استثنت الفقرة الثالثة من املادة 186من القانون
12-78من جمال تطبيق احلق يف البقاء املقرر للعامل ولعائلته بعد وفاته ،املساكن الوظيفية املرتبطة بسري
اخلدمة وفقا للتحديد الوارد يف التنظيم املعمول به وهو ما قد حييلنا إىل تطبيق احكام املرسوم رقم -80
. 10لذلك ال يشمل املنع املساكن الواقعة خار نطاق اهلياة إذا ما توفر يف شاغليها الشروط املقررة
قانونا على أن تكون قابلة للتنازل مبقتضى القانون.
أما عن القابلية للتنازل اليت نظمها القانون فقد ادرجت يف خمتلف النصوص ال سيما القانون 01-81
الذي مت الغاؤه تدرجييا ألسباب اقتصادية حمظة وما تلته من نصوص ال سيما املرسوم التنفيذي رقم -18
153الذي حيدد شروط وكيفيات التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة واألمالك املسرية من قبل
دواوين اليقية والتسيري العقاري اليت سيأيت تفصيلها الحقا.
.2تخصيص السكنات ذات الطابع االجتماعي لإلدارات والهيئات العمومية
-1.2األساس القانوني للتخصيص
األصل أن اإلدارات واملؤسسات واهلياات العمومية أشخاص معنوية تتمتع بالشخصية القانونية
واالستقاللية املالية،21ما يعين أنا متتلك أصوال منقولة وعقارية حيق هلا التصرف فيها وفق ما ينص عليه
القانون األساسي الذي ينظمها على اعتبار أن استقالليتها ليست مطلقة مادامت ختضع لرقابة الوصاية
اليت تتبعها وهو ما يؤكد الطبيعة اخلاصة لآلليات اليت تسري هبا املرافق العمومية،22وبالنظر إىل طابع
التخصص الذي حيكم اإلدارات واهلياات واملؤسسات العمومية فإنا قد تتحمل أعباء تتصل حبسن وانتظام
سري املرفق العام أو اخلدمة ما جيعلها غري قادرة على تلبية إحتياجاهتا،خاصة تلك اليت تغطي حقوق
موظفيها بصفة ذاتية وأحسن مثال على ذلك هو حاجتها املاسة إىل سكنات وظيفية،ما يفتح اجملال إىل
إمكانية طلب ختصيص هذه السكنات من اهلايات اليت ميكنها توفريها,السبب الذي صدر ألجله املرسوم
9
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
التنفيذي رقم ،84-93الذي حيدد شروط ختصيص املساكن اليت متوهلا اخلزينة العمومية مبواردها أو
23
تضمنها.
تعددت األسباب اليت نظم فيها هذا النص أمهها تغري التوجه السياسي واالقتصادي للجزائر من جهة
واملرحلة األمنية احلرجة اليت عرفتها يف هذه املرحلة من جهة أخرى،ما فرض عليها اختيار احللول الكفيلة
بتوفري األمن واحلماية للعاملني يف خمتلف القطاعات احليوية يف الدولة من تعليم وصحة ورياضة وغريها
واليت من بينها ختصيص السكنات كسكنات وظيفية .وقد حدد املرسوم التنفيذي رقم 84-93شروط
ختصيص املساكن اليت تنجزها مكاتب اليقية والتسيري العقاري من موارد اخلزينة العمومية أو املكفولة
منها،مصنفا إياها إىل مساكن إجيارية يتم ختصيصها لألسر اليت ال تسمح هلا عائداهتا من إمتالك مسكن
24
ومساكن وظيفية ختصص لألعوان االداريني واهلياات العمومية.
غري أن النص القانوين ربط اإلستفادة أو التخصيص بقيد عدم التنازل تطبيقا ألحكام املادة 76من
القانون رقم 04-92املتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ,251992وهو نفس القيد الذي أكدته املادة
26
الرابعة من املرسوم التنفيذي رقم ، 84-93أما عن ملكيتها فتعود لديوان اليقية والتسيري العقاري املعين.
2.2العالقة االيجارية بين ديوان الترقية والتسيير العقاري والمستفيد من تخصيص السكن الوظيفي
تتحول السكنات اليت يتم ختصيصها ألعوان اإلدارات واهلياات العمومية إىل صنف السكنات الوظيفية اليت
تطبق عليها أحكام خاصة حدد اطارها العام املرسوم التنفيذي رقم 84-93احملدد لشروط ختصيص
السكنات اليت متوهلا اخلزينة العمومية مبواردها أو تضمنها,
وكنتيجة مباشرة لذلك بقيت ملكية السكنات اليت مت ختصيصها كسكنات وظيفية تابعة لدواوين اليقية
والتسيري العقاري يتم تسيريها مبعية االدارة أو اهلياة املعنية مبوجب اتفاقية إطار منوذجية حتددها وزارة
السكن مسبقا،أما عن شروط اإللتحاق فيكون موضوع اتفاقيات ثنائية تربم بني وزير السكن ووزير القطاع
موضوع النشاط،لتتوىل مكاتب اليقية والتسيري العقاري بدورها إبرام إتفاقية مباشرة مع اهلياة أو االدارة أو
املؤسسة العمومية اليت استفادت من ختصيص سكنات اجيارية عمومية كسكنات وظيفية حتدد فيها بدقة
شروط اإلستفادة وحقوق والتزامات كل طرف27،على اعتبار أن العالقة اإلجيارية مبدئيا تربط بني ديوان
اليقية والتسيري العقاري كطرف أول واهلياة أو االدارة املعنية كطرف ثاين،هذه األخرية حترر مقررات
ختصيص ملوظفيها حتدد فيها بدقة ماجاء يف اإلتفاقية،على أن يكلف كل من ديوان اليقية والتسيري
10
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
العقاري والعون املؤهل لالدارة أو اهلياة العمومية -الذي يكون يف الغالب األمني العام -بتنفيذ املقرر كل
فيما خيصه وهو ما يؤكد أن العالقة االجيارية ال تكون مباشرة بني الديوان واملوظف خاصة عندما يتم
اقتطاع مبلغ االجيار مباشرة من املرتب،كما ينتهي أثر مقرر ختصيص السكن الوظيفي بالنسبة للموظف
مبجرد انتهاء عالقة العمل وهو ما يؤدي بالتبعية إىل انتهاء العالقة اإلجيارية غري املباشرة بني املوظف وديوان
اليقية والتسيري العقاري.
.3أثر تطبيق أحكام المرسوم التنفيذي رقم 208-06على أطراف العالقة
سيتناول هذا اجلزء من الورقة البحثية األثر املباشر لتطبيق أحكام املرسوم التنفيذي رقم 208-06الذي
رخص صراحة بتحويل حق االجيار السكنات ذات الطابع االجتماعي املخصصة لالدارات واملؤسسات
واهلياات العمومية بني أطراف العالقة املتمثلة يف اإلدارات واملؤسسات واهلياات العمومية كطرف أول
،ديوان اليقية والتسيري العقاري بصفتها اهلياة املكلفة بتسيري السكنات اليت تعود ملكيتها للدولة كطرف
الثاين والشاغل أو املستفيد املتمثل يف املوظف يف غالب احلاالت كطرف ثالث.
وكمرحلة ثانية أو كأثر الحق إستفادة املستأجر من األحكام املقررة للحق يف التنازل وملكية السكن.
.1.3إنتفاء طابع السكن الوظيفي واألثار القانونية المترتبة عليه
ألغى املرسوم التنفيذي رقم 208-06الذي حيدد كيفيات حتويل حق إجيار السكنات ذات الطابع
االجتماعي املخصصة لإلدارات واملؤسسات واهلياات العمومية قيد عدم التنازل الذي نصت عليه املادة
04من املرسوم التنفيذي رقم 84-93واملادة 76من قانون املالية التكميلي لسنة ،1992مرخصا
بذلك لإلدارات واملؤسسات واهلياات العمومية اليت استفادت من ختصيص حصص سكنية ملوظفيها
بتحويل حقها يف اإلجيار لتتحول العالقة االجيارية مباشرة بني شاغل السكن أو املوظف ومكتب ديوان
اليقية والتسيري العقاري.
وبالنظر إىل حتويل احلق يف اإلجيار تنتفي طبيعة السكن الوظيفي ليسيجع طبيعته القانونية األوىل أي سكن
اجياري عمومي.
.1.1.3إجراءات تحويل الحق في االيجار بين الموظف واإلدارة
تضمن املرسوم التنفيذي رقم 208-06اجراء شكلي بسيط يضمن انتقال احلق يف االجيار وحتول العالقة
العقدية بني املؤجر األصلي أي ديوان اليقية والتسيري العقاري و املستأجر الثاين أي الشاغل الفعلي أو
11
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
املوظف واملتمثل يف مقرر التنازل الذي تعده االدارة املعنية ممثلة يف املسؤول املؤهل مع تبليغ نسخة منه
28
للديوان ونسخة ثانية للموظف.
.2.1.3إجراءات تحويل الحق في اإليجار بين الموظف وديوان الترقية والتسيير العقاري
حددت املادة الرابعة من املرسوم التنفيذي رقم 208-06مبا ال يدع أي جمال للشك الدور املناط
مبكاتب اليقية والتسيري العقاري الذي ال خير عن جمرد إمتام اإلجراءات الشكلية لتحويل احلق يف اإلجيار
اليت ينص عليها التشريع املعمول به بعد التصفية الكاملة ملستحقات وتكاليف اإلجيار.
ويف حبثنا عن اإلجراءات الشكلية املطلوبة كان جيب بداية حتديد القانون املعمول به ومن مثة الشروط
املوضوعية على سبيل االطالع ال غري.
أما عن النص القانوين أو التنظيمي الذي يتعني اإلحتكام إليه فكان املرسوم التنفيذي رقم2943-98احملدد
لشروط نقل حق اإلجيار املتعلق بالسكنات ذات الطابع االجتماعي التابعة لدواوين اليقية والتسيري العقاري
وكيفياته،املشار إليه يف عرض مقتضيات املرسوم التنفيذي رقم 208-06والذي استمر العمل به إىل غاية
30
الشروع يف تطبيق أحكام املرسوم التنفيذي رقم ,310-16
مل تفصل صياغة املواد السبع اليت تكون منها النص بني طبيعة الشروط املطلوبة ،ليكز يف جمملها على
وجوب حيازة السند القانوين لشغل العني املؤجرة وصفة الشاغل املعين حبق التحويل سواء كان الشاغل
القانوين أو من هلم عالقة قرابة مباشرة معه،ومن تتوفر فيهم شروط احلق يف البقاء اليت نظمها القانون
12-78املشار اليه أعاله.
ومن أجل التدقيق يف حتديد اإلجراءات الشكلية كان ال بد من الرجوع إىل املرسوم رقم 147-76الذي
ينظم العالقة بني املؤجر واملستأجر حملل معد للسكن التابع ملكاتب اليقية والتسيري العقاري ،ال سيما املادة
الثالثة منه واليت تشيط أن يكون البدء باإلنتفاع باألمكنة مسبوق مبعاينة حضورية مع حترير حمضر بذلك
يثبت حالة االمكنة وشاغليها،
أما عن ما يطلبه املؤجر هو أن يثبت حمضر إثبات احلالة الذي يعده يف الغالب احملضر القضائي على نفقة
الشاغل أنه يشغل السكن فعليا هو وأفراد عائلته وعلى ذلك يقدم املستفيد ملف يتضمن وإىل جانب
حمضر إثبات احلالة مقرر التخصيص ومقرر حتويل احلق يف االجيار وشهادة امليالد وطلب خطي موجه
للديوان يلتمس فيه املوافقة على حتويل حق اإلجيار وهو ما عربت عليه املادة الثالثة من املرسوم التنفيذي
12
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
رقم 43-98بالوثائق اليت تثبت أن طالب االستفادة من حتويل احلق يف اإلجيار يستويف الشروط القانونية
اليت تعترب يف جمملها شروطا موضوعية.
غري أن ديوان اليقية والتسيري العقاري علق شرط اإلستفادة الفعلية من نقل حق اإلجيار -كما متت
صياغتها يف النص-على شرط القبول الصريح والكتايب للمؤجر طبقا للتشريع املعمول به.وهو ما قد يثري
تساؤالت حول املقصود من النقل الفعلي لإلجيار .
.3.1.3اإلستفادة من التنازل
أعطى املرسوم التنفيذي رقم 208-06للمستفيد من حتويل احلق يف اإلجيار احلق يف اإلستفادة من
أحكام التنازل اليت نظمها املرسوم التنفيذي رقم 269-03احملدد لشروط وكيفيات التنازل عن األمالك
العقارية التابعة للدولة ولدواوين اليقية والتسيري العقاري املوضوعة حيز اإلستغالل قبل أول يناير
،2004وقد حدد تاريخ 31ديسمرب 2007كأخر أجل لإلستفادة من أحكام التنازل ،غري أن املرسوم
التنفيذي رقم 153-18قد جدد إمكانية طلب اإلستفادة من التنازل بعد أن ألغى املرسوم السابق مع
احتفاظه بنفس الشروط العامة لتقرير اإلستفادة من التنازل اليت يستثىن منها األمالك والسكنات املنجزة
لغرض سري مصاحل اهلياات العمومية للدولة وتلك اليت تصنف أو تكون يف طور التصنيف ضمن الياث
الثقايف واألمالك التابعة للجماعات احمللية.
.4اإلشكاالت التي يثيرها ديوان الترقية والتسيير العقاري عند تطبيق المرسوم التنفيذي رقم -06
208
بإسقاط الشروط القانونية اليت نص عليها املرسوم التنفيذي رقم 208-06جند أن شرط السند القانوين
لشغل السكن يتمثل يف مقرر حتويل احلق يف االجيار الذي يتحصل عليه املعين من اهلياة أو املؤسسة
التابع هلا واليت تعده وفق الشكل القانوين املطلوب وهو ما يعترب أول إجراء شكلي قانوين الزم يتوقف عليه
استكمال االجراءات املتبقية ،إذ تتقرر له االستفادة من حتويل احلق يف اإلجيار مبجرد تقدمي امللف الذي
حيتوي على طلب االستفادة وشهادة امليالد وحمضر إثبات حالة الذي حيرره احملضر القضائي.
غري أنه ومن الناحية العملية ترفض بعض دواوين اليقية والتسيري العقاري املوافقة على حتويل احلق يف
االجيار معللة ذلك بنتائج التحقيق الذي قامت به مصاحلها والذي تبني من خالله إمتالك املعين لعقار أو
استفادته من إعانه الدولة يف إطار دعم السكن.
13
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
والسؤال الذي يطرح مدى قانونية قرار رفض حتويل احلق يف اإلجيار يف مثل هكذا حاالت؟
االجابة على السؤال أعاله تتطلب عرضا لألسانيد القانونية التي تعتمد عليها دواوين الترقية
والتسيير العقاري لتعليل قرار رفض تحويل الحق في اإليجار ومدى مشروعيتها
ال شك أن دواوين اليقية والتسيري العقاري تساهم يف إطار جتسيد السياسة االجتماعية للدولة يف ترقية
اخلدمة العمومية يف جمال السكن،حيث تقوم من أجل ذلك بعدة مهام منها اليقية العقارية والتسيري
العقاري،املهمة اليت تكلف من خالهلا بتسيري األمالك اخلاصة التابعة للدولة لذلك هي مطالبة باحيام
تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية مبا يسمح من تنفيذ السياسة االجتماعية للدولة واحملافظة على
األمالك العقارية اليت تشرف على ترقيتها أو تسيريها.
غري أن إجتهاد دواوين اليقية والتسيري العقاري يف تفسري النصوص القانونية الواضحة جيعل قراراهتا أيا
كانت طبيعتها أو سببها معابة ومن ذلك تعليلها لرفض حتويل احلق يف اإلجيار الذي بثت يف شروطه
أحكام املرسوم التنفيذي رقم 208-06بتطبيق التعليمة الوزارية اليت حتمل الرقم 356املؤرخة يف - 15
2014-04املتضمنة كيفيات حتويل حق إجيار السكنات الوظيفية اليت أضافت شرطا لإلقصاء مل
يتضمنه املرسوم التنفيذي رقم 208-06أو املرسوم التنفيذي رقم 43-98واملتمثل يف امتالك عقار أو
االستفادة من إعانة مالية يف جمال السكن ،وهو ما حييلنا إىل التحييث التايل:
-حيث أن التعليمة جيب أال ختالف نصوص قانونية أو تنظيمية أعلى منها درجة،كما جيب أال تستنقص
حقوقا أكثر نفعا مينحها القانون،
-حيث أن التعليمة تؤدي إىل حد ما وظيفة مذكرة العمل اليت تستذكر الطريقة اإلجرائية لتشرح تطبيق
النص،دون أن تتعداه باإلضافة أو احلذف ألنا ستغري يف املراكز القانونية وهي وظيفة النص التشريعي.
-حيث أن مبدأ األثر الفوري للقانون واضح وضوح مبدأ عدم رجعية القوانني وهو ما ضربته التعليمة عرض
احلائط إذا ما سلمنا بقانونيتها،
-حيث أن تطبيق شروط استحقاق السكنات االجتماعية على طالبيها ألول مرة ال يستقيم مع اسقاطه
على السكنات االجتماعية اليت مت ختصيصها كسكنات وظيفية والدليل على ذلك النظام القانوين الذي
خيضع له كل نوع.
14
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
ولعل موقف الدواوين ميكن تربيره مبا سبق من تعليمات حكومية عطلت تطبيق أحكام املرسوم التنفيذي
رقم 208-06يف 31 2009 -06-20ما جيعل معايري تطبيق النصوص تنم عن نزعات شخصية قد
تضر باحلقوق املكتسبة قانونا ومتس مببدأ املساواة املكرس دستورا.
الخاتمة:
ال بد من التذكري أنه ال تستقيم القراءة القانونية ألحكام املرسوم التنفيذي رقم 208-06دون التطرق
لإلطار القانوين العام املنظم للسكنات الوظيفية أي املرسوم رقم 10-89املبني أعاله،واملرسوم التنفيذي
رقم ، 84-93السبب الذي جعلنا نستنتج ولو بطريقة غري مباشرة أن النص موضوع الدراسة يعرب عن
أهم احللول اليت اعتمدت عليها الدولة وهيااهتا ومؤسساهتا املختلفة هبدف ضمان حسن سري املرافق العامة
من خالل تنويع طرق توفري السكنات الوظيفية،خاصة وأن اللجوء ألية طريقة تتحكم فيه الظروف
االقتصادية وحىت األمنية والسياسية اليت ترتبط بدورها بطبيعة املرحلة اليت صدر فيها النص القانوين.
أما عن الصفة القانونية اليت يكون عليها العامل أو املوظف شاغل السكن الوظيفي فهي ختتلف باختالف
نوع السكن الوظيفي أو باألحرى نوع القانون الذي ينظمه ليتدر من جمرد مستفيد من مقرر ختصيص أو
حائز على سند امتياز إىل منتفع حبق االجيار إىل مالك تتحقق ملكيته مبوجب عقد تنازل مشهر.
إن االعتماد على ختصيص حصص من سكنات اجتماعية كسكنات وظيفية حقق إىل حد بعيد اهلدف
املنتظر منه وهو ضمان االستقرار الوظيفي ميا يسمح من حسن سري املرفق العام،
كما أن تغيري الشروط اليت مت فيها التخصيص حتديدا شرط التنازل عن السكن من عدمه يعترب مكسبا
للموظف،إال ان ربط تطبيقه بقرارات قد تكون أحيانا فردية قد يتسبب يف نزاعات بني األطراف والدليل
على ذلك التضارب يف قرارات دواوين اليقية والتسيري العقاري بشأن تطبيق أحكام املرسوم التنفيذي رقم
208-06بني من احتكم إىل النص وامت الشروط الشكلية لنقل احلق يف االجيار وبني من عطله وطالب
باستيفاء شروط مل يذكرها املرسوم .
واألكيد أن شروط االستفادة من السكنات االجتماعية اليت تعرف حاليا بصيغة العمومي االجياري ألول
مرة خيتلف عن االستفادة من السكنات االجيارية املخصصة كسكنات وظيفية من حيث الشروط على
األقل وهو ما جيب ان تستوعبه دواوين اليقية والتسيري العقاري.
15
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
الهوامش:
16
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
13املرسوم التنفيذي رقم ،153-18املؤرخ يف 04يونيو، 2018حيدد شروط وكيفيات التنازل عن األمالك العقارية
التابعة للدولة واألمالك املسرية من طرف دواوين اليقية والتسيري العقاري،جريدة رمسية عدد .33
14القانون رقم ،12-78املؤرح يف 05أوت ،1978ياضمن القانون االساسي العام للعامل،جريدة رمسية عدد ،32
08أوت ,1978
15املادة 186من القانون . 12-78
16ومن ذلك ما تضمنه املقرر الوزاري رقم 146املؤرخ يف 19أكتوبر ،2003املتضمن ختصيص 50وحدة سكنية
اجتماعية كمساكن وظيفية لفائدة أساتذة التعليم العايل.
17هذا ال يعين أن عمال القطاع االقتصادي مستثنون من االستفادة من السكن الوظيفي بل يتمتعون بنفس احلقوق
انطالقا من املبدأ العام غري أن التحليل يربط بني احقية السكن الوظيفي وفكرة املرفق العام بنوعيه االداري واالقتصادي وهو
ما قد ال يصدق على جمرد تقدمي خدمات ,فالدولة تستطيع من خالل املرافق العمومية تقدمي اخلدمات للمواطنني وحتقيق
النفع العام سواءا كان ذلك مباشرة عن طريق املرافق العمومية االدارية واملرافق العمومية التجارية والصناعية أو بصفة غري
مباشرة وذلك يف شىت اجملاالت.
ناصر لباد،الوجيز يف القانون اإلداري،لباد،الطبعة الثانية،2008،ص.186
18املادة 15من املرسوم رقم . 10-89
19انظر امللحق رقم 1
20املواد من ( ) 05-03من املرسوم رقم .10-89
21املادة ،49املادة 50من االمر ،78-75املؤرخ من 26سبتمرب ، 1975يتضمن القانون املدين املعدل واملتمم،جريدة
رمسية ,78
22عبد القادر باينة،أشكال النشاط اإلداري،منشورات زاوية،2008،ص ,20
23املرسوم التنفيذي رقم ،84-93املؤرخ يف 23مارس 1993الذي حيدد شروط ختصيص املساكن اليت متوهلا اخلزينة
العمومية مبواردها أو تضمنها،اجلريدة الرمسية عدد .20
24املادة 02من املرسوم التنفيدي رقم .84-93
وقبلها كانت األحكام اخلاصة املنظمة للسكنات االجتماعية ترخص للوزير املكلف بالسكن بعد موافقة احلكومة
بتخصيص سكنات بناء على طلب حملي ذي منفعة عامة او ناتج عن وضعية استثنائية يتقدم به الوايل بعد تقدمي طلب
من اهلياة او االدارة املعنية,املادة 20من املرسوم التنفيذي رقم ،42-98املؤرخ يف 1فرباير ،1998حيدد شروط احلصول
على املساكن العمومية االجيارية ذات الطابع االجتماعي،جريدة رمسية عدد .05
17
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
25القانون رقم ،04-92املؤرخ يف 11أكتوبر ،1992يتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ،1992جريدة رمسية عدد
.73
26املادة 24من املرسوم التنفيذي رقم .84-93
ييتب على ختصيص السكنات االجتماعية يف احلاالت العادية عندما يكون التخصيص لألسر والعائالت مباشرة
27
اعداد عقد اجيار بني ديوان اليقية والتسيري العقاري واملستفيد وتطبق بشأن شروط العقد وكيفياته األحكام العامة املطبقة
على عقود اجيار السكنات االجتماعية اليت تسيريها دواوين اليقية والتسيري العقاري،السيما املرسوم رقم 147-76الذي
حيدد العالقة بني املؤجر واملستأجر.
31بوشنافة مجال،السكن الوظيفي بني إنتهاء اإلستفادة منه ومدى جواز التنازل عنه،جملة دراسات وأحباث،اجمللد
،03العدد 05ص .62
.قائمة المراجع:
النصوص التشريعية والتنظيمية
-األمر ،78-75املؤرخ من 26سبتمرب ، 1975يتضمن القانون املدين املعدل واملتمم،جريدة رمسية
.78
-القانون رقم ،12-78املؤرح يف 05أوت ،1978ياضمن القانون االساسي العام للعامل،جريدة
رمسية عدد 08 ،32أوت .1978
-القانون رقم ،04-92املؤرخ يف 11أكتوبر ،1992يتضمن قانون املالية التكميلي لسنة
،1992جريدة رمسية عدد .73
18
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
19
المجلـة نظرة على القانون االجتماعي
المجلد رقم / 01ع ــدد :خاص ( ،)2021ص 230 -210
عدد خاص :الحق في السكن
المقاالت
-بوشنافة مجال ،املنازعات الناشاة عن اجيار السكنات اإلجتماعية،دراسة حتليلية على ضوء النصوص
التشريعية واالجتهاد القضائي،دفاتر السياسة والقانون،العدد السابع،جوان .2012
-بوشنافة مجال،السكن الوظيفي بني إنتهاء اإلستفادة منه ومدى جواز التنازل عنه،جملة دراسات
وأحباث،اجمللد ،03العدد .05
-عبداهلل قادية،أليات دعم السكن للعامل يف التشريع اجلزائري،جملة القانون الدويل والتنمية،العدد
،09جوان .2018
20