You are on page 1of 20

‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬


‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫إشكالية التنازل عن السكنات االجتماعية الوظيفية‬


‫قراءة في أحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ 208-06‬والنصوص ذات الصلة‬

‫عبداهلل قادية‬
‫‪ 1‬رئيسة فرقة السياسات االجتماعية والتنمية االقتصادية –خمرب القانون االجتماعي –جامعة وهران ‪-2‬‬
‫كلية احلقوق والعلوم السياسية –جامعة معسكر‪-‬‬

‫تاريخ القبول‪2021/08/ 12 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪/05/ 29 :‬ا‪2021‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫يرتبط السكن الوظيفي ارتباطا وثيقا بالوظيفة اليت تعترب األساس القانوين والفعلي لشغله أو‬
‫استحقاقه‪,‬وبني جمرد شغل السكن الوظيفي أو أحقية إستحقاقه ومتلكه‪،‬تثور إشكالية التنازل عن السكنات‬
‫الوظيفية اليت ختتلف مناقشتها –أي اشكالية التنازل‪-‬بالنظر إىل أمهية الوظيفة املطلوب شغلها وعالقتها‬
‫حبسن سري وانتظام املرفق العام و طبيعة السكنات املخصصة والشروط املطلوبة إلمتام التنازل من عدمه‪.‬‬
‫هتدف الورقة البحثية املقدمة إىل تسليط الضوء على بعض اإلشكاالت اليت قد يثريها تطبيق‬
‫النصوص املنظمة لذلك السيما املرسوم التنفيذي رقم ‪ 208-06‬الذي حيدد كيفيات حتويل حق إجيار‬
‫السكنات ذات الطابع االجتماعي املخصصة لإلدارات واملؤسسات واهلياات العمومية وحتديد ما إذا كانت‬
‫اهلياات املسؤولة على تطبيقه قد استجابت ملضمون النص‪،‬بعد حتديد ماهية السكنات الوظيفية وطرق‬
‫ختصيصها‪.‬‬
‫كلمــات مفتاحيــة‪ :‬السكككنات الوظيفيككة‪ ،.‬التنككازل‪ ،.‬حتويككل حككق االجيككار‪ ،.‬ديكوان اليقيككة والتسككيري العقككاري‪،.‬‬
‫السكنات ذات الطابع االجتماعي‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬

‫‪1‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
230 -210 ‫ ص‬،)2021( ‫ خاص‬:‫ ع ــدد‬/ 01 ‫المجلد رقم‬
‫ الحق في السكن‬:‫عدد خاص‬

The functional housing is basically related to the function that is considered


the legal and actual basis for his occupation or his entitlement, and between
the mere occupation of the functional housing or his entitlement and
ownership, the problem of assigning functional housing arises, the debate of
which differs - the problem of assignment - given the importance of the job
to be filled and its relationship to the smooth functioning and regularity of
the facility, the nature of the housing allocated, and the conditions required
to complete the assignment or not.
This paper aims to shed light on some of the problems that may be raised by
the application of the texts regulating this issue, especially Executive
Decree No. 06-208, which specifies the modalities for transferring the right
to rent housing of a social character intended for public administrations,
institutions and bodies and determining whether the bodies responsible for
its implementation have responded to the content the text, after defining
what the functional housing is and the methods for its allocation.

Key words: functional housing., Assignment., Transfer of the right of rent.,


Real estate promotion and management office., Social housing

kadiaabdellah@yahoo.fr‫ اإليميل‬،‫ عبداهلل قادية‬:‫المؤلف المرسل‬

:‫مقدمة‬
‫يعترب السكن الوظيفي أحد أهم احلقوق العينية املتصلة بالوظيفة أو العمل فال ميكن احلديث عن السكن‬
‫إذ يرتبط السكن الوظيفي إرتباطا وثيقا‬، ‫الوظيفي إال يف إطار عالقة التبعية مهما كانت طبيعة العمل‬
‫لكن األكيد أن السكن‬،‫باخلدمات االجتماعية اليت تشكل أهم احلقوق اليت يتمتع هبا العامل كما املوظف‬
‫الوظيفي ينبثق أو يتفرع عن احلق يف السكن الذي نصت عليه خمتلف التشريعات الوضعية والشريعة‬
‫االسالمية السباقة لتنظيم احلقوق االجتماعية حيث اعتربته من أهم متطلبات العيشة الراضية لإلنسان‬
1
.‫واستوجبت حرمته ومحايته فهو ميثل السعادة كما أخربنا به الرسول الكرمي صلى اهلل عليه وسلم‬

2
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫إن متكني املواطنني من احلصول على السكن ال سيما الفاات احملرومة منهم‪،‬يعترب من أهم أ انشغاالت‬
‫الدولة وهو ما تضمنه الدستور اجلزائري يف أخر تعديالته‪،2‬إذ نص على التمكني من السكن بعد التمكني‬
‫من املاء الصاحل للشرب والرعاية الصحية‪.‬‬
‫من جهته عرف تنظيم احلق يف السكن تطورا معتربا يف خمتلف الصكوك الدولية‪،‬السيما اإلعالن العاملي‬
‫حلقوق اإلنسان الذي نص يف مادته الك ‪ 25‬فقرة ‪ 1‬على ما يلي‪ ((:‬لكل شخص حق يف مستوى معيشة‬
‫كامل يكفي لضمان الصحة والرفاهة له وألسرته خاصة على صعيد املأكل وامللبس واملسكن‪,))...‬كما‬
‫أكدت املادة ‪ 1/11‬من العهد الدويل للحقوق االقتصادية واالجتماعية على أن الدولة عليها أن تقر حبق‬
‫مواطنيها يف مستوى معيشي كاف يوفر ما يفي من احلاجة للغذاء والكساء واملأوى‪ .‬وقد تغريت النظرة‬
‫للسكن لتنتقل من اعتباره جمرد جدران وسقف إىل سكن الئق ومالئم يتضمن كل مستلزمات احلياة‬
‫الكرمية وحيفظ الكرامة املادية واملعنوية لإلنسان خاصة وأن وجود السكن املالئم من شأنه أن يساعد على‬
‫ضمان توفر جمموعة من احلقوق اإلنسانية األخرى كاحلق يف الصحة‪،‬ما جعل املفهوم اجلديد يدر ضمن‬
‫العديد من اإلتفاقيات الدولية‪ .‬السياق الذي جعل اجلمعية العامة لألمم املتحدة تصدر قرارا بشأن السكن‬
‫املالئم تكرر فيه احلاجة إىل إختاذ التدابري الالزمة على املستويني الوطين والدويل لتعزيز حق مجيع األشخاص‬
‫‪3‬‬
‫يف مستوى معيشي كاف مبا يف ذلك السكن املالئم‪.‬‬
‫يرتبط السكن عموما بإشكالية اعتباره حق تقع على الدولة مسؤولية توفريه أو جمرد موضوع متكني‪،‬تسهر‬
‫ذات الدولة على تسهيل أو دعم احلصول عليه‪،‬لتتوسط اإلشكالية مسؤولية طرف أخر يتمثل يف اهلياة أو‬
‫املؤسسة التابع هلا العامل أو املوظف عندما يتعلق األمر بالسكن الوظيفي مبناسبة مطالبتها بتوفري أحد‬
‫احلقوق العينية اليت تؤسسها اخلدمات االجتماعية أو أنه ضرورة ملحة تستدعيها طبيعة اخلدمة‪،‬السبب‬
‫الذي جيعله يرتبط ارتباطا وثيقا بالوظيفة اليت تكون سببا يف منحه أو احلصول عليه وهو ما جعل تنظيمه‬
‫يتم مبوجب نصوص ختتلف متاما عن تلك اليت تنظم احلق يف السكن وصيغه املختلفة‪.‬‬
‫إن تنظيم السكنات الوظيفية وختصيصها كان موضوع نصوص قانونية متفرقة أمهها املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 10-89‬الذي حيدد كيفيات شغل املساكن املمنوحة بسبب ضرورة اخلدمة امللحة أو لصاحل اخلدمة‬
‫وشروط قابلية منح هذه املساكن‪ 4‬واملرسوم التنفيذي رقم ‪584-93‬الذي حيدد شروط ختصيص املساكن‬

‫‪3‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫اليت متوهلا اخلزينة العمومية مبواردها أو تضمنها واملرسوم التنفيذي رقم ‪ 208- 06‬الذي حيدد كيفيات‬
‫‪6‬‬
‫حتويل حق إجيار السكنات ذات الطابع االجتماعي املخصصة لإلدارات واملؤسسات واهلياات العمومية‪.‬‬
‫تتناول إشكالية الورقة البحثية املقدمة قراءة قانونية يف أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 208-06‬ألسباب‬
‫عدة أمهها طبيعة السكنات الوظيفية اليت مت ختصيصها واليت تعترب سكنات من صيغة العمومي االجياري أو‬
‫كما كان يصطلح على تسميتها بالسكنات االجتماعية اإلجيارية والسبب الثاين هو إقرار حق التنازل‬
‫لشاغلها بشروط تبدو أنا حمددة لكنها يف احلقيقة متغرية وهو ما قد يتعارض مع املبادئ القانونية‬
‫املتعارف عليها ومع اهلدف األساسي من إقرار السكنات الوظيفية وصوال إىل اإلشكال األساسي موضوع‬
‫القراءة وهو رفض املؤجر املتمثل يف ديوان اليقية والتسيري العقاري تطبيق حتويل احلق يف االجيار ومن مثة‬
‫التنازل ‪،‬بعد اقراره قانونا ‪.‬‬
‫غري أن هذه القراءة لن تتم دون التطرق ملضامني املرسوم التنفيذي رقم ‪ 10-89‬السالف ذكره العتباره‬
‫النص املرجعي يف حتديد معايري وضوابط االستفادة من السكنات الوظيفية واملرسوم التنفيذي رقم ‪-08‬‬
‫‪ 142‬احملدد لقواعد منح السكن العمومي اإلجياري‪،‬ونصوص أخرى كما سيتم توضيحه يف منت الورقة‬
‫البحثية‪.‬‬
‫إستجابة ملضمون اإلشكالية وهبدف إثراء القراءة القانونية موضوع الورقة البحتية ارتأينا اعتماد اخلطة أدناه‪:‬‬
‫‪.1‬السكنات العمومية االيجارية والسكنات الوظيفية‪:‬الماهية ومعايير التحديد‬
‫‪ . 1.1‬ماهية السكنات العمومية االجيارية ومعايري حتديدها ومنحها‬
‫‪ .2.1‬ماهية السكنات الوظيفية ومعايري حتديدها ومنحها‬
‫‪ 2‬تخصيص السكنات ذات الطابع االجتماعي لالدارات والهيئات العمومية‬
‫‪.1.2‬األساس القانوين للتخصيص‬
‫‪.2.2‬العالقة اإلجيارية بني ديوان اليقية والتسيري العقاري واملستفيد من ختصيص السكن الوظيفي‬
‫‪.3‬أثر تطبيق أحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ 208-06‬على أطراف العالقة‬
‫‪ .1.3‬إنتفاء طابع السكن الوظيفي واالثار القانونية امليتبة عليه‬
‫‪ .1.1.3‬اجراءات حتويل احلق يف االجيار بني املوظف واالدارة‬
‫‪ .2.1.3‬اجراءات حتويل احلق يف االجيار بني املوظف وديوان اليقية والتسيري العقاري‬
‫‪4‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫‪ .3.1.3‬االستفادة من التنازل‬
‫‪.4‬اإلشكاالت التي يثيرها ديوان الترقية والتسيير العقاري عند تطبيق المرسوم التنفيذي رقم ‪-06‬‬
‫‪208‬‬

‫‪.1‬السكنات العمومية اإليجارية والسكنات الوظيفية‪:‬الماهية ومعايير التحديد‬


‫خيتلف السكن العمومي اإلجياري كأحد أهم صيغ السكن اليت تستفيد من الدعم الكلي للدولة عن‬
‫السكن الوظيفي وتكمن أهم نقاط االختالف يف اهلدف من تقرير كل نوع والفاة املستفيدة‪،‬ما يعين‬
‫اختالف شروط االستفادة ومعايري التحديد‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ .1.1‬ماهية السكنات اإليجارية ومعايير تحديدها ومنحها‬
‫‪8‬‬
‫صيغة السكن العمومي اإلجياري أو ما كان يعرف بالسكنات العمومية اإلجيارية ذات الطابع االجتماعي‬
‫من أقدم الصيغ اليت تلجأ إليها الدولة من أجل دعم الفاات األكثر حرمان‪، ،‬تنظم هذه الصيغة مبوجب‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 142-08‬الذي حيدد قواعد منح السكن العمومي اإلجياري‪9،‬و قد عرفته املادة‬
‫الثانية منه على أنه السكن املمول من طرف الدولة أو اجلماعات احمللية واملوجه فقط لألشخاص الذين مت‬
‫تصنيفهم حسب مداخيلهم ضمن الفاات اإلجتماعية املعوزة واحملرومة اليت ال متلك سكنا أو تقطن يف‬
‫سكنات غري الئقة أو ال تتوفر ألدىن شروط النظافة‪.‬أما عن التسهيالت اليت تعمل الدولة على تقدميها‬
‫حلصول هذه الفاات على السكن فتتمثل يف أن إجنازه يتم مبيزانية خاصة من قبل مقاولني يتم تكليفهم من‬
‫قبل دواوين اليقية والتسيري العقاري‪،‬من دون أي مسامهة مالية من قبل املستفيدين الذين تتقرر استفادهتم‬
‫‪10‬‬
‫الحقا بعد إعتماد سلم تنقيط يعتمد على معايري حمددة‪.‬‬
‫وقد حددت شروط االستفادة مبقدار الدخل الذي ال يتجاوز ‪ 24‬ألف دينار جزائري ومدة اإلقامة اليت‬
‫جيب أال تقل عن مخس سنوات يف مكان اإلقامة االعتيادي‪11.‬ومن دون اإلخالل بالقيود املانعة لالستفادة‬
‫واملتمثلة يف عدم إمتالك املعين أي سكن أو قطعة أرض وعدم حصوله على إعانة سابقة من قبل الدولة‬
‫كما ميتد املنع للزو ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫تعرب هذه الصيغة عن الدعم املايل املباشر للدولة على اعتبار أن املستفيد ال يساهم إطالقا يف تكلفة‬
‫السكن الذي يتحصل عليه بعد إثبات استحقاقه وفقا للمعايري احملددة وبعد استنفاذ إجراءات الطعن‪،‬‬
‫ليتحول إىل مستأجر شرعي مببلغ إجيار ال تطبق عليه قواعد السوق مراعاة حملدودية مداخيل هذه الفاة‪.‬‬
‫أم ككا أهم إمتيك ك ككازات هذه الصيغة هي إمكانية إنتقك ككال حق اإلجيار من الشاغل األصلي إىل أصوله أو فروعه‬
‫ممن يستوفون الشروط القانونية لإلستفادة من السكن العمومي اإلجياري وقد فصل املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 310-16‬احملدد لشروط نقل حق اإلجيار املتعلق بالسكن العمومي اإلجياري الذي تسريه دواوين اليقية‬
‫والتسيري العقاري‪ 12‬يف كيفيات تطبيق ذلك‪ .‬كما ميكن أن يتحول شاغل السكن األصلي إىل مالك‬
‫‪13‬‬
‫للسكن من خالل إستفادته من إجراء التنازل الذي ضبط كيفياته املرسوم التنفيذي رقم ‪153-18‬‬
‫حيدد شروط وكيفيات التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة واألمالك املسرية من طرف دواوين اليقية‬
‫والتسيري العقاري‪.‬‬
‫‪.2.1‬ماهية السكنات الوظيفية ومعايير تحديدها واإلستفادة منها‬
‫ال خيتلف اثنان على األمهية القانونية واالقتصادية للحقوق العينية اليت قد يتمتع هبا العامل أو املوظف عند‬
‫تأديته ملهامه‪ ،‬ملا لذلك من أثر اجيايب مباشر على أدائه ومردوديته يف العمل واليت يتصدرها السكن الوظيفي‬
‫باألولوية‪.‬‬
‫ومع ذلك مل تقر خمتلف التشريعات ومنها التشريع اجلزائري باحلق يف السكن الوظيفي بصفة مباشرة كما مل‬
‫تقم بتعريفه مبعزل عن اخلدمات االجتماعية وامنا اعتربته أهم خمرجات اخلدمات االجتماعية اليت يتحدد‬
‫هدفها العام باملسامهة يف رفع مستوى املعيشة للعامل ولعائلته من خالل حتسني الرفاهية املادية واملعنوية‬
‫عن طريق تكملة أجر العمل على شكل خدمات يف جماالت الصحة والسكن والثقافة واليويج وهو ما‬
‫نصت عليه املادة ‪ 180‬من القانون ‪ 1412-78‬اليت تعترب سارية املفعول إعماال ملا تضمنته األحكام‬
‫اخلتامية للقانون ‪ 11-90‬املتعلق بعالقات العمل ال سيما املادة ‪ 157‬منه‪ .‬من جهتها أشارت املادة‬
‫‪ 185‬من نفس القانون على امكانية استفادة العامل من املسكن الوظيفي عند نصها على ضرورة مشاركته‬
‫يف حتمل مصاريفه مع اهلياة املستخدمة كما اعتربت حق البقاء فيه له ولعائلته مضمونا ويستمر هذا‬
‫الضمان حىت بعد وفاته‪ .15‬ومن دون اإلخالل بأمهية السكن الوظيفي اليت ترتبط بدورها بضرورات تقدمي‬
‫اخلدمة وضمان سريورهتا واستمراريتها وتكيفها‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫ومع هذا فإن عدم النص املباشر على السكن الوظيفي كحق له ما يربره من الناحية القانونية والعملية‬
‫فاإلعياف باحلقوق وضمانا مسؤولية يفيض حتملها مبجرد إفراغها يف نصوص قانونية وهو ما قد يتطلب‬
‫إمكانيات مالية ومادية معتربة وحىت ال يقع احملظور فضلت خمتلف الدول املزاوجة بني أكثر من طريقة‬
‫لتوفري السكن الوظيفي ميكن إمجاهلا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إحلاق السكنات مبقر الوظيفية أو نطاقها االقليمي وهو ما جيعل املؤسسة أو اهلياة تتحمل عبئ‬
‫توفريها مسبقا نظرا لألمهية امللحة اليت يستدعيها تسيري املرفق أو تقدمي اخلدمة‪،‬‬
‫‪ -‬اعتبار السكن الوظيفي من األولويات املسطرة يف برنامج اخلدمات االجتماعية والسعي لتنفيذه‬
‫مبختلف الطرق املمكنة وحبسب اإلمكانيات املالية املتوفرة ‪.‬‬
‫‪ -‬جلوء اهلياات واالدرات العمومية إىل طلب ختصيص حصص سكنية من صيغ السكنات املتاحة‬
‫‪16‬‬
‫وهذا بعد التنسيق بني اهلياات املركزية حسب احلالة‪.‬‬
‫تسفر الطرق املعتمدة من أجل توفري السكنات الوظيفية إىل اختالف يف النظام القانوين املطبق عليها وهو‬
‫ما يؤدي بالتبعية إىل صياغة عدد من النصوص القانونية الناظمة هلذا احلق ومن ذلك املرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 10-89‬املنظم لكيفيات شغل املساكن املمنوحة بسبب ضرورة اخلدمة امللحة أو لصاحل اخلدمة‬
‫وشروط قابلية منح هذه املساكن وهو ما يتوافق متاما مع الطريقة األوىل واملرسوم التنفيذي رقم ‪208-06‬‬
‫وهو ما حيمل اشارة اىل اللجوء اىل الطريقة الثالثة يف حني تبقى امكانية توفري هذا النوع من السكنات عن‬
‫طريق تدخل اخلدمات االجتماعية مسألة نسبية‪.‬‬
‫وعليه يعترب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 10-89‬االطار القانوين العام املنظم للسكنات الوظيفية وحلدود منحها‬
‫أو عدم التنازل عنها وقد فصل النص يف شروط وكيفيات منح هذه املساكن وقابلية التنازل أو عدم التنازل‬
‫عنها ‪،‬واملهم يف دراستنا هلذه اجلزئية أن النص يقتصر يف تطبيقه على املساكن اليت حتوزها الدولة أو‬
‫اجلماعات احمللية أو املؤسسات العمومية ذات الطابع االداري أو اهلياات أو املؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع االقتصادي ‪،‬مما يستنتج منه طبيعة العالقة القانونية اليت تربط املستفيد من السكن الوظيفي باهلياة‬
‫اليت يتبعها واليت تكون يف جمملها عالقة الئحية هدفها حسن تنظيم وتسيري املرفق العام االداري‬
‫واالقتصادي وهو ما يؤسس لسبب تنظيم هذا النوع من السكنات املتمثل يف ضرورة اخلدمة امللحة أو‬
‫‪17‬‬
‫صاحل اخلدمة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫أما عن السياق الذي حددت فيه حاالت ضرورة اخلدمة فكان املادة ‪12‬من املرسوم ‪ 10-89‬اليت نصت‬
‫على حالتني كاأليت‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان العون ال يستطيع أداء اخلدمة دون أن يكون ساكنا يف العمارة اليت ميارس فيها وظائفه أو‬
‫يف عمارة ملحقة هبا وكان حضوره مطلوبا ليال ونارا‪،‬‬
‫‪ -‬إذا كان العون يشغل منصب سلطة يقتضي تبعيات خاصة وييتب عليه استعداد دائم دون أن‬
‫يكون مع ذلك ساكنا يف أماكن عمله‪،‬‬
‫وقد أردفت املادة ‪ 13‬من نفس القانون حاالت تقتضي ختصيص سكنات وظيفية عندما يتعلق األمر‬
‫بصاحل اخلدمة مفسرة ذلك بأن توفري السكن الوظيفي للعون من شأنه أن يتيح أفضل أداء للخدمة أو‬
‫يشجع على بروز كفاءات إضافية يف نواح معينة ولو مل تتوفر الضرورة امللحة كما يف احلاالت األوىل‪.‬‬
‫وعلى ذلك ربط النص املنظم للسكن الوظيفي معايري ختصيصه واستحقاقة بضرورة اخلدمة امللحة واملنفعة‬
‫لصاحل اخلدمة وهو ما يؤسس لألهداف املنتظرة من تقرير مبادئ حسن سري وانتظام املرافق العامة وتقدمي‬
‫اخلدمة عموما‪.‬‬
‫من جهته حدد نفس القانون اهلياات املسؤولة على حترير السند القانوين الذي يؤسس لإلستفادة من شغل‬
‫السكن الوظيفي بصفة قانونية واملتمثل يف سند االمتياز‪ 18‬الذي حيرر حسب احلالة إما يف شكل مقرر‬
‫يصدره رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية‪ 19‬يف الوالية بالنسبة للمساكن اململوكة للدولة‬
‫‪،‬أو مقرر يصدره الوايل أو رئيس اجمللس الشعيب البلدي عندما تكون املساكن تابعة للجماعات احمللية‬
‫ومقرر يصدره مدير املؤسسة العمومية مؤشر عليه من قبل رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة يف‬
‫‪20‬‬
‫املؤسسات العمومية ذات الطابع االداري‪.‬‬
‫وتأكيدا لوصف السكن وطبيعته اليت ترتبط بضرورات تقدمي اخلدمة أو الوظيفة ولصاحلها حدد القانون‬
‫بدقة الطرف الذي يتحمل األعباء املالية للسكن الوظيفي‪،‬إال أنه فرق بني من يدفع مستحقات املساكن‬
‫املمنوحة بسبب ضرورة اخلدمة واملساكن املخصصة بسبب صاحل اخلدمة ‪،‬حيث تقع األعباء على عاتق‬
‫اهلياة املستخدمة يف احلالة األوىل سواءا كانت تعود هلا ملكية السكن أو وفرته عن طريق استاجاره من‬
‫طرف أخر ‪،‬يف حني يقع دفع اإلجيار على الشاغل أي املوظف إذا كان ختصيصه لصاحل اخلدمة على أن‬

‫‪8‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫يتم حتصيله من قبل اهلياة املستخدمة‪.‬وهي احلالة اليت تثار فيها عدة تساؤالت حول مدى احتفاظ السكن‬
‫بطابعه الوظيفي‪.‬‬
‫أما عن انتقال ملكية السكنات لشاغليها يف اطار تطبيق أحكام املرسوم رقم ‪ 10-89‬فقد بثت املادتني‬
‫‪ 14‬و‪ 15‬يف املسألة عندما اعتربت غري قابل للتنازل املساكن الواقعة يف نطاق اهلياة أو مرتبطة ارتباطا ال‬
‫يقبل القسمة بالعقارات اليت تستعملها هذه اهلياة ‪,‬كما استثنت الفقرة الثالثة من املادة ‪ 186‬من القانون‬
‫‪ 12-78‬من جمال تطبيق احلق يف البقاء املقرر للعامل ولعائلته بعد وفاته‪ ،‬املساكن الوظيفية املرتبطة بسري‬
‫اخلدمة وفقا للتحديد الوارد يف التنظيم املعمول به وهو ما قد حييلنا إىل تطبيق احكام املرسوم رقم ‪-80‬‬
‫‪ . 10‬لذلك ال يشمل املنع املساكن الواقعة خار نطاق اهلياة إذا ما توفر يف شاغليها الشروط املقررة‬
‫قانونا على أن تكون قابلة للتنازل مبقتضى القانون‪.‬‬
‫أما عن القابلية للتنازل اليت نظمها القانون فقد ادرجت يف خمتلف النصوص ال سيما القانون ‪01-81‬‬
‫الذي مت الغاؤه تدرجييا ألسباب اقتصادية حمظة وما تلته من نصوص ال سيما املرسوم التنفيذي رقم ‪-18‬‬
‫‪ 153‬الذي حيدد شروط وكيفيات التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة واألمالك املسرية من قبل‬
‫دواوين اليقية والتسيري العقاري اليت سيأيت تفصيلها الحقا‪.‬‬
‫‪ .2‬تخصيص السكنات ذات الطابع االجتماعي لإلدارات والهيئات العمومية‬
‫‪-1.2‬األساس القانوني للتخصيص‬
‫األصل أن اإلدارات واملؤسسات واهلياات العمومية أشخاص معنوية تتمتع بالشخصية القانونية‬
‫واالستقاللية املالية‪،21‬ما يعين أنا متتلك أصوال منقولة وعقارية حيق هلا التصرف فيها وفق ما ينص عليه‬
‫القانون األساسي الذي ينظمها على اعتبار أن استقالليتها ليست مطلقة مادامت ختضع لرقابة الوصاية‬
‫اليت تتبعها وهو ما يؤكد الطبيعة اخلاصة لآلليات اليت تسري هبا املرافق العمومية‪،22‬وبالنظر إىل طابع‬
‫التخصص الذي حيكم اإلدارات واهلياات واملؤسسات العمومية فإنا قد تتحمل أعباء تتصل حبسن وانتظام‬
‫سري املرفق العام أو اخلدمة ما جيعلها غري قادرة على تلبية إحتياجاهتا‪،‬خاصة تلك اليت تغطي حقوق‬
‫موظفيها بصفة ذاتية وأحسن مثال على ذلك هو حاجتها املاسة إىل سكنات وظيفية‪،‬ما يفتح اجملال إىل‬
‫إمكانية طلب ختصيص هذه السكنات من اهلايات اليت ميكنها توفريها‪,‬السبب الذي صدر ألجله املرسوم‬

‫‪9‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫التنفيذي رقم ‪،84-93‬الذي حيدد شروط ختصيص املساكن اليت متوهلا اخلزينة العمومية مبواردها أو‬
‫‪23‬‬
‫تضمنها‪.‬‬
‫تعددت األسباب اليت نظم فيها هذا النص أمهها تغري التوجه السياسي واالقتصادي للجزائر من جهة‬
‫واملرحلة األمنية احلرجة اليت عرفتها يف هذه املرحلة من جهة أخرى‪،‬ما فرض عليها اختيار احللول الكفيلة‬
‫بتوفري األمن واحلماية للعاملني يف خمتلف القطاعات احليوية يف الدولة من تعليم وصحة ورياضة وغريها‬
‫واليت من بينها ختصيص السكنات كسكنات وظيفية‪ .‬وقد حدد املرسوم التنفيذي رقم ‪ 84-93‬شروط‬
‫ختصيص املساكن اليت تنجزها مكاتب اليقية والتسيري العقاري من موارد اخلزينة العمومية أو املكفولة‬
‫منها‪،‬مصنفا إياها إىل مساكن إجيارية يتم ختصيصها لألسر اليت ال تسمح هلا عائداهتا من إمتالك مسكن‬
‫‪24‬‬
‫ومساكن وظيفية ختصص لألعوان االداريني واهلياات العمومية‪.‬‬
‫غري أن النص القانوين ربط اإلستفادة أو التخصيص بقيد عدم التنازل تطبيقا ألحكام املادة ‪ 76‬من‬
‫القانون رقم ‪ 04-92‬املتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪,251992‬وهو نفس القيد الذي أكدته املادة‬
‫‪26‬‬
‫الرابعة من املرسوم التنفيذي رقم ‪، 84-93‬أما عن ملكيتها فتعود لديوان اليقية والتسيري العقاري املعين‪.‬‬
‫‪ 2.2‬العالقة االيجارية بين ديوان الترقية والتسيير العقاري والمستفيد من تخصيص السكن الوظيفي‬
‫تتحول السكنات اليت يتم ختصيصها ألعوان اإلدارات واهلياات العمومية إىل صنف السكنات الوظيفية اليت‬
‫تطبق عليها أحكام خاصة حدد اطارها العام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 84-93‬احملدد لشروط ختصيص‬
‫السكنات اليت متوهلا اخلزينة العمومية مبواردها أو تضمنها‪,‬‬
‫وكنتيجة مباشرة لذلك بقيت ملكية السكنات اليت مت ختصيصها كسكنات وظيفية تابعة لدواوين اليقية‬
‫والتسيري العقاري يتم تسيريها مبعية االدارة أو اهلياة املعنية مبوجب اتفاقية إطار منوذجية حتددها وزارة‬
‫السكن مسبقا‪،‬أما عن شروط اإللتحاق فيكون موضوع اتفاقيات ثنائية تربم بني وزير السكن ووزير القطاع‬
‫موضوع النشاط‪،‬لتتوىل مكاتب اليقية والتسيري العقاري بدورها إبرام إتفاقية مباشرة مع اهلياة أو االدارة أو‬
‫املؤسسة العمومية اليت استفادت من ختصيص سكنات اجيارية عمومية كسكنات وظيفية حتدد فيها بدقة‬
‫شروط اإلستفادة وحقوق والتزامات كل طرف‪27،‬على اعتبار أن العالقة اإلجيارية مبدئيا تربط بني ديوان‬
‫اليقية والتسيري العقاري كطرف أول واهلياة أو االدارة املعنية كطرف ثاين‪،‬هذه األخرية حترر مقررات‬
‫ختصيص ملوظفيها حتدد فيها بدقة ماجاء يف اإلتفاقية‪،‬على أن يكلف كل من ديوان اليقية والتسيري‬
‫‪10‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫العقاري والعون املؤهل لالدارة أو اهلياة العمومية ‪-‬الذي يكون يف الغالب األمني العام‪ -‬بتنفيذ املقرر كل‬
‫فيما خيصه وهو ما يؤكد أن العالقة االجيارية ال تكون مباشرة بني الديوان واملوظف خاصة عندما يتم‬
‫اقتطاع مبلغ االجيار مباشرة من املرتب‪،‬كما ينتهي أثر مقرر ختصيص السكن الوظيفي بالنسبة للموظف‬
‫مبجرد انتهاء عالقة العمل وهو ما يؤدي بالتبعية إىل انتهاء العالقة اإلجيارية غري املباشرة بني املوظف وديوان‬
‫اليقية والتسيري العقاري‪.‬‬
‫‪.3‬أثر تطبيق أحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ 208-06‬على أطراف العالقة‬
‫سيتناول هذا اجلزء من الورقة البحثية األثر املباشر لتطبيق أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 208-06‬الذي‬
‫رخص صراحة بتحويل حق االجيار السكنات ذات الطابع االجتماعي املخصصة لالدارات واملؤسسات‬
‫واهلياات العمومية بني أطراف العالقة املتمثلة يف اإلدارات واملؤسسات واهلياات العمومية كطرف أول‬
‫‪،‬ديوان اليقية والتسيري العقاري بصفتها اهلياة املكلفة بتسيري السكنات اليت تعود ملكيتها للدولة كطرف‬
‫الثاين والشاغل أو املستفيد املتمثل يف املوظف يف غالب احلاالت كطرف ثالث‪.‬‬
‫وكمرحلة ثانية أو كأثر الحق إستفادة املستأجر من األحكام املقررة للحق يف التنازل وملكية السكن‪.‬‬
‫‪ .1.3‬إنتفاء طابع السكن الوظيفي واألثار القانونية المترتبة عليه‬
‫ألغى املرسوم التنفيذي رقم ‪ 208-06‬الذي حيدد كيفيات حتويل حق إجيار السكنات ذات الطابع‬
‫االجتماعي املخصصة لإلدارات واملؤسسات واهلياات العمومية قيد عدم التنازل الذي نصت عليه املادة‬
‫‪ 04‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 84-93‬واملادة ‪ 76‬من قانون املالية التكميلي لسنة ‪،1992‬مرخصا‬
‫بذلك لإلدارات واملؤسسات واهلياات العمومية اليت استفادت من ختصيص حصص سكنية ملوظفيها‬
‫بتحويل حقها يف اإلجيار لتتحول العالقة االجيارية مباشرة بني شاغل السكن أو املوظف ومكتب ديوان‬
‫اليقية والتسيري العقاري‪.‬‬
‫وبالنظر إىل حتويل احلق يف اإلجيار تنتفي طبيعة السكن الوظيفي ليسيجع طبيعته القانونية األوىل أي سكن‬
‫اجياري عمومي‪.‬‬
‫‪.1.1.3‬إجراءات تحويل الحق في االيجار بين الموظف واإلدارة‬
‫تضمن املرسوم التنفيذي رقم ‪ 208-06‬اجراء شكلي بسيط يضمن انتقال احلق يف االجيار وحتول العالقة‬
‫العقدية بني املؤجر األصلي أي ديوان اليقية والتسيري العقاري و املستأجر الثاين أي الشاغل الفعلي أو‬
‫‪11‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫املوظف واملتمثل يف مقرر التنازل الذي تعده االدارة املعنية ممثلة يف املسؤول املؤهل مع تبليغ نسخة منه‬
‫‪28‬‬
‫للديوان ونسخة ثانية للموظف‪.‬‬
‫‪.2.1.3‬إجراءات تحويل الحق في اإليجار بين الموظف وديوان الترقية والتسيير العقاري‬
‫حددت املادة الرابعة من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 208-06‬مبا ال يدع أي جمال للشك الدور املناط‬
‫مبكاتب اليقية والتسيري العقاري الذي ال خير عن جمرد إمتام اإلجراءات الشكلية لتحويل احلق يف اإلجيار‬
‫اليت ينص عليها التشريع املعمول به بعد التصفية الكاملة ملستحقات وتكاليف اإلجيار‪.‬‬
‫ويف حبثنا عن اإلجراءات الشكلية املطلوبة كان جيب بداية حتديد القانون املعمول به ومن مثة الشروط‬
‫املوضوعية على سبيل االطالع ال غري‪.‬‬
‫أما عن النص القانوين أو التنظيمي الذي يتعني اإلحتكام إليه فكان املرسوم التنفيذي رقم‪2943-98‬احملدد‬
‫لشروط نقل حق اإلجيار املتعلق بالسكنات ذات الطابع االجتماعي التابعة لدواوين اليقية والتسيري العقاري‬
‫وكيفياته‪،‬املشار إليه يف عرض مقتضيات املرسوم التنفيذي رقم ‪ 208-06‬والذي استمر العمل به إىل غاية‬
‫‪30‬‬
‫الشروع يف تطبيق أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪,310-16‬‬
‫مل تفصل صياغة املواد السبع اليت تكون منها النص بني طبيعة الشروط املطلوبة‪ ،‬ليكز يف جمملها على‬
‫وجوب حيازة السند القانوين لشغل العني املؤجرة وصفة الشاغل املعين حبق التحويل سواء كان الشاغل‬
‫القانوين أو من هلم عالقة قرابة مباشرة معه‪،‬ومن تتوفر فيهم شروط احلق يف البقاء اليت نظمها القانون‬
‫‪ 12-78‬املشار اليه أعاله‪.‬‬
‫ومن أجل التدقيق يف حتديد اإلجراءات الشكلية كان ال بد من الرجوع إىل املرسوم رقم ‪ 147-76‬الذي‬
‫ينظم العالقة بني املؤجر واملستأجر حملل معد للسكن التابع ملكاتب اليقية والتسيري العقاري‪ ،‬ال سيما املادة‬
‫الثالثة منه واليت تشيط أن يكون البدء باإلنتفاع باألمكنة مسبوق مبعاينة حضورية مع حترير حمضر بذلك‬
‫يثبت حالة االمكنة وشاغليها‪،‬‬
‫أما عن ما يطلبه املؤجر هو أن يثبت حمضر إثبات احلالة الذي يعده يف الغالب احملضر القضائي على نفقة‬
‫الشاغل أنه يشغل السكن فعليا هو وأفراد عائلته وعلى ذلك يقدم املستفيد ملف يتضمن وإىل جانب‬
‫حمضر إثبات احلالة مقرر التخصيص ومقرر حتويل احلق يف االجيار وشهادة امليالد وطلب خطي موجه‬
‫للديوان يلتمس فيه املوافقة على حتويل حق اإلجيار وهو ما عربت عليه املادة الثالثة من املرسوم التنفيذي‬
‫‪12‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫رقم ‪ 43-98‬بالوثائق اليت تثبت أن طالب االستفادة من حتويل احلق يف اإلجيار يستويف الشروط القانونية‬
‫اليت تعترب يف جمملها شروطا موضوعية‪.‬‬
‫غري أن ديوان اليقية والتسيري العقاري علق شرط اإلستفادة الفعلية من نقل حق اإلجيار ‪-‬كما متت‬
‫صياغتها يف النص‪-‬على شرط القبول الصريح والكتايب للمؤجر طبقا للتشريع املعمول به‪.‬وهو ما قد يثري‬
‫تساؤالت حول املقصود من النقل الفعلي لإلجيار ‪.‬‬
‫‪.3.1.3‬اإلستفادة من التنازل‬
‫أعطى املرسوم التنفيذي رقم ‪ 208-06‬للمستفيد من حتويل احلق يف اإلجيار احلق يف اإلستفادة من‬
‫أحكام التنازل اليت نظمها املرسوم التنفيذي رقم ‪ 269-03‬احملدد لشروط وكيفيات التنازل عن األمالك‬
‫العقارية التابعة للدولة ولدواوين اليقية والتسيري العقاري املوضوعة حيز اإلستغالل قبل أول يناير‬
‫‪،2004‬وقد حدد تاريخ ‪ 31‬ديسمرب ‪ 2007‬كأخر أجل لإلستفادة من أحكام التنازل‪ ،‬غري أن املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 153-18‬قد جدد إمكانية طلب اإلستفادة من التنازل بعد أن ألغى املرسوم السابق مع‬
‫احتفاظه بنفس الشروط العامة لتقرير اإلستفادة من التنازل اليت يستثىن منها األمالك والسكنات املنجزة‬
‫لغرض سري مصاحل اهلياات العمومية للدولة وتلك اليت تصنف أو تكون يف طور التصنيف ضمن الياث‬
‫الثقايف واألمالك التابعة للجماعات احمللية‪.‬‬
‫‪.4‬اإلشكاالت التي يثيرها ديوان الترقية والتسيير العقاري عند تطبيق المرسوم التنفيذي رقم ‪-06‬‬
‫‪208‬‬
‫بإسقاط الشروط القانونية اليت نص عليها املرسوم التنفيذي رقم ‪ 208-06‬جند أن شرط السند القانوين‬
‫لشغل السكن يتمثل يف مقرر حتويل احلق يف االجيار الذي يتحصل عليه املعين من اهلياة أو املؤسسة‬
‫التابع هلا واليت تعده وفق الشكل القانوين املطلوب وهو ما يعترب أول إجراء شكلي قانوين الزم يتوقف عليه‬
‫استكمال االجراءات املتبقية ‪،‬إذ تتقرر له االستفادة من حتويل احلق يف اإلجيار مبجرد تقدمي امللف الذي‬
‫حيتوي على طلب االستفادة وشهادة امليالد وحمضر إثبات حالة الذي حيرره احملضر القضائي‪.‬‬
‫غري أنه ومن الناحية العملية ترفض بعض دواوين اليقية والتسيري العقاري املوافقة على حتويل احلق يف‬
‫االجيار معللة ذلك بنتائج التحقيق الذي قامت به مصاحلها والذي تبني من خالله إمتالك املعين لعقار أو‬
‫استفادته من إعانه الدولة يف إطار دعم السكن‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫والسؤال الذي يطرح مدى قانونية قرار رفض حتويل احلق يف اإلجيار يف مثل هكذا حاالت؟‬
‫االجابة على السؤال أعاله تتطلب عرضا لألسانيد القانونية التي تعتمد عليها دواوين الترقية‬
‫والتسيير العقاري لتعليل قرار رفض تحويل الحق في اإليجار ومدى مشروعيتها‬
‫ال شك أن دواوين اليقية والتسيري العقاري تساهم يف إطار جتسيد السياسة االجتماعية للدولة يف ترقية‬
‫اخلدمة العمومية يف جمال السكن‪،‬حيث تقوم من أجل ذلك بعدة مهام منها اليقية العقارية والتسيري‬
‫العقاري‪،‬املهمة اليت تكلف من خالهلا بتسيري األمالك اخلاصة التابعة للدولة لذلك هي مطالبة باحيام‬
‫تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية مبا يسمح من تنفيذ السياسة االجتماعية للدولة واحملافظة على‬
‫األمالك العقارية اليت تشرف على ترقيتها أو تسيريها‪.‬‬
‫غري أن إجتهاد دواوين اليقية والتسيري العقاري يف تفسري النصوص القانونية الواضحة جيعل قراراهتا أيا‬
‫كانت طبيعتها أو سببها معابة ومن ذلك تعليلها لرفض حتويل احلق يف اإلجيار الذي بثت يف شروطه‬
‫أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 208-06‬بتطبيق التعليمة الوزارية اليت حتمل الرقم ‪ 356‬املؤرخة يف ‪- 15‬‬
‫‪ 2014-04‬املتضمنة كيفيات حتويل حق إجيار السكنات الوظيفية اليت أضافت شرطا لإلقصاء مل‬
‫يتضمنه املرسوم التنفيذي رقم ‪ 208-06‬أو املرسوم التنفيذي رقم ‪ 43-98‬واملتمثل يف امتالك عقار أو‬
‫االستفادة من إعانة مالية يف جمال السكن ‪،‬وهو ما حييلنا إىل التحييث التايل‪:‬‬
‫‪-‬حيث أن التعليمة جيب أال ختالف نصوص قانونية أو تنظيمية أعلى منها درجة‪،‬كما جيب أال تستنقص‬
‫حقوقا أكثر نفعا مينحها القانون‪،‬‬
‫‪-‬حيث أن التعليمة تؤدي إىل حد ما وظيفة مذكرة العمل اليت تستذكر الطريقة اإلجرائية لتشرح تطبيق‬
‫النص‪،‬دون أن تتعداه باإلضافة أو احلذف ألنا ستغري يف املراكز القانونية وهي وظيفة النص التشريعي‪.‬‬
‫‪-‬حيث أن مبدأ األثر الفوري للقانون واضح وضوح مبدأ عدم رجعية القوانني وهو ما ضربته التعليمة عرض‬
‫احلائط إذا ما سلمنا بقانونيتها‪،‬‬
‫‪-‬حيث أن تطبيق شروط استحقاق السكنات االجتماعية على طالبيها ألول مرة ال يستقيم مع اسقاطه‬
‫على السكنات االجتماعية اليت مت ختصيصها كسكنات وظيفية والدليل على ذلك النظام القانوين الذي‬
‫خيضع له كل نوع‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫ولعل موقف الدواوين ميكن تربيره مبا سبق من تعليمات حكومية عطلت تطبيق أحكام املرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 208-06‬يف ‪31 2009 -06-20‬ما جيعل معايري تطبيق النصوص تنم عن نزعات شخصية قد‬
‫تضر باحلقوق املكتسبة قانونا ومتس مببدأ املساواة املكرس دستورا‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫ال بد من التذكري أنه ال تستقيم القراءة القانونية ألحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 208-06‬دون التطرق‬
‫لإلطار القانوين العام املنظم للسكنات الوظيفية أي املرسوم رقم ‪ 10-89‬املبني أعاله‪،‬واملرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪، 84-93‬السبب الذي جعلنا نستنتج ولو بطريقة غري مباشرة أن النص موضوع الدراسة يعرب عن‬
‫أهم احللول اليت اعتمدت عليها الدولة وهيااهتا ومؤسساهتا املختلفة هبدف ضمان حسن سري املرافق العامة‬
‫من خالل تنويع طرق توفري السكنات الوظيفية‪،‬خاصة وأن اللجوء ألية طريقة تتحكم فيه الظروف‬
‫االقتصادية وحىت األمنية والسياسية اليت ترتبط بدورها بطبيعة املرحلة اليت صدر فيها النص القانوين‪.‬‬
‫أما عن الصفة القانونية اليت يكون عليها العامل أو املوظف شاغل السكن الوظيفي فهي ختتلف باختالف‬
‫نوع السكن الوظيفي أو باألحرى نوع القانون الذي ينظمه ليتدر من جمرد مستفيد من مقرر ختصيص أو‬
‫حائز على سند امتياز إىل منتفع حبق االجيار إىل مالك تتحقق ملكيته مبوجب عقد تنازل مشهر‪.‬‬
‫إن االعتماد على ختصيص حصص من سكنات اجتماعية كسكنات وظيفية حقق إىل حد بعيد اهلدف‬
‫املنتظر منه وهو ضمان االستقرار الوظيفي ميا يسمح من حسن سري املرفق العام‪،‬‬
‫كما أن تغيري الشروط اليت مت فيها التخصيص حتديدا شرط التنازل عن السكن من عدمه يعترب مكسبا‬
‫للموظف‪،‬إال ان ربط تطبيقه بقرارات قد تكون أحيانا فردية قد يتسبب يف نزاعات بني األطراف والدليل‬
‫على ذلك التضارب يف قرارات دواوين اليقية والتسيري العقاري بشأن تطبيق أحكام املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 208-06‬بني من احتكم إىل النص وامت الشروط الشكلية لنقل احلق يف االجيار وبني من عطله وطالب‬
‫باستيفاء شروط مل يذكرها املرسوم ‪.‬‬
‫واألكيد أن شروط االستفادة من السكنات االجتماعية اليت تعرف حاليا بصيغة العمومي االجياري ألول‬
‫مرة خيتلف عن االستفادة من السكنات االجيارية املخصصة كسكنات وظيفية من حيث الشروط على‬
‫األقل وهو ما جيب ان تستوعبه دواوين اليقية والتسيري العقاري‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ https://www.alukah.net/sharia/0/91076/1‬تاريخ الدخول ‪ 2018-11-25‬على‬


‫الساعة ‪13:46:‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 63‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪،442-20‬املؤرخ يف ‪ 30‬ديسمرب ‪،2020‬يتعلق باصدار التعديل الدستوري‬
‫املصادق عليه يف استفتاء أول نوفمرب ‪، 2020‬جريدة رمسية عدد ‪,82‬‬
‫املالحظ تغري صياغة املادة بعد التعديل حيث كانت املادة ‪ 67‬تنص على ان الدولة تشجع على اجناز املساكن وتعمل‬
‫على تسهيل حصوله للفاات احملرومة وهو املوقف املنطقي الذي يتماشى مع االسس الدولية يف هذا اجملال ويرسم سياسة‬
‫الدولة بوضوح ‪،‬يف حني تبقى مسالة التمكني اوسع واعم‪.‬‬
‫‪ 3‬عبداهلل قادية‪،‬اليات دعم السكن للعامل يف التشريع اجلزائري‪،‬جملة القانون الدويل والتنمية‪،‬العدد ‪،09‬جوان ‪،2018‬ص‬
‫‪.74‬‬
‫‪ 4‬املرسوم التنفيذي رقم ‪، 10-89‬املؤرخ يف ‪ 7‬فرباير ‪،1989‬املنظم لكيفيات شغل املساكن املمنوحة بسبب ضرورة‬
‫اخلدمة امللحة أو لصاحل اخلدمة وشروط قابلية منح هذه املساكن ‪،‬جريدة رسمية عدد ‪ 08، 06‬فبراير ‪.1989‬‬
‫‪5‬املرسوم التنفيذي رقم ‪،84-93‬املؤرخ يف ‪ 23‬مارس ‪1993‬الذي حيدد شروط ختصيص املساكن اليت متوهلا اخلزينة‬
‫العمومية مبواردها أو تضمنها‪،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪.20‬‬
‫‪ 6‬املرسوم التنفيذي رقم ‪،208-06‬املؤرخ يف ‪ 13‬جوان ‪،2006‬حيدد كيفيات حتويل حق اجيار السكنات ذات الطابع‬
‫االجتماعي املخصصة لإلدارات واملؤسسات واهلياات العمومية‪ ،‬جريدة رمسية ‪. 39‬‬
‫‪7‬عبداهلل قادية‪،‬آليات دعم السكن للعامل يف التشريع اجلزائري‪(،‬املرحع السابق)‪،‬ص ‪.76‬‬
‫املادة األوىل من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،42-98‬حيدد شروط احلصول على املساكن العمومية اإلجيارية ذات الطابع‬
‫‪8‬‬
‫اإلجتماعي وكيفيات ذلك‪،‬جريدة رمسية عدد ‪(. 05‬ملغى)‬
‫‪ 9‬املرسوم التنفيذي رقم ‪،142-08‬املؤرخ يف ‪ 11‬ماي ‪،2008‬حيد د قواعد منح السكن العمومي اإلجياري ‪،‬جريدة‬
‫رمسية عدد ‪. 24‬‬
‫‪ 10‬املواد(‪ )38-34‬من املرسوم اتنفيذي رقم ‪. 142-08‬‬
‫‪ 11‬املادة ‪ 04‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪. 142-08‬‬
‫‪ 12‬املؤرخ يف ‪ 30‬نوفمرب ‪،2016‬جريدة رمسية عدد‪ ، 70‬و الذي ألغى أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪. 43-98‬‬

‫‪16‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫‪ 13‬املرسوم التنفيذي رقم ‪،153-18‬املؤرخ يف ‪ 04‬يونيو‪، 2018‬حيدد شروط وكيفيات التنازل عن األمالك العقارية‬
‫التابعة للدولة واألمالك املسرية من طرف دواوين اليقية والتسيري العقاري‪،‬جريدة رمسية عدد ‪.33‬‬
‫‪ 14‬القانون رقم ‪،12-78‬املؤرح يف ‪ 05‬أوت ‪ ،1978‬ياضمن القانون االساسي العام للعامل‪،‬جريدة رمسية عدد ‪،32‬‬
‫‪ 08‬أوت ‪,1978‬‬
‫‪ 15‬املادة ‪ 186‬من القانون ‪. 12-78‬‬
‫‪ 16‬ومن ذلك ما تضمنه املقرر الوزاري رقم ‪ 146‬املؤرخ يف ‪ 19‬أكتوبر ‪،2003‬املتضمن ختصيص ‪ 50‬وحدة سكنية‬
‫اجتماعية كمساكن وظيفية لفائدة أساتذة التعليم العايل‪.‬‬
‫‪ 17‬هذا ال يعين أن عمال القطاع االقتصادي مستثنون من االستفادة من السكن الوظيفي بل يتمتعون بنفس احلقوق‬
‫انطالقا من املبدأ العام غري أن التحليل يربط بني احقية السكن الوظيفي وفكرة املرفق العام بنوعيه االداري واالقتصادي وهو‬
‫ما قد ال يصدق على جمرد تقدمي خدمات‪ ,‬فالدولة تستطيع من خالل املرافق العمومية تقدمي اخلدمات للمواطنني وحتقيق‬
‫النفع العام سواءا كان ذلك مباشرة عن طريق املرافق العمومية االدارية واملرافق العمومية التجارية والصناعية أو بصفة غري‬
‫مباشرة وذلك يف شىت اجملاالت‪.‬‬
‫ناصر لباد‪،‬الوجيز يف القانون اإلداري‪،‬لباد‪،‬الطبعة الثانية‪،2008،‬ص‪.186‬‬
‫‪ 18‬املادة ‪ 15‬من املرسوم رقم ‪. 10-89‬‬
‫‪ 19‬انظر امللحق رقم ‪1‬‬
‫‪ 20‬املواد من ( ‪ ) 05-03‬من املرسوم رقم ‪.10-89‬‬
‫‪ 21‬املادة ‪،49‬املادة ‪ 50‬من االمر ‪،78-75‬املؤرخ من ‪ 26‬سبتمرب ‪، 1975‬يتضمن القانون املدين املعدل واملتمم‪،‬جريدة‬
‫رمسية ‪,78‬‬
‫‪ 22‬عبد القادر باينة‪،‬أشكال النشاط اإلداري‪،‬منشورات زاوية‪،2008،‬ص ‪,20‬‬
‫‪ 23‬املرسوم التنفيذي رقم ‪،84-93‬املؤرخ يف ‪ 23‬مارس ‪1993‬الذي حيدد شروط ختصيص املساكن اليت متوهلا اخلزينة‬
‫العمومية مبواردها أو تضمنها‪،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪.20‬‬
‫‪ 24‬املادة ‪ 02‬من املرسوم التنفيدي رقم ‪.84-93‬‬
‫وقبلها كانت األحكام اخلاصة املنظمة للسكنات االجتماعية ترخص للوزير املكلف بالسكن بعد موافقة احلكومة‬
‫بتخصيص سكنات بناء على طلب حملي ذي منفعة عامة او ناتج عن وضعية استثنائية يتقدم به الوايل بعد تقدمي طلب‬
‫من اهلياة او االدارة املعنية‪,‬املادة ‪ 20‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪،42-98‬املؤرخ يف ‪ 1‬فرباير ‪،1998‬حيدد شروط احلصول‬
‫على املساكن العمومية االجيارية ذات الطابع االجتماعي‪،‬جريدة رمسية عدد ‪.05‬‬

‫‪17‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫‪ 25‬القانون رقم ‪،04-92‬املؤرخ يف ‪ 11‬أكتوبر ‪،1992‬يتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪،1992‬جريدة رمسية عدد‬
‫‪.73‬‬
‫‪ 26‬املادة ‪ 24‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪.84-93‬‬
‫ييتب على ختصيص السكنات االجتماعية يف احلاالت العادية عندما يكون التخصيص لألسر والعائالت مباشرة‬
‫‪27‬‬

‫اعداد عقد اجيار بني ديوان اليقية والتسيري العقاري واملستفيد وتطبق بشأن شروط العقد وكيفياته األحكام العامة املطبقة‬
‫على عقود اجيار السكنات االجتماعية اليت تسيريها دواوين اليقية والتسيري العقاري‪،‬السيما املرسوم رقم ‪ 147-76‬الذي‬
‫حيدد العالقة بني املؤجر واملستأجر‪.‬‬

‫‪ 28‬املادة ‪ 03‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪. 208-06‬‬


‫‪ 29‬املرسوم التنفيذي رقم ‪،43-98‬املؤرخ يف ‪ 01‬فرباير ‪،1998‬حيدد شروط نقل السكنات ذات الطابع االجتماعي‬
‫التابعة لدواوين اليقية والتسيري العقاري رمسية عدد ‪,05‬امللغى بأحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪. 310-16‬‬
‫‪ 30‬املرسوم التنفيذي رقم ‪،310-16‬املؤرخ يف ‪ 30‬نوفمرب ‪، 2016‬حيدد شروط نقل اإلجيار املتعلق بالسكن العمومي‬
‫االجياري الذي تسريه دواوين اليقية والتسيري العقاري وكيفياته‪،‬جريدة رمسية عدد ‪.70‬‬

‫‪ 31‬بوشنافة مجال‪،‬السكن الوظيفي بني إنتهاء اإلستفادة منه ومدى جواز التنازل عنه‪،‬جملة دراسات وأحباث‪،‬اجمللد‬
‫‪،03‬العدد ‪ 05‬ص ‪.62‬‬

‫‪ .‬قائمة المراجع‪:‬‬
‫النصوص التشريعية والتنظيمية‬
‫‪-‬األمر ‪،78-75‬املؤرخ من ‪ 26‬سبتمرب ‪، 1975‬يتضمن القانون املدين املعدل واملتمم‪،‬جريدة رمسية‬
‫‪.78‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪،12-78‬املؤرح يف ‪ 05‬أوت ‪ ،1978‬ياضمن القانون االساسي العام للعامل‪،‬جريدة‬
‫رمسية عدد ‪ 08 ،32‬أوت ‪.1978‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪،04-92‬املؤرخ يف ‪ 11‬أكتوبر ‪،1992‬يتضمن قانون املالية التكميلي لسنة‬
‫‪،1992‬جريدة رمسية عدد ‪.73‬‬

‫‪18‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫‪-‬املرسوم الرئاسي رقم ‪،442-20‬املؤرخ يف ‪ 30‬ديسمرب ‪،2020‬يتعلق باصدار التعديل الدستوري‬


‫املصادق عليه يف استفتاء أول نوفمرب ‪، 2020‬جريدة رمسية عدد ‪.82‬‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي رقم ‪، 10-89‬املؤرخ يف ‪ 7‬فرباير ‪،1989‬املنظم لكيفيات شغل املساكن املمنوحة‬
‫بسبب ضرورة اخلدمة امللحة أو لصاحل اخلدمة وشروط قابلية منح هذه املساكن ‪،‬جريدة رسمية عدد‬
‫‪ 08، 06‬فبراير ‪.1989‬‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي رقم ‪،84-93‬املؤرخ يف ‪ 23‬مارس ‪1993‬الذي حيدد شروط ختصيص املساكن اليت‬
‫متوهلا اخلزينة العمومية مبواردها أو تضمنها‪،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪.20‬‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي رقم ‪،42-98‬املؤرخ يف ‪ 1‬فرباير ‪،1998‬حيدد شروط احلصول على املساكن العمومية‬
‫االجيارية ذات الطابع االجتماعي‪،‬جريدة رمسية عدد ‪.05‬‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي رقم ‪،43-98‬املؤرخ يف ‪ 01‬فرباير ‪،1998‬حيدد شروط نقل السكنات ذات الطابع‬
‫االجتماعي التابعة لدواوين اليقية والتسيري العقاري رمسية عدد ‪.05‬‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي رقم ‪،208-06‬املؤرخ يف ‪ 13‬جوان ‪،2006‬حيدد كيفيات حتويل حق اجيار السكنات‬
‫ذات الطابع االجتماعي املخصصة لإلدارات واملؤسسات واهلياات العمومية‪ ،‬جريدة رمسية ‪. 39‬‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي رقم ‪،310-16‬املؤرخ يف ‪ 30‬نوفمرب ‪، 2016‬حيدد شروط نقل اإلجيار املتعلق‬
‫بالسكن العمومي االجياري الذي تسريه دواوين اليقية والتسيري العقاري وكيفياته‪،‬جريدة رمسية عدد ‪.70‬‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي رقم ‪،153-18‬املؤرخ يف ‪ 04‬يونيو‪، 2018‬حيدد شروط وكيفيات التنازل عن‬
‫األمالك العقارية التابعة للدولة واألمالك املسرية من طرف دواوين اليقية والتسيري العقاري‪،‬جريدة رمسية عدد‬
‫‪.33‬‬
‫‪-‬املقرر الوزاري رقم ‪ 146‬املؤرخ يف ‪ 19‬أكتوبر ‪.2003‬‬
‫‪-‬التعليمة رقم ‪ 356‬املؤرخة يف ‪، 2014-04-15‬حتدد شروط حتويل احلق يف اإلجيار‪.‬‬
‫المؤلفات الفقهية‬
‫‪-‬عبد القادر باينة‪،‬أشكال النشاط اإلداري‪،‬منشورات زاوية‪.2008،‬‬
‫‪ -‬ناصر لباد‪،‬الوجيز يف القانون اإلداري‪،‬لباد‪،‬الطبعة الثانية‪.2008،‬‬

‫‪19‬‬
‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬
‫المجلد رقم ‪ / 01‬ع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2021‬ص ‪230 -210‬‬
‫عدد خاص‪ :‬الحق في السكن‬

‫‪-‬علي فياليل‪،‬اإللتزامات ‪:‬النظرية العامة للعقد‪،‬موفم للنشر‪،‬الطبعة الثالثة ‪.2013‬‬

‫المقاالت‬
‫‪-‬بوشنافة مجال ‪،‬املنازعات الناشاة عن اجيار السكنات اإلجتماعية‪،‬دراسة حتليلية على ضوء النصوص‬
‫التشريعية واالجتهاد القضائي‪،‬دفاتر السياسة والقانون‪،‬العدد السابع‪،‬جوان ‪.2012‬‬
‫‪ -‬بوشنافة مجال‪،‬السكن الوظيفي بني إنتهاء اإلستفادة منه ومدى جواز التنازل عنه‪،‬جملة دراسات‬
‫وأحباث‪،‬اجمللد ‪،03‬العدد ‪.05‬‬
‫‪ -‬عبداهلل قادية‪،‬أليات دعم السكن للعامل يف التشريع اجلزائري‪،‬جملة القانون الدويل والتنمية‪،‬العدد‬
‫‪،09‬جوان ‪.2018‬‬

‫‪20‬‬

You might also like