Professional Documents
Culture Documents
225
أول نظرية في مجال التأثير اإلعالمي هي نظرية اإلبرة تحت الجلد ،بمعنى أن تأثير اإلعالم يشبه حقن المريض
بحقنة الدواء .وهي تقول بأن الرسائل اإلعالمية تؤدي دائمًا إلى استجابة مباشرة وقوية لدى الجمهور ،وتسمى
.أيضًا بنظرية الرصاصة السحرية ،بمعنى أن المحتوى اإلعالمي ينطلق مثل الرصاصة ويصيب الهدف
يعود أصل النظرية إلى كتابات الباحث األمريكي هارولد الزويل الذي اهتم بدراسة الدعاية السياسة أثناء الحربين
العالمية األولى والثانية .وقد الحظ الزويل قوة تأثير الدعاية والحرب النفسية وإثارة الشائعات التي صاحبت تلك
.الحروب
ونظرية اإلبرة تحت الجلد تقول بأن وسائل اإلعالم لها نفوذ وتأثير مباشر على الجمهور ،وتصف سيطرة وسائل
اإلعالم على ما يرى الجمهور ويسمع ويقرأ ،والتأثير الذي يكون في الغالب قويًا وفوريًا .وفي نفس الوقت ،تدل
النظرية على ضعف الجمهور وعدم قدرته على مقاومة ما ُيعرض عليه ،وبالتالي ،سهولة التأثير على الرأي
.العام وتعديل السلوك
وترى النظرية أيضًا أن تأثير وسائل اإلعالم يزيد في وقت األزمات ،مثل الحروب والكوارث الطبيعية ،حيث
يعتمد الجمهور على وسائل اإلعالم في الحصول على المعلومات .ومن أشهر الوقائع التي تستخدم للداللة على
قوة تأثير وسائل اإلعالم ،في بداية ظهور هذه النظرية ،هو الهلع الجماهيري الكبير الذي حدث نتيجة بث برنامج
إذاعي خيالي عن غزو كائنات فضائية لكوكب األرض .ففي عام 1938بث راديو (سي بي إس) تمثيلية بعنوان
(حرب العوالم) ،وجاءت على شكل أخبار عاجلة ،فظن الكثير من المستمعين بأنها أحداث حقيقية ،وخرج العديد
.من الناس إلى الشوارع مفزوعين لطلب النجدة
باإلضافة إلى ذلك ،ظهرت بعض الدراسات التي رصدت تأثير عدد من وسائل اإلعالم على الجمهور ،منها مثًال
مجموعة بحوث ُتعرف بإسم دراسات (بين فوند) .وهي عبارة عن سلسلة من الدراسات حاول الباحثون فيها
قياس تأثير السينما على األطفال والمراهقين باستخدام أحدث المقاييس العلمية المتوفرة في ذلك الوقت .وفي
الغالب ،حذر الباحثون من التأثيرات الذهنية والسلوكية السلبية المباشرة على األطفال والمراهقين نتيجة تعرضهم
.لألفالم السينمائية
وبشكل عام ،فإن نظرية التأثير المباشر ترى أن رد فعل الجمهور موحد ومتجانس ،ونابع من استجابات فطرية ال
شعورية .ولكن من عيوبها أنها ال تدرس الفروقات الفردية بين الجمهور ،من حيث العمر والجنس ومستوى
التعليم والخبرات السابقة ،وغير ذلك .كما أنها ال تهتم بتأثير التواصل الشخصي بين األفراد ودور ذلك في فهمهم
.لوسائل االتصال
ولذلك ،ظهرت دراسات أخرى في وقت الحق تتعارض مع نظريات التأثير المباشر ،من أهمها دراسات الباحث
بول الزرسفيلد في مجال الحمالت اإلعالمية السياسية .فقد وجد الزرسفيلد أن الناخبين ال يتأثرون بالحمالت
الدعائية فقط ،بل يسعون للنقاش مع األفراد اآلخرين في محيطهم االجتماعي قبل اتخاذ القرار .واتضح أيضًا أن
.االتصال الشخصي له دور كبير في التأثير على الجمهور يفوق أحيانًا دور وسائل اإلعالم
وحاليًا ،يرى معظم علماء االتصال أن نظرية التأثير المباشر (اإلبرة تحت الجلد) ليست صحيحة ،ألنها تتجاهل
دور االتصال الشخصي ،كما أنها ال تناقش التنوع الكبير في وسائل اإلعالم واالتصال التي ظهرت منذ نهاية
الحرب العالمية الثانية وحتى اآلن ،وبالذات ظهور منصات التواصل االجتماعي وتطبيقات الرسائل الفورية،
التي جعلت الجمهور اآلن يقلل من اعتماده على وسائل اإلعالم التقليدية ،التي أصبحت غير قادرة على التحكم في
.اختياراته
ولكن من المفارقات العلمية اآلن هو أن بعض الباحثين يرى أن وسائل التواصل االجتماعي الجديدة ساعدت في
عودة نظرية التأثير المباشر ،بمعنى أن هناك حاالت تصل فيها الرسائل بشكل مباشر إلى الجمهور عن طريق
.أشكال متعددة من أدوات التواصل االجتماعيِ ،من أهمها حسابات المشاهير والمؤثرين
271
في المقال السابق ،كان الحديث عن أول نظرية من نظريات التأثير اإلعالمي ،وهي نظرية التأثير المباشر
(وتسمى نظرية اإلبرة تحت الجلد ،أو نظرية الرصاصة السحرية) .تقول هذه النظرية أن وسائل اإلعالم تصل
.إلى الجمهور بطريق مباشر ،ويكون لها أثر قوي وموحد على جميع أفراد المجتمع
ولكن من عيوب هذه النظرية أنها ال تأخذ في االعتبار تنوع الجمهور وتنوع وسائل االتصال ،خاصة في مجال
اإلعالم الرقمي وشبكات التواصل االجتماعي .فقد أصبح من الصعب على أي مصدر إعالمي واحد أن يسيطر
على المعلومات واآلراء التي يتعرض له الجمهور .بل إن الجمهور أصبح هو المتحكم األساسي في العملية
االتصالية ،من حيث اختيار المصادر والمحتويات التي تلبي احتياجاته .ولذلك ،قال الكثير من الباحثين أن نظرية
.التأثير المباشر قد انتهى عصرها ،وأصبحت غير صحيحة حاليًا
ولكن ،على الرغم من ذلك ،هناك باحثون آخرون يقولون أن العكس هو الصحيح ،ويؤكدون أن نظرية التأثير
المباشر عادت للظهور من جديد من خالل وسائل االتصال الرقمي نفسها .ويستشهدون على ذلك بالعديد من
.الحاالت التي انتشرت فيها المعلومات واألفكار بشكل قوي وسريع عن طريق اإلنترنت واألجهزة الذكية
ومن األمثلة على ذلك انتشار األخبار والشائعات المتعلقة بجائحة كورونا في السنوات األخيرة .فقد راجت
معلومات ،معظمها غير صحيح ،عن أصل المرض وطرق انتشاره وأساليب عالجه ،وكان لها تأثير سلبي في
كثير من األحيان على صحة العديد من الناس .والحظ الباحثون أن هذه المعلومات تصل للجمهور بشكل سريع
.جدًا عن طريق مواقع التواصل االجتماعي ،وتؤثر في تفكيرهم وسلوكياتهم تجاه هذه األزمة
باإلضافة إلى ذلك ،الحظ العديد من المراقبين زيادة تأثير المشاهير على القرارات الشرائية للمتابعين ،ففي
حاالت عديدة يتهافت الناس على شراء سلعة أو ارتياد مقهى أو مطعم أو حضور فعالية لمجرد أن أحد المشاهير
.في مواقع التواصل االجتماعي رّو ج لهذه السلعة أو الخدمة
هذه الظواهر اإلعالمية الجديدة دفعت الكثير من الباحثين إلى القول بأن ما نالحظه اآلن هو عودة نظرية التأثير
المباشر التي قال عنها الكثيرون أنها أصبحت غير صحيحة اآلن .لكن فريقًا آخر من الباحثين يؤكد إن ما يجري
.اآلن هو في الواقع عمليات اتصالية جديدة تختلف في طبيعتها وأسلوب انتشارها عما هو معروف قديمًا
ففي السابق ،كانت وسائل اإلعالم قليلة واعتماد الناس عليها كبير ،لكن اآلن تنوعت الوسائل وتعددت التوجهات
بشكل غير مسبوق .وأصبح التأثير اإلعالمي يأتي كثيرًا عن طريق ما نسميهم بالمؤثرين .بمعنى أن المعلومات
واآلراء ال تصل إلى الجمهور مباشرة من وسائل اإلعالم ،بل تأتيهم عن طريق أشخاص أو جهات يثقون بها
.ويتابعونها عن طريق مواقع التواصل االجتماعي
وفي الحقيقة ،أن ظاهرة التأثير غير المباشر كانت موجودة ومعروفة لدى الباحثين حتى قبل ظهور االنترنت
وانتشار شبكات التواصل االجتماعي ،من خالل نظرية تسمى (تدفق المعلومات على مرحلتين) .وهذه النظرية
تقول بعكس ما جاءت به نظرية التأثير المباشر (أو اإلبرة تحت الجلد) فهي ترى أن الناس ال يتأثرون بوسائل
اإلعالم فقط ،بل إنهم يتأثرون بالمحيط االجتماعي من حولهم من خالل النقاش والتفاعل الشخصي .وهذا ما
.سنعود للحديث عنه في المقال القادم إن شاء الله
213
في هذا المقال ،سنتعرف على نظرية التأثير غير المباشر ،أو ما يسمى بنظرية (تدفق المعلومات على مرحلتين).
في السابق ،كان الباحثون يرون أن تأثير اإلعالم يأتي بشكل موحد وقوي ومباشر على جميع الناس ،أو ما يعرف
.بنظرية (اإلبرة تحت الجلد) أو نظرية (الرصاصة السحرية) — أنظر المقالين السابقين
ولكن نظرية تدفق المعلومات على مرحلتين تقول إن وسائل اإلعالم ليست هي المصدر الوحيد للمعلومات لدى
الناس في المجتمع .وترى النظرية أن هناك فئة من الناس يطلق عليهم اسم (قادة الرأي) يتابعون وسائل اإلعالم
أكثر من غيرهم ،ويتشكل لديهم معلومات عما يجري في المجتمع وفي العالم ،ويختارون من هذه األخبار
والمعلومات ما يرون أنه هام وجدير بالنقاش ،ثم يقومون بنشر هذه المعلومات لمن حولهم من الناس في المجتمع
.ممن يثقون بهم
ظهرت هذه النظرية على يد الباحث األمريكي بول الزرسفيلد وزمالئه في عام 1948م في كتاب بعنوان (اختيار
الشعب) ،بعد دراسات على سلوكيات الناخبين وطرقهم في اتخاذ القرار خالل فترة االنتخابات الرئاسية لعام
1940م .قال الباحثون أن المعلومات تصل أوًال إلى (قادة الرأي) وهم األشخاص الذين يتابعون وسائل اإلعالم
بكثرة ويجمعون المعلومات وينشرونها وفق تفسيراتهم الخاصة ألشخاص آخرين هم أقل منهم متابعة لوسائل
.اإلعالم
وهذه النظرية تشير إلى أن معظم الناس ال يتلقون المعلومات من وسائل اإلعالم مباشرة ،بل يتلقونها بشكل غير
مباشر من قادة الرأي من خالل التفاعل االجتماعي .وخلص الباحثون ،في تلك الفترة ،إلى أن التواصل الشخصي
.أهم وأقوى في التأثير من وسائل اإلعالم ،وأن تأثير وسائل اإلعالم محدود على معظم الناس
وتطورت هذه النظرية من خالل دراسات أخرى قام بها الزرسفيلد وكاتز وظهرت في كتاب بعنوان (التأثير
الشخصي) في عام 1950م .وأكدت هذه الدراسات أن األشخاص يتأثرون بمحيطهم االجتماعي من خالل العائلة
.واألصدقاء والزمالء أكثر من تأثرهم بوسائل اإلعالم
وتزداد أهمية هذه الظاهرة في عصر اإلنترنت وشبكات التواصل االجتماعي ،حيث برزت ظاهرة (المؤثرين)،
وهم أشخاص حققوا شهرة واسعة نسبيًا ،وحصلوا على ثقة أعداد كبيرة من المتابعين .وحسب هذه النظرية ،فإن
المشاهير أو المؤثرين هم بمثابة (قادة الرأي) الذين يتابعهم الجمهور ويثق بهم .وفي عصر التواصل االجتماعي
وتطبيقات الرسائل الفورية ،أصبح الكثير من الناس ال يثق بوسائل اإلعالم التقليدية ،بل يبحث عن المعلومات
.التي تهمه عن طريق هؤالء المشاهير أو المؤثرين
وتقوم الشركات والمؤسسات والجهات الحكومية األخرى باستخدام هؤالء المؤثرين للوصول إلى الجمهور .فعن
.طريق المؤثرين ،يتم نشر معلومات عن السلع والخدمات أو األفكار السياسية أو الدينية أو غيرها
98 Followers
· Followخالد الحلوة
2 min read · Dec 11, 2017
1
الموضوعية في األخبار هي أساس الصحافة واإلعالم الجاد القائم على مبادئ مهنية عالية .والمقصود
بالموضوعية هو مجموعة الممارسات التي إذا قامت بها الوسيلة اإلعالمية بالشكل الصحيح ،فإنها تجعل
الجمهور يثق بها ويعتمد عليها في الحصول على المعلومات التي تهمه وتلبي إحتياجاته .والموضوعية
.تقوم على عدة شروط من أهمها ما يلي objectivity
أوًال ،الفصل بين الحقيقة والرأي ،فكل خبر يجب أن يكون مبنيًا على الحقائق والمعلومات الدقيقة التي يمكن
التحقق من صحتها .فمن المتعارف عليه في الصحافة الجادة أن يكون هناك فصل تام بين صفحات األخبار
وأعمدة الرأي في الجريدة .وفي االذاعة والتلفزيون ،هناك فرق بين نشرة األخبار من جهة ،والبرامج الحوارية
التي تحلل ما وراء األخبار ،من جهة ثانية .وكل خبر يجب أن يحتوي على سرد واضح للوقائع التي حدثت فعال
.دون الخوض في تكهنات أو تفسيرات شخصية ليس لها إثبات أو مبرر
والمقصود بها جمع وتوثيق المعلومات الصادقة accuracyومن أهم متطلبات الموضوعية أيضًا الدقة
والصحيحة بقدر اإلمكان في ظل وجود عوائق مثل الحاجة للسرعة في نشر الخبر .ومن شروط الدقة التأكد من
صحة وسالمة جميع الحقائق في الخبر مثل األرقام والتواريخ وأسماء األشخاص المذكورين في الخبر وصحة
المقوالت المنسوبة لهم .ويجب أن يكون لدى الصحيفة وسيلة لتصحيح األخبار في حالة حدوث أخطاء .وكثير
تنشر فيها تصحيح ألي معلومات خاطئة correctionsمن الصحف تخصص زاوية خاصة بالتصحيحات
.وردت في الجريدة وتقدم االعتذار لألشخاص الذين أخطأت الجريدة في حقهم
وهو عدم تفضيل جانب على آخر أو وجهة neutralityوال تكتمل الموضوعية إال بعنصر ثالث وهو الحياد
وهو العدل واإلنصاف عند عرض وجهات نظر balanceنظر على أخرى ،وهو بذلك تحقيق لمبدأ التوازن
مختلفة حيال قضية أو صراع أو جدل يهم المجتمع .والتوازن ال يعني بالضرورة منح مساحة أو وقت متساوي
لجميع أطراف القضية ،وال يعني معاملة جميع األطراف بالمثل .فمثًال ،في حالة وقوع جرائم أو اعتداءات على
األبرياء ،ليس من المنطقي أو المقبول منح نفس االهتمام لوجهة نظر المجرم أو المعتدي .وليس من المقبول
.أيضا إعطاء مساحة ألصحاب اآلراء العنصرية أو التي تروج للعنف أو الكراهية
واالنحياز هو ميل إلى طرف ضد آخر .واإلنحياز قد يكون مقصودا أو biasكما أن الحياد هو عكس اإلنحياز
غير مقصود .فاإلنحياز المقصود هو عندما تكون الوسيلة اإلعالمية ذات توجه سياسي أو فكري واضح وتسعى
والجمهور في ) propagandaبروباجندا( لتغليب وجهة نظرها دائما بشكل واضح وهذا ينقلب إلى دعاية
.الغالب يستطيع إكتشاف ذلك
أما اإلنحياز غير المقصود فهو أقل وضوحا ويأتي بسبب الخلفية اإلجتماعية الثقافية والسياسية للمؤسسة
اإلعالمية ،أو للصحفي نفسه ،فقد يختار المواضيع التي تتوافق مع اتجاهه ويصيغها بأسلوب منحاز وبمفردات
.سلبية أو إيجابية منحازة حتى دون أن يدرك ذلك
وعلى أرض الواقع ،هناك صعوبات في تحقيق جميع شروط الموضوعية .لذلك يقول بعض المختصين أن
الموضوعية هي مصطلح مثالي يستحيل تطبيقه على أرض الواقع ،فكل وسيلة إعالمية لها ميول وتحيز خاص
بها ال تستطيع التخلص منه .ولكن الحل هو في السعي نحو أكبر قدر من الموضوعية ،ودعم ذلك بمزيد من
.الشفافية والنزاهة في العمل الصحفي
Sign up Sign In
· Followخالد الحلوة
2 min read · Dec 11, 2017
مع التطور الهائل في تقنيات اإلتصال الذي يعيشه العالم حاليًا ظهرت مشكلة إنتشار اإلشاعات واألخبار الكاذبة.
فنالحظ أن أي شخص في العالم يمكنه أن ينشر معلومة أو صورة أو مقطع فيديو ،دون التأكد من صحته أو
معرفة مصدره األصلي .وقد يكون ذلك بسبب اإلهمال وعدم الحذر .واألخطر من ذلك أن يأتي نشر المعلومة
.بهدف التشويش أو اإلساءة لسمعة شخص أو جهة أو دولة
وهنا يأتي دور الصحافة والتي يجب أن تكون هي الوسيلة اإلعالمية التي يثق بها المواطن للتأكد من صحة
األخبار ومعرفة تداعيات األحداث التي تحيط به وتؤثر على مجرى حياته .وتقوم مهنة الصحافة على مبادئ
.ومهارات وأخالقيات أساسية يجب أن يتبعها أي صحفي ليكسب ثقة الجمهور
فمهنة الصحافة تقوم على إكتشاف الحقائق التي تهم الجمهور وجمعها والتأكد من صحتها ،ثم صياغتها باألسلوب
المناسب وتقديمها للجمهور بشكل مفهوم ومتكامل ونشرها بأسرع وقت ممكن .وأهم ما يميز الصحفي في هذا
السياق أنه يعمل للخدمة العامة وتحقيق المصلحة العامة ،ولذك فهو يختلف عن ما يسمى بـ (الصحفي المواطن)
الذي ينشر المعلومات عبر وسائل التواصل المختلفة ،وقد يكون نشره للمعلومات مجرد هواية أو بدافع البحث
.عن الشهرة أو لخدمة مصالح جهات معادية وغير ذلك
ومهنة الصحفي تتطلب البحث والتقصي وطرح األسئلة أثناء جمع المعلومات وتسجيلها .ثم تأتي خطوة أخرى،
حيث نالحظ أن معظم الصحف fact checkingهي من أهم خطوات إعداد األخبار ،وهي المراجعة والتدقيق
copy-أو sub-editorsالجادة في العالم تخصص إدارة تحرير لهذا الغرض تسمى مجموعة التحرير المساند
ومهمتها التأكد من صحة المعلومات في أي خبر قبل نشره .ويشمل ذلك التأكد من صحة العبارات editors
المنسوبة لألشخاص المذكورين في الخبر ،وكذلك التأكد من صحة األرقام والتواريخ وأسماء األشخاص وأسماء
.األماكن والعناوين وغير ذلك ،عالوة على التصحيح اللغوي واإلمالئي
ومن أهم مبادئ الصحافة أيضًا الفصل بين الحقائق واآلراء ،فكل خبر يجب أن يكون مبنيًا على الحقائق ،وهي
المعلومات الدقيقة والصحيحة التي يمكن التحقق من صحتها .وهي بذلك تختلف عن الرأي أو التعليق الذي يعبر
عن رأي الكاتب ويكون قابًال للنقاش .لذلك يجب على الصحفي عدم إدخال رأيه في صياغة الخبر .كما يجب أن
يبتعد الصحفي عن التوقعات والتكهنات التي ال يوجد لها أدلة أو براهين أو تبرير مناسب .كما يجب أن يبتعد عن
العبارات اإلنشائية والصياغات األدبية التي ليست من صلب الخبر والتي من شأنها أن تشتت انتباه المتابع عن
.الفهم الحقيقي للموضوع
وفي الختام ،فإن الصحف ومحطات اإلذاعة والتلفزيون التي تطبق هذه المبادئ في عملها هي التي يثق بها
الجمهور ويلجأ لها لمعرفة ما يدور حوله في العالم .وفي كل يوم تزداد فيه موجة األخبار الكاذبة والمزيفة تزداد
.معها حاجتنا كجمهور إلى صحافة ومصادر أخبار موثوقة نلجأ إليها لنعرف الخبر اليقين والرأي السديد
· Followخالد الحلوة
2 min read · Dec 2, 2017
1
نعيش اليوم ثورة المعلومات التي قلبت موازين اإلعالم واإلتصال الجماهيري .فبعد أن كانت وسائل اإلعالم
التقليدي (من صحف ومحطات إذاعة وتلفزيون) تخاطب الجمهور من نقطة مركزية واحدة ،وفي إتجاه واحد،
أصبح الجمهور اآلن يشارك وسائل اإلعالم في صنع األخبار ونشر المعلومات ،والتعليق عليها ،ولم يعد
.الجمهور مجرد مستقبل سلبي للمعلومات بل أصبح مشاركًا فعليًا في صناعة األخبار
وهذا ما جعل الكثير من المتخصصين يقول أنك بمجرد حملك لهاتف ذكي في جيبك ،فإن ذلك يجعل منك إعالميًا
جاهزًا لنقل األخبار في أي وقت ،والتأثير على الرأي العام في أي إتجاه تريد .وأطلق البعض على هذه الظاهرة
.إسم (صحافة المواطن) .وحاليًا يدور جدل بين الخبراء حول مزايا وعيوب هذه الظاهرة
هي تلك المواد التي ينتجها وينشرها أفراد من عامة ) citizen journalismصحافة المواطن( والمقصود بـ
الناس ،دون أن يكون لهم إرتباط رسمي بأي مؤسسة إعالمية .وفي البداية ،كان من أهم أمثلة هذه الظاهرة
أسلوب كتابة (المدونات) ,حيث أتاحت اإلنترنت لكل شخص أن يسجل مالحظاته في موقع خاص ،يستطيع من
خالله نشر كل ما يشاء من أخبار وتعليقات وصور .ثم تسارعت خطوات التطوير وظهرت مواقع وتطبيقات
سهلت بالفعل ألي فرد المساهمة في نشر األخبار وتحميل الصور ومقاطع الفيديو ،وهي التقنيات التي نعرفها
.اآلن بإسم (شبكات التواصل اإلجتماعي)
ويرى المؤيدون لهذه الظاهرة أن مشاركة الجمهور في نشر المعلومات بهذا الشكل المفتوح له فوائد عديدة ،من
أهمها أنه يكسر إحتكار اإلعالم التقليدي لألخبار واآلراء ،ويمنح أفراد المجتمع قدرًا كبيرًا من السيطرة والتحكم
.باألخبار التي تهمهم وتلبي إحتياجاتهم
بالمقابل ،هناك العديد من النقاد الذين يرون الكثير من السلبيات في هذه الظاهرة .فيقولون إن ما يسمى بـ (صحافة
المواطن) ال تنطبق عليه مبادئ وشروط الصحافة كما يعرفها أصحاب المهنة ،فالصحافة لها مهارات وأخالقيات
ال تتوفر في العديد من الناس الذين يتناقلون األخبار دون مراعاة لمصداقيتها أو تأثيرها على األمن الوطني أو
.على خصوصية وسمعة اآلخرين
وفي هذا الخصوص ،إقترح (إتحاد الصحفيين البريطانيين) منظورًا آخر لهذه الظاهرة بحيث يطلق عليها إسم
وبذلك تستطيع المؤسسات اإلعالمية اإلستفادة من هذه المواد ) witness contributorمساهمة شاهد عيان(
بعد إختيار المناسب منها .وهذا في الواقع ما تقوم به مؤسسات إعالمية كبرى مثل هيئة اإلرسال البريطانية
.من خالل موقعها اإلخباري على اإلنترنت ،وكذلك الموقع اإلليكتروني لصحيفة الـ (نيويورك تايمز) BBC
ولذلك ،يقترح بعض المتخصصين أن تقوم مؤسسات اإلعالم التقليدي باالستفادة من هذه المواد ،وذلك عن طريق
جمعها والتحقق من مصداقيتها واختيار المناسب منها ثم نشرها وفق السياق المهني المتعارف عليه .كما من
.واجبنا نحن المواطنين أن ال نعيد إرسال أي خبر إال بعد التأكد من سالمة مصدره
فيديو آراء ثقافة تكنولوجيا مرأة اليف ستايل فن رياضة منوعات تحقيقات تحليالت أخبار
Archive
ما هو الفرق بين العمل الصحفي واإلعالمي؟
الصحفي واإلعالمي يشتركان في الكثير من واجبات العمل واألهداف ،لكن يختلفان في نسبة الوقت المتاح ،سرعة إظهار نتائج العمل
اإلخباري ،التفاعل المباشر مع األحداث واالستقالل بالعمل بعيدًا عن االرتباط بالمؤسسات ،بالتالي هناك فروقات بينهما ،لكن بسيطة
جدًا ،ورغم ذلك ال يمكن الخلط بين الصحفي واإلعالمي.
عربي بوست
كثريًا ما نسمع كلمة العمل الصحفي أو اإلعالمي ،وهنا يقع الجميع يف حرية ،فهل هما اسمان لوظيفة واحدة؟ أم
وظيفتان ُم ختلفتان؟ هل يشرتك الصحفي واإلعالمي يف نفس املهام والواجبات أم ال؟
ولتوضيح ذلك يجب أن نحدد من هو الصحفي ومن هو اإلعالمي وبما يشرتكان وبأي يشء يختلفان.
أوًال :من يعمل يف مقر صحيفة أو مجلة هو صحفي ،ومن يعمل يف قناة أو إذاعة هو إعالمي ،ويشرتكان بحصولهما
على شهادة جامعية يف اإلعالم.
ثانيًا :الصحفي بالعادة ال يكون معروفًا كثريًا إال إذا قام بتحقيق صحفي كبري ،فيصبح اسمه مشهورًا ،ولكن يبقى شكله
غري معروف ،أما اإلعالمي فالجميع يعرفونه ،خاصة إذا كان عمله بالشاشة واإلذاعة مثل املذيع ومقدم الربامج.
ثالثًا :إن مهنة الصحفي هادئة نوعًا ما ال تحتوي على ضغط وأوقات ُم حددة ،وال تتفاعل مع األحداث رسيعًا ،أما مهنة
اإلعالمي فهي تحت الضغط الوقت دائمًا ،وتتفاعل كثريًا مع األحداث اليت تتطلب النقل املبارش والتعليق والتفاعل.
رابعًا :الصحفي يتدرج يف العمل داخل الصحيفة أو املجلة ،ضمن تسلسل محدد ،فقد يبدأ مراسًال أو محررًا وبعدها
ينتقل إىل وظيفة أخرى مثل مدقق لغوي ،معاون رئيس تحرير ،وهكذا وصوًال إىل رئيس تحرير ،أما اإلعالمي فهو يملك
كرب.
بدايات ُم تنوعة ،فقد يبدأ مراسًال أو ُم حررًا ،أو ُم راسًال وُم ذيعًا ،ومقدم برامج ،فخيارات اإلعالمي أ
سادسًا :املحرر الصحفي يكون بالعادة صاحب خربة طويلة جدًا باللغة العربية ،ويملك وقتًا كافيًا لتحرير األخبار ،وقد
يضيف عليها معلومات أخرى لتكون شاملة الحدث بكل أبعاده.
ًا
املحرر التلفزيوين واإلذاعي فيكون من أصحاب الخربات الجيدة أيض ،ولكن ال يملك الكثري من الوقت لتحرير األخبار،
فهو يعمل ويركز على تقصري الخرب وجعله ُم ؤثرًا وُم خترصًا ليجذب الجمهور بأقل الكلمات وأ كرثها تأثريًا.
سابعًا :رئيس التحرير يف الصحيفة واملجلة يقوم بهمة اإلرشاف وتدقيق واختيار األخبار بحسب األهمية وتوزيعها بني
الصفحات األوىل وما بعدها ،والحفاظ على توجه الصحيفة أو املجلة السيايس ،وهذا يتشابه مع عمل رئيس تحرير
األخبار يف القناة واإلذاعة ،فهو ُيحافظ على سياسة التغطية اإلخبارية.
ًا
لكن الفرق بينهما ،رئيس تحرير القناة واإلذاعة ال يملك الوقت الكايف ،فهو تحت ضغط دائم ،ألن نتائج عمله تظهر
ُم بارشة كل ساعة ،وعليه أن يتفاعل مع األحداث برسعة ويتخذ قرارات حاسمة تجاه التغطية والتعليق ،أما رئيس
التحرير الصحفي فهو يملك الوقت الكايف التخاذ قرار النرش والتعليق ألهم األحداث ،وليس كلها.
ثانيًا :التنقل بني القنوات التلفزيونية واإلذاعات أسهل ملن يعمل بها ،فيستطيع التحول هنا وهناك ،أما الصحف
واملجالت فمن الصعب االنتقال إىل أخرى ،وذلك بسبب قلة التمويل وقلة الفرص املتاحةُ ،م قارنة بعدد القنوات
واإلذاعات.
ثالثًا :الصحفيون يف الصحف واملجالت ينتقلون إىل القنوات واإلذاعات ،لكن قليًال ما نشاهد العكس.
رابعًا :يمكن للصحفي أن يكون ُم ستقًال ،وأن ُيمارس عمله بعيدًا عن الصحف واملجالت ،فيؤسس مواقع إلكرتونية
وصفحات تواصل وينرش أو يبيع عمله لصحف ومجالت أو قنوات وإذاعات ،أما اإلعالمي فبالعادة يعمل ضمن قنوات
وإذاعات.
الصحفي واإلعالمي يشرتكان يف الكثري من واجبات العمل واألهداف ،لكن يختلفان يف نسبة الوقت املتاح ،رسعة إظهار
نتائج العمل اإلخباري ،التفاعل املبارش مع األحداث واالستقالل بالعمل بعيدًا عن االرتباط باملؤسسات ،بالتايل هناك
فروقات بينهما ،لكن بسيطة جدًا ،ورغم ذلك ال يمكن الخلط بني الصحفي واإلعالمي.
ملحوظة:
التدوينات املنشورة يف مدونات هافينغتون بوست ال تعرب عن وجهة نظر فر يق تحر ير املوقع.
اقرتح تصحيحًا
شارك: