You are on page 1of 11

‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫السداسي‪ :‬األول‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة ونصف)‬
‫األستاذ‪:‬نسيم يخمف‬
‫أستاذ محاضر قسم – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترك حقوق‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬ركن الرضا‬

‫عمى الرغم من االختالفات الفقيية السابق ذكرىا بالنسبة ألركان الزواج ‪ ،‬فان كل فقياء الشريعة‬
‫وجوده والذي ال يتحقق العقد‬ ‫والقانون اتفقوا عمى أن الرضا ىو الركن األساسي في عقد الزواج‬
‫بدونو‪،‬ىذا مع بعض االختالفات في تسميتو ال غير ( الصيغة‪،‬اإليجاب والقبول)‪.‬‬

‫أما في التشريع الجزائري لسنة ‪ 1984‬فقد أشارت المادة ‪ 09‬إلى الرضا وجعمتو ركن من األركان إال‬
‫أن تعديل ‪ 2005‬جعل منو الركن الوحيد كما أشرنا‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مفيوم الرضا في الزواج‬


‫ويتحقق الرضا بتبادل اإليجاب و القبول ما بين الطرفين ‪ ،‬إال أن الرضا في الواقع ىو عبارة عن‬
‫حالة نفسية يمكن التعبير عنيا وفق تصورات مختمفة ‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪2‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة ونصف)‬
‫األستاذ‪:‬نسيم يخمف‬
‫أستاذ محاضر قسم – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترك حقوق‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫( في حالة‬ ‫وفي مفيوم عمماء الشريعة اإلسالمية فان اإليجاب ىو ما يصدر عن ولي الزوجة‬
‫أو‬ ‫اشتراطو كما سيناقش الحقا ) وفيو يقول بالمفظ صراحة ما يفيد معنى الزواج‬
‫النكاح‪1‬حسب رأي السادة الشافعية‪.‬‬

‫في حين يرى المالكية جواز استعمال أي لفظ يفيد معنى الزواج حتى ولو كان بالتمميح‬
‫أو بالتعريض لو فقط و بأي لفظ د ّل عميو و بأي تمميح كمفظ ‪ :‬النكاح ‪ ،‬أو التزويج ‪ ،‬أو التمميـك‬
‫ويستدلون في ذلك بالحديث الذي رواه أبي ىريرة رضي اهلل عنو ان رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم‬
‫قال لرجل‪:‬‬

‫(( ما تحفظ ؟ فقال الرجل سورة البقرة والتي تمييا ‪ ،‬فقال الرسول صمى اهلل عميو وسمم‬
‫قم فعمميا عشرين آية ))‬

‫وفي ىذا ما يفيد وقوع العقد والتزويج منو صمى اهلل عميو وسمم ‪.‬‬

‫لولي الزوجة كقولو قبمت الزواج بيا أو نكاحيا أو حتى‬ ‫أما القبول فيو ما يقولو الزوج أو وكيمو‬
‫ٌتعٌن أن يتحقق فً اإلٌجاب والقبول(‬ ‫لفظ قبمت ذلك ‪ ،‬ولكً ٌكون الرضا قائما بشكل صحٌح‬
‫الصٌغة) شروطهما وهً ‪:‬‬

‫مثل قولو زوجتك أو أنكحتك ابنتي أو من في واليتي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪1‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪3‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة ونصف)‬
‫األستاذ‪:‬نسيم يخمف‬
‫أستاذ محاضر قسم – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترك حقوق‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫‪ -1‬توافق اإلٌجاب والقبول فً ذات الزوجٌن موضوعا وشروطا إن وجدت ‪.2‬‬


‫‪ -2‬اتصال اإلٌجاب مع القبول فً عامل الزمن ‪ ،‬فطول االنتظار للرد ٌفهم منه عدم القبول ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ٌكون منجزا وحاال فً وقته ولٌس مبنً على وضع مستقبلً وٌكون اللفظ فً الغالب فً‬
‫صٌغة الماضً ‪ ،‬وسواء كان اإلٌجاب فً صٌغة األمر أو المستقبل فان اإلٌجاب ٌتعٌن أن‬
‫ٌكون دائما فً صٌغة الماضً ((قبلت))‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬التعبير عن اإلرادة ضمن التشريع الجزائري‬

‫ذىب المشرع الجزائري إلى تعداد وسائل التعبير عن الرغبة في الزواج أو قبول عرض الزواج‬
‫أو التزويج وجعميا صحيحة ومعبرة سواء كانت إما بالكالم أو بالكتابة أو باإلشارة كما تنص عمى‬
‫ذلك المادة ‪ 10‬من قانون األسرة ‪:‬‬

‫((يكون الرضا بإيجاب من احد الطرفين وقبول من الطرف اآلخر بكل لفظ يفيد معنى النكاح‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬مع األخذ بعٌن االعتبار ارادة الولً التً سنتطرق لها بالتفصٌل فً شروط العقد‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪4‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة ونصف)‬
‫األستاذ‪:‬نسيم يخمف‬
‫أستاذ محاضر قسم – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترك حقوق‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫شرعا‪.‬‬
‫أو عرفا كالكتابة‬ ‫ويصح اإليجاب و القبول من العاجز بكل ما يفيد معنى النكاح لغة‬
‫أو اإلشارة)) ‪.‬‬

‫وحسب المادة المذكورة فان تعبير الشخص عن إرادتو في الزواج يكون عن طريق الكالم ‪ ،‬فان كان‬
‫والنكاح لغة أو عرفا كالكتابة‬ ‫عاج از عن ذلك فيمكنو أن يعبر عن إرادتو بكل ما يفيد معنى الزواج‬
‫و اإلشارة‪.‬‬

‫ألي‬ ‫المشرع الجزائري ىنا لم يشترط أن يكون التعبير بالمغة محددا بمغة معينة بل ترك ذلك مفتوحا‬
‫لغة يختارىا الطرفين دون اشتراط لمغة الرسمية والميم أن تكون المغة المخاطب بيا مفيومة في نفس‬
‫الوقت من قبل الطرفين والشاىدين والموثق أو ضابط الحالة المدنية في البمدية فيشترط في لفظ الرضا‬
‫أن يكون بمفظ يفيد معنى النكاح شرعا بالصيغة المؤبدة وغير المؤقتة ‪ ،‬سواء كانت بالمغة العربية أو‬
‫بغيرىا مع اختالف بالنسبة لمشافعية الذين اشترطوا المغة العربية ألنيا الزواج في رأييم مثل الصالة‬
‫تشترط أن تؤدى بالمغة العربية‪.‬‬

‫وقد كانت المادة ‪ 20‬من قانون سنة ‪ 1984‬قبل إلغاءىا تقبل الوكالة في إبرام العقد لمرجل ‪ ،‬والمادة‬
‫‪ 11‬تشير إلى الوالية عن المرأة في الزواج من طرف ولييا دون وكالة وىذا قبل تعديميا في سنة‬
‫الحضور‬ ‫ال يعترف بالوكالة في عقد الزواج ويتطمب‬ ‫‪ 2005‬أيضا أين أصبح القانون الجزائري‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪5‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة ونصف)‬
‫األستاذ‪:‬نسيم يخمف‬
‫أستاذ محاضر قسم – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترك حقوق‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫الشخصي في مجمس العقد أمام ضابط الحالة المدنية أو الموثق حسب اختيارىما مع إعطاء األولوية‬
‫‪3‬‬
‫ليذا العقد مقارنة مع العقد العرفي الذي يقع في وصف جمسة الفاتحة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬عقد الزواج عن طريق الشبكة االلكترونية‬


‫استحدثت وسائل االتصال الحديثة إمكانية التواصل بين طرفين أو أكثر في ظرف زماني واحد لكن‬
‫مع تواجد مكاني مختمف ‪ ،‬سواء كان ىذا التواصل مرئي أو مسموع أو مكتوب أو الكل معا في تقنية‬
‫واحد ‪ ،‬وعنو نشأ ما أصبح يعرف بالتعاقد االلكتروني والذي أخذت بو الكثير من التشريعات‬
‫القانونية منيا التشريع المدني الجزائري في المادة ‪ 323‬مكرر ‪ 01‬بقوليا‪:‬‬

‫يعتبر اإلثبات بالكتابة في الشكل اإللكتروني كاإلثبات بالكتابة عمى الورق بشرط إمكانية‬
‫التأكد من ىوية الشخص الذي أصدرىا و أن تكون معدة و محفوظة في ظروف تضمن‬
‫سالمتيا‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬صدرت تعلٌمة عن وزارة العدل موجهة للسادة األئمة مفادها منعهم من إبرام جلسة عقد الزواج فً وصف قراءة الفاتحة داخل المساجد ما لم ٌتم‬

‫التأكد بان العقد اإلداري قد تم إبرامه أمام ضابط الحالة المدنٌة ‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪6‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة ونصف)‬
‫األستاذ‪:‬نسيم يخمف‬
‫أستاذ محاضر قسم – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترك حقوق‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫وأصبح ىناك تواصل دولي بين عدة أطراف يعقدون فييا عقود عن طريق الوسائط االلكترونية دون‬
‫أن يكون ىناك تواجد فعمى لمطرفين في حيز جغرافي واحد ‪ ،‬و ىذا النوع من العقود أصبحت لو‬
‫نفس القيمة القانونية ومنج از ألثاره بين األطراف وتترتب عنو نفس الحقوق وااللتزامات لمطرفين بنفس‬
‫درجة العقود الكالسيكية المبنية عل تواجد زماني ومكاني واحد ألطراف العقد ‪.‬‬

‫فيل يمكن أن يمتد ىذا النوع من العقود إلى عقد الزواج ذو القدسية الخاصة كون أن طرفي العقد‬
‫ىما موضوعو وليس مسائل مادية عادية ؟‬

‫عن طريق الشبكة االلكترونية بعض االختالف بين مؤيد‬ ‫أثار موضوع التعاقد عن بعد في الزواج‬
‫ومنكر لو ‪ ،‬فمنيم من أجازه مادامت قد توفرت فيو الشروط الشرعية خاصة األركان والشروط إضافة‬
‫إلى اتحاد عنصر الزمن ويمكن التعبير عن اإلرادة بكل الطرق والتأكد من صحة التعبير في نفس‬
‫الوقت عمى الرغم من عدم تحقق عنصر التواجد المكاني بينيما ‪.‬‬

‫إال أن بعض الفقو الحديث أعاب عميو مسألة الغياب لمطرفين من حيث التواجد المادي في مجمس‬
‫العقد عمى الرغم من أنيا مسألة تم تجاوزىا في الكثير من مجاالت التعامالت االلكترونية أين‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪7‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة ونصف)‬
‫األستاذ‪:‬نسيم يخمف‬
‫أستاذ محاضر قسم – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترك حقوق‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫أصبحت الرسالة االلكترونية تتضمن التوقيع اإللكتروني ويمكن التأكد من مصدرىا وىي بمثابة‬
‫‪4‬‬
‫وسيمة إثبات كاممة بنص القانون ‪.‬‬

‫إال أن قدسية عقد الزواج تبقى بخصوصيتيا وفي التشريع الجزائري ال يوجد ما ينص عمى ىذا‬
‫النوع من عقود الزواج ‪.‬‬

‫والزواج ليس من األمور التي يقبل فييا‬ ‫وتبقى شبية التزوير والنصب في ىذا المجال قائمة ‪،‬‬
‫‪ ،‬إال أن األمر ليس مستبعد مستقبال خاصة مع تطور‬ ‫التالعب نتيجة أىميتو وأثره االجتماعي‬
‫التقنيات في ىذا المجال و التي تجعل من ذلك ليس باألمر المستحيل‪.‬‬

‫رابعا ‪:‬عيوب الرضا في عقد الزواج‬

‫المشرع الجزائري لم يتكمم عن ىذه العيوب إال فيما يخص اإلكراه الواقع عمى القاصرة في الزواج‬
‫وىذا في المادة ‪ 13‬من قانون األسرة ‪ ،‬ومع ذلك يمكن أن نعتمد ىذا طبقا لمقواعد العامة لمشريعة‬
‫اإلسالمية حسب معطيات المادة ‪ 222‬من قانون األسرة وعيوب اإلرادة كما ىو معموم ىي الغمط‬
‫‪،‬اإلكراه والتدليس ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬نص صحة اإلثبات الوارد فً المادة ‪ 323‬مكرر ‪ 1‬لم ٌستثنً أي مسألة من إمكانٌة اإلثبات بموجب هذه اآللٌة‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪8‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة ونصف)‬
‫األستاذ‪:‬نسيم يخمف‬
‫أستاذ محاضر قسم – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترك حقوق‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫أ‪ -‬الغمط في عقد الزواج ‪l’erreur:‬‬

‫الغمط ىو حالة تنشأ في ُمخيمة أو ذىن أحد الطرفين ونفسيتو و تدفعو إلى اعتقاد الصحة في‬
‫مسلة ما ‪ ،‬وىو ما يدفعو إلى التعاقد مع الطرف اآلخر في حين أن ما اعتقده صحيحا ىو عمى‬
‫أ‬
‫و‬ ‫خالف حقيقة األمر و واقعو ‪ ،5‬والوقوع في الغمط ىي حالة ذاتية ال دخل لمطرف اآلخر فييا‬
‫الشيء‬ ‫يقع فيو المتعاقد ‪ ،‬فيتصور المعطيات عمى حسب رغبتو وعمى عكس حقيقتيا ‪ ،‬فيصبح‬
‫الغير صحيح ‪ ،‬صحيح ا ‪ ،‬أو ما ىو صحيح يصبح غير صحيح بالنسبة لو‪.‬‬

‫فقد يعتقد الطرف األول أن األمر متعمق بالزواج في حين يظن الطرف الثاني أن األمر متعمق بعالقة‬
‫عابرة فقط ‪ ،‬كما يقع الغمط في شخص المتعاقد فيختمط األمر بين الخاطب و المخطوب لو ( وليو‬
‫ويكون‬ ‫أو وكيمو )‪ ،‬أو بين األم وابنتيا أو أختيا ‪ ،‬وىنا ينعدم الت وافق و ال يتحقق تطابق اإلرادتين‬
‫العقد منعدما‪.‬‬

‫كما يمكن لمغمط أن يتجسد في صفة من الصفات سواء كانت جسدية أو غيرىا ‪ ،‬وىنا تكون اإلرادة‬
‫متوفرة و ال يتأثر العقد من حيث الصحة ‪ ،‬إال إذا كانت الصفة جوىرية بالنسبة ألحد المتعاقدين‬
‫وعمى المدعي بوا أن يثبتوا‪ ،‬ويتحقق العقد ىنا باإلجازة من طرفو مع حقو في طمب اإلبطال ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬تجب االشارة هنا الى أن الغلط هو شًء غٌر الطمع الذي تكون تصبوا الٌه نفسٌة االنسان ‪ ،‬والطمع ال ٌعطً الحق فً طلب االبطال ‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪9‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة ونصف)‬
‫األستاذ‪:‬نسيم يخمف‬
‫أستاذ محاضر قسم – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترك حقوق‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫ب‪ -‬اإلكراه في عقد الزواج ‪la violance‬‬

‫اإلكراه ىو عيب يمس اإلرادة ويؤثر فييا فيجعميا تنساق عمى غير الوجو الذي يريده المتعاقد في ذلك‬
‫الموضوع ‪ ،‬و يقصد باإلكراه الضغط الذي يرد عمى إرادة أحد األشخاص ويدفعو إلى التعاقد تحت‬
‫ولوال ىذا األخير ما كان ليذا‬ ‫الخوف الشديد‬ ‫سمطان التيديد و الرىبة مما يكون لو حمة من‬
‫الشخص أن يمجا إلى إبرام عقد الزواج ‪ ،‬وىنا تكون إرادة المتعاقد موجودة ولكنيا معيبة من عنصر‬
‫الحق في االختيار أو الحرية في ذلك ‪.‬‬

‫واإلكراه قد يأتي في عدة صور ‪ ،‬مادي مثل الضرب و الحجز ‪ ،‬و قد يكون معنوي مثل التيديد‬
‫بفعل ما يخشى المتعاقد وقوعو ‪ ،‬فإذا وقع مثل ىذا اإلكراه من المتعاقد األول وميما كان نوعو(‬
‫و كان سببا في لجوء‬ ‫مادي أو معنوي) وأحدث خوفا لدى المتعاقد الثاني وفق معيار شخصي لديو‬
‫ىذا األخير إلى إبرام عقد الزواج ‪ ،‬كان من حق الشخص المتضرر أن يطمب إبطال عقد الزواج ‪.‬‬

‫إلى عيب اإلكراه في الزواج إال في حالة الزوجة‬ ‫أما المشرع الجزائري فمم يشر في قانون األسرة‬
‫القاصرة التي اشترط القانون موافقتيا ‪ ،‬ويبقى ذلك التصور خاضع لمقواعد العامة‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪10‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة ونصف)‬
‫األستاذ‪:‬نسيم يخمف‬
‫أستاذ محاضر قسم – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترك حقوق‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫ج‪ -‬التدليس في عقد الزواج ‪le dol :‬‬

‫التدليس ىو أكثر صور عيوب اإلرادة وقوعا في عقد العقود ‪ ،‬وىو عمى عكس الغمط ‪ ،‬يأتي بسبب‬
‫استعمال المتعاقد الثاني (زوج أو زوجة ) لوسائل احتيالية بيدف تضميل ‪ 6‬الطرف اآلخر وابعاده عن‬
‫الحقيقة وىذا بيدف دفعو إلى إبرام عقد الزواج وىو يضن أنو تحقق لو ما كان يصبوا إليو بكل‬
‫اصفتو المطموبة ‪ ،‬وفي حقيقة األمر الكل مغاير لذلك تماما ‪.‬‬
‫مو ا‬

‫يفيم من ىذا أن التدليس ىو عبارة عن احتيال و غش من أحد المتعاقدين ضد اآلخر أو من نائب‬


‫ليما في التعاقد يعمل معو من أجل حمل الطرف الثاني عمى التعاقد عن طريق التواطؤ بينيما من‬
‫أجل تحقيق النتيجة ‪ ،‬أما إن كان صادر من أجنبي ولم يعمم بو الشخص المستفيد منو فال يعتد بو‪.‬‬

‫ويكون اليدف من التدليس ىو دفع الطرف الثاني إلى التعاقد وقبول الزواج ‪ ،‬فإذا تزوجت امرأة مع‬
‫رجل عمى أساس أنو أعزت و إذا بو متزوج وكان الزوج قد أخفي عنيا ىذا األمر بغية قبوليا الزواج‬
‫ه بعكس ذلك‪،‬فان ىذا األمر يعطي ليا الحق في المجوء إلى القضاء لممطالبة بالتطميق‬
‫منو ‪ ،‬أو أوىم ا‬

‫المادة ‪ : 08‬في حالة التدليس يجوز لكل زوجة رفع دعوى قضائية ضد الزوج لممطالبة‬
‫بالتطميق‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬وٌقع التضلٌل بنٌة مبٌتة بعد معرفة حاجة الطرف الثان لشًء معٌن ٌكون هو الطعم للحصول على النتٌجة المرجوة‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪11‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة ونصف)‬
‫األستاذ‪:‬نسيم يخمف‬
‫أستاذ محاضر قسم – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترك حقوق‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫طمب التطميق ىذا يأتي استنادا لمعطيات المادة ‪ 08‬من قانون األسرة ‪ ،‬فكمما تحقق التدليس أصبح‬
‫من طرف‬ ‫العقد قابال لإلبطال ‪ ،‬إال أن المشرع رتب عن ذلك حق طمب التطميق ال اإلبطال‬
‫الشخص ضحية التدليس ‪.7‬‬

‫**************‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬فً هذا النص أقام المشرع الجزائري فرضٌة قائمة على اعتبار حالة التدلٌس فً شخص الزوج كفاعل و الزوجة كضحٌة على الرغم من أن األمر‬

‫ٌمكن أن ٌحتمل أي طرف منهما كضحٌة ‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬

You might also like