ماهية الضبط الاداري

‫الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬ ‫‪1‬‬

‫المقياس‪:‬القانون اإلداري‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة ( ‪ 3‬ساعات)‬
‫األستاذ‪ :‬ميمود قايش‬
‫أستاذ محاضر قسم ‪-‬أ‪-‬‬
‫الفئة المستهدفة‪:‬السنة أولى ليسانس – جذع مشترك حقوق‬
‫المحاضرة رقم ‪ :10‬ماهية الضبط اإلداري‬

‫لبيان ماىية الضبط اإلداري سنتعرض أوال لتعريفو وتمييزه عما يشابيو ثم نتعرض‬
‫ألنواعو‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬تعريف الضبط اإلداري‬

‫يمكن إعطاء تعريفات متنوعة لمضبط اإلداري من زوايا متعددة‪ ،‬غير أن الفقو ركز‬
‫كثي ار عمى معيارين لمتعريف بالضبط وىما المعيار العضوي والمعيار الموضوعي‪ .‬فتبعا‬
‫لممعيار العضوي يمكن تعريف الضبط اإلداري عمى أنو مجموعة األجيزة والييئات التي‬
‫تتولى القيام بالتصرفات واإلجراءات التي تيدف إلى المحافظ عمى النظام العام‪.‬‬
‫أما من حيث المعيار الموضوعي فيعرف الضبط اإلداري عمى أنو مجموعة‬
‫اإلجراءات والتدابير التي تقوم بيا الييئات العامة حفاظا عمى النظام العام‪ ،‬أو النشاط الذي‬
‫تقوم بو السمطات العامة من أجل المحافظة عمى النظام العام‪ ،‬والمعنى الثاني لمضبط ىو‬
‫الراجح فقيا‪.‬‬
‫لذلك يعتبر الضبط اإلداري من أىم وظائف الدولة وأخطرىا‪ ،‬لتعمقو أساسا بإستخدام‬
‫القوة وفرض قيود عمى الحريات الفردية بيدف حماية النظام العام في المجتمع‪ ،‬ومن جية‬
‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫ثانية وجود نظام الحريات العامة المكفولة بموجب الدستور والقوانين‪ ،‬مما يشكل مساسا بيا‬
‫إن إستيدفت اإلدارة العمومية ضبط النظام العام دون مراعاة النظام الحريات األساسية‪.‬‬
‫وتعد ىذه الوظيفة (الضبط اإلداري‪ ،‬البوليس) من أقدم الوظائف التي مارستيا الدولة‬
‫الحديثة والتي تعبر من خالليا عن سيادتيا من جية‪ ،‬وترمي بو إلى إشباع حاجات األفراد‬
‫من جية أخرى‪.‬‬
‫أما عن أىمية الضبط اإلداري فنجدىا تتمثل في عدة مسائل نذكر منيا‪:‬‬
‫‪ -1‬أن الضبط اإلداري يقوم عمى الموازنة والمواءمة بين حقوق األفراد وحرياتيم‪ ،‬وبين تقييد‬
‫ىذه الحريات وتنظيميا ضمن دائرة النظام العام‪.‬‬
‫‪ -2‬ييدف الضبط اإلداري إلى الحفاظ عمى عناصر النظام العام مجتمعة وىو أمر ال بد‬
‫منو ألي مجتمع‪ ،‬وىو ذو أىمية في المجاالت اإلقتصاديةواإلجتماعية والثقافية والسياسية‪،‬‬
‫فال يمكن أن تتقدم مجمة اإلصالح والتنمية في ظل الفوضى واإلضطرابات‪.‬‬
‫‪ -3‬يعتبر الضبط اإلداري ضرورة أساسية إلشاعة الديمقراطية‪ ،‬فأي مجتمع يفتقر لإلنضباط‬
‫ال يمكن أن تمارس فيو الديمقراطية‪ ،‬إذ أن الممارسة المنظمة لمحريات تؤدي إلى ممارسة‬
‫كافة أفرد المجتمع لحرياتيم‪.‬‬
‫‪ -4‬تتخذ سمطة الضبط اإلداري األسموب الوقائي لمنع وقوع الجريمة‪ ،‬والمحافظة عمى النظام‬
‫العام‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق المنع والمراقبة والتنظيم‪.‬‬
‫وفي األخير تجب اإلشارة إلى أن مصطمح الضبط ال ينصرف فقط إلى الجانب‬
‫اإلداري‪ ،‬بل قد ينطبق عمى العمل التشريعي والعمل القضائي مما يتعين التفرقة بين ىذه‬
‫الصور‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الضبط اإلداري والضبط التشريعي‬
‫يقصد بالضبط التشريعي مجموع القوانين الصادرة عن السمطة التشريعية والتي يكون‬
‫موضوعيا الحد من نطاق مباشرة بعض الحرية الفردية‪ ،‬فمصدر المنع أو القيد أو الضبط‬
‫ىو السمطة التشريعية‪.‬‬
‫غير أن سمطة الضبط اإلداري يجب أن تتم في إطار القوانين والتشريعات وتنفيذاليا‪،‬‬
‫أي بمعنى أن الضبط اإلداري ال يكون إال وفقا لمقتضيات التشريع واألعمال التشريعية‬
‫الصادرة عن السمطة المختصة‪.‬‬
‫وعميو عند مقابمة الضبط اإلداري بالضبط التشريعي يتبين لنا أن اليدف من النوعين‬
‫واحد وىو المحافظة عمى النظام العام‪ ،‬واإلختالف بينيما يكمن في أن الضبط اإلداري‬
‫تباشره وتشرف عميو سمطة إدارية‪ ،‬والضبط التشريعي مصدره السمطة التشريعية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الضبط اإلداري بالضبط القضائي‬

‫يقصد بالضبط القضائي اإلجراءات التي تتخذىا السمطة القضائية لمتحري عن الجرائم‬
‫بعد وقوعيا‪ ،‬والبحث عن مرتكبييا تمييدا لمقبض عمى مرتكبييا‪ ،‬وجمع األدلة الالزمة‬
‫لمتحقيق معيم ومحاكمتيم وتوقيع العقوبة‪.‬‬
‫ويتولى ميام الضبط القضائي فئة معينة منحيا القانون صفة الضبطية القضائية‪ ،‬في‬
‫حين يتولى ميمة الضبط اإلداري السمطة اإلدارية ممثمة في رئي الجميورية‪ ،‬الوزراء‪ ،‬الوالة‪،‬‬
‫ورؤساء المجالس الشعبية البمدية‪.‬‬
‫وبالرغم من أن الضبط القضائي يؤدي إلى صيانة النظام العام عن طريق الزجر‬
‫والردع الذي تحدثو العقوبة في نفوس األفراد‪ ،‬إال أن ىذا الضبط ال يمكن اإلعتماد عميو‬
‫وحده في تحقيق النظام العام‪ ،‬فوظيفة الضبط اإلداري أوسع مدى من مجرد الزجر والردع‬
‫من إرتكاب الجرائم‪ ،‬فيذه الوظيفة ترمي إلى منع كل إخالل بالنظام العام أيا كان مصدره‪،‬‬
‫ومن ثم وجب التدخل لمنع كل فعل يخل أو من شأنو اإلخالل بالنظام العام‪.‬‬
‫وتظير أىمية التمييز بين الضبط اإلداري والضبط القضائي في أن ىناك مصمحة‬
‫عممية في ذلك من خالل الفصل بين واليتي القضائين اإلداري والعادي‪ ،‬ألن الضبط اإلداري‬
‫اإلداري يتعمق نشاطو في غالبية صوره بالسمطة التنفيذية‪ ،‬ومن ثم فإن جميع المنازعات التي‬
‫تثور في شأنو يختص بيا القضاء اإلداري‪ ،‬وأساس ذلك أن نشاط الضبط اإلداري غالبا ما‬
‫يمس الحريات الشخصية أو الحريات العامة لألفراد‪ ،‬والقضاء اإلداري ىو الحامي لمحريات‬
‫العامة‪ .‬أما نشاط الضبط القضائي فيو متعمق بممارسة والية السمطة القضائية‪ ،‬ومن ثم فإن‬
‫المنازعات المتعمقة بو ىي من إختصاص القضاء العادي‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬خصائص الضبط اإلداري‬
‫يتميز الضبط اإلداري بجممة من الخصائص التي تميزه عن غير من النشاطات التي‬
‫تقوم بيا اإلدارة العامة التي يمكن حصرىا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -1‬الصفة اإلنفرادية‪ :‬إن الضبط اإلداري في جميع الحاالت إجراء تباشره السمطة اإلدارية‬
‫المنفردة وتستيدف من خاللو المحافظة عمى النظام العام‪ ،‬فال يتصور أن تمعب إرادة الفرد‬
‫أو األفراد دو ار حتى تنتج أعمال الضبط آثارىا القانونية‪ ،‬وتبعا لذلك فإن موقف الفرد حيال‬
‫أعمال الضبط ىو موقف الخضوع واإلمتثال لجممة اإلجراءات التي فرضتيا اإلدارة‪ ،‬وىذا‬
‫طبعا وفق ما يحدده القانون وتحت رقابة السمطة القضائية بينما يختمف األمر إن كنا بصدد‬
‫مرفق عام فإن إرادة الفرد قد تبرز بشكل جمي كما لو تم اإلتفاق عمى إدارة المرفق بطريق‬
‫اإلمتياز فيتولى الممتزم ضمان النشاط وتوفير الخدمة لمجميور بأموالو وعمالو وتحت‬
‫مسؤوليتو المباشرة‪.‬‬
‫‪ -2‬الصفة الوقائية‪ :‬يتميز الضبط اإلداري بالطابع الوقائي‪ ،‬فالق اررات المتخذة في مجال‬
‫الضبط اإلداري ليا الصفة الوقئاية أي أنيا تدف إلى منع وقوع اإلضطراباتبإتخاذ‬
‫مسبقااإلجراءات الضرورية أي قبل اإلخالل بالنظام العام‪ ،‬حيث أن تأمين النظام يعني‬
‫تجنب المخالفات بتنبيو المواطنين لألعمال والتصرفات التي يمنع عمييم القيام بيا‪ ،‬ونذكر‬
‫عمى سبيل المثال في ىذا اإلطار التنظيم الذي يمنع القيام بالمظاىرات أو التنظيم الذي ينظم‬
‫المرور‪ ،‬فيذه التنظيمات سواء تعمقت بالمظاىرات أو بتنظيم المرور تنبو المواطنين بوجوب‬
‫القيام أو عدم القيام وذلك تحت طائمة الغرامة واإلدانة‪.‬‬
‫كذلك عندما تبادر اإلدارة إلى سحب رخصة الصيد أو رخصة السياقة من أحد األفراد‬
‫فيذا نظ ار لكون اإلدارة قدرت أن ىناك خط ار يترتب عمى إستم ارريةإحتفاظ المعني بيذه‬
‫الرخصة‪ ،‬واإلدارة حينما تغمق محال أو تعاين بضاعة معينة فإنيا تقصد بعمميا اإلجرائي ىذا‬
‫وقاية األفراد من كل خطر يداىميم أيا كان مصدره‪.‬‬
‫‪ -3‬الصفة التقديرية‪ :‬ويقصد بيا أن لإلدارة سمطة تقديرية في ممارسة اإلجراءات‬
‫الضبطية‪ ،‬فعندما تقدر اإلدارة أن عمال ما سينتج عنو خطر تعين التدخل قبل وقوعو بغرض‬
‫المحافظة عمى النظام العام‪.‬‬
‫‪ -4‬صفة التعبير عن السيادة‪ :‬إن فكرة البوليس اإلداري‪ ،‬حسب أحد الفقياء تعتبر من أقوى‬
‫وأوضح مظاىر فكرة السيادة والسمطة العمومية في مجال الوظيفة اإلدارية‪ .‬حيث تجسد فكرة‬
‫السيادة والسمطة العمومية في مجموع اإلمتيازاتاإلستثنائية التي تمارسيا سمطات الضبط‬

‫اإلداري بيدف المحافظة عمى النظام العام بمدلوالتو الثالث في الدولة وتحد وتقيد الحريات‬
‫والحقوق الفردية‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬أنواع الضبط اإلداري‬

‫إذا كان الضبط اإلداري يتمثل في مجموع اإلجراءات التي تتخذىا السمطة المختصة‬
‫والتي يترتب عمييا المساس بحرية األفراد‪ ،‬فإن ىذه القيود تختمف من حيث مجال نطاقيا‪،‬‬
‫فقدتخص مكانا واحدا أو أشخاصا معينين أو موضوعا دون غيره‪ ،‬لذلك قسم الفقو اإلداري‬
‫الضبط إلى نوعين ضبط عام وآخر خاص‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الضبط العام‬
‫يقصد بو مجموع السمطات والتدابير واإلجراءات المتخذة في شتى المجاالت لمحفاظ‬
‫عمى النظام العام‪ ،‬فرئيس البمدية يمارس ضبطا إداريا عاما في شتى المجاالت لمحفاظ عمى‬
‫النظام العام عمى مستوى إقميم البمدية‪ ،‬وكذلك نفس األمر بالنسبة لموالي عند ممارستو‬
‫واتخاذه التدابير عمى مستوى نطاق الوالية‪.‬‬
‫ويقصد بو النظام القانوني العام لمبوليس اإلداري أي مجموع السمطات الممنوحة‬

‫لييئات البوليس اإلداري من أجل المحافظة عمى النظام العام بمختمف عناصره من أمن عام‬
‫وصحة عامة وسكينة عامة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الضبط الخاص‬
‫يقصد بو حماية النظام العام من زاوية أو ناحية معينة من نشاط األفراد من ذلك‬
‫الق اررات الصادرة بتنظيم نشاط صيد بعض الحيوانات النادرة‪ ،‬وتنظيم عمل في بعض‬
‫المحالت العامة المضرة بالصحة أو المقمقة لمراحة‪ ،‬حيث يعيد بتولي سمطة الضبط في ىذه‬
‫األماكن إلى سمطة إدارية معينة‪ ،‬كأن يعيد إلى شرطة العمران بميمة المحافظة عمى النظام‬
‫العام في جانب الرونق الجمالي لممدن‪ ،‬أو إدارة مراقبة الجودة وقمع الغش قصد حماية‬
‫الصحة العامة‪.‬‬
‫ويالحظ أن الضبط اإلداري الخاص قد يستيدف أغراضا أخرى بخالف أغراض‬
‫الضبط اإلداري العام التقميدية‪ ،‬إذ يممك أن يفرض القيود التي يراىا لتحقيق أىداف أو‬
‫أغراض أخرى خالفا لمعناصر التقميدية لمنظام العام‪ ،‬كالقيود التي تفرض عمى األفراد‬
‫لحمايةاآلثار أو تنظيم السياحة‪ ،‬وكل ذلك بموجب نصوص وقواعد خاصة في مجاالت‬
‫متخصصة‪.‬‬
‫ومن ثم فإن الضبط اإلداري الخاص أضيق حدودا من نطاق الضبط اإلداري العام‬
‫لتقيده بمكان أو نشاط أو أغراض معينة‪ ،‬إال أن ذلك ال يعني محدودية تأثيره في المجاالت‬
‫التي يتوالىا‪ ،‬بل أن اإلتجاه التشريعي في بعض الدول يتجو إلى إستبعاد نظام الضبط‬
‫اإلداري العام وانفراد ىيئات الضبط اإلداري الخاص في تنظيم نشاطات معينة‪ ،‬مثمما ىو‬
‫الحال في الضبط الخاص المتعمق بالسكك الحديدية والمنشآت الخطيرة والمقمقة لمراحة‬
‫والصحة‪.‬‬

ماهية الضبط الاداري

Uploaded by

Document Information

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

ماهية الضبط الاداري

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬

‫السداسي‪ :‬األول‬ ‫‪1‬‬

‫المحاضرة رقم ‪ :10‬ماهية الضبط اإلداري‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف الضبط اإلداري‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضبط اإلداري بالضبط القضائي‬

‫المطمب الثاني‪ :‬خصائص الضبط اإلداري‬

‫السيادة والسمطة العمومية في مجموع اإلمتيازاتاإلستثنائية التي تمارسيا سمطات الضبط‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أنواع الضبط اإلداري‬

‫ويقصد بو النظام القانوني العام لمبوليس اإلداري أي مجموع السمطات الممنوحة‬

You might also like