You are on page 1of 11

‫الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬

‫السداسي‪ :‬األول‬ ‫‪1‬‬


‫المقياس‪:‬القانون اإلداري‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة ( ‪ 3‬ساعات)‬
‫األستاذ‪ :‬ميمود قايش‬
‫أستاذ محاضر قسم ‪-‬أ‪-‬‬
‫الفئة المستهدفة‪:‬السنة أولى ليسانس – جذع مشترك حقوق‬

‫المحاضرة رقم ‪ :05‬أساس القانون اإلداري‬


‫ال تخضع اإلدارة العامة في كافة نواحي نشاطيا ألحكام القانون اإلداري وانما تخضع‬
‫في جانب من نشاطيا ألحكام القانون الخاص‪ ،‬والمقصود بأساس القانون اإلداري ىو‬
‫المعيار الذي يرجع إليو لتحديد نطاق القانون اإلداري‪ ،‬أو الجانب من نشاط اإلدارة الذي‬
‫يحكمو ىذا القانون‪ .‬وعمى ىذا األساس يتحدد أيضا إختصاص القضاء اإلداري الذي –رغم‬
‫كونو صاحب اإلختصاص العام في المنازعات اإلدارية‪ -‬ال يختص بنظر كافة المنازعات‬
‫التي تكون اإلدارة طرفا فييا‪ ،‬وانما يشاركو القضاء العادي في جانب منيا‪ .‬وقد أفاض‬
‫الفقياء الفرنسيين في البحث عن األساس األمثل لمقانون اإلداري‪ ،‬وزاد من أىمية ىذا البحث‬
‫إختصاص القضاء اإلداري الفرنسي منذ نشأتو بنظر كافة المنازعات اإلدارية دون تحديد أو‬
‫تعداد لنوعية موضوعات ىذه المنازعات‪.‬‬
‫وعمى ذلك كان البد من وضع معيار ثابت ومستقر لتحديد أساس القانون اإلداري‪،‬‬
‫وظير في ىذا المجال العديد من النظريات وكان أىميا معيار السمطة العامة ومعيار المرفق‬
‫العام والمعيار المختمط الذي يجمع بين المعيارين السابقين‪ ،‬وسوف نتعرض ليذه المعايير‬
‫في المطالب التالية‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬ ‫‪2‬‬
‫المقياس‪:‬القانون اإلداري‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة ( ‪ 3‬ساعات)‬
‫األستاذ‪ :‬ميمود قايش‬
‫أستاذ محاضر قسم ‪-‬أ‪-‬‬
‫الفئة المستهدفة‪:‬السنة أولى ليسانس – جذع مشترك حقوق‬

‫المطمب األول‪ :‬معيار السمطة العامة‬


‫إنطمق القائمون بيذا المعيار من مسممة أن لمدولة إرادة تعمو إرادة األفراد‪ ،‬ومن ثم فإن‬
‫ليا أن تستعمل أساليب السمطة العامة كأن تنزع ممكية فرد أو تغمق محال أو تفرض تمقيحا‪،‬‬
‫فيي إن قامت بيذا النوع من األعمال وجب أن تخضع ألحكام القانون اإلداري كما تخضع‬
‫في منازعاتيا المترتبة عن ىذه األعمال أمام القاضي اإلداري‪.‬‬
‫ويرى ىؤالء الفقياء أن اإلدارة تقوم بصفين من األعمال‪ :‬أعمال السمطة التي تتمثل‬
‫في التصرفات الصادرة عن السمطة اإلدارية بإرادتيا المنفردة وتتضمن أوامر ونواىي ممزمة‬
‫لألفراد‪ ،‬فيذه التصرفات ال يجوز إخضاعيا لمقضاء العادي بل تخضع لرقابة القضاء‬
‫اإلداري‪ ،‬أما الصنف الثاني فيي أعمال اإلدارة المالية أو العادية وتعتمد فييا اإلدارة عمى‬
‫نفس األساليب التي يعتمدىا األفراد العاديون دون المجوء إلى استخدام سمطتيا العامة‬
‫وتخضع ىذه األعمال إلختصاص المحاكم العادية‪.‬‬
‫ومن ىنا فإن والية القانون اإلداري تم رسم معالميا إستنادا إلى معيار السمطة العامة‪،‬‬
‫فيو بيذا الوصف قانون السمطة العامة وأن أحكامو تدور حول ىذه الفكرة‪ ،‬وغياب معيار‬
‫السمطة العامة كفيل بأن يجعل أحكام القانون اإلداري غير قابمة لمتطبيق‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬ ‫‪3‬‬
‫المقياس‪:‬القانون اإلداري‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة ( ‪ 3‬ساعات)‬
‫األستاذ‪ :‬ميمود قايش‬
‫أستاذ محاضر قسم ‪-‬أ‪-‬‬
‫الفئة المستهدفة‪:‬السنة أولى ليسانس – جذع مشترك حقوق‬

‫وقد وجيت ليذا المعيار العديد من اإلنتقادات من أىميا أنو يحصر نطاق تطبيق‬
‫القانون اإلداري في تصرفات اإلدارة التي تتضمن أوامر ونواىي‪ ،‬ويخرج عن نطاق بقية‬
‫التصرفات التي ال تتضمن أوامر ونواىي مثل العقود اإلدارية‪.‬‬
‫وقد عاب الفقو عن ىذا المعيار أيضا أنو من الصعوبة بمكان وضع ضابط مميز‬
‫بين األعمال السمطوية وأعمال اإلدارة المدنية لمعرفة القانون الواجب التطبيق‪ .‬كما عاب‬
‫البعض عن ىذا المعيار أن تطبيقو يؤدي إلى إزدواجية في الشخصية القانونية لمدولة‪ ،‬فيي‬
‫في بعض الحاالت تعد شخصا من أشخاص القانون العام‪ ،‬وفي حاالت أخرى تعد شخصا‬
‫من أشخاص القانون الخاص وتخضع حينئذ لقواعد القانون الخاص‪.‬‬
‫ونتيجة ليذه اإلنتقادات ىجر الفقو ىذا المعيار ولجأ إلى معيار الرفق العام كبديل لو‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬ ‫‪4‬‬
‫المقياس‪:‬القانون اإلداري‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة ( ‪ 3‬ساعات)‬
‫األستاذ‪ :‬ميمود قايش‬
‫أستاذ محاضر قسم ‪-‬أ‪-‬‬
‫الفئة المستهدفة‪:‬السنة أولى ليسانس – جذع مشترك حقوق‬

‫المطمب الثاني‪ :‬معيار المرفق العام‬


‫إن المرفق العام ىو النشاط الذي تتواله الدولة أو األشخاص العامة األخرى مباشرة أو‬
‫تعيد بو إلى جية أخرى تحت إشرافيا ومراقبتيا وتوجيييا‪ ،‬وذلك إلشباع حاجات ذات نفع‬
‫عام تحقيقا لمصالح العام‪.‬‬
‫وقد ظير ىذا المعيار وتبمور إبتداء من الربع األخير من القرن التاسع عشر‪ ،‬وأصبح‬
‫الفكرة األساسية التي إعتمدت عمى عمييا أحكام مجمس الدولة الفرنسي ومحكمة التنازع‬
‫كأساس لمقانون اإلداري ومعيار إلختصاص القاضي اإلداري في حكم بالنكو الصادر في‬
‫عام ‪.1873‬‬
‫وعمى ىذا األساس‪ ،‬فإن أحكام ونظريات القانون اإلداري تدور حول فكرة المرفق‬
‫العام‪ ،‬وتكتسب صفتيا العامة من إرتباطيا بو‪ .‬فالموظف العام يكتسب ىذه الصفة ألنو‬
‫يعمل في خدمة مرفق عام‪ ،‬والعقود اإلدارية تحكميا قواعد خاصة مختمفة عن القواعد التي‬
‫تنطبق عمى العقود المدنية ألنيا تتعمق بنشاط المرفق العام‪.‬‬
‫واألموال الممموكة لممرفق العام تصبح أموال عامة تتمتع بحماية خاصة وأحكام‬
‫مستقمة عن األموال الخاصة‪ .‬والمسؤولية اإلدارية تخضع ألحكام مختمفة عن قواعد‬
‫المسؤولية المدنية ألنيا ناتجة عن أخطاء من اإلدارة أثناء إدارتيا لممرافق العامة ‪....‬إلخ ‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬ ‫‪5‬‬
‫المقياس‪:‬القانون اإلداري‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة ( ‪ 3‬ساعات)‬
‫األستاذ‪ :‬ميمود قايش‬
‫أستاذ محاضر قسم ‪-‬أ‪-‬‬
‫الفئة المستهدفة‪:‬السنة أولى ليسانس – جذع مشترك حقوق‬

‫ومن التطبيقات العممية لفكرة المرفق العام في إسناد اإلختصاص القضائي لمجمس‬
‫الدولة الفرنسي ما يعرف بقضية تيرييو )‪ " (terrier‬أعمنت أحد المجالس عن مكافأة لكل فرد‬
‫يساىم في حممة التخمص من االفاعي التي كانت تيدد السكان بإشراف البمدية‪ ،‬وبعد‬
‫مساىمة السيد تيرييو في العممية تقدم لمبمدية من أجل المكافأة‪ ،‬ىذه األخيرة واجيتو بحجة‬
‫نفاذ الغالف المالي‪ ،‬فطرق المساىم باب القضاء اإلداري الذي أقر بإختصاصو عمى أساس‬
‫الوعد بجائزة ولكون أحد أطراف النزاع مرفق عام (البمدية)‪.‬‬

‫أزمة المرفق العام‬


‫رغم النجاح الكبير الذي حققتو ىذه النظرية كأساس لمقانون اإلداري ومبادئو وأحكامو‬
‫لتحديد إختصاصات القضاء اإلداري‪ ،‬لم تمبث أن تراجعت بفعل تطورات الحياة اإلدارية‪،‬‬
‫والتغيرات التي طرأت في القواعد التي قامت عمييا فكرة المرفق العام‪ ،‬وىذا من خالل تأثير‬
‫سياسة اإلقتصاد الموجو والمبادئ اإلشتراكية وزيادة تدخل الدولة في النشاط‬
‫اإلقتصاديواإلجتماعي وما رافق ذلك من ظيور المرافق اإلقتصاديةواإلجتماعية والصناعية‬
‫والمرافق المينية المختمفة خاصة في فترة ما بعد الحرب العالمية األولى‪.‬‬
‫واذا كان الفقو الغالب قد سمم بإخضاع المرفق اإلداري ألحكام متميزة غير معيودة‬
‫في مجال القانون الخاص‪ ،‬فإن األمر لم يكن كذلك بالنسبة لممرافق اإلقتصادية‪ ،‬وذات‬
‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬ ‫‪6‬‬
‫المقياس‪:‬القانون اإلداري‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة ( ‪ 3‬ساعات)‬
‫األستاذ‪ :‬ميمود قايش‬
‫أستاذ محاضر قسم ‪-‬أ‪-‬‬
‫الفئة المستهدفة‪:‬السنة أولى ليسانس – جذع مشترك حقوق‬

‫التمييز إمتد لممجال القضائي‪ ،‬إذ دفع التنوع في ميام الدولة القضاء الفرنسي أن ينظر‬
‫لبعض منازعات اإلدارة نظرة خاصة ويخرجيا من والية القضاء اإلداري ويخضعيا لمقضاء‬
‫العادي ولقواعد القانون الخاص‪ ،‬وىذا ما تجمى في القرار التاريخي الصادر عن محكمة‬
‫التنازع الفرنسية في ‪ 22‬جانفي ‪ 1921‬في قضية باك يموكا‪.‬‬
‫وعميو إذا كان يجب إخضاع المرافق اإلدارية ألحكام القانون اإلداري لمجموعة من‬
‫األسباب المنطقية والعممية‪ ،‬فإنو من غير المعقول أن تطبق ذات األحكام بالنسبة لممرافق‬
‫العمومية اإلقتصادية بحكم طبيعة ىذا النوع من النشاط‪ ،‬وعميو أصبحت فكرة المرفق العام‬
‫عاجزة لمتمييز بين والية القانون اإلداري والقانون الخاص‪ .‬مما فرض مجددا عمى الفقو‬
‫التفكير في معيار أكثر حسما وأشد وقعا‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬ ‫‪7‬‬
‫المقياس‪:‬القانون اإلداري‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة ( ‪ 3‬ساعات)‬
‫األستاذ‪ :‬ميمود قايش‬
‫أستاذ محاضر قسم ‪-‬أ‪-‬‬
‫الفئة المستهدفة‪:‬السنة أولى ليسانس – جذع مشترك حقوق‬

‫المطمب الثالث‪ :‬معيار المنفعة العامة‬


‫نتج عن إىتزاز فكرة المرفق العام كأساس لمقانون اإلداري ومعيار مميز لو في أعقاب‬
‫الحرب العالمية الثانية‪ ،‬أن أخذ فقياء القانون العام في فرنسا يبحثون عن معيار بديل لو‬
‫يصمح أساسا يرتكز عميو القانون اإلداري‪.‬‬
‫فنجد أن األستاذ فالين بعد أن ىاجم نظرية المرفق العام واعتبرىا نظرية غامضة ال‬
‫يوجد تعريف مضبوط ليا‪ ،‬وال تصل ح كمعيار يحدد نطاق تطبيق القانون اإلداري تحديدا‬
‫دقيقا‪ ،‬واستبعد األخذ بمعيار السمطة العامة ألنو ال يكفي لتحديد مجاالت تطبيق القانون‬
‫اإلداري‪ ،‬أعمن وجية نظره في ىذا الشأن التي تتمثل في إستبدال فكرة المرافق العامة بفكرة‬
‫المنفعة العامة لتكون أساسا جديدا لمقانون اإلداري‪.‬‬
‫وعمى ىذا األساس‪ ،‬فإن فكرة المصمحة العامة أو النفع العام تصبح محور اإلرتكاز‬
‫لموضوعات القانون اإلداري والمعيار المحدد لنطاق تطبيقو‪.‬‬
‫وبذلك تنطبق قواعد القانون اإلداري عمى المرافق العامة اإلدارية ألنيا تيدف إلى‬
‫تحقيق المنفعة العامة‪ ،‬وال تنطبق عمى المرافق العامة الصناعية والتجارية ألنيا ال تيدف إلى‬
‫تحقيق نفس الغاية عند األستاذ فالين‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬ ‫‪8‬‬
‫المقياس‪:‬القانون اإلداري‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة ( ‪ 3‬ساعات)‬
‫األستاذ‪ :‬ميمود قايش‬
‫أستاذ محاضر قسم ‪-‬أ‪-‬‬
‫الفئة المستهدفة‪:‬السنة أولى ليسانس – جذع مشترك حقوق‬

‫ة ىدف يتسم بالمرونة‬ ‫وقد عيب عن ىذا المعيار الجديد أن ىدف المصمحة العام‬
‫واإلطالق‪ ،‬فميس من السيل تجريد نشاط معين من طابع المصمحة العامة‪ ،‬كما أن‬
‫المشروعات الخاصة عمى إختالف أنواعيا ىي األخرى ترمي إلى تحقيق مصمحة عامة رغم‬
‫خضوعيا لقواعد القانون الخاص وىو ما أجمع عميو الفقياء جميعا‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬ ‫‪9‬‬
‫المقياس‪:‬القانون اإلداري‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة ( ‪ 3‬ساعات)‬
‫األستاذ‪ :‬ميمود قايش‬
‫أستاذ محاضر قسم ‪-‬أ‪-‬‬
‫الفئة المستهدفة‪:‬السنة أولى ليسانس – جذع مشترك حقوق‬

‫المطمب الرابع‪ :‬المعيار المختمط (األهداف والوسائل)‬


‫نظ ار لعدم كفاية أي من المعايير التي إعتمدىا الفقو لتكون أساسا جامعا وشامال لكل‬
‫موضوعات القانون اإلداري‪ ،‬فقد رأى جانب من الفقو ضرورة عدم التقيد بمعيار واحد‪ ،‬بل‬
‫يمكن الجمع بين أكثر من معيار حتى نصل بالنتيجة إلى تحديد نطاق القانون اإلداري وبيان‬
‫موضوعاتو بصورة دقيقة‪.‬‬
‫فالفقيو جون ريفيرو يرى بأن القانون اإلداري ال يمكن أن يؤدي وظيفتو اإلجتماعية‬
‫إال إذا كان مفيوما ومعرفا‪ ،‬وىذا األمر يتطمب متابعة الجيود من أجل تنظيمو بطريقة‬
‫منيجية وليس من الضروري تحقيق ذلك عن طريق إعتماد معيار واحد يكون أساسا لتطبيق‬
‫القانون اإلداري‪.‬‬
‫وعميو‪ ،‬فإن نطاق تطبيق القانون اإلداري يتحدد بأوجو النشاط التي تستيدف تحقيق‬
‫النفع العام‪ ،‬والتي تستخدم فييا أساليب القانون العام‪ ،‬وىي تمك األساليب المختمفة عن‬
‫أساليب القانون الخاص لكونيا تمنح اإلدارة أعباء والتزامات تجعميا أقل حرية من األفراد‪.‬‬
‫وبذلك يتحقق ليذا المعيار‪ ،‬في نظر األستاذ جون ريفيرو طابع الشمول‪ ،‬فيو ال يقتصر عمى‬
‫مجرد اإلمتيازات التي تتمتع بيا اإلدارة‪ ،‬وانما يمتد إلى ما تتحممو من أعباء أو قيود‪ ،‬وكال‬
‫األمرين اإلمتيازات والقيود يقتضييا ويبررىا تحقيق النفع العام لمجميور‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬ ‫‪10‬‬
‫المقياس‪:‬القانون اإلداري‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة ( ‪ 3‬ساعات)‬
‫األستاذ‪ :‬ميمود قايش‬
‫أستاذ محاضر قسم ‪-‬أ‪-‬‬
‫الفئة المستهدفة‪:‬السنة أولى ليسانس – جذع مشترك حقوق‬

‫والخالصة أن غالبية فقو القانون العام يرى ضرورة الجمع بين معيار المرفق العام‬
‫ومعيار السمطة العامة لتحديد نطاق ووالية القانون اإلداري‪.‬‬

‫المطمب الخامس‪ :‬المعيار العضوي‬


‫يعتمد المعيار العضوي عمى صفة الجية التي تكون طرفا في النزاع دون النظر‬
‫لموضوع النشاط‪ ،‬وطبقا ليذا المعيار يعتبر النزاع إداريا كل نزاع يكون طرفا فيو شخص من‬
‫أشخاص القانون العام‪.‬‬
‫ويعتبر ىذا المعيار األكثر سيولة في تحديد الطبيعة اإلدارية لنزاع ما‪ ،‬إذ يكفي أن‬
‫يكون شخص عام طرفا فيو حتى يصبح النزاع إداريا‪ ،‬ويعود الفصل فيو إلى القضاء‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬
‫السداسي‪ :‬األول‬ ‫‪11‬‬
‫المقياس‪:‬القانون اإلداري‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة ( ‪ 3‬ساعات)‬
‫األستاذ‪ :‬ميمود قايش‬
‫أستاذ محاضر قسم ‪-‬أ‪-‬‬
‫الفئة المستهدفة‪:‬السنة أولى ليسانس – جذع مشترك حقوق‬

‫ولكن رغم ذلك‪ ،‬فإن ىذا المعيار لم يسمم من النقد‪ ،‬فقد ذىب جانب من الفقو إلى أن‬
‫اإلدارة قد تظير أحيانا كشخص عام تتمتع بصالحيات السمطة العامة‪ ،‬وأحيانا أخرى تظير‬
‫كشخص عادي مجردة من ىذه اإلمتيازات‪ ،‬وفي ىذه الحالة األخيرة فإن أعماليا تكون‬
‫مساوية لتمك الصادرة عن األفراد العاديين‪ ،‬وبالتالي فإن نزاعاتيا تخضع لمقضاء العادي‪.‬‬
‫وعميو فإن العمل بالمعيار العضوي يجعل كل النزاعات التي يكون فييا الشخص‬
‫العام طرفا فييا تخضع لمقضاء اإلداري سواء ظيرت اإلدارة العامة بمظير السمطة العامة أم‬
‫ال وىذا أمر غير منطقي‪.‬‬
‫‪ 800‬من قانون اإلجراءات المدنية‬ ‫وبالرجوع إلى القانون الجزائري وخاصة المادة‬
‫واإلدارية يتضح أن المشرع ىو الذي تدخل وحدد قواعد اإلختصاص‪ ،‬مرجحا في ذلك العمل‬
‫بالمعيار العضوي لتحديد إختصاص المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 1/9‬من القانون العضوي ‪ 01/98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪1998‬‬
‫المتعمق بإختصاصات مجمس الدولة الجزائري فإننا نجد أن المشرع أخذ بالمعيارين العضوي‬
‫والمادي‪ ،‬كما أثبت اإلجتياد القضائي أن ترجيح المعيار المعمول بو ىو أمر متروك‬
‫لمقاضي اإلداري‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬الموسم الجامعي‪2022/2021 :‬‬

You might also like