‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫‪Les Fiançailles‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ِ :‬‬

‫الخــطـــــــبــة‬

‫ِ‬
‫الخطبة ىي الطمب الذم يتقدـ بو الرجؿ إلى المرأة بغرض الزكاج منيا ‪ ،‬كىي مرحمة سابقة عف عقد‬
‫الزكاج كضعت مف أجؿ التأكيد عمى عظـ العالقة الزكجية‪ ،‬كمف ىذه العالقة األكلية يحدث التعارؼ‬
‫كقد كرد‬ ‫ك التأكد مف مدل التفاىـ الذم إف تحقؽ أكد الطرفيف عمى المضي في الزكاج ك إال فاف‬
‫مفيكـ الخطبة عند فقياء الشريعة بصكر مختمفة ‪ ،‬كما كقع تحديد مفيكميا في النصكص القانكنية‬
‫كىك ما سنتطرؽ إليو فيما يمي ‪:‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬الخطبة عند عمماء الشريعة‬

‫يتكافؽ تعريؼ عمماء الشريعة لمخطبة عمى أنيا ما يفيد إظيار الرغبة في الزكاج بامرأة معينة ك‬
‫طمب مف الرجؿ يتضمف عرض الزكاج بامرأة معينة خالية مف‬ ‫إعالميا ىي بذلؾ أك كلييا فيي‬
‫المكانع الشرعية ‪ ،‬كقد يصدر طمب الزكاج مف المعني باألمر شخصيا ( الخاطب) أك مف كليو إلى‬
‫المعنية باألمر شخصيا ( المخطكبة ) أك إلى كلييا أك ممف يقكـ مقامو ‪،‬كما تجيز الشريعة اإلسالمية‬
‫أف تتقدـ المرأة بخطبة الرجؿ كال يجكز ما يمنع ذلؾ عمى الرغـ مف أف العرؼ كالعادات في الغالب‬
‫تقضي بغير ذلؾ ‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪2‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫كتكمف اؿغاية مف الخطبة في منح الطرفيف ميمة لؿطرفيف لؿتعرؼ عمى بعضيـ البعض كمف اجؿ‬
‫تحقيؽ ذلؾ أجازت الشريعة اإلسالمية لؿ طرفيف رؤية بعضيـ ك نظر كؿ منيما لآلخر فيما يجكز‬
‫إظياره مف الكجو كالكفيف كليا أم المرأة أف تطمب بقدر ذلؾ مف الرجؿ ‪ ،‬كما ليا أف تستمحؽ ذلؾ‬
‫بؿ كحتى المقاء بينيما في حدكد أحكاـ‬ ‫باستخبار أخالقو كانطباعاتو عمى مجمؿ مناحي الحياة‬
‫‪1‬‬
‫عدـ تحقؽ الخمكة ضمف ضكابط الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫أك التماس‬ ‫ك تتحقؽ الخطبة في شكؿ نكع مف الكعد بالزكاج مف الطرفيف يبدأ بمجرد تقديـ الرغبة‬
‫الزكاج ‪ ،‬كىذه الفترة ال تحكميا أحكاـ معينة خاصة ‪ ،‬أما المرحمة الثانية فتبدأ بمجرد حصكؿ‬
‫كىذه المرحمة لو ا‬ ‫كتتطابؽ اإلرادتيف عمى مشركع الزكاج المستقبمي‬ ‫القبكؿ مف الطرؼ الثاني‬
‫ضكابطيا ك أحكاميا الشرعية كالقانكنية ‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬الخطبة في المفيوم القانوني‬

‫ذكرت المادة ‪ 05‬مف قانكف األسرة الجزائرم الخطبة كعرفتيا عمى أنيا‪:‬‬

‫‪ -‬الخطبة كعد بالزكاج‪.‬‬

‫‪ -‬يجكز لمطرفيف العدكؿ عف الخطبة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ال تجوز الخلوة بٌن الرجل والمرأة قبل الزواج مصداقا لقوله صلى هللا علٌه وسلم ‪:‬‬
‫))‬
‫(( ؤمن كنن يؤمنبكهلل نواليومناآلخرنف الن خلوننبكؤرأةنليسنؤعهكنذونؤحرمنؤههكنف إننثكلثهمكنالشيطكن‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪3‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫‪ -‬إذا ترتب عف العدكؿ عف الخطبة ضرر مادم أك معنكم ألحد الطرفيف جاز الحكـ لو‬
‫بالتعكيض‪.‬‬
‫‪ -‬ال يسترد الخاطب مف المخطكبة شيئا مما أىداىا إف كاف العدكؿ منو ‪ ،‬كعميو أف يرد‬
‫لممخطكبة ما لـ يستيمؾ مما أىدتو لو أك قيمتو ‪.‬‬
‫‪ -‬كاف كاف العدكؿ مف المخطكبة فعمييا أف ترد لمخاطب ما لـ يستيمؾ مف ىدايا أك قيمتو ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫كانما يتطرؽ فقط لممرحمة‬ ‫ىذا المفيكـ ال يناقش المرحمة األكلى التي ذكرناىا ( مرحمة اإليجاب)‬
‫اؿثانية كىي ما بعد تحقؽ القبكؿ مف الطرؼ الثاني كحدكث التطابؽ بيف اإلرادتيف كمنو ينشأ الكعد‬
‫بالزكاج‪.‬‬

‫فاف كقع القبكؿ مف الطرؼ الثاني حؽ التزاـ الطرفيف فيما بينيما عمى إتماـ الكجو المطمكب مف‬
‫العقد بمكجب حسف النية ما لـ يقرر أحد الطرفيف التحمؿ مف إيجابو أك قبكلو ‪ ،‬كىذا التحمؿ تجيزه‬
‫الشريعة كالقانكف بصراحة النص المذككر أعاله كفؽ ضكابط نتطرؽ ليا الحقا ‪.‬‬

‫‪ 2005‬فإنيا أشارت إلى المسائؿ الشرعية المقترنة‬ ‫أما المادة السادسة التي جاءت في تعديؿ‬
‫بمكاضيع ىي أقرب إلى العرؼ منو إلى شأف آخر كىذا بالقكؿ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬هذا المنحى سارت علٌه كل األنظمة القانونٌة فً الدول العربٌة‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪4‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫(( إف اقتراف الفاتحة بالخطبة ال يعد زكاجا غير أف اقتراف الفاتحة بالخطبة بمجمس العقد‬
‫يعتبر زكاجا متى تكافر ركف الرضا ك شركط الزكاج المنصكص عمييا في المادة‬
‫‪3‬‬
‫‪ 9‬مكرر مف ىذا القانكف))‬

‫كمما سبؽ يككف المشرع قد فرؽ بيف مجمس الفاتحة المرتبط بالعادات كاألعراؼ كمجمس العقد الذم‬
‫ىك مف يرتب العالقة الزكجية بطريقة شرعية‪ ،‬أما الفاتحة فجعميا مثؿ الخطبة مجرد كعد بالزكاج ال‬
‫غير ‪.‬‬

‫في الغالب ‪ ،‬كىي رضا‬ ‫إال أف العرؼ الجزائرم يتضمف في مجمس الفاتحة كؿ أركاف الزكاج‬
‫الطرفيف ‪ ،‬حضكر الكلي ‪ ،‬الشاىديف ك تقديـ الصداؽ ‪ ،‬كلذلؾ اعتبرىا المشرع في ىذه الحالة عقدا‬
‫صحيحا يمكف مف الناحية الشرعية تسجيمو عف طريؽ القضاء طبقا لممادة ‪ 22‬مف قانكف األسرة ‪.‬‬

‫كتبقى في األخير الخطبة عبارة عف كعد بالزكاج ال يتضمف أم إلزاـ لمطرؼ اآلخر انطالقا مف أف‬
‫مس لة أساسية ‪ ،‬كمف ثـ فاف الخطبة ال ترقى إلى مفيكـ العقد الذم‬
‫ركف الرضا في عقد الزكاج ىك أ‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬هذه الصٌغة جاءت بعد تعدٌل ‪ 2005‬اما من قبل فً قانون ‪ 1984‬فقد كانت بصٌغة (( يمكن ان تقترن الخطبة مع الفاتحة أو تسبقها بمدة غير محددة ‪،‬‬
‫تخضع الخطبة و الفاتحة لنفس األحكام المبينة في المادة ‪ 05‬أعاله))‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪5‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫يرتب المسؤكلية العقدية عند العدكؿ ‪ ،‬ك إنما في حالة تحقؽ الضرر فاف إثباتو يقع عمى عاتؽ‬
‫المضركر طبقا ألحكاـ المسؤكلية التقصيرية ك الذم عميو أف يثبت كجكد الخطبة أكال ثـ كقكع‬
‫الضرر عند العدكؿ ثانيا ‪ ،‬ليتسنى لو المطالبة بالتعكيض أماـ القضاء طبقا لمقكاعد العامة‪.‬‬

‫ىذا التصكر الذم أخذ بو المشرع الجزائرم ك األنظمة المأخكذة مف الشريعة اإلسالمية لـ يتـ‬
‫اعتبركا‬ ‫اعتماده في التشريعات الغربية عمى غرار التشريع اإلنجميزم ‪،‬األلماني كالسكيسرم الذيف‬
‫العدكؿ عف الخطبة بمثابة التراجع عف عقد ‪ ،‬كمف ثـ فاف ما يترب عف ذلؾ ىي مسؤكلية عقدية‬
‫ال غير ‪ ،‬كىك نفس التصكر الذم أخذ بو المشرع الفرنسي بداية مف سنة ‪ 1804‬قبؿ أف يعدؿ عنو‬
‫ىك اآلخر إلى المسؤكلية التقصيرية مسقطا كصؼ العقد عف الخطبة‪.‬‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬شروط الخطبة شرعا وقانونا‬

‫أنيا في المفيكـ الشرعي‬ ‫عمى الرغـ مف القكؿ أف الخطبة ليست عقدا بؿ كعد بالزكاج فقط ‪ ،‬إال‬
‫كالقانكني ال تككف صحيحة إال إذا تحقؽ في المرأة الشرطيف التالييف‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫أوال‪:‬أن تكون المخطوبة خالية من الموانع الشرعية‬

‫‪4‬‬
‫‪ٌ -‬قع هنا التطابق بٌن الشرع والقانون فً مسالة الموانع الشرعٌة فً الزواج ‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪6‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫عدـ الجكاز ىذا راجع إؿل‬ ‫كيترتب عف ىذا أنو ال يجكز خطبة مف ال يجكز الزكاج بيا سكاء كاف‬
‫سبب النسب أك المصاىرة أك الرضاعة التي يتحقؽ معيا التحريـ األبدم‪.‬‬

‫مؤقتا ىذا مع اختالؼ‬ ‫المعتدة أك زكجة رجؿ آخر ما داـ المانع قائما‬
‫كما ال يحؽ خطبة المرأة ُ‬
‫المعتدة مف كفاة كما سنكضحو بالتكسع‬
‫بالنسبة لحالة المطمقة طالقا رجعيا أك طالقا بائنا ‪ ،‬أك تمؾ ُ‬
‫الحقا كخالصة ذلؾ أف ال تككف المخطكبة تدخؿ ضمف حالة مف الحاالت التالية‪:‬‬

‫كىي ما‬ ‫‪ -‬أف ال تككف المخطكبة مف إحدل محارمو مف النسب أك الرضاعة أك المصاىرة‬
‫يعرؼ باؿمكانع عمى سبيؿ التأبيد‪.‬‬
‫‪ -‬أف ال تككف المخطكبة تدخؿ ضمف حاالت التحريـ المؤقت كأف تككف متزكجة بشخص آخر‬
‫أك ُمشركة ‪ ،‬أك معتدة مف كفاة زكجيا ‪ 5‬أك معتدة مف طالؽ رجعي كىذه ال يجكز خطبتيا ال‬
‫بطريؽ التصريح كال التعريض ألف عالقتيا ال زالت قائمة كحؽ الزكج في إرجاعيا ال زاؿ‬
‫قائما‪.‬‬

‫أما المشرع الجزائرم فال فرؽ عنده بيف كؿ ذلؾ ككنو ال يعتد إال بالطالؽ الصادر عف القضاء‬
‫ك الذم إف كقع فال يحؽ لمزكج أف يراجع زكجتو مف الناحية القانكنية إال كفؽ المعطيات المشار إلييا‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬وعدتها أربعة اشهر وعشرة أٌام‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪7‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫في المادة ‪ 50‬مف قانكف األسرة أيف اشترط بعد كقكع الطالؽ ك رغبة الزكجيف في العكدة إلى‬
‫بعضيما البعض أف يمجأ إلى إبراـ عقد جديد‪.‬‬

‫إلى عقد جديد و من راجعيا بعد صدور‬ ‫((من راجع زوجتو أثناء محاولة الصمح ال يحتاج‬
‫الحكم بالطالق يحتاج إلى عقد جديد ))‬

‫ك منو فاف مفيكـ مراجعة الزكج لزكجتو في التشريع الجزائرم ال يككف إال أثناء جمسات الصمح سكاء‬
‫الكدية منيا أك الرسمية أماـ القضاء ‪ ،‬أما بعد نطؽ القاضي بالطالؽ فال يمكف ربط شمؿ الطرفيف‬
‫مف جديد إال بعقد جديد‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ثانيا ‪:‬أن ال تكون تمك المرأة مخطوبة لشخص آخر‬

‫كىي حالة قد يترتب عمييا إحداث أذل لمخاطب األكؿ ك تُشكؿ عداكة بيف المسمميف ‪ ،‬فإذا حدث‬
‫ك أف تزكج رجؿ بعد خطبة امرأة سبؽ لغيره خطبتيا فاف ىذه الحالة تراكحت عند فقياء الشريعة بيف‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬مع اختالف فً حالة العلم بها من عدمه‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪8‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫صحة العقد عند الجميكر ( غالبية الفقو) كىذا إذا اكتممت أركانو ‪ ،‬إال أف بعض فقياء الظاىرية‬
‫قضكا ببطالف ىذا العقد استنادا لحديث الرسكؿ (ص) بعدـ جكاز خطبة المسمـ عمى خطبة أخيو‬
‫المسمـ فيما ركاه أبك ىريرةن(ن ن خططنالررجن للنخططبنأخيىن حلن هنكنأون حركن)) ‪.‬‬

‫ككذا الحديث الذم ركاه اإلماـ مسمـ في صحيحو لقكلو صمى اهلل عميو كسمـ‪:‬‬

‫((ال طيينالررجن للنبيينأخيىنون ن خططن للنخططبنأخيىنإ نأنن أذننلى ))‬

‫كيضيؼ البعض عمى سبيؿ االستحساف شركطا أخرل مستمدة مف الغاية المرجكة مف الزكاج فإذا‬
‫تكفرت كاف األمر أفضؿ كاف لـ تكف بقيت الخطبة صحيحة كىذه الشركط ىي ‪:‬‬

‫أوال ‪:‬أن ال تكون المخطوبة من المحيط العائمي لمخاطب‬

‫كىذا الشرط يجد سنده مف جية في النص القرءآني الذم أقر بالخمؽ عمى سبيؿ‬
‫االختالؼ كشعكب كقبائؿ كبعدىا حث عمى التعارؼ ببغية االختالط ‪ ،‬كما يجد سنده في الجانب‬
‫العممي أيف اثبت العمـ اف الزكاج العائمي مف ذكم القربى بطريقة مكثفة يؤدم الى تكاثؼ االمراض‬
‫في ذلؾ النسؿ كبالنتيجة ضعؼ النسؿ‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪9‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫ثانيا‪ :‬أن تكون المخطوبة ذات خمق وفضيمة‬

‫أساس السعادة كصالح البيت الزكجي ىك خمؽ المرأة كحسف تصرفيا ككنيا ىي قكاـ البيت كمنبع‬
‫خمؽ األبناء في المستقبؿ بحيث إذا كانت الزكجة عمى استقامة كحسف ك أمانة صمح ما نبع منيا‬
‫‪7‬‬
‫مف فعؿ كنسؿ كمنو جاء استحباب اختيار الزكجة الصالحة ذات األخالؽ ‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬حاالت الرد عمى عرض الخطبة‬

‫يختمؼ األمر في الرد عمى عرض الخطبة مف الطرؼ الثاني ‪ ،‬فيك قد يككف صريحا أك ضمنيا كقد‬
‫يقابؿ بالسككت دكف رد كما قد يكاجو بالتماطؿ دكف رد ال بالقبكؿ كال بالرفض‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬حالة الرد الصريح ‪ :‬كالغالب في الفقو عمى أنو إذا كقعت الخطبة مف الرجؿ لممرأة ك صرحت‬
‫أك قبكليا خطبة الغير بعد‬ ‫المرأة بمكافقتيا عمى ىذه الخطبة فاف خطبتيا مف الغير الذم يعمـ بذلؾ‬
‫قبكليا باألكؿ يككف قبكليا الثاني كخطبتو ىك الثانية كمييما حراما‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬وٌضٌف البعض هنا صفة البكر والقدرة على الوالدة و الصحة والتقارب الفكري و االجتماعً وحتى المالً ‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪10‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫ك ىذا عمى عكس المرأة التي تـ خطبتيا ك رفضت صراحة الخطبة مف الخاطب األكؿ فانو يمكف‬
‫خطبتيا مف الغير ط الما أنيا لـ ترتبط بالقبكؿ مف األكؿ بشرط عدـ عمـ الخاطب الثاني بالخطبة‬
‫األكلى مع عدـ عممو بمآليا ‪ ،‬أك أنو عمـ بالرفض لمخاطب األكؿ كتقدـ عمى ذلؾ األساس ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حالة السكوت من طرف المخطوبة و عدم الرد‬

‫ك تقع ىذه الحالة فيما إذا تمت خطبة امرأة ك لـ ترد ال ىي ك ال أىميا بالقبكؿ أك الرفض ك في قذه‬
‫الفترة (أم ما بعد الخطبة ك قبؿ الرد) يتقدـ رجؿ آخر لخطبتيا‪ ،‬فكيؼ يككف الحكـ ىنا ؟‬

‫يرل البعض مف الفقو أف ىناؾ فرؽ بيف خطبة تبعتيا حالة تحقؽ الدخكؿ بالزكجة كصحة العقد‬
‫في ىذه الحالة ‪ ،‬كبيف حالة خطبة كعدـ كجكد دخكؿ كمنو اعتبار العقد باطؿ ‪.‬‬

‫فإذا إذا سكتت المخطكبة عمى خطبتيا كلـ ترد ال بالقبكؿ كال بالرفض فاف الحنفية كالمالكية قالكا بأنو‬
‫يقصد منو الرفض فإنو كذلؾ لـ يدؿ عمى‬ ‫ال يجكز لمخاطب الثاني أف يتقدـ ألف السككت كاف لـ‬
‫القبكؿ كىذا بناءا عمى قاعدة ال ينسب لساكت قكؿ ‪.‬‬

‫أما الشافعية ك اؿبعض مف الشيعة فقد قالكا أنو يجكز خطبة الثاني ك ىذا استنادا لقكؿ الرسكؿ صمى‬
‫اهلل عميو كسمـ في قضية فاطمة بنت قيس التي جاءت لمرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ كقالت لو أف‬
‫معاكية كأبا جيامة خطباىا فقاؿ صمى اهلل عميو كسمـ ‪:‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪11‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫‪8‬‬
‫(( أؤكنؤعكو بنفصعلوكن نؤكلنلىنونأؤكنأبونرهكؤبنف الن ضين صكون للن كتقىناننحينأسكؤبنبمنز د))‬

‫أما المشرع الجزائرم فعندما اعتبر الخطبة كعد بالزكاج فاف ىذا األمر يترتب عنو بالتبعية‬
‫أنو في حالة زكاج المرأة المخطكبة مف الخاطب الثاني فاف ذلؾ يعتبر بمثابة تصريح ضمني برفضيا‬
‫‪9‬‬
‫كمف ثـ فاف عقد الزكاج بالخاطب الثاني يشكؿ‬ ‫لمخاطب األكؿ ‪ ،‬كىذه داللة قاطعة فيما يفد الرد‬
‫عقد زكاج صحيح بغض النظر عف الدخكؿ مف عدمو الذم ال يعتبر شرط لصحة الزكاج في ىذه‬
‫الحالة ‪.‬‬

‫ك الخطبة في التشريع الجزائرم ال تشترط شكمية معينة ك ال تتضمف أركانا خاصة بيا‪ ،‬كما أنيا ال‬
‫تشترط بمكغ سف معيف لمطرفيف عمى عكس عقد الزكاج كما سنرل ذلؾ الحقا‪.‬‬

‫المطمب الخامس ‪ :‬أثار العدول عن الخطبة‬

‫انطالقا مف أف الخطبة ىي عبارة عف كعد بالزكاج فانو يمكف لمطرفيف العدكؿ عنيا كبالتالي التراجع‬
‫عف إبراـ عقد الزكاج بيف الطرفيف كىذا الحؽ في العدكؿ ىك مخكؿ لمطرفيف معا ‪ ،‬فال يستطيع‬
‫الخاطب إجبار المخطكبة عمى المضي في الزكاج ‪ ،‬كما ال تستطيع ىي األخرل إجباره عمى ذلؾ ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬شرح سنن النسائً ‪ -‬الحافظ جالل الدٌن السٌوطً – الجزء السادس دار السالم الطبعة األولى ‪ -‬مصر ‪ 2018‬صفحة ‪. 75‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬إال أن هذا األمر ال ٌعطً جواب فً حالة وجود خطبة ثانٌة متزامنة مع الخطبة األولى دون أن ٌبادر أٌهما بالدخول ‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪12‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫كالسند في كؿ ىذا ىك الرضائية التي يبنى عمييا عقد الزكاج كركف أساسي فيو ‪ ،‬كمف ىنا فاف‬
‫العدكؿ يتضمف مفيكـ الحؽ لمطرفيف كما أسمفنا ‪ ،‬كبالنتيجة فانو ال يمكف أف يعكض اإلنساف الغير‬
‫عف استعماؿ حقو المعترؼ بو لو ما داـ أف ذلؾ لـ يترتب أث ار عنو بمفيكـ الضرر ‪ ،‬فال يمكف ىنا‬
‫أف نطالب الطرؼ الذم عدؿ عف الخطبة أف يقكـ بالتعكيض لمجرد أنو استعمؿ حقو في ذلؾ‬
‫المكفكؿ لو شرعا كقانكنا ‪.10‬‬

‫إال أنو ك مف زاكية أخرل فاف فترة الخطكبة يمكف أف تصاحبيا بعض التصرفات مثؿ منح اليدايا‬
‫كتبادليا بيف الطرفيف اضافة الى طكؿ مدة الخطكبة تتبعيا بعدىا فسخ ليا كتحمؿ الطرفيف منيا‬
‫بما يفيد عدـ المضي نحك ابراـ عقد الزكاج ‪ ،‬كقد يصؿ األمر الى غاية دفع المير قبؿ الدخكؿ أك‬
‫حتى قبؿ إبراـ عقد الزكاج في حد ذاتو كدليؿ عمى حسف نية الخاطب في الزكاج أك رغبتو في‬
‫تسريع األمكر ‪ ،‬كىذه المعطيات إذا كقع بعدىا عدكؿ عف الخطبة فانو يتعيف أف يتـ الفصؿ في ىذه‬
‫المسائؿ كفؽ ضكابط شرعية كقانكنية نتطرؽ ليا فيما يمي ‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -‬فً كل األحوال ال ٌمكن االستناد إلى استعمال الحق للتملص من جبر الضرر الالحق كون أن استعمال الحق فً حد ذاته ال ٌمكن أن ٌتم بنٌة‬

‫األضرار بالغٌر أو أن ٌترتب عن استعماله ضرر للغٌر حتى ولو كان غٌر مقصود ‪ ،‬ففً كل األحوال ٌتعٌن جبر هذا الضرر‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪13‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫الفرع األول ‪:‬األحقية في المير بعد العدول‬

‫الخطبة في األساس ال تشترط المير ككف أف ىذا األخير ىك شرط لمزكاج فقط كبالتالي في حالة‬
‫العدكؿ فاف الزكج يصبح مف حقو أف يسترد ما دفعو إف كاف ال يزاؿ قائما ‪ ،‬أما إذا تـ استيالكو فانو‬
‫يتعيف رد مثمو إف كاف ما تـ تقديمو مف المثميات أك تقديـ قيمتو كالتي يتـ حسابيا مف يكـ تاريخ‬
‫تقديـ أك تسميـ ذلؾ المير ‪.‬‬

‫كبالعكدة إلى التشريع الجزائرم فإننا نجد أنو لـ يتـ التطرؽ إلى القكاعد التي تحكـ ىذا األمر مما‬
‫يتعيف معو تطبيؽ أحكاـ المادة ‪ 222‬مف قانكف األسرة التي تحيؿ عمى أحكاـ الشريعة اإلسالمية في‬
‫جميع المكاضيع التي لـ يتضمنيا ىذا القانكف كبالتالي فإننا سنعمؿ عمى استبياف أحكاـ الشريعة في‬
‫ىذا األمر كفؽ ما يمي ‪:‬‬

‫يجمع فقياء الشريعة اإلسالمية باختالؼ مذاىبيـ عمى أنو في حالة العدكؿ فاف الرجؿ مف حقو أف‬
‫ك سكاء أف يككف ما‬ ‫يسترد المير الذم يككف قد قدمو كىذا سكاء كاف العدكؿ منو أك مف المرأة‬
‫‪11‬‬
‫‪ ،‬كالسبب في‬ ‫قدمو شيء يسير أك قميؿ القيمة أك أف ما تـ تقديمو ىك أمر ثميف أك كبير القيمة‬

‫‪11‬‬
‫‪ٌ -‬ثور اإلشكال فً حالة ما إذا كان ما تم تقدٌمه للمخطوبة له رمزٌة خاصة فً ذات الخاطب كاألشٌاء التارٌخٌة‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪14‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫ذلؾ أف الصداؽ ىك معيار لمزكاج كالدخكؿ فاف لـ يتـ سقط بالتبعية كىذا كقاعدة عامة مع بعض‬
‫االستثناءات التي سنكردىا الحقا‪.‬‬

‫إال أف ىناؾ بعض المعطيات‬ ‫كىذا الحكـ فيما يخص المير ال م كجد فيو ظمـ ال لمرجؿ كال لممرأة‬
‫يجب أف تؤخذ بعيف االعتبار كحاالت خاصة عند الفصؿ في مثؿ ىذه المنازعات ‪ ،‬كالتي مف بينيا‬
‫المتسبب في العدكؿ كمف قاـ بو ‪ ،‬فالعدكؿ ىنا يككف فيو مبادر مف جيتو بسبب اك يدكنو كما‬
‫يككف لو مبرر ك متسبب فيو ك ىذا عمى ضكء مبادئ العدالة التي ىي مف بيف مقكمات الشريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬حالة العدول من طرف الرجل ‪.‬‬

‫قد ُيقدـ الرجؿ إلى المرأة ماال فتستعممو في تجييز متطمبات الزفاؼ ليفاجئيا الرجؿ فيما بعد بالعدكؿ‬
‫مف طرفو ‪.‬‬

‫نقدا فيو بعض اإلجحاؼ في حقيا خاصة إذا لـ تكف‬ ‫فينا فاف مس أ لة المطالبة بما تـ تقديمو‬
‫المتسببة في العدكؿ ‪ ،‬كمف ىذه الزاكية يعطي بعض الفقياء الحؽ لممرأة في الخيار في حدكد قدرتيا‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪15‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫بيف إعادة الماؿ الذم قدـ ليا أك األشياء التي اشترتيا بو ‪ ،‬ككف أف ما اشترتو لـ يكف إال بمناسبة‬
‫ذلؾ الزكاج المكعكد‪.‬‬

‫يفترض ىنا أنيا بعد العدكؿ أصبحت في غنى عنيا(التجييزات) ‪ ،12‬إال أف ىذا الحكـ ال يمكف األخذ‬
‫بو عمى إطالقو ككف أف العدكؿ مف طرؼ الرجؿ يمكف أف تتسبب فيو المرأة بتصرؼ ما يدفع‬
‫‪13‬‬
‫بالرجؿ دفعا إلى العدكؿ كمف ثـ فاف منحيا الخيار عمى إطالقو يعتبر إجحاؼ في حؽ الرجؿ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حالة العدول من طرف المرأة‬

‫ىنا تقتضي قكاعد العدالة كأحكاـ الشريعة أف ترد المير كامال عمى الكجو الذم قدـ ليا نقدا أك عينا‬
‫قد‬ ‫حتى كلك كانت قد تصرفت في األمكاؿ المقدمة ليا سكاء جزئيا أك كميا ‪ ،‬كعمييا أف تتحمؿ ما‬
‫تعتبره خسارة مف طرفيا ككنيا ىي مف كانت كراء األسباب ك المعطيات التي أدت إلى النتيجة ‪.‬‬

‫إال أنو في كؿ األحكاؿ ينبغي مراعاة مسأ لة أف يككف الرجؿ قد تصرؼ بتصرؼ ما أد ل بالمرأة إلى‬
‫اتخاذ قرار العدكؿ كه ذا مكضكع يتعيف عمى القاضي أف يراعيو في كؿ األحكؿ عند الفصؿ في‬
‫مخمفات العدكؿ عف الخطبة فيما يخص ما قدـ كمير كالذم تـ التصرؼ فيو‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬تبقى اإلشارة هنا إلى أن كل ما اشترته المخطوبة ٌكون فً حدود ما قد تم وفق رغباتها وذوقها وملبسها ولٌس للخاطب فً ذلك ما ٌفٌده لٌتحمل‬
‫مسؤولٌته‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬أحٌانا ٌكون العدول من الرجل نتٌجة تصرف من المخطوبة أو أنه قد رأى منها ما ٌشٌنها‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪16‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬حكم اليدايا بعد العدول‬

‫مف بيف المسائؿ األكثر شيكعا بعد العدكؿ عف الخطبة ق م مصير اليدايا التي تـ تقديميا بيف‬
‫الطرفيف بمناسبة الخطبة كالتي ىي في الغالب ليس ت مف طبيعة كاحدة مف حيث قابمية االستيالؾ‬
‫مف عدمو ‪ ،‬أك إذا كانت مف المثميات أـ ال ‪ ،‬أك ذات قيمة مف عدمو ‪.‬‬

‫كغاية النقاش ىنا ىك معرفة ما إذا كانت ىذه اليدايا يتعيف ردىا إلى مف قدميا أك أنيا تصبح مف‬
‫حؽ المقدمة لو حتى مع عدـ تحقؽ عقد الزكاج في األخير ككف أف ىذه اليدايا لـ تكف تقدـ إال عمى‬
‫سبيؿ الترغيب كنشر المحبة بيف الطرفيف ‪ ،‬كبما أف ىذا الزكاج كمشركع أصبح مستحيؿ التنفيذ‬
‫كالكصكؿ إليو ‪ ،‬فانو يتعيف إرجاع األطراؼ إلى الحالة التي كانكا عمييا قبؿ الخطبة قدر المستطاع‬
‫كفي حدكد اإلمكاف مع تحديد مسؤكلية كؿ كاحد مف منيما في ىذا األمر ‪.‬‬

‫كمكضكع اليدايا في فترة الخطبة ىك مف المكاضيع التي تطرقت إلييا بالكثير مف التفصيؿ المذاىب‬
‫الفقيية في الشريعة اإلسالمية مع بعض االختالفات في األحكاـ التي تكصمكا إلييا كفؽ اجتيادات‬
‫خاصة نكجزىا فيما يمي ‪:‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪17‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫أوال‪ :‬حكم اليدايا في المذىب الحنبمي‬

‫يرل الحنابمة أف ما قدمو الرجؿ إلى خطيبتو كيدية سكاء كاف قائما ك مكجكدا أك تـ استيالكو ففي‬
‫كؿ األحكاؿ ال يجكز لو استرجاعو ألنو في حكـ اليبة ك في ىذا المذىب فاف اليبة ال يجكز العكدة‬
‫عمييا أك التراجع فييا ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬حكم اليدايا في المذىب الحنفي‬

‫كيحؽ لمكاىب أف يتراجع عف ىبتو إال في‬ ‫يرل فقياء المذىب الحنفي أنو يمكف الرجكع عف اليبة‬
‫حالة كجكد ما يحكؿ دكف ذلؾ كاالستيالؾ مثال ‪ ،‬كاليدية ىي في حكـ اليبة ‪ ،‬فيي تمميؾ دكف‬
‫عف‬ ‫مقابؿ كبالتالي فانو يمكف الرجكع عف اليدية كاستردادىا ميما كاف الطرؼ الذم قاـ بالعدكؿ‬
‫الخطبة بشرط كىك أف تككف تمؾ اليدايا لـ يتـ استيالكيا أك أنيا لـ تيمؾ كال تزاؿ قائمة فاف حدث‬
‫ذلؾ فال يحؽ لو المطالبة بثمنيا‪.‬‬

‫كالعبرة عندىـ أف ما تـ تقديمو مف ماؿ في حكـ اليدية لـ يعد لو مبرر بعد كقكع العدكؿ عف الخطبة‬
‫مف أحد الطرفيف ‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪18‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫ثالثا‪ :‬حكم الىدايا في المذىب الشافعي‬

‫عمى عكس الحنفية ‪ ،‬يرل الشافعية أنو يمكف الرجكع عف اليبة ‪،‬ك أف اليدايا ىي ماؿ أُىدم لممرأة‬
‫عمى نية الزكاج كماداـ أف ىذا األمر لـ يتـ فانو يصبح مف حؽ الرجؿ أف يسترد اليدايا التي قدميا‬
‫ؿخطيبتو في فترة الخطكبة سكاء كاف العدكؿ منو ىك أك مف المخطكبة ‪ ،‬ؼإذا كانت ىذه اليدايا مازالت‬
‫قائمة ك مكجكدة فمو أف يستردىا ‪ ،‬أما إذا تـ استيالكيا أك كقع ىالكيا فانو مف حقو التعكيض عنيا‬
‫ك المطالبة بقيمتيا‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬حكم اليدايا في المذىب الحنبمي‬

‫كاليبة في رأييـ ال يجكز‬ ‫يرل اؿحنابمة أف اليدايا ىي مثؿ اليبة فعال ككنيا تمميؾ بدكف عكض‬
‫الرجكع عنيا كبذلؾ فانو ليس مف حؽ الرجؿ أف يسترد اليدايا التي قدميا لممرأة في فترة الخطكبة‬
‫سكاء كانت ىذه اليدايا مازالت قائمة ك مكجكدة أك استيمكت ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬حكم اليدايا في المذىب المالكي‬

‫يفرؽ المذىب المالكي في ىػذا األمر بيف حالتيف كىما‪:‬‬
‫المقدمة بما في تلؾ‬ ‫‪ -‬حالة العدول من الرجل ‪ :‬كىنا ال يحؽ لمرجؿ أف يسترد شيء مف اليدايا‬
‫التي مازالت قائمة كلـ تستيمؾ ‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪19‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫ك قائمة ‪ ،‬فاف‬ ‫‪ -‬حالة العدول من المرأة ‪ :‬كىنا يحؽ لمرجؿ أف يسترد اليدايا مادامت مكجكدة‬
‫‪14‬‬
‫استيمكت كاف مف حقو أف مسترد الرجؿ قيمتيا‪.‬‬
‫كفي كؿ األحكاؿ يرجح المالكية في ىذا األمر منح األكلكية إلى االتفاؽ أك الشرط الكاقع بيف الطرفيف‬
‫فيحكـ فييا العرؼ إف كجد ‪ ،‬فاف لـ يكف ‪ ،‬كاف الحكـ كفؽ الحالتيف السابقتيف كما تـ‬
‫فاف لـ يكجد ُ‬
‫الشرح ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬رأي المشرع الجزائري فيما يخص اليدايا‬

‫‪ 05‬منو كفؽ التصكر العاـ الكارد في المذىب‬ ‫نظـ قانكف األسرة الجزائرم ىذا األمر في المادة‬
‫المالكي ‪ ،‬كىذا بصريح العبارة الكاردة في النص بالقكؿ ‪:‬‬

‫‪ .1‬إذا كان العدول من الخاطب فال يسترد شيء مما أىداه و عميو أن يرد لممخطوبة ما لم‬
‫يستيمك مما أىدتو لو أو قيمتو ‪.‬‬
‫لم يستيمك من اليدايا‬ ‫‪ .2‬إن كان العدول من المخطوبة فعمييا أن ترد لمخاطب ما‬
‫أو قيمتو‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬معٌار القٌمة وقت التسلٌم‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪20‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫ككاف النص السابؽ قبؿ تعديؿ ‪ 2005‬متكمـ عف اليدايا المقدمة مف الخاطب فقط كلـ يتحدث عف‬
‫اليدايا الػتي تقػدـ مػف طرؼ المخطكبة ككف أنو في الغالب يحتمؿ أف يتبادؿ الطرؼمف اليدايا في فترة‬
‫الخطكبػة كقبؿ الزكاج إال أف ىذا األمر تـ تداركو في الفقرة ‪ 03‬مف المادة ‪.05‬‬

‫كمف ىنا نستنتج أف المذىب المالكي في ىذه النقطة يتضمف الكثير مف العدالة بالنسبة لمطرفيف‬
‫ألة أساسية كىي‬ ‫كىك أحسف ما فعؿ المشرع الجزائرم عندما أخذ بيذا الرأم ‪ ،‬إال أنو أغفؿ مس‬
‫المتسبب في العدكؿ كما ذكرنا سابقا ‪ ،‬فقد تعدؿ المرأة عف الخطبة لكف بسبب الرجؿ كالعكس أيضا‬
‫صحيح ‪ ،‬كمف ثـ فاف األخذ بالنتيجة دكف السبب معيار قد يتضمف بعض اإلجحاؼ في بعض‬
‫الحاالت ‪.‬‬
‫كما أف القضاء الجزائرم سار نحك ىذا التصكر بكثير مف الكضكح ُمفرقا بيف التصكرات العرفية في‬
‫المجتمع ك التأكيد عمى مسألة التحديد القانكني كالشرعي في تسمية األشياء بمسمياتيا مثؿ القرار‬
‫الصادر في ‪ 1999/03/16‬الذم أكدت فيو المحكمة العميا أف اليدايا ال تعتبر صداؽ حتى كلك‬
‫‪15‬‬
‫كانت نقدا‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬قرار المحكمة العلٌا رقم ‪ / 219313‬مجلة المحكمة العلٌا ‪ /‬عدد خاص ص ‪ /39‬االجتهاد القضائً لغرفة األحوال الشخصٌة ‪. 2001‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪21‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬التعويض عن الضرر الناجم عن العدول‬

‫أشارت المادة ‪ 2/05‬مف قانكف األسرة إلى‪:‬‬

‫إذا ترتب عن العدول عن الخطبة ضرر مادي أو معنوي ألحد الطرفين جاز الحكم لو بالتعويض‬

‫استعمؿ المشرع الجزائرم في تحديد مفيكـ الخطبة لفظ (( الكعد )) مف حيث كىك لفظ لو داللة مف‬
‫الناحية القانكنية في القانكف المدني مف خالؿ نص المادة ‪ 72‬التي تشير إلى ‪:‬‬

‫إذا وعد شخص بإبرام عقد ثم نكل وقاضاه المتعاقد اآلخر طالبا تنفيذ الوعد ‪ ،‬وكانت الشروط‬
‫الالزمـة لتمام العقد وخاصة ما يتعمق منيا بالشكل متوافرة ‪ ،‬قام الحكم مقام العقد‬

‫يتضح مف خالؿ النص أف اؿكعد بالتعاقد في نطاؽ القانكف المدني يتضمف مفيكـ اإللزاـ لمكاعد لكف‬
‫المفيكـ الكارد في قانكف األسرة يخالؼ نص المادة ‪ 72‬في القانكف المدني ككنو اعتبر الخطبة غير‬
‫ممزمة ك أجػاز لكال الطرفيف العدكؿ عنيا ك يثكر التساؤؿ حكؿ ما يترتب عف ىذا العدكؿ مف ضرر‬
‫مادم أك معنكم ألحد الطرفيف ‪ ،‬فالنص الكارد في قانكف األسرة أجاز طمب التعكيض عنو ‪ ،‬كىذا‬
‫فيك يعطي لمخاطب الحؽ في العدكؿ كفي نفس الكقت‬ ‫النص يتضمف نكعا مف اإلشكاؿ القانكني‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪22‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫يعطي الحؽ لمطرؼ الثاني لممطالبة بالتعكيض ‪ ،‬كما داـ أنو ال يكجد ىناؾ عقد فال كجكد ألم التزاـ‬
‫كال يترتب عف العدـ أم شيء‪.‬‬

‫كبالتالي ال‬ ‫اإلشكاؿ في التعكيض ىنا قائـ بيف استعماؿ الحؽ في العدكؿ كحؽ معترؼ بو‬
‫أنو‬ ‫يتصكر أف يتـ التعكيض عف ممارسة الحؽ ‪ ،‬لكف ىذا القكؿ غير صحيح عمى إطالقو ككف‬
‫مف‬ ‫فتصكر نكعيف‬ ‫يمكف أف يترتب عف استعماؿ الحؽ ضرر لمغير‪ ،‬كنستطيع ىنا أف‬
‫الضرر ‪:‬‬

‫يتبعو عدكؿ مف‬ ‫أوال ‪ :‬ضرر مادم كإيجار منزؿ مف طرؼ الرجؿ لكي يككف منزؿ لمزكجية ثـ‬
‫كشراء المرأة لجميع المستمزمات المادية لمعرس ليتبعو عدكؿ‬ ‫طرؼ المخطكبة ‪ ،‬أك إعداد‬
‫مف طرؼ الرجؿ ‪.‬‬

‫ؼيجرح ق‬ ‫ثاني‪ :‬ضرر معنكم كىك يتضمف كؿ ما مف ش أنو أف يصيب الشخص في كيانو المعنكم‬
‫ا‬
‫في مشاعره سكاء كاف كالـ ك تصرفات‪.‬‬

‫فيذه التصكرات كميا تصمح ألف تككف محؿ دعكل تعكيض قائمة عمى أساس المسؤكلية التقصيرية‬
‫طالما أف الخطبة لـ ترؽ إلى مفيكـ العقد ‪ ،‬كلذلؾ فاف مجرد العدكؿ عف الخطبة ال يترتب عنو‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬
 ‫الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬ ‫‪23‬‬
‫السداسي‪ :‬األكؿ‬
‫المقياس‪ :‬قانون األسرة‬
‫الحجم األسبوعي‪ :‬محاضرة (ساعة كنصؼ)‬
‫األستاذ‪:‬نسيـ يخمؼ‬
‫أستاذ محاضر قسـ – أ‪-‬‬
‫المستيدف‪:‬السنة الثانية ليسانس – جذع مشترؾ حقكؽ‬
‫ة‬ ‫الفئة‬

‫التعكيض كانما يجب إثبات الضرر لممطالبة بالتعكيض كىذا عمى أساس المسؤكلية التقصيرية كما‬
‫ذكرنا ‪.16‬‬

‫في الغالب تطرح ىنا حالة تفكيت الفرصة عمى المرأة المخطكبة بعد فترة خطكبة ربما تستمر لفترة‬
‫سنكات متتالية تحت مبرر الحصكؿ عمى سكف مثال أك تسكية كضعية إقامة في الخارج لتنتيي تمؾ‬
‫العالقة إلى عدكؿ الرجؿ كىنا تجد المرأة نفسيا في ضرر كبير خاصة كاف تـ التقدـ ليا مف يخطبيا‬
‫في تمؾ الفترة ك رفضتو عمى أساس أنيا مخطكبة لرجؿ آخر‪.‬‬

‫*************‬

‫‪16‬‬
‫‪ -‬الحق فً التعوٌض ٌرتبط بالضرر حتى ولو لم تتحقق نٌة الفاعل فً تحقٌق تلك النتٌجة‪.‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬الموسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬