You are on page 1of 12

‫وزارة التعليم العا والبحث العل‬

‫جامعة التكو ن اﳌتواصل‬

‫اﳌقياس‪ :‬مدخل إ الشر عة سﻼمية‬ ‫طبيعة اﳌقياس‪ :‬محاضرة‬


‫اﳌستوى‪ :‬ل سا س‬ ‫ول(‬ ‫السنة‪ :‬و جذع مش ك )السدا‬

‫مطبوعة ‪:‬‬

‫الدكتور هشام دبيح‬

‫اﳌقطع ‪1‬‬

‫تم يد ﳌقياس مدخل إ الشر عة سﻼمية‬

‫‪0‬‬
‫‪-‬التعر ف بمقياس مدخل إ الشر عة سﻼمية‪ :‬و مقياس موجه لطلبة السنة و جذع مش ك حقوق‪،‬‬
‫الثا ي من ل سنة‪ ،‬ﳌا له دور فعال معرفة مصادر ال شر ع سﻼمي‪ ،‬ون أن‬ ‫يتم تدر سه خﻼل السدا‬
‫الشرعة سﻼمية مصدر من مصادر شر ع القانون ا زائري‪ ،‬كما عطي للطالب م ارات معرفة مصدر‬
‫ال شر ع وكيفية ستعانة به من ج ة‪ ،‬ومن ج ة أخرى عت ذا اﳌقياس مم د ﳌقاي س أخرى َس ُتد ﱠرس‬
‫السنة الثالثة‬ ‫السنة الثانية ل سو س ومقياس اﳌوار ث‬ ‫سنوات التدرج للطالب كمقياس قانون سرة‬
‫ل سو س تخصص قانون خاص‪ ،‬كما أنه ساعد الطالب الطور الثا ي ﳌن ير د التخصص قانون حوال‬
‫الطور الثالث الدكتوراه‪،‬‬ ‫صية )قانون سرة و ذا التخصص و ا مد موجود بمركزنا( للماس أو‬ ‫ال‬
‫ف ذا اﳌقياس يخدم ذا التخصص‪ ،‬باﻹضافة ل ذا حاجة الطالب التعلم ﻷمور دينه ودنياه ا ياة من خﻼل‬
‫علم مقياس مدخل الشرعة سﻼمية‪.‬‬

‫‪-2‬تحديد طارالتكو للمقياس‪:‬‬


‫الثا ي‬ ‫‪-‬وحدة سداسية‪ :‬السدا‬
‫م السا ‪22.30 :‬‬ ‫‪-‬ا‬
‫‪-‬محاضرات‪1.30 :‬‬
‫اﳌعامل‪1 :‬‬
‫الرصيد‪1 :‬‬
‫‪-3‬محاورمقياس مدخل إ الشر عة سﻼمية‬

‫‪1‬‬
‫الباب ول‪ :‬التعرف بالشر عة سﻼمية‪.‬‬

‫‪(1‬التعرف باﳌصط ات التالية‪ :‬أ‪-‬الشرعة‪ ،‬ب‪-‬الدين‪ ،‬ج‪-‬الفقه‪ ،‬د‪-‬ا كم الشر‬

‫‪(2‬خصائص الشرعة سﻼمية )الر انية‪ ،‬الشمولية‪ ،‬ا لود‪ ،‬الوسطية‪،‬العاﳌية(‬

‫الباب الثا ي‪ :‬مصادر ال شر ع سﻼمي‬

‫‪(1‬اﳌصادر اﳌتفق عل ا‪:‬‬

‫‪-‬القرآن الكرم‬

‫‪-‬السنة النبو ة‬

‫‪ -‬جماع‬

‫‪-‬القياس‬

‫‪(2‬مصادر مختلف ف ا‪:‬‬

‫اب‬ ‫‪ -‬ست‬

‫‪-‬شرع من قبلنا‬

‫‪-‬العرف‬

‫‪ -‬ستحسان‬

‫‪-‬اﳌصا اﳌرسلة‬

‫‪-‬سد الذرا ع‬

‫اي‬ ‫‪-‬قول ال‬

‫الباب الثالث‪:‬ع ود ال شر ع سﻼمي )تار خ ال شر ع سﻼمي(‪:‬‬

‫‪-‬ع د الرسالة‬
‫‪2‬‬
‫ابة‬ ‫‪-‬ع د ال‬

‫دين‬ ‫‪-‬ع د التدو ن و ئمة ا‬

‫–ع د ال ضة الفق ية ا ديثة‪.‬‬

‫الباب ول‪ :‬التعر ف بالشر عة سﻼمية‬


‫أوﻻ‪ :‬حاجة ال شرإ الشرا ع السماو ة؛‬
‫سان عاجزا عن إدراك وجه اﳌص ة جميع أموره‪ ،‬وﳌا ان ختﻼف قائما ب ن ال شر و ذلك‬ ‫لقد ان‬
‫م‪،‬‬ ‫ﻻختﻼف مدارك م و تباين أف ام م نظرا لذلك له اقتضت حكمة ﷲ إنزال الشرا ع لتبص الناس بمصا‬
‫و لتحديد عﻼقا م بخالق م‪ ،‬ولت ون ا اكمة ﻷمور م‪.‬‬
‫و ذا انت حاجة ال شر إ الشرا ع السماو ة ماسة‪ ،‬فإن حاج م إ الشر عة سﻼمية أك ‪ ،‬ل و ا عاﳌية‬
‫ل زمان و م ان و ﳌا تمتاز به من سمات الكمال و السمو و الشمولية‪ ،‬وغ ا ال‬ ‫تخاطب جميع الناس‬
‫س شرح ا ﻻحقا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مدى ختﻼف القائم ب ن الشرا ع السماو ة‪.‬‬
‫ُ‬
‫شرع ا حال اﳌ لف ن وعادا م‪ ،‬وما‬ ‫اختلفت شرا ع ن ياء عل م السﻼم ﻷسباب ومصا ‪ ،‬ﻷن اﳌرا‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫تحتمله مدارك م و ناسب عقول م‪ ،‬قال عا )ﻟ ُﻜ ٍّﻞ َﺟ َﻌﻠْﻨَﺎ ﻣْﻨ ُﻜ ْﻢ ﺷ ْﺮ َﻋﺔً َوﻣْﻨـ َﻬ ً‬
‫ﺎﺟﺎ‪.1(...‬‬
‫لكن الشرا ع السماو ة و ن اختلفت الزمان وك ت عدد ا إﻻ أ ا متحدة من ج ة اﳌصدر ال صدرت‬
‫عنه و و ﷲ عا ‪ ،‬كما اتحدت الدعوة إ إفراد ﷲ بالعبادة و ت ه عن ل نقص‪ ،‬قال عا ‪َ ) :‬وَﻣﺎ أ َْر َﺳﻠْﻨَﺎ ِﻣ ْﻦ‬
‫ﺎﻋﺒ ُد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗَـﺒﻠِ َ ِ‬
‫ون (‪.2‬‬ ‫ﻚ ﻣ ْﻦ َر ُﺳﻮل إِﱠﻻ ﻧُﻮﺣﻲ إِﻟَْﻴﻪ أَﻧﱠﻪُ َﻻ إِﻟَ َﻪ إِﱠﻻ أَ َ فَ ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫‪ -‬التعر ف باﳌصط ات‪:‬‬
‫اﳌؤدي إ اﳌاء أو الطر ق اﳌستقيم الذي ﻻ اعوجاج فيه‪.‬‬ ‫‪-1‬الشر عة لغة‪ :‬الطر ق الوا‬

‫‪ 1‬سورة اﳌائدة ية ‪.48‬‬


‫‪ 2‬سورة ن ياء ية ‪.25‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-2‬اصطﻼحا‪ :‬الشرعة أو ال شر ع و ل ما شرعه ﷲ عز وجل لقه سواء ما علق م ا بأح ام اعتقادية‬
‫كتوحيد ﷲ –عز وجل‪ -‬و ثبات الصفات له‪ ،‬و يمان بالقضاء والقدر واﳌوت والبعث وا ساب وا نة والنار‪،‬‬
‫ام عملية كعبادات واﳌعامﻼت وا دود وغ ا‪.1‬‬ ‫خﻼص و مانة أو أح‬ ‫أو أح ام أخﻼقية التصدق وال‬
‫ْ‬ ‫َ َعا َ بامتثال أمره َو ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫اج َتناب َ ْ يه من َج ِميع ا ِ َ ات‬ ‫ذعان‬ ‫ص ِطﻼح الش ْر ِ ّ ُ َو‪ :‬نقياد و‬ ‫‪-‬و ِ س ِ ِ‬
‫م‬‫ﻼ‬
‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َو ْال َق ْ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠَ َ‬
‫اﻹق َر ِار و ذعان ا َ َو ِارح‬ ‫ب‬
‫ِ ِ‬ ‫وانقياده‬ ‫ان‬‫س‬‫الل َ‬
‫و ذعان ِ‬ ‫صد‬ ‫الثﻼث أع ِ إذعان القلب وانقياده باﻻعتقاد‬
‫ْ‬
‫وانقياد ا ِبال َع َم ِل‪.2‬‬
‫‪ -‬واﳌقصود بالشر عة سﻼمية‪ :‬و ما نزل ع الن ﷴ صل ﷲ عليه وسلم مما يص أحوال الناس مجال‬
‫العقيدة و خﻼق والعبادات واﳌعامﻼت‪.‬‬
‫‪-‬أقسام ال شر ع‪:‬‬
‫ينقسم ال شرع إ قسم ن اثن ن‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫القسم ول‪ :‬ال شر ع ل أو الدي‬
‫و قصد به ل ما جاء به الرسول صل ﷲ عليه وسلم من عند ر ه ت ليفا لقه يب عليه الوصف بالطاعة‬
‫أو اﳌعصية وما ي تب عل ما من الثواب والعقاب‪.‬‬
‫القسم الثا ي‪ :‬ال شر ع الوض‬
‫و قصد به مجموعة سس والقوان ن ال وضع ا القائمون ع أمور الرعية من أنفس م طلبا لضبط أمور‬
‫الرعية والدولة‪.‬‬
‫مع القانون‪ :‬فالقانون ُيطلق ع مجموعة القواعد واﳌبادئ و نظمة ال يضع ا أ ل الرأي أمة من مم؛‬
‫لتنظيم شئون ا ياة جتماعية و قتصادية؛ استجابة ﳌتطلبات ا ماعة‪ ،‬وسدا اجا ا‪ .‬و و عب عن‬
‫واقع ا‪ ،‬يب ن مدى ما وصلت إليه من ر ‪ ،‬وما أحرزته من تقدم‪ ،‬و قدر ما ستفيد مة من تجارب بقدر ما‬
‫من أخطاء قانو ا‪ ،‬و عمل ع غي ه وتطو ره‪ ،‬ح ي ون مﻼئما لطبيعة حيا ا‪.4‬‬ ‫ت‬
‫‪-‬الفرق ب ن ال شر ع ل والوض ‪:‬‬

‫‪ 1‬عباس شومان‪ ،‬مصادر ال شر ع سﻼمي‪ ،‬ط‪ ،1 :‬الدار الثقافية لل شر‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ 2‬ﷴ م ن بن ﷴ ا تار بن عبد القادر ا ك الشنقيطي‪ ،‬منج ال شر ع سﻼمي وحكمه‪ ،‬ط‪ ،2 :‬ا امعة سﻼمية‪ ،‬اﳌدينة اﳌنورة‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ 3‬عباس شومان‪ ،‬اﳌرجع السابق‪ ،‬ص ‪.7 -6‬‬
‫‪ 4‬مناع بن خليل القطان‪ ،‬تار خ ال شر ع سﻼمي‪ ،‬ط‪ ،5 :‬مكتبة و بة‪ ،‬د‪ .‬م‪ ،2001 ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪4‬‬
‫‪-1‬ال شر ع ل مصدره ﷲ عز وجل سواء أ ان وحيا منه عا ‪ ،‬أم من اج اد من اختصه بالو ‪ ،‬أما ال شر ع‬
‫الوض ؛ ف و من وضع ال شر ممن ﻻ عﻼقة له بالو ‪.‬‬
‫‪-2‬ال شر ع ل صا ل ل زمان وم ان‪ ،‬أما الوض فإنه يختص بالزمان واﳌ ان؛ ﻷنه من وضع من يتغ‬
‫بتغ الزمان واﳌ ان‪.‬‬
‫‪ ،‬أما ال شرع الوض ‪ :‬فﻼ عﻼقة له بالثواب و نما يقتصر ع‬ ‫‪-3‬ال شر ع الدي يث ب الطا ع و عاقب العا‬
‫معاقبة ا الف‪.‬‬
‫‪-4‬ال شر ع الدي ‪ :‬ينظم عﻼقة الفرد با الق وا لق‪ ،‬عﻼقة دي ية من شأ ا تنظيم أمور الدنيا و خرة‪ ،‬أما‬
‫ال شرع الوض ‪ :‬فإنه ع ب نظيم عﻼقة الفرد وا تمع الدنيا‪ ،‬وﻻ عﻼقة له باﻵخرة‪.‬‬
‫‪-5‬عدالة ال شر ع الدي مطلقة‪ ،‬وال شرع الوض يخضع لل وى‪.‬‬
‫ال شر ع‬ ‫ال شرع الدي مﻼئمة لطبيعة ا رائم وأقدر ع الزجر ع ا‪ ،‬بخﻼف العقو ات‬ ‫‪-6‬العقو ات‬
‫الوض ف قاصرة ﻻ تتﻼئم مع طبيعة الكث من ا رائم وغ افية للزجر ع ا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-7‬ال شر ع الدي يتعلق بأفعال القلوب وا وارح معا‪ ،‬أما ال شر ع الوض يتعلق بأفعال ا وارح فقط‪.‬‬
‫‪ -2‬لمة الدين‪:‬‬
‫لﻐة‪ :‬تأ ي بمع الطاعة وا ضوع وتأ ي بمع ا ساب وا زاء والعادة والشأن‪.‬‬
‫عا وخضوعه لﻸح ام ال شرع ا‪.‬‬ ‫اصطﻼحا‪) :‬النظام ل ( و طاعة العبد‬
‫لمة مقار ة ل لمة الدين حيث قال ﷲ عا )إن الدين عند ﷲ سﻼم(‪ ،‬والدين سﻼمي‬ ‫و لمة سﻼم‬
‫ش ك مع الديانات خرى نقطة واحدة و التوحيد والدعوة إ ﷲ ولكن أمور اﳌعامﻼت والعادات تختلف‬
‫من دين ﻵخر‪.‬‬

‫‪-3‬الفقـه‬
‫لﻐة‪ :‬الفقه العلم بال ء والف م له‪ ،‬يقال‪ :‬أو ي فﻼن فق ا الدين‪ ،‬أي ف ما فيه‪.1‬‬
‫ً‬
‫اصطﻼحا‪ :‬الفقه و علم مست بط بالرأي و ج اد و حتاج فيه إ النظر والتأمل‪ ،‬ول ذا ﻻ يجوز أن س ﷲ‬
‫ء‪ ،2‬فالفقه شمل ح ام العملية أما الشرعة سﻼمية ف أوسع شمل‬ ‫عا فق ا ﻷنه ﻻ يخفى عليه‬
‫علوم الدين ل ا‪ ،‬بالتا فقه جزء من الشرعة سﻼمية‪.‬‬

‫‪ 1‬ﷴ بن مكرم بن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ط‪ ،1 :‬ج‪ ،38‬مؤسسة عل للمطبوعات‪ ،‬ب وت‪ ،2005 ،‬ص ‪.3450‬‬
‫‪ 2‬ع بن ﷴ ا رجا ي‪ ،‬التعر فات‪ ،‬تحيقي‪ :‬عبد الرحمان عم ة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ب وت‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.216‬‬

‫‪5‬‬
‫ان يراد ب لمة الفقه صدر سﻼم العلم بأح ام الدين‪ ،‬و انت مرادفة ل لمة "الشر عة" وﳌا تم ت‬
‫العلوم أصبح الفقه يطلق ع نوع من ح ام ‪ :‬ح ام الشرعية العملية‪ ،‬و نقسم الفقه إ قسم ن‪:‬‬
‫ول‪ :‬العبادات‪ ،‬الصﻼة والصيام‪ ،...‬وغرض ا التقرب إ ﷲ سبحانه و عا وتقو ة الر اط به‪.‬‬
‫الثا ي‪ :‬اﳌعامﻼت ) العادات( واﳌراد ا تنظيم عﻼقات فراد فيما بي م و جميع شؤو م و شمل ل‬
‫العﻼقات ال ينظم ا القانونان‪ :‬العام وا اص باﻻصطﻼح اﳌعاصر )البيع‪.‬القرض‪.‬الشراء‪.‬كراء‪(.‬‬
‫‪-‬اﳌقصود من لمة الفقه عند علماء صول‪:‬‬
‫لﻐة‪ :‬و ما يب عليه غ ه أو و أساس ال ء أو قاعدته‪.‬‬
‫ً‬
‫اصطﻼحا‪ :‬و العلم بالقواعد ال يتوصل ا إ است باط ح ام الشرعية العملية من أدل ا التفصيلية‪.1‬‬
‫والفقيه و العالم بالقواعد ال ست بط ا ح ام الشرعية‪ ،‬و ذلك فالفقيه صو ست بط ح ام‬
‫والفق اء يطبقون‪ ،‬فاﻷصو فقد ي ون أصو وفقيه أما الفق اء ف م فق اء فقط ﻻ أصوليون‪.‬‬
‫‪-‬الفقه عند اصطﻼح الفق اء‪:‬‬
‫دون‬ ‫يراد بالفقه عند الفق اء مجموعة من ح ام الشرعية العملية ال نزل ا الو ‪ ،‬وما است بطه ا‬
‫ع اختﻼف طبقا م‪ ،‬وما ا تدى إليه أ ل التخرج والوجوه‪ ،‬وما أف به أ ل الفتوى الواقعات والنوازل‪،‬‬
‫وما دخل الفقه من مسائل العلوم خرى كبعض أبواب ا ساب ال أ قت باﳌوار ث وما رآه متأخروا‬
‫الفق اء الذين ل سوا من أ ل ج اد وﻻ التخرج من اﳌر ة ونحو م‪.2‬‬
‫‪-‬العﻼقة ب ن الفقه والشر عة‪:‬‬
‫ل ما شرعه ﷲ من أح ام لقه سواء علقت بالعقيدة أو خﻼق أو‬ ‫سبق القول أن الشرعة‪ :‬ع‬
‫اﳌعامﻼت‪.‬‬
‫أما الفقه فقد تب ن من خﻼل عرفه‪ :‬أنه يتعلق باﻷح ام الشرعية العملية فقط‪ ،‬وع ذلك فالشرعة‬
‫أعم من الفقه و و جزء م ا‪.‬‬
‫‪-4‬ا كم الشر ‪:‬‬
‫عر فه‪ :‬و خطاب ﷲ عا اﳌتعلق بأفعال اﳌ لف ن اقتضاء أو تخي ا أو وضعا‪.‬‬
‫تحليل التعر ف‪:‬‬

‫‪ 1‬ﷴ مصطفى شل ‪ ،‬اﳌدخل التعرف بالفقه سﻼمي‪ ،‬دار ال ضة العر ية‪ ،‬ب وت‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ 2‬اﳌرجع واﳌوضع نفسه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪-‬يقصد بخطاب ﷲ أنه شمل ل دلة من القرآن والسنة أو أي اج اد من الفق اء‪ ،‬أو أي دليل ﻻ عارض‬
‫القرآن والسنة و رتبط ذا ا طاب القياس والعرف وسد الذرا ع‪.‬‬
‫سان ذاته ولكن ي ون م لف شروط‪ :‬البلوغ والعقل و سﻼم‪.‬‬ ‫‪-‬اﳌ لف ن‪ :‬و‬
‫ء‪ ،‬وقد ي ون الطلب‬ ‫‪ -‬قتضاء‪ :‬و و الطلب من الشارع ا كيم القيام بفعل أو متناع عن فعل أو تقديم‬
‫جازم الواجب وا رام أو غ جازم اﳌكروه أو اﳌستحب‪.‬‬
‫‪ -‬التخي ‪ :‬أي اﳌباح إما القيام به أو تركه‪.‬‬
‫‪ -‬أقسام ا كم الشر ‪ :‬و نقسم إ قسم ن‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ا كم الشر الت ليفي؛‬
‫ح ام الت ليفية خمسة و ‪:1‬‬
‫‪ -1‬الواجب )الفرض(‪ " :‬و ما طلب الشارع فعله ع وجه اللزوم‪ ،‬بحيث يذم تاركه ومع الذم العقاب‪،‬‬
‫سرة‪...‬‬ ‫و مدح فاعله ومع اﳌدح الثواب" مثال‪ :‬الصﻼة والصوم والز اة و نفاق ع‬
‫‪ -2‬اﳌستحب )اﳌندوب(‪" :‬و و ما جاز فعله وجاز تركه وفعله أو ‪ .‬أي ما طلب الشارع فعله ش ل غ جازم‬
‫بحيث يثاب فاعله وﻻ عاقب تاركه"‪.‬مثال‪ :‬صﻼة النافلة صيام التطوع‪ ،‬السواك‪ ،‬صﻼة الض ‪...‬‬
‫‪ -3‬ا رام‪" :‬ما طلب الشارع من اﳌ لف ن تركه طلبا جازما‪،‬بحيث يثاب تاركه و عاقب فاعله والكفر‬
‫ﱠ‬
‫باﻻستحﻼل اﳌتفق" مثال‪ :‬السرقة‪ ،‬القتل‪ ،‬ارت اب الفواحش‪ ،‬نزع ا اب‪.‬‬
‫‪ -4‬اﳌكروه‪ " :‬و ما جاز فعله وجاز تركه وتركه أو ‪ ،‬أي ما طلب الشارع تركه ش ل غ إلزامي بحيث يثاب‬
‫تاركه وﻻ عاقب فاعله و و ما ان تركه أو من فعله"‪.‬مثل‪ :‬صيام يوم الشك لرمضان‪ ،‬صيام يوم الس ت‬
‫لوحده أو يوم ا معة لوحده‪ ،‬صﻼة النافلة عد العصر ‪...‬‬
‫‪ -5‬اﳌباح )ا ﻼل‪ ،‬ا ائز(‪ " :‬و ما استوى فيه جانب الفعل وجانب ال ك‪ .‬أي و خطاب ﷲ عا اﳌتعلق‬
‫ل والشرب والنوم والبيع والتجارة والصيد والر اضة‪ ،‬أما‬ ‫ب ن الفعل وال ك" مثال‪:‬‬ ‫بأفعال اﳌ لف ن ا‬
‫عند ممارسة ذه شياء ب ية حسنة القول أ غذى باﻷ ل ﻷتقوى ع العبادة يثاب عل ا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ا كم الشر الوض ؛‬
‫و خطاب ﷲ‪ ،‬اﳌتعلق بجعل ال ء س با أو شرطا أو ما عا و نقسم إ ثﻼثة أقسام‪:‬‬
‫‪-1‬الس ب‪ :‬لغة؛ و ما ي ون موصﻼ ا ال ء الطر ق وا بل وغ ا‪.‬‬

‫‪ 1‬أحمد مصطفى شل ‪ ،‬اﳌرجع السابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪7‬‬
‫اصطﻼحا‪ :‬و الوصف الظا ر‪ ،‬اﳌنضبط‪ ،‬اﳌعرف ل كم‪ ،‬أو و ما يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه‬
‫العدم)أي حيثما وجد الس ب وجد اﳌس ب وحيثما ا عدم الس ب ا عدم اﳌس ب فالس ب و العﻼمة ال عرف‬
‫من خﻼل ا حكم ﷲ مثل‪ :‬كزوال الشمس عن كبد السماء يدلنا ع دخول وقت صﻼة الظ ر‪ ،‬والقرابة و س ب‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫الز ى َس با ُلو ُجوب ا َ د‪.‬‬
‫للم اث‪ ،‬ورؤ ة ال ﻼل س ب للصيام‪ِ ،‬‬
‫‪-2‬الشرط‪ :‬لﻐة؛ العﻼمة ومنه أشراط الساعة أي عﻼما ا‪.‬‬
‫ً‬
‫اصطﻼحا‪ :‬و ما يلزم من عدمه العدم‪ ،‬وﻻ يلزم من وجوده وجود وﻻ عدم لذاته‪.‬‬
‫شرح التعر ف‪:‬‬
‫ة‬ ‫أ‪-‬ما يلزم من عدمه العدم‪ :‬أي يلزم من عدم وجود الشرط عدم وجود اﳌشروط الوضوء الذي و شرط ل‬
‫الصﻼة يلزم من عدم وجوده عدم وجود الصﻼة‪.‬‬
‫ب‪-‬وﻻ يلزم من وجوده وجود وﻻ عدم‪ :‬أيﻼ يلزم من وجود الشرط وجود اﳌشروط وﻻ عدم وجوده الوضوء‬
‫سان وﻻ يص مثل‪ :‬الط ارة شرط‬ ‫ة الصﻼة وﻻ يلزم من وجود الوضوء وجود الصﻼة فقد يتوضأ‬ ‫شرط ل‬
‫ة عقد الزواج‪.‬‬ ‫يحة‪ ،‬استقبال القبلة شرط القيام للصﻼة‪ ،‬الو شرط‬ ‫الصﻼة ال‬
‫‪-3‬اﳌا ع‪ :‬لغة‪ :‬و ا ائل ب ن الش ئ ن‪.‬‬
‫‪-‬اصطﻼحا‪ :‬و الوصف الوجودي‪ ،‬الظا ر‪ ،‬اﳌنضبط‪ ،‬ﱠ‬
‫اﳌعرف نقيض ا كم‪،‬أو و ما يلزم من وجوده العدم‬
‫وﻻ يلزم من عدمه وجود وﻻ عدم لذاته مثل‪ :‬القتل العمدي ما ع صول اﳌ اث فإذا لم يوجد القتل يوجد‬
‫م اث‪ ،‬وﻻ يلزم من عدم وجود ما ع القتل وجود اﳌ اث ما لم يوجد س ب من أسباب اﳌ اث أما القرابة أو‬
‫الزوجية‪ ،‬الصغر ما ع من الت ليف‪ ،‬عدم الط ر للمرأة ما ع من الصﻼة والصوم ح تط ر‪.‬‬
‫‪-‬الفرق ا و ري ب ن ا كم الشر الت ليفي وا كم الشر الوض ‪ :‬و أن ح ام الت ليفية تدخل‬
‫ء أو تركه فﻼ ت ليف إﻻ بمقدور ب نما ح ام الوضعية فقد ت ون أحيانا‬ ‫مقدور اﳌ لف فباستطاعته فعل‬
‫مقدور اﳌ لف كشرط الوﻻية الزواج‪ ،‬وقد ﻻ ت ون مقدور اﳌ لف كرؤ ة ال ﻼل كس ب للصوم‪.‬‬
‫‪-‬خصائص الشر عة سﻼمية‪:‬‬
‫مصدر ا ووج ا واﳌقصود بذلك أن‬ ‫‪-1‬الر انية‪ :‬فأول ما تمتاز به الشر عة سﻼمية و ا شر عة ر انية‬
‫أح ام ا ل ست من وضع ال شر الذي يحكمه القصور والتأثر بمؤثرات الزمان واﳌ ان والثقافة و واء و نما‬

‫‪8‬‬
‫شارع ا و صاحب ا لق و مر ذا ال ون والذي خلق سان علم ما ينفعه وما يص حاله قال ﷲ‬
‫ُ َ ﱠ ُ َ ََ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫عا ‪ُ }:‬ق ْل َم ْن َر ﱡب ﱠ َ‬
‫الس ْب ِع َو َر ﱡب ال َع ْر ِش ال َع ِظي ِم َس َي ُقولون ِ ِ ق ْل أفﻼ ت ﱠت ُقون (‪.1‬‬
‫ات ﱠ‬
‫الس َماو ِ‬
‫‪-2‬ا لود‪ 2:‬مما ﻻ شك فيه أن ال شر ع سﻼمي الذي نزل الو بقواعده وأصوله ال لية صا ل وقت مﻼئم‬
‫ْ َ َ ‪3‬‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َ ََْ ُ‬
‫ميع الب ئات‪ ،‬فقد ب ع الت س ورفع ا رج ودفع الضرر‪ .‬قال عا ‪ } :‬وما جعل علي ِ ِ‬
‫الد ِين ِمن حر ٍج {‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ ْ‬ ‫ﱠ ُ ْ‬
‫وقال جل شأنه‪}ُ :‬ي ِر ُد ُ ِبك ُم ال ُ ْس َر َوﻻ ُي ِر ُد ِبك ُم ال ُع ْسر{‪ 4‬والن ﷺ‪ " :‬سروا وﻻ عسروا و شروا وﻻ تنفروا"‪،5‬‬
‫وقد ث ت من س ته أنه ﷺ ما خ ب ن أمرن إﻻ اختار أ سر ما ما لم يكن إثما‪.‬‬
‫واﳌت بع ﻷح ام الشرعة سﻼمية يجد مظا ر ذا صل ش نواح ا فقلة الت اليف إ مراعاة أعذار‬
‫اﳌعذور ن إ رفع الت ليف أو عدم اﳌؤاخذة حالة الضرورة ل ذلك يدل وضوح إ ال سر وعدم ا رج‬
‫أضف إ ذلك أن القرآن جانب شر ع اﳌعامﻼت لم عمد إ التفصيل بل أ ى بقواعد عامة صا ة للتطبيق‬
‫ود{‪ 6‬وقال‪}َ :‬و َأ َح ﱠل ﱠ ُ ْال َب ْي َع َو َح ﱠر َم ّ‬
‫الر ا{‪.7‬‬ ‫ِ‬
‫ين َآم ُنوا َأ ْو ُفوا ب ْال ُع ُ‬
‫ق‬ ‫ل ح ن ‪ ،‬قال عا ‪}َ :‬يا َأ ﱡ َ ا ﱠالذ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪-3‬العاﳌية‪ :‬فأح ام الشرعة سﻼمية ومبادؤ ا ذات طبيعة إ سانية عاﳌية ف رحمة للعاﳌ ن‪ ،‬قال عا َ}و َما‬
‫ً ْ َ‬ ‫َْ َ َْ َ ﱠ‬
‫اك ِإﻻ َر ْح َمة ِلل َع ِاﳌ َن{‪ ،8‬و داية للناس افة ول س س خاص من ال شر أو لﻺقليم بل لﻺ سان سواء‬ ‫أرسلن‬
‫من الشرق أو الغرب‪ ،‬و ر ان ذلك من النصوص القرآنية كث قال عا ‪}َ :‬و َما‬ ‫أسود أو أبيض عر ي أو أ‬
‫اس َ ِش ً ا َون ِذ ًيرا{‪ ،9‬ومن السنة العملية فتجسدت م اتبة الن ﷺ ﳌلوك رض حيث‬
‫َ‬
‫لن‬ ‫َأ ْ َس ْل َن َ‬
‫اك إ ﱠﻻ َ ﱠاف ًة ل ﱠ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫عث برسالة إ رقل عظيم الروم وكسرى عظيم الفرس والنجا ملك ا شة واﳌقوقس ملك مصر وأمراء‬
‫البحر ن واليمامة إ غ ذلك‪،‬أما ا قائق العملية فتتمثل ان شار سﻼم أرجاء اﳌعمورة وترحيب الناس‬
‫وعبد ﷲ بن سﻼم ال ودي ووجد‬ ‫وص يب الرومي و ﻼل ا‬ ‫ابة سليمان الفار‬ ‫بأح امه فوجد من ال‬
‫و مام مسلم الن سابوري و مام البخاري من‬ ‫فيمن جاء من عد م من أجيال اﻹمام أبو حنيفة الفار‬

‫‪ 1‬سورة اﳌؤمنون ية ‪.87-86‬‬


‫‪ 2‬ﷴ ف ع أبو الصفا‪ ،‬ال شر ع سﻼمي صا للتطبيق ل ل زمان وم ان‪ ،‬ط‪ ،10 :‬عدد ‪ ،1‬ا امعة سﻼمية‪ ،1977 ،‬ص ‪.109‬‬
‫ية ‪.78‬‬ ‫‪ 3‬سورة ا‬
‫‪ 4‬سورة البقرة ‪.185‬‬
‫‪ 5‬أخرجه‪ :‬مسلم‪ ،‬رقم‪ ،1734 :‬أبو عبد ﷲ أحمد بن أسد الش با ي‪ ،‬مسند مام أحمد بن حنبل‪ ،‬ج‪ ،4‬ط‪ ،1 :‬تحقيق‪ :‬شعيب رنؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫‪ ،2001‬ص ‪40‬‬
‫‪ 6‬سورة اﳌائدة ية ‪.1‬‬
‫‪ 7‬سورة البقرة ية ‪.275‬‬
‫‪ 8‬سورة ن ياء ية ‪.107‬‬
‫‪ 9‬سورة سبأ ية ‪.28‬‬

‫‪9‬‬
‫بخارى وابن حزم وابن رشد من ندلس‪ ،‬و وقتنا ا ا ين شر سﻼم أنحاء العالم أور ا وآسيا وأس اليا‬
‫وأمر ا و فرقيا والكث م م علماء ش مجاﻻت ا ياة‪ ،‬ذا له دليل ع عاﳌية الشرعة سﻼمية‪ ،‬أما‬
‫انت قبل سﻼم ان ن ياء والرسل يخاطبون أقوام م قال عا )و ذ قال مو‬ ‫با الديانات ال‬
‫ل الديانات السابقة‬ ‫لقومه()البقرة‪ (54‬وقال أيضا)إنا أرسلنا نوحا إ قومه( )نوح‪ .(1‬لكن ﳌا أ ى سﻼم‬
‫ُ‬ ‫ْ َْ ْ َُ‬
‫)ال َي ْو َم أك َمل ُت لك ْم ِد َينك ْم‬ ‫و قي سﻼم دين العاﳌ ن وس بقى إ أن يرث ﷲ رض ومن عل ا قال ﷲ عا‬
‫ََ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ ْسﻼ ِم ِد ًينا فل ْن ُي ْق َب َل ِم ْن ُه‬ ‫َو َأ ْت َم ْم ُت َع َل ْي ُك ْم ِ ْع َم َو َرض ُت َل ُك ُم ْ ْس َﻼ َم ِد ًينا( )اﳌائدة ‪ (3‬وقال أيضا َ)و َم ْن َي ْ َتغ َغ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََُ ْ‬
‫اس ِر َن () آل عمران‪.(85‬‬ ‫و و ِ ِخ َر ِة ِمن ا ِ‬

‫‪-4‬الشمولية‪ :‬فالشرعة سﻼمية شر عة شاملة شملت ل مجاﻻت ا ياة العقائدية و خﻼقية والعملية‬
‫فاﻹسﻼم ﻻ شرع للفرد دون سرة وﻻ لﻸسرة دون ا تمع وﻻ للمجتمع دون غ ه من ا تمعات خرى‪ ،‬ف و‬
‫شرع للفرد عباداته وصلته بر ه‪ ،‬و ضبط أحوال سرة وأح ام ا و شرع للمجتمع ل جوانب ا ياة سواء‬
‫َ‬
‫اب ِم ْن ْ ٍء‬ ‫َ َ ﱠ َْ ْ َ‬
‫ما علق م ا بال بية أو قتصاد أو السياسة أو القضاء أو غ ذلك قال ﷲ عا )ما فرطنا ِ ال ِكت ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ث ﱠم ِإ َ ِّر ِ ْم ُي ْحش ُرو َن () عام‪.(38‬‬
‫ا ف و من التوازن و عتدال الذي سلم من ل إفراط‬ ‫‪-5‬الوسطية‪ :‬ووسطية مة مستمدة من وسطية من‬
‫ال شرع‬ ‫خﻼق و داب ووسطية‬ ‫التعبد ووسطية‬ ‫وتفر ط‪ ،‬ووسطية عتقاد والتصور‪ ،‬ووسطية‬
‫والنظام والتحليل والتحر م‪ ،‬وجاءت الشرعة سﻼمية ب ن ال ودية ال أسرفت التحرم واﳌسيحية ال‬
‫َ ُ‬ ‫أسرفت باحة‪ ،‬قال ﷲ عا ) َو َك َذل َك َج َع ْل َن ُاك ْم ُأ ﱠم ًة َو َس ًطا ل َت ُ ُونوا ُش َ َد َاء َع َ ﱠ‬
‫الناس َو َ ُ و َن ﱠ‬
‫الر ُسو ُل َعل ْيك ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َش ً‬
‫يدا( )البقرة ‪(143‬‬ ‫ِ‬
‫‪-‬أ م اﳌبادئ ال يدعوا إل ا سﻼم‪:1‬‬

‫اس ِإ ﱠنا‬ ‫أوﻻ‪ :‬مبدأ العدالة واﳌساواة فإن أح ام ا ُبن ﱠ ت ع العدالة اﳌطلقة وال سو ة التامة ب ن الناس َ}يا َأ ﱡ َ ا ﱠ‬
‫الن ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َخ َل ْق َن ُاك ْم م ْن َذ َكر َو ُأ ْن َ َو َج َع ْل َن ُاك ْم ُش ُعو ًا َو َق َب ِائ َل ِل َت َعا َر ُفوا إ ﱠن أ ْك َر َم ُك ْم ِع ْن َد ﱠ ِ أ ْت َق ُاك ْ‬
‫َ‬ ‫»‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬‫يقو‬ ‫ﷺ‬ ‫ل‬ ‫والرسو‬ ‫{‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اﺣ ٌد‪ ،‬أََﻻ َﻻ فَ ْ ِ‬ ‫اﺣ ٌد‪ ،‬وإِ ﱠن أَ ُكﻢ و ِ‬ ‫أَﻳـﱡﻬﺎ اﻟﻨﱠﺎس‪ ،‬أََﻻ إِ ﱠن ربﱠ ُﻜﻢ و ِ‬
‫َﲪََﺮ‬ ‫ﰊ َﻋﻠَى َﻋ َجم ٍّﻲ‪َ ،‬وَﻻ ﻟ َﻌ َجم ٍّﻲ َﻋﻠَى َﻋَﺮٍِّ‬
‫ﰊ‪َ ،‬وَﻻ أ ْ‬ ‫ض َﻞ ﻟ َﻌَﺮٍِّ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َﲪََﺮ‪ ،‬إِﱠﻻ ِ ﻟتﱠـ ْق َﻮى أَبَـﻠﱠ ْﻐ ُ‬
‫ﺖ«‪.2‬‬ ‫َﺳ َﻮَد َﻋﻠَى أ ْ‬
‫َﺳ َﻮَد‪َ ،‬وَﻻ أ ْ‬
‫َﻋﻠَى أ ْ‬

‫‪ 1‬ﷴ ف ع أبو الصفا‪ ،‬اﳌرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫‪ 2‬أخرجه‪ :‬أحمد‪ ،‬رقم ‪ ،23489‬أبو عبد ﷲ أحمد بن أسد الش با ي‪ ،‬مسند مام أحمد بن حنبل‪ ،‬ج‪ ،38‬ط‪ ،1 :‬تحقيق‪ :‬شعيب رنؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫‪ ،2001‬ص ‪.464‬‬

‫‪10‬‬
‫َ‬ ‫َ َ ُْ ْ‬
‫‪1‬‬
‫ْمر{‬ ‫ثانيا‪ :‬مبدأ الشورى فقد جعل سﻼم الشورى أساسا ل كم فأمر ن يه ا قال عا ‪} :‬وش ِاور م ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وأمتدح اﳌؤمن ن ا فقال‪}َ :‬وأ ْم ُر ُ ْم شو َرى َب ْي َ ُ م{‪. 2‬‬
‫َ َ ُ ﱠ ْ َ ﱠ َ َ ْ ُ َ ََ‬
‫ثالثا‪ :‬مبدأ ال سامح فقد جاد سﻼم يدعو إ ال سامح مع فراد قال عا ‪} :‬و ِعباد الرحم ِن ال ِذين يمشون ع‬
‫ََْ ُ ُ ﱠ ُ َ ﱠ َ َ‬
‫ين ل ْم‬
‫ً‬
‫ض َ ْونا َو ِ ذا خاط َ ُ ُم ا َ ا ِ لون قالوا َسﻼما{‪ 3‬ومع ا ماعات ا الفة قال عا ‪} :‬ﻻ ي اكم ع ِن ال ِذ‬
‫ً َ َ َ ْ ُ َ َ ُ‬
‫ر‬‫َْ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُي َقات ُلوك ْم ّ‬
‫ُ‬
‫الد ِين َول ْم ُيخ ِر ُجوك ْم ِم ْن ِد َي ِارك ْم أ ْن ت َ ﱡ و ُ ْم َوت ْق ِسطوا ِإل ْ ِ ْم ِإ ﱠن َ ُي ِح ﱡب اﳌ ْق ِس ِط َن{‪.4‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫را عا‪ :‬مبدأ التضامن جتما فقد حرص سﻼم من أول مر ع أن يقرر حق الفقراء مال غنياء و حمل‬
‫غنياء مسئولية كفاي م‪.‬‬
‫ل زمان وم ان وأن شر عا ستمد حياته‬ ‫نا أن ال شرع سﻼمي صا للتطبيق‬ ‫و ما أسلفنا ن ون قد أو‬
‫من القرآن والسنة لن يقف يوم من يام عن مسايرة الزمان‪.‬‬

‫ية ‪.159‬‬ ‫‪ 1‬سورة آل عمران‬


‫ية ‪.38‬‬ ‫‪ 2‬سورة الشورى‬
‫ية ‪.63‬‬ ‫‪ 3‬سورة الفرقان‬
‫ية ‪.8‬‬ ‫‪ 4‬سورة اﳌمتحنة‬

‫‪11‬‬

You might also like