Professional Documents
Culture Documents
مؤسسة التقى الثقافية - 391- ثلاثة وجوه اخرى دقيقة جواباً على شبهة (النتيجة تتبع اخس المقدمتين)
مؤسسة التقى الثقافية - 391- ثلاثة وجوه اخرى دقيقة جواباً على شبهة (النتيجة تتبع اخس المقدمتين)
• القسم :االجتهاد والتقليد(1435-1432هـ) .
• الموضوع -391 :ثالثة وجوه اخرى دقيقة جوابًا على شبهة ( النتيجة تتبع اخس المقدمتين ) .
-391ثالثة وجوه اخرى دقيقة جوابًا على شبهة ( النتيجة تتبع اخس المقدمتين )
الحمد هلل رب العالمين ،والصالة والسالم على محمد وآله الطيبين الطاهرين سَّي ما خليفة
اهلل في أألرضيين واللعنة الدائمة األبدية على أعدائهم أجمعين ،وال حول وال قوة إال
باهلل العلي العظيم
مبادئ االستنباط
سبق أن أهم دليل على عدم صحة تقليد المجتهد في الفقه المقلد في بعض مبادئ
االستنباط ،هو أن (النتيجة تتبع أخس المقدمتين) وحيث ان ما توصل اليه من حكم
نتيجة مجموع االجتهاد في الفقه والتقليد في أحد مبادئ االستنباط ،فهو مقلد في هذا
الحكم والمقلد ال يجوزهو تقليده .
أوًال :أن هذه القاعدة ال تجري في االعتباريات فان االعتبار بيد المعت ِب ر.
ونضيف:
الوجه الثالث :اختصاص قاعدة (النتيجة تتبع )...بالكم والكيف دون الجهة:
ثالثًا :ان ما ذكره المنطقيون من ان ( النتيجة تتبع أخس المقدمتين) انما هو في الكم
والكيف (أي االيجاب والسلب) وال عموم له لـ(للجهة) فإنها قد تتبع أقوى المقدمتين في
موارد ومنها ما لو تركبت القضية من موجبه ضرورية ومن مطلقة عرفية عامة فان
النتيجة هي ضرورية (أي تتبع الصغرى األقوى ،ال الكبرى االخس) والى ذلك أشار في
(االشارات والتنبيهات) ([ )]1قال (أن يكون الصغرى موجبة ضرورية والكبرى مطلقة
عرفية فإنها إن كانت عامة أنتجت كالصغرى موجبة ضرورية وإن كانت خاصة لم يكن
االقتران قياسًا لتناقض المقدمتين)
أقول( :المطلقة العامة) هي المسماة بالفعلية (وهي ما دلت على أن النسبة واقعة فعًال
بالفعل ،وكل فلك متحرك بالفعل , أي خرجت من القوة الى الفعل) كـ :كل انسان ماٍش
و(العرفية العامة) هي ما كان الدوام فيها مشروطا ً ببقاء عنوان الموضوع ثابتًا لذاته
كـ( كل كاتب متحرك االصابع دائمًا ما دام كاتبًا ) .
وأما المركبة من الضرورية ومن المطلقة العرفية فكـ :كل انسان حيوان بالضرورة وكل
حيوان فانه جسم نام متحرك باالرادة بالفعل دائمًا ما دام حيوانًا فالنتيجه هي :كل
انسان جسم نام متحرك بالضرورة.
وكذا كل جسم منقسم بالضرورة وكل منقسم فانه متحِّي ز بالفعل دائمًا ما دام منقسمًا ,
فالنتيجة :هي كل جسم متحيز بالضرورة ۔
والسر هو :ان المحمول في الكبرٰي ما دام الزمًا لعنوان الموضوع([ )]2فيكون كمحمول
الموضوع في الصغرٰي فاذا كان ضروريًا كان ضروريًا.فتٔامل)]3[(.
رابعًا :ان قولهم (النتيجه تتبع اخس المقدمتين في الكم و الكيف) ايضًا خاص بما لو
جمعت أالشكال أالربعة،شروطها ،فانها حينئ ٍذ تتبع المقدمتين في الكيف:فتكون تابعة
لٔالخس وهو السلب ،اما اذا لم تستجمع الشروط ،فال تكون تابعة بالضرورة بل قد تكون
كاذبة البتة اذا تبعتها في الكيف.
فمثًال :قولك( :ال شئ من االنسان بحجر ,وكل حجر ممكن) فان كلتا القضيتين صادقتان
دون شك ,لكن النتيجة ال يصح أن تتبع األخس -وهي الصغرٰي -فتكون سالبة اذ
ستكون كاذبة حتمًا :الشئ من االنسان بممكن
والسر في ذلك :ان بعض شروط الشكل األول غير متوفرة في هذا القياس وهي
(موجبة الصغرٰي و كلية الكبرٰي )([)]4
والحاصل :أّن الشكل األول – مثًال – ينتج سالبة لو كانت كبراه سالبة كلية و صغراه
موجبة كلية أو جزئية ([ ،)]5ال ما لو لم يستجمع الشروط اذ حينئ ٍذ قد ينتج موجبة
كلية ([ - )]6كمثالنا –
وكون ذلك مما يعلم من الخارج ال ينفي نفينا لكون النتيجة غير تابعة لألخس في الجملة
في ما اذا فقدت بعض الشروط فتدبر جيدًا.
والتدبر يرشد الٰي ان مورد كالمنا([ )]7ليس من انواع االشكال في األربعة ,فتأمل.
خامسًا :سلمنا ..لكن (التقليد) ليس اخس المقدمتين علٰي اطالقه ،بل قد يكون أشرف و
أفضل و أقرب لالصابة من االجتهاد
بعبارة ُا خرٰي ( :التقليد) و ان فرض انه أخس المقدمتين من حيث عنوانه ،لكنه قد يكون
أشرفهما من حيث مادته و محتواه و معنونه و مدلوله و مؤداه ،فال اطالق لـ (التقليد هو
اخس المقدمتين)
بل نقول :ان واجد الملكة الرديئة بنفسه ،قبل ان ُي ِع مل اجتهاده ،لو دار امره بين أن يقلد
األعلم -أي مع اذعانه بأعلميته -في الرجال أوالبالغة أو األصول ،وبين أن يجتهد فيها
بنفسه ،مع علمه بمفضوليته ,فانه الشك يرٰي كما يرى العقالء :ان التقليد اقرب لالصابة
و يراه االجدر بالوثوق و ان قلنا بتخييره بين التقليد واالجتهاد ,فتأمل جيدًا.
ثانيًا :لو دار االمر بين تقليد االمام المعصوم في مسألة ،بسماع الحكم منه دون بيان
وجهه من آية أو عقل أو رواية أو انشائه الحكم من باب التـفـويض أو شبه ذلك ،و بين
االجتهاد في المسألة ،لفرض فتحهم باب االجتهاد حتٰي في زمانهم اذ قالوا ( :علينا القاء
األصول و عليكم ان تفرعوا)([ )]9فانه الشك في أرجحية تقليد االمام علٰي االجتهاد
الشخصي ,وان جازاالخير([ )]10باذن االمام ( عليه السالم ) لمصلحة سلوكية أو
لمصلحة التمرين اعدادًا لزمن الغيبة أو غير ذلك.
والحاصل :ان دعوٰي ( التقليد أخس المقدمتين) موجبة كلية تنقضهما السالبة الجزئية،
وقد ذكرنا سالبتين
و يوضح ذلك اكثر بناء العقالء في امورهم فانهم كثيرًا ما يرجحون التقليد (لألعلم،
أواالفضل واألضمن) علٰي االجتهاد (األضعف)([ )]11بل ويؤكده ترجيح الشارع بل
تعيينه تقليد غير االعلم العادل على االعلم غير العادل .فتدبر .وللحديث صلة
([ - )]3اذ ما نحف فيه ليس من (الجهه ) بل من (الجوهر ) اذا الكالم عن جو هر
االجتهاد وتقِّو مه باالجتهاد في الفقه وفي المبادئ معًا فتأمل اذ الكالم عن االجتهاد في
النتيجه ( الفقه ) ال االجتهاد في المجموع المركب من المبادئ والفقه .فتدبر وتامل اذ ال
ربط بـ(الجهة) على اية حال .فتأمل .
([ - )]4اذ عليها يتم الترابط – الموجب – بين االصغر واالكبر .
([- )]5اذ عليها يتم الترابط – ولو السالب – بين االصغر واالكبر
([ -)]8هذا بناء على كون احدهما (االقربيه لالصابة واالوثقية لدى العقالء ) هو المقياس
,كما هو الحق المنصور
([ -)]11ومن أمثلته العرفية الكثيرة ،االبتالء ترجيح العقالء البضائع اليابانية أو
الكورية المق َّل دة (فانهم في كثير منها مقلدون لبعض دول الغرب) علٰي البضائع الصينية
او المحلية ،وذلك لجودة األولي (لكون التقليد متقن الصل متقنًا ) وردائة الثانية (لكون
ابداعهم و اجتهادهم رديئًا ).