‫عالقة السياسة الشرعية بالمقاصد الشريعة‬

‫إعداد الطالب ‪ :‬حممد صويف‬

‫مستوى رابع رشيعة ب‬

 ‫ح‬ ‫ب‬
‫سم الله الرحمن الر يم‬

‫❖ التمهيد ‪:‬‬

‫فإن موضوعي السياسة الرشعية ومقاصد الرشيعة من املواضيع التي اهتم هبا املتقدمون‬

‫واملتأخرون يف بحثها ملا فيهام من التأثري الواقعي يف املجتمع ‪ ،‬فهم حمتاجون إليهام يف‬

‫شؤون حياهتم وصالح دينهم ودنياهم بام جيلب هلم املنفعة ويدرأ عنهم املفسدة وحيقق‬

‫مصاحلهم‪ ،‬فهنا سنبني لكم مدى العالقة بني السياسة الرشعية واملقاصد الرشيعة ‪ ،‬هل‬

‫كالمها متداخالن أو متعارضان يف بعضهمام البعض ‪ ،‬وسنعرفه من خالل هذا البحث‪.‬‬

‫❖ التعريف ‪:‬‬

‫• السياسة الرشعية وموضوعها ‪:‬‬

‫‪ -‬السياسة لغة ‪ :‬ساس الناس سياسة توىل رياستهم وقيادهتم ‪ ،‬وساس‬

‫األمور قام باصالحها فهو سائس ‪ ،‬والسياسة تدبري أمور الدولة‪، 1‬‬

‫ويف خمتار الصحاح‪ : 2‬ساس الرعية يوسوسها سياسة‪.‬‬

‫«‪ »1‬جممع اللغة العربية ‪ ،‬املعجم الوجيز ( ‪.) 328‬‬

‫«‪ »2‬شمش الدين الرازي ‪ ،‬خمتار الصحاح ( ‪.) 321‬‬
 ‫‪ -‬واصطالحا ‪ :‬هي تدبري أمور الدولة ‪ ،‬هي علم أو فن حكم الدول‪.‬‬

‫والسياسة الرشعية ‪ :‬هي رعاية شؤون األمة يف الداخل واخلارج بام ال‬

‫خيالف الرشيعة اإلسالمية ‪.‬‬

‫‪ -‬موضوع السياسة الرشعية ‪ :‬فموضوع السياسة الرشعية حترص عىل‬

‫أمرين مهمني ‪ ،‬وهي ‪ :‬حراسة الدين ‪ ،‬والدنيا به‪.‬‬

‫• تعريف مقاصد الرشيعة وموضوعها ‪:‬‬

‫‪ -‬املقاصد لغة ‪ :‬قصدت اليشء وله وإليه قصدا من باب رضب طلبته‬

‫بعينه وإليه قصدي‪.1‬‬

‫‪ -‬واصطالحا ‪ :‬كام قاهلا اآلمدي ‪( :‬املقصود من رشع احلكم ‪ :‬ما جلب‬

‫مصلحة أو دفع مرضة أو جمموع األمرين‪ ، )2‬وعرفها ابن عاشور ‪:‬‬

‫أهنا ( املعاين واحلكم امللحوظة للشارع يف مجيع احوال الترشيع أو‬

‫معظمها‪ ، )3‬وعرفها عالل الفايس ‪ ( :‬املراد بمقاصد الرشيعة ‪ :‬الغاية‬

‫منها ‪ ،‬واألرسار التي وضعها الشارع عند كل حكم من أحكامها‪.)4‬‬

‫«‪ »1‬الفيومي ‪ ،‬املصباح املنري ( ‪.) 504 / 2‬‬

‫«‪ »2‬اآلمدي ‪ ،‬اإلحكام يف أصول األحكام ( ‪.) 271 / 3‬‬
‫«‪ »3‬ابن عاشور ‪ ،‬مقاصد الرشيعة ( ‪.) 51‬‬
‫«‪ »4‬عالل الفايس ‪ ،‬مقاصد الرشيعة ( ‪.) 3‬‬
 ‫‪ -‬موضوع علم املقاصد الرشيعة ‪ :‬هو معرفة احلكم من رشائع اهلل‬

‫لعباده ومارشع هلم من الدين وما دخل حتته من هذا الترشيع من‬

‫احلكم العميقة التي ختفى عليها كثري من الناس ‪.‬‬

‫❖ عالقة السياسة الرشعية باملقاصد الرشيعة ‪:‬‬

‫ومن التعريف السابق يف السياسة الرشعية ومقاصد الرشيعة يتبني لنا أن بينهام عالقة‬

‫وثيقة ‪ ،‬حيث كانت السياسة الرشعية هتدف إىل إقامة الدين وإصالح املجتمع ‪،‬‬

‫ومقاصد الرشيعة هتدف إىل إقامة الدين وحتقيق مصالح العباد من جلب املصالح ودفع‬

‫املفاسد‪.‬‬

‫وأيضا يتضح أن مقاصد الرشيعة هي هدف السياسة الرشعية وغايتها وخالصتها من‬

‫ناحية أن وظيفة الدولة هي حلراسة الدين وإصالح أمور املجتمع يف الدنيا واآلخرة ‪،‬‬

‫وهذا هي أساس وقواعد السياسة الرشعية التي تسري عىل هنجها‪.‬‬