You are on page 1of 14

O PE N ACCE SS ‫ورقة بحثية‬

‫المسؤولية القانونية لمدير الشركة‬


‫الم َؤ َّقت في النظام السعودي‬
ُ
‫ دراسة مقارنة‬- ‫والمصري‬
‫ كلية العلوم والدراسات اإلنسانية‬1
‫ المملكة العربية‬,‫ جامعة شقراء‬،‫بالقويعية‬
*1
‫حمود عاطف مبارك القحطاني‬
‫السعودية‬
* Email: h.atef@su.edu.sa

َّ
‫الملخص‬
‫المؤَ َّقتة للشركات إحدى الوسائل القانونية الحديثة لمواجهة الظروف الطارئة التي تواجه الشركة‬ ُ ‫ت َُع ّد اإلدارة‬
‫ وهي تساعد على إنقاذ المشروعات الصغيرة والمتوسطة‬.‫ والمحافظة على الكيان القانوني لها‬،‫أثناء حياتها‬
‫المؤَ َّقت‬
ُ ‫ ففكرة اللجوء إلى نظرية مدير الشركة‬.‫سف وسوء االستخدام في أعمال اإلدارة‬ ُّ ‫التع‬
َ ‫من الزوال في حالة‬
‫ ويمتلك القدرة على معالجة المخاطر‬،‫من خالل تعيين شخص له من الخبرة الفنية واإلدارية في مجال الشركات‬
‫ في إطار قانوني يضمن‬،‫الحل والتصفية‬ ّ ‫ والمحافظة على الشركة من‬،‫اإلدارية والفنية التي تعرضت لها الشركة‬
َ ‫الم‬
‫ وأداة رقابية‬،‫ كما أنّها وسيلة قانونية لحماية األقلية من المساهمين في الشركة‬.‫ش ِّرع االقتصادي‬ ُ ‫استمرارية‬
‫فعالة لكشف التصرفات الضارة بالشركة والشركاء ألنّها ُمق َّيدة‬
ّ ‫ وأداة قانونية‬،‫فعالة في تحقيق الشركة لغرضها‬ ّ
ّ
.‫والحل‬ ‫ كما أنّها وسيلة قانونية لحماية الشركة من اإلفالس والتصفية‬،‫ والمدير ملتزم ببذل عنايته وحرصه‬،‫بزمن‬

‫ الشركات‬،‫فوض‬ ُ ‫ الوكيل‬،‫ المركز القانوني‬،‫ المسؤولية القانونية‬،‫المؤَ َّقت‬


َّ ‫الم‬ ُ ‫ المدير‬:‫الكلمات المفتاحية‬
‫المتعثرة‬

The legal responsibility of the company’s temporary manager in the Saudi and Egyptian
system - comparative study

Hamoud Atef M. Al-Qahtani1

1
Faculty of Science and Humanities-Quwaiiyeh, Shaqra University, Saudi Arabia
http://doi.org/10.5339/connect.2022.5

Submitted: 01 January 2022 Abstract


Accepted: 03 July 2022 The temporary management of companies is one of the modern legal means to confront the emergency
Published: 15 September 2022
conditions facing companies, to preserve its legal entity, and to help saving small and medium sized
© 2022 The Author(s), licensee HBKU enterprises from extinction in the event of abuse in the management’s work. The idea of ​​resorting to
Press. This is an Open Access article
distributed under the terms of the
the theory of the company temporary manager, by appointing a person with related technical and
Creative Commons Attribution license administrative experience, has several benefits like the ability to deal with arising administrative and
CC BY 4.0 (https://creativecommons. technical risks and saving companies from dissolution and liquidation, within a legal framework that
org/licenses/by/4.0), which permits
unrestricted use, distribution and guarantees the continuity of the economic legislator. Moreover, it is an effective legal tool to: protect
reproduction in any medium, provided the minority of shareholders; to detect harmful behaviors of the company and partners because the
the original work is properly cited. manager is staying for limited time during which the interim manager is obligated to exercise care;
and to save the company from bankruptcy, liquidation and dissolution.

Keywords: Interim director, legal liability, legal attitude, authorized agent, troubled companies

Cite this article as: Al-Qahtani HAM, ‫المؤَ َّقت في النظام‬


ُ ‫المسؤولية القانونية لمدير الشركة‬
‫ دراسة مقارنة‬- ‫السعودي والمصري‬. QScience Connect, 2022(1):5.
http://doi.org/10.5339/connect.2022.5
‫‪QScience Connect‬‬ ‫‪Page 2 of 14‬‬
‫‪Vol. 2022(1), Art. 5‬‬ ‫‪Al-Qahtani‬‬

‫‪ -1‬المقدمة‬

‫لما كانت الشركة شخصية قانونية اعتبارية‪ ،‬فإنّها تحتاج إلى من ُيع ِّبر عنها إلدارة الشركة من خالل أشخاص‬ ‫ّ‬
‫طبيعيين قادرين على اإلدارة بصورة منفصلة عن شخصيتها القانونية الخاصة‪ .‬ولقد أقرت التشريعات القانونية‬
‫إدارة الشركات من خالل شخص أو أشخاص يتو َّلون إدارة تلك الشركات‪ ،‬فالشركات القائمة على االعتبار الشخصي‬
‫يتولى إدارتها مدير أو أكثر وفقًا التفاق الشركاء‪ ،‬والشركات القائمة على االعتبار المالي يتولى إدارتها جهاز ِّ‬
‫تنظ ُمه‬
‫تضم بدورها‬‫ّ‬ ‫قوانين الشركات تحت عنوان «الجمعية العامة للشركة» التي تتكون من الجمعية العمومية التي‬
‫جميع المساهمين‪ ،‬إضافة إلى مجلس اإلدارة الذي ُي َع ّد الجهاز التنفيذي إلدارة الشركة والمسؤول عن جميع‬
‫التصرفات الصادرة عنه‪.‬‬
‫لذلك يتكون مجلس اإلدارة من أشخاص يمثلون الجمعية العمومية للمساهمين قانون ّيًا في إدارة الشركة‪،‬‬
‫ويتم انتخابهم وفقًا للنظام األساسي للشركة وقانون الشركات‪ ،‬وعليهم االلتزام بواجباتهم وأعمالهم‬ ‫ّ‬
‫واختصاصاتهم وممارسة سلطتهم دون تقصير أو إهمال‪ ،‬وبذل عنايتهم للعمل بحرص على مصالح الشركة‬
‫والشركاء فيها‪.‬‬
‫حظر على مدير الشركة ممارسة صالحياته من أجل تحقيق مصلحة له أو لغيره على حساب الشركة أو‬ ‫و ُي َّ‬
‫أي عمل تجاري‪ ،‬أو أن يستغل ممت َلكات الشركة وأموالها في سبيل تحقيق مصلحة شخصية‬ ‫منافسة الشركة في ّ‬
‫ومن‬ ‫أو لالستحواذ على فرص الشركة التجارية لنفسه أو لغيره ممن يرتبطون معه بمصالح تجارية أو شخصية‪ِ .‬‬
‫فحدد المسؤولية‬ ‫ّ‬ ‫هنا كان التدخُّ ل التشريعي في تنظيم تكوين وآلية عمل المديرين في الشركات أمرًا حتم ّيًا‪،‬‬
‫القانونية للمديرين في حال ارتكابهم أخطاء في اإلدارة تتنافى مع واجباتهم واختصاصاتهم‪ ،‬بهدف استقرار‬
‫العمل االقتصادي للشركة وزيادة أرباحها‪.‬‬
‫الحق في القيام بكافة التصرفات والصالحيات الكاملة إلدارة الشركة‪ ،‬ولكن ليس بمعزل عن‬ ‫ّ‬ ‫ولمدير الشركة‬
‫الضرر‬‫ُلحق ّ‬ ‫كل ما يتخذه من قرارات ينفذها أو إجراءات يمكن أن ت ِ‬ ‫تحمله المسؤولية عن ّ‬ ‫ّ‬ ‫مع‬ ‫المساءلة القانونية‪،‬‬
‫فإن ذلك ال يعفي‬ ‫حق المساهمين في الشركة عزل المدير‪ّ ،‬‬ ‫بالشركة أو بالشركاء والمساهمين‪ .‬وبالرغم من ّ‬
‫المرتكبة من جانبه سواء كان المدير واحدًا أم‬ ‫َ‬ ‫المدير من المسؤولية مدنية أو جنائية طبقًا للتصرفات واألخطاء‬
‫متعددًا‪.‬‬

‫‪ 1-1‬مشكلة الدراسة‬
‫تتج ّلى إشكالية الدراسة فيما تتعرض له الشركات من ظروف وأحوال أثناء حياتها‪ ،‬مثل االندماج‪ ،‬واالستحواذ‪،‬‬
‫المساس بإدارة الشركة سواء بالتغيير أم بالتعديل‬ ‫والتحول وغيرها من الظروف التي تؤدي إلى َ‬ ‫ّ‬ ‫واالنقسام‪،‬‬
‫كعزل مجلس اإلدارة أو المدير‪ .‬يتولى إدارة الشركة شخص لمدة ُمؤَ َّقتة‪ ،‬إلى حين استقرار أوضاع الشركة إدار ّيًا‬
‫هددة باإلفالس أو‬ ‫تعرض الشركة الضطراب في وضعها المالي‪ ،‬فتكون ُم َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ومال ّيًا‪ ،‬وعلى وجه الخصوص حاالت‬
‫التصفية‪.‬‬
‫فعند تولي إدارة ُمؤَ َّقتة للشركة تدير شؤونها‪ ،‬هل يمكن مساءلة تلك اإلدارة عن تصرفاتها إزاء الشركة أو‬
‫أن عنصر التوقيت لإلدارة يعفيها من‬ ‫بحقها خطأ يض ّر بمصلحة الشركة أو الشركاء أم ّ‬ ‫الشركاء فيها متى ثبت ِّ‬
‫المسؤولية باعتبارها مرحلة تسيير وقتية أو آن ّية ألعمال الشركة‪.‬‬

‫‪ 2-1‬أسئلة الدراسة‬
‫المؤَ َّقت‬
‫الهامة‪ ،‬فهل هذه المسؤولية تضامنية ألعضاء مجلس اإلدارة ُ‬ ‫ّ‬ ‫تثير هذه الدراسة مجموعة من التساؤالت‬
‫المؤَ َّقت تحت طائلة مسؤولية أو عناية الرجل العادي؟ وهل إبراء ذمة‬‫المتَّخَ ذ من المدير ُ‬
‫أم فردية؟ وهل يقع القرار ُ‬
‫مجلس اإلدارة ُمؤَ َّقتًا كان أم غير ُمؤَ َّقت في الجمعية العامة للشركة ُيعفي من المسؤولية؟ وهل نجح القانونان‬
‫المصري والسعودي في فرض الرقابة على أعضاء مجلس اإلدارة أم ال؟‬
‫وهل هناك معالجة تشريعية لمثل هذه الظروف االستثنائية؟ وما هو نوع المسؤولية الناشئة في تلك الحاالت؟‬
‫وما هو األساس القانوني لها؟ وما هو نوع دعوى المسؤولية التي يمكن تحريكها ضدهم؟‬

‫‪ 3-1‬هدف الدراسة‬
‫إن قواعد مسؤولية مدير الشركة أو رئيس مجلس إدارتها‪ ،‬مقررة قانونًا في كافة التشريعات القانونية باعتبار‬
‫الشركات قوام اقتصاد أي دولة‪ ،‬فتنعقد مسؤولية مدير الشركة أو رئيس مجلس إدارتها عند ارتكابهم أي‬
‫مخالفة ألحكام القوانين واألنظمة ذات العالقة بالخطأ في إدارة الشركة وفقًا لقانون الشركات السعودي والمصري‪.‬‬
‫كل مخالفة ارتكبها‬‫فالمدير أو مجلس إدارة الشركة تقع عليهم المسؤولية تجاه الشركة والمساهمين والغير عن ّ‬
‫أي منهم أو جميعهم طبقًا للقوانين المعمول بها في السعودية ومصر‪ ،‬فتنعقد مسؤولية المدير أو مجلس‬ ‫ٌّ‬
‫أي خطأ في إدارة الشركة يتسبب في الضرر‪ ،‬وال تمنع موافقة الجمعية العامة للشركة على إبراء ذمة‬ ‫اإلدارة عن ّ‬
‫المدير أو مجلس اإلدارة من المالحقة القانونية لمجلس اإلدارة أو المدير‪ ،‬وتكون المسؤولية شخصية تجاههم‪،‬‬
‫المؤَ َّقتة للشركات على‬
‫أن النظام السعودي أشار إلى اإلدارة ُ‬‫سواء كانت مسؤولية مدنية أم جزائية‪ .‬وفي حين ّ‬
‫فإن القانون المصري وتطبيقات القضاء المصري قد أولت هذا الموضوع اهتمامًا‪ ،‬وهو ما دعانا لبحث‬ ‫استحياء‪ّ ،‬‬
‫هذا لالستفادة منه في المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص أهداف الدراسة فيما يلي‪:‬‬
‫● التعرف على الوسائل القانونية لمساءلة أعضاء مجلس إدارة الشركة‪.‬‬
‫● التعرف على اآلليات القانونية التي تؤدي إلى رقابتهم ومساءلتهم‪.‬‬
‫‪QScience Connect‬‬ ‫‪Page 3 of 14‬‬
‫‪Vol. 2022(1), Art. 5‬‬ ‫‪Al-Qahtani‬‬

‫● معرفة كيفية حماية حقوق الشركة والمساهمين فيها‪.‬‬


‫المؤَ َّقت‪.‬‬
‫● التعرف على المسؤوليات القانونية والمدنية والجزائية لمدير الشركة ُ‬
‫المؤَ َّقت واختصاصاته‪.‬‬
‫● معرفة سلطات المدير ُ‬

‫‪ 4-1‬أهمية الدراسة‬
‫ترجع األهمية العلمية لموضوع الدراسة إلى عدة أسباب منها ما هو موضوعي‪ ،‬ومنها ما هو ذاتي؛ فاألسباب‬
‫ظل عالم تسوده التطورات‬ ‫الموضوعية تتمثل في أهمية هذا الموضوع لممارسة النشاط االقتصادي والتجاري في ّ‬
‫التكنولوجية الحديثة‪ ،‬والمنافسة الشرسة بوسائل وأساليب التقنية الحديثة سواء في مجال اإلدارة أم استثمارات‬
‫َظمة إلدارة الشركات‪،‬‬ ‫االمن ِّ‬
‫األموال‪ ،‬ما يستوجب تطوير القوانين لمواكبة تطورات العصر وخاصة النصوص ُ‬
‫مما يشجع على جذب أكبر شريحة لالدخار في المجتمع‪ ،‬بتوفير االطمئنان لها مع‬ ‫وتشكيل مجالس اإلدارات‪ّ ،‬‬
‫حماية أكثر من التصرفات غير القانونية ألعضاء مجلس إدارة الشركة‪.‬‬
‫أما األسباب الذاتية فتتمثل في بغية التوصل إلى معرفة الوسائل القانونية لمساءلة مجلس إدارة الشركة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫واآلليات القانونية التي تؤدي إلى رقابتهم ومساءلتهم‪ ،‬بما يحافظ على حقوق الشركة والمساهمين فيها‬
‫ويحقق مصلحتهم‪.‬‬

‫‪ 5-1‬فروض البحث‬
‫تقوم الدراسة على مجموعة من الفروض تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫المؤَ َّقتة ُف ِر َضت لوجود ظروف استثنائية تعرضت لها الشركة‪ ،‬تستدعي اللجوء إلى تعيين‬ ‫● أن فكرة اإلدارة ُ‬
‫مدير ُمؤَ َّقت يتولى إدارتها خالل مدة زمنية ُم َّ‬
‫حددة‪.‬‬
‫يحق له القيام بكافة األمور اإلدارية للشركة‬
‫ّ‬ ‫● التعرف على سلطاته واختصاصاته خالل مدة إدارته للشركة‪ ،‬فهل‬
‫حددة‪.‬‬
‫أن إدارته مقيدة بسلطات وتصرفات ُم َّ‬ ‫والتصرفات القانونية أم ّ‬
‫ال عن المساهمين أو الشركاء في الشركة‪.‬‬ ‫● بيان مركزه القانوني كونه ُم َّ‬
‫فوضًا عن إدارة الشركة السابقة أو وكي ً‬
‫● وإذا كان الحال كذلك مدى إمكانية الرجوع إليه بدعوى المسؤولية الفردية متى اقتضى الحال ذلك‪.‬‬

‫‪ 6-1‬الدراسات السابقة‬
‫المؤَ َّقتة للشركة‪،‬‬
‫المؤَ َّقتة للشركة» تناولت هذه الدراسة إدارة الشركة بصفة ُمؤَ َّقتة‪ ،‬مع بيان حاالت اإلدارة ُ‬ ‫“اإلدارة ُ‬
‫عند تعرض مسيرتها لظرف طارئ أو مشكلة ُمؤَ َّقتة تعوق تحقيق غرض الشركة‪ ،‬وتحتاج إلى شخص يتولى‬
‫حددة تتمثل في إجراء ما أو القيام بعمل ُم َع َّين عجزت اإلدارة عن القيام به‪.‬‬ ‫مهمة ُم َّ‬
‫حدد‪ ،‬سواء تلك المنصوص عليها قانونًا‬ ‫م‬
‫ُ َّ‬ ‫بعمل‬ ‫للقيام‬ ‫شخص‬ ‫تعيين‬ ‫تستدعي‬ ‫التي‬ ‫الحاالت‬ ‫الدراسة‬ ‫نت‬ ‫وب ّي‬
‫أو المستقاة من أحكام القضاء‪ ،‬لدى النظامين المصري والفرنسي‪ ،‬وانتهت الدراسة إلى استنتاج غياب نظرية‬
‫نص على اإلدارة‬‫المؤَ َّقتة للشركة في مصر عكس الحال في فرنسا إذ كانت مح ّلًا لتنظيم تشريعي ّ‬ ‫عامة لإلدارة ُ‬
‫المؤَ َّقت‪ ،‬وأوضح كيفية تعيينه وعزله‪ ،‬واقتصرت تلك الدراسة على بيان حاالت‬ ‫المؤَ َّقتة وفصل سلطات المدير ُ‬ ‫ُ‬
‫المؤَ َّقت‪ ،‬وتحديد مسؤولية مجلس اإلدارة أو‬ ‫المؤَ َّقتة للشركة‪ ،‬دون بيان حقيقة المركز القانوني للمدير ُ‬ ‫االدارة ُ‬
‫‪1‬‬
‫المؤَ َّقتة أثناء مدة إدارتها للشركة‪.‬‬‫بحق اإلدارة ُ‬
‫ّ‬ ‫المؤَ َّقت للشركة عن األخطاء التي ّ‬
‫يتم ثبوتها‬ ‫المدير ُ‬
‫الم قتة للشركة‪ .‬وما تتميز به دراستنا هو الوقوف على حقيقة‬ ‫َّ‬ ‫ؤَ‬ ‫ولع ّلها الدراسة األولى التي تناولت فكرة اإلدارة ُ‬
‫المؤَ َّقت للشركة‪ ،‬وتحديد سلطاته واختصاصاته في إدارة الشركة‪ ،‬ومدى مسؤوليته عن‬ ‫الوضع القانوني للمدير ُ‬
‫المؤَ َّقتة للشركة مقارنة بالقانون المصري‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اإلدارة‬ ‫فكرة‬ ‫من‬ ‫السعودي‬ ‫النظام‬ ‫وموقف‬ ‫فترة إدارته للشركة‪،‬‬

‫‪ -2‬منهج الدراسة‬

‫لقد سلك الباحث المنهج التحليلي المقارن لمدى األهمية القانونية لموضوع الدراسة‪ ،‬وبسبب حداثته وندرة‬
‫حدوثه‪ ،‬وتعدد جوانبه‪ .‬وقد اتخذنا هذا المنهج لتحليل آراء الباحثين القانونيين ومناقشتها‪ ،‬والرجوع إلى‬
‫النصوص القانونية في النظام المصري‪ ،‬والوقوف على األحكام القانونية التي تحافظ على الحقّ وق وااللتزامات‪،‬‬
‫إن‬
‫واستخالص النتائج من أدلتها التفصيلية لالستفادة منها في المملكة العربية السعودية‪ .‬فكما ذكرنا سابقًا‪ّ ،‬‬
‫المؤَ َّقتة إلدارة الشركة‬
‫المؤَ َّقتة للشركات على استحياء‪ ،‬تحت مسمي اللجنة ُ‬
‫النظام السعودي قد أشار إلى اإلدارة ُ‬
‫بنص المادة ‪ 69‬من قانون الشركات الصادر في ‪1437‬هـ‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ -3‬خطة الدراسة‬

‫المؤَ َّقت للشركة ونطاق سلطاته‪.‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬المقصود بالمدير ُ‬


‫المؤَ َّقت للشركة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التعريف بالمدير ُ‬
‫المؤَ َّقت في إدارة الشركة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النطاق القانوني للمدير ُ‬
‫المؤَ َّقت للشركة ومسؤوليته القانونية‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬المركز القانوني للمدير ُ‬
‫المؤَ َّقت للشركة ومسؤوليته المدنية‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المركز القانوني للمدير ُ‬
‫المؤَ َّقت للشركة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المسؤولية الجزائية للمدير ُ‬
‫لكل مبحث على حدة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫وفيما يلي شرح تفصيلي‬
‫‪QScience Connect‬‬ ‫‪Page 4 of 14‬‬
‫‪Vol. 2022(1), Art. 5‬‬ ‫‪Al-Qahtani‬‬

‫المؤَ َّقت للشركة ونطاق سلطاته‬


‫‪ -4‬المبحث األول‪ :‬المقصود بالمدير ُ‬

‫ُي َع ّد مجلس اإلدارة الجهاز التنفيذي الذي يتولى إدارة وتسيير الشركة‪ ،‬فيتمتع بميزة السلطة الفعلية على الرغم‬
‫أن السلطة العليا والسيادة القانونية للجمعية العامة‪ ،‬ويعتبر مدير الشركة وكي ً‬
‫ال عنها أثناء مباشرته لعمله‪،‬‬ ‫من ّ‬
‫فإن ما يصدر عن مجلس اإلدارة من أعمال أو تصرفات تسأل عنه الشركة‪،‬‬ ‫بهدف تحقيق أغراض الشركة‪ ،‬ومن ث َّم ّ‬
‫‪2‬‬
‫طبقًا ألحكام الوكالة‪ ،‬إذ يسأل األصيل عن أعمال موكله‪.‬‬
‫ولكن هذه السلطة‬‫ّ‬ ‫ومدير الشركة أو مجلس اإلدارة هو صاحب الصفة القانونية في إدارة كافة أمور الشركة‪،‬‬
‫ليست مطلقة‪ ،‬فهناك قيود على سلطة مجلس اإلدارة؛ وترجع هذه السلطة التي يتمتع بها مجلس اإلدارة‬
‫نشئَت من أجله الشركة‪ ،‬وهو المنوط به تحقيق مصلحة الشركة‬ ‫إلى كونه المسؤول عن تحقيق الغرض الذي ُأ ِ‬
‫‪3‬‬
‫والشركاء معا‪.‬‬
‫يؤدي عمله الموكول إليه باستقاللية ونزاهة عن المساهمين في‬ ‫ّ‬ ‫أن‬ ‫الشركة‬ ‫مدير‬ ‫أو‬ ‫اإلدارة‬ ‫مجلس‬ ‫على‬ ‫ويجب‬
‫ألن مجلس إدارة الشركة مدينون بواجبات‬ ‫الشركة الذين انتخبوه خاصة في ضوء قواعد الحوكمة الحديثة‪ ،‬وذلك ّ‬
‫والتزامات نحو الشركة بدالً من المساهمين أو الشركاء في الشركة‪ ،‬فالمدير أو مجلس اإلدارة وجب عليه العمل‬
‫من أجل مصلحة مجموع المساهمين‪ ،‬وليس لمصلحة فرد ُم َع َّين أو مجموعة بعينها من المساهمين أو الشركاء‪.‬‬
‫واستثناء‪ ،‬قد يتولى إدارة الشركة مجلس إدارة أو مدير ُمؤَ َّقت‪ ،‬ويتمتع هذا بكافة صالحيات وسلطات مجلس‬
‫ألن الهدف واحد وهو تسيير شؤون الشركة‪ ،‬وتحقيق الغرض من تأسيسها‪ ،‬ولهذا المدير أو‬ ‫اإلدارة العادي‪ّ ،‬‬
‫المؤَ َّقت للشركة‬
‫المجلس من السلطات والواجبات ما ُي َم ِّكنه من ذلك‪ ،‬فيجب علينا تناول واجبات المدير ُ‬
‫وسلطاته‪ ،‬ومظاهر فاعليته لحماية حقوق الشركة والشركاء‪ ،‬والمتمثلة في طريقة تكوينه أو تعيينه‪ ،‬ومدى‬
‫استقالليته عن المساهمين المسيطرين على الشركة‪ ،‬وذلك من خالل مطلبين‪ :‬المطلب األول هو التعريف‬
‫المؤَ َّقت في إدارة الشركة‪ .‬وفيما يلي‬
‫المؤَ َّقت للشركة‪ ،‬والمطلب الثاني يتناول النطاق القانوني للمدير ُ‬ ‫بالمدير ُ‬
‫لكل مطلب على حدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫شرح تفصيلي‬

‫المؤَ َّقت للشركة‬‫‪ 1-4‬المطلب األول‪ :‬التعريف بالمدير ُ‬


‫الحق في تعيين المدير أو مجلس إدارة الشركة بحسب‬ ‫ّ‬ ‫الشركاء في الشركة ‪ -‬بحسب األصل ‪ -‬هم أصحاب‬
‫كل التصرفات التي تصدرها الشركة لتسيير شؤونها‪ ،‬وتحقيق الغرض الذي أنشئت‬ ‫األحوال‪ ،‬وهو المسؤول عن ّ‬
‫أن الشركاء أو المساهمين في الشركة هم‬ ‫مرده إلى ّ‬
‫من أجله‪ ،‬بما فيه مصلحة الشركة والشركاء معًا‪ ،‬وذلك ُّ‬
‫مالكو رأس مال الشركة‪ ،‬فال يجوز أن ُيف َرض عليهم مدير أو مجلس إدارة ال يقبلون به‪.‬‬
‫والشركة باعتبارها كيانًا قانون ّيًا مستق ّلًا عن كيان الشركاء‪ ،‬بسبب االعتراف لها بالشخصية االعتبارية‪،‬‬
‫مثلها في ذلك مثل األشخاص الطبيعيين‪ ،‬تعتريهم بعض الظروف واألحوال التي تحتاج إلى من يدير شؤونهم‬
‫بشكل ُمؤَ َّقت‪ ،‬فالشركة كشخص اعتباري قد تعتريه هو أيضًا ظروف وأحوال تفرض تدخل جهة من خارج الشركة‬
‫محل مجلس اإلدارة أو المدير نظرًا لغيابها أو استحالة قيامها باإلدارة‪ ،‬ليتولى إدارة‬ ‫ّ‬ ‫يح ّل‬ ‫لتعيين مدير ُمؤَ َّقت ِ‬
‫الشركة ُمؤَ َّقتًا كبديل لزوال الشركة‪.‬‬
‫أن الشركات في الحاالت التي تستدعي تعيين مدير ُمؤَ َّقت‪ ،‬تكون ُم َع َّرضة للزوال‪ ،‬إذا لم‬ ‫ولعل ذلك يرجع إلى ّ‬ ‫ّ‬
‫ُيع َّين هذا المدير‪ ،‬كحاالت اإلفالس أو التصفية أو االندماج‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫أن هذا األمر في غاية األهمية‪ ،‬بسبب الضرورة التي فرضت هذا الوضع القانوني للشركة‪ ،‬فعلى‬ ‫ونحن نرى ّ‬
‫حقهم في اختيار من يقوم بإدارة‬ ‫أن تعيين مدير ُمؤَ َّقت للشركة قد يسلب الشركاء والمساهمين َّ‬ ‫الرغم من ّ‬
‫سيؤدي إلى اإلضرار بالشركة وبحقوق‬ ‫ّ‬ ‫فإن عدم االعتراف للجهة الخارجية بتعيين مدير ُمؤَ َّقت للشركة‬ ‫مشروعهم‪ّ ،‬‬
‫حقهم في اختيار مدير‬ ‫حل الشركة وتصفيتها‪ ،‬فيجوز هنا سلب الشركاء َّ‬ ‫الشركاء أنفسهم‪ ،‬قد يصل إلى ّ‬
‫‪4‬‬
‫حق الرقابة واإلشراف أو القضاء‪.‬‬ ‫للشركة‪ ،‬وترك هذا إلى جهة إدارية لها ّ‬
‫نص عليها‬ ‫المؤَ َّقتة للشركة‪ ،‬من خالل مدير ُمؤَ َّقت يتولى إدارة الشركة في حاالت ُم َع َّينة ّ‬ ‫ومع أهمية اإلدارة ُ‬
‫المؤَ َّقتة للشركات‬ ‫ُ‬ ‫اإلدارة‬ ‫نظرية‬ ‫يتناوال‬ ‫لم‬ ‫والفرنسي‬ ‫المصري‬ ‫القانونين‬ ‫فإن‬
‫ّ‬ ‫الشركات‪،‬‬ ‫القانون في جميع أنواع‬
‫المؤَ َّقت عن الشركة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫المدير‬ ‫مسؤولية‬ ‫ومدى‬ ‫له‪،‬‬ ‫القانوني‬ ‫واألساس‬ ‫التعيين‪،‬‬ ‫كيفية‬ ‫حيث‬ ‫بالتنظيم الالزم من‬
‫ش ِّرع الفرنسي في القانون الصادر في ‪ 10‬سبتمبر ‪ 1940‬الخاص بالبنوك والمؤسسات المالية‬ ‫الم َ‬
‫نص ُ‬ ‫فقد ّ‬
‫على تعيين مدير ُمؤَ َّقت للشركات‪ ،‬فجاء في المادتين األولى والثانية منه أنّه يجوز لوزير الدولة لإلنتاج الصناعي‬
‫لكل مشروع صناعي أو تجاري إذا أصبح من المستحيل على مديريه‪ ،‬ألي سبب كان‪ ،‬ممارسة‬ ‫ّ‬ ‫تعيين مدير ُمؤَ َّقت‬
‫ّ‬
‫المؤَ قت المشروع لحساب مالكيه‪ ،‬وله كل سلطات المالك ومديري الشركة المالكة أو‬ ‫َّ‬ ‫مهامهم؛ ويدير المدير ُ‬
‫المؤَ َّقت يصدر من وزير المالية واالقتصاد‬ ‫فإن قرار تعيين المدير ُ‬ ‫المستغ ّلة‪ .‬وإذا تعلق األمر ببنك أو بشركة تأمين‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الوطني‪ ،‬كما أجاز القانون لوزير الدولة لإلنتاج الصناعي أن يطلب من رئيس المحكمة الكلية أن ُيع ِّين مديرًا ُمؤَ َّقتًا‬
‫كل شخص غائب أو غير قادر على إدارة أمواله إذا كانت مصلحة االقتصاد القومي تقتضي عدم ترك هذه‬ ‫ألموال ّ‬
‫‪5‬‬
‫األموال بال عناية‪.‬‬
‫ش ِّرع الفرنسي أجاز تعيين مدير ُمؤَ َّقت للشركة في حالتين‪:‬‬ ‫الم َ‬
‫أن ُ‬ ‫ويتضح من ذلك ّ‬
‫بمهام واختصاصات وظيفته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األولى‪ :‬حالة استحالة قيام مدير الشركة أو مجلس إدارتها‬
‫يؤدي إلى اإلضرار باالقتصاد‬ ‫الثانية‪ :‬إذا غابت أجهزة إدارة الشركة وتخلفت عن إدارة أموالها دون بذل عناية‪ ،‬ما ّ‬
‫الوطني‪.‬‬
‫بنص القانون‪ ،‬باعتباره استثناء عن‬ ‫ّ‬ ‫المؤَ َّقت للشركة‬ ‫وفي كلتا الحالتين يرجع األساس في تعيين المدير ُ‬
‫األصل‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 6/29‬من القانون رقم ‪ 203‬لسنة ‪ 1991‬الصادر بشأن الشركات القابضة والتابعة على‬ ‫ّ‬ ‫مصر‪،‬‬ ‫وفي‬
‫‪QScience Connect‬‬ ‫‪Page 5 of 14‬‬
‫‪Vol. 2022(1), Art. 5‬‬ ‫‪Al-Qahtani‬‬

‫فوض أو أكثر إلدارة الشركة‬ ‫أنّه‪“ :‬وفي حالة عزل المجلس بأكمله تصدر الجمعية العامة غير العادية قرارًا بتعيين ُم َّ‬
‫يتم تشكيل مجلس إدارة جديد طبقًا ألحكام هذا القانون خالل ثالثة أشهر من تاريخ صدور‬ ‫بصفة ُمؤَ َّقتة إلى أن ّ‬
‫قرار العزل”‪.‬‬
‫المؤَ َّقتة للشركة مساير ًة لنظيره الفرنسي بإعطاء‬ ‫ُ‬ ‫اإلدارة‬ ‫بفكرة‬ ‫أخذ‬ ‫المصري‬ ‫ع‬ ‫ر‬
‫ِّ‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫الم‬
‫ُ‬ ‫أن‬‫ّ‬ ‫نجد‬ ‫لذلك‪،‬‬ ‫وتطبيقًا‬
‫الحق في تعيين مدير ُمؤَ َّقت‪ ،‬إلى حين تشكيل مجلس إدارة جديد‪ ،‬ليس‬ ‫ّ‬ ‫العامة غير العادية للشركة‬ ‫ّ‬ ‫الجمعية‬
‫أن العزل قد‬ ‫فقط في حالتي االستحالة أو الغياب عن إدارة الشركة‪ ،‬بل أضاف إليهما حالة بيان السبب‪ .‬ونحن نرى ّ‬
‫تمس‬ ‫ّ‬ ‫يتحقق بسبب االستحالة في مباشرة االختصاصات أو الغياب عن إدارة أموال الشركة بما يصيبها بأضرار‬
‫مصلحة الشركة والشركاء فيها‪.‬‬
‫الخاص بالشركات‬ ‫ّ‬ ‫فاألساس القانوني إلدارة الشركة بصفة ُمؤَ َّقتة هو القانون المصري رقم ‪ 203‬لسنة ‪1991‬‬
‫ش ِّرع‬ ‫الحق في تعيين إدارة ُمؤَ َّقتة للشركة كما فعل ُ‬
‫الم َ‬ ‫ّ‬ ‫النص من إعطاء القضاء‬ ‫ّ‬ ‫القابضة والتابعة‪ .‬وإذ خال‬
‫الفرنسي‪ ،‬فهل يمكن االلتجاء إلى القضاء لتعيين مدير ُمؤَ َّقت للشركة عند عجز الجمعية العامة غير العادية‬
‫للشركة عن تعيينه؟‬
‫النص من إعطاء الجمعية العامة غير العادية‬ ‫ّ‬ ‫خلو‬
‫ّ‬ ‫لإلجابة عن هذا التساؤل‪ ،‬نرى أنّه في تلك الحالة‪ ،‬وفي ّ‬
‫ظل‬
‫بحق‬
‫ّ‬ ‫يؤدي إلى المساس‬ ‫فإن هذا ّ‬ ‫حق اللجوء إلى القضاء عند عدم قدرتها على تعيين إدارة ُمؤَ َّقتة للشركة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫بنص القانون والنظام األساسي‬ ‫ّ‬ ‫الحق ثابت لهم‬
‫ّ‬ ‫المساهمين مالكي رأس المال في اختيار مجلس اإلدارة‪ ،‬وهذا‬
‫المؤَ َّقت بطريق‬ ‫ال خارج ّيًا في حياة الشركة‪ ،‬ولذلك ال يمكن اعتبار تعيين المدير ُ‬ ‫ألن التعيين هنا ُي َع ّد تدخ ً‬ ‫للشركة‪ّ ،‬‬
‫‪6‬‬
‫القضاء قائمًا على أساس قانوني‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 5‬من ذات القانون على أنّه‪“ :‬يجوز عزل رئيس وأعضاء مجلس إدارة الشركة (القابضة) ك ّلهم‬ ‫كما ّ‬
‫أو بعضهم أثناء مدة العضوية بقرار ُمس َّبب من الجمعية العامة‪ ،‬وذلك طبقًا لإلجراءات المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 29‬من هذا القانون‪ ،‬إذا كان من شأن استمرارهم اإلضرار بمصلحة الشركة»‪.‬‬
‫والم َع ّدل في القانون رقم ‪10‬‬ ‫ُ‬ ‫نصت المادة ‪ 5/31‬من قانون سوق المال المصري رقم ‪ 95‬لسنة ‪،1992‬‬ ‫كما ّ‬
‫لسنة ‪“ :2009‬لمجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة المالية‪ ،‬إذا قام خطر ُي َه ِّدد استقرار سوق رأس المال أو مصالح‬
‫حل‬ ‫المساهمين في الشركة أو المتعاملين معها‪ ،‬أن يتخذ ما يراه من التدابير اآلتية‪ ......... :‬وذكَ َر منها البند (هـ) ‪ّ -‬‬
‫قررة‪.”.‬‬ ‫فوض إلدارة الشركة ُمؤَ َّقتًا إلى حين تعيين مجلس إدارة جديد باألداة القانونية ُ‬
‫الم َّ‬ ‫مجلس اإلدارة وتعيين ُم َّ‬
‫الحق‬‫ّ‬ ‫وتأسيسًا على ذلك‪ ،‬أعطى القانون الخاص بتنظيم سوق األوراق المالية الهيئة العامة للرقابة المالية‬
‫في تعيين مدير ُمؤَ َّقت للشركة متى توافرت حالة من الحاالت المنصوص عليها في القانون‪ ،‬وهي وجود خطر‬
‫ُي َه ِّدد استقرار سوق رأس المال‪ ،‬أو وجود خطر ُي َه ِّدد مصالح المساهمين في الشركة أو المتعاملين معها‪،‬‬
‫(مؤَ َّقتة) يتولى خاللها تسيير شؤون الشركة وإدارتها إلى حين تعيين مجلس إدارة‬ ‫حددة ُ‬ ‫وتُع ِّينُ ه الهيئة لفترة ُم َّ‬
‫‪7‬‬
‫بنص المادة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫جديد‬
‫المؤَ َّقت‪ ،‬ووضع له تعريفًا‬ ‫كما تناول قانون البنك المركزي المصري الجديد رقم ‪ 194‬لسنة ‪ 2020‬فكرة المدير ُ‬
‫قدمي خدمات‬ ‫أي من البنوك أو مشغلي نظم الدفع أو ُم ِّ‬ ‫الم َع َّين بمعرفة البنك المركزي إلدارة ٍّ‬ ‫حددًا بأنّه الشخص ُ‬ ‫ُم َّ‬
‫أي حالة من الحاالت المبينة‬ ‫بنص المادة (‪/147‬س) على أنّه‪“ :‬في حالة حدوث ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدفع طبقًا ألحكام هذا القانون‪ ،‬وجاء‬
‫في المادة (‪ )146‬من هذا القانون‪...‬‬
‫مدها لمدة‬ ‫حل مجلس إدارة البنك وتعيين مدير ُمؤَ َّقت إلدارة البنك لمدة ال تتجاوز ستة أشهر يجوز ّ‬ ‫س‪ّ -‬‬
‫المؤَ َّقت قبل انتهاء مدة تعيينه األمر على الجمعية العامة للبنك الختيار مجلس إدارة‬ ‫ُ‬ ‫المدير‬ ‫ويعرض‬ ‫مماثلة‪،‬‬
‫جديد‪ ،‬أو اتخاذ ما تراه الزمًا”‪.‬‬
‫المؤَ َّقت للشركات في حاالت ُم َع َّينة‪ ،‬ولكن دون اإلشارة إلى‬ ‫ش ِّرع المصري بفكرة المدير ُ‬ ‫الم َ‬
‫وبذلك فقد أق ّر ُ‬
‫تحديد اختصاصاته وسلطاته‪ ،‬ما يعني أنّه يتمتع بسلطات واختصاصات مجلس اإلدارة‪ ،‬ومسؤول عن تصرفاته‬
‫المؤَ َّقتة‪.‬‬‫وأعماله كا ّفةً طوال مدة إدارته ُ‬
‫قدم رئيس وأعضاء‬ ‫نصت المادة (‪ )69‬من نظام الشركات السعودي الصادر في ‪ 1437‬على أنّه « إذا ّ‬ ‫كما ّ‬
‫مجلس إدارة شركة المساهمة استقاالتهم‪ ،‬أو إذا لم تتمكن الجمعية العامة من انتخاب مجلس إدارة للشركة‪،‬‬
‫المد َرجة في السوق المالية‪ ،‬تشكيل لجنة ُمؤَ َّقتة من ذوي الخبرة‬ ‫فعلى الوزير أو مجلس الهيئة في الشركات ُ‬
‫واالختصاص بالعدد الذي يراه مناسبًا‪ ،‬و ُيع ِّين لها رئيسًا ونائبًا له من بين أعضائها‪ ،‬لتتولى اإلشراف على إدارة‬
‫الشركة‪ ،‬ودعوة الجمعية العامة لالجتماع خالل مدة ال تزيد على ثالثة أشهر من تشكيل اللجنة المذكورة‪ ،‬النتخاب‬
‫مجلس إدارة جديد للشركة‪»...‬‬
‫ينص نظام الشركة األساسي على غير ذلك‪ ،‬إذا شغر‬ ‫ّ‬ ‫نصت المادة (‪ )70‬من النظام ذاته على أنّه “ما لم‬ ‫كما ّ‬
‫مركز أحد أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬كان للمجلس أن ُيع َّين ‪ُ -‬مؤَ َّقتًا ‪ -‬عضوًا في المركز الشاغر بحسب الترتيب في‬
‫الحصول على األصوات‪.»...‬‬
‫َضمن نظام الشركات السعودي تشكيل لجنة ُمؤَ َّقتة إلدارة الشركة‪ ،‬عند وجود سبب‬ ‫وتطبيقًا لذلك‪ ،‬ت َّ‬
‫‪8‬‬
‫مفاجئ يحول دون إدارة الشركة على النحو المطلوب مثل االستقالة أو الوفاة أو العزل‪.‬‬
‫ال في المطلب الثاني‪.‬‬ ‫وهذا ما سنتعرف عليه تفصي ً‬

‫‪ 2-4‬المطلب الثاني‪ :‬النطاق القانوني للمدير ُ‬


‫المؤَ َّقت في إدارة الشركة‬
‫المؤَ َّقتة للشركة هي طوق نجاة للشركة‪ ،‬ووسيلة قانونية إلقالة الشركة من عثرتها‪ ،‬ومواجهة الخطر الذي‬ ‫اإلدارة ُ‬
‫الحل والزوال‪ .‬فاختيار إدارة ُمؤَ َّقتة‬
‫ّ‬ ‫ُي َه ِّددها أو يضر بمصالحها ومصالح الشركاء فيها‪ ،‬بهدف المحافظة عليها من‬
‫سف من قبل األغلبية‪ ،‬والذي ال يمكن مواجهته إلّا من خالل‬ ‫التع ُّ‬
‫يؤدي إلى تفادي حدوث َ‬
‫للشركة هو إجراء احترازي ّ‬
‫سفهم‪ ،‬أو برفع دعوى‬ ‫تع‬
‫َ ُّ‬ ‫عن‬ ‫الناجمة‬ ‫األضرار‬ ‫عن‬ ‫بالتعويض‬ ‫ومطالبتهم‬ ‫المتعسفين‪،‬‬ ‫دعوى المسؤولية ضد‬
‫‪9‬‬
‫سفية تجاه الشركة والشركاء األقلية‪.‬‬
‫التع ُّ‬
‫بطالن قراراتهم َ‬
‫‪QScience Connect‬‬ ‫‪Page 6 of 14‬‬
‫‪Vol. 2022(1), Art. 5‬‬ ‫‪Al-Qahtani‬‬

‫مرده إلى التطور الهائل الذي أصاب نظام الشركات‪ ،‬وارتفاع المخاطر أمام ممارسة الشركة أعمالها‬ ‫ولعل ذلك ُّ‬ ‫ّ‬
‫تعدد المشاكل والصعوبات التي تعرقل مسيرة الشركة‪ ،‬فتلجأ إلى فكرة اإلدارة‬ ‫ّ‬ ‫إلى‬ ‫ى‬ ‫أد‬
‫ّ‬ ‫ما‬ ‫أغراضها‪،‬‬ ‫لتحقيق‬
‫المؤَ َّقتة لتفادي هذه الصعوبات والتغلب على المشاكل من خالل إدارة ُمؤَ َّقتة‪ ،‬تتولى القيام بمهام وواجبات‬ ‫ُ‬
‫الحل‪ ،‬وكذلك لتعيين مدير ُمؤَ َّقت يتولى‬ ‫ّ‬ ‫اإلدارة التي تسببت في حدوث خطر أو تعرضت هي لخطر استوجب‬
‫يتم إلّا حين تتعرض الشركة لظروف‬ ‫تلك المهام إلى حين تعيين إدارة جديدة للشركة كاستثناء من األصل‪ ،‬ألنّه ال ّ‬
‫‪10‬‬
‫استثنائية‪.‬‬
‫يؤدي إلى مواجهة تقاعس أعضاء مجلس إدارة الشركة عن اتخاذ قرارات‬ ‫َّ‬
‫أن تعيين مدير ُمؤَ قت للشركة ّ‬ ‫كما ّ‬
‫في مرحلة الخطر واألزمات التي تتعرض لها الشركة درءا لمسؤوليتهم‪.‬‬
‫لذلك يجب تحديد سلطات المدير المؤَ َّقت واختصاصاته‪ ،‬وخصوصًا أنّه يتولى إدارة الشركة في ظروف‬
‫حدد لتلك االختصاصات ألنّها تختلف باختالف السبب‬ ‫استثنائية صعبة؛ وإزاء ذلك تتجلى صعوبة وضع معيار ُم َّ‬
‫الذي فرض تعيين مدير ُمؤَ َّقت للشركة خالفًا لألصل في االختيار‪.‬‬
‫المؤَ َّقت في القانون ‪ 203‬لسنة ‪ ،1991‬فاختصاصه ليس قاصرًا على‬ ‫ش ِّرع المصري قد حدد سلطة المدير ُ‬ ‫والم َ‬ ‫ُ‬
‫بنص‬ ‫ّ‬ ‫حدد‪ ،‬وإنّما له السلطات واالختصاصات كافةً في إدارة شؤون الشركة‪ ،‬فله جميع الصالحيات ُ‬
‫المق َّررة‬ ‫عمل ُم َّ‬
‫قانون الشركات والنظام األساسي لمجلس إدارة الشركات‪ ،‬من زاوية تمثيل الشركة أمام القضاء ولدى الغير‪،‬‬
‫وإبرام التصرفات والعقود الالزمة إلدارة الشركة‪ ،‬من أجل تحقيق غرضها أثناء مدة إدارته‪.11‬‬
‫المؤَ َّقت مباشرتها‪ ،‬في القانون رقم ‪ 203‬لسنة‬ ‫ش ِّرع المصري السلطات التي يستطيع المدير ُ‬ ‫الم َ‬‫حدد ُ‬ ‫ولقد َّ‬
‫فوضًا أو أكثر إلدارة الشركة‬ ‫بأن‪“ :‬للجمعية العامة غير العادية للشركة أن ت َُع ِّين ُم َّ‬ ‫بنص المادة (‪ )6/29‬منه ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪1991‬‬
‫يتم تشكيل مجلس إدارة‬ ‫فوض إدارة الشركة بصفة ُمؤَ َّقتة‪ ،‬إلى أن ّ‬ ‫الم َّ‬ ‫تم عزل مجلس اإلدارة بأكمله‪ ،‬ويتولى ُ‬ ‫إذا ّ‬
‫يتم تشكيل مجلس اإلدارة خالل ثالثة أيام من تاريخ صدور قرار العزل»‪.‬‬ ‫جديد طبقًا ألحكام القانون‪ ،‬ويجب أن ّ‬
‫الحق في إدارة الشركة‪ ،‬فاختصاصه‬ ‫ّ‬ ‫بالنص على إعطائه‬ ‫ّ‬ ‫المؤَ َّقت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫المدير‬ ‫حدد سلطات‬ ‫ش ِّرع قد ّ‬ ‫الم َ‬
‫أن ُ‬ ‫كما ّ‬
‫المؤَ َّقت‬ ‫حدد‪ ،‬كما هو الحال في التفويض الخاص أو الوكالة الخاصة‪ ،‬وإنّما للمدير ُ‬ ‫ليس قاصرًا على القيام بعمل ُم َّ‬
‫كافة السلطات والصالحيات الالزمة لتيسير شؤون الشركة‪ ،‬طبقًا ألحكام القانون والنظام األساسي للشركة التي‬
‫تم منحها لمجلس إدارة الشركة‪ ،‬من تمثيل الشركة أمام القضاء والغير‪ ،‬وإبرام التصرفات والتعاقدات الالزمة‬ ‫ّ‬
‫المؤَ َّقتة التي يتولى فيها‬ ‫لتحقيق غرض الشركة‪ ،‬والعمل على مصلحة الشركة والشركاء فيها‪ ،‬وذلك أثناء المدة ُ‬
‫المؤَ َّقت مسؤولية الشركة‪1.‬‬ ‫المدير ُ‬
‫لكل شريك في الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪ ،‬أن يطلب‬ ‫ّ‬ ‫الحق‬
‫ّ‬ ‫وفي التشريع الفرنسي أعطى القانون‬
‫مهمته دعوة الجمعية لالنعقاد إذا تقاعس مدير الشركة عن توجيه هذه‬ ‫ّ‬ ‫من المحكمة تعيين وكيل خاص تكون‬
‫حدد‬ ‫النص أنّه تعيين وكيل خاص بعمل ُم َّ‬ ‫ّ‬ ‫الدعوة‪ ،‬وذلك في القانون الصادر في ‪ 24‬يوليو ‪ .1966‬وال َب ِّين من هذا‬
‫نصت المادة ‪ 158‬من قانون الشركات الفرنسي على أحق ّية المساهمين‬ ‫بدعوة الجمعية العامة لالنعقاد‪ ،‬كما ّ‬
‫خاص لدعوة الجمعية العامة‬ ‫ّ‬ ‫الذين يملكون ‪ 10%‬من رأس مال الشركة‪ ،‬أن يطلبوا من القضاء تعيين وكيل‬
‫للشركة لالنعقاد إذا تعلق األمر بشركة مساهمة‪ .‬وتكون مهمته خاصة‪ ،‬وال تتضمن إدارة الشركة‪ ،‬إلّا إذا كان سبب‬
‫‪12‬‬
‫المك َّلف بتوجيه الدعوة والمتمثل في مجلس اإلدارة أو المدير التنفيذي للشركة‪.‬‬ ‫المهمة غياب الجهاز اإلداري ُ‬
‫نص قانون البنوك والمؤسسات المالية الصادر في ‪ 10‬سبتمبر لسنة ‪ 1940‬في المادة (‪ )3/1‬بأنّه‪“ :‬يجوز‬ ‫وقد ّ‬
‫تعيين مدير ُمؤَ َّقت للبنك أو المؤسسة المالية أو المشروع التجاري أو الصناعي إذا أصبحت أجهزة اإلدارة في حالة‬
‫كل‬ ‫يستحيل عليها معها إدارة الشركة؛ وتكون مهمته إدارة المشروع لحساب أصحاب الشأن‪ ،‬ويكون له في ذلك ّ‬
‫وكل سلطات مديري الشركات”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫سلطات المالك‬
‫وتنص المادة (‪ )18/613‬من القانون النقدي والمالي الفرنسي الصادر في ‪ 14‬ديسمبر لسنة ‪ 2000‬على أن‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ؤقت الذي ُيع َّين للبنك بسبب غياب مجلس إدارته تنتقل إليه كافة سلطات مجلس اإلدارة‪ ،‬وتمثيل‬ ‫الم َّ‬ ‫«المدير ُ‬
‫‪13‬‬
‫الشخص المعنوي”‪.‬‬
‫المؤَ َّقت له كافة السلطات والصالحيات التي كانت لمجلس اإلدارة أو مديري الشركة العاديين‪ ،‬وصفة‬ ‫فالمدير ُ‬
‫تم تعيينه لظرف طارئ استوجب تعيينه ليتولى إدارة شؤون الشركة‪،‬‬ ‫حددة للمدير الذي ّ‬ ‫الم َّ‬ ‫التوقيت للمدة الزمنية ُ‬
‫يحد من سلطاته وصالح ّياته‪.‬‬ ‫المؤَ َّقت لوظيفته ّ‬ ‫أن الطابع ُ‬ ‫كل السلطات واالختصاصات إلّا ّ‬ ‫أن له ّ‬ ‫فبالرغم من ّ‬
‫المؤَ َّقت لمواجهة أزمة تتع ّرض لها الشركة‪ ،‬للمحافظة على وضع الشركة المالي واإلداري الذي‬ ‫ُ‬ ‫المدير‬ ‫و ُيع َّين‬
‫المؤَ َّقت ونطاقها على‬ ‫ُ‬ ‫المدير‬ ‫واجبات‬ ‫وتتوقف‬ ‫وزوالها‪.‬‬ ‫وتصفيتها‬ ‫الشركة‬ ‫ّ‬
‫حل‬ ‫لتفادي‬ ‫األزمة‪،‬‬ ‫حدوث‬ ‫قبل‬ ‫كانت عليه‬
‫‪6‬‬
‫أدى إلى تعيينه‪ ،‬والتعرف على طبيعة األزمة التي فرضت تولِّ َيه شؤون الشركة وكيفية التغلب عليها‪.‬‬ ‫السبب الذي ّ‬
‫مستقل في تحديد الطريقة التي تساعده على معالجة األزمة التي تعرضت‬ ‫ّ‬ ‫المؤَ َّقت للشركة‬ ‫أن المدير ُ‬ ‫واألصل ّ‬
‫لها الشركة والتغ ّلب عليها‪ ،‬إذ يحدد الحكم الصادر بتعيينه متى كان تعيينه بالقضاء مهمته بصيغة عامة دون‬
‫المؤَ َّقت القيام بإدارة‬ ‫حدد الحكم للمدير ُ‬ ‫تحديد لنوع العمل أو اإلجراء الواجب عليه القيام به‪ ،‬ومثال ذلك أن ُي ِّ‬ ‫ٍ‬
‫الم َّت َبعة في هذا‬ ‫كل السلطات والصالحيات وفقًا ألحكام قانون الشركات واألعراف التجارية ُ‬ ‫الشركة‪ ،‬وأن يتيح له ّ‬
‫الشأن في ضوء اللوائح والنُّ ظم المعمول بها في الشركة‪.‬‬
‫تضم‬
‫ّ‬ ‫قائمة‬ ‫من‬ ‫اختياره‬ ‫يتم‬
‫ّ‬ ‫محترف‬ ‫مهني‬ ‫شخص‬ ‫ت‬ ‫المؤَ َّق‬
‫وهذا المبدأ األصلي يتسم بالعقالنية‪ ،‬فالمدير ُ‬
‫متخصصين في مجال نشاط الشركة التي ُع ِّين إلدارتها‪.‬‬
‫وعندما يتسلم مهمته يقوم بالتحري والتقصي عن أمور الشركة وأحوالها من جميع الوجوه محاسب ّيًا ومال ّيًا‬
‫وقانون ّيًا‪ ،‬وذلك بفحص مستنداتها وميزانياتها‪ ،‬وجمع معلومات عن أعمالها‪ ،‬وجرد محتوياتها‪ ،‬وإعداد محضر‬
‫سي َم ِّكنه من الوقوف على حقيقة أوضاعها‬ ‫تفصيلي لهذا الجرد‪ .‬فوجوده داخل الشركة وعلى أرض الواقع ُ‬
‫بحل‬ ‫ّ‬ ‫وكل ذلك يجعله قادرًا على تحديد العمل أو اإلجراء الكفيل‬ ‫ّ‬ ‫ونوعية المشاكل والصعوبات التي تواجهها‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫تم تعيينه من أجل التغلب عليها وفقًا ألسس واقعية وحقيقية ‪.‬‬ ‫األزمة التي ّ‬
‫‪QScience Connect‬‬ ‫‪Page 7 of 14‬‬
‫‪Vol. 2022(1), Art. 5‬‬ ‫‪Al-Qahtani‬‬

‫المؤَ َّقت بألفاظ عامة دون إلزامه باتخاذ‬ ‫واستثناء من المبدأ الذي استق ّر عليه القضاء بتحديد مهمة المدير ُ‬ ‫ً‬
‫المؤَ َّقت وتحديد‬ ‫نصها على تعيين المدير ُ‬ ‫حدد‪ ،‬صدرت بعض األحكام اشتمل ّ‬ ‫إجراء ُم َع َّين أو القيام بعمل ُم َّ‬
‫تم من أجله تعيينه‪ .‬فالمحكمة في تلك‬ ‫مهمته بشكل تفصيلي يختلف باختالف الحالة والظرف والسبب الذي ّ‬
‫حل األزمة التي تم ّر بها‪،‬‬ ‫تكتف بالتدخل في حياة الشركة بتعيين مدير ُمؤَ َّقت لها يتولى بنفسه ّ‬ ‫ِ‬ ‫االستثناءات لم‬
‫المؤَ َّقت‪.‬‬ ‫الحل الذي تراه وتفرضه على المدير ُ‬ ‫ّ‬ ‫الحق في تقرير‬ ‫ّ‬ ‫بل أعطت نفسها‬
‫وهذا المسلك من القضاء ال يتّسق مع وظيفته المتمثلة في إنزال حكم القانون على وقائع النزاع‪ .‬فهو‬
‫متخصص في القانون‪ ،‬وليس في المسائل األخرى الفنية المتعلقة بحياة الشركة ونشاطها‪ .‬فيجب ترك أمر تلك‬
‫بحل مشكلة الشركة بنفسه ُمنتَقَ د من‬ ‫ّ‬ ‫المستعجل‪،‬‬
‫َ‬ ‫المسائل لذوي الخبرة فيها‪ .‬فقيام القاضي‪ ،‬وخصوصًا‬
‫ناحيتين‪:‬‬
‫كاف أو غير‬ ‫ٍ‬ ‫الحل الذي يفرضه غير‬ ‫ّ‬ ‫األولى‪ :‬أنه غير متخصص في األعمال الفنية للشركة‪ ،‬ومن ث َّم فقد يأتي‬
‫كفيل بالتغلب على األزمة‪.‬‬
‫المستعجلة‪ ،‬وتلك مسألة‬ ‫َ‬ ‫األمور‬ ‫قاضي‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫الحق‬
‫ّ‬ ‫بأصل‬ ‫مساسًا‬ ‫يمثل‬ ‫قد‬ ‫ّ‬
‫الحل‬ ‫هذا‬ ‫أن فرض‬ ‫والثانية‪ّ :‬‬
‫‪14‬‬
‫تخرج عن نطاق اختصاصه النوعي‪.‬‬
‫المؤَ َّقت على المديرين أو أعضاء مجلس اإلدارة من قبل‬ ‫والسؤال الذي يطرح نفسه‪ :‬هل يؤثر تعيين المدير ُ‬
‫المساهمين أو الشركاء؟‬
‫ولإلجابة عن هذا التساؤل نفرق بين حالتين‪:‬‬
‫المؤَ َّقت راجعًا إلى سبب انتهاء مدة خدمة المدير أو مجلس اإلدارة‪ ،‬أو‬ ‫الحالة األولى‪ :‬إذا كان تعيين المدير ُ‬
‫المق َّرر قانونًا‪ ،‬أو بسبب غياب األجهزة اإلدارية في الشركة‪ ،‬أو بسبب عزل مجلس اإلدارة‪ ،‬ففي‬ ‫الحد ُ‬ ‫ّ‬ ‫نقص العدد عن‬
‫تلك الحالة ال تأثير لتعيين مدير ُمؤَ َّقت للشركة على هؤالء بسبب انتفاء الصفة القانونية عنهم في الشركة‪،‬‬
‫مهامهم دون عذر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫نتيجة انتهاء خدمتهم أو العزل أو االمتناع عن مباشرة‬
‫سف المدير أو مجلس إدارة الشركة في‬ ‫تع ُّ‬‫المؤَ َّقت راجعًا إلى َ‬ ‫الحالة الثانية‪ :‬إذا كان سبب تعيين المدير ُ‬
‫سف من جانب األغلبية من الشركاء في الشركة‪ ،‬أو عدم وجود تعاون وتفاهم بين أجهزة‬ ‫تع ُّ‬
‫اإلدارة‪ ،‬أو وجود َ‬
‫يظل أعضاء مجلس اإلدارة قائمين في مراكزهم القانونية‪ ،‬وهنا استق ّر القضاء في‬ ‫ّ‬ ‫مجلس اإلدارة في الشركة‪،‬‬
‫يؤدي إلى عزل المديرين أو أعضاء مجلس اإلدارة على حسب األحوال‪.‬‬ ‫المؤَ َّقت ّ‬ ‫أن تعيين المدير ُ‬ ‫مصر على ّ‬
‫بنص خاص في عقد‬ ‫ّ‬ ‫“لما كان الشريك المنتدب لإلدارة‬ ‫ولقد استق ّر قضاء محكمة النقض المصري على أنّه‪ّ :‬‬
‫سوغ ما دامت الشركة قائمة‪ ،‬فال يصح نزعه من اإلدارة أو نقل اإلدارة من يده إلى يد‬ ‫الشركة‪ ،‬ال يجوز عزله دون ُم ِّ‬
‫آخر إلّا بطريقة واحدة‪ ،‬وهي رفع دعوى بطلب عزله‪ ،‬وأن يصدر حكم بالعزل من المحكمة المختصة‪ ،‬بعد أن يثبت‬
‫لديها أسباب العزل القانونية»‪15 .‬‬
‫يؤدي إلى عزل مجلس اإلدارة‬ ‫أن تعيين مدير ُمؤَ َّقت للشركة ال ّ‬ ‫نحن نرى مع جانب من الفقه ‪ -‬نؤيده في ذلك ‪ّ -‬‬
‫أن تعيين مدير للشركة بسبب ظروف اضطرارية‪،‬‬ ‫القائم أو المديرين الحاليين للشركة‪ ،‬وذلك لسبب واحد هو ّ‬
‫حددة ‪ -‬في الغالب األعم ‪ -‬بهدف مواجهة ما تم ّر به الشركة من ظروف ال‬ ‫تحفظي ُمؤَ َّقت بفترة زمنية ُم َّ‬ ‫هو إجراء ُّ‬
‫‪6‬‬
‫يستطيع مجلس إدارتها القائم أو المديرون الحاليون مواجهته‪.‬‬
‫يتم تعيينه بسبب وجود مانع ُمؤَ َّقت أ ّيًا كان هذا المانع لدى مجلس إدارة الشركة أو المديرين‬ ‫المؤَ َّقت ّ‬ ‫فالمدير ُ‬
‫أدى إلى الحيلولة بينهم وبين مباشرة سلطاتهم ومهامهم الوظيفية‪ ،‬طبقًا للقانون والنظام األساسي‬ ‫الحاليين‪ّ ،‬‬
‫تم اختياره لمساعدة مجلس اإلدارة أو المديرين غير القادرين على القيام‬ ‫ّ‬ ‫الذي‬ ‫ت‬ ‫َّ‬
‫ق‬ ‫ؤَ‬ ‫الم‬
‫ُ‬ ‫المدير‬ ‫فيقوم‬ ‫للشركة‪،‬‬
‫المؤَ َّقت إلى وقف اختصاصات مجلس اإلدارة القائم بالشركة‪ ،‬إلّا‬ ‫ُ‬ ‫المدير‬ ‫تعيين‬ ‫ي‬ ‫يؤد‬
‫ّ‬ ‫فال‬ ‫شركتهم‪،‬‬ ‫تجاه‬ ‫بمهامهم‬
‫المؤَ َّقت‪ ،‬مع بقائهم في مراكزهم الوظيفية‪ ،‬ولهم كافة الصالحيات‬ ‫في حدود المهمة التي ُع ِه َد بها إلى المدير ُ‬
‫حقهم في التقاضي‪ ،‬وهذا ما استق ّر‬ ‫المؤَ َّقت‪ ،‬والتي من بينها ُّ‬ ‫واالختصاصات التي لم يشملها قرار تعيين المدير ُ‬
‫أن مجلس اإلدارة أو المديرين يستردون اختصاصاتهم عند انتهاء اإلدارة‬ ‫عليه القضاء في فرنسا‪ .‬ويترتب على ذلك ّ‬
‫‪16‬‬
‫المؤَ َّقت تنتقل إلى المجلس الجديد‪.‬‬ ‫فإن اختصاصات المدير ُ‬ ‫وتم تعيين مجلس جديد‪ّ ،‬‬ ‫تم عزلهم ّ‬ ‫المؤَ َّقتة‪ ،‬وإذا ّ‬‫ُ‬
‫نصت المادة (‪ )3/68‬من قانون الشركات السعودي الصادر بالمرسوم الملكي رقم ‪ 3‬بتاريخ ‪/1 /28‬‬ ‫ولقد ّ‬
‫كل وقت عزل جميع‬ ‫‪1437‬هـ في العام الميالدي ‪ 2015‬على أنّه‪ ...“ :‬ومع ذلك يجوز للجمعية العامة العادية في ّ‬
‫بحق العضو‬ ‫ّ‬ ‫نص نظام الشركة األساسي على غير ذلك‪ ،‬وذلك دون إخالل‬ ‫أعضاء مجلس اإلدارة أو بعضهم‪ ،‬ولو ّ‬
‫المعزول تجاه الشركة في المطالبة بالتعويض‪ ،‬إذا وقع العزل لسبب غير مقبول أو في وقت غير مناسب‪ .‬ولعضو‬
‫عما يترتب على‬ ‫مجلس اإلدارة أن يعتزل‪ ،‬بشرط أن يكون ذلك في وقت مناسب‪ ،‬وإلّا كان مسؤوالً ِق َبل الشركة ّ‬
‫االعتزال من أضرار»‪.‬‬
‫نصت المادة (‪ )69‬من ذات القانون بالفصل الثالث المعنون «إدارة شركة المساهمة» على أنّه‪“ :‬إذا قدم‬ ‫كما ّ‬
‫رئيس وأعضاء مجلس إدارة شركة المساهمة استقاالتهم‪ ،‬أو إذا لم تتمكن الجمعية العامة من انتخاب مجلس‬
‫المد َرجة في السوق المالية‪ ،‬تشكيل لجنة ُمؤَ َّقتة‬ ‫إدارة للشركة‪ ،‬فعلى الوزير‪ ،‬أو مجلس الهيئة في الشركات ُ‬
‫من ذوي الخبرة واالختصاص بالعدد الذي يراه مناسبًا‪ ،‬و ُيع ِّين لها رئيسًا ونائبًا له من بين أعضائها‪،‬‬
‫لتتولى اإلشراف على إدارة الشركة‪ ،‬ودعوة الجمعية العامة لالجتماع خالل مدة ال تزيد على ثالثة أشهر من‬
‫تاريخ تشكيل اللجنة المذكورة‪ ،‬النتخاب مجلس إدارة جديد للشركة‪ ،‬و ُيمنَح رئيس اللجنة وأعضاؤها مكافآت‬
‫على حساب الشركة‪ ،‬وفقًا لما يق ِّرره الوزير أو مجلس الهيئة بحسب األحوال»‪.‬‬
‫ينص نظام الشركات األساسي‬ ‫ّ‬ ‫أن‪“ :‬ما لم‬ ‫نصت المادة (‪ )1/70‬من نظام الشركات السعودي أيضًا على ّ‬ ‫كما ّ‬
‫على غير ذلك‪ ،‬إذا شغر مركز أحد أعضاء مجلس اإلدارة كان للمجلس أن ُيع ِّين ‪ُ -‬مؤَ َّقتًا ‪ -‬عضوًا في المركز الشاغر‬
‫بحسب الترتيب في الحصول على األصوات‪ ،‬على أن يكون ِم َّمن تتوافر فيهم الخبرة والكفاءة‪ ،...،‬وأن ُيع َرض‬
‫التعيين على الجمعية العامة العادية في أول اجتماع لها‪ ،‬و ُيكمِ ل العضو الجديد مدة سلفه»‪.‬‬
‫‪QScience Connect‬‬ ‫‪Page 8 of 14‬‬
‫‪Vol. 2022(1), Art. 5‬‬ ‫‪Al-Qahtani‬‬

‫المؤَ َّقتة للشركات بموجب المادتين (‪ )70،69‬من نظام‬ ‫وتطبيقًا لذلك‪ ،‬أق ّر نظام الشركات السعودي اإلدار َة ُ‬
‫المق َّررة لدى نظيره المصري التي أق ّرها‬ ‫ضوابط وأحكامًا قريبة من األحكام ُ‬‫َ‬ ‫ووض َع لها‬
‫َ‬ ‫الشركات رقم ‪ 3‬لسنة ‪،1437‬‬
‫خلو قانون الشركات المصري من‬ ‫ّ‬ ‫رغم‬ ‫‪،1992‬‬ ‫لسنة‬ ‫‪203‬‬ ‫رقم‬ ‫والتابعة‬ ‫القابضة‬ ‫بالشركات‬ ‫خاص‬
‫ّ‬ ‫األخير في قانون‬
‫المؤَ َّقتة للشركات أو اإلشارة إليها في القانون رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬وتعديالته األخيرة في القانون‬ ‫تنظيم اإلدارة ُ‬
‫المؤَ َّقت أن يكون من ذوي‬ ‫نظم السعودي ووضع قواعد وضوابط لمدير الشركة ُ‬ ‫رقم ‪ 4‬لسنة ‪ ،2018‬كما فعل ُ‬
‫الم ِّ‬
‫الخبرة والكفاءة‪ ،‬وعهد إليه بإدارة الشركة باختيار اإلجراء االقتصادي المناسب‪ ،‬لكونه خبيرًا في مجال نشاط‬
‫حددة في فترة ُمؤَ َّقتة إلدارة الشركة‪ ،‬إذ ترتبط هذه‬ ‫الشركة التي يتولى إدارتها ُمؤَ َّقتا‪ .‬فهو يتولى مهمة ُم َّ‬
‫‪1‬‬ ‫َّ‬
‫المؤَ قت بانتهائها‪.‬‬
‫المهمة بطبيعة نشاط الشركة‪ ،‬من أجل تحقيق غرضها‪ ،‬فتنتهي مهمة المدير ُ‬
‫المؤَ َّقتة أمور هامة يجب وضعها في االعتبار وهي‪:‬‬ ‫ويترتب على مهمة المدير ُ‬
‫● اتخاذ اإلجراءات اإلدارية الضرورية التي ال ترتب أعباء مالية على عاتق الشركة‪ ،‬ومثال ذلك (تنظيم العمل داخل‬
‫الشركة بما يحقق مصلحة الشركة والشركاء‪ ،‬أو المطالبة بدور الشركة تجاه الغير‪ ،‬أو تسيير أمور الشركة‬
‫اليومية كتشغيل حسابات الشركة لدى البنوك أو إرسال اإلقرارات الضريبية‪ ...،‬وغير ذلك من األمور الضرورية‬
‫الالزمة إلدارة الشركة)‪.‬‬
‫المؤَ َّقت ال تتضمن أعمال التصرف‪ ،‬إذا كان من شأنها إلقاء أعباء مالية مستقبلية على عاتق‬ ‫أن مهمة المدير ُ‬ ‫ّ‬ ‫●‬
‫الشركة‪ ،‬ومنها إبرام التعاقدات وغيرها من أعمال التصرف‪.‬‬
‫المؤَ َّقت الموافقة على تصرفات أو أعمال من شأنها إحداث خلل في مجموع المساهمين داخل‬ ‫● ال يجوز للمدير ُ‬
‫الشركة وحقوقهم في التصويت‪ ،‬من حيث األقلية واألغلبية في الشركة‪.‬‬
‫المؤَ َّقت يمثل الشركة فقط‪ ،‬فهو ُيع َّين للمحافظة على مصلحة الشركة‪ ،‬وليس الشركاء أو‬ ‫أن المدير ُ‬
‫كما ّ‬
‫المساهمين فيها ولو كانوا أغلبية‪ ،‬فإذا كان الشخص ُم َع َّينًا للقيام بعمل ُم َح َّدد بعينه‪ ،‬كمراقبة مجلس اإلدارة‬
‫خاصًا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫في عمله‪ ،‬أو كمراقب للحسابات‪ ،‬أو إعداد تقرير عن نشاط الشركة‪ ،‬ففي هذه األحوال يكون الشخص وكي ً‬
‫ال‬
‫حدد لصالح من وك ّله سواء كان الشركة‬ ‫أن الوكيل يقوم بعمل ُم َّ‬ ‫وليس مديرًا ُمؤَ َّقتًا للشركة‪ .‬والسبب في ذلك ّ‬
‫‪17‬‬
‫أم غيرها من المساهمين أو المدير‪ ،‬فهو نائب عن الشركة يقوم مقامها في اإلدارة والتصرفات‪.‬‬

‫المؤَ َّقت للشركة ومسؤوليته القانونية‬ ‫‪ -5‬المبحث الثاني‪ :‬المركز القانوني للمدير ُ‬
‫المؤَ َّقت للشركة صاحب سلطة وصفة‪ ،‬في إدارة أمور الشركة‪ ،‬لذلك وجب علينا بيان مركزه القانوني‬ ‫أصبح المدير ُ‬
‫في الشركة‪ ،‬كونه الممثل القانوني لها بما له من سلطات واختصاصات اكتسبها بقرار تعيينه‪ ،‬فأصبح هو‬
‫المؤَ َّقت‪.‬‬
‫المسؤول عن إدارة الشركة عند وجود سبب من األسباب السابق بيانُها تستوجب تعيين المدير ُ‬
‫لذلك تنعقد مسؤوليته القانونية عند تقاعسه في أداء مهام وظيفته‪ ،‬وإخالله بالواجبات الملزَم بها تجاه‬
‫يه مسؤولية الشركة في وقت يتصف بالخطورة على استمرار الشركة‪،‬‬ ‫تولّ ِ‬
‫الشركة أو الشركاء‪ ،‬فعلى الرغم من َ‬
‫وتعرضها للخطر الذي قد يصل إلى تصفيتها أو ح ّلها‪ ،‬فإنّه مطالب بالمحافظة على وجود الشركة‪ ،‬وإنقاذها من‬ ‫ُّ‬
‫األخطار التي تواجهها وتهددها بالزوال‪.‬‬
‫المؤَ َّقت ممارسة عمله في ظروف صعبة تحتاج إلى قدر كبير من الخبرة‪ ،‬وأن تكون‬ ‫لذلك وجب على المدير ُ‬
‫المؤَ َّقت‬
‫ُ‬ ‫فالمدير‬ ‫أجله‪.‬‬ ‫من‬ ‫تعيينه‬ ‫تم‬
‫ّ‬ ‫الذي‬ ‫للهدف‬ ‫قًا‬ ‫ِّ‬
‫حق‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫يراه‬ ‫ما‬ ‫وفق‬ ‫المناسبة‬ ‫لديه القدرة على وضع الحلول‬
‫عليه أن يحقق الهدف من تعيينه من ناحية‪ ،‬وأن يحافظ على مصلحة الشركة والشركاء من ناحية أخرى‪ ،‬مثله‬
‫حل مح ّله في الشركة‪ ،‬وقد تنعقد مسؤوليته مدنية أو جزائية‪ ،‬وهذا ما سنتناوله من‬ ‫مثل مجلس اإلدارة الذي ّ‬
‫خالل مطلبين‪:‬‬
‫المؤَ َّقت ومسؤوليته المدنية‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المركز القانوني للمدير ُ‬
‫المؤَ َّقت للشركة‪.‬‬‫المطلب الثاني‪ :‬المسؤولية الجزائية للمدير ُ‬

‫‪ 1-5‬المطلب األول‪ :‬المركز القانوني للمدير ُ‬


‫المؤَ َّقت ومسؤوليته المدنية‬

‫المؤَ َّقت للشركة‬‫‪ 1-1-5‬المركز القانوني للمدير ُ‬


‫المؤَ َّقت‪ ،‬كما اشترط القانونان المصري والسعودي‪ ،‬متخصصًا وذا خبرة في مجال عمل‬ ‫يجب أن يكون المدير ُ‬
‫فوضًا عن الشركة يستمد سلطا ِته واختصاصا ِته‬ ‫المؤَ َّقت وكي ً‬
‫ال ُم َّ‬ ‫الشركة التي يتولى إدارتها‪ ،‬و ُيعت َبر المدير ُ‬
‫ويتم التكييف‬ ‫ّ‬ ‫ممن أصدر قرار تعيينه سواء كان الجهة اإلدارية أم مجلس اإلدارة الحالي أو القضاء بحسب األحوال‪.‬‬ ‫َّ‬
‫استنادًا إلى قرار تعيينه لتحديد مركزه المالي‪ ،‬فإذا كان قرار تعيينه من مجلس اإلدارة أو من الجهة اإلدارية‬
‫المؤَ َّقت‬
‫المد َرجة بسوق المال‪ُ ،‬ي َع ّد المدير ُ‬
‫المختصة كالوزير أو الهيئة العامة للرقابة المالية بالنسبة للشركات ُ‬
‫ال قضائ ّيًا في إدارة الشركة‪11.‬‬
‫في َع ّد وكي ً‬
‫أما إذا كان تعيينه بحكم قضائي ُ‬ ‫وكي ً‬
‫ال اتفاق ّيًا في إدارة الشركة‪ّ ،‬‬
‫المؤَ َّقت للشركة أن يختار أحد مساعديه نائبًا له من بين المتخصصين في مجال عمل الشركة‪ ،‬دون‬ ‫ويجوز للمدير ُ‬
‫الرجوع في ذلك ألحد سواء كان تعيينه من قبل الشركة أم من غيرها أو القضاء‪ ،‬ويكون هو المسؤول أمام هؤالء‬
‫‪18‬‬
‫تابع ِه‪.‬‬
‫عنهم‪ ،‬وفقًا لقاعدة مسؤولية المتبوع عن أخطاء ِ‬
‫ويتم اختياره من خالل قائمة ُم َع َّدة بأسماء الخبراء والمتخصصين‬ ‫ّ‬ ‫المؤَ َّقت وكيل قضائي بأجر‪،‬‬‫فالوكيل ُ‬
‫ود َعة في قلم كتاب المحكمة التجارية‪ .‬ومتى ُع ِّي َن من القضاء‪ ،‬فإنّه بذلك يستحق أجرًا عن تنفيذ المهام‬ ‫ُم َ‬
‫الموكلة إليه بموجب الحكم القضائي‪ ،‬والشركة التي تو َّلى إدارتها بصفة ُمؤَ َّقتة هي التي تتحمل أجره بحسب‬
‫تم لتحقيق مصلحة الشركة‪.‬‬ ‫المؤَ َّقت ّ‬
‫أن تعيين المدير ُ‬ ‫األصل لسبب واحد هو ّ‬
‫‪QScience Connect‬‬ ‫‪Page 9 of 14‬‬
‫‪Vol. 2022(1), Art. 5‬‬ ‫‪Al-Qahtani‬‬

‫كل األحوال؟‬ ‫المؤَ َّقت في ّ‬ ‫وهنا سؤال هام‪ :‬هل تتحمل الشركة أجر المدير ُ‬
‫نظرًا لتعدد األسباب التي قد تؤدي إلى تعيين مدير ُمؤَ َّقت للشركة‪ ،‬فقد تعددت االتجاهات بصدد ذلك‪،‬‬
‫أدى إلى‬ ‫كل األحوال دون النظر إلى السبب الذي ّ‬ ‫المؤَ َّقت في ّ‬ ‫بأن الشركة تتحمل أجر المدير ُ‬ ‫فهناك من قال ّ‬
‫تعيينه‪ ،‬ألنّه في كلتا الحالتين ُع ِّين من أجل تحقيق مصلحة الشركة في المقام األول‪.‬‬
‫المؤَ َّقت متى كان هو السبب في فرض اإلدارة‬ ‫بأن الشريك أو المدير يتحمل أجر المدير ُ‬ ‫بينما قال االتجاه الثاني ّ‬
‫كتغيب أو تقاعس المدير العام للشركة أو العضو المنتدب عن مباشرة مهامه بشكل‬ ‫ُّ‬ ‫المؤَ َّقتة على الشركة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫يحل مح ّله‪ ،‬قيام مجلس اإلدارة أو األجهزة المساعدة له بعمل من األعمال التي‬ ‫ّ‬ ‫يض ّر بالشركة‪ ،‬وعدم وجود من‬
‫سف األغلبية في إدارة الشركة لتحقيق مصلحة خاصة لفئة‬ ‫تع ُّ‬ ‫ُلحق بها أضرارًا جسيمة‪ ،‬أو َ‬ ‫تنافي غرض الشركة وت ِ‬
‫خاص ألعضاء مجلس اإلدارة في الشركة‪1.‬‬ ‫ّ‬ ‫حددة من المساهمين‪ ،‬أو اإلضرار بفئة ُم َع َّينة منهم‪ ،‬أو جلب نفع‬ ‫ُم َّ‬
‫ولقد أخذ القضاء في فرنسا باالتجاه الثاني بموجب الحكم الصادر من محكمة النقض الفرنسية بأنّه‪“ :‬يجوز‬
‫يلزم الشريك أو المدير شخص ّيًا بدفع األجر للمدير‪ ،‬إذا كان هو السبب في فرض اإلدارة‬ ‫لقاضي الموضوع أن ِ‬
‫أي من‬ ‫المؤَ َّقتة على الشركة‪ ،‬كأن يتمثل هذا السبب في سوء اإلدارة أو في التصرفات الضارة والخطيرة التي أتاها ٌّ‬ ‫ُ‬
‫هؤالء‪ ،‬وإذا وفت الشركة باألجر في مثل تلك الحاالت‪ ،‬فيجوز لها الرجوع على الشريك أو المدير المتسبب في فرض‬
‫‪1‬‬
‫لتسترد منه ما دفعته‪ ،‬وذلك إعماالً للقواعد العامة في المسؤولية المدنية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المؤَ َّقتة‬ ‫اإلدارة ُ‬
‫أن ما ذهب إليه القضاء الفرنسي في األخذ بالرأي الثاني هو األصوب من ناحتين‪:‬‬ ‫ويرى الباحث ّ‬
‫‪ -‬األولى‪ :‬ألّا يستفيد المخطئ من خطئه وفقًا للقواعد العامة النعقاد المسؤولية المدنية عن الخطأ‪ ،‬باعتبار‬
‫أن فعل الشريك أو مدير الشركة هو الذي كان السبب في فرض إدارة ُمؤَ َّقتة للشركة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫حقق‬‫بكل ما ُي ِّ‬ ‫ّ‬ ‫أن مدير الشركة مطالَب ببذل عناية الرجل الحريص في إدارة الشركة‪ ،‬وفي القيام‬ ‫‪ -‬والثانية‪ّ :‬‬
‫الغرض منها‪ ،‬وعدم اإلتيان بما يحول دون ذلك‪.‬‬
‫ال قضائ ّيًا‪ ،‬فيجب أن‬ ‫جميعها من كونه وكي ً‬ ‫ُ‬ ‫المؤَ َّقت مجموعة من الواجبات تنبع‬ ‫كما تقع على عاتق المدير ُ‬
‫يبذل عناية الرجل الحريص في أداء مهمته حين يتولى إدارة الشركة ُمؤَ َّقتا‪.‬‬
‫المؤَ َّقت أقرب إلى الوكيل الذي يدير أموال الغير ويحافظ عليها‪ ،‬فتسري عليه أحكام‬ ‫أن المدير ُ‬ ‫وعلى اعتبار ّ‬
‫الوكالة‪ ،‬لذلك يجب عليه مراعاة اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ألّا يكون طرفًا في أي عقد من عقود المعاوضات التي تبرم مع الشركة‪.‬‬
‫كل األمور المالية التي قام بها‪.‬‬ ‫يقدم إلى الشركة كشف حساب تفصيلي عن ّ‬ ‫‪ -2‬أن ِّ‬
‫برم عقودًا يكون من شأنها إصابة الشركة بأضرار أو إلقاء أعباء اقتصادية عليها مستقب ً‬
‫ال‪.‬‬ ‫‪ -3‬ألّا ُي ِ‬
‫المسنَدة إليه االستعانة بخبراء متخصصين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫المهمة‬ ‫طبيعة‬ ‫اقتضت‬ ‫إذا‬ ‫ا‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫إليه‪،‬‬ ‫الموكلة‬ ‫المهام‬ ‫بنفسه‬ ‫ذ‬ ‫ِّ‬
‫نف‬ ‫‪ -4‬أن ُي‬
‫برمها باسم الشركة ولحسابها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫التي‬ ‫العقود‬ ‫نظير‬ ‫مقابل‬ ‫أي‬
‫ّ‬ ‫على‬ ‫الحصول‬ ‫عدم‬ ‫‪-5‬‬
‫حل األزمة التي ُع ِّين من أجلها والحفاظ على وجود الشركة‪.‬‬ ‫‪ -6‬العمل على ّ‬
‫‪1‬‬
‫‪ -7‬عدم مخالفة أحكام القانون وعقد الشركة ونظامها األساسي بحسب األحوال‪.‬‬
‫كما يجب عليه المحافظة على األسرار التجارية والصناعية للشركة التي يتولى إدارتها‪ ،‬ويلتزم بعدم إفشائها‬
‫للغير‪ ،‬وخصوصًا لمنافسي الشركة الذين يستغلون معرفة تلك األسرار لتدمير الشركة والقضاء عليها‪.‬‬
‫المؤَ َّقت بهذا االلتزام ‪ -‬مثله في ذلك مثل مديري الشركة العاديين ‪ُ -‬ي َح ِّمله‬ ‫أن إخالل المدير ُ‬ ‫وال شك في ّ‬
‫مسؤولية تعويض األضرار التي لحقت بالشركة من جراء ذلك‪.‬‬
‫المؤَ َّقت الناشئة من إخالله بالتزامه بالكتمان‬ ‫وإذا كانت المسؤولية المدنية ‪ -‬ذات الطابع التعاقدي ‪ -‬للمدير ُ‬
‫فإن مسؤوليته الجنائية عن مخالفة االلتزام بالس ّر المهني‬ ‫‪ obligation de descration‬لم ت ُِثر جدالً أو خالفًا‪ّ ،‬‬
‫‪ professional le secret‬ومدى خضوعه للمادتين‪ 310/‬من قانون العقوبات المصري‪ ،‬و‪ 378‬من قانون العقوبات‬
‫‪19‬‬
‫الفرنسي اللتين تحكمان هذا االلتزام‪ ،‬كانت مح ّلًا للخالف‪.‬‬
‫المؤَ َّقت للشركة‪:‬‬ ‫المسؤولية المدنية للمدير ُ‬
‫حددها الحكم الذي ع ّينه‪،‬‬ ‫َّ‬
‫الم َع َّين من قبل القضاء ُمؤَ قتة تنتهي بانتهاء المدة التي َّ‬ ‫المؤَ َّقت ُ‬ ‫إن مهمة المدير ُ‬ ‫ّ‬
‫فإن النطاق الزمني لمسؤوليته يبدأ من تاريخ تعيينه وينتهي بانتهاء‬ ‫أو بتحقق الغرض من تعيينه‪ .‬وبالتالي ّ‬
‫أي صعوبة‪ ،‬فإنّهم يعلمون يقينًا منذ صدور حكم التعيين‬ ‫المؤَ َّقت ّ‬
‫مهمته‪ ،‬وال يثير أطراف دعوى تعيين المدير ُ‬
‫تلك البداية وهذه النهاية‪.‬‬
‫جد مختلف‪ ،‬فليس من المقبول وال المنطقي أن نفترض علم الغير بتاريخ تعيين‬ ‫فإن األمر ُّ‬ ‫أما بالنسبة للغير‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫المؤَ َّقت وتاريخ انتهاء مهمته‪ ،‬فهم ليسوا حريصين بالقدر الكافي على البحث والتحري عن ذلك‪ ،‬ولهذا‪،‬‬ ‫المدير ُ‬
‫بالس َريان بالنسبة لهم إلّا من تاريخ‬ ‫َّ‬ ‫المؤَ َّقت ال ينفذ في مواجهة الغير‪ ،‬وال يبدأ نطاق مسؤوليته‬ ‫فإن تعيين المدير ُ‬ ‫ّ‬
‫المؤَ َّقت‬‫أن إجراء النشر واإلشهار لبدء وانتهاء مهمة المدير ُ‬ ‫شهر وإعالن البداية والنهاية‪ ،‬ولكن يجب أن نالحظ ّ‬
‫يحق لهم الرجوع على هذا المدير بدعوى المسؤولية نتيجة اإلخالل بالتزاماته‬ ‫ّ‬ ‫ُمقَ َّرر لمصلحة الغير‪ ،‬وبالتالي‬
‫تم نشر حكم تعيينه وشهره في السجل التجاري للشركة‪.‬‬ ‫نحوهم‪ ،‬حتى ولو لم يكن قد ّ‬
‫ؤقت تجاه الغير‪:‬‬ ‫الم َّ‬‫أن هناك تساؤلين يؤثران في مجال مسؤولية المدير ُ‬ ‫إال ّ‬
‫المؤَ َّقت بصفته‪ ،‬فيما يتعلق بالتعاقدات التي أبرمها‬ ‫ُ‬ ‫المدير‬ ‫على‬ ‫الرجوع‬ ‫في‬ ‫الغير‬ ‫حق‬
‫ّ‬ ‫بمدى‬ ‫يتعلق‬ ‫األول‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫معه بعد انتهاء مهمته‪.‬‬
‫المؤَ َّقت بالتعاقدات التي‬ ‫‪ -‬والثاني‪ :‬يتعلق بمدى التزام مديري الشركة الذين تس ّلموا المهمة من المدير ُ‬
‫أبرمها‪ ،‬هل هم ملتزمون باإلبقاء عليها وتنفيذها أم يجوز لهم فسخها؟‬
‫أما بخصوص التساؤل األول‪ ،‬فإننا ال نرى خشية من اإلضرار بالغير لسببين هما‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ؤقت بصفته في شأن التعاقدات التي أجراها معه‬ ‫الم َّ‬ ‫أن الغير يستطيع الرجوع على المدير ُ‬ ‫السبب األول‪ّ :‬‬
‫بعد انتهاء مهمته وفقًا لنظرية الوكالة الظاهرة (‪ ،)mandate apparent‬فإذا اعتقد الغير اعتقادًا مشروعًا بسبب‬
‫‪QScience Connect‬‬ ‫‪Page 10 of 14‬‬
‫‪Vol. 2022(1), Art. 5‬‬ ‫‪Al-Qahtani‬‬

‫فإن هذا األخير ال يزال يمارس تلك المهام على نحو‬ ‫ؤقت لمهامه‪ّ ،‬‬ ‫الم َّ‬
‫الظروف والمالبسات المحيطة بممارسة المدير ُ‬
‫ال للشركة‪.‬‬ ‫مشروع‪ ،‬فيستطيع الرجوع عليه باعتباره ممث ً‬
‫حجم عن إبرام تعاقدات مع الغير‬ ‫ؤقت مهني محترف‪ ،‬ومن ث َّم فإنّه عادة ما ُي ِ‬ ‫الم َّ‬
‫أن المدير ُ‬‫السبب الثاني‪ّ :‬‬
‫بعد انتهاء مهمته‪ ،‬وهذا في الحقّ يقة هو السبب في نُدرة األحكام القضائية فيما يتعلق بمسؤولية المدير‬
‫ؤقت عن تعاقدات أبرمها بعد انتهاء مهمته‪ .‬وبالنسبة للتساؤل الثاني‪ ،‬فإنّنا نرى أنّه يتعين التفرقة بين عدة‬ ‫الم َّ‬
‫ُ‬
‫المؤَ َّقت‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫أنواع من األعمال والتصرفات التي قام بها المدير ُ‬
‫المؤَ َّقت تظل سارية ومنتجة آلثارها‪ ،‬وال‬ ‫‪ -1‬أعمال اإلدارة الجارية )‪ )les affaires courantes‬التي قام بها المدير ُ‬
‫ألن هؤالء المديرين كانوا‬ ‫المؤَ َّقت إلغاؤه والرجوع فيها‪ّ ،‬‬ ‫يجوز للمديرين الذين تس ّلموا إدارة الشركة من المدير ُ‬
‫َّ‬
‫المؤَ قت‬‫سيقومون بهذه األعمال وبالشروط ذاتها‪ ،‬فهم قائمون على اإلدارة مثلهم في ذلك مثل المدير ُ‬
‫تمامًا‪.‬‬
‫حددة المدة‪ :‬فإنّه يجوز للمديرين الجدد أن يفسخوا تلك التعاقدات مع الغير وذلك إعماالً‬ ‫ُ َّ‬‫م‬ ‫غير‬ ‫العقود‬ ‫‪-2‬‬
‫المس َبق‬ ‫ُ‬ ‫اإلخطار‬ ‫بشرط‬ ‫فسخها‬ ‫طرفيها‬ ‫من‬ ‫ألي‬
‫ٍّ‬ ‫يجوز‬ ‫إذ‬ ‫المدة‪،‬‬ ‫دة‬ ‫حد‬‫َّ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫غير‬ ‫العقود‬ ‫إنهاء‬ ‫في‬ ‫العامة‬ ‫للقواعد‬
‫المنصوص عليه في العقد أو في القانون‪.‬‬
‫مدتها‪ ،‬وإلّا جاز للغير الرجوع‬ ‫الجدد فسخها قبل انتهاء ّ‬ ‫حددة المدة‪ :‬فإنّه ال يجوز للمديرين ُ‬ ‫الم َّ‬‫‪ -3‬العقود ُ‬
‫بالتعويض‪.‬‬
‫عامًا‪ ،‬وبالتالي ال يخضع لنظام تأديبي خاص‪ ،‬وهذا ال يعني إعفاءه من المسؤولية‬ ‫المؤَ َّقت ليس موظفًا ّ‬ ‫والمدير ُ‬
‫القانونية‪ ،‬بل تنعقد مسؤوليته القانونية مدن ّيًا وجزائ ّيًا وفقًا للقواعد العامة في المسؤولية‪.‬‬
‫أخل بتعويض األضرار التي تنجم من إخالله بتنفيذ االلتزامات‬ ‫ّ‬ ‫المؤَ َّقت مسؤولية مدنية متى‬ ‫يتحمل المدير ُ‬ ‫ّ‬
‫الملقاة على عاتقه‪ ،‬طبقًا لقواعد المسؤولية التي تتطلب توافر شروط ثالثة‪ ،‬وهي الخطأ والضرر وعالقة السببية‬
‫المؤَ َّقت تنقسم إلى نوعين‪ ،‬األول‪ :‬مسؤوليته تجاه الشركة‪ ،‬والثانية‪ :‬مسؤوليته تجاه‬ ‫بينهما‪ .‬ومسؤولية المدير ُ‬
‫الغير‪.‬‬
‫المؤَ َّقت مسؤولية فردية تجاه الشركة‪ ،‬وتضامنية تجاه الغير‪ ،‬طبقًا‬ ‫فإن مسؤولية المدير ُ‬ ‫وتطبيقًا لما سبق ّ‬
‫يحق للمساهم في الشركة رفعها على مجلس اإلدارة عند‬ ‫ّ‬ ‫للقواعد القانونية في دعوى المسؤولية الفردية التي‬
‫توافر شروطها‪ ،‬وتصبح تضامنية مع الشركة عن أفعاله تجاه الغير وفقًا لقاعدة مسؤولية المتبوع عن أخطاء‬
‫تابع ِه‪.‬‬
‫ِ‬
‫المؤَ َّقت تجاه الشركة‪:‬‬ ‫النوع األول‪ :‬مسؤولية المدير ُ‬
‫المؤَ َّقت وبين الشركة عالقة وكالة سواء ُع ِّين بقرار أم بحكم‪ ،‬فالمركز القانوني هو مركز‬ ‫العالقة بين المدير ُ‬
‫المؤَ َّقت نحو الشركة مسؤولية‬ ‫ُ‬ ‫المدير‬ ‫مسؤولية‬ ‫فإن‬‫ّ‬ ‫ذلك‬ ‫ونتيجة‬ ‫الشركة‪،‬‬ ‫وهو‬ ‫وكيله‬ ‫الوكيل القائم بأعمال‬
‫المؤَ َّقت والهدف من تعيينه‪ ،‬بموجب قرار إسناد المهمة المك َّلف بها‬ ‫ُ‬ ‫المدير‬ ‫بين‬ ‫الوكالة‬ ‫عقدية في إطار عالقة‬
‫المق َّررة قانونًا بعقد الوكالة أو بعقد الشركة ونظامها‬ ‫تجاه الشركة‪ ،‬فتنشأ مسؤوليته نتيجة إخالله بااللتزامات ُ‬
‫‪18،20‬‬
‫األساسي‪.‬‬
‫لحق بالشركة‬ ‫يؤدي إلى مسؤوليته بشكل مباشر ما لم ُي ِ‬ ‫المؤَ قت ليس مفترضًا عن أعماله‪ ،‬وال ّ‬ ‫َّ‬ ‫وخطأ المدير ُ‬
‫المؤَ َّقت‪ ،‬وذلك من خالل التزامه بتقديم كشف حساب‬ ‫أضرارًا‪ ،‬ويقع على الشركة إثبات الخطأ الذي ارتكبه المدير ُ‬
‫سهل‬ ‫قدم منه َي ُ‬ ‫المؤَ َّقتة للشركة‪ ،‬إذ إنّه بفحص التقرير ُ‬
‫الم َّ‬ ‫تفصيلي‪ ،‬وتقرير نهائي عن أعماله طول مدة إدارته ُ‬
‫‪1‬‬
‫إثبات الخطأ الذي ارتكبه أثناء مدة إدارته‪.‬‬
‫مدته‪ ،‬من ِق َبل الشركة ال تُعفيه من المسؤولية متى ثبت‬ ‫المؤَ َّقت عن انتهاء ّ‬ ‫ذمة المدير ُ‬ ‫فإن إبراء ّ‬ ‫وعليه‪ّ ،‬‬
‫إهما ُله أو تقصيره تجاه الشركة بعمل أو التزام كان يجب عليه أداؤه‪ ،‬أو تس َّبب في إلحاق أضرار بالشركة أو‬
‫يدعي ذلك‬ ‫فتظل مسؤوليته قائمة عن ذلك‪ ،‬شرط إثبات َمن ّ‬ ‫ّ‬ ‫المساهمين أو بالغير يجعله مسؤوالً عن ذلك‪،‬‬
‫بحقه‪.‬‬
‫المؤَ َّقت من المحكمة اإلذن له بالقيام بعمل ُم َع َّين؟‬ ‫والسؤال الذي يطرح نفسه‪ :‬ما الحكم إذا ما طلب المدير ُ‬
‫فهل ُيسأل تجاه الشركة عن األضرار الناشئة عن تنفيذه للعمل الموكول إليه أم ال؟‬
‫أن اإلذن الصادر من المحكمة للمدير‬ ‫ذهب جانب من الفقه الفرنسي وسايره جانب من الفقه المصري إلى ّ‬
‫المؤَ َّقت بعمل ُم َع َّين في الشركة‪ ،‬التي أصبح مسؤوالً عن إدارتها‪ ،‬ال يعفيه من المسؤولية مستندين في ذلك‬ ‫ُ‬
‫المؤَ َّقت الصفة القانونية التي تسمح له بإدارة الشركة‪ ،‬لسبب من‬ ‫أن قرار المحكمة ما هو إلّا منح المدير ُ‬ ‫إلى ّ‬
‫المؤَ َّقت سلطة‬ ‫األسباب الموجبة لذلك‪ ،‬كاستقالة مجلس إدارة الشركة أو عزلهم‪ .‬فالحكم القضائي أعطى المدير ُ‬
‫الحق في تنفيذه‪ ،‬فمتى وقع منه خطأ في تنفيذ ما‬ ‫ّ‬ ‫المؤَ َّقت هو صاحب‬ ‫القيام بالعمل فقط‪ ،‬ويظل المدير ُ‬
‫ُع ِه َد إليه من أعمال‪ ،‬فسيكون مسؤوال عن تعويض األضرار التي أصابت الشركة من ج ّراء هذا الخطأ الموجب‬
‫للمسؤولية‪ ،‬كعدم التزامه بتوجيه الدعوة النعقاد الجمعية العامة للشركة‪ ،‬ما ترتب عليه بطالن االنعقاد‪ ،‬أو‬
‫إبرام عقود لحساب الشركة‪ ،‬دون أن يحصل على الضمانات الالزمة لتنفيذها‪ ،‬أو إفشاء أسرار الشركة لمنافسيها‪،‬‬
‫المؤَ َّقت عن األضرار التي أصابت‬ ‫أو مخالفة القانون والنظام األساسي للشركة‪ ،‬فهنا تنعقد مسؤولية المدير ُ‬
‫‪1‬‬
‫الشركة‪.‬‬
‫المؤَ َّقت تجاه الغير‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫المدير‬ ‫مسؤولية‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫النوع‬
‫برمها معه‪ ،‬إذا كانت قد‬ ‫المؤَ َّقت ال ُيسأل بصفة شخصية تجاه الغير عن التعاقدات التي ُي ِ‬ ‫أن المدير ُ‬ ‫القاعدة األصلية ّ‬
‫تمت في إطار القانون والنظام األساسي للشركة‪ .‬وفي حالة نشوء مسؤولية عن تنفيذ بنود وشروط التعاقدات‬
‫المؤَ َّقت بصفته وليس بشخصه‪ ،‬فيجوز للغير الرجوع إلى الشركة في‬ ‫المب َرمة مع الغير‪ ،‬تنعقد مسؤولية المدير ُ‬ ‫ُ‬
‫المؤَ َّقت‪.‬‬
‫تلك الحالة وليس إلى المدير ُ‬
‫المؤَ َّقت الشخصية تجاه الغير‪ ،‬متى خالف القانون أو النظام‬ ‫واالستثناء من هذه القاعدة هو مسؤولية المدير ُ‬
‫‪QScience Connect‬‬ ‫‪Page 11 of 14‬‬
‫‪Vol. 2022(1), Art. 5‬‬ ‫‪Al-Qahtani‬‬

‫األساسي للشركة أو العمل الذي أوكل إليه عند تعيينه‪ ،‬وتكون مسؤوليته هنا تقصيرية وفقًا ألحكام المادة ‪163‬‬
‫مدني مصري‪ ،‬والمادتين ‪ 1383 ،1382‬مدني فرنسي‪ ،‬ومن األحكام الصادرة بصدد هذه المسؤولية للمدير ُ‬
‫المؤَ َّقت‬
‫المؤَ َّقت الذي يتولى إدارة شركة تعمل في مجال‬ ‫بأن‪“ :‬المدير ُ‬
‫تجاه الغير‪ ،‬ما قضت به محكمة النقض الفرنسية ّ‬
‫ذمة هذه الشركة‪،‬‬ ‫ستحقة في ّ‬ ‫َّ‬ ‫الم‬
‫ُ‬ ‫المبالغ‬ ‫عن‬ ‫شخصية‬ ‫بصفة‬ ‫المقاوالت العمومية لبناء المساكن‪ ،‬يكون مدينًا‬
‫كمقاول أصلي لشركة أخرى عن أعمال نفذتها هذه األخيرة بصفتها مقاوالً من الباطن‪ ،‬فقاضي الموضوع قد تأكد‬
‫المؤَ َّقت؛ فعلى الرغم من تفويض المقاول األصلي لمقاول الباطن في قبض‬ ‫من توافر الخطأ من جانب المدير ُ‬
‫المؤَ َّقت‬
‫الدين بسبب ما قاله المدير ُ‬ ‫أن المقاول من الباطن لم يستطع قبض هذا َّ‬ ‫رب العمل‪ ،‬إال ّ‬ ‫الدين من ّ‬ ‫قيمة َّ‬
‫نفذَ ة من قبل مقاول الباطن‪ ،‬والتي يطالب بدفع قيمتها‪ ،‬قد استند إلى دراسة غير كافية للموقف‬ ‫الم َّ‬
‫بأن األعمال ُ‬
‫ّ‬
‫‪21,1‬‬
‫الحقّ يقي‪ ،‬ولم تكن ُمتقنَة مع حقيقة األعمال التي ن ُِّفذَ ت بالفعل»‪.‬‬
‫المؤَ َّقت للشركة يكون مسؤوالً شخص ّيًا في‬ ‫بأن‪“ :‬المدير ُ‬
‫وفي حكم آخر لمحكمة النقض الفرنسية قضت ّ‬
‫المحل التجاري المملوك للشركة‪ ،‬إذا لم يقم هذا المدير بالتأمين‬ ‫ّ‬ ‫المق َّرر له رهنًا تجار ّيًا على‬
‫المرتهن ُ‬
‫ِ‬ ‫مواجهة الدائن‬
‫كل الممتلكات‪ ،‬وحرم بذلك الدائن من الحصول على التعويض من‬ ‫على ممتلكات الشركة‪ ،‬وحدث حريق دمر ّ‬
‫‪22,1‬‬
‫شركة التأمين»‪.‬‬
‫المؤَ َّقت‪ ،‬إذ قضت بأنّه‪“ :‬إذا‬
‫ومن أهم المبادئ التي أرساها القضاء في فرنسا حول مسألة مسؤولية المدير ُ‬
‫كان تنفيذ االلتزامات التعاقدية الناشئة عن العقود التي أبرمها الوكيل باسم ولحساب ُم َو ِّك ِله يقع على عاتق هذا‬
‫يظل أيضًا مسؤوالً بصفة شخصية عن المخالفات التي ارتكبها في أداء مهمته‪ ،‬ويلتزم‬ ‫ّ‬ ‫فإن الوكيل‬ ‫األخير وحده‪ّ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫بالتالي ‪ -‬شخص ّيًا ‪ -‬بتعويض الضرر الناجم من خطئه»‪.‬‬
‫‪«si l'exécution des obligations contractuelles, nées des actes passés par un mandataire pour le‬‬
‫‪compte et au nom de son mandat, incombe à ce dernier seul, l’édit mandataire n’en est pas moins‬‬
‫‪personnellement responsable envers les tiers des délits et quasi – délits qu’il peut commettre dans‬‬
‫‪l'accomplissement de sa mission et est tenu de réparer le dommage que, par sa faute, il a occasionné‬‬
‫»‪ces principes s'appliquent aux actes de gestion des administrateurs séquestres.‬‬
‫وتطبيقًا لذلك‪ ،‬وضع النظامان السعودي والمصري قواعد المسؤولية المدنية تجاه مديري الشركة سواء كانوا‬
‫منفردين أم متعددين على أساس المسؤولية التقصيرية متى توافرت أركانها‪ ،‬عند اإلخالل بواجبات وظيفتهم‬
‫ووض َع من الرقابة على مجلس اإلدارة ما يحقق ذلك بحرص المديرين على بذل أقصى العناية‬ ‫َ‬ ‫في إدارة الشركة‪،‬‬
‫تابع ِه‪.‬‬
‫في إدارة الشركة‪ ،‬وتحقق مسؤوليته تجاه الغير وفقًا لمسؤولية المتبوع عن أخطاء ِ‬

‫‪ 2-5‬المطلب الثاني‪ :‬المسؤولية الجزائية لمدير الشركة ُ‬


‫المؤَ َّقت‬
‫نظرية اإلدارة في الشركات قائمة على فكرة التمثيل القانوني لألشخاص االعتباريين‪ ،‬الختيار شخص أو أكثر‬
‫للتعبير عن إرادة الشخص المعنوي الذي ال يملك قدرة التعبير عند القيام باألعمال اإلدارية والتصرفات القانونية‬
‫الالزمة لتيسير شؤونه‪ ،‬لتحقيق أهدافه‪ ،‬لذلك اشترطت النظم القانونية على اختالفها ضرورة اختيار شخص‬
‫طبيعي لديه القدرة على تمثيل الشخص االعتباري أمام الغير والقضاء‪.‬‬
‫والشركة كونها شخصية معنوية غير قادرة على ذلك كغيرها من األشخاص االعتباريين‪ ،‬تحتاج إلى شخص‬
‫يتم اختياره بإرادة المؤسسين للشركة‪ ،‬في ضوء الشروط‬ ‫طبيعي يمثلها في كافة أعمال اإلدارة والتصرف‪ّ ،‬‬
‫المق َّررة كقانون‪ ،‬والتي تختلف من شركة إلى أخرى حسب الشكل القانوني لها‪ ،‬وهذا الشخص الطبيعي القائم‬ ‫ُ‬
‫على إدارة الشركة سواء كان مديرًا تنفيذ ّيًا للشركة أم عضوًا منتدبًا أو رئيس مجلس إدارة أو حتى مديرًا فردًا‬
‫كما هو الحال في شركات األشخاص‪ ،‬فهذا الشخص مقيد بإتيان التصرفات واألعمال وإبرام التعاقدات التي تحقق‬
‫غرض الشركة‪ ،‬ويكون فيها مصلحة الشركة والشركاء فيها‪.‬‬
‫عما يقوم به من أعمال أو تصرفات‪ ،‬يحيد بها عن مهام‬ ‫ومن هنا جاءت فكرة المساءلة الجزائية لمدير الشركة ّ‬
‫وظيفته‪ ،‬ويض ّر بمصلحة الشركة والشركاء في سبيل تحقيق مصلحة شخصية لنفسه‪ ،‬وكانت الصعوبة في‬
‫التطبيق مرجعها المبدأ القانوني السائد في علم العقاب والتجريم هو «مبدأ شخصية العقوبة “فال يجوز توقيع‬
‫عقوبة جزائية بالحبس أو السجن على الشخص االعتباري‪ ،‬ولكن يجوز توقيع عقوبات مالية كالغرامة والمصادرة‪.‬‬
‫يختص بتلك اإلشكالية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وبالرغم من الخالف الذي ثار بصدد هذه اإلشكالية بين مؤيد ومعارض‪ ،‬فمجال دراستنا ال‬
‫وما يعنينا هنا هو استقرار فقهاء القانون الجزائي فقهًا وقضاء على انعقاد مسؤولية شخص المدير عن الشركة‬
‫مسؤولية شخصية‪ ،‬متى ثبت بحقه ارتكاب أفعال من شأنها أن تسفر عن جريمة يعاقب عليها القانون سواء ورد‬
‫النص في قانون العقوبات أم في قوانين خاصة تنظم عالم الشركات‪ 23 ،‬وهذا ما أق ّرته القوانين المقارنة كالقانون‬ ‫ّ‬
‫الفرنسي والمصري والسعودي‪.‬‬
‫المؤَ َّقت من الناحية الجزائية ال تختلف عن مسؤولية المدير أو‬ ‫فإن مسؤولية المدير ُ‬ ‫وتأسيسًا على ذلك‪ّ ،‬‬
‫عما ُع ِه َد إليه من‬
‫ّ ّ‬ ‫ًا‬‫ي‬ ‫جنائ‬ ‫الشخص‬ ‫مسؤولية‬ ‫من‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫ِّ‬ ‫تغ‬ ‫ال‬ ‫التوقيت‬ ‫فمسألة‬ ‫الناحية‪،‬‬ ‫المديرين العاديين من هذه‬
‫كمن يؤت ََمن على مال ثم يستولي‬ ‫َ‬ ‫المهمة‪،‬‬ ‫بهذه‬ ‫إليه‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫َ َ‬ ‫م‬ ‫تجاه‬ ‫اإلدارة‬ ‫واجب‬ ‫فيها‬ ‫يراع‬
‫أعمال أو تصرفات لم ِ‬
‫يراع األمانة فيه‪ ،‬فوجب عقابه‪ ،‬وهذا ما‬ ‫عليه لنفسه أو لغيره‪ ،‬فرغم عرضية تملكه للمال إلّا أنّه لم يحافظ عليه‪ ،‬ولم ِ‬
‫أق ّره قانون الشركات المصري رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬وتعديالته األخيرة في ‪ ،2018‬وكذلك نظام الشركات السعودي‪.‬‬
‫المؤَ َّقت بجانب مسؤوليته الجزائية عن األفعال التي يعاقب عليها القانون‪ ،‬متى ارتكبها‬ ‫كما ُي َ‬
‫سأل المدير ُ‬
‫المؤَ قتة للشركة‪ ،‬طبقًا للقواعد العامة في المسؤولية الجنائية‪ ،‬ويوجد نوع آخر من‬ ‫َّ‬ ‫أثناء‪ ،‬وبمناسبة إدارته ُ‬
‫المسؤولية تنشأ في مجال إفالس الشركات‪ ،‬فقد وضع القانون المصري مسايرة لقانون الشركات الفرنسي‬
‫‪1‬‬
‫مجموعة من الجزاءات تو َقع على مديري الشركة في حالة الحكم بشهر إفالسها‪.‬‬
‫فمن المستقر عليه فقها وقضاء أنّه يجوز في حالة إفالس الشركة شهر إفالس األشخاص‪ ،‬الذين يقومون‬
‫‪QScience Connect‬‬ ‫‪Page 12 of 14‬‬
‫‪Vol. 2022(1), Art. 5‬‬ ‫‪Al-Qahtani‬‬

‫تحت ستارها بأعمال تجارية لحسابهم‪ ،‬ويتصرفون في أموال الشركة‪ ،‬كما لو كانت أموالهم الخاصة‪ ،‬كما يجوز‬
‫أن موجوداتها‬ ‫كل ذي مصلحة‪ ،‬أن تقضي بمسؤولية مديري الشركة عن ديونها إذا تبين ّ‬ ‫للمحكمة بناء على طلب ّ‬
‫ال تكفي للوفاء بديونها‪ ،‬ويجوز لهؤالء المديرين انتفاء مسؤوليتهم متى ثبت أنّهم بذلوا في إدارة الشركة عناية‬
‫‪24‬‬
‫الرجل الحريص‪.‬‬
‫كل شخص قام بتصرفات‬ ‫نصت المادة (‪ )704‬من قانون التجارة المصري على امتداد أثر إفالس الشركة إلى ّ‬ ‫كما ّ‬
‫فإن‬
‫ُم َع َّينة أدت إلى إفالس الشركة‪ ،‬سواء كان هذا الشخص شريكًا متضامنًا أم موصيًا تاجرًا أو غير تاجر‪ ،‬وكذلك ّ‬
‫حددة ق ّررتها تلك المادة‬ ‫الخاص متى تحققت شروط ُم َّ‬ ‫ّ‬ ‫المديرين مسؤولون عن سداد ديون الشركة من مالهم‬
‫كل شخص قام تحت ستار هذه‬ ‫بنصها «إذا طلب شهر إفالس الشركة جاز للمحكمة أن تقضي بشهر إفالس ّ‬ ‫ّ‬
‫الخاص‪ ،‬وتص َّرف في أموال الشركة كما لو كانت أمواله الخاصة”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الشركة بأعمال تجارية لحسابه‬
‫وتطبيقًا لذلك يمتد أثر إفالس الشركة‪ ،‬إذا قام شخص بعمل لحسابه الخاص باسم الشركة‪ ،‬أو تصرف في‬
‫أموالها كما لو كانت أموالَه‪ ،‬فلم تشترط المادة المذكورة في هذا الشخص‪ ،‬أن يكون شريكًا في الشركة أو مديرًا‬
‫مد شهر إفالس الشركة المفروض عليها إدارة‬ ‫للشركة سواء كان ُم َع َّينًا من الشركاء أم من الغير‪ ،‬لذلك يجوز ّ‬
‫مما ورد ذكره في المادة (‪ )704‬من قانون التجارة المصري‪،‬‬ ‫ال أو تصرفًا ّ‬ ‫المؤَ َّقت متى اقترف عم ً‬ ‫ُمؤَ َّقتة إلى المدير ُ‬
‫‪25‬‬
‫يتم ذلك بحكم القضاء‪.‬‬ ‫ويجب أن ّ‬
‫المؤَ َّقت؟‬
‫والسؤال المطروح على بساط البحث هو‪ :‬متى يمتد أثر إفالس الشركة إلى المدير ُ‬
‫أن القاعدة‬ ‫المؤَ َّقتة للشركة ‪ -‬استثناء من األصل ‪ -‬كما ّ‬ ‫أن اإلدارة ُ‬ ‫لإلجابة عن هذا التساؤل يجب أن نضع في االعتبار ّ‬
‫حددة بحاالت ُم َع َّينة ومقيدة بشروط يجب توافرها لتطبيق حكم المادة‪.‬‬ ‫المق َّررة بالمادة (‪ )704‬من قانون التجارة ُم َّ‬ ‫ُ‬
‫حددة‪ ،‬وإن ُم ِن َحت له كافة‬ ‫المؤَ َّقت يتولى إدارة الشركة في ظرف استثنائي ‪ -‬في الغالب األعم ‪ -‬مهامه ُم َّ‬ ‫والمدير ُ‬
‫الم َع َّين‪ ،‬فمسؤوليته عن اإلفالس والجرائم المقترنة‬ ‫سلطات واختصاصات المديرين العاديين أو مجلس اإلدارة ُ‬
‫المؤَ َّقت مسؤوالً جزائ ّيًا كالمديرين‬ ‫ُ‬ ‫المدير‬ ‫أصبح‬ ‫توافرت‬ ‫به واآلثار المترتبة على ذلك ُمق َّيدة بحاالت وشروط متى‬
‫العاديين للشركة‪.‬‬
‫المؤَ َّقت عن جرائم التفاليس‪ ،‬ويمتد إليه أثر حكم اإلفالس متى‬ ‫ومن هذا المنطلق تنعقد مسؤولية المدير ُ‬
‫توافرت بحقه إحدى الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫المؤَ َّقت بعمل تجاري لحسابه الخاص باسم الشركة‬ ‫الحالة األولى‪ :‬قيام المدير ُ‬
‫كل شخص قام تحت ستار الشركة بأعمال تجارية‬ ‫نص قانون التجارة المصري على أن تقضي المحكمة بإفالس ّ‬ ‫ّ‬
‫المؤَ َّقت‬
‫ُ‬ ‫المدير‬ ‫بحق‬ ‫الحالة‬ ‫هذه‬ ‫لتحقق‬ ‫ثالثة‬ ‫شروط‬ ‫النص وجوب توافر‬ ‫ّ‬ ‫لحسابه الخاص‪ .‬ونستخلص من هذا‬
‫للشركة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ال تجار ّيًا سواء أكان بصفة منفردة أم على سبيل االحتراف‪ ،‬وجاء اللفظ‬ ‫‪ -1‬يجب أن يكون العمل الذي قام به عم ً‬
‫عامًا فيخرج من نطاقها األعمال التجارية بالتبعية‪ ،‬والسبب في ذلك أنّها أعمال مدنية بحسب األصل‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬
‫توصف بالتجارية إلّا إذا ارتبطت بتجارة التاجر‪.‬‬
‫الخاص‪ ،‬وليس لحساب الشركة‪ ،‬والمعيار في الفصل بين هذا‬ ‫ّ‬ ‫المؤَ َّقت‬
‫‪ -2‬أن يكون العمل التجاري لحساب المدير ُ‬
‫أما إذا كانت‬ ‫المؤَ َّقت فقط تحقق الشرط‪ّ ،‬‬ ‫وذاك هو المصلحة‪ ،‬فإذا كانت المنفعة والمصلحة لشخص المدير ُ‬
‫مرده إلى قاضي‬ ‫ُّ‬ ‫المنفعة والمصلحة للشركة أوالً والشركاء ثانيًا انتفى تحقق الشرط‪ ،‬وتقدير هذا الشرط‬
‫الموضوع في تلك الحالة‪ ،‬فله سلطة تقديره في ذلك من خالل الظروف واألحوال‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -3‬أن يكون العمل تحت ستار الشركة بمعنى أن يستغل اسم الشركة في إنجاز العمل‪.‬‬
‫المؤَ َّقت في أموال الشركة كما لو كانت أمواله‬ ‫الحالة الثانية‪ :‬تصرف المدير ُ‬
‫المؤَ َّقت بالتصرف في أموال الشركة كما يتصرف في ماله الشخصي‪ ،‬فالشرط‬ ‫تتحقق هذه الحالة إذا قام المدير ُ‬
‫الواضح لتحقق هذه الحالة هو‪:‬‬
‫المؤَ َّقت من أعمال التصرف وليس من أعمال اإلدارة‪.‬‬ ‫‪ -1‬أن يكون العمل الذي يقوم به المدير ُ‬
‫ومثال ذلك قيامه باستخدام أموال الشركة في غير غرض الشركة‪ ،‬أو الدخول مع منافس بقصد تمكينه من‬
‫يؤدي إلى عجز ميزانيتها واهتزاز مركزها المالي بما يجعلها عرضة للبيع‬ ‫السيطرة على الشركة‪ ،‬أو تقسيمها بما ّ‬
‫‪26‬‬
‫أو االنقسام وهكذا‪.‬‬
‫سداد ديون الشركة‬ ‫َ‬ ‫عن‬ ‫ت‬ ‫ق‬‫َّ‬ ‫ؤَ‬ ‫الم‬
‫ُ‬ ‫المدير‬ ‫مسؤولية‬ ‫الحالة الثالثة‪:‬‬
‫المؤَ َّقت في تلك الحالة بتوافر شرطين‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫المدير‬ ‫مسؤولية‬ ‫تنعقد‬
‫المؤَ َّقت‬
‫الشرط األول‪ :‬تقديم طلب من قاضي التفليسة للمحكمة التي أصدرت حكم اإلفالس بإلزام المدير ُ‬
‫بسداد ديون الشركة من ماله الخاص‪.‬‬
‫األقل من ديون الشركة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لسداد نسبة (‪ )20%‬على‬ ‫الشرط الثاني‪ :‬عدم كفاية موجودات الشركة َ‬
‫نصت عليه المادة (‪ )3/198‬من قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس المصري رقم‬ ‫وهذا ما ّ‬
‫األقل من ديونها‪ ،‬جاز للمحكمة‬ ‫ّ‬ ‫أن موجودات الشركة ال تكفي لوفاء ‪ 20%‬على‬ ‫‪ 11‬لسنة ‪ 2018‬على أنّه‪“ :‬إذا تبين ّ‬
‫بعضهم بالتضامن‬ ‫ِ‬ ‫بناء على طلب قاضي التفليسة‪ ،‬أن تقضي بإلزام أعضاء مجلس اإلدارة أو المديرين ك ِّلهم أو‬
‫بعضها‪ ،‬إلّا إذا أثبتوا أنّهم بذلوا في تدبير شؤون الشركة‬ ‫ِ‬ ‫بينهم أو بغير تضامن بدفع ديون الشركة ك ِّلها أو‬
‫عناية الرجل الحريص»‪.‬‬
‫المؤَ َّقت للشركة‪ ،‬وبالتالي يكون مسؤوالً‬ ‫وهذا الحكم شمل المديرين الفعليين والقانونيين‪ ،‬ومنهم المدير ُ‬
‫فترضة بحقه‪ ،‬فعبء إثبات انتفاء‬ ‫َ‬ ‫عن ديون الشركة في تلك الحالة متى توافرت شروطها‪ ،‬والمسؤولية هنا ُم‬
‫‪1‬‬
‫المسؤولية تقع على عاتقه بأن يثبت أنّه بذل عناية الرجل الحريص في إدارة الشركة‪.‬‬
‫‪QScience Connect‬‬ ‫‪Page 13 of 14‬‬
‫‪Vol. 2022(1), Art. 5‬‬ ‫‪Al-Qahtani‬‬

‫‪ -6‬الخاتمة‬
‫المؤَ َّقتة للشركة أمرًا واقعًا نتيجة التطورات االقتصادية المتالحقة‪ ،‬وما تتعرض له الشركات تباعًا‬ ‫أصبحت اإلدارة ُ‬
‫من ظروف تستوجب التدخل لسبب من األسباب المؤدية إلى تعيين مجلس إدارة ُمؤَ َّقت للشركة‪ ،‬للقيام ببعض‬
‫الحل والتصفية والزوال من ناحية ثانية‪ ،‬وذلك‬ ‫ّ‬ ‫المهام الالزمة الستمرار الشركة ونجاحها من ناحية‪ ،‬وإنقاذها من‬
‫المؤَ َّقت‪.‬‬
‫من خالل فكرة المدير ُ‬
‫قصد به شخص ُيع َّين كمدير ُمؤَ َّقت للشركة‬ ‫المؤَ َّقت للشركة‪ ،‬وخلصنا إلى أنّه ُي َ‬
‫َع َّر ْضنا للمقصود بالمدير ُ‬ ‫فت َ‬
‫متى توافرت حالة من الحاالت المنصوص عليها في القانون‪ ،‬مع وجود خطر ُي َه ِّدد استقرار الشركة واستمرارها‪ ،‬أو‬
‫حددة يتولى خاللها‬ ‫ويتم تعيينه لمدة ُم َّ‬
‫ّ‬ ‫وجود خطر ُي َه ِّدد مصالح المساهمين في الشركة أو المتعاملين معها‪،‬‬
‫تسيير شؤون الشركة وإداراتها إلى حين تعيين مجلس إدارة جديد‪.‬‬
‫حدد‪،‬‬‫كما تُقَ َّرر له سلطات واختصاصات ت َُم ِّكنه من أداء عمله‪ ،‬فاختصاصه ليس قاصرًا على القيام بعمل ُم َّ‬
‫المؤَ َّقت كافة السلطات والصالحيات الالزمة‬ ‫كما هو الحال في التفويض الخاص أو الوكالة الخاصة‪ ،‬وإنّما للمدير ُ‬
‫تم منحها لمجلس إدارة الشركة‪،‬‬ ‫لتيسير شؤون الشركة‪ ،‬طبقًا ألحكام القانون والنظام األساسي للشركة التي ّ‬
‫من تمثيل الشركة أمام القضاء والغير‪ ،‬وإبرام التصرفات والتعاقدات الالزمة لتحقيق غرض الشركة‪ ،‬والعمل على‬
‫المؤَ َّقت مسؤولية الشركة‪.‬‬‫المؤَ َّقتة التي يتولى فيها المدير ُ‬ ‫مصلحة الشركة والشركاء فيها‪ ،‬وذلك أثناء المدة ُ‬
‫المؤَ َّقت في الشركة‪ ،‬بأنّه وكيل في إدارة الشركة‪ ،‬تُوكَ ل إليه األعمال‬ ‫وتع َّر ْفنا على المركز القانوني للمدير ُ‬
‫والتصرفات الالزمة إلدارة الشركة‪ ،‬وتنعقد مسؤوليته تجاه الشركة والشركاء فيها بصورة فردية وتضامنية مع‬
‫الشركة تجاه الغير‪ ،‬وفقًا لقاعدة مسؤولية التابع عن المتبوع‪ ،‬كونه مطالبًا ببذل عناية الرجل الحريص في أداء‬
‫المهام الموكولة إليه‪.‬‬

‫‪ -7‬النتائج‬

‫خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج الهامة منها‪:‬‬


‫المؤَ َّقتة للشركات هي إحدى الوسائل القانونية الحديثة لمواجهة الظروف الطارئة التي تواجه‬ ‫أن اإلدارة ُ‬ ‫ّ‬ ‫●‬
‫الشركة أثناء حياتها‪.‬‬
‫سف في أعمال‬ ‫التع ُّ‬
‫َ‬ ‫تؤدي إلى إنقاذ المشروعات الصغيرة والمتوسطة من الزوال في حالة‬ ‫المؤَ َّقتة ّ‬ ‫أن اإلدارة ُ‬ ‫ّ‬ ‫●‬
‫إدارة الشركة‪.‬‬
‫المؤَ َّقتة وسيلة قانونية لحماية األقل ّية من المساهمين في الشركة‪ ،‬خاصة َمن ليس لهم ّ‬
‫حق‬ ‫أن اإلدارة ُ‬ ‫ّ‬ ‫●‬
‫التصويت في قرارات مجلس إدارة الشركة‪.‬‬
‫المؤَ َّقت ملتزم ببذل عناية الرجل الحريص عند إدارته للشركة‪.‬‬ ‫أن المدير ُ‬ ‫ّ‬ ‫●‬
‫المؤَ َّقتَة وسيلة قانونية لحماية الشركة من اإلفالس والتصفية‪.‬‬ ‫أن اإلدارة ُ‬ ‫ّ‬ ‫●‬
‫المؤَ َّقتة للشركة ت َُع ّد مرحلة أول ّية الندماج الشركة أو االستحواذ عليها من شركة أخرى‪.‬‬ ‫أن اإلدارة ُ‬
‫ّ‬ ‫●‬

‫‪ -8‬التوصيات‬

‫المؤَ َّقتة للشركات‪،‬‬


‫ضرورة إدخال فصل جديد إلى قانون الشركات السعودي ينظم من خالله نظرية اإلدارة ُ‬ ‫●‬
‫المق َّررة في النظام السعودي ليست بالقليلة‪ ،‬فثالثة أشهر كافية أن تؤدي إلى‬ ‫أن المدة الزمنية ُ‬ ‫خصوصًا ّ‬
‫سف في إدارتها‪.‬‬ ‫التع ُّ‬
‫انهيار الشركة عند َ‬
‫المؤَ َّقتة للشركات بما يحقق‬ ‫الخاص باإلدارة ُ‬
‫ّ‬ ‫ضرورة تعديل المواد (‪ )70،69‬من قانون الشركات السعودي‬ ‫●‬
‫هامًا وضرور ّيًا لالقتصاد‬
‫ّ‬ ‫أمرًا‬ ‫نشاطها‬ ‫في‬ ‫الشركة‬ ‫وخاصة األقلية‪ ،‬في حالة كون استمرار‬ ‫ّ‬ ‫مصلحة المساهمين‪،‬‬
‫ظل رؤية ‪.3030‬‬‫القومي السعودي‪ ،‬وخصوصًا في ّ‬
‫يتكون من فنيين ماليين وإداريين وقانونيين‬ ‫ّ‬ ‫نوصي بإنشاء جهاز إداري متخصص في مجال أنظمة الشركات‪،‬‬ ‫●‬
‫وخاصة الشركات والمشروعات التي تلعب دورًا في‬ ‫ّ‬ ‫لدراسة أحوال الشركات من كافة النواحي المالية واإلدارية‪،‬‬
‫الخطة التنموية للمملكة‪.‬‬
‫حق الوزير المختص في طلب تعيين إدارة ُمؤَ َّقتة للشركة عند وجود‬ ‫النص في نظام الشركات على ّ‬ ‫ّ‬ ‫ضرورة‬ ‫●‬
‫ضرورة ُم ِل َّحة لذلك‪ ،‬يقدرها الوزير المختص‪ ،‬ويخضع لرقابة القضاء‪.‬‬
‫النص صراحة في نظام الشركات على أحق ّية ذوي الشأن في تحريك الدعوى القضائية لتعيين مدير‬ ‫ّ‬ ‫ضرورة‬ ‫●‬
‫تم عزله أو امتنع عن إدارة الشركة بما يتفق ومبدأ حسن‬ ‫ّ‬ ‫لو‬ ‫للشركة‪،‬‬ ‫القانوني‬ ‫الممثل‬ ‫ضد‬
‫ّ‬ ‫للشركة‬ ‫ُمؤَ َّقت‬
‫النية‪.‬‬
‫المؤَ َّقتة للشركة إلّا من جانب أحد المساهمين أصحاب‬ ‫ُ‬ ‫اإلدارة‬ ‫بتعيين‬ ‫االختصاص‬ ‫عقد‬ ‫عدم‬ ‫على‬ ‫النص‬‫ّ‬ ‫ضرورة‬ ‫●‬
‫المصلحة أو القضاء دون جهة اإلدارة‪ ،‬وذلك لضمان تحقيق مبدأ اإلفصاح والشفاف ّية في إدارة الشركات‪.‬‬
QScience Connect Page 14 of 14
Vol. 2022(1), Art. 5 Al-Qahtani

:‫المراجع‬
.2011 ،‫ كلية الحقوق جامعة عين شمس‬،‫ رسالة دكتوراه‬،‫ اإلدارة المؤقتة للشركة‬.‫ حسام رضا السيد‬،‫عبد الحميد‬ .1
.‫) من القانون المدني المصري‬703( ‫انظر المادة‬ .2
‫ وما‬644 ‫ ص‬،2002 ،‫ فرع بني سويف‬،‫ جامعة القاهرة‬،‫ رسالة دكتوراه‬،‫ مجلس اإلدارة في شركات المساهمة‬.‫ أماني حسن أحمد‬،‫محمد‬ .3
.‫بعدها‬
‫ جامعة‬،‫ كلية القانون‬،‫ المسؤولية المدنية ألعضاء مجلس اإلدارة في الشركة المساهمة دراسة مقارنة‬.‫ سيف درويش سيف سهيل‬،‫المري‬ .4
.‫ وما بعدها‬9 ‫ ص‬،2019 ،‫ رسالة ماجستير‬،‫ قسم القانون الخاص‬،‫اإلمارات العربية المتحدة‬
5. Loi du 10 septembre 1940 prévoyant la nomination d’administrateurs provisoires des entreprises privées de leurs dirigeants, Article
1. L’article I prévoit que: «un arrêté du secrétaire d’Etat à la production industrielle peut nommer un administrateur provisoire de toute
entreprise industrielle ou commerciale dont les dirigeants , qualifiés sont, pour quelque motif que ce soit, placés dans l’impossibilité
d’exercer leurs fonctions. La même mesure peut être prise en ce qui concerne tout immeuble principalement affecté à la location dont
le propriétaire est, pour quelque motif que ce soit, dans l’impossibilité d’exercer ses droits. L’administrateur provisoire géré
l’entreprise … des le compte des ayants droits avec tous les pouvoirs …. des dirigeants de la société propriétaire ou exploitante\
.‫ وما بعدها‬114‫ ص‬،2009 ،‫ كلية الحقوق‬،‫ جامعة عين شمس‬،‫ رسالة دكتوراه‬،‫ اإلدارة المؤقتة للشركات‬.‫ حسام رضا السيد‬،‫ عبد الحميد‬.6
.‫ وما بعدها‬140‫ ص‬،1992 ،‫ بدون دار نشر‬،‫ دور المصفى في إنهاض وتصفية الشركات‬.‫ حسين‬،‫ فتحي‬.7
‫ وما‬170 ‫ ص‬2011 ، 98‫ العدد‬،297‫ المجلد‬،‫ المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‬،‫ االدارة المؤقتة في شركات المساهمة‬.‫ ربيعة‬،‫ غيث‬.8
.‫بعدها‬
‫ وما بعدها‬76‫ ص‬،1993 ،‫ دار النهضة العربية‬،‫ وقف وبطالن قرارات الجمعيات العمومية‬.‫ حسام رضا السيد‬،‫ عبد الحميد‬.9
،1992 ،‫ دار النهضة العربية‬،1991 ‫ لسنة‬203 ‫ الشركات القابضة والشركات التابعة وفقا ألحكام القانون رقم‬.‫ حسام رضا السيد‬،‫ عبد الحميد‬.10
.9‫ص‬
.‫ وما بعدها‬24‫ ص‬،1995 ،‫ دار النهضة العربية‬،‫ المركز القانوني للمدير في شركات األشخاص‬.‫ عاشور عبد الجواد‬،‫ عبد الحميد‬.11
12. Loi no. 66-537 du 24 Juillet 1966, Article 158 : «I ‘assemblée générale est convoquée par le conseil d’ administration ou le directoire,
selon le cas. A défaut, elle peut être également convoquée : 1) Par les commissaires aux comptes, 2) par un mandataire désigné en
justice à la demande, soit de tout intéressé en cas d’urgence, soit d’un ou plusieurs actionnaires réunissant au moins le dixième du
capital social.
13. Bolard G. Administration provisoire et mandat « ad hoc »: du fait au droit. La Semaine juridique. 1995 (46) .
14. Azencot M. L’intervention du juge dans la gestion des sociétés commerciales. Thèses, Paris. 1979. n 1022.
.1165 ‫ ص‬،‫ مجموعة النقض المصرية‬،‫ قضائية‬20 ‫ لسنة‬303 ‫ بالطعن رقم‬.‫ حكم محكمة النقض المصرية‬.15
16. Guyon Y, Le Bars B. Responsabilité civile des administrateurs, Jurisclasseurs Société Traité et Formulaire. 2013. 132(10 [mis à jour 20
Novembre 2013], Fasc.132 -10, no 1.
.‫ وما بعدها‬583‫ ص‬،2016 ،‫ القاهرة‬،‫ دار النهضة العربية‬،‫ الشركات التجارية‬.‫ سميحة‬،‫ القليوبي‬.17
‫ السنة‬،‫ جامعة عين شمس‬،‫ كلية الحقوق‬،‫ بحث منشور في مجلة العلوم القانونية واالقتصادية‬،‫ الوكالة الظاهرة‬.‫ عبد الباسط‬،‫ جميعي‬.18
.2019 ،‫ طبعة نادي القضاة‬،‫ والسابع‬،‫ الجزء الخامس‬،‫ الوسيط في القانون المدني‬،‫ عبدالرزاق السنهوري‬.‫؛ د‬.‫ العد الثاني‬،‫الخامسة‬
19. Abdelhamid R. Le secret bancaire: étude comparé, France-Égypte. Thèses, Rennes, France ; 1989. https://www.theses.fr/1989REN11004
‫ وما‬54 ‫ ص‬،1986 ،‫ جامعة القاهرة‬،‫ كلية الحقوق‬،‫ رسالة دكتوراة‬،‫ النيابة في التصرفات القانونية في القانون المقارن‬.‫ محمد حمدي‬،‫ مكي‬.20
‫بعدها‬
21. Cass . Com. 22 juin . 1993. Revu – Juris – Commerciale ( journal des agrées) 1994 p . 406 n. 1413 , note François pasqualini , (cour
d’appel d’aminés 26 sept – 1990).
22. Légifrance. Chambre Commerciale de la Cour de Cassation 24 juin 2014, n°13-21074. Référence du 23/11/2015: https://www.legifrance.
gouv.fr/juri/id/JURITEXT000029153603/
.‫ وما بعدها‬26 ‫ ص‬،1980 ،‫ دار المعارف‬،‫ المسئولية الجنائية لألشخاص المعنوية‬.‫ إبراهيم‬،‫ صالح‬.23
24. Veaux D. La renaissance de la responsabilité personnelle dans les sociétés commerciales. Thèses, Rennes ; 1947.
.‫ وما بعدها‬82 ‫ ص‬،2006 ،‫ دار النهضة العربية‬،‫ أثر إفالس الشركة علي الشركاء‬.‫ حسام رضا السيد‬،‫ عبد الحميد‬.25
26. Houin R. « Permanence de l’entreprise à travers la faillite». In : Liber amicorum Baron Louis Frédéricq ; 1965. p. 609.

You might also like