Professional Documents
Culture Documents
تكييف الاتصال الداخلي للمؤسسات الاقتصادية مع الواقع التنظيمي واقع المؤسسات الجزائرية
تكييف الاتصال الداخلي للمؤسسات الاقتصادية مع الواقع التنظيمي واقع المؤسسات الجزائرية
27
المقدمـة
أصبحت المؤسساات االقتصادياـة الجزائرياة مجبارة علاى االساتجابة و التكياف ماع التحاوالت
السريعة و العميقة في االقتصاد العالمي ،اندماجا في الحركية االقتصاادية العالمياة ،و تفتحاا
على المحيط التنافسي إقليميا ،متوسطيا و عالمياا ،و هاو ماا يساتلزم إعاادة النظار فاي طارق
اإلدارة و التساايير و التنظاايم ،كالقيااادة و االتصااال و التحفيااز و التسااويق و غبرهااـا .و لقااد
اهتمت الجزائر طوال ثالثاة عقاود مان البنااء االقتصاادي ،بالمؤسساات الكبارى ،علاى غارار
سوناطراك و سونلغاز ،و الشاركة الوطنياة للحدياد و الصالب ،تمامايا ماع سياساة الصاناعات
المصنعة و أ قطاب النمو ،التي حاولت اختصار المسافة نحو التقدم الصاناعي و االقتصاادي ،
فتم تهميش المورد البشاري فاي اإلساتراتيجية المنتهجاة مان طارل الدولاة .إن عادم االهتماام
بتطوير و تحساين أداء العااملين ،فاي ميادان تسايير الماوارد البشارية ،جعال دورهاا ال يتعادى
التوظيف و األجور ،بل إن هاا كانات عباارة عان وظيفاة إدارياة " مه َّمشاة " مقارناة بالوظاائف
اإلسااتراتيجية للمؤسسااة ) .) BOURNANE , 1993و ألن عمليااة االتصااال الااداخلي تساااهم
بشااكل كبياار فااي نجاااح المؤسسااة االقتصااادية وبلوغهااا أهاادافها ،مااع حفاظهااا علااى رصاايدها
البشري وتماسكها التنظيمي ،فإن تفعيل االتصاال الاداخلي فاي المؤسساات االقتصاادية أصابح
أكثاار ماان ةاارورة ،فااي ظاال التحااوالت السااريعة التااي تعرفهااا البيئااة الداخليااة و ال ارجيااة
للمؤسسة .سنحاول من خالل هذا المقال اإلجابة على اإلمكالية التالياة :ماا هاو واقاع االتصاال
الداخلي بالمؤسسات االقتصادية الجزائرية ؟ و كيف يمكن تكييف عملية االتصال الداخلي مع
الواقع التنظيمي لهذه المؤسسات؟.
أو ًال – تطوووم مفموووت االتصووال و االتصووال التنظيمووي :مفهااوم االتصااال مشااتق ماان كلمااة
Communisالالًتينيااة و تعنااي باإلنجليزيااة commonأي مشااترك أو امااتراك؛ أي محاولااة
تأسيس نوع من االمتراك يتضمن م صاين أو أكثار فاي المعلوماات واألفكاار واالتجاهاات.
كما يشير إلى المعلومات التي تنتقل بِواساطتها تلاك األفكاار باين الناال داخال نساق اجتمااعي
معين مهما اختلف حجمه .ومـن النـاحية التاري ية ،فاإن المتتباع لكلماـة "اتصاال" فاي اللغاات
األجنبياااة يجاااد أن عباااارة ( Communiqueأي يتصااال ) وعباااارة ( Communicationأي
اتصااال ) قااد ظهرتااا فااي حااوالي النصااف الثانااـي ماان القاارن التاسااع عشاار .والمعنااى القاعاادي
للكلماااة األولاااى هاااو ( يشاااارك فاااي ) ...أو ،participerوهاااذه الكلماااة قريباااة مااان الكلماااة
الالتينية communicaireالتي تعني وةـع الشيء فاي المتنااول العاام mettre en commun
أو الادخول فاي عالقاـة ماا . Etre en relationوقاد تحاول هاذا المصاطلح ليصابح معنااه نقال
الشيء Transmettreأو توريثاه أو إرسااله ،وباذلك تصابح القاطاـرات و السايارات و وساائل
اإلعالم المكتوبة وسائل اتصال؛ أي وسائل مرور من نقطة إلاى نقطاة .وخاالل القارن الثاامن
عشااـر ،ومااع تطااور وسااائل النقاال ،أصاابح مصااطلح communicationمااائعا ،وكااان يعنااي
الطرق والقنوات و السكك الحديديـة .أما فاي االغاة العربياـة ،فكلماة اتصاال مشاتقة مان الجاذر
"وصال" و الااذي يحماال معنيااين؛ األول هاو الااربط بااين م صااين ،أي إيجااد عالقااة ماان نااوع
معاين تاربط الطارفين ،أ ًمااا المعناى الثاناـي فهااو يعناي البلاو واالنتهاااء إلاى غاياة معينااة .إذن
فاالتصاال فااي اللغااة العربيااة هااو الصاالة والعالقااة والبلاو إلااى غـااـاية معينااة ِماان تلااك الصاالة
(مصطفى حجازي ، 0991 ،ص .)09
أماا اصوطحاا ،فيعاد تاـعريف ( )Shanon and Weaver 0999مان أكثار تعرياف االتصااال
مااهرة ،إذ اعتباار أسااـاسا لتعاااريف ونماااذج حـااـاولت ماارح عناصاار االتصااال ،وقااد قاادما فيااه
نموذجا لعملية االتصال يرتكز على النظريـة الرياةـية ،ثم طبِّاق فاي العلاوم اإلنساانية ،وهاو
نمااوذج است ااـدم أصااال لوصااف االتصااال اإللكترونااـي ،حيااث كااان " كلااـود مااانون " موظفااا
28
كمهناادل فااي مااركة " بـااـل " للهاااتف فااي الواليااات المتحاادة األمريكيااة ووةااع تصااميمه
المعرول انطالقا من عملية االتصـال الـهاتفـي) . ( G . Amado et A . Guillet , 1991 , P 4
أما " ويفـر " فقد طور هذه النظرية لحل العديد من مشااكل التفاعال و التباادل فاي علام الانفس
االجتماعي ،و لهذا فقد عرل االتصـال كعملية خطية ذات طـريق واحاد ،يجتااز مراحال هاي
نفسهـا مراحل العملية االتصالية الهاتفياة .ي صا "ويلياام ساكوت" االتصاال أكثار فاأكثر،
حيث يركز على االتصال اإلداري ،الذي يقول عنه بأنه العملية التي تتضامن نقال المعلوماات
ثام تلقاي الاردود عنهاا ،عان طرياق نظاام عاام للمعلوماات المرتادة Feed – Backبِغارض
التوصل إلى أفعال مح َّددة تؤدي إلى تحقيق أهدال التنظيم ( حـنـاوي محمـد ،0999 ،ص 011
) .يعتبر هذا التعريف أكثر ِدقة و تحديداً ،فاالتصال عند "سكوت" عباارة عان عملياة رسامية
ي ضع لِنظام دقيق مرتبط بالردود والتغذية العكسية .بناء على ماا سابق ،يمكنناا اسات الص
التعريف التالي لالتصـال " :هو عملية إيصال و تلقي و تبادل آراء و أفكاار و معلوماات باين
م صااين أو أكثاار عباار قناااة إيصااال بغاارض الفهاام أو اإلقناااع أو المعرفااة ،لتحقيااق أهاادال
االتصال الداخلي لمنظمات األعمال ،فاإن المصاطلح مشتركة أو أعمال محـددة " .فيما ي
المالئم لهذا النوع الم حدد من التواصل ،هو االتصال الداخلي أو التنظيمي ،حيث يرى بعا
الباحثين ،مثل "كولد هيبر" و "بورتز" و "يتسان" و "لزنيااك" 0991باأن البحاوا الميدانياة
أثبتت إسهام االتصال الداخلي في حل مشاكل التنسيق و الت طايط و العالقاات اإلنساانية ،إلاى
جانااب تنميااة المااوارد البشاارية للمنظمااـة ( عشااـوي ،0991 ،ص .) 090ماان هااذا المنطلااـق ،
يمكاان تعريااف االتصااال الااداخلي بأنااـه عمليااـة هادفااـة ،تااتم بااين طاارفين أو أكثاار ،لتبااادل
المعلومااـات و ااراء ،وللتااأثير فااي المواقااـف واالتجاهااـات (مصااطفى عشااـوي ،0991 ،ص
.)01
29
0990 إلى االحتكااك المفارط باين العماال فيماا بيانهم و ماع مسائوليهم المبامارين .و ماع بداياة
كانت الشركات الوطنية تساهم بإنتاج حوالي % 13من المنتجات الصناعية ،وتوظف حاوالي
% 11مااان إجماااـالي القاااوى العاملاااة ،فاتجهااات الدولاااة إلاااى تبناااي نماااط التسااايير االماااتراكي
للمؤسسات القائم أساسا على الملكية العامة لوسائل اإلناـتاج .و أصابح عماال الشاركات طرفاا
مهما في تسييرها و مراقبتهاا ،هاذا ماا كاان يسامح للمسايرين و العماال بالمشااركة فاي وةاع
ورسم السياسة العامة للشاركة و ات ااذ القارارات .لقاد حااول هاذا الانمط خلاق تقالياد جيادة فاي
االتصال المكثف بين جميع أطرال العملية اإلنتاجية و اإلدارية ،بحيث أصبح العامال يعاايش
و يحاكي زمالءه في العمل أكثر من عائلته .لقد تميزت هذه الفتـرة باتصال داخلي مارن فاي
نفس المستوى التنظيمي ،أي ما يصطلح عليه باالتصال األفقي ،مع كثافة في االتصال النازل
في مكل قرارات و أوامر وتوجيهات للعمال ،و غياب مبه كلي لالتصال الصاعد الفعـال من
خالل تقديم ااراء و االقتراحات من طرل العمال .لقد كان من أهدال هذا النمط من التسيير
خلق التنسيق و التوافق بين مصالح األطرال الفاعلة فاي الشاركة ( رؤسااء و مرؤوساين) ،و
التقليل ما أمكن من التناقضات الموجودة .إال أن التطبيق الميدانـي أتاى باالكثير مان النتاـائا غيار
المشجعـة ،منها :
-سيطرة الجهـاز المركـزي على عملية ات اذ القرارات ،مما جعل الصاالحيات المنصاوص
عليها في القانون األساسي ماكلية ،ال يمكان تجسايدها عملياا فاي ظال اقتصااد مهيكال بشاكل
يرجع فيه ات ااذ القارارات النهائياة للجهااز المركازي ،وهاو ماا ياؤدي إلاى بيروقراطياة فاي
ات اذ القرار و تضييع كبير للوقت.
-عدم التحديد الدقيق لمهام األطرال المعنية بات اذ القرارات أو التفوي للسلطة.
-جمود و عدم مرونة في العالقات و االتصاالت بين م تلف المستويات التنظيمية.
-ظهور خالل مبه دائم بين اإلدارة و مجلس العمال بسبب غياب عملية االتصال الداخلي.
-طبيعة و نوعية بع األمور المتعلقة بالتسيير اليومي للشركة يتطلب نوعا مان الت صا
و االحترال ،مما يجعل من األفضل عدم طرحهاا للمناقشاات العاماـة أو للتصاويت عليهاا مان
طرل العمال.
-بروز سلوكيات سلبية ساهمت في النيل مان نفساية المسايرين و العماال النزهااء .فقاد أصابح
ممثلو العمال المنت بين عرةاة للمسااومات مان قبال بعا المسايرين فاي اإلدارة المحلياة أو
المركزية ،بل أن األغرب أن بع المسيرين أنفسهم أصبحوا عرةة لضغوطات من ممثلاي
العمااال لتلبيااة أغراةااهم الش صااية .و صااار لاابع ممثلااي العمااال قااوة تفاوةااية أكباار ماان
المسيرين أنفسهم للحصول على االمتيازات داخل المؤسساة ( سايارات ،مكاتاب …) مماا أثار
ساالبيا علااى مردودي اـة العمااال ،و دفعهاام للقيااام باإلةاارابات عاان العماال ( تاادوم أحيانااا عاادة
أسابيع) ،فقط لعزل ممثليهم على مستوى الوحدة أو الشركة .
-تفشي مظاهر التذمر و عدم الرةا لدى العاملين عن طريقة معاملتهم.
-ةعف و صعوبة االتصال تجسيدا لمنطق التسيير المركزي ،فقد توصلت عملية التشا ي
و الحوصلة التاي قامات بهاا وزارة الت طايط و التهيئاة العمرانياة للعشارية 0911 – 0919إلاى
التأكيد على إهمال االتصال و بالتالي صعوبة التسيير نظراً للحجم الكبير لهذه الشركات وقياام
الشركات بوظائف سياسية و اجتماعية.
مع بداية الثمانينات قامت الجزائر بالبحث عن مبررات التحول نحو نمط آخر من التسايير،
و كانت البداية مع عمليات إعاادة الهيكلاة للشاركات الكبارى إلاى مؤسساات عمومياة ،تكاون
صاااغيرة الحجاااام ،لياااتمكن المساااايرون مااان الااااتحكم فيهاااا ،و تحسااااين مردوديتهاااا الماليااااة
واالقتصااادية ،و قااد أطلااق علااى هااذه العمليااة إعااادة الهيكلااة العضااوية Restructuration
) Organique ( 1982للشاركات الوطنياة .حياث أسافرت هاذه العملياة عان تضااعف عادد
المؤسسااات عاادة ماارات ،و صااارت تساامى بالمؤسسااات العموميااة ،ثاام تماات إعااادة الهيكلااة
30
المالياة ) Restructuration Financière ( 1988بهادل تمكاين المؤسساات العمومياة
الجديدة من االنطالق بنفس جديد في العملية اإلنتاجية.
لقد كاان الات ل مان البيروقراطياة و المركزياة المعرقلاة لنشااط المؤسساة و القاتلاة لاروح
المبادرة و اإلبداع واحدا مان أبارز أهادال هاذه التغيارات ،إةاافة إلاى تحميال مسايري هاذه
المؤسساات عواقاب النتاائا التااي تحصال عليهاا مؤسسااتهم ،و كااذلك إفسااح المجاال للقطاااع
ال اااص كااي ي فااف عاان خزينااة الدولااة مبااالث ةا مة ماان االسااتثمارات ،و خاصااة بالعملااة
الصعبة ،كانت تكلفهاا الشاركات الوطنياة ذات الماردود الضاعيف و اإلياراد المتادهور عاماا
بعااد عااام .ولقااد ارتفااع العاادد ماان 011مااركة وطنيااة قباال إعااادة الهيكلااة إلااى 911مؤسسااة
عمومية اقتصادية .جاءت بعاد ذلاك مرحلاة االستقاللياـة التاي بادأت سانة ،0911فقاد فشالت
المؤسسااات العموميااة االقتصااادية ماارة أخاارى ،و لاام تسااتطع الاات ل ماان عجااـزها رغاام
التطهير المالي الذي قامات باه الدولاـة دون جادوى عاـدة مارات ) ( MIRAOUI. A , 1998
ممااا جعاال هااذه األخياارة تتجااه تاادريجيا إلااى إعطاااء اإلسااتقاللية المااـالية و التسييريااـة لهااذه
المؤسسااات ،و إنشاااء صااناديق المساااهمة التااي تقااوم بتساايير و مراقبااة أمااوال الدولااة لاادى
المؤسسات المستقلة ،ثم الشروع فاي خوصصاة المؤسساات العمومياة المفلساة ،مناذ صادور
قااانون ال ص صااة ساانة .0993إن األهاام بالنساابة لنااا فااي هااذه الدراسااـة هااو أهميااة عمليااة
اال تصال الداخلي في مؤسساتنا االقتصادية ،فقد رافاق هاذه التغاـيرات المتتالياـة ظهاـور جاو
نفسي و اجتماعي ال يبعث أبدا على االرتياح ،بفعل تغير أنماط التسايير و عالقاـات العماـل،
و تغـير تـركيبة المجتمـع ،مما أثـر سلبا و بصفة واةحـة علاـى العالقاات االتصاالية داخال
المؤسسات العمومية االقتصادية و كان من نتائجها السلبية ما يلي :
-عرفت المؤسسة الجزائرية ،في هـذه الفتـرة ،تسيبـا إداريـا و تنظيميا فضيعا.
-أصبح غرض العامل من أداء واجبه هو األجر ال غير.
-غيـاب الدور الفعـال للنقابـات العمالية.
و نتيجة لتأزم األوةاع االقتصاديـة ،عرفـت المؤسسـات الجزائرياـة مرحلاـة اإلصاالحات
التي رافقهاا انفتااح سياساي و إعالماي واساع ،و انعكاس ذلاك علاى اإلطاار االتصاالي ،حياث
أعطت النقابـات للعامـل الحـق في الدفاـاع عان حقوقاه ،فظهارت اإلةارابات لتعزياز موقاف
االتصال الصاعد ،الذي طالما مهد كبحاً ،بحيث أصبح للعامل حاق االحتجااج و التعبيار عان
رأيه دون ال ول على منصبه أو مستقبله .كماا أصابح االتصاال مرناا و فاي متنااول الجمياع
الدعوة إلى اإلةراب أو االحتجاج علاى قارار ،و لكان الصاراعات األيديولوجياة التاي كانات
لهااا امتاادادات طبيعيااة فااي الوسااط المهنااي أفساادت العالقااات و مااحنت األجااواء و التاارب
وتصفية الحسابـات.
ثالثا ً – معوقـات االتصـال الداخلي بالمؤسسات االقتصاديـة الجزائـرية
قبل التطرق لنتائا دراستنا الميدانـية ،يفيدنا االطالع على دراسات سابقة فاي بلاورة رؤياة
مبدئية عن واقع و عوائق االتصال التنظيمي داخل المؤسسات االقتصادية بالجزائر.
ففي دراسة لمحمـد مزيـان ( ، ) 0993حول االتصال وعالقته بتغير اتجاهات العمال نحاو
العمل ،أجراها بالمؤسسة الوطنية لألمغال البترولية الكبرى ،وجد أن :
أ % 90.11 -من المستجوبين يرون أن االتصاالت بين المسؤولين و العمال سيئة .
ب % 19.3 -يرون أن اإلدارة ال تنشر المعلومات في آجالها المحددة .
جااـ % 91.15 -يفضاالون االتصااال الشاافوي و المقااابالت الفرديااة كأحساان وساايلة لالتصااال
بالمسؤولين .
د % 10.11 -اعتبروا أن االتصال أفضل الوسائل لحل المشاكل .
هـ % 95.55 -يحصلون على المعلومات المهنية من زمالء العمل ( االتصال غير الرسـمي ) .
31
و في دراسة أخـرى ،قام بها فرياق بحاث مان جامعاة الجزائاـر ،عان وةاعية المؤسساات
العمومية االقتصادية الجزائريـة ،مملت العينة 19مؤسسة موزعة على م تلف القطاعاات
،توصل إلى النتائا التالية :
أ – يدير مؤسساتنا االقتصادية إداريون ليسوا مسيرين ،منفذين لقرارات تت ذ خارج التنظيم
ب – تنظيااـم جامااد و دون إسااتراتيجية ،غياار قااادر – و أحيانااا غياار راغااب – علااى تحقيااق
أهدافه.
جـ – مت ذو القرار يفتقرون إلى الكفاءة ،الديناميكية و روح المبادرة .
د – % 11.3من المؤسسـات ( التي تمثل عيناة البحاث ) تتمياز بتنظياـم قائاـم عاـلى مباـاد
FAYOLو % 91.1منهاا ذو ماكل هرماي ،Structure / Image Pyramidaleكماا أن % 19.1
منها تبامر سلمية صارمة في المراقباة Hiérarchie stricte de contrôleو هاو ماا يتنااق
مع التفكير التنظيمي النظامي الذي يدعو إلى المرونة في التسيير .
هـ % 19.9 -من المؤسسات تصرح بضمان االتصال الداخلي .
و – % 91.9من الحاالت توجد فيها اتصاالت منتظمة .
ز – % 11.9منها تستعمل إمعارات عمل داخلي . Notes de Service
ط – % 91.1منها يلجأ إلى االجتماعات في عملية االتصال .
ظ – % 01.1منها فقط يستعمل نشرات داخلية .Bulletins Internes
م – % 09.1تلجأ إلى استعمال الملصقات .Affichage
ك – تمثل الوسائل األخرى لالتصال . % 91.0
ل – % 11.9من االتصاالت ليست في مكل أوامر .
ي – من أدلة البيروقراطية أن % 53.9مان الحااالت تحتكار فيهاا المعلوماات فاي مساتويات
معينة ،كما أن % 95.1فقط من المؤسسات تصـل فيها المعلومـات في الوقت المحاـدد ( أوكياـل
و آخـرون ،0999 ،ص – ص . ) 091 – 015 :
و قد تبين من دراستنا الميدانية لبع المؤسسات االقتصاديـة ،في بع واليات الشرق
الجزائـري ،أن االتصال التنظيمي يتأثـر بمعوقـات عديدة صنفناها -حسب طبيعتهـا -
إلى معوقـات نفسـية ،تنظيمـية ،فنـية و بيئـية .
و قد أوةحت التحاليل اإلحصائيـة ألجوبة األفراد عن بنود استمارة االستبيان،
أن المشكـالت النفسـية كانت األقـوى حضـورا ،و تأثيرا في المؤسسات محل الدراسـة ،وهي
تشكل منفذا خطيرا لنسف مبكة العالقات المهنية ،و إفشال أي مسعى لتفعيل االتصاالت
التنظيمية داخل محيط العمل .و قد تجلت المعوقات النفسيـة فيما يلي :
– 0إن األفراد يشعرون بـاالطمئنان عند دخولهم المؤسسة ،و هو ما نتا عنه تفشـي مشاعر
القلـق المزمـن ،و غيـاب الرةـا عن العمـل ،و الضجـر من كـل ميء ،و الرغبـة الشديـدة
في التـغيير .
فالعامل الجزائري – بحكم عادة تراكماات نفسياـة و تاري ياـة -أصابح ساريع االنفعاال ،ماديد
الغضب و العصبية يميزه الطبـع الحاد و المزاج المتقـلب ،و هو ال يفتأ يغتنم أول فرصة لبث
مكـاواه التي طالما كبتها في صادره ،و قاد يصال حاد العناـف و العاـدوان ،ك يار تفساير لعادم
مااعور األفااراد باالطمئنااان و افتقاااد الشااعور باالنتماااء لجماعااة العماال و للمؤسسااة .إن افتقااـاد
العاااملين الجزائاااريين لعنصااار الطماااـأنينة أفقااادهم الشاااعور باالنتمااااء و اإلخاااالص لجماعاااة
االنتماء ،و بالتالي فقد حرم الجزائرياون مان اساتثمار السااعات الثمانياة التاي يقضاونها ساويا
ويوميا ،و عجزوا عن بنااء مابكة عالقاات مهنياة منساجمة و قوياـة ،و فاي هاذا اإلطاار يارى
بع الباحثين أن الهدل من االتصال التنظيمي هو جعل المعلومة تمثل " فلسافة " المؤسساة
،تاري هاااا ،تقاليااادها ،أهدافهاااـا ،مهمتهاااا ،و سياساااتها مااان أجااال خلاااق الشاااعور باالنتمااااء
( . )AKTOUF , 1985 , P 291
32
– 1تأثر األفراد " إلى حد كبير و قال ٍ" بـالظلم والتفرقة في المعاملـة ،و معلوم
أن الجزائريين حساسون إلى درجة كبيرة للمعامـالت السيئـة ،وإذا تميزت أجواء العمل
بالظلـم و "الحقرة " ،أو معر العامل بنوع من التفرقة الجائرة في المعاملة ،ازداد غيظا
ونفورا من المؤسسـة و من القائمين عليها ،و رغبة في عدم إكثار االتصال بالعاملين .
– 5ال ول من االتصال التنظيمي عقدة نفسية أصابت الكثير من العاملين ،ووقفت حائال
أمام قيامهم باتصاالت مع زمالئهم ،و الحظنا أن عددا ال بأل به من العاملين يغزوهم خول
رهيب من التحدا مع الزمالء ،فضال عن المسؤولين ،و لقد صار الشعور السلبي بال ول
من االتصاالت عائقا حقيقيا و قويـا ،إذ يؤدي إلى حرمان إدارة المؤسسة من ردود فعل
العاملين Feed-Backالتي غالبا ما تحملها االتصاالت التنظيمية الصاعدة .
– 9يحمل أغلب األفراد تصورات سلبية نحو زمالئهم معتبرين إياهم "سيئين" و في أحسن
األحوال "خبثاء ماكرين" ،و هذه التحيزات و األحكام المسبقة عائق خطير أمام االتصال .
- 3انعدام التفـاهم بين العاملين ،وخاصة بين اإلطارات و العمال.
– 1اتجاه األفراد نحو القيام باتصاالتهم التنظيمية على أسال " مهني " ثم يأتي االعتبار
" المصلحي – المنفعي " و إقامة جدران نفسية بين العاملين داخل المؤسسة.
– 9معاناـاة أغلااـب العااـاملين مان الميااـول التسلطيااـة لمسؤولياـهم الااـذين يفرةااون آراءهااـم و
أفكارهم ،بغ النظر عن خطئها أو صوابها .
أمـا المعوقات التقنـية ،فتتمثل فيما يلي :
- 0يفضااـل أغلاااـب األفاااـراد استعمااـال القنااااة الشفاااـوية أثنااـاء قيامهاااـم بم تلاااف العملياااـات
االتصـالية ،محبـذين هذا النـوع السهـل و المبـامر و التقليـدي من قنـوات و أساليب االتصـال
التنظيمي على غيره من القنوات .و في رأينا فإن ذلك يعـود إلى انتشـار االعتمـاد على الثقافة
الشفـوية في مجتمعاتنـا العالم -الثالث ،و نفور الكثير من العاملين من التقيد بالكتابة والتوثيق
– 1انعدام االهتمام بـالملصقـات ، Les Affichesو اكتفاء اإلدارة بإعالنات االجتماعات أو
مواقياات العماال الواجااب احترامهااا ،و قااد انعكااس ذلااك ساالبا علااى االتصااال التنظيمااي إذ تاام
اختزاله في األوامر و التعليمات و بع الشكاوي ،و غالبا ما يكون كل ذلك مفويا ،كما حرم
المؤسسات و عمالهـا من إرساء تقـاليد اتصـال أكثر تطورا و جاذبيـة .
– 5إن ال ـلل التقـني في وسائـل االتصـال التنظيمـي الموجاودة قياد االساتعمال فاي المؤسساة
يؤدي إلى إعـاقة السير العاـادي لم تلاف عملياـات االتصاـال التنظيماـي داخال المؤسساـة عان
طريق :
– 0صعوبات الحصول على التلكس أو الفاكس .
- 1معاناة الشبكات التلفونية من أعطال وتقادم وانعدام لل طوط .
- 5بطء البريد أو ةياعه .
- 9سوء الصيانة .
- 3المواصالت و االنتقال المكانـي .
- 1أدوات غير كافية مثل عدم توفر عدد كال من خطوط الهاتف لتغطية حجم االتصال.
المعوقـات التنظيمية ،فقد بينت نتائا الدراسـة أن مؤسساتنا االقتصاديـة ماا أمـا فيما ي
تزال عاجزة عن التكيف مع التغيارات الكبارى ،التاي تعرفهاا الابالد نحاو ديناميكياة اقتصااد
السااوق ،و مااا يرافقااه ماان تطااوير فااي أنمااـاط التساايير و التعااـامل مااع العاااملين ،كمااا بقياات
الذهنيـات التاي ال تباالي باالعتباارات اإلنسانياـة ،و فاي مقادمتها االتصاال التنظيماـي ،تقاف
حجر عثرة أمام أي طموح تنظيمي في اللحاق بالركب العالمي المتقـدم ،و في هذا الساياق ،
فإن وجاود نقائاـ تنظيمياة عديادة و متراكماة ،ساول تعرقاـل االتصاال التنظيماـي داخاـل
33
المؤسسات االقتصاديـة ،و تزيـد من " العفن " التنظيمي ،المعياـق ألي تطاـور أو تحساـن،
من ذلك على سبيل المثال ال الحصر :
- 0إن المصاادر الرئيسااـي للمعلومااـات – الت اي يحصاال عليهااا غالبيااة العااـاملين – لاام يكاان
الهيكااال الرسااامي لالتصاااال التنظياااـمي ،و ال وساااائل إعاااـالم المؤسساااـة ،باااـل عااان طرياااق
االتصااـاالت ال فيااـة غياار الرسميااـة ؛ ماان خااالل اإلماعااـات أو أثناااء األحااـاديث العاديااـة
اليوميـة مع الزمـالء.
– 1إن أبااارز انطبااااع يحملاااـه أغلاااـب األفاااـراد عااان ناااـوعية التنظياااـم ،الاااـذي تتمياااز باااه
المؤسسااـات ،التااي يعملااون بهااا هااي أنهااا تتساام بـالجمااـود و البيروقـراطيااـة– فااي أماااـد
مظاهرهااا السلبيااـة – و لاايس كمااـا نااادى بهااا ، MAX WEBERوهااي -كمااا وصاافها بع ا
الباحثين -بيروقراطية ليست بالمعنى الويبري بل بالمعنى المتبادل اليوم :عراقيل وفوةى
. .وهو السبب المبامر – في رأينا – للجـوء العااملين إلاى البحاث عان المعلوماات المهنياـة
من مصاادر أخارى ،حجاتهم فاي ذلاك -كماا اتضاح مان مقابالتناا لبعضاهم -جماود التنظايم
وعدم قدرته على تلبية احتياجاتهم المعلوماتيـة فاي الوقات المناساب ،و كاذلك البيروقراطياة
المعرقلـة لكـل اتصال تنظيمـي فعال .
– 5يااـرى أفااراد المؤسسااـة أن التعااـاون و التفاعااـل بااين اإلدارة والعاااملين ،ال وجااود لااه إال
أحيانا ،في المواعيد " الهامة " و المواقف " الصعبة " ،وفي دراسة مقارنة بين أجاواء العمال
فااي كاال مااان الجزائااـر و مونتريااال بكنااادا ،وجااد أحااد البااااحثين -ماان خااـالل المالحظاااات
والمعـاينات الميدانية -أن كثيرا مـن رؤسـاء المصالح Les chefs des servicesيـست ـدمـون
مناصبـهم كوسائـل لمعاقبـة الـعمـال (.( AKTOUF , 1985 , P190
– 9تعـانـي أجـواء العمـل من مظـاهر سالبية للغاـاية ،تشاـكل " باؤرة " جاد مناسابة لنساف
أي تقاـارب أو تفاعااـل بااين العاملااـين أبرزهااـا تكهاارب الجااو بسااموم الشااك و الغياااب الكبياار
والمتنامي للثقـة بين العاملين.
- 3وجـود التحالفـات أو األحالل التي تتكـون بين البع دون البعـ ةد البع ،مماا
أدى بأغلااب العاملااـين إلااى البحااث عاان تكتاال عمااالي ،يااوفر مااا عجااز التنظاايم الرساامي عاان
توفيره من معلومات و اتصاالت .
- 1عـدم احتـرام السلـم التنظيمـي أثنـاء القيـام باالتصاالت التنظيميـة .
– 9الشايء اإليجاباـي فاي هااذه المؤسساات محال الدراساة هااو أن العااملين يتلقاون األوامااـر
واللوائااـح و التعليمااـات ماان المسااؤول المباماار ،و هااو مااا يفيااد كثياارا سااريان االتصااال
التنظيمي النازل من أعلى إلى أسفل .
– 1يسااود الغمااوض – لااـدى غااـالبية العاااملين – حااول أهاادال وسياسااات المؤسسااة ،فهاام
ال يعرفـون عنهـا ميئا يذكاـر ،و فاي أحسان األحاوال ال تتعادى معلومااتهم القادر البسايط جادا
الذي يمكن حتى لرجـل الشارع أن يعرفـه .
أمـا فيما ي ـ المعوقـات البيئوـية ،فقاد تباين أن منظوماة االتصاال التنظيماي تتاأثر إلاى حاد
بعيااد بااالمتغيرات البيئيااة التااي تحاايط بالمؤسسااة ،و لااذلك كاناات المعوقااات البيئيااة ماان أخطاار
الحواجز التي تعيق فعالية االتصال داخل المؤسسـات .
وقـد كشفت الدراسـة ما يلي :
- 0إن التبـاع د الجغـرافـي بين الوحدات والفروع التابعة للمؤسسة،وتعدد مواقاع العمال ياؤدي
إلى مشاكل في االتصال التنظيمـي ،مشـكال معيـقا بيئيـا لـه .
– 1ينااتا عااـن اخااتالل القاايم و األفااـكار و المرجعيااـات الثقافيااـة ألفااـراد المؤسسااة إعااـاقة
عمليات االتصـال التنظيمي و تحقيق فجـوات ا تصالياـة باين العاملاـين ،قاد تصال إلاى الجفاوة
واحتدام الصراع نتيجة تناق القيم بين األفراد ،داخل التنظيم .
34
– 5تتـأثر اتصـاالت األفـراد بماـا يجاـري حالياا فاي الباـالد ،و رماـت األزماـة بظاـاللها علاى
عمليااات االتصااـال التنظيمااي داخااـل المؤسسااة؛ فقااد تأثااـرت أحاديااث العاااملين و اتصاااالتهم -
حسااب إجاباااتهم -تااأثرا " كبياارا للغايااة " بيوميااـات الوةااـع األمنااـي المأساااوي ،و بالتقلبااات
واألحااـداا ،و كااذا بالمفااـاجيت السياسااية التااي ماارت بهااا الجزائاار بااوتيرة سااريعة ،متسااارعة
ومتسرعة -في سبيـل " دمقـْرطـة" الساحة السياسية ،كما تأثرت اتصاالت األفـراد -أيضاا -
باألحااـوال المترديااـة للمعيشااـة فاااي هااـذه الساانوات العجاااـال ،و كااان للوةااـع االقتصاااـادي
المتدهـور تأثيره الكبير أيضا علاى أحادياث األفاراد ،خاـاصة ماا يحاـدا مان تساريح للعماال،
وغلق لبع المؤسسات ،و تحرير عشوائي النشاطات و األسعار .
- 9يرى أغلب العاملين أن اال تصاالت ال ارجية لمؤسستهم مع غيرها من المنظمـات
واإلدارات دون المستوى بـل "سيئة" ،و هو ما يزيد من القيود و العراقيل التي يسببها المحيط
و التي تنعكس بشكل سلبي على االتصاالت التنظيمية الداخليـة .
مابعا ً – المقتراات لتكييف االتصال الداخلي في المؤسسات االقتصاديـة مع الواقع التنظيمي :
إن تكييف عملية االتصال الداخلي في المؤسسات االقتصادية الجزائريـة ماع الواقاع التنظيماي
للبيئااة ال ارجيااة ،يتوقااف بالدرجااة األولااى علااى ماادى مراعاااة هااذه المنظومااة ل صوصاايات
وصفـات الفـرد الجزائـري ،و طبيعة التحوالت التي يمر بها مجتمعنا في هذه السنوات .
لذلك ،فإن اقتراح نموذج جزائري فعال لالتصال التنظيماي ،ال يمكان أبادا أن يكاون ساهال ،
وقائمـا على استيراد النماذج األجنبية ،و تطبيقها حرفيا دون ،تعديلها أو تكييفهاا ماع الاـواقع
الجزائـري الم تلـف ،في كثير من مظاهره عن مصادر تلك النماذج .
إن التواةاع العلمااي يفاارض علينااا اإلقاارار – منااذ البدايااـة -بااـأن مااا ساانقترحه ال يعاادو أن
يكون مجـرد " محاولـة " ،لـها ما لها ،و عليها ما عليها ،لكن عذرهـا هو التأسيس للبدايـة،
و اقتحام الفرا المهـول ،الذي تعانيه الدراسـات االتصاليـة في هذا الجانـب .
المعوقـات النفسية ،نقترح ما يلي : فيما ي
– 0ينبغي العمل بجد للقضاء على العقد النفساية التاي تشاكلت تاري ياا بفعال تراكماات سالبية
ألوةاع قهرية صبغت الش صية الجزائرية على أسال االنفعاليـة و المبالغـة في االنطوائياة
و اإلحسال المزدوج الغريب بـالدونية و ما يرافقهـا من مـازومية تـارة ،و بـالفوقية و ماا قاد
يالزمها من سادية تـارة أخـرى .
– 1العمل على تهيئة الجو المهني العاائلي المشاجع نفسايا علاى العطااء و البقااء ،و ذلاك عان
طريق :
- 0– 1محاربة الميول التسلطية للمسؤولين و الميول الرةوخية للعاملين .
– 1 – 1القضاء علاى الظلام و " الحقارة " و التفرقاة فاي المعاملاة ،بتبناي العادل و المسااواة
كمنها تعامل و منهجية اتصال مع العاملين .
- 5 – 1تجفيف منابـع ال ول من االتصال التنظيمي .
– 9 – 1خلااق أجااواء التفاااهم بااين جميااع الفئااات المهنيااة ،و ردم الهااوة الساايكولوجية بااين
اإلطـارات و العمـال .
– 3 – 1تشجيع االتصاالت على أسال مهني و أخوي .
– 5تحسين القدرات اإلدراكيـة للعاملين عن طريق التدريب و التكوين المتواصل على حسن
اإلصغاء و التواصل .
– 9تطوير عادات االستماع و اإلنصات ،فمـن الضـروري على الذين يتواصلون أن يكونوا
محل إنصات و إصغاء واستماع ،وذلك بطريقة موةوعية ،تكفل لهم عرض وجهة نظرهم
بشكل كامل و نهـائي قبل تشكيـل أيـة إجابـة ،و في هذا اإلطار ننصح بما يلي :
التوقف عن الحديث بغية اإلصغاء الجيد للمتحدا ،فالمرء ال يستطيع اإلنصاات إذا ماا
كان يتحدا .
35
مساعدة المتحدا على أن يشعر بأنه حر في الكالم ،لكي يشعر باالرتياح .
العمل على إزالة المشتتات بتجنب النقر باألصابع أو إحداا ةجة ،أو تقليب األوراق.
إظهار الـتعاطف مع المتحدا و محاولة رؤية وجهة نظره .
التحلي بالصبر و عدم مقاطعة المتحدا أو تارك المكاان قبال أن ينتهاي ،و كاذلك تمالاك الشاعور
الغاةب غالبا ما يحصل على المعنى ال اطئ للكلمات . و تجنب الغضب و االنفعال فالش
الت فيف من المجادلة و النقد حتاى ال يت اذ المتحادا موقفاا دفاعياا أو يتصارل بغضاب ،
فالذي يجادل حتى ال ت سر الموقف .
– 3تحسين ثقافتناا البسيكوسوسايولوجية مان أجال الوصاول إلاى معرفاة أحسان و تحدياد أدق
للمعوقات و التصدي لها قبل فوات األوان .
– 1المعالجة الفورية لكل المشكالت اإلنسانية في التنظيم ،والعمل -إن تعذر ذلك -على أن
تكااون واةااحة علااى الماادى البعيااد باادل أن تظاال فاعلااة بنشاااط بشااكل خفااي يساامم جااو العماال
ويشوش االتصاالت و يعيقها .
– 9النظـر في مكـاوي العامـلين بجدية و اهتمام و عدم تعمد إهمالها .
– 1تنمية الشعور باالنتماء للمؤسسة لدى العاملين ببث الطمأنينة في نفوسهم و االرتيااح فاي
صدورهم و إقناعهم بأن المؤسسة يمكن – بل يجب -أن تصبح بيتهم الثانـي .
المعوقات التقنيـة ،فإننا نقترح ما يلي : و فيما ي
– 9صيانة قناوات و وساائل االتصا ال التنظيماي ،و معالجاة ال لال التقناي فاي حيناه حتاى ال
يعيق االتصال لفترة زمنية أطـول .
– 01اختيار وسيلة االتصال المالئمة ،و عدم االكتفاء بالقناة الشفويـة .
– 00العناية باـوسائل إعاالم المؤسساة كالجرائاد و النشارات الداخلياة و النقااط التوةايحية ،
وعدم اقتصارها على فئة ةيقة و لغة أجنبية ال يتقنها إال القليلون .
المعوقات التنظيمية ،فيمكننا اقتراح ما يلي : أما فيما ي
– 01تطوير نوعية التنظيم بإةفاء المرونة على الهياكل و القضاء على الجمود و التصلاـب
و التقادم .
– 05محاربة السلوكات البيروقراطية السلبية .
" – 09دمقرطااة " الحياااة المهنيااـة داخاال المؤسسااـة ،و يعتباار الماازج بااين مبكااـتي النجمااـة
والهـرم مكال اتصاليا مفيدا في بعث الحياة الديمقراطية بين العاملين داخل جدران المنظمات
– 03التقليـل مـا أمـكن من تكهـرب أجـواء العمـل عن طريـق :
– 0 – 03بنـاء جسـور الثقـة بين العاملـين .
- 1 – 03تشاجيع أسااليب التنفايس و الفضفضااة و االسترخاـاء كاـالنكت و الماـزاح ال فيااـف
والمجامـالت وسـائر اللفتـات التي تبني مبكة عالقـات مهنيـة متينـة و متمـاسكة.
– 5 – 03ت فيـ إمكانيـات التوتر و النـزاع التي تـؤدي إلى هيمنـة الشـك و انعدام الثقة .
– 01ي جب أن ال تتـأخر المعلـومات عن موعدها المحـدد .
– 09توفير الحرية في االتصال التنظيمي لزيادة الرةا عند العاملين و تقوية درجة انجاذاب
العضو للجماعـة .
– 01التعامل الذكي مع التنظيمات ال فية و االتصااالت غيار الرسمياـة ،فمان العباث تفكياك
الجماعااات غياار الرساامية ،وعل ا ى السياسااة الحكيمااة أن تعماال علااى التوفيااق بااين اهتمامااات
اإلدارة و اهتماماات العماال ،بحياث تعماـل هاذه الجماعاات أو التحالفاات Les Clansعلاى
تحقيق نفس األهدال ،بدال من إحبااط كال منهماا لجهاود األخارى ،و فاي رأياي أن االحتاواء
خير سبيل لالستفـادة من هذه األحـالل ،خاصة و أنها أكثر فاعلية من التنظيم الرسمي .
– 09إدراج االتصـال التنظيمـي كـمعيـار لكفـاءة الـمؤسسة وإعطائـه المكانـة الالئقـة بـه .
36
– 11العماال علااى تفعياال منظومااـة االتصااال التنظيمااي فااي المؤسسااة ،مهمااا كاناات معقاادة
ومتعددة األمكـال ،حتى تكاون منساجمة و متطاـورة ،مثلماا فعلات حالياا أغلاب المؤسساات
الناجحة عالميا .
– 10توسيع دائرة المشاركة في ات اذ القرارات و تفوي السلطات و تحمـل المسؤوليات .
– 11وةع وسائل و إمكانيات التقييم المستمر لفعالية نشاطـات المؤسسة في مجال االتصال
التنظيمي ،و هي الطريقة التي تعمل على متابعة التطـور أو تدارك العثـرات و األخطاء قبال
تراكمها و استحالـة معالجتها .
– 15إحاطة العاملين الذكور و العامالت اإلناا بانفس الانمط المتسااوي مان المعاملاة ،دون
تفضيـل أحدهما علاى ااخار ،تجنيباا لمحايط العمال مسااو التميياز و االنحيااز ،و ت ليصاا
للـذهنيات من رواسبها التقليدية البالية حول النشاط المهني للمـرأة .
– 19توةااايح األهااادال و السياساااات و القاااوانين الداخلياااة للمؤسساااة لجعااال العماااال فاااي الصاااورة،
و في مستوى التحديات التي تواجهها مؤسستهم ،و القضاء على الغموض الذي يكتنف هذه المسائل
– 13االهتمام باالتصال التنظيمي الصاعد عن طريق ما يلي :
تشجيع التغذية العكسية . FEED-BACK
اإلصغاء إلى هموم العاملين و انشغاالتهم .
– 11تعميق الثقافة التنظيمية لدى العاملين لضمان الحد األدنى من الروابط و التوافق بينهم.
المعوقات البيئيـة ،فإننـا نقترح ما يلي : و أخيرا ،و فيما ي
– 19تحسي ن أداء االتصـاالت ال ـارجية للمؤسساـة ،للات ل مان القياـود التاي قاد يفرةاها
المحيط ال ارجي .
– 11الت فيااف ماان حاادة التناقضااات فااي األفكااار و القاايم و الثقافااات ،بالتقريااب بااين جميااع
العاملين عن طريق خلق و رعاية ثقافـة معتدلة و جامعة للمؤسسة ،مع األخذ بعين االعتباار
القيم المحلية و العادات اللغوية التي تعدِّل طريقاـة فهام العالقاات التنظيمياة و مكاناة الفارد فاي
الجماعة .
– 19العمل قدر اإلمكان على الت فيف من حدة تأثير أحوال الابالد و أوةااعها السيئاـة علاى
عمليات التواصل بين أفراد المؤسسة .
– 51تبنااي همااوم العاااملين و مطااالبهم -قاادر اإلمكااان – لقطااع الطريااق أمااام المتاااجرة بتلااك
الهموم و المطـالب ،و إظهار االهتمام و التعاطف معهم .
الخاتمة
إن مسألة االتصال التنظيمي يجب أن تثير اهتمام الكثير من مسايري المؤسساات االقتصادياـة
بالجزائر ،خاصة و أن توقيع اتفاقية الشاراكة ماع االتحااد األوروباي ،و االنضامام المرتقاب
للمنظمة العالمياة للتجاارة ،سايفتح البااب علاى مصاراعيه أماام المؤسساات األجنبياة القوياة ،
والتي تطور باستمرار أساليب التسيير و التنظيم و االتصال ،للبقاء في القمة ،و التفوق على
ااخرين .فالمسيرون الذيـن يريدون النجاح في بنـاء مبكة عالقاات مهنياة متيناة ،علايهم أن
يبحثااـوا بااـجد عاان أفضاال الطاارق ،و أنجااع األساااليب ،لتااوفير الراحااـة النفسيااـة و البدنيااة
للعاملـين ،و السيولة المعلوماتية الكاملـة ،حتى يقدموا أقصى مـا لديهـم من جهـد في العمـل.
لقد أصبح لزاما علاى مسايري مؤسسااتنا الوطنياة ،إعاادة النظار فاي طاـرق و أسااليب اإلدارة
والتسيير و التنظايم ،و بااألخ فاي مجاـال العالقاات اإلنسانياـة ،و إدارة الماـوارد البشرياـة،
وذلك عبر تعديل أو تغيير السياسة االتصالية المتبعة ،بشكل يمكنها من االستمرار و التطور،
و النماااء ،فااي ظاال الكاام الهائااـل المتسااارع الرهيااب ،ماان التغياارات المتواصاالة يوميااا ،محليااا
وعالميااا ،و هااذا حتااى يتساانى لمؤسساااتنا االقتصاديااـة إثبااات مكانتهااا ،و توةاايح صااورتها،
والتعريف بمنتجاتها و نشاطاتها ،مغاربيا ،متوسطيا و عالميا.
37
لكـن البحاـث األكاـاديمي فاي الجزائاـر ،يكاـاد ي لاو مان هاذا الجاناب الهاام جادا ،ولام ياول –
لألسف الشديد – اهتماما الئقا بمكانته في المنظمات .و كان إلهمال معالجة الجوانب النفساية
واالجتماعية في المحيط المهني آثار سلبية و تراكمات خطاـيرة ،أفضات إلاى ماا نحان علياه
من تدهور رهيب في العالقات الصناعية و عالقات العمل .
قد كان هـدفنا من هذا البحث القيام بتش ي واقع و عوائق االتصال التنظيمي فاي مؤسسااتنا
االقتصادية الوطنية ،ذلك أن أفراد التنظيم سيجدون أنفسهم ،عرةة لعمليات تواصل يومياة
ومستمرة ،سول تصطدم حتما بحواجـز و عوائـق ،وعـراقيل متنوعة و خطيرة ،والحقيقة
أنه لو لم تكن هناك حواجز و عراقيل ،لتمت عمليات االتصاال التنظيماي – فاي المؤسساات
والتنظيمات – بشكل فعال و ممتاز ،و ألصبح أفرادها مالئكـة ،أو آالت ميكانيكية صاماء ،
و لكاان الطااابع البشااري لألفااراد ،و أوةاااعهم النفسااية ـ االجتماعيااة ،و قاادراتهم االدراكيااة
الذهنيااة ،و ميااوالتهم العاطفيااة ـ العالئقيااة ،تصاابث جااوا خاصااا علااى فعاليااات التواص ال ،
فتشاحن األجاواء المهنياة باـكم هائال رهياب مان المشاكالت ،التاي تعياق ـ باال ماك ـ فعالياة
االتصال التنظيمي ،كما ترهق القاائمين علياه .و ال يمكان اعتباار الجاناب اإلنساناـي المفسار
الوحيااد للمعوقااـات ،فهناااك أيضااا مشاكااـل التنظاايم ؛ ماان حيااث حجمااه ،و ماادى تأقلمااه مااع
التغيرات الحاصلـة داخليـا و خارجيا ،إةاافة إلاى مابكات االتصاال التنظيماي المتنوعاة ،و
مدى استيعابها للقدرات االتصالية ألفرادهـا ،يضال لاذلك كلاه ،عادد مان المشااكل التقنياة ،
التي لها ارتباطات وثيقة بقنوات االتصال ،و أسـاليبـه ووسائلـه ،و مـدى ال لل و التشويش
الذي يطال ـها بفعل التقاادم ،دون إغفاال المعوقاات البيئياة المتعاددة و الماؤثرة علاى االتصاال
داخل المؤسسات ،سلبا و إيجابا .
و يمكن التصدي لهذه المعوقات ،عبر اتباع حلول علمية و عملية ،اقترحنا بعضا منها فيماا
سبق ،مع األخذ بعين االعتبار خصوصية الفرد الجزائري ،و التغيارات السوسايو سياساية ،
و تحديات األفية الثالثاة ،خاصاة تاأثيرات العولماة الرأسمالياـة ،الزاحفاـة بقاوة األماياء علاى
اقتصاديات دول الت لف الجنوبي كالجزائـر.
المراجـع :
) 0أوكيااال ساااعيد و آخااارون ( : ) 0999اسوووتقحلية المؤسسوووات العموميوووة االقتصوووادية ،دياااوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر .
) 1جمااال سااالمي ( : ) 1111معوقووات االتصووال التنظيمووي فووي المؤسسووات االقتصووادية بووالجزائر ،
مذكرة ماجستير في تسيير المؤسسات ،جامعة فرحات عبال ،سطيف .
) 5حناوي محمد ( : ) 0999السلوك التنظيمي ،دار الفكر ،األردن ،الطبعة األولى .
) 9عسول عمر ( : ) 0999ماهيوة االتصوال ،فاي مطبوعاة االتصاال فاي المؤسساة ،ياوم دراساي
حول االتصال داخل المؤسسات ،عنابة في 11أفريل . 0999
) 3عشوي مصاطفى ( : ) 0991أهميوة االتصوال فوي تسويير المؤسسوات ،مقاال منشاور فاي كتااب
عالم االتصال ،تأليف جماعي ،بإمرال عبد الرحمن عزي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائار
.
) 1محمد مزيان ( : ) 0993االتصال و عحقته بتغير اتجاهات العمال نحو العمو ،مل ا رساالة
ماجسااتير ،منشااور كمقااال فااي المجلااة الجزائريااة لالتصااال ،الصااادرة عاان معهااد علااوم االعااالم و
االتصال ،جامعة الجزائر ،العدد ، 05جانفي ، 0991ص.ص . 111 – 139 :
المراجع باللغات األجنبية :
7 ) Aktouf .O ( 1985 ) : Le travail industriel contre l'homme ,éd.Entreprise
Nationale du livre , Alger .
8 ) Amado.G et Guillet.A ( 1991 ) : Dynamique des communications dans les
groupes , ed: Armond Colin, 2 ème édition , Paris .
9 ) Bournane .L ( 1993 ) : Aspects sociaux de la transition vers l’économie de
marché et gestion des ressources humaines , cité in : L’économie , mensuel
38
économique , édité par l’Agence Algérie Presse Service , N° 3 , P. P 21 –29 ,
Algérie .
10 ) Miraoui .A ( 1998 ) : Le rapport de l'entreprise publique au marché en
Algérie , cité in : Perspectives , revue publiée par l'unité de recherche ( Travail
– Santé – Développement ) , Institut d’économie et de gestion , Université Badji
Mokhtar , Annaba , N ° 4 , P . P : 2 – 19 .
39