Professional Documents
Culture Documents
نظرية المسؤولية الإجتماعية
نظرية المسؤولية الإجتماعية
مقدمـــة .
المبحث األول :نظرية المسؤولية اإلجتماعية ( جذورها التاريخية و مبادئها):
-المطلب االول :تعريف المسوؤلية اإلجتماعية .
-المطلب الثاني :نظرية المسؤولية اإلجتماعية في اإلعالم:
-المطلب الثالث :فكرة نظرية المسؤولية اإلجتماعية :
-المطلب الرابع :المبادئ األساسية لنظرية المسؤولية اإلجتماعية .
خـــاتمة .
قـــائمة المراجع .
مقدمــة :
يتفق الكثير من الباحثين اإلعالميين و السياسية أن وسائل اإلعالم في أي مكان من العالم مرتبطة بفلسفة
الدولة و مجبرة على العمل من خالل ضوابط أيديولوجية و وطنية معينة ،و لذالك فإن معظم وسائل
اإلعالم تعمل تحت رقابة ال دولة أو السلطة ،فالفكر اإلنساني منذ عهوده االولى يقع أسير ثنائية أساسية
هي القيد و الحرية ،و قد شغل هذا الفكر والنشاط اإلنساني في كل مكان ،و هذه الثنائية هي األساس
الحقيقي للنظريات الفكرية السياسية التي تنضوي تحت نظريات الصحافة .
و في تفسير عالقة الصحافة بالسلطة ،في المجتمع عبر التاريخ ،ظهرت مجموعة من النظريات التي
تفسر تطور الصحافة و دورها في المجتمع و عالقتها بالسلطة الحاكمة ،أو فلسفة الصحافة بشكل عام ،
ومن أبرز هذه النظريات وجدت نظرية المسؤولية اإلجتماعية ،ونحن من خالل هذا البحث سنسلط
الضوء على ن ظرية المسؤولية اإلجتماعية و نحليل أساسها و أكثر من ذالك خالل اإلجابة على
التساؤالت التالية :ما هي أهم المبادئ و األسس التي تبنى عليها نظرية المسؤولية اإلجتماعية ؟ و
كيف ظهرت هذه النظرية من األساس ؟ فيما تتمثل أهدافها ؟ وما هي الفكرة الرئيسية التي تبنى عليها
هذه النظرية ؟
المبحث األول :نظرية المسؤولية اإلجتماعية ( جذورها التاريخية مبادئها
الفكرية):
ف بالنسبة للتعاريف التي اقترحها االكادميون الممثلون في علما االقتصاد و اإلدارة ،فقد صدر للمنظر
االول للمسؤولية االجتماعية لمنظمات االعمال مقاال عام 2010يؤكد فيه احصاء 37تعريفا اكاديميا لها
منذ النشأة :
و يع تبر ميلتون فريدمان ،من أوائل من عرفوا المسؤولية االجتماعية في سبعينيات القرن الماضي ،إذ
يرى ان المسؤولية االجتماعية تتحقق من خالل سداد األجور للعاملين مقابل العمل الذي يقومون به و
تقيدم السلع و الخدمات للمستهلكين مقابل ما يدفعونه من أموال ،و سداد الضرائب للحكومات التي تقوم
بتوفير الخدمات العامة للموظفين ،و احترام سيادة القانون عن طريق احترام العقود المبرمة ،كما انه
يقر ان تبني منظمات االعمال للمسؤولية االجتماعية من شأنه ان يققل ارباحها و يزيد تكاليف العمل ،
كما من شأنه ايضا اعطاء قوة اجتماية لالعمال بشكل اكثر من الالزم ،كما ساند كل من ستاينر و مينال
التعريف السابق بل و أقرا ان المسؤولية الجتماعية لمنظمات االعمال هي احدى انشطة المنظمة و التي
من خاللها تتحمل عبء االسهام لخدمة العاملين بها داخليا ،و المساهمة في معالجة المشكالت التي
تواجه المجتمع خارجيا .
كما و عرف دراكر المسؤولية االجتماعية بأنها التزام منظمات األعمال تجاه المجتمع الذي تعمل فيه ،
مما يأخذ هذا التعريف هو غموض دجة االلتزام و أبعاده و ضوابطه ،و اسس تحديده و المحاسبة عليه
و المنافع التي تترتب عليها ،و المخاطر المحتملة عند عدم االلتزام بالمسؤولية االجتماعية .
في حين اشار ستراير ان المسؤولية االجتماعية هي استجابة لتوقعات المجتمع من المنظمة ،و التي
يفترض انها تبادر للقيام بها لتتحمل مسؤوليتها تجاه المجتمع و بصورة تفوق مستوى خضوعها للقانون ،
مع مراعاة عدم االضرار بمصالح المنظمة و تحقيق عائد مناسب على االستثمارات ،وهناك من ذهب
الى ابعد من ذالك بقوله ان المسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال هي التزام اصحاب القرار في انتهاج
1
اسلوب للعمل يأمن من خالله حماية المجتمع و اسعاده ككل فضال عن تحقيق منفعتهم الخاصة .
فيعرفها مجلس االعمال العالمي للتنمية المستدامة انها االلتزام المستمر من قبل مؤسسات األعمال
بالتصرف اخالقيا و المساهمة في تحقيق التنمية االقتصادية و العمل على تحسين نوعية الظروف
المعيشية للقوى و العامة و عائالتهم ،إضافة الى المجتمع المحلي و المجتمع ككل .
أما البنك الدولي يعرفها بانها التزام اصح اب النشاطات التجارية بالمساهمة في التنمية المستدامة ،من
خالل العمل مع موظفيهم و عائالتهم ،و المجتمع المحلي و المجتمع ككل ،لتحسين مستوى معيشة
محمد فالق ،المسؤولية االجتماعية لمنظمات االعمال ،دار اليازوري ،عمان ، 2016 ،ص ( 44-42بتصرف ) 1
الناس ،بأسلوب يخدم التجارة ،و يخدم التنمية في آن واحد تكون مدمجة في االنشطة المستمرة للمؤسسة
.
و تعرفها منظمة اعمل الدولية بأنها المبادرات الطوعية التي تقوم بها المؤسسات ،عالوة على ما ليها
من التزامات قانونية ،و هي طريقة تستطيع ان تنظر بها اية مؤسسة في تأثيرها على جميع اصحاب
المصلحة المعنيين ،و تعد المسؤولية االجتماعية للمؤسسات تكملة للوائح الحكومية او السياسية
المجتمعية ،و ليست بديال عنها .
أما األيرزو 26000تعرف المسؤولية االجتماعية للمؤسسات باألفعال التي تقوم بها المؤسسة ،لتحمل
مسؤولية آثار انشطتها ،على المجتمع و البيئة ،حيث تكون هذه االفعال متماشية مع مصالح المجتمع و
التنمية المستدامة ،و تكون قائمة على السلوك األخالقي ،و االمتثال للقانون المطبق و الجهات العاملة
فيما بين الحكومات ..
ان القاسم المشترك بين اكثرية التعاريف هو ان المسؤولية االجتماعية للمؤسسات مفهوم تدرج بموجبه
المؤسسات في الشواغل االجتماعية و البيئة و السياسية و االنشطة الخاصة بأعمالها قصد تحسين أثرها
2
في المجتمع .
على العموم فإذا ما اردنا ان نوحد جميع القواسم المشتركة في التعريفات السابقة للمسؤولية االجتماعية
يمكن ان نعرفها بانها " مجموعة من السياسات و االجراءات و األفعال ،إضافة الى االعتبارات
االخالقية و االلتزامات التي تعتنقها المؤسسات و تؤمن بها أكثر من كونها ادء للتعامل مع المجتمع ،و
تطبيقها للعديد من االنشطة كجزء من متطلبات مساهماتها بالمجتمع على نحو فاعل دون الحاق الضرر
3
به ،بهدف تحقيق الرفاهية له وبناء صورة ذهمنية ايجابية و بما يتسم مع قدراتها و إمكانياتها .
بدأت المراجعات النقدية للنظرية الليبرالية للصحافة ،ابتداء من العقد الثاني من القرن العشرين ،ولكنها
بلغت ذروتها ،بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ،عندما تشكلت لجنة حرية الصحافة من اثني عشر
استاذا اكاديميا ،يرأسهم البرو فيسور روبرت هوتشنز ،و ضمت بين أعضائها أبرز نقاد الصحافة
4
االمريكية مثل وليم ديفرز و تيوجور بترسون .
و بعد أن تعرضت نظرية الحرية للكثير من المالحظات ،كان ال بد من ظهور نظرية جديدة في الساحة
اإلعالمية ،فبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت نظرية المسؤولية اإلجتماعية في الواليات المتحدة
5
األمريكية .
2صالح سليم الحموري ،روال نايف المعايطة المسؤولية المجتمعية للمؤسسات من االلف الى الياء ،ط ، 1دار الكنوز للنشر و التوزيع ،عمان –
االردن ، 2015 ،ص (17-16بتصرف )
3عزي هاجر ،سالمي رشيد ،دور المسؤولية االجتماعية في تعظيم الميزة التنافسية للمؤسسة دراسة حالة شركة الفارج في الجزائر ،مجلة آفاق
علمية ،المجلد ، 13العدد ، 2021 ، 02ص 749
4عبد الرزاق الدليمي :نظريات االتصال في القرن الحادي و العشرون ،دار اليازوري ،عمان ، 2016 ،ص 111
5مصطفى يوسف كافي :نظريات االتصال و اإلعالم الجماهيري ،الطبعة االولى ،دار اإلعصار ،عمان – األردن ، 2016 ،ص 217
أجرت اللجنة دراستها على الصحافة األمريكية ،بتمويل من مجلة تايم األمريكية ،ودائرة المعارف
البريطانية ،وقدمت تقريرها ،في كتاب اعدته اللجنة كاملة ،عام ، 1947بعنوان صحافة حرة
مسؤولة.
ولقيت دعوة اللجنة الى صحافة حرة ومسؤولة ،صدى داخل الواليات المتحدة وخارجها في بلدان
أوروبا ،وعلى رأسها المملكة المتحدة فتشكلت اللجنة الملكية االولى للصحافة عام ، 1949و دعت الى
التزام العاملين ،في الصحافة ،بمسؤوليتهم اإلجتماعية ،و تشكيل مجلس للصحافة .
و نص تقرير لجنة حرية الصحافة ،لعام 1947على ان صناعة اإلعالم في الواليات المتحدة ،يجب ان
تستمر في يد القطاع الخاص ،واضعة في اعتبارها ،المصلحة العامة ،و وضعت اللجنة مجموعة
6
تصورات ،حول وظائف الصحافة ،في المجتمع الحديث .
و تهدف هه النظرية الى رفع مستوى التصادم الى مستوى النقاش الموضوعي البعيد عن االنفعال ،كما
تهدف هذه النظرية الى اإلعالم و الترفيه و الحصول على الربح الى جانب األهداف اإلجتماعية
7
األخرى.
يلخص دينيس ماكويل المبادئ األساسية لنظرية المسؤولية االجتماعية في الجوانب التالية :
ان الصحافة وكذالك وسائل اإلعالم االخرى ،يجب ان تقبل و ان تنفذ التزامات معينة ،تجاه -1
المجتمع .
يمكن تنفيذ هذه االلتزامات ،من خالل اإللتزام بالمعايير المهنية ،لنقل المعلومات ،مثل الحقيقة -2
و الدقة ،والموضوعية و التوازن .
لتنفيذ هذه االلتزامات يجب ان تنظم الصحافة نفسها بشكل ذاتي . -3
ان الصحافة يجب ان تتجنب نشر ما يمكن أن يؤدي الى الجريمة ،العنف و الفوضى -4
االجتماعية ،او توجيه اية اهانات الى األقليات .
ان الصحافة يجب ان تكون متعددة ،و تعكس تنوع اآلراء ،و تلتزم بحق الرد . -5
ان للمجتمع حقا ،على في أن تلتزم بمعايير فيعة ،في ادائها لوظائفها . -6
8
ان التدخل العام يمكن ان يكون مبررا لتحقيق المصلحة العامة. -7
يعبر اإلعالم المسؤول عن المبادئ األخالقية التي يجب أن يلتزم بها الممارسون للعمل اإلعالمي ،و
ذالك تحقيقا لنظرية المسؤولية اإلجتماعية ،و ال بد من توافر ثالثة عناصر إلدراك المسؤولية
اإلجتماعية :
-1القيام بوظائف وسائل اإلعالم السياسية ،و التعليمية و تحقيق وظيفة المنفعة ،و تحقيق الوظيفة
الثقافية .
-الوظيفة السياسية :أي إبالغ المواطنين بكل ما يدور في الحكومة و الهيئات األخرى من
االنشطة و ذالك من خالل ممارسة الرقابة على مركز السلطة في كل المستويات .
-الوظيفة التعليمية :وتشمل تقديم التقارير الصادقة و مناقشة مختلف األفكار و اآلراء
المعبرة عن كل فئات المجتمع .
-وظيفة المنفعة :و تعني تقديم المعلومات المرتبطة باألحداث أي ان تكون وسائل اإلعالم
مرآة ما يحدث في المجتمع .
-الوظيفة الثقافية :و تعني تدعيم القيم و التقاليد ،و معايير السلوك المرغوبة في المجتمع
-2معرفة المبادئ التي ترشد وسائل اإلعالم الى تحقيق الوظائف السابقة بطريقة إيجابية ومسؤولة .
-3معرفة كل أنواع السلوك التي يجب مراعاتها من اإلعالميين لتحقيق المبادئ اإلرشادية في
9
الممارسة الواقعية للمسؤولية اإلجتماعية .
كمال الحاج ،نظريات اإلعالم و االتصال ،منشورات الجامعة السورية ،سوريا ، 2020 ،ص 183 9
المطلب الثاني :أبعاد نظرية المسؤولية اإلجتماعية :
ترتكز نظرية المسؤولية اإلجتماعية و األخالقية لوسائل الإلعالم على ثالثة أبعاد رئيسية ،يتصل البعد
االول بالوظائف التي ينبغي أن يؤديها اإلعالم المعاصر ،و يتصل البعد الثاني بمعايير األداء ،بينما
يتصل البعد الثالث بالقيم المعنية التي ينبغي مراعاتها في العمل اإلعالمي ،ففي ما يخص األداء
اإلعالمي فإن نظرية المسؤولية اإلجتماعية تهتم بوضع المعايير التي تشمل المعايير األخالقية لألفراد ،
إضافة الى معايير الوسائل اإلعالمية ومواثيقها األخالقية سواء كانت مكتوبة أو غير مكتوبة و المعايير
المهنية التي تضعها الهيئات اإلعالمية المختلفة ،إضافة الى مجموعة التشريعات و القوانين التي تحكم
نظم وسائل اإلعالم ،و تشكل معايير األداء اإلعالمي في مجملها العام الضوابط األخالقية و القانونية
التي تحكم ممارسة العمل اإلعالمي في إطار من المسؤولية اإلجتماعية و االخالقية ،التي تحتم على
اإلع الم أن يقوم بواجبه تجاه المجتمع كما ينعم بحقه في الحرية و كذالك عرض الحقائق و المعلومات
التي تدعم الديقمراطية و تضمن مشاركة الرأي العام في األحداث الجارية ،و ذالك من خالل :
-1الحق في الخصوصية :إذ ينبغي على وسائل اإلعالم احترام خصوصية األفراد و حياتهم
الخاصة ،فال يصح أن تسعى الى اقتحام حياة األفراد الخاصة و التشهير بهم امام الرأي العام ،
و الحق في الخصوصية هو حق كل انسان في التعامل مع حياته الخاصة بما يراه في االحتفاظ
بأسراره التي يجب ان ال يطلع عليها اآلخرون .
-2الحق في محاكمة عادلة :ينبغي ان تحافظ وسائل اإلعالم على حق المتهم في محاكمة عادلة
أثناء نشرها للجريمة و التحقيق فيها إعالميا ،فالتغطية اإلعالمية غيرالرشيدة قد تتسبب في
حرمان المتهم من محاكمة عادلة ،كما تشكل الرأي العام ضد المتهم قبل صدور حكم القضاء
وال سيما في جرائم القتل و االغتصاب و الفساد ،و كثيرا ما تصدر أحكام القضاء التي تبرئ
المتهم بعد إدانة وسائل اإلعالم و تعبئة الرأي العام ضده ،كما ينبغي غدم نشر اسماء المجرمين
وخاصة األخداث حيث أكد علماء النفس و العاملين في المجال االجتماعي ان حذف اسم الطفل
من الخبر المنشور يقلل من احتمال عودته لإلجرام ،فهذه الفئة لم تبلغ مرحلة النضج الكامل مما
يجعلها عرضة للتأثير عليها و غايتها من قبل غيرهم كما ان بعض العوامل االجتماعية كالتفكك
األسري قد تدفع الحدث الى االنحراف بسبب ضعف مقاومته للتغلب عليها .
-3الموضوعية :يعد مفهوم الموضوعية أكثر المفاهيم الجدلية التي تثيرها نظرية المسؤولية
االجتماعية لوسائل اإلعالم ،حيث يرى بعض الباحثين أن الموضوعية الكاملة مفهوم غير
موجود في الواقع النه يستحيل تقديم معالجة أعالمية لألحداث دون تفسير ،لكن الواقع يفرض
الحديث عما يمكن تسميته بالموضوعية النسبية التي يمكن تحقيقها بوسائل مختلفة ،و يتكون
مفوم الموضوعية من ستة عناصر اساسية وفق رأي أحد الباحثين ،تشمل تقديم الحقائق
وتوضيح مصادر المعلومات و الفصل بين الخبر و الرأي و الحياد و التوازن في عرض
10
وجهات النظر .
10هشام رشدي خير هللا ،محاضرات في نظريات اإلعالم ،كلية التربية النوعية قسم العلوم االجتماعية و االعالم ،جامعة المنوفية ،مصر ،
د/س ،ص 140-139
ويتصل البعد الثالث لنظرية المسؤولية اإلجتماعية لالعالم بالسلوكيات التي بنبغي مراعاتها من جانب
االعالميين لتحقيق مبادئ المسؤولية االجتماعية و االخالقية ،او بمعنى آخر منظومة القيم المهنية التي
11
تحكم سلوكيات اإلعالميين في أداء وظائفهم .
يالحظ أن هذه النظرية قد طرحت بعض الحلول ،التي تتمثل في تنظيم مهنة الصحافة ،من خالل
إصدار مواثيق شرف مهنية ،لحماية حرية التحرير الصحفي ،و الممارسة الصحفية ،و إصدار قوانين
للحد من االحتكار ،و انشاء مجالس للصحافة و انشاء نظام لتقديم اعانات للصحف .
و يرى بعض الباحثين أن النظرية لم تستخدم بجميع صالحياتها أي أن هناك نقص في استخدامها حيث
أن هناك قضايا جدلية يجب ان تراعيها نظرية المسؤولية اإلجتماعية أهمها :قضية صراع المصالح ،
قضية التعامل مع مصادر االخبار ،قضية صدق االخبار ،قضية العدالة و الدقة ،قضية الموضوعية ،
قضية الذوق الجيد ،قضية التحايل عند جميع األخبار ،قضية الخصوصية ،قضية التعاون مع الحكومة
12
او الخصومة معها ،قضية الهيمنة و اإلحتكار لوسائل اإلعالم .
11هشام رشدي خير هللا ،محاضرات في نظريات اإلعالم ،كلية التربية النوعية قسم العلوم االجت ماعية و االعالم ،جامعة المنوفية ،مصر ،
د/س ،ص 140-139
12كمال الحاج ،نفس المرجع السابق ،ص 183
خـــاتمة :
وخالصة القول ومن خالل ما تم التطرق اليه عبر مباحث هذه الدراسة الموجزة و التي تمحورت حول
نظرية المسؤولية اإلجتماعية في اإلعالم يمكننا القول :
-ظهررت نتيجة المسؤولية االجتماعية كنتيجة لإلنتقادات التي تعرضت لها نظرية الحرية
للكثير من المالحظات ،كان ال بد من ظهور نظرية جديدة في الساحة اإلعالمية ،فبعد
الحرب العالمية الثانية ظهرت نظرية المسؤو لية اإلجتماعية في الواليات المتحدة األمريكية
في سنة 1947م .
-ترتكز نظرية المسؤولية اإلجتماعية و األخالقية لوسائل الإلعالم على ثالثة أبعاد رئيسية ،
يتصل البعد االول بالوظائف التي ينبغي أن يؤديها اإلعالم المعاصر ،و يتصل البعد الثاني
بمعايير األداء ،بينما ي تصل البعد الثالث بالقيم المعنية التي ينبغي مراعاتها في العمل
اإلعالمي
-ان نظرية المسؤولية االجتماعية تهدف الى رفع مستوى التصادم الى مستوى النقاش
الموضوعي البعيد عن االنفعال ،كما تهدف هذه النظرية الى اإلعالم و الترفيه و الحصول
على الربح الى جانب األهداف االجتماعية االخرى .
نستنتج في األخير أن نظرية المسؤولية اإلجتماعية تعد تعديال او تكييفا لمبادئ الحرية اإلعالمية
وتوجيهها لخدمة المجتمع ،في إطار اخالقيات الممارسة المهنية التي تجسد في النهاية اسلوبا للعمل و
األداء يخدم حرية الفرد و المجتمع معا حيث تقوم على التوازن بين الحرية و المسؤولية من خالل إضافة
عدة مبادئ و اسس الى مبادئ النظام اإلعالمي الليبرالي يتمثالن في ضرورة وجود التزام ذاتي من
جانب االعالميين بمجموعة من المواثيق األخالقية ،التي تستهدف تحقيق التوازن بين حرية اإلعالم و
مصلحة المجتمع ،و يضاف الى ذالك الواجب اإلجتماعي لإلعالم الذي يتمثل في تقديم االحداث الجارية
و تقديم تفسير لها في إطار له معنى و داللة .
قـــائمة المراجع :
-1محمد فالق ،المسؤولية االجتماعية لمنظمات االعمال ،دار اليازوري ،عمان .2016 ،
-2كمال الحاج ،نظريات اإلعالم و االتصال ،منشورات الجامعة السورية ،سوريا .2020 ،
-3مصطفى يوسف كافي :نظريات االتصال و اإلعالم الجماهيري ،الطبعة االولى ،دار
اإلعصار ،عمان – األردن .2016 ،
-4عبد الرزاق الدليمي :نظريات االتصال في القرن الحادي و العشرون ،دار اليازوري ،
عمان .2016 ،
-5عزي هاجر ،سالمي رشيد ،دور المسؤولية االجتماعية في تعظيم الميزة التنافسية للمؤسسة
دراسة حالة شركة الفارج في الجزائر ،مجلة آفاق علمية ،المجلد ، 13العدد ، 02
.2021
-6صالح سليم الحموري ،روال نايف المعايطة المسؤولية المجتمعية للمؤسسات من االلف الى
الياء ،ط ، 1دار الكنوز للنشر و التوزيع ،عمان – االردن .2015 ،