You are on page 1of 10

‫خطـــة البحث ‪.

‬‬

‫‪ ‬مقدمـــة ‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬نظرية المسؤولية اإلجتماعية ( جذورها التاريخية و مبادئها)‪:‬‬
‫‪ -‬المطلب االول ‪ :‬تعريف المسوؤلية اإلجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬نظرية المسؤولية اإلجتماعية في اإلعالم‪:‬‬
‫‪ -‬المطلب الثالث ‪ :‬فكرة نظرية المسؤولية اإلجتماعية ‪:‬‬
‫‪ -‬المطلب الرابع ‪ :‬المبادئ األساسية لنظرية المسؤولية اإلجتماعية ‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬أسس نظرية المسؤولية اإلجتماعية ‪:‬‬


‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬العناصر المكونة لنظرية المسؤولية اإلجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬أبعاد نظرية المسؤولية اإلجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثالث ‪ :‬محاسن و عيوب نظرية المسؤلية اإلجتماعية ‪.‬‬

‫‪ ‬خـــاتمة ‪.‬‬
‫‪ ‬قـــائمة المراجع ‪.‬‬
‫‪ ‬مقدمــة ‪:‬‬

‫يتفق الكثير من الباحثين اإلعالميين و السياسية أن وسائل اإلعالم في أي مكان من العالم مرتبطة بفلسفة‬
‫الدولة و مجبرة على العمل من خالل ضوابط أيديولوجية و وطنية معينة ‪ ،‬و لذالك فإن معظم وسائل‬
‫اإلعالم تعمل تحت رقابة ال دولة أو السلطة ‪ ،‬فالفكر اإلنساني منذ عهوده االولى يقع أسير ثنائية أساسية‬
‫هي القيد و الحرية ‪ ،‬و قد شغل هذا الفكر والنشاط اإلنساني في كل مكان ‪ ،‬و هذه الثنائية هي األساس‬
‫الحقيقي للنظريات الفكرية السياسية التي تنضوي تحت نظريات الصحافة ‪.‬‬

‫و في تفسير عالقة الصحافة بالسلطة ‪ ،‬في المجتمع عبر التاريخ ‪ ،‬ظهرت مجموعة من النظريات التي‬
‫تفسر تطور الصحافة و دورها في المجتمع و عالقتها بالسلطة الحاكمة ‪ ،‬أو فلسفة الصحافة بشكل عام ‪،‬‬
‫ومن أبرز هذه النظريات وجدت نظرية المسؤولية اإلجتماعية ‪ ،‬ونحن من خالل هذا البحث سنسلط‬
‫الضوء على ن ظرية المسؤولية اإلجتماعية و نحليل أساسها و أكثر من ذالك خالل اإلجابة على‬
‫التساؤالت التالية ‪ :‬ما هي أهم المبادئ و األسس التي تبنى عليها نظرية المسؤولية اإلجتماعية ؟ و‬
‫كيف ظهرت هذه النظرية من األساس ؟ فيما تتمثل أهدافها ؟ وما هي الفكرة الرئيسية التي تبنى عليها‬
‫هذه النظرية ؟‬
‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬نظرية المسؤولية اإلجتماعية ( جذورها التاريخية مبادئها‬
‫الفكرية)‪:‬‬

‫‪ ‬المطلب االول ‪ :‬تعريف المسوؤلية اإلجتماعية ‪.‬‬


‫يوجد العديد من التعاريف للمسؤولية االجتماعية ‪ ،‬وكل تعريف ينظر الى المسؤولية االجتماعية من‬
‫زاوية محددة‪.‬‬

‫ف بالنسبة للتعاريف التي اقترحها االكادميون الممثلون في علما االقتصاد و اإلدارة ‪ ،‬فقد صدر للمنظر‬
‫االول للمسؤولية االجتماعية لمنظمات االعمال مقاال عام ‪ 2010‬يؤكد فيه احصاء ‪ 37‬تعريفا اكاديميا لها‬
‫منذ النشأة ‪:‬‬

‫و يع تبر ميلتون فريدمان ‪ ،‬من أوائل من عرفوا المسؤولية االجتماعية في سبعينيات القرن الماضي ‪ ،‬إذ‬
‫يرى ان المسؤولية االجتماعية تتحقق من خالل سداد األجور للعاملين مقابل العمل الذي يقومون به و‬
‫تقيدم السلع و الخدمات للمستهلكين مقابل ما يدفعونه من أموال ‪ ،‬و سداد الضرائب للحكومات التي تقوم‬
‫بتوفير الخدمات العامة للموظفين ‪ ،‬و احترام سيادة القانون عن طريق احترام العقود المبرمة ‪ ،‬كما انه‬
‫يقر ان تبني منظمات االعمال للمسؤولية االجتماعية من شأنه ان يققل ارباحها و يزيد تكاليف العمل ‪،‬‬
‫كما من شأنه ايضا اعطاء قوة اجتماية لالعمال بشكل اكثر من الالزم ‪ ،‬كما ساند كل من ستاينر و مينال‬
‫التعريف السابق بل و أقرا ان المسؤولية الجتماعية لمنظمات االعمال هي احدى انشطة المنظمة و التي‬
‫من خاللها تتحمل عبء االسهام لخدمة العاملين بها داخليا ‪ ،‬و المساهمة في معالجة المشكالت التي‬
‫تواجه المجتمع خارجيا ‪.‬‬

‫كما و عرف دراكر المسؤولية االجتماعية بأنها التزام منظمات األعمال تجاه المجتمع الذي تعمل فيه ‪،‬‬
‫مما يأخذ هذا التعريف هو غموض دجة االلتزام و أبعاده و ضوابطه ‪ ،‬و اسس تحديده و المحاسبة عليه‬
‫و المنافع التي تترتب عليها ‪ ،‬و المخاطر المحتملة عند عدم االلتزام بالمسؤولية االجتماعية ‪.‬‬

‫في حين اشار ستراير ان المسؤولية االجتماعية هي استجابة لتوقعات المجتمع من المنظمة ‪ ،‬و التي‬
‫يفترض انها تبادر للقيام بها لتتحمل مسؤوليتها تجاه المجتمع و بصورة تفوق مستوى خضوعها للقانون ‪،‬‬
‫مع مراعاة عدم االضرار بمصالح المنظمة و تحقيق عائد مناسب على االستثمارات ‪ ،‬وهناك من ذهب‬
‫الى ابعد من ذالك بقوله ان المسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال هي التزام اصحاب القرار في انتهاج‬
‫‪1‬‬
‫اسلوب للعمل يأمن من خالله حماية المجتمع و اسعاده ككل فضال عن تحقيق منفعتهم الخاصة ‪.‬‬

‫فيعرفها مجلس االعمال العالمي للتنمية المستدامة انها االلتزام المستمر من قبل مؤسسات األعمال‬
‫بالتصرف اخالقيا و المساهمة في تحقيق التنمية االقتصادية و العمل على تحسين نوعية الظروف‬
‫المعيشية للقوى و العامة و عائالتهم ‪ ،‬إضافة الى المجتمع المحلي و المجتمع ككل ‪.‬‬

‫أما البنك الدولي يعرفها بانها التزام اصح اب النشاطات التجارية بالمساهمة في التنمية المستدامة ‪ ،‬من‬
‫خالل العمل مع موظفيهم و عائالتهم ‪ ،‬و المجتمع المحلي و المجتمع ككل ‪ ،‬لتحسين مستوى معيشة‬

‫محمد فالق ‪ ،‬المسؤولية االجتماعية لمنظمات االعمال ‪ ،‬دار اليازوري ‪ ،‬عمان ‪ ، 2016 ،‬ص ‪ ( 44-42‬بتصرف )‬ ‫‪1‬‬
‫الناس ‪ ،‬بأسلوب يخدم التجارة ‪ ،‬و يخدم التنمية في آن واحد تكون مدمجة في االنشطة المستمرة للمؤسسة‬
‫‪.‬‬

‫و تعرفها منظمة اعمل الدولية بأنها المبادرات الطوعية التي تقوم بها المؤسسات ‪ ،‬عالوة على ما ليها‬
‫من التزامات قانونية ‪ ،‬و هي طريقة تستطيع ان تنظر بها اية مؤسسة في تأثيرها على جميع اصحاب‬
‫المصلحة المعنيين ‪ ،‬و تعد المسؤولية االجتماعية للمؤسسات تكملة للوائح الحكومية او السياسية‬
‫المجتمعية ‪ ،‬و ليست بديال عنها ‪.‬‬

‫أما األيرزو ‪ 26000‬تعرف المسؤولية االجتماعية للمؤسسات باألفعال التي تقوم بها المؤسسة ‪ ،‬لتحمل‬
‫مسؤولية آثار انشطتها ‪ ،‬على المجتمع و البيئة ‪ ،‬حيث تكون هذه االفعال متماشية مع مصالح المجتمع و‬
‫التنمية المستدامة ‪ ،‬و تكون قائمة على السلوك األخالقي ‪ ،‬و االمتثال للقانون المطبق و الجهات العاملة‬
‫فيما بين الحكومات ‪..‬‬

‫ان القاسم المشترك بين اكثرية التعاريف هو ان المسؤولية االجتماعية للمؤسسات مفهوم تدرج بموجبه‬
‫المؤسسات في الشواغل االجتماعية و البيئة و السياسية و االنشطة الخاصة بأعمالها قصد تحسين أثرها‬
‫‪2‬‬
‫في المجتمع ‪.‬‬

‫على العموم فإذا ما اردنا ان نوحد جميع القواسم المشتركة في التعريفات السابقة للمسؤولية االجتماعية‬
‫يمكن ان نعرفها بانها " مجموعة من السياسات و االجراءات و األفعال ‪ ،‬إضافة الى االعتبارات‬
‫االخالقية و االلتزامات التي تعتنقها المؤسسات و تؤمن بها أكثر من كونها ادء للتعامل مع المجتمع ‪ ،‬و‬
‫تطبيقها للعديد من االنشطة كجزء من متطلبات مساهماتها بالمجتمع على نحو فاعل دون الحاق الضرر‬
‫‪3‬‬
‫به ‪ ،‬بهدف تحقيق الرفاهية له وبناء صورة ذهمنية ايجابية و بما يتسم مع قدراتها و إمكانياتها ‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬نظرية المسؤولية اإلجتماعية في اإلعالم‪:‬‬

‫بدأت المراجعات النقدية للنظرية الليبرالية للصحافة ‪ ،‬ابتداء من العقد الثاني من القرن العشرين ‪ ،‬ولكنها‬
‫بلغت ذروتها ‪ ،‬بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬عندما تشكلت لجنة حرية الصحافة من اثني عشر‬
‫استاذا اكاديميا ‪ ،‬يرأسهم البرو فيسور روبرت هوتشنز‪ ،‬و ضمت بين أعضائها أبرز نقاد الصحافة‬
‫‪4‬‬
‫االمريكية مثل وليم ديفرز و تيوجور بترسون ‪.‬‬

‫و بعد أن تعرضت نظرية الحرية للكثير من المالحظات ‪ ،‬كان ال بد من ظهور نظرية جديدة في الساحة‬
‫اإلعالمية ‪ ،‬فبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت نظرية المسؤولية اإلجتماعية في الواليات المتحدة‬
‫‪5‬‬
‫األمريكية ‪.‬‬

‫‪ 2‬صالح سليم الحموري ‪ ،‬روال نايف المعايطة المسؤولية المجتمعية للمؤسسات من االلف الى الياء ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الكنوز للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان –‬
‫االردن ‪ ، 2015 ،‬ص ‪ (17-16‬بتصرف )‬
‫‪ 3‬عزي هاجر ‪ ،‬سالمي رشيد ‪ ،‬دور المسؤولية االجتماعية في تعظيم الميزة التنافسية للمؤسسة دراسة حالة شركة الفارج في الجزائر ‪ ،‬مجلة آفاق‬
‫علمية ‪ ،‬المجلد ‪ ، 13‬العدد ‪ ، 2021 ، 02‬ص ‪749‬‬
‫‪ 4‬عبد الرزاق الدليمي ‪ :‬نظريات االتصال في القرن الحادي و العشرون ‪ ،‬دار اليازوري ‪ ،‬عمان ‪ ، 2016 ،‬ص ‪111‬‬
‫‪ 5‬مصطفى يوسف كافي ‪ :‬نظريات االتصال و اإلعالم الجماهيري ‪،‬الطبعة االولى ‪ ،‬دار اإلعصار ‪ ،‬عمان – األردن ‪ ، 2016 ،‬ص ‪217‬‬
‫أجرت اللجنة دراستها على الصحافة األمريكية ‪ ،‬بتمويل من مجلة تايم األمريكية ‪ ،‬ودائرة المعارف‬
‫البريطانية ‪ ،‬وقدمت تقريرها ‪ ،‬في كتاب اعدته اللجنة كاملة ‪ ،‬عام ‪ ، 1947‬بعنوان صحافة حرة‬
‫مسؤولة‪.‬‬

‫ولقيت دعوة اللجنة الى صحافة حرة ومسؤولة ‪ ،‬صدى داخل الواليات المتحدة وخارجها في بلدان‬
‫أوروبا ‪ ،‬وعلى رأسها المملكة المتحدة فتشكلت اللجنة الملكية االولى للصحافة عام ‪ ، 1949‬و دعت الى‬
‫التزام العاملين ‪ ،‬في الصحافة ‪ ،‬بمسؤوليتهم اإلجتماعية ‪ ،‬و تشكيل مجلس للصحافة ‪.‬‬

‫و نص تقرير لجنة حرية الصحافة ‪ ،‬لعام ‪ 1947‬على ان صناعة اإلعالم في الواليات المتحدة ‪ ،‬يجب ان‬
‫تستمر في يد القطاع الخاص ‪ ،‬واضعة في اعتبارها ‪ ،‬المصلحة العامة ‪ ،‬و وضعت اللجنة مجموعة‬
‫‪6‬‬
‫تصورات ‪ ،‬حول وظائف الصحافة ‪ ،‬في المجتمع الحديث ‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثالث ‪ :‬فكرة نظرية المسؤولية اإلجتماعية ‪:‬‬


‫يرى أصحاب هذه النظرية أن الحرية حق و واجب ومسؤولية في نفس الوقت ومن هنا يجب أن تقبل‬
‫وسائل اإلعالم القيام بالتزامات معينة تجاه المجتمع ‪ ،‬يمكنها القيام بهذه اإللتزامات من خالل وضع‬
‫مستويات او معايير مهنية لإلعالم مثل الصدق و الموضوعية و التوازن و الدقة – و نالحظ ان هذه‬
‫المعايير تفتقد إليها نظرية الحرية ‪ ،‬و يجب على وسائل اإلعالم في إطار قبولها لهذه االلتزامات أن‬
‫تتولى تنظيم أمورها ذاتيا في إطار القانون و المؤسسات القائمة ‪ ،‬و يجب أن تكون وسائل اإلعالم تعددية‬
‫تعكس تنوع اآلٍ اء و األفكار في المجتمع من خالل إتاحة الفرصة للجميع من خالل النشر و العرض ‪،‬‬
‫كما أن للجمهور العام الحق في ان يتوقع من وسائل اإلعالم مستويات أدء عليا ‪ ،‬و أن التدخل في شؤون‬
‫وسائل اإلعالم يمكن أن يكون مبرره تحقيق هذه المصلحة العامة ‪ ،‬أضف الى ذالك أن اإلعالميين في‬
‫وسائل اإلتصال يجب ان يكونوا مسؤولين امام المجتمع باإلضافة الى مسؤولياتهم امام مؤسساتهم‬
‫اإلعالمية ‪.‬‬

‫و تهدف هه النظرية الى رفع مستوى التصادم الى مستوى النقاش الموضوعي البعيد عن االنفعال ‪ ،‬كما‬
‫تهدف هذه النظرية الى اإلعالم و الترفيه و الحصول على الربح الى جانب األهداف اإلجتماعية‬
‫‪7‬‬
‫األخرى‪.‬‬

‫عبد الرزاق الدليمي ‪،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪111‬‬ ‫‪6‬‬

‫مصطفى يوسف كافي ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪218‬‬ ‫‪7‬‬


‫‪ ‬المطلب الرابع ‪ :‬المبادئ األساسية لنظرية المسؤولية اإلجتماعية ‪.‬‬

‫يلخص دينيس ماكويل المبادئ األساسية لنظرية المسؤولية االجتماعية في الجوانب التالية ‪:‬‬

‫ان الصحافة وكذالك وسائل اإلعالم االخرى ‪ ،‬يجب ان تقبل و ان تنفذ التزامات معينة ‪ ،‬تجاه‬ ‫‪-1‬‬
‫المجتمع ‪.‬‬
‫يمكن تنفيذ هذه االلتزامات ‪ ،‬من خالل اإللتزام بالمعايير المهنية ‪ ،‬لنقل المعلومات ‪ ،‬مثل الحقيقة‬ ‫‪-2‬‬
‫و الدقة ‪ ،‬والموضوعية و التوازن ‪.‬‬
‫لتنفيذ هذه االلتزامات يجب ان تنظم الصحافة نفسها بشكل ذاتي ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ان الصحافة يجب ان تتجنب نشر ما يمكن أن يؤدي الى الجريمة ‪ ،‬العنف و الفوضى‬ ‫‪-4‬‬
‫االجتماعية ‪ ،‬او توجيه اية اهانات الى األقليات ‪.‬‬
‫ان الصحافة يجب ان تكون متعددة ‪ ،‬و تعكس تنوع اآلراء ‪ ،‬و تلتزم بحق الرد ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ان للمجتمع حقا ‪ ،‬على في أن تلتزم بمعايير فيعة ‪ ،‬في ادائها لوظائفها ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪8‬‬
‫ان التدخل العام يمكن ان يكون مبررا لتحقيق المصلحة العامة‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬أسس نظرية المسؤولية اإلجتماعية ‪:‬‬

‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬العناصر المكونة لنظرية المسؤولية اإلجتماعية ‪:‬‬

‫يعبر اإلعالم المسؤول عن المبادئ األخالقية التي يجب أن يلتزم بها الممارسون للعمل اإلعالمي ‪ ،‬و‬
‫ذالك تحقيقا لنظرية المسؤولية اإلجتماعية ‪ ،‬و ال بد من توافر ثالثة عناصر إلدراك المسؤولية‬
‫اإلجتماعية ‪:‬‬

‫‪ -1‬القيام بوظائف وسائل اإلعالم السياسية ‪ ،‬و التعليمية و تحقيق وظيفة المنفعة ‪ ،‬و تحقيق الوظيفة‬
‫الثقافية ‪.‬‬
‫‪ -‬الوظيفة السياسية ‪ :‬أي إبالغ المواطنين بكل ما يدور في الحكومة و الهيئات األخرى من‬
‫االنشطة و ذالك من خالل ممارسة الرقابة على مركز السلطة في كل المستويات ‪.‬‬
‫‪ -‬الوظيفة التعليمية ‪ :‬وتشمل تقديم التقارير الصادقة و مناقشة مختلف األفكار و اآلراء‬
‫المعبرة عن كل فئات المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفة المنفعة ‪ :‬و تعني تقديم المعلومات المرتبطة باألحداث أي ان تكون وسائل اإلعالم‬
‫مرآة ما يحدث في المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -‬الوظيفة الثقافية ‪ :‬و تعني تدعيم القيم و التقاليد ‪ ،‬و معايير السلوك المرغوبة في المجتمع‬
‫‪ -2‬معرفة المبادئ التي ترشد وسائل اإلعالم الى تحقيق الوظائف السابقة بطريقة إيجابية ومسؤولة ‪.‬‬
‫‪ -3‬معرفة كل أنواع السلوك التي يجب مراعاتها من اإلعالميين لتحقيق المبادئ اإلرشادية في‬
‫‪9‬‬
‫الممارسة الواقعية للمسؤولية اإلجتماعية ‪.‬‬

‫عبد الرزاق الدليمي ‪،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪112‬‬ ‫‪8‬‬

‫كمال الحاج ‪ ،‬نظريات اإلعالم و االتصال ‪ ،‬منشورات الجامعة السورية ‪ ،‬سوريا ‪ ، 2020 ،‬ص ‪183‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬أبعاد نظرية المسؤولية اإلجتماعية ‪:‬‬

‫ترتكز نظرية المسؤولية اإلجتماعية و األخالقية لوسائل الإلعالم على ثالثة أبعاد رئيسية ‪ ،‬يتصل البعد‬
‫االول بالوظائف التي ينبغي أن يؤديها اإلعالم المعاصر ‪ ،‬و يتصل البعد الثاني بمعايير األداء ‪ ،‬بينما‬
‫يتصل البعد الثالث بالقيم المعنية التي ينبغي مراعاتها في العمل اإلعالمي ‪ ،‬ففي ما يخص األداء‬
‫اإلعالمي فإن نظرية المسؤولية اإلجتماعية تهتم بوضع المعايير التي تشمل المعايير األخالقية لألفراد ‪،‬‬
‫إضافة الى معايير الوسائل اإلعالمية ومواثيقها األخالقية سواء كانت مكتوبة أو غير مكتوبة و المعايير‬
‫المهنية التي تضعها الهيئات اإلعالمية المختلفة ‪ ،‬إضافة الى مجموعة التشريعات و القوانين التي تحكم‬
‫نظم وسائل اإلعالم ‪ ،‬و تشكل معايير األداء اإلعالمي في مجملها العام الضوابط األخالقية و القانونية‬
‫التي تحكم ممارسة العمل اإلعالمي في إطار من المسؤولية اإلجتماعية و االخالقية ‪ ،‬التي تحتم على‬
‫اإلع الم أن يقوم بواجبه تجاه المجتمع كما ينعم بحقه في الحرية و كذالك عرض الحقائق و المعلومات‬
‫التي تدعم الديقمراطية و تضمن مشاركة الرأي العام في األحداث الجارية ‪ ،‬و ذالك من خالل ‪:‬‬

‫‪ -1‬الحق في الخصوصية ‪ :‬إذ ينبغي على وسائل اإلعالم احترام خصوصية األفراد و حياتهم‬
‫الخاصة ‪ ،‬فال يصح أن تسعى الى اقتحام حياة األفراد الخاصة و التشهير بهم امام الرأي العام ‪،‬‬
‫و الحق في الخصوصية هو حق كل انسان في التعامل مع حياته الخاصة بما يراه في االحتفاظ‬
‫بأسراره التي يجب ان ال يطلع عليها اآلخرون ‪.‬‬
‫‪ -2‬الحق في محاكمة عادلة ‪ :‬ينبغي ان تحافظ وسائل اإلعالم على حق المتهم في محاكمة عادلة‬
‫أثناء نشرها للجريمة و التحقيق فيها إعالميا ‪ ،‬فالتغطية اإلعالمية غيرالرشيدة قد تتسبب في‬
‫حرمان المتهم من محاكمة عادلة ‪ ،‬كما تشكل الرأي العام ضد المتهم قبل صدور حكم القضاء‬
‫وال سيما في جرائم القتل و االغتصاب و الفساد ‪ ،‬و كثيرا ما تصدر أحكام القضاء التي تبرئ‬
‫المتهم بعد إدانة وسائل اإلعالم و تعبئة الرأي العام ضده ‪ ،‬كما ينبغي غدم نشر اسماء المجرمين‬
‫وخاصة األخداث حيث أكد علماء النفس و العاملين في المجال االجتماعي ان حذف اسم الطفل‬
‫من الخبر المنشور يقلل من احتمال عودته لإلجرام ‪ ،‬فهذه الفئة لم تبلغ مرحلة النضج الكامل مما‬
‫يجعلها عرضة للتأثير عليها و غايتها من قبل غيرهم كما ان بعض العوامل االجتماعية كالتفكك‬
‫األسري قد تدفع الحدث الى االنحراف بسبب ضعف مقاومته للتغلب عليها ‪.‬‬
‫‪ -3‬الموضوعية ‪ :‬يعد مفهوم الموضوعية أكثر المفاهيم الجدلية التي تثيرها نظرية المسؤولية‬
‫االجتماعية لوسائل اإلعالم ‪ ،‬حيث يرى بعض الباحثين أن الموضوعية الكاملة مفهوم غير‬
‫موجود في الواقع النه يستحيل تقديم معالجة أعالمية لألحداث دون تفسير ‪ ،‬لكن الواقع يفرض‬
‫الحديث عما يمكن تسميته بالموضوعية النسبية التي يمكن تحقيقها بوسائل مختلفة ‪ ،‬و يتكون‬
‫مفوم الموضوعية من ستة عناصر اساسية وفق رأي أحد الباحثين ‪ ،‬تشمل تقديم الحقائق‬
‫وتوضيح مصادر المعلومات و الفصل بين الخبر و الرأي و الحياد و التوازن في عرض‬
‫‪10‬‬
‫وجهات النظر ‪.‬‬

‫‪ 10‬هشام رشدي خير هللا ‪ ،‬محاضرات في نظريات اإلعالم ‪ ،‬كلية التربية النوعية قسم العلوم االجتماعية و االعالم ‪ ،‬جامعة المنوفية ‪ ،‬مصر ‪،‬‬
‫د‪/‬س ‪ ،‬ص ‪140-139‬‬
‫ويتصل البعد الثالث لنظرية المسؤولية اإلجتماعية لالعالم بالسلوكيات التي بنبغي مراعاتها من جانب‬
‫االعالميين لتحقيق مبادئ المسؤولية االجتماعية و االخالقية ‪ ،‬او بمعنى آخر منظومة القيم المهنية التي‬
‫‪11‬‬
‫تحكم سلوكيات اإلعالميين في أداء وظائفهم ‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثالث ‪ :‬محاسن و عيوب النظرية ‪:‬‬

‫يالحظ أن هذه النظرية قد طرحت بعض الحلول ‪ ،‬التي تتمثل في تنظيم مهنة الصحافة ‪ ،‬من خالل‬
‫إصدار مواثيق شرف مهنية ‪ ،‬لحماية حرية التحرير الصحفي ‪ ،‬و الممارسة الصحفية ‪ ،‬و إصدار قوانين‬
‫للحد من االحتكار ‪ ،‬و انشاء مجالس للصحافة و انشاء نظام لتقديم اعانات للصحف ‪.‬‬

‫و يرى بعض الباحثين أن النظرية لم تستخدم بجميع صالحياتها أي أن هناك نقص في استخدامها حيث‬
‫أن هناك قضايا جدلية يجب ان تراعيها نظرية المسؤولية اإلجتماعية أهمها ‪ :‬قضية صراع المصالح ‪،‬‬
‫قضية التعامل مع مصادر االخبار ‪ ،‬قضية صدق االخبار ‪ ،‬قضية العدالة و الدقة ‪ ،‬قضية الموضوعية ‪،‬‬
‫قضية الذوق الجيد ‪ ،‬قضية التحايل عند جميع األخبار ‪ ،‬قضية الخصوصية ‪ ،‬قضية التعاون مع الحكومة‬
‫‪12‬‬
‫او الخصومة معها ‪ ،‬قضية الهيمنة و اإلحتكار لوسائل اإلعالم ‪.‬‬

‫‪ 11‬هشام رشدي خير هللا ‪ ،‬محاضرات في نظريات اإلعالم ‪ ،‬كلية التربية النوعية قسم العلوم االجت ماعية و االعالم ‪ ،‬جامعة المنوفية ‪ ،‬مصر ‪،‬‬
‫د‪/‬س ‪ ،‬ص ‪140-139‬‬
‫‪ 12‬كمال الحاج ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪183‬‬
‫‪ ‬خـــاتمة ‪:‬‬

‫وخالصة القول ومن خالل ما تم التطرق اليه عبر مباحث هذه الدراسة الموجزة و التي تمحورت حول‬
‫نظرية المسؤولية اإلجتماعية في اإلعالم يمكننا القول ‪:‬‬

‫‪ -‬ظهررت نتيجة المسؤولية االجتماعية كنتيجة لإلنتقادات التي تعرضت لها نظرية الحرية‬
‫للكثير من المالحظات ‪ ،‬كان ال بد من ظهور نظرية جديدة في الساحة اإلعالمية ‪ ،‬فبعد‬
‫الحرب العالمية الثانية ظهرت نظرية المسؤو لية اإلجتماعية في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫في سنة ‪ 1947‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬ترتكز نظرية المسؤولية اإلجتماعية و األخالقية لوسائل الإلعالم على ثالثة أبعاد رئيسية ‪،‬‬
‫يتصل البعد االول بالوظائف التي ينبغي أن يؤديها اإلعالم المعاصر ‪ ،‬و يتصل البعد الثاني‬
‫بمعايير األداء ‪ ،‬بينما ي تصل البعد الثالث بالقيم المعنية التي ينبغي مراعاتها في العمل‬
‫اإلعالمي‬
‫‪ -‬ان نظرية المسؤولية االجتماعية تهدف الى رفع مستوى التصادم الى مستوى النقاش‬
‫الموضوعي البعيد عن االنفعال ‪ ،‬كما تهدف هذه النظرية الى اإلعالم و الترفيه و الحصول‬
‫على الربح الى جانب األهداف االجتماعية االخرى ‪.‬‬

‫نستنتج في األخير أن نظرية المسؤولية اإلجتماعية تعد تعديال او تكييفا لمبادئ الحرية اإلعالمية‬
‫وتوجيهها لخدمة المجتمع ‪ ،‬في إطار اخالقيات الممارسة المهنية التي تجسد في النهاية اسلوبا للعمل و‬
‫األداء يخدم حرية الفرد و المجتمع معا حيث تقوم على التوازن بين الحرية و المسؤولية من خالل إضافة‬
‫عدة مبادئ و اسس الى مبادئ النظام اإلعالمي الليبرالي يتمثالن في ضرورة وجود التزام ذاتي من‬
‫جانب االعالميين بمجموعة من المواثيق األخالقية ‪ ،‬التي تستهدف تحقيق التوازن بين حرية اإلعالم و‬
‫مصلحة المجتمع ‪ ،‬و يضاف الى ذالك الواجب اإلجتماعي لإلعالم الذي يتمثل في تقديم االحداث الجارية‬
‫و تقديم تفسير لها في إطار له معنى و داللة ‪.‬‬
‫‪ ‬قـــائمة المراجع ‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد فالق ‪ ،‬المسؤولية االجتماعية لمنظمات االعمال ‪ ،‬دار اليازوري ‪ ،‬عمان ‪.2016 ،‬‬
‫‪ -2‬كمال الحاج ‪ ،‬نظريات اإلعالم و االتصال ‪ ،‬منشورات الجامعة السورية ‪ ،‬سوريا ‪.2020 ،‬‬
‫‪ -3‬مصطفى يوسف كافي ‪ :‬نظريات االتصال و اإلعالم الجماهيري ‪،‬الطبعة االولى ‪ ،‬دار‬
‫اإلعصار ‪ ،‬عمان – األردن ‪.2016 ،‬‬
‫‪ -4‬عبد الرزاق الدليمي ‪ :‬نظريات االتصال في القرن الحادي و العشرون ‪ ،‬دار اليازوري ‪،‬‬
‫عمان ‪.2016 ،‬‬
‫‪ -5‬عزي هاجر ‪ ،‬سالمي رشيد ‪ ،‬دور المسؤولية االجتماعية في تعظيم الميزة التنافسية للمؤسسة‬
‫دراسة حالة شركة الفارج في الجزائر ‪ ،‬مجلة آفاق علمية ‪ ،‬المجلد ‪ ، 13‬العدد ‪، 02‬‬
‫‪.2021‬‬
‫‪ -6‬صالح سليم الحموري ‪ ،‬روال نايف المعايطة المسؤولية المجتمعية للمؤسسات من االلف الى‬
‫الياء ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الكنوز للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان – االردن ‪.2015 ،‬‬

You might also like