Professional Documents
Culture Documents
قضايا معاصرة
قضايا معاصرة
مقدمــة :
المبحث األول :القضايا المعاصرة :
-المطلب األول :ماهية القضية المعاصرة .
-المطلب الثاني :أهمية البحث في القضايا المعاصرة .
-المطلب الثالث :نماذج عن القضايا المعاصرة في االعالم .
-المطلب الرابع :الشروط و التوجيهات الواجب اتباعها في التعامل مع القضايا
المعاصرة .
خـــاتمة.
قـــائمة المراجع .
مقدمـــة :
يشهد العالم اليوم العديد من القضايا التي شغلت المفكرين و السياسين و اإلعالميين و غيرهم من
المهتمين بحقل القضايا الدولية المعاصرة و رغم هذا االنشغال في التوصيف و التعريف و التحليل
لم يتمكن أحد سواء على صعيد االفراد و المؤسسات من الوصول الى حلول تبعد تبعات هذه
القضايا عن البشرية و مجتماعاتها و مؤسساتها المختلفة حيث ان اعتبارات ظهور هذه االزمات و
القضايا رافقت وجود المجتمعات البشرية منذ ظهورها و تعرف هذه االزمات المشاكل علميا بإسم
القضايا المعاصرة و الراهنة .
غير ان هناك معايير و خصائص تميز كل قضية عن االخرى ،أين تدرج كل قضية من القضايا
في حقل معاريفي معين ،و نحن من خالل سنتخذ من هذا البحث كمدخل مفاهيمي للقضايا الراهنة و
المعاصرة اين سنسلط الضوء على ماهية القضايا الراهنة و المعاصرة و نقف على خصائصها و معاييرها
و كذا الفرق بينها و ذالك من خالل اإلجابة على التساؤالت التالية :ما هو مفهوم كل من القضية الراهنية
و القضية المعاصرة ؟ ما هي معايير اختيارها ؟ وما هو الفرق بينهما ؟
المبحث االول :القضايا المعاصرة :
يالحظ أن المصطلح مركب إضافي يتكون من ” القضايا” و ” المعاصرة” وللوقوف على ماهيته ال بد من
ذكر تعريف لكل منهما من الناحيتين اللغوية واالصطالحية ،هما على النحو التالي:
-1القضايا لغة ” جمع قضية وهي مأخوذة من قضى ،وهي األمر المتنازع عليه ،وتعرض على
.
المجتهد أو القاضي ليقضى فيها
.
-2المعاصرة أو ” المستجدة” وهي من استجد الشيء أي :استحدثه أو صيره جديدا
ثانيا :التعريف االصطالحي :بالنظر إلى أن المصطلح يتكون من ” قضايا ومعاصرة ” فقد تعددت
تعريفات العلماء له ،ولعل السبب في ذلك تنوع صور القضايا المعاصرة ،فهي إما أن تكون جديدة لم
تكن معروفة من قبل ،أو أنها موجودة لكن حالتها تطورت بالتطور الطبيعي للسلوك اإلنسانيأو نتيجة
الظروف الطارئة ،على كل يمكن أن ننظم ذلك وفق التعريف اآلتي “ :هي الحادثة التي اشترك في
1
تكوينها أكثر من صورة نتيجة التطور الطبيعي للحياة اإلنسانية”
يالحظ من خالل النصوص القرآنية والنبوية التي أمرت بالتدبر والتفكر ،أنها حثت على ذلك بما يؤدي
للوصول إلى الحقيقة والمعرفة ،ألن هللا ال يأمر إال بما يحقق مصلحة ،وال ينهى إال عما يحقق ضررا،
وعليه فالبد من السير في هذا اإلطار العام لمقاصد التشريع.
فكل ما يؤدي إلى ضرر يمنع ،وكل ما يؤدي إلى جلب مصلحة يطلب ،ومن هنا نرى ضرورة ضبط
.
التقدم العلمي بالجانب األخالقي والعملي في التشريع اإلسالمي عند بحث القضايا المعاصرة
ألن الكثير من القضايا المعاصرة التي تطرح نفسها للبحث في المجتمعات المعاصرة ،يتعذر الوصول
فيها إلى رأي تطمئن له العقول والقلوب ،إذ يقتصر بحث أكثر الباحثين على التعامل مع النصوص
الجزئية المتفرقة التي وردت في القرآن الكريم والسنة المطهرة ،مع أن اطمئنان العقول والقلوب ال يمكن
أن يتحقق إال في إطار حسم عدد من القضايا المنهجية التي يتعين البحث عنها في كتب أصول الفقه
وأصول الشريعة ،إذ أن هذه األصول هي التي تنير للباحث طريقه ،وهو يتعامل مع النصوص الجزئية،
وللتأكيد على أهمية هذا جعلت الفتوى والتشريع عند العلماء تتوقف على ” معرفة الحق والواقع وتنزيل
أحدهما على اآلخر” ،ألنه كلما كانت الوقائع متغيرة متطورة متجددة ،فقد ترتب على هذا انفتاح باب
االجتهاد الذي يفضي إلى التجديد ،ويكفل استجابة الشريعة لحاجات الناس وتحقيقها لمصالحهم .وهذا ما
1صادق عطية قنديل ،ماهر أحمد السوسي ،أهمية معالجة الرسائل العلمية للقضايا المعاصرة ،بحث مقدم لمؤتمر "الدراسات العليا و دورها في
خدمة المجتمع " ،الجامعة اإلسالمية ،غزة ، 2011/14/19 ،ص 1
أكده النبي – صلى هللا عليه وسلم بقوله ” :إن هللا يبعث لهذه األمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها
(
دينها)
وبما أن بحث القضايا المعاصرة في غالبه يتم من خالل الرسائل العلمية ينبغي اإلشارة إلى إنها بالغة
األهمية من حيث أنها أسلوب لتكوين وصناعة العلما ء والباحثين ،باإلضافة إلى إمكانية توظيفها لحل
2
المشكالت المطروحة أمام الدولة والمجتمع أيضا.
و السبب في اهتمام الباحثين في االعالم بقضية االدمان هو ان االهتمام بهذه القضية يمثل اهتمام بشريحة
من شرائح المجتمع و التي كان لزاما على وسائل اإلعالم تقوم بدورها تجاهها .
اضافة الى االتجاه المتزايد نحو االهتمام بهذه الفئة لحاجة المجتمع لعالجهم و دمجهم في المجتمع لكي
يعودوا أشخاص فاعلين .
أيضا بسبب تشعب القضية و ارتباطها بموضوعات مختلفة كاالمراض الجسدية و العقلية و غيرها .
ظاهرة االدمان تستحق ان يقف الجميع للتصدي لها حيث يعد االدمان اخطر التحديات التي تواجه
المجتمعات االنسانية .
االعالم الجديد يتميز بأنه اعالم متعدد الوسائط ويعني انه يتم عرض المواضيع في شكل مزيج من
النص و الصوت و الصورة و الفيديو مما يجعل المعلومة أكثر قوة و دقة
ومن اسباب اهتمام وسائل االعالم بقضية االعالم الجديد هو وجود ردود فعل رسمية وشعبية عديدة تجاه
االعالم االجتماعي ،إضافة الى الجدل المثال حول تأثيراته المضمونية المحتملة و حدود الحرية التي
يجب ان يتمتع بها هذا اإلعالم ،وهذا في ظل كثرة مستخدمي االنترنت في العالم
هذه القضية تعتبر من أبرز القضايا المعاصرة فهناك جدل حول اختالف االراء من حيث ضياع المرأة
بين وظيفتخا كأم و ربة بيت و مسئولة عن رعيتها و وظيفتها خارج البيت باإلضافة الى ضياع األسرة
بضياع قوامه الرجل و غير ذالك.
ان االعالم العربي قد أعطى صورات سلبية عن المرأة العربية ،و ان اغلب ما يطالبنا به هو النظرة
السطحية و التركيز على المواضيع الهابطة و األغاني السطحية و المواضيع الفنية التي ال تخدم المراة
3
او تبرز دورها الحقيقي في مجتمعاتها ونادت بضرورة تغيير صورة هذا الطرح االعالمي .
صادق عطية قنديل ،ماهر أحمد السوسي ،نفس المرجع السابق ،ص 2 2
إضافة الى قضايا معاصرة اخرى مثل :
قضية البطالة ،قضية العمل الت طوعي ،قضية حقوق االنسان ،قضية الفساد اإلداري و المالي ،قضية
المصداقية في وسائل االعالم ...الخ .
المطلب الرابع :الشوط و التوجهات الواجب اتباعها في التعامل مع القضايا المعاصرة :
على الباحث اثناء تعامله او بحثه في قضية معصارة معينة ان يعتمد على التوجيعات التالية :
على الباحث أن يبذل الجهد في أقصى ما في وسعه من تتبع األدلة والبحث عنها في مظانّها وبيان
منزلتها ،والموازنة بينها إذا تعارضت باالستفادة مما وضعه علماء األصول من قواعد التعادل
..
والترجيح
-2إذا كانت القضية غامضة أو غير مفهومة فعلى الباحث التريث وعدم التسرع في إبداء الرأي
فيها ،بل البد من سؤال أقرانه وطلب مساعدتهم للوصول إلى الحق ،قال تعالى( :إنَّ َما َح َّر َم َر ّب َ
ي
طانااّلل َما لَ ْم يُن َّز ْل به سُ ْل َ
ي بغَيْر ْال َح ّق َوأَن ت ُ ْشركُواْ ب ّ
طنَ َواإلثْ َم َو ْالبَ ْغ َ
ظ َه َر م ْن َها َو َما بَ َ
ش َما َ ْالفَ َواح َ
ّللا َما الَ ت َ ْعلَ ُمونَ ) سورة االعراف اآلية . 33 : ع َلى ّ َوأَن تَقُولُواْ َ
فعلى الباحث في القضايا المستجدة االلتزام بما تدل عليه النصوص الشرعية بحسب داللتها مباشرة أو
بحسب ظواهرها العامة.
العرف :هو ما اعتاده الناس ،وساروا عليه ،من كل فعل شاع بينهم ،أو لفظ تعارفوا إطالقه على معنى
خاص ال تألفه اللغة ،وال يتبادر غيره عند سماعه ،وهذا يشمل العرف العملي والعرف القولي ،والشارع
الحكيم راعى الصحيح من عرف العرب في التشريع ول هذا قال ،العلماء :العادة محكمة ،والثابت بالعرف
ثابت بدليل شرعي ،واإلمام مالك بنى كثيرا من أحكامه على عمل أهل المدينة ،والشافعي لما نزل بمصر
4.
غير بعض األحكام التي كان قد ذهب إليها وهو في العراق لتغير العرف
3األكاديمية العربية الدولية ،قضايا اعالمية معاصرة ( مختصر ) ،منشورات األكاديمية العربية الدولية ،السعودية ،متاح على الرابط
، www.aiacademy.info :ص 7-2
4صادق عطية قنديل ،ماهر أحمد السوسي ،نفس المرجع السابق ،ص 5
المبحث الثاني :القضايا الراهنة :
تعرف القضية لغويا على أنها مسالة او نقطة تساؤل سيكون حول خالف اسيتخذ حياله قرارا ومن هنا
فهي تختلف عن األزمة أو المشكلة .
اما المشكةل فيعرفها المعجم الوسيط أنها موقف غامض يثار حوله الشكوك أو موقف يصعب التعامل
معه .
ومن ه نا يمكن تعريف القضية االعالمية الراهنة انها تلك الموضوعات التي تعبر عن مشكالت اجتماعية
او دولية و التي لها صفة الحداثة و االستمرارية لفترة زمنية معينة ،و تعدد فيها اآلراء ووجهات النظر
5
المختلفة و تقوم وسائل االعالم بطرحها بهدف التعبير عنها او اتخاذ موقف اتجاهها .
ان العديد من االبحاث االعالمية التي انجزت سواء في المجتمعات الغربية ( المتقدمة ) او مجتمعات
العالم الثالث تشير الى وجود معايير مشتركة بنسبة معينة خاصة بالمنتوج االعالمي ،من حيث اختيار
االخبار او القضايا المختلفة بالرغم من تعدد االنظمة السياسية المؤثرة هي بذاتها في وسائل االعالم .
و يمكن ان تتعدد عوامل اختيار مواضيع القضايا الراهنة بحسب المعايير التي سنتطرق لها في قادم
المطالب و المتصلة ايضا بالخلفية الثقافية و االجتماعية .
فقد تهتم وسائل االعالم د اخل البلد الواحد ،بقضايا محلية واخرى بقضايا دولية مما يستدعي مقاربة فهم
هذا التوجه الذي يحيلنا الى دراسات ميديانية ومن اهم الدراسات التي تناولت المعايير و العوامل
المتحكمة في المنتوج االعالمي دراسة الباحثين ،غالتونغ وروج ،النرويجيين اللذان توصال الى تحديد
6
أهمية وجود معنى أو مغزى للحدث بالنسبة للمتلقي اضافة الى طبيعته السلبية .
ان تعدد االنظمة االعالمية يعتبر منظورا اساسيا في مقاربة القضايا الراهنة بمختلف ابعادها و
خصائصها و في هذا المجال يجب النظر الى طبيعة النظام السياسي و كذالك أنماط ملكية وسائل اإلعالم
.ومن معايير تحديد القضايا الراهنة في االعالم .
-االستبعاد :قد يتم تقديم رؤية معينة بحيث تعرض جوانب و ابعاد بالنظر لشخصية المؤسسة
االعالمية .
-االختيار :يتحدد االختيار عبر رؤية االعالمي للقضية و هو كذالك قد يخضع لضغوط عدة (
داخلية أو خارجية ) مثال :تمارس جماعات الضغط تأثيرات في قضايا اتلتوسيق مواد
استعالكية على مستوى االتحاد االوروبي .
القرب :يتضمن هذا المفهوم أبعادا تشير من جهة الى البعد الجغرافي الذي يتدخل بصفة -
أكيدة في تناول قضايا سياسية ،اقتصادية امنة ..فالناتماء الجغرافي المحلي او االقليمي او
القاري يفسر احيان التغطية االعالمية لقضايا مختلفة ،فمثال اظهرت دراسات امريكية ان
االحداث االجنبية ال تحظى باهتمام الجمهور مقارنة باالحداث المحلية ،و بالنسبة لوسائل
االعالم الجزائرية من الطبيعي حضور قضايا سياسية كاالزمة الليبية او قضية الصحراء
الغربية و أزمة منطقة الساحل ،انطالقا من هذا المعيار الجغرافي .
و يمكن التوسع في هذا المفهوم لما نتحدث عن القرب النفسي و الثقافي و حتى الحضاري ، -
من خالل عنصر التماثر الثقافي و التاريخي و حتى السياسي ،مثال ما بين الدول المغربية ،
العالم العربي ،العالم االسالمي ،وهذا يفسر لنا ايضا اهتمام مختلف وسائل االعالم في
العالم االسالمي و العربي بقضية ابادة مسلمي الروهنغا .
معيار الطبيعة السلبية :تسعى العديد من وسائل اإلعالم الى طرح القضايا التي تتسم -
بالصراع السياسي على سبيل المثال ،و الغرض هو البحث عن التوافق او لحسمها من اجل
احالل االستقرار ألوضاع االنظمة وفي هذا المنظور يرى أحد الباحثين وهو كالوس
شوانباخ ان االهتمام باالحداث السلبية يعود الى ان الدول الغربية تتوقع حدوث التقدم ،إذ
فالمقصود من هذا التوجه هو التغيير لألفضل .
األهمية :ال نقصد باألهمية اهتمام وتركيز وسائل اإلعالم على البلدان الصفوة ( المتقدمة ، -
الكبرى ،القوية ) و على الشخصيات المؤثرة ( النخبة بجميع أنواعها ) كما أشارت اليه
العديد من الدراسات مثل دراسة الباحث االمريكي غرابير أو دراسة االلماني ويفريد شولتز
7عبد الحميد ساحل ،مادة قضايا راهنة ،السنة األولى ماستر سمعي بصري ،كلية علوم االعالم و االتصال ،جامعة الجزائر ، 3د/ت ،ص
2-1
فقط ،و انما ايضا أهمية و حجم القضية المطروخة في أي مجال بالنظر آلثارها و تداعياتها
و لخصوصياتها التاريخية او الراهنة ،و تضخيم موضوع القضية او تحجيمها يضعان
العتبارات قد تكون احيانا مرتبطة بعامل المنافسة ،او لعوامل سياسية و ايديولوجية .
-التأطير :يرى الباحث األمريكي مايكل شودسن ( ان االنحياز السياسي المتعمد موجود في
وسائط نشر االخبار ،وهو في الحقيقة منظم اداريا – الغرض نفسه لكاتب عمود الرأي او
الصفحة االفتتاحية في التفسير و التحليل و االقناع ،ومن الشائع اكثر ان يضع الناشرون و
المحررون ،و مديرو االخبار سياسات ذات مضامين سياسية قوية ال يشايعونها بالضرورة
) و هذا المعنى يشير الى ان مبدأ االنحياز المعمول به في طرح القضايا سواء في الدول
الغربية او في دول العالم الثالث تم ادراجه في نظرية االطر االعالمية وهي ( مبادئ االنتقاء
و التشديد و العرض التي تتألف من النظرية الضمنية الصغيرة حول ما يكون ،وما يحدث ،
وما يهم ) .
-االنتماء :يتضمن هذا العامل حمولة داللية متهدد المعاني و المقصود به في هذا الساق هو
انتماء االعالمي لمؤسسة اعالمية لها تنظيمها الخاص و سياستها التحريرية التي تميزها عن
باقي المؤسسات المماثلة لها .
-الرصد االجتماعي و االخالقي :ال يقتصر دور وسال االعالم رغم تماثل مهامها و انما
تسعى ايضا الى تفحص ونقد االنظمة االجتماعية و مناقشة القضايا الخالفية بحيث تقوم
بعملية الرصل لها و التسجيل و المراقبة و التأريخ ،فهي تسهم في تحديد القضية و تحديد
8
أبعادها مع رصد مختلف األراء التي تقدم منظورا متعدد لمقاربة حقيقتها .
و خالصة القول ومن خالل ماتم التطرق اليه عبر مبحثي هذه الدراسة الموجزة و التي خصصناها
كمدخل مفاهيمي للقضايا المعاصرة و الراهنة ،يمكننا استخالص النقاط التالية :
القضية المعاصرة هي الحادثة التي اشترك في تكوينها أكثر من صورة نتيجة التطور -
الطبيعي للحياة اإلنسانية.
القضية االعالمية الراهنة انها تلك الموضوعات التي تعبر عن مشكالت اجتماعية او دولية -
و التي لها صفة الحداثة و االستمرارية لفترة زمنية معينة ،و تعدد فيها اآلراء ووجهات
النظر المختلفة.
تشتركان كل من القضايا المعاصرة و في الراهنة في حداثة المواضيع و عموميتها غير ان -
القضايا الراهنة تكون لها ابعاد اوسع من القضايا الراهنة اذ انها ترتبط باإلعالم و السياسة و
االقتصاد .
البحث في القضايا المعاصرة من العلوم الضرورية ؛ لما لها من أثر واضح على الحياة؛ -
فالناس بحاجة لمعرفة الواقعة والحادثة من حيث طبيعتها وما يترتب عليها من أحكام وما
ينتج عنها من آثار.
ينبغي على الباحث في القضايا المعاصرة أن يبتعد عن التعصب لمذهبه ،وال يعبر عما -
يقتنع به مسبقا؛ بل بما يتوصل إليه من نتائج علمية ومقررات بحثية .
ان العديد من االبحاث االعالمية التي انجزت سواء في المجتمعات الغربية ( المتقدمة ) او -
مجتمعات العالم الثالث تشير الى وجود معايير مشتركة بنسبة معينة خاصة بالمنتوج
االعالمي ،من حيث اختيار االخبار او القضايا المختلفة بالرغم من تعدد االنظمة السياسية
المؤثرة هي بذاتها في وسائل االعالم .
نستنتج في االخير ان العالم شهد و ال يزال يشهد جملة من التغيرات في مختلف مناحي الحياة االقتصادية
،االجتماعي الثقافية و السياسية فبعدانتهاء الحربين العالميتين األولى و الثانية ثم الحرب الباردة بعدها ،
ثم سقوط االتحاد السوفيتي ثم حرب الخليج في هذه الغضون اخذت مالمح العالم الغربي تتشكل عالم
تقوده الواليات المتحدة االمريكية لذا فال بد على الباحثين تسليط هذه القضايا وفق المعايير و العوامل
المعتبرة و تصنيفها في حقلها المناسب سواء في حقل القضايا المعاصرة او القضايا الراهنة و األهم من
ذالك على الباحثين و المؤلفين العرب تأليف أعمال تتحدث عن موضوع القضايا الراهنة كمجال عام
يتحدث عن ماهية القضية الراهنة و المعاصرة و ذالك من اجل تحقيق اقصى استفادة في التعامل مع هذه
القضايا خصوصا مع ان المكتبة العربية خالية او تكاد تخلو من الكتب الخاصة بهذا المجال .
قـــائمة المراجع :
-1صادق عطية قنديل ،ماهر أحمد السوسي ،أهمية معالجة الرسائل العلمية للقضايا
المعاصرة ،بحث مقدم لمؤتمر "الدراسات العليا و دورها في خدمة المجتمع " ،
الجامعة اإلسالمية ،غزة.2011/14/19 ،
-2عبد الحميد ساحل ،مادة قضايا راهنة ،السنة األولى ماستر سمعي بصري ،كلية
علوم االعالم و االتصال ،جامعة الجزائر ، 3د/ت.
-3األكاديمية العربية الدولية ،قضايا اعالمية معاصرة ( مختصر ) ،منشورات
األكاديمية العربية الدولية ،السعودية ،متاح على الرابط www.aiacademy.info :
،
-4مجموعة من المؤلفين ،الموسوعة العربية العالمية ( النسخة اإللكترونية ) ،أعمال
الموسوعة للنشر و التوزيع ،المملكة السعودية . 2004 ،
-5محمد يسعد ليلى ،اهمية االنترنت لدى الطالب الجامعي في ظل العولمة ،مذكرة
ماجستير ،كلية اآلداب و العلوم االجتماعية ،جامعة سعد دحلب بالبليدة .2005 ،