You are on page 1of 10

‫خطــة البحث‬

‫‪ ‬مقدمــة ‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬القضايا المعاصرة ‪:‬‬
‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬ماهية القضية المعاصرة ‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬أهمية البحث في القضايا المعاصرة ‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثالث ‪:‬نماذج عن القضايا المعاصرة في االعالم ‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الرابع ‪ :‬الشروط و التوجيهات الواجب اتباعها في التعامل مع القضايا‬
‫المعاصرة ‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬القضايا الراهنة ‪.‬‬


‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬تعريف القضايا الراهنة ‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬خصائص القضايا الراهنة ‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثالث ‪ :‬معايير اختيار القضايا الراهنة ‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الرابع‪ :‬عوامل اختيار القضايا الراهنة ‪.‬‬

‫‪ ‬خـــاتمة‪.‬‬
‫‪ ‬قـــائمة المراجع ‪.‬‬
‫‪ ‬مقدمـــة ‪:‬‬

‫يشهد العالم اليوم العديد من القضايا التي شغلت المفكرين و السياسين و اإلعالميين و غيرهم من‬
‫المهتمين بحقل القضايا الدولية المعاصرة و رغم هذا االنشغال في التوصيف و التعريف و التحليل‬
‫لم يتمكن أحد سواء على صعيد االفراد و المؤسسات من الوصول الى حلول تبعد تبعات هذه‬
‫القضايا عن البشرية و مجتماعاتها و مؤسساتها المختلفة حيث ان اعتبارات ظهور هذه االزمات و‬
‫القضايا رافقت وجود المجتمعات البشرية منذ ظهورها و تعرف هذه االزمات المشاكل علميا بإسم‬
‫القضايا المعاصرة و الراهنة ‪.‬‬

‫غير ان هناك معايير و خصائص تميز كل قضية عن االخرى ‪ ،‬أين تدرج كل قضية من القضايا‬
‫في حقل معاريفي معين ‪ ،‬و نحن من خالل سنتخذ من هذا البحث كمدخل مفاهيمي للقضايا الراهنة و‬
‫المعاصرة اين سنسلط الضوء على ماهية القضايا الراهنة و المعاصرة و نقف على خصائصها و معاييرها‬
‫و كذا الفرق بينها و ذالك من خالل اإلجابة على التساؤالت التالية ‪ :‬ما هو مفهوم كل من القضية الراهنية‬
‫و القضية المعاصرة ؟ ما هي معايير اختيارها ؟ وما هو الفرق بينهما ؟‬
‫‪ ‬المبحث االول ‪ :‬القضايا المعاصرة ‪:‬‬

‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬ماهية القضايا المعاصرة‬

‫يالحظ أن المصطلح مركب إضافي يتكون من ” القضايا” و ” المعاصرة” وللوقوف على ماهيته ال بد من‬
‫ذكر تعريف لكل منهما من الناحيتين اللغوية واالصطالحية ‪ ،‬هما على النحو التالي‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬التعريف اللغوي‪.‬‬

‫‪ -1‬القضايا لغة ” جمع قضية وهي مأخوذة من قضى ‪ ،‬وهي األمر المتنازع عليه ‪ ،‬وتعرض على‬
‫‪.‬‬
‫المجتهد أو القاضي ليقضى فيها‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬المعاصرة أو ” المستجدة” وهي من استجد الشيء أي‪ :‬استحدثه أو صيره جديدا‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف االصطالحي ‪ :‬بالنظر إلى أن المصطلح يتكون من ” قضايا ومعاصرة ” فقد تعددت‬
‫تعريفات العلماء له‪ ،‬ولعل السبب في ذلك تنوع صور القضايا المعاصرة ‪ ،‬فهي إما أن تكون جديدة لم‬
‫تكن معروفة من قبل ‪ ،‬أو أنها موجودة لكن حالتها تطورت بالتطور الطبيعي للسلوك اإلنسانيأو نتيجة‬
‫الظروف الطارئة‪ ،‬على كل يمكن أن ننظم ذلك وفق التعريف اآلتي‪ “ :‬هي الحادثة التي اشترك في‬
‫‪1‬‬
‫تكوينها أكثر من صورة نتيجة التطور الطبيعي للحياة اإلنسانية”‬

‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬أهمية البحث في القضايا المعاصرة ‪:‬‬

‫يالحظ من خالل النصوص القرآنية والنبوية التي أمرت بالتدبر والتفكر‪ ،‬أنها حثت على ذلك بما يؤدي‬
‫للوصول إلى الحقيقة والمعرفة ‪ ،‬ألن هللا ال يأمر إال بما يحقق مصلحة‪ ،‬وال ينهى إال عما يحقق ضررا‪،‬‬
‫وعليه فالبد من السير في هذا اإلطار العام لمقاصد التشريع‪.‬‬

‫فكل ما يؤدي إلى ضرر يمنع‪ ،‬وكل ما يؤدي إلى جلب مصلحة يطلب‪ ،‬ومن هنا نرى ضرورة ضبط‬
‫‪.‬‬
‫التقدم العلمي بالجانب األخالقي والعملي في التشريع اإلسالمي عند بحث القضايا المعاصرة‬

‫ألن الكثير من القضايا المعاصرة التي تطرح نفسها للبحث في المجتمعات المعاصرة‪ ،‬يتعذر الوصول‬
‫فيها إلى رأي تطمئن له العقول والقلوب‪ ،‬إذ يقتصر بحث أكثر الباحثين على التعامل مع النصوص‬
‫الجزئية المتفرقة التي وردت في القرآن الكريم والسنة المطهرة‪ ،‬مع أن اطمئنان العقول والقلوب ال يمكن‬
‫أن يتحقق إال في إطار حسم عدد من القضايا المنهجية التي يتعين البحث عنها في كتب أصول الفقه‬
‫وأصول الشريعة‪ ،‬إذ أن هذه األصول هي التي تنير للباحث طريقه‪ ،‬وهو يتعامل مع النصوص الجزئية‪،‬‬
‫وللتأكيد على أهمية هذا جعلت الفتوى والتشريع عند العلماء تتوقف على ” معرفة الحق والواقع وتنزيل‬
‫أحدهما على اآلخر” ‪ ،‬ألنه كلما كانت الوقائع متغيرة متطورة متجددة‪ ،‬فقد ترتب على هذا انفتاح باب‬
‫االجتهاد الذي يفضي إلى التجديد‪ ،‬ويكفل استجابة الشريعة لحاجات الناس وتحقيقها لمصالحهم‪ .‬وهذا ما‬

‫‪ 1‬صادق عطية قنديل ‪ ،‬ماهر أحمد السوسي ‪ ،‬أهمية معالجة الرسائل العلمية للقضايا المعاصرة ‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر "الدراسات العليا و دورها في‬
‫خدمة المجتمع " ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية ‪ ،‬غزة‪ ، 2011/14/19 ،‬ص ‪1‬‬
‫أكده النبي – صلى هللا عليه وسلم بقوله ‪ ” :‬إن هللا يبعث لهذه األمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها‬
‫(‬
‫دينها)‬

‫وبما أن بحث القضايا المعاصرة في غالبه يتم من خالل الرسائل العلمية ينبغي اإلشارة إلى إنها بالغة‬
‫األهمية من حيث أنها أسلوب لتكوين وصناعة العلما ء والباحثين‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية توظيفها لحل‬
‫‪2‬‬
‫المشكالت المطروحة أمام الدولة والمجتمع أيضا‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثالث ‪ :‬نماذج عن القضايا المعاصرة ‪:‬‬

‫‪ -1‬قضية اإلدمان ‪:‬‬

‫و السبب في اهتمام الباحثين في االعالم بقضية االدمان هو ان االهتمام بهذه القضية يمثل اهتمام بشريحة‬
‫من شرائح المجتمع و التي كان لزاما على وسائل اإلعالم تقوم بدورها تجاهها ‪.‬‬

‫اضافة الى االتجاه المتزايد نحو االهتمام بهذه الفئة لحاجة المجتمع لعالجهم و دمجهم في المجتمع لكي‬
‫يعودوا أشخاص فاعلين ‪.‬‬

‫أيضا بسبب تشعب القضية و ارتباطها بموضوعات مختلفة كاالمراض الجسدية و العقلية و غيرها ‪.‬‬

‫ظاهرة االدمان تستحق ان يقف الجميع للتصدي لها حيث يعد االدمان اخطر التحديات التي تواجه‬
‫المجتمعات االنسانية ‪.‬‬

‫تعتبر مشكلة االدمان ظاهرة اجتماعية و اقتصادية و دينية ‪.‬‬

‫‪ -2‬قضية االعالم الجديد ‪:‬‬

‫االعالم الجديد يتميز بأنه اعالم متعدد الوسائط ويعني انه يتم عرض المواضيع في شكل مزيج من‬
‫النص و الصوت و الصورة و الفيديو مما يجعل المعلومة أكثر قوة و دقة‬

‫ومن اسباب اهتمام وسائل االعالم بقضية االعالم الجديد هو وجود ردود فعل رسمية وشعبية عديدة تجاه‬
‫االعالم االجتماعي ‪ ،‬إضافة الى الجدل المثال حول تأثيراته المضمونية المحتملة و حدود الحرية التي‬
‫يجب ان يتمتع بها هذا اإلعالم ‪ ،‬وهذا في ظل كثرة مستخدمي االنترنت في العالم‬

‫‪ -3‬قضية عمل المرأة ‪:‬‬

‫هذه القضية تعتبر من أبرز القضايا المعاصرة فهناك جدل حول اختالف االراء من حيث ضياع المرأة‬
‫بين وظيفتخا كأم و ربة بيت و مسئولة عن رعيتها و وظيفتها خارج البيت باإلضافة الى ضياع األسرة‬
‫بضياع قوامه الرجل و غير ذالك‪.‬‬

‫ان االعالم العربي قد أعطى صورات سلبية عن المرأة العربية ‪ ،‬و ان اغلب ما يطالبنا به هو النظرة‬
‫السطحية و التركيز على المواضيع الهابطة و األغاني السطحية و المواضيع الفنية التي ال تخدم المراة‬
‫‪3‬‬
‫او تبرز دورها الحقيقي في مجتمعاتها ونادت بضرورة تغيير صورة هذا الطرح االعالمي ‪.‬‬

‫صادق عطية قنديل ‪ ،‬ماهر أحمد السوسي ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫إضافة الى قضايا معاصرة اخرى مثل ‪:‬‬

‫قضية البطالة ‪ ،‬قضية العمل الت طوعي ‪ ،‬قضية حقوق االنسان ‪ ،‬قضية الفساد اإلداري و المالي ‪ ،‬قضية‬
‫المصداقية في وسائل االعالم ‪ ...‬الخ ‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الرابع ‪ :‬الشوط و التوجهات الواجب اتباعها في التعامل مع القضايا المعاصرة ‪:‬‬

‫على الباحث اثناء تعامله او بحثه في قضية معصارة معينة ان يعتمد على التوجيعات التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬استفراغ الوسع ‪:‬‬

‫على الباحث أن يبذل الجهد في أقصى ما في وسعه من تتبع األدلة والبحث عنها في مظانّها وبيان‬
‫منزلتها‪ ،‬والموازنة بينها إذا تعارضت باالستفادة مما وضعه علماء األصول من قواعد التعادل‬
‫‪..‬‬
‫والترجيح‬

‫‪ -2‬إذا كانت القضية غامضة أو غير مفهومة فعلى الباحث التريث وعدم التسرع في إبداء الرأي‬
‫فيها‪ ،‬بل البد من سؤال أقرانه وطلب مساعدتهم للوصول إلى الحق‪ ،‬قال تعالى‪( :‬إنَّ َما َح َّر َم َر ّب َ‬
‫ي‬
‫طانا‬‫اّلل َما لَ ْم يُن َّز ْل به سُ ْل َ‬
‫ي بغَيْر ْال َح ّق َوأَن ت ُ ْشركُواْ ب ّ‬
‫طنَ َواإلثْ َم َو ْالبَ ْغ َ‬
‫ظ َه َر م ْن َها َو َما بَ َ‬
‫ش َما َ‬ ‫ْالفَ َواح َ‬
‫ّللا َما الَ ت َ ْعلَ ُمونَ ) سورة االعراف اآلية ‪. 33 :‬‬ ‫ع َلى ّ‬ ‫َوأَن تَقُولُواْ َ‬

‫‪ -3‬التزام النصوص وعدم االجتهاد في المسائل القطعية‪.‬‬

‫فعلى الباحث في القضايا المستجدة االلتزام بما تدل عليه النصوص الشرعية بحسب داللتها مباشرة أو‬
‫بحسب ظواهرها العامة‪.‬‬

‫‪ -4‬مراعاة األعراف والعادات‪.‬‬

‫العرف ‪ :‬هو ما اعتاده الناس‪ ،‬وساروا عليه‪ ،‬من كل فعل شاع بينهم‪ ،‬أو لفظ تعارفوا إطالقه على معنى‬
‫خاص ال تألفه اللغة‪ ،‬وال يتبادر غيره عند سماعه‪ ،‬وهذا يشمل العرف العملي والعرف القولي‪ ،‬والشارع‬
‫الحكيم راعى الصحيح من عرف العرب في التشريع ول هذا قال‪ ،‬العلماء‪ :‬العادة محكمة‪ ،‬والثابت بالعرف‬
‫ثابت بدليل شرعي‪ ،‬واإلمام مالك بنى كثيرا من أحكامه على عمل أهل المدينة‪ ،‬والشافعي لما نزل بمصر‬
‫‪4.‬‬
‫غير بعض األحكام التي كان قد ذهب إليها وهو في العراق لتغير العرف‬

‫‪ 3‬األكاديمية العربية الدولية ‪ ،‬قضايا اعالمية معاصرة ( مختصر ) ‪ ،‬منشورات األكاديمية العربية الدولية ‪ ،‬السعودية ‪ ،‬متاح على الرابط‬
‫‪ ، www.aiacademy.info :‬ص ‪7-2‬‬
‫‪ 4‬صادق عطية قنديل ‪ ،‬ماهر أحمد السوسي ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪5‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬القضايا الراهنة ‪:‬‬

‫‪ ‬المطلب االول ‪ :‬تعريف القضايا الراهنة ‪:‬‬

‫تعرف القضية لغويا على أنها مسالة او نقطة تساؤل سيكون حول خالف اسيتخذ حياله قرارا ومن هنا‬
‫فهي تختلف عن األزمة أو المشكلة ‪.‬‬

‫اما المشكةل فيعرفها المعجم الوسيط أنها موقف غامض يثار حوله الشكوك أو موقف يصعب التعامل‬
‫معه ‪.‬‬

‫ومن ه نا يمكن تعريف القضية االعالمية الراهنة انها تلك الموضوعات التي تعبر عن مشكالت اجتماعية‬
‫او دولية و التي لها صفة الحداثة و االستمرارية لفترة زمنية معينة ‪ ،‬و تعدد فيها اآلراء ووجهات النظر‬
‫‪5‬‬
‫المختلفة و تقوم وسائل االعالم بطرحها بهدف التعبير عنها او اتخاذ موقف اتجاهها ‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬خصائص القضايا الراهنة ‪:‬‬

‫ان العديد من االبحاث االعالمية التي انجزت سواء في المجتمعات الغربية ( المتقدمة ) او مجتمعات‬
‫العالم الثالث تشير الى وجود معايير مشتركة بنسبة معينة خاصة بالمنتوج االعالمي ‪ ،‬من حيث اختيار‬
‫االخبار او القضايا المختلفة بالرغم من تعدد االنظمة السياسية المؤثرة هي بذاتها في وسائل االعالم ‪.‬‬

‫و يمكن ان تتعدد عوامل اختيار مواضيع القضايا الراهنة بحسب المعايير التي سنتطرق لها في قادم‬
‫المطالب و المتصلة ايضا بالخلفية الثقافية و االجتماعية ‪.‬‬

‫فقد تهتم وسائل االعالم د اخل البلد الواحد ‪ ،‬بقضايا محلية واخرى بقضايا دولية مما يستدعي مقاربة فهم‬
‫هذا التوجه الذي يحيلنا الى دراسات ميديانية ومن اهم الدراسات التي تناولت المعايير و العوامل‬
‫المتحكمة في المنتوج االعالمي دراسة الباحثين ‪ ،‬غالتونغ وروج ‪ ،‬النرويجيين اللذان توصال الى تحديد‬
‫‪6‬‬
‫أهمية وجود معنى أو مغزى للحدث بالنسبة للمتلقي اضافة الى طبيعته السلبية ‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثالث ‪ :‬معاير اختيار القضايا الراهنة ‪:‬‬

‫ان تعدد االنظمة االعالمية يعتبر منظورا اساسيا في مقاربة القضايا الراهنة بمختلف ابعادها و‬
‫خصائصها و في هذا المجال يجب النظر الى طبيعة النظام السياسي و كذالك أنماط ملكية وسائل اإلعالم‬
‫‪ .‬ومن معايير تحديد القضايا الراهنة في االعالم ‪.‬‬

‫‪ -‬االستبعاد ‪ :‬قد يتم تقديم رؤية معينة بحيث تعرض جوانب و ابعاد بالنظر لشخصية المؤسسة‬
‫االعالمية ‪.‬‬
‫‪ -‬االختيار ‪ :‬يتحدد االختيار عبر رؤية االعالمي للقضية و هو كذالك قد يخضع لضغوط عدة (‬
‫داخلية أو خارجية ) مثال ‪ :‬تمارس جماعات الضغط تأثيرات في قضايا اتلتوسيق مواد‬
‫استعالكية على مستوى االتحاد االوروبي ‪.‬‬

‫األكاديمية العربية الدولية ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 1‬‬ ‫‪5‬‬

‫عبد الحميد ساحل ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪2‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪ -‬معيار القيم ‪ :‬اكدت دراسات اعالمية من أن المعايير التي تبدو مستقلة ( الموضوعية ‪ ،‬الدقة‬
‫‪ ،‬الحياد ) و كمبادئ في اختيار االخبار او القضايا و بعد استقرائها علميا ال تفسر تماما‬
‫واقعية ممارستها لوجود تبريرات اخرى في سياق ضغوط تنظيمية و ثقافية ( يؤدي بنا الى‬
‫مراجعة مفهوم الصحفي المستقل ) و هكذا تم تحديد معيار القيم في المنظمة االعالمية التي‬
‫تؤثر في معالجة القضايا الراهنة ‪.‬‬
‫‪ -‬الجمهور ‪ :‬االهتمام و الحق في االعالم ‪ :‬قد تم طرح هذا المعيار في المجتمعات ذات‬
‫المنظومة االعالمية الليبرالية من منظور حق المعرفة ‪ ،‬بحيث تقتصر عادة في مسألة مدى‬
‫احقية فرد من االفراد في معرفة المعلومات الرسمية في القضايا ذات الشأن العام مع ذالك‬
‫حتى في هذا المستوى ال يمكن توقع الحصول على المعلومات من الناحية االعالمية قد تكون‬
‫مضرة او معيقة لنشاط مؤسسات امنية على سبيل المثال ‪ ،‬ولكن في سياق آخر مثال ذالك (‬
‫نسبة السكر في المشروبات المختلفة ‪ ،‬مكونات صناعة مادة الخبز في بلدنا ‪ ) ..‬من المهم‬
‫ومن مصلحة المواطن معرفة المواد المضافة النها تؤثر في الصحة خاصة و ان بعض‬
‫القنوات االعالمية تكون رئيسية في التأثير على االفراد بالمشاهدة او باالستمتاع او‬
‫‪7‬‬
‫بالقراءة‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الرابع ‪ :‬عوامل و أسس اختيار القضايا الراهنة ‪:‬‬

‫القرب ‪ :‬يتضمن هذا المفهوم أبعادا تشير من جهة الى البعد الجغرافي الذي يتدخل بصفة‬ ‫‪-‬‬
‫أكيدة في تناول قضايا سياسية ‪ ،‬اقتصادية امنة ‪ ..‬فالناتماء الجغرافي المحلي او االقليمي او‬
‫القاري يفسر احيان التغطية االعالمية لقضايا مختلفة ‪ ،‬فمثال اظهرت دراسات امريكية ان‬
‫االحداث االجنبية ال تحظى باهتمام الجمهور مقارنة باالحداث المحلية ‪ ،‬و بالنسبة لوسائل‬
‫االعالم الجزائرية من الطبيعي حضور قضايا سياسية كاالزمة الليبية او قضية الصحراء‬
‫الغربية و أزمة منطقة الساحل ‪ ،‬انطالقا من هذا المعيار الجغرافي ‪.‬‬
‫و يمكن التوسع في هذا المفهوم لما نتحدث عن القرب النفسي و الثقافي و حتى الحضاري ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من خالل عنصر التماثر الثقافي و التاريخي و حتى السياسي ‪ ،‬مثال ما بين الدول المغربية ‪،‬‬
‫العالم العربي ‪ ،‬العالم االسالمي ‪ ،‬وهذا يفسر لنا ايضا اهتمام مختلف وسائل االعالم في‬
‫العالم االسالمي و العربي بقضية ابادة مسلمي الروهنغا ‪.‬‬
‫معيار الطبيعة السلبية ‪ :‬تسعى العديد من وسائل اإلعالم الى طرح القضايا التي تتسم‬ ‫‪-‬‬
‫بالصراع السياسي على سبيل المثال ‪ ،‬و الغرض هو البحث عن التوافق او لحسمها من اجل‬
‫احالل االستقرار ألوضاع االنظمة وفي هذا المنظور يرى أحد الباحثين وهو كالوس‬
‫شوانباخ ان االهتمام باالحداث السلبية يعود الى ان الدول الغربية تتوقع حدوث التقدم ‪ ،‬إذ‬
‫فالمقصود من هذا التوجه هو التغيير لألفضل ‪.‬‬
‫األهمية ‪ :‬ال نقصد باألهمية اهتمام وتركيز وسائل اإلعالم على البلدان الصفوة ( المتقدمة ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكبرى ‪ ،‬القوية ) و على الشخصيات المؤثرة ( النخبة بجميع أنواعها ) كما أشارت اليه‬
‫العديد من الدراسات مثل دراسة الباحث االمريكي غرابير أو دراسة االلماني ويفريد شولتز‬

‫‪ 7‬عبد الحميد ساحل ‪ ،‬مادة قضايا راهنة ‪ ،‬السنة األولى ماستر سمعي بصري ‪ ،‬كلية علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 3‬د‪/‬ت ‪ ،‬ص‬
‫‪2-1‬‬
‫فقط ‪ ،‬و انما ايضا أهمية و حجم القضية المطروخة في أي مجال بالنظر آلثارها و تداعياتها‬
‫و لخصوصياتها التاريخية او الراهنة ‪ ،‬و تضخيم موضوع القضية او تحجيمها يضعان‬
‫العتبارات قد تكون احيانا مرتبطة بعامل المنافسة ‪ ،‬او لعوامل سياسية و ايديولوجية ‪.‬‬
‫‪ -‬التأطير ‪ :‬يرى الباحث األمريكي مايكل شودسن ( ان االنحياز السياسي المتعمد موجود في‬
‫وسائط نشر االخبار ‪ ،‬وهو في الحقيقة منظم اداريا – الغرض نفسه لكاتب عمود الرأي او‬
‫الصفحة االفتتاحية في التفسير و التحليل و االقناع ‪ ،‬ومن الشائع اكثر ان يضع الناشرون و‬
‫المحررون ‪ ،‬و مديرو االخبار سياسات ذات مضامين سياسية قوية ال يشايعونها بالضرورة‬
‫) و هذا المعنى يشير الى ان مبدأ االنحياز المعمول به في طرح القضايا سواء في الدول‬
‫الغربية او في دول العالم الثالث تم ادراجه في نظرية االطر االعالمية وهي ( مبادئ االنتقاء‬
‫و التشديد و العرض التي تتألف من النظرية الضمنية الصغيرة حول ما يكون ‪ ،‬وما يحدث ‪،‬‬
‫وما يهم ) ‪.‬‬
‫‪ -‬االنتماء ‪ :‬يتضمن هذا العامل حمولة داللية متهدد المعاني و المقصود به في هذا الساق هو‬
‫انتماء االعالمي لمؤسسة اعالمية لها تنظيمها الخاص و سياستها التحريرية التي تميزها عن‬
‫باقي المؤسسات المماثلة لها ‪.‬‬
‫‪ -‬الرصد االجتماعي و االخالقي ‪ :‬ال يقتصر دور وسال االعالم رغم تماثل مهامها و انما‬
‫تسعى ايضا الى تفحص ونقد االنظمة االجتماعية و مناقشة القضايا الخالفية بحيث تقوم‬
‫بعملية الرصل لها و التسجيل و المراقبة و التأريخ ‪ ،‬فهي تسهم في تحديد القضية و تحديد‬
‫‪8‬‬
‫أبعادها مع رصد مختلف األراء التي تقدم منظورا متعدد لمقاربة حقيقتها ‪.‬‬

‫عبد الحميد ساحل ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪4-3‬‬ ‫‪8‬‬


‫‪ ‬خـــاتمة ‪:‬‬

‫و خالصة القول ومن خالل ماتم التطرق اليه عبر مبحثي هذه الدراسة الموجزة و التي خصصناها‬
‫كمدخل مفاهيمي للقضايا المعاصرة و الراهنة ‪ ،‬يمكننا استخالص النقاط التالية ‪:‬‬

‫القضية المعاصرة هي الحادثة التي اشترك في تكوينها أكثر من صورة نتيجة التطور‬ ‫‪-‬‬
‫الطبيعي للحياة اإلنسانية‪.‬‬
‫القضية االعالمية الراهنة انها تلك الموضوعات التي تعبر عن مشكالت اجتماعية او دولية‬ ‫‪-‬‬
‫و التي لها صفة الحداثة و االستمرارية لفترة زمنية معينة ‪ ،‬و تعدد فيها اآلراء ووجهات‬
‫النظر المختلفة‪.‬‬
‫تشتركان كل من القضايا المعاصرة و في الراهنة في حداثة المواضيع و عموميتها غير ان‬ ‫‪-‬‬
‫القضايا الراهنة تكون لها ابعاد اوسع من القضايا الراهنة اذ انها ترتبط باإلعالم و السياسة و‬
‫االقتصاد ‪.‬‬
‫البحث في القضايا المعاصرة من العلوم الضرورية ؛ لما لها من أثر واضح على الحياة؛‬ ‫‪-‬‬
‫فالناس بحاجة لمعرفة الواقعة والحادثة من حيث طبيعتها وما يترتب عليها من أحكام وما‬
‫ينتج عنها من آثار‪.‬‬
‫ينبغي على الباحث في القضايا المعاصرة أن يبتعد عن التعصب لمذهبه ‪ ،‬وال يعبر عما‬ ‫‪-‬‬
‫يقتنع به مسبقا؛ بل بما يتوصل إليه من نتائج علمية ومقررات بحثية ‪.‬‬
‫ان العديد من االبحاث االعالمية التي انجزت سواء في المجتمعات الغربية ( المتقدمة ) او‬ ‫‪-‬‬
‫مجتمعات العالم الثالث تشير الى وجود معايير مشتركة بنسبة معينة خاصة بالمنتوج‬
‫االعالمي ‪ ،‬من حيث اختيار االخبار او القضايا المختلفة بالرغم من تعدد االنظمة السياسية‬
‫المؤثرة هي بذاتها في وسائل االعالم ‪.‬‬

‫نستنتج في االخير ان العالم شهد و ال يزال يشهد جملة من التغيرات في مختلف مناحي الحياة االقتصادية‬
‫‪ ،‬االجتماعي الثقافية و السياسية فبعدانتهاء الحربين العالميتين األولى و الثانية ثم الحرب الباردة بعدها ‪،‬‬
‫ثم سقوط االتحاد السوفيتي ثم حرب الخليج في هذه الغضون اخذت مالمح العالم الغربي تتشكل عالم‬
‫تقوده الواليات المتحدة االمريكية لذا فال بد على الباحثين تسليط هذه القضايا وفق المعايير و العوامل‬
‫المعتبرة و تصنيفها في حقلها المناسب سواء في حقل القضايا المعاصرة او القضايا الراهنة و األهم من‬
‫ذالك على الباحثين و المؤلفين العرب تأليف أعمال تتحدث عن موضوع القضايا الراهنة كمجال عام‬
‫يتحدث عن ماهية القضية الراهنة و المعاصرة و ذالك من اجل تحقيق اقصى استفادة في التعامل مع هذه‬
‫القضايا خصوصا مع ان المكتبة العربية خالية او تكاد تخلو من الكتب الخاصة بهذا المجال ‪.‬‬
‫‪ ‬قـــائمة المراجع ‪:‬‬

‫‪ -1‬صادق عطية قنديل ‪ ،‬ماهر أحمد السوسي ‪ ،‬أهمية معالجة الرسائل العلمية للقضايا‬
‫المعاصرة ‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر "الدراسات العليا و دورها في خدمة المجتمع " ‪،‬‬
‫الجامعة اإلسالمية ‪ ،‬غزة‪.2011/14/19 ،‬‬
‫‪ -2‬عبد الحميد ساحل ‪ ،‬مادة قضايا راهنة ‪ ،‬السنة األولى ماستر سمعي بصري ‪ ،‬كلية‬
‫علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 3‬د‪/‬ت‪.‬‬
‫‪ -3‬األكاديمية العربية الدولية ‪ ،‬قضايا اعالمية معاصرة ( مختصر ) ‪ ،‬منشورات‬
‫األكاديمية العربية الدولية ‪ ،‬السعودية ‪ ،‬متاح على الرابط ‪www.aiacademy.info :‬‬
‫‪،‬‬
‫‪ -4‬مجموعة من المؤلفين ‪ ،‬الموسوعة العربية العالمية ( النسخة اإللكترونية ) ‪ ،‬أعمال‬
‫الموسوعة للنشر و التوزيع ‪ ،‬المملكة السعودية ‪. 2004 ،‬‬
‫‪ -5‬محمد يسعد ليلى ‪ ،‬اهمية االنترنت لدى الطالب الجامعي في ظل العولمة ‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير ‪ ،‬كلية اآلداب و العلوم االجتماعية ‪ ،‬جامعة سعد دحلب بالبليدة ‪.2005 ،‬‬

You might also like