Professional Documents
Culture Documents
يمكن تقسيم بداية نشأة مفهوم الوظائف التنفيذية وتطوره تاريخيا إلى عدة مراحل
مرحلة أواخر القرن :18إدراك العديد من علماء األعصاب أهمية الفصوص الجبهية باعتبارها .1
أكثر المناطق أهمية في الدماغ ألنها تتضمن كفاءات ذهنية عليا و يسميها Brudach1819
بالورشة أو المشغل لعمليات التفكير ()Sieroff
في مرحلة القرن : 19على إثر الحادثة التي تعرض لها ،Phineas Gageاختراق قضيب .2
حديدي لخده األيسر ومقدمة الدماغ ،طرأ تغيير على سلوكياته ،بحيث أصبح غير مسؤول،
صبياني في تصرفاته وال يراعي لمشاعر اآلخرين سريع الغضب ،منعدم الصبر ،فظ ،خشن في
سلوكه ،غير قادر على التخطيط ( ،)Allain & Le Gall 2008شكلت هذه الحادثة االنطالقة
الحقيقية للبحث في دور الفصوص الجبهية في تحديد السلوك اإلنساني.
في مرحلة القرن : 20إلى حدود ستينيات هذا القرن وبالضبط ( ،)1966سيقدم "ألكسدنر .3
لوريا" ( )Alexander Lauriaعالم األعصاب الروسي مفهوم الوظائف التنفيذية حيث بادر
لنمذجتها عن طريق المالحظة اإلكلنيكية ،وقد وجد أن المرضى الذين يعانون من إصابات جبهية
يظهرون عجز في وضع خطة أو تصميم موجه لتحقيق المهام المعقدة (تحليل المعطيات،
التخطيط ،تنفيذ المهمة ،التحقق من النتائج).
وبعد ذلك ،سينتقل هذا المفهوم إلى الحقل السيكولوجي بفضل تطوير العديد من االختبارات التي .4
تقيس النشاط المعرفي للفص الجبهي ،األمر الذي مكن الباحثين من بناء نماذج نظرية للوظائف
التنفيذية من الصعب تقديم تعريف واحد شامل لمفهوم الوظائف التنفيذية ،لتعدد التعاريف و
المقاربات (النورولوجية ،المعرفية)...
من الصعب تقديم تعريف واحد شامل لمفهوم الوظائف التنفيذية ،لتعدد التعاريف والمقاربات
(النورولوجية ،المعرفية)
• عرفه " لوريا" باعتباره القبعة أو المظلة التي تنطوي تحتها مجموعة من المهارات/القدرات
العليا الضرورية لتحقيق سلوك موجه لهدف معين تحت إمرة الفص الجبهي واقتراناته ،ويتجلى
الدور األساسي للوظائف التنفيذية في تسهيل عملية التوافق والتكيف مع وضعيات جديدة.
• عرفه :Stuss & Benson 1986يمثل عددا من األنشطة المهمة المنسوبة في الغالب إلى
الفصوص الجبهية ،والتي تصبح نشيطة في الوضعيات الجديدة غير الروتينية والتي تتطلب
حلوال جديدة أو مبتكرة.
• يرى :Ozonoff & Penniston 1996أن الوظائف التنفيذية في مجموعة من الوظائف التي
تسيطر على السلوك الموجه لهدف معين ،والتي تتطلب السيطرة على الخطط أو البرامج حتى
يتم تنفيذها ،وكبح األفعال المتداخلة والتخطيط لألحداث المتباعدة.
1
األستاذة :أفرفار عائشة األسدس 4 مادة األنشطة الذهنية
• حسب :Weyondt 2005إن الوظائف التنفيذية هي مكون مركب يمكن تعريفه بصورة واسعة
كقدرات معرفية ذات رتبة عليا ،والتي تسمح بتخطيط االستراتيجيات للمرونة المعرفية و التنظيم
الذاتي والسلوك الموجه لهدف.
• نجد Rabbit 1997يعرف الوظائف التنفيذية بأنها "عمليات تحكم ،تتطلب اإلدراك ،التقييم
واالختيار من ضمن مجموعة من البدائل واالستراتيجيات المتنوعة ،بينما تكون العمليات غير
التنفيذية آلية وال تتطلب مراعاة أو تقدير االستراتيجيات البديلة.
نستنتج على ضوء هذه التعاريف أن الوظائف التنفيذية تعني السيرورات واألنشطة والقدرات والعمليات
الذهنية العليا التي تنظم وتراقب وتضبط الفعل على مستوى الحركة االنتباه التفكير ،إذ تعد قدرات
معرفية ضرورية للسلوك الهادف والموجه للتكيف مع متطلبات ومتغيرات المحيط ،فهي بمثابة صمام
أمان لجميع العمليات المعرفية بحيث تعمل على التنسيق بين ما هو ذهني معرفي و ما هو استجابي
سلوكي ،حيث تمنح لنا المرونة في معالجة المعلومات وتسمح لنا بالتخطيط والتنظيم وإعداد
االستراتيجيات وتذكر التفاصيل والحفاظ على الحلول المالئمة لتحقيق هدف معين أو كبح استجابة غير
مالئمة ،وتتدخل الوظائف التنفيذية في الوضعيات التي تتطلب التفكير واإلبداع إذ تتدخل في حل المشاكل
التي تطرحها الوضعيات والمواقف الجديدة التي ال يتوفر فيها الفرد على جواب آني جاهز بصورة
مسبقة.
تساهم الوظائف التنفيذية بدور كبير في تكيف الفرد مع المحيط الخارجي ،وهذا الدور يتجسد في:
تتطور العمليات التنفيذية عبر الزمن ابتداءا من مرحلة الطفولة في تواصل مع اكتمال الشبكات العصبية
الموجودة في الفص الجبهي ،حيث أن تمظهراتها تبدأ منذ الشهور األولى ،ما بين 12 - 7شهرا من
العمر ( ،)Zelazo & Muller 2002حيث يتم قياسها عبر مهمة ( أ ،ب ) حيث يتم إخفاء شيء ما
عن الطفل وينتظر منه أن يقوم بالبحث عنه ،ولقد تم التأكيد على أن الرضيع الذي يبلغ عمره سنتين
يتوفر على قدرات تخص الكبح و ذاكرة العمل ( ، ) Carlson 2005ولقد كشفت دراسة نمو الفص قبل
الجبهي بواسطة التصوير الدماغي طفرات ما بين الوالدة والسنتين ،ما بين 9 - 7سنوات وتصل إلى
2
األستاذة :أفرفار عائشة األسدس 4 مادة األنشطة الذهنية
مرحلة النضج لما بين 19 - 16سنة ( ،)Anderson Levin & Jacobs, 2002فاألبحاث التي أجريت
على األطفال حديثي الوالدة وفي مرحلة ما قبل التمدرس ومرحلة التمدرس أوضحت أن تطور األداء
المتعلق بمهام الوظائف التنفيذية مرتبط بشكل كبير بالنمو ( ) Ying 2003
وكشفت بعض الدراسات أن وتيرة النمو تختلف بالنسبة لمكونات الوظائف التنفيذية ،فوظيفة الكبح
وذاكرة العمل ينموان بوتيرة سريعة في الطفولة مقارنة مع وظيفة المرونة والتخطيط.
فالوظائف التنفيذية الساخنة تحيل إلى سيرورات المراقبة في حالة اتخاذ قرارات ذات طبيعة وجدانية
تحفيزية ،أما الوظائف التنفيذية الباردة تحيل إلى سيرورات المراقبة في وضعية حل المشكالت المعقدة
والجديدة دون أن تكون لها حمولة وجدانية تحفيزية وعلى ضوء الدراسات التي تم انجازها
،2000 Meyake et Allتم االتفاق على وجود أربع وظائف تنفيذية وهي :الكبح ،Linhibition
التحيين ،la mise à jourالمرونة الذهنية ،La flexibilite mentaleالتخطيط la planification
أكدت المالحظات اإلكلينيكية وتقنيات التصوير الدماغي أن الوظائف التنفيذية تتركز أساسا في الفص
الجبهي وخاصة ما قبل الجبهي (القشرة قبل جبهية ،)Le cortex prefrontaleلكن هذه المنطقة
ليست وحدها المسؤولة ،فهي تتفاعل مع األجزاء األخرى من الدماغ الباحة الحركية ،الباحة الحسية،
الجهاز اللمبي (االنفعاالت).
أكد Lauria Alexanderأن الفصوص الجبهية مسؤولة عن وضع برامج وتنظيم السلوك وتحديد ما إذا
كان النشاط المعطى مقاسيا أم ال.
3
األستاذة :أفرفار عائشة األسدس 4 مادة األنشطة الذهنية
المرونة عكس التصلب ،تعني قدرة الفرد على تغيير زاوية تفكيره أثناء قيامه بأنشطة مختلفة ،كما تعني
قدرة الفرد على توليد أفكار جديدة ومتنوعة ويعتبر Camus 1996أن المرونة الذهنية وظيفة تابعة
للسيرورات االنتباهية حيث تتطلب المرونة الذهنية القدرة على فك االنتباه من مهمة بهدف توجيهه
وتحويله بشكل إرادي في اتجاه آخر ،كما أنها مكون للتفكير اإلبداعي (.)pensée Créative
المرونة الذهنية هي تكيف و استيعاب الفرد أفكار جديدة تبعا للظروف المتغيرة ،كما أنها األساس
المعرفي لإلبداع أي امتالك درجة عالية من تعدد زوايا النظر من جهة والقدرة على إعادة بناء حقائق في
سياقات جديدة ومالئمة وفقا للمستجدات الراهنة ،فالمرونة هي تغير مجرى الفكر والسلوك وذلك استجابة
لتغيرات المحيط بهدف التكيف مع أحداث جديدة.
وهناك مجموعة من االختبارات التي تهدف إلى قياس هذه الوظيفة من بينها اختبار ترتيب البطاقات
.WCST : Le Wisconsin Card Scrting Test
المرونة التكيفية :Flexibilité adaptiveويقصد بها قدرة الفرد على تغيير الوجهة الذهنية التي ينظر
من خاللها إلى حل مشكلة ما وهي عكس التصلب العقلي ،كما تشير إلى تكيف الفرد مع المشكلة الجديدة
بأوضاعها المتعددة ومع الصور المختلفة التي تظهر عليها ،كما تشير إلى قدرة الفرد على التغيير في
أساليب التفكير والتغيير في الحلول الممكنة.
المرونة التلقائية :Flexibilité spontanéeتعد المكون الثاني للمرونة الذهنية ،وتعرف على أنها
القدرة على إنتاج أكبر قدر ممكن من األفكار المتنوعة حول موقف ما ،وهي قدرة الفرد على السرعة
في إنتاج األفكار من قبل الفرد بناءا على استعداده االنفعالي ،وتشمل أيضا سرعة التعامل مع حدث
طارئ أو غير متوقع .
بعد تبيان مكوني المرونة الذهنية ،يتضح أن المرونة التكيفية تعبر عن قدرة الفرد على تغيير الوجهة
الذهنية تجاه مشكلة أو موقف يواجهه ،أما المرونة التلقائية فهي تعبر عن قدرة الفرد على إنتاج العديد
من األفكار مستخدما إمكانياته العقلية واالنفعالية في وقت قصير تجاه موقف طارئ.
4
األستاذة :أفرفار عائشة األسدس 4 مادة األنشطة الذهنية
▪ و حسب Shallice et Burgess 1996الكبح هو القدرة على تصدي وإعاقة استجابة معتادة
أو مقاومة التداخل الناتج عن وضعية.
▪ يعرفه 2000 Miyake Et Allعلى أنه اإللغاء اإلرادي لالستجابة اآللية ،ومراقبة التداخل بين
المثير المرغوب فيه آنيا والمثيرات غير المرغوب فيها والتي تصبح كمشوشات.
▪ اعتبره Houdé 2000عنصرا هاما من عناصر النمو المعرفي عند الطفل ،حيث يعمل على
تنمية ذكائه المعرفي و يساعده على إدراك متى يستخدم استراتيجية معينة ومتى يتوقف عن
استعمالها ومتى يستخدم استراتيجية جديدة و بذلك يعمل الكبح على منع المتداخالت التي قد
تصل إلى الذاكرة العاملة وتؤثر على ردود فعل الطفل المعرفية.
يعتبر الكف عامال مؤثرا وسطا بين المدخالت الحسية ومعالجتها ،إذ يؤثر على عمليات االنتباه سيما
االنتباه االنتقائي ،ففي كل لحظة نستقبل عددا غير محدود من المثيرات ولكي نتوجه إليها بشكل فعال
نحتاج للحد من المثيرات بانتقاء بعضها وإهمال األخرى التي يطلق عليها المثيرات المشوشة ،فأهمية
الكف تكمن في مرحلة المدخالت الحسية ،والتي تتحدد فيها أي :معلومات مرتبطة بالوضعية ينبغي
االنتباه إليها ،وأي معلومات غير مرتبطة بالوضعية سوف يتم كبحها .وفي مرحلة المخرجات التي تتحدد
فيها :أي استجابات مالئمة سيتم انتقاؤها و أي استجابات غير مالئمة سوف يتم كبحها.
يمكن التمييز بين ثالثة أنواع حسب : Miyake & Friedman 2004
▪ الكف الذي يعمل على مقاومة التداخل حتى ال يتشتت االنتباه أو ما يسمى بالتحليل المبكر
للمعلومات الواردة ،والتي يعمل على منعها من الوصول إلى الذاكرة العاملة التي من شأنها أن
تؤثر على استجابات الفرد.
▪ كف االستجابات المسيطرة أو الكف السلوكي والذي يمنع ردود األفعال السلوكية اآللية
والخارجية المنشأ أي البيئة.
▪ الكف الذي يعمل على مقاومة التداخالت أثناء قيام الفرد بالفعل المعرفي أو ما يسمى بالكف
المعرفي يعمل هذا األخير على حذف المعلومات الزائدة والتي من شأنها أن تؤثر على استجابات
الفرد المعرفية و تعوق تفكيره .
كما يمكن التميز بين الكف اآللي األوتوماتيكي ،Automatic inhibitionالذي يعني الكف اآللي
للمعلومة التي ال صلة لها بالمهمة والتي ال يتم االنتباه إليها ،حيث يتم كبحها بدون قصد بسبب تركيز
االنتباه على المعلومة المرتبطة بالمهمة ،الكف القصدي Effortful inhibitionيحيل إلى القدرة على
الوقف الطوعي للفعل أو العملية ،واإلشارة التي تكف أو تلغي التصرف أو الفعل ليست خارجية وإنما يتم
توليدها داخليا ،ولذلك يعد هذا النوع أساس التحكم الذاتي األمر الذي يعطي الفرد القدرة على التصرف
بمرونة واستراتيجية ( ) Filevich , Kuhn & Haggard 2012
5
األستاذة :أفرفار عائشة األسدس 4 مادة األنشطة الذهنية
حدد كل من ، Boujon & Lemoine 2002مجموعة من الخصائص والمميزات للكف يمكن تحديدها
فيما يلي:
إنه ميكانيزم نشيط يقوم بإزالة وحذف العناصر المشوشة ،وذلك إلتاحة المجال للمعالجات الفعالة ▪
تحقيقا للهدف.
يعد كذلك ظاهرة تكيفية ،ألن تأثيره على زمن االستجابة مرهون بمدى مالءمة المعلومة التي ▪
يحملها المثير.
إنه ميكانيزم مركزي للحذف ،ألنه يمكن أن ينشط أو يفعل حتى أثناء وقوع تغيرات في خاصيات ▪
المثيرات أو في كيفيات االستجابة.
وفي األخير ،فإن تهييء أو انطالق عملية الكبح تتسم بالبطء (من ms 50إلى )m5 100وتدوم ▪
لعدة ثواني.
وفي األخير يمكن اإلشارة إلى أن عملية الكبح تتدخل في كل الوضعيات الجديدة التي تتطلب االنتباه،
وهو يتسم بنوع من البطء عند بداية اشتغاله أو تدخله خالفا للعمليات اآللية ،إنه عملية تبدأ قبل انتقاء
المعلومات المالئمة ألنه موجه من طرف أهداف المهمة أو الوضعية ،ويصبح فعاال فقط بعد تنشيط
مجموع العناصر التي تتضمنها الوضعية ،بمعنى المعلومات المالئمة و غير المالئمة ،ويسمح بحذف
العناصر غير المالئمة مؤقتا لتحقيق سلوك أو فعل قادر على التكيف حاليا .يسمح هذا الميكانيزم بجعل
سيرورات التحليل واالستجابة للعناصر المالئمة متاحة وفعالة.
كما أنه آلية مرنة تكيفية وقابلة للتغير حسب متطلبات وتغيرات السياق
هناك عدة اختبارات تستهدف قياس قدرة الكبح منها اختبار ) .Stroop ( 1935
6
األستاذة :أفرفار عائشة األسدس 4 مادة األنشطة الذهنية
9.3.2التخطيط : La planification
التخطيط هو سيرورة معرفية عليا ،وتعني القدرة على توقع و إعداد وتنسيق متتالية من اإلجراءات
الذهنية -قبل أن تأخذ صيغة فعل -بهدف حل مشكل ال يتوفر على تخطيط مسبق له .وبالتالي يمكن
اعتباره أنه القدرة على التوقع والتفكير مسبقا بطريقة فعالة لتنفيذ المهمات بشكل صحيح من خالل وضع
خطة للعمل ،تحديد المهام واإلجراءات الضرورية لتحقيق الهدف .فالتخطيط هو أيضا تنفيذ استراتيجيات
جديدة وتنظيم مسبق للوقت ،كما أنه تفكير في المستقبل ألنه يتخذ منحى توقعيا استباقيا ،ويمكن أن
نضيف بأن التخطيط هو قدرة ذات أهمية قصوى ويدخل باألساس في وضعيات حل المشكالت ،اتخاذ
القرار ،تحقيق األهداف وذلك انتقاال من الحالة األولية أو نقطة االنطالق إلى حالة نهائية نقطة الوصول.
فاشتغال هذه القدرة تستلزم أن يكون الفرد مبدعا وان يتوفر على موارد معرفية متينة.
مراحل التخطيط:
ويقتضي التخطيط التمكن من فكرة الزمن ،بمعنى آخر التقدير والتمثل الصحيح لفترة اإلنجاز.
7
األستاذة :أفرفار عائشة األسدس 4 مادة األنشطة الذهنية
هو ضبط تمثالث الذاكرة العاملة وقد دقق مياكي MIAYAKEفي هذا المفهموم حيث يقصد به "ضبط
المعلومات القادمة من أجل مالئمتها مع المهمة و من تم مراجعة المواد المحتفظ بها في الذاكرة العاملة
عن طريق تعويض المعلومات القديمة و غير مالئمة بأخرى جديدة و اكثر مالئمة" MIAYAKEو
آخرون.
و تجدر اإلشارة هنا إلى أن MIAYAKEوضع هذا المفهوم بغرض تمييزه عن مفهوم آخر و هو المنفذ
المركزي كما هو وارد في نموذج بادلي و هيتش 1974للذاكرة العاملة .فالمنفذ المركزي يحتل دور
المراقب العام و ليس الخاص و إدراك المعرفة عكس التحيين الذي يشير إلى سيرورة أكثر خصوصية
و دقة ،فوظيفة التحيين ال تتمثل في مجرد تخزين سلبي للمعلومات المالئمة المهمة و إنما تتجاوزها إلى
معالجة المعلومات المناسبة بالذاكرة العاملة.
و تستعمل مجموعة من االختبارات لقياس هذا النوع من الوظائف التنفيذية نذكر من بينها.
يتم قياس وظيفة التحيين باستخدام اختبارات تكمن مهمتها في إعادة متتالية من الكلمات أو الحركات
بشكل عكسي.
8
األستاذة :أفرفار عائشة األسدس 4 مادة األنشطة الذهنية
تعددت النماذج النظرية المفسرة للوظائف التنفيذية بتعدد اختالف األطر المرجعية التي انطلقت منها
االختالف بحيل إلى نوعين من النماذج:
• النماذج النورولوجية
• النماذج المعرفية
يعتبر لوريا من األوائل الذين عالجوا مفهوم "الوظائف التنفيذية " خالل سنوات الستينات ،و أول من
عمل على نمذجة الفصوص الجبهية التي تعد عنصرا أساسيا في تحقيق المهام المعقدة 2011 – 2012
،Bertulettiفمن خالل مالحظاته اإلكلنيكية ألشخاص تعرضوا إلصابات على مستوى الجهة
الجبهية ،تمكن من وضع سجل لسلوكات هؤالء األشخاص من خالل وضعهم في مواجهة مهمات حل
المشكالت ،ولقد الحظ على إثر ذلك ،بان هؤالء األشخاص غير قادرين على وضع تخطيط دقيق أو
إدراك اإلكراهات والصعوبات المرتبطة بالمشكلة .صعوبة كف مخطط اوتوماتيكي.
و استنتج على ضوء ذلك بأن مهمات حل المشكالت المعقدة ،يتطلب مجموعة من القدرات ،حيث
توصل إلى أن تنفيذ المهمة يمر بأربعة مراحل حددها في:
التوقع أو االستباق :تحليل المعطيات األولية ،القدرة على المبادرة وصياغة األهداف •
التخطيط :وضع خطة أو إعداد برنامج وتنظيم مختلف المراحل . •
تنفيذ المهمة •
التحقق من النتائج اعتمادا على البيانات األولية. •
على أساس هذه االستنتاجات ،اقترح لوريا نموذجا اعتمد فيه على ثالثة مناطق الحركية ،والظهرية
الجانبية والنصف قاعدية.
المنطقة الحركية : Région Prémotriceتتمثل وظيفتها في العمل والحرص على التنظيم الديناميكي
الحركة ،وإصابة هذه المنطقة ،ال تؤثر في بناء النشاط الحركي وال على العاطفة بل يصيب السلوك الذي
يطغى عليه نوع من الحيرة والتردد.
المنطقة الظهرية الجانبية : La région dorso - latérale :تعد مركز قرار القيام بالفعل والتخطيط
له ومراقبته ،إن اضطراب المنطقة تحدث نقصا في النشاط لكل األفعال التي تتطلب التخطيط لحل
المشكالت
المنطقة المتوسطة القاعدية : La region medio - basaleلها وظيفتان ،هما جمع أو تركيب
المعلومات الواردة من المحيط و أيضا ضبط االنفعاالت مما يضمن الحفاظ على قوة النشاط ،إصابة هذه
المنطقة تسبب عرضين :نقص في االنتقاء ،اضطراب التنفيذ لتداخل نشاطات دخيلة.
9
األستاذة :أفرفار عائشة األسدس 4 مادة األنشطة الذهنية
من النماذج التي ساهمت في وضع نظرية حول الوظائف التنفيذية نجد نموذج بادلي حول الذاكرة
العاملة وهو نموذج عرف تعديالت على مدى عقدين من الزمن ،ويتضمن هذا النموذج أربع مكونات
المنفذ المركزي :يقوم بالعديد من المهامات والوظائف يمكن إجمالها فيما يلي :
وتجدر اإلشارة أن ما يعرف بالمنفذ المركزي حسب نموذج بادلي هو نفسه ما يعرف بنظام االنتباه
اإلشراف حسب نموذج “ شاليس ونورمان "
النظامين المساعدين :تعتبر الحلقة الفونولوجية والمفكرة البصرية المكانية بمثابة نظامين تابعين
ومساعدين ،Système esclaveألنهما يشتغالن تحت إمرة المنفذ المركزي ،وهما يقومان بالتخزين
المؤقت للمعلومات اللفظية والمعلومات البصرية المكانية
الذكيرة اإلبيزودية :قدم بادلي هذه األخيرة بوصفها مكونا جديدا من مهامها تنظيم الوحدات ،فهي حيز
تنفذ فيه المعالجة ،كما يتم فيه بناء مشاهد استنادا إلى المشاهد المخزنة في الذاكرة البعيدة المدى .إن دور
هذا المكون يتحدد في دمج المعلومات المتعددة المصادر بهدف إفراز مشهد ذي معنى يسمح للفرد
إدراك العالم كمجموعة منسجمة.
انطلق الباحثان من مبدأ أساسه أن تنفيذ مهمة ما يتم تحقيقه من طرف عدة خطاطات ،فأثناء وضعية
مألوفة روتينية تنشط عدة خطاطات في نفس اآلن التي توافق مجموع اإلجراءات التي سبق أن جعلناها
أوتوماتيكية أو آلية ،حيث أن مدبر الصراعات ينتقي وينسق خطاطات الفعل المناسبة للمهمة و يقوم بكف
وكبح الخطاطات غير المالئمة .أما في الوضعية أو المهمة الجديدة عندما تفشل الخطاطات السابقة.
يتدخل النظام المشرف االنتباهي ليحل الوضعية ويحدد الهدف ويبني خطاطة جديدة وينفذ المهمة ويتحقق
إذا كانت النتائج موافقة لألهداف المسطرة ()Meulmans , 2006
10
األستاذة :أفرفار عائشة األسدس 4 مادة األنشطة الذهنية
أجرى مياكي وآخرون ( ،)2000اختبارات متعددة على عينة سوية وليست مرضية 137طالبا في
المرحلة الجامعية ،تستهدف كل وظيفة تنفيذية ،ليتم بعد ذلك فحص مدى وحدة واختالف هذه الوظائف
التنفيذية الثالث على مستوى المتغيرات الكامنة وليس على مستوى المتغيرات الصريحة والواضحة،
وتمثل محاولته في استخراج ما هو مشترك بين المهام التي نختارها الستهداف وظيفة تنفيذية مقترضة،
واستعمال ذلك العامل المتغير الكامل أو الضمني لدراسة الكيفية التي تترابط من خاللها الوظائف
التنفيذية بعضها مع بعض ،كما توضح الخطاطة التالية:
اختبار 1
المرونة الذهنية
اختبار 2
اختبار 3
اختبار 4
اختبار 6
اختبار 7
اختبار 9
من خالل هذه الخطاطة يقدم مياكي النموذج النظري المستعمل في تحليل العامل الكامن أو الضمني حيت
تمثل األشكال الدائرية المتغيرات الكامنة الثالثة وهي :التحيين ،الكبح ،والمرونة الذهنية ،بينما األشكال
المستطيلة تمثل المتغيرات الصريحة أو الظاهرة مثال المهام الفردية والتي تم استعمالها الستهداف
الوظائف التنفيذية ،كما هو مشار إليها في الخطاطة باألسهم المستقيمة ذات الرأس الواحد أما األسهم
المقوسة ذات الرأسين فتمثل الترابط بين المتغيرات الكامنة فالوظائف مستقلة وتتشارك آلية ضمنية
مشتركة.
11
األستاذة :أفرفار عائشة األسدس 4 مادة األنشطة الذهنية
أثبتت العديد من الدراسات العالقة بين اختالل الوظائف التنفيذية واإلصابات التي تتعرض لها الفصوص
الجبهية ،باعتماد العديد من المقاربات (المقاربة اإلكلينيكية بدءا من حالة فينيس كاج ،المقاربة التجريبية
بناء االختبارات) ،مما أدى إلى تحديد العديد من األعراض (متالزمة عجز االنتباه) ،وقسموا إلى قسمين:
اضطرابات سلوكية نقص عام في النشاط فقدان اإلرادة ،الالمباالة ،فتور الشعور ،غياب التلقائية ،سلوك
فظ ،تصلب السلوك ،شرود ،التبعية واالرتباط بالمحيط ،اعتالل الذاكرة ،اضطراب االنفعال والسلوك
االجتماعي ،اضطراب على مستوى السلوك الغذائي ،الجنسي ،الشرجي.
اضطرابات معرفية :كف األجوبة وتركيز االنتباه ،استنباط القواعد وتعميمها ،االحتفاظ ،االحتفاظ
بالقواعد وتحويلها في استراتيجيات بحث سريعة لدالالت األلفاظ (تعميم المعلومة) ،السيرورات
الذاكراتية االستراتيجية ،التخطيط وحل المشكالت ،التنسيق بين مهمتين :االحتفاظ باالنتباه و بدء الفعل.
لقد أثبت العديد من الباحثين على وجود اختالل الوظائف التنفيذية في العديد من االضطرابات النمائية
كالتوحد ،Robinson & all 2009اضطراب نقص االنتباه الذي قد يصاحبه فرط في الحركة
، 2002 all Sergeantاضطرابات التعلم ،على سبيل المثال في القراءة Adams & 2001
،Snowlingكما لوحظ هذا الخلل لدى الحاالت المرضية مثل الصرع ،Parrishet & Coll 2007
الردات الدماغية ،Mangeot , 2002التورمات العصبية من نوع Hyman & Coll 2005 1
12