You are on page 1of 12

‫األستاذة ‪ :‬أفرفار عائشة‬ ‫األسدس ‪4‬‬ ‫مادة األنشطة الذهنية‬

‫‪ 2.3‬الوظائف التنفيذية ‪:‬‬

‫‪ 1.3.2‬نشأة المفهوم وتطوره‬

‫يمكن تقسيم بداية نشأة مفهوم الوظائف التنفيذية وتطوره تاريخيا إلى عدة مراحل‬

‫مرحلة أواخر القرن ‪ :18‬إدراك العديد من علماء األعصاب أهمية الفصوص الجبهية باعتبارها‬ ‫‪.1‬‬
‫أكثر المناطق أهمية في الدماغ ألنها تتضمن كفاءات ذهنية عليا و يسميها ‪Brudach1819‬‬
‫بالورشة أو المشغل لعمليات التفكير (‪)Sieroff‬‬
‫في مرحلة القرن ‪ : 19‬على إثر الحادثة التي تعرض لها ‪ ،Phineas Gage‬اختراق قضيب‬ ‫‪.2‬‬
‫حديدي لخده األيسر ومقدمة الدماغ‪ ،‬طرأ تغيير على سلوكياته‪ ،‬بحيث أصبح غير مسؤول‪،‬‬
‫صبياني في تصرفاته وال يراعي لمشاعر اآلخرين سريع الغضب‪ ،‬منعدم الصبر‪ ،‬فظ ‪ ،‬خشن في‬
‫سلوكه‪ ،‬غير قادر على التخطيط (‪ ،)Allain & Le Gall 2008‬شكلت هذه الحادثة االنطالقة‬
‫الحقيقية للبحث في دور الفصوص الجبهية في تحديد السلوك اإلنساني‪.‬‬
‫في مرحلة القرن ‪ : 20‬إلى حدود ستينيات هذا القرن وبالضبط (‪ ،)1966‬سيقدم "ألكسدنر‬ ‫‪.3‬‬
‫لوريا" (‪ )Alexander Lauria‬عالم األعصاب الروسي مفهوم الوظائف التنفيذية حيث بادر‬
‫لنمذجتها عن طريق المالحظة اإلكلنيكية‪ ،‬وقد وجد أن المرضى الذين يعانون من إصابات جبهية‬
‫يظهرون عجز في وضع خطة أو تصميم موجه لتحقيق المهام المعقدة (تحليل المعطيات‪،‬‬
‫التخطيط‪ ،‬تنفيذ المهمة‪ ،‬التحقق من النتائج)‪.‬‬
‫وبعد ذلك ‪ ،‬سينتقل هذا المفهوم إلى الحقل السيكولوجي بفضل تطوير العديد من االختبارات التي‬ ‫‪.4‬‬
‫تقيس النشاط المعرفي للفص الجبهي‪ ،‬األمر الذي مكن الباحثين من بناء نماذج نظرية للوظائف‬
‫التنفيذية من الصعب تقديم تعريف واحد شامل لمفهوم الوظائف التنفيذية‪ ،‬لتعدد التعاريف و‬
‫المقاربات (النورولوجية‪ ،‬المعرفية‪)...‬‬

‫‪ 2.3.2‬تعريف الوظائف التنفيذية‪:‬‬

‫من الصعب تقديم تعريف واحد شامل لمفهوم الوظائف التنفيذية‪ ،‬لتعدد التعاريف والمقاربات‬
‫(النورولوجية‪ ،‬المعرفية)‬

‫• عرفه " لوريا" باعتباره القبعة أو المظلة التي تنطوي تحتها مجموعة من المهارات‪/‬القدرات‬
‫العليا الضرورية لتحقيق سلوك موجه لهدف معين تحت إمرة الفص الجبهي واقتراناته‪ ،‬ويتجلى‬
‫الدور األساسي للوظائف التنفيذية في تسهيل عملية التوافق والتكيف مع وضعيات جديدة‪.‬‬
‫• عرفه ‪ :Stuss & Benson 1986‬يمثل عددا من األنشطة المهمة المنسوبة في الغالب إلى‬
‫الفصوص الجبهية‪ ،‬والتي تصبح نشيطة في الوضعيات الجديدة غير الروتينية والتي تتطلب‬
‫حلوال جديدة أو مبتكرة‪.‬‬
‫• يرى ‪ :Ozonoff & Penniston 1996‬أن الوظائف التنفيذية في مجموعة من الوظائف التي‬
‫تسيطر على السلوك الموجه لهدف معين‪ ،‬والتي تتطلب السيطرة على الخطط أو البرامج حتى‬
‫يتم تنفيذها‪ ،‬وكبح األفعال المتداخلة والتخطيط لألحداث المتباعدة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫األستاذة ‪ :‬أفرفار عائشة‬ ‫األسدس ‪4‬‬ ‫مادة األنشطة الذهنية‬

‫• حسب ‪ :Weyondt 2005‬إن الوظائف التنفيذية هي مكون مركب يمكن تعريفه بصورة واسعة‬
‫كقدرات معرفية ذات رتبة عليا‪ ،‬والتي تسمح بتخطيط االستراتيجيات للمرونة المعرفية و التنظيم‬
‫الذاتي والسلوك الموجه لهدف‪.‬‬
‫• نجد ‪ Rabbit 1997‬يعرف الوظائف التنفيذية بأنها "عمليات تحكم ‪ ،‬تتطلب اإلدراك‪ ،‬التقييم‬
‫واالختيار من ضمن مجموعة من البدائل واالستراتيجيات المتنوعة‪ ،‬بينما تكون العمليات غير‬
‫التنفيذية آلية وال تتطلب مراعاة أو تقدير االستراتيجيات البديلة‪.‬‬

‫نستنتج على ضوء هذه التعاريف أن الوظائف التنفيذية تعني السيرورات واألنشطة والقدرات والعمليات‬
‫الذهنية العليا التي تنظم وتراقب وتضبط الفعل على مستوى الحركة االنتباه التفكير‪ ،‬إذ تعد قدرات‬
‫معرفية ضرورية للسلوك الهادف والموجه للتكيف مع متطلبات ومتغيرات المحيط ‪ ،‬فهي بمثابة صمام‬
‫أمان لجميع العمليات المعرفية بحيث تعمل على التنسيق بين ما هو ذهني معرفي و ما هو استجابي‬
‫سلوكي‪ ،‬حيث تمنح لنا المرونة في معالجة المعلومات وتسمح لنا بالتخطيط والتنظيم وإعداد‬
‫االستراتيجيات وتذكر التفاصيل والحفاظ على الحلول المالئمة لتحقيق هدف معين أو كبح استجابة غير‬
‫مالئمة‪ ،‬وتتدخل الوظائف التنفيذية في الوضعيات التي تتطلب التفكير واإلبداع إذ تتدخل في حل المشاكل‬
‫التي تطرحها الوضعيات والمواقف الجديدة التي ال يتوفر فيها الفرد على جواب آني جاهز بصورة‬
‫مسبقة‪.‬‬

‫‪ 3.3.2‬دور الوظائف التنفيذية‪:‬‬

‫تساهم الوظائف التنفيذية بدور كبير في تكيف الفرد مع المحيط الخارجي‪ ،‬وهذا الدور يتجسد في‪:‬‬

‫تخطيط األفعال‪ ،‬وإنهاء العمل في وقته‪.‬‬ ‫•‬


‫الحفاظ على المعارف في الذاكرة والتنسيق بين مدخالت الذاكرة القصيرة المدى والذاكرة العاملة‪.‬‬ ‫•‬
‫توجيه وتقوية االنتباه من أجل مقاومة التداخل المعرفي للمثيرات غير المرتبطة بالمهمة‪.‬‬ ‫•‬
‫كف االستجابات غير المالئمة‪.‬‬ ‫•‬
‫إيقاف االستجابات والعودة إليها‪.‬‬ ‫•‬
‫تنظيم السلوك االجتماعي‪.‬‬ ‫•‬
‫تقييم األفكار‪.‬‬ ‫•‬
‫مراقبة وتنظيم سرعة عملية المعالجة‪.‬‬ ‫•‬
‫مراقبة وتنظيم الفعل‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ 4.3.2‬التطور النمائي للوظائف التنفيذية‪:‬‬

‫تتطور العمليات التنفيذية عبر الزمن ابتداءا من مرحلة الطفولة في تواصل مع اكتمال الشبكات العصبية‬
‫الموجودة في الفص الجبهي‪ ،‬حيث أن تمظهراتها تبدأ منذ الشهور األولى‪ ،‬ما بين ‪ 12 - 7‬شهرا من‬
‫العمر ( ‪ ،)Zelazo & Muller 2002‬حيث يتم قياسها عبر مهمة ( أ ‪ ،‬ب ) حيث يتم إخفاء شيء ما‬
‫عن الطفل وينتظر منه أن يقوم بالبحث عنه‪ ،‬ولقد تم التأكيد على أن الرضيع الذي يبلغ عمره سنتين‬
‫يتوفر على قدرات تخص الكبح و ذاكرة العمل ( ‪ ، ) Carlson 2005‬ولقد كشفت دراسة نمو الفص قبل‬
‫الجبهي بواسطة التصوير الدماغي طفرات ما بين الوالدة والسنتين‪ ،‬ما بين ‪ 9 - 7‬سنوات وتصل إلى‬

‫‪2‬‬
‫األستاذة ‪ :‬أفرفار عائشة‬ ‫األسدس ‪4‬‬ ‫مادة األنشطة الذهنية‬

‫مرحلة النضج لما بين ‪ 19 - 16‬سنة (‪ ،)Anderson Levin & Jacobs, 2002‬فاألبحاث التي أجريت‬
‫على األطفال حديثي الوالدة وفي مرحلة ما قبل التمدرس ومرحلة التمدرس أوضحت أن تطور األداء‬
‫المتعلق بمهام الوظائف التنفيذية مرتبط بشكل كبير بالنمو ( ‪) Ying 2003‬‬

‫وكشفت بعض الدراسات أن وتيرة النمو تختلف بالنسبة لمكونات الوظائف التنفيذية‪ ،‬فوظيفة الكبح‬
‫وذاكرة العمل ينموان بوتيرة سريعة في الطفولة مقارنة مع وظيفة المرونة والتخطيط‪.‬‬

‫‪ 5.3.2‬مكونات الوظائف التنفيذية‪:‬‬

‫اختلف العديد من الباحثين في تحديد مكونات الوظيفة التنفيذية‬

‫✓ ‪ 1997 Brkley‬حددها في وظيفة واحدة هي الكبح‪.‬‬


‫✓ ‪ 1998 Pennignton & Welsh‬حداها في أربعة مكونات ‪ 1‬النية ‪ 2‬الكبح ‪ 3‬التخطيط ‪4‬‬
‫الذاكرة العاملة‪.‬‬
‫✓ يميز كل من ‪ 2002 Zellazo & Muller‬بين نوعين من الوظائف التنفذية ‪ :‬وظائف تنفيذية‬
‫باردة و أخرى ساخنة‪.‬‬

‫فالوظائف التنفيذية الساخنة تحيل إلى سيرورات المراقبة في حالة اتخاذ قرارات ذات طبيعة وجدانية‬
‫تحفيزية‪ ،‬أما الوظائف التنفيذية الباردة تحيل إلى سيرورات المراقبة في وضعية حل المشكالت المعقدة‬
‫والجديدة دون أن تكون لها حمولة وجدانية تحفيزية وعلى ضوء الدراسات التي تم انجازها‬

‫‪ ،2000 Meyake et All‬تم االتفاق على وجود أربع وظائف تنفيذية وهي ‪ :‬الكبح ‪،Linhibition‬‬
‫التحيين ‪ ،la mise à jour‬المرونة الذهنية ‪ ،La flexibilite mentale‬التخطيط ‪la planification‬‬

‫‪ 6.3.2‬الرافد النورولوجي للوظائف التنفيذية ‪( :‬المناطق الدماغية المسؤولة عن الوظائف التنفيذية)‬

‫أكدت المالحظات اإلكلينيكية وتقنيات التصوير الدماغي أن الوظائف التنفيذية تتركز أساسا في الفص‬
‫الجبهي وخاصة ما قبل الجبهي (القشرة قبل جبهية ‪ ،)Le cortex prefrontale‬لكن هذه المنطقة‬
‫ليست وحدها المسؤولة‪ ،‬فهي تتفاعل مع األجزاء األخرى من الدماغ الباحة الحركية‪ ،‬الباحة الحسية‪،‬‬
‫الجهاز اللمبي (االنفعاالت)‪.‬‬

‫أكد ‪ Lauria Alexander‬أن الفصوص الجبهية مسؤولة عن وضع برامج وتنظيم السلوك وتحديد ما إذا‬
‫كان النشاط المعطى مقاسيا أم ال‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫األستاذة ‪ :‬أفرفار عائشة‬ ‫األسدس ‪4‬‬ ‫مادة األنشطة الذهنية‬

‫‪ 7.3.2‬المرونة الذهنية ‪:‬‬

‫تعريف المرونة الذهنية ‪:‬‬

‫المرونة عكس التصلب‪ ،‬تعني قدرة الفرد على تغيير زاوية تفكيره أثناء قيامه بأنشطة مختلفة ‪ ،‬كما تعني‬
‫قدرة الفرد على توليد أفكار جديدة ومتنوعة ويعتبر ‪ Camus 1996‬أن المرونة الذهنية وظيفة تابعة‬
‫للسيرورات االنتباهية حيث تتطلب المرونة الذهنية القدرة على فك االنتباه من مهمة بهدف توجيهه‬
‫وتحويله بشكل إرادي في اتجاه آخر‪ ،‬كما أنها مكون للتفكير اإلبداعي (‪.)pensée Créative‬‬

‫المرونة الذهنية هي تكيف و استيعاب الفرد أفكار جديدة تبعا للظروف المتغيرة‪ ،‬كما أنها األساس‬
‫المعرفي لإلبداع أي امتالك درجة عالية من تعدد زوايا النظر من جهة والقدرة على إعادة بناء حقائق في‬
‫سياقات جديدة ومالئمة وفقا للمستجدات الراهنة‪ ،‬فالمرونة هي تغير مجرى الفكر والسلوك وذلك استجابة‬
‫لتغيرات المحيط بهدف التكيف مع أحداث جديدة‪.‬‬

‫وحسب ‪ 2000 Anderson‬تسمح المرونة الذهنية بـ‪:‬‬

‫التفكير في استراتيجيات بديلة‪.‬‬ ‫•‬


‫التعامل مع مصادر متعددة المعلومات في وقت واحد‪.‬‬ ‫•‬
‫تعديل الفعل والتكيف مع احتياجات السياق‪.‬‬ ‫•‬
‫تصحيح األخطاء‪.‬‬ ‫•‬
‫القدرة على تعديل الخطاطة الذهنية للتأقلم مع مهمة جديدة‪.‬‬ ‫•‬

‫وهناك مجموعة من االختبارات التي تهدف إلى قياس هذه الوظيفة من بينها اختبار ترتيب البطاقات‬
‫‪.WCST : Le Wisconsin Card Scrting Test‬‬

‫أنواع المرونة الذهنية ‪:‬‬

‫حدد ‪ Mccnulty & All 2010‬نوعان من المرونة الذهنية‪:‬‬

‫المرونة التكيفية ‪ :Flexibilité adaptive‬ويقصد بها قدرة الفرد على تغيير الوجهة الذهنية التي ينظر‬
‫من خاللها إلى حل مشكلة ما وهي عكس التصلب العقلي‪ ،‬كما تشير إلى تكيف الفرد مع المشكلة الجديدة‬
‫بأوضاعها المتعددة ومع الصور المختلفة التي تظهر عليها‪ ،‬كما تشير إلى قدرة الفرد على التغيير في‬
‫أساليب التفكير والتغيير في الحلول الممكنة‪.‬‬

‫المرونة التلقائية ‪ :Flexibilité spontanée‬تعد المكون الثاني للمرونة الذهنية‪ ،‬وتعرف على أنها‬
‫القدرة على إنتاج أكبر قدر ممكن من األفكار المتنوعة حول موقف ما‪ ،‬وهي قدرة الفرد على السرعة‬
‫في إنتاج األفكار من قبل الفرد بناءا على استعداده االنفعالي‪ ،‬وتشمل أيضا سرعة التعامل مع حدث‬
‫طارئ أو غير متوقع ‪.‬‬

‫بعد تبيان مكوني المرونة الذهنية ‪ ،‬يتضح أن المرونة التكيفية تعبر عن قدرة الفرد على تغيير الوجهة‬
‫الذهنية تجاه مشكلة أو موقف يواجهه ‪ ،‬أما المرونة التلقائية فهي تعبر عن قدرة الفرد على إنتاج العديد‬
‫من األفكار مستخدما إمكانياته العقلية واالنفعالية في وقت قصير تجاه موقف طارئ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫األستاذة ‪ :‬أفرفار عائشة‬ ‫األسدس ‪4‬‬ ‫مادة األنشطة الذهنية‬

‫‪ 8.3.2‬الكبح ‪:L' inhibition‬‬

‫تعريف الكبح ‪:‬‬

‫قدمت عدة تعاريف لمفهوم الكبح‪:‬‬

‫▪ و حسب ‪ Shallice et Burgess 1996‬الكبح هو القدرة على تصدي وإعاقة استجابة معتادة‬
‫أو مقاومة التداخل الناتج عن وضعية‪.‬‬
‫▪ يعرفه ‪ 2000 Miyake Et All‬على أنه اإللغاء اإلرادي لالستجابة اآللية‪ ،‬ومراقبة التداخل بين‬
‫المثير المرغوب فيه آنيا والمثيرات غير المرغوب فيها والتي تصبح كمشوشات‪.‬‬
‫▪ اعتبره ‪ Houdé 2000‬عنصرا هاما من عناصر النمو المعرفي عند الطفل‪ ،‬حيث يعمل على‬
‫تنمية ذكائه المعرفي و يساعده على إدراك متى يستخدم استراتيجية معينة ومتى يتوقف عن‬
‫استعمالها ومتى يستخدم استراتيجية جديدة و بذلك يعمل الكبح على منع المتداخالت التي قد‬
‫تصل إلى الذاكرة العاملة وتؤثر على ردود فعل الطفل المعرفية‪.‬‬

‫يعتبر الكف عامال مؤثرا وسطا بين المدخالت الحسية ومعالجتها‪ ،‬إذ يؤثر على عمليات االنتباه سيما‬
‫االنتباه االنتقائي‪ ،‬ففي كل لحظة نستقبل عددا غير محدود من المثيرات ولكي نتوجه إليها بشكل فعال‬
‫نحتاج للحد من المثيرات بانتقاء بعضها وإهمال األخرى التي يطلق عليها المثيرات المشوشة‪ ،‬فأهمية‬
‫الكف تكمن في مرحلة المدخالت الحسية‪ ،‬والتي تتحدد فيها أي‪ :‬معلومات مرتبطة بالوضعية ينبغي‬
‫االنتباه إليها‪ ،‬وأي معلومات غير مرتبطة بالوضعية سوف يتم كبحها‪ .‬وفي مرحلة المخرجات التي تتحدد‬
‫فيها‪ :‬أي استجابات مالئمة سيتم انتقاؤها و أي استجابات غير مالئمة سوف يتم كبحها‪.‬‬

‫أنواع الكبح ‪:‬‬

‫يمكن التمييز بين ثالثة أنواع حسب ‪: Miyake & Friedman 2004‬‬

‫▪ الكف الذي يعمل على مقاومة التداخل حتى ال يتشتت االنتباه أو ما يسمى بالتحليل المبكر‬
‫للمعلومات الواردة ‪ ،‬والتي يعمل على منعها من الوصول إلى الذاكرة العاملة التي من شأنها أن‬
‫تؤثر على استجابات الفرد‪.‬‬
‫▪ كف االستجابات المسيطرة أو الكف السلوكي والذي يمنع ردود األفعال السلوكية اآللية‬
‫والخارجية المنشأ أي البيئة‪.‬‬
‫▪ الكف الذي يعمل على مقاومة التداخالت أثناء قيام الفرد بالفعل المعرفي أو ما يسمى بالكف‬
‫المعرفي يعمل هذا األخير على حذف المعلومات الزائدة والتي من شأنها أن تؤثر على استجابات‬
‫الفرد المعرفية و تعوق تفكيره ‪.‬‬

‫كما يمكن التميز بين الكف اآللي األوتوماتيكي ‪ ،Automatic inhibition‬الذي يعني الكف اآللي‬
‫للمعلومة التي ال صلة لها بالمهمة والتي ال يتم االنتباه إليها‪ ،‬حيث يتم كبحها بدون قصد بسبب تركيز‬
‫االنتباه على المعلومة المرتبطة بالمهمة‪ ،‬الكف القصدي ‪ Effortful inhibition‬يحيل إلى القدرة على‬
‫الوقف الطوعي للفعل أو العملية‪ ،‬واإلشارة التي تكف أو تلغي التصرف أو الفعل ليست خارجية وإنما يتم‬
‫توليدها داخليا‪ ،‬ولذلك يعد هذا النوع أساس التحكم الذاتي األمر الذي يعطي الفرد القدرة على التصرف‬
‫بمرونة واستراتيجية ( ‪) Filevich , Kuhn & Haggard 2012‬‬
‫‪5‬‬
‫األستاذة ‪ :‬أفرفار عائشة‬ ‫األسدس ‪4‬‬ ‫مادة األنشطة الذهنية‬

‫خصائص الكف ‪:‬‬

‫حدد كل من ‪، Boujon & Lemoine 2002‬مجموعة من الخصائص والمميزات للكف يمكن تحديدها‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫إنه ميكانيزم نشيط يقوم بإزالة وحذف العناصر المشوشة‪ ،‬وذلك إلتاحة المجال للمعالجات الفعالة‬ ‫▪‬
‫تحقيقا للهدف‪.‬‬
‫يعد كذلك ظاهرة تكيفية ‪ ،‬ألن تأثيره على زمن االستجابة مرهون بمدى مالءمة المعلومة التي‬ ‫▪‬
‫يحملها المثير‪.‬‬
‫إنه ميكانيزم مركزي للحذف‪ ،‬ألنه يمكن أن ينشط أو يفعل حتى أثناء وقوع تغيرات في خاصيات‬ ‫▪‬
‫المثيرات أو في كيفيات االستجابة‪.‬‬
‫وفي األخير‪ ،‬فإن تهييء أو انطالق عملية الكبح تتسم بالبطء (من ‪ ms 50‬إلى ‪ )m5 100‬وتدوم‬ ‫▪‬
‫لعدة ثواني‪.‬‬

‫وفي األخير يمكن اإلشارة إلى أن عملية الكبح تتدخل في كل الوضعيات الجديدة التي تتطلب االنتباه‪،‬‬
‫وهو يتسم بنوع من البطء عند بداية اشتغاله أو تدخله خالفا للعمليات اآللية‪ ،‬إنه عملية تبدأ قبل انتقاء‬
‫المعلومات المالئمة ألنه موجه من طرف أهداف المهمة أو الوضعية‪ ،‬ويصبح فعاال فقط بعد تنشيط‬
‫مجموع العناصر التي تتضمنها الوضعية‪ ،‬بمعنى المعلومات المالئمة و غير المالئمة‪ ،‬ويسمح بحذف‬
‫العناصر غير المالئمة مؤقتا لتحقيق سلوك أو فعل قادر على التكيف حاليا‪ .‬يسمح هذا الميكانيزم بجعل‬
‫سيرورات التحليل واالستجابة للعناصر المالئمة متاحة وفعالة‪.‬‬

‫كما أنه آلية مرنة تكيفية وقابلة للتغير حسب متطلبات وتغيرات السياق‬

‫( ‪) May Kanbe & Hasher , 1995‬‬

‫هناك عدة اختبارات تستهدف قياس قدرة الكبح منها اختبار ) ‪.Stroop ( 1935‬‬

‫‪6‬‬
‫األستاذة ‪ :‬أفرفار عائشة‬ ‫األسدس ‪4‬‬ ‫مادة األنشطة الذهنية‬

‫‪ 9.3.2‬التخطيط ‪: La planification‬‬

‫تعريف التخطيط ‪:‬‬

‫التخطيط هو سيرورة معرفية عليا‪ ،‬وتعني القدرة على توقع و إعداد وتنسيق متتالية من اإلجراءات‬
‫الذهنية ‪ -‬قبل أن تأخذ صيغة فعل ‪ -‬بهدف حل مشكل ال يتوفر على تخطيط مسبق له‪ .‬وبالتالي يمكن‬
‫اعتباره أنه القدرة على التوقع والتفكير مسبقا بطريقة فعالة لتنفيذ المهمات بشكل صحيح من خالل وضع‬
‫خطة للعمل‪ ،‬تحديد المهام واإلجراءات الضرورية لتحقيق الهدف‪ .‬فالتخطيط هو أيضا تنفيذ استراتيجيات‬
‫جديدة وتنظيم مسبق للوقت‪ ،‬كما أنه تفكير في المستقبل ألنه يتخذ منحى توقعيا استباقيا‪ ،‬ويمكن أن‬
‫نضيف بأن التخطيط هو قدرة ذات أهمية قصوى ويدخل باألساس في وضعيات حل المشكالت‪ ،‬اتخاذ‬
‫القرار‪ ،‬تحقيق األهداف وذلك انتقاال من الحالة األولية أو نقطة االنطالق إلى حالة نهائية نقطة الوصول‪.‬‬
‫فاشتغال هذه القدرة تستلزم أن يكون الفرد مبدعا وان يتوفر على موارد معرفية متينة‪.‬‬

‫مراحل التخطيط‪:‬‬

‫حدد كل من ‪ Sholmick & Freidman 1993‬وظيفة التخطيط في العمليات اإلجرائية‪:‬‬

‫تحديد المشكلة‪.‬‬ ‫▪‬


‫وضع الهدف‪.‬‬ ‫▪‬
‫بناء استراتيجية ( بلورة مجموعة من االستراتيجيات المالئمة للوضعية والهدف المراد تحقيقه )‬ ‫▪‬
‫تنفيذ الخطة‪.‬‬ ‫▪‬

‫إن التخطيط لحل المشكلة يتطلب عدة مراحل ‪:‬‬

‫إنشاء تمثل حول الوضعية المشكلة‬ ‫▪‬


‫وضع الهدف‬ ‫▪‬
‫تطوير خطة العمل (البحث عن مختلف الخطوات الممكنة لتحقيق الهدف)‬ ‫▪‬
‫اإلشراف على تنفيذ الخطة‬ ‫▪‬
‫التأكد أو التحقق من أن االستراتيجيات المنتقاة تساهم بفعالية في تحقيق الهدف‬ ‫▪‬

‫ويقتضي التخطيط التمكن من فكرة الزمن‪ ،‬بمعنى آخر التقدير والتمثل الصحيح لفترة اإلنجاز‪.‬‬

‫هناك مجموعة من االختبارات التي تقيس هذه الوظيفة من بينها ‪:‬‬

‫▪ اختبار ‪la tour de londres Shallice1982‬‬


‫▪ اختبار ‪.Carlson et all 2004 La tour de Hanoi‬‬

‫‪7‬‬
‫األستاذة ‪ :‬أفرفار عائشة‬ ‫األسدس ‪4‬‬ ‫مادة األنشطة الذهنية‬

‫‪ 10.3.2‬التحيين ‪mise à jour‬‬

‫هو ضبط تمثالث الذاكرة العاملة وقد دقق مياكي ‪ MIAYAKE‬في هذا المفهموم حيث يقصد به "ضبط‬
‫المعلومات القادمة من أجل مالئمتها مع المهمة و من تم مراجعة المواد المحتفظ بها في الذاكرة العاملة‬
‫عن طريق تعويض المعلومات القديمة و غير مالئمة بأخرى جديدة و اكثر مالئمة" ‪ MIAYAKE‬و‬
‫آخرون‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة هنا إلى أن ‪ MIAYAKE‬وضع هذا المفهوم بغرض تمييزه عن مفهوم آخر و هو المنفذ‬
‫المركزي كما هو وارد في نموذج بادلي و هيتش ‪ 1974‬للذاكرة العاملة‪ .‬فالمنفذ المركزي يحتل دور‬
‫المراقب العام و ليس الخاص و إدراك المعرفة عكس التحيين الذي يشير إلى سيرورة أكثر خصوصية‬
‫و دقة‪ ،‬فوظيفة التحيين ال تتمثل في مجرد تخزين سلبي للمعلومات المالئمة المهمة و إنما تتجاوزها إلى‬
‫معالجة المعلومات المناسبة بالذاكرة العاملة‪.‬‬

‫و تستعمل مجموعة من االختبارات لقياس هذا النوع من الوظائف التنفيذية نذكر من بينها‪.‬‬

‫اختبار حفظ التسلسل‪ ،‬اختبار ذاكرة األحرف‪:‬‬

‫يتم قياس وظيفة التحيين باستخدام اختبارات تكمن مهمتها في إعادة متتالية من الكلمات أو الحركات‬
‫بشكل عكسي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫األستاذة ‪ :‬أفرفار عائشة‬ ‫األسدس ‪4‬‬ ‫مادة األنشطة الذهنية‬

‫‪ 11.3.2‬النماذج النظرية المفسرة للوظائف التنفيذية‬

‫تعددت النماذج النظرية المفسرة للوظائف التنفيذية بتعدد اختالف األطر المرجعية التي انطلقت منها‬
‫االختالف بحيل إلى نوعين من النماذج‪:‬‬

‫• النماذج النورولوجية‬
‫• النماذج المعرفية‬

‫النماذج النورولوجية ‪:‬‬

‫نموذج ) ‪Alexander Luria ( 1966 - 1973‬‬

‫يعتبر لوريا من األوائل الذين عالجوا مفهوم "الوظائف التنفيذية " خالل سنوات الستينات‪ ،‬و أول من‬
‫عمل على نمذجة الفصوص الجبهية التي تعد عنصرا أساسيا في تحقيق المهام المعقدة ‪2011 – 2012‬‬
‫‪ ،Bertuletti‬فمن خالل مالحظاته اإلكلنيكية ألشخاص تعرضوا إلصابات على مستوى الجهة‬
‫الجبهية‪ ،‬تمكن من وضع سجل لسلوكات هؤالء األشخاص من خالل وضعهم في مواجهة مهمات حل‬
‫المشكالت‪ ،‬ولقد الحظ على إثر ذلك‪ ،‬بان هؤالء األشخاص غير قادرين على وضع تخطيط دقيق أو‬
‫إدراك اإلكراهات والصعوبات المرتبطة بالمشكلة‪ .‬صعوبة كف مخطط اوتوماتيكي‪.‬‬

‫و استنتج على ضوء ذلك بأن مهمات حل المشكالت المعقدة‪ ،‬يتطلب مجموعة من القدرات‪ ،‬حيث‬
‫توصل إلى أن تنفيذ المهمة يمر بأربعة مراحل حددها في‪:‬‬

‫التوقع أو االستباق ‪ :‬تحليل المعطيات األولية‪ ،‬القدرة على المبادرة وصياغة األهداف‬ ‫•‬
‫التخطيط ‪ :‬وضع خطة أو إعداد برنامج وتنظيم مختلف المراحل ‪.‬‬ ‫•‬
‫تنفيذ المهمة‬ ‫•‬
‫التحقق من النتائج اعتمادا على البيانات األولية‪.‬‬ ‫•‬

‫على أساس هذه االستنتاجات‪ ،‬اقترح لوريا نموذجا اعتمد فيه على ثالثة مناطق الحركية‪ ،‬والظهرية‬
‫الجانبية والنصف قاعدية‪.‬‬

‫المنطقة الحركية ‪ : Région Prémotrice‬تتمثل وظيفتها في العمل والحرص على التنظيم الديناميكي‬
‫الحركة‪ ،‬وإصابة هذه المنطقة‪ ،‬ال تؤثر في بناء النشاط الحركي وال على العاطفة بل يصيب السلوك الذي‬
‫يطغى عليه نوع من الحيرة والتردد‪.‬‬

‫المنطقة الظهرية الجانبية ‪ : La région dorso - latérale :‬تعد مركز قرار القيام بالفعل والتخطيط‬
‫له ومراقبته‪ ،‬إن اضطراب المنطقة تحدث نقصا في النشاط لكل األفعال التي تتطلب التخطيط لحل‬
‫المشكالت‬

‫المنطقة المتوسطة القاعدية ‪: La region medio - basale‬لها وظيفتان‪ ،‬هما جمع أو تركيب‬
‫المعلومات الواردة من المحيط و أيضا ضبط االنفعاالت مما يضمن الحفاظ على قوة النشاط‪ ،‬إصابة هذه‬
‫المنطقة تسبب عرضين‪ :‬نقص في االنتقاء‪ ،‬اضطراب التنفيذ لتداخل نشاطات دخيلة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫األستاذة ‪ :‬أفرفار عائشة‬ ‫األسدس ‪4‬‬ ‫مادة األنشطة الذهنية‬

‫النماذج المعرفية ‪:‬‬

‫نموذج بادللي ‪ Baddeley‬الذاكرة العاملة ‪:‬‬

‫استثمار المعارف السابقة حول الذاكرة العاملة‬

‫من النماذج التي ساهمت في وضع نظرية حول الوظائف التنفيذية نجد نموذج بادلي حول الذاكرة‬
‫العاملة وهو نموذج عرف تعديالت على مدى عقدين من الزمن‪ ،‬ويتضمن هذا النموذج أربع مكونات‬

‫المنفذ المركزي ‪ :‬يقوم بالعديد من المهامات والوظائف يمكن إجمالها فيما يلي ‪:‬‬

‫التنسيق بين المعلومات‬ ‫▪‬


‫مراقبة التواصل بين الحلقة الصوتية والمفكرة البصرية المكانية‬ ‫▪‬
‫مراقبة وتدبير الموارد االنتباهية‬ ‫▪‬
‫مراقبة التواصل بين الذاكرة العاملة واألنظمة الذاكرية األخرى كالذاكرة البعيدة المدى‬ ‫▪‬
‫اختيار االستراتيجيات المناسبة لنشاط معين‬ ‫▪‬
‫كبح األجوبة المسيطرة والتي أصبحت غير مالئمة‬ ‫▪‬
‫العمل على التخطيط لمختلف األنظمة‬ ‫▪‬
‫التفكير العقالني‬ ‫▪‬

‫وتجدر اإلشارة أن ما يعرف بالمنفذ المركزي حسب نموذج بادلي هو نفسه ما يعرف بنظام االنتباه‬
‫اإلشراف حسب نموذج “ شاليس ونورمان "‬

‫النظامين المساعدين ‪ :‬تعتبر الحلقة الفونولوجية والمفكرة البصرية المكانية بمثابة نظامين تابعين‬
‫ومساعدين ‪ ،Système esclave‬ألنهما يشتغالن تحت إمرة المنفذ المركزي‪ ،‬وهما يقومان بالتخزين‬
‫المؤقت للمعلومات اللفظية والمعلومات البصرية المكانية‬

‫الذكيرة اإلبيزودية ‪ :‬قدم بادلي هذه األخيرة بوصفها مكونا جديدا من مهامها تنظيم الوحدات‪ ،‬فهي حيز‬
‫تنفذ فيه المعالجة‪ ،‬كما يتم فيه بناء مشاهد استنادا إلى المشاهد المخزنة في الذاكرة البعيدة المدى‪ .‬إن دور‬
‫هذا المكون يتحدد في دمج المعلومات المتعددة المصادر بهدف إفراز مشهد ذي معنى يسمح للفرد‬
‫إدراك العالم كمجموعة منسجمة‪.‬‬

‫نموذج ‪ Norman & Shallice 1982‬نظام اإلشراف االنتباهي ‪: SAS‬‬

‫استثمار المعارف السابقة المتعلقة بنموذج اإلشراف االنتباهي‬

‫انطلق الباحثان من مبدأ أساسه أن تنفيذ مهمة ما يتم تحقيقه من طرف عدة خطاطات‪ ،‬فأثناء وضعية‬
‫مألوفة روتينية تنشط عدة خطاطات في نفس اآلن التي توافق مجموع اإلجراءات التي سبق أن جعلناها‬
‫أوتوماتيكية أو آلية‪ ،‬حيث أن مدبر الصراعات ينتقي وينسق خطاطات الفعل المناسبة للمهمة و يقوم بكف‬
‫وكبح الخطاطات غير المالئمة‪ .‬أما في الوضعية أو المهمة الجديدة عندما تفشل الخطاطات السابقة‪.‬‬
‫يتدخل النظام المشرف االنتباهي ليحل الوضعية ويحدد الهدف ويبني خطاطة جديدة وينفذ المهمة ويتحقق‬
‫إذا كانت النتائج موافقة لألهداف المسطرة (‪)Meulmans , 2006‬‬

‫‪10‬‬
‫األستاذة ‪ :‬أفرفار عائشة‬ ‫األسدس ‪4‬‬ ‫مادة األنشطة الذهنية‬

‫نموذج ‪ Miyake & all 2000‬المقاربة المتعددة الوسائط‪:‬‬

‫أجرى مياكي وآخرون (‪ ،)2000‬اختبارات متعددة على عينة سوية وليست مرضية ‪ 137‬طالبا في‬
‫المرحلة الجامعية‪ ،‬تستهدف كل وظيفة تنفيذية‪ ،‬ليتم بعد ذلك فحص مدى وحدة واختالف هذه الوظائف‬
‫التنفيذية الثالث على مستوى المتغيرات الكامنة وليس على مستوى المتغيرات الصريحة والواضحة‪،‬‬
‫وتمثل محاولته في استخراج ما هو مشترك بين المهام التي نختارها الستهداف وظيفة تنفيذية مقترضة‪،‬‬
‫واستعمال ذلك العامل المتغير الكامل أو الضمني لدراسة الكيفية التي تترابط من خاللها الوظائف‬
‫التنفيذية بعضها مع بعض‪ ،‬كما توضح الخطاطة التالية‪:‬‬

‫اختبار ‪1‬‬

‫المرونة الذهنية‬
‫اختبار ‪2‬‬

‫اختبار ‪3‬‬

‫اختبار ‪4‬‬

‫اختبار ‪5‬‬ ‫التحيين‬

‫اختبار ‪6‬‬

‫اختبار ‪7‬‬

‫اختبار ‪8‬‬ ‫الكبح‬

‫اختبار ‪9‬‬

‫من خالل هذه الخطاطة يقدم مياكي النموذج النظري المستعمل في تحليل العامل الكامن أو الضمني حيت‬
‫تمثل األشكال الدائرية المتغيرات الكامنة الثالثة وهي ‪ :‬التحيين‪ ،‬الكبح‪ ،‬والمرونة الذهنية‪ ،‬بينما األشكال‬
‫المستطيلة تمثل المتغيرات الصريحة أو الظاهرة مثال المهام الفردية والتي تم استعمالها الستهداف‬
‫الوظائف التنفيذية‪ ،‬كما هو مشار إليها في الخطاطة باألسهم المستقيمة ذات الرأس الواحد أما األسهم‬
‫المقوسة ذات الرأسين فتمثل الترابط بين المتغيرات الكامنة فالوظائف مستقلة وتتشارك آلية ضمنية‬
‫مشتركة‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫األستاذة ‪ :‬أفرفار عائشة‬ ‫األسدس ‪4‬‬ ‫مادة األنشطة الذهنية‬

‫‪ 11.3.2‬عجز الوظائف التنفيذية ‪:‬‬

‫أثبتت العديد من الدراسات العالقة بين اختالل الوظائف التنفيذية واإلصابات التي تتعرض لها الفصوص‬
‫الجبهية‪ ،‬باعتماد العديد من المقاربات (المقاربة اإلكلينيكية بدءا من حالة فينيس كاج‪ ،‬المقاربة التجريبية‬
‫بناء االختبارات)‪ ،‬مما أدى إلى تحديد العديد من األعراض (متالزمة عجز االنتباه)‪ ،‬وقسموا إلى قسمين‪:‬‬

‫اضطرابات سلوكية نقص عام في النشاط فقدان اإلرادة‪ ،‬الالمباالة‪ ،‬فتور الشعور‪ ،‬غياب التلقائية‪ ،‬سلوك‬
‫فظ‪ ،‬تصلب السلوك‪ ،‬شرود‪ ،‬التبعية واالرتباط بالمحيط‪ ،‬اعتالل الذاكرة‪ ،‬اضطراب االنفعال والسلوك‬
‫االجتماعي‪ ،‬اضطراب على مستوى السلوك الغذائي‪ ،‬الجنسي‪ ،‬الشرجي‪.‬‬

‫اضطرابات معرفية‪ :‬كف األجوبة وتركيز االنتباه‪ ،‬استنباط القواعد وتعميمها‪ ،‬االحتفاظ‪ ،‬االحتفاظ‬
‫بالقواعد وتحويلها في استراتيجيات بحث سريعة لدالالت األلفاظ (تعميم المعلومة)‪ ،‬السيرورات‬
‫الذاكراتية االستراتيجية‪ ،‬التخطيط وحل المشكالت‪ ،‬التنسيق بين مهمتين‪ :‬االحتفاظ باالنتباه و بدء الفعل‪.‬‬

‫لقد أثبت العديد من الباحثين على وجود اختالل الوظائف التنفيذية في العديد من االضطرابات النمائية‬
‫كالتوحد ‪ ،Robinson & all 2009‬اضطراب نقص االنتباه الذي قد يصاحبه فرط في الحركة‬
‫‪ ، 2002 all Sergeant‬اضطرابات التعلم‪ ،‬على سبيل المثال في القراءة ‪Adams & 2001‬‬
‫‪ ،Snowling‬كما لوحظ هذا الخلل لدى الحاالت المرضية مثل الصرع ‪،Parrishet & Coll 2007‬‬
‫الردات الدماغية ‪ ،Mangeot , 2002‬التورمات العصبية من نوع ‪Hyman & Coll 2005 1‬‬

‫‪12‬‬

You might also like