You are on page 1of 3

‫القيود الواردة على تشغيل النساء وذوي الهمم في قانون العمل اإلماراتي‬

‫اإلمارات العربية المتحدة دولة اتحادية تضم سبع إمارات‪ .‬يحدد دستور دولة اإلمارات العربية‬
‫المتحدة الحقوق المتساوية المكفولة لجميع المواطنين‪.‬إال أنه يعترف بحقوقهم الفردية‪ .‬يطبق القانون‬
‫عموًم ا على جميع العمال الذين يعملون في دولة اإلمارات العربية المتحدة بغض النظر عما إذا كان‬
‫مواطًنا أو مواطًنا خليجًيا أو مواطًنا متجنًسا‪ .‬تنطبق أحكامه على صاحب العمل والموظف على حد سواء‪:‬‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬يتم تقديم إشعار اإلنهاء من قبل المنظمة إلى الموظف أو استحقاق إجازة مدفوعة‬
‫األجر أثناء المرض واإلجازات‪ .‬يتم تعديل اإلطار القانوني في دولة اإلمارات العربية المتحدة المتعلق‬
‫بالعمال بشكل متكرر ويتم اعتماد أحدث التدابير من خالل قانون العمل‪.‬‬

‫القيود المتعلقة بتشغيل النساء‪:‬‬


‫تقديم النساء للعمل مصدر للتطور االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬إذ تشكل جزءًا أساسيًا من قوى‬
‫العمل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هناك قيودًا تشترطها القوانين والتشريعات‪ ،‬وفي هذا السياق‪ ،‬يأتي قانون‬
‫العمل االتحادي رقم ‪ 8‬لعام ‪ 1980‬وتعديالته لتحديد إطار عمل المرأة وحقوقها وواجباتها‪.‬‬
‫رغم االعتراف بمبدأ مساواة المرأة بالرجل‪ ،‬إال أنه يجب مراعاة ظروف المرأة الخاصة من‬
‫حيث أنوثتها وأمومتها‪ .‬تلك المراعاة تشمل النظر في الجوانب الجسدية والنفسية للمرأة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى االهتمام بحقوقها كأم وحقوق المولود‪ .‬وبموجب هذا القانون‪ُ ،‬يسمح بإدراج بعض الشروط في‬
‫العقود العملية التي تنظم عالقة العمل بين المرأة وصاحب العمل‪ ،‬ولكن يجب أن تكون هذه‬
‫الشروط متوافقة مع مبادئ العدالة والمساواة‪.‬‬

‫من بين القيود التي يفرضها القانون على تعاقد النساء‪ ،‬هناك بعض المواضيع التي ُيحيل البحث‬
‫فيها إلى مجاالت أخرى ألنها تتعلق بآثار العقد وليست بشكل أساسي في تشكيله‪ ،‬مثل إجازة‬
‫األمومة وحقوق اإلرضاع‪ .‬لكن في بعض الحاالت‪ ،‬يمكن أن تكون هذه الشروط جزءًا من اتفاقية‬
‫العمل نفسها‪ ،‬مما يجعلها جزءًا من عملية التعاقد‪.‬‬
‫القيود التي ينص عليها القانون لتشغيل النساء تشمل‪ :‬عدم تعريضهن لألعمال الخطرة أو الشاقة‬
‫أو التي قد تكون ضارة صحيًا أو أخالقيًا‪ ،‬ومنع العمل في ساعات الليل‪ .‬ويجب أيضًا تفادي أي‬
‫تمييز في األجر بين النساء والرجال في نفس الوظيفة‪ .‬وفي حالة وجود أي شرط يتعارض مع‬
‫حقوق المرأة كأنثى أو كأم‪ُ ،‬يلغى هذا الشرط ويصبح العقد صالحًا‪.‬‬
‫يتبنى القانون موقفًا تقدميًا يوجب مراعاة هذه القيود في مرحلة التعاقد‪ ،‬مما يضمن حماية حقوق‬
‫المرأة ومساواتها في بيئة العمل‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 29‬من قانون تنظيم عالقات العمل االتحادي على أنه ُيحظر تشغيل النساء في‬
‫األعمال الخطرة أو الشاقة أو التي قد تكون ضارة صحًيا أو أخالقًيا‪ .‬ويحدد وزير العمل‬
‫والشؤون االجتماعية‪ ،‬بعد استطالع رأي الجهات المختصة‪ ،‬األعمال التي ُيمنع فيها تشغيل‬
‫النساء‪ ،‬وينص القرار الوزاري رقم ‪ 6/1‬لسنة ‪ 1981‬على تحديد تلك األعمال المحظور تشغيل‬
‫النساء فيها‪.‬‬
‫تشمل األعمال التي ال ُيجوز للنساء العمل فيها‪ ،‬بموجب المادة األولى من القرار الوزاري‪ :‬العمل‬
‫تحت سطح األرض في المناجم والمحاجر‪ ،‬والعمل في األفران المعدة لصهر المواد المعدنية أو‬
‫تكريرها أو أنضاجها‪ ،‬وصناعة المفرقعات واألعمال المتعلقة بها‪ ،‬وغيرها من األعمال المحددة‬
‫في القرار‪.‬‬
‫ُيعتبر منع تشغيل النساء في هذه األعمال قيًدا قانونًيا عند التعاقد‪ ،‬حيث ُيمنع إبرام عقود عمل مع‬
‫النساء للعمل في األعمال المحظورة‪ .‬وقد ُيشكل نقل صاحب العمل للمرأة العاملة إلى عمل خطر‬
‫خالل فترة سريان العقد انتهاًك ا لشروط العقد األصلي إذا كان العقد قد ُأبرم لعمل غير خطر‪.‬‬
‫ويجب مراعاة أن الخطر الذي يتعرض له النساء أثناء سريان العقد قد يكون مؤقًتا في بعض‬
‫األحيان‪ ،‬مثل حظر تشغيل النساء الحوامل في أعمال أخذ الصور اإلشعاعية في المستشفيات‬
‫والعيادات الطبية‪ ،‬وذلك حفاًظا على سالمة الجنين‪.‬‬
‫قيد حظر العمل في ساعات الليل‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 27‬من قانون تنظيم عالقات العمل االتحادي على أنه غير مسموح تشغيل النساء في‬
‫فترات الليل‪ .‬وتعرف الليل كفترة ال تقل عن إحدى عشرة ساعة متتالية‪ ،‬تشمل الفترة من العاشرة‬
‫مساًء حتى السابعة صباًحا‪.‬‬
‫ُيفهم من تحديد ساعات الليل أنها قيٌد ُيطبق على الفترة المحددة من الليل بمعنى مطلق‪ .‬وعلى هذا‬
‫األساس‪ُ ،‬يسمح بالعمل بعد وقت المغرب حتى قبيل العاشرة مساًء إذا كان ذلك مطابًقا للساعات‬
‫المسموح بها في الليل‪.‬‬
‫تم اعتماد قيد العمل في ساعات الليل باعتبار أن العمل في تلك الفترات يمكن أن يكون مؤثًرا على‬
‫النساء بشكل خاص‪ ،‬ويتعارض مع حقوقهن األسرية واالجتماعية‪ ،‬ويعرضهن لمخاطر‬
‫االعتداءات خالل تلك الساعات‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ُ ،‬يمكن التخلي عن هذا القيد بموجب استثناء قانوني‪ ،‬سواء كان ذلك استثناًء ا زمنًيا أو‬
‫استثناًء ا مرتبًطا بظروف خاصة‪ .‬وُيحدد القانون في المادة ‪ 28‬الحاالت التي ُيسمح فيها بعمل‬
‫النساء في ساعات الليل‪ ،‬مثل الحاالت التي يتوقف فيها العمل بسبب ظروف قاهرة‪ ،‬أو العمل في‬
‫مراكز اإلدارة والتقنية‪ ،‬أو العمل في خدمات الصحة وغيرها بناًء على تحديد وزير العمل‬
‫والشؤون االجتماعية‪.‬‬
‫ويكون من مسؤولية صاحب العمل ضمان نقل النساء العامالت خالل تلك الفترات‪ ،‬مع مراعاة‬
‫حقوقهن وسالمتهن‪.‬‬
‫حظر عدم المساواة في األجر‬
‫تنص المادة ‪ 32‬من قانون تنظيم عالقات العمل االتحادي على أنه يجب منح المرأة أجًرا مماثاًل‬
‫ألجر الرجل إذا كانت تقوم بنفس العمل‪ .‬وهذا الحكم يستند إلى مبدأ المساواة بين الجنسين في‬
‫الحقوق‪.‬‬
‫وُيعتبر أي تمييز في األجر بين النساء والرجال في نفس الوظيفة انتهاًك ا لهذا المبدأ‪ .‬ولذلك‪،‬‬
‫ُيحظر أي اتفاق أو شرط ُيخالف هذا المبدأ‪ ،‬سواء كان ذلك صريًح ا في العقد أو ضمنًيا‪.‬‬
‫حظر الشروط التي تعارض أنوثتها وأمومتها‪.‬‬

‫قوانين توظيف أصحاب الهمم‪:‬‬


‫في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ُ ،‬توفر الحكومة فرص توظيف متكافئة وعادلة للمواطنين من‬
‫ذوي اإلعاقة في القطاعين العام والخاص‪ .‬ويضمن القانون االتحادي رقم ‪ 29‬لسنة ‪2006‬‬
‫وتعديالته في شأن حقوق ذوي االحتياجات الخاصة العمل لهذه الفئة من المجتمع‪ .‬يهدف هذا‬
‫القانون إلى تأمين فرص العمل والترشيح للمواطنين ذوي اإلعاقة دون تمييز وفقًا لمعايير الكفاءة‬
‫والفاعلية‪ .‬وقد صدقت اإلمارات أيًض ا على اتفاقية األمم المتحدة حول حقوق األشخاص ذوي‬
‫اإلعاقة‪ ،‬مما يعكس التزامها بضمان الحقوق المتساوية لهذه الفئة‪.‬‬
‫في إمارة دبي‪ ،‬صدر القانون رقم ‪ 2‬لسنة ‪ 2014‬الذي يعزز حماية حقوق األشخاص ذوي‬
‫اإلعاقة‪ ،‬ويدعم القانون االتحادي رقم ‪ 29‬لعام ‪ .2006‬يركز هذا القانون على دعم فرص العمل‬
‫المتساوية وتوفير بيئة عمل تسمح ألصحاب الهمم باالندماج بشكل كامل في سوق العمل‪.‬‬
‫قرار مجلس الوزراء رقم ‪ 43‬لسنة ‪ 2018‬يعمل على دعم فرص عمل أصحاب الهمم وتمكينهم‬
‫من الوصول إلى الفرص بنفس القدر الذي يتاح لغيرهم‪ .‬يتطلب القرار من الجهات المعنية ضمان‬
‫الوصول إلى فرص العمل بصورة متساوية وتوفير الدعم الالزم للبحث عن فرص العمل‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تقديم الدعم لتأسيس األعمال الخاصة ألصحاب الهمم‪.‬‬
‫يحث القرار الجهات المعنية على توفير ظروف عمل صحية وآمنة ألصحاب الهمم‪ ،‬ومنع إنهاء‬
‫خدماتهم بسبب اإلعاقة ما لم يصلوا إلى سن التقاعد أو تقرر لجنة طبية خاصة عدم لياقتهم للعمل‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يشجع القرار القطاع الخاص على توظيف أصحاب الهمم وتوفير الدعم الالزم‬
‫لهم لتمكينهم من ممارسة العمل بفعالية‪ ،‬مع منحهم فرص متكافئة وإتاحة الوقت الكافي إلجراء‬
‫االختبارات والمقابالت الوظيفية‪.‬‬

You might also like