الظاهرة االجتماعية للعنوسة في المغرب :بين التحليل والتحديات
بدر شاشا /نوال بوغابة
العنوسة واالرتفاع الملحوظ في معدالت الطالق أصبحت قضية اجتماعية ملحة تواجه المجتمع المغربي في العقود األخيرة .إن هذه الظاهرة تحمل معها تحديات كبيرة تستدعي إجراء دراسات معمقة لفهم جذورها والبحث عن الحلول .المناسبة أظهرت دراسة حديثة أجراها الباحث بدر شاشا أن المغرب يشهد معدالت متسارعة للعنوسة ،حيث يزداد عدد النساء الالتي تجاوزن سن األربعين ولم يتزوجن ،باإلضافة إلى زيادة في معدالت الطالق خالل فترات زمنية قصيرة بشكل .ملحوظ يعود جذر هذه الظاهرة المتصاعدة إلى عدة عوامل ،منها التحوالت االجتماعية واالقتصادية التي شهدتها المجتمعات المغربية في السنوات األخيرة ،باإلضافة إلى التغيرات في القيم والمبادئ االجتماعية والثقافية .تقدم النساء بشكل أكبر .نحو االستقالل االقتصادي والمهني ،مما يؤدي إلى تأخير قرار الزواج أو تفضيل الحياة العزوبية من الجدير بالذكر أن الظروف االقتصادية واالجتماعية ،مثل البطالة وضعف الظروف المادية ،يمكن أن تلعب أيًض ا دوًر ا كبيًر ا في زيادة معدالت العنوسة والطالق .يجب على الحكومة والمجتمع المغربي بأسره أن يتحدوا للتصدي لهذه .التحديات من خالل تطوير سياسات اجتماعية واقتصادية تعزز استقرار األسرة وتوفر فرًص ا متساوية للجنسين يجب على المجتمع أن يتبنى مواقف تشجع على بناء عالقات مستدامة ومسؤولة ،وتقدم الدعم النفسي واالجتماعي لألفراد الذين يعانون من صعوبات في الزواج أو الحفاظ على العالقات الزوجية .إن تشجيع الحوار وتقديم الدعم الالزم يمكن أن يساهم بشكل كبير في تقليل معدالت العنوسة والطالق في المجتمع المغربي وتعزيز االستقرار األسري يتطلب التعامل مع ظاهرة العنوسة وارتفاع معدالت الطالق في المجتمع المغربي جهودًا متعددة المجاالت .أحد الجوانب األساسية التي يجب التركيز عليها هو تعزيز التوعية وتغيير الثقافة المجتمعية المتعلقة بالزواج والعالقات األسرية. يمكن تحقيق ذلك من خالل إطالق حمالت توعية وتثقيفية تستهدف جميع شرائح المجتمع ،بما في ذلك الشباب والنساء .والرجال عالوة على ذلك ،يجب تعزيز الدعم االجتماعي والنفسي لألفراد الذين يعانون من صعوبات في العثور على شريك حياة أو الحفاظ على عالقات زواجية سليمة .يمكن توفير االستشارة الزوجية وورش العمل والبرامج التثقيفية لألزواج .المقبلين على الزواج أو الذين يواجهون صعوبات في عالقاتهم الحالية باإلضافة إلى ذلك ،يجب توفير الفرص االقتصادية والتعليمية للشباب وخاصة النساء ،لتمكينهم من االستقالل المالي .والمهني وبناء عالقات زوجية قائمة على الشراكة والتفاهم يجب أن تكون الجهود المبذولة تحت إشراف وتوجيه الحكومة المغربية ،بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والمؤسسات الدينية ،لضمان تنفيذ السياسات والبرامج الفعالة التي تهدف إلى تعزيز االستقرار .األسري واالجتماعي وتقليل معدالت العنوسة والطالق في المجتمع المغربي