You are on page 1of 8

‫جامعة الكوفة‬

‫ادارة واقتصاد ‪ /‬ادارة االعمال‬

‫اعداد‬
‫امير حسنين عباس محمد‬
‫الدراسة‪ :‬مسائي‬

‫بأشراف‬
‫دكتور رافد‬
‫‪2019/2020‬‬
‫تأمين‬
‫التأمين أو ِنَظ اُم التأمين أو الَّضَم ان هو وسيلٌة ِلُمواجهة المخاطر التي يتعَّر ض لها اإلنسان في كيانه‬
‫أو أمواله أثناء فترة حياته في سبيل التخفيف من وطأتها‪ .‬جوهُر هذه الوسيلة هو التعاون الذي يتحقق‬
‫باشتراك األشخاص الُمعَّر ضين ِلذات الخطر في ُمواجهة اآلثار التي تنجم عن تحقيقه بالنسبة ِلبعضهم‪ ،‬وذلك‬
‫بدفع كل منهم الشتراك أو لقسٍط ‪ ،‬وُتجَّمع المبالغ الُمتحِّصلة ُثَّم ُتوَّز ع على من تحُّل بهم الكارثة‪ .‬وبهذا ُتحقق‬
‫آثار الكارثة على الُمشتركين في تحقيق هذا التعاون‪ ]1[.‬فالتأمين هو واقٌع عملّي ‪ ،‬وهو من أفضل الوسائل‬
‫التي ُتمِّك ُن اإلنسان من التخفيف من آثار الكوارث‪ ،‬سواء وقعت هذه الكوارث بفعل الشخص نفسه‪ ،‬بتقصيٍر‬
‫منُه أو بإهماله‪ ،‬أو ِبفعل الغير‪ .‬وهو وسيلُة األمان التي تتفق وروح العصر الحديث الذي كُثرت فيه ُمتطلبات‬
‫[‪]1‬‬
‫الحياة وازداد فيه خطر اآللة وأصبحت مخاطر التطّو ر فيه واضحة‪.‬‬
‫كانت فعالَّية التأمين‪ ،‬باعتباره الوسيلة الحديثة ِلُمواجهة المخاطر وما ُترتبُه من آثار‪ ،‬هي السبب األبرز الذي‬
‫أَّد ى إلى ازدهاره‪ ،‬وتنُّو ع مجاالته‪ ،‬وتطُّو ره‪ ،‬وامتداده إلى المجاالت الُمختلفة‪ ،‬لُيؤمن األفراد من ُك ِّل خطٍر‬
‫يتعَّر ضون له سواء في أموالهم أو أشخاصهم‪ .‬وفعالَّية التأمين أيًض ا أَّد ت إلى قيام بعض الُد ول ِبفرض بعض‬
‫[‪]1‬‬
‫أنواعه ضماًن ا ِلُحصول بعُض فئات الشعب على تعويٍض عن ُو قوع حادٍث ُم عَّين‪.‬‬
‫ونظاُم التأمين يفترض ُو جود أداة قانونَّية ُتنِّظ م عالقة الُمؤِّمن بالُمؤَّمن لهم‪ ،‬هي عقُد التأمين‪ .‬غير أَّن التأمين‬
‫ال يقتصر على هذا الجانب‪ ،‬فالتأمين باإلضافة إلى ذلك عملَّية فنَّية تستعين فيها شركاُت التأمين بوسائل فنَّية‬
‫حَّت ى تتمَّك ن من تحقيق أهدافها في تغطية ما يقع من مخاطر‪ ،‬فهي تستعمل العناصر الفنَّية الاَّل زمة إِل دارة‬
‫عملَّيات التأمين‪ ،‬كالقواعد الُمستمَّد ة من علم اإلحصاء وِنظام الُمقاَّصة بين المخاطر وتطبيق قانون الِكثرة‪،‬‬
‫إضافًة إلى قواعد اإلدارة المالَّية‪ .‬وبذلك تتمَّك ن من تحقيق هدف تغطية المخاطر التي ُتحيق بالُمؤَّمن لهم‪،‬‬
‫وفي ذات الوقت يتمَّك ن الُمؤِّمن ‪-‬شركة التأمين‪ -‬من إدارة مشروع التأمين بما ُيحقق أغراضه االستثمارَّية‪،‬‬
‫[‪]2‬‬
‫ِلُيجني بعض الربح وُيساهم في تحقيق أغراض االقتصاد القومي‪.‬‬

‫تعريف التأمين‬
‫في الُلغة‬
‫«الَّت ْأِمْيُن » ُلغًة من «َأَّم َن »‪ ،‬واألمن ضَّد الخوف‪ ،‬وهو يعني‪ُ :‬سكوُن القلب واطمئنانه وثقته‪ .‬قيل‪َ« :‬و َأْص ُل‬
‫اَألْم ِن َط َم ْأِنْي َن ُة الَّنْف ِس َو َز َو اُل الَخ ْو ِف ‪َ ،‬و اَألْم ُن َو اَألَم اَن ُة َو اَألَم اُن ِفي اَألْص ِل َمَص اِدر‪َ ،‬و ُيْج َج ُل اَألَم اُن َت اَر ًة اْس ًما‬
‫[‬
‫ِلْلَح اَلِة اَلِتي َي ُك وُن َع َلْي َه ا اِإلْن َس اُن ِفي اَألْم ِن ‪َ ،‬و َت اَر ًة اْس ًما ِلَم ا ُيَؤ َّمُن َع َلْيِه اِإلْن َس اُن »‪ ]3[.‬وهو ُيجمُع على َت ْأِمْي َن ات‪.‬‬
‫‪]4‬‬

‫التعريفات الفقهَّي ة‬
‫تعَّد دت التعريفات الفقهَّية للتأمين واختلفت فيما بينها‪ .‬ويرجع ذلك بصفٍة أساسَّيٍة إلى أَّن التأمين ينطوي على‬
‫جانبين‪ ،‬الجانب األَّو ل قانوني‪ ،‬واآلخر فني‪ .‬فمن الُفقهاء من رَّك ز على الجانب األَّو ل ُمبرًز ا أداة التأمين‬
‫القانونَّية‪ ،‬أي عقد التأمين‪ ،‬ومنهم من رَّك ز على الجانب الفني للتأمين على حساب جانبه القانوني‪ .‬فيما يذهب‬
‫جمهور الُفقهاء إلى أَّن التعريف الدقيق للتأمين يجب أن يتعَّر ض ِلجانبيه القانوني والفني‪ ،‬وإاَّل كان تعريًفا‬
‫ناقًص ا‪ .‬والجانب القانوني للتأمين يتمَّث ل في العالقة بين الُمؤِّمن والُمؤَّمن له‪ ،‬والتي تنشأ عن عقد التأمين الذي‬
‫يربط بينهما‪ .‬وهذه العالقة تفترض أَّن ُهناك خطًر ا‪ ،‬أو حادًث ا‪ُ ،‬يخشى ُو قوعه للُمؤَّمن لُه‪ .‬فيسعى هذا األخير‬
‫ِلتأمين نفسه من هذا الخطر‪ ،‬أو الحادث‪ ،‬وذلك عن طريق التعاقد مع الُمؤّمن‪ .‬وهو عادًة شركة التأمين‪ .‬الذي‬
‫يلتزم بتغطية هذا الخطر عند وقوعه‪ ،‬مقابل قسٍط ُم عَّي ٍن يلتزم ِبدفعه المؤَّمن له‪ ]5[.‬أَّما الجانب الفني للتأمين‪،‬‬
‫فيتجاوز تلك العالقة الفردَّية‪ ،‬ويتمَّث ل في اُألسس الفنَّية التي يستند إليها الُمؤّمن في تغطية الخطر‪ .‬ذلك أَّن‬
‫الُمؤِّمن عند قيامه بتغطية الخطر الُمؤَّمن منُه ال يقبل ذلك على وجه الُمضاربة‪ ،‬وإاَّل أصبح التأمين‬
‫عملَّية ُمقامرة أو ُمراهنة‪ ]6[،‬وكان عقًد ا غير مشروع‪ ،‬وإَّن ما تقوم شركة التأمين بالتعاقد مع عدٍد كبيٍر من‬
‫الُمؤَّمن لهم وتتقاضى من ُك ٍّل منهم قسًط ا ُمعيًن ا بحيُث أَّن ُه عند تحقق الخطر أِل حدهم‪ ،‬تقوم الشركة ِبتعويضه‬
‫بمجموعة األقساط التي تتقاضاها من سائر الُمؤَّمن لهم‪ .‬وتقوم الشركة عند تحديد القسط الواجب على‬
‫الُمؤَّمن له دفعه باالستعانة ِبقوانين اإلحصاء‪ ،‬بحيُث ُيمكُن تحديده بدَّقة على نحٍو ال ُيعِّر ضها للِخسارة أو‬
‫ِلخطٍر جسيٍم ‪ .‬وُمؤّد ى ذلك أَّن عملَّية التأمين تقوُم على تعاون الُمؤَّمن لهم ِلُمواجهة األخطار التي يتعرضون‬
‫لها‪ ،‬ويكون دوُر الُمؤِّمن إدارة هذا التعاون وتنظيمه‪ ،‬استناًد ا إلى اُألسس الفنَّية وقوانين اإلحصاء‪ ]5[.‬ومن ُهنا‬
‫ُيمكُن ُمالحظة ما يؤخذ على الكثير من التعريفات الفقهَّية للتأمين‪.‬‬
‫عَّر ف الفقيه الفرنسي مارسيل فرديناند پالنيول التأمين بأَّن ُه «عقٌد يتعَّهد ِبُمقتضاُه شخٌص ُيسّمى الُمؤِّمن أن‬
‫ُيعِّو ض شخًص ا آخر ُيسَّمى الُمؤَّمن لُه عن خسارٍة احتمالَّيٍة يتعَّر ُض لها هذا األخير‪ُ ،‬مقابل مبلٍغ من الُنقود هو‬
‫القسط الذي يقوم الُمؤّمن له بدفعه إلى الُمؤِّمن»‪ ]1 [ْ.‬وذهب جانٌب من الفقه المصري في تعريف التأمين بأَّن ُه‬
‫«عقٌد يأُخ ُذ فيِه الُمؤِّمن على عاتقِه طائفة ُم عَّينة من األخطار‪ ،‬يخشى العاقدان ُو قوعها‪ ،‬ويرغب الُمستأمن أاَّل‬
‫يتحَّملها ُمنفرًد ا‪ ،‬في ُمقابل جعل ُيسّمى قسط التأمين أو االشتراك يدفعُه الُمستأمن»‪ ]7[.‬وقد ُأخذ على هذين‬
‫التعريفين وما شابههما‪ ،‬النظر إلى التأمين من ناحيته القانونَّية فقط باعتباره عقًد ا يتُّم بين شخصين ُهما‬
‫الُمؤِّمن والُمؤَّمن لُه‪ ،‬وإغفاله الناحية الفنَّية للتأمين واُألسس الفنَّية التي تقوم عليها عملَّية التأمين‪ ،‬وعدم‬
‫إبرازه لفكرة التعاون بين الُمؤَّمن لهم‪ .‬كما ُأخذ على هذا التعريف أيًض ا أَّن ُه ليس تعريًفا جامًع ا‪ ،‬فهو ُيقِّي ُم‬
‫التأمين على أساس أَّن ُه يؤّد ي إلى تعويض الُمؤَّمن لُه عن خسارٍة احتمالَّيٍة‪ ،‬فهذا الوصف ال يصدق إاَّل على‬
‫[‪]5‬‬
‫التأمين من األضرار‪ ،‬كالتأمين ضَّد الحريق أو ضَّد السرقة‪.‬‬
‫وأراد بعض الفقهاء وضع تعريٍف للتأمين يجمع بين جانبيه الفني والقانوني‪ ،‬فعَّر فوه بأَّن ُه‪« :‬عملَّية فنَّية‬
‫ُتزاولها هيئاٌت ُمنظمٌة ُمهمتها جمع أكبر عدٍد ُممكن من المخاطر الُمتشابهة‪ ،‬وتحُّمل تبعتها عن طريق‬
‫الُمقاصة وفًقا ِلقوانين اإلحصاء‪ ،‬ومن ُمقتضى ذلك ُحصول الُمستأمن أو من ُيعينه‪ ،‬حال تحقق الخطر الُمؤَّمن‬
‫منه‪ ،‬على عوٍض مالٍّي يدفعُه الُمؤِّمن في ُمقابل وفاء األَّو ل األقساط الُمتفق عليها في وثيقة التأمين»‪ ]8[.‬وُأخذ‬
‫على هذا التعريف أَّن ُه اهتَّم بإبراز الجانب الفني ِلفكرة التأمين أكثر من اهتمامه بالجانب القانوني ِلهذه الفكرة‪،‬‬
‫كما ُأخذ عليه أيًض ا النقُص في بعض اإليجاز‪ ]9[.‬وفي ُمحاولٍة إِل براز جانبّي التأمين‪ ،‬الفني والقانوني‪ ،‬على‬
‫قدم الُمساواة‪ ،‬اَّت جه بعُض الُفقهاء الفرنسيين إلى وضع تعريٍف قانونٍّي للتأمين يليه التعريف الفني ِلهذه‬
‫العملَّية‪ .‬حيُث يرى هؤالء الُفقهاء أَّن التعريف القانوني ِلعقد التأمين ُيصبح ال معنى لُه ما لم ُيكَّمل بتعريٍف‬
‫[‪]10‬‬
‫فنٍّي ِلعملَّية التأمين‪ .‬وعلى ضوء ذلك عَّر فت الفقيهة إيڤون المبرت فاڤر التأمين على النحو التالي‪:‬‬

‫التعريف القانوني‪ :‬التأمين عقٌد ِبُمقتضاُه يحصُل الُمستأمن على تعّهد الُمؤِّمن ِبأداٍء ُم عَّين في حالة تحقق‬ ‫‪‬‬
‫الخطر‪ُ ،‬مقابل مبلٍغ ُم عَّي ٍن ُيسّمى القسط أو االشتراك‪.‬‬
‫التعريف الفني‪ :‬التأمين هو عملَّي ٌة ِبُمقتضاها يتوّلى الُمؤّمن تنظيم التعاون بين عدٍد من الُمؤَّمن لهم‬ ‫‪‬‬
‫يتعَّر ضون ِلمخاطر ُم عَّينة‪ ،‬ويقوم بتعويض من يتحقق الخطر بالنسبة له من بينهم بفضل الرصيد‬
‫الُمشترك لألقساط التي يجمعها منهم‪.‬‬
‫كان للتعريف األخير الفضل في إبراز جانبّي عملَّية التأمين ووضعها على ذات الُمستوى من األهمَّية‪ ،‬دون‬
‫تغليب أِل حدهما على اآلخر‪ .‬وُر غم ذلك فإَّن ُه يؤخذ عليه الفصل بين جانبّي التأمين في تعريفين ُمستقلين على‬
‫نحٍو قد يوحي بأَّن األمر يتعَّلق بشيئين ُمنفصلين‪ ،‬مع أَّن الحقيقة ِخالف ذلك‪ ،‬فالمقصود وضع تعريف للتأمين‬
‫وهو عملَّية واحدة وإن تعددت جوانبها‪ .‬لذلك فَّضل جمهور الُفقهاء وضع تعريٍف واحٍد للتأمين ُيحيُط في ذات‬
‫الوقت بجانبيه القانوني والفني‪ .‬ولذلك فقد ساد في الُفقه الفرنسي تعريف الفقيه جوزف هيمار للتأمين‪ ،‬حيُث‬
‫عَّر فُه بأَّن ُه‪« :‬عملَّي ٌة يحصُل فيها أحد الطرفين‪ ،‬وهو الُمؤَّمن له‪ ،‬نظير قسٍط يدفعُه على تعّهد الطرف اآلخر‬
‫وهو الُمؤّمن‪ ،‬بأداٍء ُم عَّي ٍن عند تحقق الخطر الُمتفق عليه من الطرف اآلخر‪ ،‬وهو الُمؤِّمن‪ ،‬تعُّهٍد ِبُمقتضاه‬
‫يدفُع هذا األخير أداًء ُمعيًن ا‪ ،‬وذلك بأن يأخذ الُمؤَّمن على عاتقه مجموعٌة من المخاطر‪ ،‬وُيجري بينها‬
‫الُمقاَّص ة طبًقا ِلقوانين اإلحصاء»‪ ]2 [ْ.‬ويؤِّيد غالبَّية الُفقهاء في الُد ول ذات النظام القانوني الالتيني (الفرنسي)‬
‫هذا التعريف‪.‬‬
‫التعريفات التشريعَّي ة‬
‫ُيقصُد بالتعريف التشريعي للتأمين ذلك التعريف الذي وضعُه الُمشرعون في دولٍة ما‪ ،‬لذا فهو قد يختلف‬
‫شكاًل بين دولٍة وُأخرى‪ ،‬دون أن يختلف جوهًر ا‪ .‬فالفرق بين تعريف الُمشّر ع المصري والُمشّر ع الُلبناني‬
‫للتأمين على سبيل الِمثال يكمن في الُمصطلحات الُمستخدمة‪ .‬فالُمشِّر ع الُلبناني يستخدم ُمصطلح «الضمان»‬
‫بداًل من «التأمين»‪ ،‬و«الضامن» بداًل من «المؤِّمن»‪ ،‬و«المضمون» بداًل من «الُمؤَّمن لُه»‪ .‬وُيراعى أَّن‬
‫السائد في القوانين العربَّية استخدام ُمصطلح التأمين‪ ،‬ومؤِّمن وُمؤَّمن لُه‪ ]11[.‬ومن األمثلة على التعريفات‬
‫التشريعَّية‪:‬‬

‫تعريف القانون المصري‪ :‬عَّر فت الماَّد ة ‪ 747‬من التقنين المدني المصري التأمين بأَّن ُه‪َ« :‬ع ْق ٌد َي ْلَت ِز ُم‬ ‫‪‬‬
‫الُمؤِّمُن ِبُم قَت َض اُه أن ُيؤّد َي إلى الُم َؤ َّمن َلُه أو إلى الُمْس َت ِفيد الذي اشُتِر َط الَت أِميُن ِلَص اِلِحِه َم ْب َلًغ ا ِمَن الَم اِل أو‬
‫إَي راًد ا ُمرِتًبا أو أِّي َعَو ٍض َماِلٍّي آَخ َر في َح اَلِة ُو ُقوِع الَح اِدِث أو َت َح ُقِق الَخ َط ِر الُم َب َّي ِن ِبالَع قِد‪َ ،‬و َذ ِلَك في‬
‫[‪]12‬‬
‫َن ِظ ْي ِر ِقْس ٍط أو أَّيِة َد ْف َع ٍة َم اِلَّيٍة ُأخَر ى ُيؤِّد يَه ا الُمؤَّمن َلُه ِللُمؤِّمن»‪.‬‬
‫تعريف القانون الُلبناني‪ :‬عَّر فت الماَّد ة ‪ 950‬من قانون الُموجبات والُعقود الَّضمان بأَّن ُه‪َ« :‬ع ْق ٌد ِبُم قَت َض اُه‬ ‫‪‬‬
‫َي ْلَت ِز ُم شْخ ٌص (ُيَقاُل َلُه الَّضاِمن) َب ْع ُض الُموِج َباِت ِع نَد ُنُز وُل َب ْع ُض الَّط َو اِر ئ ِبَش ْخ ِص الَم ضُموِن أو‬
‫[‪]13‬‬
‫ِبَأْم َو اِلِه‪ُ ،‬م َقاِبَل َد ْف ِع َب َد ٍل ُيسَّمى الِقْس ط أو الَفِر يَض ة»‪.‬‬
‫تعريف القانون السوري‪ :‬عَّر فت الماَّد ة ‪ 713‬من القانون المدني السوري التأمين بأَّن ُه‪َ« :‬ع ْق ٌد ُيْلِز ُم‬ ‫‪‬‬
‫[‪]14‬‬
‫الُمؤِّمُن ِبُم قَت َض اُه َو َذ ِلَك ِلقاَء ِقْس ٍط أو أِّي َد ْف َع ٍة َم اِلَّيٍة ُأْخ َر ى ُيؤِّد يَه ا الُم َؤ َّمن َلُه ِللُمؤِّمن»‪.‬‬
‫تعريف القانون الكويتي‪ :‬عَّر فت الماَّد ة ‪ 773‬من القانون المدني الكويتي التأمين بأَّن ُه‪َ« :‬ع ْق ٌد َي ْلَت ِز ُم‬ ‫‪‬‬
‫الُمؤِّمُن ِبُم قَت َض اُه أن ُيَؤ ِّد ي إلى الُم َؤ َّمن َلُه أو الُمْس َت فيد َم ْب َلًغ ا ِمَن الَم اِل أو إيَر اد ُم َر َت ًبا أو أِّي َعَو ٍض َماِلٍّي‬
‫آخر في حاَلِة ُو ُقوِع الَح اِدِث أو َت َح ُقِق الَخ َط ِر الُم َب َّي ِن ِبالَع ْق ِد َو َذ ِلَك في َن ِظ ْي ِر ُم َقاِبٍل َن ْق ِدٍّي ُيؤِّد يِه الُم َؤ َّمن َلُه‬
‫ِللُمؤِّمن»‪.‬‬
‫تعريف القانون اُألردني‪ :‬عَّر فت الماَّد ة ‪ 920‬من القانون المدني اُألردني التأمين باَّن ُه‪َ« :‬ع ْق ٌد َي ْلَت ِز ُم ِبِه‬ ‫‪‬‬
‫الُمؤِّمُن أن ُيؤّد َي إلى الُم َؤ َّمن َلُه‪ ،‬أو إلى الُمْس َت ِفيد الذي اشُتِر َط الَت أِميُن ِلَص اِلِحِه َم ْب َلًغ ا ِمَن الَم اِل أو إَي راًد ا‬
‫ُمرِتًبا أو أِّي َعَو ٍض َماِلٍّي آَخ َر في َح اَلِة ُو ُقوِع الَح اِدِث الُمؤَّمن ِض َّد ُه‪ ،‬أو َت َح ُقِق الَخ َط ِر الُم َب َّي ِن ِبالَع ْق ِد َو َذ ِلَك‬
‫ُم َقاِبَل َم ْب َلٍغ ُم َح َّدٍد أو َأْق َس اٍط َد ْو ِر َّيٍة ُيؤِّد يَه ا الُم َؤ َّمن َلُه إلى الُمؤِّمن»‪.‬‬
‫تعريف القانون الجزائري‪ :‬عَّر فت الماَّد ة ‪ 619‬من القانون المدني الجزائري التأمين بأَّن ُه‪َ« :‬ع ْق ٌد ُيْلِز ُم‬ ‫‪‬‬
‫الُمؤِّمُن ِبُم قَت َض اُه أن ُيؤّد َي إلى الُم َؤ َّمن َلُه‪ ،‬أو إلى الُمْس َت ِفيد الذي اشُتِر َط الَت أِميُن ِلَص اِلِحِه أو إَي راًد ا ُمرِتًبا‬
‫أو أِّي َعَو ٍض َماِلٍّي آَخ َر في َح اَلِة ُو ُقوِع الَح اِدِث أو َت َح ُقِق الَخ َط ِر الُم َب َّي ِن ِبالَع ْق ِد َو َذ ِلَك ُم َقاِبَل ِقْس ٍط أو أِّي‬
‫َد ْف َع ٍة َم اِلَّيٍة ُأْخ َر ى ُيؤِّد يَه ا الُم َؤ َّمن َلُه ِللُمؤِّمن»‪.‬‬
‫تعريف القانون اإليراني‪ :‬عَّر فت الماَّد ة األولى من قانون التأمين اإليراني نظام التأمين بأَّن ُه‪َ« :‬ع ْق ٌد َي ْلَت ِز ُم‬ ‫‪‬‬
‫َآل‬ ‫َط‬ ‫ّل‬ ‫َط‬ ‫َأ‬
‫ِفْيِه َح ُد ال َر َف ْي ِن ِبأن ُيَع ِّو َض الَخ َس اِئَر ا الِح َق ة ِبال َر ِف ا َخ ِر أو َي ْد َف َع َلُه َمَباِلَغ ُم َح َّد َد ة ِع ْن َد ُو ُقْو ِع‬
‫اَألْح َد اِث َو َذ ِلَك ِإَز اَء َد ْف ِع الَم ْب َلِغ أو الَمَباِلَغ التي َي ْد َف ُع َه ا الَّط َر ُف اَآلَخ َر ‪َ .‬ه َذ ا َو ُيْد َع ى الُم ْلَت ِز ُم "الُم َؤ ِّمُن "‬
‫َو َط َر ُف االلِتَز اِم "ُمؤَّمن" َك َم ا ُيْد َع ى الَم ْب َلغ الذي َي ْد َف َع ُه ُمؤَّمن ِللُم َؤ ِّمُن "ِقيَم ُة الَت ْأِميُن " َو ُيْد َع ى َم ا ُيؤَّمُن‬
‫[‪]15‬‬
‫"َم ْو ُضْو ُع الَت أِمْيُن »‪.‬‬
‫أَّما التأمين من المسؤولَّية فقد ظهر نتيجة التغييرات االقتصادَّية‪ ،‬والتطُّو رات التي أَّد ت إليها الثورة‬
‫الصناعَّية‪ ،‬وانتشار اآلالت الميكانيكَّية‪ ،‬والسَّيارات‪ ،‬ووسائل النقل البّر ي والبحري والجّو ي‪ .‬فقد أّد ى هذا‬
‫التطّو ر إلى زيادة نشاط اإلنسان وتوُّسعه‪ ،‬وصاحب ذلك كثرة الحوادث‪ ،‬وكثرة دعاوى المسؤولَّية المدنَّية‬
‫عن اإلصابات التي تحدث للغير‪ .‬ودفع ذلك إلى ُظ هور وتطّو ر نظام التأمين ضَّد المسؤولَّية‪ ،‬حيُث يؤِّمن‬
‫الشخص مسؤولَّيته الناتجة عن استخدام وسائل المدنَّية الحديثة مثل التأمين ضَّد حوادث السَّيارات‪ ،‬والتأمين‬
‫ضَّد المسؤولَّية عن الحوادث التي تقع للُعَّمال بسبب اآلالت الميكانيكَّية وأدوات المدنَّية الحديثة‪ ،‬حيُث يقوُم‬
‫أصحاب األعمال بالتأمين ضَّد مسؤولَّيتهم بسبب تلك الحوادث‪ ،‬أو بتأمين ُعَّمالهم ُمباشرًة ضَّد الحوادث التي‬
‫يتعَّر ضون لها أثناء قيامهم بعملهم‪ ]18[.‬وُيالحظ أَّن التأمين ضَّد الحوادث كان في بداية األمر أشبه بالتأمين‬
‫ضَّد العجز الُمعاصر‪ ]14 [ْ]13 [ْ.‬وأَّو ُل الشركات التي قَّد مت تأميًن ا ضَّد الحوادث كانت «شركة تأمين ُر َّك اب‬
‫السكك الحديدَّية» (باإلنگليزَّية‪ ،)Railway Passengers Assurance Company :‬وهي شركٌة‬
‫إنگليزَّي ٌة تأسست سنة ‪1848‬م ِلضمان األضرار الحاصلة بسبب ارتفاع نسبة ضحايا القطارات‪.‬‬
‫بُحلول أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬أخذت الُحكومات األوروپَّية ُتطلق برامًج ا تأمينَّية وطنَّية ضَّد المرض‬
‫والعجز‪ ،‬وكانت ألمانيا من الُد ول الرائدة في هذا المجال‪ ،‬إذ كانت قد شرعت في تطبيق مشاريع خيرَّية في‬
‫ُك ٍّل من بروسيا وسكسونيا ُمنُذ عقد األربعينَّيات من القرن ساِلف الِذكر‪ ،‬وخالل عقد الثمانينَّيات منه أدخل‬
‫الُمستشار أوتو ڤون بسمارك نظام معاشات العجزة‪ ،‬والتأمين ضَّد الحوادث‪ ،‬والِر عاية الطبَّية‪ ،‬فشَّك لت هذه‬
‫وفي بريطانيا ُشِّر عت عَّد ة قوانين وأنظمة على نحٍو‬
‫ْ[ ‪]16 [ْ]15‬‬
‫اُألسس التي نمت عليها ألمانيا كدولٍة رفاهَّية‪.‬‬
‫أوسع ِخالل عهد الُحكومة الليبرالَّية سنة ‪1911‬م‪ ،‬ومن أبرزها قانون التأمين الوطني الذي منح الطبقة‬
‫الكادحة البريطانَّية أَّو ل نظاٍم تأمينٍّي ُمساهٍم ضَّد المرض والبطالة‪ ]17 [ْ.‬وِّس َع هذا النظام على نحو ُمكَّث ٍف‬
‫ْ[ ‪]18‬‬
‫بعد الحرب العالمَّية الثانية بفضل تقرير بڤريدج‪ِ ،‬لتدخل البالد بفضله في عداد ُد ول الرفاهَّية‪.‬‬
‫هذا وقد تطَّو ر التأمين ِخالل القرن العشرين تطوًر ا هاًّم ا‪ ،‬وأصبح ُمالزًما أِل وجه النشاط اإلنساني الُمختلفة‪،‬‬
‫ال سَّيما في مجال التأمين ضَّد المسؤولَّية‪ ،‬ومن أهمها تأمين أرباب المهن الُحَّر ة‪ ،‬كاألطَّباء والصيادلة‬
‫والُمهندسين المعماريين والُمحامين وغيرهم‪ ،‬من المسؤولَّية المدنَّية الناشئة عن أخطائهم‪ .‬كما ظهرت صوٌر‬
‫ُأخرى للتأمين لم تكن معروفٌة من قبل‪ ،‬كالتأمين من المخاطر الذرَّية‪ ،‬والتأمين من أخطار استخدام الحاسبات‬
‫[‪]19‬‬
‫اآللَّية واإللكترونَّية‪.‬‬

‫أنواع التأمين‬
‫تتنَّو ع ُصور التأمين في الوقت الحاضر حَّت ى أصبحت ال تقع تحت حصر‪ ،‬وبصفٍة خاَّص ة مع التطورات‬
‫[‬
‫السريعة في العصر الحديث‪ ،‬حيُث أصبح التأمين يمتد إلى مجاالٍت لم يكن لُه فيها أُّي دوٍر فيما مضى‪.‬‬
‫‪ ]42‬وقد استقَّر الفقه على تقسيم أنواع التأمين إلى نوعين أساسيين ُهما‪ :‬التأمين من حيُث الشكل والتأمين من‬
‫حيُث الموضوع‪.‬‬
‫التأمين من حيُث الشكل‬
‫تقسيم التأمين من حيُث الشكل ُيقصد به تقسيمه بحسب الجهة أو الهيئة التي تتوّلى عملَّية التأمين‪ .‬وهو من‬
‫هذه الناحية ينقسم إلى نوعين‪ :‬تأمين تعاوني أو تباُد لي‪ ،‬وتأميٌن بقسٍط ثابت‪.‬‬

‫التأمين التعاوني أو التباُدلي‪ :‬في هذا النوع مع التأمين تقوُم مجموعٌة من األشخاص‪ ،‬يرتبطون برابط‬ ‫‪‬‬
‫المصلحة ويتعَّر ضون ِلخطٍر ُم عَّين‪ ،‬بدور الُمؤِّمن والُمؤَّمن لهم‪ ،‬وذلك في إطار جمعَّيٍة تعاونَّيٍة تجمُع‬
‫بينهم‪ ،‬بتعويض األضرار التي قد تلحق ِبأحدهم‪ ،‬نتيجة تحقق الخطر الُمؤَّمن منه‪ .‬ويتم دفع مبلغ‬
‫التعويض من مجموع االشتراكات التي يلتزم ُك ل عضو بدفعها‪ .‬ويتمَّيز التأمين التعاوني ِبخصائص‬
‫ُم عَّينة‪:‬‬

‫اجتماع صفة الُمؤِّمن والُمؤَّمن لُه في ُك ل ُعضو من أعضاء الجمعَّية في ذات الوقت‪ .‬بمعنى أَّن ُه ال‬ ‫‪.1‬‬
‫يوجد في هذا النوع من التأمين مؤَّمن لُه يدفع قسًط ا ُمعيًن ا للُمؤِّمن‪ ،‬وإَّن ما ذات الشخص يقوم بدور‬
‫الُمؤَّمن لُه والُمؤِّمن مًعا وُك ٍل منهم يدفع اشتراًك ا‪ ،‬ومن مجموع االشتراكات ُيدفع التعويض ِلمن تقع‬
‫به الكارثة من بينهم‪.‬‬
‫قابلَّية االشتراك الذي يدفعُه الُمؤَّمن لهم للتغيير‪ ،‬وعدم كونه ثابًت ا‪ .‬ذلك أَّن مقدار ما يدفعُه الُعضو‬ ‫‪.2‬‬
‫يتوَّقف على عدد الحوادث التي تقع بالفعل ِخالل السنة ومدى ُخ طورتها‪ ]43[.‬وقابلَّية االشتراك قد‬
‫تكون ُمطلقة أو نسبَّية‪ .‬فالتغييُر يكوُن ُمطلًقا عند بدء عملَّيات التأمين التعاوني حيُث تكون قيمة‬
‫االشتراك الذي يدفعُه ُك ل مؤِّم ٍن لُه غير ُمحددة وتتوقف على عدد الحوادث التي ستُصيب الُمؤَّمن‬
‫لهم فيما بعد ومدى جسامتها‪ ،‬وقد يؤدي ذلك إلى زيادة االشتراك أضعاف قيمته األصلَّية وذلك‬
‫ِلتغطية هذه الحوادث‪ .‬غير أَّن التغيير في قيمة االشتراك قد يكون نسبًّي ا وذلك عند وضع حد أقصى‬
‫لالشتراك بحيُث ال يزيد ما يدفعُه الُمؤَّمن لُه بعد ذلك عن هذا الحد األقصى مهما زادت درجة‬
‫[‪]44‬‬
‫األضرار‪.‬‬
‫التضامن بين األعضاء‪ ،‬إذ يتعاون أعضاء جمعَّية التأمين التباُد لي أو التعاوني في تغطية المخاطر‬ ‫‪.3‬‬
‫التي ُتصيب أحدهم أو بعضهم‪ .‬على أَّن مدى هذا التضامن يتوَّقف على ما إذا كان اختالف قيمة‬
‫االشتراك ُمطلًقا‪ ،‬أي غير ُمحدد ِبمبلٍغ ُم عَّين‪ ،‬أو نسبًّي ا‪ ،‬أي ُمحدد بحٍد أقصى ال ُيطالُب الُعضو‬
‫[‪]45‬‬
‫الُمشترك بأزيد منه‪.‬‬

‫التأمين ثابت األقساط‪ :‬في هذا النوع من التأمين يلتزم الُمؤِّمن‪ ،‬وهو شركة التأمين‪ ،‬بدفع مبلغ التأمين‬ ‫‪‬‬
‫عند تحقق الخطر الُمؤَّمن منه‪ُ ،‬مقابل األقساط الثابتة التي يدفعها الُمؤَّمن لُه‪ .‬ومن هذا يتضح أَّن الُمؤَّمن‬
‫لُه ليس شخًص ا واحًد ا‪ ،‬وأَّن القسط أو األداء الذي ُيلزم الُمؤَّمن لُه ثابًت ا‪ ،‬كما أَّن الُمؤِّمن يلتزم وحدُه قبل‬
‫[‪]46‬‬
‫الُمؤَّمن لُه‪ .‬ولذلك فإَّن هذا النوع من التأمين يتمَّيز بالخصائص التالية‪:‬‬

‫انفصال الُمؤِّمن عن الُمؤَّمن لُه‪ ،‬فالُمؤِّمن وهو شركة التأمين‪ ،‬يقوم بدور الوسيط بين الُمؤَّمن لهم‬ ‫‪.1‬‬
‫ويجمع منهم األقساط لكي يستخدمها في تعويض األضرار التي ُتحيُق بهم‪.‬‬
‫يكون القسط الذي يدفعُه الُمؤَّمن لُه ثابًت ا‪ ،‬بمعنى أَّن ُه يتحدد ِبمبلغ ُم عَّين ُمنُذ إبرام العقد‪ .‬ويتحقق ذلك‬ ‫‪.2‬‬
‫عن طريق ُلجوء الُمؤَّمن لُه إلى اإلحصائَّيات والدراسات الفنَّية ِلمعرفة ُمعدالت ونوع الكوارث‬
‫ونسبة تحققها‪ ،‬ويظُّل القسط كذلك طيلة ُم َّد ة العقد‪ .‬فيكون الُمؤَّمن له على علٍم بما يلتزم بأدائه ُمنذ‬
‫إبرام العقد‪.‬‬
‫عدم ُو جود تضامن بين الُمؤِّمن والُمؤَّمن لهم‪ .‬فالُمؤَّمن لُه يلتزم ِبدفع القسط الُمحدد ُمنذ البداية‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ويلتزم الُمؤِّمن وحده بدفع مبلغ التأمين عند تحقق الخطر‪ .‬فهو ال يعتمد إاَّل على نفسه في أداء‬
‫التزاماته‪ ،‬وال ُيمكنُه إلقاء أي عبٍء في هذا الُخ صوص على عاتق الُمؤَّمن لهم‪ ،‬أًّي ا كان حجم‬
‫األداءات التي يلتزم بها في ُمواجهة اآلخرين‪ ،‬ولو تجاوزت هذه األداءات مجموع األقساط‪.‬‬
‫والُمؤِّمن‪ ،‬أي شركة التأمين‪ ،‬يستأثر في الُمقابل بالربح الُمتحقق من انخفاض قيمة التعويضات عن‬
‫[‪]48[]47‬‬
‫مجموع األقساط‪ ،‬وِلذا ُيطلق البعض على هذا النوع من التأمين ُمسّمى التأمين التجاري‪.‬‬
‫مصادر‬
‫‪ :1‬الُفضولي فقًها هو الشخص الذي ُيقدم من تلقاء نفسه على إدارة شؤون الغير عن علٍم ‪ ،‬وبال تفويٍض ‪ ،‬بقصد العمل‬ ‫‪‬‬
‫لذلك الغير‪ .‬بمعنى أن ُيبادر الشخص‪ ،‬بصورٍة شخصَّيٍة وعفوَّيٍة‪ ،‬وبدون أي تكليف‪ ،‬إلى العمل‪ ،‬وهو ُمدرك بأَّن ُه يقوم‬
‫بعمله لمصلحة الغير‪ .‬أَّما إذا حصل أن قام بإدارة ُملك الغير‪ ،‬عن غير علٍم ‪ ،‬العتقاده أنه ُيديُر ملكه الخاص‪ ،‬وأَّدى ذلك‬
‫[‪]98‬‬
‫إلى إثراء هذا الغير على حسابه‪ ،‬من دون سبب‪ ،‬فعندها يخرج العمل عن أحكام الُفضول‪.‬‬
‫↑ تعدى إلى األعلى ل‪:‬أ ب ت قاسم‪ُ ،‬محَّم د حسن ( ‪ .)2007‬الُع قود الُمسَّم اة‪ :‬البيع ‪ -‬التأمين ( الضمان ) ‪ -‬اإليجار‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫دراسة ُمقارنة ‪ .‬بيروت ‪ُ -‬ل بنان ‪ :‬منشورات الحلبي الُح قوقَّية ‪ .‬صفحة ‪.457 - 455‬‬
‫^ شرف الدين‪ ،‬أحمد السعيد ( ‪ .)1991‬أحكام التأمين في القانون والقضاء ( الطبعة الثالثة )‪ .‬الكويت‬ ‫‪.2‬‬
‫العاصمة ‪ ،‬الكويت ‪ :‬منشورات جامعة الكويت ‪ .‬صفحة ‪.8‬‬
‫^ الَّر اغب األصفهاني‪ ،‬أبو القاسم الُح سين بن ُمحَّم د ; تحقيق ُمحَّم د سِّيد الكيالني ( ‪ .)1985‬الُمفردات في‬ ‫‪.3‬‬
‫غريب ال ُق رآن ( الطبعة األولى )‪ .‬بيروت ‪ُ -‬ل بنان ‪ :‬دار المعرفة ‪ .‬صفحة ‪25‬‬

You might also like