You are on page 1of 19

‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬


‫‪Obligations in negotiation international trade contracts‬‬
‫*بومعزة بارة نبيهة محاضر ب‬
‫جامعة باجي مختار عنابة الجزائر‬
‫‪nabihabara@gmail.com‬‬
‫تاريخ النشر‪6866/82/62 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪6862/81/21 :‬‬ ‫تاريخ اإلرسال‪6862/82/6 :‬‬
‫ملخص ‪:‬‬
‫تبرز أهمية فرض التزامات في مرحلة التفاوض على العقد التجاري الدولي من أجل‬
‫تقرير حد أدنى من االستقرار والجدية في هذه المرحلة‪ ،‬حيث تتمثل هذه االلتزامات في‬
‫يعد االلتزام الرئيس ي والذي تتفرع عنه التزامات أخرى وهي‪:‬‬ ‫التفاوض بحسن نية الذي ّ‬
‫االلتزام باإلعالم الذي يلتزم بمقتضاه المتفاوض الحائز على المعرفة بإبالغ المتعاقد اآلخر‬
‫بكافة البيانات والمعلومات الضرورية المتعلقة بمحل العقد‪ .‬وااللتزام الثاني هو وااللتزام‬
‫بالمحافظة على سرية معلومات محل العقد المتفاوض عنه‪ ،‬وهو التزام يقع على‬
‫المتفاوض المتلقي للمعلومات بالحفاظ على سريتها وعدم استغاللها لمنفعته‪.‬‬
‫تسير هذه االلتزامات معا لتحقيق التوازن في العالقات العقدية‪ ،‬فإن عدم تنفيذ‬
‫المتفاوض لهذه االلتزامات يشكل خطأ عقدي يتمثل في عدم بذل عناية كااللتزام باإلعالم‬
‫أو عدم تحقيق نتيجة في االلتزام بالمحافظة على سرية المعلومات محل العقد ويتحمل‬
‫الدائن بهذه االلتزامات مسؤولية كلما توافرت عناصرها خطأ وضرر وعالقة سببية‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬المفاوضة‪ ،‬حسن النية‪ ،‬اإلعالم‪ ،‬سرية المعلومات‪ ،‬تجارة‬
‫دولية‪.‬‬
‫* المؤلف المرسل‪ :‬بومعزة بارة نبيهة‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The importance of imposing obligations at the stage of negotiating an‬‬
‫‪international commercial contract is to determine a minimum level of stability‬‬
‫‪and seriousness at this stage. These obligations are represented in good faith‬‬
‫‪negotiation which is the main obligation and which derives from other‬‬
‫‪obligations which are: the obligation to inform, according to which informed‬‬

‫‪2462‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫‪negotiator under takes to inform the other contracting party of all the necessary‬‬
‫‪data and information relating to the contract; the second obligation is the‬‬
‫‪obligation to preserve the confidentiality of information forming the subject of‬‬
‫‪the negotiated contract, which is an obligation for the negotiator who receives‬‬
‫‪information to preserve its confidentiality and not to use it for his profile.‬‬
‫‪These obligations go hand in hand to achieve a balance in contractual‬‬
‫‪relations. The failure of the negotiator to implement these obligations constitutes‬‬
‫‪a contractual error which is the non fulfillment, such as a commitment to the‬‬
‫‪information, or the lack of result, and the obligee of these obligations assumes‬‬
‫‪responsibility whenever the elements of these become.‬‬
‫‪keys words: negotiation; good faith; the information; the confidentiality of‬‬
‫‪information; the international trade.‬‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫تعد العقود الدولية أداة لتسيير التجارة الدولية ووسيلة للمبادالت االقتصادية عبر‬ ‫ّ‬
‫الحدود‪ ،‬وقد أخذ االزدياد في التبادل التجاري ينمو خاصة بعد توقيع اتفاقية الجات‬
‫وإنشاء منظمة التجارة العالمية‪ ،‬وقد بنيت منظمة التجارة الدولية على ثالث مبادئ‬
‫أساسية هي‪ :‬عدم التمييز بين الدول‪ ،‬إزالة كافة القيود على التجارة واللجوء إلى التفاوض‪.1‬‬
‫إن اللجوء إلى مرحلة التفاوض التي تسبق عقد التجارة الدولية يرجع إلى عدة أسباب‪:‬‬
‫أسباب اقتصادية تتمثل في قيمة العقود المراد إبرامها وذلك لكونها ترد على‬
‫مشروعات عمالقة‪ ،‬فكلما زادت القيمة االقتصادية للعقد كما هو الشأن بالنسبة لعقود‬
‫التوريد الكبرى وعقود التنقيب على البترول ونقل التكنولوجيا‪.‬‬
‫أسباب قانونية تتمثل في صعوبة وتركيب هذه العقود بما ال يكفي معها الرجوع إلى‬
‫القواعد المكملة التي تطبق عند عدم وجود اتفاق على ما يخالفها‪ .2‬ولهذا أصبح من غير‬
‫الممكن إبرام مثل هذه العقود بسرعة وبطريقة بسيطة‪ ،‬وإنما بات من الضروري أن‬
‫يسبق إبرامها مرحلة من تفاوض‪ ،‬والتي تستغرق وقتا طويال قد يمتد لسنوات عديدة‪.3‬‬
‫فإن أطراف العقد التجاري الدولي في مواجهة اعتبارات متناقضة في مرحلة التفاوض‬
‫قد يرغب أحد أطراف العقد التجاري الدولي بأن تبقى إرادته حرة بشأن مسألة متابعة‬

‫‪2463‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫التفاوض ولم يرتبط المتفاوضين بعقد التفاوض فإن نوع المسؤولية الملقاة على عاتقهم‬
‫جراء اإلخالل بالتزاماتهم خالل هذه المرحلة هي المسؤولية التقصيرية‪ ،‬في حين يرغب‬
‫الطرف اآلخر في الحصول على ضمانات كافية قبل الدخول في المفاوضات إلمكانية‬
‫االستمرار فيها بهدف إبرام العقد المقترح ‪ ،‬وفي المقابل نجد إن اعتبارات العدالة‬
‫ومقتضيات المنطق تستدعي وضع ضمانات للطرف اآلخر الذي يرغب بالتعاقد معه‪ .‬تتمثل‬
‫هذه الضمانات بمجموعة من االلتزامات السابقة على التعاقد التجاري الدولي وهي االلتزام‬
‫بالتفاوض بحسن النية والذي يتفرع عنه العديد من االلتزامات ومن بيهها االلتزام باإلعالم‬
‫‪ ،‬وااللتزام بالمحافظة على سرية المعلومات أثناء المفاوضات‪ ،‬قصد حماية كل طرف مهها‬
‫من االنعكاسات السلبية والخروقات التي قد يتعرضون لها أثناء هذه المرحلة‪ ،‬هذا ما‬
‫يدفعنا لدراسة االلتزامات المترتبة عند المفاوضة في عقود التجارة الدولية بإتباع المنهج‬
‫التحليلي‪ ،‬حيث نتطرق إلى االلتزام بحسن النية ( مطلب أول) و نخصص (مطلب ثان)‬
‫لاللتزامات المتفرعة عن االلتزام بحسن نية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬االلتزام بالتفاوض بحسن النية في عقود التجارية الدولية‬
‫هناك مبادئ أساسية يجب مراعاتها عند الدخول في مفاوضات من أطراف التفاوض‬
‫بهدف الوصول إلى أفضل الشروط والنتائج لتحقيق الغاية التي يسعى الطرفان الوصول‬
‫إليها وهي عدم اإلخالل بالتزاماتهم‪.‬‬
‫النية دورا بارزا في مجال العقود سواء في مرحلة تنفيذه أو قبل‬ ‫يلعب مبدأ حسن ّ‬
‫ذلك‪ .‬ال يقصد بمبدأ حسن النية في مفاوضات عقود التجارة الدولية معناه العادي ‪،‬‬
‫ً‬
‫والذي ينصرف إلى إلزام المتعاقد بتنفيذ العقد طبقا لما أشتمل عليه ‪ ،‬وبطريقة تتفق مع‬
‫ما يوجبه حسن النية ‪ ،‬ذلك أن تنفيذ العقد التجاري الدولي بحسن النية هو مبدأ عام‬
‫يحكم كافة العقود ويتعلق بتنفيذ التزاماتها التعاقدية‪ ،‬لكننا نقصد في هذا الخصوص‬
‫بمبدأ حسن النية قبل التعاقدي الذي يفرض على المفاوض في العقد التجاري الدولي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(طالب التعاقد) التزاما ايجابيا بالصدق واألمانة تجاه المفاوض اآلخر الذي يرغب بالتعاقد‬
‫معه‪ ،‬فحسن النية تقتض ي أن تكون المفاوضات ساحة للتعامل خالية من الخداع والغش‬
‫وأن يكون سلوك المتفاوض قائم على النزاهة والثقة واألمانة‪ .4‬فالخداع في مرحلة تكوين‬
‫العقد هو اإلفصاح عن عدم االستقامة في مرحلة ما قبل التعاقد من حيث أنها تتميز‬
‫بوجود مناورات أو وسائل احتيالية أو كذلك تؤثر على رضا المتعاقد األخر‪.5‬‬

‫‪2464‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم االلتزام بالتفاوض بحسن نية‬


‫االلتزام بالتفاوض بحسن نية يجد مصدره المباشر في اتفاق التفاوض‪ ،‬وعليه فهو التزام‬
‫إرادي‪ ،‬يفرضه االتفاق الذي تم بين أطرافه‪ ،‬ولقد عرفه جانب من الفقه بأنه "التعامل‬
‫بصدق واستقامة مع الطرف اآلخر بصورة تبقى ممارسة الحق ضمن الغاية المفيدة التي‬
‫عرفه جانب أخر من‬ ‫تم من أجلها التفاوض بحيث ال تؤدي إلى إضرار الطرف األخر"‪ .6‬كما ّ‬
‫الفقه بأنه األمانة بالفعل ومراعاة المعايير التجارية المعقولة بشأن التعامل النزيه في‬
‫التجارة‪ .7‬ويتجلى مبدأ حسن النية من خالل نوعين من السلوكات بعضها سلبي ويفرض‬
‫عدم غش أو خداع المتعاقد األخر أو استغالل ضعفه وبعضها ايجابي يتمثل بالتزام‬
‫األطراف باإلفصاح عن المعلومات الضرورية في التعاقد ليكون القبول قائم على أساس‬
‫سليم‪. 8‬‬
‫إن أغلب التشريعات المدنية لم تنص على االلتزام بالتفاوض بحسن نية في‬
‫العالقات بين األطراف عند التفاوض على العقد التجاري الدولي‪ ،‬بل أخذت بمبدأ عام‬
‫يقتض ي بحسن النية في تنفيذ العقود ال في تكويهها وقد نص المشرع الجزائري إلى االلتزام‬
‫بحسن النية في تنفيذ العقد من خالل المادة ‪ 281‬من القانون المدني الجزائري في فقرتها‬
‫األولى كما يلي" " يجب تنفيذ العقد طبقا لما اشتمل عليه وبحسن نية"‪.9‬‬
‫كما أشارت المحكمة العليا الجزائرية في قرار مشهور لها مؤرخ في ‪،2111/28/62‬‬
‫بأنه من المقرر قانونا أنه يجب تنفيذ العقد طبقا لما أشتمل عليه وبحسن نية‪ ،‬غير أنه‬
‫إذا طرأت حوادث استثنائية عامة لم يكن في الوسع توقعها‪ ،‬جاز للقاض ي تبعا للظروف‪،‬‬
‫وبعد مراعاة لمصلحة الطرفين‪ ،‬أن يرد االلتزام المرهق إلى الحد المعقول‪ ،‬ويقع باطال كل‬
‫اتفاق على خالف ذلك‪.10‬‬
‫وإذا ما رجعنا إلى موقف االتفاقيات الدولية من االلتزام بالتفاوض نجدها قد‬
‫اهتمت بمبدأ بحسن نية واعتبرته أمرا جوهريا في عالقات التجارة الدولية وفي هذا أكدت‬
‫اتفاقية فيينا على ضرورة أن يتم مراعاة في تفسير هذه االتفاقية عدة أمور أساسية مهها‬
‫ضمان احترام حسن النية في التجارة‪.11‬‬
‫كما أشارت مبادئ اليوندروا إلى االلتزام بمبدأ حسن النية في مفاوضات عقود‬
‫التجارة الدولية صراحة في نص المادة (‪ )1-2‬التي جاءت بعنوان " حسن النية وأمانة‬
‫التعامل " فإنه يجب على كل طرف في المفاوضات أن يتصرف وفقا لما يقتضيه حسن‬

‫‪2465‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫النية أي التعامل العادل في التجارة الدولية‪ ،‬حيث ال يجوز لألطراف المتفاوضة استبعاد‬
‫هذا االلتزام أو تقييده‪.‬‬
‫ً‬
‫ومن أحكام التحكيم الدولية التي تؤكد على أن مبدأ حسن النية التزاما يقع على‬
‫عاتق األطراف‪ ،‬حكم محكمة التحكيم الهنغارية الصادر عام ‪ 2112‬الذي قرر" أن مبدأ‬
‫يعد من أحد المبادئ العامة في التجارة الدولية وال يجوز لألطراف استبعاد‬ ‫حسن النية ّ‬
‫هذا المبدأ‪ .12‬فااللتزام بحسن النية مفترض دائما ويجب أن يهيمن على مفاوضات العقود‬
‫وتفسيرها كما يهيمن على تنفيذها‪.13‬ولعل في القرار القضائي الصادر من محكمة االستئناف‬
‫األلم ــانية فيما يوضح االتجاه نحو التوسع في تطبيق حسن النية وعدم قصره على التفسير‬
‫حيث جاء فيه "أن السماح للمشتري بإلغاء العقد بعد سنتين ونصف من إتمامه يعد‬
‫ً‬
‫انتهاكا لمبدأ حسن النية المقرر في نص المادة (‪ )2/1‬من اتفاقية فينا‪.14‬‬
‫ومن الدالئل على انتفاء حسن النية في بداية التفاوض‪ ،‬ما نصت عليه الفقرة‬
‫الثالثة من المادة الثانية من مجموعة المبادئ العامة للعقود التجارية الدولية والتي جاء‬
‫فيها " ويعتبر س يء النية خصوصا الطرف الذي يفتح أو يتابع المفاوضات وهو يعلم أن‬
‫ليس لديه نية في الوصول إلى اتفاق" ‪.‬‬
‫أما عن طبيعة االلتزام بالتفاوض بحسن نية هو التزام بتحقيق نتيجة وليس ببذل عناية‬
‫وذلك بإتباع المتعاقد المسلك المألوف والمعتاد بعيدا عن الغش والخداع‪.15‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نطاق االلتزام بالتفاوض بحسن نية‬
‫إن االلتزام بالتفاوض بحسن النية هو التزام جوهري ال يمكن أن يتصور سير‬
‫المفاوضات في عقود التجارة الدولية دون وجود هذا االلتزام حتى ولو لم ينص عليه‬
‫القانون صراحة‪ ،‬بل أنه في حالة النص على إعفاء أحد األطراف من هذا االلتزام فإن هذا‬
‫النص ال قيمة له وال يعتد به‪ .‬وهذا ال يعني بالضرورة التوصل إلى إبرام العقد الههائي ألن‬
‫إرادة األطراف المتفاوضة في هذه المرحلة ال تعبر في األصل على إرادة االلتزام بقدر ما‬
‫تجسد إمكانية االلتزام‪ ،‬ويظل يحتفظ المتفاوض بكامل حريته التعاقدية فإن مبدأ حرية‬
‫التفاوض ينبع من حرية التعاقد‪.16‬‬
‫وقد أصبح مبدأ حسن النية يتضمن االلتزام بجدية المفاوضات والنزاهة والصدق‬
‫ومثال ذلك إذا أقبل أحد طرفي العقد على تفاوض ما وهو يعلم عدم قدرته على تنفيذه أو‬
‫إذا رفض أحد طرفي التعاقد مقترحات معقولة من طرف اآلخر وقدم بدال مهها مقترحات‬
‫يعد بذلك ووفقا للقانون المدني مخالفا لمبدأ حسن النية ‪.17‬‬‫غير معقولة إضاعة للوقت‪ّ ،‬‬

‫‪2466‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫يلتزم األطراف بمواصلة التفاوض واالستمرارية فيه لحين التوصل الى اتفاق نهائي‬
‫إذن أن يقوم المفاوض باالنسحاب من‬ ‫حول العقد محل التفاوض ‪ ،‬فال يجوز ً‬
‫المفاوضات في أي وقت يشاء دون أي مبرر‪ ،‬ألن قطع التفاوض في عقود التجارة الدولية‬
‫يعد من أكثر المشاكل العملية التي تحدث أثناء مرحلة المفاوضات‪ ،‬والواقع أن مصدر هذا‬ ‫ّ‬
‫المشكل يأتي من أن مبدأ المسؤولية يصطدم مع مبدأ آخر ال يقل أهمية هو مبدأ حرية‬
‫التعاقد‪ ،‬فإذا كان مبدأ المسؤولية يقوم على أساس تحقيق العدالة فإن مبدأ الحرية‬
‫يقوم على أساس حرية التعاقد وعدم إجبار الفرد أن يدخل في عالقة تعاقدية أو يجبر على‬
‫القيام بالتزامات غير التي أرادها‪ .‬أليس في إقرار المسؤولية المدنية ضرب لمبدأ سلطان‬
‫اإلرادة في الصميم؟ وعليه فإن كل طرف في المفاوضات حر في قطع التفاوض في أي وقت‬
‫ّ‬
‫ومتى شاء دون أن يتعرض ألية مسؤولية بسبب عدوله إال إذا أقترن هذا العدول بخطأ من‬
‫الطرف الذي قطع المفاوضات‪ ، 18‬ومن ثم فال يجوز اعتبار مجرد العدول عن إتمام‬
‫المفاوضات في ذاته خطأ‪ ،‬بل البد أن يثبت الخطأ من وقائع أخرى اقترنت بهذا العدول‬
‫ويتوافر بها عنصر الخطأ الالزم لقيام المسؤولية‪.‬‬
‫ونكون بصدد قطع المفاوضات بسبب غير مشروع في حالة ما إذا كان المتفاوض‬
‫معه يهدف أصال إلى الدعاية لحجم منتجاته فيدعو عدة شركات أخرى إلى الدخول في‬
‫مفاوضات إلبرام عقود توزيع لمنتجاته والتنسيق بين هذه الشركات وبعد أن يتحقق له‬
‫االعالن الكافي من منتجاته يقوم بقطع المفاوضات واالنسحاب مهها‪ .19‬بحيث أن قطع‬
‫يعد إخالال بمبدأ حسن النية الذي ينبغي أن يسود‬ ‫المفاوضات دون مبرر شرعي ّ‬
‫المفاوضات‪ ،‬يعتبر سلوكا خاطئا يستوجب المسؤولية التقصيرية التي يكون التعويض عن‬
‫فوت فرصة على المتعاقد‬ ‫الخسارة الالحقة ألنه قد يكون المتعاقد الذي قطع المفاوضات ّ‬
‫اآلخر مع شخص ثالث‪ ،‬ويتطابق هذا الحكم مع اإلتجاه السائد في الفقه والقضاء‬
‫الفرنسيين‪.20‬‬
‫أما إذا كان قطع المفاوضات بسبب مشروع كأن يتلقى المتفاوض من الغير عرضا‬
‫أفضل بكثير من العرض المقدم إليه من الطرف المتفاوض معه في العالقة األولى‪ .‬ويظل‬
‫المتفاوض متمتعا بكامل الحرية في التعاقد‪ ،‬ولهذا يجوز االنسحاب من المفاوضات في أي‬
‫وقت وال يمكن إجبار الطرف الذي انسحب من المفاوضات أن يعطي مبررات طالما أنه لم‬
‫يتعسف في قطعها ولم يخالف مبدأ حسن النية ‪ ،21‬وااللتزام بمواصلة التفاوض هو التزام‬
‫ببذل عناية‪ ،‬حيث يلتزم المفاوض ببذل العناية الالزمة لالستمرار في التفاوض‪ ،‬وإذا ما‬

‫‪2467‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫عندئذ لقيام مسؤوليته ‪ ،‬طالما‬


‫ٍ‬ ‫فشلت عملية التفاوض لسبب خارج عن إرادته فال مجال‬
‫بجهد إلنجاح المفاوضات ‪ ،‬والواقع من األمر‪ ،‬فإن االلتزام بمواصلة التفاوض‬ ‫ً‬ ‫انه قام‬
‫تزداد أهميته كلما تقدمت المفاوضات وأوشكت على االنتهاء بنجاح‪ ،‬حيث يجب على‬
‫المفاوض حينئ ٍذ‪ ،‬االستمرار في عملية التفاوض وعدم العدول عهها ‪ ،‬وإال عد مخال بالتزامه‬
‫‪ .22‬في حالة اإلصرار على قطع المفاوضات ألي سبب كان يتوجب إخطار الطرف اآلخر في‬
‫الوقت المناسب‪.23‬‬
‫الغاية من إقرار هذا االلتزام هو تجنب التالعبات التي تطرأ خالل مرحلة التفاوض‬
‫وتوفير الحد األدنى من الجدية بما يترتب على هذا األمر إبرام المزيد من العقود التجارية‬
‫الدولية مما يعود باالزدهار على الدول‪.‬‬
‫ّ‬
‫المخولة له‪ ،‬بمراقبة مبدأ‬ ‫والجدير بالمالحظة أن القاض ي يقوم بموجب السلطة‬
‫حسن النية في التفاوض خاصة في قطع المفاوضات من جانب واحد‪.24‬‬
‫كما أشارت بعض القرارات التحكمية على ضرورة االلتزام بالتفاوض بحسن النية‬
‫من خالل واجب التعاون بين األطراف حيث أعلن المحكمون بأنه يجب أن يعلم األطراف‬
‫ً‬
‫جيدا إن التعاون بيههم هو الذي يسمح بحل كل المشكالت التي تواجههم‪ ،‬ويجد االلتزام‬
‫بالتعاون أساسه في مبدأ حسن النية الذي يحكم تنفيذ العقود التجارية ‪.25‬‬
‫يقصد بااللتزام بالتعاون هو التزام األطراف بالتعاون الوطيد والمستمر‪ ،‬بما يكفل‬
‫مواصلة التفاوض واالستمرارية فيه لحين التوصل الى اتفاق نهائي حول العقد محل‬
‫التفاوض‪.‬‬
‫عادة ال يتم النص الصريح كتابة أو شفاهة على االلتزام بالتعاون بل يفترض وجوده‬
‫ضمنيا‪ .‬ويتجسد االلتزام بالتعاون بحسن نية في التشاور والمشاركة في إعداد المفاوضات‬
‫وال تندرج صور االلتزام بالتعاون على سبيل الحصر بل كل ما يحتاجه سير العملية‬
‫التفاوضية‪ ،‬حيث تتنوع صور التعاون بين أطراف التعاقد طبقا لظروف التجارة الدولية‬
‫من أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬االلتزام بإعداد المفاوضات وتحديد مكان وزمان إجرائها والتراض ي عن تحديد الخبراء‬
‫والتقنيين واالستشاريين والتنفيذ الدقيق اللتزاماتهم‪.‬‬
‫‪ -‬عدم اإلصرار على تحديد أماكن للتفاوض تستدعي السفر واإلنفاق بدون مبرر‪.‬‬

‫‪2468‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫‪ -‬عدم التراخي في تحدي مواعيد لجلسات التفاوض واحترام هذه المواعيد‪ ،‬كذلك الجدية‬
‫في مناقشة العروض المقدمة‪ ،‬باإلضافة إلى تقيد كل طرف بمدة المفاوضات والتزامه‬
‫ّ‬
‫باالستمرار فيها‪ ،‬إال أنه قد يترك مدة كافية للدراسة والتفكير والتأمل‪.‬‬
‫‪ -‬إبداء المرونة في مناقشة جدول األعمال واالمتناع عن التصلب عند عرض اآلراء‪.‬‬
‫‪ -‬اجتناب تقديم العروض المبالغ بها بهدف إفشال المفاوضات أو دفع المتعاقد اآلخر إلى‬
‫رفض العرض المقدم‪.‬‬
‫‪ -‬عدم الرفض الغــير مبرر لتــعيين خبير أو أكثر لحسم مسألة معينة مختلف عليها‪.‬‬
‫‪ -‬احترام العادات واألعراف التجارية السائدة في المعامالت الدولية‪.‬‬
‫وبهذا فإن واجب التعاون يتجه إلى إيجاد نوع من التوافق والتعايش بين المصالح‬
‫االقتصادية المتعارضة لألطراف واحترام روح العقد‪ ،‬فتمتع عقود التجارة الدولية‬
‫ً‬
‫باألهمية االقتصادية الكبيرة وطول مدتها‪ ،‬يعد مصدرا من مصادر واجب التعاون بين‬
‫األطراف‪.26‬‬
‫لقد أشارت مبادئ اليوندروا في المادة (‪ )3-2-2‬على أنه " يلتزم كل طرف بالتعاون مع‬
‫الطرف األخر كلما كان هذا التعاون متوقعا بشكل معقول عند تنفيذ أحد األطراف‬
‫اللتزاماته‪ .27‬في حين أن اتفاقية فينا لعام ‪ 2108‬لم تشر إلى االلتزام بالتعاون في نصوصها‪.‬‬
‫ً‬
‫فضال عن ذلك فإن االلتزام بالتفاوض بحسن النية ال يمنع المفاوض من الدخول في‬
‫مفاوضات متوازية مع أكثر من طرف بشأن العقد المزمع إبرامه‪ .‬غالبا ما يسعى‬
‫المتعاملون في ميدان األعمال للوصول إلى أحسن الصفقات التي تحقق طموحات‬
‫مشروعاتهم وتوسيع أنشطتهم‪ ،‬لذلك قد يسعى أحد الطرفين إلى إجراء مفاوضات مع‬
‫الطرف الثالث حتى يحقق مراده‪ ،‬كون هذه المفاوضات المتوازية جائزة ومشروعة‬
‫كقاعدة عامة عمال بمبدأ الحرية التعاقدية فله أن يوازي بين الفرص المتاحة ويفضل‬
‫الصفقة التي تحقق مصلحته أكبر من غيرها‪ ،‬إال أنه قد يتفق األطراف لغرض إنجاح‬
‫العملية التفــاوضية عــلى االمتــناع عن الدخـول فـي مـفاوضات متوازية مـع الغــير بخـصوص‬
‫ذات الـعقد‪.‬‬
‫ومن ثم فال يمكن حصر إجراء مفاوضات موازية وتبعا لذلك‪ ،‬فإنه ال يصح االستناد‬
‫إلى المبدأ العام الذي يحكم المفاوضات‪ ،‬وهو مبدأ حسن النية‪ ،‬لإلقرار بأن مبدأ حسن‬
‫النية يقتض ي منع إجراء مفاوضات موازية من جانب الطرفين‪ ،‬أحدهما أو كالمها‪ ،‬مع‬

‫‪2469‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫طرف ثالث لالنتهاء إلى القول‪ ،‬بأن وجود تلك المفاوضات يشكل سوء النية الذي يعد خطأ‬
‫يستوجب المسؤولية‪.28‬‬
‫فااللتزام بعدم إجراء مفاوضات موازية ال يلتزم أطراف التفاوض به‪ ،‬إال عند وجود‬
‫اتفاق صريح مبرم بين الطرفين ينص على حصرية المفاوضات الموازية‪ ،‬وهو شرط خاص‬
‫تتفق عليه األطراف صراحة ويسمى شرط الحصر أو االستبعاد‪ .29‬كما يجب تحديد مدة‬
‫سريان هذا االتفاق والموضوع الذي يمنع فيه إجراء المفاوضات بدقة‪ ،‬إذ أن المنع من‬
‫إجراء مفاوضات موازية ال يجب أن يكون عاما ولمدة غير محددة‪ .‬يعتبر االلتزام بعدم‬
‫إجراء مفاوضات موازية التزام بتحقيق نتيجة وبالتالي فإن المسؤولية تتحقق بمجرد عدم‬
‫تحقق هذه النتيجة‪.30‬‬
‫أما عن موقف االتفاقيات الدولية من التزام األطراف بعدم التفاوض مع الغير فقد‬
‫أشارت مبادئ اليونيدروا في المادة (‪ )0-2‬مهها على أنه" ال يمكن لطرف المفاوضات أن‬
‫يتصرف تصرفات متناقضة مع ما التزم به قبل الطـرف األخر‪ ،‬كلما كان هذا الطرف األخر‬
‫ً‬
‫قد تــصرف بشكل معقول معتمدا عليها وعلى توافرها‪ ،‬فلحقه ضرر من جراء ذلك‪.31‬يتبين‬
‫لنا من ذلك أن مبادئ اليونيدروا تفرض على األطراف المفاوضة بالجدية عند التفاوض‬
‫والتقيد بعدم إجراء مفاوضات موازية في حالة وجود اتفاق بين األطراف على ذلك‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فإن االلتزام بالتفاوض بحسن نية ّ‬
‫يعد التزام رئيس ي يقع على عاتق‬
‫طرفي المفاوضات في العقد التجاري الدولي‪ ،‬بحيث ال يستطيع المفاوض في هذا العقد‬
‫دفع المسؤولية عن نفسه بإثبات أنه بذل كل ما في وسعه لكي يكون حسن النية في‬
‫التفاوض‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االلتزامات المتفرعة عن االلتزام بحسن نية أثناء‬


‫التفاوض في عقود التجارة الدولية‬
‫إن تنفيذ االلتزام بالتفاوض وفقا لمقتضيات حسن النية‪ ،‬يستلزم وجود التزامات‬
‫أخرى ناشئة عنه حتى ولو لم ينص العقد عليها صراحة‪ .‬ومن أهم تلك االلتزامات التي‬
‫تترتب على اتفاق التفاوض هي‪ :‬االلتزام باإلعالم وااللتزام بمحافظة أسرار المعلومات والتي‬
‫من شأنها تنظيم سير عملية المباحثات وإلزام المفاوضين بإتباع سلوك النزاهة سواء وقع‬
‫التوصل إلى إبرام العقد أو لم يقع ذلك‪.‬‬

‫‪2470‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫الفرع األول‪ :‬االلتزام باإلعالم‬


‫ّ‬
‫تعددت واختلفت األلفاظ التي يستخدمها شراح القانون ّلداللة على ما يقدمه أحد‬ ‫ّ‬
‫المتعاقدين لآلخر من بيانات ومعلومات حول العقد‪ ،‬ومن بين األلفاظ المتداولة نجد‪:‬‬
‫ّ‬
‫اإلدالء بالبيانات‪ ،‬تقديم المعلومات‪ ،‬اإلعالم‪ ،‬اإلخبار‪ ،‬التبصر والتحذير‪...‬إلخ‪ .‬إال أن‬
‫اللفظ‬
‫األكثر استعماال هو اإلعالم‪.‬‬
‫والحقيقة أن االلتزام باإلعالم يشمل اإلخبار والنصيحة والتحذير‪ ،‬فأحكام القضاء‬
‫الفرنس ي مازالت تستخدم أحد المصطلحين أي االلتزام باإلعالم أو االلتزام بالنصيحة‬
‫للداللة على األخر ‪.32‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم االلتزام باإلعالم‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫يعد االلتزام باإلعالم في مفاوضات عقود التجارة الدولية بناءا قانونيا جديدا تمليه‬
‫ضرورات الحياة الحديثة ومتطلباتها‪ ،‬ومن ثم أصبح البد من ضرورة توسيع نطاق تطبيقه‬
‫ً‬
‫وبسطه على كافة العقود التجارية الدولية‪ ،‬وذلك رغبة في الحد من حاالت اختالل التوازن‬
‫في المعرفة بين أطراف التفاوض في هذه العقود‪.‬‬
‫االلتزام باإلعالم واجب ضمني فرض من طرف القضاء‪ ،‬بمقتضاه يلتزم الطرف‬
‫المتعاقد األفضل معرفة في الميدان بإبالغ المتعاقد معه عن محل العقد التجاري الدولي‬
‫بكافة البيانات والمعلومات الضرورية والتفصيالت المتعلقة به دون كتمان منه‪ ،‬حتى‬
‫ّ‬
‫يتسم التفاوض بالشفافية عند إبرامه للعقد وتمكن المتعاقد الضعيف من اإلقدام على‬
‫العقد عند إبرامه أو التحلل منه إذا شاء‪ ،‬وحماية الثقة المشروعة في العقد‪.33‬‬
‫كرس المشرع الجزائري االلتزام باإلعالم ما قبل العقد صراحة في ّ‬
‫عدة قوانين‬ ‫لقد ّ‬
‫حيث نص في المادة ‪ 22‬من القانون المتعلق بالتأمينات‪34‬على ما يلي" يلزم المؤمن له‬
‫بالتصريح عند اكتتاب العقد بجميع البيانات والظروف المعروفة لديه ضمن استمارة‬
‫تسمح للمؤمن بتقدير األخطار التي يتكفل بها" وكذا المادة ‪ 2‬من قانون حماية المستهلك‬
‫المتعلق بالممارسات التجارية التي تقض ي بما يلي" يتولى البائع وجوبا إعالم الزبائن بأسعار‬

‫‪2471‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫وتعريفات السلع والخدمات وبشروط البيع" ‪ 35‬التي تنص على ما يلي "يتولى البائع وجوبا‬
‫إعالم الزبائن بأسعار وتعريفات السلع والخدمات وشروط البيع"‪.‬‬
‫كما توجب المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 83/81‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع‬
‫الغش‪ ،‬على كل متعامل أن يعلم المستهلك بكل المعلومات المتعلقة بالمنتوج الذي يضعه‬
‫لالستهالك‪.36‬‬
‫وقد اعتبر المشرع الجزائري كتمان واقعة مؤثرة في التعاقد تدليسا تجيز للمدلس عليه‬
‫إبطال العقد‪ ،‬وفي ذلك تقض ي المادة ‪ 02‬في فقرتها الثانية من القانون المدني " يعتبر‬
‫تدليسا السكوت عمدا عن واقعة أو مالبسة إذا أثبت أن المدلس عليه ما كان ليبرم العقد‬
‫لو علم بتلك الواقعة أو هذه المالبسة"‪ .37‬وبهذا يرى األستاذ بلحاج العربي في مرجعه‬
‫السابق ذكره أن هذه المادة التي اعتبرت السكوت العمدي عن واقعة تدليسية‪ ،‬قد أقرت‬
‫صراحة بما ال يدع مجاال للشك االلتزام باإلعالم سواء في مرحلة تكوين العقد أو في مرحلة‬
‫تنفيذه‪.‬‬
‫ولم يكتفي المشرع الجزائري بالقواعد العامة التي اشترطت تعيين محل االلتزام بل‬
‫أورد في نص المادة ‪ 326‬قانون مدني وجوب علم المشتري بالمبيع علما كافيا ولتحقيق‬
‫هذا العلم يجب أن يشمل العقد على بيان كاف ألوصافه األساسية أو يذكر في عقد البيع‬
‫أن المشتري قد علم بالمبيع عن طريق االطالع عليه‪ ،‬فإذا كان المشتري قد علم بالمبيع‬
‫بهاتين الطريقتين يسقط حق المشتري في طلب اإلبطال بدعوى عدم العلم بالمبيع‪ .38‬وفي‬
‫كل األحوال يجوز طلب إبطال العقد‪ ،‬نتيجة إخالل الشخص المحترف أو المنهي بواجبه‬
‫بإعالم الشخص المتعاقد معه‪.‬‬
‫لم تنص االتفاقيات الدولية عن االلتزام باإلعالم وكذلك مبادئ عقود التجارة‬
‫الدولية" اليندروا" عليه صراحة بل افترضت وجوده ضمنيا وذلك في المادة (‪ )2-2‬والتي‬
‫بعنوان " االلتزامات الصريحة والضمنية" والتي نصت على أنه " يمكن أن تكون االلتزامات‬
‫التعاقدية لألطراف صريحة أو ضمنية"‪.‬‬
‫وتزداد أهمية االلتزام باإلعالم في الوقت الحالي وذلك بسبب التطور العلمي التكنولوجي‬
‫الذي ال يكف عن تزويد األسواق بمختلف المنتجات والسلع المعقدة في تركيبها وطريقة‬
‫استعمالها‪ ،‬فضال عن المخاطر التي قد تترتب عن استخدامه‪ ،‬كما أسهم هذا التطور ايضا‬
‫في اتساع العالقات االقتصادية و المعرفية بين الطرف المنتج المصدر وبين الطرف‬
‫المستورد‪ ،‬والذي ال غنى له عن الدخول في عالقات تعاقدية من أجل تحقيق التنمية ‪.39‬‬

‫‪2472‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫إن فرض االلتزام باإلعالم في مرحلة التفاوض على العقد مما دفع الفقه إلى وضع‬
‫أساس قانوني يستند إليه بوجوده‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أساس االلتزام باإلعالم أثناء إجراء المفاوضات‬
‫يجد االلتزام باإلعالم أساسه النظري في االعتبارات األخالقية التي تشمل مجموعة‬
‫المبادئ التي تشكل قواعد السلوك التي يجب على الجميع احترامها‪ .‬وبالتالي فإن االلتزام‬
‫بتقديم المعلومات سيكون النتيجة الطبيعية لتطبيق مبادئ حسن النية واألخالق‬
‫التعاقدية‪ ،40‬كما يمثل االلتزام باإلعالم مظهرا هاما من مظاهر حسن النية‪ .‬فإن هذا‬
‫يعد وسيلة لالعتداد بمبدأ حسن النية‪.‬‬‫االلتزام ّ‬
‫فيلتزم المدين بأن يفض ي للدائن بكافة المعلومات التي تؤدي لتمكنه من‬
‫المفاوضات ومن ثم التعاقد‪ .‬وفقا لرأي الراجح فقها يؤكد بأن االلتزام باإلعالم هو مجرد‬
‫التزام ببذل عناية دون أن يسأل عن تحقيق النتيجة المرجوة من االلتزام باإلعالم‪ ،‬ذلك‬
‫أن المدين بهذا االلتزام ملزم فقط بأن يعلم الدائن(المستورد) بكافة المعلومات‬
‫والبيانات‪ ،‬فااللتزام باإلعالم التزام مفترض وجوده دون حاجة للنص عليه في العقد‬
‫صراحة فضال عن أن اإلخالل به يستوجب المسؤولية‪.41‬‬
‫أن التوسيع في االلتزامات عند إبرام المفاوضات يؤدي إلى نوعا من حرية التعاقد في‬
‫عقود التجارة الدولية‪ ،‬إال أن هناك ما يجب أن يقع على عاتق أطراف المفاوضات‪ ،‬بأن‬
‫يعلم كل مههم اآلخر بما يعرفه عن موضوع المفاوضات‪ .‬وفي محاولة إليجاد أساس قانوني‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لاللتزام باإلعالم في مفاوضات عقود التجارة الدولية‪ ،‬فقد أثار خالفا فقهيا بصدد تحديد‬
‫األساس القانوني له ‪ ،‬فيما إذا كان يستمد أساسه من أتفاق أطراف التفاوض عليه ‪ ،‬أم‬
‫من مبدأ حسن النية على اعتبار انه مبدأ يسود العالقة العقدية في مرحلة تكويهها‬
‫وتنفيذها ؟‬
‫لإلجابة عن هذا األمر اعتبر رأي من الفقه بأنه يتوجب على كل مفاوض في العقد‬
‫التجاري الدولي أن يدلي للمفاوض األخر بكافة المعلومات الجوهرية المتصلة بالعقد‬
‫ً‬
‫مستقبال‪ ،‬فإذا لم يزود المفاوض الراغب بالتعــاقد بالمعلومات يكون‬ ‫المزمع إبرامه بيههما‬
‫بذلك ارتكب مناورات تدليسية‪ ،‬في حالة امتناعه عن تزويد المفاوض اآلخر بالمعلومات‬
‫وإذا أخل المفاوض الراغب بالتعاقد بالتزامه باإلعالم‪ ،‬يؤدي ذلك إلى إبطال العقد مع‬
‫التعويض عن الضرر‪.42‬‬

‫‪2473‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫فيما ذهب الرأي الثاني من الفقه إلى اعتبار أن االلتزام باإلعالم التزام مستقل بذاته‬
‫ً‬
‫وهو وسيلة قانونية تدعم الثقة المشروعة في الروابط العقدية وليس التزاما تابـعا للـعقد‪،‬‬
‫فاستقالله ضـروري إلعـطاء سلـطة تقــديريه للقـضاء لتحقيق التوازن العقدي بعد إبرام‬
‫العقد ‪.43‬‬
‫في حين ذهب الرأي الثالث إلى أن أساس االلتزام باإلعالم قبل التعاقد يرجع إلى مبدأ‬
‫حسن النية والذي هو مصدر وأساس التزام كل مفاوض راغب في إبرام العقود التجارية‬
‫الدولية‪ ،‬بأن يقدم للمفاوض األخر المعلومات الضرورية التي يعلم بها‪ ،‬مادامت هذه‬
‫المعلومات مجهولة لدى المورد‪ ،‬إذ يقتض ي حسن النية إن يجري التفاوض بشرف‬
‫ً‬
‫وأمانه‪ ،‬ومن ثم يعد إخالال بمبدأ حسن النية كتمان بيانات يعلم من يكتمها بأنها بيانات‬
‫جوهرية‪ ،‬وأن المفاوض األخر لو علم بها ما كان ليبرم العقد ‪.44‬‬
‫لقي هذا االتجاه الثالث تأييدا كبيرا على مستوى الفقه والقضاء على اعتبار أن‬
‫يعد غشا وإخالل‬ ‫كتمان المعلومات المتعلقة بالتعاقد وعدم اإلفصاح عهها للمتعاقد األخر ّ‬
‫بحسن نية ولو لم ينص عليه صراحة في اتفاق التفاوض‪ ،‬اعتبارا أن حسن النية في‬
‫التفاوض يستلزم عدة التزامات ومهها االلتزام باإلعالم‪.45‬‬
‫إال أن هذا الرأي أنتقد على أساس أن االلتزام باإلعالم له شروطه الخاصة به وهي‬
‫علم المفاوض بالمعلومات وبضرورتها للتعاقد وجهل المفاوض األخر للبيانات والمعلومات‬
‫الالزمة والتي تختلف عن شروط التدليس‪ ،‬وال يمكن أن يكون لهذا االلتزام أكثر من أساس‬
‫تغير األساس يؤدي إلى ّ‬ ‫ً‬
‫منطقيا ألن ّ‬
‫تغير جوهر االلتزام ذاته ‪ ،‬كما إن تفريع‬ ‫‪،‬فال يبدو ذلك‬
‫االلتزام باألعالم من االلتزام بحسن النية يؤدي إلى تقليل الدور المهم لهذا االلتزام تجاه‬
‫التطور التقني والتعقيد التكنولوجي الذي يستلزم من البائع إن يتدخل في شؤون المشتري‬
‫لمعاونته باختيار المبيع الذي يناسبه ويحقق رغباته من العملية العقدية‪.46‬‬
‫إذا كان المتفاوض يعني الوصول إلى إبرام عقد عادل يوجد به توازن في المصالح‪،‬‬
‫فعلى كل متفاوض أن يكون حريصا على مصالحه من أجل الوصول إلى األهداف والغايات‬
‫المتوخات‪ ،‬فعلى الطرف الثاني الدائن باإلعالم أن ال يقف مكتوف األيدي‪ ،‬ألن حسن‬
‫النية يفرض عليه االستعالم من المشتري ّ‬
‫عما يريده ‪.47‬‬
‫ومن هنا يمكن القول بوجود التزام يقع على عاتق المفاوض األخر مقابل االلتزام‬
‫باإلعالم وهو االلتزام باالستعالم‪ ،‬كما يقال ينتهي االلتزام باإلعالم عندما يبدأ االلتزام‬
‫باالستعالم‪ ،48‬بحيث يقوم المورد باطالع المفاوض الراغب في التعاقد على المعلومات التي‬

‫‪2474‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫توصل إليه وعلى حقيقة الصعوبات القائمة حتى يتمكن هذا األخير من إعالمه بشكل جيد‪.‬‬
‫فإن االلتزام باإلعالم يتطلب وجود نوع من التعاون بين الطرفين‪.‬‬
‫الجدير بالذكر أن االلتزام باإلعالم في القانون الجزائري محدد ومحمي مدنيا وجنائيا‬
‫كما نصت على ذلك المواد من ‪ 261‬إلى ‪ 236‬من قانون العقوبات‪ ،‬وكل مخالفة لقواعده‬
‫تؤدي إلى فسخ العقد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االلتزام بالمحافظة على سرية المعلومات أثناء‬


‫المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬
‫أهم ما يميز عقود التجارة الدولية هو عنصر السرية التي يحرص عليها الطرف‬
‫كون هذه المعرفة الفنية محل هذه العقود ليست معروفة على‬ ‫المالك أو الحائز للمعرفة‪ّ ،‬‬
‫مستوى‬
‫العامة‪ ،‬بل إنها تتميز بطابع السرية الذي يضفي عليها القيمة االقتصادية‪.‬‬
‫يعد االلتزام بالمحافظة على سرية المعلومات في المفاوضات من أهم االلتزامات‬ ‫ّ‬
‫التي يحرص عليها أطراف التفاوض‪ ،‬سواء أدت المفاوضات إلى إبرام العقد الههائي أم ال‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نطاق االلتزام بالمحافظة على سرية المعلومات في عقود التجارة الدولية‬
‫ال يقصد بالسرية أن تكون المفاوضات غير علنية أي سرية جريان المفاوضات‪ ،‬بل‬
‫السرية في المعلومات التي أتاحت المفاوضات للمفاوض االطالع عليها‪ ،‬وبالتالي يفرض على‬
‫هذا األخير كتمان كل ما يصل إليه من معلومات أو ما يكتشفه أثناء سير المفاوضات وما‬
‫يتبادله من مستندات أو ما يدور بيههما من مناقشات التي يستلزمها إبرام العقد‪.49‬‬
‫تتمثل سرية المعلومات المرتبطة بموضوع العقد كعقود نقل التقنية أو‬
‫التكنولوجيا‪ ،‬فهي تحتوى على جزء سري هو بالذات الذي يسعى الطرف األخر للحصول‬
‫عليه وهو على درجة كبيرة من الخطورة خاصة إذا كانت الصفقة موضوعها التكنولوجيا‪،‬‬
‫و يكمن السر في التكنولوجيا مثال في المنتوج ذاته أو في تصميم آلة أو جهاز أو في كيفية‬
‫استعماله أو في طريقة التعليب أو التبريد وغير ذلك من أسرار الصناعة ‪ ،50‬ويعني هذا‬
‫االلتزام امتناع المتفاوض الذي أطلع على هذه المعلومات من إفشاءها للغير أو االستفادة‬
‫مهها أو استغاللها لمنفعته‪ ،‬إذا كان ذلك يلحق ضرر بالمفاوض األخر الذي تعلقت به هذه‬
‫المعلومات‪.51‬‬

‫‪2475‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫يمتد نطاق االلتزام بسرية المعلومات ليشمل مرحلة التفاوض فضال المرحلة‬
‫الالحقة إلبرام العقد مما يعني أن التزام المفاوض المتلقي بالحفاظ على سرية المعلومات‬
‫أثناء مرحلة المفاوضات أصبح التزاما قانونيا يجب على المستورد مراعاته‪ ،‬ألن ذلك‬
‫يشكل حافزا وضمانة للمفاوض المورد على الدخول في مفاوضات والرغبة في استمرارها‪.‬‬
‫ومن صور ضمانات حفظ السرية هو التعهد األدبي الذي يتضمن تعهد المفاوض‬
‫المتلقي للطرف اآلخر بحفظ سرية المعلومات التي يحصل عليها أثناء التفاوض على العقد‬
‫التجاري الدولي وعدم استعمالها سواء بطريق مباشر أو غير مباشر عند فشل المفاوضات‪،‬‬
‫وأساس هذا التعهد الثقة المتبادلة بين األطراف‪ ،‬وقد يكون مصدر هذه الثقة وجود‬
‫تعامل سابق بيههما أو سمعة الطرف المفاوض في األسواق العالمية‪ .‬وقد يتمثل التعهد في‬
‫ّ‬
‫إقرار كتابي يوقعه المستورد‪ ،‬فإذا كان هذا األخير جاد في الحصول على هذه المعلومات‬
‫فإنه ال يتردد في التوقيع على مثل هذا التعهد‪ ،‬ألن عدم التوقيع معناه فشل المفاوضات‬
‫بالنسبة له‪ .‬أما إذا خالف المستورد تعهده بعدم إفشاء أسرار المعلومات التي قدمها‬
‫المورد‪ ،‬فالجزاء هو الحكم بالتعويض‪.52‬‬
‫ومن الضمانات المقترحة في هذا الشأن إذا لم يطمئن المورد لإلجراءات السابقة‪،‬‬
‫أن يطلب من المستورد كفالة مالية لضمان المحافظة على سرية المعلومات ألنه يحرص‬
‫على مصالحه في عدم تسرب المعلومات الفنية دون مقابل‪ ،‬وأن يخصم مبلغ الكفالة من‬
‫الثمن بعد إبرام العقد وتتمثل هذه الضمانة في الحالة التي ال يكون فيها هناك تعامل‬
‫سابق بين المورد والمستورد ‪.53‬‬
‫ثانيا‪ -‬أساس االلتزام بالمحافظة على سرية المعلومات في عقود التجارة الدولية‬
‫أكد المشرع الجزائري على حماية البيانات وأسرار المعرفة الفنية والمالية أو أسرار‬
‫األعمال فضال عن المهارات والخبرات التقنية‪ ،‬حيث نص على من أخل بهذا االلتزام‬
‫يخضع لعقوبة جزائية نص عليه في قانون العقوبات في المادة ‪ 386‬بعقوبة الحبس من‬
‫ثالثة أشهر إلى سنتين وبغرامة مالية قدرها ‪ 68.888‬دج إلى ‪ 288.888‬دج‪ ،‬من قام بإفشاء‬
‫أسرار المؤسسة إلى جزائريين يقيمون في الجزائر‪ ،‬أو االمتناع عن استغالل هذه األسرار‬
‫بدون ترخيص مسبق من صاحبها‪.‬‬
‫أما عن موقف االتفاقيات الدولية من االلتزام بالمحافظة على السرية في مفاوضات‬
‫عقود التجارة الدولية لقد شددت مجموعة مبادئ عقود التجارة الدولية عام ‪ 2112‬على‬
‫أهمية التزام المحافظة على سرية المعلومات التي يتم اإلفضاء بها أثناء المفاوضات نصت‬

‫‪2476‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫المادة ‪ 6‬من البند ‪ 22‬على ما يلي" أن التزام الطرف الذي يتلقى أثناء المفاوضات‬
‫معلومات معينة ذات طابع سري من الطرف اآلخر وسواء أبرم العقد أو لم يبرم‪ ،‬بعدم‬
‫إفشائها أو استخدامها بغير حق ألغراض شخصية"‪.‬‬
‫ويبقى االلتزام بالمحافظة على أسرار المفاوضات مادام التفاوض مستمرا‪ ،‬وعلى‬
‫األطراف تحديد مدة زمنية لسريان االلتزام بالسرية بموجب اتفاق تبرمه األطراف‬
‫المتفاوضة أثناء فترة المفاوضات‪.54‬‬
‫باعتبار أن المحافظة على سرية المعلومات هو التزام بتحقيق نتيجة‪ ،‬حيث أنه ال‬
‫يكفي الوفاء بااللتزام لكي يدعي المتفاوض بأنه قد بذل جهدا ليمتنع عن إفشاء األسرار أو‬
‫ّ‬
‫القيام باستغاللها‪ ،‬بل يجب االمتناع عن ذلك وإال قامت مسؤوليته التقصيرية تبعا لذلك‪.‬‬
‫إن الهدف األساس ي من المحافظة على سرية التكنولوجيا‪ ،‬يكمن في توفير الحماية‬
‫االقتصادية والقانونية لمالكها‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن مصالح المورد والمستورد على حد‬
‫سواء تقتض ي الحفاظ على سرية التكنولوجيا المراد نقلها‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫يتبين لنا مما سبق أن النتائج التي توصلنا إليها بأن المفاوضات السابقة على‬
‫التعاقد لها دور مهم في اتفاق األطراف على أحداث أثر قانوني الذي يفرض على أطرافها‬
‫االلتزام بمجموعة من الضوابط أهمها االلتزام بحسن النية وما يتفرع عنه كااللتزام‬
‫باإلعالم وااللتزام بالمحافظة على سرية المعلومات أثناء التفاوض وهذا ما حاولنا أن نلقي‬
‫الضوء عليه في بحثنا هذا من خالل تحديد مفهوم ونطاق هذه االلتزامات وتوصلنا إلى أن‬
‫االلتزام بالتفاوض بحسن نية التزاما جوهريا في مفاوضات عقود التجا ة الدولية إذ ّ‬
‫يعد‬ ‫ر‬
‫مطلبا أساسيا لنجاحها‪ .‬ونتيجة للضرورات الحديثة ومتطلباتها اقتضت الظروف العصرية‬
‫حتمية االلتزام باإلعالم‪ ،‬وذلك رغبة في الحد عدم المساواة في المعرفة بين أطراف‬
‫المفاوضة وهو التزام ببذل عناية‪ ،‬حيث يقع على عاتق المدين اإلفضاء للمتفاوض األخر‬
‫بكافة المعلومات والبيانات الجوهرية‪.‬‬
‫كما تبين أن هناك مشكلة تثور أثناء المفاوضات تتعلق بالمحافظة على سرية‬
‫المعلومات محل العقد المتفاوض بشأنه واتضح أن هناك حلول لهذه المشكلة‪ ،‬تتمثل‬
‫إما بأخذ تعهد خطي من المفاوض المتلقي للمحافظة على السرية التي يتوصل إليها أثناء‬
‫المفاوضات واالمتناع عن استخدام هذه المعلومات مستقبال إذا ما انتهت المفاوضات‬
‫دون إبرام العقد‪.‬‬

‫‪2477‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫وعلى ضوء هذه النتائج توصلنا إلى بعض االقتراحات وهي كالتالي‪:‬‬
‫ينبغي على األطراف المفاوضة إن تراعي مبدأ حسن النية عند التفاوض في عقود‬
‫التجارة الدولية‪.‬‬
‫نقترح على المشرع الجزائري تعديل نص المادة ‪ 281‬من القانون المدني‪ ،‬إما إعادة‬
‫صياغة هذه المادة لتشمل مبدأ حسن النية في مرحلتين السابقة والالحقة على‬
‫التعاقد‪ ،‬وإما إضافة فقرة لهذه المادة تكون كفقرة أولى على النحو اآلتي‪ ":‬يجب على‬
‫المتفاوضين للتعاقد أن يلتزموا بما يفرضه مبدأ حسن النية من االلتزامات"‪.‬‬
‫نقترح على المشرع أن يولي اهتماما بالغا بمسألة سرية المعلومات أثناء مرحلة‬
‫المفاوضات وما بعد هذه المرحلة وأن يجعل من السرية أثناء مرحلة المفاوضات‬
‫التزاما قانونيا يجب على المتلقي الوفاء به‪.‬‬
‫ضرورة تنظيم المشرع الجزائري لمرحلة المفاوضات وتخصيص ما تستحقه هذه‬
‫المرحلة من قواعد قانونية‪ .‬وهذا دون المساس بمبدأ حرية التعاقد في مرحلة‬
‫المفاوضات ومبدأ استقرار المعامالت‪ .‬ويقال في ذلك إذا رأيت عقدا تجاريا محكما‬
‫فأعلم أن ورائه مفاوضات جيدة‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ 1‬الجات هي االتفاقية العامة للتعريفة الجمركية والتجارة عقدت في اكتوبر ‪ 2121‬بين عدد من الدول تستهدف التخفيف من قيود التجارة‬
‫الدولية ‪.‬‬
‫منظمة التجارة العالمية هي المنظمة الوحيدة المختصة بالقوانين الدولية المعنية بالتجارة بين الدول مهمتها األساسية هي ضمان انساب‬
‫التجارة الدولية بقدر ممكن من الحرية والسالسة‪.‬‬
‫عبر الموقع‪ www.iefpedia.com.arb.2009/12.pp 8-9 :‬تاريخ التصفح‪.6868/1/38:‬‬
‫‪ 2‬أحمد سيد البهي الشوبري‪،‬التفاوض التعاقدي في إطاره القانوني وأثره في االلتزام‪ ،‬مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمههور‬
‫العدد الرابع‪ ،‬الجزء األول‪ ،6821 ،‬ص‪.23‬عبر الموقع‪http://www.acdemia.edu/39642397/%db‬تاريخ التصفح‪6868/28/63:‬‬
‫‪ 3‬كون مرحلة المفاوضات طويلة جدا في بعض عقود التجارة الدولية مثال عن ذلك " تفاوض عمالق المطاعم األمريكية ‪ -‬ماكدونالد ‪ -‬لمدة‬
‫عشر سنوات من أجل فتح أول مطعم لهامبورغ في موسكو" أنظر في ذلك أبو العال علي النمر‪ ،‬مفاوضات عقود التجارة الدولية‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬دار الههضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،6883 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ 4‬رجب كريم عبد الاله‪ ،‬التفاوض على العقد‪ -‬دراسة تحليلية مقارنة‪ -‬دار الههضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ، 6882 ،‬ص ص ‪. 22-23‬‬
‫‪ 5‬عبد المنعم موس ى إبراهيم‪ ،‬حسن النية في تنفيذ العقود‪ ،‬منشورات زين الحقوقية‪ ،‬لبنان‪،6882 ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ 6‬علي أحمد صالح‪ ،‬المفاوضات في عقود التجارة الدولية‪ ،‬دار هومة الجزائر‪ ،6826 ،‬ص ‪.312‬‬

‫‪2478‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫‪7‬تيحكر محمد حسين و استبراق محمد حمزة‪ ،‬التزامات األطراف المتفاوضة في عقود التجارة الدولية‪ ،‬مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،2‬السنة السادسة‪ ،‬جامعة بابل للعلوم القانونية‪ ،‬العراق‪ ،‬ص ‪ ،2‬منشور على موقع التالي‪:‬‬
‫‪ www.repository.uobabylon.edu.iq/laws.aspx‬تاريخ التصفح ‪.6821/26/21‬‬
‫‪ 8‬أحمد السيد البهىالشوبري‪ ،‬مرجع سابق‪، ،‬ص‪-‬ص ‪.66،63‬‬
‫‪ 9‬نص المادة ‪ 281‬قانون مدني جزائري توازيها المادة ‪ 2/ 220‬قانون مصري و المادة ‪ 2/ 228‬قانون عراقي والمادة ‪ 623‬قانون تونس ي وكذلك‬
‫المادة ‪ 3 /2232‬من القانون المدني الفرنس ي المعدل في ‪ 23‬أفريل ‪ 6822‬التي تنص على ما يلي" ‪Les « conventions légalement‬‬
‫‪forméestiennent lieu de la loi à ceux qui les ontfaites .Elles doivent être exécutées de bonne foi » .‬‬
‫‪ 10‬قرار الغرفة المدنية المحكمة العليا الجزائرية المؤرخ في ‪ ،2111/28/62‬ملف رقم ‪،212182‬المجلة القضائية الصادرة في ‪،2111‬العدد‪6‬‬
‫‪،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ 11‬تم التوقيع على اتفاقية البيع من قبل لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي في فينا في ‪ 2108‬ودخلت حيز التنفيذ كمعاهدة متعددة‬
‫األطراف في أول جانفي ‪ 2100‬وتشمل هذه االتفاقية نسبة كبيرة من التجارة العالمية مما يجعلها واحدة من القوانين الموحدة الدولية األكثر‬
‫نجاحا‪ .‬لكن ال ينبغي الخلط بيهها وبين غيرها من المعاهدات الموقعة في فينا‪.‬‬
‫‪12‬حكم محكمة التحكيم الهنغارية الصادر في ‪ / 21‬نوفمبر ‪ 2112 /‬في القضية رقم ‪، 12262‬والى هذا المعنى ذهب حكم محكمة التحكيم‬
‫ً‬
‫بغرفة التجارة الدولية بباريس عام ‪ ،2101‬على إن "االلتزام بحسن النية وشرف التعامل يشكل قيدا على األطراف المفاوضة " أشار إلي هذا‬
‫الحكم بلحاح العربي – اإلطار القانوني للمرحلة السابقة على إبرام العقد في القانون المدني الجزائري – دراسة مقارنة – دار وائل للنشر ‪،‬‬
‫عمان ‪ ، 6828 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ 13‬علي أحمد صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪14‬قرار قضائي صادر من محكمة اإلستئناف االلمانية في ‪ / 66‬فـبراير‪ 2112 /‬ف ــي القـضية رقم ‪.128666‬‬
‫‪ 15‬حمدي بارود‪ ،‬المبادئ التي تحكم التفاوض في العقود الدولية لنقل التكنولوجيا ومضمون االلتزام بها‪،‬مبدأ حسن النية ومقتضياته‪-‬‬
‫دراسة تأصيلية تحليلية‪ -‬مقال منشور في الجامعة اإلسالمية(سلسلة الدراسات اإلنسانية) المجلد السادس عشر‪ ،‬يناير ‪،6880‬ص ‪.‬عبر‬
‫الموقع‪ http://www.iugaza.edu.ps/ara/reseach :‬تاريخ التصفح‪.6868/82/66 :‬‬
‫‪ 16‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 17‬أحمد السيد البهىالشوبري ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 18‬محمد نصر محمد‪ ،‬الوسيط في عقود التجارة الدولية‪ ،‬دار المكتبة العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.622‬‬
‫‪19‬على أحمد صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪20Shmid(Jean),La sanction de la faute précontractuelle, R.T.D. civ, 1974, pp 46-48.‬‬

‫‪-Cass.com,,20/03/1972, bulletin civil, 1996, 4, n°117, p 99.‬‬


‫‪ 21‬العربي بلحاج‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.20‬‬
‫‪22‬تيحكر محمد حسين و استبراق محمد حمزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 23‬طالب حسن موس ى‪ ،‬قانون التجارة الدولية‪ ،‬دار الثقافة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬عمان‪ ،‬د‪.‬ت ‪ ،‬ص ‪. 623‬‬
‫‪ 24‬قرار تحكيمي صادر من غرفة التجارة في القضية رقم ‪. 6223‬أشار إليه تيحكر محمد حسين و استبراق محمد حمزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪ 25‬أحمد على صالح ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.623‬‬
‫‪ 26‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ، ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.226‬‬
‫‪ 27‬المعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص‪ ،‬بروما ‪institute for the unification of privtelaw‬‬
‫عبر الموقع‪ contast http://www.jus-no/im undroit.international:‬تاريخ التصفح‪.6821/28/68 :‬‬
‫‪ 28‬أحمد عبد الكريم سالمة‪، ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ 29‬أبو العالء علي النمر‪ ،‬مفاوضات عقود التجارة الدولية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬القاهرة‪،6886 ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪2479‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬
‫ص ‪ –6226‬ص ‪6208‬‬ ‫بومعزة بارة نبيهة االلتزامات التي تحكم المفاوضات في عقود التجارة الدولية‬

‫‪ 30‬أحمد السيد شوبري ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪31 Art 1-8" A party cannot act inconsistently with an understanding it has caused the‬‬ ‫‪other party to have and upon which that‬‬
‫‪other party reasonably has acted in reliance to its detriment.‬‬
‫‪32Cass.civ, 18/05/1993, Dalloz, 1994,p 142‬‬

‫‪ 33‬على أحمد صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.211‬‬


‫‪ 34‬األمر رقم ‪ 81/12‬المتعلق بالتأمينات‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،2112/2/62‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،23‬الصادر بتاريخ ‪ 0‬مارس ‪ 2112‬المعدل بالقانون‬
‫رقم ‪ 82/82‬المؤرخ في ‪.6882/86/68‬‬
‫‪ 35‬المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 86/82‬المتعلق بالممارسات التجارية المؤرخ في ‪ 6882/82/63‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 22‬المعل والمتمم‬
‫بالقانون ‪ 82/28‬المؤرخ في ‪ 6828/80/22‬جريدة رسمية ‪.22‬‬
‫‪ 36‬المادة ‪ 20‬وما يليها من القانون رقم ‪ 83/81‬المؤرخ في ‪ 6881/ 86/62‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬جريدة رسمية العدد‬
‫‪،622‬المؤرخ في ‪ 0‬مارس ‪.6881‬‬
‫‪ 37‬نفس المحتوى تضمنته المادة ‪ 262‬قانون مدني مصري والمادة ‪ 220‬قانون كويتي أشار إلى ذلك رجب عبد الاله‪ ،‬ص ‪.261‬‬
‫‪38‬ذهبية حامق‪،‬االلتزام باإلعالم في العقود‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ 6881-6880 ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪39‬بوطبالة معمر‪ ،‬االلتزام باالعالم في مرحلة المفاوضات على عقد التجاري الدولي‪ ،‬مقال منشور في مجلة العلوم االنسانية‪ ،‬عدد ‪ ، 22‬سنة‬
‫‪ 6822‬المجلد ب ص‪ -‬ص ‪.282-313‬‬
‫‪40-Guilbeaut(Normand), L’obligation de renseignement dans les contrats de vente internationale de marchandises, les cahiers‬‬

‫‪de droit, juin 1997, p 318.‬‬


‫‪ 41‬حمدي أحمد سعد‪،‬االلتزامات باإلضفاء الصفة الخطرة للش يء المبيع‪،‬دراسة مقارنة بين القانون المصري والفرنس ي والفقه‬
‫اإلسالمي‪،‬المكتب الفني لإلصدارات القانونية‪ ،‬دون بلد النشر‪ ،2111،‬ص ص ‪. 22-22‬‬
‫‪42‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.608‬‬
‫‪ 43‬رجب كريم عبد الاله‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪-.230‬‬
‫‪44‬تيحكر محمد حسين و استبراق محمد حمزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 45‬العربي بلحاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪46 -Le tourneau(Philipe),La rupture des négociations,revue trimestrielle de droit commercial, n°3, 1998, p 487.‬‬

‫‪ 47‬طالب حسين موس ى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.228‬‬


‫‪ 48‬أبو العالء علي النمر‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪218‬‬
‫‪ 49‬العربي بلحاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ 50‬قرار محكمة النقض المصرية‪ ،‬المؤرخ في ‪ 1‬فبراير ‪ 2121‬مجموعة أحكام النقض السنة ‪ 20‬رقم ‪ 26‬ص ‪ ،332‬أشار إليه محمد ناصر‬
‫محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 51‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ 52‬حمدي بارود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 53‬محسن شفيق‪،‬عقود نقل التكنولوجيا ‪ ،‬من الناحية القانونية‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة‪ ،2102 ،‬ص ص ‪.22-23‬‬
‫‪ 54‬أن مقتضيات القانون المدني الفرنس ي ال تقبل فكرة االلتزام المؤبد‪ .‬نقال عن أبو العال علي النمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.228‬‬

‫‪2480‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 82‬العدد ‪ – 86‬ديسمبر ‪6862‬‬

You might also like