You are on page 1of 8

‫أوال ‪-‬أنواع الشخصيات ‪:‬‬

‫تلعب الشخصية دو ار رئيسيا ومهما في تجسيد فكرة الكاتب الروائي ‪ ،‬فهي بمثابة‬
‫الجسم الذي يعمل على تحريك األحداث ونموها داخل النص ‪ ،‬وال يكتمل أي عمل‬
‫روائي كان أو قصصي إال بتوفر الشخصيات سواء أكانت حقيقية نموذجية أم‬
‫خيالية‪ ،‬والتي من خاللها تُحل شيفرة الوقائع ‪ ،‬وتتعدد أصناف الشخصيات حسب‬
‫دور وأهمية كل شخصية في الرواية ‪ ،‬وسنعرض مختلف هذه األصناف فيما يأتي‪:‬‬

‫‪-1‬الشخصيات الرئيسية ‪:‬‬

‫هي صلب الموضوع ألنها المحور العام الذي تدور حوله األحداث في الغالب‬
‫فالشخصية الرئيسية هي " التي تقود الفعل وتدفعه إلى األمام وليس من الضروري أن‬
‫تكون الشخصية الرئيسية بطل العمل دائما ‪ ،‬ولكنها هي الشخصية المحورية ‪ ،‬وقد‬
‫يكون هناك منافس أو خصم لهذه الشخصية "‪ 1‬فهي البوصلة التي توجه الحدث وفق‬
‫نسق معين وفي تعريف آخر لها فهي " الشخصية الفنية التي يصطفيها القاص‬
‫لتمثل ما أراد تصويره أو ما أراد التعبير عنه من أفكار و أحاسيس ‪ ،‬وتتمتع‬
‫الشخصية الفنية المحكم بناؤها باستقاللية في الرأي ‪ ،‬وحرية في الحركة داخل مجال‬
‫النص القصصي "‪ 2‬فهي النموذج الذي يجسده الروائي أو أيا كان من خالل الدور‬
‫الموكل إليها سواء كان تصوي ار أو تعبي ار ‪ " ،‬والشخصية الرئيسية هي الشخصية التي‬
‫تتمحور عليها األحداث في السرد ‪ ،‬وهي الفكرة الرئيسية التي تنتج حولها الحوادث‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬صبيحة عودة زعرب ‪:‬غسان كنفاني"جماليات السرد في الخطاب الروائي " ‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬شربيط أحمد شربيط ‪ :‬تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة ‪ ،‬دار القصبة‬
‫للنشر‪،‬الجزائر‪(،‬د‪.‬ط) ‪2009،‬م ‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫وهي إبهام بموقف بطولي فردي "‪ ، 1‬وتوصف الشخصية بأنها رئيسية من خالل‬
‫الوظائف المسندة إليها " تستند للبطل وظائف و أدوار ال تستند إلى الشخصيات‬
‫األخرى‪ ،‬وغالبا ما تكون هذه األدوار مثمنة(مفصلة) داخل الثقافة والمجتمع "‪ 2‬حيث‬
‫تعطى " بقدر من التمييز حيث يمنحها حضو ار طاغيا وتحظى بمكانة مرموقة "‪، 3‬‬
‫من خالل كل هذا يمكن القول أن الشخصية الرئيسية هي محور الرواية ‪ ،‬والركيزة‬
‫األساسية التي يقوم عليها العمل ا لسردي ‪ ،‬كما أنها تقود الفعل و تدفعه إلى األمام‬
‫وتساهم في إعطاء الحركة داخل النص الروائي ألن مدار األحداث يقع حولها ‪ ،‬وقد‬
‫تكون الشخصية الرئيسية شخصيات متعددة في السرد الواحد‪.‬‬

‫‪-2‬الشخصيات الثانوية ‪:‬‬

‫تشكل الشخصية الثانوية المساعد الرئيسي للشخصية الرئيسية ‪ ،‬وتتميز بالوضوح‬


‫و البساطة ‪ ،‬وهي تحمل أدوا اًر قليلة في الرواية و أقل فاعلية ‪ " ،‬فهي التي تضيء‬
‫الجوانب الخفية أو المجهولة للشخصية الرئيسية ‪ ،‬وتكون إما عوامل كشف عن‬
‫الشخصية المركزية وتعديل لسلوكها و إما تابعة لها ‪ ،‬تدور في فلكها أو تنطق‬
‫باسمها فوق أنها تلقي الضوء عليها وتكشف عن أبعادها "‪ ،4‬إذن هي مكملة وكاشفة‬
‫عن الجوانب الخفية ‪ ،‬على الرغم من أنها ال تحظى باالهتمام الكبير ‪ ،‬إال أنها تبقى‬
‫عنصر هام في الرواية " قد تكون صديق الشخصية الرئيسية أو إحدى الشخصيات‬
‫التي تظهر في المشهد بين الحين واآلخر‪ ،‬وقد تقوم بدور تكميلي مساعد للبطل أو‬

‫‪- 1‬سعيد علوش ‪ :‬معجم المصطلحات األدبية المعاصرة ‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت ‪(،‬ط‪،)1‬‬
‫‪1985‬م ‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬محـمد بوعزة ‪ :‬تحليل النص السردي" تقنيات ومفاهيم "‪،‬منشورات االختالف‪ ،‬الجزائر‪(،‬ط‪،)1‬‬
‫‪2010‬م ‪،‬ص‪.53‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬صبيحة عودة زعرب ‪:‬غسان كنفاني"جماليات السرد في الخطاب الروائي"‪ ،‬ص‪.132‬‬
‫معيق له ‪،‬وغالبا تظهر في سياق أحداث أو مشاهد ال أهمية لها في الحكي " ‪.1‬أي‬
‫أن لها دور تابع في مجرى الحكي ‪ " ،‬أما عن دور الشخصيات الثانوية في تصعيد‬
‫الحدث وصنع الحبكة فهو ال يقل أهمية عن دور الشخصية الرئيسية ‪ ،‬إنها‬
‫شخصيات متناثرة في كل رواية تساعد الشخصية الرئيسية في أداء مهمتها و إبراز‬
‫الحدث "‪ ، 2‬فدورها محدود في العمل الروائي ومهمة في الوقت نفسه من خالل‬
‫مساعدتها للشخصية الرئيسية في أدائها للدور ‪ ،‬كذلك ال يمكن فصل الشخصيات‬
‫الرئيسية عن الثانوية ‪ ،‬ويظهر هذا جليا في قول عبد المالك مرتاض ‪ " :‬ال يمكن أن‬
‫تكون الشخصية المركزية في العمل الروائي إال بفضل الشخصيات الثانوية ‪ ،‬التي ما‬
‫كان لها لتكون هي أيضا ‪ ،‬لوال الشخصيات العديمة االعتبار‪ ،‬فكما أن الفقراء هم‬
‫الذين يضعون مجد األغنياء‪ ،‬فكأن األمر كذلك هاهنا "‪ ،3‬أي أن وجودها أساسي‬
‫لتكتمل األحداث‪ ،‬وهي تتجسد في دور مساعد أساسي للشخصية الرئيسية حسب‬
‫الدور‪ ،‬وللتوضيح أكثر يلخص محمد بوعزة أهم الخصائص التي تتميز بها‬
‫‪4‬‬
‫الشخصية الرئيسية والشخصية الثانوية ‪ ،‬وندرجها في الجدول اآلتي ‪:‬‬

‫الشخصيات الثانوية‬ ‫الشخصيات الرئيسية‬

‫مـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ـطـ ـ ـ ـ ـحـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع ـ ـ ـق ـ ـ ــدة‬


‫أحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫مـ ـ ـ ـ ــركـ ـ ـ ـب ـ ـ ــة‬
‫ثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابـ ـ ـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫م ـ ـ ـت ـ ـ ـغ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـرة‬
‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاكـ ـ ـ ـن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫دي ـ ـ ـ ـ ـن ـ ـ ــامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـ ــة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محـمد بوعزة ‪ :‬تحليل النص السردي" تقنيات ومفاهيم ‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬صبيحة عودة زعرب ‪:‬غسان كنفاني"جماليات السرد في الخطاب الروائي" ‪ ،‬ص‪.133‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬عبد المالك مرتاض ‪ :‬في نظرية الرواية " بحث في تقنيات الكتابة الروائية "‪ ،‬دار الغرب ‪،‬‬
‫وهران ‪ ،‬الجزائر ‪( ،‬د‪.‬ط) ‪( ،‬د‪.‬ت) ‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬محـمد بوعزة ‪ :‬تحليل النص السردي" تقنيات ومفاهيم ‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫واضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫غ ـ ـ ـ ــامـ ـ ـ ـ ـض ـ ـ ــة‬
‫ليست لها جاذبية‬ ‫لها القدرة على اإلقناع‬
‫تقوم بأدوار حاسمة في مجرى الحكي تقوم تابعاً عرضياً‬
‫ال أهمية لها‬ ‫تستأثر باالهتمام‬
‫اليؤثر غيابها في فهم العمل الروائي‬ ‫يتوقف عليها العمل الروائي‬
‫من خالل ما ذكرنا سابقا نقول أن الشخصية الرئيسية و الشخصية الثانوية‬
‫عنصران مهمان في حركة العمل الروائي ‪ ،‬وبالتالي هما وجهان لعملة واحدة ‪ ،‬ال‬
‫يمكن االستغناء عن أحدهما في عملية سير السرد الروائي ‪.‬‬

‫‪-3‬الشخصيات الهامشية ‪:‬‬

‫هي شخصيات غير فعالة سواء في العمل الفني أو في المجتمع ‪ ،‬تأتي لسد فراغ‬
‫ما داخل النص ‪ ،‬وهي قليلة الظهور سريعة التالشي ‪ ،‬شبيهة بالسراب ما إن يظهر‬
‫حتى يتالشى ‪ " ،‬الشخصية الهامشية هي كائن ليس فعاال في المواقف و األحداث و‬
‫المرويات "‪. 1‬‬

‫‪-4‬الشخصيات الدينامية ‪:‬‬

‫و سميت أيضا بالشخصية النامية ‪،‬المدورة ‪،‬المتحركة‪،‬المتطورة‪ ،‬حيث يحتوي كل‬


‫عمل روائي على شخصيات متطورة وشخصيات ثابتة ولكل منها وظيفتها في‬
‫العمل‪ "،‬فالشخصية المتطورة في نظر د‪.‬محمـد نجم هي التي تتكشف لنا تدريجيا‬
‫وتتطور بتطور حوادثها ‪ ،‬ويكون تطورها ظاه ار أو خفيا كذلك يصفها د‪ .‬مـحمد‬
‫غنيمي هالل بأنها تتطور وتنمو بصراعها مع األحداث أو المجتمع فتتكشف للقاريء‬
‫كلما تقدمت في القصة وتفاجئه بما تعني به من جوانبها وعواطفها اإلنسانية‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬جيرالد برانس ‪ :‬قاموس السرديات‪ ،‬تر السيد إمام ‪ ،‬ميريت للنشر والمعلومات ‪ ،‬مصر‪(،‬ط‪،)1‬‬
‫‪2003‬م ‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫وبالتالي فهي الشخصية " التي تعطي الحدث انطالقته الدينامية التي‬ ‫‪1‬‬
‫المعقدة"‬
‫يطلق عليها سوريو)‪ (souriau‬القوة التيماتية )‪ (thématique‬وهو الشخصية التي‬
‫تدور حولها األحداث من البداية حتى النهاية "‪.2‬‬

‫نستنتج مما سبق أن الشخصية الدينامية هي التي تحرك الحدث وتعطيه‬


‫انطالقته فهي تتفاعل وتتطور مع األحداث سواء بالظاهر أو الخفاء من بداية العمل‬
‫الروائي حتى نهايته ‪.‬‬

‫‪-5‬الشخصيات المسطحة ‪:‬‬

‫وهي الشخصيات الثابتة في النص وتسمى بالشخصية الجاهزة "المكتملة التي‬


‫تظهر في القصة دون أن يحدث في تكوينها أي تغير ‪ ،‬وإنما يحدث التغير في‬
‫عالقاتها بالشخصيات األخرى فحسب ‪ ،‬أما تصرفاتها فلها دائما طابع واحد "‪ ،3‬فهي‬
‫شخصية تتسم بالوضوح ‪ ،‬بعيدة عن الغموض‪ ،‬وتتميز بالثبات والجمود والسكون ‪،‬‬
‫وهي " تُبنى حول فكرة واحدة ‪ ،‬وال تتغير طوال الرواية ‪ ،‬فال تتغير وتفتقد الترتيب ‪،‬‬
‫وال تدهش القارئ أبدا بما تقوله أو تفعله ‪ ،‬ويمكن اإلشارة إليها بنمط ثابت "‪.4‬‬

‫أي أن القارئ يستطيع من أول وهلة التعرف عليها دون تعمق أو تركيز‪ ،‬وبذلك‬
‫يصبح قاد ار على فهمها من خالل ورودها في النص ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬صبيحة عودة زعرب ‪:‬غسان كنفاني"جماليات السرد في الخطاب الروائي" ‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬ابراهيم عباس ‪ :‬الرواية المغاربية " تشكيل النص السردي في ضوء البعد اإليديولوجي‪،‬دار‬
‫الرائد للكتاب ‪ ،‬الجزائر ‪( ،‬ط‪2005، )1‬م ‪.350،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬عز الدين اسماعيل ‪ :‬األدب وفنونه " دراسة ونقد " دار الفكر العربي ‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫(ط‪2013،)1‬م ‪ ،‬ص‪.108‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-‬صبيحة عودة زعرب ‪:‬غسان كنفاني"جماليات السرد في الخطاب الروائي" ‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫أو هي الشخصية " التي تكون لها صفات واضحة و محددة ‪ ،‬وتحدد موقعها في‬
‫الصراع الدائر بين الخير والشر‪ ،‬أو بين الحق والباطل بشكل واضح ‪ ،‬فمن السهل‬
‫مالحظتها وذلك ألن نمطيتها أو هامشيتها متأنية من انحيازها إما إلى جانب الحق‬
‫أو الخير أو إلى جانب الشر أو الباطل "‪ ، 1‬أي أنها واضحة التوجه والمبنى ‪،‬‬
‫وصفاتها محدودة وتتخذ موقفا محددا غير متغير‪.‬‬

‫نستنتج مما سبق أن الشخصية المسطحة ال تتغير وال تتطور كما أنها ال تساهم‬
‫في الحبكة كثي ار ‪ ،‬كما أنها ال تحمل أبعادا مختلفة أو أفكا ار متعددة فهي غير‬
‫متطورة ‪.‬‬

‫‪-6‬الشخصيات المرجعية ‪:‬‬

‫تتميز كل األعمال األدبية الفنية بخلفية أو كما تسمى مرجعية واقعية‪ ،‬مستوحاة‬
‫من اإلطار الثقافي أو الديني أو االجتماعي‪ ،‬والمرجعية في مفهومها اللساني " هي‬
‫الوظيفة التي يحيل بها الدليل اللساني على موضوع العالم الغير اللساني‪ ،‬سواء أكان‬
‫واقعيا أم خياليا "‪ ،2‬أي أنها هي " الخلفية المبرزة للمواقع أو الالواقع ‪ ،‬وعلى هذا‬
‫األساس تحيل الشخصية المرجعية على الواقع غير النصي ‪ extra-textuel‬الذي‬
‫يفرزه السياق االجتماعي أو التاريخي"‪ ، 3‬ولها تعريف آخر هي " شخصية ذات أنواع‬
‫تحيل على معنى ثابت تفرضه ثقافة ما ‪ ،‬بحيث أن مقروئيتها تظل دائما رهينة‬
‫مشاركة القاريء في تلك الثقافة ‪ ،‬وهي تعمل أساسا على التثبيت المرجعي وذلك‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬أحمد رحيم كريم خفاجي‪ :‬المصطلح السردي في النقد األدبي الحديث ‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن ‪( ،‬ط‪2012، )1‬م ‪ ،‬ص‪.398‬‬
‫‪-‬رشيد بن مالك ‪ :‬السميائيات السردية ‪ ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫(ط‪2006، )1‬م ‪ ،‬ص‪.130‬‬


‫‪3‬‬
‫‪-‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫بإحالتها على النص الكبير الذي تمثله االيديولوجيا والثقافة "‪ ،1‬معنى هذا أنها‬
‫شخصيات تختزل معنى ثقافي ثابت ‪ ،‬وتتمثل في الشخصيات التاريخية ‪،‬‬
‫واألسطورية والدينية وغيرها‪ ،‬والمعنى الذي تحمله ُيفهم باالعتماد على خلفية القاريء‬
‫االجتماعية وااليديولوجية ‪.‬‬

‫‪-7‬الشخصيات الواصلة ‪:‬‬

‫وهي الجسر الرابط بين قطبي العملية المتواصلة وهما المؤلف والقاريء‪ ،‬وفي‬
‫إشارة منا إلى تحديد مفهومها العام فالشخصية الواصلة هي " عالمات على حضور‬
‫المؤلف والقاريء أو من ينوب عنهما في النص "‪ ،2‬فهي ثنائية تساهم في إبراز‬
‫الحدث ويكون ذلك بالمشاركة بين القاريء والمؤلف ‪ ،‬وقد تبين لنا مدى العالقة‬
‫القائمة بين الشخصية والمؤلف ‪ ،‬إال أنه " في بعض األحيان يكون من الصعب‬
‫الكشف عن هذا النمط بسبب تدخل بعض العناصر المشوشة "‪ ،3‬معنى هذا أنه في‬
‫بعض األحيان تتداخل بعض العناصر فتعرقل العملية التواصلية بين الكاتب‬
‫والمتلقي‪.‬‬

‫‪-8‬الشخصيات المتكررة ‪:‬‬

‫وهي " شخصيات ذات وظيفة تنظيمية الحمة أساسا‪ ،‬أي أنها عالمات مقوية‬
‫لذاكرة القاريء من مثل الشخصيات المبشرة بخير أو تلك التي تذيع ِّ‬
‫وتؤول الدالئل‪،‬‬

‫‪-‬حسن بحراوي ‪ :‬بنية الشكل الروائي ‪ ،‬المركز الثقافي العربي ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬المغرب ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫(ط‪2009 ، )2‬م ‪ ،‬ص‪.216‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.217‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.217‬‬
‫وعادة ماتظهر هذه الشخصيات في الحلم المنذر بوقوع حادث "‪ ، 1‬نستنتج أن‬
‫الشخصية المتكررة لها عالقة بذهن وتفكير المتلقي ‪ ،‬فهي ترتبط بالحالة الشعورية و‬
‫الالشعورية في بعض األحيان للشخص‪ ،‬مثل األحالم وقد أشار لها فليب باسم‬
‫الشخصيات االستذكارية ‪ ،‬وحدد مفهومها في " أنها نسيج شبكة من التداعيات و‬
‫التذكير بأجزاء ملفوظة ذات أحجام متفاوتة ‪ ،‬فهي عالمات تنشط ذاكرة القاريء وهي‬
‫شخصيات للتبشير"‪ ، 2‬يأتي كل هذا في إطار ذاكرة القاريء بطريقة تنظيمية ترابطية‬
‫باألساس‪.‬‬

‫من خالل كل هذا نقول أن كل عمل فني ال يكتمل إال بتوفر الشخصيات وتنوعها‬
‫فهي بمثابة قناع أو وجه مستعار يختاره الكاتب ألداء أدواره في عمله الروائي ‪ ،‬وكل‬
‫شخصية لها دور و أهمية فهي تعتبر بوابة العمل ‪ ،‬و أنواعها هي المفاتيح التي‬
‫تسمح لنا بالدخول إلى معرفة مضمون النص ‪.‬‬

‫‪ -‬حسن بحراوي ‪ :‬بنية الشكل الروائي ‪ ،‬ص‪.217‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬فيليب هامون ‪ :‬سميولوجية الشخصيات الروائية ‪ ،‬ص ‪.36‬‬ ‫‪2‬‬

You might also like