You are on page 1of 26

‫ عبد الغني محمد دين‬:‫دكتور‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

:‫ملخص البحث‬

‫ وذلك مبعرفة اإلجراءات املناسبة إلجناح‬، ‫يهدف هذا البحث إىل عرض اآلمال لتطوير تعليم اللغة العربية مباليزيا‬
‫ ويرى أن اختيار املعلم‬، ‫العملية التعليمية يف برنامج تعليم اللغة العربية من قبل وزارة الرتبية والتعليم العايل يف ماليزيا‬
‫ فيعرض البحث‬،‫ وأن هناك قصورا شديدا يف التقيد بشروط اختيار املعلم الكفء‬، ‫وإعداده ال يسري على الوجه املأمول‬
‫ما حيدث يف الواقع عند اختيار معلم اللغة العربية يف املرحلة االبتدائية واملتوسطة وكيف يتم إعداده وتدريبه حىت يؤدي‬
‫ كذلك يتناول البحث إجياد املنهج املناسب وكيفية إعداده وطرق تدريسه وتوفري‬،‫دوره كامال يف تدريس اللغة العربية‬
‫ فيكون ما يقرتحه مادة‬، ‫ مث يعرض البحث ما يأمله يف ذلك كله فيقدم االقرتاحات مما يراه مناسبا‬، ‫الوسائل التعليمية‬
‫ وتبليغه للجهات املسئولة لتنفيذه ويف مقدمتها وزارة الرتبية ووزارة التعليم العايل يف ماليزيا ألخذ ما‬، ‫للنقاش واملداولة‬
‫يصلح إلجناح العملية التعليمية يف اللغة العربية‬
RENGKASAN

Kajian ini bertujuan untuk memebentangkan bagaimana untuk memajukan pengajaran


bahasa Arab di Malaysia, dengan mengetahui prosedur yang betul untuk menjayaan proses
pendidikan dalam program pendidikan bahasa Arab oleh Kementerian Pendidikan dan Pengajian
Tinggi di Malaysia, sesungguhnya pemilihan guru dan penyediaannya tidak dilaksnakan dengan
cara yang diharapkan, dan terdapat kekurangan yang serius dalam pematuhan syarat-syarat
pemilihan semasa memilih guru- guru, selain itu kajian ini membentangkan apa yang sebenarnya
-berlaku apabila memilih guru bahasa Arab di sekolah rendah, menengah dan bagaimana guru
guru disediakan dan dilatih supaya mereka boleh menjalankan tugas yang diamanahkan dengan
sebaik- baikny, kajian ini juga berusaha mencari pendekatan yang sesuai dan memilih kaedah
pengajaran serta menyediakan bahan pengajaran yang patut disedikan, begitu juga kajian ini
membentangkan apa yang diharapkan untuk menambahbaikan dalam pelajaran dan
pempelajaran, dan memberi cadangan yang difikirkan sesuai, dan duduk bersama- sama
mengadakan perbincangan dan pertimbangan, kemudian disampaikan kepada pihak berkuasa
yang bertanggungjawab untuk pelaksanaannya, khususnya Kementerian Pendidikan dan
Kementerian Pengajian Tinggi di Malaysia untuk mengambil apa yang sesuai untuk menjayaan
proses pelajaran dan pempelajaran bahasa Arab

27
‫ قدح داراألمان – ماليزيا‬-‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‬
‫ عبد الغني محمد دين‬:‫دكتور‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

The selection and preparation of Arabic Language Teacher in Malaysia: Between reality and hope

This research aims at presenting the hopes for the development of Arabic language education in
Malaysia, by learning the appropriate procedures for the success of the educational process in the
Arabic language program by the Ministry of Education and Higher Education in Malaysia. The
selection and preparation process of choosing the effective and qualified teachers of Arabic
Language, in reality, did not take place as expected. Therefore, the research reveals what actually
happens when it comes to choosing the Arabic language teacher at the primary and intermediate
level and how they should be supposedly trained in order to effectively play their role in teaching
the Arabic language. The research also deals with finding the appropriate curriculum and how to
prepare it and its teaching methods as well as to provide the means of education. Besides, the
research proposes the appropriate suggestions which can be a material for discussion and
deliberation. The research’s suggestion and recommendations will be reported to the authorities
responsible for its implementation, particularly the Ministry of Education and the Ministry of
Higher Education in Malaysia for the success of the educational process concerning Arabic
Language in Malaysia. The research is carried out by employing method called descriptive
analysis.

: ‫مقدمة‬

‫احلمد هلل رب العاملني الذي تفضَّل على اإلنسان بكل شيء وسخر له كل ما حيتاجه وما يسهل له أموره يف الدنيا‬
‫ والصالة والسالم على خري اخللق وخامت األنبياء‬، ‫ وينال مطالبه بيسر‬، ‫ وأنعم عليه باللغة ليسهل له التواصل مع أقرانه‬،
‫ وأوصى بتعلمها وتعلم القرآن املنزل معجزة باللغة‬، ‫واملرسلني الذي أرسله اهلل تعاىل بلغة عربية وجعله أفصح من نطق هبا‬
، ‫ والتابعني وتابعيهم بإحسان إىل يوم الدين‬،‫ وعلى آله الطبيبني وأزواجه األطهار وصحابته الغر احملجلني‬، ‫العربية‬

: ‫أما بعد‬

‫تامة كالصالة‬
َّ ‫ واملسلمون جيب أن يتعلموا اللغة العربية؛ ما ييسر هلم أداء العبادات‬، ‫فتعلم اللغة العربية من الدين‬
‫ ولقد‬، ‫ ولقد استجاب املسلمون لتعلم اللغة العربية واهتموا هبا وبذلوا من أجل هذا التعلُّم اجلهد الكثري‬، ‫والدعاء واحلج‬
‫ فأتقدم ببحثي هذا حيث‬، ‫فعاال وكبريا يف حتقيقه وإجناحه‬ َّ ‫شجعت احلكومات اإلسالمية هذا األمر اليت تلعب دورا‬
‫أنشد فيه اجلديد والتجديد يف جمال تعلُّم اللغة العربية وتكميلها بتقدمي االقرتاحات لوزارة الرتبية ووزارة التعليم العايل‬
‫ وعنوانه‬، ‫ وإىل اجلمهور الكرام وإىل املسئولني‬، ‫املاليزي‬

"‫" اختيار المعلم وإعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬


28
‫ قدح داراألمان – ماليزيا‬-‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫ويتكون هذا البحث من مقدمة وثالثة مباحث وخامتة ‪ ،‬وهي على النحو التايل ‪:‬‬
‫َّ‬
‫املبحث األول ‪ :‬الوضع القائم يف اختيار معلم اللغة العربية يف املرحلة االبتدائية واملتوسطة‬

‫املبحث الثاين‪ :‬املأمول يف اختيار معلم اللغة العربية وإعداده وتدريبه بتقدمي االقرتاحات اليت يراها البحث‬

‫واملبحث الثالث‪ :‬األمور اليت ينبغي توافرها يف املعلم الناجح وما ينبغي للجهات املسئولة تقدميها لدعم العملية التعليمية‬
‫وتطويرها‪.‬‬

‫ويجدر بي أن أقدم اإلطار العام للبحث مبينا ما يلي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬مشكلة البحث ‪:‬‬

‫عدم تطبيق الشروط الالزمة الختيار معلم العربية من قِبَ ِل وزارة الرتبية والتعليم‪.‬‬
‫‪ُ .1‬‬
‫‪ .2‬القصور يف إعداد املعلم وتدريبه أثناء اخلدمة للوصول إىل إجناح العملية التعليمية‪.‬‬
‫‪ .3‬املنهج وطرق التدريس غري مناسبة لتعليم اللغة العربية للناطقني بغريها ‪.‬‬
‫‪ .4‬عدم توفري الوسائل التعليمية يف املدارس مما يؤدي إىل قصور العملية التعليمية‬

‫ثانيا ‪ :‬أهمية البحث ‪:‬‬

‫وتأيت أمهية البحث يف كونه سيعرض كيفية تنفيذ االقرتاحات والتوصيات اليت وصل إليها الباحثون املتخصصون‬
‫إلجناح العلمية التعليمية وتطويرها ‪ ،‬وهي دعوة هامة إىل املسؤولني يف وزارة الرتبية والتعليم العايل يف ماليزيا ‪ ،‬وإىل مجيع‬
‫املؤسسات التعليمية يف املرحلة االبتدائية واملتوسطة ‪ ،‬وكذا يف تقدمي هذا البحث القرتاحات يراها مناسبة لتطوير العملية‬
‫التعليمية ‪.‬‬

‫ي ضع هذا البحث احللول واملقرتحات اليت توصل إليها الباحثون املتخصصون يف هذا اجملال لتنفيذها واليت من شأهنا أن‬
‫تقوم بإجناح العملية التعليمية وتطورها وترفع من قدرات معلم العربية وإعداده وتدريبه ‪ ،‬ويضع املناهج املناسبة وتوفري‬
‫الوسائل التعليمية وهي دعوة مهمة إىل املسؤولني يف وزارة الرتبية والتعليم العايل يف ماليزيا ‪ ،‬وإىل مجيع املؤسسات التعليمية‬
‫يف املرحلة االبتدائية واملتوسطة ‪ ،‬وكذا يف تقدمي هذا البحث القرتاحات يراها مناسبة لتطوير العملية التعليمية‬

‫‪29‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫ثالثا‪ :‬أهداف البحث ‪:‬‬

‫يسعى البحث إىل حتقيق األهداف التالية ‪:‬‬

‫معرفة االقرتاحات والتوصيات اليت ينادي هبا الباحثون املتخصصون يف هذا اجملال‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫معرفة األسباب اليت أدت إىل تأخر التعليم والتعلم يف اللغة العربية ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫كيفية تنفيذ االقرتاحات والتوصيات املناسبة إلجناح العملية التعليمية وتطويرها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫إبالغ املسؤولني يف وزارة الرتبية واملؤسسات التعليمية باإلجراءات السليمة لتنفيذها يف الواقع التعليمي‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫بيان األهداف املأمولة من اختيار املعلم الكفء إلجناح العملية التعليمية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫املرجوة منها‪. .‬‬
‫بيان كيفية إعداد معلم اللغة العربية وتأهيله بتقدمي الدورات التعليمية والتدريبية واألهداف َ‬ ‫‪-6‬‬
‫تقدمي بعض االقرتاحات املبتكرة لتطوير العملية التعليمية‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫رابعا ‪ :‬أسئلة البحث‪:‬‬

‫يسعي البحث إىل اإلجابة عن األسئلة التالية ‪:‬‬

‫ما اإلجراءات اليت تنفذ عند اختيار املعلمني وإعدادهم ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫كيف يتم تدريب املعلمني قبل وأثناء القيام بالتدريس ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ما خطط املسؤولني يف إجناح العملية التعليمية وتطويرها ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ما اإلجراءات السليمة عند اختيار املعلمني وإعدادهم‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫من املسؤول عن ختطيط تدريب املعلمني ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫من املسؤول عن العملية التعليمية ومراقبتها إلجناحها وتطويرها‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫هل يتم وضع املنهج وطرق تدريسه وتوفري الوسائل التعليمية لتعليم اللغة العربية بطريقة سليمة ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫ما املقرتحات املبتكرة اليت سيقدمها البحث لتطوير العلمية التعليمية ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫خامسا ‪ :‬حدود البحث‬

‫سريكز البحث على عنصر املعلم دون سواه من عناصر العملية التعليمية ‪ ،‬ومع ذلك فإنه سيذكر غريها عرضا كل‬
‫ما تطلَّب املقام إىل اللجوء إليها كاملنهج وطرق تدريسها وتوفري الوسائل التعليمية املناسبة‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫المبحث األول‬

‫الوضع القائم في اختيار معلم اللغة العربية في المرحلة االبتدائية والمتوسطة‬

‫منذ عقدين أو ثالثة تقريبا بدأ تعليم اللغة العربية يف ماليزيا يتدهور ويضعف‪ ،‬وأصبح الطالب احلاصلني على‬
‫الشهادة العالية املاليزية (‪ )STAM‬ضعفاء يف اللغة العربية فال يتقنون املهارات اللغوية ‪ ،‬وال ميلكون مبادئ علم النحو‬
‫والصرف والبالغىة ونسبتهم اجليدين منهم ال تتجاوز عشرة يف املائة ‪ %11‬من جمموع الطالب والطالبات ‪ ،‬و هذا‬
‫االحندار له أسباب متعددة جعلت الكثري من الدارسني والطالب يعزفون عن تعلُّم اللغة العربية ؛ ما نتج عنه قلة الرغبة‬
‫يف خوض هذه الدراسات ‪.‬‬

‫فمن األسباب اليت أدت إىل هذا الوضع املؤمل‪ :‬ضعف مستوى املعلمني واإلمكانات املادية املساعدة يف توفري‬
‫املمول‬
‫الوسائل التعليمية وعدم مناسبة املناهج املوجودة وقلة إعداد املناهح املدروسة املخططة ‪ ،‬فضال عن غياب ِّ‬
‫ملشروعات التعليم العريب ‪ ،‬فنتج عن ذلك ضعف مستوى الطالب اخلرجيني من الكليات العربية ‪ ،‬فضال عن قلتهم ‪،‬‬
‫وعدم رغبتهم يف التدريس إال ما اضطروا إليه ‪.‬‬

‫وهذه الدراسة مل تقم على البحث امليداين ملعرفة التفاصيل ‪ ،‬لضيق الوقت ‪ ،‬فتهدف هذه الدراسة إىل طرح املشكلة‬
‫أمام املسئولني واملعلمني واملتخصصني ملناقشة هذا الوضع املؤمل للغة القرآن لغة اإلسالم ‪ ،‬مث اخلروج حبلول أو نتائج‬
‫فعالة وعرضها وتقدميها للجهات املسئولة يف ماليزيا ‪.‬‬
‫تكون بادرة لتحسني األوضاع ‪ ،‬واخلروج بتوصيات نافعة َّ‬

‫لقد بدأ ضعف الطالب يف برامج تعليم اللغة العربية بضعف مستوى املعلمني ‪ ،‬ويرى البحث أن السبب يف ذلك‬
‫يعود إىل عدم الدقة يف اختيار معلم اللغة العربية ‪ ،‬فيقع االختيار لكل من حصل على شهادة عالية (ليسانس) من كلية‬
‫اللغة العربية أو كلية الشريعة اإلسالمية أو كلية أصول الدين أو ما يوازيها من الكليات يف اجلامعات العربية ‪.‬‬

‫فتبني َّ‬
‫أن االختيار يتم على‬ ‫وقد مجع البحث بعض املعلومات عن اإلجراءات اليت يتم هبا اختيار معلم اللغة العربية ‪َّ ،‬‬
‫حسب مؤهالت املتقدمني بامتالك الشهادة العالية الليسانس يف اللغة العربية والشريعة اإلسالمية وأصول الدين ‪ ،‬ويتم‬
‫استدعاؤهم لدخول املقابلة الشخصية ‪ ،‬مث عقد امتحان حتريري يف اللغة العربية واللغة الوطنية (املاليو) للمتقدمني ‪،‬‬
‫وهذا حيصل يف املدارس احلكومية سواء يف املرحلة االبتدائية أم الثانوية ‪ ،‬فإذا جنحوا فيها يستدعى الستالم العمل يف‬

‫‪31‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫املدارس ‪ ،‬وإذا مل ينجحوا فرمبا يكرر املتقدم الطلب مرة أخرى عند احلاجة إىل مدرسني آخرين أو إن كان الباب مفتوحا‬
‫هلم ‪.‬‬

‫وبعد قبوهلم للعمل ‪ ،‬وأثناء مباشرهتم لعملهم يتم تدريبهم يف الدورات اخلاصة املعدة من قبل وزارة الرتبية ‪ ،‬وأكثرها‬
‫يكون باللغة الوطنية ‪ ،‬ويركزون على الرتبية وطرق التدريس ‪.‬‬

‫واملالحظ يف إجراءات االختيار َّ‬


‫أن املقابلة الشخصية ال خترج عن طرح األسئلة اليت غالبا ما تكون عامة وسهلة منها ما‬
‫يتعلق باللغة العربية ‪ ،‬واألهم من ذلك أنَّه ال يوجد منصب أو مسمى معلم اللغة العربية يف املرحلتني االبتدائية والثانوية‬
‫احلكومية ‪ ،‬وإمنا هو حتت مسمى معلم العلوم اإلسالمية ‪ ،‬مث يعني من املتقدمني معلما للغة العربية ‪ ،‬ولكن منذ عشر‬
‫سنني تقريبا أسست هيئة لتعليم اللغة العربية وقراءة القرآن مسي بـ (‪ ( jQaf‬يتم تعيني معلمي للغة العربية يف املدارس‬
‫االبتدائية ‪ ،‬وهذه اهليئة تقبل مجيع املتقدمني احلاصلني على شهادة الليسانس يف اللغة العربية والشريعة وأصول الدين‬
‫ويتم تدربيهم ملدة سنة ونصف قبل اخنراطهم يف العمل التعليمي ‪ ،‬ورمبا تكون هذه اخلطوة بداية لتحسني األوضاع‬
‫التعليمية للغة العربية ‪ ،‬ومع ذلك فإن طريقة اإلعداد والتدريب حيتاج إىل إعادة نظر ‪ ،‬بتوظيف اخلرباء املتخصصني يف‬
‫تعليم اللغة العربية للناطقني هبا واالعتماد عليهم يف إعداد هؤالء املعلمني وتدريبهم ‪ .‬ومل يعمل أحد من الباحثني دراسة‬
‫إحصائية عن نتيجة تطبيق هذه العملية –على ما أعلم‪.‬‬

‫فريى البحث أن اختيار معلم اللغة العربية اعتمد بالنظر إىل الشهادة اليت حصل عليها املتقدم فقط دون النظر إىل‬
‫املستوى اللغوي املهاري للمتقدمني‪ ،‬ويرى البحث كذلك أن ضعف املعلم يرجع إىل عدم وجود الدورات التدريبية املهنية‬
‫والرتبوية اخلاصة بتعليم اللغة العربية للناطقني بغريها اليت تقدم وتعرض إىل املعلمني‪ ،‬وعدم االستعانة باخلربات املتخصصة‬
‫باجلامعات املاليزية اليت تعىن باللغة العربية والرتبية اخلاصة هبا‪.‬‬

‫ومازال مستوى الطالب يف ضعف وتدهور ‪ ،‬فريى البحث أن من األسباب الرئيسة يف ضعف مستوى الطالب هم‬
‫املعلمون‪ ،‬فاملعلمون ال يتقنون اللغة العربية فيشرحون املواد العربية باللغة الوطنية من بداية الدرس إىل آخره فال يسمع‬
‫الطالب اللغة العربية ‪ ،‬وإن مسعها فال يكون مساعها مقصودا من املعلم‪ ،‬ورمبا خيطأ املعلم يف قراءة املادة العلمية ‪ ،‬وال‬
‫موجه ‪.‬‬
‫رقيب وال مرشد وال ِّ‬
‫ومن األسباب اخلطرية يف هذا الضعف هو قلة وجود مدير مدرسة متقن للغة العربية متحمس هلا فرمبا يُعلي من معلم‬
‫غري متقن على معلم غري متقن فتنتهي الطموحات وتدفن الكفاءات اجليدة ‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫وقد أثبتت البحوث والدراسات اإلحصائية اليت كتبت يف جمال العملية التعليمية ضعف معلم اللغة العربية يف املدارس‬
‫االبتدائية والثانوية يف ماليزيا ‪ ،‬بل يف البالد العربية كذلك ‪ ،‬وسيقدم البحث مناذج من نتائج تلك البحوث والدراسات‬
‫مما يؤكد ما ذهبنا إليه ‪ ،‬وهي كالتايل ‪:‬‬

‫ففي مؤمتر أقامته اجلامعة العاملية اإلسالمية املاليزية سنة ‪ 2113‬م املوافق ‪1434‬ه بعنوان (جماالت تعليم اللغة‬
‫العربية ‪ :‬آفاق مستقبلية) أكدت نتائج الدراسات ‪ ،‬والتقارير‪ ،‬وأوراق العمل ‪ ،‬واملناقشات اليت تضمنتها أن مثة تدنيا يف‬
‫أداء العاملني يف حقل تدريس اللغة العربية للناطقني بغريها ‪ ،‬ومرد ذلك النقص يف اإلعداد املهين والتقين والتواصلي ‪،‬‬
‫وعدم تلقيهم التدريب الكايف أثناء تدريسهم هلذا اجملال(‪.)1‬‬

‫وكذلك كانت نفس النتائج يف املؤمتر العاملي الرابع يف تعليم اللغة العربية وآداهبا ألغراض خاصة سنة ‪ 2113‬م‬
‫ضعف مستوى املعلم ‪ ،‬والطالب املتخرجني من املرحلة الثانوية ‪ ،‬ففي دراسة إحصائية جتريبية قامت هبا الباحثة عازة‬
‫عبد الرمحن ؛ فأثبتت الدارسة أن معلمي اللغة العربية هبذه املدارس األربع اليت وقع عليها التجرية معظمهم من محلة‬
‫الشهادات اجلامعية‪ ،‬وال تنقصهم اخلربة الكافية ‪ ،‬ولكن ليسوا من محلة إجازات يف اللغة العربية ‪ ،‬واملرجح أن إدارات‬
‫املدارس قد رأت واكتفت بأن تستخدم لتدريس اللغة العربية كل من كان قادرا على التكلم هبا دون الرجوع العتبار‬
‫التخصص ‪ ،‬واملهم يف األمر أهنم من محلة الشهادات اجلامعية العليا –خاصة وأن التدريس يف هذه املدارس تعد بالنسبة‬
‫هلم وظيفة جذابة من الناحية املادية يتكالبون عليها – كنوع من الدعاية لصاحل املدرسة ومن أجل مسو مكانتها بني‬
‫غريها من املدارساخلاصة(‪ ،)2‬وتبينت الباحثة َّ‬
‫أن عدم وضع إدارات املدارس العتبار التخصص عند تعيني معلم العربية‬
‫سوف يؤثر تأثري سلبيا على تلقي الطالب للغة العربية ‪ ،‬ويضعف إقباهلم هلا وحيفزهم على إمهاهلا ‪ ،‬وقد ساقت الباحثة‬
‫مقولة الربوفيسور الطيب أبوسن اخلبري الرتبوي ومؤلف منهج قواعد اللغة العربية للشهادة االجنليزية يف مقالة اعتربهتا‬
‫الباحثة دارسة سابقة بعنوان قضايا التعليم واملناهج والتدريس يف السودان (‪2118‬م ) الذي حتدث عن كفاءة معلم‬

‫(‪ )1‬العريب ‪ ،‬أسامة ‪ :‬اجلامعة االفرتاضية والتعليم االلكرتوين عن بعد ‪ ،‬ص ‪. 7‬‬
‫(‪ )2‬عازة عبد الرمحن محزة حسني ‪ ،‬واقع تعليم اللغة العربية يف املدارس اخلاصة وفقا للمنهج الربيطاين ‪ ،‬املؤمتر العاملي الرابع يف تعليم اللغة العربية‬
‫وآداهبا ألغراض خاصة ‪ 17 -15‬مايو ‪ ، 2113‬كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية ‪ ،‬اجلامعة العاملية اإلسالمية املاليزية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫اللغة العربية قائال ‪":‬لقد شهدت البالد يف األونة األخرية افتتاح عدد من كليات الرتبية ‪ ،‬وهي ظاهرة جيدة أن يتم‬
‫افتتاح كليات تربية جديدة ‪ ،‬ولكن هذه الكليات حتتاج إىل مراجعة كاملة ‪ ،‬خاصة يف سياسة القبول هلا ‪ ،‬فمن يتم‬
‫قبوله يف هذه الكليات جيب أن تكون لديه أساسيات الرتبية واللغات‪ ،‬فمثال لقد طلبت إحدى املؤسسات اخلاصة‬
‫أساتذة للغة العربية والرتبية اإلسالمية ملرحلة األساس ‪ ،‬حيث تقدم للوظائف معلما ‪ ،‬كلهم خرجيو جامعات‪ ،‬وقد قمت‬
‫بعملية املعاينة هلم ‪ ،‬حيث كانت املفاجأة أن مثانية فقط هم املؤهلون لشغل الوظائف ‪ ،‬أما البقية فكانت لديهم أخطاء‬
‫قاتلة يف التدريس وحىت يف خمارج احلروف ‪ ،‬والكثري منهم ال يعرف أحكام التجويد جيدا ‪ ،‬واملفارقة أن هؤالء املعلمني‬
‫(‪)3‬‬
‫الذين مل يتم استيعاهبم يدرسون اآلن يف مدارس أخرى "‬

‫كما أثبتت اإلحصاءات أن حمتوى مقرر اللغة العربية احلايل ال يراعي مستويات التالميذ العلمية واللغوية ‪ ،‬وأنه ال يراعي‬
‫حاجات اجملتمع املتجددة ‪ ،‬وأنه يعتمد على جتزئة منهج اللغة العربية لفروع ‪ ،‬بينما املنهج االتصايل أكثر مالئمة ‪ ،‬كما‬
‫أنه ال يتماشى مع حاجات التالميذ وأعمارهم‪ ،‬وأنه يعىن مبهاريت القراءة والكتابة ‪ ،‬بينما هو فقري يف تنمية مهاريت‬
‫االستماع والتحدث ‪ ،‬وذكرت الباحثة أن الربوفسور الطيب أبوسن قد أكد دراسته ما يلي قوله ‪" :‬لقد أتيحت يل‬
‫مراجعة منهج اللغة العربية يف مرحليت األساس والثانوية‪ ،‬ووجدت أن املنهج به تعقيدا دون مراعاة ألعمار التالميذ‪ ،‬كما‬
‫أنه ال توجد باملنهج الوظائف اللغوية ‪ ،‬وال توجد باملنهج إثارة دافعية‪ ،‬فالطالب جيب أن يشعر بأن هناك نقصا يف‬
‫الدرس وهو قادر على إكماله ‪ ،‬فا ملناهج تعتمد كليا على التدريس وقليل من التعليم ‪ ،‬كما أن هناك نقصا كبريا يف‬
‫الرتبية ‪ ،‬أي (حتويل املنهج إىل سلوك) (‪.)4‬‬

‫ويف دراسة قام به الباحثان د‪ .‬عبد الرحيم حممد ‪ ،‬ود‪ .‬حممد ذو الكفلي إمساعيل‪ ،‬ذكرا أنه قد خترج املئات من‬
‫الطلبة من اجلامعات احلكومية املاليزية احمللية ‪ ،‬وأن من ُحسن حظهم أهنم وجدوا أعماال يف اهليئات احلكومية واألهلية‬
‫املختلفة كمدرسي اللغة العربية وموظفي اللغة ومرتمجيها وغريها ؛ إال أن كثريا منهم تلقوا االنتقادات من جهات خمتلفة‬
‫ومن حماضري اللغة العربية يف اجلامعات املختلفة خبصوص ضعف مستواهم يف اللغة العربية بصفة عامة سواء يف الكتابة‬

‫(‪ )3‬عازة عبد الرمحن محزة حسني ‪ ،‬واقع تعليم اللغة العربية يف املدارس اخلاصة وفقا للمنهج الربيطاين ‪ ،‬ص ‪. 345‬‬

‫(‪ )4‬املصدر السابق ص ‪. 344‬‬


‫‪34‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬ولقد حتدث عن ظاهرة ضعف الطلبة أساتذة اجلامعات منذ عشرات السنوات‪ ،‬وقرروا إن ضعف اللغة‬ ‫والكالم‬
‫العربية لدى الطلبة بصفة عامة هي ظاهرة حمزنة جدا ومعروفة لدى اجلميع ‪ ،‬وقدرهتم على القراءة وخصوصا قراءة‬
‫األخبار واجلرائد اليومية وفهم مضامينها ضعيفة(‪.)6‬‬

‫وأكد مت طيب فا يف دراسته أن ضعف الطلبة اليوم قضية حقيقية ال ميكن أن ينكره أحد وضعفهم الواضح‬
‫اجللي يقع يف الثروة اللغوية ‪ ،‬والصرف والنحو واألسلوب(‪.)7‬‬

‫كما أكد ذلك عبد الرحيم فقال ‪ :‬إن تدهور خرجيي اللغة العربية من اجلامعات احلكومية احمللية يف كفايات اللغة‬
‫العربية أمر ملموس اآلن(‪ ،)8‬وتوصل الباحثون يف دراستهم أن معظم الطلبة ضعفاء يف الكالم والكتابة ‪ ،‬ومل يتقنوا العربية‬
‫بصفة عامة(‪ ، )9‬وتوصل الباحث الباحثان عبد الرحليم وجئ راضية ميزة نتيجة البحث الذي أجراه عبد احلليم وجئ‬
‫راضية على من طلبة اجلامعات احلكومية مباليزيا سنة ‪2117‬م يف جمال الرصف اللغوي ‪ ،‬تدل على أن معظم الطلبة‬
‫ضعفاء يف رصف الكلمات حسب االستعمال اللغوي الصحيح ‪ ،‬وتشري النتيجة أن ‪ %54.2‬منهم حصلوا على درجة‬
‫ضعيفة و ‪ % 54.2‬منهم حصلوا على درجة مقبولة(‪ .)10‬وكما أشار البحث أن الضعف يف اللغة العربية وعلومها‬
‫ليست ظاهرة خاصة بالطالب الناطقني بغري العربية بل هي ظاهرة منتشرة بني طالب العرب أنفسهم ‪ ،‬أقلقت أساتذة‬
‫اللغة العربية يف جامعات الدول العربية صرح بذلك هناد موسى حيث يقول ‪":‬وأساتذة العربية يف اجلامعات ال ميلكون‬
‫إىل أن يعلنوا ضيقهم مب ستوى طلبة اجلامعة يف اللغة العربية‪ ،‬إذ جيدوهنم ضعفاء يف كثري من وجوه األداء اللغوي األولية‬
‫‪ ،‬ويلحظون أهنم ينقلون إىل اجلامعة مرياثهم املدرسي من الضعف اللغوي ‪ ،‬ويأخذ األساتذة على طلبتهم كثريا من‬

‫(‪ )5‬د‪ .‬عبد احلليم حممد و د‪ .‬حممد ذوالكفلي إمساعيل ‪ ،‬كفاءات القراءة لدى خرجيي اجلامعات املاليزية ‪ :‬دراسة عن وجهة نظر حماضري اللغة‬
‫العربية ‪ ،‬املؤمتر العاملي الثالث ‪ ،‬اجلامعة العاملية اإلسالمية مباليزيا ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 21111‬م ‪1433 /‬ه ‪ ،‬ص ‪. 216 – 197‬‬

‫حممد فيسول وزمالؤه ‪165 :2115‬‬ ‫(‪)6‬‬


‫مت طيب فا ‪95-94 :2118 ،‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫عبد الرحيم ‪21 :2115‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫زارميا حممد وزمالؤها ‪161 :2118‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫عبد احلليم وجئ راضية ميزة ‪139 :2117‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫‪35‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫أخطاء النحو والصرف واإلمالء(‪ ، )11‬ويقول هناد موسى تصويرا لضعف طلبة اجلامعة على القراءة حني يُطلب من‬
‫أحدهم بقراءة النص "كأين يف سيارة ينطلق هبا سائق فقد السيطرة عليها ‪ ،‬وهي تتسارع بنا إىل قاع واد سحيق ‪ ،‬إذ‬
‫كانت األخطاء ترتى ‪ ،‬على حنو تتعذر السيطرة عليه "فهو يقرأ وكأنه ال يقرأ ‪ ،‬حيول الرموز املكتوبة بني ديه كيفما اتفق‬
‫‪ ،‬ال يبايل أفهم أم ال يفهم ‪ ،‬بل يقرأ دون أن تعين له قراءته أنه مسؤول عن فهم ما قرأ ‪.)12( "...‬‬

‫ويف مؤمتر دويل أقيم وهو املؤمتر الدويل الثاين للغة العربية بعنوان (اللغة العربية يف خطر ‪ :‬اجلميع شركاء يف محايتها) أكد‬
‫غري حبث قدمه اخلرباء املتخصصني يف جمال تعلي م اللغة العربية وعلومها ضعف مستوى املعلم ‪ ،‬مما نتج عنه ضعف‬
‫مستوى الطالب ففي حبث قدَّمه الدكتور عزام عمر الشجراوي بعنوان (ضعف طلبة اجلامعات يف اللغة العربية أسبابه‬
‫عالجه) ذكر الباحث سببني(‪ ، )13‬مها ‪:‬‬

‫األول‪ :‬أسباب تأسيسية تعود إىل دراسة الطلب يف مراحل التعليم العام (يعين االبتدائية واملتوسطة والثانوية)‪ .‬والثاين‪:‬‬
‫أسباب تعود إىل دراسة الطالب يف مرحلة التعليم اجلامعي ‪.‬‬

‫وقد أرجع الباحث السبب يف ضعف الطالب يف مراحل التعليم العام ضعف املعلم فقد ذكر أن املعلم الذي ال يعي‬
‫مهارات القراءة ال ميكن أن يكون طلبته متقنني هلذه املهارات القرائية ‪.‬‬

‫ويرجع كذلك إىل قلة فهم املعلمني ألهداف تعليم املهارات اللغوية فيقول ‪" :‬إن تقاعس املدرسني يف حتقيق هذه‬
‫األهداف واملهارات القرائية يؤدي إىل ضعف الطلبة الرتاكمي يف مهارات القراءة ‪ ،‬واحلال نفسه يف مهارات الكنابة‬
‫يتخرج الطلبة يف مرحلة التعليم العام ‪ ،‬وحيصلون على شهادة الدارسة الثانوية اليت تؤهلهم‬
‫والتحدث واالستماع ‪ ،‬وهلذا َّ‬
‫لدخول اجلامعات والكليات ‪ ،‬وهم غري متقنني لتلك املهارات اللغوية إال من رحم ريب"(‪ ،)14‬كما يرى الباحث أن‬
‫السبب يف ضعف الطالب قلة معرفة املعلم استخدام الوسائل التعليمية‪ ،‬وعدم استخدامهم لطرق تدريسية مناسبة‪،‬‬
‫فيقول "إن املؤسف له أن معلمي اللغة العربية مل يعملوا على اإلفادة من تقنيات التعليم ومن مصادر التعلم إال ما ندر‪،‬‬

‫هنهاد موسى ‪12 :1991 ،‬‬ ‫(‪)11‬‬


‫هناد موسى ‪166 :2113 ،‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫عزام عمر الشجراوي بعنوان (ضعف طلبة اجلامعات يف اللغة العربية أسبابه عالجه)‬ ‫(‪)13‬‬
‫املصدر السابق ‪.‬‬ ‫(‪)14‬‬
‫‪36‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫درسون اللغة العربية بأساليب وطرق مملة ‪ ،‬تنفر الطالب من لغته ‪ ، )15(" ...‬فيؤكد الباحث يف موضع آخر‬ ‫وانكفأوا يُ ِّ‬
‫ضعف املعلمني بقوله ‪":‬إذا حبثنا عن األسباب اليت أفضت إىل تراجع املستوى اللغوي عند أبناء العربية يف العقود الثالثة‬
‫املاضية ‪ ،‬وإىل نفور الطالب من لغتهم‪ ،‬وجدنا من أمهها ضعف التأسيس اللغوي يف مراحل التعليم العام وافتقار مدارسنا‬
‫إىل م علمني حمرتفني أكفاء يقربون العربية إىل أبنائها ‪ ،‬بتبسيط مآخذها ومبقاربتها على حنو وظيفي بعيد عن التجريد‬
‫(‪)16‬‬
‫والتمحك"‬

‫وقدم املستشار عبد الفتاح سليمان عبد األمني العام لالحتاد العاملي للمدارس العربية اإلسالمية الدولية بالقاهرة حبثا‬
‫ميدانيا عن (الدورات ال تأهيلية لتعليم اللغة العربية للناطقني بغريها للطالب الوافدين للدراسة باألزهر الشريف بالقاهرة‬
‫& جتربة االحتاد العاملي للمدارس العربية اإلسالمية الدولية منوذجا) ‪ ،‬وقد عزا املستشار األسباب احلقيقية يف عدم نشر‬
‫اللغة العربية والدين اإلسالمي يف البالد الناطقة بغري العربية يف سببني رئيسيني ‪ :‬مها ‪:‬املدرس و املنهج(‪. )17‬‬

‫ففي دراسة إحصائية جتريبية قام هبا صويف بن مان األمة ‪،‬استدل من خالل اإلجابات ملعرفة مصدر ضعف طالب‬
‫السنة األوىل اجلامعية يف ممارسة اللغة العربية فاتضح أن أغلبية العينة موافقون أن عامل املعلم غري املتخصص ‪%111‬‬
‫باملائة(‪ ،)18‬كما اكتشف من خالل اإلجابات أن سبب الضعف أيضا هو التباين املنهجي يف املدارس الثانوية ‪ ،‬حيث‬
‫إن التباين املنهجي يشكل صعوبة كبرية يف التدريس وهو سبب قوي يف اختالف مستوى الطالب اللغوي يف اجلامعة‬
‫وضعفهم يف التعامل بالعربية‪ .... .‬حيث يوجد يف بعض املدارس العربية يف ماليزيا أهنا تضع اهتمامها األول هو جناح‬
‫الطالب يف االمتحانات ‪ ....‬مما جيعل معلم املادة يركز على املوضوعات املطروحة فقط ‪ ،‬اختيار األسئلة املتوقعة يف‬

‫(‪ )15‬املصدر السابق‬


‫(‪ )16‬السابق نفسه‬
‫(‪ )17‬عبد الفتاح سليمان عبد ‪ :‬الدورات التأهيلية لتعليم اللغة العربية للناطقني بغريها للطالب الوافدين للدراسة باألزهر الشريف بالقاهرة &‬
‫جتربة االحتاد العاملي للمدارس العربية اإلسالمية الدولية منوذجا)‬
‫(‪ )18‬د‪ .‬صويف بن مان األمة ‪ :‬مناهج اللغة العربية يف املدارس الثانوية وأثرها اللغوي على مستقبل الطلبة يف املراحل اجلامعية املاليزية – املؤمتر‬
‫العاملي األول لقسم اللغة العربية وآداهبا ‪ ،‬كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية – اجلامعة اإلسالمية العاملية مباليزي‪ ،‬بعنوان إسهامات اللغة واألدب‬
‫يف البناء احلضاري لألمة اإلسالمية اجلزء الثالث ص ‪. 411 – 419‬‬

‫‪37‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫االمتحان النهائي ‪ ...‬وأن قليل جدا من معلمي مادة اللغة العربية يف املدارس الدينية العربية يقدمون الدرس باللغة‬
‫العربية ‪. )19( "....‬‬

‫وتوصل الباحثان عالء حسين املزين ‪ ،‬وا‪.‬عبد الرمحن شيك من خالل دراستهما اإلحصائية عن املدارس الدينية‬
‫األهلية بشبه القارة اهلندية سوء مستوى املعلمني‪ ،‬حيث ذكرا ‪":‬أما طريقة التدريس فحدث وال حرج ‪ ،‬فال املعلمون‬
‫مؤهلون تربويا أو أكادمييا إال بالقشور اليت تعلموها آنفا على ذلك النمط العتيق ‪ ،‬وال املشرفون على العملية التعليمية‬
‫برمتها من التأهل حبيث يسعون ملا هو أفضل من الواقع القادم ‪ ...‬إن هذه الصورة القامتة ليست من نسج اخليال وال‬
‫من قبيل املبالغات فلقد وقف عليها أحد الباحثني بنفسه حني عمل بني املهاجرين األفعان يف باكستان إبان سنوات‬
‫(‪)20‬‬
‫اجلهاد واهلجرة يف الثمانينات من القرن املنصرم ‪"...‬‬

‫واما أشرف حامد مهداين فذكر(‪ )21‬املشكالت والعقبات العامة ‪ ،‬منها‪:‬‬

‫ضعف جتاوب الطالب مع املدرس ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫بعض الطالب ال يشاركون يف األنشطة التعليمية ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫عدم وجود كتب ومواد تعليمية مناسبة ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ضعف املدرس يف بعض مهارات اللغة وعناصرها ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫عدم توفر الوسائل التعليمية ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫قلة إملام املدرس باجلوانب الرتبوية احلديثة ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫(‪ )19‬السابق ‪ 411‬بتصرف قليل ‪.‬‬


‫(‪ )20‬الدكتور عالء حسين املزين ‪ ،‬والدكتور عبد الرمحن شيك ‪ :‬دور املؤسسات اإلغاثية اإلسالمية يف االرتقاء بواقع تعليم اللغة العربية ألبناء‬
‫الشعوب املسلمة غري العربية‪ :‬اإلحتادالعاملي للمدارس العربية واإلسالمية منوذجا‪ ،‬املؤمتر العاملي األول لقسم اللغة العربية وآداهبا ‪ ،‬كلية معارف الوحي‬
‫والعلوم اإلنسانية – اجلامعة اإلسالمية العاملية مباليزي‪ ،‬بعنوان إسهامات اللغة واألدب يف البناء احلضاري لألمة اإلسالمية اجلزء الثالث‪ ،‬ص ‪114‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪)21‬تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها ‪ :‬مشكالت وحلول ‪ ،‬املؤمتر الثالث للغة العربية وآداهبا ‪ ،‬االجتاهات احلديثة يف الدراسات‬
‫اللغوية األدبية ‪ ، 2111‬اجلامعة اإلسالمية العاملية املاليزية – كواال ملبور‬
‫‪38‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫أما العقبات التي تعود إلى المعلمين فيمكن إجمالها فيما يأتي ‪:‬‬

‫إن القائمني على تدريس اللغة العربية للناطقني بغريها غالبا غري مؤهلني عمليا وتربويا ولغويا وهي فئة‬ ‫‪-1‬‬
‫غالبة لألسف ‪.‬‬
‫قلة األحباث املطروحة يف ميدان تعليم العربية بالنسبة للمعلم وإعداده تؤدي إىل عدم تطوير قدرات‬ ‫‪-2‬‬
‫املعلمني وتاهيليهم ‪.‬‬
‫قلة الدورات التدريبية اليت تقام لغرض رفع كفاءة املعلمني املؤهلني وغري املؤهلني‪ .‬فاملعلم أو األستاذ هو‬ ‫‪-3‬‬
‫املستوى الثاين يف العملية التعليمية ‪،‬‬

‫فتبني لنا مجيعا أن السبب الرئيس يف ضعف مستوى الطالب هو املعلم ‪ ،‬وعدم اختيار املعلم الكفء ‪ ،‬مع نقص‬
‫َّ‬
‫يف الوسائل التعليمية ‪ ،‬وعدم الدورات التدريبية الرتبوية اخلاصة بتعليم اللغة العربية للمعلمني‪ ،‬وقلة املتتخصصني اخلرباء‬
‫الذين يستطيعون إدارة إعداد املعلمني فإعداد معلم اللغة العربية بطريقة جيدة ُّ‬
‫يعد عنصرا أساسيا لنجاح العملية التعليمية‪،‬‬
‫وخلق بيئة لغوية مناسبة متوافقة مع مقتدرات الطالب ‪ ،‬فاملعلم هو الذي ينشئ العناصر األخرى للبيئة التعليمية ويوجهها‬
‫التوجيه الصحيح‪ ،‬وهو املصدر األول لالستماع اللغوي الذي يعد األساس يف بناء امللكة اللسانية خاصة ورفع املستوى‬
‫اللغوي عامة ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫المأمول في اختيار معلم اللغة العربية وإعداده وتدريبه‬


‫تأكد جلميع الباحثني ضرورة وجود معلم ميتلك الصفات والكفايات الالزمة واألدوات التعليمية حىت َّ‬
‫يتمكن من‬ ‫َّ‬
‫أداء دوره كامال متقنا مدركا ملا يقدِّمه ‪ ،‬فللمعلم دور كبري يف العملية التعليمية‪ ،‬وهو من العوامل املهمة يف إجناز العملية‬
‫التعليمية‪ ،‬فاملعلم اجليد يستطيع أن يوفر بيئة تعليمية صاحلة للمتعلم وطرقا جيدة ليتمكن املتعلم من التعلم ‪ ،‬واملعلم‬
‫يعد من أهم العوامل يف العملية التعليمية ‪ ،‬ووجود املعلم ذات الكفايات الالزمة يسهم يف مساعدة املتعلم يف التحصيل‬
‫والقدرة على اإلملام واملواصلة واالستمرار ‪ ،‬كما سيُسهم يف إعداد املنهج املناسب لطالبه ‪ ،‬ويف اختيار طرق التدريس‬
‫املالئمة ‪ ،‬وكذلك يف تطبيق تلك الطرق مع الوسائل والتكنولوجيا املتاحة واملصطنعة ‪ ،‬فينبغي أن يكون إعداد املعلم‬
‫مهنيا وأخالقيا وتربويا ‪ ،‬وإذا مت اختيار املعلم اختيارا موفقا مبعايري معينة‪ ،‬فستسري العملية التعليمية بنجاح ويتم أداء دوره‬
‫كامال ‪ ،‬وهنا يأيت دور امل ؤسسات التعليمية يف جتهيز ما يلزم وإعداد الدورات أو الربامج املناسبة ليخوصه املعلم يف‬
‫‪39‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫عملية اإلعداد الفعلي والنظري والعملي ‪ ،‬ويرى البحث أنه ال يكفي أن يكون إعداد املعلم مقتصرا على القدرة العلمية‬
‫–مهنيا وتربويا‪ -‬بل ينبغي أن ينخرط املعلم يف الدروس الدينية ‪ ،‬وذلك لكونه مسلما يف املقام األول ‪ ،‬وليس اهلدف‬
‫هبذا اإلعداد معلم اللغة العربية ‪ ،‬بل يشمل معلم العلوم والرياضة وغريها ‪ ،‬ليتم بناء شخصية الطالب املسلم املتدين‬
‫العارف بدينه وواجباته ‪ ،‬وهذا ال يتأيت إال بالقدوة احلسنة من خالل تصرفات املعلم وأخالقياته‪.‬‬

‫فيقرتح البحث أن يتم اختيار املعلم اختيارا دقيقا ‪ ،‬حبيث ميتلك يف املقام األول الرغبة يف التعليم والتطور والطموح‬
‫المتالك األفضل واجلديد ‪ ،‬بالنظر إىل شخصيته واستعداداته الفطرية والنفسية والرتبوية واملهنية ‪ ،‬وأن يتم إعداده مرحليا‬
‫يف التدريبات والدورات الرتبوية وامل هنية واألخالقية وغريها ‪ ،‬فإعداد املعلم يعين إكمال برنامج حمدد يف دراسة املادة‬
‫التخصصية ‪ ،‬وطرق التدريس وبعض نظريات علم النفس‪ ،‬مث احلصول على الشهادة أو الدرجة العلمية اجلامعية اليت‬
‫تؤكد ذلك ليصبح الدارس بعدها معلما مرخصا له مبمارسة املهنة ومعرتفا بقدراته األساسية يف هذا اجملال ‪ ،‬باإلضافة إن‬
‫إعداد املعلم ال ينتهي عند املؤسسة اليت تعلن أهنا تقوم بتدريبه ‪ ،‬أو الدرجة العلمية اليت حيملها من أجل االعرتاف‬
‫مبكانته ‪ ،‬بل وال ينتهي أيضا عند ممارسة دوره بكفاءة كما هو احلال يف املدرسة التقليدية ‪ .‬بل يستمر ذلك التدريب‬
‫حىت يصل إىل مستوى يتمكن به من مواصلة املشوار وإعداد جيل ماهر متمكن يف إدارة العملية التعليمية ‪ ،‬ويبدو يف‬
‫ضوء ذلك أن الرتكيز على تدريب املعلم هو أكثر من الرتكيز على إعداده ‪ ،‬ومفهوم التدريب يأخذ أسبقية على مفهوم‬
‫التعليم ؛ ألنه ال فائدة يف أن يكون املعلم ملما مبادته وباألطر النظرية يف الرتبية ‪ ،‬ولكنه غري قادر على التأقلم مع البيئة‬
‫املدرسية اليت يعمل يف إطارها ‪ ،‬ويضع مفهوم التدريب حتديا كبريا أمام معاهد تدريب املعلمني وكليات الرتبية‪ ،‬وهو‬
‫التحدي الذي جعل بعض العلماء يذهبون إىل القول بأن وجود املعلم يف مدرسة مع مدير يفهم طبيعة عمله ويعرف‬
‫كيفية إدارة جمموعة املعلمني يف مدرسته ‪ ،‬أجدى بكثري من السنوات اليت يقضيها املعلم يف فصول معهد املعلمني‬
‫وكليات الرتبية ‪ ،‬وهذا ال يعين هذا الرأي عدم احلاجة إىل هذه املؤسسات ‪ ،‬وإمنا هو فقط ينبه إىل ضرورة أن تتطور‬
‫املعاهد والكليات بإدخال مفاهيم جديدة للتعليم والتدريب تراعي التطورات اليت بدأت تربز حديثا ‪.‬‬

‫إن التغريات احلديثة يف أسلوب تدريب املعلمني تستوجب إعادة النظر يف حمتوى وإدارة برامج تدريب املعلم على أن‬
‫يكون التدريب هو حجر الزاوية ‪ ،‬مع التقليل على املعاهد واجلامعات يف هذا اجملال‪ ،‬وال يعىن ذلك إلغاء هذه املؤسسات‬

‫‪40‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫وإمنا جيب أن يكون الرتكيز على ما يتم يف املدارس وليس جمرد املعرفة النظرية يف الكليات واجلامعات ‪ ،‬املهم يف تدريب‬
‫املعلم هو التأكد من صالحية التجربة العملية من خالل التحاقه بالنظام املدرسي ذاته على أن يكون مهيأ لتقبل نتيجة‬
‫إذا محاية القوانني ‪.‬‬

‫نعني معلمني متخصصني يف اللغة العربية مث نقوم بإعدادهم‬


‫وإذا مل جند العدد الكايف من املختارين املطلوبني ميكننا أن ِّ‬
‫إعدادا خاصا كما سبق أن ذكرنا‪ ،‬ففي احلقيقة إن اختيار املعلمني ينبغي أن يكون متخصصا يف برنامج تعليم اللغة‬
‫العربية للناطقني بغريها‪،‬‬

‫املعلم الناجح هو من مير بتلك اخلربات السابقة بوعي وإتقان ‪ ،‬فينطلق من مبادئ صحيحة وأهداف شاملة سليمة‬
‫‪ ،‬ويكون دقيقا وحاذقا لطرائق التدريس الناجحة ‪ ،‬ومهارات املعلم الفعالة ‪ ،‬فليست مهمة املعلم احلقيقية إهناء موضوعات‬
‫املقرر ‪ ،‬ولكن مهمته يف جعلها اكتشافا ممتعا وحمببا للطالب للوصول إىل غاية التعليم واإلملام باملعارف واملهارات‬
‫والسلوكيات البناءة النافعة(‪. )22‬‬

‫ويوصف املعلم بأنه احملرك األساس يف عملية التطوير الرتبوي ‪ ،‬فهو املرشد واملوجه يف ضوء الدراسات احلديثة ‪،‬‬
‫لذلك عنيت املؤسسات الرتبوية عناية خاصة باملعلم من حيث إعداد اخلطط الرتبوية يف جمال تعليم اللغة العربية للناطقني‬
‫بغريها ‪ ،‬وهذا جاء استجابة لنتائج الدراسات ‪ ،‬والتقارير‪ ،‬وأوراق العمل ‪ ،‬واملناقشات اليت تضمنتها املؤمترات العاملية ‪،‬‬
‫واليت أكدت أن مثة تدنيا يف أداء العاملني يف حقل تدريس اللغة العربية للناطقني بغريها ‪ ،‬وهذا مرده النقص يف اإلعداد‬
‫املهين والتقين والتواصلي ‪ ،‬وعدم تلقيهم التدريب الكايف أثناء تدريسهم هلذا اجملال(‪. )23‬‬

‫فمعلم اللغة ال يستطيع أداء عمله بشكل صحيح ‪ ،‬إذا مل يكن لديه اإلعداد املهين والتقين والتواصلي لتعليم اللغة‬
‫‪ ،‬وإال كان عليه أن يعلم شيئا جيهله‪ ،‬من ناحية أخرى ‪ ،‬جيب على معلم اللغة العربية االطالع على اجلهود اليت يقوم‬
‫هبا علماء اللغة ‪ ،‬واالنتفاع هبا يف جمال عمله ‪ ،‬وإال اتسم عمله بالقصور والنقص‪ ،‬ومما ال شك فيه أن معرفة معلم اللغة‬

‫(‪ )22‬انظر ‪ :‬مشاعل بنت ناصر بن حممد آل مكدم ‪ :‬دور املعلم يف تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها ‪ ،‬ص‪321‬‬
‫(‪ )23‬انظر ‪ :‬العريب ‪ ،‬أسامة ‪ ،‬اجلامعة االفرتاضية والتعليم االلكرتوين عن بعد ‪ ،‬ص‪. 17‬‬
‫‪41‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫باللغة تشكل الطرائق واألساليب اليت يستخدمها يف تعليمها ‪ ،‬فالذي ينظر إىل اللغة نظرة تقليدية ‪ ،‬ختضع طريقته يف‬
‫تعليم اللغة إىل تلك النظرة التقليدية وهكذا(‪. )24‬‬

‫ومن هنا تظهر احلاجة إلعداد برامج تدريبية من أجل النهوض مبستوى املعلمني والوقوف على حاجاهتم ومتطلباهتم‬
‫املهنية والتقنية والتواصلية ؛ إذ عدم تأهيل املعلم يف جمال تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها يسبب مشكلة أساسية ‪،‬‬
‫لذلك هناك بعض الصفات والشروط الواجب توافرها يف معلم اللغة العربية للناطقني بغريها حىت يستطيع التواصل مع‬
‫الطالب الناطقني بغريها بشكل سليم ‪ ،‬ومن هذه الصفات ما يأيت(‪:)25‬‬

‫املعرفة خبصائص لغة املتعلمني وثقافتهم وحضاراهتم وعاداهتم وتقاليدهم بشكل يساعد على مقارنة تراكيب‬ ‫‪-1‬‬
‫اللغة العربية برتاكيب لغة املتعلمني ملعرفة الصعوبات اللغوية اليت تواجههم‪.‬‬
‫القدرة على اختيار املادة املناسبة وتقدميها بصورة واضحة ‪ ،‬وتوظيف الوسائل التعليمية احلديثة يف تعليم‬ ‫‪-2‬‬
‫اللغات الثانية ‪.‬‬
‫أن يكون املعلم مؤهال مهنيا وحمبا ملادته معتزا هبا ‪ ،‬واسع الثقافة مطلعا على مصادر الرتاث العريب‪ ،‬وعلى‬ ‫‪-3‬‬
‫معرفة عميقة بعلم اللغة احلديث بفروعه املختلفة (الصوتيات‪ ،‬الصرف‪ ،‬النحو ‪ ،‬الداللة)‪ ،‬وعملية إعداد‬
‫مثل هذه الربامج من أصعب األمور اليت يواجهها املعنيون يف هذا الشأن‪ ،‬ألهنا حتتاج إىل عملية ضبط‬
‫للمعايري واليت من دوهنا تصبح غري علمية وغري موضوعية‪ ،‬وألن عملية إعداد معلمي اللغة العربية للناطقني‬
‫بغريها هي يف األساس عملية علمية تربوية ‪ ،‬فهي تقوم على عدة جوانب مستمدة من اجملاالت اليت يتم‬
‫فيها إعداد معلمي اللغات الثانية بصفة عامة ومعلمي اللغة العربية للناطقني بغريها بصفة خاصة‪ ،‬وهذه‬
‫اجلوانب(‪:)26‬‬

‫الكفايات املهنية ‪ ،‬والكفايات التقنية ‪ ،.‬والكفايات التواصلية ‪.‬‬

‫(‪ )24‬الفوزان ‪ ،‬عبد الرمحن ‪ ،‬إعداد مواد تعليم اللغة العربية ملعلمي اللغة العربية لغري الناطقني هبا ‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫(‪ )25‬مشاعل بنت ناصر بن حممد آل مكدم ‪ :‬دور املعلم يف تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها ‪ ،‬ص‪. 322 – 321‬‬
‫(‪ )26‬الفوزان ‪ ،‬عبد الرمحن ‪ ،‬إعداد مواد تعليم اللغة العربية ملعلمي اللغة العربية لغري الناطقني هبا ‪ ،‬ص ‪48‬‬
‫‪42‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫وهذا ما أكدته جتربة مركز اللغات باجلامعة األردنية املمتدة ثالثة عقود اليت خرجت بنتائج أمهها ضرورة أن يتصف‬
‫معلم اللغة العربية للناطقني بغريها بثالثة معايري ‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫املعايري اللغوية ‪ :‬وهي إتقان اجلوانب اللغوية املهمة اليت حيتاجها املعلم يف علمية التعلم مثل املعرفة بالنظم‬ ‫أ)‬
‫الصوتية والرتكيبية والداللية ‪ ،‬فضال عن إتقان مهارات العربية‪ ،‬االستماع واحملادثة والقراءة والكتابة ‪ ،‬وإتقان‬
‫مهارات التعرف والتحليل والتفسري والتقومي‪.‬‬
‫املعايري املهنية ‪ :‬وهي إدراك طبيعة العمل واملبادئ واألسس اليت حتكمه والفروق الثقافية للطلبة وإتقان‬ ‫ب)‬
‫مهارات املشاركة والتخطيط والتنفيذ والتقومي والتطوير ‪ ،‬واملعرفة العلمية والنظرية لطرائق التدريس وأساليبها‪.‬‬
‫ج) املعايري الثقافية ‪ :‬وهي توفري قاعدة ثقافية لدى معلم اللغة العربية للناطقني بغريها ‪ ،‬خصوصا إن الثقافة ال‬
‫تنفصل عن تعليم اللغة ‪ ،‬فضال عن إدراك عادات العرب وأعراقهم وتقاليدهم‪ ،‬جبوانبها السياسية واالجتماعية‬
‫والنفسية واالقتصادية(‪. )27‬‬

‫وإعداد معلم اللغة العربية بطريقة جيدة عنصر أساسي يف خلق بيئة لغوية صحيحة ‪ ،‬فهو الذي يبعث الدافع والرغبة‬
‫يف التعلم لدى الطالب ‪ ،‬وهو الذي ينشئ العناصر األخرى للبيئة التعليمية ويوجهها التوجيه الصحيح‪ ،‬وهو املصدر‬
‫األول للسماع اللغوي الذي يعد األساس يف بناء امللكة اللسانية ‪ ،‬لذلك جيب مراعاة ما يلي يف إعداد معلم اللغة‬
‫العربية خاصة واملعلمني عامة ‪:‬‬

‫‪ ‬انتقاء من يؤهلون ملهنة التعليم من الطالب األكفاء ذوي احلاجات املرتفعة يف مرحلة التعليم الثانوي ‪ ،‬وليس‬
‫كما حيدث اآلن يف جامعاتنا العربية ‪ ،‬حيث يلتحق بكليات الرتبية – غالبا‪ -‬من مل ترق هبم درجاهتم‬
‫لاللتحاق بكليات املقدمة ‪ ،‬ونتيجة هلذا األمر جند كثريا ممن يلتحقون إلعدادهم ملهنة التعليم يفتقدون الرغبة‬
‫يف هذه املهنة ‪ ،‬وإذا افتقد الطالب الرغبة والدافع فال كبري جدوى من اجلهود املبذولة للتخطيط واإلعداد‬
‫والتأهيل ملعلم كفء‪.‬‬

‫(‪ )27‬الفاروعي ‪ ،‬وأبو عمشة ‪ ،‬تعليم العربية للناطقني بغريها ‪ ،‬ص ‪ ، 496 – 495‬وانظر ‪ :‬د‪ .‬حممد حممد عبد الفتاح العمراوي – عمان ‪:‬‬
‫أثر البيئة التعليمية يف تنمية القدرات اللغوية لدى طالب اللغة العربية يف مرحلة ما قبل اجلامعة ‪ -‬املؤمتر الثالث للغة العربية وآداهبا ‪ ،‬االجتاهات‬
‫احلديثة يف الدراسات اللغوية األدبية ‪ ، 2111‬اجلامعة اإلسالمية العاملية املاليزية – كواال ملبور‪ .‬ص ‪389‬‬

‫‪43‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫‪ ‬حتسني الوضع املايل والوظيفي للمعلم ‪ ،‬ففي كثري من أقطار الوطن العريب يعاين املعلمون من أوضاع مالية‬
‫بالغة السوء ‪ ،‬وال يتنظر منهم حينئذ أن ينهضوا بإعداد أبناء األمة ‪ ،‬بل ال ينتظر منهم التطور الذايت‬
‫واالرتقاء مبهاراهتم التعليمية ليكونوا مؤهلني هلذه الغاية ‪.‬‬

‫وهذا األمر حيتاج إىل تغيري السياسية التعليمية يف كل األقطار العربية ؛ إذ جيب أن يكون إصالح التعليم واالهتمام‬
‫باملعلم مها البداية يف التخطيط لنهضة حضارية ‪ ،‬وإذا تغريت السياسات هبذه الصورة فإنه من الضروري سيحدث‬
‫تغيري يف وعي أفراد اجملتمع ‪ ،‬يعيد النظرة الصحيحة إىل مهنة التعليم‪.‬‬

‫‪ ‬اإلعداد اجليد ملن يسلكون مهنة التعليم ‪ ،‬إذ جيب أن يؤهلوا جيدا يف جمال ختصصهم‪ ،‬وهو اللغة العربية ‪،‬‬
‫فيلموا بفروعها ويتقنوا أصوهلا وأساسياهتا ‪ ،‬وال بد أن ميتلكوا القدرة على األداء اللغوي السليم الدقيق يف‬
‫تفاعلهم مع طالهبم ‪ ،‬فاملعلم "إذا كانت لغته سليمة وأسلوبه مستقيما امتص طالبه السالمة واالستقامة ‪،‬‬
‫وإذا ارتكب اخلطأ وعلمه طالبه رسخ اخلطأ يف األذهان ‪ ،‬وسرى على األلسنة واألقالم ‪ ،‬وانتقل من جيل‬
‫إىل جيل ‪ ،‬وهذا ما يسهم يف تدين املستوى الذي نعانيه ‪ ،‬والضعف الذي نكابده(‪.)28‬‬

‫ويرى علماء الرتبية أن الوسائل التعليمية إذا وظفت بطريقة صحيحة فإهنا "جتذب انتباه املتعلمني وتنجعلهم‬
‫ينفعلون باخلربة ويتنفاعلون معها ‪ ،‬وهي ختاطب احلواس مما يزيد من قدرة الناشئة على التفكري وحل املشكالت ‪،‬‬
‫والربط بني الكلمات واألشياء واملواقف اجلديدة ‪ ،‬وهذا يشكل معينا ثرا للتعبري اللغوي فيما بعد ‪ ،‬كما أهنا‬
‫تتغلب على اهلدر يف اإلنفاق يف الوقت واجلهد يف الطرائق التقليدية(‪. )29‬‬

‫ومعلم اللغة العربية مطالب بان يسعي جاهدا حنو حتقيق غايات تعلم اللغة العربية للناطقني بغريها وأن يعي‬
‫أهدافها وفق تلك املعايري اليت وضعت لتنمية برامج تعلم اللغة العربية يف املراحل واملستويات مجيعها وأن يطمح إىل‬
‫حتقيق نصر ذايت والوصول إىل أعلى املستويات وليثبت للجميع أمهية تعلُّم اللغة العربية على مجيع الطبقات وخاصة‬
‫طبقة املثقفني والدبلوماسيني ورجال األعمال ‪ ،‬والعلماء يف اجملاالت العلمية كالطب واهلندسة وهندسة الكمبيوتر وغريهم‬
‫‪.‬‬

‫(‪ )28‬حممود أمحد أمحد السيد ‪ ،‬يف طرائق تدريس اللغة العربية ص‪. 113‬‬
‫(‪ )29‬املصدر السابق ص‪. 667‬‬
‫‪44‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫من هنا ‪ ،‬ينبغي أن يتمتع معلم اللغة العربية للناطقني بغريها مبهارات وكفايات خاصة تساعده يف حتقيق غايته‬
‫من العملية التعليمية‪ ،‬والوصول هبا إىل أهداف اجتماعية تُسهم يف بناء جمتمعه ‪ ،‬وهذا قلما يتحقق يف معلم العربية‬
‫فمعلمي اللغة العربية هم خرجيو أقسام اللغة العربية ‪ ،‬وهذا يؤكد أمهية إجياد معاهد خاصة إلعداد معلمني متخصصني‬
‫يف تعليم العربية كلغة ثانية ‪.‬‬

‫يقرتح البحث كما اقرتح قبلي حبوث أخرى ما يايت‪ :‬ضرورة إعداد معاهد خاصة تكون مزودة بالوسائل التكنولوجية‬
‫السمعية والبصرية الالزمة إلعداد معلمني يتمتعون مبهارات خاصة لتعليم العربية للناطقني بغريها‪ ،‬قادرين على إعداد‬
‫وفهم منهاج خاص بتعليم العربية قائما على دراسات وجتارب من واقع تعليم العربية ال من واقع تعليم اللغات‬
‫األخرى‪ ،‬وأرى أن جامعة اإلنسانية لديها اإلمكانات التدريبية وينبغي أن يعمل املسئولون على توفري الوسائل‬
‫المبحث الثالث‬ ‫التكنولوجية املطلوبة‪.‬‬

‫اقتراحات وتطلعات للمناقشة في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها‬

‫إذا كانت العملية الرتبوية تشتمل على ثالثة عناصر ‪ ،‬هي ‪ :‬املعلم واملتعلم واملنهاج‪ ،‬فإن دور املعلم يعد من العناصر‬
‫األساسية ؛ وذلك ألن املعلم مبهاراته املهنية الرتبوية والتواصلية والتقنية يستطيع التأثري على العنصرين اآلخرين‪ ،‬وذلك‬
‫يتم من خالل التخطيط للدرس‪ ،‬واإلملام بطرائق التدريس‪ ،‬وإدارة الصف ‪ ،‬والتعامل مع الطالب‪ ،‬وإدارة احلوار‪ ،‬وطرح‬
‫األسئلة ‪ ،‬وبناء االختبارات‪ ،‬وغري ذلك حىت يستطيع أن ينجح يف مهمته‪.‬‬

‫وقد قدَّم البحث يف املبحث السابق ضرورة التكاتف والتعاون بني املسئولني يف الوزارة وبني مدراء املدارس وبني‬
‫اخلرباء املتخصصني يف تعليم اللغة العربية للوصول إىل الطموحات املتعلقة يف برنامج تعليم اللغة العربية يف املرحلة‬
‫االبتدائية والثانوية مباليزيا احلبيبة ‪ ،‬وسيقدم البحث يف هذا املقام اقرتاحات قابلة للمناقشة واملداولة حىت يتم اخلروج‬
‫بأفضل احللول لتقدميها إىل وزارة الرتبية والتعليم العايل مباليزيا احلبيبة ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫لقد سبق أن تقدم الباحث يف حبث عنوانه "طرق ووسائل تعليمية الكتساب املهارات اللغوية وإتقات العلوم العربية‬
‫للطالب املاليزيني ‪ ،‬رؤية ومنهج" بعدة اقرتاحات سأقدم بعضها ‪ ،‬وهي(‪:)30‬‬

‫‪ -1‬أن أهم عامل يف جناح العملية التعليمية يف املرحلة االبتدائية هو اختيار معلمني أكفاء متمكنني قراءة وكتابة‬
‫وحمادثة‪ ،‬ويا حبذا لو التعاقد مع مدرسني من الدول العربية متخصصني يف تعليم اللغة العربية لغري الناطقني‬
‫هبا(‪.)31‬‬
‫عني أكثر من مخسة مدرسني على األقل يف املرحلة االبتدائية ‪ ،‬وأن يقيموا جمالس للذكر والدعاء واحملادثة‬
‫‪ -2‬أن يُ َّ‬
‫عني ُمشرفا ذا شهادة عالية وخربة يف الرتبية وتعليم اللغة العربية لغري الناطقني‬
‫ومساع القصص وحنوها ‪ ،‬وأن يُ َّ‬
‫هبا‪ ،‬وليكن بدرجة الدكتوراه حىت يتمكن من توجيه املدرسني يف طرق التدريس والسبل اليت ينبغي أن يتنبهوا‬
‫(‪)32‬‬
‫إليها ‪ ،‬وإعداد الوسائل التعليمية املختلفة ‪ ،‬وليكن هذا املشرف لعِدَّة مدارس ابتدائية ال تزيد على ثالث‬
‫‪.‬‬
‫‪ُّ -3‬‬
‫التأكد من أن املعلمني يف املرحلة الثانوية يتصفون بطالقة اللسان وسعة اإلحاطة باللغة العربية وألفاظها‬
‫وصيغها(‪.)33‬‬
‫‪ -4‬أن يتم االستعانة بأساتذة من العرب لتعليم العلوم العربية يف املرحلة الثانوية وخاصة يف النصوص الشعرية‬
‫والعروض والقوايف أواالستعانة مبتخصصني ماليزيني من ذوي شهادات التخصص أو الدكتوراه حىت ينهل‬
‫الطالب العلم من منابعه األصيلة اخلبرية يف يسر وسهولة(‪.)34‬‬

‫(‪ )30‬د‪ .‬عبد الغين بن حممد دين ‪ ،‬طرق ووسائل تعليمية الكتساب املهارات اللغوية وإتقان العلوم العربية للطالب املاليزيني & رؤية ومنهج‪،‬‬
‫جملة الضاد ‪ ،‬إصدار قسم اللغة العربية ولغات الشرق األ‪،‬سط بكلية اللغات ‪ ،‬جامعة ماليا ‪ ،‬كواالملبور – ماليزيا ‪ ،‬ص‪. 92 - 41‬‬
‫(‪ )31‬املصدر السابق ص ‪. 55‬‬
‫(‪ )32‬املصدر السابق ص ‪. 55‬‬
‫(‪ )33‬املصدر السابق ص ‪. 62‬‬
‫(‪ )34‬املصدر السابق ص ‪. 61‬‬
‫‪46‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫‪ -5‬االستعانة بأساتذة عرب متخصصني أو أساتذة وطنيني من ذوي الشهادات الدكتوراه أو املاجستري وذلك يف‬
‫املرحلة الثانوية ‪ ،‬ألن اهلدف من التعليم يف هذه املرحلة هو متكني الدارسني من قراءة النصوص الكتوبة مع‬
‫وتذوق األدب املكتوب‬
‫القدرة على الكتابة التقليدية ‪ ،‬واإلفادة من التدريب العقلي ‪ ،‬وتنمية امللكات الذهنية ‪ُّ ،‬‬
‫واالستمتاع به مع القدرة على الرتمجة من اللغة (‪.)35‬‬
‫‪ -6‬جيب أن يراعي يف اختيار املدرس ليس الكفاءة العلمية والنضج العقلي والسمو اخللقي فحسب ‪ ،‬وإمنا يراعى‬
‫الرباعة والطالقة اللغوية أيضا‪ ،‬ونتيجته أن إتقان املدرس وطالقته اللغوية وبراعته فيها ويف استخدامها يشجع‬
‫التالميذ على االهتمام باللغة وعلى متابعة اجلديد من مفرداهتا وتراكيبها وصيغها والتنبيه ملا يطرح ويستعمل من‬
‫هذه املفردات والرتاكيب والصيغ ‪ ،‬فقدرة املدرس على تقدمي املعلومات واألفكار يف صياغات وتراكيب لفظية‬
‫سلسة وسياقات متجددة متنوعة منسجمة من املواقف والظروف النفسية واملستويات العقلية والثقافية املختلفة‬
‫ومسايرة للحياة العملية تطوراهتا تُشعر التالميذ حييوية طرافة اللغة وفاعليتها ‪ ،‬فتشدهم إليها وحتذب اهتمامهم‬
‫به وتبعث يف أنفسهم الطموح إىل تنمية قدارهتم فيها وإغناء حصيلتهم من مفرداهتا وتراكيبها(‪. )36‬‬

‫(‪)37‬‬
‫‪ ،‬ولكن ما يتصل باملعلم هو الذي‬ ‫وهناك اقرتاحات قدَّمتها عن املناهج واملقررات وطرق التدريس واسرتاتيجياهتا‬
‫يعنينا يف هذا البحث لذلك اكتفيت هبا يف هذا العرض‬

‫فريى البحث من األمهية مبكان أن يتم االستعانة هبؤالء اخلرباء املتخصصني من الدول العريية ومن الوطنيني أن يُسهموا‬
‫يف تطور العلمية التعليمية يف اللغة العريية وحتقيق الطموحات واآلمال‪.‬‬

‫كما يضيف هذا البحث باقرتاحني آخرين ‪ ،‬ومها ‪:‬‬

‫(‪ )35‬املصدر السابق ص ‪. 62‬‬


‫(‪ )36‬املصدر السابق ص ‪. 66‬‬
‫(‪ )37‬املصدر السابق ص ‪. 55‬‬
‫‪47‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫أوهلما ‪ :‬أن يتاح للمعلمني يف املرحلة االبتدائية والثانوية استكمال دراساهتم العليا للحصول على درجة التخصص‬
‫املاجستري ‪ ،‬والعاملية الدكتوراه ليتحملوا املسئولية يف املستقبل ‪ ،‬فنمتلك الوزارة أساتذة متخصصني ميتازون باخلرية الطويلة‬
‫يف جمال التدريس والتعليم والرتبية والتخطيط‪.‬‬

‫وثانيهما ‪ :‬أن يتم تعيني معلمني متخرجني حديثا من إجازة الليسانس للتدريس يف املرحلة اجلامعية يف السنة األوىل فقط‬
‫‪ ،‬مث تعيينهم كمعيدين الستكمال دراستهم يف مرحلة التخصص املاجستري ‪ ،‬وأن يطالب بدراسة ميدانية عن تعليم‬
‫اللغة العربية يف املرحلة االبتدائية والثانوية والبحث عن احللول واألمور املستجدة ‪ ،‬وبعد احلصول على شهادة التخصص‬
‫يعني يف املرحلة الثانوية أو االبتدائية أو فيهما معا بالتناوب مث يستكمل دارسته يف مرحلة الدكتوراه فيعني بعد احلصول‬
‫على الشهادة العاملية يف اجلامعة‪ ،‬على أن يكون مراقبا مسؤوال للمرحلة االبتدائية أو الثانوية ‪ ،‬واهلدف من ذلك أن‬
‫ميتلك املعلم أو املتخصص هذا اخلربات يف تعليم اللغة العربية يف املراحل الثالث ‪ ،‬فيكون حبق صورة حية حقيقية يف‬
‫الدمج بني وزارتني يف وزارة واحدة وهي وزارة الرتبية والتعليم ‪ ،‬ووزارة التعليم العايل ‪ ،‬كما هو حاصل اآلن يف ماليزيا‬
‫احلبيبة وهي وزرة الرتبية والتعليم العايل ‪.‬‬

‫كما ينبغي للمسئولني أن يهتموا بإعداد املعلمني التمكنني من استخدام الوسائل التكنولوجية احلديثة كما ينادي‬
‫الباحثون يف هذه األونة ‪ ،‬فقال الباحث كمال بن جعفر(‪": )38‬ولكن التقدُّم التكنولوجي الكبري والثورة املعلوماتية أضافا‬
‫أساسا جديدا ينبغي أخذه يف االعتبار خالل تصميم املنهاج الرتبوي ‪ ،‬أال وهو األساس التكنولوجي‪ ،‬وهذا األخري‬
‫يُقصد به إدخال التكنولوجيا يف منظومة تعليم اللغة العربية واليت متثل املضامني واألهداف واحملتوى وطرائق التدريس‬
‫والتقومي حبيث تندمج هذه العناصر وتشكل من املنهاج الرتبوي كيانا تعليميا أفضل وأكثر فعالية يف حتقيق األهداف‬
‫التعليمية‪ ...‬وأضاف ‪" :‬ألن املناهج الرتبوية تصمم خلدمة اجملتمع وجتسيد أهدافه وطموحاته وتطلعاته ‪ ،‬كما أن عملية‬
‫تطوير املناهج وإدارهتا بكل ما تشمل من عمليات جيب أن تقوم هبا جمموعة من اخلرباء ‪ ،‬فإىل جانب خرباء املادة‬
‫واملناهج ينبغي االستنجاد خبرياء التكنولوجيا ‪ ،‬ومن هنا تؤكد الدراسات احلديثة يف جمال خرباء املناهج التكنولوجية‬
‫وتطوير املناهج إىل خبري التكنولوجيا هو شخصية مهمة يف جلان تطوير وتصميم املناهج التعليمية"‪ .‬مث بني الباحث‬

‫(‪ )38‬كمال بن جعفر ‪ ،‬األساس التكنولوجي يف صناعة مناهج تعليم اللغة العربية & ثورة وضرورة يفرضها املشهد الرتبوي املعاصر ‪ ،‬املؤمتر الدويل‬
‫الثاين للغة العربية "اللغة العربية يف خطر ‪ :‬اجلميع شركاء يف محايتها ‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫مميزات استخدام التكنولوجيا احلديثة يف التعليم فقال ‪":‬كما أدرك رجال الرتبية والتعليم مزايا وفوائد استخدام هذه‬
‫الوسائل التعليمية احلديثة وتكنولوجيا التعليم بفضل تلك اآلثار اإلجيابية والنتائج املثمرة اليت أثبتها البحوث والدراسات‬
‫العلمية واليت انعكست نوعية املخرجات التعليمية واكساهبا للمهارات واخلربات واملعارف والقدرات بطريقة أكثر فاعلية‬
‫وت طور وهذا من شأنه متكني جيل املستقبل من مواجهة التحديات وجماراة عصر السرعة واملعلومة اجلاهزة"(‪ .)39‬كما‬
‫بني الباحث أمهية وجود خبري التكنولوجيا يف العملية التعليمية فقال ‪":‬كما أن عملية تطوير املناهج وإدارهتا بكل ما‬
‫تشكل من عمليات ‪ ،‬جيب أن يقوم هبا جمموعة من اخلرباء ‪ ،‬فإىل جانب خرباء املادة واملناهج ينبغي االستنجاد خبرباء‬
‫التكنولوجيا ‪ ،‬ومن هنا تؤكد الكتابات احلديثة يف جمال املناهج التكنولوجيا ويف جمال تطوير املناهج عامة ‪ ،‬إىل أن خبري‬
‫التكنولوجيا هو شخصية هامة يف جلان تطوير املناهج والبد أن يكون هلا دورها يف اختاذ القرارات يف شأن أي عملية‬
‫من عمليات املنهاج"‪ .‬مث يبني كذلك دور املعلم يف عصر التكنولوجيا فيقول ‪":‬وأمام هذه املستجدات حنتاج إىل معلم‬
‫يغري دوره جذريا من موظف إىل مدرس يقوم بوظيفة رجل أعمال ومديري مشاريع وحمللني‬ ‫األلفية الثالثة الذي ينبغي أن ِّ‬
‫للمشاكل ووسطاء اسرتاتيجيني بني املدرسة واجملتمع وحمفزين ألبنائهم ويكتشفون فيهم مواطن العبقرية والنبوغ واملوهبة‪،‬‬
‫فنحن نريد معلما له خربات تربوية وثقافة متنوعة وقاعدة معرفية عريضة وإمكانات فكرية عالية وتصور قائما على‬
‫اإلحساس باملتغريات قادرا على مشاركة أبنائه يف استكمال استعدادهم للتعامل مع مستقبل خمتلف متاما عن حاضر‬
‫وتنوعا يف اخلربات‬
‫وماض عايشناه‪ ،‬وهذا يتطلب تكوينا وإعدادا نوعيا للمعلم ‪ ،‬وانفتاحا على كل التجارب العاملية ُّ‬
‫(‪)40‬‬
‫والقدرات اليت يتسلحون هبا يف إعدادهم يف معاهد وكليات الرتبية والتعليم‪".‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫تبني لنا أن املعلم عنصر أساسي يف العملية التعليمية ‪ ،‬فريى البحث أن حيسن اختيار املعلم بوضع معايري أساسية هلذا‬
‫االختيار مث إعداده إعدادا علميا كامال وفق ما بيـنَّاه يف ثنايا البحث ‪ ،‬وجيب أن يشعر املعلم بارتياح ورضا يف كل أموره‬
‫املعيشية وخاصة يف األمور املالية‪ ،‬كما يلزم إعطاءه فرصة استكمال دراسته يف املراحل العليا يف املاجستري والدكتوراه وأن‬
‫هتتم الوزارة برتقيتهم ماديا وفق شهاداهتم اليت حصلوا عليها ‪ ،‬ويوصي البحث بأن يتم تنفيذ كل االقرتاحات اليت قدمها‬

‫(‪ )39‬املصدر السابق ‪.‬‬


‫(‪ )40‬السابق‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫البحث من كل اجلهات املسئولة يف العملية التعليمية لتحقيق النجاحات املأمولة وحتسني الوضع التعليمي إىل أفضل‬
‫درجاهتا املرجوة ‪.‬‬

‫أهم المصادر ‪:‬‬

‫العريب ‪ ،‬أسامة ‪ :‬اجلامعة االفرتاضية والتعليم االلكرتوين عن بعد‬

‫عازة عبد الرمحن محزة حسني ‪ ،‬واقع تعليم اللغة العربية يف املدارس اخلاصة وفقا للمنهج الربيطاين ‪ ،‬املؤمتر العاملي الرابع‬
‫يف تعليم اللغة العربية وآداهبا ألغراض خاصة ‪ 17 -15‬مايو ‪ ، 2113‬كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية ‪ ،‬اجلامعة‬
‫العاملية اإلسالمية املاليزية ‪.‬‬

‫د‪ .‬عبد احلليم حممد و د‪ .‬حممد ذوالكفلي إمساعيل ‪ ،‬كفاءات القراءة لدى خرجيي اجلامعات املاليزية ‪ :‬دراسة عن وجهة‬
‫نظر حماضري اللغة العربية ‪ ،‬املؤمتر العاملي الثالث ‪ ،‬اجلامعة العاملية اإلسالمية مباليزيا ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 2111‬م ‪/‬‬
‫‪1433‬ه‬

‫عزام عمر الشجراوي بعنوان (ضعف طلبة اجلامعات يف اللغة العربية أسبابه عالجه)‬

‫عبد الفتاح سليمان عبد ‪ :‬الدورات التأهيلية لتعليم اللغة العربية للناطقني بغريها للطالب الوافدين للدراسة باألزهر‬
‫الشريف بالقاهرة & جتربة االحتاد العاملي للمدارس العربية اإلسالمية الدولية منوذجا)‬

‫د‪ .‬صويف بن مان األمة ‪ :‬مناهج اللغة العربية يف املدارس الثانوية وأثرها اللغوي على مستقبل الطلبة يف املراحل اجلامعية‬
‫املاليزية – املؤمتر العاملي األول لقسم اللغة العربية وآداهبا ‪ ،‬كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية – اجلامعة اإلسالمية‬
‫العاملية مباليزي‪ ،‬بعنوان إسهامات اللغة واألدب يف البناء احلضاري لألمة اإلسالمية اجلزء الثالث‬

‫الدكتور عالء حسين املزين ‪ ،‬والدكتور عبد الرمحن شيك ‪ :‬دور املؤسسات اإلغاثية اإلسالمية يف االرتقاء بواقع تعليم‬
‫اللغة العربية ألبناء الشعوب املسلمة غري العربية‪ :‬اإلحتادالعاملي للمدارس العربية واإلسالمية منوذجا‪ ،‬املؤمتر العاملي األول‬
‫لقسم اللغة العربية وآداهبا ‪ ،‬كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية – اجلامعة اإلسالمية العاملية مباليزي‪ ،‬بعنوان إسهامات‬
‫اللغة واألدب يف البناء احلضاري لألمة اإلسالمية اجلزء الثالث‬

‫‪50‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫د‪ .‬أشرف حامد مهداين‪ :‬تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها ‪ :‬مشكالت وحلول ‪ ،‬املؤمتر الثالث للغة العربية وآداهبا ‪،‬‬
‫االجتاهات احلديثة يف الدراسات اللغوية األدبية ‪ ، 2111‬اجلامعة اإلسالمية العاملية املاليزية – كواال ملبور ‪.‬‬

‫مشاعل بنت ناصر بن حممد آل مكدم ‪ :‬دور املعلم يف تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها‬

‫الفوزان ‪ ،‬عبد الرمحن ‪ ،‬إعداد مواد تعليم اللغة العربية ملعلمي اللغة العربية لغري الناطقني هبا‬

‫الفاروعي ‪ ،‬وأبو عمشة ‪ ،‬تعليم العربية للناطقني بغريها‬

‫حممود أمحد أمحد السيد ‪ ،‬يف طرائق تدريس اللغة العربية‬

‫د‪ .‬عبد الغين بن حممد دين ‪ ،‬طرق ووسائل تعليمية الكتساب املهارات اللغوية وإتقان العلوم العربية للطالب املاليزيني‬
‫& رؤية ومنهج‪ ،‬جملة الضاد ‪ ،‬إصدار قسم اللغة العربية ولغات الشرق األ‪،‬سط بكلية اللغات ‪ ،‬جامعة ماليا ‪،‬‬
‫كواالملبور – ماليزيا‬

‫كمال بن جعفر ‪ ،‬األساس التكنولوجي يف صناعة مناهج تعليم اللغة العربية & ثورة وضرورة يفرضها املشهد الرتبوي‬
‫املعاصر ‪ ،‬املؤمتر الدويل الثاين للغة العربية "اللغة العربية يف خطر ‪ :‬اجلميع شركاء يف محايتها ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬
‫دكتور‪ :‬عبد الغني محمد دين‬ ‫اختيار معلم اللغة العربية واعداده بماليزيا بين الواقع والمأمول‬

‫تقييم استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬

‫فى البيئة التعليمية الجــامعية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس‬


‫دارسة ميدانية مقارنة‬
‫بين كلية التجارة‪ -‬جامعة ال زهر‬
‫وكلية العلوم االدارية والمالية‪ -‬جامعة الطائف‬

‫دكتورة‪ /‬منى عبد العزيز زكريا‬ ‫ا‪.‬د ‪ /‬غويزى بن محيميد القثامى‬


‫مدرس ادارة االعمال‬ ‫أستاذ ادارة االعمال المساعد‬
‫كلية التجارة جامعة االزهر‬ ‫كلية التجارة‪ -‬جامعةالطائف‬

‫‪Prof. Dr. Ghusey Ben Mahimid Al-Qathami‬‬


‫‪Faculty of Administrative and Financial Sciences‬‬
‫‪- Al-Taif University‬‬
‫‪Dr. Mona Abdel Aziz Zakaria‬‬
‫‪Al-Azhar University‬‬

‫‪52‬‬
‫المجلة العلمية للغة والثقافة – كلية اللغة العربية – جامعة اإلنسانية‪ -‬قدح داراألمان – ماليزيا‬

You might also like