Professional Documents
Culture Documents
المرصد الفلكي لمدينة اربيل - دراسة في ضوء النصوص المسمارية
المرصد الفلكي لمدينة اربيل - دراسة في ضوء النصوص المسمارية
المقدمة:
تزودنا النصُـُـوص المسُـمارية عن العديُـد من االشُـارات حُـول اهتمُـام الفكُـر الجغُـرافي العُـراقي القُـديم
بالدراسُـُـات الفلكيُـُـة ،وقُـُـد تنُـُـاولت الدراسُـُـات الخاصُـُـة بالفلُـُـك جُـُـوانب متعُـُـددة من الحيُـُـاة اليوميُـُـة لسُـُـكان بالد
الرافدين ،وفي مقدمة ذلك حساب الوقت وتحديد الطالع وغيرها من االمور المتعلقة بالفلُـُـك ،ولكي يتحقُـُـق هُـُـذا
االهتمام كان البد من وجود مراصد فلكية تؤدي الغرض اعاله في اغلب المدن ،واذا كانت الزقُـورة في المُـدن
السومرية والبابلية قد استخدمت في احد اغراضها للرصد الفلكي على ارجح احتمال ،نظرا الرتفاعهُـُـا النسُـُـبي
عن االرض المحيطة بها ،فان االرتفاع الطبيعي لمدينة أربيل جعلها مركزًا مهما للرصُـُـد الفلكي حيث أشُـُـارت
العديد من النصوص المسمارية الى وجود مثل هكذا مرصد فلكي سيكون محور بحثنا.
الهدف:
على الرغم من شحة المعلومات الواردة حول المراصد الفلكية كبنُـُـاء معمُـُـاري ،اال ان المعلومُـُـات الُـُـتي
يمكن ان نجدها في االلواح المسمارية تشير الى وجود المراصد الفلكية وانهُـُـا كنت تقُـُـوم بُـُـدور مهم في الحيُـُـاة
اليومية للسكان ،بيد ان طبيعة هذا العمل وحقيقة وجود المرصد الفلكي كمعلم بنائي في مدينة اربيل يحتُـُـاج الى
شيء من التوضيح والدراسة السيما وان المدينه لم تشُـُـهد تنقيبُـُـات وكشُـُـوفات واسُـُـعة وانهُـُـا تحُـُـوي العديُـُـد من
طبقات االبنيُـة المتعاقبُـة عليهُـا ،بحيث من الصُـعب الجُـزم بالكشُـف عن المرصُـد الفلكي في مدينُـة اربيُـل في
القريب العاجل .لذا فان الهدف من هذا البحث هو تسليط الضوء على المرصُـُـد الفكي في مدينُـُـة اربيُـُـل وابُـُـراز
مكانته الحقيقية باعتبارة معلما من المعالم الحضارية للمدينة اضافة الى كونه واحد من ابرز االبنيُـُـة الُـُـتي تُـُـدل
على ازدهار العلوم والمعارف في المدينة بشكل خاص وحضارة بالد الرافدين بشطل عام.
االشكالية:
من االمور المسلم بها من خالل ادلة الكتابات المسمارية ،ان مدينة اربيل كانت تحوي مرصدا فلكيا ،فهل كُـُـان
هذا المرصد مختصا برصد الظواهر الفلكية كخسوف القمر وكسوف الشمس وحركة الكواكب والنجوم؟ وهُـُـل
كانت عملية الرصد في مرصد مدينة اربيل تتميز بالدقة قياسا بالمراصد االخرى في المدن المجاورة كمراصد
مدينة نينوى وآشور؟
1
هذا ما سنحاول االجابة عليه من خالل اعادة ترجمة وتحليل النصوص المسمارية الوارد ذكرهُـُـا عن المرصُـُـد
.الفلكي لمدينة اربيل
:العناصر
Introduction:
Provide us with cuneiform texts from many references about the care of the old Iraqi
geographical thought astronomical studies; studies have dealt with astronomy own multiple
aspects of daily life for residents of Mesopotamia. In the introduction to the expense of time and
determine the luck and other things related to astronomy , and in order to achieve this interest had
to be there Observatories astronomer serve their purpose above in most cities , and if the ziggurat
in cities Sumerian and Babylonian have been used in one of its objectives for astronomical
observation due to the high relative from the land surrounding , the natural rise in the city of Erbil
make it an important center for astronomical observation where indicated many cuneiform texts
to the existence of such an observatory.
Objective:
Despite the scarcity of information about astronomical observatories such as the building
architect, but the information that can be found in the cuneiform tablets indicate the presence of
astronomical observatories and it's you play an important role in the daily life of the population.
However, the nature of this work and the fact that the presence of the Astronomical Observatory
in the city of Erbil needs to be something of clarification and study, especially since the city has
not seen excavations and coupes wide and it contains many layers of buildings successive it, so
that it is difficult to say for sure detects astronomical observatory in the city of Erbil in the near
future. Therefore, the objective of this research is to shed light on the maxillary observatory in
the city of Erbil and highlight its rightful place as a milestone of the landmarks of the city, in
2
addition to being one of the most prominent buildings that show the prosperity of science and
knowledge in the city.
Problematic:
Things for granted that the city of Erbil, containing an astronomical observatory, does this
observatory was competent to monitor the astronomical phenomena such as lunar and solar
eclipses and the movement of the planets and the stars? Were the monitoring process in the city
of Erbil Observatory characterized accuracy? Compared to other observatories in neighboring
cities such as observatories city of Nineveh and Assyria?
That's what we’ll try to answer it through a re - translation and analysis of cuneiform texts
mentioned for the Astronomical Observatory of the city of Erbil
Elements:
Find addresses a range of major and minor elements can be incorporated as follows:
2- The importance of the city of Erbil, and its geographical location as an astronomical
observatory.
3- The most important cuneiform texts Astronomical Observatory of the city of Erbil (re-
analysis and translation).
3
اوال -مدخل تاريخي لفكرة نشوء الرصد الفلكي واغراض التنجيم في حضارة بالد الرافدين:
يعد علم الفلك من أقدم العلوم التي عرفها االنسان القديم فقُـُـد نشُـُـأ متُـُـأثرا بالبيئُـُـة الزراعيُـُـة ،اذ بمعرفُـُـة
االنسان الزراعة اصبح علم الفلك يسير موازيَا لها ومتطورا ومتكيفا معها ،فبعد أن كُـُـانت النجُـُـوم وتشُـُـكيالتها
عبارة عن أجرام مضيئة ولماعة ،أصبح ظهورها واختفائها مرشدا للزراعة من حيث مواعيد الحراثة والبذار
والحصُـُـاد ،وعلى األغلب فُـُـان السُـُـماء الصُـُـافية في معظم أيُـُـام السُـُـنة ونجومهُـُـا السُـُـاطعة خاصُـُـة في االقسُـُـام
الوسطى والشمالية من بالد الرافدين تعد من األسباب المسوغة للتفكير بها وبحركاتها وغيابها وظهورها(.)1
لقد رصد العراقيون القدماء السماء بشكل دقيق لمكانتها المقدسة لديهم اذ عدوا السماء مكانُـُـا السُـُـتقرار
االلهة وقد أدت مالحظتهم الدقيقة الى اكتسابهم خبرات كبيرة في مجال التنجيم عبر العصور بما قدمته السُـُـماء
من اشارات تدل على تنبؤات نافعة (كالريح ،االمطار ،الفيضُـُـانات ....الخ) ،وقُـُـد كُـُـان العراقيُـُـون القُـُـدماء في
بادئ األمر يعزون حدوث تلك الظواهر السماوية الى اسباب غامضة تقف وراءها قوى خفية فسرت على أنهُـا
إشارات أوعالمات ترسلها االلهة تدل على رضاها او سخطها على االنسان )2(،وهكُـذا نشُـأ علم التنجيم والفلُـك
عندما بدأ االنسان بمحاوالت بسيطة في تفسير تلك االشارات لمعرفة ما سيحدث في المستقبل والتنبؤ عنه،
الميالد).
(3
وترجع تلك المحاوالت الى االلف الثالث قبل
وال يخفي علينا ان هناك فؤول تنجيم ذات محتوى ثنائية اللغة (السومرية – األكدية) تعود الى األلف االول قبل
الميالد مدونة من أصل سومري أقدم(.)4
ومن المعروف ان المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من بالد الرافدين من اولى المنُـُـاطق الُـُـتي ظهُـُـرت فيهُـُـا
الزراعة ،اذ أن األمطُـار كُـانت تسُـقط عليهُـا سُـنويا بكميُـات وفُـُـيرة لُـذلك اسُـتوطن السُـكان في تلُـك المنُـاطق
وبمرور الزمن أخذت أعدادها بالتزايد حتى اصبحت تلك المناطق غير قادرة على استيعاب هذا الكم الكبير من
السكان مع االخذ بحسبان أن المواد الغذائية لم تعد تسد الحاجة المتزايدة للسكان ،مما دفع األعُـداد الزائُـُـدة منهم
() ش يماء علي أحم د النعيمي ،الفل ك في الع راق الق ديم من الق رن الس ابع الى الق رن ق.م ،أطروح ة دكت وراه غ ير منش ورة ،كلي ة اآلداب ،جامع ة 1
ولعل مشاهد طقس االستسقاء المعروفُـُـة في فُـُـترة حضُـُـارة سُـُـامراء خُـُـير شُـُـاهد ودليُـُـل )3(.وان الغنُـُـاء
)(4
الطقوساذ كانت تعد شكال من اشكال ال حضارة .
، والموسيقى والرقص اشياء تتوائم من اجل اكتمال
وكانت المراة قد مارست هذه العملية بشكل طقوسي باعتباره من بين اول االشارات الماديُـُـة لطقُـُـوس
دينية معروفة في حضارة بالد الرافدين والشرق القديم ،حيث خلف لنا سكان العُـُـراق القُـدماء طقس االستسُـُـقاء
في مشهد على اناء خزفي يعود الى فترة فخار حضارة سامراء )5(،والصحن دائري الشُـُـكل رسُـُـم عليُـُـه اربعُـُـة
نساء احتللن كل جهة من جهات العالم االربع وتنُـُـثر كُـُـل واحُـُـدة منهن شُـُـعرها باتجُـُـاه عقُـرب السُـُـاعة ،اي الى
جهة اليمين لبركة هذه الجهة عن غيرها(.ينظُـُـر الشُـُـكل رقم )-1-فتتكُـُـون الغيُـُـوم ثم تمطُـُـر السُـُـماء ،بُـُـدليل ان
العقرب يخرج من الجحور عند سقوط المطر من كل جهة ،وقد سُـُـمى السُـُـومريون هُـُـذا الطقس بمصُـُـطلح " آ-
كي -تي " ( )6() A. Ki.Tiوالعالمُـة االولى تعُـني المُـاء ،ومجُـازا يمكن ان نعتبرهُـا هنُـا المطُـر ،والثانيُـة تعُـني
االرض ،واالخيرة تعني الفعل أخذ أو جلب ،وبذلك يكون معنى الكلمة "أخُـذ المُـاء الى االرض" أي بمعُـنى تقُـريب
()7
الماء من االرض ،وبتعبير آخر طقس استنزال المطر على حد تعبير عالم المسماريات فوزي رشيد.
() تتم مراسيم االستسقاء في العراق القديم بقيام اربعة من النساء بالوقوف متقابل ثم يبدان بتحريك اجسامهن وشعرهن الطويل على ان تبدا عملي ة 1
التحريك باتجاه اليمين ومن ثم الى اليسار للمزيد ينظر :فوزي رشيد" ،علم الفلك بدايته وانجازاته" مجلة المؤرخ العربي( ،بغداد ،)1997 :العدد
،5ص.27
() رشيد ،المصدر السابق ،ص.208-207 2
3
- Goff, Beatrice Laura, Symbols of Prehistoric Mesopotamia, London, Yale University,1963,
p.3-4, fig. 23-38.
4
- Kramer S N, Sumerian Religion (Ancient Religious), New York,1950, p.61.
- 5يعود الفضل في اكتشاف فخار سامراء اول مرة الى عالم االثار االلمُـاني "هيرزفيلُـد" ،وذلُـك في عُـام ،1911حيث نقب في
اطالل مدينة سامراء تحت بيوت المدينة العباسية ،وعثر على عدد كبير من االواني والكسر الفخارية داخل القبور ،والتي عرفت
فيما بعد بطراز فخار سامراء ،والذي اتفق الباحثون االثارييون الى ارجاعه لفترة االلف السُـادس قبُـُـل الميالد ،وقُـُـد اعطى فخُـار
سامراء دالالت واضحة على انتشاره في مناطق واسُـعة وسُـط وشُـمال بالد الرافُـُـدين ضُـمن حضُـارة كوردسُـتان القديمُـُـة خالل
الفترة المذكورة ،ينظر:
Perkins A, The Comparative Archaeology of Early Mesopotamia, Chicago, 1968, p.5.
ولمزيد من المعلومات عن فخار سامراء والمشاهد المنفذه عليه ينظر:
محسن ،زهير صاحب ،فخار سامراء ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية االداب ،جامعة بغداد.1981 ،
6
- Labat R , Manuel D, Epigraphie Akkadienne, Paris, 2002, No. 579, 461,73.
7
.رشيد ،فوزي ،من هم السومريون ،مجلة افاق عربية ،عدد ( ،)12دار الشؤون الثقافية العامة ،بغداد ،لسنة ،1982ص- 85
5
إن عوامل العناية بالفلك عديدة منها الرغبة في ضبط الوقت ومراقبة سُـُـريان الُـُـزمن النهم اتخُـُـذوا من
دورة القمر الشهرية اساسا لتقاويمهم المختلفة (.)1
كمُـُـا اسُـُـتخدم اآلشُـُـوريون والبُـُـابليون حركُـُـات الكُـُـواكب والنجُـُـوم في كشُـُـف المطُـُـالع بالنسُـُـبة لمصُـُـير البالد
والملوك(.)2
-2اغراض التنجيم:
اعتمد التنجيم على مراقبة الشمس والقمر والنجوم من حيث مواقعها وأشكالها وألوانها واستنباط الفُـُـأل
من كل ظُـُـاهرة فيهُـُـا ،والغُـُـرض االسُـُـاس من علم التنجيم هُـُـو التنبُـُـؤ بمسُـُـتقبل الملُـُـك أو البالد أو على الصُـُـعيد
الشعبي لالفراد(.)3
وقُـُـد ظهُـُـر علم التنجيم في اول المُـُـر بشُـُـكل علم ثُـُـانوي تُـُـابع لعلم الفلُـُـك ،والبُـُـدايات االولى لهُـُـذا العلم ترجُـُـع
بتاريخها الى االلف الثالث قبل الميالد ،وذلك استنادا الى نصين مسمارين يعود االول منها الى الملك سُـُـرجون
االكدي (2279-2334ق.م) ،أما اآلخر يعود الى الملك ابي سين (2004-2028ق.م) ،وهذا يُـُـدل على ان علم
التنجيم وجد بشكل بسيط في العهود السُـُـومرية واالكديُـُـة من خالل الفُـُـؤول الخاصُـُـة بُـُـالكوكب والنجُـُـوم والُـُـتي
سبقت لوح فينوس الذي يعود تاريخه الى العصر البابلي القديم (1595-2000ق.م)(.)4
اما لدى االشوريين فقد أصبح علم التنجيم من أكثر الوسُـُـائل عنُـُـد في أواخُـُـر االلُـُـف الثُـُـاني ،نتيجُـُـة لالوضُـُـاع
والظروف التي أحاطت بالدولة االشورية مما استلزم االمر االهتمام الكبير بعلم الفلك والتنجيم( .)5كُـُـان التنجيم
في بالد آشور خال من الشعوذات اال انه اختص بشؤون افراد العائلة المالكة ،وإن هُـُـذ التنبُـُـؤات جُـُـاءت نتيجُـُـة
الحوادث الجارية في السماء مثل الخسوف والكسوف والحلقات حول القمر وأوضاع الكُـُـواكب وينُـُـدرج ضُـُـمن ذلُـُـك
()6
ُـية .ويعُـُـد المنجمُـُـون والعرافُـُـون من المُـُـوظفين والمتنفُـُـذين في القصُـُـر
حاالت الرعد والربق والهزات االرضُـ
() عب د العظيم أنيس ،العلم والحض ارة( ،الق اهرة ،)1967 :ص58؛ ف وزي رش يد العل وم االنس انية والطبيعي ة ،موس وعة الموص ل الحض ارية، 1
() فاضل عبدالواحد علي" ،طرق العرافة في النصوص المسمارية" مجلة كلية االداب( ،بغداد ،)1979 ،ص.702-701 3
() لوح فينوس :هو لوح سمك احمر اللون دائري الشكل من الجوانب دونت عليه الكتاب ة المس مارية ع ثر علي ه في مكتب ة اش ور بانيب ل ،وق د ال ف 4
6
وكان دورهم من خالل تأثيرهم على قرارت الملك التي كانت خطيرة وجسُـيمة مثُـل عقُـد المعاهُـدات وارسُـال
الجيوش للحروب( .)1ومن األمثلة الواردة في العصُـُـر اآلشُـُـوري الحُـُـديث عنُـُـدما يكتبُـُـون تنبُـُـؤاتهم وتقُـُـاريرهم
ويرسلونها الى الملك من خالل النص التالي:
"عندما يشاهد القمر في اليوم الثالثين فالمعنى ،أما الصقيع (او) سيكون هناك صوت العدو"(.)2
لقد كانت ظاهرة الخسوف والكسوف تولد الذعر في نفوس النُـُـاس ومُـُـع ذلُـُـك فانُـُـه من الممكن أن يعطي المنجم
تفسيرا للخسوف والكسوف لكي يضفي على الملك شيئَا من القلق من خالل النص التالي:
"لقد حان وقت الخسوف ولكنه لم يالحظ في آشور ،إذ أن الخسوف تجاوز آشور تلك المدينة التي يعيش فيا
الملك ،فقد كان هناك غيوم في كل مكان بحيث لم نعرف إن الخسوف قد يحدث أم لم يحppدث ....فلنppدع الملppك
يرسل الرسائل الى جميع المدن (بابل ،نيبور ،أربيل ...فلقد عمد االلهppة في المدينppة الpتي يعيش فيهppا الملpك
الى تقسيم السماء ولم يظهر الخسوف ...هكذا فليظل الملك سعيدا(.)3
كذلك هناك العديد من النصوص الخاصة بمصير الشؤوم للملك اثناء الخسُـُـوف والكسُـُـوف خاصُـُـة في العصُـُـر
اآلشُـُـوري الحُـُـديث إذ تقُـُـرأ النص التُـُـالي عن الرسُـُـالة الفلكيُـُـة الُـُـتي تعُـُـود إلى عهُـُـد الملُـُـك اسُـُـرحدون (-680
669ق.م):
"الى الملك سيدي أسرحدون من خادمكم نابو أخي ابيريا الصحة الجيدة ،لسعادتكم من الظالم هpذا (اي يpوم
الكسوف) لم أرسل تبريكاتي المعتادة" ،إن خسppوف القمppر تحppرك من 90شppرقا واسppتغرق 90غربًpا كاملppة
للقمر هذا ما يناسب سعادتكم وتنذر بالشر للبالد الغربية وعندها سوف ارسpل لسpعادتكم لوحpة فلكيpة تتعلpق
بخسوف القمر"(.)4
وبهذا الوصف نستطيع القول ان التنجيم والفلُـُـك يرتبُـُـط كثُـُـيرا بمصُـُـير الملُـُـك والبالد ،ولُـُـذلك اصُـُـبح االهتمُـُـام
بالفلك والمراصد الفلكية من االمور المهمة في حضارة بالد الرافدين.
() ش عالن كام ل إس ماعيل ،الحي اة اليومي ة في البالط الملكي االش وري خالل العص ر اآلش وري الح ديث ( 612—911ق .م) ،أطروح ة دكت وراه 1
غ ير منش ورة ،كلي ة االداب( ،جامع ة الموص ل ،)1991 :ص81؛ علي ياس ين الجب وري ،االدارة ،موس وعة الموص ل الحض ارية( ،الموص ل،
،)1991مج ،1ص.252
() ساكز ،قوة آشور ،...ص.314-313 2
() هاري ساكز ،عظمة آشور ،ترجمة :خالد أحمد عيسى ،وأحمد غسان السبانو( ،دمشق ،)2002 :ص.321 3
4
() Leo Oppenheim , Letters From Mesopotamia . (Chicago: 1967), p. 161.
7
ثانيا -مدينة اربيل ودور معبد عشتار األربيلية في الرصد الفلكي:
تقع مدينة اربيل في المنطقة المحصُـُـورة بين رافُـُـدي نهُـر دجلُـة (الُـزابين) في أراضُـُـي سُـهلية عنُـد األطُـراف
الغربية لسفوح جبال زاكروس )1(،وحدودها شُـُـماال تركيُـُـا وقسُـُـم من أراضُـُـي محافظُـُـة دهُـُـوك ،ومن الجنُـُـوب
محافظة كركوك ،ومن الشُـُـرق ايُـُـران وقسُـُـم من اراضُـُـي محافظُـُـة السُـُـليمانية ،ومن الغُـُـرب محافظُـُـة نينُـُـوى،
والمدينة تقع على خط عرض 11 .36درجة ،طُـُـول 2 .42درجُـُـة شُـُـرقا (ينظُـُـر الخارطُـُـة) ،يبلُـُـغ إرتفاعهُـُـا
()2
حوالي ( )414مترا فوق مستوى سطح البحر.
ولعل الجغُـُـرافي الشُـُـهير "يُـُـاقوت الحمُـُـوي" كُـُـان محقُـُـا عنُـُـدما وصُـُـف قلعُـُـة اربيُـُـل (ينظُـُـر صُـُـورة رقم )-1 -
والمدينة بكاملها بالقول" :قلعة حصُـُـينة ،ومدينُـُـة كبُـُـيرة ،في فضُـُـاء من األرض واسُـُـع بسُـُـيط ،ولقلعتهُـُـا خنُـُـدق
عميق ،وهي في طرف من المدينة ،وسور المدينة ينقطُـُـع في نصُـُـفها ،وهي على تُـُـل عُـُـال من الُـُـتراب ،عظيم
وواسع الرأس ،وفي مقدمة هذه القلعة أسواق ومنازل للرعية وجامع للصالة ،وهي شبيهة بقلعة حلب ،اال انهُـُـا
أكبر وأوسع رقعة ،وطول إربل تسع وستون درجة ونصف ،وعرضُـُـها خمس وثالثُـُـون درجُـُـة ونصُـُـف وثلث
()3
وهي بين الزابين ،ومع سعة هذه المدينة ،فبنيانها وطباعها بالقرى أشبه منها بالمدن ،وأكثر أهلها أكراد".
لقد عرف اسم أربيل في اللغُـُـة السُـُـومرية مُـُـدونا في النصُـُـوص من العصُـُـر السُـُـومري الحُـُـديث أواخُـُـر األلُـُـف
الثالث قبل الميالد ضمن نصوص ساللة اور الثالثة ،فأول ذكر لمدينُـُـة اربيُـُـل ورد في مُـُـدونات ثُـُـاني ملُـُـك من
ملوك الساللة المذكورة "شولكي" ( 2094-2047( ) Šul. giق .م) وبصيغة "أورـ بي 2ـ لومكي" (Ur-bÍ-
وفسر على أنه االلهة أالربعة (.)5 ()4
).) lum(ki
اما ما ورد عن اسم مدينة اربيل في المصادر المسمارية األكدية بصيغ كلمات وليس مقاطع كمُـُـا عرفناهُـُـا آنفُـُـا
( )6
فأن الصيغ الواردة عن األسم نجدها على النحو التالي:
1سليمة عبد الرسُـُـول عبُـُـد ،أسُـُـاليب التوثيُـُـق الُـُـتراثي وتطبيقاتهُـُـا المسُـُـتقبلية في قلعُـُـة اربيُـُـل ( ،مديريُـُـة اآلثارالعامُـُـة ،اربيُـُـل ،
2004م) ،ص.87
2جمال بابان ،اصول اسماء المدن والمواقع العراقية ( ،بغداد ، ) 1989 ،ص . 57
3الحم وي ،ش هاب ال دين ابي عب د هللا ي اقوت :معجم البل دان ،تحقي ق :فري د عب د العزي ز الجن دي ،ج، 1دار الكتب
العلمية ،بيروت ،1999 ،ص ،113مادة :اربل
4
Edzard O und Farber G, Repertoire Geographique des Textes Cuneiformes,band.II,
Wiesbaden,1974,p.217.
()هاري ساكس ،قوة آشور ،ترجمة :عامر سليمان( ،بغداد ،)1990 :ص.42 5
6
Parpola S and Kazuko, Neo –Assyrian Treaties and Loyalty Oaths, Helsinki University
Press,1988,pp.18,L.3 r.4. L.6.30frg,34frg,10r.10, L.6.30A.
8
" uru. arba-ilأورو .أربا .إيل"
" arba-il. kiأربا .إيل .كي"
ومن الواضح ان الصُـُـيغ الُـواردة أعاله على الُـرغم من انهُـا مقطعيُـة اال انهُـا ركُـزت على المقُـاطع الرئيسُـية
لالسم وهي األشارة الى الرقم ( )4مع المقطع الرئيسُـُـي الثُـُـاني والُـُـذي يعطي صُـُـيغة اسُـُـم إلُـُـه "إيُـُـل" ( )ilمُـُـع
وجود السابقة الدالة على المدينة ( )uruوالعالمة الالحقة ( )kiالدالة على المدينة أيضا.
اما االلهة عشتار فقد حظيت بأهمية خاصة بكونها االلهة الحب والجمال والجنس والخصب والتكاثر( .)1وربُـُـط
العراقيون القدماء بينها وبين نجمة السماء (الزهرة) التي تتميز عن سائر النجوم االخُـُـرى بشُـُـدة لمعانهُـُـا
( .)2وألهمية االلهةعشتار ومكانتهُـُـا المقدسُـُـة والتي تظهر تارة نجمة الصباح (الَسَح ر) وتارة نجمة المساء
أدعى الملوك االشوريون أن االلهة اختارتهم لتولي الحكم( .)3يشير أسرحدون في نصوصه أنه تم أختياره وليُـُـا
للعهد عن طريق الفأل للمعبد عشتار األربيلية أذ نقرأ النص التالي:
"كنت أصغر أخواني بأمر االلهة أشور –شمش -مردوك-نابو –عشتار نينوى –عشتار أربيل بقولpه هpذا هpو
خليفي"(.)4
أما بالنسبة للمعبد المخصص لاللهة عشتار األربيلية فتعتبر مدينة أربيل شأنها شأن باقي المُـُـدن العُـُـراق القُـُـديم
من اهم المدن التي حوت على المعابد ،وفي الوقت نفسه فأن كل المُـدن الكبُـيرة والمتوسُـطة والصُـغيرة تمتلُـك
معابدها الخاصة بااللهة وأسمائها وصفاتها وعالقاتها بعضها ببعض البشر أيضا(.)5
وفيما يخص معبد اربيل فانه يعد من صنف معابد االلهة المحلية ذات الصفات المنفردة لمنطقة محلية واحدة أو
مشتركة لعدة مناطق وبأسماء مختلفة ،وقد تكون بنفس األسم واللقب بأختالف بسيط في األلقُـُـاب فيقُـُـال:عشُـُـتار
األكدية وعشتار األشورية أو عشتار األربيلية ،وتنفرد هذه االلهة في مدن صغيرة بها وقد تكون حلقُـُـة تضُـُـاف
() فاضل عبدالواحد علي" ،عشتار وتموز جذور المعتقدات الخاصة بهما في حضارة وادي الرافدين" ،مجلة سومر( ،بغداد ،)1973 :ج (، )2-1 1
مج ،29ص 54؛ ج ز بوتيرو ،ص .ن ،كريمر ،اسطورة اينانا عشتار ،ترجمة :االب البيرابونا( ،بغداد ،)1973 ،العدد ،3ص268؛
Zainab Babran: “Women of Babylon”, (London: 1997), p. 47.
() فاضل عبدالواحد علي" ،الشمس والزهرة على ضوء النصوص السومرية والبابلية" مجلة االقالم( ،بغداد ،)2002 :العدد ،2ص.67 2
() فاضل عبدالواحد علي ،عشتار ماساة وتموز( ،بغداد ،)1986 :ص ، 48فاضل عبدالواحد علي "عش تار وتم وز ج ذور المتعق دات الخاص ة به ا 3
في حضارة وادي االفدين ،مجلة سومر( ،بغداد ،)1973 :ص ،154مؤيد سعيد "المدن الدينية والمعابد ،موسوعة المدين ة والحياة المدني ة( ،بغداد،
،)1988ج ،1ص.131-130
() طه باقر ،مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة( ،بغداد ،)1986 :ج ،1ص.637 4
() ابته ال ع ادل اب راهيم" ،اربي ل ومكانته ا الديني ة في العص ر االش وري الح ديث 612-911ق.م ق.م ،مجل ة الدراس ات التاريخي ة ،مجل ة جامع ة 5
"مدينة أربيل معبد البهجة معبد مدينة أربـيـل خان رفيع ،معبد واسع معبد األبتهاج المقppدس ،مدينppة أربيppل
مدينة معبد الرشد والمشورة".)3
إن المذكرات الفلكية لمرصد أربيل قبل معركة كوكميال (331ق.م) بايام يذكر انه وبعد قيُـُـام الرصُـُـد في معبُـُـد
اربيل عشتار ،فان نتيجة الرصد انه سيحدث خسوف للقمُـُـر بعُـُـد فُـُـترة من غُـُـروب الشُـُـمس ويظهُـُـر زحُـُـل مُـُـع
غروب المشتري قبل اكتمال الخسوف بقليل ،وقد كانت نتيجة هذا الرصد نذير شؤوم للدولة األخمينيُـُـة (-550
331ق.م) بينما كان طالع خير لالسكندر المقدوني فهزم داريوش في المعركة عندما توجه االسكندر الى مدينة
اربيل فوجد اسلحة مخزونة في المدينة وانتصر على الجيش االخميني الذي كان يحكمها(.)4
ثالثا -اهم النصوص المسمارية الخاصة بالمرصد الفلكي لمدينة أربيل (اعادة تحليل وترجمة):
نظرًا ألهمية علم الفلُـُـك في نظُـُـر العراقُـُـيين القُـُـدماء أصُـُـبح يُـُـدرس كعلم في المُـُـدارس وخُـُـير دليُـُـل مُـُـا قُـُـام بُـُـه
مجموعة من المختصين والمتدربين على لوح مسماري بما يعرف بلوح فينوس (ينظر شكل رقم ،)-2-والُـُـذي
كتب في عهد الملك أمي صدوقا (1626-1646ق.م) وفحواه عبارة عن اسُـُـتنتاجات من خالل رصُـُـد حركُـُـات
الكواكب والنجوم( .)5وال شك في ان عملية الرصد هذه كانت تجري في مراصُـُـد خاصُـُـة ،إذ أن من المؤكُـُـد أن
فلكيي العراق القديم استخدموا كل الوسائل المتاحة من أجل ارصادات افضل ،كما كانت للعمارة أثُـُـرا بالغُـًا في
تقدم الفلك وخاصة الزقُـُـورات ويرجُـُـع سُـُـبب ذلُـُـك االرتفُـُـاع الُـُـذي أعطي للزقُـُـورة في الماضُـُـي ومُـُـا يربطهُـُـا
بالسماء فعلى مقربة من بابل برجان مازاال يوضحان أمجاد الماضُـُـي وروعتُـُـه والسُـُـيما بُـُـرج مدينُـُـة بورسُـُـيبا
B, pongratz, Leiten, The in terplay of Military strategy cultie, In Assyrrian Politics, ed. Parpola. Whiting,
R( Helsnkey: 1997) , p.250.
2
() Budge … op. cit, p .186.
3
() Jhon Macginnis, ACITY From the Dawn of History–Erbil in the Cuneiform Sources – Oxbow Books Limited
(2014). P. 161.
() حكمت بشير االسود" ،قدسية عدد سبعة في حضارة وادي بابل الرافدين" ،مجلة افاق عربية( ،بغداد ،)1985 ،العدد ،19ص.97 4
5
() SAA. Vol. 10. No. 142. P 111.
10
والتي يعني اسمها دار اإلشارات السبع للسماء واألرض ،والبرج الثُـُـاني هُـُـو زقُـُـورة بابُـُـل وتعُـُـني دار األسُـُـس
للسماء واألرض(.)1
وقد أشارت الرسائل المسمارية من العصر اآلشوري الحديث إلى وجود مراصُـد متعُـددة مثُـل مرصُـد اربيُـل،
مرصد نينوى ،وآشور ،وتتوفر لدينا العديد من النصوص الى أهمية مدينة أربيُـُـل في المراصُـُـد الفلكيُـُـة .ولعُـُـل
االشارات النصية في الكتابُـات المسُـمارية توضُـُـح من خالل الكتابُـات المسُـمارية عن مرصُـُـد فلكي في مدينُـة
اربيل ،في النص التالي (ينظر النص رقم :)-1-
" اذا القمر والشمس شوهدا معا ....في (مرصد) مدينة اربيل"
وففي رسالة بعث بها شخص يدعى عشتار نادن ابلي مسؤول الكّتاب العشرة في أربيل اذ نقرأ النص التالي:
"الى الملك سيدي ،خادمك عشتار نppادين ابلي ،رئيس الراصppدين في (مرصppد) اربيppل ،تحيppة للملppك سppيدي،
ليكن نابو ومردوخ وعشتار اربيال ناعين للملك سيدي ،راقبنppا في اليppوم التاسppع والعشppرون ،السppماء كppانت
غائمة ولم نرى القمر"(.)2
وقراءة النص بالمقاطع الصوتية المسمارية ادناه وعالماته المسمارية (ينظر النص رقم ) -2-
1
ا () Ibid , 558 , p 302.
2
() Stephen Langdoa and Johnkinght Fothering hum , The venus Tablets of Am Mizadaga , (Oxford: 1998) p .178.
11
ma-ṣar-tu
ni-ta-ṣa-ar
d30 lane-mur
والترجمة الحرفية:
الى الملك سيدي،
خادمك عشتار نادين ابلي،
رئيس الراصدين العشرة في (مرصد) مدينة اربيل،
تحية وسالم (للملك)،
(ليكن) نابو ومردوخ ،
وعشتار اربيال،
(نافعين) للملك سيدي،
راقبنا في اليوم التاسع والعشرون،
السماء،
كانت غائمة،
ولم نرى القمر.
ويتوفر لدينا نص اخر حول الرصد في مدينة أربيل من خالل النص التالي:
"الى الملك سيدي خادمك عشتار شpوم ايpريش رئيس (الكّت اب) العشpرة من اربيال أبعث تحيpاتي الى مpوالي
الملك ،وأسأل نابو ومردوك ان يمنحا السعادة للملك .أمppا بعppد فإنppه في اليppوم التاسppع والعشppرين قمنppا بعمppل
()1
رصد إال انن لم نرى القمر...
كذلك هناك نص اخر حول عملية الرصد في أربيل اذ نقرأ النص التالي:
"انه في اليوم التاسع والعشرين قمنا بعمppل رصppد اال اننppا لم نppر القمppر ،فليمنحppوا نppابو مppردوك – بركppاتهم
لموالي الملك"(.)2
1
() R. H , pfeifer , State Letters of Assyria (Michigiganpress: 1930) . No. , 71, p . 206.
2
() Ibid . No 817 , p c .v .
12
"الى موالي الملك خادمك سيال فليمنح نابو – مردوك بركاتا لموالي الملك .اما بعد بالنسppبة للرصppد الفلكي
الذي كتب لي عنه موالي الملك قائال يجب ان تنجزه ،فاننا سوف نقوم بارسال تقرير عن ذلك"(.)1
"الى موالي الملك خادمك نابو فليمنح نابو – مردوك بركاتهما الى الملppك فppادو ان اخppبر مppوالي قمنppا بعمppل
رصد وفي اليوم الرابع عشر من الشهر تمت مشاهدة القمر والشمس سوية في اربيل"(.)2
"الى موالي الملك واسأل نابو ومppردوك ان يمنحppا بركاتهمppا ،امppا بخصppوص االلppه الفلكيppة الppتي كتب عنهppا
موالي الملك انه في اليوم الثالث عشر ستكون حوله هالة براقة وتزداد جماال ..وفي اليppوم الرابppع عشppر قppد
شوهد القمر مع الشمس سوية.)3("...
الخاتمة واالستنتاجات:
1
() Ibid . No , 591 , p . 206.
2
() Ibid . No , 818 . p . 208.
3
() Ibid . No 76 , p.209.
13
بعد ذكر المعلومات الواردة عن المراصد الفلكية في أربيل تم التوصل الى االستنتاجات التالية:
أوًال :يعد علم الفلك من اقدم العلوم التي عرفها االنسان القديم فقد نشا متاثرا بالبيئة الزراعية اذ بمعرفة االنسان
الزراعة أصبح علم الفلك يسير موازيا لهُـُـا ومتُـُـاثرا ومتطُـُـورا اذ راقب العراقيُـُـون القُـُـدماء السُـُـماء بشُـُـكل
دقيق لمكانتها المقدسُـُـة لُـُـديهم اذ عُـُـدوا السُـُـماء مكُـُـان السُـُـتقرار االلهُـُـة ،وقُـُـد ادت مالحظُـُـاتهم الدقيقُـُـة الى
اكتسابهم خبرات كبُـُـيرة في مجُـُـال التنجيم عُـُـبر العصُـُـور بمُـُـا قدمتُـُـه السُـُـماء من اشُـُـارات يمكن تُـُـدل على
تنبؤات نافعة او مضرة.
ثانيًا :ظهر علم التنجيم كعلم ثانوي تابع لعلم الفلك ووجد في بادئ االمر في عصر فجر السالالت واصبح اكثر
الوسُـُـائل البُـُـارزة عنداالشُـُـوريين نتيجُـُـة لالوضُـُـاع والظُـُـروف الُـُـتي احُـُـاطت بالدولُـُـة االشُـُـورية فاسُـُـتلزم
االمراالهتمام الكبيربعلم الفلك.
ثالثًا :اشتهر معبد عشتار االربيلية بكونه مركزا للتنبؤ والفال والسيما عن طريق فحص الكبد وبلغ اوج نشاطه
في عهُـُـد السُـُـاللة السُـُـرجونية االشُـُـورية ،فاصُـُـبحت مركُـُـزا للفُـُـال والتنبُـُـؤ ،وقصُـُـده الملُـُـوك لالستشُـُـارة
واالستخارة ،حيث ذكره فلكيوا الملك باستمرار.
رابعًا :رصُـد العراقيُـون القُـدماء عُـدة ظُـواهر كُـان من بينهُـا الخسُـوف القمُـري والكسُـوف الشمسُـي وحركُـة
الكواكب والنجُـوم والُـبروج ،والشُـك ان عمليُـة الرصُـُـد هُـذه كُـانت تجُـري في مراصُـُـد خاصُـُـة اذ ان من
المؤكد ان الفلكيين في العُـراق القُـديم اسُـتخدموا كُـل الوسُـائل المتاحُـة من اجُـل االرصُـُـادات االفضُـُـل ،اذ
تتوفر لدينا العديد من النصوص المسمارية اثبتت لنا بشكل دقيق ان اربيل كان لها دور في الرصُـُـد الفلكي
وان مرصدها الفلكي الذي لم يعثر عليه بعد يعتبر من اهم المراصد الفلكية في العراق القديم.
المالحق:
14
اوال -الخارطة:
خارطة رقم - 1-موقع مدينة أربيل (أربائيل) بالنسبة للمدن والمواقع االثرية في كوردستان العراق ،نقال عن:
Parpola S & Porter M, The Helsinki atlas of the near east in the neo- Assyrian
period, Finland, 2001,p.4.
(شكل رقم ) -1-اناء من الخزف الربع نسوه يؤدين طقس استنزال المطر من عصر سامراء ،ينظر:
عكاشة ،ثروة :الفن العراقي القديم ،مصدر سابق ،ص .95
16
(شكل رقم )-2 -احد االلواح الخاصة بارصاد الزهرة في زمن الملك ًأمي – صدوقا ،محفوظ في المتحف
البريطاني بالرقم ،K160نقال عن:
Stephen L and others, The Venus Tablets of Ammizaduga, London, Oxford Un
press, 1928, plat.1.
ثالثا -النصوص:
(نص رقم )-1-النص الخاص بالرصد الفلكي لمدينة اربيل (بخط الباحث)
17
(نص رقم )-2-العالمات المسمارية للنص الخاص بالرصد الفلكي لمرصد مدينة اربيل( .بخط الباحث)
18
المصادر والمراجع
-1ابته ال ع ادل اب راهيم" ،اربي ل ومكانته ا الديني ة في العص ر االش وري الح ديث 612-911ق.م ق.م ،مجل ة
الدراسات التاريخية ،مجلة جامعة تكريت ،2010 :العدد .6
-2ج .ز .بوتيرو ،ص .ن ،كريمر ،أسطورة أينانا عشتار ،ترجمة :األب ألبير أبونا( ،بغداد ،)1973 :العدد
.3
-4حكمت بش ير االس ود" ،قدس ية ع دد س بعة في حض ارة وادي باب ل الراف دين" ،مجل ة اف اق عربي ة( ،بغ داد:
،)1985العدد .19
-5الحم وي ،ش هاب ال دين ابي عب د اهلل ي اقوت :معجم البل دان ،تحقي ق :فري د عب د العزي ز الجن دي ،ج ،1دار
الكتب العلمية( ،بيروت.)1999 :
-6رش يد ،ف وزي ،من هم الس ومريون ،مجل ة اف اق عربي ة ،ع دد ( ،)12دار الش ؤون الثقافي ة العام ة( ،بغ داد:
.)1982
-7سليمة عبد الرسول عبد ،أساليب التوثيق التراثي وتطبيقاتها المستقبلية في قلعة أربي ل ،مديرية اآلثارالعامة،
(أربيل.)2004 :
-8شعالن كامل إسماعيل ،الحياة اليومية في البالط الملكي االشوري خالل العصر اآلشوري الحديث (-911
612ق .م) ،أطروحة دكتوراه غير منشورة ،كلية االداب( ،جامعة الموصل.)1991 :
-9شيماء علي أحمد النعيمي ،الفلك في العراق القديم من القرن السابع الى القرن ق.م ،أطروحة دكتوراه غير
منشورة ،كلية اآلداب( ،جامعة الموصل.)2006 :
-12علي ياسين الجبوري ،االدارة ،موسوعة الموصل الحضارية( ،الموصل ،)1991 :مج.1
-13فاضل عبد الواحد علي" ،الشمس والزهرة على ضوء النصوص السومرية والبابلية" مجلة االقالم( ،بغداد:
،)2002العدد .2
19
-14فاضل عبد الواحد علي ،عشتار ماساة وتموز( ،بغداد.)1986 :
-15فاضل عبدالواحد علي" ،طرق العرافة في النصوص المسمارية" مجلة كلية االداب( ،بغداد.)1979 :
-16فاضل عبدالواحد علي" ،عشتار وتموز جذور المعتقدات الخاصة بهما في حضارة وادي الرافدين" ،مجلة
سومر( ،بغداد ،)1973 :ج ( ،)2-1مج.29
-17فوزي رشيد العلوم االنسانية والطبيعية ،موسوعة الموصل الحضارية( ،الموصل ،)199 :ج.1
-18فوزي رشيد" ،علم الفلك بدايته وانجازاته" مجلة المؤرخ العربي( ،بغداد ،)1997 :العدد .5
-19فوزي رشيد" ،علم الفلك وقياس األوقات في العراق القديم" ،مجلة آفاق عربية( ،بغداد.)1984 :
-20محس ن ،زه ير ص احب ،فخ ار س امراء ،رس الة ماجس تير غ ير منش ورة ،كلي ة االداب( ،جامع ة بغ داد:
.)1981
-21مؤيد سعيد" ،المدن الدينية والمعابد ،موسوعة المدينة والحياة المدنية( ،بغداد ،)1988 :ج.1
-22هاري ساكز ،عظمة آشور ،ترجمة :خالد أحمد عيسى ،وأحمد غسان السبانو( ،دمشق.)2002 :
2- B. Pongratz, Leiten, The in terplay of Military Strategy Cultie, In Assyrian Politics, ed.
Parpola. Whiting, R, (Helsinki: 1997), p.250.
4- D. J. WISMAN, “Assyrian Writing Boards, II Iraq, (London: 1955), vol. 28.
5- Edzard O. und Farber G, Repertoire Geographique des Textes Cuneiformes, band. II,
Wiesbaden, 1974.
6- Goff, Beatrice Laura, Symbols of Prehistoric Mesopotamia, London, Yale University, 1963.
8- A. Falkenstein, “Wahrsagung”, In Der Sumerschen Uberlieferung, CRRA. Vol. 14, (1991).
20
9- Jhon Macginnis, ACITY from the Dawn of History–Erbil in the Cuneiform Sources –
Oxbow Books Limited (2014).
13- M. Baigeent, “The great omen series”. Enuma AnuEnlil “From the Babylon: Astrology and
Ancient Mesopotamia. (London: 1994).
14- Parpola S and Kazuko, Neo –Assyrian Treaties and Loyalty Oaths, Helsinki University
Press, 1988.
19- Stephen Langdoa and Johnkinght Fothering hum, The venus Tablets of Am Mizadaga,
(Oxford: 1998).
21