Professional Documents
Culture Documents
Ø Ù Ù Ø Ù Ø Ø Ù Ø Ø Ø Ø Ø Ù Ø Ø Ø®Ù Ø Ù Ù Ø Ø Ø Ø Ø Ù Ù Ø Ø Ø Ø Ø Ø Ù Ø Ù Ù Ù Ù Ø© Ø Ù Ø Ù Ø Ø Ø Ø Ù Ø©
Ø Ù Ù Ø Ù Ø Ø Ù Ø Ø Ø Ø Ø Ù Ø Ø Ø®Ù Ø Ù Ù Ø Ø Ø Ø Ø Ù Ù Ø Ø Ø Ø Ø Ø Ù Ø Ù Ù Ù Ù Ø© Ø Ù Ø Ù Ø Ø Ø Ø Ù Ø©
Ø Ù Ù Ø Ù Ø Ø Ù Ø Ø Ø Ø Ø Ù Ø Ø Ø®Ù Ø Ù Ù Ø Ø Ø Ø Ø Ù Ù Ø Ø Ø Ø Ø Ø Ù Ø Ù Ù Ù Ù Ø© Ø Ù Ø Ù Ø Ø Ø Ø Ù Ø©
بعد أن تطرقنا إلى تدخل الدولة في المجال االقتصادي عن طريق تأطير األنشطة
االقتصادية من خالل الضبط ،فإن تغير دور الدولة من مقاولة إلى مساهمة أدى إلى التغيير
في تنظيم و إدارة القطاع العام االقتصادي ،فبعد أن كانت تتدخل بشكل مباشر في تسيير
المؤسسات االقتصادية لم يعد بإمكانها التدخل في التسيير الذي أضحى يخضع لقواعد
التجارة ،و استعانت بهياكل وسيطة في ذلك لتتولى هذه األخيرة اإلشراف على تسيير
مساهمات الدولة في المؤسسات العمومية االقتصادية باسم و لحساب الدولة و كذا ممارسة
حقها في الملكية ،و في هذه الحالة تكون الدولة مساهمة في المجال االقتصادي
أي صاحبة النشاط االقتصادي كمنتجة للسلع أو عارضة للخدمات بصفتها متعامل
اقتصادي عمومي.
مرت المؤسسة العمومية االقتصادية بعدة مراحل أدت إلى تطور مفهوم هذه األخيرة
وفقا لتدرج األنظمة االقتصادية التي انتهجتها الجزائر ،فالتحول من النظام االشتراكي
إلى التوجه نحو اقتصاد السوق ،أدى بدوره إلى تبني عدة مفاهيم و تطور النظام القانوني
الخاص بهذه المؤسسات.
عرفتها المادة 25من قانون المالية التكميلي لسنة 0994التي عدلت المادة 5
من القانون رقم ،10-88إذ أصبحت المؤسسات العمومية االقتصادية شركات ذات رؤوس
أموال تحوز فيها الدولة أو أشخاص القانون العام األغلبية المطلقة للرأسمال االجتماعي.
و هو ما تأكد بصدور األمر رقم 25-95المتعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية
التابعة للدولة ،الذي اعتبر المؤسسات العمومية االقتصادية شركات تجارية تخضع
في إنشائها و تنظيمها و سيرها لألحكام المتعلقة بشركات رؤوس األموال المنصوص عليها
التجاري. في القانون
أخذت السلطات على عاتقها ضرورة التخلص من األساليب االستعمارية من خالل تبني
األساليب اإلشتراكية في تسيير جميع األنشطة سواء كانت إدارية ،ثقافية ،صناعية أو تجارية
أو فالحية ،و قصد توفير اإلطار التنظيمي للنهوض باالقتصاد الجزائري و تجسيد سياسة
التصنيع بعيدة األفق ،سارعت السلطات إلى وضع استراتيجية للتنمية االقتصادية و التي
تجسدت في تبني سياسة اقتصادية اشتراكية ترجمتها هيمنة الدولة على المجال االقتصادي
عن طريق مؤسساتها العمومية ،هذه األخيرة لم تكن تمثل سوى وسيلة تنفيذ مخططات الدولة
من أجل تحقيق التنمية االقتصادية.
حيث شهدت فترة تبني االقتصاد الموجه ،ثالثة مراحل لتسيير المؤسسات العمومية
االقتصادية:
أ -مرحلة التسيير الذاتي ( :)1699-1691تميـزت كمـا أشـار إلى ذلـك" عبـد اللطيـف بـن
أشـنهو" بعجـز القـوى االجتماعية عن ممارسة قدرتها االقتصادية" ،تعد تجربة التسيير الذاتي
وليدة الظروف التي عرفها االقتصاد الجزائري بعد االستقالل مباشرة ،نتيجة الدمار الذي
خلفه المستعمر ،مما أدى إلى تعطل دور اإلنتاج لم تثن هذه األوضاع و الصعوبات من
عزيمة العمال الجزائريين الذين تحركوا بصورة تلقائية و عفوية و قاموا بتسيير هذه
المؤسسات ،و قد أدى هذا إلى نمط "التسيير الذاتي" ،فما كان من السلطات السياسية وقتها
إال تزكية هذا النوع من اإلدارة ،و قــد تبنى هذا الن ـوع من المؤسـسات وحـدد إطاره القانوني
في المرسوم رقم 95-33المؤرخ في 0933/02/08المتعلق بتنظيم و تسيير المؤسسات
المسيرة ذاتيا.
و نظ ار لهذه األهمية تم تبسيط التنظيم اإلداري للشركة الوطنية الذي ال يختلف أساسا
عن المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري إذ يقوم تنظيمها على جهازين:
أحدهما للمداولة و اآلخر للتنفيذ.
إال أن هذا التدخل للدولة في المجال االقتصادي في إطار صيغة الشركة الوطنية
لم يكن يستجيب لالحتياجات الضرورية ،بسبب غياب منطق واضح لهذا التدخل الذي كان
خاضع للظروف و الضرورات الميدانية ،رغم ذلك كانت صيغة الشركات الوطنية أكثر
انتشا ار بسبب االستثمارات العديدة للدولة أساسا في مجال إنتاج السلع ،خصوصا بعد التراجع
عن صيغة المؤسسة العامة ذات الطابع الصناعي و التجاري ،و قيام الدولة بتأميم العديد
من الشركات األجنبية.
جـ -مرحلة التسيير االشتراكي ( :) 1611 -1691يتم تطبيق النظام االشتراكي في إطار
المؤسسة االشتراكية التي هي ملك للدولة تابعة للقطاع العام ،تتولى الدولة االستثمار فيها
و مشاركة العمال في إدارتها و تسييرها و هي تسير حسب المبدأ االشتراكي ،يتكون رأسمالها
من أموال عامة ،تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي ،و تتضمن وحدة أو عدة
وحدات ،و يعتبر عمالها منتجون و مسيرون في آن واحد ،جاء هذا النظام لتكريس
الديمقراطية في عالم الشغل ،و إشراك العمال في تسيير و اتخاذ الق اررات و ممارسة الرقابة
و تحسين ظروفهم ،و رفع مستواهم االقتصادي االجتماعي الثقافي و التقني ،و رفع مستوى
اإلنتاج الوطني ،و تحقيق التنمية الوطنية الشاملة و االستقالل االقتصادي.
و تبعا لذلك تم تقسيم ذمة المؤسسة إلى جزئين ،الجزء األول يتضمن الرأسمال
االجتماعي الذي هو ملك للدولة و ال تمارس عليه المؤسسة إال حق االنتفاع ،حيث يخضع
لقواعد القانون العام ،أما الجزء الثاني فيتكون من األصول االجتماعية فهي ملك للمؤسسة
و تخضع لقواعد القانون الخاص.
ب -إعادة هيكلة المؤسسات العمومية االقتصادية :دخل االقتصاد الجزائري في سنوات
التسعينات في مرحلة جديدة تختلف اختالفا جذريا عما سبقها ،و ذلك بتبنيها لنظام السوق
و ما يحمله من انعكاسات على االقتصاد و المؤسسات االقتصادية و قيامها بمواصلة
اإلصالحات التي بدأتها سابقا ،و لكن هذه المرة باللجوء إلى المؤسسات المالية الدولية
بالنظر لكثرة المشاكل المالية التي عانت منها المؤسسات االقتصادية الجزائرية ،وفشلها
المزمن للخروج منها ،فقد تم اتخاذ مجموعة من اإلجراءات ،يعتبر التعديل الهيكلي عن
مجموعة السياسات االقتصادية التي تهدف إلى تحقيق اإلصالحات االقتصادية ضمن
البرنامج المسطر ،تقوم هذه السياسات على الحد من الطلب االجتماعي ،بتقليص الواردات
و رفع األسعار ،لتقليص العجز الخارجي ،ونجد أن للتعديل الهيكلي برامج تمتد على المدى
القصير ،المتوسط ،و الطويل.
و مع صدور دستور 0989الذي أضفى منطق الحرية على الملكية ،تم توسيع دائرة
ملكية المؤسسات العمومية االقتصادية ،حيث نصت المادة 08من القانون رقم 31-91
المتعلق باألمالك الوطنية على إدماج كل عناصر الذمة المالية (رأسمال+األصول) ضمن
الذمة المالية للمؤسسة ،أي تصبح المؤسسة مالكة للرأسمال االجتماعي و األصول معا
كما أنها تصبح قابلة للتداول بالطرق التجارية ،فهي قابلة للتصرف و التنازل ،و هذا ما أكده
األمر 25-95المتعلق بكيفية تسيير رؤوس األموال التجارية المملوكة للدولة ،كما تم
بموجب هذا األمر إحالل الشركات القابظة محل صناديق المساهمة.
و حسب األمر 25-95تعتبر الشركات القابضة العمومية مجموعات مالية تتخذ شكل
شركات ذات أسهم تشترك فيها الدولة أو أشخاص القانون العام ،تتولى تسيير رؤوس األموال
التجارية للدولة بتوظيفها في المؤسسات العمومية االقتصادية و الرقابة عليها عن طريق
حيازة أغلب رأسمالها أو أغلب األصوات في الجمعيات العامة لها.
جـ -خوصصة المؤسسات العمومية االقتصادية :إلرساء آليات اقتصاد السوق البد من
"الخوصصة" كوسيلة لذلك ،فتعد الخوصصة من المفاهيم االقتصادية الجديدة التي تندرج
في سياق اإلصالحات االقتصادية الجارية ،فهي تكريس لتوجهات الدولة و مجهوداتها
في المجال االقتصادي ،كما أن اتخاذ قرار الخوصصة للدول النامية يعتبر نتيجة منطقية
لتناقص إمكانياتها المالية ،ظهرت فكرة الخوصصة في أول مرة في قانون المالية التكميلي
لسنة ،0994الذي نص على إمكانية فتح رأسمال المؤسسة للمساهمين الخواص باإلضافة
إلى إمكانية التنازل عن أصول المؤسسة لفائدة الخواص ،و فعال اعتمدت الجزائر برنامج
الخوصصة بصفة رسمية منذ سنة ،0995و ذلك بعد صدور األمر 22-95المتعلق
بالخوصصة.
كما قرر المشرع سنة 2110استبدال الشركات القابضة العمومية بنموذج جديد إلدارة
القطاع العام االقتصادي يدعى بشركات تسيير مساهمات الدولة بسبب الصعوبات
التي واجهت األمر ،22-95و هي مؤسسات عمومية مكلفة بتسيير مساهمات الدولة
في المؤسسات العمومية االقتصادية ،أنشأت بمقتضى المرسوم التنفيذي 283-10المؤرخ
في 24سبتمبر 2110المتضمن الشكل الخاص بأجهزة إدارة المؤسسات العمومية
االقتصادية و تسييرها و ذلك تطبيقا لنص المادة 5من األمر 14-10لتتولى مهمة تسيير
القيم المنقولة المشكلة لرؤوس األموال االجتماعية في المؤسسات العمومية االقتصادية.
قررت السلطات العمومية التخلي عن العمل بنظام شركات تسيير مساهمات لتحل
محلها المجمعات الصناعية ،إذ قرر مجلس مساهمات الدولة حل شركات تسيير المساهمات
بموجب الالئحة الوحيدة رقم 10للدورة 042بتاريخ 28اوت 2104المتضمنة إعادة تنظيم
القطاع العام التجاري ،حيث قام المجلس بالموافقة على إعطاء شكل جديد للقطاع العام
االقتصادي ،المقترح من طرف وزير الصناعة و المناجم الذي يتمثل في :إنهاء شركات
تسيير المساهمات ،إنشاء مجمعات صناعية من خالل التحويل القانوني لشركات تسيير
المساهمات التابعة للقطاع الصناعي ،باإلضافة إلى شركات تسيير مساهمات و مؤسسات
عمومية اقتصادية أخرى التابعة للقطاعات أخرى.
تتمتع المجمعات الصناعية باستقالية مالية أكبر من تلك التي كانت تتمتع بها األجهزة
الوسيطة السابقة ،و ذلك بهدف تحقيق المزيد من الحرية في التسيير ،ذلك أن عملية إعادة
التنظيم استهدفت تقليص عدد األطوار التنظيمية و اقتصاد الهياكل التي تتطلب مسار مبسط
التخاذ القرار ،بحيث تكون المؤسسة األم المحاور الوحيد لصاحب األسهم ،و ستستبدل
مراكز القرار المتعددة بقطب وحيد التخاذ القرار الذي سيعمل باسم الدولة.