You are on page 1of 16

‫دراسات إقتصادية وإدارية ومالية ومصرفية ومحاسبية‬ 2023 ‫(كانون الثاني‬1)‫(العدد‬6)‫المجلد‬.

‫مجلة كلية دجلة الجامعة‬

‫جامعة بغداد‬ ‫جامعة بغداد‬


‫كلية اﻻدارة واﻻقتصاد – قسم اﻻقتصاد‬ ‫كلية اﻻدارة واﻻقتصاد – قسم اﻻقتصاد‬
taameem.m@coadec.uobaghdad.edu.iq uonis196115@gmail.com

‫هجرة الكفاءات العلمية العراقية وإمكانية استفادة العراق من التجربة الهندية‬


The migration of Iraqi scientific competencies and the possibility of Iraq
benefiting from the Indian experience

‫تأميم محمد سلوم الجبوري‬ ‫يونس سﻼم جعفر الغريباوي‬


Taameem Muhammed Al-Gubori Uonis Salam Jaafar Al-Grebawi

:‫مستﺧلص‬
‫تتلخص فكرة البحث بان هجرة الكفاءات العلمية العراقية اصبحت مشكلة دائمة يصعب انفراجها لما تسببه من خس ائر‬
‫ واس تهدف البح ث اس تعراض هج رة الكف اءات الهندي ة ال ى خ ارج الهن د ث م‬.‫مالية كبيرة على المستوى اﻻقتصادي للبلد‬
‫ وكانت الهند قد اتخ ذت بع ض اﻻج راءات الت ي تح د‬.‫عودتها في العقود اﻻخيرة بسبب التغيرات التي حدثت في بﻼدهم‬
‫ لذا تعد الهند من الدول التي استطاعت ان ت نجح ف ي تحوي ل‬،‫من هجرة الكفاءات والمحافظة على الكفاءات الناشئة فيها‬
‫ وف ي وق ت يش هد في ه الع راق هج رة كبي رة لكفاءات ه العلمي ة مم ا أث ر عل ى اﻻقتص اد‬.‫هجرة العق ول ال ى كس ب العق ول‬
‫ ل ذا ف ان اهمي ة البح ث تكم ن ف ي دراس ة واق ع هج رة الكف اءات العلمي ة العراقي ة وم دى ت وفر البيئ ة المﻼئم ة‬.‫العراق ي‬
‫ وتوص ل‬.‫ﻻستيعابها حين العودة أو من موقع اقامتها في المهجر من خﻼل اﻻستفادة من التجربة الهندية كتجربة ناجحة‬
ً ‫البحث الى ان التحديات السياسية واﻻمنية واﻻقتصادية واﻻجتماعية التي يم ر به ا الع راق تمث ل ض غوطات تق ف عائق ا‬
.‫امام اﻻهتمام بهذه الكفاءات او اﻻستفادة منها لتنمية بلدها‬
.‫ الكفاءات العراقية‬،‫ التجربة الهندية‬،‫ التنمية البشرية‬،‫ هجرة الكفاءات‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Abstract:
The idea of the research is that the migration of Iraqi scientific competencies has
become a permanent problem that is difficult to solve because of the large
financial losses it causes on the economic level of the country. The research dealt
with reviewing the migration of Indian competencies out of India and then their
return in recent decades due to the changes that occurred in their countries. India
had taken some measures to limit brain drain and preserve emerging talent, so
India is one of the countries that have been able to succeed in transforming brain
drain into brain gain. And at a time when Iraq is witnessing a large migration of its
scientific competencies, which affected the Iraqi economy. Therefore, the
importance of the research lies in studying the reality of the migration of Iraqi
scientific competencies and the availability of a suitable environment to
accommodate them upon return or from their place of residence in the Diaspora by
benefiting from the Indian experience as it is one of the successful experiences to
benefit from its emigrating competencies. The research concluded that the
political, security, economic and social challenges that Iraq is going through
represent pressures that stand in the way of caring for these competencies or
benefiting from them for the development of their country.
Keywords: brain drain, human development, the Indian experience, Iraqi
competencies
336
‫دراسات إقتصادية وإدارية ومالية ومصرفية ومحاسبية‬ ‫مجلة كلية دجلة الجامعة ‪.‬المجلد)‪(6‬العدد)‪(1‬كانون الثاني ‪2023‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫الهجرة سلوك ولد مع وجود اﻻنسان ليكوﱢن ظاهرة في مس ار المجتمع ات البش رية‪ .‬وبداي ة الهج رة كان ت م ع حاج ة‬
‫اﻻنس ان‪ ،‬فه ي ع ابرة للح دود وﻻتق ف الهج رة عن د ح د مع ين‪ ،‬وتتغي ر انماطه ا وأس بابها وآثاره ا وف ق الس ياق‬
‫الزماني والمكاني‪ ،‬ومن انماطها هجرة الكف اءات العلمي ة‪ .‬وه ذا ال نمط م ن الهج رة اص بح ف ي الغال ب ي ؤثر ف ي خ زين‬
‫الموارد البشرية الماهرة في بلدان المنشأ ومنها العراق‪ ،‬وقد تن اول الب احثين والمفك رين ف ي دراس اتهم موض وع هج رة‬
‫الكفاءات ﻻهمية الكفاءات العلمية كموارد حيوية تمثل اليوم اسس اهم اﻻنشطة اﻻنس انية ف ي البن اء التنم وي المعاص ر‪.‬‬
‫ولم تتوص ل ه ذه الدراس ات ال ى حل ول لمش كلة هج رة الكف اءات‪ .‬وبم ا ان إع ادة هيكل ة التنمي ة اﻻقتص ادية ف ي ك ل بل د‬
‫تتطلب أعدادًا كبيرة من الكفاءات العلمية وبتخصصات متنوعة وﻻسيما في الوقت الحالي الذي صار ي تقلص في ه حج م‬
‫الكفاءات كقوة عاملة محلية قادرة على اﻻس تجابة ل ذلك‪ ،‬ل ذا ف ان عل ى الع راق البح ث ع ن نواف ذ متع ددة لﻼس تفادة م ن‬
‫الطاقات المهاجرة التي تكيفت في المهجر مع الظروف البيئية الت ي تﻼئمه ا ول م تع د لوطنه ا لتغذي ة برنامج ه التنم وي‪.‬‬
‫وهن اك تج ارب ل دول ذات حج م كبي ر م ن هج رة الكف اءات اس تطاعت ان تح ول هج رة الكف اءات ال ى مكاس ب مادي ة‬
‫ومعنوية تساهم في تنمية اقتصادها ومنها الهند التي حولت هجرة العقول الى كسب العقول‪ .‬ولعل السؤال اﻻش كالي ه و‬
‫هل بامكان العراق اﻻستفادة من تجربة دولة الهند في تكيي ف هج رة الكف اءات العلمي ة العراقي ة لص الح البل د ف ي ض وء‬
‫مايتمتع به العراق من امكانيات مادية وبشرية؟‬
‫المحور اﻻول‪ :‬منهجية البحث ودراسات سابقة‬
‫اوﻻً‪ -‬منهجية البحث‪:‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫تشكل هجرة الكفاءات العلمية معضلة دولية تع اني منه ا غالبي ة دول المنش أ بس بب تأثيراته ا عل ى اقتص اديات ه ذه‬
‫ال دول ومنه ا الع راق‪،‬اذ ان هج رة الكف اءات العراقي ة ت ؤدي ال ى تب اطؤ التنمي ة اﻻقتص ادية‪ .‬وبم ا ان الع راق لدي ه م ن‬
‫اﻻمكانيات الت ي يمكن ه م ن خﻼله ا اﻻس تفادة م ن كفاءات ه ف ي الخ ارج اﻻ ان التح ديات السياس ية واﻻمني ة واﻻقتص ادية‬
‫واﻻجتماعية التي يمر بها تجعل ه غي ر ق ادر عل ى اﻻس تفادة م ن التج ارب الدولي ة الناجح ة ف ي مض مار تحوي ل العق ول‬
‫الى كسب العقول لخدمة اﻻقتصاد الوطني‪.‬‬
‫فرضية البحث‪:‬‬
‫يمكن للعراق ان يعالج هجرة كفاءاته من خﻼل اﻻستفادة من التجارب الدولية الناجحة ومنها الهند‪.‬‬
‫اهمية البحث‪:‬‬
‫تتجلى اهمية البحث في اطار اهمية ومكانة الكفاءات العلمية لذاتها‪ ،‬وضرورة اللحوق بمسار التوجه التنموي الحقيقي‬
‫من خﻼل امكانية اﻻستفادة من تجارب دولية ناجحة‪.‬‬
‫هدف البحث‪:‬‬
‫استعراض احد التجارب الدولية الناجحة للحد من هجرة الكفاءات‪ ،‬وامكانية اﻻستفادة منه ا ف ي معالج ة مش كلة هج رة‬
‫الكفاءات العلمية في العراق او الحد منها لكي يتم وضع المقترحات لمعالجتها من قبل صناع القرار‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫تم اعتماد المنهج الوصفي باﻻسلوب اﻻستقرائي التحليلي‪.‬‬
‫حدود البحث‪:‬‬
‫الحدود المكانية ‪ :‬حالة العراق وحالة الهند‪.‬‬
‫الحدود الزمانية ‪ :‬من عام ‪ 2003‬الى عام ‪.2020‬‬
‫هيكلية البحث‪:‬‬
‫وفق خطة البحث تم تقسيم البحث الى اربعة مح اور‪ ،‬تن اول المح ور اﻻول اﻻط ار الع ام للبح ث ودراس ات س ابقة‪.‬‬
‫والمحور الثاني تناول هجرة الكفاءات العلمية اﻻطار النظري من خﻼل مطلبين اﻻول – تناول مفهوم وعوامل هج رة‬
‫الكفاءة العلمية‪ .‬والمطلب الثاني – التجربة الهندية في فرعين اﻻول هج رة الكف اءات العلمي ة الهندي ة والث اني اج راءات‬
‫الهند للحد من هجرة الكفاءات‪ .‬والمحور الثالث تناول امكانية استفادة العراق من الكفاءات المهاجرة في ض وء التجرب ة‬
‫الهندي ة ف ي ف رعين اﻻول هج رة الكف اءات العراقي ة والث اني واق ع هج رة الكف اءات العراقي ة‪ .‬وتن اول المح ور الراب ع‬
‫اﻻستنتاجات والتوصيات‪ .‬واخيرا مصادر البحث‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ -‬دراسات سابقة‪:‬‬

‫‪337‬‬
‫دراسات إقتصادية وإدارية ومالية ومصرفية ومحاسبية‬ ‫مجلة كلية دجلة الجامعة ‪.‬المجلد)‪(6‬العدد)‪(1‬كانون الثاني ‪2023‬‬

‫تناولت العديد من الدراسات ظاهرة هجرة الكفاءات العلمية من زواي ا مختلف ة‪ ،‬وتنوع ت ه ذه الدراس ات ب ين محلي ة‬
‫وعربية واجنبية‪ .‬وسنستعرض بعض من الدراسات المتعلقة بموضوع البحث كونه ا ذات ص لة بجزئيات ه‪ ،‬والت ي يمك ن‬
‫اﻻستفادة منها في دراستنا الحالية‪.‬‬
‫‪ -1‬دراسة احمد فؤاد حسن‪) ،‬الدوافع السياسية واﻻقتصادية لهجرة الكفاءات العربية بعد عام ‪ 1990‬العراق انموذجا(‬
‫)‪،(2015‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم السياسية‪ -‬جامعة النهرين‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة ما اﻷسباب الرئيسة المؤدية إلى هجرة الكفاءات العربية والعراقية على الخصوص‬
‫للتوج ه ص وب البل دان المتقدم ة‪ .‬وافت رض البح ث وج ود تناس ب ط ردي ب ين ت دهور اﻻوض اع السياس ية واﻻقتص ادية‬
‫واﻻجتماعية والعلمية ف ي المجتمع ات العربي ة وظ اهرة هج رة الكف اءات العربي ة والع راق منه ا عل ى وج ه التخص يص‬
‫فكلما تزايدت تأثيرات العوامل الدافعة لهجرة الكفاءات العربية من حيث القوة والتاثير ادت الى زي ادة هج رة الكف اءات‬
‫العلمية العربية الى الخارج‪ .‬واستعان الباحث بالمنهج الوصفي والتاريخي واﻻستشرافي عبر جمع البيانات والمعلومات‬
‫والحقائق التاريخية وتوصيفها ومقارنتها وتحليلها ﻻغناء مادة البحث‪ .‬وهدف البح ث التعري ف بمفه وم هج رة الكف اءات‬
‫وأنواعه ا واﻻتجاه ات الت ي تناول ت تفس يرها‪ .‬وتحدي د ال دوافع الت ي تق ف وراء تن امي ظ اهرة هج رة الكف اءات‬
‫العربية والعراقية خاص ة بع د ع ام ‪ .1990‬م ع التركي ز عل ى اﻻث ار المترتب ة عل ى اس تمرار ظ اهرة هج رة الكف اءات‬
‫العلمي ة عل ى ال دول العربي ة والع راق عل ى وج ه التخص يص‪ .‬واه م اس تنتاجات البح ث ان هج رة الكف اءات العراقي ة‬
‫تعد ثروة مهمة من ثروات العراق ورأسمال بشري تقوم عليه عملية التنمية اﻻقتصادية في العراق وشرط اساس لنجاح‬
‫بناء الدولة‪ ،‬وكذلك وجود عﻼقة ذات تأثير متبادل بين عملية التنمية وهجرة الكفاءات العلمية‪ .‬اما اه م التوص يات فه ي‬
‫تشريع قانون خاص بالكفاءات العلمية العراقية على ان ﻻ يتع ارض م ع مب دأ حري ة اﻻنتق ال وال تعلم‪ .‬وتأس يس هيئ ة او‬
‫دائرة تعنى بشؤون الكفاءات العلمية المهاجرة وتكون اهدافها واضحة‪ .‬وتحسين الظروف اﻻقتصادية والمالية للكف اءات‬
‫العلمية واجراء مسح شامل للكفاءات المهاجرة للتعرف عل ى اع دادهم وم واقعهم واختصاص اتهم‪ ،‬وتعزي ز دور مراك ز‬
‫البحث وتخصيص ميزانية خاصة باﻻبحاث والدراسات والمشاريع التنموية التي تقوم بإعدادها الكفاءات العلمية‪.‬‬
‫‪ -2‬دراس ة عل ي ص الح ج وهر و حس ام إب راهيم م راد )هج رة العق ول ب ين اﻻس تنزاف والكس ب( كت اب ع ن المكتب ة‬
‫العصرية للنشر والتوزيع ط‪ ،2017 -1‬مصر‪ .‬وقد خلت الدراسة من تحديد المش كلة والفرض ية واهمي ة البح ث بش كل‬
‫صريح‪ ،‬اﻻ انه تناول في مقدمته دوافع تأليف الكتاب حيث اشار الى التأثير السلبي لهجرة العقول عل ى البل دان النامي ة‬
‫وما صاحبها من خسارة في التكاليف التنموية كونها تعد الجانب الديناميكي في مجاﻻت المعلومات والمعرفة‪ ،‬وﻻ ينف ي‬
‫ما لهجرة الكفاءات من فوائد حيث تمثل الكفاءات في المهجر ف رص حافل ة باﻻس هام ف ي نق ل وت وطين وإنت اج المعرف ة‬
‫وتط وير اس تثمارها ف ي ال وطن‪ .‬وتن اول المؤلف ان تج ارب دولي ة مخت ارة وه ي التجرب ة المص رية والتجرب ة الص ينية‬
‫والتجربة الهندية كتجارب ناجحة في معرض اﻻستفادة من الكفاءات المه اجرة وتحويله ا م ن هج رة العق ول ال ى كس ب‬
‫العقول‪ ،‬ويستنتج المؤلفان انه ﻻيوجد حل ناجح وقص ير اﻻج ل لح ل مش كلة اس تنزاف الكف اءات وانم ا ي تم بس لوك اح د‬
‫خي ارين؛ اﻻول خي ار ع ودة الكف اءات ال ى وطنه ا وهوخي ار غي ر واقع ي‪ ،‬والث اني خي ار اﻻس تثمار ع ن بع د م ع بق اء‬
‫الكفاءات في محل اقامتها‪ .‬وختم الكتاب بفصل يتحدث عن امكاني ة تعظ يم اﻻس تفادة م ن الكف اءات المه اجرة ف ي ض وء‬
‫بعض التجارب الدولية المختارة‪.‬من خﻼل عدة محاور وهي اﻻول التواصل مع الكفاءات المهاجرة‪ ،‬والث اني الن داءات‬
‫الوطني ة للكف اءات المه اجرة‪ ،‬والثال ث ال دعم اﻹداري للكف اءات المه اجرة‪ ،‬والراب ع الجه ود الجامعي ة لﻼس تفادة م ن‬
‫الكفاءات المهاجرة‪ ،‬والخامس الدعم المالي للكفاءات المهاجرة‪ ،‬والسادس طرق وأساليب أخ رى لتعظ يم اﻻس تفادة م ن‬
‫الكفاءات المهاجرة‪.‬‬
‫‪Etleva Germenji & Ilir Gedeshi (Highly Skilled Migration from‬‬ ‫‪ -3‬دراس ة‬
‫)‪Albania: An Assessment of Current Trends and the Ways Ahead).(2008‬‬
‫)هجرة المهارات العالية من البانيا‪ :‬تقييم اﻻتجاهات الحالية وطرق المستقبل‪).‬ورقة عمل( مركز الدراسات اﻻقتصادية‬
‫واﻻجتماعية في تيرانا‪ .‬البانيا‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة إن التحدي الحقيق ي ال ذي يواج ه ص انعوا السياس ات ف ي البل دان النامي ة الي وم ه و كيفي ة تقلي ل الخس ائر‬
‫وتعظيم الفوائد من مواهب الذين يعيشون ويعملون في الخارج‪ .‬وافترض البحث ان الهجرة الماهرة اث رت بش كل هائ ل‬
‫وخاصة على التعليم ونظ ام البح ث العلم ي بع د ازدياده ا بش كل كبي ر بع د اﻷح داث الديمقراطي ة ف ي ع ام ‪ .1990‬وان‬
‫هجرة اﻷدمغة من المرجح أن يضر ببلدهم‪ ،‬مما يقلل على سبيل المثال مستوى رأس الم ال البش ري ف ي الق وى العامل ة‬
‫في البﻼد‪ .‬وانخفاض رأس المال البشري على المدى القصير له تأثير سلبي مباش ر عل ى الن اتج الف ردي‪ ،‬وي ؤثر بش كل‬
‫خطير على قدرة الدولة على اﻻبتكار واعتماد التقنيات الحديثة في المدى المتوسط والطويل‪ .‬وهدف البح ث ه و معرف ة‬
‫أس باب وعواق ب هج رة ذوي المه ارات العالي ة‪ ،‬فض ﻼ ع ن إمكان ات ح ل اش كال التع اون م ع الب احثين اﻷلب ان ف ي‬
‫‪338‬‬
‫دراسات إقتصادية وإدارية ومالية ومصرفية ومحاسبية‬ ‫مجلة كلية دجلة الجامعة ‪.‬المجلد)‪(6‬العدد)‪(1‬كانون الثاني ‪2023‬‬

‫الخ ارج‪ .‬وايض ا للحص ول عل ى ص ورة أكث ر دق ة لحج م وش دة ه ذه الظ اهرة اذ ل م ي تم تحليله ا بع د بطريق ة منهجي ة‪.‬‬
‫واهم اﻻستنتاجات إن هجرة اﻷخصائيين ذوي المهارات العالية تكتس ب س مات الهج رة الجماعي ة وﻻ يعمل ون ف ي مه ن‬
‫تتناس ب م ع ش هاداتهم مم ا ي ؤدي إل ى "ه در اﻻدمغ ة"‪ ،‬وتثب ت اﻷدل ة المس تقلة م ن الدراس ات اﻻستقص ائية ف ي‬
‫البلدان المضيفة اﻷخرى وجود "نفايات دماغية" ألبانية‪.‬‬
‫وايض ا م ن الص عب من ع الهج رة ف ي ظ ل ض عف الق درات المؤسس ية ووج ود فج وة واض حة ف ي التنمي ة اﻻقتص ادية‬
‫واﻻجتماعية بين ألبانيا واﻻتحاد اﻷوروبي أو الوﻻيات المتحدة اذ تعد ألبانيا هي البلد الثاني اﻷشد فقراً ف ي أوروب ا‪ .‬ام ا‬
‫اهم التوصيات فهي التفكير في كيفية تعظيم فوائد الهجرة‪ ،‬واﻻستفادة من الكفاءات سواء في الداخل أو في الخ ارج م ن‬
‫خﻼل‪ :‬إصﻼح النظام التعليمي القائم في ال بﻼد‪ .‬وتعبئ ة الش تات اﻷلب اني وع ودة المغت ربين ال ى بﻼده م وال ذين يجلب ون‬
‫إلى الوطن مهارات وخبرات وموارد مالية جديدة يمكن اﻻستفادة منها‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬هجرة الكفاءات العلمية‪...‬اﻻطار النظري‬


‫المطلب اﻻول – هجرة الكفاءات العلمية‪:‬‬
‫اوﻻ‪ -‬مفهوم هجرة الكفاءة العلمية‪:‬‬
‫دن‪ .‬وس مي المه اجرون‬ ‫ي من باديته ِإلى ال ُم ِ‬ ‫َ‬
‫الهجرة لغة؛ قال اﻷَزهري‪" :‬وأصل ال ُمها َج َرةِ عند العرب خرو ُج البَ َد ِو ّ‬
‫مهاجرين ﻷَنهم تركوا ديارهم ومساكنهم التي نَ َش ُؤوا بها ‪ ،‬ولَ ِحقُوا بدار ليس له م به ا أَه ل وﻻ م ال ح ين ه اجروا ِإل ى‬
‫المدينة )ابن منظور‪.(4617 :1981 ،‬‬
‫اج ُروا فِي َه ا{ )س ورة النس اء‪ ،‬اﻵي ة‪ (97 :‬وغيره ا م ن اﻵي ات القرآني ة‬ ‫ً‬
‫ض ﷲِ َوا ِسعَة فَت ُ َه ِ‬ ‫وقال تعالى }قَالُوا أَلَ ْم تَ ُك ْن أَ ْر ُ‬
‫سنّة كونية حينما تتوافرعواملها‪.‬‬ ‫التي اسّست للهجرة ك ُ‬
‫ً‬
‫ولمصطلح الهجرة مفاهيم متعددة تختلف وفق ا للنظ رة العلمي ة الت ي تُبح ث فيه ا؛ فف ي المنظ ور اﻻجتم اعي الهج رة ه ي‬
‫انتقال الفرد أو الجماعة من مجتمع ﻻخر‪ ،‬وغالبا ً مايتضمن هذا اﻻنتقال التخلي عن محيط اجتماعي معين والدخول ف ي‬
‫محيط اجتماعي آخر‪ .‬وفي المنظور القانوني هي المغادرة الطوعي ة لﻼف راد م ن الدول ة اﻻم وال دخول ف ي دول ة اخ رى‬
‫والبقاء فيها بصفة دائمة‪ ،‬أو لمدة محدودة‪ ،‬لغرض العيش ﻻسباب مختلفة‪ ،‬ويترتب عليها بعض اﻻث ار القانوني ة لمرك ز‬
‫هؤﻻء اﻷفراد )الريس‪ .(6 :2017 ،‬وفي المنظور اﻻقتص ادي الهج رة اﻻقتص ادية وعرفته ا المنظم ة الدولي ة للهج رة‬
‫بانها حركة شخص أو مجموعة من اﻷشخاص إما عبر الحدود الدولية‪ ،‬أو داخ ل الدول ة ب دافع الحص ول عل ى الف رص‬
‫اﻻقتصادية اوﻻً )‪ .(IOM,N34, 2019: 62‬والكفاءة تعني المماثلة ف ي الق وة والش رف‪ ،‬او تعن ي اهلي ة للقي ام بعم ل‬
‫وحسن تصرف فيه‪ ،‬أي قدرة وحسن تصرف )عمر‪ .(1942 :2008 ،‬والكفاءة العلمي ة مفه وم واس ع يتض من تطبي ق‬
‫المعرفة العلمية والتكنولوجية على مش اكل الع الم الحقيق ي والق درة واﻻس تعداد عل ى اس تخدام تل ك المعرف ة‪ ،‬وينبغ ي ان‬
‫يتخذ نموذج الكف اءة نه ًج ا متك امﻼً وش امﻼً لمض مون ه ذه المعرف ة )‪ .(López & ather, 2015: No p‬وض من‬
‫إنشاء إطار المؤهﻼت اﻷوروبية للتعلم مدى الحياة‪ ،‬يشير تعريف المه ارات‪ ،‬إل ى اثب ات الق درة عل ى اس تخدام المعرف ة‬
‫والقدرات الشخصية و‪/‬أو المنهجية و‪/‬أو اﻻجتماعية في التوظيف أوحاﻻت التعليم وفي التنمية المهني ة و‪/‬أو الشخص ية‪،‬‬
‫وتتصف بالمسؤولية واﻻستقﻼلية )‪.(Mehdi, 2014: 4576‬‬
‫ويمكن القول ان الكفاءة العلمية تعني الحضور المعرفي العالي او اﻻمثل لتحقيق اﻻفضل‪ ،‬وذلك م ن خ ﻼل الم زج ب ين‬
‫الجانب النظري والجانب التطبيقي ضمن ادوات البحث العلمي المستمر‪ ،‬والذي يوصل الى اتخاذ القرار حول التغيرات‬
‫التي يحدثها النشاط البشري في الطبيعة‪.‬‬
‫وهجرة الكفاءات العلمية تناولتها البحوث والدراسات المعنية بتس ميات متع ددة منه ا؛ هج رة العق ول‪ ،‬اس تنزاف العق ول‪،‬‬
‫تبادل العقول‪ ،‬هجرة اﻻدمغة‪ ،‬استنزاف الكفاءات‪ ،‬النقل المعاكس للتكنولوجيا وغيرها‪ ،‬وك ل ه ذا الت رادف المص طلحي‬
‫يشترك في مضمون واحد‪ ،‬هو فقدان رأس المال البشري‪.‬‬
‫ف ي ق اموس اوكس فورد اﻻنكلي زي مص طلح هج رة اﻻدمغ ة )‪ (brain imigrante‬يعن ي "انتق ال اﻷش خاص ذوي‬
‫المه ارات العالي ة والم ؤهلين إل ى بل د يمك نهم في ه العم ل ف ي ظ روف أفض ل وكس ب المزي د م ن الم ال" ) ‪Oxford‬‬
‫‪.(learners dictionaries‬‬
‫ثانيا ‪ -‬عوامل هجرة الكفاءات العلمية‪:‬‬
‫تعتبر نظرية الهجرة الكﻼسيكية الجديدة‪ ،‬التي ابتكرها ت ودارو ‪ 1969‬وه اريس وت ودارو‪ ،1970‬ف ي افتراض اتها‬
‫التي تصرح بأن اﻻفراد يتخذون قرارات عقﻼنية من أجل تعظيم الدخل أو المنفعة‪ ،‬افضل نسبيًا في تفسير هجرة ذوي‬
‫المهارات العالية‪ .‬وان نماذج الدفع والجذب هي في اﻷساس نسخة أولية من نظريات الهجرة الكﻼسيكية الجدي دة‪ ،‬ﻷنه ا‬
‫تفسر الهجرة كدالة للدخل وفجوات الفرص اﻷخرى بين مناطق المنشأ والمقصد )‪.(De Haas, 2021: p1‬‬
‫‪339‬‬
‫دراسات إقتصادية وإدارية ومالية ومصرفية ومحاسبية‬ ‫مجلة كلية دجلة الجامعة ‪.‬المجلد)‪(6‬العدد)‪(1‬كانون الثاني ‪2023‬‬

‫ويمكن ان تتم هجرة الكفاءات في أربعة صور هي‪:‬‬


‫‪ -1‬هجرة المتدربين من العلماء والمهندسين في الدول النامية للعمل في الدول المتقدمة‪.‬‬
‫‪ -2‬اهمال وع دم اس تغﻼل المواه ب المتاح ة ف ي ال دول النامي ة‪ ،‬وه ي حال ة خطي رة س ببها ظ روف مﻼزم ة لظ روف‬
‫الدول النامية‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم اﻻستغﻼل اﻷمثل للكفاءات‪ ،‬أو توجيهها بشكل غير مجدي‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم اكتشاف المواهب والعقول )الجوراني‪.(1 :2011 ،‬‬
‫وفيما يأتي إيجاز لبعض اﻻعتبارات التي توضح أهم أسباب هجرة الكفاءات‪:‬‬
‫‪- 1‬انعدام اﻻستقرار السياسي وغياب الديمقراطية وانتهاكات حقوق اﻹنسان المدنية‪.‬‬
‫‪- 2‬انخفاض المستوى ألمعاشي والدخل‪.‬‬
‫‪- 3‬انعدام توازن النظام التعليمي وفقدان اﻻرتباط بين أنظمة التعليم ومشاريع التنمية الوطنية‪.‬‬
‫‪- 4‬عدم اﻻهتمام بالعلم والعلماء وانخفاض اﻷنفاق على البحث والتطوير‪.‬‬
‫‪ - 5‬فشل عملية التنمية وانتشار الفساد اﻹداري والبطالة‪.‬‬
‫‪ - 6‬عدم انسجام واقع الدول مع تطلعات العلماء ومج اﻻت بح ثهم المي داني بس بب ع دم وج ود تخص ص ل بعض العل وم‬
‫مثل علم الذرة والنينو والفضاء والهندسة الوراثية والطب النفسي وغيرها‪.‬‬
‫‪ -7‬تكيف الطﻼب الدارسين في الخارج مع نمط الحياة الغربية‪ ،‬فضﻼ عن عوامل الجذب التي تهيؤها الدول الرأسمالية‬
‫لهجرة العقول وتقديم الخدمات واﻻمتيازات كافة )الﺧطيب‪.(101-100 :2006 ،‬‬
‫ويمكن القول ان الباحثين والمعنيين اختلفوا في تشخيص اسباب الهجرة البشرية‪ ،‬وطالما ان هجرة الكفاءات العلمية اهم‬
‫جزء في الهجرة البش رية الدولي ة بش كلها الع ام‪ ،‬ل ذلك ف ان اغل ب العوام ل المس ببة للهج رة العام ة لربم ا تط ابق اس باب‬
‫هجرة الكفاءات العلمية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التجربة الهندية‪:‬‬
‫اوﻻً‪ -‬هجرة الكفاءات العلمية الهندية‪:‬‬
‫الهند من أكثر الدول التي عانت من هجرة العقول‪ ،‬حيث غادرتها مئات اﻷلوف م ن كفاءاته ا إل ى العدي د م ن دول‬
‫الع الم‪ ،‬وق د م رت هج رة الكف اءات الهندي ة أوالم وظفين الم ؤهلين ت أهيﻼ عالي ا‪ ،‬ض من نط اق ثﻼث ة مراح ل متمي زة‬
‫ومتداخلة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫)‪ (1‬من اﻷربعينات إلى نهاية الستينات من القرن العش رين وه ي مرحل ة م ا بع د اﻻس تقﻼل حي ث ل م تش هد الهن د اتج اه‬
‫لهجرة العقول‪ ،‬وحدد نمط الطلب الذي أنشأته السياسات الرسمية لتوسيع قطاع الجامعة وتقوية البنية التحتية ف ي العل وم‬
‫والتكنولوجيا سياسات الموارد البشرية في التدريب والتعليم العالي‪ ،‬واجتذب بعض العلماء الهنود المهاجرين خﻼل هذه‬
‫المرحلة المبكرة‪.‬‬
‫)‪ (2‬م ن الس بعينات إل ى نهاي ة الثمانين ات حي ث ب دأت الهن د تواج ه مش كلة هج رة اﻷدمغ ة‪ ،‬بس بب زي ادة الع رض ف ي‬
‫الموظفين المؤهلين تأهيﻼ عاليا ونقص الطلب عليهم‪.‬‬
‫)‪ (3‬التس عينات وم ا بع دها‪ ،‬وعل ى ال رغم م ن وج ود اتجاه ات مختلف ة خ ﻼل الثمانين ات والتس عينات‪ ،‬ف إن ه ذه الحال ة‬
‫توضح أن الهند ﻻ تزال تفقد موارده ا البش رية العلمي ة والتقني ة عل ى ال رغم م ن الف رص الجدي دة الت ي أوج دها اﻻتج اه‬
‫الحالي للعولمة )‪.(Krishna, 1997: 1‬‬
‫في النصف الثاني من القرن العشرين‪ ،‬تكون ت موج ات الهج رة الهندي ة م ن اﻷطب اء والمهندس ين والعلم اء ال ذين ك انوا‬
‫يبحثون عن مستقبل اقتصادي أفض ل‪ .‬وان كثي ر م ن مهندس ي البرمجي ات الهن ود ال ذين توجه وا إل ى الوﻻي ات المتح دة‬
‫جاءوا من جنوب الهند‪ ،‬حيث لغة المناهج الدراسية هي اللغة اﻹنجليزي ة فض ﻼ ع ن أن جن وب الهن د ي ولي عناي ة أكب ر‬
‫لدراسة الرياضيات والعل وم ف ي المراح ل التعليمي ة مقارن ة ب أي إقل يم آخ ر ف ي ال بﻼد‪ .‬وص ار المب رمجين الهن ود ال ذي‬
‫سافروا إلى الوﻻي ات المتح دة للعم ل ف ي ش ركات البرمجي ات ع امﻼ ف اعﻼ ف ي تط ور تل ك التقني ات المتقدم ة‪ ،‬وأص بح‬
‫مصممي البرامج الحاسوبية الهنود في السنوات اﻷخيرة جزءا من اقتصاد المعرفة القائم في الغرب‪ ،‬وت م توظي ف ع دد‬
‫كبير منهم في شركات وادي السيليكون* في كاليفورنيا غرب أمريك ا‪ ،‬حي ث المرك ز اﻷكب ر لش ركات التقني ات المتقدم ة‬
‫الذي ينتشر فيه الهنود)راماتشاندران‪.(1 :2009 ،‬‬

‫*‬
‫منطقة في جنوب خليج "سان فرانسيسكو" شمال وﻻية كاليفورنيا اﻷمريكية‪ ،‬يوجد فيها أبرز شركات التكنولوجيا العالمية مثل "آبل"‬
‫و"جوجل" و"سيسكو" و"مايكروسوفت" و"أوراكل" وغيرها‪ .‬وسمي "وادي السيليكون" نسبة إلى وجود عدد كبير من مبتكري ومصنعي‬
‫رقاقات السيليكون‪ ،‬وبعدها أصبح يرمز الى منطقة تضم معظم شركات التكنولوجيا الفائقة في أمريكا‪.‬‬
‫‪340‬‬
‫دراسات إقتصادية وإدارية ومالية ومصرفية ومحاسبية‬ ‫مجلة كلية دجلة الجامعة ‪.‬المجلد)‪(6‬العدد)‪(1‬كانون الثاني ‪2023‬‬

‫والجدول )‪ (1‬اﻵتي يوضح اعداد المهاجرين الهنود خﻼل سلس لة زمني ة م ن ‪ ،2019 -2000‬وبنس بة )‪ 0.5‬ال ى اق ل‬
‫من‪ (٪0.10‬من مجموع السكان حسب بيانات اﻻمم المتحدة‪ .‬اذ نﻼحظ تراجعا ً في حجم المه اجرين خ ﻼل م دة العق دين‬
‫الماضيين وربما يعود ذلك الى تقلص عوامل الهجرة سواء الط اردة او الجاذب ة‪ ،‬وتحس ن الظ روف المعيش ية والتنموي ة‬
‫في الهن د ف ي اﻵون ة اﻻخي رة‪ .‬كم ا نﻼح ظ ان المه اجرون الهن ود ش كلوا نس بة متوازن ة م ن الجنس ين ف ي ك ل الس نوات‬
‫المختارة‪.‬‬

‫الجدول )‪(1‬‬
‫اعداد المهاجرين الهنود ﺧﻼل المدة من ‪2019 -2000‬‬
‫المجموع‬ ‫اﻻناث‬ ‫الذكور‬ ‫السنة‬
‫‪6.411.331‬‬ ‫‪3.107.740‬‬ ‫‪3.303.591‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪5.923.945‬‬ ‫‪2.878.096‬‬ ‫‪3.045.849‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪5.439.758‬‬ ‫‪2.650.010‬‬ ‫‪2.789.748‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪5.240.960‬‬ ‫‪2.556.280‬‬ ‫‪2.684.680‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪5.154.737‬‬ ‫‪2.514.224‬‬ ‫‪2.640.513‬‬ ‫‪2019‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث باﻻعتماد على بيانات اﻻمم المتحدة حول الهجرة الدولية في ‪(UN, 2019) 2019‬‬
‫وتُع د الهن د م ن أكب ر المص درين للمواه ب دولي ا ً بس بب أوض اعها الديموغرافي ة وإج ادة ابنائه ا اللغ ة اﻹنجليزي ة‬
‫)‪ .(Bhandari & Malik, 2008: 1‬وقد منحت الهند حرية الهجرة لذوي الكفاءة العالية م ن اﻷطب اء أو المحاس بين‬
‫رغم ما أنفقته الدولة عليهم لتعليمهم وتأهيلهم‪ .‬والعائد النهائي ﻹنتاج هؤﻻء المهاجرين يشير إلى أنهم أص بحوا عنص را‬
‫أساسيا في اقتصاديات الدول التي يعملون فيها‪ .‬ففي المملكة المتحدة يمثل اﻷطباء ذوي اﻷصول الهندية العم ود الفق ري‬
‫لنظام الرعاية الطبية العامة في البﻼد‪ .‬كما توجه المتخصصون من اﻷطباء والمهندسين إلى الوﻻيات المتحدة اﻷميركية‬
‫بحثا عن أجور ورواتب أعلى‪ ،‬ومستوى معيشي أكثر رفاهية‪ .‬ويتميز المهاجرون الهنود كونهم يتقنون اللغة اﻹنجليزي ة‬
‫ويتفوقون بها على غيرهم من القوميات اﻷخرى في الوﻻيات المتحدة والذين يتح دثون ب ـ )‪ (36‬لغ ة‪ .‬ولع ل ه ذه الس مة‬
‫التي يتمي ز به ا المه اجرون الهن ود ذوي التعل يم الع الي ال ى ال دول الغربي ة‪ ،‬لفت ت انتب اه الع الم الخ ارجي إل ى حقيق ة أن‬
‫الهنود المتخصصين يتقنون اللغة اﻹنجليزية‪ ،‬وبالتالي فان ذلك أدى إلى تحفيز عدد من المؤسسات الصناعية والتجارية‬
‫عل ى إقام ة مراك ز له ا ف ي الم دن الهندي ة‪ .‬وتوس ع ه ذا اﻷم ر ت دريجيا ً ليش مل تخصص ات متقدم ة للغاي ة مث ل اﻷدوي ة‬
‫والخ دمات المتخصص ة‪ .‬كم ا س اهم ف ي عملي ات توظي ف كثي رة ف ي ال داخل الهن دي ف ي م دن مث ل ني ودلهي وبومب اي‬
‫وبانجالور وتشيني‪ ،‬ثم امتد إلى المدن الصغيرة حيث وجدت الش ركات اﻷجنبي ة أشخاص ا يجي دون التح دث باﻹنجليزي ة‬
‫ويعملون بأقل اجور )راماتشاندران‪ .(1 :2009 ،‬وليس دائما ان تكون هجرة الخبراء والمحت رفين الهن ود ه ي هج رة‬
‫للكفاءات‪ ،‬بل تعتبر حالة دوران للعقول كحالة هجرة المهندسين الى الغ رب وم ن ث م ع ودتهم ال ى الهن د لتوظي ف اي دي‬
‫عاملة محلية ذات مهارة متدنية في انشاء شركات تكنولوجيا المعلومات باستخدام عﻼقاتهم بوادي السيليكون )مع ط ﷲ‪،‬‬
‫‪ :2020‬فص‪ .(13‬وتشير احد التقديرات إلى أن ما يقرب من )‪ (36000‬من اﻷطباء والمهندسين والعلماء الهنود م ن‬
‫المسجلين غادروا الهند إلى دول أخرى )جوهر ومراد‪ .(188 :2017 ،‬وفي الوﻻيات المتحدة ازداد عدد الهنود الذين‬
‫يقيمون فيها بش كل س ريع‪ ،‬حي ث وص ل ال ى )‪ (1.5‬ملي ون مه اجر ف ي ع ام ‪ ،2006‬بع د ان ك ان )‪ (51‬ال ف ف ي ع ام‬
‫‪ ،1970‬وان نسبة )‪ (٪٧٥‬منهم حاصلون على درجة البكالوريوس أو اعلى وبالتالي شكلوا ق وة عم ل ذات ت أثير كبي ر‬
‫في الوﻻيات المتحدة‪ ،‬وخصوصا ً أن أكثر من )‪ (٪٢٥‬من المهاجرين الهنود في الوﻻيات المتحدة يعملون في تكنولوجيا‬
‫المعلومات )‪.(Yuan Li, 2012: 38‬‬
‫وتعتبر فئة المتخصصون في تكنولوجيا المعلومات من المهاجرون الهنود اﻻولى واﻻكثر ع دداً‪ ،‬حي ث ان م ايقرب م ن‬
‫)‪ (٪٧٥‬منهم في الوﻻيات المتحدة مولودين ف ي الهن د‪ ،‬كم ا خصص ت الماني ا )‪ (٪٦٠‬م ن البطاق ة الخض راء له م*‪ .‬وأن‬
‫نحو )‪ (٪١٠‬منهم يعملون في اليابان في عام ‪.٢٠٠٣‬‬
‫اما الفئة الثانية فهم العاملين في القطاع الصحي‪ ،‬فالهند هي أكبر مص در لﻸطب اء ف ي الع الم بس بب مي ل ع دد كبي ر م ن‬
‫اﻷطباء للهجرة إلى دول أخرى‪ ،‬فعدد اﻷطباء الهنود المسجلين في المملكة المتحدة ح والي )‪Bhandari ) (٢٧٨٠٩‬‬
‫‪ .(& Malik, 2008: 6‬وح والي )‪ (٪4.9‬م ن اﻷطب اء اﻷم ريكيين و )‪ (٪10.9‬م ن اﻷطب اء البريط انيين ه م م ن‬
‫الهند‪ ،‬وقد أدى ذلك إلى عدم كفاية اﻷطباء المحليين ف ي الهن د لتلبي ة اﻻحتياج ات المحلي ة ) ‪Duttagupta, 2011:‬‬

‫*‬
‫تمنح وفق قانون البطاقة الخضراء اﻻلماني )عام ‪ (2000‬لجذب الكفاءات المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات الى ألمانيا‪.‬‬
‫‪341‬‬
‫دراسات إقتصادية وإدارية ومالية ومصرفية ومحاسبية‬ ‫مجلة كلية دجلة الجامعة ‪.‬المجلد)‪(6‬العدد)‪(1‬كانون الثاني ‪2023‬‬

‫‪ .(1‬وفي عام ‪ ٢٠٠١‬فان )‪ (٪٥٠‬من الممرضات المسجﻼت في المملكة المتحدة كن من الهند ) ‪Hawkes, 2009:‬‬
‫‪ .(2‬وفي العقدين اﻻولين من القرن الحادي والعشرين كان هناك تدفق مستمر وواسع النطاق لهجرة العاملين الص حيين‬
‫من الهند الى الخارج‪ ،‬باس تثناء اﻷزم ة المالي ة لع ام ‪ ،2008‬وف ي ع امي ‪ 2021-2020‬بس بب حظ ر الس فر الم رتبط‬
‫بجائح ة كورون ا‪ .‬ووفقً ا لبيان ات منظم ة التع اون اﻻقتص ادي والتنمي ة )‪ ،*(OECD‬عم ل ح والي )‪ (69‬ال ف طبي ب و‬
‫)‪ (56‬الف ممرض مدربين في الهند في المملكة المتحدة وكندا والوﻻيات المتحدة وأستراليا في عام ‪Clear ) 2017‬‬
‫‪.(IAS, 2021: 1‬‬
‫والفئة الثالثة هم طلبة التعليم العالي في الهن د‪ ،‬وكان ت اكث ر ال دول جاذبي ة بالنس بة له م ه ي الوﻻي ات المتح دة والمملك ة‬
‫المتحدة واستراليا‪ ،‬ويفضل معظم الطﻼب الهنود الحصول على درجة الدكتوراه من الوﻻيات المتحدة‪ ،‬لذا فان م ايقرب‬
‫من نصف أصحاب درج ة ال دكتوراه الهن ود حص لوا عليه ا م ن الوﻻي ات المتح دة )‪.(Arunachalam, 2008: 1‬‬
‫وتجدر اﻻشارة الى ازدياد عدد الطﻼب الهنود المهاجرين إلى الوﻻيات المتحدة بشكل كبير بعد اس تقﻼل الهن د ف ي ع ام‬
‫‪ ،١٩٤٧‬ثم ازدادت هج رتهم اليه ا بنح و أربع ة أض عاف م ن ذي قب ل م ع نهاي ة الح رب الب اردة وظه ور العولم ة‪ ،‬وق د‬
‫تخصص أكثرهم في مجال تكنولوجيا المعلومات )‪ .(Sahay, 2006:15‬وفي عام ‪ ١٩٨٩‬غادر ح والي )‪ (١١‬ال ف‬
‫من خريجي الجامعات الهنود إلى الدول المتقدمة ﻻكمال دراستهم‪ ،‬وان )‪ (٪25‬منهم لم يعد‪ ،‬حيث اختار العمل ف ي بل د‬
‫الدراسة في الخارج )‪ .(Dalmia, 2006: 280‬وفي عام ‪ ١٩٩٨‬غادر نحو )‪ (34‬ألف طال ب هن دي إل ى الوﻻي ات‬
‫المتحدة وحدها‪ ،‬وتشير اﻹحصائيات أن حوالي ثلثي الطلبة الهنود الذين يدرسون في الوﻻيات المتحدة يلتحق ون بمعاه د‬
‫وكليات الهندس ة والعل وم )‪ .(Kapur, 2001: 268‬ووفق ا ً لتقري ر ص ادر ع ن اﻹحص اء اﻷميرك ي أن )‪ (٪٣٨‬م ن‬
‫اﻷطباء في الوﻻيات المتحدة هم من أصل هندي‪ ،‬و)‪ (٪٣٤‬م ن م وظفي ش ركة مايكروس وفت م ن الهن د‪ ،‬و)‪ (٪٣٠‬م ن‬
‫الموظفين في وكالة ناسا من اصل هندي )جوهر ومراد‪.(191 :2017 ،‬‬
‫ويمك ن الق ول ٕان هج رة الكف اءات الهندي ة ربم ا ت وفرت له ا الس بل م ن ناحي ة العم ل ض من اختصاص اتهم او اكم ال‬
‫دراساتهم لطلب المزيد من المعرفة وكل ذلك ات يح له م ف ي ام اكن خ ارج بل دهم وس اعدهم ب ذلك اتق انهم التح دث باللغ ة‬
‫اﻻنجليزية حيث كان مقصدهم اﻻول هو الوﻻيات المتحدة وانجلترا‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ -‬اجراءات الهند للحد من هجرة الكفاءات ‪:‬‬
‫يق ول اﻻقتص ادي الهن دي ‪ Jagdish Bhagwati‬ان الخ وف م ن هج رة اﻷدمغ ة ف ي غي ر محل ه‪ ،‬والحقيق ة أن‬
‫الهجرة هي حق من حقوق اﻹنسان وﻻ يمكن تغييرها‪ ،‬ويج ب عل ى الحكوم ة رعاي ة المه اجرين بأقص ى ق در ب دﻻً م ن‬
‫تقيي د الن اس وم نعهم م ن الهج رة أو التش اؤم منه ا‪ ،‬وبامك ان البل دان الفقي رة الت ي ﻻ تمتل ك الق درات التعليمي ة المتمي زة‬
‫اﻻس تفادة م ن أبنائه ا ذوي التحص يل العلم ي ف ي الخ ارج‪ ،‬ولك ن التح دي يتمث ل ف ي ج ذب ه ؤﻻء الكف اءات والمب دعين‬
‫والمتمي زين وإج راء اتص اﻻت بي نهم وب ين بل دهم اﻷم )‪ .(Bhagwati, 2012: 1‬وب دأ اهتم ام الحكوم ة الهندي ة‬
‫بإشراك الكفاءات المهاجرة في مشاريع مشتركة م ع الش ركات الهندي ة‪ ،‬حي ث قام ت بتحري ر نظ ام الت راخيص وتبس يط‬
‫اﻹجراءات اﻹدارية والممارسات التجارية بالنسبة للهنود المغتربين‪ .‬وفي محاولة لزيادة الحصول على عوائد للبﻼد قام‬
‫عديد من الساسة والبيروقراطيين بشكل متزايد بإشراك الشتات في المشاريع القومية‪ .‬كما قام وزي ر المالي ة ف ي خط اب‬
‫ميزانية ‪ ١٩٩٩ -١٩٩٨‬باﻹعﻼن عن إصدار بطاقة )‪ *(PIO‬لﻸشخاص من أصول هندية والذين استقروا في الخارج‪،‬‬
‫حيث تتيح لهم هذه البطاق ة العدي د م ن المزاي ا منه ا ال دخول والخ روج للهن د ب دون تأش يرة‪ ،‬كم ا تم نحهم بع ض المزاي ا‬
‫اﻻقتصادية والمالية والتعليمية والثقافية )‪.(Sahay, 2006: 268- 270‬‬
‫وفي مجال القطاع الصحي بذلت الحكومة بعض الجهود لجذب اﻻستثمار من قبل الجالي ة الهندي ة‪ ،‬فف ي ع ام ‪ ١٩٩٦‬ت م‬
‫السماح للمستشفيات والمراكز الطبية باشراك المستثمرين من الهنود المغتربين في رأس مال هذه المشاريع بنسبة تصل‬
‫إلى )‪ ،(٪٥١‬كما تم منح هؤﻻء المستثمرين المغتربين مزايا أخرى مثل اﻹعفاء م ن الرس وم الجمركي ة عل ى ال واردات‬
‫)جوهر ومراد‪.(198 :2017 ،‬‬
‫**‬
‫وفي عام ‪ 2004‬تم تشكيل وزارة الشؤون الهندية ف ي الخ ارج )‪ (MOIA‬لتمثي ل الهن ود الع املون ف ي الخ ارج أو م ا‬
‫يعرف اصطﻼحا بالهنود غير المقيمين‪ ،‬الهدف منه ا الحف اظ عل ى ق در م ن التواص ل ب ين الهن ود المه اجرين ووط نهم‪،‬‬
‫وفي سبيل ذلك تم تقديم عدة تسهيﻼت وحوافز لتشجيعهم على اﻻس تثمار ف ي مج ال البني ة اﻷساس ية الص ناعية ليتمكن وا‬
‫من اﻹسهام في مستقبل الهند‪ ،‬ﻻ أن يش عروا أنه م غرب اء ع ن وط نهم )راماتش اندران‪ .(1 :2009 ،‬كم ا قام ت وزارة‬

‫*‬
‫)‪ (OECD‬منظمة التعاون اﻻقتصادي والتنمية )‪ (Organisation for Economic Co-operation and Development‬هي‬
‫منظمة اقتصادية حكومية دولية تضم ‪ 38‬دولة عضو‪ ،‬تأسست في عام ‪ 1961‬لتحفيز التقدم اﻻقتصادي والتجارة العالمية‪.‬‬
‫*‬
‫‪ PERSON OF INDIAN ORIGIN (PIO) CARD‬بطاقة شخص من أصل هندي )بيو(‪.‬‬
‫**‬
‫‪Ministry of Overseas Indian Affairs‬‬
‫‪342‬‬
‫دراسات إقتصادية وإدارية ومالية ومصرفية ومحاسبية‬ ‫مجلة كلية دجلة الجامعة ‪.‬المجلد)‪(6‬العدد)‪(1‬كانون الثاني ‪2023‬‬

‫الشؤون الهندية في الخارج بنشر مجلة وطنية بخم س لغ ات مختلف ة ف ي دول كثي رة وذل ك لتقري ب الش تات الهن دي م ن‬
‫ال وطن )‪ .( Khadria(1), 2006:26‬واغل ب ه ؤﻻء الش تات ن اجحون ج دا ويتمتع ون بعﻼق ات واس عة‪ .‬وإن رواد‬
‫اﻷعمال المولودين بالهند مسؤولون عن إنشاء واحدة من بين كل عش ر ش ركات ف ي وادي الس يليكون‪ ،‬كم ا ان ال رئيس‬
‫التنفي ذي لميكروس وفت ومخت رع مع الج أنت ل بنتي وم وال رئيس التنفي ذي الس ابق للتكنولوجي ا ف ي موت وروﻻ وال رئيس‬
‫التنفي ذي لغوغ ل م ن أص ول هندي ة )ليون اردو‪ .(1 :2016 ،‬كم ا ت نظم ه ذه ال وزارة ح دثا س نويا يس مى )‪(PBD‬‬
‫‪) Pravasi Bharatiya Divas‬اغنية للمهاجر الهندي( لتعزيز التواصل بين الهند والشتات الهندي ) ‪Yuan Li,‬‬
‫‪ .(2012: 49‬وفي تقرير لﻼتحاد الهن دي لغرف ة التج ارة والص ناعة اش ار ال ى أن الحكوم ة أح رزت تق دما ً كبي راً ف ي‬
‫تطوير الشراكات مع وبين الكفاءات الهندية المهاجرة وتعزيز الشراكة من خﻼل عقلية منفتح ة وقي ادة قوي ة‪ ،‬وذل ك م ن‬
‫خﻼل‪:‬‬
‫‪ -1‬توفير بيانات عن قوة وحجم الكفاءات الهندية المهاجرة والتواصل مع وبين الشتات ودعوة المتميزين منهم لحضور‬
‫اﻻحتفاﻻت القومية السنوية ومنها احتفالية )‪ (PBD‬وتوزيع جوائز على الكفاءات من الهنود المه اجرين مم ن له م دور‬
‫كبير في تنفيذ المشاريع البارزة في الهند كاعتراف علني بإسهامات الشتات‪.‬‬
‫‪ -2‬تخفيض تكلفة بطاقة )‪ (PIO‬من حوالي )‪ (١٠٠٠‬إلى )‪ (٣١٠‬دوﻻر أمريكي لتيسير سفر الهنود المغت ربين‪ ،‬وم نح‬
‫الكفاءات الهندية المهاجرة تأشيرة دخول لمرات عديدة لمدة تصل إلى )‪ (20‬عاما‪.‬‬
‫‪ -3‬استمرار إصدار الحكومة سندات لتمويل اﻻس تثمار ف ي البني ة التحتي ة‪ ،‬حي ث طرح ت أكث ر م ن )‪ (١٠‬ملي ار دوﻻر‬
‫أمريكي بإسهام من الهنود في الخارج ‪.‬‬
‫‪ -4‬إمكاني ة تحوي ل الهن ود المه اجرين للودائ ع بالعمل ة الهندي ة )الروبي ة(‪ ،‬وتش جيع الش ركات عل ى توظي ف واس تثمار‬
‫الكفاءات العائدة واﻹعفاءات الضريبية للكفاءات المهاجرة وتبسيط القوانين التي تسهل اكتس اب الملكي ة للهن ود المقيم ين‬
‫بالخارج )‪.(Sahay, 2006: 268- 270‬‬
‫كما أنشأت الحكومة الهندية مناطق ص ناعية لبرمجي ات التكنولوجي ا‪ ،‬وم نح ش ركات البرمجي ات به ا إعف اءات ض ريبية‬
‫لمدة خمس سنوات‪ ،‬فضﻼ عن توفيرها للكثير من الخدمات من كهرباء ووصﻼت أقمار صناعية عالية الس رعة‪ .‬وك ان‬
‫لتحرير اﻻقتصاد الذي بدأ عام ‪ ١٩٩١‬والتراخيص وإلغ اء الرس وم عل ى واردات البرمجي ات والمع دات الص ناعية أث ر‬
‫كبي ر ف ي النم و اﻻقتص ادي ف ي الهن د‪ ،‬مم ا ترت ب علي ه ج ذب الكف اءات المه اجرة ليك ون له ا دور ف ي بن اء الهن د‬
‫)‪ .(Saxenian, 2002: 138‬ووفقً ا لتق ديرات الص ناعة الهندي ة‪ ،‬ع اد أكث ر م ن )‪ (60‬أل ف محت رف هن دي إل ى‬
‫بﻼدهم في عام ‪ ،2009‬وكان معظمهم من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات من العاملين في وادي السيليكون في‬
‫الوﻻيات المتحدة منذ عقود عديدة ومن كبار المديرين في هذا المجال‪ ،‬وغالبية هؤﻻء العائدين في عمر الثﻼثيني ات إل ى‬
‫اﻷربعينيات‪ ،‬بعضهم ق رر الع ودة ﻷنه م يري دون ﻷبن ائهم أن يكب روا ف ي أحض ان الثقاف ة الهندي ة وآخ رين ي دعون أنه م‬
‫يريدون اﻹسهام في تنمية بﻼدهم )‪.(Zubair, 2010: 1‬‬
‫في مايو ‪ 2015‬تم اﻹعﻼن عن مبادرة الهند الجريئة "التعل يم ف ي الهن د" لج ذب الط ﻼب ال دوليين وجع ل الهن د مرك زاً‬
‫عالي الجودة للتعليم العالي في آسيا‪ ،‬وهي "‪ "Make in India‬و "‪ "Digital India‬و "‪ "Skill India‬و "‪Start-‬‬
‫‪ "up India‬و "‪ "Stand-up India‬و "‪) "Swatch Bharat‬الهند النظيفة( وتهدف إلى تمكين الهند وجعلها ق وة‬
‫اقتصادية عالمية‪ .‬والحقيقة أنه على الرغم من ان المبادرة من بين أحدث دول العالم‪ ،‬فلن تتمكن الهند من جني أرباحها‬
‫الديموغرافي ة إذا ظ ل التعل يم الع الي ف ي وض عه الح الي‪ .‬وتطم ح الهن د إل ى اﻻنتق ال م ن ث اني أكب ر ع دد م ن الط ﻼب‬
‫يغادرون شواطئها للدراسة ف ي الخ ارج‪ ،‬إل ى أن تص بح وجه ة تعليمي ة رائ دة تج ذب المزي د م ن الط ﻼب ال دوليين إل ى‬
‫ضا‬‫شواطئها‪ .‬وإذا كانت الهند قادرة على توفير السعة والجودة الﻼزمت ين لتوس يع رص يدها م ن الش باب م ع التن افس أي ً‬
‫على الصعيد العالمي لجذب الطﻼب الدوليين الوافدين‪ ،‬فإن مبادرة "التعليم في الهند" ستكمل بالفعل المبادرات اﻷخ رى‬
‫)‪.(Chadha & other, 2016: 1‬‬
‫وعليه فان مبادرة التعليم في الهند لم تنطوي على س ذاجة سياس ية‪ ،‬ب ل ه ي تخط يط مب رمج لتحوي ل فق دان العق ول ال ى‬
‫كسب العقول حيث تطمح الدولة الهندية ﻻن تكون احدى دول استقبال المهاجرين من اص حاب الكف اءات ب دل ان تك ون‬
‫محطة لمغادرة اصحاب الكفاءات من ابنائها‪.‬‬
‫ومن خﻼل ماتقدم ان الهند ربما استطاعت ان تحول ظاهرة استنزاف العقول إلى كسب لها‪ ،‬من خ ﻼل اجراءاته ا تج اه‬
‫الكفاءات المهاجرة فضﻼ عن النمو اﻻقتصادي السريع للهن د‪ ،‬ال ذي اس همت في ه الكف اءات الهندي ة المه اجرة س واء م ن‬
‫خﻼل التحويﻼت المالية أو اﻻستثمار في الهن د ع ن بع د‪ ،‬وبالت الي فهن اك الي وم هج رة عكس ية يع ود م ن خﻼله ا الهن ود‬
‫المقيمون في الخارج الى وطنهم للبح ث ع ن ف رص عم ل في ه‪ .‬كم ا ان قي ام رج ال اﻷعم ال والمؤسس ات ف ي الخ ارج‬
‫واﻷطباء الهنود العائدون من الخارج على إقامة المستشفيات ومؤسسات الرعاي ة الص حية المتخصص ة ف ي الهن د‪ ،‬ادى‬
‫‪343‬‬
‫دراسات إقتصادية وإدارية ومالية ومصرفية ومحاسبية‬ ‫مجلة كلية دجلة الجامعة ‪.‬المجلد)‪(6‬العدد)‪(1‬كانون الثاني ‪2023‬‬

‫الى رفع مستوى الرعاية الصحية وإدخال أحدث التقنيات‪ .‬وطالما أن الكفاءات الهندية المهاجرة تساهم بش كل كبي ر ف ي‬
‫نمو قطاع البرمجيات في البﻼد‪ ،‬ف ان ذل ك ادى ال ى انتع اش قط اع البرمجي ات الهن دي وانش اء الش ركات العالمي ة فيه ا‪.‬‬
‫وكان هذا اﻻتجاه واحدا من قصص النجاح في تحقيق كسب العقول خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات‪ .‬ومن خ ﻼل‬
‫دراسة تجربة الهند يتضح ان الدولة تمكنت من تحفيز كفاءاتها للعودة إلى الوطن‪ ،‬أو اﻻستفادة منهم ف ي أثن اء تواج دهم‬
‫بالخارج‪ .‬ويمكن القول ان أهمية اﻻس تقرار السياس ي واﻻقتص ادي ك ان ل ه دورا ف ي ج ذب واس تثمار الكف اءات الهندي ة‬
‫المهاجرة‪ ،‬ومن ثم تحويل هجرة العقول إلى كسب للعقول‪.‬‬
‫المحور الثالث‬
‫امكانية استفادة العراق من الكفاءات المهاجرة في ضوء التجربة الهندية‬
‫اوﻻً‪ -‬هجرة الكفاءات العلمية العراقية‪:‬‬
‫يحفل تاريخ العراق بالعديد من الهجرات البشرية المتعددة اﻻنماط‪ ،‬التي تسببت بها عوام ل ط اردة نش أت قس را ً او‬
‫انتجها ظرف آني في مغادرة الكثير من العراقيين الى خارج وطنهم‪.‬‬
‫وف ي الع راق هن اك عﻼق ة متوازن ة ب ين حج م الس كان والم وارد المتاح ة في ه‪ ،‬ويؤك د ه ذه الحقيق ة ان س كان الع راق‬
‫يرغبون بالبقاء في ارضهم‪ ،‬ربما بتأثير من ثقافة معينة ﻻ تشجع الهجرة او غياب الرؤية اليه ا‪.‬اﻻ ان م امر ب ه الع راق‬
‫من ظروف استثنائية منذ ثمانينات القرن العشرين‪ ،‬بدءا ب الحرب العراقي ة اﻻيراني ة ‪ ،1988-1980‬ث م ح رب الخل يج‬
‫‪ ،1991‬مرورا بالعقوبات اﻻقتص ادية وانته اءا ً بأح داث م ا بع د تغيي ر النظ ام السياس ي ع ام ‪ ،2003‬أث رت ف ي زي ادة‬
‫تطلع العراقيين للهجرة خارج بلدهم‪ ،‬ول ذا أص بح ل دى الع راق ع دد كبي ر م ن المه اجرين ف ي بل دان أوروب ا والوﻻي ات‬
‫المتح دة ودول الج وار اﻻقليم ي‪ .‬وأن )‪ (٪16.6‬م نهم يقع ون ض من الفئ ة الش ابة )‪ 24-15‬س نة(‪ .‬وأكث ر م ن نص فهم‬
‫ضمن اﻻعمار )‪ 44-25‬سنة(‪ ،‬وثلثهم تقريبا يحملون شهادة عليا )التقرير الوطني الثاني حول حالة الس كان‪:2012 ،‬‬
‫‪.(107‬‬
‫وبعد عام ‪ 2003‬وتغي ر النظ ام السياس ي عم ت الفوض ى السياس ية واﻷمني ة واﻻقتص ادية‪ ،‬وﻻس يما م ن أواس ط ع ام‬
‫‪ 2004‬حتى أواسط عام ‪ ،2007‬مما ترك أثره السلبي على النخبة العلمية العراقية‪ ،‬اذ غادر عدد م ن افض ل اﻷس اتذة‬
‫واﻷطباء والمهندسين وغيرهم من أصحاب الكف اءات ال ى خ ارج البل د بس بب المض ايقات والتهدي دات والقت ل‪ .‬فخس رت‬
‫الجامعات العراقية المئات من مﻼكاتها العلمي ة‪ ،‬س واء ال ذين استش هدوا أو ال ذين غ ادروا الع راق ) الج ابري‪:2017 ،‬‬
‫‪ .(9‬ونتيج ة الفوض ى ايض ا ً فق د ت م اغتي ال )‪ (25‬طبي ب وبل غ ع دد ال ذين غ ادروا الع راق م ن اﻻختصاص ات الن ادرة‬
‫)‪ (115‬طبيب كما أشارت اليه وزارة الصحة‪ ،‬ثم زادت نس بة اﻻغتي اﻻت والقت ل بع د الع ام ‪ 2004‬حي ث بل غ )‪(130‬‬
‫طبيب عراقي تم اغتيالهم او اختطافهم ‪) .‬محمد‪ .(617 :2022 ،‬و بالرغم من تأثيرات العامل اﻷمن ي كعام ل رئيس ي‬
‫في هجرة الكفاءات العراقية‪ ،‬فأن العامل اﻻقتصادي شهد انتعاشا ً ملحوظا ً في زيادة الرواتب‪ ،‬ولكن ما رافقه من تضخم‬
‫في اﻷسعار وارتفاع في مستوى المعيشة‪ ،‬أفقد الكثير م ن قيم ة الرات ب الجدي د‪ ،‬ل ذا بق ي العام ل اﻻقتص ادي س ببًا مه ًم ا‬
‫للهج رة رغ م التحس ن الملح وظ ف ي مس توى دخ ل الف رد فيم ا يتعل ق بالكف اءات بش كل ع ام ) ‪Abdul Hussein,‬‬
‫‪ .(2019: 2913‬ويمث ل تص اعد هج رة الكف اءات العلمي ة م ن الع راق بش كل متزاي د اح د أش كال تص دير رأس الم ال‬
‫البشري المنتج‪ ،‬الذي تحم ل اﻻقتص اد العراق ي ع بء تكوين ه‪ ،‬ف ي وق ت كان ت هن اك حاج ة ماس ة إل ى جمي ع الكف اءات‬
‫للمساهمة في البناء والتقدم ف ي مختل ف المج اﻻت‪ ،‬والع راق ل يس كغي ره م ن ال دول الت ي ﻻ تت أثر بهج رة مواهبه ا إل ى‬
‫الخ ارج كالهن د ومص ر‪ ،‬ك ون ه ذه ال دول ل ديها وف رة م ن الكف اءات العلمي ة ولك ن اس واقها الداخلي ة غي ر ق ادرة عل ى‬
‫استيعابها‪ ،‬انما العراق لديه مايمتلكه من اﻹمكانيات المادية الكبيرة‪.‬ولكن المشكلة تكمن في غي اب التخط يط والتوظي ف‬
‫لهذه الكفاءات العلمية )السوداني‪.(5 :2012 ،‬‬
‫ونظرا ً لعدم وجود بيانات منهجية حول المهاجرين الدوليين من ذوي الكفاءات ومنها العراق‪ ،‬ارتأى الباحث اللجوء الى‬
‫بناء تقديرات أعداد المهاجرين من الكف اءات باس تخدام مامت اح م ن مص ادر البيان ات‪ ،‬ول و ان التق ديرات الناتج ة ليس ت‬
‫بالدقة المطلوبة‪ ،‬اﻻ انها ربما تتيح بشكل افضل معرفة حجم هجرة الكفاءات العراقي ة‪ .‬وق د ت وفرت ل دينا تق ديرات ع ن‬
‫اعداد المهاجرين العراقيين بشكل عام للمدة م ن ‪ 2020 -2003‬م ن ع دة مص ادر وه ي خالي ة م ن تفاص يل المس توى‬
‫العلمي للمهاجرين )الجدول ‪ 2‬الحقل ‪ (2‬ومن خﻼل هذه العينة اتبعنا اﻹجراء اﻵتي‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتمادا على ما ورد في تقرير الهج رة الدولي ة لع ام ‪ ،2018‬ب ان اغل ب المه اجرين ه م ف ي س ن العم ل )‪64 -20‬‬
‫سنة( وبنسبة )‪) (٪72‬تقرير الهجرة الدولية ‪ 22 :2018‬و ‪.(17‬‬
‫‪ -2‬ماورد في تقرير الهجرة لعام ‪ ،2020‬اشار بانه في عام ‪ 2019‬كان معظم المهاجرين الدوليين حوالي )‪ (٪74‬في‬
‫سن العمل )‪ 64 - 20‬سنة( )تقرير الهجرة ‪.(21 :2020‬‬

‫‪344‬‬
‫دراسات إقتصادية وإدارية ومالية ومصرفية ومحاسبية‬ ‫مجلة كلية دجلة الجامعة ‪.‬المجلد)‪(6‬العدد)‪(1‬كانون الثاني ‪2023‬‬

‫‪ -3‬وبما ان الحد اﻻدنى لسن التخرج من الكلية )بكالوريوس( هو )‪ 22‬سنة( وعليه سيتم اعتبار س ن العم ل )‪64 -22‬‬
‫سنة(‪.‬‬
‫‪ -‬ولما ورد في الفقرات )‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪ (3‬انفاً‪ ،‬سيتم اعتماد نسبة )‪ (٪70‬ممن هم في سن العمل ليتم حصر ذوي المستوى‬
‫التعليمي الجامعي ضمن نسبة الـ)‪ (٪70‬بشكل تقريبي وحسب المعادلة ‪:‬‬
‫عدد المهاجرين × ‪ = 0.70‬عدد المهاجرين في سن العمل‪) .‬الحقل‪ 3‬من الجدول‪(2‬‬
‫‪ -‬ولمعرفة عدد الكفاءات العراقية المهاجرة‪ ،‬فﻼبد ان نستشهد ببيان ات البن ك ال دولي ح ول الهج رة الدولي ة م ن ال وطن‬
‫العرب ي الت ي اش ارت إل ى أن هن اك نح و )‪ (1.18‬ملي ون مه اجر م ن منطق ة الش رق اﻷوس ط وش مال إفريقي ا ف ي ع ام‬
‫‪ ،2010‬والعراق ضمن الدول العربية ذات اﻻغلبية من حيث الهجرة‪ ،‬واغل ب المه اجرين وبنس بة )‪ (٪40.2‬م ن تل ك‬
‫ال دول يتج ه إل ى دول منظم ة التع اون اﻻقتص ادي والتنمي ة )‪ (OECD‬و)‪ (٪23.2‬إل ى ال دول المتقدم ة اﻷخ رى‪،‬‬
‫و)‪ (٪31.5‬إلى دول عربية‪ ،‬وحوالي )‪ (٪1.2‬إلى دول نامية أخرى‪ .‬وحول المستوى التعليمي للمهاجرين م ن ال وطن‬
‫العربي‪ ،‬تستند قاعدة بيانات البنك ال دولي لع ام ‪ 2000‬عل ى نت ائج دراس ة )‪*(Docquier and Marfouk, 2006‬‬

‫التي تبين ان نسبة الهج رة ب ين المتعلم ين تعليم ا ً عالي ا ً بلغ ت ف ي الع راق )‪ (٪11.1‬م ن المه اجرين )التقري ر اﻹقليم ي‬
‫للهجرة الدولية العربية‪ .(9 :2014 ،‬وعليه سيتم احتساب نسبة )‪ (٪11‬من مجموع عدد المهاجرين ممن هم ف ي س ن‬
‫العمل‪ ،‬في المعادلة‪) :‬حاصل ضرب عدد المهاجرين في س ن العم ل ×‪ (٪11‬والنت ائج تمث ل ع دد المه اجرين م ن ذوي‬
‫التعليم العالي )الحقل ‪ 4‬من الجدول‪ .(2‬وكما يوضحه الجدول اﻵتي‪:‬‬
‫الجدول )‪(2‬‬
‫تقديرات اعداد المهاجرين العراقيين من ذوي التعليم العالي‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫السنة عدد المهاجرين عدد المهاجرين في سن العمل عدد المهاجرين من ذوي التعليم العالي‬
‫‪87390‬‬ ‫‪794453‬‬ ‫‪1134933 2003‬‬
‫‪179145‬‬ ‫‪1628589‬‬ ‫‪2326556 2004‬‬
‫‪111299‬‬ ‫‪1011812‬‬ ‫‪1445446 2005‬‬
‫‪130772‬‬ ‫‪1188832‬‬ ‫‪1698332 2006‬‬
‫‪153298‬‬ ‫‪1393615‬‬ ‫‪1990878 2007‬‬
‫‪177856‬‬ ‫‪1616875‬‬ ‫‪2309821 2008‬‬
‫‪188880‬‬ ‫‪1717092‬‬ ‫‪2452989 2009‬‬
‫‪197234‬‬ ‫‪1793037‬‬ ‫‪2561482 2010‬‬
‫‪201878‬‬ ‫‪1835252‬‬ ‫‪2621788 2011‬‬
‫‪185556‬‬ ‫‪1686868‬‬ ‫‪2409812 2012‬‬
‫‪178537‬‬ ‫‪1623063‬‬ ‫‪2318662 2013‬‬
‫‪193261‬‬ ‫‪1756915‬‬ ‫‪2509878 2014‬‬
‫‪113957‬‬ ‫‪1035976‬‬ ‫‪1479966 2015‬‬
‫‪140817‬‬ ‫‪1280152‬‬ ‫‪1828789 2016‬‬
‫‪129286‬‬ ‫‪1175328‬‬ ‫‪1679040 2017‬‬
‫‪157930‬‬ ‫‪1435728‬‬ ‫‪2051040 2018‬‬
‫‪142222‬‬ ‫‪1292928‬‬ ‫‪1847040 2019‬‬
‫‪174606‬‬ ‫‪1587331‬‬ ‫‪2267615 2020‬‬
‫المصدر‪ :‬الجدول من اعداد الباحث باﻻعتماد على بيانات البنك الدولي و)تقارير الهجرة الدولي ة لع ام ‪ 2013‬و‪2014‬‬
‫و‪ 2017‬و‪ 2018‬و‪ (2020‬و )داود‪.(89 :2021 ،‬‬

‫*‬
‫دراسة فريدريك دوكوير ‪ Frédéric Docquier‬باحث مشارك في الصندوق الوطني للبحوث اﻻقتصادية‪ .‬وعبد السﻼم مارفوك ‪Marfouk‬‬
‫‪ ، Abdeslam‬تم استخدام مجموعة بيانات أصلية عن الهجرة الدولية حسب التحصيل العلمي لعامي ‪ 1990‬و ‪ 2000‬لتحليل محددات هجرة‬
‫العقول من البلدان النامية‪ .‬والتحليل بدأ بتحليل بسيط لهجرة العقول في مكونين مضاعفين؛ درجة انفتاح البلدان المرسلة )مقاسة بمتوسط معدل‬
‫الهجرة(‪ ،‬وفجوة التعليم )مقاسة بمستوى تعليم المهاجرين مقارنة بالسكان اﻷصليين(‪(Docquier, Marfouk, 2007: 1) .‬‬
‫‪345‬‬
‫دراسات إقتصادية وإدارية ومالية ومصرفية ومحاسبية‬ ‫مجلة كلية دجلة الجامعة ‪.‬المجلد)‪(6‬العدد)‪(1‬كانون الثاني ‪2023‬‬

‫ومن الجدول انفا يتضح ان هناك تذبذب في اعداد المهاجرين طيلة المدة من ‪ ،2020 -2003‬ويعود ذلك ال ى ظه ور‬
‫عوامل تتسبب بالهجرة بين حين وآخر منها امنية او سياسية او اقتصادية‪ .‬فكان ارتفاع عدد المهاجرين من ذوي التعليم‬
‫الع الي لع ام ‪ 2004‬بس بب اﻻح تﻼل وت ردي الوض ع اﻻمن ي‪ ،‬وتراج ع الهج رة ع ام ‪ 2005‬ربم ا بس بب الش عور‬
‫باﻻستقرار السياس ي واﻻمن ي‪ ،‬ث م ع ودة ارتف اع الهج رة ع ام ‪ 2006‬ﻻس باب امني ة خطي رة وحت ى ع ام ‪ ،2011‬وف ي‬
‫عامي ‪ 2012‬و‪ 2013‬تراجع تدفق الهجرة قليﻼ‪ ،‬ثم ليرتفع في عام ‪ 2014‬بس بب موج ة الهج رة الكبي رة للش باب ف ي‬
‫نفس العام‪ .‬اما السنوات الﻼحقة فتناوبت بين اﻻنخفاض واﻻرتف اع وذل ك ربم ا يع ود ال ى اس باب تخ ص المه اجر وقل ة‬
‫التعيينات وجائحة كورونا‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ -‬واقع هجرة الكفاءات العراقية‪:‬‬
‫تعتبر ظاهرة هجرة الكفاءات العراقي ة ظ اهرة إجباري ة وليس ت طوعي ة‪ ،‬ل ذا يج ب دراس تها بطريق ة مغ ايرة عم ا ف ي‬
‫الدول اﻻخرى‪ ،‬ﻻن عوامل هجرة الكفاءات بشكل عام تركز برمتها على اﻷسباب اﻻقتصادية ثم اﻷسباب اﻷخرى‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة للعراق فان اﻷمر يختلف كونه يتميز عن غيره م ن ال دول بان ه م ن أغن ى دول الش رق اﻷوس ط لم ا يمتلك ه م ن‬
‫ثروات معدنية وزراعية ومائية وخصوبة أرضه وموقعه الجغراف ي المتمي ز وحض ارته الت ي تمت د ف ي عم ق الت اريخ )‬
‫محمد‪.(1 :2016 ،‬‬
‫وطالما ان ظاهرة هجرة الكفاءات مس تمرة باس تمرار مس بباتها‪ ،‬ل ذا ﻻ يمك ن الج زم بوج ود إس تراتيجية كفيل ة بالقض اء‬
‫على الظاهرة م ن قب ل أي دول ة م ن ال دول الت ي تع اني م ن آث ار هج رة كفاءاته ا‪ .‬وعل ى ض وء ذل ك يمك ن التكي ف م ع‬
‫الوضع القائم سواء بمحاولة استعادة بعض من الكفاءات المهاجرة‪ ،‬أو اﻻستفادة منه ا ف ي مك ان اقامته ا ع ن بع د‪ .‬وقب ل‬
‫ك ل ذل ك ينبغ ي معرف ة التح ديات الت ي تواج ه الع راق لﻼس تفادة م ن الكف اءات المه اجرة بع د ع ام ‪ 2003‬عل ى ض وء‬
‫مسبباتها‪ ،‬والتي يمكن ايجازها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪ -1‬التح ديات السياس ية واﻷمني ة‪ :‬ك ان لتغيي ر النظ ام السياس ي وم ا اعقب ه م ن ح اﻻت الفوض ى السياس ية واﻷمني ة‬
‫واﻻقتصادية‪ ،‬ﻻسيما من منتصف ع ام ‪ 2004‬حت ى منتص ف ع ام ‪ ،2007‬ق د ت رك أث ره الس لبي عل ى النخب ة العلمي ة‬
‫العراقية )الجابري‪ .(8 :2017 ،‬فضﻼً ع ن البيروقراطي ة والفس اد اﻹداري وتض ييق الحري ات عل ى العق ول المبدع ة‪،‬‬
‫مما يولد لديهم الشعور بالغبن‪ ،‬ومحاوﻻت لصهر المفكرين في أجهزة المؤسسات الحكومية )محمود‪.(1 :2012 ،‬‬
‫‪ -2‬التحديات اﻻقتصادية‪ :‬بالرغم من انتعاش العامل اﻻقتصادي انتعاشا ملحوظا في زيادة الرواتب‪ ،‬ولكن ما رافقه م ن‬
‫تضخم في اﻷسعار وارتفاع مستوى المعيشة‪ ،‬أفقد الكثير من قيمة الراتب الجديد‪ ،‬لذا بقي العامل اﻻقتصادي س ببًا مه ًم ا‬
‫للهج رة رغ م التحس ن الملح وظ ف ي مس توى دخ ل الف رد فيم ا يتعل ق بالكف اءات بش كل ع ام ) ‪Abdul Hussein,‬‬
‫‪ .(2019: 2913‬وكذلك حال ة الرك ود ف ي تط ور الق وى المنتج ة والت ي وج د تعبي راً له ا ف ي بق اء وس ائل اﻻنت اج ف ي‬
‫الصناعة والزراعة والتجارة وغيرها دون تغيير‪ ،‬وحرمان المجتمع م ن أبس ط الخ دمات اﻹنس انية كت وفر مي اه الش رب‬
‫والكهرباء والصحة‪.‬‬
‫‪ -3‬التحديات العلمية‪ :‬بعض العلماء يعاني من عدم وج ود اختص اص ف ي البل د وفق ا لمؤهﻼت ه‪ ،‬كعلم اء ال ذرة والفض اء‬
‫وصناعة الصواريخ‪ .‬فضﻼ عن مشاكل عدم تقدير العلم والعلماء‪ ،‬وفي هذا الصدد يق ول روب رت ماكنم ارا م دير البن ك‬
‫الدولي سابقا ً "أن العقول تشبه القل وب بص فة عام ة ف ي أنه ا ت ذهب حي ث تلق ى التق دير"‪ .‬وايض ا ً تح ٍد آخ ر ه و اخ تﻼل‬
‫أنظمة البحث العلمي والسياسات التقنية والذي يتسبب بعوامل بطء التطور في التعل يم الج امعي‪ .‬وع دم ت وفير اﻻقتص اد‬
‫العراقي سوقا ً للبحث والتطوير في ظل الخلل اﻻكاديمي الواضح في الجامعات العراقية‪ .‬وصعوبة أو انعدام القدرة على‬
‫اس تيعاب أص حاب الكف اءات ال ذين يج دون أنفس هم إم ا ع اطلين ع ن العم ل‪ ،‬أو ﻻ يج دون عم ﻼً يناس ب اختصاص اتهم‬
‫العلمية في بلدانهم‪ ،‬وعدم توفر التسهيﻼت الﻼزمة لهم‪ ،‬وع دم وج ود المن اخ المﻼئ م ﻹمكاني ة البح ث العلم ي‪ .‬ويض يف‬
‫الباحث ان قلة مايخصص في الموازنة العامة السنوية لﻼنفاق عل ى البح ث العلم ي يب دوا ان ه ﻻ ي وازي القيم ة العالمي ة‬
‫للمعرفة التي صارت اليوم قاعدة لبناء الدول وتطورها‪.‬‬
‫‪-4‬التح ديات اﻻجتماعي ة‪ :‬ان س فر أع داد م ن الطلب ة إل ى الخ ارج‪ ،‬أم ا ﻷنه م موهوب ون بش كل غي ر ع ادي وﻻيمك نهم‬
‫الحصول على منح دراسية‪ ،‬أو ﻷنهم من عائﻼت غنية‪ ،‬وبالنتيجة يندفعون إلى التكيف مع أسلوب الحياة اﻷجنبي ة حت ى‬
‫يستقروا في الدول التي درسوا فيها‪ ،‬ومن ثم تكوين روابط اجتماعية كالزواج من اﻷجنبيات وانجاب اﻷوﻻد‪ ،‬مما يضع‬
‫المهاجر أمام اﻷمر الواقع فيما بعد‪ ،‬إذ يصعب عليه ترك زوجته وأوﻻده ﻻعتبارات عديدة‪ ،‬منها أنهم ق د ﻻ يس تطيعون‬
‫العيش في بلده اﻷصلي‪ ،‬وغير مستعدين لمصاحبته للعودة الى وطنه )محمود‪.(1 :2012 ،‬‬
‫ان العراق ليس كغيره من الدول التي ﻻ تتأثر بهجرة مواهبها إلى الخارج كالهند ومصر‪ ،‬ك ون ه ذه ال دول ل ديها وف رة‬
‫من الكفاءات العلمية ولكن اسواقها الداخلية غير قادرة على استيعابها‪ ،‬انما العراق لديه مايمتلكه من اﻹمكاني ات المادي ة‬
‫الكبيرة‪ ،‬إﻻ أن المشكلة تكمن في غياب التخطيط والتوظيف لهذه الكفاءات العلمية )السوداني‪.(5 :2012 ،‬‬
‫‪346‬‬
‫دراسات إقتصادية وإدارية ومالية ومصرفية ومحاسبية‬ ‫مجلة كلية دجلة الجامعة ‪.‬المجلد)‪(6‬العدد)‪(1‬كانون الثاني ‪2023‬‬

‫ولكن كيف يستفاد العراق من تجربة الهند على ضوء ذلك؟‬


‫ان ماقامت به الهند من اجراءات على المستويين الحكومي وغير الحكومي‪ ،‬لم يحقق الهدف الكام ل لمعالج ة الظ اهرة‪.‬‬
‫ولكن ﻻ ينكر انها استطاعت اﻻستفادة عن بعد من الكفاءات المهاجرة‪ .‬حيث انها نجحت نس بيا ف ي اس تقطاب ج زء م ن‬
‫الفائدة الجوهرية من عناصر الكفاءات المهاجرة‪ .‬حيث ان هناك مشاريع تنموية‪ ،‬وتح ويﻼت مالي ة م ن المه اجرين ال ى‬
‫ذويهم في الهند‪ ،‬ساهمت بجزء تنموي من خﻼل القيمة المضافة للن اتج المحل ي اﻻجم الي‪ .‬ونفه م م ن ذل ك ان الكف اءات‬
‫المه اجرة عب رت ع ن اس تعدادها لﻺس هام الفع ال ف ي الجه ود التنموي ة ف ي بل دانها اﻷص لية‪ ،‬ل ذا يمك ن الق ول أن آلي ة‬
‫اﻻستفادة من الكفاءات المهاجرة تكون من خﻼل سلوك اتجاهين أو احدهما‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫أﻻتج اه اﻻول‪ :‬اﻻقن اع ب العودة‪ ،‬ويك ون م ن خ ﻼل تحش يد اﻹج راءات الحقيقي ة الوطني ة م ن ح وافز مادي ة وإداري ة‬
‫وامتيازات عينية وعلمية واقتصادية‪ ،‬والتي يمك ن به ا اقن اع الكف اءات العراقي ة المه اجرة ب العودة ل وطنهم ليس هموا ف ي‬
‫تطويره‪ .‬وهذا التوجه في الوقت الحاضر غير واقعي ﻷن العوام ل الط اردة ف ي البل د ﻻزال ت قائم ة‪ ،‬والعوام ل الجاذب ة‬
‫المتمثلة بالمكتسبات التي حققها المهاجرون قد يصعب التخلي عنها‪.‬‬
‫اﻻتجاه الثاني‪ :‬اﻻستثمار عن بعد‪ ،‬ويكون م ن خ ﻼل تج اوز الموان ع الطبيعي ة والمص طنعة‪ ،‬ودع وة الكف اءات العراقي ة‬
‫المه اجرة لﻺس هام ف ي تط وير وتنمي ة وط نهم م ن خ ﻼل ال ربط المعرف ي والتكنول وجي وتق ديم ال دعم الفن ي لب رامج‬
‫ومشروعات التنمية في العراق دون ضرورة الع ودة إلي ه‪ .‬وه ذا التوج ه ه و اﻷكث ر واقعي ة‪ .‬وعلي ه ف ان س لوك اﻻتج اه‬
‫الثاني باﻻستثمار عن بعد واﻻس تعانة بالكف اءات المه اجرة دون ض رورة ع ودتهم إل ى أرض ال وطن‪ ،‬يكم ن م ن خ ﻼل‬
‫التوجهات اﻵتية‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻻتصال بالكفاءات المهاجرة‪:‬‬
‫هناك عدة محاور تمثل اجراءات قامت بها الهند للتواصل مع كفاءاتهم ف ي الخ ارج ومنه ا عق د الم ؤتمرات واللق اءات‬
‫التي تنظمها الحكومة من خﻼل ممثلياته ا ف ي الخ ارج بال دعوة لعق د لق اءات م ع الكف اءات المه اجرة ف ي مك ان اقامته ا‪،‬‬
‫محاولة منها لتوثيق الصلة بينها وبين نظرائها في الداخل‪ ،‬من الناحية العلمية والبحثية واﻻقتصادية للمساهمة في تنمي ة‬
‫وطنهم‪.‬‬
‫‪ -2‬جهود المؤسسات الحكومية وغير الحكومية‪:‬‬
‫هناك مؤسسات معنية بالعمل على اﻻستفادة من الخبرات اﻻجنبية وهي ماتتوفر لدى كفاءاته ا ف ي الخ ارج ‪ .‬وف ي الهن د‬
‫توجد وزارة الشؤون الهندي ة ف ي الخ ارج الت ي تاسس ت ع ام ‪ .2004‬باﻻض افة ال ى اس هام الجامع ات الهندي ة ب الترابط‬
‫العلمي بينها وبين كفاءاتها في الخارج‪.‬‬
‫‪ -3‬الدعم اﻻداري والمالي‪:‬‬
‫تجاوز الروتين والبيروقراطي ة والفس اد اﻻداري‪ ،‬فف ي الهن د ك ان هن اك احتف اﻻ س نويا )‪ (PBD‬تنظم ه وزارة الش ؤون‬
‫الهندي ة ف ي الخ ارج لتعزي ز التواص ل ب ين الهن د والش تات الهن دي‪ ،‬فض ﻼ ع ن اﻻمتي ازات والتس هيﻼت الت ي تق دمها‬
‫الحكومة الهندية‪.‬‬
‫اما في العراق وبعد التغيير الذي حصل في العراق عام ‪ ،2003‬اتخذت الحكومة الجديدة اليات لتشجيع الكف اءات عل ى‬
‫العودة السريعة لبﻼدهم‪ ،‬إحدى أهم هذه اﻵليات كان عقد المؤتمرات الموسعة في بغداد وفتح لجان وورش عمل خاصة‬
‫لمعرفة أولويات الحكومة في التعام ل م ع عقوله ا المه اجرة ف ي الخ ارج وذل ك م ن خ ﻼل ث ﻼث مح اور‪ ،‬اﻷول تك وين‬
‫قاعدة بيانات عن المغتربين والكفاءات ومناطق اق امتهم لك ي ي تم تحدي د أوج ه اﻻس تفادة م نهم‪ ،‬ام ا المح ور الث اني فه و‬
‫مناقشة سبل اجتذاب هذه الكفاءات وتسهيل عودتها من خﻼل منحها الح وافز والمغري ات‪ ،‬والمح ور الثال ث يرك ز عل ى‬
‫مناقشة سبل التواصل مع الكفاءات العراقية خارج العراق وامكانية مساهمتهم في إعادة أعمار العراق من خ ﻼل تنظ يم‬
‫الزيارات إلى العراق أو تبادل الخبرات والبحوث والدراسات أو إعطاء محاضرات في الجامعات العراقية‪ .‬وفي كانون‬
‫الث اني ‪ 2007‬عق د تجم ع النخ ب والكف اءات العراقي ة ال ذي ض م مجموع ة كبي رة م ن العلم اء والمثقف ين الع راقيين‬
‫المهاجرين وخاصة في أوربا‪ ،‬مؤتمره اﻷول ببغ داد بحض ور حك ومي بس يط وحض ور ﻻ يق ل بس اطة م ن الشخص يات‬
‫العراقية المهاجرة‪ .‬ولم توفق الحكومة العراقية م ن اس تثمار الم ؤتمر أو تحقي ق نت ائج ملموس ة بس بب التح ديات اﻷمني ة‬
‫التي كانت تعيشها البﻼد آن ذاك‪ ،‬إﻻ ان التط ور اﻻيج ابي التص اعدي ال ذي حقق ه الع راق ف ي المج ال اﻷمن ي من ذ ش باط‬
‫‪ ،2007‬ساهم ب أن يك ون الم ؤتمر الث اني )للنخ ب والكف اءات العراقي ة( المنعق د ف ي اﻷس بوع الث اني م ن تش رين الث اني‬
‫‪ 2008‬أكث ر نجاح ا ً وتحض يرا ً وحض وراً‪ .‬كم ا عق د ف ي بغ داد م ؤتمرا ً هندس يا ً مختص ا ً بالتع اون ب ين حكوم ة الع راق‬
‫وجمعية الكندي الهندسية التي تأسست في لندن عام ‪ 1983‬وتخص المهندسين العراقيين المهاجرين‪ ،‬ولمدة أربع ة أي ام‬
‫من السابع عشر إلى الحادي والعشرين من تشرين الثاني ‪ ،2008‬وشارك فيه عدد كبير جداً م ن المهندس ين الع راقيين‬
‫بلغ نحو )‪ (150‬مهندس من الخارج وآخرين من مهندس ي ال داخل‪ ،‬كم ا ش ارك في ه س بعة وزارات عراقي ة فض ﻼً ع ن‬
‫‪347‬‬
‫دراسات إقتصادية وإدارية ومالية ومصرفية ومحاسبية‬ ‫مجلة كلية دجلة الجامعة ‪.‬المجلد)‪(6‬العدد)‪(1‬كانون الثاني ‪2023‬‬

‫الهيئة اﻻستشارية المرتبطة بمكتب رئيس الوزراء العراقي‪ ،‬وتناول عدة ملفات حيوية أهمه ا آلي ة تط وير الخب رات ف ي‬
‫الداخل العراقي وسبل استثمار خبرات الخارج لعملية إعادة أعمار العراق‪ ،‬ولعل ابرز ما شهده المؤتمر دعوة الحكومة‬
‫العراقية بشكل مباشر لعودة المؤتمرين إلى العراق واﻻستقرار فيه )الفراتي‪.(1 :2008 ،‬‬
‫وكان قرار مجلس الوزراء العراقي رقم )‪ (441‬لسنة ‪ ،2008‬يمثل استجابة الحكومة العراقية لتسهيل عودة الكف اءات‬
‫العلمية العراقية للمساهمة في البن اء التنم وي لبل دهم‪ ،‬ث م توص يات اللجن ة المش كلة ب اﻷمر ال ديواني الم رقم )‪ (39‬لس نة‬
‫‪ ،2010‬ومنها إعادة تعيين وتوظيف الكفاءات وتسجيل الزوجات والوﻻدات واكمال الدراسة ونقل اﻻثاث واﻹعفاء من‬
‫الرس وم الكمركي ة وغيره ا م ن اﻻمتي ازات‪ .‬وم ع ذل ك فتش ير اﻻحص اءات المت وفرة ال ى قل ة اس تجابة المه اجرين م ن‬
‫الكفاءات لذلك اﻻجراء‪ .‬حي ث ك ان ع دد العائ دين للم دة م ن ‪ 2003‬ال ى نيس ان ‪ 2021‬نح و )‪ (4148‬حس ب مص ادر‬
‫وزارة الهجرة والمهجرين‪ .‬لذا يمكن القول ان العراق من الجان ب التش ريعي اتخ ذ اس لوب مماث ل لم ا اتخذت ه الهن د م ن‬
‫اجراءات لمحاولة ايقاف او تضييق حجم الفقدان التنموي نتيجة هجرة الكفاءات العلمية‪ ،‬اﻻ انها لم تحقق الجدوى‪.‬‬
‫ويمكن القول ان التجارب الدولية اظهرت أن ه م ن الص عب من ع الهج رة‪ ،‬ل ذا أص بحت هج رة الكف اءات ظ اهرة هيكلي ة‬
‫ومستمرة في عصر العولمة في ظل رغبة العديد من الكفاءات المهاجرة تلبية طموح اتهم العلمي ة وتحس ين دخ ولهم م ن‬
‫خﻼل الوصول إلى مناطق أكثر تقدما وثرا ًء في العالم‪ .‬ولذا فان النهج اﻷمثل لتقليل التأثير السلبي لهجرة الكف اءات ف ي‬
‫العراق‪ ،‬هو التطبيق العملي لنظرية مشاركة العقول للمساهمة في تنمي ة البل د‪ ،‬باﻻعتم اد عل ى الش تات العراق ي العلم ي‬
‫ف ي الخ ارج ال ذي يمث ل احتياطي ا ً مهم ا ً ف ي المج اﻻت الرئيس ية لﻼهتمام ات العلمي ة للعلم اء المه اجرين وه ي العل وم‬
‫الطبيعية والعلوم التقنية وغيرها هذا من جانب‪ ،‬ومن جان ب آخ ر ف ان اس س تك وين الكف اءات العراقي ة المه اجرة كان ت‬
‫داخل العراق وان وصولها الى المستوى العالي ت م م ن خ ﻼل الممارس ة الميداني ة لتخصص ها ف ي الخ ارج مم ا اكس بها‬
‫الخبرة والتميز‪ ،‬لكنها اتخذت قرار بقائها ف ي دول المهج ر اس تنادا ال ى عوام ل جاذب ة س واء اقتص ادية او اجتماعي ة أو‬
‫امنية أو ماتكيفت به من سعة الحياة العلمية والعملية المتوفرة في بلد المقصد والمعدومة في بلد المنشأ اي العراق وه ذه‬
‫العوامل ﻻزالت باقية لﻶن‪ ،‬وعليه فمن الصعب تحقق عودة الكفاءات ال ى ال وطن ﻻس يما ف ي الوق ت الحاض ر ف ي ظ ل‬
‫عدم اﻻستقرار السياسي والمحاصصة التي اصبحت تمث ل الهيك ل السياس ي واﻻقتص ادي للبل د وال ذي اغل ب م ن ي ديره‬
‫ربما ليس كفوءاً لبناءه بل مؤهﻼً لخرابه وتبعيته‪ .‬وعليه لم تتحقق فرضية البحث‪ ،‬حيث ﻻيمكن للعراق ان يعالج هجرة‬
‫كفاءاته من خﻼل اﻻستفادة من التجربة الهندية في ظل دوام التحديات التي ذكرت انفاً‪.‬‬
‫المحور الرابع‬
‫اﻻستنتاجات والتوصيات‬
‫اوﻻ‪ -‬اﻻستنتاجات‪:‬‬
‫‪ -1‬ان التحديات السياسية واﻻمنية واﻻقتصادية واﻻجتماعي ة والعلمي ة الت ي يم ر به ا الع راق خ ﻼل م دة دراس ة البح ث‬
‫ﻻزالت قائمة وعليه تم دحض فرضية البحث اذ ﻻيمكن للعراق ان يحقق ماحققته الهند لﻼستفادة من كفاءاته المه اجرة‪،‬‬
‫بسبب دوام التحديات في ظل الواقع الحالي‪.‬‬
‫‪ -2‬تعتب ر الهن د م ن أكب ر المص درين للكف اءات دولي ا ً واكث رهم قب وﻻ بس بب إج ادة ابنائه ا اللغ ة اﻹنجليزي ة وأوض اعها‬
‫الديموغرافية فضﻼ عن ان أكثرهم يعملون في مجال تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬
‫‪ -3‬استطاعت الهند ان تحول ظاهرة استنزاف العقول إلى كسب العقول‪ ،‬من خﻼل اجراءاتها تجاه الكفاءات المه اجرة‪،‬‬
‫وبالتالي هناك اليوم هجرة عكسية للهنود المقيمون في الخارج الى وطنهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ان أهمية اﻻستقرار السياسي واﻻقتص ادي ك ان ل ه دورا ف ي ج ذب واس تثمار الكف اءات الهندي ة المه اجرة‪ ،‬وم ن ث م‬
‫تحويل هجرة العقول إلى كسب للعقول‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬التوصيات‪:‬‬
‫‪ -1‬معالج ة التح ديات اﻻقتص ادية واﻻجتماعي ة والسياس ية واﻻمني ة والعلمي ة م ن خ ﻼل م نح روات ب وح وافز تناس ب‬
‫المجهود العلمي للكفاءات‪ ،‬وتوفير الس كن الﻼئ ق به م وباس رهم‪ ،‬وم نحهم ف رص المش اركة ف ي ادارة مؤسس ات الدول ة‬
‫واتخاذ القرار السياسي‪ ،‬والبيئة اﻵمنة‪ ،‬وزيادة نسبة اﻻنفاق على قطاع البحث والتطوير والمراكز البحثية‪.‬‬
‫‪ -2‬تشخيص ودراسة اسباب هجرة الكفاءات العراقية بشكل ج دي واكث ر حداث ة لمعرف ة اﻻج راءات الت ي ينبغ ي العم ل‬
‫بها لمعالجة الظاهرة او اﻻستفادة منها‪.‬‬
‫‪ -3‬توسيع وتحديث البرن امج اﻻك اديمي وتهيئ ة البيئ ة التطبيقي ة للتخصص ات الجدي دة داخ ل البل د للح ؤول دون تس رب‬
‫مخرجات البرنامج عن طريق الهجرة‪ .‬واﻻحتفاظ بها ودعمها واتاحة كل مستلزمات اﻻبحاث العلمية لها‪.‬‬
‫‪ -4‬ينبغي أن تولي الحكومة اهتماما ً أكبر لتشجيع الحوار المستمر مع مواطنيها أينما اس تقروا وتعبئ ة الش تات العراق ي‪،‬‬
‫فبالرغم من أن الغالبية العظمى من المه اجرين ذوي الكف اءات العالي ة ق د يكون ون راس خين ف ي وجه اتهم الجدي دة‪ ،‬ف إن‬
‫‪348‬‬
‫دراسات إقتصادية وإدارية ومالية ومصرفية ومحاسبية‬ ‫مجلة كلية دجلة الجامعة ‪.‬المجلد)‪(6‬العدد)‪(1‬كانون الثاني ‪2023‬‬

‫عدداً كبيراً منهم سيكون على استعداد للمساهمة في الحياة السياسية واﻻقتصادية واﻻجتماعية في الع راق وأن يص بحوا‬
‫جزءاً من المجتمع عبر الوطني الذي يربط ألعراق بباقي دول العالم‪ .‬ولربما حان الوق ت لتج اوز التحس ر عل ى ه روب‬
‫العلماء والمثقفين لتشجيع العودة والهجرة الدائرية وتدفق العقول من الشتات إلى العراق‪.‬‬
‫مصادر البحث‪:‬‬
‫َﻼم اَ سبحانه َوتعالى القرآنَ اَلكَريم‪.‬‬
‫َير اَلكﻼم ك َ‬
‫خ َ‬
‫‪ - 1‬ابن منظور )‪) ،(1981‬معجم لسان العرب(‪ ،‬دار المعارف ط ‪ ،1‬القاهرة ‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ - 2‬احمد‪ ،‬نادر عبد الغفور )‪) ،(2003‬العقول العراقية بين اﻻستثمار أو اﻻستنزاف(‪ ،‬مؤسسة الرافد‪ ،‬لندن‪.‬‬
‫‪ - 3‬الجابري‪ ،‬ستار جبار)‪) ،(2017‬هجرة الكفاءات العراقية اﻻسباب والمعالجات(‪ ،‬مجلة دراسات دولي ة ‪-‬الع دد ‪،68‬‬
‫مركز الدراسات اﻹستراتيجية والدولية‪ -‬جامعة بغداد‪.‬‬
‫‪ - 4‬الجوراني‪ ،‬عدنان فرحان )‪) ،(2011‬هجرة الكفاءات وأثره ا عل ى التنمي ة اﻻقتص ادية(‪ ،‬الح وار المتم دن ‪ -‬الع دد‪:‬‬
‫ي ‪.2022/1/‬‬ ‫‪ .2011 /6/7 – 3389‬ف‬
‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=262278‬‬
‫‪ - 5‬جوهر‪ ،‬على ص الح‪ .‬م راد‪ ،‬حس ام إب راهيم )‪) ،(2017‬هج رة العق ول ب ين اﻻس تنزاف والكس ب(‪ ،‬الطبع ة اﻷول ى‪،‬‬
‫المكتبة العصرية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ - 6‬حس ن‪ ،‬احم د ف ؤاد )‪) ،(2015‬ال دوافع السياس ية واﻻقتص ادية لهج رة الكف اءات العربي ة بع د ع ام ‪-1990‬الع راق‬
‫انموذجا(‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم السياسية‪ ،‬جامعة النهرين‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫‪ - 7‬الخطيب‪ ،‬علي )‪) ،(2006‬مقاﻻت في اﻻقتصاد والسياسة‪ :‬هجرة اﻷدمغة ومخاطرها على بﻼدنا(‪ ،‬الطبعة اﻻولى‪،‬‬
‫دار ‪ 65‬الهادي ‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 8‬داود‪ ،‬يُسر قاسم عبد الحميد )‪) ،(2021‬العمالة الوافدة والهجرة وإنعكاسها على سوق العمل في‬
‫العراق بعد عام ‪ ،(2003‬رسالة ماجستير ‪ /‬كلية اﻹدارة واﻹقتصاد ‪ -‬جامعة بغداد‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫‪ - 9‬راماتش اندران‪ ،‬زوش ما )‪) ،(2009‬الهن ود الع املون ف ي الخ ارج ذراع جدي دة للنم و اﻻقتص ادي(‪ ،‬مرك ز الجزي رة‬
‫للدراسات‪ ،‬ترجمة عاطف معتمد عبد الحميد‪ ،‬في ‪https://studies.aljazeera.net/ar .2009/11/25‬‬
‫‪ - 10‬الريس‪ ،‬أحمد محمد هشام)‪) ،(2017‬اﻻعﻼم والهجرة غير المشروعة(‪ ،‬المؤتمر العلمى الرابع فى الفترة من ‪23‬‬
‫‪ 24-‬إبريل ‪ ،2017‬تحت عنوان القانــون واﻻعﻼم‪ ،‬جامعــة طنطــا‪ -‬كلية الحقوق‪.‬‬
‫‪ - 11‬الس وداني‪ ،‬س عد جب ار)‪) ،(2012‬هج رة الكف اءات العراقية‪...‬أس بابها ومعالجته ا(‪ ،‬مجل ة الحق وق‪ ،‬مجل د ‪ 10‬الع دد‬
‫‪ ،15‬كلية القانون‪ ،‬الجامعة المستنصرية‪.‬‬
‫‪ - 12‬عمر‪ ،‬احمد مختار)‪) ،(2008‬معجم اللغة العربية المعاصرة(‪ ،‬الطبعة اﻻولى‪ ،‬عﻼ للكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ - 13‬الفرات ي‪ ،‬ف رات محس ن )‪) ،(2008‬الع راق يس عى ﻹع ادة عقول ه المه اجرة(‪ ،‬الح وار المتم دن‪-‬الع دد‪-2481 :‬‬
‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=154489&nm=1 2008/11/30‬‬
‫ى(‪.‬‬ ‫اجرة العظم‬ ‫وى المه‬ ‫ارك )‪) ،(2016‬الق‬ ‫ارد‪ ،‬م‬ ‫‪ - 14‬ليون‬
‫‪https://www.aljazeera.net/opinions/2016/4/21‬‬
‫‪ - 15‬محم د‪ ،‬حم د جاس م )‪) ،(2016‬ظ اهرة هج رة الكف اءات العراقي ة اﻷس باب والمعالج ات(‪ ،‬مرك ز الف رات للتنمي ة‬
‫والدراسات اﻹستراتيجية‪https://annabaa.org Ⓒ2016 - 2004/‬‬
‫‪ - 16‬محم ود‪ ،‬فيض ي عم ر )‪) ،(2012‬أس باب ودواف ع هج رة الكف اءات الص حية العربي ة وتح ديات الح د م ن الهج رة(‪.‬‬
‫‪http://www.arabmed.de/index.php/2010-11-25-07-21-25-11/62-reasons-and-‬‬
‫‪motives-of-the-arab-brain-drain-of-health-and-the-challenges-of-immigration-‬‬
‫‪reduction‬‬
‫‪ - 17‬محم د‪ ،‬احم د عثم ان )‪) ،(2022‬الهج رة اﻻجباري ة للعق ول العراقي ة إل ى الخ ارج‪ :‬المش كلة والحل ول(‪ ،‬مجل ة‬
‫اﻻستاذ للعلوم اﻻنسانية واﻻجتماعية مجلد‪ 61/‬العدد‪ 1/‬السنة ‪)2022‬ص‪.(629-605‬‬
‫‪ - 18‬معط ﷲ‪ ،‬سهام )‪) ،(2020‬العرب والهند‪ :‬تح وﻻت العﻼق ة م ع ق ّوة ناش ئة ومس تقبلها(‪ ،‬الفص ل ‪ ،13‬ت أليف ونش ر‬
‫مجموعة مؤلفين المركز العربي لﻸبحاث ودراسة السياسات‪.‬‬
‫‪ - 19‬بيانات البنك الدولي‪.‬‬
‫‪ - 20‬التقرير الوطني الثاني حول حالة السكان في إطار توصيات المؤتمر الدولي للسكان والتنمية واﻻهداف اﻻنمائية‬
‫لﻸلفية ‪ -‬ب دعم م ن ص ندوق اﻻم م المتح دة للس كان‪ ،‬حزي ران‪ ،2012 ،‬تحلي ل الوض ع الس كاني ف ي الع راق‬
‫‪.2012‬‬
‫‪349‬‬
‫دراسات إقتصادية وإدارية ومالية ومصرفية ومحاسبية‬ 2023 ‫(كانون الثاني‬1)‫(العدد‬6)‫المجلد‬. ‫مجلة كلية دجلة الجامعة‬

.2014 ‫ التقرير اﻹقليمي للهجرة الدولية العربية‬- 21


. 2020‫ و‬2018‫ و‬2017‫ و‬2014‫ و‬2013 ‫ تقارير الهجرة الدولية لعام‬- 22
Foreign references:
1- Abdul Hussein, Helen Mohammed (2019), (Motives For The Migration Of Iraqi
Scientific Competencies And Their Implications For Iraqi Society), Iraq, University
of Kufa, Faculty of Education for Girls, Opcion, Año 35, Especial Nº 20
(2019):2899-2921
2- Arunachalam, Subbiah (2008),(India: students drawn to study overseas),
University world news, No.32 June 2008. Available at:
http://www.universityworldnews.com/article.php?story=20080613092000955
3- Bhagwati, Jagdish (2012), (Return of brain drain panic) The economic times, 30
Jan 2012 . Available at: http://articles.economictimes.Indiatimes.
com/2012-01-30/news/ 31005848_1_brain-drain-countries-outflow.
4- Bhandari, Laveesh and Malik, Payal (2008), (India‘s borderless workforce) A
Manpower India White Paper, p1. at: http://www.manpowergroup.com/
research/research.cfm?chooseyear=2008&categoryid=2.
5- Clear IAS Team,(2021), (Brain Drain: The Great Indian Migration),
December 24, 2021. At: https://www.clearias.com .
6- Chadha, Bandana. Dugar, Anurag. Rai, R. S.(2016), (Globalizing Higher
Education in India: Brain Drain in Reverse – A Review). At: http://www.
indianjournalofmanagement.com/index.php/pijom/issue/view/7033.
7- Dalmia Sanjay (2006), (Migration and India doctors), Indian J Surg. Vol.68, no.
5, October 2006 , pp 280 – 282
8- De Haas, Hein (2021), (A theory of migration: the aspirations-capabilities
framework). CMS 9, 8. https://doi.org/10.1186/s40878-020-00210-4.
9- Duttagupta, I(2011), (Indian healthcare: stop the brain drain of doctors), The
Economic Times, ET Bureau. Available at:
http://articles.economictimes. indiatimes.com/2011-08-20/news/ 29909305_1_
indian-doctors-physicians-of-indian-origin-british-association.
10- Hawkes, M.(2009), et al: (Nursing brain drain from India), Human Resources -
for Health. Available at:
http://www.human-resources-health.com/content/7/1/5.
11- Kapur, Devesh (2001), (diasporas and technology transfer
journal of human development), Vol. 2, No. 2, 2001 , p268
12- Khadria(1), Binod (2006), (india: skilled migration to developed countries,
labour migration to the gulf), jawahar lal nehru university, newdelhi, and asia
research institute and the department of economics national university of
singapore.
13- Krishna, Binod Khadria (1997), (phasing scientific migration in the context of
brain gain and brain drain in india), V.V. First Published 1/9/1997 Research Article.
https://doi.org/10.1177/097172189700200207
14- López, Ángel Blanco. Ramos, Enrique España. García,Francisco José
González. Mariscal, Antonio Joaquín Franco (2015), (key aspects of scientific
competence for citizenship: a delphi study of the expert community in spain),
Research Article 24/1/2015, at: https://onlinelibrary.wiley.com
350
‫دراسات إقتصادية وإدارية ومالية ومصرفية ومحاسبية‬ 2023 ‫(كانون الثاني‬1)‫(العدد‬6)‫المجلد‬. ‫مجلة كلية دجلة الجامعة‬

15- Mehdi, Khosrow-Pour,(2014), (encyclopedia of information science and


technology), Third Edition, IGI Global.
16- Oxford Learner Dictionary. https://www.oxfordlearnersdictionaries.com.
17- Sahay, Anjali (2006), (brain drain or gain: migration of knowledge worker from
india to the united states), A doctor's degree of Philosophy International Studies,
OLD, Dominion University: p258
18- Saxenian, Annalee(2002), (The Silicon Valley Connection Transnational
Networks and Regional Development in Taiwan, China and India), Science -
Technology & Society.
19-Yuan Li (2012). (Brain Drain of China and India), A Master's of education,
Department of International Environment and Development Studies, Norwegian
University.
20- Zubair, Ahmed (2010), (US‘ reverse brain drain‘s to India now in full swing),
BBC news, Washington, 19 August 2010. Available at:
http://www.bbc.co.uk/news/world-south-asia-10614936
21- International Organization for Migration (IOM),N34: Glossary on Migration,13-
12- 2019.
22-United Nations, Department of Economic and Social Affairs, Population
Division (2019), International Migrant Stock 2019.

351

You might also like