You are on page 1of 2

‫بسم هللا الرحمان الرحيم‬

‫●تقديم‪ꓽ‬‬
‫رفضت قريش الدين الجديد‪ ،‬لما يشكل على أهواء سادتها ومصالحهم من خطر‪ ،‬مما جعلهم ينزلون أشد‬
‫العذاب بأصحاب الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬غير أن النبي العظيم‪ ،‬حينما رأى أن دائرة العذاب تزداد‬
‫اتساعا يوما بعد يوم‪ ،‬ولكي ال يبقى مراوحا لمكانه‪ ،‬ويجد نفسه دائما عند نقطة االنطالق‪ ،‬أمر مجموعة من‬
‫الصحابة بالهجرة إلى الحبشة‪.‬‬
‫●المحور األول‪ ꓽ‬الهجرة إلى الحبشة وتأمين مستقبل الدعوة‪ꓽ‬‬

‫أصحاب رسو ِل هللا صلى هللا‬ ‫ُ‬ ‫سلمةَ زوج النبي رضي هللا عنها‪" :‬ل َّما ضاقتْ علينا مكَّة‪ ،‬وأوذ َ‬
‫ِي‬ ‫ْ‬
‫قالت أ ُّم َ‬
‫دينهم‪ ،‬وأنَّ رسو َل هللا صلى هللا عليه وسلم‬ ‫ِ‬ ‫البالء وال ِفتن ِة في‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ورأ ْوا ما يُصيب ُهم ِمنَ‬ ‫ُ‬
‫عليه وسلم وفتنوا‪َ ،‬‬
‫وعمه‪ ،‬ال يَ ِص ُل إليه‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫ال يستطي ُع دف َع ذلك عن ُهم‪ ،‬وكان رسو ُل هللا صلى هللا عليه وسلم في َمنعَ ٍة من قوم ِه‬
‫بأرض ال َحبش ِة َم ِلكًا ال‬
‫ِ‬ ‫شي ٌء م َّما يَكرهُ م َّما ينا ُل أصحابَه‪ ،‬فقال لهم رسو ُل هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إنَّ‬
‫يُظل ُم عنده‪ ،‬فالحقوا ببالد ِه حتَّى يجع َل هللا لكم فَ َر ًجا و َمخر ًجا م َّما أنتم في ِه" اخرجه البهيقي‪.‬‬
‫●المحور الثاني‪ ꓽ‬سياق حدوث بيعة العقبة االولى‪ꓽ‬‬
‫لما ضاقت سبل الدعوة في مكة‪ ،‬بحث الرسول صلى هللا عليه وسلم عن أرض أخرى للدعوة‪ ،‬فتوجه إلى‬
‫الطائف‪ ،‬غير أن سادتها رفضوه وصدوه‪ ،‬وفي إحدى مواسم الحج‪ ،‬عرض النبي نفسه على قادمين من‬
‫يثرب للحج‪ ،‬فأسلم منهم ستة‪ ،‬بعد عام رجع هؤالء مع آخرين‪ ،‬اثنا عشر رجال من األوس والخزرج‪،‬‬
‫وبايعوا الرسول صلى هللا عليه وسلم على اإلسالم‪ .‬وقد بعث النبي صلى هللا عليه وسلم الصحابي الجليل‬
‫أن رسو َل‬ ‫النقباء ليلةَ العقبَ ِة ‪َّ ، -‬‬
‫ِ‬ ‫ت ‪ ،‬وهو أحدُ‬ ‫مصعبا بن عمير معهم ليعلمهم دينهم ‪ ꓽ‬فعنَ عبادة َ بنَ الصام ِ‬
‫هللا صلَّى هللاُ عليه وسلَّم قال‪" :‬بايعُونِي علَى أن ال تُش ِْركُوا باهللِ شيئ ًا ‪ ،‬وال ت َ ْ‬
‫س ِرقُوا ‪ ،‬وال ت َ ْزنُوا ‪ ،‬وال‬
‫صوا فِي معروفٍ ‪ ،‬ف َم ْن َوفَّى منكُم‬ ‫ببهتان تفت َ ُرونَهُ بينَ أيدِيكُم وأرج ِلكُم ‪ ،‬وال ت ْع ُ‬
‫ٍ‬ ‫تقتُلُوا أوال َدكُم ‪ ،‬وال تأتوا‬
‫أصاب ِمن ذلكَ شيئ ًا ثم‬ ‫َ‬ ‫ارةٌ ‪ ،‬ومن‬ ‫ب ب ِه في ال ُّد ْنيَا فهو َكفَّ َ‬
‫اب ِمن ذ ِلكَ شيئ ًا فعُوقِ َ‬
‫ص َ‬‫فأَجْ ُرهُ على هللاِ ‪ ،‬و َم ْن أ َ َ‬
‫ست َ َرهُ هللاُ فهو إلى هللاِ ‪ ،‬إن شا َء عفا عنهُ ‪ ،‬وإن شا َء عاقَبَهُ" ‪ ،‬فبايعنَاهُ على ذلكَ " أخرجه البخاري‪.‬‬
‫●المحور الثالث‪ ꓽ‬بيعة العقبة الثانية‪ꓽ‬‬
‫ثم إنه قد حدث قبل الهجرة بشهور قليلة أن قدم ثالثة وسبعون رجال (من بينهم امرأتان) من يثرب لمبايعة‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬والتي كانت على اإليواء والنصرة‪.‬‬
‫في نفس المكان والزمان‪ ،‬ضواحي مكة‪ ،‬ليال وخفية عن عيون قريش‪ ،‬التقى القادمون من يثرب بالرسول‬
‫صلى هللا عليه وسلم (‪ 62‬من الخزرج و‪ 11‬من االوس معهم امرأتان) فقال البراء بن معرور‪" ꓽ‬خذ لنفسك‬
‫ولربك ما أحببت" فقال "أشترط لربي أن تعبدوه وحده وال تشركوا به شيئا ولنفسي أن تمنعوني مما‬
‫تمنعون منه نساءكم وابناءكم متى قدمت عليكم"‬
‫‪ -‬تتفق البيعتان اذن في إعالن القادمين من يثرب عن دخولهم لإلسالم وطاعتهم هلل ورسوله‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز البيعة الثانية عن االولى بكونها أعطت الرسول صلى هللا عليه وسلم أمرين‪ꓽ‬‬
‫‪-‬األمان (أرض جديدة ال خوف فيها)‬
‫‪-‬النصرة (تحقيق نصرته ضد كل من يهاجمه)‬

‫‪1‬‬
‫بسم هللا الرحمان الرحيم‬

‫●القيم المستفادة‪ꓽ‬‬
‫‪ -‬الصدق في االيمان (يجعلك تستسهل كل ما يبدوا صعبا)‬
‫‪ -‬التضحية (فال شيء غال عن هللا ورسوله صلى هللا عليه وسلم)‬
‫‪ -‬االقتداء (رفض رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عرض قريش‪ ꓽ‬الملك‪ ،‬السيادة‪ ،‬الزواج من أجمل‬
‫الجميالت‪ ،‬التطبيب‪)...‬‬
‫‪ -‬المسؤولية (المخلص هلل‪ ،‬الصادق في دينه‪ ،‬ال بد أن يكون مسؤوال‪ ،‬ويستبعد جدا جدا استهتاره بالدين‬
‫وتهاونه في االيمان)‬

‫‪2‬‬

You might also like