‫خاتمة‬

‫يمكن القول أن المحافظ العقاري وهو يمارس سلطاته المتعددة فإنه يقوم بدور‬
‫فاعل في مجال التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الوطنية والمحلية مستغال في ذلك‬
‫وضع األدوات التقنية والمعلوماتية ‪ ،‬التي منحها له المشرع في ظل األوضاع التي‬
‫يعرفها المغرب في مجال الملكية العقارية ‪ ،‬حيث أن المغرب يعرف طفرة انتقالية‬
‫في إطار نظام الوكالة الذي يتميز بالسرعة والدقة والجودة أمام اكراهات العولمة‬
‫‪ .‬وحاجيات االستثمار واالنعاش العقاريين‬
‫فالمسؤولية الملقاة على عاتق المحافظ تحتم عليه التحقق والتدقيق من مضمون كل‬
‫الوثائق والمستندات المدعمة لطلب التقييد حق عيني أو تعديله أو التشطيب عليه‪,‬‬
‫ومنحه المشرع سلطة تقديرية واسعة لقبول أو رفض الطلبات المقدمة إليه‪ ,‬غير أن‬
‫ذلك ال يعني أن المحافظ معصوم من الخطأ‪ ,‬وبالتالي فإن بعض قراراته بقبول أو‬
‫تقييد أو رفضه قد تجانب الصواب وهو األمر الذي يبرر قابلية تللك القرارات‬
‫‪.‬للطعن فيها أمام القضاء‬
‫األمر الذي يزيد من مسؤولية المحافظ العقاري الشخصية ويوسع من رقعتها ناهيك‬
‫عن مسؤوليته اإلدارية والمالية والجنائية ‪ ،‬وهي مسؤوليات بالرغم من خطورتها‬
‫من شأنها المساهمة في تراكم تجارب وخبرات مما يجعله مؤهال لإلفتاء والحسم‬
‫‪.‬في الكثير من االشكاليات اليومية التي تطرحها قضايا التحفيظ العقاري‬
‫وفي الزاوية األخرى نجد أن المشرع تشرد كثيرا فيما يخص المسؤولية حيث‬
‫أحاطها بسياج من النصوص القانونية ‪ ،‬ولم يكتف فقط بالنصوص المتضمنة‬
‫بقانون االلتزامات والعقود وظهير التحفيظ العقاري ‪ ،‬بل أخضع المحافظ للمساءلة‬
 ‫‪ .‬الجنائية والحالية والتأديبية أيضا‬
‫ورغم أن المشرع قد اتخذ االحتياطات الالزمة لحماية حقوق طالبي التحفيظ‬
‫والمتمثلة في تقوية مسؤولية المحافظ وانشاء صندوق التأمين ‪ ،‬فال زالت بعض‬
‫الثغرات تشب قانون التحفيظ بالمغرب حيث نجد أن المشرع اقتصر على مسؤولية‬
‫المحافظ وحده ولم يثر مسؤولية األطراف األخرى ‪ ،‬مثل محرري الوثائق المدعمة‬
‫لمطالب التقييد ‪ ،‬وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن النصوص الحالية‬
‫المتعلقة بالتحفيظ العقاري لم تقوى على حماية حقوق المواطن في مجال الملكية‬
‫‪ .‬العقارية‬
‫ومن هذا المنطلق نرى ضرورة إعادة النظر في هذه النصوص وجعلها منسجمة‬
‫مع األوضاع العقارية الحالية للمغرب وذلك بإصدار قانون جديد يحمل بصمة‬
‫التجديد في ميدان التحفيظ العقاري ‪ ،‬حتى يزرع الطمأنينة في نفوس األفراد‬
‫‪ .‬وتشجيعهم على توظيف أموالهم واستثمارها في مشاريع عقارية أو تجارية‬