Professional Documents
Culture Documents
0400 000 038 002
0400 000 038 002
ملخص املقال:
ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦله
ﻭﺗﻨﻮﻉوسائل التخطيط ﺍﻟﻤﺼﺪﺭﻳﻦ
أركانه ،وتحديد ﺑﻴﻦرسمﺗﻌﺪﺩ
معامله وتوضيح ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺗﻲ
ساهمت في ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺮ
املحطات التي بجموعة من ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ :مر التعمير العملياتي باملغرب
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ وطنيا.
ﺍﻟﻤﻨﺎﺭﺓفإن له أيضا بعدا
ﻣﺠﻠﺔشأنا محليا
والرقابة على تنفيذه ،ألنه وإن كان وتطبيقه
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ:
ألجله ،ومع منح الجماعات صالحيات في ميدان التعمير أضحت سلطات رئيس املجلس الجماعي في هذا الجانب مقيدة بآراء
ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻌﻨﺒﻲ
مجموعة من املتدخلين ،على اعتبار التعمير مجموعة من القواعد واملؤسسات واإلجراءات القانونية ،التي تمكن من حيازة واستعمال املجال
ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ:
ﻋﺒﺪﺍﻹﻻﻩ ﺍﻟﺮﺟﺒﻲ،
السلطات اإلدارية. العام الذي تحددهﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ: ﺍﻟﻤؤﻟﻒ
ملتطلبات الصالح طبقا
فتنفيذ وثائق التعمير ال يكتمل إال بموافقة مجموعة من السلطات بحيث تتم هذه املوافقة عبر ما تبديه إدارات الدولة من
ﻉ38 ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ/ﺍﻟﻌﺪﺩ:
آراء استشارية ملزمة للجماعات املوكول لها أمر تنفيذ وثائق التعمير ،وأحيانا أخرى آرا ء ملزمة ومطابقة في نفس الوقت ،كالرأي الذي تبديه
ﻧﻌﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ:
الحضرية. الوكاالت
لذا فاقتران التعمير برقابة متنوعة من قبل عدد من الهيئات االستشارية املتدخلة يعد مسألة منطقية ،حيث ينبغي أخذ آرائها
2022 ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ:
بعين االعتبار سواء قبل الترخيص لطالب اإلذن بممارسة أشغال التعمير والبناء ،أ و أثناء تنفيذ هذه العمليات التعميرية ،أو بعد االنتهاء
الختصاص رئيس املجلس الجماعي في إصداره هذه القرارات اإلدارية التي تختلف بحسب طبيعة ﻳﻮﻧﻴﻮ
وذلك في ظل مزاحمة هيئات أخرى ﺍﻟﺸﻬﺮ:
منها،
العملية التعميرية ،فتتنوع بذلك بين سلطة منتخبة وأخرى معينة.
37 - 64 ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ:
األمر الذي جعل طلبات الحصول على تراخيص ممارسة أشغال التعمير العملياتي تعرف قبل إجابة السلطة املنتخبة املختصة لطالب
الحصول على هذه التراخيص وأيضا تعدد املتدخلين ،مما يجعل مدة دراستها تتجاوز أحيانا 1334908
:MDعدة إشكاالت ،أفرزتها كثرة طلبات الترخيصﺭﻗﻢ
ﻭﻣﻘﺎﻻﺕعليها بشكل ضمني نتيجة فوات األجل ،أو رفضها أحيانا أخرى بسبب عدم تقديم وبالتالي املوافقة
ﺑﺤﻮﺙ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ:قانونا لإلجابة عليها،
ﻧﻮﻉ املدة املحددة
العناية الالزمة لدراسة الطلب ،فيضر ذلك بمصلحة طالب الترخيص وينعكس أيضا على التنزيل السليم للمقتضيات التعميرية
Arabicخروجها عن األهداف التي أحدثت ألجلها ،فينعكس ذلك سلبا على عدة مجاالت اقتصادية، ﺍﻟﻠﻐﺔ:املنصوص عليها بوثائق التعمير ،وبالتالي
اجتماعية ،ثقافية ،أمنية وبيئية. EcoLink, IslamicInfo ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ:
ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺗﻲ ،ﺍﻟﺮﺧﺺ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ:
Article Summary:
http://search.mandumah.com/Record/1334908
Operational ﺭﺍﺑﻂreconstruction has undergone several phases in Morocco, which helped shape its features: and
clear its foundations, as well as decide on its planning methods, its application and the sup ervision of its
implementation. All due to the fact that despite being a local issue, it carries within national implications.
For this purpose, the Municipal Council's president's authority in this matter has become restricted with the
opinions of several stakeholders, with the addition of Municipalities being granted new powers in the field of construction.
Taking into account that construction entails several rules, institutions and legal procedures, which allow the exploitation
and inclusion of the field to conform to the needs of public interest as defined by administrative authorities.
The completion of any application of construction documents is bound to the agreement of several authorities,
in accordance to what the governments' administrations have expressed through advisory but obliging consultations for
the municipalities responsible for the application of these documents. At other times, the consultations are obligatory and
© 2023ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ .ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ.
conform
ﻳﻤﻜﻨﻚ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ.ﺍﻟﻨﺸﺮat the
same time,
ﺣﻘﻮﻕ such consultationsﺃﻥas the
ﺟﻤﻴﻊ issuedﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻋﻠﻤﺎ
ﺣﻘﻮﻕ ﺃﺻﺤﺎﺏ by
urban agencies.
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ
ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ combiningﺃﻱThus,
ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ withﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ
construction ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﻭﻳﻤﻨﻊ
a diverse ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ،
supervision ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
from several ﺍﻟﻤﺎﺩﺓadvisory
ﻫﺬﻩbodies ﺗﺤﻤﻴﻞ aﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ
is deemed logical
ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
procedure. It is necessary to consider its opinions whether it is prior to authorizing construction works, during these works,
37
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
ملخص املقال:
ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ
مر التعمير العملياتي باملغرب بجموعة من املحطات التي ساهمت في رسم معامله وتوضيح أركانه ،وتحديد وسائل التخطيط له
ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ:
وتطبيقه والرقابة على تنفيذه ،ألنه وإن كان شأنا محليا فإن له أيضا بعدا وطنيا.
ألجله ،ومع منح الجماعات صالحيات في ميدان التعمير أضحت سلطات رئيس املجلس الجماعي في هذا الجانب مقيدة بآراء
ﺇﺳﻠﻮﺏ APA
مجموعة من املتدخلين ،على اعتبار التعمير مجموعة من القواعد واملؤسسات واإلجراءات القانونية ،التي تمكن من حيازة واستعمال املجال
ﺍﻟﺮﺟﺒﻲ ،ﻋﺒﺪﺍﻹﻻﻩ .(2022) .ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺗﻲ ﺑﻴﻦ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭﻳﻦ ﻭﺗﻨﻮﻉ
طبقا ملتطلبات الصالح العام الذي تحدده السلطات اإلدارية.
ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ.ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺭﺓ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﻉ .64 - 37 ،38ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ
فتنفيذ وثائق التعمير ال يكتمل إال بموافقة مجموعة من السلطات بحيث تتم هذه املوافقة عبر ما تبديه إدارات الدولة من
http://search.mandumah.com/Record/1334908
آراء استشارية ملزمة للجماعات املوكول لها أمر تنفيذ وثائق التعمير ،وأحيانا أخرى آرا ء ملزمة ومطابقة في نفس الوقت ،كالرأي الذي تبديه
ﺇﺳﻠﻮﺏ MLA
الوكاالت الحضرية.
ﺍﻟﺮﺟﺒﻲ ،ﻋﺒﺪﺍﻹﻻﻩ" .ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺗﻲ ﺑﻴﻦ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭﻳﻦ ﻭﺗﻨﻮﻉ
لذا فاقتران التعمير برقابة متنوعة من قبل عدد من الهيئات االستشارية املتدخلة يعد مسألة منطقية ،حيث ينبغي أخذ آرائها
ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ".ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺭﺓ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔﻉ.64 - 37 :(2022) 38
بعين االعتبار سواء قبل الترخيص لطالب اإلذن بممارسة أشغال التعمير والبناء ،أ و أثناء تنفيذ هذه العمليات التعميرية ،أو بعد االنتهاء
ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ 1334908/Record/com.mandumah.search//:http
منها ،وذلك في ظل مزاحمة هيئات أخرى الختصاص رئيس املجلس الجماعي في إصداره هذه القرارات اإلدارية التي تختلف بحسب طبيعة
العملية التعميرية ،فتتنوع بذلك بين سلطة منتخبة وأخرى معينة.
األمر الذي جعل طلبات الحصول على تراخيص ممارسة أشغال التعمير العملياتي تعرف قبل إجابة السلطة املنتخبة املختصة لطالب
الترخيص عدة إشكاالت ،أفرزتها كثرة طلبات الحصول على هذه التراخيص وأيضا تعدد املتدخلين ،مما يجعل مدة دراستها تتجاوز أحيانا
املدة املحددة قانونا لإلجابة عليها ،وبالتالي املوافقة عليها بشكل ضمني نتيجة فوات األجل ،أو رفضها أحيانا أخرى بسبب عدم تقديم
العناية الالزمة لدراسة الطلب ،فيضر ذلك بمصلحة طالب الترخيص وينعكس أيضا على التنزيل السليم للمقتضيات التعميرية
املنصوص عليها بوثائق التعمير ،وبالتالي خروجها عن األهداف التي أحدثت ألجلها ،فينعكس ذلك سلبا على عدة مجاالت اقتصادية،
اجتماعية ،ثقافية ،أمنية وبيئية.
Article Summary:
Operational reconstruction has undergone several phases in Morocco, which helped shape its features and
clear its foundations, as well as decide on its planning methods, its application and the sup ervision of its
implementation. All due to the fact that despite being a local issue, it carries within national implications.
For this purpose, the Municipal Council's president's authority in this matter has become restricted with the
opinions of several stakeholders, with the addition of Municipalities being granted new powers in the field of construction.
Taking into account that construction entails several rules, institutions and legal procedures, which allow the exploitation
and inclusion of the field to conform to the needs of public interest as defined by administrative authorities.
The completion of any application of construction documents is bound to the agreement of several authorities,
in accordance to what the governments' administrations have expressed through advisory but obliging consultations for
the municipalities responsible for the application of these documents. At other times, the consultations are obligatory and
© 2023ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ .ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ.
conform
ﻳﻤﻜﻨﻚ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ.ﺍﻟﻨﺸﺮat the
same time,
ﺣﻘﻮﻕ such consultationsﺃﻥas the
ﺟﻤﻴﻊ issuedﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻋﻠﻤﺎ
ﺣﻘﻮﻕ ﺃﺻﺤﺎﺏ by
urban agencies.
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ
ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ combiningﺃﻱThus,
ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ withﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ
construction ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﻭﻳﻤﻨﻊ
a diverse ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ،
supervision ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
from several ﺍﻟﻤﺎﺩﺓadvisory
ﻫﺬﻩbodies ﺗﺤﻤﻴﻞ aﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ
is deemed logical
ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
procedure. It is necessary to consider its opinions whether it is prior to authorizing construction works, during these works,
37
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
ملخص املقال:
مر التعمير العملياتي باملغرب بجموعة من املحطات التي ساهمت في رسم معامله وتوضيح أركانه ،وتحديد وسائل التخطيط له
وتطبيقه والرقابة على تنفيذه ،ألنه وإن كان شأنا محليا فإن له أيضا بعدا وطنيا.
ألجله ،ومع منح الجماعات صالحيات في ميدان التعمير أضحت سلطات رئيس املجلس الجماعي في هذا الجانب مقيدة بآراء
مجموعة من املتدخلين ،على اعتبار التعمير مجموعة من القواعد واملؤسسات واإلجراءات القانونية ،التي تمكن من حيازة واستعمال املجال
طبقا ملتطلبات الصالح العام الذي تحدده السلطات اإلدارية.
فتنفيذ وثائق التعمير ال يكتمل إال بموافقة مجموعة من السلطات بحيث تتم هذه املوافقة عبر ما تبديه إدارات الدولة من
آراء استشارية ملزمة للجماعات املوكول لها أمر تنفيذ وثائق التعمير ،وأحيانا أخرى آرا ء ملزمة ومطابقة في نفس الوقت ،كالرأي الذي تبديه
الوكاالت الحضرية.
لذا فاقتران التعمير برقابة متنوعة من قبل عدد من الهيئات االستشارية املتدخلة يعد مسألة منطقية ،حيث ينبغي أخذ آرائها
بعين االعتبار سواء قبل الترخيص لطالب اإلذن بممارسة أشغال التعمير والبناء ،أ و أثناء تنفيذ هذه العمليات التعميرية ،أو بعد االنتهاء
منها ،وذلك في ظل مزاحمة هيئات أخرى الختصاص رئيس املجلس الجماعي في إصداره هذه القرارات اإلدارية التي تختلف بحسب طبيعة
العملية التعميرية ،فتتنوع بذلك بين سلطة منتخبة وأخرى معينة.
األمر الذي جعل طلبات الحصول على تراخيص ممارسة أشغال التعمير العملياتي تعرف قبل إجابة السلطة املنتخبة املختصة لطالب
الترخيص عدة إشكاالت ،أفرزتها كثرة طلبات الحصول على هذه التراخيص وأيضا تعدد املتدخلين ،مما يجعل مدة دراستها تتجاوز أحيانا
املدة املحددة قانونا لإلجابة عليها ،وبالتالي املوافقة عليها بشكل ضمني نتيجة فوات األجل ،أو رفضها أحيانا أخرى بسبب عدم تقديم
العناية الالزمة لدراسة الطلب ،فيضر ذلك بمصلحة طالب الترخيص وينعكس أيضا على التنزيل السليم للمقتضيات التعميرية
املنصوص عليها بوثائق التعمير ،وبالتالي خروجها عن األهداف التي أحدثت ألجلها ،فينعكس ذلك سلبا على عدة مجاالت اقتصادية،
اجتماعية ،ثقافية ،أمنية وبيئية.
Article Summary:
Operational reconstruction has undergone several phases in Morocco, which helped shape its features and
clear its foundations, as well as decide on its planning methods, its application and the sup ervision of its
implementation. All due to the fact that despite being a local issue, it carries within national implications.
For this purpose, the Municipal Council's president's authority in this matter has become restricted with the
opinions of several stakeholders, with the addition of Municipalities being granted new powers in the field of construction.
Taking into account that construction entails several rules, institutions and legal procedures, which allow the exploitation
and inclusion of the field to conform to the needs of public interest as defined by administrative authorities.
The completion of any application of construction documents is bound to the agreement of several authorities,
in accordance to what the governments' administrations have expressed through advisory but obliging consultations for
the municipalities responsible for the application of these documents. At other times, the consultations are obligatory and
conform at the same time, such as the consultations issued by urban agencies.
Thus, combining construction with a diverse supervision from several advisory bodies is deemed a logical
procedure. It is necessary to consider its opinions whether it is prior to authorizing construction works, during these works,
37
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
or after the works are finilized. The making of administrative decisions, which differ according to the nature of the
construction operation, by the President of the Municipal Council, is contested by several other bodies. The conce rned
authorities could either be elected or designated.
The increasing number of demands for operational construction licences, and the plurality of participants, is
causing the duration of the file examination period to exceed the legal deadline, and therefore giving away the license by
default due to the time excess. This has caused the application for these licenses to cause several issues for the applicants .
As a result, severe harm is caused to the interests of the licence applicants, also affecting the complete application of
construction dispositions in accordance to the construction files, and thus losing its purpose, negatively affecting several
social, economic, cultural, environmental fields and security.
مقدمة:
يشهد املجال العمراني ببالدنا نموا ملحوظا نتيجة للنمو االقتصادي والهجرة القروية وفتح فرص
شغل جديدة باملجال الحضري ،األمر الذي أدى إلى زيادة عدد سكان الحواضر ،وبروز مجموعة من املشاكل
التي أثرت بشكل مباشر على املجال العمراني ،وأدت إلى تشويه بنيته على النحو الذي جعله غير متناغم وال
يترجم مضامين التصاميم واملخططات التعميرية ،مما أفرز تجزئات عشوائية وأحياء صفيحية وبنايات غير
قانونية.
هذه املشاكل االجتماعية واألوضاع السلبية جعلت السلطات العمومية تحس بأهمية التدخل
على جميع املستويات لضبط كل االختالالت التعميرية ،والبحث عن سبل فعالة لردع هذه األفعال املخلة
بقوانين التعمير والبناء ،سواء ما تعلق باملرحلة السابقة ملنح اإلذن بممارسة العمليات التعميرية ،أو خالل
سريان هذه األشغال واالنتهاء منها ،فأصبح رئيس املجلس الجماعي بذلك يتبوأ مكانة أساسية فيما يتعلق
بالتعمير العملياتي ،وأضحى يختص بمنح ا لرخص واألذون الخاصة بالقيام بأشغال البناء وإحداث
التجزئات العقارية واملجموعات السكنية وغيرها ،حتى وإن كانت قراراته في هذا املجال تتصف باالزدواجية،
إذ تأتي تارة صريحة وأخرى ضمنية.
ووعيا من املشرع املغربي بأهمية هذه القرارات اإلدارية أخضعها لرقابات متنوعة وعدد الهيئات
االستشارية املتدخلة فيها ،أي تلك التي ينبغي أخذ رأيها بعين االعتبار سواء قبل منح الترخيص لطالب اإلذن
بممارسة أشغال التعمير والبناء ،أو أثناء تنفيذ هذه العمليات التعميرية ،أو بعد االنتهاء منها ،وذلك في ظل
مزاحمة هيئات أخرى الختصاص رئيس املجلس الجماعي في إصداره هذه القرارات اإلدارية التي تختلف
بحسب طبيعة العملية التعميرية ،فتتنوع بذلك بين سلطة منتخبة وأخرى معينة.
38
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
ويبقى الهدف من هاته اإلجراءات هو تعزيز الرقابة في مجال التعمير ،وتفادي ما من شأنه أن
ينعكس سلبا على صورة املجال العمراني ،ويؤدي إلى تشوهه وخروجه عن اإلطار الذي حدد له في املخططات
والتصاميم التعميرية ،فضال عن رقابة قضائية الحقة وظيفتها إصدار عقوبات زجرية في حق املخالفين
للمقتضيات القانونية املؤطرة لعمليات التعمير والبناء.
فكثرة التدخالت تؤثر على وثيرة دراسة الطلبات التعميرية واآلجال القانونية املحددة للبث فيها،
وذلك راجع لكم الطلبات املقدمة أحيانا من أجل ممارسة عمليات التعمير العملياتي ،وأحيانا أخرى
للتضارب وتداخل اآلراء وتعارض وجهات النظر بين موافق ورافض للطلب ،حيث يشترط أن تكون القرارات
الترخيصية ملمارسة العمليات التعميرية متطاب ق مع ثائق التعمير وإعداد التراب.
وبذلك يكون التعمير العملياتي أو التدبير الحضري ،يهدف إلى تنزيل مضامين وثائق التعمير على
أرض الواقع ،حيث إن مختلف هذه الوثائق والتصاميم ال تستطيع لوحدها تحديد وتفصيل وتنظيم كل
شكليات تدبير املجال واستعمال السطح ،لذا فإن املشرع املغربي سن قواعد تنظيم استغالل األرض .1
وقد جعلت هذه األدوار القانونية الرامية إلى ضبط املخالفات وتتبع األشغال في ميدان التعمير
هذا املجال العملي يعرف نوعا من تداخل االختصاصات في املهام من قبل عدة أجهزة ،سواء فيما يتعلق
بتسليم رخص التعمير العملياتي -في ظل تبسيط للمساطر واحترام آجاالت الحصول عليها -أو ما يخص
تحديد الهيئات املتنوعة املتدخلة لضبط وزجر املخالفات الناتجة عن تنفيذها.
-1رضوان العلمي ،التعمير والتنمية املجالية بامل غرب ،من منشورات املجلة املغربية لألنظمة القانونية والسياسية ،العدد الخاص رقم،
مطبعة األمنية ،الطبعة األولى ،الرباط ،2019ص.286
39
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
وبمساءلة التاريخ نجد أن إجراءات ضبط العمليات التعميرية بدأت مع الحماية الفرنسية من
خالل إصدارها لظهير 1914الذي يوصف بكونه النواة األولى للتعمير الحديث باملغرب ،بعد ذلك تولت
الظهائر والقوانين التي رامت باألساس ضبط املجال املعماري ،وفي هذا السياق جاء ظهير 14يونيو 1933
املتعلق بالتجزئات العقارية ،وظهيري 1952و 1953املتعلقين بالتعمير والتجزئات العقارية وتقسيم
األراض ي ،اللذ ين سار العمل بهما إلى فترة ما بعد االستقالل إلى أن تم نسخهما بالقانون رقم 1 12-90املتعلق
بالتعمير والقانون رقم 2 25-90املتعلق بالتجزئات العقارية واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات،
إضافة إلى ظهير 25يونيو 3 1960بشأن توسيع نطاق العمارات القروية.
مما سلف بيا نه ،يكون التعمير العملياتي باملغرب قد مر بجموعة من املحطات التي ساهمت في
رسم معامله وتوضيح أركانه ،وتحديد وسائل التخطيط له وتطبيقه والرقابة على تنفيذه ،في ظل استحضار
األهداف التي يرمي إليها وتأثيراته التي قد ينتجها على املستوى االقتصادي واالجتماعي والثقافي واألمني
والبيئي.
وتأسيسا على ماسبق ،تظهر لنا أهمية موضوع التعمير العملياتي والتي تكمن فيما يلي:
-املستوى االقتصادي :فالتعمير العملياتي يضمن إنشاء بنيات تحتية ومناطق صناعية تشجع
املستثمرين على إنشاء بنايات صناعية وخلق فرص شغل لشرائح اجتماعية مختلفة ،وبالتالي تحقيق تنمية
اقتصادية.
-على املستوى االجتماعي :تأخذ التصاميم التعميرية بعين االعتبار خالل مرحلة إعدادها الحفاظ
على املستوى االجتماعي للمواطنين بإنشاء تجزيئات عقارية ومجموعات سكنية توفر مقومات العيش
الكريم والتصدي لألحياء العشوائية والبنايات الغير قانونية ،فضال عن إحداث بنايات مخصصة للتطبيب
والتعليم ،والتعمير العملياتي هو اآللية التي تمكن من تجسيد ذلك على أرض الواقع.
-1القانون رقم 12.90املتعلق بالتعمير ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.92.31الصادر في 15ذي الحجة عام 1412موافق 17
يونيو ، 1992الجريدة الرسمية عدد 4159بتاريخ 14محرم عام 1413موافق 15يوليوز 1992ص .887
-2القانون رقم 25.90املتعلق بالتجزئات العقارية واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.92.7
بتاريخ 15ذي الحجة عام 1412موافق 17يونيو ، 1992الجريدة الرسمية عدد 4159لسنة ،1992ص .887
-3الظهير الشريف رقم 1.60.063املتعلق بتوسيع نطاق العمارات القروية ،الصادر في 30ذي الحجة 1379موافق 25يونيو ، 1960الجريدة
الرسمية عدد 2489بتاريخ 13محرم عام 1380موافق 18يونيو ،1960ص .2098
40
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
-على املستوى البيئي :التعمير العملياتي له دور كبير في املحافظة على البيئة وجمالية املجال
العمراني ،عن طريق احترامه لألماكن املخصصة للمجال األخضر من غابات وحدائق عمومية ومنتزهات
ومحميات غابوية ،التي تمنع فيها أشغال التعمير والبناء بمختلف أشكالها ،باستثناء األشغال البسيطة التي
تهدف إلى تجويدها والحفاظ عليها.
-على املستوى األمني :للمجل العمراني تأثير مباشر على سلوك اإلنسان ونفسيته ،فأغلب األحياء
العشوائية يكون لها تأثير على شخصية قاطنيها وسلوكاتهم ،لعدة عوامل أهمها :الفقر واألمية والهدر
املدرس ي في سن مبكرة لدى أغلب ناشئتها والبطالة والرغبة في البحث عن مستقبل أفضل ،...مما قد يؤدي
ببعض سكانها إلى ارتكاب أفعال أو ممارسات مخالفة للقانون.
-على املستوى الثقافي :فالتنزيل السليم ملقتضيات التصاميم التعميرية يساعد على خلق وعي
بأهمية الحفاظ على جمالية املدينة ومآثرها وخصوصياتها.
ومن ثمة ،تظهر أهمية التعمير العملياتي الذي تتدخل فيه عدة أجهزة رقابية تتنوع بين السلطة
املحلية والهيئات املنتخبة والسلطة القضائية ،والتي يكون هدفها باألساس السهر على مطابقة مشاريع
التعمير العملياتي ملا هو منصوص عليه في الرخص واألذون املانحة لصالحية القيام بهذه األشغال ،والتي
تكون غير مخالفة بتاتا ملا هو مصادق عليه في املخططات والتصاميم التعميرية ،سواء في املجال الحضري
أو القرو ي ،واالنعكاس اإليجابي لذلك على التنمية االقتصادية واالجتماعية.
فأهمية التنسيق بين األجهزة املتدخلة في مجال التعمير العملياتي أساسية وضرورية لنجاح
التنزيل السليم ملضامين املخططات التعميرية ،الرامية باألساس إلى الحفاظ على جمالية املجال العمراني
وحماية البيئة وتوفير بنيات تحتية سليمة ،وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية ،وأيضا لتبسيط املساطر
واإلجراءات املتبعة لتقديم طلبات الحصول على الرخص التعميرية ،عن طريق منحها العناية الكافية خالل
دراستها ،واإلجابة عليها داخل اآلجال القانونية.
من هنا يتضح أن قرارات التعمير العملياتي التي تعرف تعدد املصدرين وتنوع املتدخلين يعتريها
الكثير من الغموض وتطرح عدة إشكاليات تفرض البحث فيها وتحديدها من بينهما :إلى أي حد استطاع
41
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
املشرع املغربي من خالل ترسانته القانونية املؤطرة ملسألة تعدد املصدرين لقرارات التعمير العملياتي وتنوع
املتدخلين فيها ،تجاوز االختالالت التي يعرفها مجال التعمير العملياتي؟
اإلجابة عن هذه اإلشكالية تقتض ي تحديد السلطة اإلدارية املختصة بتسليم رخص التعمير
العملياتي (املبحث األول) ،ثم تحديد انعكاس تعدد املتدخلين على اتخاذ قرار التعمير العملياتي (املبحث
الثاني).
42
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
شكل تعدد السلطات اإلدارية املتدخلة في دراسة وتسليم طلبات ممارسة عمليات التعمير
العملياتي نوعا من الرقابة اإلدارية السابقة لعملية منح تراخيص الشروع في إنجاز أشغال التعمير والبناء،
في ظل تعدد للسلطات املخول لها حق تسليم هذا النوع من التراخيص ،والتي تختلف بحسب طبيعة أشغال
التعمير العملياتي ،وبحسب نوعيتها وحجمها ،فاالختصاص األصلي للهيئات املنتخبة في تسليم رخص
التعمير العملياتي (املطلب األول) ،لم يمنع املشرع املغربي من منح السلطة املحلية كذلك من صالحية تسليم
تراخيص تعميرية عملياتية في مجال محدد (املطلب الثاني) ،رغم رقابتها التي تمارسها على باقي العمليات
التعميرية التي تختص بها الهيئات املنتخبة ،املتمثلة باألساس في رئيس املجلس الجماعي ،الذي يمكنه أن
يفوض بعضها لرؤساء مجالس املقاط عات في جوانب محددة قانونا.
يعد رئيس مجلس الجماعة السلطة املختصة بصفة أصلية بمنح تراخيص 1التعمير العملياتي ،2
غير أن هناك نصوص خاصة منحت االختصاص إلى جهات إدارية أخرى .3وبالتالي فإن رئيس مجلس
الجماعة هو صاحب االختصاص فيما يتعلق بمنح رخص البناء 4والتجزئة والتقسيم وإحداث املجموعات
-5القانون التنظيمي رقم 113.14املتعلق بالجماعات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.85بتاريخ 7يوليوز ،2015الجريدة
الرسمية عدد 6380 :بتاريخ 23يوليوز ،2015ص 6660أكد في قسمه الثالث املحدد لصالحيات مجلس الجماعة ورئيسه ،خاصة املادة
، 101أن رئيس مجلس الجماعة يقوم في مجال الت عمير بالسهر على تطبيق القوانين واألنظمة املتعلقة به طبقا للتشريع واألنظمة الجاري بها
العمل ،وعلى احترام ضوابط تصاميم إعداد التراب ووثائق التعمير؛ ثم بمنح رخص البناء والتجزئة والتقسيم ،وإحداث مجموعات سكنية،
ويتعين على الرئيس ،تحت طائلة البطالن ،التقيد في هذ ا الشأن بجميع اآلراء امللزمة املنصوص عليها في النصوص التشريعية الجاري بها
العمل والسيما بالرأي امللزم للوكالة الحضرية املعنية".
-6تنص املادة 41من قانون التعمير رقم " : 12.90يسلم رخصة البناء رئيس مجلس الجماعة .وفي املنطقة املحيطة بجماعة حضرية يسلم
رخصة الب ناء رئيس مجلس الجماعة القروية املزمع إقامة البناء على أرضها بتنسيق مع رئيس مجلس الجماعة الحضرية".
وحسب املادة 3من القانون رقم 25.90املتعلق بالتجزئات العقارية واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات فإنه":يسلم رئيس مجلس
الجماعة الحضرية أو القروية اإلذن في القيام بإحداث التجزئات العقارية املنصوص عليها في املادة 2من نفس القانون .وإذا كان العقار
املراد تجزئته يوجد في جماعتين أو عدة جماعات ،يسلم اإلذن وزير الداخلية أو الوالي أو العامل املعني الذي يفوض إليه مباشرة ذلك ،بعد
استطالع رأي رؤساء مجالس الجماعات املعنية."...
-3عز العرب الحمومي ،الطعن القضايئ في رخص التعمير ،مجلة محاكمة ،العدد الرابع عشر ،2018 ،ص.49
-4حسب املادة 58من القانون 12.90املتعلق بالتعمير فإنه":ال يجوز تغيير الغرض املخصص له كل مبنى والذي سلمت من أجله رخصة
البناء ورخصة السكن أو شهادة املطابقة .بيد أنه يمكن لرئيس مجلس الجماعة اإلذن في ذلك بعد موافقة اإلدارة املكلفة بالتعمير ،وبعد
43
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
السكنية ،سواء تعلق األمر باملشاريع الكبرى أو الصغرى؛ إال أن الجماعات ذات نظام املقاطعات فإن املشرع
استثنى املشاريع الصغرى من اختصاص رئيس مجلس الجماعة وجعل من اختصاصه فقط املشاريع
الكبرى .1
كما يجوز لرئيس املجلس الجماعي ،تحت مسؤوليته ومراقبته أن يفوض إمضاءه بقرار إلى نوابه
باستثناء التسيير اإلداري واألمر بالصرف ، 2شريطة أن ينحصر التفويض في قطاع محدد لكل نائب ،كقطاع
التعمير مثال ،3وذلك مع مراعاة أحكام القانون التنظيمي املتعلق بالجماعات .4
ومن ثمة ،وبمجرد تقديم طلب الترخيص لإلدارة فإن هذه األخيرة إما ترفضه أو تمنحه الترخيص
إما صراحة أو ضمنيا ، 5حيث يعتبر اإلذن ممنوحا إذا لم يبت رئيس مجلس الجماعة الحضرية أو القروية
في طلب الحصول عليه داخل أجل شهرين من إيداعه.
ويلعب رئيس املجلس الجماعي دورا أساسيا لفرض احترام مختلف الضوابط املتعلقة بالتعمير
والبناء والسكن ،وذلك تفاديا لكل العمليات العشوائية التي تخرج عن القواعد املنصوص عليها قانونا،
حيث أجاز القانون لرئيس مجلس الجماعة أن يحدد بقرار يطلق عليه اسم "ضوابط البناء الجماعية"
القواعد املنصوص عليها في املادة 6 59من القانون رقم 90.12املتعلق بالتعمير والتي يجب أن تتوفر في
التأكد من أن الغرض الجديد يتالءم مع وظيفة القطاع املعني وتصميم املبنى ،وأنه ال يشكل أي إزعاج بالنسبة لسكان أو مستعملي البنايات
املجاورة".
-1املادة 237من القانون التنظيمي للجماعات رقم 113.14نصت في بندها الثالث على اختصاص رئيس مجلس املقاطعة ،أو نوابه بناء على
تفويض من الرئيس ،داخل دائرتها الترابية في منح رخص البناء ورخص السكن وشواهد املطابقة املتعلقة باملشاريع الصغرى املنصوص عليها
في الضابط العام للبناء.
-2املادة 103من القانون رقم 113.14املتعلق بالجماعات.
-3مصطفى بلكوزي ،رخص التعمير في إطار الشباك الوحيد ،منشورات املجلة املغربية لألنظمة القانونية والسياسية ،العدد الخاص رقم
، 11مطبعة األمنية ،2019 ،ص .54
-4املادة 103من القانون رقم 113.14املتعلق بالجماعات.
-13تنص املادة 48من قاون التعمير السالف الذكر أنه" :في حالة سكوت رئيس مجلس الجماعة تعتبر رخصة البناء مسلمة عند انقضاء
شهرين من تاريخ إيداع طلب الحصول عليها".
وهو األمر الذي سنه أيضا الفصل السابع من قانون توسيع نطاق العمارات القروية.
-6حسب املادة 59من القانون رقم 12.90املتعلق بالتعمير :تحدد ضوابط البناء العامة :شكل وشروط تسليم الرخص وغيرها من الوثائق
املطلوبة بمقتض ى هذا القانون والنصوص التشريعية املتعلقة بالتجزئات العقارية واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات والنصوص
الصادرة لتطبيقها؛ ضوابط السالمة الواجب مراعاتها في املباني والشروط الواجب توافرها فيها ملا تستلزمه متطلبات الصحة واملرور
واملتطلبات الجمالية ومقتضيات الراحة العامة خصوصا :قواعد استقرار املباني ومتانتها؛ مساحة املحالت وحجمها وأبعادها؛ شروط تهوية
44
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
املباني ، 1وكذلك الضوابط الالزم احترامها فيها واملتعلقة بالسالمة والنظافة والصحة العامة إذا لم تنص
عليها ضوابط البناء العامة أو تصاميم التهيئة .2
وتجدر اإلشارة أن البنايات الكبرى مثل العمارات تستدعي ضوابط إضافية لبنائها ،ويتعلق األمر
بإيصالها بشبكة االتصاالت السلكية والالسلكية العامة ،حيث ال تسلم رخصة السكن و شهادة املطايقة
ملالكها في هذه الحالة إال بعد معاينتها من طرف مصالح املواصالت السلكية والالسلكية .3
غير أن هذ ا الوضوح التشريعي لم يمنع املشرع سواء في قانون التعمير أو في قوانين أخرى من منح
نفس االختصاص في حاالت معينة لسلطات أخرى ، 4سواء من حيث الجهة املختصة بمنحها أو املجال الترابي
املعني بها ،أو املعنيين مباشرة بها ،السيما في إطار التعمير العملياتي ،5إذ أن هناك مجموعة من الحاالت
تخرج بنص القانون عن اختصاص رئيس املجلس الجماعي ،ليتوالها رئيس مجلس املقاطعة ،أو السلطة
املحلية .6
فقد خول املشرع بموجب املادة 237من القانون التنظيمي رقم 113-14املتعلق بالجماعات
لرئيس مجلس املقاطعة 7منح رخص البناء ورخص السكن وشواهد املطابقة املتعلقة باملشاريع الصغرى
املنصوص عليها في الضابط العام للبناء؛ ويتعين على الرئيس ،تحت طائلة البطالن ،التقيد في هذا الشأن
املحالت ،خصوصا فيما يتعلق بمختلف األحجام واألجهزة التي تهم الصحة والنظافة؛ الحقوق التي يتمتع بها في الطرق العامة أصحاب
العقارات املجاورة لها؛ مواد وطرق البناء املحظور استخدامها بصورة دائمة؛ التدابير املعدة للوقاية من الحريق؛ طرق الصرف الصحي
والتزود باملاء الصالح للشرب؛ االلتزامات املتعلقة بصيانة األمالك العقارية واملباني.
-1الشريف البقالي ،شرطة التعمير بين القانون واملمارسة ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانو العام ،جامعة محمد الخامس أكدال -كلية
ن
العلوم القانونية واالجتماعية بالرباط ،2011-2010 ،ص .59
-2املادة 61من القانون رقم 12.90املتعلق بالتعمير.
-3املادة 44من القانون رقم 12.90املتعلق بالتعمير.
-4أحمد أجعون ،تحديد السلطة املختصة بالترخيص بالبناء ومبدأ ربط املسؤولية باملحاسبة ،أشغال الندوة الوطنية املنظمة من طرف
املاستر املتخصص في قانون العقار والتعمير ،بالكلية املتعددة التخصصات بالناظور ،أيام 3-2و 4مارس ، 2017منشورات مختبر البحث
في قانون العقار والتعمير بالناظور ،مطبعة ووراقة القبس ،الطبعة األولى ،2018 ،ص.615
-5نورالدين عسري ،منازعات التعمير والبناء محاولة في التأصيل ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية – أكدال -الرباط2011-2010 ،ص .122
-6مصطفى بلكوزي ،رخص التعمير في إطار الشباك الوحيد ،مرجع سابق ،ص .53
-7حسب املادة 216من القانون التنظيمي للجماعات رقمم 113.14فإن الجماعات ذات نظام املقاطعات هي :الدارالبيضاء ،الرباط،
طنجة ،مراكش ،فاس وسال.
45
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
وتوجه قصد اإلخبار نسخ ة من الرخص املسلمة من طرف رئيس مجلس املقاطعة إلى رئيس
مجلس الجماعة داخل أجل ثمانية 8أيام .ويمكن لرئيس مجلس املقاطعة أن يفوض بقرار بعض من مهامه
إلى واحد أو أكثر من نوابه طبق للشروط املنصوص عليها قانونا .1
وتطبق على مقررات مجلس املقاطعة وقرارات رئيسها ومن ضمنها رخص البناء ،نفس األحكام التي
تسري على مقررات املجلس الجماعي وقرارات رئيسه .2
هناك استثناء آخر تجدر اإلشارة إليه ويتعلق باالختصاص املمنوح لرئيس مجلس املقاطعة في
الجماعات الحضرية الكبرى واملتعلق بمنح رخص البناء ورخص السكن وشواهد املطابقة املتعلقة باملشاريع
الصغرى املنصوص عليها في الضابط العام للبناء .3
حيث إذا رفض رئيس مجلس املقاطعة أو امتنع عن القيام باألعمال املنوطة به ومن ضمنها تسليم
رخص التعمير ،جاز لرئيس املجلس الجماعي القيام بهذه األعمال بصفة تلقائية بعد إنذاره بدون جدوى
وبعد إخبار عامل العمالة أو م ن ينوب عنه ،القيام بهذه األعمال بصفة تلقائية .4
تجدر اإلشارة أن صالحيات منح رخص التعمير بما فيها رخص البناء كانت قبل صدور ظهير 30
شتنبر 1976املتعلق بامليثاق الجماعي من اختصاص رجل السلطة املحلية ،إال أن صدور الظهير املذكور،
ثم بعده الظهير رقم 1-02-297القاض ي بتنفيذ القانون رقم 78-00كما تم تعديله بموجب الظهير رقم
1-08-153القاض ي بتنفيذ القانون 17-08املتعلق بامليثاق الجماعي ،الذي جعل مجال ممارسة شرطة
الجماعة ..5 التعمير بما في ذلك منح رخص البناء من اختصاص رئيس مجلس
-1املادة 242من القانون التنظيمي رقم ، 113.14أورده :مصطفى بلكوزي :رقابة قضاء املشروعية على رخص البناء ،منشورات مجلة العلوم
القانونية ،عدد مزدوج ، 4/3الجزء األول ،مطبعة األمنية ،دون ذكر سنة النشر ،الصفحتين 99و.100
-2مصطفى بلكوزي ،رخص التعمير في إطار الشباك الوحيد ،مرجع سابق ،ص .55
-3أحمد أجعون ،تحديد السلطة املختصة بالترخيص بالبناء وربط املسؤولية باملحاسبة ،مرجع سابق ،ص .617
-4املادة 244من القانون رقم .113.14
-5مصطفى بلكوزي ،رخص التعمير في إطار الشباك الوحيد ،مرحع سابق ،ص .53
46
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
وفي املجال القروي ،فإن املختص بتسليم رخصة البناء هو رئيس مجلس الجماعة القروية حسب
مقتضيات الفصل السابع من ظهير 25يونيو 1960املتعلق بتوسيع نطاق العبارات القروية ،على اعتبار أن
صالحية السلطة املحلية املذكورة في هذا الفصل انتقلت بموجب ظهير 30شتنبر 1976إلى رئيس مجلس
الجماعة القروية.
وينبغي الت أكيد أنه يلزم الحصول على رخصة البناء ليس في حالة القيام بإنجاز بنايات جديدة
فحسب ،بل كذلك في حالة إدخال تغييرات على مباني قائمة إذا كانت التغييرات املزمع إدخالها تتعلق
بالعناصر املنصوص عليها في الضوابط املعمول بها كأنظمة البناء الجماعية .1مع األخذ بعين االعتبار أن
القانون إذا أعطى لرؤساء املجالس الجماعية الصالحية بمنح رخص البناء والتجزئات العقارية ،وإحداث
املجموعات السكنية ،وكذا تقسيم العقارات ،فإن هناك مصالح تقنية أخرى يجب على الرؤساء أخذ
استشارتها 2التقنية ،حيث عمد املشرع إلى ربط تسليم الرخصة بضرورة أخذ اآلراء وبعض التأشيرات املقررة
بموجب األنظمة الجاري بها العمل .3
هكذا ينص قانون التعمير 12.90في مادته 48على أن سکوت رئيس املجلس الجماعي عند فوات أجل شهرين من تاريخ تقديم طلب الحصول
على رخصة البناء يعتبر بمثابة موافقة ضمنية .وهو نفس املقتض ى الوارد في الفصل السابع من ظهير 25يونيو 1960املتعلق بتوسيع نطاق
العمارات القروية ،فيما يتم تنظيم رخص التجزئات بمقتضيات متباينة وذلك حسيما إذا تعلق األمر بالتجزئات الخاضعة للقانون 25.90
والتجزئات التي ينظمها ظهير تنمية العمارات القروية.
فأحكام املادة الثامنة من قانون 25.90تعطي للمجزىء إمكانية الحصول على الترخيص الضمني بإحداث تجزئة عقارية وذلك في حالة
سكوت اإلدارة ملدة ثالثة أشهر ،تبتدي من تاريخ إيداع الطلب .بينما يشكل سكوت اإلدارة خالل نفس املدة حسب مضمون املادة 11من
ظهير 25يونيو ، 1960رفضا ضمنيا يسمح الصاحب الشأن بعرض األمر على أنظار عامل اإلقليم الذي يتوفر بدوره على أجل ثالثة أشهر
يتحول بمقتضاها سكوته إلى قرار ضمني باملوافقة.
-1الشريف البقالي ،رخصة البناء بالوسط القروي نطاق إلزاميتها وشروط منحها ،مقال منشور باملجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية ،
مطبعة املعارف الجديدة ،الرباط ،دون ذكر سنة النشر ،ص .85
-2تشكل االستشارة مفهوما سياسيا من املفاهيم التي تدعم نظام الحكم وتقوي ركائزه .وتعتبر الهيئات االستشارية من بين أهم الوسائل
التي تمارس من خاللها الوظيفة االستشارية .أورتده :حكيمة بومحمدي ،االستشارة في التشريع املغربي ،منشورات املجلة املغربية لإلدارة
املحلية ،مطبعة املعارف الجديدة الرباط ،2004 ،ص .155
-3فقد نصت املادة 43من الفقرة 2من القانون رقم 12-90املتعلق بالتعمير أنه" :تسلم رخصة البناء دون إخالل بوجوب إحراز الرخص
األخرى املنصوص عليها في تشريعات خاصة ،وبعد أخذ اآلراء والحصول على التأشيرات املقررة بموجب األنظمة الجاري بها العمل".
47
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
واملنازعات التي يمكن أن تثار بهذا الخصوص تتعلق بتحديد الجهة املكلفة بمنح الترخيص بالبناء
وبتحديد الطبيعة القانونية لبعض اآلراء االستشارية الالزمة للترخيص .1
فكيف يمكن القول إذن باختصاص الرئيس بالترخيص بالبناء إذا كان هذا األخير ملزما برأي عدة
متدخلين سيما الرأي امللزم للوكالة الحضرية ، 2حيث يوافق على منح الترخيص بالبناء إذا كان هذا الرأي
إيجابيا ويرفض الترخيص بالبناء كلما كان الرأي سلبيا.
إن هذا املعطى يدفع إلى القول بأن القرار الحقيقي بالترخيص با لبناء أو عدم الترخيص يعود إلى
الوكالة الحضرية ،وهو ما يفرغ اختصاص رئيس املجلس الجماعي في ميدان الترخيص بالبناء والتعمير
بصفة عامة من كل محتوی ويجعله يقتصر على مجرد وسيط تنفيذي أو ساعي البريد بين املواطنين طالبي
الرخص واإلدارة .3
تشكل قضايا التعمير إحدى أولويات السياسة العمومية للدولة ،خاصة بعد اإلنتشار املهول
للبناء الغير قانوني وللتجزئات العشوائية ، 4ألجل ذلك أعطى املشرع املغربي لرئيس املجلس الجماعي
-1أحمد أجعون ،املنازعات املتعلقة برخص البناء ،منشورات مجلة الحقوق املغربية :سلسلة "فقه املنازعات اإلدارية" ،مطبعة األمنية-
الرباط ،العدد األول ،دار اآلفاق للنشر والتوزيع بالدارالبيضاء ،2011 ،ص .31
-2املادة 101من القانون التنظيمي رقم 113.14املتعلق بالجماعات نصت في بندها الثاني أنه :يقوم رئيس مجلس الجماعة في مجال التعمير
بمنح رخص البناء والتجزئة والتقسيم ،وإحداث مجموعات سكنية ،ويتعين على الرئيس ،تحت طائلة البطالن ،التقيد في هذا الشأن بجميع
اآلراء امللزمة املنصوص عليها في النصوص التشريعية الجاري بها العمل والسيما بالرأي امللزم للوكالة الحضرية املعنية.
أما بالنسبة للجماعات التي تعرف نظام املقاطعات فحسب املادة 237من نفس القانون فالترخيص بممارسة التعمير العملياتي بالنسبة
للمشاريع الصغرى يبقى من اختصاص رئيس مجلس املقاطعة ونوابه ،ك ما سبق اإلشارة إلى ذلك ،غير أن منحه لرخص السكن وشواهد
املطابقة املتعلقة باملشاريع الصغرى املنصوص عليها في الضابط العام للبناء .فيتعين على الرئيس ،وتحت طائلة البطالن ،التقيد في هذا
الشأن بجميع اآلراء امللزمة املنصوص عليها في النصوص التشريعية الجاري بها العمل والسيما بالرأي امللزم للوكالة الحضرية املعنية.
-3أحمد أجعون ،تحديد السلطة املختصة بالترخيص بالبناء وربط املسؤولية باملحاسبة ،مرجع سابق ،ص .619
-4سارة ازكواغ ،قراءة في املستجدات التشريعية الزجرية للحد من املخالفات العمرانية (سلطات الرقابة وآليات الزجر) ،من كتاب التعمير
والبناء ومتطلبات الحكامة الترابية ،أشغال الندوة الوطنية املنظمة من طرف املاستر املتخصص في قانون العقار والتعمير ،بالكلية املتع ددة
التخصصات بالناظور ،أيام 3-2و 4مارس ، 2017إعداد وتنسيق أحمد خرطة ،مطبعة ووراقة القدس ،الطبعة األولى ،2018ص .552
48
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
اختصاصات واسعة في مجال التعمير ،وخاصة ما يتعلق منها بأشغال التعمير العملياتي ،التي تترجم في شكل
قرارات إدارية تصدر في إطار شرطة التعمير كإحدى صور الشرطة اإلدارية ،فجميع عمليات البناء أو إحداث
التجزئات العقارية أو املجموعات العقارية سواء املعدة لغرض صناعي أو تجاري أو منهي أو إداري ،نهيكا عن
املساكن الفردية وعمليات الترميم كلها تستلزم الحصول على رخصة البناء.
وبخصوص توزيع االختصاصات بين رؤساء املجالس الجماعية والسلطات املحلية في میدان
الشرطة اإلدارية ،نجد أن القانون التنظيمي رقم 113.14املتعلق بالجماعات قد عمل على تكريس
اختصاصات الجماعات بشكل يتالءم مع مقتضيات دستور اململكة ،غير أن قاعدة اختصاص رئيس
الجماعة في ميدان الترخيص بالبناء ترد عليها بعض االستثناءات ، 1حيث يمكن للسلطة املحلية في بعض
الحاالت التي حددها القانون تسليم رخصة البناء إما بصفة أصلية أو استثنائية ومؤقتة تزول بزوال
الظروف التي استدعتها .2
وإذا كان العامل يحظى بمجموعة من االختصاصات على املستوى املحلي ،فإن هذا ال يجب أن
يغفلنا يمنع عن اختصاصاته في مجال شرطة التعمير ،حيث خول له املشرع هو اآلخر صالحية الترخيص
بالبناء لكن في مجال محدد ،وذلك استنادا إلى مقتضيات ظهير 2أكتوبر 1984املت علق باألماكن املخصصة
إلقامة شعائر الدين اإلسالمي 3فيها ،الذي نص في فصله األول على إلزامية الحصول على رخصة للبناء
بجميع أنحاء التراب الوطني قبل القيام ببناء أو توسيع مساجد أو غيرها من األماكن املخصصة إلقامة
شعائر الدين اإلسالمية بها ،هذه الرخصة التي يسلمها عامل العمالة أو اإلقليم بعد استطالع رأي املصالح
املختصة بوزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ووزارة السكنى وإعداد التراب الوطني .4
وبذلك يكون عامل العمالة أو اإلقليم من يملك صالحية التدخل في حالة القيام دون الحصول
على رخصة لبناء أو توسعة املساجد وغيرها من األما كن املعدة ألداء شعائر الدين اإلسالمي ،إذ يأمر فورا
-1أحمد أجعون ،تحديد السلطة املختصة بالترخيص بالبناء وربط املسؤولية باملحاسبة ،مرجع سابق ،ص .615
-2مصطفى بلكوزي ،رخص التعمير في إطار الشباك الوحيد ،مرحع سابق ،ص .56
-3الظهير الشريف رقم 1.84.150الصادر في 6محرم 1405املوافق ل 2أكتوبر 1984املتعلق باألماكن املخصصة إلقامة شعائر الدين
اإلسالمي ،كما وقع تغييره وتتميمه ،الجريدة الرسمية عدد 3753 :بتاريخ 07محرم 1405موافق 03أكتوبر ،1984ص .927
-4عبدهللا حارس ي ،التدخل العمومي في ميدان التعمير باملغرب ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد األول ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة ،2008-2007 ،ص .128
49
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
بوقف هذه األشغال أو بهدم األبنية موضوع املخالفة ،وذلك على نفقة املخالف ،ودون اتباع للمسطرة
العادية ،وإذا كانت الدولة هي املنفذة ألشغال تشييد هذه األبنية فال تطبق هذه املقتضيات .1
ويمكن للعامل منح رخص البن اء بشكل استثنائي ،وذلك في إطار مسطرة الحلول محل رئيس
املجلس الجماعي املمتنع عن ممارسة االختصاصات املسندة إليه بمقتض ى القانون ،وذلك بعد الحصول
على حكم قضائي يقر حالة االمتناع.
من جهة أخرى ،يمكن للسلطة املحلية ممثلة في الباشا فيما يخص جماعة املشور ،تسلیم رخصة
البناء ،باعتباره يمارس جميع االختصاصات املسندة إلى رؤساء الجماعات بمقتض ى القانون التنظيمي رقم
113.14املتعلق بالجماعات .2
كما أن السلطة اإلدارية املحلية تمارس رقابتها على قرارات رئيس املجلس الجماعي االقاضية بمنح
تراخيص ممارسة التعمير العملياتي ،حيث وبموجب التعديالت الجديدة أصبح رئيس الجماعة ملزم بتوجيه
اإلذن املتعلق بإحداث التجزئات العقارية مباشرة بعد تسليمها إلى املعني باألمر إلى السلطة اإلدارية املحلية،
مما يجعل إذن رئيس الجماعة يخضع لرقابة الوالي أو العامل ،ويأتي هذا التعديل ملحاربة الرخص التي تمنح
خارج املصالح اإلدارية والتي ال تسجل في سجل التعمير لدى الجماعة وال تخضع للمسطرة القانونية ،مما
أدى إلى االستيالء على عقارات الغير وانهيار البنايات .3
إن ما سلف ذكره ال ينبغي أن ينسينا دور السلطة اإلدارية املحلية في التصدي ملخالفات التعمير،
فالقانون رقم 66.12عمل على تحديد من يقوم بمعاينة املخالفات في ميدان التعمير والبناء ،وبالتالي أسند
اإلختصاص لكل من ضباط الشرطة القضائية ومراقبوا التعمير التابعون للوالي أو العامل أو لإلدارة املخولة
لهم صفة ضابط الشرطة ، 4حيث بموجب التعديالت الجديدة تم سحب بعض االختصاصات املتعلقة
بمعاينة املخالفات من رئيس الجماعة لصالح العامل أو الوالي ،حيث أنه لم يعد يختص بمعاينة
املخالفات .1
وينبغي التنبيه أنه وباإلضافة إلى الحاالت السابقة التي أوكل فيها املشرع لجهات أخرى من غير
رئيس مجلس الجماعة سلطة الترخيص بالبناء ،نالحظ أنه حتى في الحالة التي يبقى فيها هذا األخير هو
املختص بمنح رخص البناء ،هناك أجهزة أخرى تزاحمه في هذا االختصاص إلى الحد الذي يطرح فيه
التساؤل حول الجهة الحقيقية التي تقرر منح الرخصة؟ ، 2حيث يرد على هذا املبدأ عدة استثناءات تتمثل
في التالي:
االستثناء األول :يتعلق بجماعات مشاور القصر امللكي التي تتمع بأنظمة خاصة ،يتكفل الباشا
بمنح رخصة البناء وذلك طبقا للمادة 113من القانون التنظيمي للجماعات 3؛
االستثناء الثاني :متعلق باألماكن املخصصة إلقامة شعائر الدين اإلسالمي ،التي يختص العامل
بمنح رخص بنائها طبقا لظهير 2أكتوبر ،1984كم ا تم تعديله بظهير .2007
االستثناء الثالث :يتعلق بتقنية الحلول املنصوص عليها في املادة 76من القانون التنظيمي
للجماعات .4
االستثناء الرابع :يتعلق بالجماعات األهلية باملدن العتيقة التي يتولى الترخيص ببنائها وزير
األوقاف والشؤون اإلسالمية طبقا لظهير 8يناير .1938
االستثناء الخامس :يتعلق باالختصاصات املمنوحة ملديري بعض الوكاالت املستحدثة حيث
أسندت املادة 27من القانون 16.04املتعلق بتهيئة ضفتي أبي رقراق والقانون 25.10املتعلق
-1عزيزة الغداني ،املستجدات القانونية املتعلقة بمراقبة وزجر املخالف ات في مجال التعمير والبناء ،مرجع سابق ،ص .458
-2أحمد أجعون ،تحديد السلطة املختصة بالترخيص بالبناء وربط املسؤولية باملحاسبة ،مرجع سابق ،ص. 617
-3تنص هذه املادة على أنه" :يمارس باشا كل جماعة من جماعات املشور الصالحيات املسندة بمقتض ى هذا القانون التنظيمي إلى رؤساء
املجالس الجماعية ويؤازره مساعد ،يمكن أن يفوض إليه جزءا من صالحياته وينوب عنه إذا تغيب أو عاقه عائق".
-4فإذا امتنع الرئيس عن القيام باألعمال املنوطة به بمقتض ى أحكام هذا القانون التنظيمي وترتب على ذلك إخالل بالسير العادي ملصالح
الجماعة ،قام عامل ال عمالة أو اإلقليم بمطالبته بمزاولة املهام املنوطة به .بعد انصرام أجل سبعة ( )7أيام من تاريخ توجيه الطلب دون
استجابة الرئيس ،يحيل عامل العمالة أو اإلقليم األمر إلى قاض ي املستعجالت باملحكمة اإلدارية من اجل البت في وجود حالة االمتناع .ويبث
قاض ي املستعجالت داخل أجل 48ساعة من تاريخ تسجيل اإلحالة بكتابة الضبط بهذه املحكمة.
ويتم البت املشار إليه في الفقرة السابقة بواسطة حكم قضائي نهائي وعند القضاء بدون استدعاء األطراف؛ ذا أقر الحكم القضائي حالة
االمتناع ،جاز للعامل الحلول محل الرئيس في القيام باألعمال التي امتنع هذا األخير عن القيام بها.
51
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
بتهيئة موقع بحيرة مارشيكا ملديري هاتين الوكالتين اختصاص منح رخص البناء والسكن وشهادة
املطابقة داخل نفوذها الترابي .1
كما أن املادة 63من قانون 12-90املتعلق بالتعمير استثنت بعض األشغال التي تقوم بها الدولة من
الحصول على رخصة البناء وذلك نظرا لطبيعتها وأهميتها ويتعلق األمر باملنشآت الفنية كالسدود واألنفاق
والتجهيزات األساسية كالخزانات والسدود.
أيضا من الطبيعي أن تكون املشاريع واألشغال العسكرية التي تتطلب سرية ألسباب تتعلق بالدفاع
الوطني ،معفاة من الحصول على رخصة.
أما بالنسبة لباقي األشغال التي تقوم بها الدولة أو باقي األشخاص املعنوية فيفترض خضوعها للحصول
على الترخيص بالبناء ،وقد تكفلت مجموع ة من املذكرات واملناشير 2بتحديدها .3
وهذا كله ال ينبغي أن ينسينا دور السلطة املحلية في مجال إيقاف األشغال ،فبالرجوع إلى املواد
املنظمة إلطار تدخل السلطات اإلدارية في ميدان زجر املخالفات التعميرية ،يتضح لنا أن قرار إيقاف
األشغال قد يصدر إما من قبل رئيس املجلس الجماعي أو عن عامل اإلقليم.
والفرق بين الحالتين هو أن قرار رئيس املجلس يصدر بمناسبة الوقوف على بناء أقيم دون ترخيص أو
في حالة عدم احترام مقتضيات الرخصة استنادا إلى املادة 67من القانون رقم .412.90
-1أحمد أجعون ،تحديد السلطة املختصة بالترخيص بالبناء وربط املسؤولية باملحاسبة ،مرجع سابق ،ص. 616
-2وأخص بالذكر هنا ثالث مناشير:
-املنشور رقم 126بتاريخ 28يونيو 1985؛
-املنشور رقم 222بتاریخ 12أبريل 1995؛
-املنشور رقم 1500/2000بتاريخ 6أكتوبر.2000
-3أحمد أجعون ،املننمازعات املتعلقة برخص البناء ،مرجع سابق ،ص.31
-4تنص هذه املادة على أنه" :إذا كانت األفعال املتكونة منها مخالفة من املخالفات املنصوص عليها في املادة 66أعاله يمكن تداركها لكونها ال
تمثل إخالل خطيرا بضوابط التعمير والبناء التي جرى انتهاكها فإن رئيس مجلس الجماعة يأمر املخالف باتخاذ التدابير الالزمة إلنهاء
املخالفة في أجل ال يمكن أن يقل عن 15يوما وال أن يتجاوز 30يوما.
وإذا انتهت األفعال املتكونة منها املخالفة عند االقتضاء األجل امل شار إليه أعاله يقع التخلي عن املتابعة الجارية في شأنها.
وإذا لوحظ عند انتهاءؤ األجل املشار إليه أعاله أن املخالف لم ينفذ األوامر املبلغة إليه تطبق األحكام املنصوص عليها في املادة 68وما يليها
من هذا القانون.
52
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
من هنا يتبين أن ممارسة صالحيات الشرطة في ميدان التعمير تمارس من قبل عدة متدخلين،
حيث وإلى جانب تدخل السلطة املنتخبة في ميدان شرطة التعمير ،خول املشرع للعمال والوالة مجموعة من
اإلختصاصات في هذا املجال ،إال أنه لم يتم تحديد بصورة دقيقة الكيفيات التي سيمارس بها كل طرف هذه
االختصاصات دون أن يشكل ذلك تدخال في اختصاصات اآلخر.
املبحث الثاني :انعكاسات تعدد املتدخلين على اتخاذ قرار التعمير العملياتي.
تعرف طلبات الحصول على تراخيص ممارسة أشغال التعمير العملياتي نتيجة لتعدد الهيئات
االستشارية املتدخلة في دراستها وإبرازها لرأيها واألخذ به ،قبل إجابة السلطة املنتخبة املختص ة لطالب
الترخيص عدة إشكاالت ،أفرزتها كثرة طلبات الحصول على هذه التراخيص وأيضا تعدد املتدخلين الواجب
األخذ بآرائهم والعمل بها السيما الرأي امللزم للوكالة الحضرية ،األمر الذي قد يجعل مدة دراستها تتجاوز
أحيانا املدة املحددة قانونا ،وبالتالي املوافقة عليها بشكل ضمني ،أو رفضها أحيانا أخرى (املطلب األول)،
كما أن لغموض وتداخل األجهزة الرقابية على قرارات التعمير العملياتي (املطلب الثاني) مساوئ تنعكس
باألساس على التنزيل السليم للمقتضيات التعميرية املنصوص عليها باملخططات والتصاميم التعميرية،
وبالتالي خروجها عن األهداف التي أحدثت ألجلها ،فينعكس ذلك سلبا على عدة مجاالت اقتصادية،
اجتماعية ،ثقافية ،أمنية وبيئية.
يشكل التعمير إحدى السياسات العمومية التي تقوم الدولة بإعدادها وتشرف على إنجازها
مختلف األجهزة اإلدارية ،الوطنية منها واملحلية ،وذلك بسبب النمو الديمغرافي الكبير الذي تشهده بالدنا
وتنامي ظاهرة الهجرة القروية نحو املدن ،وما واكبه ذلك من انتشار للبناء الغير القانوني ،األمر الذي خلف
واق عا عمرانيا مشوها أفرز مشاكل ال حصر لها على عدة مستويات وأخل بشروط ومتطلبات التنمية
العمرانية املتوازنة .1
ويخبر رئيس مجلس الجماعة الجهات املوجه إليها املحضر والشكوى بالتدابير التي اتخذها عمال بهذه املادة ومآل واستمرار الشكوى أو
سحبها".
-1نورالدين الوناني ،الجزاءات الزجرية املقررة لجرائم التعمير ومدى فعاليتها في حماية املجال العمراني على ضوء مستجدات القانون رقم
، 66.12من كتاب التعمير والبناء ومتطلبات الحكامة الترابية ،أشغال الندوة الوطنية املنظمة من طرف املاستر املتخصص في قانون العقار
53
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
وبذلك أضحى التعمير يطرح اليوم قضايا ومشاكل أكثر تعقيدا ،وتشعبا من أي وقت مض ى ،نظرا
لتباين عناصره وارتباطه املباشر بالحاجيات اليومية ،واألساسية للسكان ،قضايا اليمكن تدبيرها بقرارات
مرتجلة ،ألن ذلك من شأنه أن يساهم في إنتاج مجاالت حضرية غير قادرة على أداء وظائفها التنموية.1
وبالتالي ينبغي تحقيق املرونة الضرورية للتنزيل السليم لوثائق التعمير عن طريق تبسيط إجراءات
طلبات الحصول على تراخيص ممارسة التعمير العملياتي واملصادقة عليها وتسليمها.
السيما وأن القواعد اإلجرائية الخاصة بتسليم الرخص والوثائق املختلفة تكتس ي في ميدان
التعمير والبناء مكانة مهمة بالنسبة للمرتفقين الراغبين في الحصول على تلك الرخص باعتبارها أوراشا
عمرانية ذات وقع اقتصادي واجتماعي .وتعتبر مرونة تسليم تلك الرخص واألذون مقياسا ملعرفة مدى
فعالية املؤسسات اإلدارية املعنية من حيث سرعة التجاوب مع الطلبات في ظرف زمني معقول وبجودة أكبر .2
غير أنه وفي حالة رصد تأخير عند دراسة ملفات طلبات الرخص أو عند منحها ،يقوم عمال
العماالت واألقاليم بتوجيه وحث الطرف أو األطراف املعنية بذلك على ضرورة التقيد بالقوانين واألنظمة
املعمول بها داخل أجل يتم تحديده لهذا الغرض ،مع العمل على اتخاذهم التدابير الالزمة في حالة استمرار
التأخير .3
واملالحظ في هذا اإلطار أن تنفيذ وثائق التعمير ال يكتمل إال بموافقة مجموعة من السلطات
العمومية في شخص السلطة الحكومية الوصية على التعمير وكذا مصالح وزارة الداخلية فضال عن جهات
إدارية أخرى حسب الحالة ،بحيث تتم هذه املوافقة عبر ما تبديه إدارات الدولة من آراء استشارية ملزمة
والتعمير ،بالكلية املتعددة التخصصات بالناظور ،أيام 3-2و 4مارس ، 2017إعداد وتنسيق أحمد خرطة ،مطبعة ووراقة القدس ،الطبعة
األولى ،2018ص.559
-1غيثة دكراويي ،منازعات التعمير بين املحاكم اإلدارية و املحاكم العادية ،منشورات املجلة املغربية لألنظمة القانونية والسياسية ،العدد
الخاص رقم ، 13مطبعة األمنية ،الطبعة األولى ،الرباط ،2019ص. 5
-2محمد عمري ،قراءة ألحكام مرسوم الضابط العام للبناء في ضوء املستجدات القانونية الالحقة ،من كتاب التعمير والبناء ومتطلبات
الحكامة الترابية ،أشغال الندوة الوطنية املنظمة من طرف املاستر املتخصص في قانون العقار والتعمير ،بالكلية املتعددة التخصصات
بالناظور ،أيام 3-2و 4مارس ، 2017إعداد وتنسيق أحمد خرطة ،مطبعة ووراقة القدس ،الطبعة األولى ،2018ص .168
-3مصطفى البدواني ،األجهزة املتدخلة في مجال التعمير والبناء وفق آخر التشريعات القانونية ،من كتاب التعمير والبناء ومتطلبات
الحكامة الترابية ،أشغال الندوة الوطنية املنظمة من طرف املاستر املتخصص في قانون العقار والتعمير ،بالكلية املتعددة التخصصات
بالناظور ،أيام 3-2و 4مارس ، 2017إعداد وتنسيق أحمد خرطة ،مطبعة ووراقة القدس ،الطبعة األولى ،2018ص. 380
54
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
للجماعات املوكول لها أمر تنفيذ وثائق التعمير ،وأحيانا أخرى آراء ملزمة ومطابقة في نفس الوقت ،كالرأي
الذي تبديه الوكاالت الحضرية.
غير أن هناك إشكاالت يطرحها تعدد املتدخلين في قطاع التعمير من بينها البطء في دراسة طلبات
الحصول على ترخيص من أجل البناء أو إحداث تجزئات عقارية .وذلك بالرغم من أن املشرع قد حدد األجال
التي يجب خاللها دراسة هذه الطلبات (ثالثة أشهر فيما يخص مشاريع التجزئات وأجل شهرين فيما يخص
البنايات عدا املجموعات السكنية التي خص ص لها نفس أجل التجزئات) ،فما يالحظ جليا أن تلك اآلجال
ال يتم احترامها من طرف السلطات اإلدارية .1
على الرغم من كون القانون رقم 12-90املتعلق بالتعمير مكن من توفير اإلطار املناسب الذي
سمح للسلطات العمومية من التدخل بطريقة مناسبة وأكثر فاعلية ملعالجة املشاكل املطروحة ف ي مجال
التعمير بالنظر إلى تأثيراته الكبيرة على كافة املجتمع وبنياته ،حيث جاء هذا القانون بمجموعة من
املقتضيات أهمها :تحسين وتسريع مساطر دراسة ومعالجة امللفات .2
وكذا سعي املشرع املغربي من خالل القانون رقم 66.12املتعلق باملراقبة والزجر في مجال التعمير
والبناء توفير اإلطار القانوني للحد من األفعال املخلة بقانون التعمير والبناء ،بهدف تمكين املغرب من نص
قانون يتجاوز من خالله القصور الذي يعرفه نظام الرقابة والزجر الذي كان معموال به .3
كما أن قانون التعمير وقانون تنمية العمارات القروية لم يوضحا الكيفية التي يجب أن يقدم بها
طلب رخصة البناء أو شكله أو محتواه ،ومثل هذه األمور أوكلتها النصوص لقرارات وضوابط البناء العامة
املتخذة بمرسوم وضوابط البناء الجماعية املتخدة بقرارات لرؤساء املجالس بناء على مداوالت هذه األخيرة.
-1عماد ابركان ،قراءة تحليلية نقدية في الرأي امللزم للوكاالت الحضرية ،من كتاب التعمير والبناء ومتطلبات الحكامة الترابية ،أشغال الندوة
الوطنية املنظمة من طرف املاستر املتخصص في قانون العقار والتعمير ،بالكلية املتعددة التخصصات بالناظور ،أيام 3-2و 4مارس ، 2017
إعداد وتنسيق أحمد خرطة ،مطبعة ووراقة القدس ،الطبعة األولى ،2018ص.292
-2عماد ابركان ،نفس املرجع ،ص .282
-3نورالدين الوناني ،الجزاءات الزجرية املقررة لجرائم التعمير ومدى فعاليتها في حماية املجال العمراني على ضوء مستجدات القانون رقم
، 66.12مرجع سابق ،ص.559
55
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
فباالطالع على الدورية 1 2000-1500نجدها قد بينت الكيفية التي يتم بها تقديم هذه الطالبات
وذلك بنصها على مجموعة من الوثائق الالزم إرفاقها بملف طلب الرخصة ،هذه الوثائق التي تختلف من
وفي هذا السياق ،وبعد طول انتظار ،صدر املرسوم القاض ي باملوافقة على ضابط البناء العام
املحد د لشكل وشروط تسليم الرخص والوثائق املقررة بموجب النصوص التشريعية املتعلقة بالتعمير
والتجزئات العقارية واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات والنصوص الصادرة لتطبيقها .3
ويعتبر الشباك الوحيد 4آلية جديدة إلرساء دعائم حکامة جيدة في مجال تبسيط مساطر رخص
ال تعمير ،وتفعيال لهذه اآللية في شموليتها ،كأداة أساسية يمكنها املساهمة في تشجيع االستثمار وتحسين
مناخ األعمال في شقه املتعلق برخص التعمير ،فالبد من توفرها على مواصفات تسمح ملختلف املتدخلين
من ممارسة اختصاصاتهم على الوجه األكمل .5
ألن تبسيط مساطر التدبير الحض ري على مستوى منح الرخص املتعلقة بمشاريع البناء وإحداث
-1الدورية 2000-1500الخاصة بتبسيط مسالك ومساطر دراسة طلبات رخص البناء وإحداث التجزئات العقارية واملجموعات لسكنية
وتقسيم العقارات ،الصادرة عن الوزير املكلف بإعد اد التراب الوطني والتعمير واإلسكان والبيئة الصادرة في 6أكتوبر 2000لالطالع على
الوثائق املكونة مللف طلب رخصة البناء.
-2الشريف البقالي ،رخصة البناء بالوسط القروي نطاق إلزاميتها وشروط منحها ،مرجع سابق ،ص.89
-3محمد عمري ،قراءة ألحكام مرسوم الضابط العام للبناء في ضوء املستجدات القانونية الالحقة ،مرجع سابق ،ص.168
-4بالرجوع إلى املرسوم رقم 2.18.577الصادر في 8شوال 12( 1440يونيو ) 2019القاض ي باملوافقة على ضابط البناء العام املحدد لشكل
وشروط تسليم الرخص والوثائق املقررة بموجب النصوص التشريعية املتعلقة بالتعمي ر والتجزئات العقارية واملجموعات السكنية وتقسيم
العقارات والنصوص الصادرة لتطبيقها ،الجريدة الرسمية عدد 6793 :بتاريخ 05ذو القعدة 08( 1440يوليوز ،)2019الصفحة ، 4852
نجده ينص في مادته 10على أنه" :يحدث الشباك الوحيد لدى الجماعات التي يتجاوز عدد سكانها 50.000نسمة ،ولدى املقاطعات
املنصوص عليها في القسم السادس املتعلق باملقتضيات الخاصة بالجماعات ذات نظام املقاطعات من القانون التنظيمي رقم 113.14
املتعلق بالجماعات .ويعتمد لهذا الغرض عدد السكان املثبت في آخر إحصاء رسمي" .وأضافت املادة 11من نفس املرسوم أن هذا الشباك
الوحيد لرخص التعمير يحدث بقرار مشترط للسلطتين الحكوميتين املكلفتين بالتعمير والداخلية.
-5مصطفى بلكوزي ،رخص التعمير في إطار الشباك الوحيد ،مرجع سابق ،ص.51
56
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
التجزئات العقارية واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات 1في أقصر اآلجال ، 2سينتج عنه ال محال
املساهمة الفعالة في تقوية قطاع التعمير.
ويعتبر إيداع طلب رخصة البناء لدى السلطة املختصة املرحلة األولى التي تمكن السلطة املختصة
من مراقبة مدى استيفاء الطلب للوثائق املكونة للملف وإرجاعه إلى املعني باألمر في حالة عدم استيفائه
للشروط .3
إال أنه باملوازاة مع هذا التوجه الرامي إلى تبسيط مساطر الحصول على مختلف الرخص واألذون،
فاملشرع أخذ على عاتقه حماية املجال العمراني ،خاصة أن الواقع العملي كشف ظاهرة البناء غير القانوني،
التي ترجع في جزء منها إلى تعقد وطول مساطر الحصول على الرخص القانونية.
وبما أن املشرع املغربي سواء في قانون التعمير أو في قانون التجمع ات القروية يمنع القيام بالبناء
دون الحصول على رخصة ،غير أن هذه الصيغة العامة كثيرا ما أدت إلى طرح تساؤالت ونزاعات من قبيل:
من هم األشخاص امللزمين بالحصول على رخصة ،هل األشخاص الخاصة فقط أم أن األشخاص العامة
أيضا؟ وما هي املشاريع املستثناة من هذا الترخيص؟.
إن غياب نص قانوني واضح في هذا اإلطار يجعل بعض األشخاص املعنوية العامة تعتقد أنها غير
ملزمة بالحصول على رخصة البناء ، 4حيث أنه ،وإلى جانب التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية،
يمكن الحديث عن التنمية العمرانية ،والتي تهتم بتنظيم املدينة أو بشكل أوسع بالتنظيم العقالني
الستعمال السطح ،وهذه التنمية ال تتحقق إال بتخطيط حضري فعال 5عبر تقوية وتحسين مردودية
املتدخلين في مجال التعمير والبناء ،بتوزيع االختصاصات وتقاسم الصالحيات وترتيب املسؤولية في حالة
التقاعس أو التقصير ،نفس األمر ينسحب على الكافة ،حيث أن تعدد الجهات املتدخلة في ميدان التعمير
قد يؤدي إلى تشتيت املسؤوليات أو التهرب منه ا وتداخلها أحيانا ،إذ أن هناك من يقول إن تعدد هذه األجهزة
-1خصص املرسوم رقم 2.18.577القاض ي باملوافقة على ضابط البناء العام السالف الذكر بابه الرابع لتبيان مساطر دراسة ملفات
طلبات الرخص بموجب املواد 19-18-17و .20في حين خصص الباب الخامس لتسليم اإلذن بالتجزيء وإحداث املجموعات السكنية
وتقسيم العقارات ورخص البناء واإلصالح والتسوية والهدم.
-2مصطفى البدواني ،األجهزة املتدخلة في مجال التعمير والبناء وفق آخر التشريعات القانونية ،مرجع سابق ،ص. 383
-3الشريف البقالي ،رخصة البناء بالوسط القروي نطاق إلزاميتها وشروط منحها ،مرجع سابق ،ص.89
-4أحمد أجعون ،املنازعات املتعلقة برخص البناء ،مرجع سابق ،ص.30
-5الحاج شكرة ،الوجيز في قانون التعمير املغربي ،دار القلم ،الرباط ،الطبعة السادسة ، 2013 ،ص .53
57
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
يؤدي إلى عرقلة التدبير الحضري من خالل قلة وثائق التعمير املصادق عليها ،وكذا البطء في دراسة طلبات
الحصول على الرخص التعميرية .1
ناهيك عن عدة أسباب أخرى تتمثل خاصة في البعد الردعي والزجري وعدم التطبيق السليم
للعقوبات املنصوص عليها بموجب التشريع ،زيادة عن طول وتعقد املساطر املتعة ملعاينة.
ومن ثمة ،يشكل التعمير إحدى السياسات العمومية التي تقوم بإعدادها الدولة وتشرف على
إنجازها مختلف األجهزة اإلدارية املختصة .2
املطلب الثاني :مساوئ غموض وتداخل األجهزة الرقابية على قرارات التعمير العملياتي.
اكتسح التوسع العمراني غير املنظم على مدى عقود معظم هوامش املجال الحضري ،بإفرازه
لتجمعات سكنية صغيرة بها ،شكلت بذلك نواة التعمير غير القانوني باملجال الحضري وتطورت بشكل
تدريجي لتصبح فيما بعد ظاهرة عمرانية تفرض نفسها عليه ،وتربك البنية العمرانية والتعميرية ،وتشوه
جمالية املدن .3
خاصة وأن التعمير العملياتي ببالدنا يحظى بأهمية كبيرة نظرا لالنعكاسات التي ينتجها على
مجاالت مختلفة ،األمر الذي جعل السلطات العمومية تولي له أهمية كبرى ،فقامت بإصدار ومراجعة عدة
تشريعات تهدف إلى تنظيمه ،وذلك كلما دعت الضرورة إلى ذلك ،وكأيضا كلما استجدت حاجيات وظروف
تحتم فعل ذلك.
وبالتالي تم التوصل إلى قناعة مفادها أنه لفرض احترام قانون التعمير المناص منه إصدار قانون
للحد من األفعال املخلة بقواعد البناء والتعمير ،إذ أن هذه القواعد ال يمكن أن تكون فعالة إال إذا تمت
حمايتها برقابة فعالة وتدابير زجرية رادعة ، 4غير أن نظام الرقابة والزجر في مجال التعمير والبناء يعد من
أصعب العمليات بسبب ديناميكية الظاهرة واإلمكانيات الضخمة التي تحتاجها أجهزة املراقبة وهيئاتها
-1مصطفى البدواني ،األجهزة املتدخلة في مجال التعمير والبناء وفق آخر التشريعات القانونية ،مرجع سابق ،الصفحتين 378و.379
-2مصطفى البدواني ،األجهزة املتدخلة في مجال التعمير والبناء وفق آخر التشريعات القانونية ،مرجع سابق ،ص.375
-3رضوان العلمي ،التعمير والتنمية املجالية باملغرب ،مرجع سابق ،ص.289
-4نورالدين الوناني ،الجزاءات الزجرية املقررة لجرائم التعمير ومدى فعاليتها في حماية املجال العمراني على ضوء مستجدات القانون رقم
، 66.12مرجع سابق ،ص.560
58
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
املكلفة بذلك ،بفعل املشاكل املتعددة التي تهدد الطابع العمراني للمدينة يوما بعد يوم ،مما يتطلب معه
وجود أجهزة رقابية قوية واضحة املعالم من حيث الصالحيات واملهام املكلفة بها على جميع املستويات.
فحقيقة أنه أمام التطور الديمغرافي السريع تم إصدار العديد من القوانين من أجل ضبط
التعمير في اتجاه خلق نوع من التوازن والتناسق في هذا املجال ،والهدف من ذلك بطبيعة الحال هو حماية
املشهد املعماري والعمراني للمدينة وعدم املس بجماليتها ،1إال أن قوانين التعمير والبناء في العرف القانوني
عموما تبقى من قواعد الضبط اإلداري ،التي تهدف إلى الحفاظ على سالمة املواطنين وأمنهم وصحتهم.
فبالرغم من أن نطاق تطبيق إلزامية رخصة البناء قد اتسع بموجب أحكام القانون رقم 12-90
املتعلق بالتعمير ليشمل مناطق أخرى غير التي كان يشملها قبل صدور هذا القانون ،فإن هذه اإللزامية لم
تطل بعد مجموع التراب الوطني ،إذ ال زالت هناك مناطق قروية غير خاضعة لرخصة البناء ،باستثناء
املناطق املزودة بتصميم التنمية وهو ما نصت عليه املادة 40من القانون رقم .2 12-90
-1مصطفى البدواني ،األجهزة املتدخلة ف ي مجال التعمير والبناء وفق آخر التشريعات القانونية ،مرجع سابق ،ص .375
-2تنص هذه املادة على أنه" :يمنع القيام بالبناء دون الحصول على رخصة ملباشرة ذلك :
ن
-داخل الدوائر املنصوص عليها في املادة األولى أعاله ،وفي النطاق املشار إليها في ب) من املادة 18من هذا القانو التي تكتس ي صبغة خاصة
تستوجب خضوع تهيئتها لرقابة إدارية؛ أي (جميع أو بعض أراض ي جماعة قروية أو جماعات قروية تكتس ي صبغة خاصة سياحية أو منجمية
ويستوجب نموها العمراني املرتقب تهيئة خاصة تخضع لرقابة إدارية ،وتتولى اإلدارة تحديد هذه املناطق باقتراح من مجالس الجماعات
املختصة أو بطلب من عامل العمالة املعنية أو اإلقليم املعني في حالة صدور اقتراح من هذه املجالس)؛
-خارج الدوائر املنصوص عليها في البند السابق والتجمعات القروية املوضوع لها تصميم تنمية :على طول السكك الحديدية وطرق
املواصالت غير الجماعية إلى غاية ع مق يبلغ كيلومترا ابتداء من محور السكك الحديدية والطرق اآلنفة الذكر ،وعلى طول حدود امللك العام
البحري إلى غايىة عمق يبلغ خمس كيلومترات؛
-داخل التجزئات املأدون في إحداثها عمال بالتشريع املتعلق بتجزئة األراض ي وتقسيمها وإقامة املجموعات السكنية.
ويجب الحصول ع لى رخصة البناء كذلك في حالة ادخال تغييرات على املباني القائمة إذا كانت التغييرات املزمع ادخالها عليها تتعلق بالعناصر
املنصوص عليها في الضوابط املعمول بها".
59
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
مساطر دراسة امللفات ،وفرض ضرورة اللجوء إلى املهنين ف ي املجال ،ناهيك عن تقوية الجانب الزجري ،كما
نظم عملية إعادة هيكلة التجزئات العشوائية .1
كما أن عدم وجود أي نص ينظم التعمير باملناطق القروية بدأ يخلق مشاكل كبيرة ،خاصة في ظل
التطور السريع الذي شهدته الكتل العمرانية القروية ،مما جعل املشرع يفكر في تنظيم املجال القروي وهو
ما تم بالفعل عند إصدار ظهير 25يونيو 1960بشأن تنمية العمارات القروية ،والذي يهم مناطق محددة
لم يكن يسري عليها ال قانون 1952بشأن التعمير ،وال قانون 1953بشأن التجزئات وتقسيم األراض ي ،كما
ال يسري عليها حاليا القانون الجديد رقم 12.90املتعلق بالتعمير ،وكذا القانون رقم 25.90بشأن التجزتات
املعمارية واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات .2
غير أنه وبالرغم من تضمن هذه القوانين السابقة ملقتضيات زجرية ،إال أنها لم تستطع الحد أو
على األقل التقليل من جرائم التعمير نتيجة التطور االقتصادي واالجتماعي ،كما أن من أبرز العيوب
القانونية التي ميزت املنظومة التشريعية مليدان التعمير ،هي كثرة الدوريات واملناشير في هذا املجال ،والتي
أفرزت ما يعرف اليوم بالتعمير االستثنائي ،والذي أصبح األصل من حيث التطبيق ،مما جعل منه أحد أهم
العراقيل التشريعية ،نظرا ملحدودية مراقبته .3
وغني عن البيان أن الرقابة اإلدارية على عمليات البناء تقتض ي استمرارها في الزمان بالشكل الذي
يخول للسلطات اإلدارية مواكبة هذه األشغال منذ بدايتها وإلى غاية االنتهاء منها مع التأكد من استعمال
التجزئات واملباني املشيدة في الغرض املخصصة له.
وعلى هذا األساس ت عتبر قواعد التعمير والبناء املنصوص عليها قانونا بمثابة اإلطار الذي يجب
احترامه من طرف كل من يباشر عملية من عمليات البناء والتجزيء وتقسيم األراض ي ،وتطبيق هذه القواعد
-1عماد ابركان ،قراءة تحليلية نقدية في الرأي امللزم للوكاالت الحضرية ،مرجع سابق ،ص .283
-2وقد أتي ظهير 1960بأداة جديدة من أدوات التعمير ،وهي تصميم التنمية املعروف بمرونته ،حيث أصبح بإمكان اإلدارة أن تزود الكتل
العمرانية القروية بتصاميم التنمية والتي تحدد املناطق املخصصة األنشطة معينة أو للسكنى ،وبمجرد أن يصادق على تصميم من هذا
النوع تصبح رخصة البناء إج بارية داخل املنطقة التي شملها التصميم ،وهذا ما نص عليه الفصل السابع من ظهير 25يونيو 1960الذي
جاء فيه :يمنع في العمارات القروية املتوفرة على تصميم خاص بتوسيع نطاقها تشييد أية بناية دون الحصول على اإلذن بالبناء تسلمه
السلطة املحلية( ،والذي أصبح يسلمه رئي س املجلس الجماعي بعد صدور ميثاق التنظيم الجماعي)؛ أورده :الشريف البقالي ،رخصة البناء
بالوسط القروي نطاق إلزاميتها وشروط منحها ،مرجع سابق ،ص.82
-3رضوان العلمي ،التعمير والتنمية املجالية باملغرب ،مرجع سابق ،ص.288
60
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
و احترام هذا اإلطار ال يمكن أن يكون فعاال إال إذا تمت حمايته بمجموعة من اإلجراءات اإلدارية والتدابير
الزجرية الهادفة أساسا إلى الوقاية وتفادي كل املخالفات قبل وقوعه .بل األكثر من ذلك فحتى البناء في
العالم القروي يعرف عدة إكراهات تعزى إلى التعدد والتعقد الذي يشهده املجال ،وإذا ما حاولنا أن نقوم
بتقييم شمولي للبناء في العالم القروي يمكن أن نستنتج أنه جزء كبير منه ال زال غير مستعد لتحمل تبعات
أحكام قانونية جبرية جديدة .1
فإذا كانت مختلف التشريعات والقوانين تهدف إلى الضبط والتنظيم ،فإنه يتعين على الجميع
احترام هذه القواعد التشريعية ،ألن قانون التعمير يعد منظومة متكاملة من شأن اإلخالل ببعض مكوناتها
أن يفرغها من محتواها ،حيث يالحظ على مستوى الواقع واملمارسة العملية وجود عراقيل تتمثل أساسا في
عدم احترام القواعد القانونية للتعمير من قبل املتدخلين العموميين والخواص على حد سواء .2
ألنه وبالرغم من وجود ترسانة قانونية قوية تعنى بالتخطيط والتدبير العمراني باملغرب وآليات
مراقبة قبلية وبعدية ،خاصة فيما يتعلق بالتعمير العملياتي ،إال أن الضغط املجتمعي وتزايد حاجيات
السكان بسبب الهجرة القروية والنمو الديموغرافي السريع باملدن ،جعل القواعد القانونية التي تنظم املجال
واملشوبة بعدة نواقص ،غير قادرة على استيعاب وتلبية هذه الحاجيات ،مما خلق أزمة في تدبير املدن ،وأفرز
توسعا مخثال وغير منظم للمجال ،و میالد تعمير غير قانوني متجسد في أحياء عشوائية ودور صفيح تفتقر
ألبسط شروط العيش .3
لذا فمراجعة القاعدة القانونية املؤطرة للعقوبات الزجرية والردع في مجال التعمير والبناء أضحى ضروري
ملواجهة التحديات التي يعرفها القطاع ،سواء من خالل الضرب على أيدي كل املتالعبين بالثغرات القانونية
من خالل زجر املخالفات ،أو من خالل إعطاء اإلدارة الوسائل الكفيلة ملراقبة أشغال التعمير العملياتي
سواء برقابة قبلية أو بعدية .خاصة وأن التعمير العملياتي ببالدنا والذي يقصد به إخراج مقتضيات
وتوجهات وثائق التعمير إلى حيز الوجود يحظى بأهمية كبيرة لدى املختصين واملهتمين بهذا الشأن وكذا لدى
-1أحمد مالكي ،البناء في العالم القروي باملغ رب وإكراهات الواقع ،مقال منشور باملجلة املغربية للدراسات القانونية ،دار النشر املؤسسة
املغربية للدراسات القانونية واالقتصادية ،العدد االفتتاحي ،يناير ،2016ص.115
-2رضوان العلمي ،التعمير والتنمية املجالية باملغرب ،مرجع سابق ،ص. 288
- -3رضوان العلمي ،نفس املرجع ،ص. 290
61
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
وقد أظهر الواقع العملي عدم قدرة الكثير من رؤساء املجالس الجماعية على تدبير مجاالت شرطة
التعمير الجماعية ،فإل ى جانب ضعف التكوين في مجال التعمير ،واجه الكثير منهم عدة إكراهات للمالءمة
بين االلتزامات الشخصية واملسؤوليات التسييرية لإلدارة الجماعية ،األمر الذي ينعكس على التعامل
اإليجابي مع دراسة طلبات ممارسة التعمير العملياتي.
خاصة وأن منح رخص التعمير العملياتي تتطلب وجود هياكل تتكلف بدراسة مختلف ملفات
طلب الرخص وفق مسطرة وآجال محددة وهو ما أكد عليه مرسوم ضابط البناء العام الذي حدد كذلك
مجال تطبيقه .السيما وأن ثمة تشوهات عديدة أصابت النسيج العمراني وسط مركز الجماعة وفي األحياء
السكنية والتداخل فيما بينها2 ... الجانبية ،أضف إلى ذلك الفوارق امللحوظة بين املناطق
حيث تطبق أحكام هذا الضابط على جميع مشاريع البناء ،أو إحداث التجزئات العقارية
واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات التي يقوم بها كل شخص ذاتي أو معنوي خاص أو عام ،ويخضع
إنجازها للحصول املسبق على األذون والرخص املنصوص عليها في ضابط البناء .غير أن ضابط البناء العام
ال يسري على :منطقة تهيئة ضفتي أبي رقراق؛ ومنطقة تهيئة موقع بحيرة مارشيكا؛ كما ال تسري على طلبات
الترخيص بناء األماكن املخصصة إلقامة شعائر الدين اإلسالمي (املساجد.3 )..
ولهذا فإن املرسوم القاض ي باملوافقة على ضاب ط البناء العام السالف الذكر يندرج في سياق
إصالح املنظومة القانونية املحددة لشكل وشروط تسليم الرخص والوثائق املقررة بموجب النصوص
التشريعية والتنظيمية املتعلقة بالتعمير والبناء ،كما يمثل أحد املرتكزات األساسية املواكبة املجهودات
املبذولة من طرف الحكومة لتحسين مناخ األعمال وإنعاش االستثمار وتبسيط املساطر اإلدارية ببالدنا .هذا
املرسوم عمل على إدراج شكل وشروط تسليم الرخص الجديدة املحدثة بموجب القانون رقم 66.12املتعلق
بمراقبة وزجر املخالفات في مجال التعمير والبناء واملتمثلة في رخص اإلصالح والتسوية والهدم.
-1الحاج شكرة ،التعمير العملياتي باملغرب – دراسة قانونية وقضائية -مطبعة دعاية ،الطبعة األولى ،سال ،2020ص .123
-2بوشعيب أوعبي ،قانون التعمير املغربي نظرية عامة،مطبعة دار القلم ،دون ذكر دار الناشر ،الرباط ، 2013ص .86
-3الهياللي عبدالهادي ،قراءة في املرسوم الصادر بتاريخ 27ماي 2013املتعلق بضابط البناء العام ،مقال منشور باملجلة املغربية لإلدارة
املحلية والتنمية،مطبعة املعارف الجديدة ،الرباط ،2014 ،ص . 163
62
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
ويهدف ضابط البناء العام ،إلى تحديد شكل وشروط إيداع ودراسة طليات وتسليم األذون املتعلقة بإحداث
التجزئات العقارية واملجموعات السكنية و تقسيم العقارات ورخص البناء ورخص السکنى .1ألجل ذلك
فالتعمير العملياتي شامل لجميع مظاهر تنفيذ السياسة سواء تعلق األمر بتنقيط وثائق الت عمير على اعتبار
أنها هي التي تجسد السياسة املتبعة في ميدان التخطيط الحضري أو على مستوى امليادين املرتبطة بتهمة
املجال کاعادة الهيكلة والتدخل في ميدان السکنى ومحاربة أحياء الصفيح .2
واملالحظ أن قانون التعمير لم تعد مهمته العمل على توفير املعمار املناسبة بل تجاوز ذلك لينظر
إلى الجماعة والسكان عوض النظر إلى البنايات والعمران ،لكون الغاية أضحت هي السهر على راحة الساكنة
بتوفير متطلباتها الحيوية ،وهو ما يستجيب له قانون التعمير بدرجة أساسية ،وهذا ما ترمي إليه التنمية
العمرانية عن طريق توزيع مهام األجهزة الساهرة واملتدخلة في هذا املجال بشكل يحقق تناغما وانسجاما
بالرفع من فعاليتها لتحقق إعادة الهيكلة والتنظيم والتنمية املنسجمة للتجمعات السكانية وكذا ضبط
أدوات وتقنيات التعمير ، 3وتجاوز الضغط الذي تعاني منه األنسجة الحضرية بفعل ارتفاع وتيرة النمو
العمراني الذي أذى إ لى إضعاف هياكل املدينة ،وتدهور ظروف السكن ،حيث بلغ هذا الضغط حدا أصبح
معه أحيانا تطور املجاالت الحضرية يمت إلى مذهب الفوض ى أكثر منه إلى منطق التنظيم .4
-80الهياللي عبدالهادي ،قراءة في املرسوم الصادر بتاريخ 27ماي 2013املتعلق بضابط البناء العام ،مرجع سابق ،ص ، 159وهو ما أكده
املرسوم رقم 2.18.577القاضب باملوافقة على ضابط البناء العام في بابه األول املحدد للغرض منه ونطاق تطبيقه ،بموجب املواد من األولى
إلى غاية املادة الخامسة منه.
-2الحاج شكرة ،التعمير العملياتي باملغرب – دراسة قانونية وقضائية -مرجع سابق ،ص .124
-82مصطفى البدواني ،األجهزة املتدخلة في مجال التعمير والبناء وفق آخر التشريعات القانونية ،مرجع سابق ،ص.378
-4محمد محجوبي ،قراءة عملية في قوانين التعمير املغربية ،مطبعة دار النشر املغربية ،ددار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ،الرباط
،2011ص .5
63
مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية العدد الثامن والثالثين مارس – يونيو 2022
خاتمة:
ختاما يتضح أن لتعدد املتدخلين وتنوع املصدرين فيما يتعلق بالتعمير العملياتي مجموعة من
اآلثار التي لها إيجابياتها ولها أيضا سلبيتها ،لكن لتجاوز هذه األخير يجب إعادة النظر في مجموعة من
املعطيات التي تؤثر سلبا أحيانا على تنظيم املجال العمراني وأحيانا أخرى على جودة خدمات املرفق
العمومي املسؤول عن الترخيص بممارسة أشغال التعمير العملياتي والرقاب ة عليها.
وتأسيسا عليه ،فإن الدفع بإصالح اإلشكاالت القانونية التي يعرفها مجال التعمير العملياتي في
الشق املتعلق بتعدد املتدخلين واملصدرين لقراراته لن يتأتى دون األخد بمجموعة من التوصيات تم إدراجها
على النحو التالي:
-تجاوز الشتات والتفرقة في النصوص القانوني ة املنظمة لعمليات التعمير العملياتي ،وتحيينها على النحو
على يعزز الرقابة على القرارات اإلدارية املتعلقة بها سواء في مرحلة إعدادها أو تنفيذ مقتضياتها ،على النحو
الذي يمكن من تجاوز االختالالت التي تطرحها عادة ،وجعلها تواكب التطورات االقتصادية واالجتماعية،
وأ يضا لتفادي إصدار املزيد من الدوريات واملناشير التي تصدر أحيانا لسد الفراغ القانوني؛
-تعزيز النصوص القانونية الزجرية ملخالفات التعمير والبناء بعقوبات أكثر صرامة من شأنها ردع املخالفين
للقوانين املؤطرة لعميات التعمير العملياتي ،وتعيين قضاة متخصصين في مجال التعمير والبناء؛
-خلق لجن محلية تحت رئاسة وإشراف إطار مكون ومتمرس في قضايا التعمير والبناء ،تكون وظيفتها رصد
والتصدي ملخالفات التعمير والبناء ،ووضع حد لها ،والسهر على تجاوزها؛
-استحضار حس الوطنية وروح املواطنة من قبل كل املتدخلين وتفضيل املصلحة العامة عن املصلحة
الخاصة ،وانخراطهم من أجل إيجاد حلول لتجاوز االختالالت التي يطرحها مجال التعمير العملياتي،
-تعزيز تدخل املقاطعات في ميدان التعمير العملياتي ،من خال إعطاء مسؤوليات واضحة ومحدد؛
-تسوية الوضعية القانونية للبنايات املخالفة ملقتضيات التصاميم التعميرية ،والعمل على تجاوز
االختالالت التي تؤدي إلى إحداثها؛
-تنظيم دورات تكوينية لفائدة الهيئات املنتخبية املتدخلة في ميدان التعمير؛
-تنظيم حمالت تحسيسية لفائدة املواطنين هدفها الوعي بأهمية املحافظة على املجال العمراني.
64