You are on page 1of 31

‫الـدرس األول‬

‫الـجـرح والتعـديـل‬
‫عنـاصر الـدرس ‪:‬‬
‫‪)1‬أدرك المسلمون أهمية السنة النبوية ومكانتها‪ ,‬فحرصوا على حفظها وسالمة نقلها‪,‬‬
‫ألنها المصدر الثاني للتشريع اإلسالمي‪ ،‬وهي وحي من هللا‪.‬‬
‫‪)2‬لم يقف جهد المسلمين في خدمة الحديث عند جمعه‪ ,‬وتدوينه‪ ,‬واشتراط إسناده‪ ,‬بل‬
‫أضافوا إلى ذلك جهودًا عظيمة في تتبع أحوال الرواة بالنقد والتمحيص‪.‬‬
‫‪)3‬نشأ علم الجرح والتعديل بعد نشوء الفرق اإلسالمية المنحرفة‪ ،‬والتي أرادت أن تؤيد‬
‫وجهة نظرها باختالق أحاديث مكذوبة ونسبتها إلى الرسول (‪ ,)s‬فقام العلماء‬
‫بوضع ضوابط يتعرفوا من خاللها على أحوال الراوي حتى يقبلوا حديثه أو‬
‫يرُّد وه‪.‬‬
‫‪)4‬اشترط العلماء فيمن يقوم بالجرح والتعديل شروطًا محددة‪ ,‬حتى يكون حكمه منصفًا‬
‫مبينًا لحقيقة الراوي‪ ،‬وكاشفًا عن حاله‪.‬‬
‫‪)5‬حدد العلماء ميزانًا دقيقًا لقبول تعديل الراوي أو جرحه‪.‬‬
‫‪)6‬اصطلح العلماء على ألفاظ يصفون بها الرواة‪ ،‬ليميزوا بها بين مراتب أحاديثهم من‬
‫حيث القبول أو الرّد ‪.‬‬
‫‪)7‬علم الجرح والتعديل هو أحد الموضوعات التابعة لعلم مصطلح الحديث‪ ،‬وعلى‬
‫ضوء الجرح والتعديل يمكن معرفة الحديث الصحيح والحسن والضعيف‬
‫والموضوع‪ ,‬وهو ما تم دراسته في الصف الثاني الثانوي‪.‬‬
‫‪)8‬ال يجوز الطعن في أحد المسلمين أو الخوض في عرضه‪ ,‬ما لم يكن الهدف من ذلك‬
‫قبول روايته للحديث أو رفضها‪ ,‬ألن ذلك من الغيبة المحرمة‪.‬‬
‫‪)9‬اتفق العلماء على جواز الجرح والتعديل رغم ما فيه من ذكر عيوب الناس‬
‫ونقائصهم‪ ،‬لما يترتب على ذلك من حفظ سنة الرسول (‪ )s‬وصيانتها عن‬
‫عبث المنافقين‪ ،‬وتحريف الُم بطلين‪.‬‬

‫أسئـلـة الـكتاب الـمـدرسـي (ُم جاب عنها) باإلضـافـة إلـى أسئلـة أخـرى‬
‫س‪ /1‬وضح كيف حرص المسلمون على حفظ السنة النبوية وسالمة نقلها؟‬
‫ج‪ /1‬حرص المسلمون على حفظ السنة النبوية وسالمة نقلها ويظهر ذلك من خالل ما‬
‫يأتي‪:‬‬
‫‪ )1‬حرص الصحابة (‪ )d‬على متابعة الرسول (‪ )s‬في أقواله أفعاله‪ ,‬والتناوب على‬
‫مالزمته حتى ال يفوتهم شيء من أحاديثه وسنته‪.‬‬
‫‪ )2‬بعد وفاة الرسول (‪ )s‬حرص المسلمون على رواية األحاديث وجمعها‬
‫وتدوينها‪.‬‬
‫‪ )3‬عند جمع العلماء للحديث اشترطوا اإلسناد‪ ,‬للتثبت من األحاديث الـَم ْر وَّية‪.‬‬
‫س‪ /2‬عرف علم الجرح والتعديل‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫ج‪/2‬علم الجرح والتعديل ‪ :‬هو العلم الذي يبحث في تتبع أحوال الرواة لحديث الرسول(‬
‫‪ )s‬بالنقد والتمحيص وفق معايير دقيقة‪ ،‬حتى ال يدخل في السنة النبوية ما ليس‬
‫منها‪ ,‬أو ُينسب إلى الرسول (‪ )s‬ما لم يقله أو يفعله أو ُيقّر ه‪.‬‬
‫س‪ /3‬ما معنى كل من الجرح والتعديل؟‬
‫ج‪* /3‬الـجــــــرح‪ :‬هو الطعن في عدالة راوي الحديث أو ضبطه‪ ،‬كوصفه بالفسق‪ ،‬أو‬
‫سوء الحفظ‪ ،‬أو بأي لفظ ينفي عنه العدالة أو الضبط‪.‬‬
‫*التعـديـــل‪ :‬هو وصف الراوي بما يدل على عدالته وضبطه‪ ،‬كوصفه بأنه ثقة‪ ،‬أو‬
‫حافظ‪ ،‬أو بأي لفظ يدل على عدالته وضبطه‪.‬‬
‫س‪ /4‬ما الهدف من الجرح والتعديل؟‬
‫ج‪ /4‬الهدف من الجرح والتعديل ‪ :‬تتُّبع أحوال الرواة لحديث الرسول (‪ )s‬وتناولهم‬
‫بالنقد والتمحيص‪ ،‬وفق معايير دقيقة‪ ،‬من أجل قبول روايتهم أو رفضها‪.‬‬
‫س‪ /5‬ما غاية علم الجرح والتعديل؟ وما دور العلماء لتحقيق هذه الغاية؟‬
‫ج‪*/5‬غاية علم الجرح والتعديل‪ :‬تنقية األحاديث النبوية‪ ,‬وبيان الصحيح منها والضعيف‬
‫والمكذوب‪.‬‬
‫*دور العلماء لتحقيق هذه الغاية ‪ :‬أنهم وضعوا مجموعة من القواعد والضوابط‬
‫لمعرفة أحوال الرواة‪ ,‬فال يقبلوا حديثًا إال بعد التوثيق من كل راٍو في السند‪.‬‬
‫س‪ /6‬ما المقصود بكل من سند الحديث ومتنه؟‬
‫ج‪* /6‬سند الحديث ‪ :‬هو سلسلة الرجال الناقلين للحديث الشريف‪ ،‬كل منهم يروي عن‬
‫اآلخر حتى يصل بالحديث إلى الصحابي الذي يرويه عن الرسول (‪.)s‬‬
‫تـوضيــح ‪:‬‬
‫‪{ ‬يدور علم الجرح والتعديل على السند‪ ,‬حيث يتناول كل راٍو من الرواة الذين ورد ذكرهم‬
‫في السند بالنقد‪ ,‬وذلك بالسؤال عن دينه وعقله وخلقه وسيرته‪ ,‬وعن شيوخه‬
‫وتالميذه‪ ,‬فمن اشتبهوا فيه ردوا حديثه‪ ,‬ومن قام الدليل على عدالته وضبطه قبلوا‬
‫حديثه}‪.‬‬
‫*متن الحديث ‪ :‬هو النص الذي قام الرواة بنقله وروايته‪.‬‬
‫س‪ /7‬ما الشروط الواجب توفرها فيمن يقوم بالجرح والتعديل؟‬
‫ج‪ /7‬الشروط الواجب توفرها فيمن يقوم بالجرح والتعديل هي ‪:‬‬
‫‪ )1‬أن يتصف بالعلم والصدق والتقوى والورع‪.‬‬
‫‪)2‬أن يكون عالمًا بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬والضوابط والمعايير التي وضعها العلماء‬
‫لذلك‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪ )3‬أن يكون عالم باللغة العربية‪ ،‬حتى يمكنه استخدام اللفظ المناسب لوصف حال‬
‫الراوي‪.‬‬
‫س‪ /8‬بم يثبت الجرح والتعديل؟‬
‫ج‪ /8‬يثبت الجرح والتعديل بما يأتي ‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ )1‬الشهرة والشيوع‪ ,‬فمن اشتهر بعدالته وضبطه بين أهل الحديث‪ ،‬وشاع الثناء‬
‫عليه‪ ،‬كان ذلك شهادة بعدالته‪ ,‬ومن اشتهر بفسقه أو كذبه أو تدليسه بين أهل‬
‫الحديث‪ ،‬وشاع تجريح الناس له‪ ,‬كان ذلك شهادة بجرحه‪.‬‬
‫‪ )2‬أن ينص على عدالة الراوي عالم ثقة أو أكثر قوًال أو كتابة‪.‬‬
‫‪ )3‬أن ينص على جرح الراوي عالم ثقة أو أكثر قوًال أو كتابة‪ ،‬مع بيان سبب‬
‫الجرح‪.‬‬
‫‪ )4‬تقديم الجرح على التعديل عند تعارض الجرح والتعديل‪.‬‬
‫س‪ /9‬اذكر بعض ألفاظ التوثيق (التعديل)‪ ,‬وبعض ألفاظ الجرح عند العلماء‪ .‬وما الحكمة‬
‫من استخدام العلماء ألفاظًا متفاوتة في تعديل الراوي أو جرحه؟‬
‫ج‪* /9‬ألفاظ التوثيق (التعديل) عند العلماء هي‪ [ :‬أوثق الناس ‪ /‬ثقة ‪ /‬حافظ ‪ُ /‬م تقن ‪ /‬ال‬
‫بأس به‪ /‬صدوق‪ /‬صدوق له أو هام‪ /‬أرجو أنه ال بأس به‪ /‬صالح الحديث‪..‬‬
‫وغيرها]‪.‬‬
‫َّت‬ ‫َّذ‬
‫*ألفاظ الجرح عند العلماء هي ‪ [ :‬أكذب الناس ‪ /‬وَّضاع أو ك اب ‪ُ /‬م هم بالوضع‬
‫أو ُم َّتهم بالكذب ‪ /‬ضعيف جدًا ‪ /‬ال ُيحتج به ‪ /‬فيه ضعف ‪ /‬فيه مقال ‪ /‬ليس‬
‫بالقوي‪ /‬ليس بحجة ‪ /‬سيء الحفظ ‪ /‬ليس بالحافظ‪ ...‬وغيرها] ‪.‬‬
‫*الحكمة من استخدام العلماء ألفاظًا متفاوتة في تعديل الراوي أو جرحه ‪ :‬ليميزوا‬
‫بها بين مراتب أحاديث الرواة من حيث القبول أو الرد‪.‬‬
‫س‪ /10‬عـلـل لمـا يـأتــي ‪:‬‬
‫أ) ال يدخل وصف شخص بكثرة النسيان لرفض شهادته في باب الجرح والتعديل‪.‬‬
‫ب) يشترط لجرح الراوي أن يذكر سبب الجرح‪.‬‬
‫جـ) ال يشترط لتعديل الراوي أن يذكر سبب التعديل‪.‬‬
‫د) عند تعارض الجرح والتعديل ُيقَّدم الجرح على التعديل‪.‬‬
‫هـ) يثبت الجرح أو التعديل بالشهرة والشيوع‪.‬‬
‫و) يشترط فيمن يقوم بالجرح والتعديل أن يتصف بالعلم والصدق والتقوى والورع‪.‬‬
‫ز) يشترط فيمن يقوم بالجرح والتعديل أن يكون عالمًا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬
‫ج‪/10‬أ)ال يدخل وصف شخص بكثرة النسيان لرفض شهادته في باب الجرح‬
‫والتعديل‪ :‬ألن وصفه بهذا الوصف ال يتعلق بقبول روايته من رفضها‪ ,‬وليس‬
‫ناقضًا للشروط التي يجب توفرها فيمن يقوم بالجرح والتعديل‪.‬‬
‫ب)يشترط لجرح الراوي أن يذكر سبب الجرح ‪ :‬ألنه ربما يكون السبب الذي‬
‫جرح به الراوي غير كاٍف في التجريح عند غيره‪.‬‬
‫ُت‬
‫جـ)ال يشترط لتعديل الراوي أن يذكر سبب التعديل ‪ :‬ألنه لو اش ِرط ذلك لكان‬
‫لزامًا على المعدل أن يستقصي كل أسباب التعديل وهذا غير ممكن‪ ,‬أما في‬
‫الجرح فذكر سبب واحد يقدح في عدالة الراوي يكون كافيًا لتجريحه‪ ,‬وال‬
‫يشترط لذلك اإلحاطة بباقي الصفات‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫د)عند تعارض الجرح والتعديل ُيقَّدم الجرح على التعديل ‪ :‬ألن الـُم عِّدل ُيخبر عما ظهر‬
‫له من أحوال الراوي‪ ,‬ولدى الجارح زيادة علم خفي على الـُم عِّدل‪ ,‬فُيقِّدم قول‬
‫الـُم جِّرح‪.‬‬
‫هـ)يثبت الجرح أو التعديل بالشهرة والشيوع ‪ :‬ألن الشهرة والشيوع أقوى‬
‫من شهادة الواحد واالثنين‪.‬‬
‫و)يشترط فيمن يقوم بالجرح والتعديل أن يتصف بالعلم والصدق والتقوى‬
‫والورع ‪ :‬ألنه إن لم يكن بهذه الصفات يصبح غير ُك ْف ٍء للحكم على غيره‬
‫بأحكام تعطيه صفات العدالة والضبط أو تسلبها منه‪.‬‬
‫ز)يشترط فيمن يقوم بالجرح والتعديل أن يكون عالمًا بأسباب الجرح والتعديل ‪:‬‬
‫ألنه إن لم يكن كذلك ربما قام بتعديل الراوي أو جرحه بوصف ليس من أسباب‬
‫الجرح أو التعديل‪ ,‬أو بوصف غير كاٍف لجرحه أو تعديله‪.‬‬
‫س‪ُ /11‬يقَّدم الجرح على التعديل دائمًا إال في حالتين‪ .‬اذكرهما‪.‬‬
‫ج‪ /11‬الحالتان اللتان يقدم فيهما التعديل على الجرح هما ‪:‬‬
‫‪ )1‬الحالة األولى‪ :‬أن ينفي الـُم عِّدل عن الراوي السبب الذي ُجِّرح من أجله بدليل‬
‫صحيح‪.‬‬
‫‪ )2‬الحالة الثانية‪ :‬أن يبين الـُم عِّدل أن الراوي قد تاب مما ُج ِر ح به‪ ,‬ما لم يكن سبب‬
‫تجريحه الكذب على رسول هللا (‪.)s‬‬
‫س‪ /12‬ما حكم قبول حديث رواته تحققت فيهم الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫أ) نفي ُم عِّدل عن راٍو أمرًا كان سببًا في جرحه من عالم آخر‪.‬‬
‫ب) أثبت ُم عِّدل لراوي حديث أنه قد تاب مما كان سببًا في جرحه‪ ،‬وهو‬
‫الكذب على الرسول(‪.)s‬‬
‫ج‪ /12‬أ)الحكم‪ُ :‬يْقَبل حديثه‪ ,‬ألن نفي الـُم عِّدل لسبب الجرح بدليل صحيح يثبت عدالته‪.‬‬
‫ب)الحكم‪ :‬ال ُيْقَبل حديثه‪ ,‬ألن من كذب على الرسول(‪ )s‬ال ُتْقَبل روايته وإن تاب‪.‬‬

‫الدرس الثاني‬
‫سبعة يظلهم هللا في ظله‬
‫نــص الـحـديــث ‪:‬‬
‫َعْن َأِبي ُهرْيَر ة (‪َ :)d‬ع ِن الَّنبِّي (‪َ )s‬قَاَل ‪َ( :‬سَبَعٌة ُيِظ ُّلُهُم ُهللا في ِظ ِّلِه َيوَم ال‬
‫ِظ َّل ِإال ِظ ُّلُه‪ِ :‬إَم َاٌم َع َاِد ٌل ‪َ ,‬و َش َاٌب َنَش َأ في ِع بادِة ِهللا‪َ ,‬و َر ُج ٌل َقْلُبُه ُم َعَّلٌق ِبالمساِج ِد ‪,‬‬
‫َو َر ُج الِن َتَح َاَّبا في ِهللا اْج َتَم َعا َع َلْيِه َو َتَفَر َقا َع َلْيِه‪َ ,‬و َر ُج ٌل َدَع ْتُه اْم َر َأٌة َذ َاَت َم ْنِصٍب‬
‫َو َج َم اٍل َفَقاَل ِإِّني َأَخ َاُف َهللا‪َ ,‬و َر ُج ٌل َتَص َّدَق ِبَص َد َقٍة َفَأْخ َفاَها َح ّّتى ال َتْع َلُم ِش َم َاُلُه َم ا‬
‫ُتْنِفُق َيِم يُنُه‪َ ,‬و َر ُج ٌل َذ َك َر َهللا َخ اِليًا َفَفاَض ْت َعْي َناُه)‪ [ .‬أخرجه مسلم] ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ )?(1‬وأخرجه البخاري وأحمد وغيرهما‪.‬‬


‫‪70‬‬
‫معانـي المفـردات ‪:‬‬
‫معنــاهــــا‬ ‫الـكـلمـــة‬
‫سبعة يظلهم هللا في ظله سبعة أصناف من األمة يظلهم هللا في ظله يوم القيامة‪.‬‬
‫حاكم يحكم بشرع هللا‪.‬‬ ‫إمام عادل‬
‫شاب نشأ في عبادة هللا تربى على طاعة هللا وتقواه حتى صار خلقًا راسخًا له منذ صغره‪.‬‬
‫رجل قلبه معلق بالمساجد أي شديد الحب لها‪ ,‬حريص على أداء الصالة فيها جماعة‪.‬‬
‫أحب كل منهما اآلخر في هللا وليس لغرض دنيوي‪.‬‬ ‫رجالن تحابا في هللا‬
‫دمعت عيناه من خشية هللا‪.‬‬ ‫فاضت عيناه‬
‫شـرح موجـز للحـديـث الشـريـف ‪:‬‬
‫‪‬هذا الحديث العظيم ُيبين سبعة أصناف من الناس أحبهم هللا ورضي عنهم ورفع شأنهم‬
‫فجعلهم في ظله يوم القيامة يوم ال ظل إال ظله‪ ،‬وذلك عندما تكون الشمس قريبة من‬
‫الرؤوس ويكون الناس في عرقهم على حسب أعمالهم‪ ،‬فمنهم من يكون في عرقه إلى‬
‫كعبيه‪ ،‬ومن من يكون في عرقه إلى ركبتيه‪،‬ـ ومن من يكون في عرقه إلى أذنيه‪،‬‬
‫وهؤالء األصناف هم الذين تحلوا بصفة أو أكثر من الصفات المذكورة في هذا‬
‫الحديث‪.‬‬
‫عنـاصـر الــدرس ‪:‬‬
‫‪)1‬يجتمع الَخ ْلُق يوم القيامة للعرض على هللا تعالى‪ ,‬ويشتد الهول والكرب عليهم‪،‬‬
‫ولكن هللا تعالى يختص برحمته من يشاء من عباده‪ ،‬ويظلهم في ظله يوم ال ظل إال‬
‫ظله‪.‬‬
‫‪)2‬هذا الحديث العظيم يبين سبعة أصناف من المؤمنين امتألت قلوبهم بخشية هللا‬
‫والتزموا طاعته‪ ,‬فرفع هللا منزلتهم وشملهم برحمته ورضوانه‪.‬‬
‫‪)3‬الحاكم العادل َقاَو َم الـُم ْغ ِر يات والشهوات‪ ,‬فلم تدفعه قوة السلطان إلى الظلم‬
‫والطغيان‪ ,‬ولكن استعمل قوته في نشر العدل‪ ،‬وإعطاء كل ذي حق حقه‪ ,‬والحكم‬
‫بين الناس بشرع هللا ومنهجه‪ ,‬فاستحق الرفعة في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫‪)4‬يجب على المسلم أن يكون عادًال في كل ما يصدر عنه من قول أو فعل أو شهادة‪.‬‬
‫‪)5‬الشاب العابد الملتزم بطاعة هللا سَّخ ر قدراته وطاقاته فيما يعود عليه وعلى مجتمعه‬
‫بالخير والصالح‪ ,‬فاستحق أن يكون من السبعة الذين يظلهم هللا يوم القيامة‪.‬‬
‫‪)6‬ينبغي للشباب المسلم أن يحدد أهدافه‪ ,‬ويحرص على استثمار أوقاته فيما ينفعه في‬
‫دينه ودنياه‪ ,‬وفيما ُيحِّقق مصلحة األمة ومجدها‪.‬‬
‫‪ )7‬إحياء المساجد وعمارتها بالطاعات والعبادات من أفضل األعمال‪ ،‬وهي‬
‫دليل على صدق اإليمان‪.‬‬
‫‪)8‬من تعلق قلبه بالمساجد وإحياء رسالتها التعليمية والتربوية‪ ,‬وحافظ على‬
‫الذكر وإقامة الصالة فيها‪ ,‬استحق ُبشرى الرسول (‪ )s‬بهذا الفضل العظيم‪،‬‬
‫وهو الفوز بظل هللا‪ ،‬يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ )9‬الصداقة والصحبة التي تقوم على الحب الخالص هلل تعالى‪ ,‬تكون عونا للمتحابين على‬
‫طاعة هللا وإظهار دينه‪ ,‬وترفع أصحابها ليكونوا في ظل عرش الرحمن يوم القيامة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ )10‬من حرص على العفاف وَقاَو َم الشهوات والـُم ْغ ِر يات خوفًا من هللا‪ ,‬استحق أن‬
‫يكون في ظل عرش الرحمن يوم ال ظل إال ظله‪.‬‬
‫‪ )11‬حث اإلسالم على اإلنفاق والبذل والعطاء سرًا وجهرًا‪ ,‬لكن صدقة السر أعظم‬
‫أجرًا‪ ,‬وأجزل ثوابًا ويستحق صاحبها أن يكون في ظل هللا يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ )12‬المؤمن يذكر هللا‪ ,‬ويستشعر عظمته‪ ,‬فيخشع قلبه‪ ,‬وتدمع عيناه‪ ,‬خوفًا من عقاب‬
‫هللا ورغبة في ثوابه‪ ,‬ولذلك يستحق أن يكون من هؤالء السبعة أصناف الذين‬
‫يظلهم هللا في ظله يوم القيامة‪.‬‬
‫أسئـلـة الـكتاب الـمـدرسـي (ُم جاب عنها) باإلضـافـة إلـى أسئلـة أخـرى‬
‫س‪ /1‬ذكر هذا الحديث سبعة أصناف يظلهم هللا في ظله يوم القيامة‪ .‬اذكر هؤالء السبعة‬
‫أصناف‪ ,‬وما الذي تمَّيزوا به عن غيرهم في الدنيا حتى استحقوا هذه البشرى؟‬
‫ج‪* /1‬السبعة أصناف الذين يظلهم هللا في ظله يوم القيامة هم ‪ [ :‬اإلمام العادل ‪/‬‬
‫الشاب الذي نشأ في عبادة هللا ‪ /‬الرجل الذي تعلق قلبه بالمساجد والصالة‬
‫والذكر فيها ‪ /‬المتحابون من أجل هللا ‪ /‬الـُم قاِوُم إلغراء الفاحشة ‪ /‬الـُم تصِّدق‬
‫سّر ًا ‪ /‬الباكي من خشية هللا ]‪.‬‬
‫*الذي تمَّيز به هؤالء السبعة عن غيرهم في الدنيا ‪ :‬أنهم رغم توفر وسائل‬
‫الـُم ْغ ِر يات الدافعة إلى ارتكاب المعاصي‪ ,‬فقد امتألت قلوبهم بخشية هللا تعالى‬
‫ومراقبته‪ ,‬فالتزموا بطاعته وحرصوا على رضوانه‪.‬‬
‫س‪ /2‬لماذا استحق اإلمام العادل أن يكون في ظل الرحمن يوم القيامة؟‬
‫ج‪ /2‬استحق اإلمام العادل أن يكون في ظل الرحمن يوم القيامة ‪ :‬ألنه استعمل قوته‬
‫وسلطانه لنشر العدل بين رعيته‪ ,‬وأعطى كل ذي حق حقه‪ ,‬وحكم بين الناس‬
‫بشرع هللا ومنهجه‪ ,‬وقام بواجباته لتحقيق مصلحة األمة‪.‬‬
‫س‪ /3‬لماذا استحق الشاب العابد أن يكون في ظل هللا تعالى يوم القيامة؟‬
‫ج‪ /3‬استحق الشاب العابد أن يكون في ظل هللا تعالى يوم القيامة ‪ :‬ألنه التزم بهدي‬
‫اإلسالم‪ ,‬وتربى على تقوى هللا منذ صغره‪ ,‬وابتعد عن الطيش والشهوات‬
‫والنزوات‪ ,‬واستثمر هذه الفترة الغالية من عمره في بناء قدراته الروحية‬
‫والفكرية والجسدية‪ ,‬وسَّخ ر ذلك كله فيما يعود بالخير والصالح على نفسه‬
‫ومجتمعه وأمته‪.‬‬
‫س‪ /4‬كيف يكون قلب المؤمن معلق بالمساجد؟‬
‫ج‪ /4‬يكون قلب المؤمن معلق بالمساجد ‪ :‬وذلك بإحيائها وعمارتها بالطاعات‬
‫والعبادات‪ ,‬والحرص على إحياء رسالة المسجد التربوية والتعليمية‬
‫واالجتماعية وإقامة الصالة فيها جماعة‪ ,‬والحرص على األلفة بين المسلمين‬
‫وتوحيد صفوفهم‪.‬‬
‫س‪ /5‬وضح منزلة األخوة اإليمانية ومنزلة أصحابها يوم القيامة‪.‬‬
‫ج‪ /5‬منزلة األخوة اإليمانية عظيمة‪ ،‬ومكانتها جليلة ‪ :‬فهي أعظم ما يربط بين الناس‪,‬‬
‫ألنها تقوم على المحبة الصادقة الخالصة هلل بدون غرض دنيوي وال مصلحة‬
‫شخصية‪ ,‬ولذلك استحق أصحابها أن يكونوا في ظل الرحمن‪ ,‬وأن تكون‬
‫وجوههم نور‪ ،‬وعلى منابر من نور يوم القيامة‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫س‪/6‬ما الذي أضافته الكلمات اآلتية من معاٍن ‪( :‬شاب ‪ /‬ذات منصب وجمال ‪/‬‬
‫فأخفاها)‪.‬‬
‫ج‪* /6‬الذي أضافته كلمة (شاب) ‪ :‬أن لديه من الطاقة الهائلة والقدرة العظيمة على‬
‫العطاء والبناء‪ ,‬كما أن عنده من الشهوة ودواعي المعصية ما ليس عند غيره‪،‬‬
‫ولكنه سَّخ رها في عبادة هللا وطاعته ورضاه‪.‬‬
‫*الذي أضافته كلمة (ذات منصب وجمال) ‪ :‬أي أن المرأة التي دعته للفاحشة ذات‬
‫منصب ومكانة اجتماعية مما يوفر األمان من الفضيحة‪ ,‬وتملك الجمال‬
‫الـُم غري الندفاع الشهوة واإلقبال على المعصية‪.‬‬
‫*الذي أضافته كلمة (فأخفاها) ‪ :‬أنه تصَّد ق سّر ًا مما يدل على شدة إخالصه هلل‬
‫تعالى‪ ,‬وأن قصده رضوان هللا وليس ثناء الناس عليه‪.‬‬
‫س‪ /7‬ما األعمال التي يستعين بها الشاب على االستفادة من وقته؟‬
‫ج‪ /7‬األعمال التي يستعين بها الشاب على االستفادة من وقته تتمثل في اآلتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديد أهدافه في الحياة بوضوح‪ ,‬وجعل هدفه األسمى أن ينال رضوان هللا‪.‬‬
‫‪ .2‬تنظيم أعماله واستثمار أوقاته فيما يفيد‪ ,‬واجتناب كل ما يهدر الوقت ويضيعه‪.‬‬
‫‪ .3‬الحرص على الرفقة الصالحة التي تعينه على االستفادة من وقته‪.‬‬
‫س‪ /8‬ما أثر العمل بهذا الحديث على الفرد والمجتمع؟‬
‫ج‪ /8‬أثر العمل بهذا الحديث على الفرد والمجتمع ‪ :‬يؤدي إلى وجود حكام عادلين‪,‬‬
‫وشباب صالحين‪ ,‬وأصدقاء متحابين‪ ,‬وأفراد يعمرون المساجد ويتميزون‬
‫باإلخالص والعفة والخشية من هللا‪ ,‬مما يؤدي إلى قوة المجتمع وتقدمه‬
‫وازدهاره‪.‬‬
‫س‪ /9‬اذكر ما يستفاد من هذا الحديث‪.‬‬
‫ج‪ /9‬يستفاد من هذا الحديث اآلتي ‪:‬‬
‫‪)1‬حرص الرسول (‪ )s‬على أن يدل أمته على كل خير‪.‬‬
‫‪)2‬ينبغي للمسلم أن يحرص على التحِّلي بالصفات المذكورة في هذا الحديث‪.‬‬
‫س‪ /10‬عـلـل لما يأتــي ‪:‬‬
‫أ) حَّذ ر اإلسالم من الصداقة التي تقوم على غير اإليمان والتقوى‪.‬‬
‫ب) صدقة السِّر أفضل من صدقة العلن‪.‬‬
‫جـ) فضل من يذكر هللا فتدمع عيناه‪ ,‬وهو بمفرده ليس عنده أحد من الناس‪.‬‬
‫ج‪ /10‬أ)حَّذ ر اإلسالم من الصداقة التي تقوم على غير اإليمان والتقوى ‪ :‬ألن‬
‫ضررها أكبر من نفعها‪ ,‬وستنقلب يومًا ما إلى عداوة‪.‬‬
‫ب)صدقة السر أفضل من صدقة العلن ‪ :‬ألن في صدقة السّر صون لكرامة الفقير‪,‬‬
‫وُبعد عن الرياء‪ ,‬وتحقيق ألعلى درجات اإلخالص‪.‬‬
‫جـ)فضل من يذكر هللا فتدمع عيناه‪ ,‬وهو بمفرده ليس عنده أحد من الناس ‪ :‬ألن‬
‫ذلك دليل على إخالصه هلل‪ ,‬وخوفه وخشيته منه سبحانه‪.‬‬
‫س‪ /11‬ما داللة كل من اآليات اآلتية ‪:‬‬
‫أ) قال تعالى‪ :‬المائدة]‪.‬‬
‫ب) قال تعالى‪ :‬التوبة] ‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫جـ) قال تعالى‪ :‬الزخرف]‪.‬‬
‫ج‪ /11‬أ)تدل اآلية الكريمة ‪ :‬على وجوب العدل على المؤمن في جميع األحوال حتى‬
‫مع األعداء‪ ،‬فال تدفعه عاطفة الحب إلى المحاباة‪ ،‬وال تمنعه عاطفة الكره من‬
‫اإلنصاف وإعطاء الحق لمن يستحق‪.‬‬
‫ب)تدل اآلية الكريمة ‪ :‬على أن إحياء المساجد وعمارتها بالطاعات‬
‫والعبادات دليل على صدق اإليمان‪.‬‬
‫جـ)تدل اآلية الكريمة ‪ :‬على أن الصداقة التي تقوم على غير اإليمان والتقوى‬
‫ضررها أكبر من نفعها‪ ،‬وأنها ستنقلب يوم القيامة إلى عداوة‪.‬‬

‫الدرس الثالث‬
‫مكانة الصالة في اإلسالم‬

‫نــص الـحـديــث ‪:‬‬


‫عن أبي هريرة (‪ )d‬أن رسول هللا (‪ )s‬قال‪َ ( :‬أ َر َأْيُتم َلْو أَّن َنْه رًا ِبَباِب َأَح ِد ُك م‬
‫َيْغ َتِس ُل ِم ْنُه ُك َّل َيْو ٍم َخ ْم َس َم َّر اٍت َهْل َيْبَقى ِم ْن َد َرِنِه َش ْي ٌء ) َقاُلوا‪َ :‬ال َيْبَقى ِم ْن َد َرِنِه‬
‫َش ْي ٌء ‪ ,‬قال‪َ( :‬فَك َذ ِلَك َم َثُل الَّص َلَو اِت الَخ ْمِس َيْم ُح و ُهللا ِبِه َّن الَخ َطاَيا)‪[ .‬أخرجه النسائي] ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫معاني المفـردات ‪:‬‬


‫معنــاهــــا‬ ‫الـكـلمـــة‬
‫أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم أخبروني لو أن في باب أحد منكم نهرًا‪.‬‬
‫هل يبقى عليه شيء من األوساخ مع اغتساله من‬ ‫هل يبقى من درنه شيء‬
‫النهر خمس مرات‪.‬‬
‫تكون سببًا في غفران هللا تعالى لذنوبه‪.‬‬ ‫يمحوا هللا بهن الخطايا‬
‫شـرح موجـز للحـديـث الشـريـف ‪:‬‬
‫‪‬في هذا الحديث العظيم ُيبَّين الرسول (‪ )s‬مكانة الصالة وأهميتها بالنسبة للمسلم‪ ,‬فشَّبه‬
‫الصالة بالنهر الجاري‪ ,‬والذنوب باألوساخ التي تعلق بالجسم‪ ,‬فلو أن اإلنسان‬
‫اغتسل في النهر خمس مرات في كل يوم فلن يبقى من أوساخه شيء‪ ,‬وكذلك‬
‫الصلوات الخمس تُـنِّقي المسلم من الذنوب والخطايا كما يفعل الغسل خمس مرات‬
‫في النهر الجاري باألوساخ واألقذار‪ ،‬وهذا كله لما للصالة من مكانة وأهمية‪,‬‬
‫ولما يترتب على إقامتها من فوائد‪ ,‬ولذلك كانت هي الركن الثاني من أركان‬
‫اإلسالم‪ ,‬وهي الفرق بين المسلم والكافر‪ ,‬وهي أعظم العبادات‪ ،‬وهي الصلة بين‬
‫العبد وربه‪ ,‬فمن أَّد اها كاملة األركان والشروط والواجبات والسنن‪ ,‬تحقق بها‬
‫صالح المسلم واستقامته‪ ,‬وأبعدته عن جميع الشرور والمعاصي‪.‬‬
‫‪‬فيا أوالد المسلمين‪ ,‬ويا فلذات أكبادنا‪ ،‬ويا مستقبل األمة وسبب عزها ومجدها ‪-‬‬
‫بإذن هللا ‪ -‬احرصوا على أداء هذه العبادة العظيمة‪ ,‬وال تقطعوا صلتكم باهلل‬
‫‪ )?(1‬وأخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫فتخسروا الدنيا واآلخرة ‪ ,‬واعلموا أن التهاون في أداء الصالة أو الغفلة‬
‫والسهو عنها ذنب عظيم‪ ،‬فما بالكم بمن يقطعها‪.‬‬
‫قال تعالى الماعون]‪ .‬وقد توعد هللا تعالى من ُيضِّيع الصالة بالعذاب الشديد في‬
‫نار جهنم‪ .‬فقال تعالى‪ :‬مريم]‪ ,‬وقال تعالى المدثر]‪ .‬وقد أمر هللا بها عباده في‬
‫مواضع كثيرة من كتابه‪ ,‬وجعلها أعظم صفات المؤمنين‪ ،‬واهتم بها الرسول (‪)s‬‬
‫في سنته القولية والعملية‪ ,‬وجعلها عالمة على اإليمان‪ ،‬وشاهدة لصاحبها‬
‫بكمال اإليمان‪ ,‬بل هي سبب من أسباب ِع ِّز األمة ومجدها وانتصارها على‬
‫أعدائها‪ ,‬وهي شرط من شروط التمكين واالستخالف‪ ,‬وما حدث ألمتنا من‬
‫الضعف والخذالن إال بسبب تهاون الكثير من أفرادها في هذه العبادة العظيمة‪.‬‬
‫عنـاصـر الــدرس ‪:‬‬
‫‪ )1‬تعد الصالة من أهم األسس التي يرتكز عليها اإلسالم في إصالح النفوس‪ ,‬ومن‬
‫أفضل العبادات التي أمرنا هللا بها بعد توحيده وإخالص العبادة له سبحانه‪.‬‬
‫‪ )2‬الصالة صلة بين العبد وربه‪ ,‬وهي عبادة تتجلى فيها عبودية المسلم لربه‬
‫في أبهى صور العبودية‪.‬‬
‫‪ )3‬الصالة عمود الدين‪ ,‬وهي مناجاة من العبد لربه‪ ,‬وهي أول ما يحاسب‬
‫عليه المسلم يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ )4‬للصالة فوائد جليلة تظهر على حال المسلم وسلوكه‪.‬‬
‫‪ )5‬يجب على المسلم أن يحرص على إقامة الصالة في وقتها‪ ,‬في جماعة‪ ,‬كاملة‬
‫الشروط واألركان والواجبات والسنن‪ ,‬وينبغي له أن يؤديها بحب ورغبة لمناجاة‬
‫الرحمن تبارك وتعالى‪ ,‬وأن يكثر فيها من الدعاء والتضرع هلل تعالى‪.‬‬
‫أسئـلـة الـكتاب الـمـدرسـي (ُم جاب عنها) باإلضـافـة إلـى أسئلـة أخـرى‬
‫س‪ /1‬ما معنى الصالة لغة وشرعًا؟‬
‫ج‪* /1‬الصــالة لغـــة ‪ :‬الــدعــــــاء‪.‬‬
‫*شـــرعـــــًا ‪ :‬هي عبادة مخصوصة‪ ,‬حدد اإلسالم أوقاتها‪ ,‬وهيئاتها‪ ,‬وشعائرها‪,‬‬
‫وألزم المسلمين بأدائها والمحافظة عليها‪.‬‬
‫س‪ /2‬وضح مكانة الصالة وأهميتها في اإلسالم‪.‬‬
‫ج‪ /2‬مكانة الصالة وأهميتها في اإلسالم ‪ :‬تعتبر الصالة من أعظم العبادات‬
‫وأهمها‪ ,‬ويظهر ذلك مما يأتي‪:‬‬
‫‪ )1‬الصالة هي الركن الثاني من أركان اإلسالم‪ ,‬وهي عمود الدين‪ ,‬وأداؤها يعتبر‬
‫من أعظم الدالئل على صدق إيمان الفرد‪ ،‬وإقامته لشعائر الدين‪.‬‬
‫‪ )2‬تُـعُّد الصالة العبادة اليومية التي تجعل المسلم دائمًا موصوًال باهلل‪ ,‬وأكثر قرب منه‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪ )3‬الصالة أول ما يحاسب عليه المسلم يوم القيامة‪ ،‬فإن ُقِبَلت ُقِبَل سائر‬
‫عمله‪ ,‬وإن ُر َّد ت ُر َّد سائر عمله‪.‬‬
‫‪ )4‬الصالة عبادة تشتمل على صوٍر من عبادات أخرى‪ ,‬كالدعاء والذكر وتالوة القرآن‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫‪ )5‬الصالة هي أحب األعمال إلى هللا‪ ,‬وهي صلة العبد بربه‪ ,‬وهي أهم صفات‬
‫المؤمنين‪.‬‬
‫َّل‬
‫‪ )6‬الصالة عبادة تتج ى فيها عبودية المسلم لربه في أبهى صورها‪.‬‬
‫س‪ /3‬اذكر فوائد الصالة على الفرد والمجتمع‪.‬‬
‫ج‪ /3‬فوائد الصالة على الفرد والمجتمع تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫‪ )1‬الصالة وسيلة لالرتقاء بالنفس إلى أفق القرآن الكريم‪ ,‬فتُـَثِّبت اإليمان في قلب‬
‫اإلنسان‪ ,‬وتُـنِّم ي فيه الرغبة في فعل الخير والتزامه‪ ,‬وتنهاه عن فعل الشر‬
‫وأسبابه‪.‬‬
‫‪ ‬قال تعالى‪ :‬العنكبوت]‪.‬‬
‫‪ )2‬تُـعُّد الصالة منهج تربية وتعليم متكامل للمسلم‪ ,‬فهي تربية للبدن‪ ,‬وتهذيب للنفس‪,‬‬
‫وتغذية للعقل‪.‬‬
‫‪ )3‬تُـرِّبي الصالة أبناء األمة على النظام واإلخاء والمساواة‪ ,‬وتغرس بينهم المحبة‬
‫والتكافل والتعاون‪ ,‬مما يؤدي إلى رقي المجتمع وتقدمه‪.‬‬
‫‪ )4‬الصالة بما يشترط لها من الوضوء والغسل‪ ,‬تؤدي إلى صحة البدن ونظافته وقوة‬
‫الجسد ووقايته من األمراض‪.‬‬
‫‪ )5‬الصالة عالج من األمراض النفسية‪ ,‬وتُـهِّدئ النفس‪ ,‬وتُـزيل التوتر‪.‬‬
‫س‪ /4‬وضـح مـا يأتــي‪:‬‬
‫أ) الصالة تربي المسلم أن يكون عضوًا نافعًا في المجتمع‪.‬‬
‫ب) الصالة منهج تربية وتعليم متكامل‪.‬‬
‫جـ) الصالة تشتمل على صور من عبادات أخرى‪.‬‬
‫د) الصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر‪.‬‬
‫ج‪ /4‬أ)الصالة تربي المسلم أن يكون عضوًا نافعًا في المجتمع ‪ :‬حيث تربي المسلمين على‬
‫النظام واإلخاء والمساواة‪ ،‬وتغرس بينهم المحبة والتكافل والتعاون‪ ,‬حين يجتمعون‬
‫كل يوم خمس مرات تحت سقف المسجد الذي يظلهم بظالل المحبة واألخوة في‬
‫هللا‪.‬‬
‫ب)الصالة منهج تربية وتعليم متكامل ‪ :‬فهي بأعمالها البدنية وأوقاتها المنتظمة‬
‫تربية للبدن‪ ,‬وهي بما تتضمنه من قراءة القرآن تغذي العقل وتمُّد الفكر بكثير‬
‫من حقائق العلوم والمعارف‪ ,‬فيخرج المتقن لصالته الخاشع فيها وقد صح بدنه‪,‬‬
‫ورق شعوره‪ ,‬وغذي عقله‪.‬‬
‫جـ)الصالة تشتمل على صور من عبادات أخرى ‪ :‬فهي تشتمل على الذكر والدعاء‬
‫وتالوة القرآن‪ ,‬وبالتالي فإن الصالة طاعة تؤدي إلى طاعات أخرى مما يكثر‬
‫معها الثواب ويعظم األجر‪.‬‬
‫د)الصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر ‪ :‬فكلما نسي اإلنسان أو أصابته الغفلة جاءت‬
‫الصالة فذكرته وأحيت معاني اإليمان في قلبه‪ ,‬وكلما ضعف في مقاومة‬
‫مغريات الحياة فغشيه دنس الذنوب جاءت الصالة فطهرته‪ ,‬فالصالة ُتَثِّبت‬
‫اإليمان‪ ,‬وُتَقِّو ي في اإلنسان الرغبة في البذل واإلحسان وفعل الخيرات‪,‬‬
‫وتضعف لديه دوافع الشر وفعل المعاصي والسيئات‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫س‪ /5‬دلـل على ما يأتـي ‪:‬‬
‫أ) الصالة عبادة تثمر صحة في البدن وقوة في الجسم‪.‬‬
‫ب) الصالة عالج من األمراض النفسية‪.‬‬
‫ج‪ /5‬أ)الصالة عبادة تثمر صحة في البدن وقوة في الجسم ‪ :‬ويدل على ذلك ما يشترط‬
‫لصحة الصالة من الوضوء‪ ,‬وما يرتبط بها من االغتساالت الواجبة والمستحبة‪,‬‬
‫مما يجعل النظافة شعارًا لها‪ ,‬وهذه النظافة تكون وقاية من األمراض وصحة‬
‫للبدن‪ ،‬وقوة في الجسم‪.‬‬
‫ب)الصالة عالج من األمراض النفسية ‪ :‬ويدل على ذلك ما يحدث لمن يؤدي‬
‫الصالة بخشوع من تهدئة للنفس وإزالة للتوتر‪ ,‬ألن اإلنسان عند أدائه للصالة‬
‫يشعر بضآلة كل مشكالته أمام عظمة الخالق وقدرته‪ ,‬فيخرج المسلم من‬
‫صالته وقد ألقى كل ما يعانيه مما يواجهه من مشكالت وهموم على هللا تعالى‬
‫القوي القادر الرحمن الرحيم الذي بيده تصريف األمور وتدبيرها‪ ,‬وحل‬
‫المشكالت‪ ,‬وقضاء الحاجات‪ ،‬وإجابة الدعوات‪ .‬ولذلك‪[ :‬كان رسول هللا (‪)s‬‬
‫إذا حزبه أمر صلى] (‪[ )1‬وحزبه أمر‪ :‬أي اشتد عليه ونابه وأهَّم ه]‪.‬‬
‫س‪ /6‬ما الذي تستنتجـه مـما يـأتـي ‪:‬‬
‫أ) قال تعالى ‪ :‬العنكبوت]‪.‬‬
‫ب) [كان رسول هللا (‪ )s‬إذا حزبه أمر صلى]‪.‬‬
‫جـ) قال رسول هللا (‪....[ : )s‬وُج ِع لت ُقَّر ة عيني في الصالة](‪.)2‬‬
‫د) قال رسول هللا (‪ [ :)s‬ما من امرئ مسلم تحضره صالة مكتوبة فيحسن وضوءها‬
‫وخشوعها وركوعها‪ ,‬إال كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة‪,‬‬
‫وذلك الدهر كله](‪.)3‬‬
‫هـ) قال رسول هللا (‪ [ :)s‬أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء]‬
‫(‪.)4‬‬
‫ج‪ /6‬أ)أستنتج من اآلية الكريمة ‪ :‬أن الصالة تمنع المسلم من فعل الفواحش‬
‫والمنكرات‪ ,‬وتقوي فيه نوازع الخير‪ ,‬وتضعف فيه نوازع الشر‪.‬‬
‫ب)أستنتج من الحديث الشريف ‪ :‬أن الصالة تزيل أثر الهموم والمشكالت وتبعد‬
‫األحزان‪ ,‬وتعالج التوتر‪.‬‬
‫جـ)أستنتج من الحديث الشريف ‪ :‬أن الصالة قرة عين المؤمن‪ ،‬وراحة نفسه‪.‬‬
‫د)أستنتج من الحديث الشريف ‪ :‬أن الصالة كفارة للذنوب والخطايا والسيئات‪.‬‬
‫هـ)أستنتج من الحديث الشريف‪ :‬أن الصالة ُتقِّر ب المسلم من هللا تعالى‪ ,‬وأن أقرب‬
‫ما يكون المسلم من هللا في صالته أثناء السجود‪ ,‬وأن كثرة الدعاء أثناء السجود‬
‫مستحب‪ ,‬وهو مستجاب‪.‬‬
‫س‪/7‬ما المراد بقوله تعالى التوبة]؟‬
‫ج‪ /7‬المراد باآلية الكريمــة أي عمارتهــا بالصــالة والــذكر وقــراءة القــرآن واالعتكــاف‬
‫وغيرها من الطاعات‪.‬‬
‫س‪ /8‬علـل لمـا يـأتــي ‪:‬‬
‫أ) الصالة عنوان على خيرية أصحابها المحافظين عليها وفالحهم‪.‬‬
‫‪ )?(1‬أخرجه أحمد وأبو داود بسند حسن عن حذيفة‪.‬‬
‫‪ )?(2‬أخرجه أحمد وغيره بسند صحيح عن أنس‪.‬‬
‫‪ )?(3‬أخرجه مسلم عن عثمان ‪.‬‬
‫‪ )?(4‬أخرجه مسلم وغيره عن أبي هريرة‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫ب) نالت الصالة اهتمامًا كبيرًا في القرآن الكريم والسنة المشرفة‪.‬‬
‫ج‪ /8‬أ)الصالة عنوان على خيرية أصحابها المحافظين عليها وفالحهم ‪ :‬ألنهم أقاموا‬
‫عماد الدين‪ ,‬وأتوا بركنه العظيم‪ ,‬وسلكوا طريق عباد هللا المؤمنين‪ ,‬وخالفوا‬
‫طريق أصحاب الجحيم‪.‬‬
‫ب)نالت الصالة اهتمامًا كبير في القرآن الكريم والسنة المشرفة ‪ :‬لما لهذه العبادة‬
‫ًا‬
‫الجليلة من المكانة واألهمية والفوائد العظيمة‪.‬‬
‫س‪ /9‬ما األحكام المستفادة من هذا الدرس؟‬
‫ج‪ /9‬األحكام المستفادة من هذا الدرس هي ‪:‬‬
‫‪)1‬مكانة الصالة وأهميتها وأنها أعظم العبادات‪.‬‬
‫‪)2‬الصلوات الخمس يغفر هللا بها الذنوب‪ ,‬وُيطِّهر بها المسلم من الخطايا‪.‬‬
‫‪)3‬يجب على المسلم أن يحرص على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها‪.‬‬
‫‪)4‬األمثال في القرآن والسنة تُـقِّر ب الفكرة‪ ،‬وتوضح المعنى‪.‬‬

‫الدرس الرابع‬
‫منهج اإلسالم في محاربة الفساد‬

‫نــص الـحـديــث ‪:‬‬


‫عن العِْر باِض بن َس اِرَية (‪َ )d‬قَاَل ‪َ [ :‬و َع َظَنا َرُس وُل هللا (‪َ )s‬م ْو ِع َظًة َذ َر َفْت‬
‫ِم ْنهَا الُعُيوُن َوَو ِج َلْت ِم ْنَها الُقُلوُب ‪َ ,‬فُقْلَنا َيا َرُس وَل ِهللا ِإَّن هِذِه َلـَم ْو ِع َظُة ُم َو ِّد ٍع‬
‫َفَم اَذ ا َتْعَهُد ِإَلْيَنا‪ ,‬قال‪َ ( :‬قْد َتَر ْكُتُك م على الَبْيَض اِء َلْيُلَها َكَنَهاِرَها ال َيِزيُغ َع ْنها‬
‫َبْعِد ي ِإَّال َهاِلٌك‪َ ,‬م ْن َيِع ْش ِم ْنُك م َفَسَيرى اْخ ِتَالفًا َك ِثيرًا َفَعَلْيُك م ِبَم ا َع َر ْفُتم ِم ْن ُس َّنِتي‬
‫وُس َّنِة الُخ َلَفاِء الَّر اِش ِد يَن الـَم ْهِد ِّييَن َعُّض وا َع َلْيَها ِبالَّنَو اِج ذ)‪[ .‬أخرجه ابن ماجة] ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫معاني المفـردات ‪:‬‬


‫معنــاهــــا‬ ‫الـكـلمـــة‬
‫حديثا مؤثرًا في النفوس دمعت لسماعه عيوننا‬ ‫موعظة ذرفت منها العيون ووجلت‬
‫وخشعت له قلوبنا‪.‬‬ ‫منها القلوب‬
‫كأن حديثك حديث مفارق لنا فبم توصنا؟‬ ‫إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد‬
‫إلينا‬
‫أرشدتكم إلى دين اإلسالم القائم على الُحَّجة‬ ‫تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها‬
‫والبرهان الذي ال يداخله شك‪.‬‬
‫ال يميل عنه البشر إال إذا كان بعدهم عنه سببًا في هالكهم‪.‬‬ ‫ال يزيغ عنها بعدي إال هالك‬
‫تمسكوا بها كمن يمسك شيئًا ثمينًا بأسنانه من شدة‬ ‫عضوا عليها بالنواجذ‬
‫الحرص عليها‪.‬‬
‫تــوضيــح ‪:‬‬
‫‪ )?(1‬وأخرجه أحمد والترمذي‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والحاكم‪ ،‬بسند صحيح عن العرباض بن سارية وله روايات أخرى‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫ورد هذا الحديث برواية أصح وأكمل عند أحمد والترمذي وأبي داود عن العرباض بن سارية (‪)d‬‬
‫قال‪َ :‬و َعَظَنَا َر سوُل اِهلل (‪َ )s‬مْو ِع َظًة َو ِج َلْت ِم ْنَه ا الُقُلوُب وَذَر َفْت ِم ْنهَا الُعُيوُن ‪َ ,‬فُقْلنا يا َرُس وَل اِهلل ِكَأَّنَه ا‬
‫ِع‬
‫َمْو َظُة ُمَو ِّدٍع َفَأْو ِص َنا‪َ ,‬قَاَل ‪ُ( :‬أوِص يُك ْم ِبَتْق َو ى اِهلل َعَّز َو َج َّل‪َ ,‬و الَّس ْم ِع والَّطاَعِة َو ِإْن َتَأَّمَر َعَلْيُك ْم َعْبٌد ‪ِ ,‬فِإ َّنُه‬
‫َمْن َيِعْش ِم ْنُك ْم َفَس َيرى اْخ ِتَالفًا َك ِثيرًا‪َ ,‬فَعَلْيُك ْم ِبُس َّنِتي وُس َّنِة الُخ َلَف اِء الَّر اِش ِد يَن الَم ْه ِد ِّييَن ِم ْن َبْعدي‪َ ,‬عُّضوا‬
‫َعَلْيَه ا بالَّنواِج ِذ ‪ ,‬وِإَّياُك م وُمْح َد َثاِت اُألُموِر ‪َ ,‬فِإ َّن ُك َّل ِبْد َعٍة َض َالَلٍة)‪.‬‬
‫شـرح موجـز للحـديـث الشـريـف ‪:‬‬
‫‪‬هذا الحديث الشريف ُيبِّين أن رسول هللا (‪ )s‬كان يتفقد أصحابه بالموعظة والنصيحة التي‬
‫تؤثر في نفوسهم‪ ,‬فتخشع لها القلوب‪ ,‬وتدمع لها العيون‪ ,‬مما يؤدي إلى سرعة الطاعة‬
‫واالستجابة لما فيها من األوامر والنواهي‪ ,‬وقد أتم هللا تعالى النعمة على يدي الرسول(‪)s‬‬
‫وأكمل به الدين‪ ,‬فال يجوز بعد ذلك الزيادة في الدين أو النقصان منه‪ ,‬وقد أخبر الرسول(‬
‫‪ )s‬في هذا الحديث عن أمر سيحدث في المستقبل وهو انحراف كثير من األمة‪ ,‬واختالفهم‬
‫في المنهج والتصور اختالفًا كبيرًا عن المنهج الذي جاء به الحبيب المصطفى(‪ ,)s‬مما‬
‫يكون سببًا في فساد أحوالهم وشئون حياتهم‪ ,‬بل ويكون سببًا في هالكهم‪ ,‬ثم َبَّين الرسول‬
‫عليه الصالة والسالم المخرج والنجاة في هذه األزمان المظلمة‪ ,‬وذلك باالعتصام والتمسك‬
‫بالمنهج الرباني المتمثل في اإلسالم الذي جاء به الرسول(‪ ,)s‬وسار عليه الخلفاء‬
‫الراشدون خير األمة بعد الرسول الكريم عليه أفضل السالم وأزكى التسليم‪ ,‬ثم عبَّر عن‬
‫التمسك بالمنهج القويم بقوله‪( :‬عُّض وا عليها بالنواجذ)‪ ،‬أي تمسكوا باإلسالم أشد التمسك‬
‫كمن يمسك بأسنانه شيئًا ثمينًا غاليًا من شدة حرصه عليه‪ ,‬وخوفه من فقدانه‪ ,‬ثم حذر من‬
‫مخالفة هذا المنهج الرباني بقوله‪( :‬وإياكم ومحدثات األمور فإن كل بدعة ضاللة)‪ ،‬أي‬
‫إياكم واالختالف على رسولكم وخلفائه الراشدين‪ ,‬أو االنحراف عن هديهم‪ ,‬ألن هذا من‬
‫البدع التي توقع في الخرافات والضالل‪.‬‬
‫عنـاصـر الــدرس ‪:‬‬
‫‪ )1‬كان الرسول الكريم (‪ )s‬يتعهد أصحابه بالنصيحة والموعظة‪ ,‬من أجل أن‬
‫يرشدهم ويرشد األمة إلى الخير‪ ,‬ويحذرهم ويحذر األمة من الشر‪.‬‬
‫‪ )2‬االلتزام باإلسالم‪ ,‬واالستقامة على هدي خير األنام‪ ,‬محمد عليه الصالة والسالم‪ ,‬يؤدي‬
‫إلى الخير واألمن والسالم‪ ,‬ومخالفة منهج اإلسالم‪ ,‬تؤدي إلى الفساد والتفرق واالنقسام‪.‬‬
‫‪ )3‬للفساد صور متنوعة‪ ,‬وأسباب متعددة‪ ,‬وكلها تؤدي إلى هدم المجتمعات‪،‬‬
‫وهالك األمم‪ ،‬ونزول العقاب من الواحد القهار‪.‬‬
‫‪ )4‬أعظم صور الفساد وأشدها ضررًا فساد العقيدة‪ ,‬والذي يتسبب في صور أخرى من صور‬
‫الفساد‪.‬‬
‫‪)5‬إن ضعف اإليمان أو غيابه‪ ,‬والنظريات والتوجيهات والتشريعات الخاطئة‪ ,‬وأطماع‬
‫اإلنسان وآماله التي ال تتوقف عند حد‪ ,‬كل ذلك يدفع اإلنسان إلى الفساد‪ ,‬ويحمله‬
‫على ظلم اآلخرين وأخذ حقوقهم‪.‬‬
‫‪)6‬اإلسالم هو المنهج الوحيد الذي يملك القدرة على إصالح أحوال الناس وتجفيف‬
‫ينابيع الفساد‪ ,‬ألنه منهج هللا الشامل الكامل الذي سلم من التحريف والتبديل‪.‬‬
‫‪)7‬غرس اإلسالم اإليمان في نفوس المسلمين‪ ,‬ووجههم التوجيه الصحيح‪ ,‬ورباهم على‬
‫المنهج اإللهي‪ ,‬وشرع الحدود والقوانين لحماية المجتمع من كل صور الفساد‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫أسئـلـة الـكتاب الـمـدرسـي (ُم جاب عنها) باإلضـافـة إلـى أسئلـة أخـرى‬
‫س‪ /1‬بين المقصود بالفساد‪.‬‬
‫ج‪ /1‬المقصود بالفساد‪ :‬هو مجموعة من المعتقدات والتصورات التي يتمثلها فرد‬
‫أو تسود في مجتمع‪ ,‬أو السلوكيات واألعمال التي يقوم بها فرد أو مجتمع‪,‬‬
‫وتتعارض مع مبادئ الشرع الحنيف‪ ،‬وأحكام الشريعة اإلسالمية‪ ,‬مما يؤدي‬
‫إلى أضرار تلحق باألفراد والمجتمعات‪.‬‬
‫س‪ /2‬اذكر بعض صور الفساد‪.‬‬
‫ج‪ /2‬صور الفساد كثيرة ومتنوعة منها ‪:‬‬
‫‪ )1‬الفساد العقيدي (العقدي)‪ )2 .‬الفساد التشريعي‪ )3 .‬الفساد الخلقي‪.‬‬
‫س‪ /3‬وضح كيف ينشأ كل مما يأتي ‪( :‬الفساد العقيدي ‪ /‬الفساد التشريعي ‪ /‬الفساد الخلقي)‪.‬‬
‫ج‪* /3‬ينشأ الفساد العقيدي‪ :‬نتيجة تصورات مغلوطة تُـَفَّسر بها القضايا واألحداث‪ ,‬مما يدفعهم‬
‫إلى أعمال وسلوكيات خاطئة تؤدي إلى الفساد‪ ،‬كما يحدث بسبب الوثنية واإللحاد‪.‬‬
‫*ينشأ الفساد التشريعي ‪ :‬نتيجة لعدم تطبيق أحكام الشريعة‪ ,‬واستبدالها ببعض‬
‫التشريعات والقوانين واألنظمة التي من شأنها التمكين للفساد في المجتمع‪ ,‬كما‬
‫يحدث بسبب تشريع قوانين تبيح الربا أو الزنا‪.‬‬
‫*ينشأ الفساد الخلقي ‪ :‬نتيجة لغياب الوازع الخلقي‪ ,‬الذي يردع اإلنسان عن الشر‪,‬‬
‫وُيحِّبب إليه الخير‪ ,‬ويتحَّك م في سلوكه‪ ,‬سواء كان أمام الناس أم بعيدًا عنهم‪ ,‬مما‬
‫ُيسِّهل انتشار الفساد في جميع المجاالت‪.‬‬
‫س‪ /4‬وضح خطورة الفساد العقيدي‪ ,‬مع ذكر مثال‪.‬‬
‫ج‪ /4‬تتمثل خطورة الفساد العقيدي ‪ :‬في أنه يقود في كثير من األحيان إلى أنواع أخرى‬
‫من الفساد‪ ,‬ويدفع إلى سلوكيات خاطئة تؤدي إلى الفساد‪.‬‬
‫‪ ‬مــثـــــال ‪ :‬تصور الوثنية واالعتقاد أنها تنفع وتضر يؤدي إلى عبادتها‪ ,‬وتصور‬
‫اإللحاد يؤدي إلى اإلغراق في الشهوات المحرمة دون الخوف من عقاب‪.‬‬
‫س‪ /5‬للفساد التشريعي صورتان‪ ,‬اذكرهما‪.‬‬
‫ج‪ /5‬للفساد التشريعي صورتان هما ‪:‬‬
‫‪ .1‬اشتمال األنظمة والقوانين على تشريعات من شأنها التمكين للفساد‪ ،‬كتشريع‬
‫قوانين تُـبيح التعامل بالربا‪ ,‬أو تُـجيز اقتراف الزنا‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم تطبيق األحكام الشرعية‪.‬‬
‫س‪ /6‬ما أثر عدم تطبيق شرع هللا في المجتمعات اإلسالمية؟‬
‫ج‪ /6‬عدم تطبيق شرع هللا في المجتمعات اإلسالمية ‪ :‬يؤدي إلى انتشار الفوضى‬
‫وغياب األمن‪ ,‬ويؤذن بهالكها ونزول العقاب من هللا تعالى‪.‬‬
‫س‪ /7‬ما أثر تشريع القوانين اآلتية على المجتمع‪:‬‬
‫ب) تشريع قانون ال ُيحِّر م الزنا ‪.‬‬ ‫أ) تشريع قانون ُيبيح التعامل بالربا ‪.‬‬
‫ج‪ /7‬أ)أثر تشريع قانون ُيبيح التعامل بالربا على المجتمع ‪ :‬يؤدي إلى استغالل حاجة‬
‫الناس‪ ,‬وانتشار الفقر‪ ,‬وضعف الروابط بين أفراد المجتمع‪.‬‬
‫ب)أثر تشريع قانون ال ُيحِّر م الزنا على المجتمع ‪ :‬يؤدي إلى القضاء على األسرة‬
‫وتحلل المجتمع‪ ,‬وفساد أخالقه‪ ،‬وسقوطه في هاوية الشهوات المحرمة‪.‬‬
‫س‪ /8‬ما الذي تمثله التشريعات والقوانين‪ ,‬وما الذي تمثله األخالق من السلطة‬
‫على اإلنسان وتصرفاته وسلوكياته؟‬
‫ج‪* /8‬تمثل التشريعات والقوانين ‪ :‬السلطة الخارجية إللزام اإلنسان بسلوكيات معينة‪,‬‬
‫وإبعاده عن سلوكيات أخرى‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫*أما األخالق فتمثل ‪ :‬السلطة الداخلية والتي تنبع من داخل الفرد فتوجهه إلى فعل‬
‫شيء أو تركه بعيدًا عن سلطة اآلخرين‪.‬‬
‫س‪ /9‬الفساد الخلقي يؤدي إلى الكثير من صور الفساد األخرى‪ .‬وضح ذلك‪.‬‬
‫ج‪ /9‬الفساد الخلقي يؤدي إلى الكثير من صور الفساد األخرى ‪ :‬فالفساد السياسي‪,‬‬
‫والفساد االقتصادي‪ ,‬والفساد األمني‪ ,‬والفساد اإلداري‪ ,‬وما ينتج عنها من شيوع‬
‫الظلم والقهر‪ ,‬وإشاعة الخوف‪ ,‬وعدم االلتزام بالقوانين والتحايل عليها‪,‬‬
‫والسرقة واالختالس والنهب من المال العام‪ ,‬كل ذلك ناتج عن فساد األخالق‪,‬‬
‫وضعف القيم الحاكمة لسلوك اإلنسان‪.‬‬
‫س‪ /10‬اذكر أسباب الفساد‪.‬‬
‫ج‪ /10‬أسباب الفساد كثيرة منها ‪:‬‬
‫‪ )1‬غياب اإليمان وما ينتج عنه من الشعور بقصر الحياة‪.‬‬
‫‪ )2‬األطماع الواسعة والتي ال تتوقف عند حّد ‪.‬‬
‫‪ )3‬التوجيه الخاطئ والتشريعات والقوانين القاصرة‪.‬‬
‫س‪ /11‬وضح كيف يكون كل مما يأتي سببًا للفساد‪:‬‬
‫( غياب اإليمان ‪ /‬التوجيه الخاطئ ‪ /‬األطماع الواسعة)‪.‬‬
‫ج‪*/11‬يكون غياب اإليمان سببًا للفساد ‪ :‬حيث يؤدي غياب اإليمان إلى شعور‬
‫اإلنسان بقصر الحياة‪ ,‬مما يدفعه إلى استعجال النتائج للوصول إلى تحقيق‬
‫آماله ومقاصده قبل أن يدركه الموت‪ ,‬كما يدفعه إلى االنطالق لتحقيق‬
‫شهواته وملذاته المحرمة حتى ولو كانت على حساب حقوق اآلخرين سواء‬
‫كانوا أفرادًا أو مجتمعات‪.‬‬
‫*يكون التوجيه الخاطئ سببًا للفساد‪ :‬حيث يقوم الفالسفة والقادة والمصلحون‬
‫والحكماء بوضع النظريات وسن القوانين والتشريعات من أجل أن يصلحوا‬
‫أحوال أممهم وشعوبهم‪ ,‬ولكن نظرًا لجهلهم بحقيقة اإلنسان روحًا وجسدًا‪,‬‬
‫وقصورهم عن معرفة تكوينه النفسي‪ ،‬وتشبعهم باألهواء واألطماع والرغبات‪,‬‬
‫فإن هذه التشريعات والقوانين والنظريات تصبح أكبر أسباب الفساد في‬
‫المجتمع‪ ,‬وأعظم مصادر تعاسته وشقائه‪.‬‬
‫*تكون األطماع الواسعة سببًا للفساد‪ :‬حيث أن طموح اإلنسان وأطماعه‬
‫وآماله التي ال تتوقف عند حّد تدفعه إلى الجشع المسعور‪ ،‬وبذل الجهود‬
‫لالستحواذ على أكبر قدر من متاع الدنيا بطرق غير مشروعة‪ ,‬وللتغلب‬
‫على خصومه والسيطرة على حقه وحق غيره‪ ,‬مما يؤدي إلى نشر الفساد‬
‫والظلم‪ ،‬وحرمان الضعفاء من حقوقهم‪.‬‬
‫س‪ /12‬ما األسباب التي جعلت النظريات والتشريعات والقوانين التي وضعها البشر‬
‫من الفالسفة والقادة والحكماء‪ ,‬أحد ينابيع الفساد؟‬
‫ج‪ /12‬األسباب التي جعلت النظريات والتشريعات والقوانين التي وضعها البشر من‬
‫الفالسفة والقادة والحكماء‪ ,‬أحد ينابيع الفساد هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬قصورهم في العلم‪ ،‬ونقصهم في المعلومات المتعلقة بحقيقة اإلنسان روحًا‬
‫وجسدًا‪ ،‬وتفاصيل تكوينه النفسي‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ .2‬تشبع نفوسهم باألهواء والرغبات الشخصية التي تجعل هذه التشريعات‬
‫والقوانين في مصلحة فئة ضد الفئات األخرى‪.‬‬
‫س‪ /13‬كيف عالج اإلسالم أسباب الفساد اآلتية‪:‬‬
‫أ) شعور اإلنسان بقصر الحياة‪.‬‬
‫ب) التوجيه الخاطئ الناشئ عن القصور في المعلومات‪.‬‬
‫جـ) األطماع الواسعة لإلنسان‪.‬‬
‫ج‪/13‬أ) عالج اإلسالم شعور اإلنسان بقصر الحياة باآلتي ‪:‬‬
‫‪ )1‬التركيز على قضيتي اإليمان باهلل تعالى‪ ,‬واإليمان باليوم اآلخر‪.‬‬
‫‪ )2‬توجيه آمال اإلنسان وطموحاته الوجهة الصحيحة‪ ,‬وذلك ببيان أن الحياة‬
‫الحقيقية التي تستحق االهتمام ليست هذه الحياة الدنيا المهددة بالزوال‪ ,‬إنما هي‬
‫الحياة األخرى الدائمة في النعيم المقيم‪.‬‬
‫‪‬قال تعالى ‪ :‬العنكبوت]‪.‬‬
‫‪ )3‬بهذا التوجيه الرباني نجد أن المؤمنين باهلل واليوم اآلخر ال يزيدهم الشعور‬
‫بقصر الحياة إال ورعًا وتقوى بدًال من االنطالق وراء الشهوات والملذات‪.‬‬
‫ب)عالج اإلسالم التوجيه الخاطئ الناشئ عن القصور في المعلومات باآلتي ‪:‬‬
‫‪ )1‬توجيه الناس إلى مصدر التوجيه الذي ال يشوبه نقص في العلم بحقيقة اإلنسان‪,‬‬
‫أو انحراف في الطبع والمزاج‪ ,‬وهو هللا الخالق العليم‪ ,‬الذي يعلم ما يصلح‬
‫أحوال الناس أو يفسدها‪.‬‬
‫‪‬قال تعالى‪ :‬الملك]‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪ )2‬التأكيد على الحقيقة الواضحة وهي أن الذي يصنع شيئ هو الذي يضع النظام الصحيح‬
‫لسير ذلك المصنوع‪ ,‬وأن المالك للشيء هو الذي يحق له أن يأمره بما يشاء‪.‬‬
‫‪‬قال تعالى‪ :‬األعراف]‪.‬‬
‫جـ)عالج اإلسالم األطماع الواسعة لإلنسان باآلتي ‪:‬‬
‫‪ )1‬التأكيد على أن أعظم خير ومصلحة ينالها اإلنسان هي رضاء هللا والجنة‪ ,‬وأن‬
‫أعظم شر ومضرة تصيب اإلنسان هي غضب هللا والنار‪.‬‬
‫‪ )2‬بيان أن نجاح الناس وسعادتهم في هذه الحياة يكون باتباعهم لمبادئ اإلسالم‪,‬‬
‫وتشريعاته المحكمة التي تنظم حياتهم‪.‬‬
‫‪‬قال تعالى‪ :‬األنفال]‪.‬‬
‫‪ )3‬الحث على السعي والعمل وجمع الخيرات بشرط أال يكون في ذلك ضرر‬
‫باآلخرين‪ ,‬ثم األمر باإلنفاق والصدقة ليعالج نفوسهم من األنانية والشح‬
‫والبخل‪ ,‬ووعدهم على ذلك بالجنة‪.‬‬
‫‪ )4‬وجود القضاء اإلسالمي الذي يقوم بمحاربة الفساد‪ ,‬ومعاقبة ضعاف اإليمان‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى إعادة األمور إلى نصابها‪.‬‬
‫‪ )5‬عندما استجاب المسلمون لهذه التوجيهات وغيرها كانوا خير أمة أخرجت‬
‫للناس‪ ,‬فلم تعرف البشرية قومًا زهدوا في الدنيا ومتاعها وهم قادرون على‬
‫جمعها غير الجيل الذي رباه الرسول (‪.)s‬‬
‫ِّل‬
‫س‪ /14‬قدم اإلسالم أمثلة حية لنجاحه في القضاء على الفساد‪ ,‬د ل على ذلك‪.‬‬
‫ج‪/14‬قدم اإلسالم أمثلة حية لنجاحه في القضاء على الفساد ويدل على ذلك ‪ :‬ما قدمه‬
‫التاريخ اإلسالمي من الدليل الملموس على الخير العميم الذي سعد في ظله الناس‬
‫عندما كانت الصدارة لهدى هللا في حياتهم‪ ,‬ووجدت حضارة إسالمية عظيمة‬
‫‪82‬‬
‫مترامية األطراف ضَّم ت تحت جناحها مختلف البلدان واألجناس واللغات‪,‬‬
‫وانتشرت المحبة واألخوة والتعاون بين الناس‪ ,‬وتم القضاء على كل صور‬
‫الفساد‪.‬‬
‫س‪ /15‬قد توجد في المجتمع اإلسالمي مساحة ضئيلة للفساد‪ ,‬فبم عالج اإلسالم ذلك؟‬
‫ج‪ /15‬عالج اإلسالم ذلك‪ :‬عن طريق القضاء اإلسالمي الذي يتدخل إلعادة األمور إلى‬
‫نصابها‪ ,‬ليبقى الحب واألخوة والتعاون هي السمة البارزة في المجتمع‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫س‪ /16‬ما أعظم إصالح تم في تاريخ البشرية؟ ولماذا؟‬
‫ج‪*/16‬أعظم إصالح تم في تاريخ البشرية ‪ :‬هو اإلصالح الذي تم على أيدي األنبياء‬
‫والمرسلين‪ ,‬وخصوصًا ما تم على يدي النبي محمد (‪.)s‬‬
‫*السبــــب فـــي ذلـــك ‪ :‬أن األنبياء والمرسلين يتلقون الهدى من هللا الهادي العليم‬
‫الذي ال يخطئ سبحانه‪.‬‬
‫س‪ /17‬ما المنهج الذي يصلح أحوال الناس اليوم؟ وضح ما تقول‪.‬‬
‫ج‪ /17‬المنهج الذي يصلح أحوال الناس اليوم ‪ :‬هو منهج هللا تعالى وهو اإلسالم ‪ .‬فما‬
‫دام اإلنسان هو اإلنسان لم يتغير ولم يتبدل‪.‬‬
‫‪‬كما قال تعالى‪ :‬الروم]‪.‬‬
‫*وما دام منهج هللا ودينه لم يتغير ولم يتبدل‪ ,‬بل حفظه هللا‪ ,‬وتعهد بحفظه إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫‪‬قال تعالى‪ :‬الحجر]‪.‬‬
‫ًا‬
‫*فإن الطريق ال يزال مفتوح أمام كل مصلح صادق‪ ,‬وال طريق إال اإلسالم‪.‬‬
‫‪‬قال تعالى‪ :‬األنعام]‪.‬‬
‫س‪ /18‬حدد هذا الحديث ‪ -‬موضوع الدرس‪ -‬سببًا لهالك الناس وفساد أحوالهم وحياتهم‬
‫في المستقبل‪ ,‬وبين سبيل النجاة من هذا الهالك والفساد‪ ،‬وضح ذلك‪.‬‬
‫ج‪ /18‬حدد هذا الحديث ‪ -‬موضوع الدرس ‪ -‬سببًا لهالك الناس وفساد أحوالهم‬
‫وحياتهم في المستقبل وهو ‪ :‬اختالف مناهجهم عن المنهج الذي جاء به‬
‫الرسول (‪ )s‬وذلك بسبب اختالف مشاربهم ومصدر التوجيه والتلقي عندهم‪ ,‬ثم‬
‫بين الحديث سبيل النجاة من الهالك وهو االعتصام بمنهج اإلسالم الذي جاء به‬
‫الرسول (‪ )s‬وسار على منواله الخلفاء الراشدون (رضي هللا عنهم) جميعًا‪.‬‬
‫س‪ /19‬ما أثر العمل بهذا الحديث على حياة الفرد والمجتمع؟‬
‫ج‪ /19‬أثر العمل بهذا الحديث على حياة الفرد والمجتمع ‪ :‬لو التزمت األمة بهذا‬
‫الحديث نشأ أفراد صالحون متمسكون باإلسالم‪ ,‬ومقتدون بالرسول (‪ )s‬وخلفائه‬
‫الراشدين (رضي هللا عنهم)‪ ,‬وبالتالي تصلح أحوال المجتمع وتزول الخالفات‬
‫والفرقة‪ ,‬ويتحقق لألمة عزها ومجدها وقوتها‪.‬‬
‫س‪ /20‬ما األحكام المستفادة من هذا الدرس؟‬
‫ج‪ /20‬األحكام المستفادة من هذا الدرس تتمثل في اآلتي ‪:‬‬
‫‪)1‬حرص الرسول (‪ )s‬على أمته وتعاهدهم بالنصيحة واإلرشاد‪.‬‬
‫‪)2‬حرص الصحاب (رضي هللا عنهم) على العلم وسماع الموعظة‪.‬‬
‫‪)3‬ما من خير إال وحث الرسول (‪ )s‬أمته عليه‪ ,‬وما من شر إال وحذر أمته منه‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫‪)4‬إخبار الرسول (‪ )s‬عن أمور مستقبلية وحدثت يدل على صدق نبوته‪.‬‬
‫‪)5‬مخالفة الناس لهدي الرسول (‪ )s‬وخلفائه الراشدين يؤدي إلى الهالك‪.‬‬
‫‪)6‬سالمة منهج الخلفاء الراشدين وحسن إقتدائهم بالرسول (‪.)s‬‬

‫الدرس الخامس‬
‫الـتـــوبـــــة‬

‫نــص الـحـديــث ‪:‬‬


‫عن اَألَغ ِّر بن َيَس ار الـُم َز ِنّي (‪ ,)d‬عن النبي هللا (‪ )s‬قال‪َ( :‬يا َأُّيهَا الَّناُس‬
‫ُتوُبوا ِإلى ِهللا‪َ ,‬فِإِّني َأُتوُب ِإلْيِه ِفي الَيوِم ِم اَئَة َم َّر ة)‪[ .‬أخرجه مسلم] ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫معاني المفـردات ‪:‬‬


‫معنــاهــــا‬ ‫الـكـلمـــة‬
‫ارجعوا إلى هللا بالتوقف عن فعل المعاصي والندم عليها والعزم على‬ ‫توبوا إلى هللا‬
‫عدم العودة إليها‪.‬‬
‫شـرح موجـز للـحديـث الشـريـف ‪:‬‬
‫‪‬يحثنا الرسول (‪ )s‬في هذا الحديث العظيم على كثرة التوبة واالستغفار‪ ،‬ألن اإلنسان‬
‫بطبيعته ضعيف‪ ,‬تُـصيبه الغفلة ويستحوذ عليه الشيطان‪ ،‬فيقع في الذنوب‬
‫والخطايا‪ ,‬وقد أخبرنا(‪ )s‬عن نفسه‪ ,‬وهو الذي ُغ ِفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪,‬‬
‫أنه يستغفر هللا ويتوب إليه في اليوم مائة مرة‪ ,‬بل كان الصحابة يعُّد ون له في‬
‫المجلس الواحد أكثر من مائة مرة يقول‪( :‬أستغفرك ربي وأتوب إليك) وهو‬
‫المعصوم (‪ ,)s‬فنحن َأْح َو ُج إلى ذلك منه (عليه الصالة والسالم)‪ ,‬فينبغي لنا أن‬
‫نكثر من االستغفار ونواظب عليه‪.‬‬
‫عنـاصـر الــدرس ‪:‬‬
‫‪ )1‬اإلنسان ُم ذنب خَّطاء فعليه أن ُيبادر إلى التوبة واالستغفار‪ ,‬فإن فتح باب التوبة‬
‫من أعظم نعم هللا على الناس‪.‬‬
‫‪ )2‬للتوبة منزلة عظيمة عند هللا تعالى‪ ,‬فاهلل يحب التوابين‪ ,‬ويفرح بتوبتهم‪.‬‬
‫‪ )3‬التوبة واجبة على كل مسلم في جميع األحوال واألوقات‪ ,‬وال يجوز للمسلم‬
‫تأخير التوبة ألنه ال يعلم متى ينتهي أجله‪.‬‬
‫‪ )4‬التساهل في شأن صغائر الذنوب ُيهلك اإلنسان‪ ,‬فالصغيرة تصبح كبيرة‬
‫بالـُم داومة واإلصرار عليها‪.‬‬

‫‪ )?(1‬وأخرجه أبو داود وغيره‪.‬‬


‫‪84‬‬
‫التائب ُيقلع عن الذنب الذي تاب منه‪ ,‬وُيكثر من األعمال الصالحة التي تمحو أثر‬ ‫‪)5‬‬
‫السيئات‪.‬‬
‫ُق‬
‫الشيطان يوسوس لمن كثرت ذنوبه‪ ,‬وُيدِخ ل عليه اليأس وال نوط لُيغرقه في‬ ‫‪)6‬‬
‫السيئات والمعاصي وُيبعده عن التوبة‪ ,‬لكن يجب على المسلم أن يحذر من ذلك‬
‫ويعلم أن باب التوبة مفتوح أمام كل إنسان مهما كثرت ذنوبه‪.‬‬
‫ال ُتقبل توبة اإلنسان إال باإلقالع عن الذنب‪ ,‬والندم على فعله‪ ,‬والعزم على عدم‬ ‫‪)7‬‬
‫العودة إليه في المستقبل‪ ,‬ورد الحقوق إلى أصحابها أو طلب التسامح منهم‪.‬‬
‫للتوبة آثار عظيمة تعود بالخير على المسلم في الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫‪)8‬‬
‫تأخير التوبة وعدم المسارعة إليها إصرار على المعصية‪ ,‬وهو ذنب أقبح من‬ ‫‪)9‬‬
‫المعصية نفسها‪.‬‬
‫أسئـلـة الـكتاب الـمـدرسـي (ُم جاب عنها) باإلضـافـة إلـى أسئلـة أخـرى‬
‫س‪ /1‬ما معنى التوبة ؟ وما حكمها مع ذكر الدليل؟‬
‫ج‪* /1‬معنى التوبة ‪ :‬هي أن يرجع المسلم إلى ربه بالندم على ارتكاب ما نهى هللا عنه‬
‫أو تقصيره في تنفيذ ما أمر هللا به‪ ,‬والعزم على عدم العودة إلى ذلك في‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫*حكم التوبة ‪ :‬واجبة على كل مسلم‪.‬‬
‫* الدليل ‪ :‬قال تعالى‪ :‬التحريم]‪.‬‬
‫س‪ /2‬اشرح فضل التوبة‪.‬‬
‫ج‪ /2‬فضل التوبة عظيم ‪ :‬فهي من أعظم نعم هللا على عباده‪ ,‬فإذا وقع اإلنسان في ذنب‬
‫أو تقصير‪ ,‬فإن هللا يقبل توبته‪ ,‬ويتجاوز عن سيئاته إذا رجع إليه وطلب عفوه‬
‫وغفرانه‪ ,‬كما أن هللا تعالى يحب التوابين ويفرح بتوبتهم‪.‬‬
‫‪‬قال تعالى‪ :‬البقرة]‪.‬‬
‫س‪ /3‬اذكر شروط صحة التوبة‪.‬‬
‫ج‪ /3‬شروط صحة التوبة هي‪:‬‬
‫(‪ )2‬الندم عليه‪.‬‬ ‫(‪ )1‬اإلقالع عن الذنب‪.‬‬
‫(‪ )4‬إرجاع الحقوق إلى أصحابها‪.‬‬ ‫(‪ )3‬العزم على عدم العودة إليه‪.‬‬
‫س‪ /4‬الوقوع في المعصية ذنب‪ ,‬فما الذنب الذي هو أقبح من المعصية نفسها؟‬
‫ج‪ /4‬الذنب الذي هو أقبح من المعصية نفسها ‪ :‬تأخير التوبة وعدم المسارعة بها ‪،‬‬
‫والذي ُيعتبر إصرارًا على المعصية‪.‬‬
‫س‪/5‬قال تعالى‪ :‬هود]‪.‬فما الفرق بين االستغفار والتوبة؟‬
‫ج‪* /5‬االستغفار‪ :‬هو دعاء وطلب من هللا أن يغفر الذنوب ويتجاوز عن األخطاء‪.‬‬
‫*أما التوبة‪ :‬فهي إقالع عن الذنب‪ ،‬والندم عليه‪ ،‬والعزم على عدم العودة إليه في‬
‫المستقبل‪ ،‬فالتوبة أمر زائد على االستغفار‪.‬‬
‫س‪ /6‬الندم على فعل المعصية شرط من شروط التوبة‪ .‬وضح ذلك‪.‬‬
‫ج‪ /6‬الندم على فعل المعصية ‪ :‬هو الشعور بشدة األسف والتحُّسر الرتكاب المعصية‪,‬‬
‫فالذي ال يندم على ارتكابه للمعصية‪ ،‬فإن ذلك دليل على رضاه بها وإصراره‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫س‪ /7‬ما المقصود بالعزم على عدم العودة إلى الذنب؟ وماذا يجب على اإلنسان إن‬
‫وقع في الذنب مرة أخرى بعد توبته منه؟‬
‫ج‪*/7‬العزم على عدم العودة إلى الذنب‪ :‬هو اإلرادة القوية على عدم العودة إلى الذنب في‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫*إذا وقع اإلنسان في الذنب مرة أخرى بعد توبته منه ‪ :‬فيجب عليه المبادرة بالتوبة‬
‫منه‪ ,‬واالستعانة بأسباب تقوية اإلرادة‪.‬‬
‫س‪ /8‬بم يستعين المسلم على ترك المعاصي؟‬
‫ج‪ /8‬يستعين المسلم على ترك المعاصي وتقوية اإلرادة باآلتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬كثرة الدعاء إلى هللا أن يخرج من قلبه التعلق بالمعصية‪ ,‬وأن يمنحه القدرة على‬
‫تركها واستبدالها بالطاعات‪.‬‬
‫‪ .2‬دوام التالوة لكتاب هللا والتدبر فيما أعده هللا من النعيم لمن أطاعه‪ ,‬وما أعده‬
‫من عقاب لمن عصاه‪.‬‬
‫‪ .3‬قطع األسباب التي تؤدي إلى المعاصي‪ ,‬وذلك بمفارقة المكان‪ ،‬ورفقاء السوء‬
‫الذين يذكرونه بالمعصية‪.‬‬
‫س‪ /9‬الذنوب والمعاصي نوعان‪ ,‬منها ما هو متعلق بحق هللا‪ ,‬ومنها ما هو متعلق‬
‫بحق العباد‪ .‬وضح ذلك مع بيان كيفية التوبة من كل منهما‪.‬‬
‫ج‪ /9‬الذنوب والمعاصي نوعان هما ‪:‬‬
‫‪ )1‬النوع األول ما هو متعلق بحق هللا‪ :‬كالكذب أو التقصير في الصالة‪ ,‬وتتحقق‬
‫التوبة من هذه الذنوب باإلقالع عن الذنب‪ ,‬والندم عليه‪ ,‬والعزم على عدم العودة‬
‫إليه‪.‬‬
‫‪ )2‬النوع الثاني ما هو متعلق بحق العباد‪ :‬كالغيبة‪ ,‬أو النميمة‪ ,‬أو إلحاق الضرر‬
‫باآلخرين‪ ،‬وتتحقق التوبة من هذه الذنوب بالشروط الثالثة السابقة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫شرط رابع وهو‪ :‬إرجاع الحقوق إلى أصحابها والتحلل من المظالم‪.‬‬
‫س‪ /10‬اذكر آثار التوبة في حياة المسلم‪.‬‬
‫ج‪ /10‬آثار التوبة في حياة المسلم تتمثل باآلتي ‪:‬‬
‫‪)1‬تطهير النفس من دنس الخطايا والذنوب‪.‬‬
‫‪)2‬تحقيق محبة هللا تعالى للتائب‪ ,‬وهي أعظم البشارات للتائبين‪.‬‬
‫‪)3‬السالمة من مضار وآثار المعصية في الدنيا‪.‬‬
‫‪)4‬تدفع المسلم للعمل‪ ,‬وتزيل من نفسه اليأس واإلحباط‪.‬‬
‫س‪/11‬للمعصية أضرار كثيرة في الدنيا يجدها اإلنسان في حياته‪ .‬اذكر بعضًا‬
‫منها‪.‬‬
‫ج‪ /11‬أضرار المعصية كثيرة منها ‪:‬‬
‫‪ )4‬قلة‬ ‫‪ )1‬حرمان العلم‪ )2 .‬حرمان الطاعات‪ )3 .‬اعتياد الذنوب‪.‬‬
‫التوفيق‪.‬‬
‫‪ )6‬زوال النعم‪ )7 .‬سوء الخاتمة‪.‬‬ ‫‪ )5‬منع إجابة الدعاء‪.‬‬
‫س‪ /12‬ما الذي تستنتجه مما يلي ‪:‬‬
‫أ) قال تعالى‪ :‬الزمر]‪.‬‬
‫ب) قال تعالى الزمر]‪.‬‬
‫جـ) قال تعالى‪ :‬البقرة]‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫د) قال تعالى‪ :‬النساء]‪.‬‬
‫هـ) قال تعالى‪ :‬هود]‪.‬‬
‫و) قال (‪ [ :)s‬إن هللا يقبل توبة العبد ما لم يغرغر] ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ز) قال (‪ [ :)s‬النــــدم تـــوبـــــة ](‪.)2‬‬


‫ح) قال (‪[ :)s‬إياكم ومحقرات الذنوب‪. ]...‬‬
‫(‪)3‬‬

‫ج‪ /12‬أ)تدل اآلية الكريمة ‪ :‬على أن الذنوب مهما كثرت فإن رحمة هللا واسعة وبابه‬
‫مفتوح للتائبين‪ ,‬فال ييأس اإلنسان وال يقنط‪.‬‬
‫ب)تدل اآلية الكريمة ‪ :‬على الحث على التوبة‪ ،‬والندم على ما فات‪ ،‬وامتثال أمر‬
‫هللا‪ ،‬قبل نزول العذاب والنقمة من هللا تعالى‪.‬‬
‫جـ)تدل اآلية الكريمة ‪ :‬على محبة هللا تعالى للتائبين‪.‬‬
‫د)تدل اآلية الكريمة ‪ :‬على وجوب المبادرة والمسارعة إلى التوبة عند‬
‫الوقوع في أي ذنب أو تقصير‪.‬‬
‫هـ)تدل اآلية الكريمة ‪ :‬على أنه ينبغي للتائب أن يكثر من األعمال الصالحة‪،‬‬
‫لتمحو ما ارتكبه من سيئات‪ ،‬وتزيل أثرها‪.‬‬
‫و)يدل الحديث الشريف ‪ :‬على أن باب التوبة مفتوح أمام كل إنسان ما لم يصل إلى‬
‫االحتضار وخروج الروح‪.‬‬
‫ز)يدل الحديث الشريف ‪ :‬على أن الندم على فعل المعصية من شروط قبول التوبة‪.‬‬
‫ح)يدل الحديث الشريف ‪ :‬على التحذير من التساهل بصغائر الذنوب فإنها قد‬
‫تجتمع على اإلنسان حتى تهلكه وتجلب له العقاب‪.‬‬
‫س‪ /13‬ما عالمات قبول التوبة؟‬
‫ج‪ /13‬من عالمات قبول التوبة ‪ :‬أن يكون التائب على عكس ما كان عليه قبل التوبة‪,‬‬
‫فيكثر من األعمال الصالحة المقابلة للسيئات التي ارتكبها‪.‬‬
‫س‪/14‬علل لما يأتي ‪:‬‬
‫أ) فتح هللا باب التوبة أمام عباده في كل لحظة‪.‬‬
‫ب) الشيطان يزرع اليأس والقنوط في نفس العاصي‪.‬‬
‫جـ) إذا تاب المسلم إلى هللا واستغفره شعر باألمان‪.‬‬
‫ج‪ /14‬أ)فتح هللا باب التوبة أمام عباده في كل لحظة ‪ :‬ليتطهروا من ذنوبهم‬
‫وأخطائهم‪ ،‬ألن هللا عالم بضعف عباده وتقصيرهم‪.‬‬
‫ب)الشيطان يزرع اليأس والقنوط في نفس العاصي ‪ :‬ليدفعه إلى المزيد‬
‫من المعاصي وترك التوبة‪.‬‬
‫َط‬
‫جـ)إذا تاب المسلم إلى هللا واستغفره شعر باألمان ‪ :‬ألنه َت َّهر من ذنوبه‬
‫وخطاياه‪.‬‬
‫س‪/15‬ما أثر العمل بهذا الحديث في حياة الفرد والمجتمع؟ وما األحكام المستفادة‬
‫منه؟‬
‫ج‪* /15‬أثر العمل بهذا الحديث في حياة الفرد والمجتمع ‪ :‬إذا التزمت األمة بهذا‬
‫الحديث‪ ,‬وحقق أفرادها التوبة إلى هللا‪ ,‬وتخلصوا من مظالم العباد‪ ,‬نشأ‬

‫‪ )?(1‬أخرجه أحمد وغيره عن ابن مسعود بسند صحيح‪.‬‬


‫‪ )?(2‬أخرجه أحمد وغيره عن ابن مسعود بسند صحيح‪.‬‬
‫‪ )?(3‬أخرجه أحمد وغيره عن سهل بن سعد بسند صحيح‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫مجتمع طاهر من المعاصي والفواحش‪ ,‬وبعيد عن الظلم والطغيان‪ ,‬مما‬
‫يؤدي إلى قوة المجتمع وتقدمه وازدهاره‪.‬‬
‫*األحكام المستفادة من هذا الحديث تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫‪ )1‬وجوب التوبة من أي ذنب بمجرد الوقوع فيه‪.‬‬
‫‪ )2‬اإلكثار من التوبة واالستغفار والمداومة على ذلك‪.‬‬
‫‪ )3‬المعاصي سبب هالك األمم ودمارها‪ ,‬والتوبة سبب للسالمة ورفع البالء‪،‬‬
‫ودافع على العمل واإلقبال على الطاعات‪.‬‬

‫الدرس السادس‬
‫مكانة المرأة في اإلسالم‬

‫نــص الـحـديــث ‪:‬‬


‫عن عائشَة [رضي هللا عنها] قالت ‪ُ :‬سِئل َر سوُل هللا (‪ )s‬عن الَّرُج ِل َيِج ُد‬
‫الَبَلَل وال َيْذ ُك ِر اْح ِتالمًا‪ ,‬قال‪َ( :‬يْغ َتِس ل)‪ ,‬وَع ِن الَّرُج ِل َيَر ى َأَّنُه َقْد اْح َتَلَم وَال َيَر ى‬
‫َبَلًال‪َ ,‬قَاَل (َال ُغ ْس َل َع َلْيه) َفَقَاَلْت ُأُّم ُس َلْيم‪َ :‬هْل على الـَم ْر َأِة َتَر ى َذ ِلَك َش ْي ء؟ َقَاَل ‪:‬‬
‫(َنَعم ِإَّنمَا الِّنَس اُء َش َقاِئُق الِّر َج اِل )‪ [ .‬أخرجه أحمد](‪.)1‬‬
‫معاني المفـردات ‪:‬‬
‫معنــاهــــا‬ ‫الـكـلمـــة‬
‫أمثال الرجال ونظيراتهم في التكاليف والحقوق الشرعية‪.‬‬ ‫شقائق الرجال‬
‫شـرح موجـز للحـديـث الشـريـف ‪:‬‬
‫ًا‬
‫‪‬هذا الحديث الشريف يبين أن اإلسالم جاء تشريع للرجال والنساء على السواء‪,‬‬
‫إال في بعض األحكام الخاصة بالرجل أو المرأة بما يناسب فطرة كل منهما‬
‫وحاجاته‪ ,‬ولذلك عندما سئل الرسول (‪ )s‬عن الغسل من الجنابة فبين أنه ال‬
‫يجب الغسل إال عند التأكد من وجود الماء(المني)‪ ,‬وأن األصل في المسلم‬
‫الطهارة ما لم يتيقن خالف ذلك بوجود البلل‪ ,‬فلما سألت المرأة عن حكم النساء‬
‫في ذلك‪ ،‬فبَّين الرسول (‪ )s‬أن النساء شقائق الرجال‪ ،‬وبالتالي فالمرأة ُم كَّلفة‬
‫مثل الرجل تمامًا وال فرق بينهما في التكاليف واألحكام‪.‬‬
‫عنـاصـر الــدرس ‪:‬‬
‫‪ )1‬ال يوجد دين وال مذهب على وجه األرض أعطى للمرأة مكانتها وصان حقوقها‬
‫وأعلى من شأنها كاإلسالم‪.‬‬
‫‪ )2‬اإلسالم قضى على كل المعتقدات الخاطئة الخاصة بالمرأة‪ ,‬وأعاد لها كرامتها‬
‫وجعلها عنصرًا فعاًال في نهوض المجتمعات وسالمتها‪.‬‬
‫‪ )?(1‬له روايات أخرى عن أم سلمة عند البخاري ومسلم وغيرهما‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫‪ )3‬المرأة إنسان مثل الرجل‪ ,‬وهي مكلفة بالعبادات واألحكام‪ ,‬ولها حق التملك‬
‫والتصرف‪ ,‬ولها حقوق على الرجل‪ ,‬وعليها واجبات في بناء األسرة وسعادتها‪.‬‬
‫‪ )4‬الزوجية من خصائص المخلوقات‪ ,‬فالذكورة واألنوثة في اإلنسان والحيوان‬
‫والنبات‪ ,‬والموجب والسالب في الجمادات من الذرة إلى المجرة‪.‬‬
‫‪ )5‬أقام اإلسالم العالقة بين الرجل والمرأة على أساس العدل في الحقوق‬
‫والواجبات‪ ,‬والتكامل بينهما بالزواج‪ ,‬وتحريم كل العالقات التي تتعارض مع‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪َ )6‬ح َّد د اإلسالم حقوق المرأة فجعلها مكفولة في ظِّل الرجل‪ ,‬وجعل لها الحق في‬
‫الحياة الكريمة‪ ,‬وقرر حقوقها على زوجها‪ ,‬وحَّث على اإلحسان لها والعطف‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ )7‬جعل اإلسالم للمرأة دورًا هامًا في بناء المجتمع فهي شريكة للرجل في األمر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ,‬وإبداء رأيها‪ ,‬وصناعة األجيال‪ ,‬وطلب العلم‪,‬‬
‫والعمل بما يناسب طبيعتها ويحفظ كرامتها وعفافها‪.‬‬
‫أسئـلـة الـكتاب الـمـدرسـي (ُم جاب عنها) باإلضـافـة إلـى أسئلـة أخـرى‬
‫س‪/1‬ما المبادئ التي أرساها اإلسالم لوضع المرأة في المكانة الالئقة بها؟‬
‫ج‪ /1‬المبادئ التي أرساها اإلسالم لوضع المرأة في المكانة الالئقة بها هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن المرأة إنسان كالرجل‪ ,‬فأصلهما واحد‪ ,‬وُيكِّم ل كل منهما اآلخر‪.‬‬
‫‪ -2‬أن المرأة ُم كَّلفة بالتدين والعبادة كالرجل‪ ,‬وقد تكون أفضل من الرجل باإليمان والتقوى‪.‬‬
‫‪ -3‬أن المرأة إنسان ُم َؤ َّهل للتملك والتصرف‪ ,‬ولها حق الدفاع عن مالها ونفسها‪.‬‬
‫‪ -4‬أن للمرأة حقوقًا على الرجل‪ ,‬وعليها واجبات‪ ,‬بما يحقق العدل والتعاون في بناء‬
‫األسرة ويحقق تماسكها وسعادتها‪.‬‬
‫س‪ /2‬بين طبيعة العالقة بين المرأة والرجل في اإلسالم‪.‬‬
‫ج‪ /2‬طبيعة العالقة بين المرأة والرجل في اإلسالم‪ :‬أقام اإلسالم العالقة بين المرأة والرجل‬
‫على أساس إعطاء كل منهما حقوقه كاملة‪ ،‬بما يتناسب مع رسالته في الحياة‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬جعل اإلسالم العالقة بينهما عالقة تكامل وتالزم ال عالقة صراع وتخاصم‪.‬‬
‫‪ -2‬أعلى اإلسالم من قيمة الزواج‪ ,‬وأقام العالقة الزوجية على أساس الحب والعدل‬
‫والرحمة‪.‬‬
‫‪ -3‬بين اإلسالم أن حاجة الرجل إلى زوجته كحاجتها إليه‪ ,‬وبين أن الزوجة‬
‫الصالحة أحد أسباب السعادة‪ ،‬وخير ما يكنز الرجل من دنياه‪.‬‬
‫‪ -4‬حَّرم اإلسالم أي عالقة غير مشروعة بين الرجال والنساء‪ ,‬فَّحرم الزنا وكل ما‬
‫يؤدي إليه من النظر والتبرج والخلوة وغيرها‪.‬‬
‫س‪ /3‬اشرح الحقوق التي جعلها اإلسالم للمرأة في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫د)‬ ‫جـ) المرأة أّم ًا‪.‬‬ ‫ب) المرأة زوجة‪.‬‬ ‫أ) المرأة بنتًا‪.‬‬
‫المرأة رحمًا‪.‬‬
‫ج‪ /3‬أ)الحقوق التي جعلها اإلسالم للمرأة بنتًا تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬أعطى لها حقها في الحياة‪ ,‬فَّحرم َو أد البنات‪ ,‬وأمر باستقبالها عند والدتها‬
‫بالبشر والسعادة وعدم التشاؤم‪.‬‬
‫‪ .2‬جعلها في كفالة أبيها أو إخوتها‪.‬‬
‫‪ .3‬أمر بأن تُـحاط بجٍّو من الحب والتربية الحسنة‪ ,‬وأال تشعر بتفضيل الصبي عليها‪.‬‬
‫‪ .4‬أمر ولَّيها بأن يأخذ رأيها فيمن تتزوجه‪ ,‬فتقبل أو ترفض‪.‬‬
‫ب)الحقوق التي جعلها اإلسالم للمرأة زوجة تتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫‪89‬‬
‫‪‬قرر لها حقوقها على زوجها‪ ,‬بدفع صداقها (مهرها) عند الزواج بها‪,‬‬
‫ومعاشرتها بالمعروف‪ ،‬وإحسان معاملتها بعد الزواج في كل عالقة بينه‬
‫وبينها‪.‬‬
‫جـ)الحقوق التي جعلها اإلسالم للمرأة أَّم ًا تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫‪‬حَّث على اإلحسان إليها‪ ,‬ودوام بِّر ها‪ ,‬وخفض الجناح لها‪ ,‬وتوقيرها‪ ,‬والتماس‬
‫رضاها‪ ,‬وجعل ذلك من أعظم القربات‪ ,‬وأمر بحسن مصاحبتها‪ ,‬والبِّر بها بعد‬
‫وفاتها‪.‬‬
‫د)الحقوق التي جعلها اإلسالم للمرأة رحمًا تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫‪‬أوجب على الرجل أن يصلها ويحسن إليها‪ ,‬وجعل صلة الرحم طريقًا للصلة باهلل‬
‫تعالى‪ ,‬كما جعل أداء حقوق األرحام سببًا من أسباب البركة في الرزق والذكر‬
‫الحسن‪.‬‬
‫س‪ /4‬جعل اإلسالم دور المرأة في بناء المجتمع أساسيًا وفاعًال‪ .‬اشرح ذلك‪.‬‬
‫ج‪ /4‬جعل اإلسالم دور المرأة في بناء المجتمع أساسيًا وفاعًال ويتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬جعلها شريكة للرجل في تحقيق رسالة المجتمع ومسئولياته‪ ,‬وأعظم هذه‬
‫المسئوليات األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ,‬وإبداء رأيها في القضايا‬
‫واألحداث الجارية‪.‬‬
‫‪ )2‬أعطاها دورًا عظيمًا في بناء المجتمع‪ ,‬وذلك بإشرافها على صناعة األجيال‪.‬‬
‫‪ )3‬كلفها بطلب العلم‪ ,‬وأتاح لها فرصة الترقي فيه إلى درجة االجتهاد‪.‬‬
‫‪ )4‬أتاح لها فرصة العمل خارج البيت فيما يالئم طبيعتها وقدراتها‪ ,‬وحدد لها‬
‫الضوابط التي تحفظ لها فطرتها وكرامتها‪.‬‬
‫س‪ /5‬ناقش موقف اإلسالم من حقوق المرأة في القضايا اآلتية‪:‬‬
‫ب) حق المرأة في العلم ‪.‬‬ ‫أ) حق المرأة في الحياة ‪.‬‬
‫د) حق المرأة في التملك والتصرف‬ ‫جـ) حق المرأة في العمل ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ج‪ /5‬أ)موقف اإلسالم من حق المرأة في الحياة ‪ :‬أعطى اإلسالم للمرأة الحق في‬
‫الحياة‪ ,‬فحرم َو ْأد البنات‪ ,‬وأنكر التشاؤم بوالدتها‪ ,‬بل وأمر أن تُـستقبل البنت‬
‫عند الوالدة بالبشر والسعادة‪ ,‬وأمر أن تحاط في األسرة بجو من الحب والتربية‬
‫الحسنة‪ ,‬وأال تشعر بتفضيل أخيها الصبي عليها‪.‬‬
‫ب)موقف اإلسالم من حق المرأة في العلم ‪ :‬كَّلف اإلسالم المرأة بطلب العلم‬
‫الذي يصحح عقيدتها‪ ،‬ويفقهها في حدود هللا ويعرفها بحقوقها وواجباتها‪,‬‬
‫وأتاح لها أن تترقى في العلم حتى تبلغ درجة االجتهاد‪ ,‬وقد بلغت أم‬
‫المؤمنين عائشة (رضي هللا عنها) أعلى الدرجات العلمية حتى أخذ الرجال‬
‫عنها العلم‪.‬‬
‫جـ)موقف اإلسالم من حق المرأة في العمل ‪ :‬أتاح اإلسالم للمرأة أن تعمل خارج‬
‫البيت فيما يالئم طبيعتها وقدراتها‪ ,‬وجعل لذلك حدودًا وضوابط تحفظ للمرأة‬
‫كرامتها وعفافها‪ ,‬ولذلك كانت نساء الصحابة يخرْج َن للعمل مع أزواجهَّن في‬
‫الحقل والسوق‪ ,‬وكَّن يخرْج َن في الغزوات للقيام باإلسعاف والتمريض وغيرها‬
‫مما يناسب فطرتها‪.‬‬
‫د) موقف اإلسالم من حق المرأة في التملك والتصرف ‪ :‬أعطى اإلسالم المرأة حق‬
‫التملك المشروع بأنواعه‪ ,‬وحق التصرف بأنواعه‪.‬‬
‫‪‬قال تعالى‪ :‬النساء]‪.‬‬
‫س‪ /6‬ما داللة النصوص اآلتية في ضوء دراستك لهذا الدرس‪:‬‬
‫‪90‬‬
‫أ) قال تعالى النساء]‪.‬‬
‫ب) قال تعالى ‪ :‬الحجرات]‪.‬‬
‫جـ) قال تعالى‪ :‬البقرة]‪.‬‬
‫د) قال تعالى ‪ :‬البقرة]‪.‬‬
‫هـ) قال تعالى ‪ :‬الشورى]‪.‬‬
‫و) قال تعالى ‪ :‬النساء]‪.‬‬
‫ز) قال (‪ [ :)s‬ما استفاد المؤمن بعد تقوى هللا خيرًا من زوجة صالحة](‪.)1‬‬
‫ح) قال (‪ [ :)s‬ولهَّن عليكم رزُقُهَّن وكسوتُـُهَّن بالمعروف](‪.)2‬‬
‫ج‪ /6‬أ)تدل اآلية الكريمة‪ :‬على أن المرأة كالرجل‪ ,‬أصلهما واحد وُيكِّم ل كل منهما‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫ب)تدل اآلية الكريمة ‪ :‬على أن ميزان التفاضل عند هللا هو التقوى ال فرق في ذلك‬
‫بين المرأة والرجل‪ ,‬فقد تكون المرأة أتقى من الرجل وأفضل‪.‬‬
‫جـ)تدل اآلية الكريمة‪ :‬على أن للمرأة حقوقًا على الرجل‪ ,‬وعليها واجبات يجب أن‬
‫تؤديها‪.‬‬
‫د)تدل اآلية الكريمة ‪ :‬على أن حاجة الرجل إلى زوجته كحاجتها إليه‪.‬‬
‫هـ)تدل اآلية الكريمة ‪ :‬على أن البنت هبة هللا ونعمته على اإلنسان كاالبن‪ ،‬ولذلك‬
‫ينبغي استقبالها بالبشر والسرور والسعادة‪.‬‬
‫و)تدل اآلية الكريمة ‪ :‬على حق المرأة على زوجها في الصداق (المهر)‪.‬‬
‫ز)يدل الحديث الشريف ‪ :‬على أن الزوجة الصالحة في نظر اإلسالم أحد أسباب‬
‫السعادة‪ ،‬وهي أعظم ثروة يكنزها الرجل من دنياه‪.‬‬
‫ح)يدل الحديث الشريف ‪ :‬على أن اإلسالم جعل المرأة مكفولة من وليها‪.‬‬
‫س‪ /7‬ما أثر العمل بهذا الحديث موضوع الدرس؟ وما األحكام المستفادة منه؟‬
‫ج‪* /7‬أثر العمل بهذا الحديث ‪ :‬لو التزمت األمة بهذا الحديث لعرف أفرادها مكانة‬
‫المرأة في اإلسالم وأعطوها حقوقها‪ ,‬مما يترتب عليه زوال المشكالت‬
‫االجتماعية والظلم اإلنساني الذي يحدث أحيانًا من الرجل‪ ,‬مما يؤدي إلى تقدير‬
‫كل واحد لمسئولياته وبالتالي يتحقق تقدم المجتمع وازدهاره‪.‬‬
‫*األحكام المستفادة من هذا الحديث تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫‪)1‬وجوب الغسل على الرجل أو المرأة عند التيقن من الجنابة باالحتالم عند وجود أثر‬
‫البلل‪.‬‬
‫‪ )2‬المرأة كالرجل في االلتزام بالعبادات والتكاليف‪.‬‬
‫‪ )3‬أعلى اإلسالم من مكانة المرأة‪ ,‬وحدد لها حقوقًا وألزمها بواجبات‪.‬‬
‫‪ )4‬للمرأة دور عظيم في بناء المجتمع وتقُّد مه‪.‬‬

‫الدرس السابع‬
‫الحكم بما أنزل هللا‬

‫‪ )?(1‬أخرجه ابن ماجة عن أبي إمامة‪.‬‬


‫‪ )?(2‬أخرجه مسلم عن جابر‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫نــص الـحـديــث ‪:‬‬
‫َعْن ُم عاذ بن َج َبل (‪َ ,)d‬أَّن َر سوَل ِهللا (‪َ )s‬قَاَل َلُه ِح يَن َبَعَثُه ِإلَى الَيَمِن ‪َ( :‬ك ْيَف‬
‫َتْص َنُع ِإْن ُع ِرَض َلَك َقَض اء؟) َفُقْلُت ‪َ :‬أْقِض ي ِبَم ا ِفي ِكَتاِب ِهللا‪ ,‬قال‪َ( :‬فِإن َّلْم َيُك ْن‬
‫ِفي ِكَتاِب ِهللا؟) ُقْلُت ‪َ :‬فِبُس َّنِة َر سوِل ِهللا‪َ ,‬قَاَل ‪َ( :‬فِإن َّلْم َيُك ْن ِفي ُس َّنِة َر سوِل ِهللا؟)‬
‫ُقْلُت ‪َ :‬أْج َتِهُد ِبَر ْأيـِـي وَال آُلو‪َ ,‬فَضَرَب َرُس وُل ِهللا (‪َ )s‬ص ْد ِري ُثَّم َقَاَل ‪( :‬اَلْح ُم د ِهلل‬
‫اَّلِذ ي َو َّفَق َرُس وَل َرُس وِل ِهللا ِلَم ا ُيْر َض ي َرُس ول هللا)‪[ .‬أخرجه أحمد]‪.‬‬
‫معاني المفـردات ‪:‬‬
‫معنــاهــــا‬ ‫الـكـلمـــة‬
‫بم تحكم في القضايا التي ستعرض عليك‪.‬‬ ‫كيف تصنع إن عرض لك قضاء‬
‫أبذل جهدي في الحكم الصحيح الذي ال يخالف كتاب هللا وسنة رسوله‪.‬‬ ‫أجتهد برأيي وال آلو‬
‫شـرح موجـز للحـديـث الشـريـف ‪:‬‬
‫‪‬هذا الحديث العظيم هو وصية رسول هللا (‪ )s‬إلى معاذ بن جبل (‪ )d‬عندما أرسله إلى‬
‫اليمن لُيعَّلم الناس أمور دينهم‪ ,‬ويفصل بينهم في الخصومات‪ ,‬فأرشده أن يحكم‬
‫بينهم بالقرآن والسنة‪ ,‬ثم فتح له باب االجتهاد عند عدم وجود النص في المسألة‬
‫التي تعرض عليه‪ ,‬وهذا الحديث يبين جواز االجتهاد‪ ,‬وصالحية اإلسالم لكل‬
‫زمان ومكان ولكل الناس إلى يوم القيامة‪ ،‬حيث يجتهد العالم أو الحاكم بما يحقق‬
‫المصلحة للناس‪ ,‬وينشر العدل بينهم بما ال يخالف كتاب هللا وسنة رسوله (‪.)s‬‬
‫عنـاصـر الــدرس ‪:‬‬
‫‪ )1‬اإلسالم هو دين هللا ومنهجه ونظامه الشامل الكامل لكل مظاهر الحياة‬
‫ومجاالتها المختلفة‪ ,‬سواء في العقيدة والعبادة‪ ,‬أو السلوك واألخالق‪ ,‬أو القيم‬
‫واآلداب‪ ,‬أو التشريعات والقوانين‪.‬‬
‫‪ )2‬نحن المسلمون مطالبون بأن نقيم ديننا ودنيانا على أساس قواعد اإلسالم‬
‫وأحكامه‪ ,‬وأن نرد كل شيء إلى كتاب هللا وسنة رسوله (‪.)s‬‬
‫‪ )3‬الحكم بما أنزل هللا يعتبر من مقتضيات اإليمان باهلل وتوحيده‪.‬‬
‫‪ )4‬الحكم بما أنزل هللا ليس محصورًا على الحدود والعقوبات فقط‪ ,‬وال في أصول‬
‫الحكم ونظامه وأوضاعه فقط‪ ,‬بل يشمل تطبيق شريعة هللا ومنهجه في حياة الفرد‬
‫والمجتمع‪.‬‬
‫‪ )5‬أوجب هللا تعالى على الحكام أن يحكموا بما أنزل هللا‪ ,‬وعلى األفراد أن‬
‫يتحاكموا إلى ما أنزل هللا مع تحقيق الرضا والتسليم واالنقياد لذلك‪.‬‬
‫‪ )6‬اإلسالم هو التشريع الوحيد الذي حفظه هللا من التحريف أو الزيادة أو النقصان‪,‬‬
‫وهو تشريع هللا القويم القادر على تجنيب البشرية الضالل واالنحراف‪.‬‬
‫‪ )7‬اهتم اإلسالم بقضية الحكم بما أنزل هللا‪ ,‬ألنها تُـمِّثل حقيقة العبودية التي خلق‬
‫هللا الناس من أجلها‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ )8‬إذا التزمت األمة بالحكم بما أنزل هللا والتحاكم إليه في جميع جوانب الحياة‪ ،‬فإن‬
‫ذلك سيؤدي إلى الخير والسعادة للفرد والمجتمع‪.‬‬
‫أسئـلـة الـكتاب الـمـدرسـي (ُم جاب عنها) باإلضـافـة إلـى أسئلـة أخـرى‬
‫س‪ /1‬وضح مفهوم الحكم بما أنزل هللا كما فهمت من هذا الدرس‪.‬‬
‫ج‪ /1‬الحكم بما أنزل هللا هو ‪ :‬تطبيق المنهاج الذي وضعه هللا تعالى لتنظيم شئون الحياة‬
‫كلها‪ ,‬في ضوء القواعد األساسية التي قررها القرآن الكريم والسنة المطهرة‪,‬‬
‫والرجوع إليهما في كل مناحي الحياة‪.‬‬
‫س‪ /2‬ما واجب المسلمين تجاه شرع هللا وحكمه ومنهجه؟‬
‫ج‪ /2‬واجب المسلمين تجاه شرع هللا وحكمه ومنهجه ‪ :‬أن يحكموا به‪ ,‬ويتحاكموا إليه‪,‬‬
‫وُيسِّلموا له تسليمًا مطلقًا‪ ,‬مع الرضى التام به دينًا وشريعًة ومنهاجًا‪.‬‬
‫س‪ /3‬وضح أهمية الحكم بما أنزل هللا‪.‬‬
‫ج‪ /3‬أهمية الحكم بما أنزل هللا ‪ :‬تَـتَـمَّثل في أن حاجة البشر إلى تشريع كامل خاٍل من‬
‫قصور البشر وأهوائهم حاجة أساسية‪ ,‬وال توجد شريعة تتصف بذلك إال‬
‫اإلسالم الذي ُيعتبر المصدر الوحيد الباقي بال زيادة وال نقصان وال تحريف‪,‬‬
‫وهو وحده القادر على تجنيب البشرية الضالل واالنحراف والظلم‪.‬‬
‫س‪ /4‬مَّيز هللا اإلسالم بأن جعله نظامًا شامًال لكل مظاهر الحياة‪ ...‬وضح ذلك‪.‬‬
‫ج‪ /4‬مَّيز هللا اإلسالم بأن جعله نظامًا شامًال لكل مظاهر الحياة ‪ :‬فهو عقيدة تُـفِّسر‬
‫الوجود‪ ,‬ومفاهيم تُـصِّح ح التصور‪ ,‬وعبادة تُـرِّبي الروح‪ ,‬وأخالق تُـزِّك ي‬
‫النفوس‪ ,‬وقيم تَـْس ُم وا باإلنسان‪ ,‬وآداب تُـجِّم ل الحياة‪ ,‬وتشريع ُينِّظم العالقة بين‬
‫اإلنسان وربه‪ ,‬وبين اإلنسان وأسرته‪ ,‬وبين اإلنسان ومجتمعه‪ ،‬وبين الحاكم‬
‫والمحكوم‪ ,‬وبين الدولة المسلمة وغيرها في الِّسلم والحرب‪.‬‬
‫س‪ /5‬الحكم بما أنزل هللا عبادة‪ .‬وضح ذلك بالدليل‪.‬‬
‫ج‪ /5‬الحكم بما أنزل هللا عبادة ‪ :‬حيث أنه من مقتضى اإليمان باهلل تعالى‪ ,‬واإلقرار‬
‫بوحدانيته في الحكم واألمر‪.‬‬
‫*الدليل ‪ :‬قال تعالى يوسف]‪.‬‬
‫س‪ /6‬وضح كيف اهتم اإلسالم بقضية الحكم بما أنزل هللا‪.‬‬
‫ج‪ /6‬اهتم اإلسالم بقضية الحكم بما أنزل هللا‪ ,‬ويتمثل ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬بَّين هللا تعالى أن الناس بين حكمين ال ثالث لهما‪ ,‬إَّم ا حكم هللا وإَّم ا حكم الجاهلية‪,‬‬
‫فمن لم يرض باألول وقع في الثاني‪ ,‬كما بَّين أنه ال يجتمع إيمان باهلل مع‬
‫التحاكم إلى غير ما أنزل هللا‪.‬‬
‫‪-2‬وصف هللا تعالى عباده المؤمنين بقبول حكم هللا والتسليم المطلق له‪.‬‬
‫‪َ-3‬ح َك َم هللا بالكفر والظلم والفسق على من لم يحكم بما أنزل هللا‪.‬‬
‫‪-4‬أَّك د هللا بأن الحكم بما أنزل هللا والتحاكم إليه واجب في جميع شئون الحياة‪.‬‬
‫س‪ /7‬بِّين اآلثار المترتبة على االلتزام بحكم هللا وشرعه‪.‬‬
‫ج‪ /7‬اآلثار المترتبة على االلتزام بحكم هللا وشرعه تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬تحرير اإلنسان من الخضوع والعبودية لغير هللا‪.‬‬
‫‪ .2‬تحرير األمة اإلسالمية من بقايا االستعمار وآثاره في المجال التشريعي‪.‬‬
‫‪ .3‬تحقيق األمة المسلمة لرسالتها في الحياة‪ ،‬بأن تكون شاهدة على الناس جميعًا‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫‪ .4‬تحقيق الحياة الكريمة السعيدة والمستقرة‪ ,‬والبعد عن الضالل والشقاء في الدنيا‪,‬‬
‫والنجاة من العذاب في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ .5‬إقامة العدل‪ ,‬ونشر األمن‪ ,‬وتحقيق المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات‪.‬‬
‫‪ .6‬وقاية البشرية من نزول عذاب هللا ونقمته عليهم في الدنيا قبل اآلخرة‪.‬‬
‫س‪ /8‬ما الذي تستنتجه مما يأتي ‪:‬‬
‫أ) قال تعالى النحل]‪.‬‬
‫ب) قال تعالى‪ :‬النساء]‪.‬‬
‫جـ) قال تعالى المائدة]‪.‬‬
‫د) قال (‪ .....[ :)s‬وما حكموا بغير ما أنزل هللا إال فشا فيهم الفقر‪. ]....‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ج‪ /8‬أ)نستنتج من اآلية الكريمة ‪ :‬أن اإلسالم نظام شامل لكل نواحي الحياة‪ ,‬سواء في‬
‫العقيدة والعبادة أو السلوك واألخالق‪ ,‬أو اآلداب والمعامالت‪ ,‬أو التشريعات‬
‫والعقوبات أو غيرها‪.‬‬
‫ب)نستنتج من اآلية الكريمة ‪ :‬أن إيمان المؤمن ال يتم إال بالحكم بما أنزل هللا‪,‬‬
‫واالحتكام إليه‪ ,‬والرضا به‪ ,‬والتسليم المطلق لكل ما أمر به ونهى عنه‪.‬‬
‫جـ)نستنتج من اآلية الكريمة ‪ :‬وجوب الحكم بما أنزل هللا‪ ,‬والتحذير من مخالفته أو‬
‫التنازل عن شيء منه‪.‬‬
‫د)نستنتج من الحديث الشريف ‪ :‬نزول عقاب هللا ونقمته على الناس إذا لم يحكموا‬
‫بما أنزل هللا‪ ,‬كما يدل على أن ما نحن فيه نحن المسلمون من الفقر والفرقة‬
‫والضعف وغير ذلك من المصائب‪ ،‬إنما حَّل باألمة بسبب عدم حكمها بما أنزل‬
‫هللا‪ ,‬وبسبب انحراف األمة عن دين هللا ومنهجه‪.‬‬
‫س‪/9‬اشـرح ما يـأتـي ‪:‬‬
‫أ) من صفات المؤمنين التسليم المطلق لحكم هللا ورسوله‪.‬‬
‫ب) الحكم بما أنزل هللا يقي البشر من نزول عذاب هللا عز وجل عليهم في الدنيا‪.‬‬
‫جـ) حاجة البشر إلى تشريع خاٍل من القصور‪ ,‬ال يحققها إال التشريع اإلسالمي‪.‬‬
‫د) ال يجتمع اإليمان مع التحاكم إلى غير ما أنزل هللا‪.‬‬
‫ج‪ /9‬أ)من صفات المؤمنين التسليم المطلق لحكم هللا ورسوله ‪ :‬فهم يقبلون حكم هللا‬
‫ورسوله ويرضون به بدون تردد‪ ,‬ويتحاكمون إلى كتاب هللا وسنة رسوله في‬
‫جميع شئون حياتهم‪ ,‬ألنهم يعلمون أن الطاعة واالستسالم المطلق لحكم هللا‬
‫ورسوله من مقتضى اإليمان والتوحيد‪.‬‬
‫‪‬قال تعالى النور]‪.‬‬
‫‪‬وقال تعالى ‪ :‬األحزاب]‪.‬‬
‫ب)الحكم بما أنزل هللا يقي البشر من نزول عذاب هللا عز وجل عليهم في الدنيا ‪ :‬فقد‬
‫ثبت عن النبي (‪ )s‬أنه أخبر بأن عدم الحكم والتحاكم لشرع هللا يؤدي إلى نزول‬
‫العقاب فقال (‪ ...[ :)s‬وما لم تحكم أئمتهم بكتاب هللا إال جعل هللا بأسهم بينهم] وفي‬
‫رواية [ وما حكموا بغير ما أنزل هللا إال فشا فيهم الفقر]‪ .‬وبالنظر إلى واقع‬
‫المسلمين اليوم نرى صدق ما أخبر به الرسول (‪ )s‬فقد نزلت عليهم المصائب‪,‬‬
‫وظهرت فيهم الفرقة واالختالفات والعداوات‪ ,‬كما كثر فيهم القتل والظلم‪ ،‬مما أدى‬

‫‪ )?(1‬أخرجه الطبراني بسند حسن عن ابن عباس‪.‬‬


‫‪94‬‬
‫إلى إضعاف قوتهم‪ ,‬وكسر شوكتهم‪ ,‬وطمع أعدائهم في ثرواتهم‪ ,‬ولن ُترفع هذه‬
‫العقوبات إال برجوع األمة إلى دينها‪ ،‬وحكمها وتحاكمها لشريعة ربها‪.‬‬
‫ملحـوظــة ‪:‬‬
‫‪(‬المصائب العامة في العادة ال تكون إال بسبب المعاصي والذنوب‪ ،‬وهي عقوبة من هللا‬
‫تعالى كالزالزل والبراكين واألعاصير والفرقة وتسلط األعداء على المسلمين‬
‫وغيرها)‪.‬‬
‫‪ o‬قال تعالى‪ :‬األنعام]‪.‬‬
‫‪‬وقال (‪ [ :)s‬يا معشر المهاجرين ِخ صاٌل خمٌس إذا ابتليتم بهن‪ ,‬وأعوذ باهلل أن‬
‫ُتِد رُك وُهَّن ‪ :‬لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إال فشا فيهم الطاعون‬
‫واألوجاع التي لم تكن مضت في أسالفهم الذين مضوا‪ ,‬ولم ينقصوا المكيال‬
‫والميزان إال أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم‪ ,‬ولم يمنعوا زكاة‬
‫أموالهم إال منعوا القطر من السماء ولوال البهائم لم يمطروا‪ ,‬ولم ينقضوا عهد هللا‬
‫وعهد رسوله إال سلط هللا عليهم عدوًا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم‪ ,‬وما لم‬
‫تحكم أئمتهم بكتاب هللا عز وجل ويتحَّروا فيما أنزل هللا إال جعل هللا بأسهم بينهم)(‪.)1‬‬
‫‪‬وفي رواية ابن عباس عند الطبراني بسند حسن (خمس بخمس‪ ,‬ما نقض قوم العهد‬
‫إال سلط عليهم عدوهم‪ ,‬وما حكموا بغير ما أنزل هللا إال فشا فيهم الفقر‪ ,‬وال‬
‫ظهرت فيهم الفاحشة إال فشا فيهم الموت‪ ,‬وال طَّففوا المكيال إال منعوا النبات‬
‫وأخذوا بالسنين‪ ,‬وال منعوا الزكاة إال ُحبس عنهم الَقْطر)‪.‬‬
‫جـ)حاجة البشر إلى تشريع خاٍل من القصور‪ ,‬ال يحققها إال التشريع اإلسالمي ‪:‬‬
‫حيث ال توجد شريعة تتصف بذلك إال اإلسالم‪ ,‬فهو الذي يحمل هداية هللا‬
‫األخيرة للبسر‪ ,‬وهو المصدر الوحيد الباقي بال زيادة وال نقصان وال تحريف‪,‬‬
‫وبالتالي فهو وحده القادر على تجنيب البشرية الضالل والشقاء‪.‬‬
‫د)ال يجتمع اإليمان مع التحاكم إلى غير ما أنزل هللا ‪ :‬فالتحاكم إلى ما أنزل هللا من‬
‫مقتضيات اإليمان‪ ,‬وحقيقة العبودية‪ ,‬أما التحاكم لغير ما أنزل هللا فهو اتباع‬
‫الشيطان وخروج عن العبودية واإليمان‪.‬‬
‫‪‬قال تعالى‪ :‬النساء]‪.‬‬
‫س‪ /10‬ما أثر العمل بهذا الحديث في حياة األمة؟ وما األحكام المستفادة منه؟‬
‫ج‪* /10‬أثر العمل بهذا الحديث في حياة األمة ‪ :‬لو التزمت األمة بهذا الحديث حكامًا‬
‫ومحكومين‪ ,‬أفرادًا وجماعات‪ ,‬فحكموا بما أنزل هللا وتحاكموا إليه في كل‬
‫مجاالت الحياة‪ ,‬فإن ذلك سيكون له أثرًا عظيمًا في حياة الفرد والمجتمع‪ ،‬حيث‬
‫يتحقق العدل والحياة الكريمة السعيدة‪ ,‬وتنجوا األمة من عقاب هللا وعذابه‪,‬‬
‫ويتحَّرر الفرد من العبودية لغير هللا‪.‬‬
‫*األحكام المستفادة من هذا الحديث تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫‪ )1‬وجوب الحكم بما أنزل هللا والتحاكم إليه في جميع نواحي الحياة‪.‬‬
‫‪ )2‬الشريعة اإلسالمية صالحة لكل زمان ومكان‪ ,‬وهي التي ُتلِّبي حاجات الناس‬
‫وقضاياهم‪.‬‬
‫‪ )3‬التحاكم لغير شريعة هللا مناٍف لإليمان‪.‬‬
‫‪ )?(1‬أخرجه ابن ماجة والحاكم عن ابن عمر بسند صحيح‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫‪ )4‬يجوز للحاكم االجتهاد في القضايا التي ال نَّص فيها بشرط أال يتعارض مع حكم هللا‪.‬‬

‫‪96‬‬

You might also like