Professional Documents
Culture Documents
بحث عن مخاطر الألعاب الإلكترونية
بحث عن مخاطر الألعاب الإلكترونية
بسم هللا الرحمن الّرحيم ،وإّن كثير من األمور التي كان العلماء والّناس يرونها عادّية تحّولت إلى غير ذلك بعد اّتضاح
الرؤية ،وبعد تبيان الّنواحي الّسلبّية التي نتجت عنها مع تكرار الُم مارسة ،فقد كان التدخين في سنوات اختراع األولى إحدى
األمور الجميلة التي يتمّيز بها الّنبالء دوًنا عن غيرهم ،وهو عادة إيجابّية تبعث على المتعة والراحة ،والحًقا وبعد معارك
طويلة تّم تبيان الخطورة واالمراض التي تترّتب على هذه العادة ،وكذلك االمر في كثير من العادات األخرى التي ُنمارسها،
حيث نتناول في طياتها البحث عادة إدمان األلعاب اإللكترونّية والتي أشبه ما تكون بحالة إدمانيه تصنع من الّش خص الُم دمن
أسيًرا لطّياتها ،وتعمل على انكماش في أجزاء من الدماغ وعزل دائرة المكافّئة في اإلنجازات الوهمّية ،وهو ما سنتحّد ث به
.بالّتفصيل عبر طّيات البحث ،شاكرين لكم ُح سن االستماع ،سائلين المولى التوفيق لنا ولكم لما فيه الخير والّسداد
إّن األلعاب اإللكترونّية هي تلك المساحة الرقمّية من الثقافة الرقمّية الحديثة ،والتي تمنح الّش خص الفرصة ألداء مهام محددة
وسط مجموعة من المكافآت والهدايا واإلنجازات الوهمية بحيث تضمن له الُحصول على كمّية من المتعة وسط أجواء من
التشويق والدهشة ،وقد بدأت األلعاب اإللكترونّية تعرف الّطريق إلى هذا العالم مع تاريخ العام 1967للميالد عندما قام احد
المهندسين األمريكيين بمحاولة اختراع طريقة لممارسة اللعب على التلفاز ،ليتم الحًقا إنشاء الّنموذج األول لآللة التي
تستطيع أن ُنمارس من ِخ اللها اللعب اإللكتروني على التلفاز ،وهو أول نظام ألعاب فيديو تّم اختراعه ،وكان يحمل اسم
الّصندوق البّني ،لتقوم إحدى الّش ركات بتبّني هذا المشروع والَع مل على تطوير الُم نتج ،وبذلك كانت بداية تطّور ألعاب
.الفيديو لتصل غلى ما هي عليه اآلن
تؤّد ي ممارسة األلعاب اإللكترونّية إلى تغيير سلوك األفراد الُم دمنين على تلك األلعاب ،حيث ال ُيمكن للدماغ الّتفريق بين ما
هو حقيقي وطبيعي وبين ما هو غير واقعي ،فيقوم على إفراز الهرمونات التي تزيد من حالة الّد هشة والمتعة في التوقيت
الذي يحتاجه الجسم ،ما ُيرّسخ الكثير من الّسلوكيات الخطيرة عند الالعبين ،ويوّلد فيهم المشاعر واالحاسيس التي تبعث
.على العنف والشراسة في الحياة العامة
ُيعتبر اإلدمان أحد أبرز األمور الخطيرة التي تؤّد ي إليها ممارسة األلعاب اإللكترونّية ألوقات طويلة ،حيث تنشأ روابط
عصبّية ُم حددة في الّد ماغ ،وتزيد من ترابطها لتكوين المتعة الالزمة عن تلك األلعاب ،وتتقّلص المساحات الُم خصصة
للمكافأة ،فيصبح الالعب بحاجة إلى قضاء أوقات أطول في ممارسة األلعاب اإللكترونّية من اجل الُحصول على المتعة
الالزمة ،والّش غف الالزم إلتمام الحياة ،ما يؤّد ي به إلى حالة من الوسواس القهري ،وحالة إدمانيه أشبه ما تكون باإلدمان
الّسلوكي الّناتج عن الُم خّد ر وغيره من األصناف األخرى ،فترتبط دائرة المكافأة في الدماغ بممارسة األلعاب اإللكترونّية،
.وتبتعد عن المكافأة واإلنجازات الحقيقة التي ُيمكن تحصيلها في الحياة العاّم ة لإلنسان
وهي إحدى السلبيات الخطيرة التي عانى منها الكثير من ُم دمني األلعاب اإللكترونّية ،حيث تبدأ اللعبة بأوقات ُم حّد دة
ومنظمة ،وُسرعان ما ينجرف الالعب لقضاء أوقات أطول على تلك اللعبة ،لتتطّور األمور إلى الحماسة الالزمة لتحّد ي
اآلخرين وسباقهم لتحقيق إنجازات أكبر ،فتصبح تلك األلعاب تتطّلب من الالعب قضاء أوقات أطول على الكومبيوتر أو
الهاتف المحمول ،ما يدفع الالعب للتخّلي عن نشاطات وأعمال مهّم ة في حياته العملية ،والّتخلي عن ممارسة الرياضة أو
الدراسة أو غير من األمور المهّم ة التي تضمن له المستقبل الّناجح ،فتصبح الحياة مرهونة بما ُيحّققه الالعب من متعة
مؤقتة على تلك األلعاب ،وإتالف طاقة الجسد حّتى ساعات طويلة من الليل على تلك األلعاب ،والّذ هاب إلى الَع مل بكسل
.وضعف جسدي واضح المعالم
ُتعتبر المساحات النفسية أحد أبرز النوافذ التي تتأّثر بممارسة الالعب وإدمانه لأللعاب اإللكترونّية ،حيث يتأثر األشخاص
بشكل كبير بالمحتوى العنيف الذي تعرضه لهم تلك األلعاب ،كونه أحد األمور التي تبعث على الدهشة في الدماغ ،تحديًدا
مع مرحلة المراهقة ،حيث يبحث الدماغ عن األمور التي ُتثير دهشته ،وهو ما يستهدفه مصممو هذه األلعاب بشكل واضح،
عالوًة عن حالة اإلدمان التي ُتخلق مع تلك األلعاب ،تحديًدا كما هي تجربة (بافلوف) ،فيصبح الالعب أسيًر ا لتلك اآلفة ،ما
ُيعرّضه إلى الّتعّلق الُم فرط بممارسة هذه األلعاب ،للهروب من الُم شكالت الكثيرة التي يتوّجب عليها الُم رور منها،
باإلضافة إلى كونها الوسيلة للهروب من حالة الحصر النفسي وضغوطات العمل أو الّد راسة ،فيزيد من ممارسة هذه
األلعاب ،ما يؤّد ي الحًقا إلى قمع جميع أشكال العواطف التي تمنحه اإلحساس بالمسؤولّية ،فتتحّول شخصّية الُم دمن على
األلعاب اإللكترونّية إلى شخصّية فوضوّية واضحة المعالم ،كما تزيد من نسبة االنطواء واالبتعاد عن المحادثات الجماعّية
.والعيش بعزلة تاّم ة امام شاشة الحاسوب
كذلك األمر بالنسبة لألطفالُ ،تعتبر األلعاب اإللكترونّية من النوافذ الخطيرة للغاية ،تحديًدا مع تلك المراحل العمرّية التي
تتطّلب من الّطفل اإلنجاز والّتعليم وتنمية المسؤوليات الشخصية والّتعلق بالعائلة وغيرها من األمور األساسية ،حيث ُيمكن
لأللعاب اإللكترونّية أن تتطّو ر إلى إدمان سلوكي في دماغ الّطفل ،فُيهمل جميع األمور اإليجابّية األخرى ،تحديًدا مع تلك
المرحلة التي ُتوصف بقّلة الوعي وإدراك الصحيح من الخاطئ ،فيجد الّطفل متعته الوحيدة في ممارسة تلك األلعاب ،ويبتعد
عن كّل ما هو مفيد من األمور التي تضمن له الُحصول على اإلدراك والوعي ،ونمو األعضاء الحسّية في الّتعرف على
المشاعر واألمور األخرى ،كما ُيالحظ على الّطفل الميل إلى الكذب ليستفيد من مّد ة أطول على تلك األلعاب ،باإلضافة إلى
فقدان العالقات الشخصية وفقدان القدرة على تكوين صداقات ،عالوًة عن تحفيز واضح للسلوك العدواني عند األطفال،
.سواء أكانوا من الّذ كور او اإلناث