You are on page 1of 16

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬
‫المبحث األول ‪ :‬مدخل إلى سوق الصرف‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم سوق الصرف‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حجم سوق الصرف وأهم المراكز المالية‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المتدخلون الرئيسيون في سوق الصرف وأهم العمالت الصعبة المتداولة دوليا‬
‫المطلب الرابع‪ :‬معامالت سوق الصرف‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التجربة الجزائرية في مجال الصرف‬
‫المطلب األول‪ :‬الدينار الجزائري في ظل مجال الصرف‬
‫المطلب الثاني‪ :‬سوق الصرف ألجل في الجزائر‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الجزائر وتحديات الصرف‬
‫المطلب الرابع‪ :‬مراقبة الصرف في الجزائر‬
‫خـــــــاتمة‬
‫المراجع‬
‫مقدمة‬
‫أسواق الصرف‪ ،‬المعروفة أيًض ا بأسواق العمالت األجنبية أو سوق الفوركس (‪ ،)Forex‬هي األسواق‬
‫التي يتم فيها تداول العمالت األجنبية‪ .‬في هذه األسواق‪ ،‬يتم تحويل العمالت من عملة واحدة إلى أخرى‬
‫بسعر صرف محدد‪.‬‬

‫تعتبر أسواق الصرف من أكبر األسواق المالية في العالم‪ ،‬حيث يتم تداول تريليونات الدوالرات يومًيا‪.‬‬
‫تتميز هذه األسواق بالتداول الالمركزي‪ ،‬مما يعني أن التداول يتم عبر شبكة إلكترونية دولية تضم‬
‫العديد من البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫تتحرك أسعار صرف العمالت في أسواق الصرف بناًء على العوامل االقتصادية والسياسية والمالية‬
‫المختلفة‪ ،‬مثل معدالت الفائدة‪ ،‬النمو االقتصادي‪ ،‬التضخم‪ ،‬االستقرار السياسي‪ ،‬واألحداث العالمية‪ .‬يتم‬
‫تحديد أسعار صرف العمالت بناًء على قوى العرض والطلب في السوق‪.‬‬

‫تعد أسواق الصرف مكاًن ا للتداول للعديد من الشركات والمستثمرين‪ ،‬بما في ذلك المضاربين‬
‫والمستثمرين الطويلة األجل‪ .‬يمكن للمشاركين في السوق تحقيق األرباح عن طريق استغالل تقلبات‬
‫أسعار العمالت واتخاذ صفقات شراء وبيع استناًد ا إلى توقعاتهم للتغيرات في السوق‪.‬‬

‫تكمن أهمية أسواق الصرف في تسهيل التجارة الدولية وتمكين الشركات واألفراد من تحويل العمالت‬
‫وإ دارة المخاطر الناجمة عن تقلبات أسعار الصرف‪ .‬كما تعتبر أسواق الصرف مرآة للتطورات‬
‫االقتصادية والسياسية العالمية‪ ،‬وتوفر معلومات هامة لالقتصاديين والمحللين في فهم األوضاع‬
‫االقتصادية والمالية العالمية‪.‬‬

‫باختصار‪ ،‬أسواق الصرف تمثل بيئة حيوية لتداول العمالت األجنبية‪ ،‬وتؤثر في االقتصادات العالمية‬
‫والتجارة الدولية‪ .‬توفر هذه األسواق فرًص ا للمستثمرين والمتداولين لتحقيق األرباح من خالل استغالل‬
‫تقلبات أسعار الصرف‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مدخل إلى سوق الصرف‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم سوق الصرف‬
‫هناك تعريفات عديدة نذكر من بينها‪:‬‬
‫* هو مكان تالقي عرض وطلب مختلف العمالت ومن خالله يتم تحديد سعر صرف العملة الوطنية‬
‫مقابل العمالت األخرى‪.‬‬
‫* هو الوعاء الذي تتم فيه كل الصفقات العالمية سواء تعلقت بالتجارة الدولية أو بتدفق رؤوس األموال‪،‬‬
‫وما تجدر إليه اإلشارة أن سوق الصرف غير محدد المكان فهو يتوزع على كل المراكز المالية‪ ،‬عبر‬
‫‪1‬‬
‫الشبكات المعلوماتية والكوابل الهاتفية للبنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫*هو السوق الذي تنفذ فيه عمليات شراء وبيع العمالت األجنبية وال يوجد مكان محدد لهذه األسواق‬
‫ففي العادة تتم العمليات بين البنوك بواسطة أجهزة تداول إلكترونية أو معلوماتية مرتبطة فيما بينها عن‬
‫طريقة شبكات اإلتصال أو أقمار صناعية‪ ،‬يتم إنشاؤها من قبل شركات الخدمات المالية مثل ( رويتر )‬
‫‪ ) ) Reutiers‬وتعمل ‪ 24‬ساعة‪ ،‬وهذا نتيجة إختالف التوقيت في هذه األسواق فعندما تغلق األسواق‬
‫في الواليات المتحدة تبدأ أسواق طوكيو بالعمل وبعد ذلك بساعتين تنفتح أسواق هونغ كونغ وسانغفورة‬
‫وبعدها بساعتين تبدأ أسواق نيودلهي بالعمل لتليها بعد ذلك أسواق البحرين والشرق األوسط وبعدها‬
‫بساعتين تبدأ األسواق األوروبية في العمل وأسواق طوكيو في اإلغالق‪ ،‬وفي منتصف ساعات عمل‬
‫‪2‬‬
‫األسواق األوروبية تبدأ األسواق األمريكية في العمل‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ /‬الطاهر لطرش‪ -‬تقنيات البنوك‪ -‬ديوان المطبوعات الجامعية – الجزائر (‪ )2005‬الطبعة الخامسة ص ‪.109‬‬ ‫‪.1‬‬
‫د‪ /‬عبد المجيد قدي‪ -‬المدخل إلى السياسات اإلقتصادية الكلية– ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬الجزائر‪ 2003/2004 .‬ص‪109- 108‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬حجم سوق الصرف وأهم المراكز المالية‬
‫تعتبر التبادالت في سوق الصرف كبيرة جدا إذا ما قورنت بحجم التجارة الدولية فأسبوع واحد من‬
‫التعامالت في سوق الصرف كفيل بتغطية تعامالت التجارة الدولية وهذا بالرجوع إلى تحقيقات البنوك‬
‫المركزية في أفريل ‪ 1989‬م‪ ،‬أين كان الحجم اليومي لسوق الصرف يقدر بـ ‪ 640‬مليار‪ ،$‬ومن هذا‬
‫التاريخ وحتى التحقيق الذي أجري في أفريل ‪ 1995‬م تضاعف تقريبا حجم سوق الصرف‪ ،‬حيث‬
‫قدرت التعامالت فيه بـ ‪ 1230‬مليار ‪ $‬ومن حيث كثافة العمليات وعدد المتدخلين في سوق الصرف‪،‬‬
‫نجد أن بريطانيا تحتل المرتبة األولى ثم تأتي الواليات م أ في المرتبة الثانية واليابان في المرتبة الثالثة‬
‫وعموما يمكن تحديد الحجم اليومي لسوق الصرف وترتيب المراكز المالية في الجدول التالي‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫حجم التبادالت (مليار ‪)$‬‬ ‫حجم التبادالت (مليار ‪)$‬‬


‫أفريل ‪ 1989‬م أفريل ‪1995‬‬ ‫البلد‬ ‫أفريل ‪ 1989‬م أفريل ‪ 1995‬م‬ ‫البلد‬
‫م‬
‫‪90‬‬ ‫‪49‬‬ ‫هونغ كونغ‬ ‫‪464‬‬ ‫‪187‬‬ ‫بريطانيا‬
‫‪86‬‬ ‫‪57‬‬ ‫سويسرا‬ ‫‪244‬‬ ‫‪129‬‬ ‫ومأ‬
‫‪76‬‬ ‫‪57‬‬ ‫ألماني‬ ‫‪161‬‬ ‫‪115‬‬ ‫اليابان‬
‫‪58‬‬ ‫‪26‬‬ ‫فرنسا‬ ‫‪105‬‬ ‫‪55‬‬ ‫سنغافورا‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المتدخلون الرئيسيون في سوق الصرف وأهم العمالت الصعبة المتداولة دوليا‬
‫الفرع األول‪ :‬المتدخلون الرئيسيون في سوق الصرف‪:‬‬
‫يتدخل في سوق الصرف‪:‬‬
‫‪ ‬البنك المركزي‪ :‬يتدخل هذا البنك للقيام بعمليات الســوق المفتوحــة على العمالت األجنبيــة من جهــة‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى تنفيذ أوامـر الحكومـات بإعتبـاره بنـك الدولـة‪ ،‬بخصــوص المعـامالت في العملـة يكـون هـذا‬
‫التــدخل من قبــل البنــك المركــزي في العــادة من أجــل حمايــة مركــز العملــة المحليــة أو بعض العمالت‬
‫االخرى ألنه يعتبر مسؤوال عن صرف سعر العملة‪.‬‬
‫‪ ‬البن ــوك التجاري ــة والمؤسس ــات المالي ــة‪:‬حيث تت ــدخل في الس ــوق لتنفي ــذ أوام ــر زبائنه ــا ولحس ــابها الخ ــاص‪،‬‬
‫ف ــأعوان الص ــرف الع ــاملون في البن ــوك يجمع ــون أوام ــر الزب ــائن‪ ،‬يقوم ــون بالمقاص ــات ويحول ــون إلى‬
‫السوق الفائض من عرض أو طلب العمالت الصعبة ويتوفرون على أجهــزة إعالم آلي تتضمن آخــر‬
‫األسـ ــعار المطبقـ ــة بين البنـ ــوك في مختلـ ــف السـ ــاحات الماليـ ــة العالميـ ــة‪ ،‬ومهمـ ــة أعـ ــوان الصـ ــرف هي‬
‫معالجة األوامر‬
‫__________________________________________________________________‬
‫د‪ /‬الطاهر لطرش‪ -‬تقنيات البنوك‪ -‬ديوان المطبوعات الجامعية – الجزائر (‪ )2005‬الطبعة الخامسة ص ‪.110 -109‬‬ ‫‪.1‬‬

‫قصد تمكينها من الحصول على أفضل سعر وتحقيق مكاسب لصالح بنوكهم‪.‬‬
‫‪ ‬سماس ــرة الص ــرف‪ :‬يعت ــبر سماس ــرة الص ــرف وس ــطاء نش ــيطين يقوم ــون بتجمي ــع أوام ــر الش ــراء أو ال ــبيع‬
‫للعمالت الص ــعبة لص ــالح ع ــدة بن ــوك أو متع ــاملين آخ ــرين‪ ،‬ويقوم ــون بضمان اإلتص ــال بين البن ــوك‬
‫وإ عطاء المعلومات عن التسعيرة المعمول بها في البيع والشراء بدون الكشـف عن أسـماء المؤسسـات‬
‫البائعة أو المشترية لهذه العمالت‪.‬‬
‫تعت ــبر بي ــوت السمس ــرة ج ــد هام ــة في إنجل ــترا وفي نيوي ــورك ولن ــدن‪ ،‬فج ــز كب ــير من العملي ــات يق ــوم به ــا‬
‫الوس ــطاء المس ــتقلون ‪ Brokers‬ال ــذين يعمل ــون لص ــالح البن ــوك‪ ،‬وفي س ــاحة ب ــاريس هن ــاك أزي ــد من ‪20‬‬
‫سمسار يكافأون عن طرق عمولة سمسرة‪.‬‬
‫ومن بين أهم النشاطات المتواجدة في سوق الصرف نذكر‪:‬‬
‫* التغطية‪ :‬شراء أو بيع في وقت الحق‪.‬‬
‫* المضاربة‪ :‬عكس التغطية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫* التحكيم‪ :‬هو عملية إستفادة من التحويل‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهم العمالت الصعبة المتداولة دوليا‪:‬‬
‫‪ ‬الــدوالر األمــريكي‪ :‬ويســتمد هــذه األهميــة من أهميــة اإلقتصــاد األمــريكي حيث يمثــل ‪ %20.7‬من النــاتج‬
‫المحلي العــالمي‪ %15.2 ،‬من الصــادرات العالميــة‪ ،‬ويســتخدم الــدوالر في تســوية ‪ %51‬من التجــارة‬
‫العالميــة‪ ،‬وكــذلك بـ ‪ %45‬في إصــدار الســندات الدوليــة‪ ،‬ويســيطر على ‪ %50‬من هيكــل ديــون الــدول‬
‫النامية و ‪ %60‬من إحتياط الدول من العمالت الصعبة‪.‬‬
‫‪ ‬األورو األوروبي‪ :‬ي ــأتي ه ــذا إحالال للعمالت األوروبي ــة الهام ــة مث ــل الم ــارك األلم ــاني ال ــذي ك ــان يمث ــل‬
‫‪ %21‬من إحتياطــات الــدول من العملــة الصــعبة ســنة ‪1983‬م وللموقــع الجديــد في اإلقتصــاد العــالمي‬
‫الــذي أصــبحت تمثلــه أرض اليــورو ‪ Euroland‬حيث تمثــل ‪ %20‬من النــاتج المحلي العــالمي و ‪%7‬‬
‫من التجارة العالمية‪.‬‬
‫‪ ‬الين الياباني‪ :‬حيث تمثل اليابان ‪ %8‬من الناتج المحلي العالمي و‪ %8‬من التجارة العالمية‪.‬‬
‫‪ ‬الجنيه اإلسـترليني‪ :‬لكونـه ال يـزال خـارج العمالت المنظمـة لليـورو وتظهـر قوتـه من خالل سـعر صــرفه‬
‫مقابل الدوالر حيث ‪ 1‬جنيه إسترليني = ‪ $1.58‬أمريكي‪.‬‬
‫‪ ‬الفرنــك السويســري‪ :‬وتــأتي قــوة الفرنــك السويســري من طبيعــة البنــك المركــزي السويســري الــذي يتمتــع‬
‫بأعلى درجات اإلستقاللية المتعارف عليها دوليا‪ ،‬فضال على كون سويسرا ساحة مالية كبيرة‪ ،‬نتيجــة‬
‫سياســة الحيــاد الــتي تعتمــدها الحكومــة السويســرية وابتعادهــا عن المنازعــات والمشــاكل الدوليــة حيث‬
‫‪2‬‬
‫‪ 1.16‬فرنك سويسري = ‪ $1‬أمريكي‪.‬‬
‫_________________________________________________________________‬
‫د‪ /‬عبد المجيد قدي‪ -‬المدخل إلى السياسات اإلقتصادية الكلية– ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬الجزائر‪ 2003/2004 .‬ص‪109- 108‬‬ ‫‪.1‬‬
‫د‪ /‬عبد المجيد قدي‪ -‬المدخل إلى السياسات اإلقتصادية الكلية– ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬الجزائر‪ 2003/2004 .‬ص‪110- 109‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وهناك عمالت أخرى ذات أهمية دولية مثل الدوالر الكندي‪ ،‬الدوالر األسترالي واللاير السعودي‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬معامالت سوق الصرف‪:‬‬
‫يتم تصنيف معامالت سوق الصرف إلى‪:‬‬
‫‪ -4‬أ‪ /‬س ــوق الص ــرف نقــدا (اآلني أو العاج ــل)‪ :‬تعكس أس ــعار الص ــرف نقــدا مختل ــف القــوى اإلقتص ــادية‬
‫المؤثرة في النقد في وقت محدد‪ ،‬وتتابع هذه األسعار بعناية شديدة من قبــل المحللين والمراقــبين‪ ،‬وتــؤدي‬
‫قراءة أسعار الصرف أحيانا إلى حدوث نوع من البلبلة‪ ،‬نظرا لوجود أسلوبي تسعير‪.‬‬
‫* األسلوب األول‪ :‬التسعير بشكل مبهم ‪Cotation à l’inartain‬‬
‫يــؤدي هــذا األســلوب إلى التعبــير عن عــدد الوحــدات النقديــة الضرورية للحصــول على وحــدة نقيــة أجنبيــة‬
‫مثال في الجزائ ــر قيم الح ــديث عن ع ــدد والح ــدات النقدي ــة (ال ــدينارات) الضرورية للحص ــول على دوالر‬
‫واحد أو أورو واحد أو جنيه إسترليني واحد‪.‬‬
‫* األسلوب الثاني‪ :‬التسعير بشكل واضح ‪Cotation au certain‬‬
‫يؤدي هذا األسلوب إلى التعبير عن سعر وحدة نقدية وطنيـة بالعملـة األجنبيـة‪ ،‬ونجـد بريطانيـا‪ ،‬أسـتراليا‪،‬‬
‫ونيوزيالنـدا تعتمـد هـذا األسـلوب حيث تعـرض السـلطات البريطانيـة عـدد الوحـدات من العمالت األخـرى‬
‫الالزم ــة للحص ــول على جني ــه بريط ــاني واح ــد‪ ،‬م ــع اإلش ــارة إلى أن هن ــاك إتج ــاه متزاي ــد الي ــوم لع ــرض‬
‫التسعيرة باألسلوبين مع ـًا‪.‬‬
‫‪ -‬يتم عرض التسعيرة باألسلوبين على أساس أسعار الشراء وأسعار البيع‪ ،‬وعادة ما يتم التعبير عن‬
‫سعر العملة برقم متبوع بأربعة أرقام بعد الفاصلة‪ ،‬والرقم األخير من الفاصلة يعبر عنه بنقطة أي‬
‫نقطة تساوي من سعر صرف العملة‪.‬‬
‫مث ــال‪:‬إرتفاع سعر صرف الجنيه اإلسترليني مقابل الدوالر األمريكي ما بين ‪ 1998 – 1997‬م‬
‫باإلنتقال من ‪ 0.6098‬إلى ‪ 0.6022‬يعبر عن تحسن في قيمة الجنيه بـ ‪76 = 0.6022 – 0.6098‬‬
‫نقطة‪.‬‬
‫‪ -4‬ب‪ /‬سوق الصرف ألجل‪ :‬تخضع عمليات شراء وبيع العمالت االجنبية في السوق اآلجلة إذا تم‬
‫اإلتفاق على تسديد األموال بعد أكثر من يومي عمل في تاريخ الحق‪ ،‬ولهذا يمكن إعتبار أسعار‬
‫الصرف اآلجلة على أنها إتفاق على مبادلة عملة ما بأخرى في المستقبل‪ ،‬حيث يتم تحديد أسعار التبادل‬
‫وقيمة التسليم وقيمة العمالت المتبادلة في وقت إجراء العقد‪ ،‬وعادة ما يتضمن السوق مجموعة من‬
‫المهل المعيارية (‪ 30‬يوم‪ 60 ،‬يوم‪ 90 ،‬يوم‪ 180 ،‬يوم‪ ،‬سنة) ويمكن إستخدام بعض المهل األخرى‬
‫على ضوء العرض والطلب على السيولة في السوق‪ ،‬فمعامالت العمالت األخرى األكثر أهمية قد يتم‬
‫وفق مهل تتجاوز السنة‪ ،‬ولكن بحجم أقل بكثير من تلك التي تتم وفق المهل التقليدية‪.‬‬
‫ويختلف سعر الصرف اآلجل عن سعر الصرف اآلني‪ ،‬وعادة ما يكون الفارق بينهما بداللة معدالت‬
‫الفائدة المعمول بها بالنسبة للعمالت المعنية‪ ،‬فإرتفاع أو إنخفاض السعر اآلجل لعملة ما يتناسب عكسيا‬
‫مع سعر فائدة العملة‪ ،‬وكلما زاد الفرق بين أسعار فائدة العملتين وزادت مدة العقد اآلجل كلما زاد‬
‫‪1‬‬
‫الفرق بين السعر اآلني للعملة والسعر اآلجل ‪.‬‬
‫‪ -4‬جـ‪ /‬سوق مقايضة العمالت – ‪:SWAP‬‬
‫يعتــبر ســوق مقايضة العمالت إمتــدادا للســوق اآلجــل ومقايضة العمالت عبــارة عن عمليــة تــؤمن لعــون‬
‫إقتصــادي إمكانيــة شــراء وبيــع عملــة مقابــل أخــرى في آن واحــد مــع مــواقيت دفــع مختلفــة‪ ،‬وبالتــالي فــإن‬
‫عمليــة المقايضة هي ص ــرف العمالت مــع وعــد بإنجــاز العمليــة المعاكســة في زمن يحــدد مســبقا‪ ،‬وعلى‬
‫أصــحاب المعــامالت نقــدا ألجــل‪ ،‬فــإن مســتخدم المقايضة ال يتحمــل مخــاطر الصــرف‪ ،‬وعمليــة المقايضة‬
‫أداة مالئمــة للتوظيــف الظــرفي لفــائض عملــة غــير مطلوبــة مباشــرة‪ ،‬وبالنســبة للبنــك تعتــبر وســيلة مفيــدة‬
‫لتغطية المعامالت ألجل‪.‬‬
‫تسمح عملية المقايضة للطرفين المتقابلين باإلستفادة من فارق النقــاط (عالوة أو حســم) النــاجم عنهمــا‪،‬‬
‫ويطلق على العالوات أو الحسم معدل المقايضة ‪Le taux de SWAP‬‬
‫ورغم أن مواعيد التسليم يتم تحديدها بشكل حر فإن هناك معامالت نمطية في هذا السوق‬

‫* شراء عملـة أو بيعهـا نقـدا ثم بيعهـا أو شـراؤها من جديـد في آن واحـد يتم التسـليم بعـد أسـبوع‪ ،‬شـهر‬
‫أو ثالثة أشهر‪.‬‬
‫* شــراء عملــة أو بيعهــا على أن يتم التســليم في اليــوم المــوالي‪ ،‬وفي ذات الــوقت يتم بيعهــا أو شــراؤها‬
‫من جديد في وقت الحق (ثالثة أشهر مثال)‪.‬‬
‫* شــراء عملــة أو بيعهــا ويتم التســليم في وقت الحــق (شــهران مثال) ثم تبــاع أ تشــترى في وقت الحــق‬
‫(ثالثة أشهر مثال)‪.‬‬
‫والعمالت الهامة هي التي تكون في العادة موضوع مقايضة‪ ،‬وهي التي تنشط السـوق لكـثرة إسـتخدامها‬
‫من قبل المؤسسات والبنوك في معامالتها التجارية أو في عمليات التمويل‬
‫‪2‬‬
‫(ين‪ ،$/‬أورو‪ ،$/‬جنيه‪ ،$/‬فرنك سويسري‪/‬مارك)‬

‫_________________________________________________________________________________________________‬
‫د‪ /‬عبد المجيد قدي‪ -‬المدخل إلى السياسات اإلقتصادية الكلية– ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬الجزائر‪ 2003/2004 .‬ص‪113- 112‬‬ ‫‪.1‬‬
‫د‪ /‬عبد المجيد قدي‪ -‬المدخل إلى السياسات اإلقتصادية الكلية– ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬الجزائر‪ 2003/2004 .‬ص ‪114‬‬ ‫‪.2‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التجربة الجزائرية في مجال الصرف‪.‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬الدينار الجزائري في ظل مجال الصرف‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تطور أنظمة تسعير الدينار الجزائري والصرف‬
‫هناك أربعة مراحل‪:‬‬
‫أ‪ .‬المرحلة األولى (‪:)1973-1964‬‬
‫في هــذه لفــترة كــل بلــد عضو في صــندوق النقــد الــدولي ملزمــا بالتصــريح عن تكــافؤ عملتــه بالنســبة إلى‬
‫وزن محدد من الذهب الصافي أو بالنسبة للدوالر‪ ،‬حيث حددت الجزائر سعر صــرف الــدينار بمــا يعــادل‬
‫‪0.18‬غراما نم الذهب‪ ،‬وخالل فترة ضعف الفرنــك الفرنســي شــرعت الجزائــر تطــبيق مخططــات تنمويــة‬
‫وهذه الخطوة أدت إلى عدم إنخفاض الدينار الجزائري مع إنخفاض الفرنك الفرنسي رغم عالقتـه الثابتـة‬
‫مع الفرنك الفرنسي‪ 1 :‬دج = ‪ 1.25‬فرنك أي ف ف = ‪0.888‬دج بين أوت ‪ 1969‬وديسمبر ‪1973‬‬
‫وم ــع إس ــتمرار إنخف ــاض ال ــدينار بإنخف ــاض الفرن ــك وأم ــام ه ــذه الوضعية ظه ــر نظ ــام جدي ــد للتس ــعير إلى‬
‫تحقيق هدف مزدوج‪:‬‬
‫‪ -‬توفــير دعم مقنــع للمؤسســات الجزائريــة بواســطة قيمــة دج تفــوق قيمتــه الحقيقيــة‪ ،‬وهــذا لتخفيــف تكلفــة‬
‫التجهيزات والمواد األولية ومختلف المدخالت المستوردة‪.‬‬
‫‪ -‬الس ــماح للمؤسس ــات الوطني ــة بالقي ــام بتنبؤاته ــا على الم ــدى الطوي ــل دون أن تتع ــرض لتغ ــيرات عنيف ــة‬
‫‪1‬‬
‫(تنازلية) لسعر الصرف‪ ،‬وهذا عن طريق إستقرار القيمة الخارجية للدينار الجزائري‪.‬‬
‫ب‪ .‬المرحلة الثانية (‪:)1986-1974‬‬
‫تم تحدي ــد قيم ــة دج على أس ــاس س ــلة مكون ــة من ‪ 14‬عمل ــة من ضمنها ال ــدوالر األم ــريكي‪ ،‬ويتم حس ــاب‬
‫سعر صرف الـدينار الجزائـري بالنسـبة إلى العمالت المسـعرة من قبـل البنـك المركـزي ج حسـب الطـرق‬
‫التالية‪:‬‬
‫* حساب التغيرات النسبية لعمالت المكونة للسلة بالنسبة للدوالر األمريكي‪ ،‬حيث يحسب التغير النسبي‬
‫لكل عملة بالنسبة للدوالر األمريكي أو على أن تؤخذ القيمة األكبر من بين قيم المتغيرين ‪ jio/$‬أو ‪j/$‬‬
‫‪ in‬كمقام لحساب التغير النسبي ونرمز هنا‪:‬‬
‫‪ :$‬دوالر أمريكي‪.‬‬
‫‪ :Ji‬كل عملة من العمالت الصعبة ‪ 13‬التي تكون في سلة دج‪.‬‬
‫‪ :jio/$‬سعر ‪ $‬بالنسبة لكل عملة نم العمالت الصعبة األخرى المكونة للسلة سنة ‪.1974‬‬
‫‪ :jin/$‬سعر ‪ $‬بالنسبة لكل عملة من العمالت األخرى المكونة للسلة اليوم‪.‬‬
‫* حساب المتوسط المرجح بالتغيرات النسبية للعمالت التي تتكون منها سلة دج بالنسبة لـ‪ $‬أي مجموع‬
‫التغيرات النسبية ‪ ji/$‬مرجحة بالعامل ‪ ai‬حيث يمثل هذا المعامل وزن كل عملة في السلة‪.‬‬
‫___________________________________________________________________‬
‫د‪ /‬محمود حميدات – مدخل للتحليل النقدي – ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬الجزائر ‪ 1966‬ص ‪.156-155‬‬ ‫‪.1‬‬

‫* حساب سعر الصرف اليومي للدوالر األمريكي بالنسبة للـ دج‪ ،‬يتم هذا وفق الطريقة التالية‪:‬‬
‫‪ +1 ( = n)DA/$( -‬مجموع التغيرات النسبية‪ ji/$‬مرجحة بالعامل ‪)ai‬‬
‫‪ = n)DA/$( -‬سعر الصرف اليومي للـ ‪ $‬بالـ دج‬
‫‪ = 0)DA/$( -‬سعر صرف ‪ $‬بالنسبة لـ دج في ‪( 1974‬سنة األساس)‬
‫جـ‪ .‬المرحلة الثالثة ( سبتمبر‪-1986‬مارس‪:)1987‬‬
‫أدخـل خالل هـذه المرحلـة تعـديل طفيـف على حسـاب معـدل صـرف دج مقارنـة بـالطرق السـابقة‪ ،‬فأصـبح‬
‫بــذلك التغــير النســبي لكــل عملــة‪ ،‬تــدخل في ســلة دج‪ ،‬يحســب على أســاس مخــرج يســاوي معــدل الصــرف‬
‫الســائد في ســنة األســاس ‪ 74‬ويعتــبر هــذا التعــديل تمهيــدا لسياســة التســيير الحــركي لمعــدل صــرف الــدينار‬
‫‪1‬‬
‫التي شرع في العمل بها إنطالقا من مارس ‪.87‬‬
‫د‪ .‬المرحلة الرابعة (مارس‪ - 1987‬منتصف‪:)1992‬‬
‫أدى التــدهور المفــاجئ لســعر البــترول ســنة ‪ 86‬إلى دخــول اإلقتصــاد الجزائــري في أزمــة حــادة تمــيزت‬
‫بعجز نتج عنه تباطؤ خطير في النشاط اإلقتصادي إثر تدني الواردات لمختلف المــدخالت الــتي يحتاجهــا‬
‫الجهاز اإلنتاجي الذي ظل تابعا في هذا المجال للسوق العالمية‪ ،‬وقد أدى هذا الوضع إلى محاولة إدخـال‬
‫إصــالحات جذريــة في مختلــف المجــاالت أي التوجــه إلى إقتصــاد توجهــه آليــات الســوق الحــرة وبعــد ذلــك‬
‫‪2‬‬
‫أصبح الدينار الجزائري قابال للتحويل في المعامالت الجارية مع الخارج‪.‬‬
‫ضف إلى هذه المراحلـ تطور سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر األمريكي‪.‬‬
‫‪2000‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪75.66‬‬ ‫‪66.5740‬‬ ‫‪58.7390‬‬ ‫‪57.7070‬‬ ‫‪54.7490‬‬ ‫‪47.663‬‬ ‫‪35.0590 23.3450 21.8360‬‬
‫صندوق النقد العربي‪ -‬التقرير اإلقتصادي العربي الموجه سبتمبر ‪ 2001‬ص ‪363‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نظام تحديد قيمة الدينار الجزائري‬


‫منذ جانفي ‪ 74‬أصبح دج يتمتع بشيء من الحرية في تحديد قيمتــه أمــام العديــد من العمالت وهــذا بفضل‬
‫تقــييم يــومي لقوتــه الشــرائية يحــدد عن طريــق عالقــة ثابتــة بين الــدينار وســلة من العمالت‪ ،‬وتتحــدد هــذه‬
‫القيمــة بواســطة أهميــة المبــادالت من الســلع والخــدمات وكــذلك حركــات رؤوس األمــوال من تلــك العملــة‬
‫مقارنة بالعمالت األخرى‪.‬‬
‫ومنـ ــذ ‪ 89‬قـ ــررت الحكومـ ــة تخفيض الـ ــدينار بشـ ــكل إداري إلى غايـ ــة أن يصـ ــبح للـ ــدينار قيمـ ــة خارجيـ ــة‬
‫حقيقية‪ ،‬أي الوصول إلى تحويل تام‪.‬وهناك عدة أسباب لخلق النظام الجديد‪:‬‬
‫‪ -‬نظام مقيد ومراقب بالنسبة إلمكانيات الحيازة على العملة الصعبة وتحقيق المبادالت الخارجية‪.‬‬
‫_____________________________________________________________________‬
‫د‪ /‬محمود حميدات – مدخل للتحليل النقدي – ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬الجزائر ‪ 1966‬ص ‪.158-157‬‬ ‫‪.1‬‬
‫د‪ /‬محمود حميدات‪ -‬نفس المرجع ص ‪.160 – 195‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪ -‬الدينار الجزائري ليس له قابلية التحويل إلى العمالت الصعبة األخرى في األسواق العالمية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود سوق داخلي لمبادلة العمالت يحدد بصفة تلقائية قيمة دج (حسب قوة الطلب والعرض)‪.‬‬
‫إن وج ــود الخصـــائص الس ــابقة ي ــدل على أن الس ــلطات الجزائري ــة إتبعت من ــذ اإلس ــتقالل طريق ــة تس ــمى‬
‫طريقــة ســلة العمالت وهي طريقــة إحصــائية تأخــذ بعين اإلعتبــار كــل العمالت األجنبيــة الــتي تتعامــل بهــا‬
‫الدولة حسب أهمية كل عملة وحسب التبادل التجاري مع تلك الدول التي تملـك تلـك العملـة‪ ،‬تحتـوي سـلة‬
‫العمالت ‪ 14‬عمل ــة(‪ ،$‬الين الياب ــان‪ ،‬الفرن ــك الفرنس ــي‪ ،‬الم ــارك األلم ــاني ‪ ،)...‬أين يلعب ‪ $‬دور العمل ــة‬
‫الوسيطة وتتحدد القيمة الخارجية للدينار حســب القيمــة الخارجيــة لـ ‪ $‬في ســوق بــاريس للعمالت‪ ،‬تحســب‬
‫‪1‬‬
‫معامالت الترجيح المستعملة على أساس هيكل جانب النفقات من ميزان العمالت الجارية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تخفيض قيمة الدينار الجزائري‬
‫أ‪ .‬نظرية تخفيض العملة‪:‬‬
‫تخفيض قيمـــة العملـــة يمكن تعريف ــه على أنـــه إجـــراء تغيـــير على الت ــوازن الق ــانوني بين العملـــة الوطنيـــة‬
‫والعملة األجنبية‬
‫وعلى العكس إنخفاض قيمة العملة فإن التخفيض في قيمة العملـة يعتـبر عمـل إداري هـذا من جهـة‪ ،‬ومن‬
‫جه ــة أخ ــرى إنخف ــاض قيم ــة يتمث ــل في تغي ــير قيمته ــا في ط ــرف إقتص ــادي م ــا ب ــدون ت ــدخل مباش ــر من‬
‫الســلطات حيث تفقــد العملــة قــدرتها الشــرائية مــع تزايــد المســتوى العــام لألســعار أمــا على مســتوى أســواق‬
‫الصرف فيكون معدل صرفها منخفضا بالمقارنة مع العمالت األخرى‪.‬‬
‫كما أن عملية التخفيض يجب أن تحضر بدقة ونجاعة حيث أن نجاحها يتوقف على عدة مقاييس أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬إختيار الوقت المناسب لهذه العملة‪.‬‬
‫‪ -‬إختيار المعدل المناسب‪.‬‬
‫‪ -‬التحكم في نتائج هذه العملية‪.‬‬
‫والهــدف األساســي لتخفيض العملــة هــو تحكم الســلطات في أســعار الصــرف من أجــل تعــديل أســعار الســلع‬
‫المحلي ــة (الخي ــارات) إلى مس ــتوى الس ــلع (الخي ــارات) األجنبي ــة لكن نت ــائج ه ــذه العملي ــة تختل ــف ب ــاختالف‬
‫الوضعية اإلقتصادية للدولة‪.‬‬
‫ب‪ .‬أسباب تخفيض العملة‪:‬‬
‫يمكن التمييز بين عملية تخفيض العملة في ظروف إقتصادية حرجة من جهة وظــروف إقتصــادية حســنة‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬
‫______________________________________________________________________‬
‫د‪ /‬محمود حميدات‪ -‬نفس المرجع ص ‪.162 – 161‬‬ ‫‪.1‬‬

‫* في حالة ظروف إقتصادية حرجة‪:‬‬


‫‪ )1‬عجز الميزانية‬
‫‪ )2‬عجز ميزان المدفوعات‬
‫‪ )3‬البطالة كسبب لتخفيض العملة‬
‫* في حالة ظروف إقتصادية حسنة‪:‬‬
‫‪ )1‬التوسع التضخمي كسبب لتهور التوازن الخارجي‬
‫‪1‬‬
‫‪ )2‬القضاء عل التضخم أو التخفيض من قيمة العملة ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬سوق الصرف ألجل في الجزائر‪:‬‬
‫لقــد تمــيزت ســنوات التســعينيات بتغــيرات هيكليــة كبــيرة أدت بطبيعــة الحــال إلى بــروز مخــاطر األســواق‬
‫المسايرة لميكانيزمات إقتصاد السوق‪.‬‬
‫المش ــروع الجزائ ــري لم يهم ــل ه ــذا الج ــانب وأق ــام في البداي ــة تقني ــة الص ــرف ألج ــل‪ ،‬وال ــتي ت ــولى البن ــك‬
‫الجزائ ــري ضمان س ــيرها‪ ،‬وتجلى العم ــل به ــده األخ ــيرة في الثالثي األول من س ــنة ‪ ،94‬ثم بع ــد ذل ــك تم‬
‫طــرح اإلطــار التشــريعي المنظم لســوق الصــرف ألجــل في الجزائــر في إطــار ســوق الصــرف البنكي‪ ،‬إذا‬
‫يمكن القول أن اإلقتصاد الجزائري عرف‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ميكانيزمات الصرف ألجل في الجزائر‬
‫ميكـــانيزم الصـــرف ألجـــل الـــذي تم تحديـــده بالنظـــام رقم ‪ 91/07‬لــ‪14 :‬أوت ‪1991‬م والمتعلقـــة بقواعـــد‬
‫وشـروط الصـرف والمصـادرة رقم‪24:‬لـ‪ 25:‬مـارس ‪ 1992‬مقابـل الـدينار على أسـاس سـعر يسـمى سـعر‬
‫الصرف ألجل تسليم إحـدى أو كال العملـتين المتبـادلتين (دينلـر – عملـة صـعبة) يكـون في هـذه الحالـة في‬
‫تاريخ الحق يسمى أجل اإلستحقاق‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬السوق البنكي للصرف ألجل في الجزائر‬
‫السوق البنكي للصرف ألجل بالرجوع إلى نظام ‪ 95/08‬الصادر في‪ 23 :‬ديسـمبر ‪ 95‬والمتعلـق بسـوق‬
‫الصرف‪ ،‬نالحظ أنه تم إنشـاء سـوق صــرف بنكي يتم فيـه إنجـاز عمليـات صــرف فوريـة أخـرى آجلـة مـا‬
‫بين العملة الوطنية والعمالت الصعبة القابلة للتحويل‪ .‬حسب نفس هذا النظام فإن نشــاط البنــوك التجاريــة‬
‫والمؤسســات الماليــة في الســوق البنكي للصــرف يكــون في إطــار إجــراءات غــير مركزيــة يتكفــل بتحديــد‬
‫قواعدها بنك الجزائر‪ ،‬ولهذا تم تعريف السوق البنكي للصرف ألجل في التعليمــة رقم‪ 79/95:‬الصــادرة‬
‫في ‪ 27‬ديس ــمبر ‪ 1995‬المتعل ــق بتنظيم وتش ــغيل الس ــوق الب ــني للص ــرف في مادت ــه الخامس ــة‪ ،‬على أن ــه‬
‫الســوق الــذي تنجــز فيــه عمليــات صــرف آجلــة تتمثــل في كــل صــفقة يتم من خاللهــا تبــادل عمليــتين بســعر‬
‫يسمى سعر األجل والتسليم الفعلي بعد ‪ 03‬أيام‪.‬‬
‫___________________________________________________________________‬
‫د‪ /‬محمود حميدات – مدخل للتحليل النقدي – ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬الجزائر ‪ 1966‬ص ‪.100-99‬‬ ‫‪.1‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الجزائر تحديات ورهانات‪:‬‬


‫لقــد أصــبح للجزائــر منــذ ‪ 01/01/1996‬ســوق للصــرف‪ ،‬وهــذا الســوق يتمثــل في الســوق مــا بين البنــوك‬
‫حيث أصبح تحديد سعر الصرف للـ دج يخضع آلليـتي العـرض والطلب بمعـنى أن الجزائـر بـدأت تطبـق‬
‫توصــيات صــندوق النقــد الــدولي الســابق الــذكر‪ ،‬وأصــبحت هنــاك كــذلك نقابــة مختصــة في متابعــة خســائر‬
‫الصــرف الـتي أنهكت الوضعيات الماليـة للمؤسسـات اإلقتصــادية العموميـة والقطـاع الخـاص ويطلـق على‬
‫هــذه النقابــة تســمية (لجنــة متابعــة خســائر الصــرف) والــتي ســاهمت رغم العراقيــل الــتي واجهتهــا بوضع‬
‫تصورات تغطيـة خسـائر الصـرف‪ ،‬وتـدل على ذلـك مختلـف تـدخالتها على مسـتوى المؤسسـات والهيئـات‬
‫المالية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬بنك الفالحة والتنمية الريفية بخصوص إجراءات هيكلية المديونية الخارجية للمؤسسات الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬بن ــك التنمي ــة المحلي ــة بخص ــوص المديوني ــة الخارجي ــة والق ــرض المع ــاد هيكلت ــه على م ــدى ‪ 10‬س ــنوات‬
‫حيث أن نســبة التخفيض تبلــغ ‪ ،%9‬أمــا فيمــا يخص المديونيــة الداخليــة فــإن القــرض المعــاد هيكلتــه على‬
‫مدى ‪ 7‬سنوات قد أعطي له أجل إضافي بواقع سنتين (‪.)1998/1999‬‬
‫‪ -‬البنك الخارجي الجزائري بخصوص تخفيض المديونية وإ عادة الهيكلــة حيث أن هــذه الصــالحية تكــون‬
‫لمدة ‪ 5‬سنوات معفاة بنسبة ‪ %9‬ومعبأة إبتداءا من ‪01/01/1998‬‬
‫لكن الهيئات البنكية بقيت تضايق المتعاملين اإلقتصاديين مما جعل هذه اللجنة النقابية ترفع رســائل تنديــد‬
‫بممارس ــة ال تتماش ــى وفلس ــفة إقتص ــاد الس ــوق إلى مختل ــف الهيئ ــات العلي ــا في البالد ومن بينه ــا المجلس‬
‫الشعبي الوطني‪،‬ومحتوى هذه الرسائل حسب ما نشر في الصحافة لجريدة األصــيل يــوم‪ 18/06/98‬ص‬
‫‪6‬‬
‫‪ /1‬إن اإلقتراحـ ــات البنكيـ ــة األخـ ــيرة اآلتيـ ــة من بعض الهيئـ ــات الماليـ ــة المصـ ــاغة تجـ ــاه المسـ ــتثمرين‬
‫الخواص المتضررين من خسائر الصرف غير مقبولة‪.‬‬
‫‪ /2‬هذه اإلقتراحات ال تأخذ بعين اإلعتبار مبدأ المساواة في الصرف‪.‬‬
‫‪ /3‬ه ــذه اإلقتراح ــات ليس ــت فعال ــة وت ــؤدي إلى تس ــارع إضعاف المؤسس ــات اإلس ــتثمارية من ج ــراء‬
‫التعقيدات اإلدارية واإلجراءات البيروقراطية المتعسفة‪.‬‬
‫‪ /4‬ه ــذه اإلج ــراءات التمييزي ــة ال تخضع لمنهجي ــة واقعي ــة تس ــاهم في البعث الجدي ــد للمؤسس ــات ال ــتي‬
‫جمدت وأخرت إستثماراتها ‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬مراقبة الصرف في الجزائر‪:‬‬
‫إن النظـ ــام ‪ 03-90‬المـ ــؤرخ في ‪ 8‬سـ ــبتمبر ‪ 1990‬قـ ــد حـ ــدد بدقـ ــة شـ ــروط تحويـ ــل رؤوس األمـ ــوال إلى‬
‫الجزائر لتمويـل النشـاطات اإلقتصــادية ثم إعـادة تحويلهـا إلى الخـارج مـع المـداخيل الناجمـة عنهـا بطبيعـة‬
‫الحال‪.‬‬
‫وفيما يخص مراقبة الصـرف فقـد تم تحديـد شـروط وقواعـد تنفيـذ هـذه المراقبـة وإ نجازهـا ويمكن تفـويض‬
‫حـ ــق تسـ ــيير الصـ ــرف إلى الوسـ ــائط الماليـ ــة المعتمـ ــدة قانونيـ ــا خاصـ ــة فيمـ ــا يتعلـ ــق بتسـ ــيير وسـ ــائل الـ ــدفع‬
‫بــالعمالت األجنبيــة والــتي ال تنتج بشــكل مباشــر من إيــرادات المحروقــات وأهم العناصــر الــتي تــدخل في‬
‫هذا التفويض‪:‬‬
‫‪ -‬ودائع الزبائن في حسابات العملة الصعبة لدى الوسائط المالية المعينة‪.‬‬
‫‪ -‬عوائد الصادرات من غير المحروقات والعوائد المنجمية باستثناء الجزء الذي يعود إلى المصدر‪.‬‬
‫‪ -‬ك ــل األم ــوال المتأتي ــة من ق ــروض مالي ــة أو اإلقتراضات بالعمل ــة الص ــعبة المتعاق ــد عليه ــا من ط ــرف‬
‫الوسائط المالية المعتمدة إلحتياجاتها الخاصة أو إلحتياجات زبائنها‪.‬‬
‫‪ -‬المبالغ المتأتية من عمليات الشراء في سوق الصرف‪.‬‬
‫‪ -‬موارد أخرى يمكن تحديدها عند الحاجة من طرف البنك المركزي‪.‬‬
‫* ويتم مراقبـ ــة الصـ ــرف بوضع مجموعـ ــة من الضوابط واآلليـ ــات الـ ــتي تهـ ــدف إلى التحكم في جميـ ــع‬
‫التدفقات المالية بين الجزائر والخارج ويمكن ذكر أهم هذه الضوابط فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن يتم تحوي ــل األم ــوال س ــواء إلى الجزائ ــر أو إلى الخ ــارج عن طري ــق إح ــدى الوس ــائط المالي ــة‬
‫المعتمدة أو المرخص لها العمل في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬يتمتــع بحــق التحويــل كــل شــخص طــبيعي أو معنــوي مقيم في الجزائــر‪ ،‬كمــا يســمح لغــير المقيمين فتح‬
‫حساباتهم بالعملة الصعبة لدى الوسائط المالية المعتمدة‪.‬‬
‫‪ -‬تمــر عمليــة تمويــل وإ يــرادات أو صــادرات الســلع والخــدمات مهمــا كــانت طبيعتهــا عــبر عمليــة تــوطين‬
‫لــدى إحــدى البنــوك الوســيطة المعتمــدة وال يمكن لهــذه األخــيرة أن تــرفض عمليــات التــوطين حــتى تضمن‬
‫عقود الواردات والصادرات الشروط التقنية والتنظيمية المطلوبة‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم الوسيط المعتمد بمنح مستورد العملة الصعبة الالزمة لتمويل عملية اإلستيراد أو ضمن الشــروط‬
‫المح ــددة من ط ــرف بن ــك الجزائ ــر فيم ــا يخص تس ــيير ال ــدين الخ ــارجي ويجب أن يتأك ــد الوس ــيط الم ــالي‬
‫المعتمد من شرط توفر وكفاية المسـاحة الماليـة للمسـتورد وتـوفر ضمانات الكفايـة وقــدرة المسـتورد على‬
‫إتمــام عمليــة التجــارة الخارجيــة‪ ،‬ويكــون هــذا الوســيط المــالي مســئوال أمــام البنــك الجزائــري في حالــة عــدم‬
‫قدرة المستورد على الوفاء بإلتزاماته في هذا الشأن‪.‬‬
‫‪ -‬يقـــوم البنـ ــك الوسـ ــيط عقب إسـ ــتالم عوائـ ــد الصـ ــادرات باقتطـ ــاع نصـ ــيب المصـ ــدر من العملـ ــة الصـ ــعبة‬
‫المحـ ــددة بواسـ ــطة التنظيم وتحويلـ ــه إلى رصـ ــيد بالعملـ ــة الصـ ــعبة ويقـ ــوم بمنحـ ــه مقابـ ــل الرصـ ــيد المتبقي‬
‫‪1‬‬
‫بالدينار‪.‬‬
‫____________________________________________________________________‬
‫د‪ /‬الطاهر لطرش‪ -‬تقنيات البنوك‪ -‬ديوان المطبوعات الجامعية – الجزائر (‪ )2005‬الطبعة الخامسة ص ‪.156‬‬ ‫‪.1‬‬

‫خاتمة‬

‫في الختام‪ ،‬أسواق الصرف تمثل جـزًءا حيوًي ا من النظـام المـالي العـالمي‪ .‬تـتيح هـذه األسـواق للمشـاركين‬
‫تحويــل العمالت وإ دارة المخــاطر وتحقيــق األربــاح من تقلبــات أســعار الصــرف‪ .‬تعكس أســواق الصــرف‬
‫التحوالت االقتصادية والسياسية العالمية‪ ،‬وتوفر معلومات هامة لالقتصاديين والمستثمرين‪.‬‬

‫مع تطور التكنولوجيـا‪ ،‬أصــبحت أسـواق الصــرف أكـثر سـهولة الوصــول وأكـثر شـفافية‪ .‬يمكن لألفــراد‬
‫والشركات التداول في هذه األسواق عبر اإلنـترنت بسـهولة‪ ،‬ممـا يـوفر فرًص ا متسـاوية للجميـع لالسـتفادة‬
‫من تقلبات سوق العمالت‪.‬‬

‫على الـرغم من فــرص الـربح المحتملـة الـتي تقـدمها أسـواق الصــرف‪ ،‬يجب أن يكـون المشـاركون على‬
‫علم بالمخ ــاطر المرتبط ــة به ــذا الن ــوع من الت ــداول‪ .‬تقلب ــات أس ــعار الص ــرف يمكن أن تتس ــبب في خس ــائر‬
‫كب ــيرة‪ ،‬ول ــذلك ينبغي على المت ــداولين أن يكون ــوا على دراي ــة ب ــالقوانين واالس ــتراتيجيات المناس ــبة وإ دارة‬
‫المخاطر بعناية‪.‬‬

‫بشــكل عــام‪ ،‬أســواق الصــرف تلعب دوًر ا حاسـًم ا في تســهيل التجــارة الدوليــة وتوفــير الســيولة الماليــة‪.‬‬
‫تتطـ ــور هـ ــذه األسـ ــواق باسـ ــتمرار وتتـ ــأثر بالعديـ ــد من العوامـ ــل االقتصـ ــادية والسياسـ ــية‪ .‬لـ ــذا‪ ،‬يجب على‬
‫المش ــاركين في ه ــذه األس ــواق أن يكون ــوا على دراي ــة ب ــالتطورات العالمي ــة وأن يتبن ــوا اس ــتراتيجية ت ــداول‬
‫مناسبة لتحقيق نجاحهم في هذا المجال التجاري المتقلب والديناميكي‪.‬‬
‫المراجع ‪:‬‬

‫د‪ /‬الطاهر لطرش‪ -‬تقنيات البنوك‪ -‬ديوان المطبوعات الجامعية – الجزائر (‪ )2005‬الطبعة الخامسة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫د‪ /‬عبد المجيد قدي‪ -‬المدخل إلى السياسات اإلقتصادية الكلية– ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪. 2003/2004‬‬
‫د‪ /‬محمود حميدات – مدخل للتحليل النقدي – ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬الجزائر ‪. 1966‬‬ ‫‪‬‬

You might also like